اخر الاخبار

الصفحة الأولى

على طريق الشعب.. لا لانتخابات تعيد انتاج المنهج الفاشل ذاته

من المعروف ان الحزب الشيوعي العراقي اعلن موقفه المقاطع  لانتخابات  تشرين الأول القادم استنادا الى رأي عام حزبي تجلى في استفتاء داخلي ساهمت فيه غالبية ساحقة من أعضاء الحزب، وهو يعكس أيضا قناعة قطاعات شعبية واسعة.

وقد أشار الحزب الى انه يتخذ هذا الموقف استنادا الى مجموعة أسباب، تتلخص في عدم توفر بيئة  سياسية آمنة، وغياب المنظومة الانتخابية المحايدة والكفؤة والمستقلة حقا، وفي اعتماد  قانون انتخابي فُصّل على مقاسات الكتل المتنفذة ويكرس المناطقية والولاءات الفرعية على حساب المواطنة العراقية الجامعة، كما يتيح فرصا غير متكافئة لصالح أصحاب النفوذ والمال والسلاح. هذا اضافة الى عدم الاستجابة لمطالب المنتفضين والمحتجين بكشف قتلة المتظاهرين والنشطاء وأصحاب الرأي، وبالتصدي الفاعل والشامل لملفات الفساد صغيرها وكبيرها، كما يستمر تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية، ويبقى السلاح المنفلت يصول ويجول ويحصد الأرواح، فيما يظل الجناة طلقاء.

واليوم نقول ان هذه الظروف والوقائع ما زالت قائمة، ولم يحصل تطور يوجب مراجعة وتدقيق موقف الحزب بشأن مقاطعة انتخابات تشرين الأول القادم، بل ان العديد من المؤشرات بشأن استخدام المال السياسي وموارد الدولة وامكاناتها، وشراء الذمم، وتهديد المرشحين والناخبين، وبيع وشراء البطاقات الانتخابية، وسعي قوى متنفذة لتزوير الانتخابات وغير ذلك، ان هذه كلها امور قائمة وتجري على قدم وساق. ورغم ما يدور من حديث واسع عن ذلك في اعلى مستويات الحكومة ومفوضية الانتخابات، لم نسمع عن اتخاذ إجراءات للحد منه على الأقل، فضلا عن منعه أصلا.  يضاف الى هذا الإعلان الصريح من مفوضية الانتخابات، بانها عاجزة عن تطبيق قانون الأحزاب السياسية، خاصة ما يتعلق منه بتحديد سقف للمال السياسي الذي يُنفق في الانتخابات، ومنع من يمتلك السلاح من المشاركة في الانتخابات.

ونشير من جانب آخر الى ان الوعود وحدها لا تكفي، كما لا يكفي تقديم تعهدات وخطط عمل ومواثيق شرف. فقد سبق ان كتب مثلها العشرات، ثم بقيت حبرا على ورق، ولم تجد طريقها الى التطبيق على الارض.

وبخصوص القوى المتنفذة التي تغدق الوعود السخية، خاصةً عشية كل انتخابات، يحق السؤال عمّن منعها من تطبيق وعودها هذه طيلة السنوات الماضية، وهي التي تمسك بتلابيب السلطة منذ ٢٠٠٥، وتملك القرار السياسي والاقتصادي والأمني وتتحكم به حتى يومنا هذا؟ فهي إذن من يتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت اليه أوضاع بلدنا، وهي التي تصر حتى اليوم عَلى اتباع المنهج الخاطيء المدمر ذاته.

ولاب هنا من الاشارة مجددا الى ان الحزب الشيوعي العراقي لا يعارض العملية الانتخابية كممارسة ديمقراطية، لكنه مقتنع بعدم توفر الظروف التي تضمن ان تكون انتخابات تشرين ٢٠٢١ ذات صدقية ونزيهة وعادلة، وتؤمن التمثيل الحقيقي لارادة المواطنين وخياراتهم الحرة، وبالتالي تكون أداة للتغييرالذي يريده المنتفضون وغالبية الشعب. فوفقا للمعطيات الراهنة لن يحصل في هذه الانتخابات الا تغيير طفيف في الوجوه وليس في  المنهج المحاصصاتي المتبع في إدارة الدولة، والذي هو اُسّ الازمات والكوارث والمآسي والفساد المستشري .

ان حزبنا في الوقت الذي يؤكد فيه عدم مشاركته في انتخابات تشرين 2021، يدعو الحريصين على قضية التغيير كافة، الى بذل كل الجهود من اجل الا تعيد الانتخابات انتاج المنظومة نفسها، المسؤولة عما انتهى اليه العراق اليوم.

ويجدد حزبنا دعوته الى  سائر القوى المدنية والديمقراطية، وقوى انتفاضة  تشرين، وجميع المتطلعين للتغيير، الى العمل الحثيث على توحيد  المواقف والرؤى وآليات التحرك،  وعلى تنسيق الجهود وتعظيم زخم الحراك الشعبي والجماهيري لفرض إرادة شعبنا، بتهيئة ظروف انتخابات مناسبة وقانون انتخابات عادل، والسير الى امام لتحقيق التغيير المنشود والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت،  وبناء دولة المؤسسات والقانون، دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

***********

مرشحو الحزب الشيوعي: نحن مع الناس في خيار المقاطعة

بغداد ـ طريق الشعب

خصص المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، حلقته الاسبوعية من برنامج “يحدث في العراق” السبت الماضي، والتي تبث عبر صفحته الرسمية في “فيسبوك”، للحديث عن “انسحاب مرشحي الشيوعي.. الاسباب والبدائل”. ضيّف فيها مرشحة كوتا المسيحيين شميران مروكل، ومرشح كوتا الصابئة المندائيين سلام نعيم، والمرشح عن محافظة بابل سلوان الآغا، فيما أدار اللقاء عضو اللجنة المركزية للحزب علي صاحب.

وقالت عضو المكتب السياسي للحزب الرفيقة شميران مروكل في حديثها للبرنامج، ان “الانتخابات لن تحقق هدفها، اذ ان الغرض منها الانتخاب فقط، يجب أن يكون هناك تغيير من بعد اجراء الانتخابات والتغيير يكون للافضل، ولكن في ظل هذه الانتخابات وهذا القانون والامور التي ترافق العملية الانتخابية بالتأكيد لن نحقق مبتغانا من هذه العملية الانتخابية”.

وبين المرشح سلام نعيم، ان “ احتجاجات تشرين انطلقت ضد الفساد والمحاصصة والسلاح المنفلت والفساد المالي وتمكنت من تغيير حكومة عادل عبد المهدي، وكانت التطلعات ان تستمر التغييرات والبدء بمحاسبة قتلة المتظاهرين واجراء انتخابات مبكرة، لكننا انصدمنا بوضع اسوأ، واستمرار عمليات قتل الناشطين والمتظاهرين، وأنا شخصيا تعرضت لمحاولة اغتيال، وقامت مفوضية حقوق الانسان “يونامي” بتوثيق الامر، والجهات التي قامت بالأمر معروفة.

وذكر سلوان الاغا مرشح الحزب في محافظة بابل، ان “ المقاطعة لا تعني انسحابا مستمرا لا نهاية له، بل هي قراءة سياسية ومنطقية للوضع الحالي. انتفاضة تشرين والشارع العراقي طالب بانتخابات مبكرة وتغيير لمنظومة الفساد الحالية. وهذا يعني اختصار التوقيتات بعد ان تعرض الوضع العام في البلاد الى استعصاء”.

*********

احتجاز خمسة صحفيين في كركوك

بغداد – طريق الشعب

قالت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة ان “القوات الامنية في كركوك احتجزت خمسة صحفيين اثناء اداء مهامهم، السبت، في قرية تابعة لكركوك”.

ونقلت الجمعية عن الصحفيين المحتجزين قولهم في بيان تلقته “طريق الشعب”، انه جرى اقتيادهم الى احد مراكز الشرطة، اثناء تغطيتهم لأحداث امنية شهدتها قرية “شعل” التابعة لناحية “سركران” في قضاء الدبس، والتحقيق معهم، وفحص معداتهم الصحفية للتأكد من عدم تغطيتهم او التصوير في القرية، قبل ان يطلق سراحهم بعد احتجاز دام اكثر من ساعتين”.

**********

رائد فهمي: القضايا الكبرى غائبة عن الحملات الانتخابية

بغداد ـ طريق الشعب

قال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ان “المشهد الحالي للحملات الانتخابية يركز على الخدمات البلدية من تبليط شوارع ونصب محولات كهرباء بمعنى ان القضايا الكبرى للبلاد من توفير فرص العمل ومكافحة الفساد وفتح افاق اقتصادية جديدة وحل ازمات كبرى جميعها غائبة عن اغلب الحملات الانتخابية والنقاش العام باستثناء اقوال متناثرة وما يطغى هو الصراعات والتسقيط بين الكتل والشخصيات، ما يعني اننا بعيدون جدا عما ينبغي ان تكون عليه الانتخابات المفصلية التي ينتظرها فعلا المواطن”.

وذكر فهمي في حديث لوكالة السومرية نيوز، وتابعته “طريق الشعب”، “حين قاطعنا الانتخابات المبكرة اشرنا بكل وضوح انها من المفترض ان لا تكون كسابقاتها من الانتخابات التقليدية، بل فرضتها عمليات احتجاجية راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى واسقطت حكومة وكان يراد منها بادرة للتغيير”.

واضاف “هناك الكثير من العناصر التي كان من المفترض ان تفتح املا بالتغيير قد اضمحلت على اعتبار ان التغيير لا يكون فقط بالشخوص بل المطلوب ايضا التغيير في النهج السياسي والاقتصادي والاجتماعي”.

*************

راصد الطريق.. لا جديد.. كل شيء معروف

كشف رئيس الوزراء عن وجود ملفات فساد جديدة قائلا: “بحوزتنا 18 ملف فساد إذا اطلعتم على تفاصيلها ستصابون بأزمةٍ قلبية”. وكان وقتها يخاطب إعلاميين التقاهم يوم ٢ أيلول الجاري.

وواقع الحال ان السيد الكاظمي ليس اول رئيس وزراء يتحدث عن ملفات فساد تشيب تفاصيلها الولدان، ولا يبقي كشفها حجرا على حجر.

ويعرف المواطنون جيدا، ربما قبل السيد الكاظمي ومسؤولي الدولة الآخرين، تفاصيل التفاصيل، ومجالسهم تحفل بقصص اقرب الى الخيال، ومعروف عندهم من هو الفاسد ومن المرتشي والحيّال والمزور، ومن الذي “ طفر وطك “ فجأة ودون مقدمات، في البلاد كلها، من شمالها الى جنوبها.

يا دولة رئيس الوزراء، لم نعد نحتاج الى وصف الحال والحديث عن ملفات الفساد، فهذه معروفة للقاصي والداني، وهناك منها آلاف كبيرة وصغيرة وقديمة وجديدة. انما المطلوب كسر حلقة التصريحات المتواترة هذه بالأفعال والتدابير الملموسة. ولكم ان تطمئنوا الى ان قلوب غالبية العراقيين الساحقة سترقص فرحا بكل اجراء جاد تقدمون عليه لوقف النزف المتواصل والهدر المتعاظم لاموال الدولة، بشتى الطرق والاشكال.

**************

الصفحة الثانية

نائب: الورقة البيضاء تقود العراق الى سيناريو لبنان

بغداد ـ طريق الشعب

حذر عضو لجنة مراقبة البرنامج الحكومي والتخطيط الستراتيجي البرلمانية، محمد البلداوي، الحكومة والقوى السياسية من تكرار سيناريو لبنان بالعراق، وتدمير الاسواق والعملة المحلية.

وقال البلداوي يوم امس، إن “رفع سعر الدولار الامريكي أمام الدينار العراقي كان أولى خطوات الحكومة لتطبيق الورقة البيضاء الاصلاحية، إلا إنها تسببت برفع اسعار المواد الغذائية بنسبة 50% عن سعرها الحقيقي”.

وأضاف البلداوي، أن “هناك جهات سياسية تسعى إلى تدمير العملة المحلية من خلال ضرب السوق والتلاعب بأسعار المواد الغذائية، على أن يكون العراق شبيها بما يجرى بلبنان”.

وزاد أن “على الحكومة والقوى السياسية الحذر من تكار سيناريو لبنان بالعراق، من خلال زيادة الضرائب وتدمير الاسواق والعملة المحلية”، مطالباً بالوقت ذاته الحكومة “بفرض السيطرة على اسعار المواد الغذائية في السوق”.

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية تتفاقم منذ عامين صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850. أما في العراق فقد أدى تراكم الأزمات الاقتصادية بشكل عام، وجائحة كورونا وخفض قيمة الدينار أمام الدولار الامريكي على وجه الخصوص، إلى أزمة مركبة وغلاء في الاسعار، يعاني منها المواطن البسيط على وجه الخصوص.

**********

اضاءة.. تشرين على الأبواب

محمد عبد الرحمن

تحل علينا بعد أيام الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة تشرين المجيدة ٢٠١٩. الانتفاضة التي وإن اُغرقت بالدماء، وتعرض أبناؤها الى صنوف القتل والاغتيال والتنكيل والخطف والملاحقة، وجرى تشويه مقاصد واهداف ابطالها من المنتفضات والمنتفضين والإساءة اليهم، وفبركة مشاهدهم واطلاق النعوت التي لا تنطبق الا على مطليقها .. رغم كل هذا وغيره فانها افرزت معطيات جديدة في الواقع السياسي العراقي.  وحقا وكما قيل مرارا، فان ما كان قبل تشرين الأول ٢٠١٩ لن يكون كما بعده ، حيث جرت مياه وتغيرت احوال وفرضت حقائق، ما زالت تتفاعل رغم جهد المتنفذين وعامة اعدائها للحد من تاثيراتها السياسية والمعنوية والتعبوية.

كانت انتفاضة  تشرين معلما بارزا في تاريخ بلادنا المعاصر، أشّر حيوية وطاقة غالبية أبناء الشعب وتوقهم الى التغيير، وعلى الأخص منهم الشباب والطلاب والنساء. انتفاضة ستتذكرها الأجيال على مر الزمن بالفخر والاعتزاز، كونها واحدة من هبات شعبنا التي  اماطت اللثام عن حقيقة الحكام ونواياهم وارتباطاتهم، وعن استعدادهم لاغراق البلاد ببحر من الدماء من اجل الحفاظ على سلطتهم ونفوذهم. لكن هيهات، فانتفاضة تشرين مثل وثبة كانون ١٩٤٨،  فرضت على الحكام التراجع المذل، وكلتاهما اسقطتا الحكومة وفتحتا الطريق واسعا امام التغييرات الضرورية، والتي هي على جدول العمل اليوم، مهما جرى من سعي لتأخير او ابطاء حركة الوصول اليها  .

ان عوامل نجاح وظفر وثبة كانون ١٩٤٨ وغيرها من ثورات وهبات وانتفاضات شعبنا، شاخصة وماثلة ومن المفيد استيعابها، وحريّ بنا تعشيقها مع ما افرزته التجربة الخاصة لانتفاضة تشرين، بمسمياتها وأهدافها وشعاراتها ووسائل تحركها والقوى المساهمة فيها، ومدى الدعم والاسناد الشعبيين لها، الا  من النفر المتضرر والخائف على ما جناه بالسطو والسلاح المنفلت والسحت الحرام.

هذه الدروس والخبرة المتراكمة يجدر ان تكون شاخصة في أيامنا هذه، خصوصا وان الانتخابات على الأبواب، وهي التي يريد البعض لها ان تعيد نفس الوجوه والمنهج الفاشل والمدمر، الذي انتفض أبناء الشعب للخلاص منه ومنها، ومن  الطغمة التي تسلطت على رقاب الشعب منذ ٢٠٠٥ حتى يومنا هذا .

