اخر الاخبار

الصفحة الاولى

أصوات الاحتجاج.. الشباب «أوراق بيضاء» في انتخابات تشرين

بغداد - طريق الشعب

استطلعت “طريق الشعب”، آراء عدد من المواطنين، ومن فئات عمرية مختلفة، بشأن مشاركتهم في الانتخابات المرتقبة في 10 تشرين الاول المقبل؛ إذ أجمع المتحدثون على ضرورة سحب الشرعية من منظومة الفساد التي تسيطر على مقدّرات البلاد، عبر مقاطعة يوم الاقتراع، لأنهم يستبعدون ان يحدث تغيير لصالح الشعب “ربما تتبدل الوجوه لكن الحال سيذهب باتجاه الأسوأ” بحسب وجهة نظرهم.

وفي ظل تفشي السلاح المنفلت وسيطرة المال السياسي على الدعاية الانتخابية، واستغلال موارد الدولة من قبل المتنفذين، لا يمكن ضمان “الاصوات النزيهة” في صناديق الاقتراع، وبالتالي فإن التصويت الاحتجاجي (الصوت الأبيض أو الروقة البيضاء)، أي العزوف عن المشاركة في الانتخابات سيكون “خيارا مفضلا” لأغلب الشباب الذين استطلعت آراؤهم هنا.

ويأمل المتحدثون أن تفقد أصواتهم الاحتجاجية الاحزاب المتنفذة المشاركة في الانتخابات “الشرعية الشعبية”، مؤكدين أنهم لا يثقون بالخيارات المطروحة أمامهم “لا بد من رفض المنظومة السياسية”.

وعود كاذبة

تقول الشابة حوراء علي في حديث مع “طريق الشعب”، انها ستشارك في الانتخابات لكنها لن تصوت الى أي مرشح او كتلة “سأهمل صوتي لضمان عدم تزويره”، مشيرة الى ان مشاركتها في الانتخابات السابقة لم تعُد بالنفع عليها وعلى اقرانها من الشباب، وان كل حملات المرشحين الانتخابية رافقتها وعود كاذبة لغرض تحقيق انتصار انتخابي”.

ظلم للشباب

وتعتزم جوان عامر (27 عاما) مقاطعة الانتخابات أيضا، وتحض الشباب على تفعيل الحراك الاحتجاجي الشعبي والنزول الى الشارع احياء لانتفاضة تشرين “للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد”.

وترجع عامر في حديثها لـ “طريق الشعب” قرار المقاطعة الى عدة أسباب من بينها “فقدان الثقة بالمنظومة السياسية التي لم تثبت قدرتها على النهوض بالبلد اقتصاديا واجتماعيا وحتى سياسيا”.

وترجح عامر أن تكون انتخابات تشرين القادمة كسابقاتها “تتبدل الوجوه لكن النتائج ستكون كارثية، ما لم يحدث تغيير في ميزان القوى” بحسب تقديرها.

وتؤكد أنها لم تعد تثق بـ”المتنفذين في السلطة وأحزاب الفساد، طالما ظلموا الشباب. وبالتالي لا يمكن الوثوق بهم بعد مضي 18 عاما من الفشل في إدارة البلد”.

نتائج محسومة

من جهتها، عبّرت المواطنة علية علي صالح عن خيبة امل كبيرة، طوال عقودها السبعة من عمرها: “عاصرت حروبا وحصارا اقتصاديا خانقا، ومن بعدها غزو العراق في العام 2003، وما زلنا نأمل أن يتحسن الوضع”.

تقول المرأة السبعينية أنها شاركت في جميع الانتخابات التي جرت منذ العام 2005، “كانت محسومة النتائج مسبقا. لم يتغير شيء. بينما الشعب يتطلع الى ذلك”.

تهميش الشباب

الشابة ليليان حسين تقول لـ “طريق الشعب”: ان “المنظومة السياسية الحاكمة عمدت الى تهميش الشباب، واضعاف دورهم، وعمدت الى هدم كل احلامهم وطموحاتهم”.

وتضيف ان “قوى السلطة جعلت الشاب يتنازل عن كل مطالبه المرتبطة به، من توفير فرص عمل وخدمات وغيرها، حتى أصبح يطالب بوطن. حتى هذا المطلب كان كبيرا عليهم، فذهبوا باتجاه قتل الشباب بأبشع صورة في انتفاضة تشرين التي ستبقى حية في الذاكرة”.

وتجد حسين ان المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة غير مجدية “ولا نتأمل خيرا بمن سيكون تحت قبة البرلمان حتى لو تبدلت الوجوه”، لأنها تعتقد أن “عمليات التزوير ستكون حاضرة”.

سلاح منفلت ومال سياسي

ويبين الشاب أيوب عبد المحسن لـ “طريق الشعب”، موقفه من الانتخابات القادمة، قائلا انها “لا تعبر عن إرادة المواطنين، وان البيئة غير صالحة لإجرائها”.

ويستبعد عب المحسن ان تكون هناك “انتخابات حرة ونزيهة، في ظل تفشي السلاح المنفلت والمال السياسي الذي يدخل للحملات الانتخابية دون حسيب او رقيب”، لافتا الى ان “قانون انتخابات فصّل على مقاس المتنفذين في السلطة”.

وفي ظل ذلك، يعتقد أيوب ان من الصعب “صعود الإكفاء والوطنيين ومن يستحقون الوصول الى البرلمان، الذي سيتربع على مقاعده من يمتلك أموالا وسلاحا ونفوذا”، وبالتالي “لا جدوى من المشاركة في انتخابات لا يحظى بمنافسة شريفة، وسط هذه الظروف”.

سحب الشرعية

ويخلص عبد المحسن الى ان “تفاقم الازمات التي تعصف بالشعب والشباب على وجه الخصوص، رسخ قناعة تامة لدينا بعدم المشاركة، والذهاب باتجاه المقاطعة”، لافتا الى ان “قوى السلطة تحاول الحصول على الشرعية الأخلاقية والقانونية والسياسية لوجودها عبر انتخابات اشبه ان تكون مسرحية، لكننا لن نعطي أية شرعية لهذه المنظومة المأزومة، بل سنعمد الى سحبها”.

***************

رائد فهمي: الانتخابات المقبلة لن تفضي الى التغيير المنشود

بغداد ـ طريق الشعب

قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، إن “الغاية الرئيسة والحقيقية للانتخابات المبكرة كانت البدء في عملية اجراء تغيير حقيقي في العراق، لكن تلك الغاية أجهضت بالمال السياسي وبالاغتيالات والتسقيط، والكثير من الامور الاخرى”.

وذكر فهمي في تصريح لوكالة NRT عربية، وتابعته “طريق الشعب”، ان “الحزب قرر مقاطعة الانتخابات قبل التيار الصدري، وعندما قررنا مقاطعتها، كان التيار ما زال مصرا على المشاركة فيها”، مضيفاً “لسنا مرتبطين بالتيار الصدري، وأسباب مقاطعتنا للعملية الانتخابية ليست بالضرورة ذاتها التي دفعت التيار الصدري الى المقاطعة، فهم احرار في مواقفهم، كما نحن”. واكد أن للحزب “نهجا سياسيا واقتصاديا معينا يستند الى قناعته بوجود حاجة الى التغيير الحقيقي في العملية السياسية”. ورأى ان “الانتخابات المقبلة لن تقود الى التغيير المنشود، وستعيد ذات القوى المسؤولة عن النهج والرؤى السياسية التي قادت البلاد الى أزمات متلاحقة”.

**************

مطالبات بتسديد ديون الفلاحين

بغداد ـ طريق الشعب

طالب الامين العام لتجمع المنتج الوطني جاسم العامري، امس، الحكومة العراقية باطلاق حقوق الفلاحين المترتبة بذمة الحكومة منذ سنوات. وقال العامري في تصريح صحفي طالعته “طريق الشعب”، “ننتظر اطلاق اجور الفلاحين المتأخرة منذ سنوات، لا سيما وان موسم تسويق الحنطة على الابواب، الامر الذي يمكن المزارع العراقي من منافسة البضائع والمنتجات المستوردة”. وبيّن ان “المستورد يحصل على امواله بالعاجل، فيما يؤخر تسليم الدفعات المستحقة للمنتج العراقي اشهرا، وبعض الاحيان عام او اكثر”.

**************

التحقيق في صفقة الطائرات الباكستانية

بغداد ـ طريق الشعب

كشف عضو لجنة النزاهة البرلمانية صباح طلوبي، في تصريح تابعته «طريق الشعب»، عن إحالة ملف شراء طائرات لصالح وزارة الدفاع من باكستان، إلى هيئة النزاهة لغرض التحقق من صحة هذا العقد من عدمه. وشدد النائب على «ضرورة مراجعة الحكومة لجميع العقود والصفقات الماضية لأن الكثير منها وهمية، أو عقود غير مفعلة من خلال تشكيل هيئة خاصة لهذا الأمر او التصدي له بنفسها». وأضاف طلوبي أن «العراق بحاجة إلى محققين وقضاة بعدد أكبر من العدد الحالي، لضمان عدم تأخير حسم الكثير من ملفات الفساد»، مؤكداً ضرورة «اعتماد الأنظمة الإلكترونية في دوائر الدولة للحد من الرشوة، والتأخير في انجاز معاملات المواطنين».

*************

راصد الطريق

هل هذا صحيح يا مفوضية القضاة ؟

تسرب الى العلن كتاب قيل انه صادر عن مفوضية الانتخابات، ويتضمن امرا إداريا برقم (3972) يؤكد على “اعلام المكتب الوطني في المفوضية بأسماء الموظفين المتخلفين عن المباشرة بالتدريب رغم ظهور أسمائهم(!!) بالقرعة، او الممتنعين عن الحضور لاستكمال إجراءات العمل كموظف اقتراع وذلك لغرض مفاتحة دوائرهم لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.

واضح من هذه الصيغة ان المفوضية هي من اجرت القرعة واختارت هؤلاء الموظفين، وليس الموظفون هم من تطوعوا كما يحصل في البلدان الاخرى، في العمليات الانتخابية.

الامر الآخر هو هل يحق  قانونا ملاحقة الموظف الذي يمتنع عن أداء خدمة طوعية، وليست ضمن واجباته الوظيفية او تخص عمله دائرته تحديدا، وحتى اجباره على المشاركة فيها؟ 

الموظفون  مواطنون لهم الحق في خوض الانتخابات او مقاطعتها، ولا يفترض ان يلاحقوا قانونيا على أي موقف يتخذونه.

وعجيب ان يصدر مثل هذا الامر الاداري، ونأمل ان لا يكون قد صدر فعلا، من مفوضية يتكون مجلسها من قضاة !  

**************

 الصفحة الثانية 

بسبب نقص المياه.. المنتجات الزراعية تواجه الخطر

بغداد ـ طريق الشعب

دعا رئيس لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية سلام الشمري، امس، إلى ضرورة اتخاذ الخطوات الفاعلة لضمان استمرار الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية في العراق في ظل انخفاض مناسيب المياه، جراء قلة تساقط الأمطار لهذا العام.

وقال الشمري في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان عودة استيراد بعض المنتجات الزراعية من الخضراوات بشكل خاص ستستمر وستشمل منتجات اخرى ان استمر نقص المياه دون حلول جذرية.

واضاف ان عدم التجاوب الواضح من دولتي المنبع “ايران وتركيا” مع المطالبات العراقية الخاصة بالحصص المائية سيؤدي الى اضرار مستمرة بالقطاع الزراعي، وسيؤثر بشكل واضح على الخطط الزراعية المستقبلية.

واوضح ان الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية بات في خطر ان استمر نقص المياه المستمر.

***************

كل خميس

©لماذا عدم الكشف

عن المتلاعبين؟

جاسم الحلفي

لم يكن بيان مكتب رئيس مجلس الوزراء في الأول من أيلول ٢٠٢١، الذي اعلن عن احباط محاولة التلاعب بالانتخابات من دون ان يكشف عن أسماء المتورطين فيها والجهات التي تقف خلف العملية، لم يكن كافيا مطلقا. حيث لا تكفي اشارته العامة الى نجاح الأجهزة الأمنية “بإشراف مباشر من القضاء العراقي، في تنفيذ عملية استباقية أحبطت محاولة لتزوير الانتخابات عبر الضغط على عدد من موظفي مفوضية الانتخابات؛ بهدف خلط الأوراق السياسية وإثارة الفوضى». فلماذا لا يجري الكشف عن الشخصيات السياسية والنيابية الحالية والسابقة، وعن موظفي مفوضية الانتخابات المذكورين، وجميع المتورطين في هذه الجريمة، والإسراع في محاكمتهم محاكمة علنية شفافة، ومنعهم من المنافسة الانتخابية؟ نعم، ليس من معنى لهذا الإعلان مع السماح للشخصيات المتورطة في الجريمة بمواصلة التنافس في الانتخابات. فبما انها شخصيات وجهات نافذة فهي تمتلك أموالا وسطوة تضمن لها فوزا بالتزوير في الانتخابات، وستشغل مواقع في السلطتين التشريعية والتنفيذية مرة أخرى، وهكذا يستمر الفساد والتستر عليه.

ان كشف المتلاعبين أولوية لا تقبل التسويف، خاصة بعد ان أعلن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في31 آب ٢٠٢١، ان الفريق الذي شكله المجلس من قضاة التحقيق والمحققين القضائيين، تمكن بالتعاون مع الجهات الأمنية من توقيف العديد من المتهمين بمحاولة تزوير الانتخابات والتلاعب بإرادة الناخبين وشراء بطاقات الانتخابات. ويبدو ان هذه الجريمة التي لم يعلن عن أسماء مرتكبيها، لم تكن الأولى في هذه الانتخابات، فقد سبق ان كشف قاضي التحقيق يوم ٢٦ آب نفسه، عن مجموعة لم يسمّها استعانت بخبراء لأجل تزوير الانتخابات القادمة والتلاعب بنتائجها.

من الواضح ان الفاسدين الذين امتهنوا التزوير وبرعوا فيه، لم يرتدعوا ويرجعوا عن سبيل تزييف إرادة الناخبين، بعد ان اكتسبوا خبرات شيطانية في تقنيات التزوير. فتجدهم يطورون امكانياتهم في هذا المجال وفي اختراق الأجهزة والمعدات، بالتنسيق مع بعض من لا ضمير لهم ولا وجدان ولا اهتمام بشرف المهنة. لقد استهتروا بعد ان امتلكوا ناصية المعارف في الإدارة الانتخابية، وفي تسخيرها لإعادة انتاج الفاسدين.

وكما دلّتنا تجارب الانتخابات السابقة لم تنحصر طرق التزوير في استخدام المال السياسي، وشراء الأصوات، واستغلال حاجات الناس، وعرض الرشاوي، واستخدام مناصب الدولة وامكانياتها في الحملات الانتخابية. فها نحن نشهد الى جانب الإنفاق الهائل للمال السياسي في الحملات الانتخابية، والبذخ غير المبرر في الدعاية الانتخابية والاسراف الفاضح فيها، حيث الإعلانات الباهظة الكلف في التلفزيونات والفلكسات، وإقامة الولائم والاحتفالات، نشهد الاستغلال السافر لإمكانيات الدولة في الحملات الانتخابية، عبر استخدام سطوة المرشحين المتنفذين على بعض رؤساء البلديات للدعاية الانتخابية، حيث يقوم المرشح المتنفذ بالإشراف على فرش ( السوبيس) وتبليط الشوارع، وكأنه يقوم بهذا (الإنجاز) من ماله الخاص. فالمرشح الذي يسرق جهد البلدية ويوظفه في حملته الانتخابية، هو عنصر فاسد وفاقد للأمانة، وهذا الفاسد سيكون قطعا بعيدا عن النزاهة حينما يصبح مسؤولا حكوميا.

من الواضح ان المفسدين لن يكفوا عن استخدام اساليبهم الاجرامية في تزييف الانتخابات، رغم انهم هم من هيأ أجواءها لتناسبهم. وبهذا فهم يعيقون أي محاولة للتغيير مهما بدت ضئيلة. فأيّ معنى لتجنب السلطات المسؤولة كشف هوية القوى والشخصيات المتورطة بالتلاعب والتزييف؟

ان عدم الكشف هذا يجعل السؤال كبيرا في شأن صدقية من تحدثوا كثيرا وما زالوا يتحدثون ولا يكفون عن تأمين نزاهة الانتخابات الوشيكة وشفافيتها!

******************

في الذكرى السنوية العاشرة لاغتيال هادي المهدي

تطلعات وآمال اغتالتها مغامرات المتسلطين

بغداد ـ علي شغاتي

يحيي المدافعون عن حرية التعبير وحقوق الانسان، الذكرى العاشرة لاغتيال الصحفي هادي المهدي، معبرين عن تخوفهم من تراجع ملف حقوق الانسان في البلاد، من خلال التضييق على الحريات، واستمرار عمليات الاغتيال السياسي، وتكميم الافواه.

حالة وجدان

يقول الصحفي بسام عبدالرزاق لـ”طريق الشعب”، ان “هادي المهدي يمثل حالة وجدان خاصة في تعامله مع العراق واوضاعه، تمثلت برحلة شاقة وطويلة ابتدأت من مدينته الديوانية مرورا ببغداد، ومن ثم كردستان ودمشق حتى مغتربه في اوربا”.

ويضيف ان “الخذلان الذي هشم حلم هادي من جديد كان يمثل صدمة كبرى له، فما هي إلا سنوات قليلة لتنكشف مرة اخرى أمامه ضياع الامنيات والفرص بالعراق الذي أراد”، مشيرا الى ان “الفقيد كان مقيدا بثقل تجربته الحياتية والانسانية، فاختار ان يعود لطبيعته، التي كلما ابصرت وطنه المسروق منه، اشتعلت في روحه ثورة الشاب الحالم، الذي لا يوقفه القمع والترهيب لتحقيق حلمه الذي يجمعه بعراق اكثر جمالا وحرية وعدلا”.

تراجع مستمر

بدوره، يسلط الاكاديمي ستار عواد في حديث لـ”طريق الشعب”، الضوء على الأوضاع في العراق بالقول ان “حرية التعبير في العراق في انحدار مستمر، ولا نزال نفتقد سنة بعد أخرى ميزة من ميزات الديمقراطية، مثل حق التعبير عن الرأي”، مشيرا الى ان “السلطة تعمل على وضع قوانين معرقلة لحرية التعبير من خلال وضع لجان رقابية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولجان على ما ينشر في الصحف، الإذاعات والفضائيات”. ويضيف عواد، ان “هيمنة السلاح والقمع الفكري، وترهيب كل من ينتقد انتشار السلاح والفساد، جعل البلاد تواجه منحدرا خطيرا في مجال حرية التعبير”، مبينا ان “الأحزاب المتنفذة واجنداتها مهيمنة على مفاصل ومؤسسات تعنى بالإعلام والاتصالات، وهيئات رقابية أخرى كثيرة، وبدأت تضيق على المؤسسات التي تنتقدها”. ويشير الاكاديمي الى ان “غياب البيئة الامنة دفع اغلب الفضائيات الأجنبية الى اغلاق مكاتبها، ومغادرة الصحفيين الجانب للبلاد”، مبينا ان “العراق يعتبر واحدا من البلدان الأكثر خطرا على حياة الصحفيين، على وفق ما اشارت اليه ارقام الاغتيالات والتضييق”.

نضالات ضائعة

وحول ذات الموضوع، يعلّق الأستاذ في القانون محسن كريم، بالقول: ان “نضالات العراقيين ضد الدكتاتورية كانت تهدف الى بناء بلد يحترم حقوق الانسان، ويضمن الحريات العامة والخاصة للمواطنين، بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية والايديولوجية”. ويضيف كريم لـ”طريق الشعب”، ان “الآمال كانت تصبو نحو التأسيس لعراق مدني وديمقراطي، لكن القوى المتنفذة ضربت كل امال العراقيين عرض الحائط، ومارست أساليب مخزية من اجل الحفاظ على مناصبها ومكاسبها دون الالتفات الى أهمية بناء دولة المؤسسات”، مؤكدا ان “هذه الاعمال كانت سببا مباشرا في عدم ايمان اغلب أبناء الجيل الحالي بالنظام القائم”. ويؤكد القانوني ان “البلاد لن تشهد استقرارا سياسيا واقتصاديا دون نفاذ القانون واحترامه من قبل الجميع، وحصر السلاح في يد الدولة، ومحاسبة المجرمين المسؤولين عن ارتكاب اعمال الاغتيالات في حق الناشطين في الاحتجاجات والصحفيين”.

*****************

اللقاء التشاوري للقوى المنتفضة شكل مجلساً تنسيقياً

قوى تشرين تستعد للاحتجاج مجدداً

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت مجموعة كبيرة من القوى الشبابية المنتفضة والاحزاب والحركات الوطنية والمنبثقة عن انتفاضة تشرين، بالاضافة الى الاتحادات والمنظمات وعوائل الشهداء، مؤخراً، لقاءً تشاورياً هو الاول من نوعه كما وصفه المشاركون.

واجرى برنامج “يحدث في العراق” الذي يبث عبر صفحة الحزب الشيوعي العراقي على فيس بوك، مؤخراً، حواراً مع عضو اللجنة المركزية للحزب بشرى ابو العيس، التي أكدت ان “المشاركين يخططون للتنسيق على اقامة فعاليات احتجاجية بالتزامن مع الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين”. فيما اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب البيت الوطني، مهتدى ابو الجود، في حديثه للبرنامج، ان “ثمرة اللقاء هي التصويت على فكرة انشاء مجلس تشاوري دائم لكل الاحزاب المشاركة والمقاطعة، وجميع من حضر المؤتمر، الذي يعتبر الاول من نوعه منذ سنوات”.

الهدف من اللقاء

وقالت ابو العيس، ان “الهدف من الاجتماع التشاوري هو اجماع عدد كبير من الحراكات والناشطين والذين يضمون شريحة الشباب المتقدمة في صفوف انتفاضة تشرين، وايضا الاتحادات والنقابات والاحزاب التي تعمل تحت مظلة التيار المدني الديمقراطي ويتقدم هؤلاء جميعا عوائل الشهداء الذين استجابوا استجابة رائعة بحضورهم الاجتماع، تمت الدعوة للاجتماع من اجل ان نخطط للاحتفاء بالذكرى الثانية للانتفاضة. ووصلنا الى نقطة مهمة وهي التنظيم”. واضافت “الان ستخرج المبادرات، وهناك سعي لحضور مجاميع اخرى بعد التطمينات التي ظهرت من الشباب الذين حضروا اللقاء. إن الاطر التنظيمية هي حاضنة وداعمة لهذا العمل، ولتنظيم الحركة الاحتجاجية على المستوى الشعبي والسياسي”.

مجلس تشاوري

بدوره، قال مهتدى ابو الجود  “تم الخروج بثمرة وهي التصويت على فكرة انشاء مجلس تشاوري دائم لكل الاحزاب المشاركة والمقاطعة وجميع من حضر المؤتمر، وهو يعتبر المؤتمر الاول من نوعه منذ سنوات، أن يجمع كل الناس الفاعلة في الفضاء المدني مع اختلاف مشاربهم الفكرية، ومع اختلاف توجهاتهم ووجهات نظرهم تجاه القضايا”، وتابع “نحن ابناء المحاولة ولا نكل ولا نمل من المحاولات لجمع كل هذه القوى على ارضية حوار خصبة. ارضية قوية يمكن لنا ان نبين للعالم الخارجي، للبعثات الدبلوماسية والمجتمع الدولي أن الفضاء المدني العراقي هو فضاء غير مشتت. هو فضاء يمكن له ان يجلس الى طاولة حوار ويحدد أولوياته. الحوار قائم ونحن قادرون كقوى فاعلة منظمة لهذا المؤتمر التشاوري على الالتقاء والحوار”.

وبين عضو المكتب السياسي للبيت الوطني، ان “الامور التي طرحت داخل الاجتماع التشاوري جميعها كانت مرنة. كل الجهات التي حضرت يمكن لها اضفاء الافكار ويمكن لها تعديل الافكار التي طرحت. بالمحصلة هو فضاء واسع لطرح الافكار وللخروج بفكرة معينة، وهي يجب التنسيق بين كل التحركات سواء كانت سياسية ام احتجاجية”.

***************

ايضاح

في مقابلة مع الاعلامي نجم الربيعي ضمن برنامج في قناة التغيير يوم  16-8-2021، ادعى باقر جبر صولاغ كذباً وافتراءً بأن جميع اعضاء لجنة كتابة الدستور استلموا مكافأة قدرها (150) الف دولار على دورهم في تمرير الدستور.

 ولما كان هذا الادعاء مجرد افتراء وبعيدا تماما عن الحقيقة والواقع، فقد عمدت مجموعة من اعضاء اللجنة (وانا من ضمنهم كممثل لقائمة اتحاد الشعب في الجمعية الوطنية) الى مطالبة صولاغ بتكذيب الخبر وبالاعتذار علنا وفي نفس البرنامج والقناة عن هذا الادعاء الباطل والظالم.

والا فسترفع ضده دعوى قانونية  امام القضاء.

 للعلم والاطلاع.

حميد مجيد موسى

عضو لجنة كتابة الدستور

5-9-2021

******************

تعزية

بمزيد من الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة والدة الشهداء والمناضلين السيدة (مريم يونس ميخا تعينو) عن عمر ناهز الخامسة والتسعين عاماً فجر اليوم في السويد.

الفقيدة من مواليد القوش (1926)، وهي والدة المناضل الانصاري الفقيد صباح ياقو توماس (ابو ليلى) والشهيدين خيري وطلال توماس، ووالدة كل من الدكتور رمزي وطارق واركان، والسيدات صبيحة ورمزية ونادية وايفون وإخلاص لهم جميعا خالص العزاء.

 الفقيدة عانت شتى انواع الظلم والاضطهاد والملاحقة من قبل ازلام النظام البائد منذ ستينيات القرن الماضي بسبب انتماء اولادها الى الحزب الشيوعي العراقي والتحاقهم بقوات الانصار.

للفقيدة الذكر الطيب، ولبناتها وابنائها ومحبيها جميل الصبر والسلوان

اللجنة الاعلامية

منظمة الحزب الشيوعي العراقي

في ألقوش

6 / ايلول / 2021

**************

الصفحة الثالثة

استقالات في حكومة ذي قار المحلية

احتجاجات تطالب بتوفير فرص العمل والسيطرة على الأسعار

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مناطق واسعة من محافظات البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل، وزيادة رواتب المتقاعدين، وعدم تهميش العمال وانصافهم عبر شمولهم في توزيع قطع الأراضي. فيما أعلن مستشار محافظ ذي قار لشؤون الشهداء والجرحى علي مهدي عجيل، تقديم استقالته احتجاجا على لقاء ومصافحة جمعت المحافظ أحمد الخفاجي برئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي، الذي يواجه اتهامات بقمع المحتجين أثناء انتفاضة تشرين في العام 2019.

استقالات للمسؤولين

وكتب عجيل عبر حسابه في فيسبوك، إنّ “... لن نساوم على الدماء”.

وأضاف، “دماء شبابنا أشرف من حكومتكم، وأنا أعلن استقالتي”، مشددا بالقول: “من قتلهم عادل عبد المهدي هم أولادي وأصدقائي وأحرار الوطن”.

كما وضع معاون محافظ ذي قار، عباس الخزاعي، استقالته تحت يد ذوي ضحايا المحافظة، احتجاجاً على مصافحة المحافظ احمد الخفاجي، لعبد المهدي.  

وقال الخزاعي في تدوينة، طالعتها “طريق الشعب”، “اقسم بدم اخوتي الذين قتلوا على أيدي أشرار الخلق، اني لم أشارك في تلك الحكومة طمعا بمال أو جاه ابداً، بل اشتركت من أجل أن اخدم ابناء مدينتي العظيمة. وكي اثبت للجميع أن شباب ذي قار عامة وتشرين خاصة وثورتهم، لم تأت عبثا ولم تكن طارئة بل ثورة مكتملة يمكن لأبنائها أن يقودوا البلد وأن يصنعوا المجد السياسي والاقتصادي، كما صنعوا ببطولاتهم مجد الحرية”.   

وأضاف، “أضع استقالتي بين أيدي أهالي الشهداء وامهاتهم وأبنائهم والخيرين من أبناء ذي قار الأبطال الأحرار، حرصا على الثبات على ذلك المبدأ الذي سار عليه أزهر وعلي وعمر، وجميع شهداء الوطن الأبطال الذين قتلوا على ايدي المرتزقة بأوامر السفارات الغاشمة”.  

تظاهرات لذوي الضحايا

ونظم العشرات من ذوي ضحايا حريق مركز عزل النقاء في مدينة الناصرية، وقفة احتجاجية، امام موقع الحادث، مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بالكشف عن نتائج التحقيقات وإكمال معاملات تعويضهم من قبل مؤسسة الشهداء.

وقال مراسل “طريق الشعب”، انه “برغم مرور أكثر من شهرين على الحادث، لم تتوصل الجهات المعنية إلى أسباب الحريق والكشف عن المتهمين به وتقديمهم للعدالة”، مشيراً إلى أن “المتظاهرين طالبوا رئيس الحكومة بالإيفاء بتعهداته بمحاسبة المقصرين في الحادث”.

وطالب ذوو الضحايا، مؤسسة الشهداء بالإسراع في إنجاز معاملاتهم من اجل تخفيف العبء عن العوائل المنكوبة.

وتظاهر عدد من اصحاب المخابز والافران في المدينة امام مبنى ادارة المحافظة، احتجاجا على ارتفاع اسعار مادة الطحين، مطالبين الجهات الحكومية بالتدخل لمعالجة ارتفاع أسعار الطحين، الذي وصل سعر الكيس زنة 50 كيلو غراما الى 30 ألف دينار.

وقفة احتجاجية في النجف

ونظم عدد من أهالي النجف وقفة احتجاجية تحت مجسرات ثورة العشرين، مطالبين بإنقاذ جريح انتفاضة تشرين، كميل قاسم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان “المحتجين تجمعوا تحت مجسر ثورة العشرين، قبل الانطلاق بمسيرة راجلة، للمطالبة بإنقاذ جريح انتفاضة تشرين كميل قاسم، من خلال اجراء عملية له، تنقذه من الشلل الرباعي”.

حملة الشهادات العليا يعودون للشارع

من جانبهم، أغلق العشرات من حملة الشهادات العليا، الطريق المؤدي إلى مبنى وزارة المالية في العاصمة بغداد، احتجاجا على عدم توفر فرص عمل لهم.

وطالب حملة الشهادات العليا، الوزارة بتوفير تخصيصات مالية، من اجل استيعابهم في دوائر الدولة.

وكان عدد من المتقدمين للدراسات العليا، نظموا تظاهرة، أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مطالبين بتوسعة المقاعد الدراسية أسوة بباقي السنوات السابقة.

في الاثناء، تظاهر العشرات من المتقاعدين امام مبنى هيئة النزاهة، للمطالبة بزيادة الرواتب وصرف مكافآت الاجازات المتراكمة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من المتقاعدين تظاهروا أمام مبنى هيئة التقاعد العامة للمطالبة بزيادة رواتبهم التقاعدية، وصرف مكافآت الاجازات المتراكمة المتأخرة”، مشيرا الى أنهم طالبوا بإطلاق حقوقهم الموجودة في هيئة التقاعد.

احتجاجات للمهندسين

في غضون ذلك، تظاهر عدد من خريجي الهندسة في محافظة ميسان، أمام شركة المنتجات النفطية، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بان “الخريجين طالبوا بشمولهم في درجات التعيين التي وصلت للشركة، حيث هناك 6000 درجة وظيفية أطلقتها وزارة النفط، خصصت منها للمحافظة 500 درجة”.

الى ذلك، أقدم عدد من خريجي كليات الهندسة في المحافظة، على غلق البوابة الرئيسية لمصفى السماوة، مطالبين بتحقيق الوعود الحكومية التي قطعت لهم بتوفير فرص عمل في المؤسسات النفطية.

وطالب الخريجون رئيس الوزراء بالإيفاء بوعوده التي أطلقها خلال زيارته للمحافظة في نيسان الماضي.

ودخل اعتصام خريجي كليات الزراعة في المحافظة أسبوعه الثاني أمام مبنى مديرية الزراعة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

واكد المشاركون في الاعتصام، الاستمرار في اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم، ملوحين بالتصعيد واللجوء إلى غلق المديرية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

إنصاف العمال

من جهتهم، طالب عدد من الحرفيين وعمّال النظافة العاملين في جامعة واسط، لجنة السكن في المحافظة بشمولهم في توزيع قطع الأراضي أسوة بباقي منتسبي الجامعة. ورفض العمال قرار استبعادهم عن الأراضي، خلال وقفة نظموها امام بوابة الجامعة.

في المقابل، تواصلت احتجاجات أهالي ناحية العبارة، شمال شرق بعقوبة، احتجاجا على التردي الامني واستمرار الهجمات والخروقات الامنية، مهددين بالتصعيد وإغلاق الدوائر الحكومية في حال عدم تنفيذ مطالبهم.

إغلاق للطرق في بعقوبة

وأغلق الأهالي طريق بعقوبة – العبارة منذ 3 ايام، ونصبوا خيمة اعتصام، للمطالبة بمعالجة الخروقات الامنية وهجمات العبوات واسلحة القناص في مناطق الناحية.

وهدّد الأهالي بإغلاق الدوائر الحكومية باستثناء البلدية والصحة في حال عم تنفيذ مطالبهم وانقاذهم من هجمات الموت المستمرة.

في السياق، تظاهر العشرات من المحاضرين امام مبنى مديرية التربية في مدينة بعقوبة احتجاجا على عدم تسلمهم رواتبهم أسوة بأقرانهم في المحافظة.

وأشار عدد من المحتجين الى أن “أكثر من 200 محاضر في مدارس مختلفة، لم تظهر أسماؤهم بقوائم الرواتب التي وزعت للمحاضرين في ديالى”.

واغلق المتظاهرون أبواب مديرية التربية واعتصموا أمام البناية، مطالبين بحل مشكلة الرواتب واطلاقها أسوة بأقرانهم في عموم المحافظة، داعين مديرية التربية والمحافظ إلى معالجة مشكلة الرواتب، مهددين بالتصعيد في حال عدم تنفيذ مطالبهم.

إضراب للأطباء البيطريين

وأقدم الاطباء البيطريون في عموم محافظات العراق، على تنفيذ اضراب عن الدوام بسبب عدم تنفيذ قانون التدرج الوظيفي المعدل للعام 2021 الذي اقره مجلس النواب.

وقال نقيب الاطباء البيطريين في محافظة ديالى، محمود فرحان الشمري في تصريح صحفي، إن “قانون التدرج الطبي البيطري الذي ينص على تعيين الاطباء بشكل مباشر كطبيب مقيم لمدة 4 سنوات لم ينفذ حتى الان، على الرغم من اقراره ومصادقة رئيس الجمهورية عليه، ونشره في جريدة الوقائع، منذ اذار الماضي”.

واضاف، أن “الاطباء البيطريين اضربوا عن الدوام ونظموا وقفات احتجاج في عموم المحافظات، للمطالبة بتنفيذ القانون الذي يعد استحقاقا ضروريا للأطباء بعد قانون التقاعد القسري الذي احال الكفاءات البيطرية على التقاعد، وعدم تعويضهم بتعيينات جديدة ما سبب نقصا حادا بالأطباء البيطريين في عموم المحافظات، في ظل الاستحقاقات المهمة للثروة الحيوانية وما تتطلبه من رعاية واهتمام مستمرين”.

وطالب الشمري وزارة الزراعة والمدير العام للبيطرة بـ”انصاف الاطباء البيطريين وتنفيذ القانون بأسرع وقت ممكن، انصافا للكفاءات الطبية، وانقاذا للثروة الحيوانية من تحديات كبيرة بسبب نقص الكوادر البيطرية”.

*****************

هل قانون الانتخابات النافذ بمستوى طموح الجماهير؟

سالم روضان الموسوي *

ان قانون الانتخابات رقم 9 لسنة 2020 كان من اهم نتائج الاحتجاجات الغاضبة التي قام بها الشعب وقدم لها التضحيات الجسام والتي اطلقت عليها عدة تسميات منها ثورة تشرين واحتجاجات تشرين وغيرها، وهذا القانون كان امل الجماهير في تغيير منظومة العمل التشريعي، الذي يعد أساسا لكل تغيير في واقعنا المزري، لكن بعد ان تم التصويت على اغلب فقراته باستثناء بعضها وهي المفصلية في عملية التغيير فإنها تأخرت كثيرا ولأشهرٍ عدة.  وخلال هذه الفترة تم امتصاص الغضب الجماهيري ومن ثم تمرير ما كان يحفظ للجهات المنتفعة مصالحها، لذلك فان هذا القانون لم يكن بمستوى الطموح وقد أشرتُ الى ذلك في اكثر من مناسبة. ومن اهم الملاحظات التي لم تكن ترضي طموح الجماهير هو فتح باب الترشح لمن كان ملوثاً بشبهة الفساد أو مداناً بجرائم الفساد، ولهؤلاء النفوذ والوجاهة المالية التي تسخر لهم، مما يقلل من فرص التكافؤ مع المرشح المستقل، وسأوجز بعض هذه الملاحظات وعلى وفق الاتي:

  1. ان مجلس النواب هو الأساس الذي تبنى عليه منظومة الحكم في العراق، لان نظام الحكم فيه نيابي (برلماني) وعلى وفق ما ورد في المادة (1) من الدستور التي جاء فيها الاتي (جمهورية العراق دولةٌ اتحاديةٌ واحدةٌ مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ، وهذا الدستور ضامنٌ لوحدة العراق) وهذه الأهمية التي منحت لمجلس النواب يجب ان يقترن بأدوات مؤهلة لهذه المهمة، وأولها وصول أصحاب الخبرة والكفاءة وان يكون المرشح من أصحاب الشهادة الجامعية الأولية على الأقل (البكالوريوس) ، بينما قانون الانتخابات عاد والغى ذلك الشرط وأتاح الفرصة لمن يحصل على الإعدادية ليتحكم بمن نال اعلى الشهادات وعلى وفق ما ورد في المادة (8/رابعاً) من قانون الانتخابات، مع العلم ان عضو مجلس النواب مركزه يساوي مركز الوزير من حيث الرواتب والمخصصات وغيرها من المنافع وعلى وفق ما ورد في المادة (63) من قانون مجلس النواب وتشكيلاته رقم 13 لسنة 2008 ويتقاضى راتباً لا يقل عن عشرة ملايين دينار اذا كان عضوا واثني عشر مليون دينار، اذا كان رئيساً عدا مصاريف الحمايات والسيارات والنقل والسفر وغيرها من الامتيازات، وعلى وفق ما ورد في المادة (1/ثالثاً) من قانون رواتب ومخصصات مجلس النواب رقم (28) لسنة 2011.
  2. ان قانون الانتخابات وردت فيه نصوص سائبة وفضفاضة أتاحت الفرصة لمرتكبي جرائم الفساد المالي بالترشح مرة أخرى، حيث ان نص المادة (8/ثالثاً) من قانون الانتخابات اشترط ان يثبت إثراءه من المال العام بحكم قضائي بات، مع ان الذي شرع القانون يعلم ان ذلك بحكم المستحيل لان قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل لم يرد فيه نص صريح باعتبار الجرائم المتعلقة بالوظيفة العامة والحصول على منافعها من جرائم الكسب غير المشروع، وانما تتم الإدانة على وفق الأحكام النافذة في قانون العقوبات والتي هي بمجملها جنح بسيطة، ويتم الاكتفاء بهذا الحكم واغلبها يتم ايقاف تنفيذ العقوبة بحق المدان، ولا تشكل رادعا لمن يمد يده على المال العام، ولا تتم محاكمته على الكسب غير المشروع الوارد في المواد (17و 18و 19 و 20) من قانون هيئة النزاهة رقم (30) لسنة 2011 ، لذلك لم يصدر أي حكم على متهم بفساد بموجب هذه المواد وإنما يتم الاكتفاء بمواد قانون العقوبات، وهذا النص الوارد في المادة (8/ثالثاً) من قانون الانتخابات قد أتاح الفرصة للتأويل والتفسير الذي يتجه ومصلحة الفاسدين. ومن تطبيقات ذلك قرار محكمة التمييز الاتحادية العدد 1/الهيئة القضائية للانتخابات/2021 في 15/6/2021 الذي سمح لاحد السياسيين بالترشح للانتخابات مع انه محكوم بجرائم الفساد، وعلى وفق ما ورد بشكل صريح في قرار الحكم أعلاه. وكان قرار الحكم قد استند إلى نص المادة (8/ثالثاً) من قانون الانتخابات النافذ .
  3. لم يرد في قانون الانتخابات أي نص يمنع المرشح من أعضاء مجلس النواب أو الوزراء والموظفين من أصحاب الدرجات الخاصة من ممارسة مهامه الوظيفية أو استخدام موارد الدولة التي تعود لدائرته في عملية الدعاية الانتخابية، اذ كان المفروض ان يتضمن القانون نصا صريحا يعد فيه المرشح مستقيلا أو يتمتع بإجازة عن وظيفته خلال فترة الترشح، للحد من توظيف إمكانيات الدولة لمصلحته. وشاهدنا بعضهم استخدم طائرات القوة الجوية للتنقل من اجل توفير الدعاية الانتخابية وهكذا.

ومن خلال عرض هذه الملاحظات نجد ان القانون لم يكن بمستوى طموح الجماهير التي خرجت ضد الفساد، ولم يكن بمستوى التضحيات التي قدمها الشعب من شهداء وجرحى، بعضهم ما زال يرزح تحت شدة الألم أو لأنه أصيب بعوق دائم، وقد بلغ عدد شهداء الاحتجاجات بالمئات والجرحى بالآلاف. وعليه ومما تقدم أرى ان يكثف الجهد التوعوي والتثقيفي تجاه إيجاد معالجة لهذا القانون، بما يتناسب وأهميته في رسم شكل الدولة ومحاربة الفساد وتقويم مسيرة العمل الوظيفي ومنع استنزاف طاقات البلد والعمل نحو توظيف الموارد للنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والأمني والتعليمي.  وهذه المهمة لا تقف عند جهة معينة وإنما لا بد وان يشترك فبها كل مفاصل المجتمع الرسمية وغير الرسمية والشعبية والثقافية، وأجراء الانتخابات في ظل هذا القانون لن يغير من الواقع السياسي القائم الآن حتى وان تمكن بعض المستقلين من الوصول إلى قبة البرلمان فانهم أقلية غير مؤثرة تجاه جموح الجهات المنتفعة من طاقات البلد وموارده الغنية.

ـــــــــــــــــــ

 * قاضٍ متقاعد

قاضٍ متقاعد

******************

الصفحة الرابعة 

ناشط: ملف التحقيق لكشف قتلة المتظاهرين يجب ان لا يمر كالسابقات

اللجان التحقيقية.. أداة لتحقيق العدالة أم لحماية المتورطين؟

بغداد ــ طريق الشعب

تقف العملية السياسية التي تواجه مصاعب ومعرقلات لا حصر لها، أمام اتهامات كثيرة تتعلق بالتغطية على ملفات فساد وهدر وخراب اقتصادي وأمني كبير. وتوجه معظم الاتهامات صوب لجان التحقيق التي يجري تشكيلها للبحث والاستقصاء بعد كل جريمة أو أزمة تحدث؛ حيث يعتقد ناشطون ومختصون أنها دائما ما تخضع للضغوط السياسية. ولهذا فإن الرأي السائد هو عدم فاعلية هذه اللجان، حتى وإن قدمت نتائج هنا وهناك.

ويطرح الكثير من المواطنين ذات السؤال في كل مرة: “هل اللجان التحقيقية تكشف الحقائق فعلا أم تخفيها؟”.

لجان كثيرة ونتائج هزيلة

يقول الأكاديمي علي مراد إن اللجان التحقيقية تمثل سياقا متعارف عليه في كل الدول التي تشهد جرائم تتطلب التحقيق فيها. ويفترض أن تحدد هذه اللجان بتوقيتات زمنية ومتابعة جادة، مردفا “لكن هذا السياق في العراق تم تشويهه وأصبح الرأي العام يقول بأن أي ملف تشكل لجنة للتحقيق بشأنه يعني بأن “الأمور ستبقى غامضة ولن تكشف الحقائق”.

ويوضح مراد خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن التعامل مع اللجان التحقيقية في النظام السياسي الحالي هو “تعامل سطحي، فلا يجري تشكيل لجنة إلا بعد ضجة كبيرة تبديها أوساط صحفية أو شعبية بشأن قضية كبيرة، أو بسبب غضب الرأي العام. ولهذا يتم تشكيل لجنة تحقيقية كردة فعل لا أكثر، ويحدد رئيسها وأعضاؤها بسرعة وبدون دراسة، ومن ثم تبدأ عمليات المماطلة والتسويات السياسية والابتزاز حتى يصل المواطن إلى قناعة تامة بأن أي نتيجة لن تعلن وهذا بالفعل يجري منذ عام 2003 وحتى الآن”.

ويتابع الأكاديمي، أن “واحدة من المفارقات العجيبة في نظام المحاصصة، هو أن اللجان هذه، ورغم رصد مبالغ كبيرة لتأدية واجباتها، تُنسى لاحقا ولا يتم إدراجها ضمن أجندات الجهات التي أمرت بتشكيلها، كالحكومة أو البرلمان على سبيل المثال، وإذا ما جرت مناقشتها فلا تكون هناك جدية حقيقية لكشف التفاصيل وعرضها. حيث أن هذا الأمر يوضح حجم الخلل في إدارة البلد وتشعب الفساد فيه”، لافتا إلى إن “المئات من النماذج الحية يمكن الاستشهاد بها كملفات جرى التحقيق بشأنها لفترة ومن ثم غيبت الحقائق تماما وفلت المتورطون من العقاب”.

المحاصصة أس البلاء

وتتفق المصادر الدولية والمحلية المناوئة للمحاصصة الطائفية، على أن سجل الفساد في العراق قد ازداد سوءا في العقود الماضية، إذ صنفت منظمة “الشفافية الدولية” العراق في المرتبة 117 من أصل 133 دولة عام 2003، قبل أن يتقهقر لاحقا إلى المرتبة 169 من بين 180 دولة.

وغالبا ما يشير المعلقون السياسيون العراقيون إلى أن السبب الرئيسي للفساد في البلاد هو “المحاصصة الطائفية” وتوزيع المراكز الرسمية أو الحكومية بين الجماعات السياسية المتنفذة.

ويبيّن الباحث في الشأن السياسي، أحمد جميل التميمي، أن نظام المحاصصة الطائفية “جعل الفساد أمرا عاديا داخل المؤسسات، وتم ترسيخه وحمايته في النظام السياسي وأصبح منيعا وفق المجريات الحالية”، مبينا أن “رؤساء وزراء كثيرين وعدوا بالكشف عن ملفات تحقيقية متعددة، لكنهم لم يفوا بذلك ولم يمسوا أي طرف متنفذ متهم بأحد هذه الملفات”.

ويلفت التميمي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى إن “النمط السياسي والاقتصادي والقانوني الحالي يعزز بشكل منهجي الفساد ويقويه ويحمي الشخصيات الكبيرة التي تقف خلفه”، كما “تسمح المحاصصة الطائفية بوصول بعض الأشخاص إلى المواقع المهمة بالدولة بكل سهولة، لكنها تمنع محاسبة أي أحد منهم مهما كبر جرمه. ولهذا، فأن تسويف عمل اللجان التحقيقية ليس تقصيرا وإنما منهج واضح يجري العمل به وفق ارتياح أطراف متنفذة كثيرة”.

ملفات كبرى منسية

إن مرور سنوات طويلة على غياب نتائج الكثير من التحقيقات قد ساهم بتراكم عدد الملفات المتعلقة بالفساد وسوء الإدارة والنكبات التي مُني بها الشعب ومؤسسات الدولة.

ويعتبر حصر الملفات التي شكلت بشأنها لجان للتحقق، أمرا ليس بالسهل، لأنه تحول إلى ظاهرة خطرة تنامت بفعل الرغبات السياسية التي تجمع أطرافا متنازعة كثيرة للاتفاق على السير بهذا الطريق الآمن بالنسبة لها.

ويمكن الاستشهاد بمجموعة من الملفات التي ما زال التحقيق بشأنها غائبا عن أعين ومسامع المواطنين؛ ففي عام 2007 استورد العراق نحو 6 آلاف جهاز للكشف عن المتفجرات في تلك الفترة العصيبة، بكلفة قدرت بمائتي مليون دولار. وبعد مرور أيام دامية أودت بحياة الآلاف من الأبرياء، وتوضح في وقت متأخر أن الأجهزة مزيفة وكانت صفقة فساد لأطراف متنفذة.

وبحسب ما يقال من مواطنين وناشطين، فإن السلطات آنذاك اكتفت بمحاسبة رئيس جهاز مكافحة المتفجرات بحسب ما يصفونه “صفقة سياسية حمت الرؤوس الكبيرة التي كانت وراء عملية الشراء الوهمية”.

وفي 30 أيلول 2014، كشف رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، عن وجود 50 ألف موظف (فضائي) في وزارة الدفاع فقط، يتسلمون رواتب بأسماء وهمية. وتحدث عن الاقتراب من الكشف عن تفاصيل الملف والمتورطين فيه، لكن النتائج لم تظهر ايضاً، والسبب بحسب المراقبين، ضغوطات سياسية!

إن رحلة الفساد في العراق هائلة ومعقدة، نظرا لطبيعة النظام السياسي وتشابك المصالح بين القوى المتنفذة. وهذا ما يراه مختصون سببا أساسيا لحماية الفساد وفسح المجال أمامه.

وفي وقت سابق، كشفت هيئة النزاهة، أن وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني مطلوب قضائيا في ما لا يقل عن 9 قضايا فساد، وصدرت بحقه 8 أحكام غيابية بالسجن في قضايا إضرار بالمال العام تتعلق بمخالفات في استيراد مواد غذائية. وتسلمت السلطات الأمنية لاحقا السوداني من الانتربول الدولي، ليفرج عنه بعد ذلك، بعفو عام. كما حدث سيناريو مشابه لمسؤولين آخرين بينهم أمين بغداد الاسبق نعيم عبعوب.

ويجري الحديث كثيرا عن منح وزير التربية الأسبق، شركات خاصة عام 2008 مشروع إنشاء 200 مدرسة، بتكلفة تبلغ 280 مليار دينار (232.7 مليون دولار)، إلا أنه لم يتم تنفيذ المشروع حتى الآن، بسبب خلافات على الأموال مع المقاولين العراقيين، الذين وصل عددهم إلى 18 مقاولاً، هرب غالبيتهم الى خارج البلاد. كما يقدر حجم ما تم إنفاقه على قطاع الكهرباء في العراق، منذ عام 2006 حتى عام 2018، بـ 28 مليار دولار، وفق تقرير رسمي لهيئة النزاهة العامة، في حين يعاني العراقيون حتى الصيف الحالي من ساعات انقطاع طويلة. ولم تكشف الحقائق رغم كثرة اللجان المشكلة بشأن الكهرباء والوعود الحكومية والنيابية المتواصلة.

ويعد ملف احتلال الموصل هو الأكبر والأكثر جدلا إلى الآن، ولم تكشف أية نتائج تفصيلية عما جرى في حينها. وقدر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، كلفة الخسائر الاقتصادية خلال 3 سنوات من سيطرة داعش على مساحات شاسعة في العراق بأكثر من 100 مليار دولار. في حين ما زالت السلطات، تعطّل ملف التحقيق بسقوط الموصل، على الرغم من صدور تقرير نهائي عن لجنة كلّفها البرلمان في التحقيق، دانت مسؤولين كبارا في الدولة.

ضغوط سياسية لحماية المتورطين

يقول الناشط، ياسر أحمد، أن غالبية اللجان التحقيقية التي جرى تشكيلها على مدار سنوات “لم  تحقق شيئا يذكر”.

ويضيف أحمد لـ”طريق الشعب”، إن “هذه اللجان وعلى اختلاف المرجعيات التي أمرت بتشكيلها، لم تكشف الحقائق لأنها غالبا ما تكون رهينة الضغوط السياسية”.

وحول النتائج التي تتوصل إليها هذه اللجان ومنها المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، يعتقد أن “هذا المجلس لم يحقق نتائج مهمة”، مبينا أن “هذه اللجان لم تسجل أي إجراءات قانونية، أو تقدم تعويضات، أو تقوم بمحاسبة المتورطين وتضعهم بين يدي العدالة، لينالوا جزاءهم، كما يعلن أول مرة عنها، حيث كشفت مصادر سياسية كثيرة عن تورط كبار المسؤولين العراقيين في تلك القضايا، مرجعين إغلاق الملفات التحقيقية من قبل اللجان إلى نفوذ هذه الشخصيات، كما أن الشخوص التي تتولى مهام التحقيق بهذه اللجان لا تكون مختصة بالأساليب والآليات القانونية لسير التحقيق والتقصي”.

وفي حديث سابق لعضو اللجنة القانونية النيابية، محمد الغزي، أكد النائب خلاف هذا الرأي.  

حيث يقول في تصريح صحافي إن “اللجان التحقيقية تشكل لموضوع محدد بالذات، وتقدم تقريرها إلى مجلس النواب في وقت محدد، ولا توجد لجان تحقيقية لم تكمل تحقيقها على مستوى تقصي الحقائق”، مضيفا “لا توجد لجان تحقيقية من الدورات السابقة، وجميع اللجان التي شكلتها الحكومة أظهرت نتائجها، وخصوصا على مستوى مكافحة الفساد”.

وأشار الغزي إلى أن “لجنة تقصي الموصل أكملت تقريرها وقدمته للقضاء والنزاهة، واتخذت إجراءات بحق بعضهم”، لافتا إلى أن “حكومة عادل عبد المهدي شكلت بحدود خمس لجان تحقيقية وتقصي حقائق، وأكملت تقريرها، ومنها حادثة العبارة في الموصل، وعلى ضوئها تمّت إقالة محافظ الموصل”.

المطلوب عمله

وبالعودة إلى أحمد، فإن هذه اللجان “أصبحت تشكل خطورة لأنها لا تمارس عملها باستقلال، انما يجري من خلالها طمر الأدلة ومن يقف خلفها”، مستغربا منح لجان التحقيق صلاحيات واسعة “دون خضوعها لمتابعة وإشراف القضاء والادعاء العام أو تشكل برئاسة احدهما حيث هذا لا يجوز دستوريا وقانونيا”.

ودعا إلى “إعادة النظر في طبيعة عمل تلك اللجان وصلاحياتها لتتوافق مع الدستور والقوانين الإجرائية والعقابية، وذلك يكون من خلال إناطة رئاستها بقاضٍ أو احد أعضاء الادعاء العام، وان لا تكون بديلا عن القضاء، وان تحرك الشكوى بحق كل من يتدخل في عمل اللجان استنادا الى المواد ( 233 و 234 و 235 ) الخاصة بالجرائم الماسة بسير العدالة والقضاء، على أن تحدد سقوف زمنية لانجاز اعمالها بالاضافة الى ضرورة ان تقوم الدائرة الاعلامية في مجلس القضاء الاعلى بتزويد وسائل الاعلام بالأحكام والقرارات التي تصدر عن المحاكم وبالذات التي أجري التحقيق فيها من قبل هذه اللجان”.

متى يكشف عن القتلة؟

ويتساءل الناشط المدني زيد شبيب عن اسباب تأخر محاسبة المتورطين بقتل المنتفضين، مؤكداً ان هذا الملف يجب ان لا يمر كما في السابق، كونه متعلقا بمصير العملية السياسية.

ويضيف شبيب في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الحكومة المستقيلة قدمت تقريراً عن احدى اللجان التحقيقية، لكن غاب عنه تشخيص المتسببين في قتل المنتفضين، وكان عبارة عن تقرير يعفي السلطة والمسؤولين الحكوميين من الاحداث الاجرامية.

ويتابع الناشط “لقد وعدت الحكومة الحالية ايضاً بكشف القتلة والمجرمين، وشكلت اللجان لهذا الغرض، وما حدث هو عرض فيديو لشخص قال انه قتل الشهيد هشام الهاشمي، ولم نسمع اخباراً اخرى حتى الآن عن مصير هذا القاتل، والجهة التي تقف خلفه”.

****************

أين نتائج التحقيق في تزوير انتخابات 2018 في العراق؟

سلم علي

تتوالى تصريحات مفوضية الانتخابات والحكومة العراقية، ومعها المنابر الاعلامية للقوى الحاكمة والمتحاصصة، الماسكة بالسلطة، للتأكيد على نزاهة الانتخابات «المبكرة» المقبلة وحرصها على منع التزوير والتلاعب بنتائجها كما جرى في الانتخابات السابقة. وهي، في سياق ذلك وللتدليل على نزاهتها وإثبات حيادها الزائف، تعترف بأن تلك الانتخابات في 2018 شابها بالفعل قدر من الانتهاكات ومحاولات التلاعب والتزوير، ولكنها تدعي انها لا ترقى إلى مستوى يدعو للتشكيك بشرعيتها.

وتشارك في هذه الحملة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، بتقديم ضمانات بأن المنظمة الدولية تراقب سير العملية الانتخابية بشكل فاعل وتسهر على تأمين سلامتها وخلوها من التلاعب والتزوير كما جرى في مرات سابقة. وهذا على رغم ان الأمم المتحدة كانت حاضرة ايضاً في الانتخابات البرلمانية في 2018، قبل الانتخابات وخلالها واثناء فرز وعد اصوات الناخبين من قبل المفوضية «المستقلة» حتى اعلان النتائج النهائية بعد اسابيع عدة، ولم تتردد في المصادقة على نتائجها آنذاك.

لكن ما يجب أن يفعله رئيس الوزراء الكاظمي وبلاسخارت إذا كانا يريدان حقاً استعادة ثقة الناخبين، والمواطنين عموماً، الذين قرروا مقاطعة الانتخابات، هو الكشف فوراً ودون مماطلة وتسويف عن التقرير الخاص بالتحقيق في التزوير والتلاعب في الانتخابات التي جرت في 2018.. بدلاً من إطلاق وعود وضمانات فارغة ومواثيق شرف لا قيمة لها.

فلا يمكن للكاظمي أن ينكر اطلاعه على هذا التقرير، الذي اعترف مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات بوجوده، مؤكدا حقيقة أن المشاركة في انتخابات 2018 لم تتجاوز 22% بينما ادعت المفوضية الانتخابية «المستقلة» آنذاك انها وصلت إلى 44.5%.

أما بلاسخارت فإنها تعلم قطعاً بوجود هذا التقرير، لأن الأمم المتحدة ساهمت ايضاً بـ»مراقبة» العملية الانتخابية في 2018، كما تفعل الآن.

إن الاستمرار بإخفاء نتائج التحقيق في انتخابات 2018 من قبل الكاظمي وممثلة الأمم المتحدة في العراق لا يعني سوى التواطؤ مع القوى الحاكمة والفاسدة التي لجأت إلى التزوير والتلاعب بالانتخابات آنذاك، وتفعل الشىء ذاته مع الانتخابات «المبكرة» بوقاحة متناهية، لمصادرة ارادة الشعب وإعادة انتاج رموز المحاصصة والطائفية السياسية والفساد.

إن على جميع قوى ونشطاء انتفاضة تشرين، وهم يستعدون لإحياء ذكراها الثانية، وكل المواطنين العراقيين الشرفاء أن يرفعوا أصواتهم عالياً للمطالبة بالكشف فوراً عن نتائج التحقيق في تزوير انتخابات 2018، ونشر التقرير الذي جرى التكتم عليه واخفاؤه عن الرأي العام أكثر من ثلاث سنوات.

وهو ما يجب أن يطالب به أيضاً المؤيدون للمشاركة في الانتخابات من المدنيين إذا كانوا حريصين فعلاً على نزاهة العملية الانتخابية، والاّ فانهم سيتحولون إلى شهود زور لمنحها شرعية زائفة.

فمن دون كشف تلك الحقائق، وفضح الجهات المسؤولة عن تزوير انتخابات 2018 والتلاعب بنتائجها وسرقة اصوات الناخبين، لن تكون الانتخابات القادمة سوى تكرار للمهزلة.

********************

الصفحة الخامسة 

الأميّة في اتساع

طالب جامعي: بيننا طلبة لا يجيدون القراءة والكتابة

بغداد ـ طريق الشعب

يعزو مختصون ارتفاع نسب الامية في المجتمع الى “انحدار مستوى التعليم، بسبب الفساد والمحسوبية”.

وهاجم رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، امس، الحكومات السابقة كونها “لم تعمل على برامج حقيقية وفعلية لإنهاء الأمية في العراق”، فيما وجّه وزارة التربية بوضع “خطة شاملة” لمكافحة الظاهرة.

احتفاء حكومي

وقال الكاظمي خلال لقائه عدداً من التربويين لمناسبة اليوم العالمي لمحو الأميّة، “نحتفي في اليوم العالمي لمحو الأميّة الذي من شأنه تعزيز كل ما يحفظ حقوق الإنسان عبر العلم والتعليم”، مردفاً “على الرغم من وجود عدد هائل من الأميين في العالم، لكن من المؤلم أن نجد بين أبناء العراق من لا يجيد القراءة والكتابة”.

وأوضح، أن “الحكومات المتعاقبة لم تعمل على برامج حقيقية وفعلية لإنهاء الأمية في العراق”، مبيناً أنه “تم توجيه وزارة التربية إلى وضع خطة شاملة ومدروسة لمكافحة الأمية على نطاق وطني شامل، لاسيما نحن أمام زيادة سكانية مستمرة في العراق تتطلب معالجات علمية وسريعة لدعم التربية والتعليم”.

بيئة للتطرف

وأشار الكاظمي إلى أن “الأمية والجهل يخلقان بيئة للتطرّف، والأمراض الاجتماعية، والجرائم وغيرها من آفات المجتمع”، منوهاً إلى أن “هناك تقصيرا بالتعليم أدى إلى خلق مناخ من الجهل والأزمات والقبول بالأفكار الخاطئة، والحروب العبثية التي أنتجت بيئة معقدة مع اختفاء الاهتمام بالتعليم والصحة”.

واعتبر، أن “سوء الإدارة، والفساد، وعدم وجود كادر حقيقي للتربية ساهم في تدني مستوى التعليم”، مشدداً على ضرورة “اخذ خطوات صحيحة في دعم وزارة التربية والكادر التربوي والتعليمي بتوفير حياة تليق بهم كي يؤدوا بواجبهم على أفضل وجه”.

وبيّن الكاظمي، أن “الموازنات السابقة في مجال التعليم شيء مخجل، والمطلوب أن تكون هنالك زيادة في الموازنات القادمة تليق باسم العراق وبمسؤوليتنا في إدارة هذا البلد”.

وختم رئيس الوزراء حديثه بالقول “من حق كل العراقيين الحصول على تعليم مجاني لائق، يعمل على فتح الذهن والمعرفة، كي ينعكس على بناء الوطن.. لا نريد إدخال البلاد في متاهات جديدة عنوانها الجهل والتخلف وعدم التفكير بالمستقبل”.

لا أهمية للتعليم

بدوره، يعتقد عضو الاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، حسين علي، ان “مكافحة الامية والارتقاء بالمستوى العلمي ليس من أولويات النظام السياسي القائم”، مشيرا الى ان “مكافحة الامية تتطلب جهودا كبيرة من المؤسسات المعنية من اجل القضاء عليها”.

ويقول علي لـ”طريق الشعب”، ان “تقديرات وزارة التربية لاعداد الاميين في العراق تصل الى حوالي 5 ملايين، وهذا العدد كبير جدا، خاصة اذا ما علمنا ان اعدادا كبيرة من هؤلاء يمثلون فئات عمرية صغيرة السن، كانت ضحية للحروب والانقسامات السياسية والفساد المستشري”.

ويشير الى “وجود تسرب مئات الاف الطلبة من المقاعد الدراسية”. وهناك نسبة لا تتجاوز سوى 30 في المائة من طلبة المرحلة المتوسطة، ينتقلون الى المرحلة الإعدادية من مجموع الدارسين.

ويشير محسن الى “الامية بين صفوف المتعلمين”، موضحا ان “كثيرا من خريجي الجامعات والمعاهد يجهلون اختصاصاتهم، نتيجة لانحدار مستوى التعليم في الجامعات والمدارس على حد سواء”، مشددا على “ضرورة قيام الجهات المعنية بانتهاج سياسة مناسبة للارتقاء بالواقع التعليمي، بعيدا عن الشعارات الرنانة والمصالح الانتخابية”.

طلبة لا يقرأون ولا يكتبون

وتحدث الطالب الجامعي حسن كاظم عن خطورة الامية في العراق، بالقول: هناك طلبة جامعيون بيننا لا يجيدون القراءة والكتابة، وهذا ما حدث قبل جائحة كورونا، اذ طلبت استاذة جامعية من احد الطلبة، كتابة عبارة على لوحة القاعة، لكنه لم يستطع. كان لا يجيد الكتابة.

ويتساءل كاظم، “كيف وصل هذا الطالب الى هذه المرحلة”.

وتابع “هناك تلاميذ يصلون الى مراحل متقدمة في الدراسة الابتدائية، لكنهم يجهلون القراءة والكتابة لاسباب مختلفة، منها سوء الوضع التعليمي، واكتظاظ الصفوف وقلة المدارس وضعف المتابعة”.

تراجع مخيف

من جهته، حدد اثير عبد السادة (معلم)، بعض المشكلات التي تعانيها المدارس، والتي من بينها “الأساليب التدريسية التقليدية، المناهج الدراسية غير المجدية، ونقص الابنية المدرسية”.

وقال عبد السادة في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “طلبة المدارس الابتدائية لم يتمكنوا خلال العامين الماضين من تعلم شيء واحد، بسبب الاعتماد على التعليم الالكتروني، ما فاقم الازمة بصورة كبيرة”.

وشكك المعلم في قدرة الحكومة على مكافحة الامية “في ظل عدم تمكنها من تقديم تعليم جدي للتلاميذ والطلبة”.

**************** 

الأمية تطيح بالملايين من أطفال العراق

خليل ابراهيم العبيدي

يمكن وصف الأمية من أنها أشد أنواع أسلحة الدمار الشامل التي تصيب الشعوب وتدفعها لآجال طويلة إلى الوراء ، وللأمية فيما يسمى بالعراق الجديد أهدافها المعروفة والتي يأتي في مقدمتها تجهيل الأجيال والسيطرة على عقول البشر لأهداف سياسية أو دينية او حتى عنصرية، ولا نضيف جديدا اذا قلنا إن العراق كان يقف في مقدمة دول الشرق الأوسط والعالم العربي فيما يخص مستوى التعليم ومكافحة الأمية، وفي العام 1979حصد العراق خمسة جوائز من الأمم المتحدة (اليونيسكو ) في مسألة تقدمه في مكافحة الأمية، وبرنامج مكافحة الأمية كان واحدا من أهم منجزات ثورة 14 تموز، حيث تم افتتاح المئات من مراكز محو الأمية، وتطوع الشباب والفتيات للتدريس وتعليم الصغار والكبار وقد تخرج الكثير وخاصة من النساء اللواتي أصبحن معلمات وممرضات، وقد بلغ عدد المتطوعات من النساء أكثر من 42 الف متطوعة، وعندها انعقد المؤتمر الأول لرابطة المرأة العراقية حيث افتتح الزعيم عبد الكريم قاسم المؤتمر محييا المرأة ودورها التاريخي في مكافحة الأمية، وقد شهدت الفترة منذ العام 1979 - 1984 تطورا نوعيا في التعليم ومكافحة الأمية ، فقد انخفض مؤشر الأمية للأعمار بين 15- 45 ، وحسب تقارير الامم المتحدة إلى 27 % ، ونسبة النساء فيه 34%، خاصة في الريف، ونسبة الرجال 20%، وذهب البعض إلى القول إلى 10%. غير أن المؤشرات أعلاه أخذت تتراجع بعد العام 1984، جراء الحروب، وبلغت اليوم الأمية مراحل عالية وخاصة بين الأطفال، والمعروف أن التغيير الاجتماعي والاقتصادي الذي لحق بالعراق جراء الاحتلال الامريكي وما تلاه من تكون حكومات غير معنية بالاقتصاد والتعليم، جر البلاد إلى امية قاتلة سيما أمية الأطفال، وتشير الاحصائيات الصادرة عن وزارة التخطيط بالتعاون مع المنظمات الدولية  لعام 2020 إلى ان نسبة الأمية في العراق 13 % لمن تزيد اعمارهم عن ال 10 سنوات ، أي أن عدد الأميين يبلغ 3،7 مليون نسمة، ولم يشر الأستاذ عبد الزهرة الهنداوي إلى أن الأعمار المهمة في حقل الأمية هم المنخرطون في الدراسة من الأطفال بين سن السادسة والنصف والسابعة، إننا لا نشكك بأرقام وزارة التخطيط ولكن ما نشاهده عكس المطروح حكوميا، فلقد اعلن المستر بيتر هوكينز ممثل اليونيسف في العراق، لا زال الأطفال يشهدون رعبا شديدا لا يمكن تصوره وأن أكثر من ثلاثة ملايين طفل لا يذهبون إلى المدارس بشكل منتظم، وأن 1،2 مليون طفل خارج المدارس، ويمكن أضافة القصور الواضح في إدارة وزارة التربية لتعليم الأطفال تحت معطيات وباء كورونا من أن التعليم الابتدائي لم يكن موفقا خلال العامين الأخيرين وأن الصفوف الأولى والثانية والثالثة أعادت التعليم عقدا إلى الوراء، حسب قاعدة تتابع الأجيال.