وتمسّ الحاجة الى الوقوف عند ما تم تشخيصه من ثغرات ونواقص، حالت دون انطلاق  الانتفاضة الى امام وكنس ما امامها من غث وفساد ومحاصصة وسلاح منفلت، ووضع البلاد على طريق واعد مفضٍ الى تغييرات جذرية، واستعادة الوطن لأبنائه وأهله الجديرين به، معافى كامل السيادة والقرار، يتمتع أبناؤه بالأمان والاستقرار والسلم الأهلي، ويجري  توظيف موارده لتحقيق تنمية حقيقية لصالح عامة الشعب، خاصة منهم الفقراء والكادحون  وذوو الدخل المحدود وفئات وسطى واسعة.

وإذ تتوجه قوى تشرينية ومدنية وديمقراطية ووطنية، هذه الأيام، الى عقد مؤتمرات توحد وتنسق عملها والاستعداد والتهيئة لقادم الأيام وما تحمل من تحديات، فان دروس انتفاضة تشرين  تلح على وحدة الموقف والتوجه وآليات العمل، وتنسيق الجهود وبلورة الشعارات والمواقف.  ويبقى واجبا الحذر ازاء استمرار حالة الانقسام، التي تغذيها وتسعى الى ادامتها قوى لا تريد الا تشتيت قوى الانتفاضة والحراك الاحتجاجي.

وهنا نشير الى الخطأ الكبير في تقسيم القوى السياسية الداعمة والمساهمة في الانتفاضة والحراك، الى مشاركين في الانتخابات ومقاطعين لها ، أو في استمرار التشبث بحالة غير سليمة تتمثل برفض الحياة الحزبية، والتنكر لدور الأحزاب بحجج مختلفة لا تصمد في النقاش الجدي، ومن ذلك تقسيم الأحزاب الى مشاركين  وغير مشاركين في العملية السياسية، دون الاخذ بنظر الاعتبار مواقف كل طرف وتضحياته وما قدمه طيلة الـ ١٨ سنة الماضية .

وما احوجنا اليوم ونحن نستعد لاحياء الذكرى المجيدة للانتفاضة، الى ان نتعلم من دروسها بتواضع، وبروح حشد وتعبئة كل القوى التي تتطلع قولا وفعلا الى التغيير، الذي هوعنوان وهدف قادم الأيام.

**************

التظاهرات اليومية.. “تصعيد” لأصحاب العقود والأجور

بغداد ـ طريق الشعب

لم ينفك أصحاب العقود والأجور اليومية عن مواصلة المطالبة بتنفيذ الوعود الحكومية الخاصة بالقرار 315، فيما عمل بعض متعاقدي الشركات على التصعيد بإغلاق الدوائر الحكومية، احتجاجا على تهميشهم.

ومع ذلك تواصلت أيضا الاحتجاجات الشعبية في عدد من المحافظات، والتي تتمحور مطالبها حول معالجة البطالة وتردي الخدمات.

في الناصرية

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من المحتجين من سكان مناطق الثورة والمنصورية غربي مدينة الناصرية قطعوا تقاطع المنصورية بالإطارات المحترقة، احتجاجاً على تردي الخدمات والتيار الكهربائي في مناطقهم”.

وأضاف ان “العشرات من خريجي كليات الهندسة نظموا تظاهرة للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم”، مشيرا الى أن “المتظاهرين يملكون استثناءً من قبل وزير النفط وأمانة مجلس الوزراء لغرض تعيينهم”.

تظاهرات للعقود

وأغلق العشرات من أصحاب الأجور اليومية والعقود ضمن الـ30 ألف فرصة عمل في البصرة، شركات إنتاج وتوزيع ونقل الطاقة الكهربائية للمنطقة الجنوبية، مطالبين بتحويلهم إلى عقود وزارية على وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “عشرات المحتجين من أصحاب الأجور اليومية والعقود ضمن الـ 30 ألف فرصة عمل، يواصلون إغلاق الشركات التابعة للكهرباء منذ الأربعاء الماضي، احتجاجاً على تهميشهم من قبل الوزارة، وعدم قبولها توقيع عقود وزارية معهم”.

ولوّح المحتجون بقطع الطرق المؤدية للمحطات وإنهاء الدوام فيها خلال الأسبوعين الحالي والمقبل في إجراء تصعيدي، قد يؤثر على تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي.

ونظم عدد من المستفيدين من مجمع خالدون في مدينة البصرة وقفة احتجاجية، مطالبين وزارة التخطيط بالمصادقة على حل ارتباط المشروع من وزارة الإعمار والإسكان لصالح محافظة البصرة، لغرض إكمال البنى التحتية للمشروع، مشيرين الى ان وزارة الإعمار والإسكان تلكأت طوال السنوات الماضية في إكمال ذلك المجمع المجاور للمدينة الرياضية، الذي يضم 1450 شقة.

تظاهرات للمهندسين

فيما أغلق العشرات من خريجي كليات الهندسة، مبنى شركة نفط ميسان، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “العشرات من خريجي كلية الهندسة تظاهروا امام مبنى شركة نفط ميسان، مطالبين بشمولهم في فرص عمل بالشركة”، منوها الى أن “المحتجين طالبوا وزير النفط إحسان عبد الجبار بالايفاء بوعوده بشمولهم بالـ ٥٠٠ درجة وظيفية”.

وجدد خريجو كليات التربية في محافظة ميسان تظاهراتهم أمام دار ضيافة المحافظ، مطالبين بتعيينهم وفق درجات الحذف والاستحداث، أسوة بأقرانهم المحاضرين.

وتظاهر عدد من أصحاب العقود في دائرة صحة المثنى أمام مبنى الدائرة، مطالبين بضمان صرف رواتبهم، استنادا لقرار 315، ملوحين بالتصعيد وغلق الدائرة في حال عدم صرف الرواتب، مؤكدين أن أوضاعهم المعيشية صعبة، وان إصابة عدد منهم بفيروس كورونا تستدعي من الحكومة المحلية ودائرة الصحة الوقوف إلى جانبهم ومتابعة صرف رواتبهم بشكل منتظم.

إضراب للأطباء

وأعلنت ممثلية الأطباء البيطريين في بابل، الأحد، إضرابها عن الدوام لحين تعديل القانون الوظيفي الخاص بهم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، أن “الأطباء البيطريين المقيمين بالمستشفى البيطري في بابل اعلنوا الإضراب عن الدوام، لحين تنفيذ التعديل الثاني لقانون التدرج الطبي البيطري المرقم 136 لسنة 1980”.

وفي العاصمة بغداد، تظاهر عدد من الأهالي في منطقة الطي التابعة لمدينة الكاظمية، مطالبين بدخول مواد البناء الى المنطقة، وتحسين الخدمات لاسيما الكهرباء والماء.

**************

العراق يختتم دورة طوكيو 2020 بثلاثة أوسمة ملونة

بغداد - طريق الشعب

أسدل الستار اول امس السبت، على دورة الالعاب البارالمبية طوكيو 2020 التي استمرت عشرة ايام، بمشاركة 19 لاعبة ولاعبا، يمثلون خمسة منتخبات هي المبارزة ورفع الاثقال والعاب القوى، إضافة الى منتخبي تنس الطاولة والقوس والسهم.

فعلى الرغم من الحضور الضعيف للتغطيات الاعلامية المحلية إلا ان مواقع التواصل الاجتماعي واظبت على نقل مواقف الاشادة الدولية والمحلية باللاعبين العراقيين المشاركين من البارالمبية، فضلا عن تناقل صور اللاعبين التي عكست حجم فرح وحماسة من حقق الانجاز والعزيمة والاصرار الى من لم يحالفه الحظ بتحقيق الانجاز المطلوب.

فبفارق سنتيمتر واحد عن صاحب الميدالية الذهبية، حقق بطل العراق برمي الاثقال جراح نصّار اول ميدالية فضية في دورة الألعاب البارالمبية الصيفية 2020، التي اقيمت بالعاصمة اليابانية طوكيو.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للاعب جراح نصّار، وهو يعمل ببيع الخضار في احد اسواق مدينة البطحاء بمحافظة ذي قار، عادين ذلك الفوز ما هو الا صرخة احتجاج ازاء كل من يتجاهل تلك المواهب.

وبعد كسر حاجز (النحس) من قبل البطل جراح نصّار، استطاع الربّاع فارس سعدون خطف الميدالية البرونزية في منافسات الوزن (+ 107) كغم محققا وزن (228) كغم بعد ان نجح في رفعاته الثلاث بواقع (222) كغم و(227) كغم و(228) كغم على التوالي، وبعد منافسة على المركز الثالث من قبل أكثر من رباع؛ فقد شارك في هذا الوزن 8 رباعين يمثلون كوريا ومصر وإيران والأردن، وأوزبكستان، وكولمبيا، واليونان.

وفي اليوم الاخير من البارالمبياد تمكن البطل ولدان نزار من تحقيق الميدالية البرونزية في فعالية رمي الرمح.

وبذلك يعد هذا الوسام هو خاتمة مشاركة الوفد العراقي في بارالمبياد طوكيو 2020.

***************

في المؤتمر التأسيسي لحزب البيت الوطني

الرفيقة بشرى ابو العيس والرفيقان مفيد الجزائري وفاروق فياض حضروا المؤتمر التأسيسي لحزب البيت الوطني، الذي انعقد عصر امس الاول السبت في بغداد.

قاعة المؤتمر الواسعة غصت بالمئات من اعضاء الحزب الوليد، الذين استمعوا بعد كلمة الافتتاح الى مقاطع مختارة من برنامج حزبهم والى نص نظامه الداخلي، ثم صوتوا بالمصادقة على الوثيقتين.

كذلك صادقوا على انتخاب المرشحين والمرشحات الـ 19 لعضوية الامانة العامة للحزب.

وفي الختام وفي اجواء من الهتاف والتصفيق الحماسيين انتخبوا بالاجماع السيد حسين الغرابي امينا عاما للحزب.

*************

الى عائلة المرجع الديني الفقيد السيد محمد سعيد الحكيم المحترمين

 بأسف بالغ تلقينا الخبر المحزن عن وفاة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم. 

وفي هذه المناسبة نتوجه اليكم والى مقلدي الفقيد كافة بخالص التعازي والمواساة.

 نرجو لكم جميعا الصبر والسلوان، وللفقيد الراحل الرحمة والذكر الطيب.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

3/9/2021

*****************

شكر على تعزية

بصورة غير متوقعة وبعد مرض فجائي لم يمهله طويلا توفي في٢٠٢١/٨/٣٠ زوجي الحبيب البروفسور الدكتور كاظم عبد حبيب والد ياسمين وسامر.

حزن عميق يغمر اسرته على هذه الخسارة الفادحة لفقدانها انسانا نشطا حتى آخر يوم من حياته، كاتباً، كرَّسَ حياته لقضية حقوق الانسان والعدالة.

نود هنا التعبير عن شكرنا الجزيل ومن الصميم لكل من واسانا بالكلمات الطيبة التي وصلتنا عبر التلفون والرسائل، متمنين للجميع ألاّ يروا مكروهاً.

إرمتراود  حبيب ـ أم سامر

ياسمين وزوجها واولادها

سامر وزوجته واطفاله

برلين في ٩/٤ /١ ٢ ٢٠

**************

الصفحة الثالثة

نعمل من أجل بديل وطني.. مرشحو  الحزب الشيوعي: نحن مع الناس في خيار المقاطعة

بغداد ـ طريق الشعب

خصص المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، حلقته الاسبوعية من برنامج “يحدث في العراق” السبت الماضي، والتي تبث عبر صفحته الرسمية في “فيسبوك”، للحديث عن “انسحاب مرشحي الشيوعي.. الاسباب والبدائل”. ضيّف فيها مرشحة كوتا المسيحيين شميران مروكل، ومرشح كوتا الصابئة المندائيين سلام نعيم، والمرشح عن محافظة بابل سلوان الآغا، فيما أدار اللقاء عضو اللجنة المركزية للحزب علي صاحب.

المركز: منذ سنة، طرح الحزب عدداً من الشروط ولوّح بإمكانية اتخاذ موقف مغاير للمشاركة في حال عدم توفر هذه الشروط. والآن وصلنا مرحلة المقاطعة. رأيك باعتبارك مرشحة عن الحزب ما هي الخطوات ما بعد عملية المقاطعة؟

شميران مروكل: هذا اللقاء مهم لتوضيح الامور. بالنسبة لي أنا مرشحة عن الكوتا المسيحية وكنت مرشحة في هذه الانتخابات عن بغداد. وانا في الحقيقة مرشحة فردية ولست من               ضمن مرشحي الحزب الشيوعي، ولكن انا عضوة في الحزب الشيوعي العراقي، وبالتالي موقفي ينسجم مع موقف حزبي لذلك انا اتفق مع كل الخطوات التي اتخذها الحزب والتي كانت مبنية على اهمية تغيير اجراءات وآليات الانتخابات من أجل تغيير هذا الواقع.

كنت أهدف لان اكون مرشحة عن كركوك لكن بسبب خلل في القانون لم يسمح لي أن أرشح عن كركوك لان حسب القانون يجب ان يكون مرشح الكوتا المسيحية او المندائية من مواليد المحافظة او من سكنتها، وبالتالي لا يحق لي أن أرشح عن كركوك لأنني من مواليد الانبار واسكن في بغداد، وفرض عليّ ان ارشح عن محافظة بغداد.

نحن نرى بأن الانتخابات لن تحقق هدفها، وليس الغرض منها الانتخاب فقط، ويجب أن يكون هناك تغيير من بعد اجراء الانتخابات والتغيير يكون للافضل، ولكن في ظل هذه الانتخابات وهذا القانون والامور التي ترافق العملية الانتخابية بالتأكيد لن نحقق مبتغانا من هذه العملية الانتخابية.

المركز: حضرتك ايضا اعلنت انسحابك من الانتخابات. هل من الممكن ان تتحدث لنا عن الأسباب التي دعت للانسحاب؟

سلام نعيم: كانت احتجاجات تشرين ضد الفساد والمحاصصة والسلاح المنفلت والفساد المالي والتي تمكنت من تغيير حكومة عادل عبد المهدي، وكانت التطلعات ان تستمر التغييرات والبدء بمحاسبة قتلة المتظاهرين واجراء انتخابات مبكرة، لكننا انصدمنا بوضع اسوأ، واستمرار عمليات قتل الناشطين والمتظاهرين، وأنا شخصيا تعرضت لمحاولة اغتيال، وقامت مفوضية حقوق الانسان “يونامي” بتوثيق الامر، والجهات التي قامت بالامر معروفة.

بالنسبة لترشيحي والانسحاب، فانا مرشح عن كوتا المندائيين، ووضعت مفوضية الانتخابات العراقيل امام تمثيلنا من خلال الغاء تصويت الخارج. ومن المعروف ان 60 بالمئة من الصابئة المندائيين واكثر الوطنيين والديمقراطيين هاجروا بسبب الضغوط منذ زمن صدام حسين وحتى الآن، فضلا عن ضغوط المليشيات، واتضح ان لا وجود للتغيير، لذلك انسحبت من الانتخابات.

المركز: انت احد مرشحي الحزب عن محافظة بابل وايضا اعلنت انسحابك، ما الاجراءات التي تعرضت لها في المفوضية اثناء تقديم انسحابك؟

سلوان الاغا: كان قرار الانسحاب بالنسبة للقوى المدنية والحزب الشيوعي العراقي، ونحن كمرشحين ضمن قائمة الحزب الشيوعي العراقي، ليس وليد لحظة معينة، فمنذ عام 2020 طرحت فكرة الانتخابات المبكرة. بالمقابل طرح الحزب شروطا وباتت معروفة للعلن، ومنها السيطرة على السلاح المنفلت، تقييد المال السياسي، توفير بيئة صحية آمنة، وكل هذا لم يتوفر. استمرارنا في اجراءات الترشيح كان على أمل ان تكون هناك اجراءات لمحاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين ولم يتحقق شيء. لا الاجراءات الحكومية ولا على مستوى الاجهزة الامنية، مع هذا لم يعلن الحزب مقاطعته ووضع اشتراطات للمشاركة، لكنها لم تتحقق، لهذا تم استفتاء التنظيم الحزبي، وجاء قرار المقاطعة، وتم تقديم مذكرة رسمية لدائرة الاحزاب في مفوضية الانتخابات في بغداد، بعدها نحن كمرشحين في المحافظات قدمنا طلبات للمفوضية بأسمائنا كمرشحين.