إن العالم يضع الطفولة في المقدمة إلا العراق، وقد صدق أحدهم حين قال الطفولة هي مرحلة وسطى بين الملائكة والبشر، وهذه الطفولة منسية في جداول النواب والوزراء منذ السقوط، لأنها طفولة منسية في إعداد المناهج الحقيقية لمكافحة الأمية، وإعداد البيئة الصالحة للدراسة ، لا كما هي الحال في مدارسنا الطاردة للطفل المتعلم، ويقول لينين بهذا الصدد أعطني أربع سنوات لتعليم الأطفال، والبذور التي سأزرعها سوف لن تقتلع، نعم لقد تسيس التعليم وصار وزير التربية من حصة هذه الكتلة والتعليم العالي من حصة تلك الكتلة، وصارت التخصيصات التي تصرف للرئاسات الثلاثة أكير من التخصيصات المقررة لوزارة التربية، وصارت المناهج تستبدل من أجل الحصول على عائدات طبع الكتب.

إن معالجة الأمية والحد من تفشيها، يعتمد بالدرجة الاساس على الاهتمام بالتعليم الابتدائي على وجه الخصوص من خلال توفير الأمن للطفل الطالب، والمدرسة الجاذبة اللائقة والمعلم المتعلم بأصول التربية وعلم النفس، وبمعالجة حالة الطفل المادية من خلال مساعدة أهله ماديا لإبعاده عن شبح العمل القسري للطفولة، وأن يتم التفكير جديا بإلزامية التعليم الابتدائي وإصدار قانون مناسب وظروف التسرب الحالية، وأخيرا وعلى سبيل المثال إبعاد الفساد الإداري لمعاون مدير التربية الذي ينقل هذه المديرة أو تلك المعلمة حسبما يراه مناسبا من المردود المالي الذي يحصل عليه، فلنرحم الطفل الملاك ولننقذه من علة الأمية.

******************

أكاديميون : 120 طبيباً نفسياً فقط في عموم البلاد

الانتحار.. المعدلات تتصاعد وخطط الردع غائبة

بغداد ـ عبدالله لطيف

شهدت البلاد تصاعدا في معدلات الانتحار خلال السنوات الأربع الماضية، لكن الارقام التي أشرتها إحصائيات رسمية، عدها مختصون بأنها الأقل مقارنة بتلك الحالات التي يتم تسجيلها في الكثير من البلدان.

ويوافق العاشر من أيلول، اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي اقرته منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للصحة العقلية. بينما لا يوجد في العراق خدمات لمساعدة المقبلين على الانتحار، أو خطط للدعم النفسي، كما إن الأعراف الاجتماعية ونقص الأطباء النفسيين تمثل مشكلة أخرى.

 وبعيداً عن الأسباب الاقتصادية التي أصبحت معروفة لدى الجميع، انها احد العوامل المساهمة في زيادة اعدادهم، يقول مختصون أن الاقبال على الانتحار من عدمه يتعلق بمدى صمود الجهاز المناعي النفسي للإنسان، مؤكدين أن نسب الانتحار في العراق هي الأقل مقارنةً مع العالم.

نسب منخفضة

وقال استاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد، د. علي طاهر الحمود، لـ”طريق الشعب”: إن “نسب الانتحار في العراق ليست مقلقة”، مشيرا الى ان الاعلام يتعاطى معها بطريقة مبالغ فيها.

وأضاف أن “المعدل العالمي للانتحار بحدود 9 أشخاص من كل 100 الف شخص، وفي الدول أوروبا ينتحر 13 من كل 100 الف”، مردفا أن هذا المعدل “ينخفض في دول الشرق والاوسط والدول الدينية”.

وذكر أن “اعلى معدلات الانتحار في روسيا واليابان: حيث ينتحر 23 شخصا من كل 100 الف في اليابان. أما في روسيا فينتحر 16 شخصا من كل 100 الف”.

وأكد الحمود أن “نسبة الانتحار في العراق منخفضة جداً”، مشيراً إلى أنها “تُقدر بـ 1.9 من كل 100 الف شخص. وبالتالي فان هذا منخفض جداً بالمقارنة مع بلدان العالم”.

وعزا الحمود انخفاض نسبة الانتحار في العراق الى “وجود مستويات تضامن اجتماعية عالية، اضافةً الى الحالة الدينية والروح العشائرية”، مبيناً أن “كل ذلك يساهم في خفض مستويات الإحباط واليأس والشعور في العزلة”.

وعدّ المختص في علم الاجتماع ان الضغوط النفسية تشكل “العامل الأول” في دفع الانسان نحو الانتحار، مشيراً إلى أنها “تأخذ احياناً اشكالا مختلفة. آخرها يتمثل في ضغط العوائل على أبنائهم الطلبة في مراحل دراسية معينة”.

وأشار إلى أن “النساء اكثر اقبالاً من الرجال على الانتحار لأسباب مهمة منها العنف الاسري، او اجبارهنّ على الزواج”.

ولفت الانتباه الى أن “العراقيين يعيشون ضغوطات نفسية ومعيشية كبيرة، فضلاً عن غياب وجود الأطباء النفسيين، الذين يبلغ عددهم 120 طبيبا في عموم البلاد، وبرغم ذلك فان الاقبال على الانتحار ما زال في إطار محدود جداً”.

أسباب نفسية

وفي السياق، قال المختص في علم النفس د. سلمان كيوش، إن “نسبة الانتحار ما زالت ضمن الاطار المتوقع، ولم تصل الى نسب مقلقة حتى الان”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، إن “أسباب الانتحار واسعة جداً وتتعلق باعمار المنتحرين، ونسب الوعي عندهم، فضلاً عن اختلاف الجنس”.

ويتوقع الكثير من الناس أن أسبابا اقتصادية واجتماعية، تشكل العامل الرئيسي في دفع الانسان نحو الانتحار، لكن كيوش له وجهة نظر أخرى، إذ يرى ان “العامل النفسي هو الحاسم في دفع الانسان نحو الانتحار. والناس بين قسمين؛ مستعد وغير مستعد للانتحار”.

وذكر أن “الانسان يصل الى قناعة الانتحار بعد سلسلة متصلة من الاخفاقات، وتدمر جهازه المناعي النفسي”.

واورد موقع Health الصحي الأميركي، علامات يجب الانتباه إليها لمعرفة ما إذا كان الشخص المصاب بالاكتئاب ذو “مزاج انتحاري”.

والعلامات هي، بحسب الموقع، عدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة، وتغيرات في النوم والشهية (إما بالزيادة أو النقصان)، ومشاعر اليأس والحزن والأرق، وصعوبة في التركيز أو التفكير أو اتخاذ القرارات.

أرقام وإحصائيات

وفي وقت سابق، قالت مفوضية حقوق الانسان، إنّها سجلت تصاعدا في حالات الانتحار بالعراق خلال 2020، بلغ 644 حالة، مقارنة مع 594 حالة في 2019.

ويسجل العراق ازديادا في حالات الانتحار للعام الرابع على التوالي؛ إذ سجلت البلاد وفاة 519 شخصاً بسبب الانتحار في 2018، و422 حالة في 2017”، وفق أرقام المفوضية.

وكانت العاصمة بغداد أكثر المحافظات تسجيلا لحالات الانتحار بـ139 حالة، في عام 2020، تلتها محافظة البصرة بـ 86، ومحافظة ذي قار بـ80، ومحافظة نينوى بـ69 حالة، فيما توزعت بقية الحالات على المحافظات الأخرى. بحسب المفوضية.

وأشارت إلى أن “368 شخصا من المنتحرين كانوا من الذكور، و276 من الإناث”.

وأفادت بأن “159 حالة منها كانت بواسطة إطلاق النار من أسلحة، و319 حالة بواسطة الشنق باستخدام الحبال، و6 حالات بالقفز من أماكن مرتفعة، و122 حالة باستخدام الحرق بالنار، و20 حالة باستخدام المواد السامة الخطرة، و3 حالات تمثلت بقطع الوريد، و8 حالات عن الطريق الغرق، وحالتين بواسطة الصعق بالكهرباء”.

ووفقا لإحصائية كشفها عن العضو السابق في مفوضية حقوق الانسان فاضل الغراوي، فان “النصف الاول من العام ٢٠٢١ شهد توثيق (٨٧) حالة ومحاولة انتحار منهم (٤٧) من الذكور و (٢٧) من الاناث و( ١٣) من الاحداث”.

واشار الى أن “ذي قار سجلت اعلى معدلات بالانتحار بواقع (19) حالة تلتها محافظة بغداد ب (١٨) حالة”.

وعزا الغراوي تلك الحالات الى “انتشار جائحة كورونا وتردي الاوضاع الاقتصادية والبطالة وخط الفقر والصدمات النفسية وضعف المنظومة القيمية والواعز الديني والاستخدام السيء للاتصالات والعنف الاسري”.

*****************

الصفحة السادسة  

مستشفيات عمرها 50 عاما

القطاع الصحي في خطر وتحذيرات من انهياره

بغداد – وكالات

رفعت فاجعة الحريق الذي اندلع ابان تموز الماضي في “مستشفى الحسين” بمدينة الناصرية، الغطاء عن واقع القطاع الصحي في البلاد من حيث خدماته وتجهيزاته وبناه التحتية، والذي يبدو متدهورا في ظل تحذيرات من انهياره بالكامل، خاصة أن معظم المستشفيات الحكومية الموجودة في بغداد والمحافظات، تم تشييدها منذ سبعينيات القرن الماضي، ولم يطرأ على بناها التحتية تحديث يذكر.

وكانت ردهة الأطفال الخدج في “مستشفى اليرموك” وسط العاصمة، قد شهدت عام 2016 أكبر مآسي حوادث الحريق، حين قتِل 20 رضيعاً وأصيب عشرات آخرون ومعهم عدد من النساء، بحروق بالغة. وقد أعقبت ذلك حوادث أخرى مماثلة، طالت مستشفيات في البصرة وميسان، فضلا عن “مستشفى ابن الخطيب” في ببغداد.

ويعزو مسؤولون في جهاز الدفاع المدني، غالبية تلك الحرائق إلى تهالك مباني المستشفيات وقِدَمها، وعدم وجود تجهيزات خاصة بالإطفاء داخلها، فضلا عن افتقارها لمخارج طوارئ مناسبة.

مستشفيات قديمة 

في حديث لوكالة أنباء “العربي الجديد”، يذكر مسؤول في وزارة الصحة، أن غالبية المستشفيات والمنشآت الصحية في البلاد شيّدت قبل 40 أو حتى 50 عاماً، ولم تخضع طوال أعوام طويلة لأية عمليات تأهيل أو تطوير في هندستها الداخلية والخارجية وبنيتها الأساسية وتجهيزاتها.

ويشير المسؤول الذي لم تذكر وكالة الأنباء اسمه، إلى أن “نحو 190 مستشفى حكومياً شيّدت بين عامي 1956 و2001 في أنحاء العراق، بينها 45 مستشفى في بغداد، مبينا أن غالبية تلك المستشفيات ضخمة وذات قدرات استيعاب كبيرة جداً”.

ويحدد المسؤول ذاته عدد المستشفيات الحكومية التي شيّدت بعد 2003 بتسعة فقط، بينها أربعة بتمويل من منظمة الأمم المتحدة والجيش الأمريكي. كما يكشف عن وجود “235 مستشفى خاصاً، تقدم خدمات طبية باهظة الكلفة، ما يجعل روادها من أصحاب الدخل المرتفع، في وقت يعيش فيه أكثر من 30 في المائة من الشعب تحت خط الفقر”.

ويلفت إلى أن “عدد الأطباء في البلاد لا يتجاوز 27 ألفاً، مع وجود نقص حاد في تخصصات محددة، مثل التخدير وطب الأعصاب وجراحة المسالك البولية، وأن القدرة الاستيعابية للمستشفيات لا تزال أقل من 45 ألف سرير، وهو رقم غير منطقي في بلد يسكنه أكثر من 40 مليون شخص”.

والغريب أن جائحة كورونا لم تحفز المسؤولين على إيجاد حلول أو التفكير في تسريع بناء مستشفيات حكومية “في وقت يتوجب فيه هدم نحو 80 مستشفى باتت غير صالحة للاستخدام” – وفقا للمسؤول، الذي يرى أن “هيكلية وزارة الصحة تواجه فساداً مروعاً، وتخضع منذ أكثر من 16 عاماً لتغييرات أضعفت إدارتها، فرضتها معادلات المحاصصة الطائفية والحزبية والتجاذبات والصراعات السياسية”.

500 ملف فساد

يقول الناشط الحقوقي سلام الموسوي، الذي يشارك في حملة تهدف إلى منع الإفلات من العقاب، أن “هيئة النزاهة أعدّت نحو 500 ملف فساد خاص بوزارة الصحة. لكن التجاذبات والتأثيرات السياسية منعت تفعيل نظر الهيئات المختصة في تلك الملفات”.  ويضيف في حديث صحفي، ان “وزارة الصحة منهكة بالكامل بسبب المحاصصة وتفشي الفساد، ما جعل الأطباء يهرعون للعمل في دول الخليج وغيرها، وبالتالي فإن ذلك خلف نقصا حادا في عدد كبير من التخصصات الطبية”.

الأطباء يهربون

يذكر الطبيب المتخصص في الأورام، علي العزي، الذي غادر العراق قبل نحو ستة أعوام بعد أن هدده مسلحون، ان “كل الظروف غير ملائمة لاستمرار عمل الأطباء ذوي الكفاءة داخل البلاد، الأمر الذي تسبب في هروبهم إلى الخارج”.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة، د. سيف البدر، قد كشف في تصريحات صحفية سابقة، عن هجرة أكثر من 20 ألف طبيب عراقي منذ عام 2003، بينهم أصحاب كفاءات نادرة.

الثقة معدومة

من جهته، يقول المواطن عادل شهاب، الذي كان قد رافق شقيقه لإجراء عملية استئصال للزائدة الدودية في لبنان، أنه “لا ثقة في مستشفيات العراق، حتى في حال إجراء عملية جراحية بسيطة”، مضيفا في حديث صحفي، أنه “قبل ثلاثة أعوام فقدت عائلتي أحد أفرادها نتيجة خطأ في التشخيص الطبي”.

ويتابع شهاب قوله، أن “جميع العراقيين يدركون سوء الواقع الصحي في بلدهم. فلا يمكن إحصاء عدد الأشخاص الذين قضوا بسبب تشخيص طبي خاطئ، وضحايا العمليات الطبية الفاشلة، أو الأدوية غير الفاعلة أو تلك التي انتهى مفعولها. لذا يفضل كثيرون إجراء حتى العمليات البسيطة في الخارج”.

***************

أگـول

من يعيد الحياة إلى

“مجمع الصدور” السياحي!؟

د. عبد الكريم ياسين أسود العزاوي

تمتلك محافظة ديالى مقومات سياحية مهمة، بعضها مستثمر، بينما الكثير منها يحتاج إلى إعادة بناء وتطوير أو استثمار، ومنها مجمع الصدور السياحي الذي تبلغ مساحته  32  دونما، والذي يقع ما بين كازينو وأشجار ودور سكنية ، ويحفل بأراض وتضاريس متنوعة، سهولا وتلالا ووديانا تنحدر من جبال حمرين.

هذا المرفق السياحي أنشئ في ستينيات القرن الماضي من قبل مصلحة المصايف والسياحة. وتم تسليمه إلى إدارة المحافظة بعد حل المؤسسة العامة للسياحة في سنة 1987. وبعد عام 2001 أعدت هيئة السياحة مخططات لبناء مشروع واسع في هذه المنطقة، تشمل قرية سياحية تتكون من عدد من الدور السياحية، إضافة إلى مدينة ألعاب حديثة ومسابح ومطاعم وكازينوهات وقاعات احتفالات ومرسى للزوارق واليخوت، فضلا عن زراعة سفوح التلال المقابلة للموقع بأشجار مختلفة الأنواع.. فالمكان جميل ذو مواصفات متميزة، وتتوفر فيه جميع المقومات الطبيعية، من موقع جغرافي مميز ومناخ معتدل. كما تحيط به المزارع ويتميز بوفرة المياه العذبة القادمة من “سد الصدور”.

بعد عام 2003 تعرض هذا المرفق إلى الإهمال والتجاوز، وتحول إلى ركام بفعل الإرهاب والتخريب.

 وكان هذا المرفق ملتقى ومتنفسا تقصده المدارس والجامعات بسفرات منظمة، فضلا عن العائلات الباحثة عن الراحة والاستجمام التي تأتي من جميع محافظات العراق طيلة أيام السنة، خاصة في فصل الربيع، موسم تدفق المياه عبر بوابات السد.

هل من وقفة جادة لإعادة الحياة إلى هذا الموقع السياحي الجميل، الذي لم يبارح ذاكرة السياحة الجماهيرية، والذي تتوفر فيه جميع مقومات الجذب السياحي، لتكون بداية لجلب رؤوس الأموال والمستثمرين، ونحقق بالتالي عائدا اقتصاديا؟

ويمكن الاسترشاد بإسبانيا على سبيل المثال.. تلك الدولة العظمى في مجال السياحة، التي حوّلت مكب النفايات في “برافا ويتني” إلى منتجعات ومقاصد سياحية عالمية.. فهل بإمكاننا إطلاق العنان لنهضة اقتصادية تحت شعار “السياحة نفط دائم”!؟                                                                                                         

***************

المثنى

إجراءات الاستثمار الزراعي تستغرق عاما كاملا!

السماوة – وكالات

انتقد الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في محافظة المثنى، ما وصفه بصعوبة الإجراءات الخاصة بالاستثمار في القطاع الزراعي، والتي قد تستغرق عاما كاملا لإتمامها.

وقال رئيس الاتحاد عواد عطشان، في حديث صحفي، ان هناك صعوبة في إجراءات الاستثمار الزراعي التي تقع على عاتق الجهات الحكومية المعنية، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات تتعلق بصرف الوقود وتوفير المستلزمات الزراعية مثل المرشات والمكننة، فضلا عن تسويق المنتج.

ودعا عطشان إلى تسهيل تلك الإجراءات، من أجل تحقيق زيادة في إنتاجية الأرض وفي رأس المال المستثمر، إلى جانب توفير فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي.

***************

الموصل

مراجعو دائرة التعويضات يشكون روتين “المساءلة والعدالة”

الموصل – وكالات

شكا العشرات من مراجعي دائرة التعويضات في الموصل، تأخر إنجاز معاملاتهم بسبب إجراء "المساءلة والعدالة" الذي فرض أخيرا على المشمولين بالتعويضات، شهداء وجرحى ومتضررين من الإرهاب والحرب عليه.

وقال المراجع أحمد نعمان، في حديث صحفي، إنه انتظر قرابة عام ونصف العام لحين وصول بيان التدقيق الأمني الخاص باسم ابنه الشهيد وأسماء ورثته، ليتفاجأ لاحقاً بأن إتمام المعاملة يتطلب أيضا جلب تصريح آخر يخص المساءلة والعدالة.

وأضاف قائلا، أنه "سمعت بأن مجلس الوزراء صوّت على عدم العمل بهذا الإجراء، لكنني عندما راجعت دائرة التعويضات تفاجأت بأن لا شيء قد تغير، وأن إنجاز المعاملات لا يزال متوقفا على المساءلة والعدالة".

وبحسب وكالات أنباء، فإن حال ها الرجل مشابه للعشرات ممن أكملوا معاملاتهم، وتفاجأوا بعدها بأنها متوقفة بسبب هذا الإجراء الذي فرضته مؤسسة الشهداء أخيرا.

من جانبه، قال مدير سكرتارية اللجنة الفرعية للتعويضات في نينوى، محمد عكلة، ان "من حق الناس الاستياء من هذا القرار. فهم كانوا ينتظرون إكمال معاملاتهم، لكنهم تفاجأوا بالإجراء الجديد".

وأشار في حديث صحفي، إلى أنه سمع أيضا عبر وسائل الإعلام، بأن مجلس الوزراء صوت على عدم العمل بإجراء المساءلة والعدالة "إلا أن الأمر لا يزال مجرد كلام قيل في الإعلام، وان دائرة التعويضات كمؤسسة رسمية، لم يرد إليها أي شيء رسمي في هذا الشأن حتى الآن، وهناك آلاف المعاملات متوقفة على هذا الإجراء" – على حد قوله.

ولفت عكلة إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يذاع فيها قرار ولا يتم العمل به. فقد صرح مستشار الأمن القومي، في وقت سابق، بإلغاء التصاريح الأمنية المشروطة على المستفيدين من التعويضات، لكن العمل بهذه التصاريح لا يزال مستمرا".

وبين أن "التصريح بهذه القرارات في وسائل الاعلام دون تطبيقها فعلياً، يسبب حرجاً كبيراً للدائرة المعنية"، مطالباً محافظ نينوى بـ"ضرورة التحرك لمتابعة القرار والتأكد فيما اذا كان مجرد دعاية إعلامية أم انه قرار فعلي وسيتم العمل به".

****************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، ومعها منظمة الحزب في ناحية جبَلَه، الرفيق عدنان مطشر كاظم (ابو قحطان).

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان.

كما تعزي اللجنة المحلية، بوفاة المحامي والأديب عبد الستار علي جبر الشمري، شقيق المناضل جبار الشمري (ابو هادي) بطل معركة الاهوار وسليل العائلة الشيوعية ذات التاريخ الوضاء.

وتبعث اللجنة المحلية بأحر التعازي والمواساة إلى أشقاء الفقيد: المهندس فلاح والاستاذ صباح والناشط المدني اسعد وجبار.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ومحبيه خالص العزاء.

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الاولى، ابنة صديق الحزب مجيد دبه (ام جعفر)، التي توفيت إثر مضاعفات فيروس كورونا.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لوالدها وسائر أهلها.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، الرفيق عزيز الملا عباس (ابو نورس) بوفاة شقيقه محمد.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

*****************

الصفحة السابعة 

صحفيون عن عملية الهروب: نجاح يشبه المعجزة

قوى ديمقراطية ويسارية تدعو لاحتضان الأسرى المحررين

القدس ـ طريق الشعب

في أعقاب هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع في الاراضي الاسرائيلية، دعت منظمات ديمقراطية ويسارية ابناء الشعب الفلسطيني الى احتضان هؤلاء الاسرى الهاربين، وتوفير البيئة الامنة لهم.

وفيما وصف بعض المعلقين الهروب بأنه إنجاز يشبه المعجزة، داهمت الشرطة الاسرائيلية احياء وقرى قرب السجن، واعتقلت افرادا من أسر الهاربين الستة.

“احتضان الاسرة الهاربين”

وأشاد حزب الشعب الفلسطيني بنجاح العملية البطولية لأسرى سجن “جلبوع” الاسرائيلي، حيث تمكن ستة منهم بقوة الارادة من كسر القيود وتحرير أنفسهم.

جاء ذلك في بيان صحفي أصدره الحزب، وأكد فيه أن “ما قام به الأسرى الستة يعد عملا بطوليا في ظل الظروف الاعتقالية الصعبة التي يعاني منها أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال، وبعد أن فقدوا الأمل في الإفراج عنهم في ظل الصمت الدولي والعربي تجاه قضيتهم”.

وشدد الحزب على ضرورة أن “تتحمل المنظمات الدولية والحقوقية لمسؤولياتها وتكثيف عملها بجدية من أجل اطلاق سراح أسرانا من سجون الاحتلال باعتبارهم أسرى حرب”.

انتصار جديد

وفي الوقت الذي حيا فيه الحزب، الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجون الاحتلال، دعا جماهير الشعب والسلطة الفلسطينية إلى توفير الحاضنة الشعبية والرسمية لهؤلاء الأسرى، حتى لا يقعوا مرة أخرى في قبضة قوات الاحتلال.

وفي السياق، اعتبر عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وسكرتير عام اتحاد الشباب ‏الديمقراطي الفلسطيني، في حديث خص به “طريق الشعب”، أن “تمكن الاسرى الفلسطينيين الستة من التحرر وهم المحكومون ‏بالمؤبدات، وكسرهم قيد الاحتلال شكل انتصاراً جديداً لإرادة شعبنا الفلسطيني الذي رأى في هذا ‏العمل البطولي انتصاراً وتجسيداً للروح الكفاحية البطولية للحركة الأسيرة التي رفضت الخضوع ‏لإملاءات الاحتلال وتلعب دوراً رئيسياً في النضال والمقاومة الفلسطينية وتشكل رافدة رئيسية ‏لمسيرة المقاومة والانتفاضة المتواصلة من اجل نيل الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال ‏والاستعمار الصهيوني”.‏

وأضاف احمد، ان “تمكن الابطال الستة من نيل وانتزاع الحرية رغماً عن الاحتلال شكل ضربة قوية ‏لمنظومة الاحتلال الأمنية، وعبّر بوضوح عن الروح الكفاحية للأسرى وتطلعهم لنيل الحرية وكسر ‏قيود السجون التي يتعرضون فيها لأبشع انواع التعذيب والإجراءات الوحشية المخالفة لكل القوانين ‏وشريعة حقوق الانسان، وهذا العمل البطولي هو حق لاكثر من 5800 أسير فلسطيني يقبعون في ‏السجون الإسرائيلية في محاولة من الاحتلال لكسر إرادة الصمود والمقاومة ودفع الشعب الفلسطيني ‏للاستسلام. لكن الاحتلال يفشل دوماً ويتلقى الضربات المعبرة عن إرادة الشعب الفلسطيني في ‏الوطن والشتات وفي القلب منه الحركة الاسيرة التي ستواصل الكفاح الفلسطيني”.‏

وشدد احمد على أهمية “اخذ الدروس والعبر من هذا العمل البطولي الذي يؤكد إصرار الشعب ‏الفلسطيني على مواصلة نضاله ورفضه لكل المؤامرات والمشاريع التي تستهدف قضيته وحقوقه ‏الوطنية”، داعياً الى “احتضان قضية الاسرى على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي وحماية الاسرى من ‏ممارسات الاحتلال لتفعيل دور المنظمات الحقوقية والإنسانية في الضغط من اجل الافراج عنهم ونيل ‏الحرية كونهم مناضلين من اجل الكرامة والاستقلال، ولهم الحق بالكفاح من اجل حريتهم بكافة ‏الأدوات والسبل الممكنة واستمرار اعتقالهم هو جريمة حرب وخرق فاضح لكافة المواثيق الدولية ‏وشريعة حقوق الانسان”.‏

الحق في التحرر

من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية في بيان تحصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، إن “الاسرى الستة الابطال الذين تمكنوا من الهرب من السجن عبر نفق قاموا بحفره على مدى أشهر طويلة، والذين عرف منهم الاسير البطل زكريا الزبيدي والاسير البطل محمود العارضة، لهو دليل على أن إرادة وتطلع كل الاسرى الابطال للحرية من الاحتلال وقيوده وسجونه اكبر بكثير واعظم من كل الاجراءات الامنية المشددة التي يتخذها الاحتلال ممثلا بادارة السجون”.

وأضافت أن “الجبهة الديمقراطية وهي تهنئ الاسرى الابطال الستة، تدعو جماهير شعبنا في أراضي الـ ٤٨ وفي الضفة الغربية إلى احتضانهم وتوفير سبل الامان لهم، حتى يتمكنوا من العيش الكريم الحر”.

وأكدت الجبهة أن “من حق الاسرى الفلسطينيين التحرر بكافة السبل والوسائل، وذلك لأنهم مناضلون من أجل الحرية والاستقلال، وإن استمرار اعتقالهم والتنكيل بهم هو مخالف للقوانين الدولية ولكل الشرائع”.

نجاح يشبه المعجزة

ويقول الصحفي في جريدة القدس العربي، محمد عايش، إن العملية “تُشكل محطة فاصلة ومنعطفا مهما في مسار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وسوف تظل عملية مذكورة ومدروسة”.

ويضيف الصحفي ان “خلاصة هذه العملية هي أن الشعوب -ومنها الفلسطينيون- لا يُمكن أن تقهرهم آلة القمع ولا آلة التخويف العسكرية، وأن لدى المناضلين إرادة ليس بمقدور السجّان أن يكتشفها ولا أن يختبرها، وأن الاحتلال لا يمكن أن يعيش في رخاء الى الأبد، بل لا بد من يوم ينتهي فيه، وأن من يعيشون خلف القضبان لا بد لهم من الحصول على حريتهم، ولدى الشعب الفلسطيني القدرة على ابتكار الطرق الجديدة كل يوم للتحرر”.

وتحت عنوان “الهروب الكبير”، يقول تميم منصور في صحيفة رأي اليوم الفلسطينية التي تصدر من لندن، إن نجاح العملية “يؤكد أن الحرية لا توقفها القضبان والحراس والكاميرات وتعذيب السجان. نبض الحرية أقوى من الجدران المصفحة وحلم الإنسان بالحرية يبقى أهم شيء في حياته، هذا الذي تحاول السلطات الاحتلالية انكاره على الفلسطيني”.

كما تصف أخبار اليوم اللبنانية في افتتاحيتها أن “نجاح العملية يشبه المعجزة... معجزةٌ لا تفتأ الأرض الوفيّة لأصحابها تُجدّدها، مُخرجةً من باطنها، في كلّ حين، عيداً للفلسطينيين ولكلّ من يناصرهم حول العالم”.

مطاردة واعتقال

الى ذلك، داهمت قوات الأمن الإسرائيلية عدة بلدات وقرى في شمال البلاد وفي الضفة الغربية المحتلة؛ ضمن حملات البحث المكثفة، عن الأسرى المعتقلين الفلسطينيين الستة الفارين من سجن جلبوع.

وتشارك في الحملات عدة آلاف من أفراد الشرطة وحرس الحدود ووحدة مكافحة الإرهاب “اليمام”، تساندها طائرات عمودية وطائرات مسيرة دون طيار، بالإضافة إلى جهاز الأمن العام “شاباك”.

وترجح السلطات الأمنية الإسرائيلية أن الأسرى الستة، أو بعضا منهم، ما زالوا موجودين في إسرائيل، ولم يتجاوزوا الحدود إلى الأردن أو الضفة الغربية أو سوريا ولبنان.

واعتقلت قوات الاحتلال يعقوب نفيعات، والد الأسير مناضل نفيعات من بلدة يعبد، ورداد عارضة شقيق الأسير محمود عارضة من بلدة عرابة، واعتقلت باسم قاسم عارضة، شقيق الأسير محمد قاسم عارضة.

وافادت مصادر محلية بان قوات الاحتلال اقتحمت بلدتيّ يعبد وعرابة جنوب جنين صباح أمس بحثاً عن أجهزة تسجيل الكاميرات. وطوال ساعات فجر الأمس، واصل المئات من جنود الاحتلال حملات التمشيط والدهم في بلدات وقرى عانين والطيبة والعرقة غرب جنين، الى جانب حملاتها في الجنوب الغربي من جنين من بلدات برطعة حتى يعبد وأم دار وظهر العبد، بحثا عن الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع.

كما قامت القوات الإسرائيلية باقتحام قرى عربونة والجامعة وفقوعة، شرقي جنين في الضفة الغربية، وجميعها قريبة من سجن “جلبوع”.

وداهمت قوات الاحتلال، في وقت سابق، قرية الناعورة الواقعة شمال سجن “جلبوع”. وقامت باعتقال ثلاثة أشخاص بمن فيهم إمام مسجد القرية، قبل الإفراج عنه في وقت لاحق.

تعذيب في السجن

وفي الاثناء، أفادت وكالات الانباء بأن “السجانين الإسرائيليين في السجن هاجموا الأسرى في قسم 3 بالغازات، وأن توترا شديدا يسود السجن”.

وأفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين بأن “وحدات القمع التابعة لإدارة السجون الإسرائيلية نفذت، ليلة الثلاثاء، هجمة شرسة باستخدام الغاز ضد أسرى القسم 3 في السجن”.

وأشار المكتب إلى أن “توترا شديدا يسود السجن حتى اللحظة، وذلك بعد فرار 6 أسرى فلسطينيين من هذا السجن عبر نفق”.

ونقلت وسائل اعلام محلية اخباراً عن اندلاع أعمال شغب في سجني كتسيعوت وريمون في جنوب إسرائيل على خلفية تشديد السلطات الإجراءات داخلهما، بعد فرار ستة معتقلين فلسطينيين مطلع الأسبوع الجاري.

وعلى أثر ذلك، استدعى الجيش الإسرائيلي نحو 30 عسكريا إلى سجن كتسيعوت (سجن النقب) للتعامل مع أعمال الشغب التي اندلعت امس الأربعاء داخله.

وذكرت إذاعة الجيش الاستدعاء شمل عناصر من لواء غيفعاتي والموظفين الطبيين من كتيبة كاراكال للتعامل مع أعمال الشغب في السجن المذكور.

******************

رؤية تقدمية لواقع البلاد المعقد

أفغانستان والمراوحة في المربع الأول

رشيد غويلب

تتحدث الأنباء عن سيطرة طالبان على آخر معقل للمعارضة في ولاية بنشير، مع  ضيق مساحة التوقعات لمستقبل البلاد، ويبدو واضحا أن أفغانستان ستبقى إمارة إسلامية، مع فارق بسيط هو مباركة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لحكومة طالبان، وتحول البلاد إلى ميدان لحرب المصالح بين مراكز الهيمنة العالمية، أي بين أقطاب المعسكر الغربي، ومنافسيه في روسيا والصين، دون اهمال القوى الإقليمية مثل ايران وتركيا. ومع تسارع الأحداث والكم الهائل من الأخبار والتقارير والتحليلات المختلفة بقيت الأصوات التقدمية واليسارية محدودة المساحة في امبراطوريات الإعلام العالمية.

جريدة “نويزدويجلاند” (المانيا الجديدة) نشرت حوارا مطولا مع ناشطات من “الجمعية الثورية للنساء في أفغانستان” تضمن تصورات لنساء يواصلن نضالهن السري والعلني في بلاد يحكمها السيف وتسير نحو المجهول.

من أجل مقاومة حقيقية

واقع النساء في أفغانستان صعب جدا، لذلك لا نتوقع منهن تصدر مقاومة مسلحة.  تنتشر الأمية في أوساط النساء بشكل كبير جدا، وهناك ضعف واضح في الوعي السياسي، واعتماد اقتصادي مطلق على الرجال، وغياب المشاركة المؤثرة في الحياة السياسية والاجتماعية، وبالتالي فالنساء يكاد يكن غير مرئيات في المجتمع. وضعهن في العاصمة أفضل من الأرياف حيث يولدن ويموتن في المنازل، وحتى عند دفنهن يسجلن باسم أحد ذكور العائلة.

وترى الناشطات أن انتفاضة النساء، مسلحة كانت، أو غير مسلحة، لا يمكن أن تكون مؤثرة إلا إذا جاءت من قلب المجتمع، ومدعومة من الرجال المضطهدين، ومصحوبة بتعبئة سياسية لنساء متفاعلات مع العالم الخارجي. لو وجدت مثل هذه المقاومة النسوية، لما تجرأت حركة طالبان أو غيرها من القوى المتعصبة على الاستيلاء على السلطة، لأن ذلك سيؤدي إلى انتفاضة جديدة ضد الأصولية.  لقد وجدت محاولات شجاعة تقدمية من قبل النساء، لكن يجب التمييز بين المقاومة الحقيقية وعمليات الاستعراض.

استولت طالبان على السلطة في أفغانستان تقريبًا دون قتال - لكن التقارير عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء عنف طالبان في العديد من مقاطعات البلاد، ظلت بعيدة عن وسائل الإعلام. لقد كتب الكثير من قوى اليسار والتقدم، خلال العشرين سنة الماضية، أن الولايات المتحدة لم تكن في أفغانستان للقضاء على الإرهاب أو الأصولية. وكان من الواضح تماما أن نهاية الاحتلال العسكري لا يمكن أن تكون ناجحة ومناسبة للفرح.

الحكومات الغربية قدمت الدعم العسكري للجهاديين، وخلقت أرضية لفساد غير مسبوق، وحولت أفغانستان إلى دولة مافيا ومخدرات، ومكنت الارهابيين من خلال مبيعات الأسلحة، والعمليات الإرهابية ضد المدنيين العزل، من السخرية من القيم الأساسية، كالديمقراطية وحقوق المرأة.

ولكن الجريمة الأكبر كانت تعزيز قوة طالبان الإرهابية، واعطاها الفرصة لاحتلال كابول ثانية، بعد توقيع اتفاقية معها، والإفراج عن جميع أسراها، ورفع أسماء قادتها من قوائم الأمم المتحدة الخاصة بالإرهاب، وتوفير جميع الوسائل الممكنة والشرعية الدولية عبر كوميديا ما يسمى بـ „محادثات السلام”. لا يزال المتحدثون باسم طالبان يتجنبون الخطاب العدواني تجاه النساء. لكن شوارع البلاد تكاد تخلو من النسوة، وجميع النساء ترتدي الحجاب تعبيرا عن الخوف، وتم الفصل بين الجنسين في المدراس ومنعت النساء من ممارسة مهنة التعليم.  الكثير من الناس يشعرون وكأنهم يعيشون في مدينة ميتة. الهمس الوحيد الذي يمكنك سماعه هو عن إمكانية الفرار. حتى لو تظاهر الطالبان بأنهم ليسوا ضد المرأة، فإنهم يولون أهمية كبيرة لتطبيق الشريعة. في عام 2021 وحده، قتلت طالبان العديد من الناشطات البارزات، والعاملين في المجال الإنساني، وضباط الشرطة، وأفراد الجيش والقضاء، والعاملين في مجال الصحة والتطعيم، والصحفيين، والإعلاميين.

صعوبات غير مسبوقة تواجه اليسار الأفغاني

عندما تكون الحكومات الرجعية في السلطة في أفغانستان أو أي بلد آخر، فإن الوضع بالتأكيد ليس مثاليًا للجماعات التقدمية واليسارية. ومع ذلك، فإن الواجب التاريخي للقوى الثورية هو العمل والنضال في ظل أكثر الظروف صعوبة. ستواصل القوى التقدمية واليسارية بالتأكيد العمل في أفغانستان والتعلم من الماضي لليسار المجيد.

لقد عانى اليساريون والتقدميون حتى قبل وصول الجهاديين إلى السلطة، بسبب صراعاتهم الداخلية والجمود الفكري، والممارسات الاستبدادية التي سادت سنوات الصراع على السلطة. ثم أصبح العديد من الشخصيات اليسارية المعروفة والقادة والناشطين، منذ بداية التسعينات ضحايا للأصوليين.  لقد كان للقادة الجهاديين معسكراتهم الخاصة ومراكز تدريبهم وسجونهم التي وسعتها وكالة الاستخبارات الباكستانية ومولتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك يواصل اليسار نضاله في ظروف لا توصف بصعوبتها.

التضامن الأممي سلاح استثنائي

إن نضال قوى اليسار والتقدم بحاجة إلى تضامن أممي واسع، للحد من الاعتراف الدولي بحكومة طالبان.

تزعم وسائل الإعلام السائدة أن طالبان استعادت السلطة لأن الشعب الأفغاني يقف وراءها، لكن هذه كذبة صريحة. الصور المروعة الأخيرة من مطار كابول، لأشخاص معلقين على الطائرات، تثبت أن الناس لا يريدون أن يعيشوا مضطهدين من قبل طالبان. إنهم يفضلون الموت على العيش في الجحيم.

********************

الانتخابات المغربية 

حزب التقدم والاشتراكية

يطمح في 30 مقعدا

طريق الشعب ـ وكالات

أعلن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في المغرب، نبيل بنعبدالله، أن «الحزب يطمح إلى الحصول على 30 مقعدا في الانتخابات التّشريعية المقرّرة في 8 ايلول الجاري». وقال بنعبدالله في حوال متلفز إن «الطريق إلى انتخابات 2021»، الذي نشرته جريدة هسبريس: «خلال انتخابات 2016 كان تراجُعنا مرتبطا بالمواقف التي أعلن عنها الحزب آنذاك، والدليل على ذلك هو حصولنا في 2015 على 500 ألف صوت، وفي 2016 حصلنا على 220 ألف صوت، وقد كان الحزب في تلك الفترة في موقع تصاعدي وله حضور جماهيري وسياسي، لكن وقع ما وقع».

وأعرب بنعبدالله عن ثقته بتجاوز العدد المطلوب لتكوين فريق نيابي خلال الاستحقاقات المقبلة، وقال: «بإمكاننا الوصول إلى ذلك. في الانتخابات المحلية لعام 2016 حصلنا على 1800 مقعد، وفي هذه الانتخابات نراهن على 2500 مقعد»، رابطا فوز حزبه بالانتخابات بتصويت المغاربة الكثيف يوم 8 ايلول.

وأوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن «هناك أزمة ثقة ومصداقية وسط المواطنين، وذلك كله راجع إلى بعض الممارسات، التي كرّست هذه الأزمة من قبيل التدخل في بعض الشؤون الداخلية للأحزاب».

واضاف «نحن كنا دائما نرفض هذه الممارسات وأدينا الثّمن».

وافتتح صباح أمس صناديق الاقتراع في المغرب ولم تغلق لغاية أعداد هذا الخبر.  

***************** 

اتفاق رباعي على  تزويد لبنان بالغاز المصري

عمان ـ وكالات

أعلن وزراء الطاقة في كل من الأردن ومصر ولبنان وسوريا، أمس الأربعاء، الاتفاق على خارطة طريق من أجل تزويد لبنان بالغاز المصري، في مسعى لتخفيف الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد. وأوضح وزراء الطاقة، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان، أنهم اتفقوا على بحث موقف البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء. في غضون ذلك، أعرب وزير البترول المصري، طارق الملا، عن أمله في تصدير الغاز إلى لبنان، “في أقرب وقت ممكن”.

وفي وقت سابق، طلب وفد حكومي لبناني رفيع المستوى من الحكومة السورية، السماح للغاز الطبيعي المصري والكهرباء الأردنية بالمرور عبر أراضيها، من أجل تخفيف أزمة الوقود التي أصابت لبنان بحالة من الشلل.

وجاء الطلب خلال زيارة رسمية لدمشق شكلت نهاية لأكثر من عقد من العلاقات الفاترة بين الجارتين، عقب اندلاع الحرب السورية عام 2011.

ووصل الوفد اللبناني إلى سوريا، السبت، وهي أبرز زيارة رسمية منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا قبل أكثر من عقد. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري، نصري الخوري، ومقره في دمشق: “طلب الجانب اللبناني مساعدة سوريا في تسهيل نقل الغاز الطبيعي المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية”.

وتوقف تدفق الغاز الطبيعي المصري إلى سوريا عام 2010 بسبب الهجمات التخريبية ونقص الإمدادات. كما تضررت خطوط الأنابيب خلال الحرب الأهلية في سوريا.

ويصف البنك الدولي أزمة لبنان الاقتصادية بأنها إحدى أقسى الأزمات التي يشهدها العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

*****************

الصفحة الثامنة  

خارج النسق

بغداد ليست قندهار

هيفاء الامين

 18 عاما ونضالنا اليومي مستمر من اجل توفير متطلبات الحياة اليومية البديهية من الغذاء والكهرباء والماء والدواء والتعليم والسكن  اللائق لآلاف العائلات، وفق إحصاءات وزارتي العمل والتخطيط ، التي تعيلها نساء مكافحات قويات شجاعات.

وفوق المعاناة المعيشية يأتي الفكر السياسي والثقافي المهيمن والمنقسم،  ليوجه بعدم قبول الآخر دينياً او فكرياً او قومياً او مذهبياً، ويضيف للنساء عبئا ومعاناة لا تطاقان.

فتحتَ هذا العناوين ايضا توضع النساء في خانة ثانوية، وتعتبر حقوقهن وقضية مساواتهن خارج الاولويات. بل ولأنني أمرأة مسلمة سنية او شيعية، هناك من يطاردني بأسم المذهب، ولأنني ايزيدية او مسيحية او مندائية هناك مطاردة اكبر ومحاولة لحصري داخل الشعور بالنقص، باعتباري من أقلية دينية، الى جانب التقليل الجندري مني. 

ولأنني أمرأة فعليّ أن اطيع الجميع في زواجي واختياراتي وتعليمي، وفي ملابسي وكلامي، فيما تُحسب عليَّ  أنفاسي وضحكاتي. ولأنني أمرأة فان  وجودي في البرلمان محسوب العدد، ولا يمكن تجاوزه حتى وان تم التجاوز على القانون وتفسيره بحيث تصبح ( الكوتا ) حدا أعلى وليس الأقل.   ولانني أمرأة فسيتم حشري بصعوبة على رأس اية وزارة، اذا قرر ذلك رئيس الحزب او الكتلة استجابة لضغطٍ دولي، او ضغط مطالب ناشطات وناشطي المجتمع المدني.

 أما ان تتبوأ امرأة منصب محافظ ، فذلك سبق سياسي يظل في غياب شبه ابدي.

ملفُ المرأة مهمل في العراق، وما زال مجتمعنا في العموم يتعامل مع المرأة تعاملا متخلفا يجسده – مثلا - اجبار القاصر على الزواج ومعاقبتها ان هي رفضت!

وقد تُقتَل بعد حين .. كما حصل للشابة نورزان التي جرى قتلها ثلاث مرات حسب المعلومات، بتزويجها قاصرا رغم انفها مرتين، وبسحقها في الثالثة  كوردة وحيدة بأرجل متوحشة. 

 وخلال هذا تحدث البعض عن عودة الظلاميين من جديد الى سدة الحكم في افغانستان، وألمحوا الى ان ذلك قد يجد له صدى في ارض الرافدين، فكررنا ما كنا نقوله دوما، نساءً ورجالاً، في بغداد والموصل والبصرة والناصرية والسليمانية والرمادي  والنجف وغيرها من مدن العراق، إنَّها تكون قندهار.. لا ولن

والعراقيون بأجيالهم الجديدة ايضا، نساءً ورجالاً، وبموازاة ما سيكشفه الوضع الأفغاني وتطوراته، تحت أية مسميات وأية تبريرات وذرائع، سيرفضون ما قد يحلم البعض بفرضه عليهم وعلى وطنهم من اجواء ظلامية، ويتصدون بصوت واحد مدوي:  نحن من اخترنا وطننا عراقنا “حباً وطواعية .. إنا إخترناه سراً وعلانية”.

***************

الفنانة شهد علي:

مطالبنا ما زالت قائمة وانتفاضتنا مستمرة

بغداد – طريق الشعب

“ساحة التحرير كانت عراقا مصغرا، حيث صنع المنتفضون مجتمعهم حتى باتت ساحات الاحتجاجات جزءا من حياة الكثيرين، وبضمنهم النساء اللواتي كسرن قيود مجتمعهن متحديات الاشتباكات الدامية”.

بهذه الكلمات وصفت الناشطة شهد علي، احدى المشاركات في الرسم على الجدران في ساحة التحرير ايام انتفاضة تشرين، وصفت الساحة واجواء الانتفاضة.

واضافت تقول لـ”طريق الشعب” ان “لعامل الوعي دورا كبيرا في رد الفعل من جانب النساء، اللاتي خرجن بأعداد كبيرة إلى شوارع العاصمة للاحتجاج، والمساهمة مع اخوتهن الرجال في الاستمرار لاجل تحقيق أهداف الانتفاضة”.

وقالت شهد عن الانتفاضة انها “لم تنته بعد .. لنُحيي ذكراها”.

 واضافت: “مطالبنا ما زالت قائمة وانتفاضتنا مستمرة، وليعلم من يتقصد عدم السماع اننا نعمل على توحيد صفوف منتفضي تشرين لا اكثر، فدماء شبابنا لم تجف، والمغيبون منا لم يظهروا، وحقوقنا لم نستردها بعد”.

وعن دورها في انتفاضة تشرين قالت شهد “تخرجت من كلية الفنون الجميلة منذ 8 سنوات، ولم أحصل مثل باقي زملائي على فرصة عمل، بل ولم نجد من يحتوي مواهبنا باستثناء ساحات الاحتجاج في تشرين. ففيها انطلقت مواهبي في الرسم مع زملائي على الجدران،  بكل ما جسدته الانتفاضة”.

 وبيّنت شهد انها اليوم وعلى الرغم من مرورها مرور الكرام بساحة التحرير، لا انها تشعر بالفخر والاعتزاز عند رؤيتها ما خطته اناملها على جدرانها، وهي تحرص مع زملائها في كل مرة على ترميم ما يتعمد الحاقدون تخريبه من الرسوم.

**************

الطفلة نرجس حلّت 73 مسألة رياضية في  3 دقائق

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

احرزت الطفلة العراقية الموهوبة نرجس خالد (11 سنة) من محافظة ذي قار، والطالبة في الصف الخامس الابتدائي، المركز الأول في البطولة العالمية (ايروماث 2021) التي أقيمت أخيرا في المانيا بمشاركة دول عديدة.

فقد تمكنت نرجس من حل 73 مسألة رياضية بالضرب المعقد في وقت لم يتجاوز 180 ثانية، مستخدمة تقنية الفيدا في الرياضيات.

وجاء انتزاع نرجس المركز الأول هذا العام، بعد حصولها على أربعة القاب عالمية العام الماضي في مسابقات ايروماكس والفيدا للموهبين في علوم الرياضيات. فضلا عن تمكنها من انجاز نموذجين احدهما لكف ذكي للمكفوفين، والثاني لجهاز تعقيم يعمل بالأشعة الحمراء.

***************

35 طفلا سقطوا ضحايا للألغام هذه السنة

بغداد- طريق الشعب

اعرب صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن قلقه من ارتفاع عدد الأطفال في العراق، الذين يسقطون ضحايا للالغام والذخائر غير المنفجرة، وطالب السلطات العراقية باتخاذ الاجراءات السريعة لإزالة هذه الاسلحة الغادرة.

اليونيسيف اوضحت في بيانها ان "الامم المتحدة سجلت بين شهري كانون الثاني وآب من هذا العام، خسائر وصلت الى 35 طفلا جراء مخلفات الحروب والالغام غير المنفلقة، اضافة الى تشويه 41 آخرين".

وشدد الصندوق على"وجود ارتفاع  مقلق في اعداد الضحايا هذا العام مقارنة بالعام الماضي"، وطالب الحكومة العراقية "بالاسراع في اتخاذ الاجراءات اللازمة لازالة الألغام ورفع مخلفات الحروب المنتشرة بالقرب من مناطق سكنية عديدة".

***************

ناشطات: البرلمانيات لا يمثلن المرأة العراقية

والاحزاب تتعمد اختيار غير المؤثرات

بغداد- وكالات

تقول الكاتبة منى سعيد إنها كلما شاهدت عضوة في مجلس النواب على شاشة فضائية، شعرت بعدم الارتياح لان “هذه البرلمانية ببساطة لا تمثل المرأة العراقية، امعروفة بثقافتها وافكارها التنويرية المنفتحة على كل ما هو متجدد، ولا في أطروحاتها او أسلوب حديثها”، وتضيف ان “برلمانيات الكوتا لا يمثلن المرأة العراقية ولا يدافعن عن قضاياها وقضايا الشعب، اقول ذلك خاصة ونحن على اعتاب اجراء انتخابات جديدة”.

وتوضح منى سعيد ان”عضوات مجلس النواب ومنذ تشكيل البرلمان لم يمثلن المرأة، اذ وقفن ضد جميع التشريعات القانونية التي طرحت لصالح المرأة، وايدن القوانين التي تحد من حرية العراقيات وتطلعاتهن، وهذا ينطبق على محاولة التحايل على قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959”، مشددة على ان “وجود المرأة في مجلس النواب هو مجرد ديكور مكمل للصورة الاعلامية للبرلمان لا اكثر”.

وترى الكاتبة ان “المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الفهم الصحيح للديمقراطية، لهذا فان الاحزاب، وخاصة احزاب الاسلام السياسي، تتعمد اختيار نساء غير واعيات، لا دور اجتماعيا او ثقافيا او سياسيا لهن، وايصالهن ضمن الكوتا الى البرلمان حفاظا على صورة مجلس النواب. علما ان رئيس الكتلة هو من يسيطر على القرارات دون ان تسهم البرلمانية بأي رأي، لهذا لا يسمح لعضوة مجلس النواب ان تكون صانعة للرأي او مؤثرة سياسيا”.

من جانبها ترى الباحثة في الشأن العراقي والمقيمة في واشنطن ريا برزنجي، ان “الكوتا النسائية، من الناحية النظرية، جيدة وقد مكنت المرأة العراقية من الحصول على 25في المائة من مقاعد البرلمان. لكن من الناحية التطبيقية ثبت فشلها في وصول نساء فاعلات الى مجلس النواب”. ونبهت الى ان “البرلمانية العراقية ليست مستقلة بآرائها وقراراتها، بل هي تتبع قرارات كتلتها النيابية التى اوصلتها الى البرلمان، وقد وقفت في الغالب ضد قوانين لصالح المرأة، او في الاقل لم تعترض عليها، مثل قانون العنف الاسري الذي ما يزال على رفوف البرلمان”.

اما مستشارة رئيس الوزراء السابقة سهام فيوري فترى ان “تمثيل المرأة في البرلمان ما زال ضعيفا ولا يتناسب مع عدد النساء في العراق، فضلا عن ان مشاركة المرأة في مجلس النواب من خلال الكوتا تشكل انتقاصا من مكانتها”. 

وأوضحت”ان “المرأة اذا وصلت الى مجلس النواب من خلال الترشيح وحصولها على الاصوات الكافية، فسوف تكون حرة بارائها وغير تابعة لكتلة تقيدها وتصادر رأيها”.

وتلفت المستشارة السابقة الى انها لم تشعر ومنذ اول برلمان بعد عام 2003 بان المرأة البرلمانية تمثلها، “كونها لم تقدم أي إنجازات للمرأة العراقية” حسب رأيها.

وتجد ان أسباب عدم تفاعل البرلمانيات مع قضايا المرأة هو “تعمد الأحزاب الى اختيار نائبات غير مؤثرات وليس بإمكانهن اتخاذ أية قرارات سياسية”.

من جهتها، تؤكد الناشطة المدنية انتصار جبار، على انه “لا يوجد اي تمثيل حقيقي يتناسب مع دور المرأة في البرلمان العراقي”، لافتة الى ان “رؤساء الكتل هم من يختارون عضوات مجلس النواب وهم من يتحكم بهن وبارائهن وبذلك يغيب دورها الرقابي والتشريعي”.

وتجد انتصار جبار ان “موضوع الكوتا الذي كان يجب ان ياتي لصالح المرأة العراقية تحول الى مشكلة بسبب اختيار الاحزاب لنساء بعيدات عن واقع المرأة العراقية ومكانتها السياسية والثقافية والعلمية المتطورة. لهذا نجد ان النائبات اللواتي وصلن الى البرلمان عبر الكوتا لا يدافعن عن قضايا المرأة ولا عن القوانين التي هي في صالح النساء العراقيات والاسرة العراقية، وان وجودهن هو لأجل المنافع الشخصية”.

واشارت الى ان “هناك نساء وصلن الى البرلمان عبر صناديق الاقتراع بعيدا عن الكوتا، لكن اصواتهن ضعيفة بسبب عدم وجود من يقف معهن او يناصر مواقفهن”.

***************

مجموعة تؤسس مشغلا للبسط واخرى تفتتح ورشة للخياطة

نساء يكافحن من اجل اللقمة لاطفالهن ولأنفسهن

بغداد- طریق الشعب

يواجه الكثیر من النساء تحدیات تأمين العیش الكریم لأطفالهن ولأنفسهن. فمنذ عام 2003 حتى یومنا ھذا خلفت العملیات الإرھابیة اعدادا كبيرة من الارامل والایتام، مما اجبر العديد من النساء على البحث عن عمل يضمن لهن ولأسرهن العيش الكريم ولو بالحدود الدنيا.

في الخضر بالمثنى

في قضاء الخضر بمحافظة المثنى نجحت مجموعة من الارامل والمطلقات العمل  في تأسيس مشروع لحياكة الايزارات والبسط.

وقالت مديرة المشروع المواطنة ام محمد انهن نجحن في ذلك على الرغم من التحديات المادية والمجتمعية غير القليلة.

واستطردت ام محمد في حديثها لـ"طريق الشعب" انها تمكنت مع نساء اخريات في المنطقة من مباشرة خطوات تأسيس المشروع عام 2012، عندما استطعن "الحصول على منحة من البنك المركزي، تمكنا من خلالها بناء المشغل الخاص بنا كعاملات، فضلا عن توفير الآلات وبعض المواد الاولية التي يتطلبها العمل".

واشارت الى ان "الغاية من فتح المشروع ليس لتوفير عمل للنساء فقط، وانما ايضا لإحياء التراث الريفي، خاصة بعد ان لمسنا القبول والارتياح لدى الزائرين من السياح في مناطقنا".

وعن ابرز المعرقلات التي تواجهها وزميلاتها، بيّنت "ان جائحة كورونا قلصت كثيرا من نشاطاتنا، فضلا عن الاهمال الحكومي وتهميش الصناعة اليدوية المحلية والتوجه الى المستورد".

في الزعفرانية ببغداد

من جانبها تقول المواطنة ايمان محمد، التي عانت من قسوة الحياة كأم لثلاثة اطفال توفي والدهم جراء المرض، انها تفضل العمل في أي مشروع على انتظار من يمكن ان يقدم لهم المساعدة.

ايمان تذكر لـ"طريق الشعب" انها تمكنت من فتح ورشة للخياطة في الزعفرانية ببغداد، وتدريب من رغبن بذلك من النساء مقابل اجور بسيطة، تمكنهن من توفير العيش لاطفالهن ولانفسهن.

وتقول: "وجدت نفسي  وحیدة بعد وفاة زوجي. كنت مرھقة للغایة وانا افكر بمصير اطفالي. كل شيء كان صعبا بالنسبة اليّ نظرا لصغر سن اطفالي، وھم بحاجة الى تعلیم والى المتطلبات الیومیة والملابس وغيرها".

وهنا ايضا لم تجرِ الامور بسهولة ويسر، والصعوبات لم تكن قليلة، ومنها كما ذكرت ايمان وهي تشير الى ما واجهته وتواجهه في مسعاها لتأمين استمرار المشروع ونجاحه "ضعف الامكانيات المادية خاصة وان اسعار معدات الخياطة عالية بالنسبة الينا والى امكانياتنا".

****************

الصفحة التاسعة 

إيميه سيزير الشاعر المناضل ضد العنصرية في سيرة شاملة

انطوان جوكي 

لن يناقضنا أحد إن اعتبرنا المارتينيكي إيميه سيزير (1913 - 2008) أحد أبرز مفكري القرن العشرين، وشاعراً أحدث ثورة مؤسسة في نصه الشهير “دفتر العودة إلى موطن الولادة” (1939). ولكن لمقاربة هذا العملاق الذي حيا أندريه بروتون “كلمته الشعرية الجميلة مثل أكسجين نقي”، كانت تنقصنا سيرة له بمستوى عبقريته. عمل أنجزته أخيراً الباحثة الفرنسية المختصة بشعره، كورا فيرون، وصدر حديثاً عن دار “سوي” الباريسية.

قيمة هذه السيرة الضخمة التي تقع في 865 صفحة تكمن أولاً في ارتكازها على جهد بحثي وتوثيقي دقيق كان لا بد منه لإعادة خطِّ -بكل غناها ومراحلها- مسيرة ذلك الذي أسس حركة “الزنجية” داخل الشعر الفرنكفوني في الثلاثينيات، مع ليون غونتران داماس وليوبولد سيدار سنغور، وأمضى حياته في النضال من أجل تحرير جميع البشر. إنسان حارب الظلامية والاستعمار بحكمة لا تخلو من شراسة وبقي “منفتحاً على جميع أنفاس العالم”: “فمي سيكون فم كل المآسي التي لا فم لها، وصوتي حرية الأصوات التي تختنق في سجن اليأس”.

تكمن أيضاً قيمة هذه السيرة في نقلها بكل حدتها النقاشات التي أشعلها سيزير ولم يخفت صداها بعد. وفعلاً، تمكنت فيرون التي نشأت في جزيرة غوادلوب وعاشرت الشاعر وأفراداً كثراً من محيطه، من منح سرديتها بعداً متعدد الأصوات عبر تغذيتها بحواراته مع أشخاص من آفاق فكرية وجغرافية مختلفة، وبالتالي إيصالها إلى مسمعنا أصوات أصدقائه والكتاب الذين كان يقرأهم، وأيضاً أصوات خصومه.

المراحل الست

ولأن عملها الجبار يتمحور قبل أي شيء حول سيرة سيزير، تستخلص الباحثة وتستكشف مراحل ستا من حياته، بدءاً بجذوره العائلية والجغرافية التي لعبت دوراً مهماً في بلورة حساسيته ومشروعه الشعريين، مروراً بطفولته في مدينة فور دو فرانس، فدراسته في ثانوية “لوي لو غران” العريقة في باريس وانطلاقه في الكتابة في مجلات عديدة، ثم تأليفه في سن السادسة والعشرين ديوانه الشهير “دفتر العودة إلى موطن الولادة” الذي كانت نتيجته عودة سيزير إلى المارتينيك في أيلول 1939 وتأسيسه مجلة “تروبيك” الغنية عن التعريف كفعل مقاومة شعرية لـ”الأدب اللطيف”، ولقاءه الحاسم ببروتون عام 1941 وانضمامه إلى الحركة السوريالية ...

وهذا من دون شك ما يفسر قيمة “دفتره” وجميع أعماله اللاحقة التي نتجت بدورها من بصيرة نادرة والتزام شرس بقضايا عصره. أعمال تنير بعمق تمزقات ذلك العصر، وفي مقدمها “خطاب حول الاستعمار” الذي خطَّه على شكل صرخة تمرد في وجه الغرب المتربع على “أعلى كومة من جثث البشرية”، وأيضاً نصوصه المسرحية الأربعة (“وكانت الكلاب تصمت”، “مأساة الملك كريستوف”، “فصل في الكونغو”، “عاصفة”) السياسية بامتياز والمشحونة شكلاً ومضموناً بثورة صاحبها.

لكن فيرون تبين في كتابها أن نشاط سيزير كمناضل ورجل سياسي لم يأت أبداً على حساب أصالته كشاعر. فمع أنه بقي عمدة مدينة فور دو فرانس على مدى 56 عاماً ونائباً في البرلمان الفرنسي عن إقليم المارتينيك من 1945 إلى 1993، لكن اضطلاعه بهاتين المهمتين الرسميتين لم يمنعه من إنجاز مشروعه الشعري وإحداث ثورة بواسطته داخل الشعر الفرنكفوني. مشروع تتحكم به جدلية الخاص والشامل، وتشكل جزيرة الشاعر، بناسها وبركانها وشمسها وأعاصيرها وشواطئها ونباتاتها وحيواناتها، بوصلته، والهوية الزنجية موضوعه. مشروع يصلح كتعريف له ما كتبه سيزير في تمهيده لكتاب “جملة جديدة من شعر العالم الأسود”: “ضحية الصدمة الاستعمارية، باحثاً عن توازن جديد، لم ينته الزنجي من التحرر. جميع الأحلام، جميع الرغبات، جميع الضغائن المتراكمة، جميع الآمال غير المصاغة والمكبوتة على مدى قرن من الهيمنة الاستعمارية، كل هذا كان يحتاج إلى الخروج. وحين يخرج ويعبر عن نفسه، جارفاً معه بلا تمييز الفردي والجماعي، المدرَك وغير المدرَك، المعاش والتنبئي، فهو يدعى الشعر، لغة الجوهري التي تؤدي بالكامل دورها كفعل محرر”.

تثوير كلمة زنجي

ومن هذا المنطلق جاء تثويره لمعنى كلمة “زنجي” عبر استخدامها من منظور إيجابي كتثمين هوياتي. منظور شامل يتجاوز لون البشرة لتماهي الشاعر مع كل المضطهدين في التاريخ، تماماً مثل تماهيه مع أسلافه، العبيد السود. ومن النقاط الأخرى المهمة في هذه السيرة المرجعية، استخلاص فيرون بذكاء داخلها هوية أميركية قارية وعميقة لدى سيزير لم ينتبه إليها أحد قبلها، ولا تفاجئنا لأن جزيرة الشاعر جزء من أرخبيل الكاريبي الذي يقع ضمن القارة الأميركية، ولأن علاقات الشاعر بالدولة الفرنسية كانت سلسلة طويلة من خيبات الأمل أمام استحالة بلوغ وحدة مصير معها تحفظ استقلالية وطنه وحريته السياسية والثقافية؛ تصويرها سيزير كرجل يتسم براديكالية كبيرة في كتاباته، لكنه قادر على التأقلم مع الظروف التاريخية بغية المدافعة عن مصالح مواطنيه؛ متابعتها تطوره على المستويين الشعري والسياسي وإنارتها القلق السياسي الكبير الذي بقي مسلطاً عليه طوال حياته وعبر عنه بقوله في قصيدة “أنا، عشبة البحر”: “أسكن جرحاً مقدساً”؛ تأملها في علاقته الحميمية باللغة الكريولية  التي دافع عنها ودعا إلى تطويرها كي تصبح لغة أدبية، وتوقفها في هذا السياق عند سعيه وتمكنه في نصوصه الشعرية من منح اللغة الفرنسية التي كتب بها ألوان اللغة الكريولية.

ولأنه لا مجال هنا لمقاربة جميع مصادر ثراء هذه السيرة، نكتفي في النهاية بالإشارة إلى أن الأسلوب الساحر الذي شحذته فيرون لكتابتها، ويعكس شغفها الواضح بموضوعها، يجعلنا نقرأ نصها كرواية آسِرة ونعبر صفحاته الغزيرة بيُسر ومتعة نادرتين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اندبندنت عربية – 25 آب 2021 (مقتطفات ضافية)

****************** 

مخرجتان أفغانيتان تطلقان

نداء استغاثة من مهرجان البندقية

أدلت مخرجتان أفغانيتان بشهادة مؤثّرة السبت في البندقية، مع استعراض الحالة المأسوية للأوساط الفنية في البلد إثر استيلاء حركة طالبان على السلطة، ودعتا المجتمع الدولي إلى التحرك.

وخلال مؤتمر صحافي على هامش مهرجان البندقية السينمائي حول وضع السينمائيين والفنانين الأفغان، قالت صحرا كريمي المخرجة البالغة من العمر 38 عاما والمكرّمة بجوائز في مهرجانات عدة “في خلال أسبوعين لا غير، غادر الفنانون الأكثر موهبة البلد، أقلّه من تسنى لهم المغادرة”.

وتوجهت إلى الصحافيين الحاضرين الذين انضم إليهم مدير الموسترا أنتونيو باربيرا قائلة “تخيّلوا بلدا بلا فنانين!”.

وتطرقت المخرجة، بوجهها الشاحب وشعرها الأسود، إلى الهزّة التي أحدثتها حركة طالبان باستيلائها على السلطة في منتصف أغسطس “توقف كل شيء في خلال بضع ساعات. وباتت المحفوظات الآن تحت سيطرة طالبان. وتبددت أعمال المخرجين في بضع ساعات. والبعض منهم تسنى له أخذ حاسوبه عند الفرار، لكن آخرين غادروا بدون أي شيء”.

وأردفت زميلتها المخرجة ساهرا ماني إن “هذا الانهيار المباغت جعلنا نفقد كل شيء”.

وتطرقت المرأة التي يبدو عليها الخجل لكن المعروفة بحزمها، إلى وضع مدرسة الموسيقى المختلطة الوحيدة في كابول، قائلة والغصة تعتصرها “احتل عناصر طالبان الموقع وحطموا الآلات والتلاميذ يختبئون”. وهي أسفت على أن يكون كل العمل الذي أنجز في السنوات الأخيرة قد ذهب سدى.

وتحدثت ماني التي أصبحت في العام 2019 أوّل امرأة ترأس منظمة الفيلم الأفغاني عن فرارها من البلد. وقالت “بدأت نهاري كالمعتاد، يوم الأحد 15 آب، وبعد بضع ساعات اضطررت إلى أتخاذ أصعب قرار في حياتي: إما البقاء في البلد أو المغادرة”.

وقالت بحسرة “كل شيء تبخّر. كل شيء تبدّد. ونحن ممثلون ومخرجون ومنتجون ولسنا سياسيين. وجلّ ما نريده هو تحقيق أحلامنا”.

ودعت السينمائية التي تصف الفنانين الأفغان في المنفى بـ”سفراء الهوية الأفغانية” إلى الحذر من حركة طالبان قائلة “لم يزدادوا قسوة فحسب بلا باتوا أيضا أوسع حيلة بفضل استخدام تكنولوجيا المعلومات”.

وصرّحتقائلة “ينبغي للمجتمع الدولي أن ينقذنا. ساعدونا! نحن بحاجة إلى أمل”.

وقالت ساهرا ماني “كونوا صوتنا من فضلكم وتناولوا وضعنا”.

وكانت المخرجتان الأفغانيتان محاطتين بأعضاء من التحالف الدولي للسينمائيين في خطر (آي سي اف ايه) خلال المؤتمر الصحافي، وهي حركة أُسست قبل سنة في البندقية لمساعدة الفنانين في بلدان مثل بورما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 5 أيلول 2021

****************** 

للأفكار أجنحة.. نعم

فريدة النقاش

حين قام الرجعيون ورجال الدين المتشددون بإحراق كتب “ابن رشد” خوفا من توجهاته المتحررة ونزعته العقلانية والمنطقية, وجد أحد تلاميذه يبكي أمام المشهد المؤلم, فقال له “يابني لو كنت تبكي على الكتب المحترقة, فلتعلم ان للأفكار أجنحة, وهي تطير بها إلى أصحابها, لكن لو كنت تبكي على حال العرب والمسلمين فاعلم أنك لو حولت بحار العالم إلى دموع لن تكفيك”.

وعبر المسيرة الطويلة للبشرية من أجل التحرر والانعتاق من أسر الظلم والاستبداد والقهر, تبلورت أفكار ورؤى بلا حصر استرشد بها المكافحون من أجل عالم أفضل, وناضلوا تحت رايتها في كل العصور والبلدان.

وعرفت الإنسانية- مع التطور الهائل الذي أنجزته- أن الإنجاز بدون رؤية- تتأسس بالطبع على الأفكار يمكن أن يتهاوي بأسرع مما نتصور, ولطالما أكدت التجارب هذه الحقيقة البسيطة.

وعرف تاريخ صراع الأفكار من اجل تغيير العالم الى الأفضل محطات فاصلة خاصة بعد نشوء المجتمع الطبقي، حين خرجت البشرية من الحالة المشاعية البدائية البسيطة التي اقتسم فيها الناس خيرات الطبيعة المتاحة قبل أن يضربهم سعار التملك وتنشأ الملكية الخاصة, ويستولي القادرون والشطار والمتلاعبون على الثروات المتاحة ويحتكرونها, وتعرف البشرية منذ ذلك الحين كل أشكال الصراع العنيف والسلمي.