أنا شخصيا في بابل زرت المفوضية وقدمت طلبا بالانسحاب. المفوضية اعلنت فتح باب الانسحاب لمدة أسبوع، وأبلغونا أن باب الانسحاب قد اغلق. كل هذه الاجراءات في السياق الاداري المهني، وأي طلب يقدم لاي دائرة سواء كانت الاجابة ايجابا ام سلبا يجب أن يؤخذ اجراء به. مدير المفوضية في بابل رفض ان يهمش على الكتاب، ودخلت معهم في جدال. اليوم أي دائرة يقدم لها كتاب يجب ان تتخذ به اجراءً ويدخل ضمن سجلاتها. المفوضية هي مؤسسة ليست كباقي المؤسسات تتعامل فقط باجراءات تخص الامور الفنية والادارية، هي مؤسسة تعمل مع الاحزاب والكتل السياسية، لذلك انا اليوم موقفي السياسي كحزب سياسي او كمرشح لا يجب أن يخضع لاجراء اداري، فعندما تمنع الانسحاب فبذلك تجبرني على المشاركة. لم ترد اي فقرة في الدستور او في القوانين النافذة تجبر المرشح او المواطن على المشاركة. أضف الى ذلك ان في هذه الانتخابات أمورا مبكرة جدا، وكأن الموضوع مبيت، ويراد تثبيت الترشيح لغرض الاستمرار بأية انتخابات كانت.

المركز: برأيك، لماذا هذا التخوف من قبل المفوضية بشأن تسلّم طلبات الانسحاب؟

سلوان الاغا: اليوم اجراءات المفوضية على مستوى المركز او المحافظات فيها انتقائية؛ بعض المحافظات استلمت الطلبات وتم تهميشها من قبل المدراء ودخلت ضمن السجلات الواردة، وهذا يدل على عدم مهنية وانتقائية. هذه السلوكيات تدل على ان هذه الاجراءات يلفها الكثير من التساؤلات والاستفهامات. وكأن المفوضية تريد ان تقول ان هذه الانسحابات ليست صحيحة، والكتل تحاول ان تتلاعب اعلاميا بمواقفها. يبدو ان المفوضية تعودت على المواقف الجاهزة، وتوجهات الكتل المتنفذة.

المركز: الكثير من الناس يشككون، والمفوضية تقول لم تصلنا كتب انسحاب. في نفس الوقت انتم تتحدثون عن كتب انسحاب، كيف سيتم علاج هذه الحالة وكيف سيكون موقفكم؟

شميران مروكل: بالنسبة لنا جميع القضايا موثقة. عندما اطلب الذهاب للمفوضية اتصل بالهاتف لكي يثبت اسمي على باب الدخول للمنطقة الخضراء، وايضا من خلال الايميل تم تثبيت وتوثيق طلب سحب الترشيح عبر البريد الرسمي للمفوضية، ونحن صادقون في هذه العملية، بدليل أني لست مرشحة ضمن قائمة الحزب الشيوعي العراقي. أنا مرشحة فردي عن الكوتا المسيحية، لكن لكي اكون صادقة مع نفسي وصادقة مع جمهوري يجب أن اتبنى موقف حزبي. موقف الحزب الذي جاء نتيجة اجراءات قام بها عبر استفتاء بين كل الهيئات الحزبية في الداخل والخارج، وانا واحدة منهم. بالتالي كل هذه الامور مثبتة وان كان هناك اي شك من أي جهة، فنحن مستعدون لان نبين الكتب الرسمية والاجراءات التي اتخذناها.

المركز: هناك حديث بشأن الكوتا، مفاده أنها فرغت من هدفها الاساسي. بالنهاية ايضا تتم محاصصة هذه المقاعد بين الكتل المتنفذة من دون اعطاء الفرصة للمسيحيين او الصابئة او الايزيديين الحق في من يمثلهم. هل هذا الحديث يستند الى الواقع؟

شميران مروكل: نعم، هذا الحديث كان حاضرا، مقابل من لديهم رغبة في أن يحصر التصويت فقط بالمسيحيين. وهذا الامر قد يكون دقيقا من ناحية معينة، ولكن من ناحية اخرى فإن العضو البرلماني المسيحي الذي سيكون في البرلمان، مهمته تمثيل جميع العراقيين. بالتالي عندما ينتخب من قبل قومية معينة يكون من الصعب ان يمثل جميع العراقيين. ولا ننسى ان للناخب حرية في اختيار مرشحيهم. مع هذا هناك من يعمل على تجيير مقاعد الكوتا للقوى الكبيرة المهيمنة بالمال، وهم يستخدمون المال والكثير من الاساليب الاخرى وهي مرفوضة، من المفترض ان نصل الى نوع من الوعي وننتخب الشخص المناسب الذي يمثل الاهداف والطموحات، بغض النظر عن قوميته او دينه او حتى انتمائه السياسي.

المركز: هناك من يقول بان هذه الانسحابات لن تؤثر على العملية الانتخابية ولن تشكل ضغطا من اجل تنفيذ المطالب التي تحدثتم عنها. كيف تردون على هذا الطرح؟

سلام نعيم: أقولها بصراحة ان العملية السياسية من خلال الانتخابات وحدها لا تصل الى الارتقاء الديمقراطي، بل هي عملية التفاف حول الديمقراطية. اعتقد ان في هذه الدورة الانتخابية الوجوه تتغير، لكن القوى الخلفية باقية. الفساد موجود. استخدام السلاح المنفلت. الشارع يتحدث وبكل صراحة بان الصناديق معدة لمرشحين معينين. اذن، ما الجدوى من الاستمرار في العملية الانتخابية. الكوتا سرقت من قبل كتل متنفذة، لعبت دورا كبيرا حتى في الكوتا.

الشارع موجود وساحات الاحتجاج موجودة، ومن خلالها يكون الضغط. من ينتخبني سمع بأسباب انسحابي، وهم مقتنعون بالاسباب، فلن ينتخبوا احدا. وهذه ورقة ضغط.

المركز: البعض يتحدث عن الاسباب التي طرحت سواء من الحزب ام المرشحين، هي اسباب موجودة في الانتخابات الماضية او التي سبقتها وان لا داعي للانسحاب وترك المجال للقوى الاخرى للتحكم بمفاصل الدولة، باعتبار ان الحزب يطرح نفسه بأنه رقم من الممكن ان يحصل على عدد من المقاعد؟

سلوان الاغا: قبل اعلان المقاطعة وضعنا اشتراطات للمشاركة، وهذا المقاطعة لا تعني انسحابا مستمرا لا نهاية له، بل هي قراءة سياسية ومنطية للوضع الحالي. انتفاضة تشرين والشارع العراقي طالب بانتخابات مبكرة. وهذا يعني اختصار التوقيتات بعد ان تعرض الوضع العام في البلاد الى استعصاء.

تم قطع الدورة البرلمانية لغرض ان يكون هناك تغيير بالتشكيلة البرلمانية، من خلال قوى تحدث تغييرا معينا. ما نلاحظه ان الامور زادت سوءا، باستمرار السلاح المنفلت واستمرار استشراء الفساد، وسوء الخدمات والطريقة التي يدار بها البلد، وهذه ليست ارضية مهيأة لدخول الانتخابات. اليوم نحن كمدنيين وكحزب شيوعي فان اصطفافنا وانحيازنا الاول والاخير مع الشارع ومع الناس.

 ***********************************

بيانات «مقاطعة الانتخابات» في أيدي المواطنين

طريق الشعب -  خاص

تفاعل مواطنون في مناطق مختلفة في بغداد والمحافظات مع نشطاء الحزب الشيوعي العراقي، خلال الحملة الاعلامية، لغرض تعريف المواطنين بمواقف الحزب السياسية.

وأكد عدد كبير منهم استجابته لمواقف الحزب الوطنية، مؤكدين حرصهم على اهمية تحقيق الشروط التي طرحها الحزب وانتفاضة تشرين، في سبيل اقامة انتخابات تحقق التغيير المنشود.

وأوضح عدد منهم خلال مقابلات أجراها نشطاء الحزب معهم، انهم لن يشاركوا في التصويت بالانتخابات المقبلة، وذلك من اجل الضغط على الجهات الحكومية والمفوضية في سبيل اجراء انتخابات، شرطها تنفيذ مطالب انتفاضة تشرين.

ونقل ممثلو الحزب، ان تفاعل المواطنين في الشارع يعبر عن دور الحزب وسياسته بين الجماهير، مؤكدين استمرارهم في هذه الانشطة الاعلامية.

بغداد

منظمة الحزب في المنصور/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، شكلت الخميس الماضي فريقا إعلاميا جوالا، جاب شوارع منطقة الطوبجي وأسواقها، سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا كثيرة من بيان “طريق الشعب” الافتتاحي الصادر يوم 16 آب الماضي، والذي يحمل عنوان “ما بعد المقاطعة مهمات جسام”.

وتجاذب الفريق مع جمهور واسع من الموطنين، الحديث حول قرار الحزب الأخير، القاضي بمقاطعة الانتخابات المقبلة، وما يتعلق بالمهمات الصعبة التي تواجه الحزب حاليا، في ظل أوضاع البلد المعقدة.

كما شكلت منظمة الحزب في مدينة الحرية، فرقة جوالة وزعت على المواطنين في منطقتي الحرية الأولى والحرية الثالثة، نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب في شأن مقاطعة الانتخابات.

واثناء ذلك، نظم المشاركون في الجولة وقفة جماهيرية طالبوا فيها بإعادة تأهيل النافورات والحدائق العامة في منطقة الحرية الثالثة.

وفي السياق، نظمت اللجنة المحلية العمالية في الحزب، مسيرة إعلامية راجلة جابت شارعي الخيام والرشيد، وشوارع منطقة السنك.

وقال مراسل “طريق الشعب” عامر عبود الشيخ علي، إن المشاركين في المسيرة وزعوا على المواطنين وأصحاب المحال التجارية والكسبة، نسخا من مقال “طريق الشعب” الافتتاحي الموسوم “ما بعد المقاطعة مهمات جسام”.

ولاقى موقف الحزب القاضي بمقاطعة الانتخابات، ردود فعل إيجابية من مواطنين كثيرين – بحسب الشيخ علي.

هيئة المقرات في الحزب، شكلت هي الأخرى فريقا جوالا وزّع على المواطنين وأصحاب المحال التجارية في شارع النضال والحي الصناعي في البتاويين وشارع القصر الأبيض، مئات النسخ من “طريق الشعب” ومقالاتها الافتتاحية التي تعرّف بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

كذلك نظمت اللجنة الأساسية الطلابية التابعة إلى محلية المثقفين للحزب، عصر الجمعة الماضية، جولة راجلة في منطقة الكرادة.

وبحسب الرفيق أيوب عبد الحسين، فإن المشاركين في الجولة وزعوا على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من مقال “طريق الشعب” الافتتاحي المعنون “منظومة انتخابية بديلة مطلب مستحق”. كما أوضحوا لهم الأسباب التي دعت الحزب إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة.

البصرة

وفي محافظة البصرة، شكلت اللجنة المحلية للحزب والمنظمات التابعة لها، فرقا إعلامية جوالة جابت العديد من الشوارع العامة والأسواق بهدف تعريف الناس بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

ووزعت الفرق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وسائقي المركبات، نسخا كثيرة من البيانات التي أصدرها الحزب في شأن مقاطعة الانتخابات، مثل “موقف مبكر واضح من الانتخابات”، “منظومة انتخابية بديلة مطلب مستحق”، “لماذا نقاطع الانتخابات هذه المرة؟” و”ما بعد المقاطعة مهمات جسام”.

وساهمت في الجولات منظمة الحزب في قضاء القرنة، التي جاب فريقها شوارع ناحية طلحة في قضاء المدَينة وشوارع منطقة الشرش. بينما شكلت منظمة الحزب في قضاء أبي الخصيب، فريقا جوالا في سوق القضاء.

وفي منطقة القبلة، نظمت خليتا “الإصلاح” و”الجيل الجديد” التابعتان إلى منظمة الحزب، جولات راجلة في أسواق المنطقة، أوضحتا فيها موقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

 أما في قضاء الزبير، فقد شكلت منظمة الحزب فريقا إعلاميا جوالا جاب السوق الكبير سيرا على الاقدام، ووزع على الناس نسخا من البيانات المشار إليها.

وأخيرا، شكلت منظمة الحزب في قضاء شط العرب، فريقا إعلاميا تجول في مركز القضاء ومنطقة الصالحين، ووزع على المواطنين نسخا من تلك البيانات.

 *************************************

الصفحة الرابعة

جبايات كبيرة مقابل خدمات رديئة الناس والواقع البائس للكهرباء الوطنية

بغداد - نورس حسن

يشكو مواطنون في مناطق متفرقة من العاصمة من قلة ساعات التجهيز للكهرباء الوطنية فضلا عن ضعف قدرتها، مؤكدين ان ساعات التجهيز المتذبذبة لا تتجاوز 6 ساعات، بينما يتولى تعويض ذلك المولدات الاهلية.

4 ساعات

ففي منطقة جسر ديالى شرقي بغداد، لا يتجاوز التجهيز الوطني 4 ساعات يوميا، بحسب قول ياسر علي وهو احد أهالي المنطقة.  ويزعم ياسر في حديث لـ”طريق الشعب”، أنه حتى تلك الساعات الاربع لم تكن متواصلة بل متقطعة، الامر الذي سبب له أعطالا كثيرة في الاجهزة الكهربائية المنزلية.

صيانة ترقيعية

أما منطقة الامين، في الجانب الشرقي أيضا، فلم تكن أفضل حال من جسر ديالى، انما يمنح الاهالي هناك ـ بحسب المواطن اياد العبودي ـ ساعتي تجهيز مقابل 6 ساعات انقطاع. ويذكر العبودي لـ”طريق الشعب”، ان تلك الساعتين غير مستقرتين وبطاقة ضعيفة.

ويؤكد ان الاهالي قدموا شكاوى اكثر من مرة الى دائرة صيانة كهرباء المنطقة، لكن اجراءاتهم تقتصر على إصلاح اسلاك الكهرباء التي عطبت، نتيجة للأحمال المرتفعة.

وطبقا لقول العبودي، فإن سكان منطقته أضحوا “لا يعولون على الكهرباء الوطنية، بل صار الاعتماد الاكبر على المولدات الأهلية والمنزلية”.

استنزاف الدخل

وفي هذا الصدد، تقول المواطنة هناء ام اشرف، من اهالي منطقة البياع، ان الاستهلاك الكهربائي من المولدات الاهلية يرهق كاهل المواطنين، خاصة محدودي الدخل اليومي المحدود. وتسدد أم أشرف “اشتراكا شهريا لمولدة الشارع 125 الف دينار، مقابل 5 امبيرات (خط ذهبي)”. كما أنها تدفع كل شهريا جباية عن الكهرباء الوطني مبلغا يتفاوت بين 20 الى 60 الف دينار.

وتأمل المواطنة أم اشرف على الحكومة أن تجد طريقة لخفض سعر الامبير للخط الذهبي، ووضع تسعيرة موحدة لجميع المولدات خاصة وان الوقود الذي يحصلون عليه هو مجاني. وعن واقع حال التيار الكهربائي الوطني، تبين المواطنة انه “غير مستقر؛ فهناك ايام تكون فيها الوطنية متوفرة بنسبة متوسطة، وفي ايام أخرى تختفي تماما”.

وتشير الى انه خلال الايام الخمسة الاخيرة كانت الكهرباء الوطنية لا يتجاوز تجهيزها الاربع ساعات يوميا.

20 يوميا بلا كهرباء

وتعرضت مؤخرا احدى المحولات في منطقة الزعفرانية الى الانفجار بعد ثلاثة ايام من اصلاحها. ويقول المواطن علي حسين من اهالي المنطقة لـ”طريق الشعب”: “لمدة 20 يوما ونحن بدون كهرباء، بسبب عطب محولة الشارع، والتي تم رفعها في حينها على امل استبدالها باخرى”. ويضيف انه “بعد طول انتظار تم ارجاع المحولة ذاتها الى مكانها على انها تمت صيانتها، والان انفجرت من جديد، بسبب الاحمال الزائدة”. ومع هذا الحال فإن منزل علي حسين وبقية المنازل التي تتغذى على المحولة المنفجرة، سيكونون بلا كهرباء من جديد؛ إذ أن صاحب المولد الاهلي لم يمكن أن يزودهم بالكهرباء، لأن القطاعات الاخرى يتوفر فيها تيار وطني أثناء التجهيز. ويبين حسين ان “معظم محلات المنطقة تعاني من تهالك المنظومة الكهربائية بصورة عامة”. وبحسب المواطن، فان الاهالي اضطروا للاعتماد على المولدات المنزلية في توفير الكهرباء، وبالتالي هناك إنفاق جديد الى جانب ما يسددونه من اشتراك شهري لصاحب المولدة الاهلية.

“لا نريد الوطنية”

ويفضل المواطن قيصر عبد الله، الذي يسكن حيا آخر في منطقة الزعفرانية، انقطاع التيار الكهربائي الوطني بشكل تام، لأنها “إنْ حضرت لا تعد وان غابت لا تفتقد”، بحسب وصفه. ويقول عبد الله لـ”طريق الشعب”: ان الكهرباء الوطنية تأتي بقدرة منخفضة، لا يقوى معها على تشغيل شيء “حتى المروحة السقفية تكون بطيئة”.

ووفقا لعبد الله، فان اهالي منطقته قدموا شكاوى عديدة الى دائرة الكهرباء، لكنها لم تستجب، الامر الذي اضطرهم الى القيام بتظاهرات حاشدة أمام تلك الدائرة، لكن قوات الامن تولت تفريقهم بالقوة. “الحكومة تريد من الشعب أن يسكت عن الفاسد” يعلق عبد الله.

ماذا يقول أصحاب المولدات؟

ومع استمرار تراجع ساعات التجهيز للتيار الوطني، فإن اصحاب المولدات هم ايضا يجدون انفسهم اكثر ضررا من المواطن. يقول صاحب مولدة يدعى باسم ابراهيم، لـ”طريق الشعب”: ان “المواطنين يحملوننا مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي، ظنا منهم اننا نعمل على ذلك بالتنسيق مع الدوائر التابعة لوزارة الكهرباء. بينما نحن نخضع الى تعليمات محافظة بغداد، خاصة تلك التي تتعلق باسعار الامبير وساعات التشغيل”. ويضيف انه “في نهاية كل شهر تصدر تعليمات مختلفة من محافظ بغداد بما يتلاءم مع الوضع العام للتيار الكهربائي، موضحا انه “في حال هناك انقطاع مستمر للتيار الكهربائي الوطني، فان المحافظة توجه برفع سعر الامبير على المواطنين”.

وتبلغ قيمة الاشتراك لدى مولدة ابراهيم 20 الف دينار للخط الذهبي، والخط العادي 10 الاف.

ويشير الى ان أصحاب المولدات كانوا قد نظموا وقفات احتجاجية عديدة أمام مقر وزارة الكهرباء “للمطالبة بتعزيز المنظومة الكهربائية التي تعاني العطب بين فترة واخرى، الا ان الوزارة تتحجج في كل مرة، بعدم كفاية المخصصات المالية”.

 *************************************

النزوح العكسي..وزيرة الهجرة تؤكد ومتحدثها ينفي

بغداد ـ طريق الشعب

لا تزال خطط الحكومة في إطار إعادة النازحين الى ديارهم الأصلية والإغلاق على ملف المخيمات، تواجه معوقات معقدة، تتعلق بالوضع الأمني والخدماتي في مناطقهم، الامر الذي يرفض معه النازحون أية عودة قسرية، قبل ضمان حل تلك المشكلات.

وتشمل الخطة التي اعتمدتها وزارة الهجرة والمهجرين، في وقت سابق، إغلاق كامل المخيمات في المحافظات خلال عام 2021، ثم تدريجيا المخيمات المنتشرة في إقليم كردستان، والبالغ عددها 26 مخيما.

الخدمات الاساسية مفقودة

ووفقا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” فان عمليات إغلاق المخيمات، جرت بطريقة قسرية، كما انها حرمت آلاف النازحين من الخدمات الأساسية خلال تفشي فيروس “كورونا” بسبب الخطط الحكومية غير الملائمة، في إعادتهم إلى ديارهم.

ورصدت وسائل إعلام محلية، الشهر المنصرم، حركة نزوح عكسي لـ”مئات العائلات من سنجار الى مخيمات محافظة دهوك”، مشيرة الى ان أعداد العائدين تتراوح بين 250 الى 300 عائلة.

ووفقا لقائممقام قضاء سنجار، محما خليل، فإن هؤلاء النازحين قدموا أوراق العودة “ونحن بدورنا رفعنا طلباتهم الى الجهات المعنية، لكي تقوم بتقديم المساعدة اللازمة لهم في تلك المخيمات”.

ويقول خليل ان القضاء يشهد نقصا كبيرا في الخدمات كالماء والكهرباء وتبليط الشوارع، الى جانب الوضع الامني الهش والصراع المسلح بين أطراف متعددة، يحاول كلٌّ منها إحكام قبضته على سنجار.

نفي وزاري

بدوره، نفى المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس، في حديث لـ”طريق الشعب”، وجود عودة عكسية نحو المخيمات، مردفا أن “الكثير من الايزيديين يعودون في موسم الزراعة الى القضاء لزراعة اراضيهم، ومن ثم يغادرون الى دهوك بعد انتهاء الموسم”.

لكن حديثه بدا متناقضا مع تأكيد الوزيرة إيفان فائق جابرو، على وجود نزوح عكسي، مبدية أسفها لذلك.

وأرجعت جابرو تلك الحالات الى “التحديات الناجمة عن انعدام الخدمات العامة كالكهرباء والماء والدور المهدمة، إلى جانب المشاكل العشائرية”، معتبرة ذلك “عقبة رئيسية وعائقا أمام عودة النازحين”.

خلف، نازح من الموصل، نقل عنه موقع “سكاي نيوز عربية” في تقرير له: “كنا بين خيارين أحلاهما مر؛ فإما العودة لمناطقنا المنكوبة، أو البقاء هنا في المخيمات، ورغم رجوعنا لديارنا ومحاولتنا التأقلم وتحمل شظف العيش ومشقاته، لكننا اضطررنا في النهاية وعلى مضض للعودة مرة أخرى للعيش في المخيمات”. واضاف “فلا فرص عمل ولا استقرار، ولا ماء ولا كهرباء ولا خدمات كما يجب، وأمام هذا الواقع الرهيب فقدنا البوصلة”.

ويشير عباس الى أن وزارته سجلت عودة 11 الف عائلة ايزيدية، لكن عدد النازحين يقدر بـ100 الف عائلة، مبينا أن هناك “أسبابا عديدة تمنع عودتهم منها ضعف الخدمات وقلة فرص العمل، والوضع الأمني السيئ في القضاء، بسبب القصف التركي”.

ويؤكد أن الوزارة لا تؤيد تلك الفعاليات التي تستهدف إعادة الحياة الى القضاء، بما فيها عمل صندوق إعادة اعمار المناطق المحررة.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، تخصيص 40 مليار دينار، لإنهاء الفصول العشائرية الخاصة بالنازحين، تحديدا في صلاح الدين.

خلافات عشائرية

ونقلت الوكالة الرسمية في وقت سابق، عن وزيرة الهجرة والمهجرين، ايفان فائق جابرو، قولها إن “الوزارة عملت على خطة مع الحكومة المحلية في صلاح الدين على عودة النازحين الموجودين في مخيم السليمانية لوجود العديد من العوائل الراغبة في العودة”.

وكشفت الوزيرة عن “وجود بعض المشاكل العشائرية التي تعترض عودة النازحين”، لافتةً إلى أنه جرى تخصيص 40 مليار دينار لحل تلك النزاعات.

وأثار حديث جابرو عن التخصيصات المالية جدلا واسعا بين أوساط مختلفة، بعضها شكك في حديث الوزيرة، وأخرى نفته تماما.

لكن المتحدث باسم الوزارة، عقّب على ذلك بأن حديث جابرو “أسيء فهمه”، موضحا أنه “كان عن بعض العوائل أو الخلافات العشائرية الموجودة في جنوب صلاح الدين، وأن هذه الخلافات كانت قد حصلت بين عشيرتين أو أكثر، وأحياناً حتى بين العشيرة نفسها، ولم تتم تسويتها للآن”.

وبيّن أن “الوزارة ليست طرفاً في موضوع تخصيص مبالغ مالية لحل النزاعات العشائرية، إنما المبالغ قد تم تخصيصها في قانون الموازنة إلى الوقف السني، وبالتالي فالوقف هو من يتبنى قضية إنهاء المشاكل العشائرية، من جانب تعويضي”.

وزاد عباس أن ما تسعى اليه وزارته هو “تسهيل عودة النازحين، وهذا جزء من تعاون جميع المؤسسات على حل جميع المشاكل المتعلقة باعاقة تلك العودة”.

ووفقا لمصادر حكومية مطلعة، فان اعلان الوزيرة عن وجود 40 مليار دينار لإنهاء النزاعات العشائرية الخاصة بالنازحين في صلاح الدين، كان اعلانا استباقيا، نتيجة لتخوف اوساط حكومية من محاولات سرقة وهدر تلك الاموال من قبل جهات متعددة، بينها الوقف السني.

 *********************************************

7 ملايين عراقي مهددون بفقدان الوصول للفرات بغداديون لـ «طريق الشعب»: مياه الإسالة ملوثة

بغداد- طريق الشعب

يشكو العديد من المواطنين في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد، من تردي واقع حال مياه الإسالة، التي أضحت ضيفا لا يزورهم الا في ساعة متأخرة من الليل، حاملا معه طعما ولونا ورائحة، لا تجعله صالحا للاستهلاك، ما يضطر الناس الى شرائه من محال التسوق أو الباعة الجوالين، لاستهلاكه في الشرب وإعداد الطعام.

فيما اشار تقرير دولي إلى أن “أكثر من 7 ملايين مواطن في العراق، مهددون جراء فقدان الوصول لمياه الفرات بالإضافة إلى الجفاف، الذي يعرض مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية لخطر الجفاف التام”.

مناشدات مستمرة

المواطن خالد علي من اهالي منطقة الحرية، يذكر انهم “يعانون منذ ثلاثة شهور من شح ماء الاسالة، الذي لا يتوفر الا في ساعات متأخرة من الليل، من خلال سحبه عبر مضخات المياه الخاصة (الماطور)”.

وقال علي لـ”طريق الشعب”، ان “اهالي المنطقة ناشدوا اكثر من مرة امانة بغداد حول واقع المياه، ومع ذلك لم نلمس اي تغيير بواقع ماء الاسالة”.

اما المواطن وليد غني، من أهالي منقطة الدورة، فيقول لـ”طريق الشعب”، إن “منطقة حي الميكانيك وشارع 60 ومحلات اخرى في اطراف المدينة تعاني منذ الشهر الخامس من هذا العام من انقطاع ماء الاسالة”.

وأضاف أن “المواطنين في هذه الاحياء يحصلون على ماء الاسالة من 4 الى 6 ساعات فقط خلال اليوم وبشكل متقطع”، منبها الى ان هذه المعاناة تشتد مع ارتفاع درجات الحرارة، التي يرافقها انقطاع مستمر للتيار الكهربائي الوطني.

وفي منطقة السيدية يصف المواطن عادل جودة (53 عام)، واقع حال ماء الاسالة بأنه “بدأ يتراجع الى ان أصبح توفره لساعات محدودة في اليوم، وليس بحالة جيدة”.

هذا وتفتك العديد من الامراض بالمواطنين من محدودي الدخل خاصة في المناطق الشعبية، جراء تلوث ماء الاسالة. المواطن ليث احمد، يسكن منطقة نهروان شرق العاصمة بغداد، يقول لـ”طريق الشعب”: ان ماء الاسالة الذي يصل الى المواطنين في القضاء “بصورة عامة غير صالح حتى للاستخدام المنزلي”.

ويضيف ان “ماء الاسالة ملوث، ولا يصلح حتى الاستخدام المنزلي بسبب رائحته الكريهة اولا، ولونه وطعمه”، منبها الى انه مع عائلته “يعانون من امراض كلوية غير قليلة، بسبب نوعية الماء التي يجبرون على استخدامها للطهي والشرب، بسبب محدودية الامكانية المادية” بحسب قوله.

ويشير الى ان طفلته ذات السنوات الثلاث تعاني التهابات في الكلية، فضلا عن تعرض عائلته للتسمم اكثر من مرة”.

من جهتها، تفيد المواطنة مريم غازي (42 عاما) في منطقة جسر ديالى، ان “وضعية ماء الاسالة بائسة جدا”، مما يجبرها على شراء الماء من اصحاب التناكر الجوالة في المنطقة.

واوضحت ان “ماء الحنفيات ينقطع لايام غير قليلة، وإن توفر يأتي في ساعات متأخرة من الليل، ويتكالب عليه المواطنون لملء خزاناتهم”.

من جانبها، تشدد المواطنة ام ضرغام على ان “توفير الماء الصالح للشرب، يرهق المواطنين خاصة محدودي الدخل”.

وقالت لـ”طريق الشعب” ان “ملء عبوة الماء (20 لترا) الخاصة بالبراد المنزلي، من المحال المنتشرة في المنطقة، يتطلب دفع 1500 دينار. وبعض الشركات تبيعه بـ 3 آلاف دينار”، مشيرة الى ان “العوائل الكبيرة لا يكفيها ملء 20 لترا يوميا، انما تحتاج الى اكثر من ذلك، ما يتطلب منها تخصيص ميزانية خاصة شهريا، فقط لتوفير الماء الخاص بالشرب وطهي الطعام، لا اكثر”.

وفي منطقة الزعفرانية لم يكن واقع حال ماء الاسالة افضل من باقي المناطق، فالمواطن اشرف حازم من اهالي المنطقة يقول لـ”طريق الشعب”: انه بعد انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة توفر ماء الاسالة برائحة كريهة جدا وطعم سيئ، اضافة الى لونه المصفر.

وتابع انهم تقدموا بالشكوى اكثر من مرة الى امانة بغداد، الا ان رد الامانة جاء بان شبكتي الماء الاسالة والصرف الصحي في المنطقة متهالكتان، ما يؤثر على نوعية الماء الذي يصل المواطنين في دورهم”، مشيرا الى ان الامانة “تبرر التقصير في عدم تجديد شبكة المياه او اجراء الصيانات المطلوبة عليها، بعدم توفر التخصيصات المالية الكافية”.

تحذير دولي

وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي، حذر المجلس النرويجي للاجئين، في تقرير له نشر في وسائل اعلام دولية، من تفاقم كارثة عدم حصول 12 مليون نسمة في العراق وسوريا على المياه الصالحة للشرب مع ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض مستويات الأمطار والجفاف في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي الى حرمان الأهالي من مياه الشرب ومياه الري، والى عرقلة عمليات توليد الكهرباء، نتيجة شح ونفاد مياه السدود. وهذا يؤثر بدوره على عمل المرافق العامة الأساسية، بما في ذلك قطاع الخدمات الصحية.