واذا عدنا الي فيلم صلاح أبوسيف “البداية” سوف نجد هذه الحكاية الفاصلة في تاريخ الانسانية محكية بشكل فني محكم وجذاب وعميق, وهو ما يعيد إلى الأذهان مجددا النقاش العميق والممتد منذ زمن طويل حول مستقبل الاشتراكية وصيغها، خاصة بعد انهيار المنظومة التي حملت هذا العنوان لسبعين عاما كاملة.

لن يتوقف البشر أبدا عن التطلع- ومن ثم السعي إلى بناء حياة أفضل, يتخلصون فيها من كل اشكال العسف والحرمان والاستغلال, وقد ابتدعوا السبل والطرائق بدءا بالديانات, وليس انتهاء بالفلسفات والمدراس الفكرية, ثم بناء المؤسسات الحزبية والجمعيات في عصرنا الحديث للوصول الي هذا الهدف, “حياة أفضل”.

واذا تأملنا بهدوء في طبيعة محتوي الاشكال التي ابتدعها البشر للتعبير والدفاع عن مصالحهم سوف نجد قاسما مشتركا أصيلا بينها هو العمل كجماعة, والعمل كجماعة هو التعبير الأمثل عن حقيقة وصول البشر إلى المفهوم الذي أصبح عنصرا حاسما في علاقاتهم ببعضهم البعض وهو ما أطلقنا عليه وصف الإنسان ككائن اجتماعي.

وظل العمل في اطار الجماعة دائما خصما رئيسيا مؤرقا لقوى الاستغلال والاحتكار التي تطلعت دائما للتعامل مع البشر كأفراد بعيدا عن مظلة الجماعة, وغازلت في هذا السياق كل النزعات الانانية الكامنة.

وتعرضت فكرة الجماعة في إطار هذا الصراع لعمليات تشويه متواصلة إلى حد التدمير, وذلك بعد أن تبينت القوى المهيمنة عبر الواقع والتجربة ان مثل هذه الفكرة تشكل في الممارسة أمضى أسلحة المقهورين والمعذبين في الأرض على حد تعبير المناضل والكاتب الأسود فرانز فانون.

وهنا يبرز مفهوم الديمقراطية على نحو ساطع, فاذا شئنا ان نضع هذا المفهوم في سياقه الأصيل, ولا نتوقف – كما يحدث كثيرا - عند الجانب الشكلي الذي يختزل الديمقراطية في الانتخابات الدورية وحرية التعبير, فسوف تتفتح أمامنا آفاق عالم رائع وجديد يبشر بمستقبل مختلف للبشرية, يتحقق فيها الأمل حين تضع يقينها أن الله واحد, والانسان واحد موضع التطبيق.

ذلك انه, وبصرف النظر عن الجوانب الإجرائية في المفهوم الديمقراطي, فعند التطبيق سوف نجد انفسنا امام تنوع هائل في المواهب والطاقات, فضلا عن آفاق العالم الجديد التي تفتحها أمامنا الحرية, وللحرية هنا معان اعمق كثيرا وأبعد أثرا في حياة البشر. فالحرية هي الهدف الاسمي الذي تطلع اليه سعي البشرية منذ دبّ الانسان على الارض, وهي عيون الديمقراطية وقلبها.

ولطالما دارت النقاشات الفكرية والسياسية حول القيود التي يمكن أن تحيط بها الجماعة عالم الحرية حين تحل الجماعة محل الفرد, ولطالما كان مثل هذا القيد موضوعا غنيا للنقاش الفكري والفلسفي, ودعانا الفلاسفة والمفكرون للنظر بجدية الي موضوع صراع الافكار باعتباره تجليا للصراع الاجتماعي, كما دعوا أيضا الى نبذ اللامبالاة ازاء الفلسفة , مع التخلي عن النصيحة الشائعة “بلاش فلسفة” ذلك أن الفلسفة والفكر الفلسفي حتى لو لم ندرك اننا نمارسه بانتظام في حياتنا اليومية- هو سمة من سمات الانسان المتحضر, الانسان الذي كافح طويلا جدا ليخرج من مملكة الحيوان ويستوي انسانا.

ولم يتوقف الانسان ابدا- وعبر كل العصور وكل الثقافات عن الانخراط في ابتكار السبل والطرائق التي تحفظ له فرديته وهو باق مع ذلك في اطار الجماعة وحماها. فلو لم ينخرط الانسان الفرد عبر العصور في جماعات أيّا كان شكلها ومضمونها لعجز عن صنع الحضارة والتقدم المتواصل في هذا المضمار.

فهل كان بوسع الانسان ان يفصل كل هذا دون ان تكون للأفكار أجنحة تطير بها كما قال لنا ابن رشد؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأهالي” – 1 أيلول 2021

**********************

الصفحة العاشرة  

فضاء شعبي

الصياغات الشعرية الفائضة

ريسان الخزعلي

في كتابة الشعر مهما كان شكله وطبيعة اللغة التي يستخدمها ، لا بدَّ أن تكون الصياغات الجُمليّة والتراكيب اللغوية ومن ثم تشكيل الصورة الشعرية قائمة ً إما على الوضوح المباشر الحسّي أو الدلالة الإيحائية أو التشاغل الرمزي ، وأحيانا ً يكون لما هو فكري دور في التلميح الذي يُشير إلى دلالة ما .

في كتابة القصيدة الشعبية ، وبخاصة بعد 2003 وقبل ذلك بسنوات أيضا ً، برزت ظواهربعيدة كل البُعد عن جماليات هذه القصيدة المتحققة في : اللغة ، الصورة ، البناء ، الرمز ، المناخ العام . وهذه الجماليات سبق وأن ابتكرتها التجربة النوابيّة الرائدة والتجارب اللاحقة لها على يد شعراء مثقفين في الستينيات والسبعينيات . في هذه الإشارة وجدت ُ من الضرورة أن أُشير إلى واحدة من هذه الظواهر ، ألا وهي ظاهرة الصياغات والتراكيب اللغوية غير المتجانسة وغير المترابطة  لغة ً ودلالة ً،  والتي لا تُفضي إلى معنى ً مباشر أو إيحائي أو تشكيل صوّري ، وبالتالي هي صياغات وتراكيب فائضة عن حاجة القصيدة والشعر .

وللتطبيق ، أُشير إلى قصيدتين منشورتين على هذه  الصفحة يوم  الخميس الثاني من أيلول الجاري ، وهما :  الخرايط – جواد الدراجي ، من وراء السرياليّة – ضياء محسن .

إن َّالغاية من هذه الإشارة ، ليس الوقوف أمام اندفاع الشاعِرَيَن في الكتابة ، وهما صوتان يتقدمان ضمن المشهد بخطوات تتناسب مع تجربتهما ، وإنما لتوضيح ما غاب أو يغيب عن ممكناتهما الفنية واللغوية ، من أجل الملاحظة والانتباه والتجاوز .

القصيدتان لا توحيان من داخل نصّيهما بدلالة العناوين : الخرايط ، من وراء السريالية . والعنوان الثاني تحديدا ً كان مُقحما ً ومن غير تمكّن وادراك لمعنى : من وراء ، والسريالية .

أما الصياغات والتراكيب الفائضة والتي لا توّلد أو تُشكّل معنى ً محسوسا ً أو ايحائيا ً فهي على النحو الآتي :

قصيدة الخرايط : شته امشكَكَ ، ضلع الصدف ، صخور تغدر بالخواطر ، اشواكَ صلفه ، وجه شفّه ، ملكَه حلال ، كنز أحمر، نعثر بساجي ، مراسيلي الفصول .

من وراء السريالية  : يكَعد السيف ، الخضار ايخضّر ابوحدَه ، الحقيقة اتبور ، الركَاب البالعطش تختل ، المنجل الفاسد ، اتحبّك الرجلين ، صهوة الأخلاق .

إن َّ تجاوز هكذا صياغات وتراكيب لغوية ، سيجعل من القصيدة القادمة لكليهما أكثر صفاء ً وأوسع ثراء ً وأدق توصيفا ً للمعنى والتشكيل الصوّرَي  . وبالتالي التّماس مع الشعر وفكرة الشعر ...

****************

صاحب اول اغنية وطنية بعد سقوط النظام السابق

طالب السوداني .. الموت المبكر

عبد الجبار العتابي

مات الشاعر العراقي طالب السوداني وحيدا في المستشفى بعد ان عاش اياما عصيبة في صراعه مع المرض، طالب السوداني مثيرا للجدل ومشاكسا ليس له من نظير، في كل شيء، في ما يكتبه وما يقوله وما يتصرف به، لم اعرفه الا متهكما، الا ساخرا، الا عفويا، لا يخطط ابدا لاي شيء، يدخل اينما يشاء ويتحدث متى يشاء ويجلس الى طاولة من يشاء بدون استئذان، ويتناول الطعام مع من يشاء، وفي كل هذا لا ينظر اليه الا بالابتسامات الظريفة، لا اعرف وانا احاول ان اكتب الخبر كيف سيتصور من يقرؤون الخبر شكل طالب السوداني وهو مسجى على فراش المرض في المستشفى، فهو لم يكن سوى عظم ولحم وطول فارع، ربما لم يأكل منذ عشرة اعوام، ربما ما يأكله يصرفه بسرعة ما يشربه. ليس هنالك من شيء يمكن قوله عن طالب الذي يجمع المتناقضات كلها، يتحول من صعلوك الى مثقف في لحظات، يتكلم بكلام لا تفهم منه شيئا، وبسرعة تجدك معجبا بما يطرحه، تصفه بالجنون من اول نظرة ولكنك تتراجع لتقول انه فيلسوف!!، تشعر في اللحظة انه عدواني وشرير، ولكن بعد هنيهة من التعرف عليه تجده طيبا جدا، مات طالب السوداني.. الذي اطلق عليه البعض (سيد.. فن التقليل من اهمية الاشياء)، لا يبالي بأي شيء ولا يمنح أي شيء قيمته، تراه مثل جذع شجرة كالبتوس رفيع لكنه يعلق على كتفه حقيبة جلدية تجعله يميل قليلا، وكأنها ستسقطه، ولكن ليس فيها ورقة ولا قلم، الذين يعرفونه جيدا يقولون انه يمتلك ذاكرة فولاذية لذلك فهو يؤلف في كل الاحوال، حين يمشي وحين يتكلم وحين يترنح وحين يجلس على حافة أي رصيف او في أي مقهى او في أي مكان يستهويه ولا احد يسأله، يأكل مجانا ويشرب مجانا، الاخرون هم يدفعون.

كتب عملا تلفزيونيا عنوانه (الحگو مات)، فاثار ضجة في الوسط الفني والثقافي والشارع العراقي،في لحظة كان الكثيرون ان طالب سيتعرض للاغتيال لان ما قاله غير اعتيادي وقاس وتهكمي بشكل كبير خاصة انه جعل المواطن العراقي يحسد القطة على عيشتها،وفي تنبؤه ان عراقيا واحدا فقط سيبقى، وكذلك كتب مسلسل (نص اخمس) الذي لاقى اصداء متباينة، لكنه كان يترنح في الشوارع والاسواق والمقاهي والامكنة الثقافية دون ان ينبس له احد ببنت شفة ولسان حال الجميع يقول انه طالب السوداني،كما انه كتب في التسعييات اغنية صارت اشهر الاغاني وهي اغنية (الماعنده منين يجيب) يعتبرها اغنية وطنية لانها تدافع عن الفقراء ايام الحصار.

كان يحلم ان يدخل كلية الفنون الجميلة، وحاول ذلك كثيرا ولكن درس اللغة الانكليزية كان يحول دون اكماله الدراسة الاعدادية، فلم يستطع تجاوزه وهو ما دعاه الى تزوير شهادة لكن امره اكتشف اقتيد الى الجيش والحرب لكنه لم يحتملها فهرب، يقول انه عانى كثيرا وحمل هموما كثيرة وعاش محنا كبيرة من الحرمان والجوع،وعليك ان تتصوره واطفاله الخمسة الذين اسماؤهم ( جنوب وحسين ومنتظر ومريم وديما).

كان يطرب لصوت وديع الصافي ويضعه قائمة الذين يحبهم، وهم قلة،كما انه طالما يعلن تمنيه لو كان المطربة الكبيرة فيروز امه!!، والاصدقاء يتندرون بذلك فيما هم مقتنعون انه يعشق صوت فيروز، وليس غريبا على شخص من طالب السوداني ان لا يعشق فيروز لانه يمتلك ذائقة، وربما لا يبدو الامر غريبا ان نقول ان طالب السوداني كتب واحدة من اجمل الاغاني الرومانسية وهي (ما اريد تطلع شمس وانت علي زعلان)، وهي من الحانه ايضا، كما انه في كل مرة يرى نفسه سيموت مثل ميتة الشاعر الاسباني لوركا في الحرب الاهلية، لكنه لم يمت اغتيالا ولا بسيارة مفخخة ولا بعبوة ناسفة، وكان اخ له اسمه عقيل قد مات اغتيالا على يد ارهابيين، كان في لحظات صحوه يتأسف انه يعيش في بلد اصبحت تطلق فيه جملة ( تصبح على خير) في الثالثة ظهرا، ولانه كان يعشق السهر ويتمنى ان يتجول في ليالي بغداد كان يقول (كنت اترك اطفالي واقضي ليلتي في احد مكاتب الاصدقاء لأقنع نفسي انني سهرت مثل ايام زمان).

طالب حسبن علي السوداني وهذا اسمه الكامل من مواليد 1966 تعرض للسجن اكثر من مرة في زمن النظام السابق سواء في الجيش بسبب غياباته وهروباته ام لانه كان يسب ويشتم النظام بشكل علني، ونال من التعذيب الكثير حتى ان يده اليمنى انكسرت وألتوت، وكان يتندر على نفسه بالقول (يداي ّ اثنانهما يسرى).

كتب مجموعة شعرية بالفصحى عنوانها (طز) عام 2001، لم يستطع نشرها لكن قصائدها تفرقت بين الاصدقاء وذهبت المجموعة الى الاردن ورفعت منها القصائد السياسية التهكمية وطبعت، وكاد يعدم بسببها والمخطوطة لدى صانع العود محمود موسى. طالب السوداني ايضا هو صاحب اول اغنية وطنية بعد سقوط النظام السابق وهي اغنية (مو علي بابا العراقي مو علي بابا / سومري ومن اصل راقي) التي لحنها وغناها المطرب حسن بريسم، وكانت من اشهر الاغنيات كونها جاءت ردا على حالة (الفرهود) التي نشرتها الفضائيات في ايام ما يسمى بـ (الحواسم). في عام 2004 قال لصديقه محمود موسى :انا اتصور انني في أي لحظة اموت، ولكنني اريد ان اتواصل مع اصدقائي، فخذ الايميل والرقم السري، وتواصل بدلا عني مع اصدقائي!!، مات وودعه اصدقاؤه ومحبوه، رحمه الله.

****************

ثلاث قصائد

سامي عبد المنعم

1 - مجروح

مجروح ...

مو بس جرح

من كل كتر مجروح

ومن كل مچان انلچم

وارفس رفس مذبوح

گضيت عمري حزن

ابچي بلايه دموع

إمنين ما التفت

شرطه ودرب ممنوع

حاير إبنص الدرب

لا رايح ولا جاي

طلعوا سراب وعطش

الچنت اعتقدهم ماي

رديت وحشة حزن

وبيدر الم وإحباط

وجروحي متهلبه

ما ينفع إلها خياط

2- زخة فرح

مواويل

رگص مذبوح

بلبل اخرس

ليل ومحطات

غربة وطن

ليل والدنية مطر

3 - تذكرين

تذكرين ... ؟

شلون چنا ..

بأول ايام العشگ

متعاگدين

چنتي بعدچ ..

طفله كلش

وآنه چنت زغير

بس إكبرت ..

من ضيم السنين

تذكرين ...

الغيمه من رشت

بواچيها علينه

وشبگتيني ..

والندا رش عالحدايق

ياسمين

تذكرين الليل ..

من إيصير بين ضلوعي موعد

وتنهش ابروحي الدقايق

وكل دقيقة اتمر سنين

تذكرين ..

اشكثر غنينه وبچينه

چنت احب الزعل كله

من اشوفچ تزعلين

تذكرين ... ؟

**************

شكد جبيرة

مهند صاحب

من يحب انسان واحد

بس حبيبة اختار غيرة

من تحاول تطوي صفحة

وتكتشف هي الاخيرة

من تحس كلشي بحياتك صار ضدك

حتى كلبك عافك لخاطر ظفيرة

حتى لونك مايشبهك مامش مراية تعرفك

منين هذا الكلة حيرة

الباب حيرة الصفنة والشباج حيرة

ذنوبك عيونك تغني

وليلك يدورلة زلة وانت عثراتك جثيرة

منين اجيب اليفتهمني

منين اجيب اليوكف لحزني عشيرة

منين اجيب اليندل الروح بأاغانيمن اسيرة

اني اول من كظم ضيمة بلهاتة

اني اول من ضحك للناس من باكو حياتة

شكد جبيرة انسان يمشي وعمرة فاتة

شكد جبيرة الوطن ماينصف حبيبة

تشيل جنسيتة والف واحد يسألك منهو انت

وانت تسكت على المصيبة

جنت اغني وفززوني كالو افكارك غريبة

شيل ودك من حقدنه الدنيا غيبة

شيل كتبتك من بنادقنة الرصاص يريد اخوه الي يصيبة

شكد غشيم تحب بلادك

تبجي من اطيح نسمة

شكد غشيم اتاني موعد صار عشر سنين

وانت بأثر جلمة

مابرد نايك ولااشتميت نسمة

ياورم ياكرصت ضميري شجابك تعيش وية ضلمة

موعد وية الوطن ماصح

موعد وية الدنيا ماصح

شكد جبيرة البشر من يموت حلمه

****************

عمود البيت..

الى روح اخي الحاج المهندس فرحان عبدالحسن سلمان

الذي قتله اوباش القبيىلة..

علوان السلمان

مثل فقـــــــد الاخــــــــو ياناس ما مش

تظل دمــــوع تجري اعلــــــــيه ما مش

يمين الله ابد ما شفت مثله شبه ما مش

يضل بالكلب رسمه ارشاد الي

ـ عمـــــــــود البيت انته ورفعة الراس

شحلاتك ياضوه..او يا خيــــمة علراس

او يا عــطر الورد ياخــــــــضرة الياس

اخوي وصاحبي او صاحب وخو الناس

بفقدك تايهة عيون المحبين....

تغطيني بدفو كلبك..تلوليلي.. وتكلي

 عيوني الك حراس

ـ شحلات الخوة كضيناهه بالطيب

تحت برد الكصب والطين حيطان

توصيني بهذاك او ذاك ونته تذوب وتكول:

تراهه الناس كلهه اجناس وجناس

ـ ضحيت بحياتك من اجلنه سنين

اخو اونعم الاخو يارفعة الراس

يا نسمة هوه ويا غنوة الناس

شحلاتك يا ترف يلكلك احساس

متت بعد الصلاة وآيات ترتيل

وسلمت الامانة بايــــد قداس

ـ يخوية اوداعتك كلهه تنـــوح اعليك

صديقك والغريب يصيح وسفه اعليك

 صحيح الموت حرثة او تاخذ الزينين..هل مر بيك

وحطاك بمقام الحافظين الدين

او غطاك بسعادات السمه السبعة

وختارك بيوم العاشر من محرم..

واصطفاك يريدك انت تشيل رايات الحسين

*****************

الصفحة الحادية عشر

ثلاث روايات جديدة

* الشر الاخير في الصندوق/ احدث رواية صدرت للروائي والمترجم فلاح رحيم، تتناول حقبة مرة من تاريخ العراق. كتبت بلغة انيقة ووعي تقدمي بارز. دار الرافدين/ بيروت.

* الميزرة/ للروائي راسم قاسم. وقد اصدر من قبل ثلاث روايات هي: “ طائري الذي في عنقي، آخر النهايات، شمدين. اصدر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق.

* ليل المنافي/ رواية حامد ثامر المسفر. تتحدث عن معاناة الانسان في الغربة والتوق الى الجذر الوطني. منشورات احمد المالكي- بغداد.

****************

ياسين طه حافظ

شعرية الخرافة والتحليق

جبار النجدي

تتسم تجربة الشاعر ياسين طه حافظ في جوانب كثيرة منها، بسمات الشعر المحلق المتحرك الذي يطل علينا من شاهق، بمعنى انه رحلة كشفية محلقة، يبرع الشاعر بتحريك روافع التحليق فيها باتجاهات متعددة وآفاق فسيحة، وبموجب ذلك فان الوقت لم يطل بنا كثيراً لنكتشف إن الشاعر ياسين طه حافظ هو من اكبر دارسي الطبيعة في إنتاج الشعر العراقي، لدرجة إن حفريات المعنى والدلالة لديه لا تنجز إشتغالاتها على الأرض فحسب، بل في الأجواء والأعالي أيضاً، إلى الحد الذي يجعل دلالة أية مساحة أرضية حتى وإن كانت حجراً فأنها تتخذ شكلاً شراعياً محلقاً، ولذلك فنحن لا نجد في اشتغالاته سوى حاجته للحركة والتحليق والدوران، فلا ضير إذن لو نظرنا إلى قصائده بمقياس ما ينظر إلى الكواكب السيارة، لما تضفيه هذه النصوص من حركة دؤوبة لكائن لايهدأ ابداً، ولعل هذا الكائن الشعري هو الأكثر تنقلاً وحركة في مجموعته (ما قاله آخر الخطباء) حيث يذهب بعيدا ليصل إلى درجة معينة من درجات التخييل ليضمن الوصول بمحاذاة ما يمكن تسميته بــ (استحالة التخييل) والتي هي بالأحرى تخييل آخر يحرز صفة التقدم على (التخييل) الذي يتقن المراوحة ولا يتوق إلى بلوغ حدود افتراضيه لممكناته، وهو أمر يعني إن الفضاء الافتراضي للتخييل يمثل في حقيقة الأمر قراءة أخرى للتخييل ذاته من قبل الشاعر وان هذه القراءة قائمة على إمكانية حضور ما وراء التخييل لمصلحة توسيع البناء التخييلي باتجاه مديات أُخر، ينقل الشاعر عن طريقها إنطباعاً يفيد بأن الشعر هو وحده الذي يتنبأ بالمتغيرات الخفية في الطبيعة، فهو مثلاً يأخذ دور ترجمان الكلمات التي يدلي بها جسد شجرة راقصة في مهب الريح، فيما ينبغي التأكيد بأن اشتغالات ما فوق التخييل بوسعها أن تمضي قُدماً بدفع الكائن الشعري إلى حركة مكوكية، وهذا ما نجده في طائفة من الكلمات التي تعد وسيلة لتحليقات هذا الكائن مثل (الغيوم والريح والعراء والجناح والأشجار والعاصفة) وكثير مثلها.

إذن يمكننا الافتراض إن نصوص المجموعة مشدودة لمقتضيات البيئة التي لا تقاس إلاٌ بمعيار عام هو الشعر، وبالتحديد ما يرقى إلى مصاف المغامرة إنطلاقاً من إن (مبدأ المغامرة هو مبدأ الحرية) التي بمقدورها أن تتعدى مديات وحدود (التخييل) إذ ليس غريباً أن يطرح اللاتناهي في النظرة إلى الطبيعة فرصاً مهمة لإتاحة إضاءة عوالم الإبهام فيها، لاسيما وإن ما يستجليه الشعر هو هارب من كل عين وخفي عن كل بصر، انه الشئ الذي بوسعه أن يوفر الطابع التوليدي لتدوير المعنى والدلالة نشداناً للقصيدة التي لا يمكن إنهاءها، وإذا ما توقفت لاستجلاء أمر ما فأن توقفها هو بمثابة استئناف لدوامها، بمعنى إن أية نهاية بإمكانها أن تعيد إظهار البداية مجدداً طلباً لإتمام سيرورتها:

الثلج ما يزال في قبعة الجبل

وخمس زهرات هنا تجرأت واطلعت رؤوسها

قد وصل الربيع سراً، مدٌ ناره لها

وخبأ الياقوت

بين غصون التين أو في خصل السرخس أو في عشبة

مجهولة تطلع كالزائر كل عام

يقترب الربيع من بيوتنا ونحن قرب النار

لا احد يدري به

يمرر الومضة بين صخرة وصخرة

إلى أن يقول: .......

وفوق هذا الكتف الحجر

غامر غصن فستق

ينهض من نقاهة يرعش في براعم جديدة

فزجرته زخة من المطر

إذن كل شئ يمر عبر جسد الطبيعة أملاً في الكشف عن دلالة بعيدة التصور، وإنطلاقا من هذا الاختيار نجد نصوص المجموعة تستهويها الأقدام التي تضل طريقها لتذهب بعيداً، وبالتالي يكون بإمكانها الوصول إلى مفاتن جسد الطبيعة الجديرة بالتعري، ومعنى ذلك إن الأداء الشعري في مجموعة (ما قاله آخر الخطباء) يكمن في الحركة لا في السطور المكتوبة، يضاف إلى إن الشعر في المجموعة ليس قائماً على تلبية حاجة آنية وإنما قائم على تأكيد قيمة، استنادا إلى إن ثمن الشيء ليس الشكل الدال على قيمته، وجلية الأمر إن الشعر هنا يدخر قوى الطبيعة بأكملها، محاولا إدراك وظيفة أخرى له تتمثل في انه عامل اكتشاف لموجودات وأشكال وأحاسيس ماثلة في مجهولية الأشياء المألوفة، وما يبدو واضحاً إن قصيدة ياسين طه حافظ تنمو دون ان تبلغ سن الرشد، وما تمردها هذا وتيهانها في الأرجاء إلا جزء من مغامرتها التي تغنينا إدراكا بان الشعر أذكى من الطبيعة بكثير،

ما دامت مكوناتها الدلالية قادرة على خرق مظاهر الصلابة أينما كانت، فهي بمقدورها أن تعرض لنا الأحجار التي لها أشكال حية نابضة، في الوقت الذي تسمعنا بوضوح الإيقاعات الخفية في الأمكنة، أي إنها ترينا بما لا يقبل الشك الارتجال الجمالي لعناصر الطبيعة، وليس علينا بعد ذلك سوى القول: إن الإنسان والشعر في مجموعة (ما قاله آخر الخطباء) هما نتاج التشارك مع الأخطار:

غاب صوت الريح

وأنا في الغابة محتجز، سيجيء الظلام

ويأخذني

الظلام يغطي السفوح

يغطي الدكاكين يغطي بقايا الشجر

والمدينة صامتة

تتلامع، تبرق، تغمض أعينها

هذه البلدة عالقة كلها فوق سفح

وتسكب أبراجها والبيوت وأشجارها

والمصابيح ...

إلى جوف وادِ

إلى هوة لا تُرى وسوادْ

لاتسعى نصوص طه ياسين حافظ إلى إخلاء نفسها من قبضة الطبيعة ومتاهاتها، إنها تجيد تشمم الأثر للإيغال بعيدا، قاطعة على نفسها طرق التقهقر والعودة، ولا عجب في إن معظم نصوص المجمعة لا تترك برهة واحدة في السهو عن الطبيعة ونسيان وجودها مواصلة سبر مخفيات غناها وتنوعها عبر تجوال دائم في الشساعة اللامتناهية التي لا يختمها أفق، ما يستلزم وجود نص متشعب لا يقيد إرادته بمركز بؤري واحد، فالنص عبارة عن مقادير مختلفة يتعلق وجودها على الدوام بوجود شيء آخر ملحقاً بها، وأمر كهذا إنما هو عبارة عن باعث شعري مختلف يحضر كأحد شروط تكون النص، على اعتبار إن التشعب في نصوص المجموعة لا يعرض استطراداته إلا بوصفها مثار رؤى متجددة، في الوقت الذي تسهم اشتغالات ما فوق التخييل في مساءلة ثوابت الطبيعة ومحاولة تقويلها، وتبعاً لذلك فأن النصوص لا تُقصر اشتغالاتها على التوصيل المرئي للصورة فهي بقدر ما تجعل من الصامت متكلما تنجز في الوقت ذاته اشتغالاً مفارقاً داخل التجربة الشعرية ذاتها، وبموجب ذلك يتحول الشعر إلى مفهوم عمل تكون الطبيعة والشعر طرفان منتجان فيه، إذ بمقدور اشتغالات النص المتشعب أن تؤمن حضوراً لافتاً لعناصر الطبيعة بأكملها وفي جميع الأمكنة لدرجة إن الأمكنة الشعرية في النصوص، أينما كانت، بمقدورها أن تمثل جسد الطبيعة ولسانها:

الماء في المساء

يخسر شيئاً، وجهه يسود

فيستدير يطفئ المرايا

حشائش حائرة

تريد أن تغادر المكان

وقفت ساكناً

هل استطيع أن

أواجه انكسار ذلك الزجاج

وأن أرى السماء

مطفأة

مطروحة كخاسر

على فراش الماء ؟

*

أيتها الحياة

أنهضي

أيتها الحياة

لكنها الغيوم

ترسم في الفراغ

خرائطاً

وتكتب التاريخ في الهواء

نفهم من ذلك إن الطبيعة لدى الشاعر ياسين طه حافظ هي بمثابة مكان للتواصل الشعري، لكنها محل نظر وتردد، ناجم عن تلك اللحظات التي تُبدل فيها الأشياء مواضعها، ويسود التبادل بين أنظمة الحركة في مكان ما، غير إن الشعر يمضي ولا يحتجب ومن ثم فأنه سفر بلا مهمات يجمع في فضائه ألاشتغالي تمازجاً لا ينفك بين الألوان والأشجار والأصوات والكائنات، إنه من بين الشعراء الذين ترشدهم أخطائهم فتجعلهم يجولون في الطبيعة من طرف لطرف عازمين على ارتياد الأمكنة المستحيلة.

****************

نصوص

حميد حسن جعفر

١- محارب

لم أعثرْ عليها في شعبة التحقيقات الجنائية

قسم الأحزاب غير المرخصة ،الّا إنها عثرت

عليّ في مديرية المراتب  التي تدير شؤون

المحاربين ،

هكذا تتشكلُ اللامعقولياتُ مخترقةً المعتادَ،

شجرةٌ في اقصى الجنوب ،

وصاعقة عند منحدرات حمرين، لأحترق أنا،

أيُّ فوضى تتحاور المطلوبَ، والمفترضَ ليجدَ

المحاربُ  جسده مصلوباً تحت جذوع نخيلٍ،

وما من إحتفاءٍ إلّا على نطاقٍ ضيقٍ،

لكي لا يشمل الإعمارُما يحيط بنا من متاحف،

ومراقد، وبقية معارك من أجلِ أن يستتبَ

السلامُ،

فكان الإرتباكُ حصتنا،

والعجلةُ من حصةِ مواقيت الأُنثى.

٢- إفصاح

الصباحُ الذي في طريقه إليّ، و أنتِ تظللينه بنهارٍ رطبٍ

وجثثٍ وأشياء أخرى لا يمكن أن أدعي معرفتي بإصولها

 لمن من هؤلاءِ أقولُ:صباح الخير ،أو أصمتُ،

فاللغةُ مساميرٌ و لساني خشبةٌ،

بإمكان الجميع أن يتقدموا نحوي، و أن يمروا من أمامي،

كأن لم يمروا ببلادٍ شديدةِ النحولِ،

كأن لم تمر  من أمامي غزالاتٌ افزعتها نموركِ،

كأن لم يحتفِ الجميعُ بصرةِ أغراضٍ لأمراضٍ مستوطنةٍ،

تشبه أصابعاًتنتظرُ الكرعةَ الأخيرةَ من العلاج الكيمياوي،

عالمٌ من شحوبٍ كثِ التطلعات،

لا صباحاتٍ تلصقِ على جدرانها ما يشبه المآتم،

من المستحسنِ أن أُجيدَ مقاومةَ التهاونِ، وإعلان الفتنةِ،

لأتمكنَ من الإفصاحِ عما لم أُفكرْ به٠

3- اقتفاء

خمسون عاماً أُهرولُ ، أقتفي الريحَ والفراشاتِ،

وأنت ما زلتِ باكراً، لا أحد يزهر فيكِ،

حدثني أبواكِ عن مقبرة الحافلات، لحظة استفسرتُ

عن بيتٍ دخلته ولم أخرجْ منه،

حدثتني جارتكِ عن طالبةٍ لم تزلْ تقرأُ وتعيدُ القراءةَ

لكتاب قواعد اللغة العربيةِ، حين تتعثر قدماها بالمبتدأ

تتذكر الفتى الذي رفض أن يكون خبراً،

حدثني الذي إفتضَ بكارةً صينيةً،

حين لم يطمئن ما يمكن أن يقلقها، فذاك الدمُ الذي على

قميصها هو دمكَ،

الخذلان جائزةُ الخونةِ من الكلاب المذكرة،

ما زال المديثُ عنكِ أمرٌ غيرُ جائزٍ،

وما المتحدثون الّا مارةً يلقون نفاياتهم عند

حاويات تشبهُ جيبَ الصدرِ الذي تعلوه

تروةُ الوردةِ

****************

الرواية: نواميس إيقاعية، وظائف تأويلية

اسماعيل ابراهيم عبد 

يعدُّ الايقاع الروائي اليوم من المعارف التي ترسخ الفهم بها كوقع تكراري للروي، وهو أيضاً وظيفة للأحداث على المستوى الفكري والزمني، ما يجعل أداؤها مستويات لتداول يُعَمِّد الأُسلوب الفردي بقاعدة (البث الروائي مادة حياتية حقيقية مرحّلة من واقعها نحو تخيلها)، لغته مزيج من الظاهرة الذهنية والظاهرة الإنسانية السلوكية للفعل الحضاري. وهو كتقنية روائية يقابل (هندسة العمائر السائلة) في الأدب، التي هي أُنموذجٌ يجمع الرؤى الى الأدوات في آن واحد ضمن دينامية الإيقاع.. يمكننا أن نوزع إيقاعات الفعل الروائي على النحو الآتي:

1ـ التكرار الوظيفي الفكري: نفهم أنه تكرار حدثي وصفي للبحث عن منفذ معقول لـ (جنة مكان روائي) يصير إيقاعاً فكرياً مشتركاً يتكرر في (الكتب المقدسة ورسائل المفكرين والفنانين والمعرفيين، ومتصوفي الابداع). ينتج عن خليطهم الفكري الادبي الروائي نصوص تخضع للذائقة الجمالية حتى في متونها العبادية.. وقد صارت ـ كوظيفة ـ مهيمناً فكرياً على هيأة إيقاع كوني يتلاءم مع فكر وتدبر الخيال الجامح لجمال هندسة العمائر السردية.

2ـ التكرار الوظيفي الزمني: يوحي هذا الإيقاع بتكرار وظيفة الزمن التاريخي والوجداني والنفسي  والجمالي  باستعادة طقس ما للحظات تتكرر بعد ان يحفظها الزمن كوظيفته جمالية ـ فيزيائية وظرف إبداعي ملهم. 

3ـ التكرار الوظيفي التداولي: وظيفة التداول لهذا الإيقاع يتم بعملية التسهيل المستمر للّغة البانية لعمائر السرد على هيئة (طبقات ومستويات اداء دلالي) يتم تداولها عبر التذكر الذي يقترب  من رغبة الجمهور في الفهم. وقد يتطور التصور المتخيل للمروي الحكائي بشكل سهل ومتدرج للحدث والوصف لجذب القارئ وترغيبه بغواية الغرابة، وعبر الغمز الرمزي. بمعنى أن هذه الوظيفة تشطر الإيقاع الى أربع وظائف، هي البث، التوصيل، الفهم، الاستجابة. تتضامن مع بعضها من دون أن تفقد روحها العملية شبه المستقلة. 

4ـ تكرار البث الحياتي: يقوم هذا الإيقاع على أساس تكرار قيمة الحياة الواقعية القائمة على متعة العمل برواية وتقديس واعادة طقسه بعد تهيئة الظرف النفسي والحياتي للقيام بالتلوين. ومثل هذا سيترك الناس طبقات، تكرار لقوة التمسك بحياة ما بطريقة منفردة، بذات القوة التي سيكون عليها العُبّاد. بمعنى أن طبقات الإيقاع ستؤلف طبقة روائية منفردة وظيفياً لكل شخصية، عدا الوظيفة الأساس لطبقة الراوي كونها انضمام للكل الشامل من بُنى الإيقاع اللصيقة ببعضها.

5ـ تكرار الأطياف: هي طبقات موزعة على أطياف عديدة منها:

ـ الرموز: كالعظماء والجناة والرومانسيين المشهورين في التاريخ.

ـ الأرواح: كأرواح الشهداء والمجانين والحبيبات.

6ـ  تكرار الصور: هو إيقاع تكراري يتناظر مع نفسه بمقابلة مستويين من الروي، أهم ميزة له انه صور ذهنية تنثال عبر خيال جامح قد ينطلق الى المطلق التصوري. بمعنى ان المستوى الاول يروي عن الواقع المتخيل، والمستوى الثاني المقابل هو ما يروى بالمنطق للمطلق اللامعقول.

8ـ العمائر (الجامعة) السائلة: إنها طبقات صنعها الأثر المشترك لتكرار الإيقاعات السبعة التي مررنا بها مذابة ببعضها. إنها تتظافر لخلق عمائر نصية متخيلة لها صفة الإبداع العقلي الوجداني، وهي عمائر ذهنية جمالية متجددة الرؤى لا حدود لصورتها، تتسع وتضيق بموجب سيل التخيل القرائي للمتلقي. 

* ولتأويل وظائف الايقاع الروائي ينبغي التقيد غير الدقيق بمبادي التأويل المتنامي، فالصياغة التركيبية للتدوين الروائي تعلن عن تشكل (التأويل المتنامي)، وهذا النوع يعدُّ تناولاً متاحاً لكل قارئ ولكل نص. ولكون التأويل ينمو ويتصاعد فيوسع تفاصيله  فيمكن تجزئة نموه بحسب المراحل تأخذ بالتتالي على الوجه الآتي:

((ـ المرحلة الأولى: التأويل البسيط: أي التفسير القريب اللصيق بالمعنى الواضح شبة التداولي. ـ المرحلة الثانية: التأويل التركيبي: وهو يتحمل التعدد لاحتمالين من التركيب التأويلي. المرحلة الثالثة التأويل اللفظي: في هذه المرحلة تتعدد علاقات الدلائل لثلاثة احتمالات تأويلية. ـ المرحلة الرابعة: تأويل المدلولات: وهي تضمر دلالات لأكثر من ثلاثة احتمالات فما اكثر)).

*****************

الصفحة الثانية عشر  

إصدار

دروس في العذوبة والعذاب

عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صدر أخيرا كتاب بعنوان “دروس في العذوبة والعذاب”، من تأليف القاص والناقد حسب الله يحيى.

عبر لغة أدبية، يسرد المؤلف في كتابه سيرة شقيقه الشهيد الشيوعي وعد الله يحيى النجار، معرجا على بعض الدروس التي استلهمها من تجربته.

يقول المؤلف في صفحات الكتاب الأولى: “هذا الكتاب لا يعني أخي الشهيد وعد الله يحيى النجار بتماسه الجيني حسب، وإنما بما أفادني من قيم أخلاقية ومبدأية عالية.. وانا مدين له في زرع وشم الكلمات في أعماقي.. حتى تحولت إلى دروس تركت بصماتها في مسيرتي”.

******************

خيمة الحزب الشيوعي العراقي كانت حاضرة

مهرجان الصحافة الشيوعية النمساوية.. عيد للفرح والتضامن

فيينا – طريق الشعب

احتضنت “حدائق براتريوستن” وسط العاصمة النمساوية فيينا، يومي 4 و5 ايلول الحالي، فعاليات الدورة الـ 64 لعيد جريدة الحزب الشيوعي النمساوي “فولكسشتمه” (صوت الشعب).

وكانت النسخة الأولى للمهرجان قد انطلقت عام 1946، ليصبح هذا الحدث من أكبر فعاليات اليسار النمساوي السنوية، وعيدا وطنيا محافظا على محتواه السياسي وطابعه التضامني.

وتميز المهرجان الذي توقف العام الماضي بشكل مؤقت جراء تفشي وباء كورونا، بتنوعه الكبير هذه المرة، خاصة من حيث الحضور الذي فاق توقعات منظميه – بحسب التقييم الاولي الذي طرحه المتحدث الاتحادي للحزب الشيوعي النمساوي (سكرتير الحزب)، غونترهوبفغارتنر، ومعه زعيم الحزب السابق ورئيس تحرير جريدته المركزية التي تحولت منذ سنوات إلى مجلة شهرية، ميكرو ميسنر.

وشاركت في المهرجان قوى اليسار النمساوي بمختلف اتجاهاتها ومدارسها الفكرية، بالإضافة إلى العديد من المنظمات والمبادرات الاجتماعية والتضامنية. كما تميز المهرجان بطابعه الأممي، من خلال مشاركة العديد من قوى اليسار الأوربية واللاتينية، الى جانب منظمات الأحزاب الشيوعية واليسارية العاملة في النمسا، ومنظمات الجاليات الأجنبية المقيمة في البلاد ومنظمات التضامن مع اللاجئين.

وكان الحزب الشيوعي العراقي حاضرا في المهرجان بخيمة كبيرة، أصبحت محطة للقاء جمع من العراقيين المقيمين في فيينا وبقية المدن النمساوية، بالإضافة إلى الأجانب. وقد شهدت الخيمة حوارات  مع الضيوف، وتقديم أكلات عراقية منوعة للزائرين.

وشكل موضوع الحرب عموما وتطورات الوضع في أفغانستان بشكل خاص، أبرز الموضوعات الرئيسة في حلقات المناقشة التي شهدها المهرجان. ففي سياق العديد من الفعاليات كانت هناك ندوة عن تاريخ الشيوعيين واليسار في أفغانستان، وعن التطورات الأخيرة التي شهدها البلد.

وقسمت ساحة المهرجان إلى قرى. فإلى جانب قرية الحزب الشيوعي النمساوي كانت هناك قرية للحركة النقابية، وأخرى لحزب اليسار الأوربي، فضلا عن قرى للتضامن والمبادرات الخاصة بالمنظمات الشبابية والطلابية، وقرية للمنظمات النسوية.

وكانت خيمة التضامن مع  الشعب الكوبي وثورته، حاضرة في المهرجان. وقد تمت في سياق فعالياتها مناقشة التطورات الراهنة في كوبا، والدعوة إلى رفع الحصار الأمريكي المفروض على البلد منذ أكثر من 60 عاما. كما قدمت الخيمة فقرات موسيقية مميزة. 

وتضمن البرنامج الفني والثقافي للمهرجان، فعاليات موسيقية ساهمت فيها فرق نمساوية وأجنبية، فضلا عن قراءات أدبية نظمها عدد من دور النشر.

****************

استعدادا للمربد الـ34

وزير الثقافة يلتقي وفدا من اتحاد أدباء البصرة

بغداد – وكالات

التقى وزير الثقافة والسياحة والآثار د. حسن ناظم، الأسبوع الماضي في مكتبه الرسمي بمقر الوزارة، وفدا  من اتحاد أدباء وكتاب البصرة يرافقه ممثلون عن المركز العام للاتحاد في بغداد، وذلك لمناقشة الاستعدادات لمهرجان المربد الشعري الـ 34/ دورة الشاعر إبراهيم الخياط، وتحديد السبل الكفيلة بإنجاحه. وأطلع الوفد الوزير على أسماء المشاركين في المهرجان، والمدعوين إليه من العرب والأجانب، فضلا عن الفعاليات والمعارض الفنية التي ستقام على هامش أيام المهرجان، وذلك في الفترة من 4 إلى 7 تشرين الثاني المقبل.  الوزير دعا من جانبه إلى أن يكون المهرجان المقبل "نقلةً نوعيةً في تاريخ المهرجانات، ومختلفاً عن الدورات السابقة، وأن يعكس الواجهة الثقافية للبلد، ولا يقتصر على القراءات الشعرية". وجرى الاتفاق بين الطرفين على أن تكون المحاور النقدية للمهرجان، والتي سيشارك فيها نقّاد وأكاديميون، عن "عزلة الشعر في جائحة كورونا، و"إبراهيم الخياط شاعراً ومثقفاً"، و"الشعر بوصفه منتجاً معرفياً"، و"الشعر والتلقّي في مواقع التواصل". كما اتفقا على أن يتضمن المهرجان فعاليات فنية وموسيقية وتشكيلية وسينمائية.  وقد وجّه الوزير بأن تتولى دار الشؤون الثقافية العامة، إصدار كتابٍ يتضمن أهم الفعاليات والدراسات التي سيشهدها المهرجان.

*******************

طاولة “طريق الشعب” في المدحتية..

الحلة – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية المدحتية بمحافظة بابل، السبت الماضي، طاولة إعلامية في سوق الناحية.  ووزع كادر الطاولة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من “طريق الشعب” ومجلتي “الشرارة” و”الثقافة الجديدة”، فضلا عن فولدرات تتضمن بيانات سياسية صادرة عن الحزب. وتبادل الكادر مع جمهور من المواطنين، الحديث حول قرار الحزب القاضي بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة.

.. وفي الحصوة جولة إعلامية

من جانب متصل، شكلت اللجنة الفرعية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء المسيب، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع ناحية الحصوة في مسيرة راجلة. وبحسب مراسل “طريق الشعب” في الناحية، عاصم نادر، فإن المشاركين في المسيرة وزعوا على المواطنين نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب في شأن مقاطعة الانتخابات. وأوضحوا لهم أسباب المقاطعة وخطوات الحزب القادمة بهذا الصدد.

*****************

ندوة حوارية حول قانون العمل وحقوق العمال

بغداد - طريق الشعب

تقام الندوة في الساعة العاشرة من صباح الجمعة 10 أيلول الجاري على قاعة الشهيد ابو فرات في مقر المحلية العمالية وبالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، يتحدث فيها الشخصية النقابية عدنان الصفار والناشط الحقوقي محمد السلامي.

والدعوة عامة.

***********************

توزيع بيانات “مقاطعة الانتخابات” في أرجاء الكرخ

بغداد – طريق الشعب

شكلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، عصر أول أمس الثلاثاء، ثلاثة فرق إعلامية، جابت شوارع حيي “الإعلام” و”الشباب” وأسواقهما، سيرا على الأقدام.

ووزعت الفرق التي رافقها عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق عزت أبو التمن، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية مئات النسخ من البيانات الأخيرة الصادرة عن الحزب، والتي يوضح فيها موقفه من الانتخابات المقبلة والأسباب التي دعته إلى مقاطعتها.

وقدمت الفرق لجمهور من الناس، توضيحا مفصلا لأسباب المقاطعة، ومنها ان الانتخابات مقرر إجراؤها في ظل وضع أمني غير مستقر، ينتشر فيه السلاح المنفلت، فضلا عن أسباب أخرى تسمح بإعادة قوى المحاصصة نفسها إلى السلطة.

وأبدى الكثيرون من المواطنين تضامنهم مع قرار الحزب، مؤكدين إصرارهم على عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخابات.

***********************

السلطات النرويجية

تضبط عشرات

القطع الأثرية العراقية

أوسلو – وكالات

أعلنت الشرطة النرويجية أخيرا، عن ضبطها عددا كبيرا من القطع الأثرية كانت السلطات العراقية قد أبلغت عن فقدها، ومن بينها ما يُفترض أنها ألواح تحمل كتابات باللغة المسمارية.

وتم العثور على القطع من قبل الهيئة النرويجية للتحقيق والملاحقة القضائية، وبمساعدة وزارة الثقافة النرويجية، خلال تفتيش منزل جامع قطع أثرية في جنوب شرقي النرويج. 

وذكر متحدث باسم الشرطة، في حديث صحفي، ان هذه القطع كانت جزءا من مجموعة مملوكة ملكية خاصة في النرويج، مؤكدا انه “بالرغم من استجواب بعض الشهود، إلا انه لم يتم توجيه اتهامات جنائية لأحد في شأن سرقة أو تهريب القطع”.

وأوضح، أن “جامع القطع المعني طعن في البلاغ العراقي. وهو غير مشتبه به بسرقة القطع، ولم يتم اتهامه أو القبض عليه”. 

وعن عدد القطع، قالت الهيئة النرويجية للتحقيق والملاحقة القضائية أنه “في المجمل، تم ضبط ما يقرب من 100 قطعة تصنف على أنها مهمة للتراث الثقافي العالمي”، مضيفة في حديث صحفي، أنه “يجري الآن فحص القطع على أيدي خبراء للتأكد من أصالتها، وتحديد مصدرها إذا كان ذلك ممكنا”.

ولم تذكر الشرطة متى أو كيف وصلت هذه القطع إلى النرويج.

******************

ننشر اليوم على أربع صفحات مسودة وثيقة أخرى ستقدم الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، الذي سيلتئم قبل نهاية السنة الحالية، لمناقشتها وإقرارها.

وكنا نشرنا في عدد سابق مسودة النظام الداخلي للحزب، التي ستقدم بدورها الى المؤتمر، ثم عرضنا في اعداد  لاحقة العديد من الآراء والملاحظات والمقترحات التي وصلت في اطار مناقشتها.

وبالمثل نتطلع اليوم ونحن ننشر مسودة برنامج الحزب، الى رؤيتها  تناقش من قبل منظماتنا ورفاقنا واصدقائنا وعامة مواطنينا، ونعد بأن ننشر على صفحات الجريدة ما يصلنا بخصوصها من وجهات نظر وافكار ومقترحات.

برنامج الحزب الشيوعي العراقي

المسودة المقرر تقديمها الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب

  1. ديباجة
  2. تأسس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934 نتيجة لتطور نضال الشعب العراقي وحركته الوطنية والديمقراطية. وهو حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين وسائر بنات وأبناء شعبنا من شغيلة اليد والفكر، حزب يضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار، ويكافح لاستكمال استقلال البلاد وسيادتها الوطنية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية، ومن اجل التقدم الاجتماعي والاشتراكية، ويناهض استغلال الانسان لأخيه الانسان وكل اشكال الكبت والعسف والقهر، ويكافح لتحريره منها بصورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، ولإطلاق طاقاته الخلاقة وقدراته الكامنة المبدعة.
  1. ويسترشد الحزب في كفاحه وفي مجمل سياسته وتنظيمه ونشاطه، بالفكر الماركسي وبدروس التجارب الاشتراكية والتراث الاشتراكي عامة، ويسعى إلى تجسيد ذلك في ظروف العراق الملموسة بإبداع، استناداً إلى دراسة عميقة لواقع مجتمعنا المعاصر وما يشهده من تطورات في الميادين كافة.
  1. كذلك يستوحي كل ما هو تقدمي في إرث حضارة وادي الرافدين، والحضارة العربية الإسلامية، وسائر الحضارات الإنسانية، إلى جانب التراث الخاص لأبناء شعبنا من العرب والكرد والتركمان والكلدان السريان الآشوريين والأرمن والايزيديين والصابئة المندائيين والشبك، ورصيدهم النضالي.
  1. ويرى الحزب في الفدرالية، أي نظام الحكم الاتحادي، شكل الحكم المناسب للعراق، ويدعو إلى توطيدها في إقليم كردستان، وتطوير اللامركزية في مناطق العراق الأخرى بتعزيز صلاحيات المحافظات، ومعالجة المشكلات الناشئة في مجرى هذه العملية المتواصلة عبر الحوار والآليات الديمقراطية. ووفقاً لأحكام الدستور يمكن تشكيل اقاليم جديدة، عندما تنضج الشروط الضرورية لذلك، وفي المقدمة منها تطمين المصالح والحاجات الحقيقية لأبناء المناطق المعنية، وان يأتي تشكيل الاقاليم تعبيرا عن إرادتهم الحرة.
  2. وارتباطاً بذلك كله وقف الحزب، ويقف دائماً، ضد جميع أشكال الحكم الاستبدادي، والتسلط السياسي، والتمييز القومي والديني والطائفي، والتمييز ضد المرأة، ومصادرة الحقوق والحريات العامة أو الخاصة.
  3. والحزب يجمع بثبات بين القضية الوطنية وقضية الديمقراطية، وينظر إليهما في إطار وحدة لا تنفصم ، فهو يعمل على إقامة نظام ديمقراطي اتحادي أساسه التعددية الفكرية والسياسية، والفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة، واحترام حقوق الإنسان، وضمان الحريات الشخصية والعامة، واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص، وتأمين العدالة الاجتماعية، وبناء دولة القانون والمؤسسات ، الدولة الديمقراطية العصرية كاملة السيادة .
  4. والحزب يرفض أشكال التطرف والتعصب والإرهاب كافة، ويدعو إلى نبذها ويسعى إلى استبعادها من الحياة السياسية، واعتماد الأساليب السلمية والديمقراطية في حلّ المشكلات الاجتماعية والسياسية، ويناضل من أجل كفالة شرعية هذه الأساليب بالدستور وبقوة القانون.
  5. ويؤكد الحزب ضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب وسائر قواه ذات المصلحة في تحقيق الاستقلال الوطني والانتقال الديمقراطي.
  6. ويعمل، في الوقت نفسه، على صيانة وحدة نضال الشعب العراقي بجميع انتماءاته، ويشدد على تلبية حقوقه المشروعة، وعلى محاربة الشوفينية وضيق الأفق القومي والنعرات الطائفية والعنصرية، ويدعو إلى التمسك بتقاليد شعبنا في التسامح والعيش المشترك والتكافل الاجتماعي.
  7. ويتمسك الحزب باحترام حقوق الإنسان، كما عبّر عنها الإعلان العالمي لحقوق الأنسان والمواثيق والمعاهدات الاخرى ذات العلاقة. ويعمل، في الوقت ذاته، على تكريس مفهوم المواطنة ومبدأ المساواة بين المواطنين، من دون التمييز بينهم على أساس الجنس أو العرق أو القومية أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الانتماء السياسي أو الوضع الاقتصادي أو الجذر الاجتماعي.
  1. ويدافع الحزب عن حقوق المرأة ومكتسباتها ويرفض التمييز ضدها، ويعمل على توسيع دورها وإسهامها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتوفير شروط ذلك عملياً بتنمية قدراتها وإفساح المجال واسعاً لتبوئها مراكز قيادية في الدولة والمجتمع، عبر إزالة جميع المعوقات وضمان الفرص الفعلية لتمتعها بالحقوق السياسية والمدنية والشخصية، وضمان الالتزام بجميع المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق المرأة والطفل.
  2. ويولي حزبنا الشيوعي اهتماماً خاصاً للشبيبة، ويعمل من أجل ضمان تمتعهم الكامل بالحقوق والحريات المكفولة دستورياً في التنظيم والتعبير، ويسعى من أجل محاربة البطالة في صفوفهم وضمان مساواتهم في الفرص والأجور، وتهيئة مستلزمات حصولهم على التعليم والتدريب والتأهيل المهني، وتوفير شروط تطوير كفاءاتهم ومواهبهم الابداعية، ليساهموا في بناء العراق الجديد ودولته الديمقراطية العصرية.
  1. ويعمل حزبنا من أجل ضمان حرية الثقافة والابداع، واحترام التعددية الفكرية والسياسية في ثقافتنا الوطنية والعمل على ازدهارها، ورعاية الثقافة والمثقفين.
  2. وينحاز الحزب إلى عالم العمل وقيمه، وإلى العاملين بسواعدهم وفكرهم. وهو يرى أن الدفاع عن مصالح الفئات والشرائح الاجتماعية الأكثر تعرّضاً للتهميش والاضطهاد والاستغلال، هو الطريق المفضي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
  1. وفي شان الحالة الراهنة وارتباطا بتعمق مظاهر الازمة الشاملة التي يعيشها مجتمعنا واقتصادنا والتناقضات والصراعات الجارية حول عملية اعادة بناء الدولة واتجاهات تطورها ومضامينها، وما ترتب عليها من انسداد في الأفق واشتداد معاناة غالبية بنات وأبناء الشعب،  يعمل حزبنا على تكوين أوسع اصطفاف سياسي وشعبي رافض ومعارض للنهج السياسي والاقتصادي لمنظومة المحاصصة والفساد ، ويسعى الى تغيير موازين القوى واطلاق عملية التغيير الشامل نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية اتحادية عصرية، تصون السيادة الوطنية وتضمن استقلال القرار الوطني، وتؤمّن العدالة الاجتماعية، وتغير البنية الريعية للاقتصاد الوطني وتحدثها، وتحقق التنوع الاقتصادي والتوزيع العادل للدخل والثروة، وتنمي الموارد البشرية وتضمن العناية بالفئات والشرائح الاجتماعية الاكثر تضررا.
  2. ويرى الحزب ضرورة تخليص بنية الدولة من التشوهات التي خلفها نظام المحاصصة، وتوظيف قدراتها لمعافاة الاقتصاد الوطني وتنميته، والعمل على اقامة علاقات تكامل بين قطاع الدولة والقطاع الخاص. وفي الوقت نفسه يشدد على اطلاق مبادرة لتطوير مختلف اشكال الملكية: العامة والخاصة والمختلطة والتعاونية، بما يستجيب لحاجات الاقتصاد الوطني ويحقق تنمية مستدامة.
  1. ويدين حزبنا كل اشكال الارهاب التي تشهدها بلادنا، والتي تستهدف مصادرة حرية التعبير وتهدد اسس الديمقراطية وتزعزع الامن والاستقرار.
  1. ويدرك الحزب ما كشفت عنه مسيرة العولمة الرأسمالية من تكريس وتعميق للفوارق على صعيد الثروة والدخل، وحصرهما في ايدي قلة متضائلة على صعيد البلد الواحد وعلى الصعيد العالمي. وهو يعتبر نفسه جزءا من الحركة العالمية التي تناهض توظيف العولمة من جانب قوى الرأسمالية، كوسيلة لإدامة نظامها وتعظيم قدراتها وفرض ارادتها على العالم وشعوبه، عن طريق الضغط والابتزاز والعقوبات الاقتصادية والعنف السياسي والتدخل العسكري.
  2. ويناضل الحزب الشيوعي العراقي من اجل سلم وطيد في العالم عبر اقامة نظام للأمن العالمي الشامل، ونظام للأمن الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط يجعلها منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، بما يضمن درء خطر الحروب وتصفية الاسلحة النووية والكيمياوية والجرثومية ونزع السلاح.
  1. ويربي الحزب أعضاءه وأصدقاءه بروح التضامن مع الشعوب، ومساندة حقها في تقرير المصير واختيار النظام الذي تريد، ويناضل من اجل تثبيت القيم الإنسانية وصيانتها، وحماية البيئة، وإقامة نظام عادل للعلاقات الدولية، وتعزيز وتطوير منظمة الأمم المتحدة واصلاح دور المؤسسات الدولية الاخرى، كي تمارس جميعا نفوذها في معالجة المشكلات الدولية وفق ميثاق الأمم المتحدة، وبما يخدم مصالح السلم العالمي وحقوق الشعوب.
  2. في بناء الدولة والنظام السياسي

أ-‌ العمل على إقامة الدولة المدنية الديمقراطية العصرية وتعزيز البناء الاتحادي، وسيادة القانون والمؤسسات الدستورية، والفصل بين السلطات واستقلال السلطة القضائية، وتفعيل مبدأ المواطنة ومساواة المواطنين أمام القانون وضمان تمتعهم بحقوقهم وحرياتهم العامة والشخصية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

ب‌- محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين سارقي المال العام واسترجاع الأموال المنهوبة من قبلهم وإجراء محاكمات عادلة لهم، وتفعيل دور الادعاء العام وتطبيق قانون الكسب غير المشروع ومبدأ عدم الإفلات من العقاب.

ت-‌ تشكيل الحكومة على وفق معايير الكفاءة والنزاهة والمهنية وبعيدا عن المحاصصة بكافة تجلياتها.

ث‌- ضمان الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية في البلاد، وبناء مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وسائر المؤسسات الأخرى على أسس ديمقراطية، وعلى وفق قواعد الولاء للوطن والمواطنة والكفاءة والمهنية والنزاهة، وبعيداً عن نزعة التحزب الضيق والمحاصصة.

ج‌- احتكار الدولة بمؤسساتها الشرعية للسلاح، ونزعه عن الفصائل الخارجة عن القانون.

ح-‌ العمل على الخلاص من نهج المحاصصة الطائفية والاثنية ومن التوظيف السياسي للدين في الحكم ومؤسساته والهيئات المستقلة، باعتماد معايير الإخلاص  للوطن والمهنية والكفاءة والنزاهة وإنهاء مظاهر الاستقطاب الطائفي والاثني، وتكريس الوحدة الوطنية.

خ-‌ إصلاح المنظومة الانتخابية بما يضمن قيام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإجراء انتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة وفي ظل قانون انتخابي عادل وتفعيل قانون الأحزاب وخلق بيئة مناسبة تؤمن مشاركة واسعة.

د-‌ الكشف عن قتلة المتظاهرين في انتفاضة تشرين 2019 وتقديمهم إلى القضاء، لمحاكمتهم عن عمليات القتل والخطف والتغييب ألقسري، وإعادة الاعتبار للشهداء وتعويض أسرهم، وكذلك الجرحى.

ذ-‌ تحقيق المصالحة المجتمعية والسلم الأهلي، وإعادة النظر في مؤسسات العدالة الانتقالية، وإحالة جميع القضايا ذات العلاقة إلى الوزارات المختصة والقضاء.

ر‌- اعتماد الإدارة اللامركزية وتوزيع الصلاحيات بين المركز والمحافظات، وتحديد صلاحيات المؤسسات الاتحادية وإقليم كردستان، وفي الحالين على وفق الدستور والقوانين النافذة.

ز-‌ احترام الشعائر الدينية ودور العبادة للأديان والطوائف كافة دون تمييز.

س-‌ اعتماد سياسة خارجية متوازنة وبعيدة  عن سياسة المحاور، مبنية على مبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، سياسة تؤكد وتحفظ وحدة وسلامة الأراضي العراقية، وتصون استقلال العراق وسيادته الوطنية وحرمة أجوائه ومياهه وثرواته، واستكمال إخراجه من الفصل السابع.

  1. سياستنا الاقتصادية – الاجتماعية

إن نضالنا على الجبهة الاقتصادية – الاجتماعية يستلزم العمل على تحقيق ما يلي:

أ‌- إعادة بعث الحياة في الاقتصاد الوطني من خلال التغلب على الأزمة البنيوية العميقة وعبر اعتماد استراتيجية تنمية مستدامة وخطط تنموية متوسطة وقصيرة الأجل، بالاشتراك مع حكومة الاقليم والحكومات المحلية، تهدف إلى توسيع وتنويع وتحديث قاعدة الاقتصاد الوطني وتغيير طابعه الريعي والاحادي الجانب، وتنمية القدرات البشرية والمادية، والاستخدام العقلاني والكفوء لموارد البلاد، بما يحقق مستوى ونوعية حياة أفضل لجميع المواطنين.هذا اضافة الى اعتماد سياسية استثمارية رصينة من خلال تشجيع الاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية بما يساهم في التنمية والإعمار.

ب-‌ إدماج القطاع النفطي وإخضاعه لمتطلبات التنمية من خلال اعتماد سياسة نفطية عقلانية تقلل تدريجيا من اعتماد الاقتصاد الوطني على العوائد النفطية كمصدر رئيسي لتمويل الميزانية، وتكريسه بنسب متزايدة للاستثمار وتمويل عملية إعادة تأهيل وتطوير الهياكل، إضافة الى ضمان رقابة مجتمعية - ديمقراطية على الموارد النفطية وتوجيهها وفق الأولويات الاجتماعية - الاقتصادية، والحيلولة دون تبديدها في إنفاق مظهري  واستثمارات غير مجدية  وعسكرة منفلتة.

ت‌- وضع برامج ملموسة لمكافحة البطالة، وخصوصا في أوساط الشباب، وجعلها احد الاهداف الرئيسية للسياسة الاقتصادية . هذا اضافة الى إعطاء الأولوية الى البرامج الاستثمارية والى خلق الحوافز للمناطق والقطاعات التي عانت التمييز.

ث‌- تنمية الموارد البشرية ورفع كفاءة العاملين عبر الارتقاء بالنظام التعليمي، ووضع برامج لإعادة التأهيل والتدريب المستمرة، وإشاعة استخدام التقنيات الحديثة وتشجيع البحث العلمي والابتكار، وتخصيص الموارد المالية اللازمة لذلك.

ج‌- تقديم الدعم الحكومي للقطاعات الاقتصادية: العام ، الخاص، التعاوني والمشترك، وإعطاء الأولوية لهذه القطاعات الوطنية في العطاءات والعقود والاستثمار، وإطلاق شروط المبادرة لانبثاق وتطور مختلف أشكال الملكية وبما يستجيب لحاجات الاقتصاد الوطني وتطوره المتوازن.

  1. ولابد من التذكير بان تبني مفهوم التعددية الاقتصادية له آثار إستراتيجية تتجاوز الحقل الاقتصادي لتمتد الى الحقل السياسي ممثلا بالتحالفات السياسية المطلوبة وأهمية ترصينها على أساس مصالح ملموسة، في إطار التحالفات الطبقية والسياسية الواسعة التي تشكل الكتلة التاريخية في الظروف الراهنة حيث اندماج غير مسبوق بين المهام الوطنية/الديمقراطية والاجتماعية/ الاقتصادية.
  2. تأكيد الدور الفاعل لقطاع الدولة في عملية التحول الاقتصادي خلال المرحلة الراهنة. :

أ‌- لذا ندعو الى العمل على استنهاض وتحديث هذا القطاع وإصلاحه اقتصادياً وإدارياً، بإرساء معايير الشفافية والكفاءة والمساءلة والمشاركة الديمقراطية. اضافة الى وقف أعمال النهب الجارية فيه، بوصفها شروطا ضرورية لاستمرار دوره الريادي في الاقتصاد الوطني وتقوية هذا الدور، ولتوسيع دور القوى المدافعة عنه وتفعيله.

ب‌- تشجيع القطاع الخاص المحلي ومبادراته، واعتماد سياسة مالية وضريبية تشجيعية لصالح مشاريعه، التي تساهم في تنمية قدرات البلاد الإنتاجية والارتقاء بالمستوى التنافسي لمنتجاته وخلق فرص عمل جديدة.

ت‌- الوقوف بوجه بيع ممتلكات الدولة كالعقارات وغيرها وبوجه الدعوات إلى اعتبار الخصخصة، حسب وصفة المؤسسات المالية والنقدية الدولية الرأسمالية، قادرة على حل مشكلات الاقتصاد وتحقيق التنمية في مطلق الأحوال، والى خصخصة المؤسسات والشركات المملوكة للدولة ذات الجدوى الاقتصادية، بدلاً من إعادة تأهيلها وإصلاح إدارتها. كما نرفض آلية السوق كوصفة لحل كل المشكلات الاقتصادية التي تواجهها بلادنا في لحظة الانتقال الراهنة، بل ان الامر يتطلب تدخلاً وفعلاً نشيطا من قبل الدولة، التي يجب أن تستعيد دورها التنموي دون أن تلغي دور القطاع الخاص كقطاع وطني يعمل في إطار خطة وطنية شاملة وليس وفقا لوصفات صندوق النقد الدولي.

  1. إجراء إصلاح مصرفي شامل وربطه ببرنامج الإصلاح الاقتصادي المنشود، وخاصة بالنسبة لإصلاح القطاع العام والإصلاح المالي نظراً للترابط الوثيق بين هذه الإصلاحات. كما ينبغي ربط الإصلاح المصرفي بإقامة البيئة التشريعية والتنظيمية اللازمة لعمل القطاع الخاص وخصوصا الوطني منه، وان يشمل هذا الإصلاح السياسة النقدية ومؤسساتها والرقابة على المصارف من قبل هذه المؤسسات وإصلاح وإعادة هيكلة المؤسسات المصرفية ذاتها.
  2. ومن بين ما يتطلبه هذا الاصلاح تحديث وتوسيع النظام المصرفي بشقيه الحكومي والخاص، على أسس تقنية المعلومات والاتصالات.
  3. توفير ضمانات العيش الكريم للمواطنين وحمايتهم من الفقر والعوز، بالاستخدام العادل لثروات البلاد وعوائد التنمية، وذلك من خلال اجراءات عدة من بينها:

أ‌- المحافظة على البطاقة التموينية وزيادة تخصيصاتها وتنويعها وتحسين مفرداتها باعتبارها الأسلوب الأنسب في الظروف الحالية، وتوزيعها على مستحقيها، والاستخدام السليم للاموال المخصصة لها.

ب-‌ وضع حد أدنى للأجور يؤمن عيشاً كريماً، ومراجعته دورياً في ضوء معدلات النمو والتضخم. كذلك إعادة النظر في سلم رواتب موظفي الدولة، ووضعه على أسس سليمة تزيل مظاهر التفاوت الحاد وعدم التوازن، التي تترك آثاراً سلبية على استقرار وأداء الملاكات وعلى حوافز العمل وعلى العدالة الاجتماعية عموما.

ت-‌ إصلاح النظام الضريبي وتفعيله لتلعب الضريبة ، وبضمنها الضريبة التصاعدية، دورها في تعزيز موارد الميزانية، وكأداة للسياسة الاقتصادية يمكن استخدامها من أجل إعادة توزيع الدخل والثروة وتحقيق التضامن الاجتماعي على الصعيد الوطني.

ث-‌ معالجة أزمة السكن عبر استراتيجية اسكانية متكاملة تقوم على سياسة تجمع بين مشاريع إسكان تمولها الدولة للفئات والشرائح ضعيفة الدخل، مع التركيز على بناء المجمعات السكنية والاهتمام بالبناء العمودي، وتيسير الإقراض العقاري للفئات متوسطة الدخل.

ج-‌ حفظ حقوق المتقاعدين وتأمين حياة لائقة لهم، وضمان شمولهم جميعاً بقانون تقاعد موحد وعادل.