ويشير التقرير إلى أن أكثر من 7 ملايين مواطن في العراق مهددون جراء فقدان الوصول لمياه الفرات بالإضافة إلى الجفاف، الذي يعرض مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية لخطر الجفاف التام.

ويؤكد التقرير أن “المياه المغذية لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومصائد الأسماك ومنشآت توليد الطاقة ومصادر مياه الشرب قد جفت في العراق، ومن المتوقع أن إنتاج القمح سينخفض بنسبة 17 بالمئة في محافظة نينوى نتيجة للجفاف، أما في إقليم كردستان فمن المتوقع أن ينخفض الإنتاج بمقدار النصف”.

 **********************************

الصفحة الخامسة

أعمال مجهدة في بيئات غير آمنة اتساع عمالة الأطفال في العراق ينذر بكارثة

بغداد – وكالات

تعد ظاهرة زج الأطفال في سوق العمل، من الظواهر المعروفة في العراق منذ سنوات طويلة. إذ تقوم عائلات عديدة، سيما الفقيرة أو التي ليس لديها معيل، بالاعتماد على مجهود صغارها في توفير لقمة العيش.

لكن هذه الظاهرة شهدت خلال السنوات الأخيرة اتساعا مخيفا، وباتت تهدد البنية المجتمعية “خصوصا في ظل تأثيراتها السلبية الخطيرة على الصغار، الذين يجري استغلالهم بأسلوب غير إنساني للعمل قسرا في بيئات غير آمنة” – بحسب ما يراه متابعون واختصاصيون في الشؤون الاجتماعية. 

مما لا شك فيه، أن الفقر يقف خلف هذه الظاهرة، وهو نتيجة حتمية للسياسات الاقتصادية الخاطئة التي عرفتها البلاد.

وينتشر أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و15 عاماً في مجالات مهنية مختلفة تشمل القطاع الخاص تحديداً، تاركين خلفهم مقاعد الدراسة، ما يزيد من أعداد الأميين.

لا حيلة في اليد!

ويعلم أولياء الأطفال أنهم يقسون على أبنائهم بزجّهم في سوق العمل، لكن “لا حيلة في اليد”، كما تقول فيحاء العلي وهي تتحدث عن عمل ولديها التوأم أحمد وأمجد، اللذين يبلغان 12 عاماً من العمر، وتركا المدرسة قبل سنتين.

وفي حديث صحفي، تستدرك العلي مدافعة عن رأيها في دفع ولديها إلى العمل: “انهما يبنيان مستقبلهما، وتعيش أسرتنا بما يكسبانه. فهما يعوضان وفاة والدهما، وأنا أتابعهما جيداً خلال عملهما عند جارنا الذي يملك ورشة لتصليح السيارات، وسيصبحان من الميسورين، لأنهما يتعلمان صنعة مهمة منذ الصغر”.

ورغم فقدان أحمد وأمجد نعمة التعليم وبهجة الطفولة، وانخراطهما في مهنة شاقة تحتم عليهما التعامل مع أشخاص أكبر سناً، إلا أن وضعهما أفضل من كُثر في عمرهما يعملون في مجالات أكثر خطورة وتدميراً لمستقبلهم. فالطفل حيدر الذي لم يتجاوز العاشرة من العمر، يرافق أولاداً اًو شباناً في جمع علب البلاستيك ومعادن أخرى من حاويات النفايات في الشوارع.

يسير حيدر نحو 10 كيلومترات يومياً داخل الأحياء والأزقة، ويقلب حاويات النفايات للحصول على “المقسوم” - وفق جاره الشرطي حسن قاسم، الذي يؤكد في حديث صحفي، أنه حاول مرات منع حيدر من مزاولة هذا العمل، لكن الأخير يصرّ على الحصول على 15 ألف دينار يومياً من عمله، كي يساهم في الانفاق على أسرته الفقيرة.

ويذكر قاسم أن “حيدر يخرج صباحاً ويعود وقت العصر أو بعده. وقد تجادلت معه بسبب تدخينه السجائر، وتعامله وحديثه مع آخرين بقلة احترام متأثرا بمن يرافقهم ويجالسهم ويعمل معهم. ولا أستبعد تعاطيه الكحول والمخدرات. علماً أن والده يعاني إعاقة في الساق تمنعه من السير، وأبلغني أنه لم يعد يستطيع السيطرة على ابنه”.

800 ألف عامل صغير

تقدر مفوضية حقوق الإنسان نسبة عمالة الأطفال في العراق بـ2 في المائة، أي ما يبلغ نحو 800 ألف طفل. وتعتبر المفوضية أن عمالة الأطفال تشكل خطورة على هذه الشريحة، بحكم صعوبة العمل، محذرة من تعرض الصغار العاملين للتحرش، أو استغلالهم من قبل عصابات التسول والاتجار بالبشر والمخدرات.

وتنتشر في أحياء عدة من بغداد، عصابات مختلفة بعضها متخصص في عمالة الأطفال واستغلالهم – وفق ما يذكره ضابط شرطة في حديث صحفي.

ويؤكد الضابط، الذي لم تكشف وكالات الأنباء عن هويته، أن “هذه العصابات محمية من جهات متنفذة، وهي تستغل الأطفال عبر ضمهم إلى شبكات تسوّل ومراقبة أشخاص بهدف سرقتهم أو خطفهم، والعمل في ممارسة الجنس وتجارة المخدرات”.

الكارثة أكبر

من جهتها، ترى الباحثة في علم النفس والناشطة في مجال حقوق الطفل والمرأة، سلمى النعيمي، ان “ما تسجله التقارير الرسمية وغير الرسمية عن عمالة الأطفال لا يتناسب مع حجم الكارثة التي تتعرض لها هذه الشريحة”.

وتضيف في حديث صحفي، أن “تدني المستوى المعيشي والفقر المدقع، يدفعان عائلات كثيرة إلى تشغيل الصغار. وهناك أمثلة كثيرة على حالات خطرة، يُلاحظ فيها فقدان العائلات السيطرة على صغارها بعد زجهم في سوق العمل. إذ يتحولون لاحقاً إلى مدمنين على الكحول والمخدرات”.

وتشير النعيمي، إلى أن “بعض هؤلاء الصغار أصبحوا مشردين. والأكثر خطورة هو استغلالهم من قبل العصابات المسلحة والإرهابيين في تنفيذ جرائم مقابل جرعة مخدرات”.

وتؤكد أن جميع الصغار العاملين يعانون حالات نفسية صعبة، ترتبط بشعورهم بأنهم أدنى مستوى من أقرانهم “وقد تحدثت مع عدد منهم ووجدتهم حاقدين على الناس. ففي حال عدم احتضانهم سيدفعهم الصراع النفسي الذي يعيشونه، إلى الانتقام من المجتمع مستقبلا”.

**************

أگـول.. قناني الغاز ومعاناة ربات البيوت

غانم الجاسور

منذ اكتشاف فوائده واستخداماته المتعددة، اصبح الغاز السائل حاجة ضرورية لدى الناس. إذ لا يمكن الاستغناء عن هذه المادة سواء في الصناعات أم الاستعمال المنزلي.

ومن أبرز الأجهزة المنزلية التي يتطلب تشغيلها توفر الغاز السائل، هي طباخات الغاز، التي يتم ربطها مع قناني معبأة بهذه المادة.

وحرصت الشركات المعنية بصناعة الطباخات، على تصميم مقبس الغاز (المنظم) بشكل موحد، كي يكون قادرا على التعامل مع القناني المخصصة، والتي تكون فوهاتها مصممة بشكل موحد أيضا.

إلا أن الوضع في العراق بات مختلفا، فبعض قناني الغاز التي يوفرها الباعة المتجولون، مصممة بطريقة غريبة تجعلها غير متناسبة مع منظم الطباخ الاعتيادي، أو ان فوهتها عاطلة من الأساس، الأمر الذي يجعل ربات البيوت يعانين كثيرا وهن يحاولن تعشيق المنظم مع الفوهة، لينتهي بهن الأمر إلى ركن القنينة “الغريبة” وتجريب أخرى.

المشكلة أن باعة الغاز يرفضون تبديل هذه القناني، أو يوافقون لكن مقابل مبلغ من المال، وأحيانا يتعاملون بالحسنى ويقومون بتصليحها مجانا!

ومعلوم أن المسبب الرئيس لتعطل فوهات القناني، هو البائع نفسه. فالكثير من هؤلاء يتعامل مع القنينة بانفعال! كأن يرميها من المركبة على الأرض أو الرصيف وهي ممتلئة ليسلمها إلى الزبون، ما يعرض فوهتها للاعوجاج أو الانكسار.

ولا تتحدد نتائج رمي قنينة الغاز على الأرض بالأضرار التي قد تلحق بها، إنما تتعدى ذلك لتصل حد الخطورة. فالقنينة في هذه الحالة تكون معرضة للانفجار، في حال تسرب الغاز من فوهتها إثر اصطدامها بالأرض.  

ولتلافي هذه المشكلات، يتوجب على الجهات الحكومية المختصة، إلزام باعة الغاز باستخدام آلة رافعة في تنزيل القناني من مركباتهم، ليتم الأمر بشكل سلس بعيدا عن الأضرار والأخطار. كما يتطلب توجيه الباعة بالالتزام بشروط السلامة، وتجهيز مركباتهم بمطفآت حريق لتدارك الحوادث الطارئة.

****************

الموصل.. الحي الصناعي غارق في الوحل منذ 10 سنوات

الموصل – وكالات

عشر سنوات مضت وحال شارع الحي الصناعي في الجانب الايسر من مدينة الموصل، يسوء يوماً بعد آخر. فهو يغرق كل شتاء في الوحل من دون أن تمتد له يد البلدية أو تلتفت إليه الحكومة المحلية، بالرغم من انه يؤدي إلى قرابة 200 ورشة صناعية تقع في محيطه.

ابو ناظم، صاحب محل مطل على الشارع، يقول أنه وأقرانه من أصحاب المحال، لم يتلقوا من المسؤولين سوى الوعود "فمع كل شتاء يمر عليهم يتحول هذا الشارع الى مستنقع. اما البلدية فهي لا تصل إليه أبدا"، مؤكدا أن "كل محل او ورشة في الحي الصناعي، يدفع رسوم سنوية تبلغ 280 ألف دينار".

اما زياد، وهو عامل في ورشة لتصليح السيارات، فيقول ان "شوارع القرى في المناطق النائية افضل من هذا الشارع"، مشيرا إلى أن أصحاب المحال والورش بادروا إلى فرش الشارع بالحصى، بعد أن كان عبارة عن طريق طيني.

وأضاف في حديث صحفي قائلا، أنه "منذ تحرير مدينة الموصل من إرهاب داعش ونحن ننتظر تنفيذ وعود إعادة تأهيل شارع الحي الصناعي، لكن أي شيء من ذلك لم يتحقق".

فيما يشير عبد المنعم، الى ان "الشارع اصبح قبلة للمرشحين. فكل اسبوع يزورنا مرشح او اثنين، ليتحدثوا معنا عن حال الشارع ويعدونا بالتغيير. لكنهم يرحلون فيما نظل نحن على هذا الحال دون تغيير".

إلى ذلك، يقول مدير بلدية الموصل عبد الستار الحبو، في حديث صحفي، ان "الاولوية في حملة الإعمار الحالية، للاحياء السكنية، وبعد الانتهاء ستكون هناك خدمات تقدم للاحياء الصناعية".

**************

مواساة

 

  • ببالغ الاسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق سامي ابو ريا بوفاة خال أولاده احمد لطيف جاسم، إثر مرض عضال لم يمهله طويلا. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته واحبابه في بهرز وبعقوبة الصبر والسلوان.

كذلك تنعى اللجنة المحلية، الرفيق عباس مهدي الدايني، الذي توفي إثر مرض عضال ألم به.

وكان الفقيد مخلصا لحزبه لصيقا به. كما كان شخصية اجتماعية محبوبة.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه ومحبيه في خرنابات الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية ومعها لجنة شاكر محمود الأساسية، عائلة الشيخ سلام حميد راشد بوفاته. كما تعزي عمّيه الرفيق جميل وعزيز.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته جميل الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والاسى تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية، الرفيق هادي عبد علي، الذي فارق الحياة جراء اصابته بفيروس كورونا.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق جاسم الحسناوي (ابو محمد) الذي توفي اثر جلطة لم تمهله طويلا.

والفقيد عمل في صفوف الحزب منذ صباه وظل لصيقا بحزبه حتى ساعاته الأخيرة.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه ومحبيه خالص العزاء.

  • تعزي اللجنة المحلية للمثقفين في هيئة التربية والتعليم، الرفيق منهل العطار، بوفاة اخته رجاء العطار، فيما تضاعفت مصيبته بوفاة خالته كذلك. نقدم له مواساتنا، وللفقيدتين الذكر الطيب.
  • تنعى اساسية الشهيد جمال الحيدري في محلية الرصافة الاولى الرفيق المحامي طالب راشد شيعبث، وهو من الشيوعيين القدماء وقد تعرض الى السجن والاعتقال ابان النظم السياسية السابقة. وبقى الفقيد مخلصاً للحزب ورفاقه.الذكر الطيب للفقيد.. والتعازي الحارة لاهله ومحبيه.

 

**************

الصفحة السادسة

اتهامات بالخضوع المباشر لتوصيات صندوق النقد الدولي الحكومة تتجه لتعويم الدينار وتحذيرات من مضاعفة معدلات الفقر والبطالة

بغداد ـ علي شغاتي

حذر عدد من المختصين في الشأن الاقتصادي والمالي، من محاولات تعويم الدينار العراقي أمام العملات الأجنبية، مؤكدين أن هذا الإجراء سوف يتسبب في مضاعفة نسب الفقر بالبلاد، عبر اضطراب الأسواق المحلية، وإضعاف القدرة الشرائية لدى المواطنين، الذين يعتمد اغلبهم على الرواتب التي تدفعها الحكومة للموظفين والمتقاعدين وشبكات الحماية الاجتماعية، في ظل انعدام فرص العمل في باقي القطاعات.

موقف حكومي

وقال وزير المالية علي عبد الامير علاوي، في حديث صحفي، ان “العملة العراقية معوّمة الا ان البنك المركزي يتدخل بين الحين والاخر حتى يضعها ضمن شريط معين، مثلا زائد ناقص 5 بالمئة”.

واضاف، “افضل نوع من التعويم به مرونة بالتسعيرة، لكي لا يكون السعر مقدسا مثلما كان سابقا عندما تدخل في ذهنية الناس بدون تغيير، وبالتالي تتراكم المشاكل الاقتصادية وتنفجر”، مشيرا الى انه “يجب ان يكون هناك نوع من المرونة؛ ليست المرونة التي تفقد بها السيطرة عليها وانما المرونة التي تثبت السعر ووضع مجال 2 الى 3 بالمئة للطرفين”.

وبيّن علاوي، ان “البنك المركزي سياسته الحفاظ على هذا السعر، ويضع الثغرة ما بين سعر الرسمي والسوق بمستوى مقبول”، مبينا ان “استقرار سعر الصرف مهم الا في حالة وجود مؤشرات اقتصادية تدفعك نحو التغيير”.

ما هو التعويم

وحول هذا الموضوع، علّق الخبير في الشأن النقدي محمد فرحان، بالقول: ان “تعويم العملة هو احد أنظمة سعر الصرف، التي تقوم على تحرير سعر صرف العملة، من سلطة الدولة والبنك المركزي، وترك تحديد سعره الى سوق العملات”.