  1. تعزيز وتطوير موقفنا من النضال المطلبي على الجبهة الاقتصادية لارتباطه المباشر بحياة الملايين من أبناء شعبنا، ولتجسيده المباشر والحي لدور الحزب بوصفه قوة طبقية تدافع عن المظلومين والمضطهدين.
  1. المديونية الخارجية والتعويضات وحماية أموال العراق

في هذا الميدان نعمل على:

أ‌- مواصلة دعم الجهود الرامية إلى إلغاء ما تبقى من الديون الخارجية، المترتبة على العراق نتيجة الحروب التي خاضها النظام الدكتاتوري السابق.

ب-‌ مطالبة الدول والمؤسسات الدائنة بالتخلي عن مطالباتها بتسديد المبالغ المقدمة لتمويل الحرب التي خاضها النظام الدكتاتوري ضد ايران، وطرح مطلب اعادة استثمار اموال التعويضات في مشروعات داخل العراق.

ت-‌ مقاومة ضغوط المؤسسات المالية والنقدية الدولية الرامية الى إعادة الهيكلة وتطبيق “الإصلاحات الاقتصادية” الليبرالية الاخرى.

ث‌- مواصلة بذل الجهود عبر مختلف الوسائل، لاستعادة ممتلكات العراق وآثاره وأمواله المهربة الى الخارج منذ زمن النظام الدكتاتوري السابق، والمسجلة بأسماء أشخاص أو شركات أو بشكل أسهم شركات، وكذلك الأموال الموجودة في الخارج والتي تعود الى من أدينوا بقضايا فساد بعد 2003.

  1. ضوابط الاستثمار الأجنبي

أ-‌ التأكيد على ان يرتبط دخول الاستثمارات الأجنبية ببلورة طائفة من الضوابط التي تحمي بعض قطاعات الاقتصاد الوطني، وخصوصا الإستراتيجية منها، من الخضوع لسيطرة الرأسمال الأجنبي من جهة، وضمان توجه هذه الاستثمارات وفق الحاجات التنموية وبما يكفل التحكم بالثروات الوطنية من جهة ثانية.

ب‌- ضمان عدم تدفق الرأسمال لأغراض المضاربة، والتأكيد على الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تخلق طاقات إنتاجية وفرص عمل، وتساهم في نقل خبرات ومعارف تكنولوجية وإدارية.

ت-‌ الابقاء على ملكية الدولة للبنى التحتية والخدمات الرئيسة، خصوصاً الكهرباء والماء والمجاري والطرق.

ث-‌ رفض الدعوات الرامية إلى “التحرير” الكامل لحركة وانتقال رؤوس الأموال والى إلغاء كل أشكال الضبط عليها ، والعمل على تجنب سيطرة رؤوس الأموال الأجنبية على القطاع المصرفي، والتي تؤدي إلى استخدام نسبة مهمة من الادخار الداخلي لأغراض المضاربة وتسريبها  إلى خارج البلاد.

القطاعات الاقتصادية

تشترط عملية اعادة الاعمار والتنمية المستدامة، تطورا متلازما ومتناسقا في مختلف القطاعات الاقتصادي:

  1.32 القطاع النفطي والاستخراجي

على هذا الصعيد يسعى حزبنا الى:

أ‌- اعتبار قطاع استخراج النفط والغاز قطاعاً استراتيجياً وأن يظل ملكية عامة، لا سيما المخزون النفطي والغازي. ويتطلب هذا اعتماد استراتيجية للتنمية تتكفل بتحويل القطاع النفطي (الخام) من قطاع مهيمن وكمصدر للعوائد المالية فقط الى44 قطاع منتج للثروات ويكون قطبا لقيام صناعات أمامية وخلفية تؤمن التشابك القطاعي المطلوب لتحقيق إقلاع تنموي حقيقي كشرط للتنمية المستدامة.

ب‌ التنويع الهيكلي العمودي في القطاع النفطي عبر بناء المصافي الحديثة التكنولوجيا ؛ وتصنيع واستخدام كل الغاز المصاحب ؛ والتوسع بصناعة البتروكيماويات.

ت-‌ التأكيد على الجهد الوطني المباشر في استثمار الحقول النفطية المكتشفة والمنتجة مع إمكانية الاستعانة بعقود إسناد فني، والاستعانة بعقود الخدمة في الحقول المكتشفة غير المنتجة التي يمكن النظر فيها ايضا في حال استكشاف حقول جديدة في أماكن تكون الاحتمالات فيها ضعيفة أو في مناطق تتطلب تقنيات عالية وتكاليف مرتفعة، شريطة عدم المساس بالمصالح الوطنية.  

ث-‌ قيام الدولة بوضع السياسات التعدينية الاستراتيجية للبلاد وتنظيم إدارة قطاع الكاربوهيدرات والتعجيل بإصدار قانون النفط والغاز.

ج-‌ توفير المستلزمات الفنية والتمويلية لتوسيع القدرات الإنتاجية والارتفاع بمستوى الإنتاج النفطي، وإعادة تأهيل المنشآت النفطية، وتوسيع شبكات أنابيب النفط والغاز الداخلية، والاهتمام بتنويع منافذ التصدير وتشديد حمايتها من السرقات بمختلف انواعها.

ح-‌ وضع برامج دورية لتطوير الكوادر النفطية، ومواءمة إعداد الدارسين والمعاهد المختصة مع الحاجات المستقبلية لفروع قطاع النفط، والاهتمام بالأبحاث العلمية المتعلقة بالنفط والصناعات النفطية.

خ‌- محاربة تهريب النفط والمنتجات النفطية، ومن الضروري حصر كافة الصادرات النفطية بشركة سومو واعتبار اي تصدير للنفط الخام خارجها تهريبا وتجارة غير شرعية.

د‌- مراجعة آليات جولات التراخيص وعقودها ومعالجة ثغراتها، بما يضمن أعلى العوائد للعراق، والاستغلال الأمثل للحقول النفطية والغازية.

2.32 الطاقة والكهرباء

أ-‌ بلورة استراتيجية وطنية للطاقة تكون في مقدمة اولوياتها والاهتمام بتطوير استخراج الغاز الحر، والاستفادة من الغاز المصاحب لغرض إنتاج الطاقة الكهربائية، واستخدامه كمدخل أساسي في الصناعات البتروكيمياوية وغيرها من الصناعات التحويلية، الى جانب تصديره.

ب-‌ اعتماد استراتيجية جديدة لقطاع الطاقة الكهربائية غايتها تحسين مستوى أدائه وتنويع مصادر التوليد، واعادة تأهيل وتطوير عمليات إنتاج وتحويل ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، والإسراع في تأهيل هذا القطاع، بما يمكن من مضاعفة القدرات الإنتاجية وتنويع مصادر الإنتاج، مع العمل على رعاية الكوادر العاملة في هذا القطاع وتوفير الحماية اللازمة لهم خلال أدائهم لعملهم.

ت-‌ اعادة النظر في استراتيجية الاعتماد على المحطات الغازية المتبعة حالياً من قبل وزارة الكهرباء، والتركيز على تشييد المحطات الحرارية، وتجديد القائمة منها حالياً، نظرا لاعتبارات الكفاءة والجدوى الاقتصادية المتمثلة بعمرها التشغيلي الطويل واستقرار الطاقة المنتجة منها وانخفاض اسعار وقودها وانخفاض كلف صيانتها.

ث-‌ تأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة الاستراتيجية المتكاملة لهذا القطاع للسنوات قادمة، وضمان سلامة استخدام التخصيصات المطلوبة، واعتماد جملة من الاجراءات الملموسة لمكافحة الهدر واستنزاف الموارد والفساد الشائع في هذا القطاع.

ج‌- الاهتمام بإشاعة ثقافة الاقتصاد في الاستهلاك، واستكمال نصب مقاييس الطاقة في الوحدات السكنية والمعامل والدوائر الحكومية، واستحصال الديون الخاصة بأجور الكهرباء، خاصة من دوائر الدولة وما يماثلها. هذا اضافة الى وضع حد للتجاوز على الطاقة الكهربائية عبر تعميم استخدام الكيبلات تحت الأرض.

ح-‌ تشجيع المشاريع والبحوث الهادفة إلى تطوير مصادر الطاقة البديلة بجانب النفط، وإنشاء مراكز بحث علمي لتأمين التخصص الدقيق للكوادر الهندسية.

خ-‌ الى حين تحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاج وتسويق الطاقة الكهربائية، يمكن التعاون مع الدول الأخرى لأهداف الربط الكهربي المتبادل وبيع وشراء الطاقة الكهربائية بأسعار تنافسية وابرام الاتفاقيات اللازمة لذلك.

3.32 الصناعة

أ‌- إحداث نقله نوعية للنهوض بواقع الصناعة العراقية الحالية، والبحث في مجالات واختصاصات صناعية جديدة قادرة على إحداث قيمة مضافة عالية وتنمية مستدامة، هذا اضافة الى إعادة هيكلة الصناعات القائمة بحيث تصبح كفوءة وقادرة على الوقوف بوجه التحديات القائمة وتسهم بقدر أكبر في الناتج المحلي الإجمالي.

ب-‌ دعم الدولة للمشاريع الصناعية ذات المكوِّن التكنولوجي العالي والمتطلبات التمويلية الكبيرة، وذات الأهمية الاستراتيجية.

ت-‌ اعادة تأهيل المنشآت الصناعية والمعامل العائدة للدولة، وإصلاحها إدارياً واقتصادياً، ودعمها والنهوض بها كي تساهم بشكل فعال في تنمية الاقتصاد الوطني، ومواجهة القوى والمشاريع التي تحاول المراهنة على تصفيتها عبر بيعها او خصخصتها.

ث‌- تشجيع استغلال الخامات المعدنية، وإحياء الجهود لانعاش الصناعات التحويلية كثيفة الطاقة ومنها الحديد والالمنيوم والاسمنت والأسمدة.

ج‌- العمل على تأمين تنمية متوازنة بين القطاع الصناعي ومختلف القطاعات الانتاجية والخدمية الأخرى، خصوصاً القطاع الزراعي، والترويج لصناعات جديدة ذات مردود اقتصادي ويفتقر إليها العراق من خلال إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية وجعلها في متناول الجميع وبأسعار رمزية في مجالات الصناعات النفطية ومكننة الزراعة وكل ما يتعلق بتطوير القطاع الزراعي والثروة الحيوانية وصناعة مواد البناء وغيرها.

ح-‌ إيلاء اهتمام خاص لصغار المنتجين من كسبة وحرفيين وأصحاب ورش صناعية صغيرة، ومساعدتهم على النهوض بمشروعاتهم الاقتصادية نظرا للدور الذي يمكن أن تنهض به في مجالات التشغيل والتدريب المهني، وفي زيادة الإنتاج وتلبية جزء من حاجات الأسواق المحلية.

خ-‌ دعم القطاع الخاص المحلي وتوفير البنى التحتية لتطويره، وطمأنته من خلال إقامة بنية قانونية وإدارية ومالية مستقرة، ومنحه تسهيلات وأشكالاً مناسبة من الحماية لفترات محددة، حتى يستطيع الارتقاء بمنتجاته الى مستوى المنافسة، وتفعيل القوانين المحفزة لنشاطه.

د-‌ دعم المصرف الصناعي وتعزيز رأسماله، وتشجيع تأسيس الصناديق والمصارف الاستثمارية المتخصصة في تمويل المشاريع الصناعية.

ذ-‌ اعتماد اساليب التخطيط الصناعي المكاني والاقليمي، وإعادة النظر في التوزيع الجغرافي للمشاريع الصناعية بما يكفل تلافي التفاوت الملحوظ في مستويات تطور المناطق الجغرافية والمحافظات، وتحقيق تنمية متوازنة تتيح ضمان العدالة والعقلانية في التنمية وفي توزيع ثمارها.

ر‌- المحافظة على الكوادر والمهارات العلمية والتقنية ورعايتها وتشجيعها، والعمل على اجتذاب الكوادر التي غادرت العراق، والاستفادة القصوى منها في عملية التنمية.

4.32 الزراعة

لكي يحقق هذا القطاع الأساسي أهدافه ويضمن الأمن الغذائي للبلاد لا بد من :

أ‌- النهوض بالقطاع الزراعي وتفعيل دوره في الاقتصاد الوطني، وتحقيق الأمن الغذائي، وذلك بإعادة إعمار الريف وتطوير قواه المنتجة المادية والبشرية.

ب-‌ إعادة النظر في قوانين الزراعة والإصلاح الزراعي، ووضع مصالح صغار الفلاحين والعمال الزراعيين في صدارة الاهتمام، ومكافحة المساعي الرامية الى إعادة العلاقات شبه الإقطاعية، أو الى الخصخصة في القطاع الزراعي.

ت‌- تمليك الأراضي التي وزعت على الفلاحين وفق القانون رقم 30 لسنة 1958، والقانون رقم 117 لسنة 1970، وتشريع قانون جديد لإيجار  الأراضي الزراعية ، على ان لا تزيد مساحة التعاقد وفقه  عن ضعفي مثيلتها في القانون رقم 117.  

ث-‌ تمكين الفلاحين والمزارعين من زراعة اراضيهم والاهتمام بها وتطوير إنتاجيتها كماً ونوعاً، واستعمال المكننة المتطورة والبذور عالية الرتب والأسمدة العضوية والكيماوية والمبيدات وغيرها، واستخدام الاساليب العلمية الحديثة في الزراعة والري.

ج-‌ بحث أسباب مشكلة هجرة الفلاحين وآثارها، والعمل على معالجتها، وتحفيز الفلاحين على العودة إلى أراضيهم، وتعويض من تضرر منهم وتقديم المنح والقروض لهم.

ح‌- تفعيل دور الجمعيات الفلاحية والتعاونية القائمة، وحث الفلاحين على الانخراط فيها، ودعم الحركة التعاونية وتشجيع عملها على أسس ديمقراطية في مجالات الإنتاج والتوزيع والتسويق، والعمل على تشكيل جمعيات فلاحية تخصصية في مجالي الانتاج النباتي والحيواني، وجمعيات تعاونية تخصصية كذلك في مجالات المكننة والنقل والخزن العادي والمبرد.

خ-‌ توفير التمويل بشروط ميسرة للفلاحين، وبشكل خاص لصغارهم، وتعزيز دور المصرف الزراعي التعاوني واستكمال فتح فروع له في الأقضية والنواحي، ودعم الفلاحين وتزويدهم وفق شروط ميسرة بالبذور والأسمدة، والاهتمام بمكافحة الحشرات والأمراض والآفات الزراعية، وتحديث أساليب ووسائل الإرشاد الزراعي.

د‌- تطوير القوى المنتجة في الريف عن طريق تشجيع الاستثمارات المحلية (الصغيرة والمتوسطة، الخاصة والمختلطة والحكومية) والأجنبية، والافادة من الاستثمارات خصوصا في تأهيل وبناء مشاريع زراعية - صناعية متكاملة.

ذ-‌ حماية العمال الزراعيين عن طريق التشريع والتنظيم النقابيين، والضمان الاجتماعي والصحي.

ر-‌ حماية المنتج النباتي والحيواني المحلي، عبر ضمان أسعار عادلة للمنتجات الزراعية وتشجيع تصنيع وتصدير الفائض منه، ودعم مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتأمين صرف المستحقات المالية للمزارعين مقابل انتاجهم الزراعي. كذلك فرض أو زيادة الرسوم الكمركية على المنتجات المستوردة المنافسة، وترشيد عمليات الاستيراد والتطبيق الفعلي للرزنامة  الزراعية .

ز-‌ العناية بالنخل وزراعته، ورفع مستوى الإدارة المسؤولة عن هذه الثروة الوطنية، والحفاظ عليها وتنميتها.

س‌- الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية والسمكية، عن طريق دعم وتشجيع الفلاحين والمربين على تحسين العروق والأصول الجيدة، وتوفير الأدوية واللقاحات البيطرية والأعلاف المدعومة. إضافة إلى إعادة تشغيل المشاريع العاطلة او المعطلة في مجال الإنتاج الحيواني والنباتي والثروة السمكية.

ش‌- تحديث أساليب ووسائل الإرشاد الزراعي، وإدخال التعليم الزراعي ضمن مناهج المدارس المتوسطة والثانوية في المناطق الريفية، وتفعيل دور (معهد التدريب والتأهيل) في وزارة الزراعة، والاهتمام بمراكز النشء الريفي والمرأة الريفية.

ص-‌ تشجيع البحوث التي تساهم في تطوير الإنتاج الزراعي في المجالات المختلفة، وتطوير الاستثمار في مجال البحوث وزيادة التخصيصات الداعمة له.

ض-‌ معالجة التدني في إنتاجية الأرض، والتركيز على التوسع العمودي في الإنتاج الزراعي، واستصلاح الأراضي مع تكثيف الاستثمار الحكومي في مشاريع الاستصلاح بأسلوب المشروع المتكامل، لا بأسلوب المقاولات المتعددة.

ط‌- الاهتمام بالأراضي الزراعية وحمايتها من زحف المدن غير المبرمج، والاهتمام بالمحميات والمراعي الطبيعية، وإيقاف عمليات تحويل الأراضي الزراعية الى أراضٍ سكنية وتجارية وإلغاء  اية  تشريعات وقوانين تجيز ذلك.

ظ‌- تشجيع استثمار المياه الجوفية، وإدامة الآبار القائمة، ومعالجة مشكلة السقي والارواء بادخال منظومات الري الحديثة في المجالين، والاهتمام بالبوادي باعتبارها ميادين مشاريع المستقبل.

ع‌- مكافحة التصحر ومعالجة ملوحة التربة واستصلاح الأراضي الزراعية وتطوير مناطق الغابات الطبيعية والاصطناعية وبساتين النخيل، والعناية بالبستنة وإشاعة الزراعة المحمية وتطويرها.

غ‌- إلغاء قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 182 لسنة 2000، والعمل على تثبيت حقوق المغارسين والفلاحين العاملين في البساتين، ورفع الحيف عنهم.

ف-‌ تخصيص الاستثمارات المناسبة لإقامة البنى التحتية وبناء المرافق الحديثة والقرى العصرية في الريف، والاهتمام بالتنمية البشرية المتكاملة، ومكافحة التخلف والأمية في الريف.

  5.32 التجارة الداخلية والخارجية

أ‌- تنظيم الأسواق التجارية وضبط ومراقبة تدفق السلع من السوق المحلية وإليها وإعادة تأهيل الأسواق المركزية باتجاه توفير المواد الضرورية للفئات الفقيرة ومحدودي الدخل وبأسعار مناسبة.

ب-‌ تنسيق عمل مختلف الأجهزة الحكومية بالتعاون مع قوى وهيئات المجتمع المدني ذات العلاقة، لضمان سلامة المنتجات المستوردة، ولتشديد الرقابة على 5المنافذ الحدودية من خلال فحص المنتجات المستوردة، وتنشيط دور هيئات التفتيش والسيطرة النوعية، وتطبيق الشروط الصحية وشروط السلامة العامة، ومكافحة التهريب ومحاربة المتاجرين بالمواد غير المشروعة.

ت-‌ إشاعة العلانية والشفافية في جميع حلقات إحالة العقود الخاصة بتوريد المواد الغذائية وايلاء اهتمام خاص لمراقبة المستوردات من مواد البطاقة التموينية لما تعانيه من فساد كبير.

ث‌- تقديم أشكال مناسبة من الدعم للنشاطات والقطاعات الإنتاجية القادرة على التصدير، بما يشجعها على الارتفاع بمعدلات الإنتاجية ومستويات الجودة ويؤهلها للمنافسة في الاسواق الاجنبية، وتفعيل قانون التعرفة الكمركية وقانون حماية المنتج الوطني.

6.32 قطاع السياحة

ندعم في هذا الميدان نشاط القطاعات الحكومي والخاص والمختلط من أجل:

أ-‌ وضع استراتيجية شاملة للقطاع السياحي بأهداف محددة تتضمن تنمية وتطوير القطاع السياحي بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة والمجتمعات المحلية، والعمل على زيادة الاستثمارات فيه، بهدف زيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في إطار سياسة تنويع مصادر الدخل القومي والمساهمة في خلق فرص عمل.

ب-‌ إنشاء وتطوير وتوسيع البنى التحتية والمرافق السياحية والارتقاء بمستوى خدماتها، وتشجيع السياحة الداخلية واستكمال المنظومة القانونية الخاصة بها، والنهوض بآليات وأنشطة الترويج.

ت-‌ حماية الاثار وتشجيع السياحة الآثارية، لا سيما وان في بلادنا مواقع أثرية تتمتع بسمعة عالمية، لكونها ترمز الى بعض أقدم الحضارات في العالم، وتغطي مراحل مختلفة من التطور الإنساني.

ث-‌ تطوير السياحة الدينية نظراً الى اسهامها في خلق فرص عمل تساعد في الحد من البطالة وتحسين مستويات المعيشة، وتوفير مصادر مالية اضافية للدولة .

ج‌- الاهتمام بالسياحة الطبيعية وبضمنها الاهوار والمصايف والمحميات، وإدارة مرافقها من قبل الدولة بالاستفادة من خبرات القطاع الخاص.

ح‌- العناية بتربية وتأهيل الكوادر السياحية الضرورية عن طريق تطوير معاهد الفندقة والسياحة، وتشجيع الاقبال عليها.

7.32 التشييد والإعمار

يتطلب هذا القطاع اهتماماً خاصاً من خلال :

أ‌- إعادة تأهيل شركات القطاع العام للمواد الانشائية وشركات المقاولات التابعة للدولة، ورفع مستوى تنفيذها باعتماد الأساليب الرقمية وبتطوير كوادرها لتنفيذ الاعمال الهندسية المتطورة  وبالمستوى العالمي،  لتساهم في مشاريع التشييد والاعمار، وإنشاء السدود واستصلاح الأراضي والمجاري ومشاريع إسالة الماء.

ب-‌ الإفادة من خبرات شركات المقاولات العراقية ومراكز الدراسات والتصاميم في تنفيذ مشاريع الإعمار والتشييد، واعتماد المعايير والاعمال الاستشارية المجربة .

ت-‌ تحديث معايير الشركات المراد لها الاسهام في عملية التشييد والإعمار، ومعايير قدراتها الفنية والمالية وفق مرجعية مؤسسات التشييد العالمية والمؤسسات الدولية لتمويل المشاريع ، وفرض الرقابة النوعية على تنفيذ واستلام المشاريع من قبل أجهزة رقابية متخصصة، وملاحقة الشركات التي لا تفي بالتزاماتها قانونيا.

ث-‌ اللجوء إلى الشركات الأجنبية ذات الاختصاصات النادرة للاستفادة منها في عملية إعادة الإعمار وفق مبدأ “شراكة الخدمة” مع القطاع الخاص بعيدا عن الخصخصة، وبشرط التنفيذ المباشر وتطعيم الفرق المنفذة بالكوادر العراقية.  

ج‌- تشجيع الاستثمار الحكومي والخاص في مشاريع إنتاج وتطوير المواد والطابوق، ولوازم الديكور، وحماية الشركات والمؤسسات الحكومية المتخصصة في هذا القطاع من خطط ومشاريع الخصخصة، والعمل على تطويرها.

ح-‌ تأسيس معاهد تدريب كوادر قطاع التشييد وفق المعايير الحرفية التي ثبتتها مؤسسات الأمم المتحدة والعمل على قيام مؤسسات التشييد بتدريب كوادر مهنيه ترفد هذا القطاع.

خ-‌ تأسيس بنوك ومؤسسات تمويل لتشجيع المشاريع الاستثمارية في مجال التشييد وتشجيع البنوك الحكومية والأهلية للاستثمار بهذا القطاع.

  1. شؤون العمال والشغيلة

على هذا الصعيد يناضل حزبنا من أجل:

أ‌- التطبيق الفعلي لقانون العمل النافذ رقم 37 لسنة ٢٠١٥،  لحماية حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، وللحيلولة دون تعرضهم الى الفصل الكيفي، ورفع مستوى معيشتهم وتطبيق المبادىء الأساسية في العمل اللائق .

ب-‌ العمل على تشريع قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال وفق معايير الحماية الاجتماعية الدولية  بديلاً عن القانون رقم 39 لسنة 1971 .

ت-‌ إصدار التشريعات الكفيلة بضمان تمثيل العمال في مجالس إدارة المشاريع والمؤسسات الاقتصادية، والحكومية منها على وجه الخصوص، بما يؤمن مشاركة التنظيمات النقابية العمالية في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

ث-‌ إلغاء القرار المرقم 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي للعمال رقم 52 لسنة 1987.

ج-‌ ضمان الحقوق والحريات النقابية للطبقة العاملة والشغيلة، وحقهم في التنظيم النقابي في جميع المشاريع الانتاجية والخدمية بضمنها مؤسسات القطاع العام ، إستناداً  للقانون رقم 87 لسنة  2017 الخاص بانضمام العراق إلى الاتفاقية الدولية رقم ( 87 ) لسنة 1948 اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي ، والسعي الى تحقيق وحدة نضال الطبقة العاملة، واحترام استقلال الحركة النقابية وحق العمال في الاضراب والتظاهر والاعتصام، وفي الوقوف بوجه أي تجاوزات على حقوقهم من أية جهة جاءت، بما فيها الجهات الحكومية . فضلا عن اقرار التعددية النقابية والتعامل المتكافئ مع الاتحادات النقابية .

ح-‌ دعم إنشاء وتطوير المشاريع الإنتاجية والخدمية الصغيرة والمتوسطة، التي تشغل مزيداً من الأيدي العاملة ولا تحتاج إلى كثير من رؤوس الأموال أو العملة الصعبة.

خ-‌ رفع الحد الأدنى لأجور جميع العاملين، وحماية قدرتهم الشرائية بما يتناسب وتكاليف المعيشة المتنامية باستمرار.

د-‌ ضمان حقوق ومصالح العاملين بالعقود والأجور اليومية في مختلف القطاعات وشمولهم بقانوني العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي .

ذ‌- ضمان حقوق ومصالح الفئات المهمشة والعاملين في القطاع غير المنظم ، وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة ، والعمل على إشراكهم في القطاعات الإنتاجية المختلفة وتقديم الدعم والمساندة لهم وفق القانون رقم 38 لسنة 2013 .

ر-‌ معالجة أوضاع العمالة الأجنبية بما يتناسب والحاجة العملية والفنية لخبراتهم وعدم تعريضهم للاستغلال والتعسف وضمان قانونية وشرعية تواجدهم في بلادنا .

ز-‌ العمل على تشريع قوانين وضوابط الصحة والسلامة المهنية في المؤسسات والمواقع الانتاجية .

  1. المرأة

إن نضالنا في هذا الميدان ينصب على:

أ-‌ إيلاء قضية المرأة ومكانتها داخل العائلة وفي المجتمع اهتماماً مميزاً على الصعد: الوطني والاجتماعي والسياسي.

ب-‌ تفعيل الاستراتيجية الوطنية للنهوض بواقع المرأة، أي تفعيل القرار الدولي المرقم 1325 المصادق عليه من قبل الحكومة العراقية، وتنفيذ الخطة الوطنية وخطة الطوارئ المرتبطتين به، والمعنيتين بتوفير الوقاية والحماية والاحتياجات الخاصة والعاجلة للنساء .

ت‌- تمكين المرأة من القيام بدورها في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة، وفي مراكز صنع القرار على مستوى السلطات الثلاث والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وبنسبة لا تقل عن 25 بالمائة.

ث-‌ تأمين متطلبات الارتقاء بواقع المرأة الريفية اجتماعياً وثقافياً، بما يؤهلها للمشاركة في الحياة العامة في محيطها وعلى صعيد المجتمع.

ج-‌ معالجة آثار التخلف الاجتماعي المدمرة بالنسبة للمرأة والأسرة، والناجمة عن التقاليد الاجتماعية البالية التي كرستها سياسات النظام المباد وممارساته، ومن بعده الاحتلال وانفلات الإرهاب والطائفية. الى جانب محاربة التمييز والعنف ضد المرأة بجميع أشكالهما، وتثبيت ذلك في نصوص قانونية وتشريعات تضمن تنفيذها.

ح‌- دعم نضال المرأة ومنظماتها من أجل إلغاء أية تشريعات تنتهك حقوقها، ومن اجل اقرار قانون مناهضة العنف الاسري، وتعديل مواد قانون العقوبات 111 لسنة 1969 التي تتعارض مع المواثيق الدولية ذات العلاقة، وإزالة أية قيود تحول دون ممارسة نشاطها الديمقراطي بحرية. 

خ‌- ضمان مساواة المرأة مع الرجل في مجال فرص العمل والأجور، قانونا وفعلا وفي جميع  المجالات، وتوفير بيئة وظروف عمل مناسبة لها، وضمان حق النساء العاملات في حماية الأمومة والطفولة المنصوص عليها في القوانين النافذة.

د-‌ الدفاع عن قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 المعدّل، والعمل على تطويره بما ينسجم مع المواثيق الدولية ذات العلاقة.

ذ-‌ تفعيل التشريعات والاجراءات التي تمنع الاتجار بالنساء والتشهير بهن وترهيبهن.

  1. حقوق الطفل

في هذا المجال نناضل من اجل:

أ‌- سن القوانين والتشريعات التي تتفق مع  المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل، والتي تهدف إلى حماية الطفولة ورعايتها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية قدراتها ومواهبها، وحمايتها من العنف والتعسف في العائلة وفي المدرسة والمجتمع .

ب-‌ العمل على تفعيل التشريعات والاجراءات التي تمنع عمالة الاطفال والاتجار بهم وحظر جميع اشكال الاستغلال التي تمارس بحقهم .

ت-‌ تأمين الضمان الصحي والاجتماعي والتعليم الالزامي للأطفال عموماً، وبشكل خاص لليتامى وأبناء العوائل المعدمة، وللأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين الذين يتوجب قبل هذا توفير المأوى المناسب لهم.

ث-‌ توفير دور الحضانة ورياض الأطفال، خاصة لأطفال الأمهات العاملات في مواقع عملهن.

ج‌- العمل على تطوير وزيادة  دور الايتام والايواء للأطفال المشردين وكل ما يؤمن حياة كريمة لهم، ومحاربة ظاهرة التسول بينهم.

  1. الشبيبة والطلبة

في هذا المجال نناضل من أجل:

أ‌- الارتقاء بدور الشبيبة والطلبة، ومساعدتهم على تعزيز مكانتهم الحيوية في المجتمع، وتنمية قدراتهم ومواهبهم وتوظيف طاقاتهم في مختلف المجالات، وايلاء اهتمام خاص للشبيبة العمالية والفلاحية.

ب-‌ دعم حقوق الطلبة والشبيبة وتطلعاتهم الديمقراطية الى التنظيم الطلابي والشبابي الحر والمستقل، وضمان إبعاد المنظمات الطلابية والشبابية عن هيمنة ووصاية المؤسسات الحكومية وأجهزتها قانونيا.

ت-‌ تشكيل النوادي ومراكز الشباب والفرق الثقافية والفنية والرياضية.

ث-‌ تحسين مستوى حياة الطلبة، وضمان التعليم المجاني وكل متطلبات العيش الكريم لهم، وتوفير المستلزمات الدراسية كافة، والاهتمام بتحسين أقسامهم الداخلية، وتمكينهم من انجاز مهامه الدراسية والأكاديمية في أجواء آمنة وصحية، وانشاء المرافق الترفيهية لهم والاهتمام بها بعيدا عن اية ضغوط أو تهديدات، وضمان فرص العمل للخريجين وتشجيع المتميزين منهم ورعايتهم، وتهيئة الظروف الملائمة للحد من هجرتهم الى الخارج، والعمل على تعديل قانون التعليم الاهلي .

ج-‌ التأكيد على اهمية التنسيق بين المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والمنظمات الشبابية  ومنظمات المجتمع المدني والاعلام من اجل مواجهة  ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين اوساط الشبيبة والتحذير من الاثار الكارثية التي تسببها على المستوى  الاجتماعي والاقتصادي.

ح‌- نشر الوعي الوطني وروح المواطنة والقيم الإنسانية والتقاليد الديمقراطية والثقافة التقدمية في أوساط الشبيبة والطلبة، بجانب إشاعة قيم التآخي بين القوميات، وتكريس مفهوم الوحدة الوطنية، والاهتمام بتطوير نتاجهم الثقافي، وتخليصهم من آثار المفاهيم الفاشية الشوفينية وضيق الأفق القومي والطائفية ونزعات عسكرتهم.

خ‌- وضع خطط تفصيلية خاصة بالشاب تستهدف مكافحة البطالة في أوساطهم، وخلق الفرص والمشاريع الاستثمارية لاستيعابهم.

د‌- تشجيع الشباب على المشاركة في الحياة السياسية، وخفض سن الترشيح في الانتخابات التشريعية والمحلية الى 25 عاما.

ذ‌- اصدار تشريعات تؤمن للشباب المشاركة في جميع اللجان والهيئات التي تتناول شؤونهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية.

  1. التربية والتعليم والبحث العلمي

1.37 أولا: التربية والتعليم الابتدائي والثانوي:

ان المهمة الملحة في هذا القطاع هي مواصلة الجهود لتصفية آثار المرحلة السابقة، والاحتلال ومرحلة الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعد 2003، وإصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في مختلف مراحلها، وهذا يتطلب:

أ-‌ جعل قطاع التربية والتعليم من الأولويات المهمة، وتخصيص الموارد المالية والمادية والبشرية اللازمة له، والاهتمام بتوفير الابنية المدرسية وفق المواصفات العالمية.

ب‌- اعتماد فلسفة تربوية - تعليمية تقوم على قيم المواطنة، وعلى تعزيز الفكر التنويري، ونقل المعارف المستندة إلى أحدث ما توصلت إليه العلوم في جميع مجالات المعرفة، وتنمية قدرة الطالب على التفكير النقدي، وعلى فهم واستيعاب منجزات العلم والحضارة المعاصرين، وتوظيفها في مجالات الأعمال والاختصاصات المختلفة.

ت‌- إعادة النظر في نظام ومناهج التعليم وطرائق التدريس بما يتفق وتأمين مستلزمات- التعليم التقني والمهني، وإرساء قاعدة تعليمية متطورة، ، وربط العملية التعليمية بعملية التنمية الشاملة في البلاد وأهدافها الكبرى . اضافة الى تخليص المناهج الدراسية في مختلف المراحل من افكار التخلف والرجعية والطائفية، واعادة صياغتها وطنياً وديمقراطياً .

ث‌- وضع خطط علمية لاستكمال عملية مكافحة الأمية، وضمان مجانية التعليم في المراحل الدراسية كافة، وتفعيل إلزاميته في الدراسة الابتدائية، ومعالجة ظاهرة التوسع المتنامي للتعليم الأهلي وآثاره السلبية على النظام التعليمي ككل.

ج-‌ شمول مرحلة رياض الأطفال بالسلم التعليمي والزامية التعليم، على وفق ما جاء في الدستور.

ح-‌ وضع التلميذ في مركز العملية التربوية، واحترام الهيئات التدريسية، وضمان الأجواء السليمة لإشاعة العلم وحب العمل والممارسة الديمقراطية في الحياة الدراسية وتشجيع النشاطات اللاصفية، إضافة إلى الاهتمام بالتأهيل والتدريب المستمرين للعاملين في هذا القطاع، والتحسين الدائم لمستويات معيشتهم، بما يمكنهم من تكريس اهتمامهم لإنجاز مهامهم التربوية في أفضل الظروف.

خ-‌ تحويل مجالس الآباء والمعلمين الى هيئات ساندة للعملية التربوية، والاهتمام بالنشاط اللاصفي بمختلف أنواعه نظرا لأهمية دوره في تنمية الروح الجماعية التعاونية للطلاب.

د- أن يكون تطوير المناهج عملية مستمرة تجري مراجعتها دوريا لمعرفة صلاحيتها في ظل التطورات الجارية، لملاحظة مدى انسجامها مع التطور الحاصل في الحياة والمجتمع، وضرورة ترسيخ مفاهيم حديثة.

ذ‌- تفعيل الإشراف التربوي وتطويره من خلال اختيار أفضل المعلمين والمدرسين وادخالهم دورات متخصصة في الداخل والخارج لتمكينهم من تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية.

2.37  ثانيا: التعليم العالي والبحث العلمي:

أ‌- إصلاح التعليم العالي انطلاقاً من مبدأ صيانة حرمة الجامعات والمعاهد واستقلالها، وبما يعيد السمعة العلمية والأكاديمية للجامعة العراقية كونها مؤسسة حضارية مفتوحة، لا يجوز تقييدها بانتماء عقائدي أو أيديولوجي أو أي غطاء آخر. والاهتمام بتطوير التعليم العالي عامة، ومراكز البحوث والدراسات التخصصية.

ب-‌ اعتماد استراتيجية وطنية في المنح والبعثات والزمالات وفي القبول في الجامعات والمؤسسات التربوية بشكلٍ عام، تقوم على أسس الكفاءة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين المتقدمين على أسس طائفية أو قومية أو حزبية أو غيرها.

ت-‌ العمل بمبدأ استقلالية الجامعات وعلى صيانة الحريات العامة فيها، خصوصاً حرية الطلبة في التعبير عن مطالبهم وطرح مشاكلهم، وفي اختيار ممثليهم، وعلى ترسيخ ثقافة التعدد واحترام الرأي الآخر، ونبذ الاقصاء والتهميش، ورفض التعصب والتطرف بكافة أشكالهما، واحترام الحريات الأكاديمية وصولاً إلى تشكيل مجلس للتعليم العالي.

ث-‌ منح إجازات الجامعات الأهلية على وفق الضوابط القانونية وحسب حاجة البلد.

ج-‌ منح تخصيصات مالية للبحث العلمي والتطوير الأكاديمي، فضلا عن إقامة المؤتمرات والندوات العلمية بجانبيها النظري والتطبيقي وارتباطها الصارم بالواقع الاجتماعي وحاجة البلد. وتفعيل مبدأ التوأمة وبرامج التعاون العلمي مع الجامعات العالمية.

ح-‌ توفير مستلزمات نجاح البحث العلمي، والعمل على تجاوز المعوقات التي تواجه الباحثين في الجامعة، وربط البحوث والأطاريح العلمية (ماجستير ودكتوراه) بالحاجات والمشاكل الفعلية التي تواجه الاقتصاد والمجتمع في بلادنا.

خ-‌ إشاعة الحريات الأكاديمية والديمقراطية واحترام الحرم الجامعي والسماح في تشكيل الجمعيات العلمية والثقافية والفنية داخل الجامعة، واطلاق حرية الطلبة في التعبير عن مطالبهم وطرح مشاكلهم، وفي اختيار ممثليهم. كما إن من أولويات نجاح العمل الجامعي ترصين العلاقة بين طلبة الجامعات وإداراتها وإشراك ممثلي الطلبة في عملية صنع القرار في الأمور التي تخص الطلبة داخل الحرم الجامعي.

د-‌ تطوير امكانيات التدريسيين عبر دورات تخصصية ترفع من قدراتهم العلمية والمهنية بالتعامل مع التكنلوجيا الحديثة، واستخداماتها، ويتطلب هذا إجادة أكثر من لغة أجنبية.

  1. الصحة

أ- بناء منظومة صحية حديثة ومتكاملة، قادرة على الوقوف في وجه المخاطر التي قد تتعرض لها البلاد، واعتماد الوسائل الحديثة في رفع مستوى الوعي الصحي للمواطنين.

ب-‌ ضمان تقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية، الوقائية والعلاجية، والارتقاء بمستواها وتطوير خدمات الطب الوقائي، وتعزيز خدمات رعاية الامومة والطفولة والصحة المدرسية.

ت-‌ ضمان الحق في التأمين الصحي للجميع، عبر بناء منظومة ضمان صحي حديثة، وتطوير قانون الضمان الصحي، بما يضمن تكاملا حقيقيا في عمل القطاعين العام والخاص، واعتماد آليات عادلة في تمويله.

ث‌- توسيع شبكة المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، والاهتمام بتوزيعها الجغرافي وإعادة تأهيلها، بجانب تأهيل وتطوير شبكة العيادات الطبية الشعبية وعيادات التأمين الصحي المنتشرة في عموم البلاد،  وتفعيل دور البطاقة الدوائية لذوي الأمراض المزمنة وتأمين مفرداتها، وتعزيز الرقابة الصحية. 

ج-‌ تطوير طرق الرصد الوبائي، والاهتمام الخاص بالأمراض المستوطنة والمشتركة.

ح-‌ تأمين الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الرعاية والاسناد النفسي الخاص لهم، وإنشاء المراكز والمستشفيات التأهيلية ومشاغل الأطراف الصناعية لتشمل المحافظات كافة.

خ‌- استكمال المنظومة التشريعية الصحية، وذلك عبر تشريع قوانين حقوق المريض والاخطاء الطبية، وتطوير قوانين حماية الكادر الصحي، واخيرا وضع واقرار اللائحة الطبية.

د-‌ تحديد اجور الفحص والتشخيص والعلاج في مؤسسات القطاع الخاص، وايجاد آليات فاعلة من اجل الالتزام بها. 

ذ‌- مواجهة انتشار المخدرات وظاهرة بيع الاعضاء البشرية، والعمل على مكافحتهما، وتفعيل القوانين المتعلقة بمعاقبة مروّجيهما.

ر-‌ دعم الصناعة الدوائية الوطنية التابعة للدولة وللقطاع الخاص، وفق الشروط والمعايير الدولية، وسن قوانين تضمن حماية الإنتاج الوطني وحماية المواطن، ومكافحة توزيع الأدوية بطريقة غير مرخصة.

ز-‌ ضمان حقوق العاملين في القطاع الصحي وصيانتها، ودعم نقاباتهم وجمعياتهم.

  1. الموارد المائية

أ‌- المباشرة بتحديث الدراسة الاستراتيجية للمياه والاراضي في العراق واختيار مشاريع ممكنة التنفيذ.

ب‌- انفاذ القوانين والانظمة والتعليمات المنظمة لاستثمار المياه السطحية والجوفية، لإيقاف الهدر فيها والتجاوز عليها.

ت-‌ تعديل المادتين الدستوريتين 110 /8 و 114 /7 بما يضمن حقوق العراق المائية، وصيانتها وعدالة توزيعها داخل العراق

ث‌- عرض خلاف العراق مع دول الجوار حول الحقوق المائية على منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الرسمية وغيرالرسمية ، واستخدام كل الاساليب المشروعة لدفع الدول المذكورة الى تلبية مطالب العراق المائية العادلة .

ج-‌ تشكيل المجلس الأعلى للمياه بإصدار التشريع الخاص به.

ح‌- تشكيل فرق عمل دائمة لتمَثيل العراق في المحافل الدولية وضمان تواجد فعال فيها لكسب اصدقاء ومناصرين للحقوق المائية.

خ‌- نشر تقنيات الري الحديثة وتوفير التخصيصات اللازمة لها.

د-‌  اعادة تقييم اوضاع السدود في البلاد.

  1. البيئة

في هذا الميدان يعمل حزبنا من اجل :

أ-‌ إستكمال تأسيس وتطوير الهيئات الحكومية الخاصة بالبيئة ، ورفدها بالصلاحيات، ووضع استراتيجية بيئية تتناسب وحجم المخاطر المرتبطة بتدهور الوضع البيئي، وزيادة قيمة وحجم الموارد المادية والمالية المخصصة للبيئة، وإطلاق حملة شاملة لحمايتها.

ب-‌ إيلاء المزيد من الاهتمام والدعم للبحوث والدراسات والمسوحات المتعلقة بالواقع البيئي في العراق وسبل النهوض به، والاهتمام بالتعليم والثقافة البيئيتين.

ت-‌ سن قوانين جديدة وتطبيق النافذ منها، لمنع التجاوز على الثروات الحيوانية البرية والمائية، ولإطلاق حملة تشجير كبرى وادامتها وتوسيع نطاق إعادة التشجير، خصوصاً لأشجار النخيل.

ث-‌ معالجة مخلفات سياسة تجفيف الأهوار وتدمير بيئتها الطبيعية، التي مارسها النظام السابق، وإعادة تأهيل الاهوار والعمل على تأمين تدفق المياه اليها بانتظام وتطوير الإفادة منها بيئياً، وفي مجالات السياحة والصيد والتربية الحديثة للأسماك.

ج‌- وضع خارطة التوزيع الإقليمي للمؤسسات الصناعية والزراعية، ومواقع التوسع السكني، بما يكفل إبعاد الصناعات الملوثة للبيئة والمضرة بصحة السكان عن المحتشدات السكانية ، وبما يمنع تلوث الأنهار.

ح-‌ معالجة التغيرات البيئية الناجمة عن إهمال مستلزمات حماية الطبيعة ومواردها، وعن الحروب الداخلية والخارجية للنظام الدكتاتوري المقبور وممارسات حكومات ما بعد 2003 .

خ‌- إنشاء محطات تصفية وتدوير النفايات لحماية المياه والأجواء والتربة من التلوث بالنفايات الكيمياوية والمياه الثقيلة وغيرها، والاهتمام بالطمر الصحي، وتوفير الدعم اللازم للإسراع في تنفيذ برامج حصر المناطق التي تعرضت للتلوث وتنظيفها.

د-‌ وضع وتنفيذ برامج وطنية عاجلة للتخلص من نفايات الحروب السامة، ومن الألغام المزروعة في مختلف مناطق البلاد، ومن بقايا وآثار الأسلحة الكيمياوية والجرثومية، وتنظيف البيئة من نفايات المواد المشعة والكيماوية والبيولوجية واليورانيوم المنضب، والإفادة في ذلك من دعم المجتمع الدولي.

ذ‌- وضع حد فوري للاستيراد المنفلت للسيارات والمحركات الملوثة للبيئة، وفرض شروط تقنية صارمة على ما يدخل البلاد منها , الى جانب الاسراع في حل مشاكل انتاج وتوزيع الكهرباء لتخليص البيئة من التلوث متعدد الاشكال الناجم عن التشغيل اليومي للعدد الهائل من المولدات الكهربائية الاهلية.

  1. الثقافة والاعلام

 1.41 الثقافة

تتطلب إعادة بناء المشهد الثقافي في بلادنا جملة سياسات وإجراءات ومعالجات أساسية، تتمثل في:

أ-‌ اعتماد استراتيجية ثقافية وطنية تكرس الرؤية السليمة الى الثقافة باعتبارها جزءاً أساسياً من حياة الناس وحاجاتهم، وشرطا لارتقاء الانسان ونهوض المجتمع، وينبثق منها مشروع ثقافي وطني انساني النزعة وديمقراطي المحتوى، يكون حاضنة للتيارات الداعية الى بلورة هوية وطنية منفتحة متجددة، تحترم التعددية الثقافية والفكرية، وتتفاعل مع سائر روافد الفكر العالمي وتياراته.

ب-‌ تأمين استقلال الثقافة عامة، وعدم تدخل الدولة في العمل الثقافي، مع التزامها دعم العملية الثقافية ونشاط مبدعي الثقافة ومنتجيها، كذلك اعمار البنى التحتية الثقافية وتطويرها، وتمويل النشاط والانتاج الثقافيين من خلال صناديق خاصة تؤسس لهذا الغرض.

ت-‌ إصدار تشريعات تكفل حرية الفكر والتعبير والابداع والنشر، وتحمي حقوق الملكية الفكرية، وتمكـّن المنظمات الثقافية غير الحكومية من ممارسة دور مؤثر في الحياة الثقافية.

ث-‌ تأسيس مجلس وطني يرعى الثقافة والفنون ويؤمن متطلبات تطورهما المستديم ، وتبنّي الدولة تخصيص نسبة لا تقل عن 1% من الدخل الوطني سنوياً لدعم الثقافة وتشجيع التنوير والتحديث الثقافيين .

ج-‌ تفعيل دور المثقفين والمبدعين على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية، في رسم واعتماد التوجهات والخيارات الوطنية في شتى مجالات حياة المجتمع .

ح-‌ حماية الموروث الثقافي المادي - من آثار ومبانٍ تراثية ومعالم تاريخية ومخطوطات ومطبوعات وغيرها - والموروث الشفاهي، والحفاظ عليهما.

خ-‌ إدامة وتعزيز الوشائج مع المثقفين العراقيين (علماء وفنانين وأدباء وأكاديميين) في المهجر، والافادة من منجزهم المعرفي، وإشراكهم المباشر في بناء البلد وتنميته، وحفز تواصلهم مع الوطن وتشجيعهم على العودة إليه وتيسيرها.

د‌- تنشيط الثقافة العلمية والتقنية عبر دعم المنظمات المهنية والاكاديمية، وتشجيع مشاركة أعضائها في  المؤتمرات والفعاليات العلمية المختلفة، المحلية والخارجية.

2.42 الاعلام

على صعيد الاعلام يسعى حزبنا الى:

أ‌- ضمان حرية التعبير والنشر، وحرية الحصول على المعلومات وتداولها، بما ينسجم ونصوص الدستور ومواثيق حقوق الانسان، وتحريم ما يحرض على التعصب والتطرف عرقياً أو دينياً أو طائفياً، أو على العنف والارهاب، وتجسيد ذلك في قوانين، وتوفير الحماية للعاملين في ميدان الاعلام، وتأمين الضمان الاجتماعي لعائلات الضحايا.

ب- ‌احترام استقلال وسائل الاعلام، وبضمنها منابر النشر والبث العامين الممولة من ميزانية الدولة، عن الأجهزة والمؤسسات الحكومية، ودعم نشاطها باعتبارها ركناً أساسياً في النظام الديمقراطي، والغاء التشريعات ذات الصلة الصادرة في زمن النظام السابق.

ت-‌ تفعيل قانون شبكة الاعلام العراقي رقم 26 لسنة2015 بما يرسي استقلالها عن الحكومة ومؤسساتها عبر ارتباطها بمجلس النواب، وبما يؤمّـن نهوضها بدورها كمؤسسة وطنية للنشر والبث تخص العراقيين جميعا، واعتماد معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والحيادية والتقيد بالدستور في اختيار العاملين في منابرها.

ث-‌ العمل على تشريع قانون يكفل الحق في تأسيس نقابات واتحادات، تدافع عن حقوقهم ومصالحهم المشروعة، وتعبر عن تطلعهم الى تحسين مستواهم المعيشي وتمتعهم بالضمان الاجتماعي والحقوق التقاعدية.

ج-‌ دعم التوجه في اوساط الاعلاميين نحو إصدار “مدوّنة مبادئ مهنية وأخلاقية للعمل الاعلامي” (أو “ميثاق شرف”)، تنظم أسس نشاطهم المهني والتزامهم الأخلاقي .

ح-‌ ولأجل تحقيق هذه الأهداف يعمل حزبنا على تطوير وسائل اعلامه ومواقعه الإلكترونية، وادواته الاخرى ذات الصلة، وتعزيز قدراتها في مختلف النواحي السياسية والفكرية والتقنية.

  1. الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

أصبح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عاملاً أساسياً في التنمية الاقتصادية والتطور الاجتماعي، لذا يسعى حزبنا في هذا القطاع الى تحقيق الأهداف الآتية:

أ-‌ الإسراع في تشريع القانون الذي ينظم قطاع الاتصالات وفي اصدارالتشريعات المطلوبة لتطبيق الحكومة الالكترونية.

ب‌- وضع ضوابط قياسية وطنية لتصميم وادارة المواقع الإلكترونية للقطاع العام.

ت‌- وضع سياسة للبيانات العامة والحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية وحمايتها.

ث-‌ إعادة تأهيل البدالات وشبكات الاتصالات والخطوط الأرضية، خصوصا خطوط الكابل الضوئي.

ج-‌ الاحتفاظ بالملكية العامة للبنى التحتية لقطاع الاتصالات نظراً لطبيعتها الاستراتيجية، وضمان جودتها والاستخدام الكفؤ والاقتصادي لها مباشرة من قبل الدولة، أو بالشراكة مع القطاع الخاص وفق صيغ تعاقدية مناسبة، مع تفعيل ودعم الشركة الوطنية لخدمات الانترنيت والهاتف النقال وتوفير خدماتها بأسعار تتماشى مع أسعار مثيلاتها في البلدان المجاورة.

ح-‌ تفعيل الأدوات الضريبية المناسبة في القطاع، وضمان التزام شركات الهاتف النقال بالتسديد.

خ-‌ تولي الدولة إدارة الرخص المتقدمة للهاتف النقال، مع ضمان كفاءة الأداء وبالأسعار المناسبة للمستخدمين.

د-‌ إعادة النظر في الدور الرقابي لهيئة الاعلام والاتصالات، وفك التداخل بين مهامها الرقابية من جهة، والتنفيذية والخدمية من جهة أخرى، لتقتصر على الأولى فقط، وتأكيد ممارسة دورها الرقابي لحماية المشتركين وتأمين شروط المنافسة السليمة.

ذ-‌ الاسراع في تطوير البنى التحتية الضرورية للارتقاء بمستوى خدمات الانترنيت لتشمل عموم العراق بمدنه وأريافه، وإيجاد مراكز الاتصالات اللازمة لذلك، وتوفير الموارد الضرورية للتوعية بأهميتها والتدريب على استخدامها لرفع نسبة المستخدمين.

ر-‌ دعم وتشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتأمين تقديم الخدمات إلى المواطنين من قبل مؤسسات الدولة، واستخدام تلك التكنولوجيا في العمل والاجراءات الادارية والمالية، بما يرفع من كفاءة الأداء ويمنع الفساد وصولا الى تطبيق برنامج الحكومة الالكترونية. فضلا عن استخدامها في مكافحة الفقر وتحقيق بعض الاهداف الاجتماعية الاخرى مثل استخدام أساليب الطب والتعليم عن بعد.

ز-‌ انتهاج السلطة الاتحادية سياسة شفافة وعادلة في تنظيم الترددات، باعتماد المعايير الدولية وإزالة التداخل الموجود في قوانينها.

س‌- إخضاع التعاملات التجارية في المجال السيبراني للوطن الى النظم الضريبية القائمة، أو استحداث نظام ضريبي لذلك خصوصا للشركات الكبرى مثل “فيسبوك” و“غوغل”.

ش‌- وضع ضوابط  لـتبضيع المعلومات الالكترونية حول الوطن، التي تجمعها الشركات السيبرانية وتستخدمها كمنتجات لنشاطها التجاري.

ص‌- وقف التعتيمات الالكترونية السيبرانية أثناء نشاط الحراك الاحتجاجي؛ باعتبار إن حق الوصول الى الانترنت هو حق من حقوق الانسان، وحصر هذا الاجراء بالتعامل مع النشاطات الإرهابية فقط.

  1. النقل والمواصلات

يعمل الحزب في هذا المجال على دعم البرامج والمشاريع الهادفة إلى :

أ‌- إعادة توفير خدمات النقل العام والشحن، عن طريق  تأسيس شركات عامة ومختلطة وخاصة.

ب-‌ تطوير شبكات الطرق السريعة التي تربط محافظات ومدن العراق ببعضها، وبالطرق الدولية.

ت-‌ الاهتمام بتطوير الطيران الداخلي وفق دراسات جدوى اقتصادية، وتوفير الكوادر المؤهلة لإدارته وفق المعايير المعتمدة دولياً. والعمل على حسم المشاكل المتعلقة بشركة الخطوط الجوية العراقية، باعتبارها الناقل الوطني، وتذليل معوقات استئناف نشاطها بشكل كامل وإعادة تأهيلها والنظر بالاجور المرتفعة للنقل الجوي .

ث-‌ إعادة تأهيل شبكة السكك الحديد ومدّها إلى المزيد من المحافظات، وربطها بالدول الاقليمية.

ج-‌ الاهتمام بالنقل النهري والبحري، وتطوير الموانئ العراقية وتحديث تجهيزاتها وتحسين إدارتها، والاسراع في إنجاز ميناء الفاو.

  1. الرياضة

نسعى في هذا المجال الى:

أ‌- تعزيز القوانين والتشريعات النافذة التي تنظم عمل المؤسسات الرياضية واصدار المزيد مما يحتاجه تطوير واقع الرياضة.

ب-‌ اشاعة النشاط الرياضي وتحويل شعار (الرياضة للجميع) الى واقع جماهيري حفاظاً على الصحة العامة وللإفادة من ذلك في نشر السلم المجتمعي.

ت‌- إرساء القاعدة المادية للنشاط الرياضي من ملاعب ومنشآت رياضية اخرى في جميع المحافظات.

ث-‌ تنشيط الرياضة النسوية وتوسيع قاعدتها وازالة المعوقات من امامها ووضع حد للتمييز الذي يحول دون ممارسة المرأة هذا الحق.

ج‌- تفعيل دور منتديات الشباب والأندية الرياضية ومراجعة اطر عملها واشراك العناصر الكفوءة النزيهة والمختصة في ادارتها، خاصة من المتطوعين ونشطاء منظمات المجتمع المدني، الى جانب تكريس اهتمام خاص للفرق الرياضية الشعبية وللنشاط الاهلي عموما في ميدان الرياضة.

ح-‌ إعادة الحياة للرياضة المدرسية والجامعية واحياء السباقات والمهرجانات الرياضية الدورية في المدارس والجامعات، واعتماد صيغ للتنسيق بين المدارس والأندية الرياضية ومنتديات الشباب.

خ-‌ الاهتمام برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير مستلزماتها، ودعم اطرها المتخصصة مثل البارالمبية.

د‌- تطوير كفاءة القيادات والكوادر الرياضية واشراكها في الدورات والنشاطات والفعاليات لرفع قدراتها الفنية والإدارية بما يخدم قطاع الرياضة وحركة الشباب. كذلك الارتقاء بمستوى المدارس الرياضية المتخصصة.

ذ-‌ الاهتمام بالبراعم والصغار وتنمية الحس الوطني عندهم وترسيخه من خلال زياراتهم للمنشآت والملاعب الرياضية وتربيتهم بروح الحرص عليها وعلى ادامتها.

  1. منظمات المجتمع المدني

في هذا المجال يعمل الحزب على :

أ-‌ تعزيز دور منظمات المجتمع المدني باعتبارها ركناً أساسياً للديمقراطية، وضمانة مهمة للحريات الأساسية، التي تسهم في تفعيل مشاركة الناس في تقرير شؤونهم، وإشاعة وترسيخ ثقافة وقيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي توحيد وتمتين الوحدة الوطنية.

ب-‌ دعم منظمات المجتمع المدني في القيام بدورها في الرقابة على عمل مؤسسات الدولة، والكشف عن مظاهر الخلل والفساد في الإدارة العامة وترشيد عملها، والمشاركة الفعالة في عملية التنمية المستدامة وتعزيز الاليات الديمقراطية.

ت‌- احترام شرعية وحرية واستقلالية منظمات المجتمع المدني، بما يحقق أهدافه في تنشيط الحياة العامة في المدينة والريف، على أن تعتمد هذه المنظمات على مبادئ وآليات المساءلة والمحاسبة والشفافية في أنشطتها ومصادر تمويلها وفي التصرف بمواردها، كذلك تشجيع احترام مبدأ التطوعية في عملها.

ث-‌ اشراك ممثلي منظمات المجتمع المدني في بلورة وإعداد المشاريع والقوانين كلا حسب اختصاصه ، التي من شانها أن تساهم في عملية البناء الديمقراطي، خصوصاً تلك التي تنظم علاقتها بمؤسسات الدولة والمجتمع.

ج-‌ توفير الدعم الضروري لبرامج تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني، وتأهيلها لتصبح شريكاً فعلياً في عملية التنمية والديمقراطية .

ح-‌ وفير الدعم للفرق التطوعية الشبابية وللنشاط التطوعي بشكل عام.

  1. القوات المسلحة والأجهزة الأمنية

يعمل حزبنا في مجال  القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وفق الأتي:

أ-‌ القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بصنوفها وتشكيلاتها كافة، هي الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بحمل السلاح، وتُحظر أي تشكيلات عسكرية خارج إطارها.

ب-‌ إن مهمة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هي الدفاع عن العراق وأمنه الداخلي واستقلاله وسيادته، ولا تتدخل في الشؤون السياسية وتداول السلطة.

ت-‌ إن يعاد بناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، اعتمادا على معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والولاء للوطن، وإبعاد أي تأثيرات حزبية وسياسية عليها.

ث‌- إيلاء الاهتمام والرعاية الكافيين  للمستوى ألمعيشي لأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، بما يؤمن لهم الحياة الكريمة واللائقة.

ج-‌ رعاية عوائل شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمصابين إثناء تأدية واجباتهم، وتأمين حقوقهم، تقديراً  لتضحياتهم.

ح‌- الاهتمام بالمستوى الثقافي لأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والتوعية بأهمية احترام المؤسسات الدستورية الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرياته، ولتعميق ولائهم للوطن والشعب.

خ‌- إصدار قانون خدمة العلم  وفق أسس جديدة، تعزز روح المواطنة والولاء للوطن وخدمة الشعب.

  1. حقوق القوميات

إيمانا من الحزب بضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب بجميع انتماءاته، وتلبيةً لحقوقها المشروعة على أساس محاربة الشوفينية وضيق الأفق القومي والنعرات الطائفية، فانه يعمل في هذا المجال على:

أ-‌ إقرار حق تقرير المصير للشعب الكردستاني في العراق.

ب-‌ تعزيز النضال المشترك والتآخي القومي بين قوميات شعبنا كافة، بما يمكن من بناء عراق ديمقراطي اتحادي (فيدرالي) موحد.

ت-‌ ضمان إقرار الحقوق القومية الإدارية والثقافية للتركمان والكلدان السريان الآشوريين والأرمن وتطويرها وتوسيعها، بما يحقق التمتع بالإدارة الذاتية للقرى والبلدات التي يشكلون فيها الأغلبية السكانية في أنحاء العراق كافة.

ث-‌ احترام المعتقدات والشعائر الدينية للايزيديين والصابئة المندائيين وأتباع الديانات والمذاهب الأخرى، وإلغاء جميع مظاهر التمييز والاضطهاد ضدهم، وإصدار القوانين التي تكفل ذلك.

ج‌- معالجة آثار سياسة التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والتهجير القسريين، وتنفيذ المادة 140 من الدستور بما يحفظ التعايش والتآخي بين أبناء المناطق المعنية، ويصون وحدتها ويعلي شأن المواطنة.

  1. العلاقات الخارجية

1.48  أ - العلاقات مع البلدان العربية والإقليمية

في هذا المجال نعمل من أجل:

أ-‌ تعزيز العلاقات بين العراق والبلدان العربية والاقليمية , واحترام مبادئ حسن الجوار والسيادة والاستقلال الوطني، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .

ب-‌ التضامن مع الشعوب وقواها الوطنية، ومع الحراك الشعبي ضد الاستبداد والقمع وانتهاكات حقوق الانسان والتنظيمات الارهابية والدينية المتطرفة والحروب العدوانية والتدخلات الامبريالية والرجعية، وفي سبيل تحقيق الطموحات المشروعة الى الحرية والسلام والحياة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم .

ت-‌ تعزيز التعاون بين بلدان المنطقة من اجل خلق مقومات تنمية اقتصادية مستدامة لصالح شعوبها ووقف نهب ثرواتها الوطنية، ولمكافحة الفقر والمرض والتخلف، وتأمين الصحة والتعليم وازدهار الثقافة وحماية البيئة وكل مقومات الحياة الحرة الكريمة والتقدم لمجتمعاتها.

ث‌ التنسيق والتعاون بين قوى اليسار والتقدم والديمقراطية في المنطقة والسعي الى توحيد عملها، وتعزيز مساهمتها في معركة التغيير السياسي الديمقراطي في العالم العربي، المترابط بوشائج اللغة ووحدة الارض والثقافة والروابط الروحية والطامح الى اشكال ديمقراطية ومتطورة من الاتحاد او الوحدة، وإعلاء شأن قيم الاستنارة والعقلانية والديمقراطية والحوار في المجتمع .

ج‌ إسناد الجهود والمساعي العربية والإقليمية والدولية المشتركة، على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، الهادفة الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة .

ح‌ دعم كفاح الشعب العربي الفلسطيني لنيل كافة حقوقه الوطنية المشروعة، بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على أرض وطنه وعاصمتها القدس. ورفض اتفاقات التطبيع المذلة مع اسرائيل وتنكرها للقضية الفلسطينية العادلة.

خ-‌ مواصلة النضال من أجل إرساء الأمن والسلم العادل في المنطقة، وإنهاء الحروب المشتعلة والنزاعات المسلحة، ولإخلاء بلدانها من القواعد والقوات الأجنبية، ومن أسلحة الدمار الشامل، النووية والكيمياوية والجرثومية.

2.48  ب - العلاقات على الصعيد الدولي:

وإذ نناضل من أجل عالم أفضل، نرى أن من الضروري:

أ‌- صياغة استراتيجية لحماية مصالح العراق الدولية وحماية استقلاله وسيادته الوطنية على أساس التعاون والمصالح المشتركة .

ب- العمل على حماية السلم والأمن الإقليميين والعالميين، ونشر وتعميم القيم الإنسانية والحريات واحترام حقوق الإنسان وحماية البيئة، والكفاح من أجل نزع السلاح النووي وبقية أسلحة الدمار الشامل وتصفية بؤرها.

ت- دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وحقها في استخدام كافة الوسائل لمقاومة العدوان ومن أجل تحرير أرضها المحتلة .

ث‌- المساهمة في مساعي القوى والفعاليات السياسية والحركات الاجتماعية اليسارية والتقدمية والديمقراطية في سياق حركة أممية، ديمقراطية النهج والأطر والأساليب، من أجل التقدم والعدالة الاجتماعية وفي التصدي للحركات اليمينية المتطرفة والفاشية والتنظيمات الارهابية.

ج- التضامن مع كافة شعوب العالم وقواها الديمقراطية في مواجهة الهيمنة الرأسمالية المعولمة وانفلات الليبرالية الجديدة، وضد مساعي إعادة أجواء الحرب الباردة في العلاقة مع روسيا والصين ، وتأجيج حروب ونزاعات مسلحة جديدة تهدد الأمن والسلام الدوليين، وضد فرض العقوبات الاقتصادية والعسكرية الاحادية التي ينصب أذاها على الشعوب .

ح‌- إصلاح منظمة الأمم المتّحدة وتطوير عملها كنظام رسمي للمجتمع السياسي الدولي، في اتجاه دمقرطة العلاقات السياسية الدولية وتوسيع المشاركة الدولية في صنع القرار، والوقوف ضد ميول الانفراد والاستغلال، والتحكّم النفعي قصير النظر في العالم ومقدّراته.

  1. إن حزبنا الشيوعي العراقي إذ يطرح برنامجه هذا ، الذي انطلق في وضعه من الواقع الموضوعي لبلادنا ومن مرحلة تطورها الراهنة وآفاقها، يؤكد في الوقت نفسه خياره الاشتراكي لبناء المجتمع في المستقبل. ذلك أنه يدرك أن التطور الرأسمالي لن يحل الأزمة البنيوية الشاملة التي تعيشها بلادنا منذ عقود طويلة، فهذا النمط من التطور زاخر بالتناقضات والصراعات السياسية والطبقية والاستقطاب والتهميش الاجتماعيين.
  1. ويرى الحزب أن جوهر بناء الاشتراكية يكمن في إنهاء استغلال الانسان للانسان، وتحقيق القيم الانسانية الرفيعة وكرامة الفرد وإشاعة الديمقراطية، وإسهام الجماهير الفعال في هذه العملية المتدرجة التي تنبع من مجتمعنا ومراحل تطوره، وتستند الى خصائصه الوطنية والقومية والثقافية ، وتستفيد من التطور في مختلف بلدان العالم وتقدمها الحضاري ومنجزاتها المادية والروحية، ومن الدروس المستخلصة من التجارب الاشتراكية السابقة.
  2. ويدرك حزبنا أن إنضاج شروط تحقيق الخيار الاشتراكي عملية نضالية طويلة الأمد. فهذا الاختيار يقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية، والديمقراطية السياسية والاجتماعية ، والتوزيع وفق مبدأ “من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله”. كل ذلك على أساس من التقدم العلمي والتقني، والارتقاء بالقوى المنتجة المادية والبشرية، وتحقيق الإنتاجية العالية، والتعامل السليم مع البيئة، والوصول الى أرقى أشكال التنظيم والوعي الاجتماعيين .
  3. وقد توصل الحزب إلى أن طريق بلادنا الخاص إلى الاشتراكية، سيكون محصلة عمل فكري وسياسي تراكمي ومتدرج، وأيضاً محصلة نضال قوى سياسية متعددة وتحالفات واسعة، وان الوصول الى الاشتراكية سيتحقق عبر عدد من المراحل الانتقالية، التي يمكن أن تستمر طويلاً.
  4. وفي ظل التوازنات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية، الدافعة بقوة لصالح التطور الرأسمالي بصورته الليبرالية الجديدة الأكثر غلواً، ينصب نضالنا في المرحلة الراهنة على تجنيب شعبنا مصائب رأسمالية وحشية ونهابة في ان ، وإنجاز الأهداف ذات الطابع الوطني والديمقراطي.
  5. ويتوجه حزبنا لتحقيق أهدافه ومهماته عبر إقامة تحالف اجتماعي سياسي واسع، يضم الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية والقوى المناهضة للمحاصصة والاستبداد والارهاب، والتي تؤمن بالديمقراطية وآلياتها، وتتطلع إلى بناء دولة المواطنة والقانون، الدولة المدنية الديمقراطية العصرية. كما يعمل على حشد وتعبئة الجماهير ذات المصلحة في عموم البلاد والراغبة في التغيير، في تنظيمات ونقابات وكيانات أخرى متنوعة، للدفاع عن مصالحها وحقوقها وحرياتها، وخوض نضالات مطلبية وسياسية في سبيلها. وهو يرى في النشاط البرلماني وعلى مستوى السلطة التنفيذية، في المركز والأقليم والمحافظات، حلقات تتكامل مع العمل الجماهيري بمختلف اشكاله لتحقيق الاهداف البرنامجية.
  6. أيها الشيوعيون وأصدقاؤهم وحلفاؤهم !
  7. يا أبناء شعبنا العظيم !
  8. لنناضل معاً من اجل
  9. وطن حر وشعب سعيد!