وأشار فرحان في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “هناك نوعين من تعويم العملة، الاول موجه، ويقصد به التعويم الذي تتحكم به الدولة عبر البنك المركزي بحسب الحاجة، على ان يكون التحديد اساسا بيد قوى السوق، والية العرض والطلب. اما النوع الثاني فهو التعويم الحر ويعني ان الدولة ومصارفها ممنوعة من التدخل في تحديد سعر الصرف”، مشيرا الى ان “اتفاقية صندوق النقد الدولي لعام ١٩٧٦ اقرت تعويم العملة المحلية، وهذا ما تحاول الحكومة الحالية تطبيقه بشكل تدريجي من خلال رفع يدها عن العملة المحلية”.

وأكد الخبير أن “تعويم العملة يؤثر على قيمة النقد المحلي، سواء بالانخفاض أو الارتفاع، الأمر الذي ينتج عنه عدم ثبات الأسعار، فضلاً عن تأثيرها الكبير على النمو الاقتصادي والتجارة الخارجية، والموازنة العامة للدولة”، مبينا انه في “حال تعويم الدينار العراقي فان سعره سوف يرتفع امام الدولار، ما يعني تدهورا كبيرا في القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعتمد اغلبهم على الرواتب التي يتقاضونها من الدولة”.

تحذيرات جدية

بدوره، اكد الخبير الاقتصادي قاسم دحام، ان تعويم الدينار العراقي امام العملات الأجنبية، لن يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي.

وقال دحام لـ”طريق الشعب”، ان “تجربة رفع سعر صرف الدينار امام الدولار الأمريكي خلال العام الحالي، اثبتت بالدليل القاطع فشلها، نتيجة لارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة والفقر، وتراجع فرص العمل حتى في القطاعات غير المنتظمة”، مبينا ان “الحكومة الحالية تعمل وفق رؤية اقتصادية غير واقعية، وهي خاضعة بشكل مباشر لتوصيات صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي”.

وبيّن الخبير، ان “الإقدام على تعويم الدينار العراقي ولو جزئيا، امام الدولار الامريكي سوف يعرض شرائح اجتماعية كبيرة للخطر”، مشيرا الى ان “رفع قيمة الدينار امام الدولار خلف آثارا اقتصادية لا يزال المواطن يدفع ثمنها”.

وتابع، أن “حجة الحكومة من اجل رفع سعر الصرف هو منع تهريب العملة الصعبة الى خارج البلاد، وهذه الحجة تم بطلانها من خلال مبيعات البنك المركزي من العملة الصعبة، والتي عادت للارتفاع مجددا لمستويات قياسية اعلى من السابق”.

*************

وقفة اقتصادية.. الامن الغذائي في خطر

ابراهيم المشهداني

تكمن اهمية الامن الغذائي في اية دولة ، في قدرتها على التحكم في توفير متطلبات المعيشة للسكان وادارة هذه العملية بطرق علمية قادرة على استيعاب الظروف المؤثرة  بشكل مباشر او غير مباشر على توفير مستلزمات الامن الغذائي بالتزامن مع قدرتها على توفير الطاقة بالظروف ذاتها حيث ان الامن الغذائي يمثل شرطا من شروط السيادة الوطنية  وهذا  يتوقف على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية الكاملة .فه كان ذلك ضمن حسابات الحكومات طيلة الفترة الماضية ؟

ان التوقف عند واقع الامن الغذائي والمشكلات التي يواجهها يسهل على المتابع ان يقرر مدى ارتباط موضوعة الامن الغذائي بالتغيرات التي حدثت  في الهيكل الاقتصادي والذي يجد تعبيره في الهجرة غير المخططة من الريف الى المدينة  التي تعكسه الاحياء العشوائية التي تحيط بالمدن والتي تفتقر الى ابسط مقومات العيش الامن والخدمات المتردية فضلا عن تردي محتويات البطاقة التموينية التي تآكلت سنة بعد اخرى بفعل تردي السياسات المتعثرة  وانتشار الفساد فان المبالغ المرصدة في الموازنات السنوية لهذه البطاقة لم توفر الحد الادنى من كم ونوع الغذاء المطلوب  .

وليست الهجرة العشوائية من الريف الى المدينة وحدها  التي تفتقر الى توافر العيش الامن هو التحدي الوحيد فان بدائية اساليب الانتاج في الاعمال الزراعية المنشرة حاليا  وتخلفها عما يطبق في دول الجوار وتحول واضح في المهنة من الزراعة الى مهن اخرى التي تدخل في التغذية الجيدة وتؤمن الغذاء الصحيح للمواطن وكل ذلك قد ادى الى ان اللحوم الحمراء والبيضاء وبيض المائدة والاسماك المنتجة محليا والمستوردة لا تستجيب لحاجة السوق بالإضافة الى ارتفاع اسعارها بسبب السياسات النقدية الاخيرة بتخفيض سعر صرف الدينار  التي فاقمت الاسعار وزادت من معدلات التضخم التراكمي لهذا فان التقديرات البحثية تشير الى ان ما يربو على اكثر من عشرة ملايين من السكان الذين يقعون تحت خط الفقر يعانون من سوء التغذية فقد ازدادت نسبتهم الى مجموع السكان اكثر من 31 في المائة  حسب تقديرات وزارة التخطيط  .

ولم تكن ظاهرة التصحر التي يتعرض لها العراق بعيدة في تأثيراتها على وضع الامن الغذائي في دائرة الخطر فهذه الظاهرة التي تحدثت عنها التقارير المحلية والخارجية والجفاف الذي تعرض له العراق ودول المنطقة في السنوات الاخيرة والمتوقع استمراره في المستقبل سوف اسهم ويسهم في في تقليص الخارطة الزراعية والحيوانية الى درجة لجوء العراق الى استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية من دول الجوار والتي اخرها قرارات وزارة الزراعة في السماح باستيراد خمسة انواع من المنتجات الزراعية بسبب انخفاض الانتاج المحلي منها وبالتأكيد فان هذه الازمة لم تحدث لولا الاجراءات غير الودية التي اقدمت عليها دول الجوار في تقليص التدفقات المائية في نهري دجلة والفرات  ضاربة عرض الحائط الاتفاقات التي ابرمت معها  ووعودها التي لم تكن سوى وسيلة لاستمرار تدفق بضائعها الى السوق العراقية . فهذه الظواهر المناخية وقلة المياه ادت الى الحاق الضرر ب7 ملايين عراقي والنزوح الاضطراري الى المدن بحثا عن فرص عمل  زد على ذلك ان التصحر طال 69 في المائة من الاراضي الزراعية والتي يتحول 10 في المائة منها الى احياء سكنية .

 ان الحكومة العراقية ولأجل تفادي المخاطر التي تهدد الامن الغذائي مطالبة بتوخي السرعة في اتخاذ السياسات الصحيحة في معالجة هذه الازمة المهددة بالتراكم من خلال  اتخاذا التدابر الضرورية في انتاج الحبوب من الحنطة والشعير والذرة والرز  والتخطيط المنسق لإنتاج هذه المواد وتوسيع الطاقات الخزنية لها بالإكثار من السايلوات  والاهتمام الكبير في بالتكامل الصناعي الزراعي وتنشيط الصناعات التي تعتمد على الانتاج الزراعي والحيواني  والعمل على تحسين الظروف المعيشية للعاملين في الصناعات الغذائية وتامين الاستقرار الوظيفي لهم عبر تشريع قانون الضمان الاجتماعي وعدم التماهل في تفعيل دور جهاز التقييس والسيطرة النوعية بأجراء الفحوصات المنتظمة على السلع الغذائية المستوردة والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك .

*************

شركات الهاتف تتلاعب بأسعار التعبئة وتثير غضب المواطنين

بغداد ـ طريق الشعب

وجّه مواطنون غاضبون، يوم أمس، انتقادات لاذعة للحكومة وهيئة الإعلام والاتصالات، بسبب قرار رفع الأسعار الذي بدأه وكلاء بيع بطاقات تعبئة الرصيد للأجهزة النقالة، منتقدين السكوت عن هذا التلاعب ومنع الشركات من ممارسته.

خطوة مفاجئة

ورصدت “طريق الشعب”، خلال استطلاعها أن اصحاب منافذ الجملة التي يتم من خلالها بيع بطاقات تعبئة أرصدة الموبايل، قد قاموا برفع الاسعار لشركة “زين العراق واثير”.

وبقرار سريع أصبحت البطاقة من فئة خمسة آلاف دينار تباع بسعر الجملة بـ6250 ديناراً بعد ان كان يباع بسعر 6 الاف دينار، ليباع بسعر 6750 دينارا من قبل محال التجزئة. في حين اصبح سعر جملة البطاقة فئة 10 الاف دينار بـ12 ألفاً و250 ديناراً بعد أن كان بسعر 12 الف دينار، ليباع من قبل محال التجزئة ما بين 12 ألفاً و750 ديناراً و13 الف دينار.

وبحسب احد محال الجملة، فإن “شركات الهاتف النقال قامت قبل ايام برفع الاسعار الخاصة ببطاقات تعبئة الرصيد، ونحن ليست لنا اية علاقة برفع الاسعار”. فيما عبر عدد من المواطنين عن غضبهم من لهذا الارتفاع، معتبرين ان شركات الهاتف النقال في العراق “تسرق الملايين من الدولارات يوميا بدون اي حساب من قبل الجهات الرقابية والمسؤولة عليها”.

ووفقا للآراء التي رصدتها “طريق الشعب”، عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن شركات الهاتف النقال ترفع في كل مرة اسعار البطاقات الخاصة بتعبئة الرصيد بدون اية محاسبة من قبل هيئة الاتصالات المسؤولة عنها بالرغم من رداءة شبكتها وخدماتها، وارتفاع كلفة المكالمات الخاصة بها. وطالبت الحكومة بالوقوف ضد هذه الممارسات التي تقوم بها الشركات واستبدالها بشركات رصينة قادرة على تقديم خدمة افضل وبأسعار تنافسية وبالشكل الذي لا يرهق المواطن.

وقال ناشطون إن “شركات الهاتف النقال ترفع أسعار البطاقات الخاصة بتعبئة الرصيد دون أن تتم محاسبتها من قبل هيئة الاتصالات المسؤولة عنها”.

وفي عملية حسابية بسيطة في حال قامت احدى الشركات ببيع مليون كارت يوميا مع رفع اسعار البطاقة لـ250 دينارا، فيعني ذلك انها رفعت ارباحها 250 مليون دينار يوميا، وستكون هذه الارباح شهريا 7 مليارات و500 مليون دينار.

خدمات سيئة وباهظة

من جهتها، قالت عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، ندى شاكر جودت، ان “شركات الهاتف النقال العاملة في العراق تفرض اسعاراً عالية وخدماتها غير جيدة، اضافة إلى ان عليها ديونا متراكمة لم تسددها للدولة في وقت نعاني من أزمة مالية”.

واضافت في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، ان “خلف هذه الشركات سياسيين واحزاباً لذلك لا يمكن ان يحاسبها احد بهذا الجانب، وان الحكومة اضعف من ان تتخذ قرارا بهذا الجانب”، مبينة ان “البرلمان سبق ان طالب الحكومة بعدم التمديد لهذه الشركات، وفتح باب المناقصة لشركات رصينة وجيدة”.

وحذرت أوساط عديدة في وقت سابق من وجود احتمال لرفع اسعار كارتات تعبئة الرصيد بسبب ما تضمنته مسودة قانون الموازنة من فرض للضريبة بنسبة 20 في المائة على شركات الهاتف النقال. كما جرى التأكيد على أنه وفي حال فرض ضريبة على هذه الشركات فينبغي ان تتضمن الموازنة بندا يمنع الشركات من تحميل المواطن اعباء هذه الضريبة من خلال رفع اسعار بيع كارتات التعبئة، لا أن يترك الأمر عبثا.

خلل اقتصادي

وفي السياق، عدّ الاقتصادي سلام حمزة، تحميل المواطن تكلفة ضريبة بطاقات شحن خطوط الدفع المسبق للهاتف النقال “أمرا غير عادل، ويمثل ضغطا على الطبقات الأقل دخلا”.

وقال حمزة لـ”طريق الشعب”، إن “قرارات فرض الضرائب على هذه الشركات لم تستهدفها. كما جرى تحميلها بشكل كامل على المواطن الذي لم تمنحه شركات الهاتف النقال حقوقه في خدمة جيدة وبأسعار مقبولة، بل جرى التجاوز عليه طيلة السنوات الماضية، فيما لم تسدد تلك الشركات الضرائب المستحقة عليها وأقساط قيمة العقد المبرم مع الدولة”.

وشدد الاقتصادي على ضرورة “ظهور جمعيات لحماية مستهلكي الهواتف النقالة للدفاع عن حقوقهم، مع ضرورة تحميل الشركات قيمة ضريبة المبيعات وليس المواطن”.

*************

الصفحة السابعة

بعد كل تدخل عسكري أمريكا تنتج دولا فاسدة وأنظمة حكم مفككة

متابعة ـ طريق الشعب

ما أن تهم الادارة الامريكية بالتدخل في شؤون دولة ما في الشرق الاوسط او في مكان اخر (بحجة تأسيس دولة جديدة) حتى تجد ان الفساد هو المبدأ الاساسي الذي يلازم عمل الحكومة، التي تدير هذه الدولة، بإشراف الامريكان. حتى أمسى تخلي الجنود عن زيهم الحكومي وهروبهم مشهداً مألوفاً في الحكومات التي تدعمها أمريكا. على الورق، كان لدى الجيش الافغاني مئات الآلاف من المقاتلين المجهزين تجهيزا جيدا، لكن كان على قادتها القلائل المخلصين شراء الذخيرة من ضباط الإمداد الملتويين والدفع نقدا مقابل دعم المدفعية، وقاتلت القوات الخاصة بشكل جيد، لكن القوات النظامية كانت في الغالب تحت قيادة أقارب السياسيين غير الأكفاء.

وفيما كان الجنود الافغان لا يتقاضون رواتبهم، كان المسؤولون يسرقون الميزانيات العسكرية، وظل المواطنون مخلصين لعائلاتهم وعشائرهم، وليس لحكومة فاسدة، كان من المرجح أن تتخلى عنهم بقدر ما ستساعدهم، إن كان هذا يشبه أي شيء عاصرناه في الأيام أو السنوات القليلة الماضية، فإنه في حقيقة الأمر يشبه ما حدث بالضبط في فيتنام قبل نحو 50 عاما.

العلة الأبدية

وتشابهت التجربة بين فيتنام وأفغانستان في مبدأ واحد، وهو أن الحكومتين سقطتا بسبب فساد الحكومة التي انتجها الاحتلال الامريكي، مع مراعاة أن من أسقط الحكومة في فيتنام كانوا ثواراً حقيقيين، ولكن الفشل في بناء دولة “مرض قديم” تتعرض له كل مشاريع بناء الدول برعاية أمريكية (يمكن أيضا اعتبار العراق وكوسوفو والبوسنة وهايتي أمثلة جيدة).

واعتبر علماء السياسة يوما أن الفساد “قضية ثانوية”، لكن الكثيرين يرون الآن أنه مهم لفهم ليس فقط سبب فشل وكلاء الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كيف تعمل الدول بشكل عام.

ويُعرف الفساد عادة بأنه إساءة استخدام الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب شخصية، وأبسط أشكاله هو الرشوة، المنتشرة في كل مكان في أفغانستان.

يقول أحمد شاه كاتوازاي، الدبلوماسي الأفغاني السابق: “من شهادة ميلادك إلى شهادة الوفاة وأي شيء يأتي بينهما، عليك بطريقة ما دفع رشوة”. (تم طرده من الخدمة بعد كتابة مقال رأي يدين الفساد الحكومي).

ويطالب مسؤولو الجمارك والشرطة والموظفون بشكل روتيني بالحصول على بقشيش، ومع تقدم حركة طالبان في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت التكلفة المطلوبة للحصول على جواز سفر إلى آلاف الدولارات.

لكن الرشوة الصغيرة هي أقل أنواع الفساد تهديدا، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الحصول على موافقة الحكومة على الاستثمارات الكبيرة يتطلب إعطاء الوزراء أو أمراء الحرب جزءا من الكعكة، والأسوأ من ذلك، أن الوظيفة الحكومية التي تحصل على رشاوى هي بحد ذاتها سلعة ثمينة. وهذا ما يحصل بالضبط في العراق.

واكتشفت سارة تشايس، الخبيرة في الفساد، أثناء إدارتها لمنظمة غير حكومية في أفغانستان من عام 2002 إلى عام 2009، أن المسؤولين المحليين غالبا ما يشترون مناصبهم، ويجب عليهم بعد ذلك ابتزاز الناس للحصول على الرشاوى، التي يرسلون حصة منها لرؤسائهم.

يقول كاتاوازاي إن الأمر قد يكلف 100 ألف دولار ليصبح قائد شرطة المنطقة.

مثل هذا الفساد يخلق شبكات المحسوبية التي تهدد سلامة الدولة. الهدف الرئيسي للمسؤولين ليس تنفيذ مهمة وكالتهم، ولكن الحصول على الأموال لتوزيعها على عائلاتهم وأصدقائهم. حتى قبل الغزو الأمريكي، كانت أفغانستان تُدار “جزئيا” بواسطة شبكات المحسوبية بقيادة أمراء الحرب.

خطة إطعام الذئب

بدلاً من تفكيك هذه الشبكات، عززتها أمريكا من خلال دفع أموال لأمراء الحرب للحفاظ على السلام، وفقا لتقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، وهي سلطة رقابية أمريكية، وسرعان ما ازداد غضب الأفغان من فساد الحكومة وأصبحوا أكثر ترحيبا بطالبان.

واستشهدت دراسة أجرتها منظمة الشفافية الدولية في عام 2015 بأحد صانعي السياسة، يقول: “الرجال في الجزء السفلي يرسلون الأموال إلى أعلى النظام والرجال في الأعلى يرسلون الحماية إلى أسفل، وهي الطريقة التي تعمل بها المافيا”.

لم تكن أمريكا قد أولت الفساد اهتماما جادا حتى عام 2009، حيث أصبحت تشايس مستشارة لستانلي ماكريستال، وهو جنرال إصلاحي ترأس بعد ذلك “إيساف”، تحالف القوات التي يقودها الـ”ناتو” في البلاد.

تم إنشاء وحدة تحقيق تابعة لـ”إيساف” تعرف باسم “الشفافيات” تحت إشراف إتش آر ماكماستر، الذي عمل لاحقا كمستشار للأمن القومي لأمريكا. وقد أحرزت تقدما في وقف الغش في المشتريات.

لكن تحت قيادة القادة اللاحقين، تم تقليص عدد الفريق، وبحلول وقت هجوم حركة طالبان الأخير، أصبحت الدولة فاسدة لدرجة أن معظم حكامها عقدوا صفقات مع المتشددين لتغيير مواقفهم، وكان الجيش الأفغاني في وضع سيئ للقتال حيث تضخمت أعداده بسبب “الجنود الأشباح” - المُغتربين المدرجين في كشوف المرتبات حتى يتمكن القادة من سرقة رواتبهم.

 **********************************************

صراع وتلويح بإقالته.. غليان في حركة النهضة يهدد زعامة الغنوشي

تونس ـ وكالات

لم يعد أمام راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية الكثير من الخيارات في مواجهة ‏الضغط الحاد عليه من جانب قيادات التنظيم سواء في داخل تونس أو داخل التنظيم ‏الدولي للتقدم باستقالته في أقرب وقت ممكن‎.‎

ويحمّل قطاع كبير من قيادات النهضة،‎ ‎الغنوشي‎ ‎المسؤولية كاملة عن الفشل السياسي ‏الذي لحق بالحركة على مدار السنوات الماضية، ووصل بها إلى حالة غير مسبوقة من ‏الرفض الشعبي والغضب، ما دفع بالرئيس قيس سعيّد للإعلان عن إجراءات في 25 ‏تموز الماضي، تشمل تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضاءه، وإعفاء عدد من ‏المسؤولين من مناصبهم‎.‎

دكتاتور في الحركة

ومراراً أكدت قيادات النهضة أن سياسة الغنوشي التي اتسمت بقدر كبير من الديكتاتورية ‏والتفرد باتخاذ القرار، تسببت في تصعيد حالة الاستقطاب السياسي إلى حد غير مسبوق ‏في البلاد، مطالبين الغنوشي بالاستقالة للحفاظ على ما تبقى من هيكل الحركة، والإعلان ‏عن عقد المؤتمر العام في أقرب وقت، لاختيار قيادات جديدة في مقدمتها زعيما من جيل ‏الشباب، قادر على فتح خطوط للتواصل مع الشارع التونسي والقوى السياسية وكذلك ‏مؤسسات الدولة‎.‎

وتقول مصادر تونسية مطلعة لموقع «سكاي نيوز عربية» إن إقالة الغنوشي، مسألة وقت ‏ليس أكثر من ذلك، مؤكدين أن تحركات بدأت داخل الحركة لعزله منذ الأسبوع الماضي، ‏وتسعى القيادات لجمع توقيعات من أكبر عدد من الأعضاء لإجبار الغنوشي على التخلي ‏عن منصبه والإعلان عن عقد المؤتمر العام للحركة خلال أسبوعين على الأكثر‎.‎

وتشير المصادر إلى رغبة عدد من القيادات الإعلان عن إقالة الغنوشي منذ أيام، ولكن ‏تم التراجع عن الأخر بعد تدخل قيادات بارزة من التنظيم الدولي للإخوان طالبوا بمهلة ‏لإقناع الغنوشي بالأمر، حفاظاً على مكانته داخل التنظيم، لكنهم اتفقوا جميعا على أهمية ‏تخليه عن منصبه في الوقت الحالي حفاظاً على ما تبقى من هيكل التنظيم، وتفادياً ‏لتكرار سيناريو التنظيم في‎ ‎مصر‎.‎

جيل جديد

ويرى المراقبون أن حدة الخلافات والانقسامات داخل حركة النهضة، قد تدفع الغنوشي ‏لتقديم استقالته، وإفساح المجال أمام جيل جديد لقيادة الحركة‎.‎

ويفسر المراقبون الصراعات بين الحركة بأنها «جيلية»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن ‏الأزمة الكبرى التي تواجهها النهضة هى الرفض الشعبي الذي تجلى في رفض دعوة ‏الغنوشي للتظاهر يوم 26 تموز الماضي، وظل لساعات واقفاً أمام البرلمان المغلق في ‏وجهه مع عشرات فقط من أنصاره، وهو ما يجعل مسألة تجديد الدماء داخل الحركة باتت ‏أمراً لا محالة‎.‎

والأسبوع الماضي، أشعل الغنوشي الصراع الداخلي، بقرار إعفاء كل أعضاء المكتب ‏التنفيذي وإعادة تشكيله بما يستجيب لمقتضيات المرحلة ويحقق النجاعة المطلوبة، حسب ‏بلاغ اصدرته النهضة، كما قرر تجميد عضوية عماد الحمامي وإحالته للتحقيق‎.‎

وهو ما اعتبره مراقبون، قرارا استباقيا لردع قيادات الحركة الغاضبون عن محاولات إبعاد ‏الغنوشي عن المشهد السياسي‎.‎

الأحداث جددت الخلافات

ويقول المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن الصراع الذي تشهده حركة النهضة في ‏الوقت الحالي ليس جديداً، لكنه خرج إلى العلن بالتزامن مع التطورات السياسية التي ‏تشهدها البلاد وهزيمة النهضة، وتراجع شعبيتها في الشارع التونسي‎.‎

وفي تصريح لموقع «سكاي نيوز عربية» يؤكد جليدي أن الأحداث قد جددت الخلاف القائم ‏بالفعل منذ عدة شهور بين إخوان الداخل والخارج، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم الدولي ‏يدعمون الغنوشي لأنه واحد من الحوافز المالية للتنظيم، ولكن عناصر حركة النهضة ‏يرفضون تماما استمراره في رئاستها‎.‎

ويوضح الجليدي أن تخلي الغنوشي عن رئاسة الحركة لن يكون أمراً سهلاً، لعدة أسباب ‏أهمها أنه يملك التمويلات ويسيطر عليها بشكل شبه كامل، ثم أنه يتعامل بديكتاتورية ‏شديدة ويستند إلى قوى خارجية تدعمه لتنفيذ أجندتها في الداخل التونسي‎.‎

ويرجح الجليدي أن تنقسم النهضة إلى حزبين، بنفس المرجعية الإسلامية، بحيث يبقى ‏الغنوشي رئيساً لأحدهما، ويتم تشكيل الآخر من قيادات الحركة الذين أعلنوا استقالتهم ‏خلال الفترة الماضية، وستكون محاولة لاحتواء الشارع التونسي وكسب أرضية سياسية ‏جديدة‎.‎

وأوضح الجليدي أن قيادات الداخل قد عبروا عن غضبهم تجاه الغنوشي، عندما طالبه ‏أكثر من 100 قيادي منهم برلمانيون لتقديم استقالته قبل 4 أشهر، فيما عرف باسم بيان ‏المائة، ثم تبرأ لطفي زيتون وهو أحد أبرز القيادات داخل الحركة، من نشاطها وكان ‏الغنوشي أعلن عن ذلك‎.‎

 ******************************************

في سياق مواجهة الرئيس الفاشي الحزب الشيوعي في البرازيل يعمل من أجل تغيير جذري

رشيد غويلب

نشرت جريدة “اليونغة فيلت” اليسارية الصادرة في العاصمة الألمانية برلين حوارا مع القيادية في الحزب الشيوعي في البرازيل مانويلا دافيلا تناولت فيه رؤية حزبها للتطورات الجارية في البلاد. وقبل تقديم عرض لأهم ما ورد في الحوار نقدم تعريفا موجزا بالمتحدثة.

مانويلا دافيلا

واحدة من أشهر الوجوه القيادية في الحزب الشيوعي في البرازيل، ولدت في عام 1981، وبدأت مسيرتها السياسية مبكرا في صفوف “الشبيبة الاشتراكية” القريبة من الحزب، مثلت الحزب لعدة سنوات في البرلمان الوطني البرازيلي، وكانت مرشحة الحزب لانتخابات الرئاسة عام 2018، وبعد حرمان الرئيس الأسبق “لولا” من خوض السباق الرئاسي خاضت الانتخابات كنائبة للرئيس في إطار تحالف حزب العمل والحزب الشيوعي في البرازيل، وقوى يسارية أخرى، والتي رشحت فرناندو حداد من حزب العمل لمنصب الرئيس. وفي تشرين الثاني 2020 خسرت انتخابات رئاسة بلدية مدينتها بفارق ضئيل أمام مرشح اليمين، حاصلة على 45 في المائة من أصوات الناخبين، وبالإضافة إلى دورها السياسي فهي باحثة وصحفية معروفة في البلاد.

الحاجة إلى برنامج أكثر جذرية

يستمر الاستقطاب السياسي والاجتماعي في البرازيل في التصاعد. وأصبح الرئيس جايير بولسونارو وقاعدته الانتخابية أكثر عدوانية. ويجري الاستقطاب على مستويين، الأول على صعيد المؤسسات، بين القوى التي تدافع عن الحقوق الديمقراطية ونزاهة هذه المؤسسات، والقوى التي تريد دولة استبدادية وتتبع أوامر بولسونارو. والثاني هو الحركة الجماهيرية المتنامية في الشوارع.

ومن غير الواضح حاليًا أي من المعسكرين يمكنه حشد المزيد من المؤيدين. إن العديد من معارضي بولسونارو خائفون من وباء كورونا، ولكن أيضًا من التهديد بالعنف. لذا يجب الاستعداد لمواجهة ممارسات حكومية تقوم بترجمة خطابات بولسونارو إلى أفعال، مثل، تهديده لمؤسسات القضاء كالمحكمة العليا. وبموازاة ذلك يواصل أنصار الرئيس تضييق الفسحة الديمقراطية. وفي هذا السياق يأتي نص نداء الدعوة إلى تظاهرة في يوم الاستقلال في السابع من أيلول الجاري، والتهديد المستمر بانقلاب عسكري وتصريحات ممثلي الشرطة العسكرية المعادية للديمقراطية. وفي ساو باولو، يريد بولسونارو الظهور شخصيًا في يوم الاستقلال وتوجيه “تحذير نهائي” للمؤسسات الديمقراطية التي لا يسيطر عليها. ومن المحتمل ان ينتقل العرض التقليدي المعروف بـ “صرخة المنبوذين”، والذي يشير بشكل واضح إلى خمسة قرون من الاستعمار، إلى مكان آخر.

ان دفاع الحزب الشيوعي في البرازيل عن مؤسسات الديمقراطية البرجوازية ودورها كوسيط في المجتمع هو جزء من النضال من أجل الديمقراطية، حتى لو كانت تعاني من الضعف والعديد من العيوب، لكنها تضمن استمرار نظام سياسي مناهض للاستبداد. ومن الواضح أنه في النضال ضد حكومة جايير بولسونارو الاستبدادية، يحتاج إلى برنامج أكثر جذرية لتحقيق للتحولات الأساسية

إن قراءة لتوازن القوى الاجتماعية في البرازيل تبين أن الحركات الاجتماعية التي تقاوم بشدة بولسونارو ومنظومته الفكرية والسياسية هي اليوم، على سبيل المثال، لا الحصر، الحركة النسوية جنبًا إلى جنب مع الحركة المناهضة للعنصرية للبرازيليين السود.  واستنادا إلى نتائج الانتخابات: إذا كان الأمر متروكًا للنساء والبرازيليين من أصل أفريقي، فلن يكون بولسونارو رئيسًا. ومن ناحية أخرى، يعني هذا أيضًا أن النضال من أجل برازيل العدالة الاجتماعية يجب أن يقترن بالنضال من أجل المساواة بين الجنسين ومكافحة العنصرية. وهنا تكمن القوة التي يستطيع اليسار بواسطتها هزيمة البولسونارية.

ليس هناك فرصة لنجاح محاولات عزل بولسونارو قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في تشرين الأول 2022، لان الغالبية العظمى من البرلمانيين في مجلس النواب بعيدون بشكل لا يصدق عن واقع حياة الناس الذين يتظاهرون هذه الأيام ضد بولسونارو. ولم تشكل حتى لجنة تحقيق برلمانية في سياسته لمواجهة وباء كورونا. في حين ان مجلس الشيوخ فعل ذلك. وهذا يبين حجم الهزيمة التي عانى منها اليسار في انتخابات 2018. ويؤكد ضرورة إعادة تجميع قواه في الانتخابات المقبلة.

الحزب الشيوعي في البرازيل

تأسس الحزب الشيوعي في البرازيل في آذار 1922، ويعتبر نفسه أقدم حزب سياسي في البلاد، ويتقدم بفارق كبير التنظيمات الماركسية الأخرى. ويربط الحزب ربطا وثيقا بين نضاله لبناء الاشتراكية ونضاله من أجل المصالح الوطنية للشعب البرازيلي.

وقد أجبر الحزب على خوض العمل السري طوال 60 سنة من عمره، وانتقل لأول مرة إلى العمل العلني في أيار 1985 بعد القضاء على الدكتاتورية العسكرية. وبعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي انشق عنه في عام 1960 /1961 “الحزب الشيوعي البرازيلي”، وهو حزب صغير يعتمد المعارضة الشديدة على طول الخط، وغير ممثل في البرلمان

ومنذ 2002 دعم الحزب الشيوعي في البرازيل ترشيح “لولا “ وبعده روسيف لرئاسة الجمهورية، وشارك في الحكومة في إطار التحالف اليساري الذي قاده حزب العمل. وشغل ممثلو الحزب وزارات مهمة في الحكومتين. والحزب ممثل في جناحي السلطة التشريعية: البرلمان ومجلس الشيوخ. وله العديد من المقاعد في البرلمانات المحلية، ويقود بعض البلديات.

 ***********************************************

الصفحة الثامنة 

كاظم حبيب يلزمنا صوتك

جمال العتّابي

فجأة، أسعفني الأخ كاظم حبيب برسالة لا تتجاوز بضعة أسطر، من حرج شديد كدت الوقوع فيه، ومن تردد انتابني وأنا أراجع نفسي في كيفية المشاركة باحتفالية (ماسية) تقيمها وزارة الثقافة لإقليم كردستان، منتصف حزيران من عام 2010 للدكتور كاظم لمناسبة بلوغه الخامسة والسبعين.

لقد أيقظت فيَ الرسالة تلك بمدلولها وإيجازها، مئات الذكريات عن حقبة زمنية عشناها معا، لقد عادت بي إلى سنوات السبعينات، عندما كنا تحت سقف لبيت واحد نتشاطر فيه العيش والأحلام. لقد قدم لي كاظم حبيب اختصاراً لكل ذلك الزمن، ووفر لي جهداً وعناءً في البحث عن موضوع... هو محوره، وبطله، إذ كنا ننظر بانبهار ودهشة لتلك الفتوة والحيوية لشخصية تتدفق شباباً وعطاءً، لاتكلّ في التنقل بين المجلس الزراعي الأعلى، وأروقة (طريق الشعب)، و (الثقافة الجديدة)، والمهام الحزبية، وإلقاء المحاضرات على طلبة الجامعة المستنصرية. لتقدم نموذجاً متميزاً وفريداً، في العمل والمثابرة، والصبر، ونكران الذات، والتواضع، وأكبر من ذلك، نشر المحبة للناس والوطن، كنا مجموعة من الشباب، بدأنا خطواتنا الأولى في عالم الصحافة الفسيح. واغتنت تجاربنا المتواضعة بما تعلمناه من أولئك (المعلمين) الكبار. إذ كانوا فرسان التجربة التي أضحت علامة متميزة في العمل الصحفي والثقافي. على الرغم من قصرها ووأدها من قبل القوى السوداء. فذهب صناعها الماهرون، لكن إلى أين؟..إلى الغربة، والموت، والزنزانات. والاختباء...!!لم تكن رسالة حبيب البليغة تحمل شيئا من الأسرار، لأننا اعتدنا الكتابة أحدنا للآخر، بين الحين والحين، برسائل تقتصر على السلام والسؤال عن الصحة والاطمئنان عليها. نستعيد الماضي بتفاؤل أو بدونه، ونتحدث عن الحاضر والمستقبل بترقب وحذر..! إنها رسالة كالدرس.. فصيحة وواضحة وشجاعة، شحذت ذاكرتي لأستعيد تفاصيل جلسة على طاولة غداء في أحد مطاعم أربيل ضمت الصديقين الدكتور كمال مظهر، والدكتور تيسير الألوسي، كنت قبالة الدكتور كاظم، حين سألني بنبرة خجولة عن حال أحد الأصدقاء، وأثناءها مدّ يده بحذر شديد إلى جيبه وبحرصٍ متناهٍ بأن لا يراه أحد من الحضور، وأودع لدي مبلغاً من المال ملتمساً إيصاله إلى هذا الصديق. لم أخف فضولي في السؤال عن معنى ذلك، فأجاب بكل تواضع: ان لديه شعوراً بالتقصير إزاء بعض الشخصيات التي ظلت وفية لمبادئها وحريصة على مواقفها الوطنية. فهذا الإنسان كما يرى، نموذجا من هؤلاء، يستحق الرعاية والإهتمام، مثلما يدعو للاعتزاز كمثال للإنسان العراقي المكافح والثابت الذي لم يغادر انتماءه في أقسى الظروف وأعتى المحن. ربما لا يشكل هذا الموقف مأثرة كبرى تسجل لصالح الدكتور كاظم من وجهة نظره. ومن المؤكد إنني أجهل مواقف أخرى له مع آخرين تحمل نفس المعنى، لكنني لا أجهل حتماً مقدار النبل والوفاء الذي يحمله حبيب، وبلا حدود. ليس لهذا الصديق لوحده فحسب، بل لكل العراقيين من أمثالهَ. أنا متأكد ان شعوراً غمر الدكتور كاظم بالسعادة. وامتلأت نفسه بالرضا والارتياح. تعادل كل ما قرأه من نظريات وعلوم وتاريخ، واقتصاد، وفلسفة. هي ذي اللحظة التي تترجم كل المعارف إلى فعل إنساني حقيقي أصيل، والى ناتج اجتماعي وأخلاقي بعيداً عن الزيف وكذب الشعارات. !!على وفق هذه المنظومة الأخلاقية التي تشكل عقله، فكراً وسلوكاَ، وتنظّم علاقاته بالعالم. وتحدد فهمه ورؤاه للإنسان، حتى في أسوا حالاته. انه يجد نفسه مضطراً للالتماس من أحد أصدقائه للتدخل في معالجة إشكالية تعيد لأهله حقوقهم التي أغتصبها النظام السابق وأزلامه. وهو يترقب وينتظر، شفيعه بذلك، النوايا الطيبة. والزاد والملح، قاعات الدرس المشتركة، الحيطان المتلاصقة في أحياء مدينته، رائحة البخور المنبعثة من مراقد الأئمة عليهم السلام، طقوس العزاء. المواكب. التي تطالب بالحرية... و... و... كل ذلك الإرث الطيب والجميل كفيل أن يحقق أحلام تلك الشريحة المظلومة والمعذورة من أهله.. وهي أحلام لا تتعدى، سوى العودة إلى بيوتهم التي شيدوها في سنوات الحرمان والكد والأحزان..كان نصيبي من هذا السعي إنني أشرت إليه بمناشدة بعض أصدقائه، وهم كثر، يشغلون مواقع مهمة في مفاصل الحكومة. فاكتفى برد موجز، انه لا يحتاج كل ذلك. قرأت في الرد شعوراً بالمرارة والخيبة..

  كاظم حبيب أحد رموزنا الوطنية والثقافية، أثرى الساح الثقافي بعدد كثير من الأبحاث والدراسات، وأغنى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات في مجال تخصصه، والقضايا الوطنية، وله سجل نضالي مشرّف في الدفاع عن قضايا شعبه، وهو رمز سعى إلى التجديد، في الفكر والمعرفة، وحاول ان يكون صوتاً يحمل خصوصية تفكيره ومنهجه، وراهن على الحداثة والتغيير، سلوكاً وممارسة، وصاغ من قسوة الظروف الاقتصادية والسياسية، آلية الدفاع عنها.

يلزمنا صوتك، يا كاظم (الحبيب)، وروحك الشابّة، تذوقت العذاب والألم، وعشت سنوات صعبة، عرفت القهر، لكن ذلك لم يثنيك عن العمل المثابر الدؤوب، فرحلت مطمئناً، فسلاماً لك ايها الصديق.

*******

المناضل الكبير كاظم حبيب.. وداعاً!

مهند البراك

فقدت البلاد بوفاة البروفيسور كاظم حبيب أحد قاماتها النضالية والشيوعية والسياسية، والحديث عن شخصه الكريم طويل ومتنوع، متمنياً ان يكون حديثي عنه منصفاً..

كان اسمه يتداول بكثرة وببهجة بين أوساط الطلبة منذ اواخر الستينات، وخاصة بين طلبة الجامعة المستنصرية المسائية التي كان يدرّس فيها، حيث لم يكن هناك قسم صباحي بعد.. وكانوا إضافة إلى اتخاذه كمرجع هام في العلوم الاقتصادية، اتخذه كثير من الطلبة والشباب قدوة في النشاط الاجتماعي ثم الديمقراطي والجماهيري.. سواء بالجديد الفكري الذي كان يطرحه، أو بتدريسه للمواد الجافة بأسلوبه الشيّق، وبالتالي بمظهره الأنيق.. 

إضافة إلى تأثير مقالاته الصادرة في “ الثقافة الجديدة”، المجلة الفكرية والثقافية الدورية الصادرة عن الحزب الشيوعي العراقي والمستمرة بالصدور إلى يومنا هذا..  المقالات التي اتسمت بالروح الجديدة والعملية وجمعت الاقتصاد بالسياسة بالمجتمع إضافة إلى تحديدها الآفاق الممكنة والمتوقعة، وعكست اسلوباً منهجياً في التناول، إضافة إلى خلاصات كانت تنير الكثير من المجاهيل..

وكان اسمه يتداول بين اوساط الكوادر الطلابية اليسارية، باعتباره أحد المشرفين على منظمات اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، وعلى عدة خطوط طلابية للحزب الشيوعي العراقي، في تلك السنوات.. تاركاً تأثيراً محاكياً لتأثير شخصية الأستاذ الجامعي الديمقراطي اليساري في فلم زد (Z) (1)، الذي دار الفلم حول نضاله.  

التقيت بالدكتور حبيب أواخر عام 1971، عند حضوري للمرة الأولى اجتماع لجنة توجيه النشاط الديمقراطي المركزية (لتندم) كعضو فيها عن الطلبة، التي كانت بإشراف المكتب السياسي، وكان مكتبها آنذاك يتكون من د. كاظم حبيب وماجد عبد الرضا، والمناضلة بشرى برتو، د. عبد العزيز وطبان، ابراهيم اليتيم.. إضافة إلى ضيوف من هيئات مركزية متنوعة وفق النشاطات وطبيعة الظروف.

حيث كانت اللجنة تدير العمل الجماهيري في مجالات الطلاب والشباب والنساء، المعلمين، العاملين والنشطاء الديمقراطيين في النقابات المهنية ومجلس السلم، المعلمين الديمقراطيين، وتميزت اللجنة بحيوية وشمولية اجتماعاتها، وكان ذكر عضوها الشهيد احمد الخضري يتردد في كل تناول لنشاطات المعلمين الديمقراطيين، الذي اغتيل في آذار 1970.

وبعكس ما أظهره لي حينها مظهر “ ابو سامر “(2) الأنيق، وتركني أحسبه للوهلة الأولى من (الأفندية أو مناضلي الصالونات) وفق الوعي وتقييمات وتعابير ثوريينا في تلك المرحلة، خاصة وانه متزوج من أوروبية المانية..  إلاّ انه كان وما يزال مناضلاً ميدانياً، يحاول سبر الحقيقة في مسار الأحداث الواقعية، ساعياً للمبادرة في تكوين رأيه، وللمبادر حقوق أعلى من غيره إذا ما ارتكب بعض الهفوات او الأخطاء، قياساً بالمتلقيّ وبالمُنتظِرْ..  

وبعد أن ازدادت النشاطات الجماهيرية وتوسعت وتنوعت..  تفرقنا كل في مجال.  حتى سمعنا بخبر اعتقاله وتضييع اخباره من قبل اجهزة الدكتاتورية إثر التقرير الاقتصادي وخلاصاته الذي أدان سياسة الدكتاتورية وزيفها الذي كان مسؤولاً عن إعداده، والذي نشر ضمن تقرير اجتماع ل. م للحزب الشيوعي في ربيع 1978 في ظروف تهيؤ ومباشرة الدكتاتورية بأشرس هجمة على الحزب الشيوعي وكل القوى اليسارية والديمقراطية والفاعلة في المجتمع، في وقت لم يكن زيفها وحقيقتها واضحين بعد لكثيرين في تلك الظروف.  

لتمر الأحداث وتتوالى السنوات سريعاً، ونلتقي في ظروف البيشمركة الأنصار في كوردستان، في النضال من أجل اسقاط الدكتاتورية، حيث جمعتنا مناقشات متنوعة في مواقع متعددة.. من مدرسة الكادر المركزية في بشت آشان (3) التي كان مسؤولها آنذاك، حيث القيتُ فيها محاضرات عن كيفية اسعاف وانقاذ الجرحى ـ تلبية لدعوته لي حينما كنت ماراً بها، في طريقي للنزول بمفرزة إلى منطقة سهل اربيل عام 1982 ـ.. إلى الاجتماعات الموسعة، ثم إلى محاضراته الفكرية في موقع خواكورك التي كان يطرح فيها ملامح التفكير الجديد وملامح التغييرات العاصفة التي بدأ يشهدها العالم، وذلك إثر قدومه الأخير من الخارج، صيف 1988.. حين أثارت طروحاته الكثير من النقاشات، في ظرف بدا فيه طرحه بنظر قسم مخلاً بأعراف حزبية لكونه كان عضو مكتب سياسي للحزب، وقتذاك.

وتمرّ الأحداث بعدئذ بشكل عاصف لا يمكن وصفها بسطور..  

ففيما كان سقوط جدار برلين مدوياً.. فإن الانتهاء المؤسف لدولة الإتحاد السوفيتي وتمزّقها بدل إعادة بنائها، الذي وجّه ضربة هائلة لحملة ومناضلي الفكر الاشتراكي، وللداعين للتنوير في عالمنا الشرق أوسطي، من جهة.. ومن جهة أخرى فإن الضربات المتلاحقة للدكتاتورية التي تزامنت معها في حينها على الشعب العراقي وأحزابه وقواه المعارضة، من حلبجة والأنفال وغيرها وتتالي الحروب ثم الحصار الجائر..

التي تسببت بمجموعها وتفاعلها باضطراب الأحزاب الوطنية العراقية المعارضة وتبعثر قادتها وكوادرها وأعضائها، وأدت إلى حالة ضياع وإعادة اصطفاف واسعة، شهدتها كل الساحات التي عاشت على أرضها المعارضة العراقية آنذاك..

في تلك الظروف والضياع تلك، استطاع “ ابو سامر “ وبعد صعقة المفاجئات الأولى.. أن يواصل النشاط والعمل في مجالات لم يطرقها اليسار العراقي في السابق، رغم أجواء الشماتة التي كان يواجهها الفكر الاشتراكي واليساري ووجوهه، واستطاع وبالتعاون مع ديمقراطيين ويساريين ومستقلين عراقيين وعرب أن ينشئ المعهد العربي ـ الألماني، ثم منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية في المانيا ومنظمة حقوق الإنسان العراقية، التي لم يكن النشاط فيها سهلاً لتثبيت أسس ديمقراطية فاعلة.. محرّكاً بذلك وسطا يساريا ديمقراطيا عراقيا كبيرا، ليس في المانيا وحسب وانما في عدة دول اوربية، سواء بالتفاعل او بالتنسيق.  

وفيما يواصل نشاطه في منظمات نصرة القضية الكوردية، والدفاع عن الديانات والمذاهب في العراق، ونشاطه البارز في نادي الرافدين الثقافي العراقي.. فإنه واصل البحث والكتابة في الشؤون العراقية والعربية والشرق اوسطية في الصحف والمواقع ودور النشر العراقية والعربية التقدمية، ككتب ومقالات.. من منطلق تنويري تقدمي علمي داع إلى التحرر والتقدم، وإلى التحرر من الأفكار الطائفية والغيبية، وإلى الحقوق القومية العادلة للقوميات (الثانية عددياً) وللطوائف والأقليات الدينية والعرقية، ومن اجل حقوق المرأة.. 

لقد عاش المفكّر والمناضل اليساري العراقي المعروف د. كاظم حبيب مسيرة حافلة بالأحداث وبالنضال من أجل مستقبل اسعد للعراق بألوان طيفه، مسيرة عانى فيها ما عانى من سجن وتعذيب، ورفض ما رفض من اغراءات متنوعة وحقق فيها ما حقق، وفق قناعاته واجتهاده اللذين عاش منسجماً معهما، في زمان انتهى فيه دور المقياس الواحد للتقييم، وتخلخلت أطر واستمرت أخرى على أساس التجديد والتجديد، ايضاً وايضاً..

مسيرة نادى وينادي فيها بحرية الفكر وبحمايتها، وبحقوق الطبقات والفئات الفقيرة والمحرومة، وتكوّنت في معمعانها شخصيته واسمه وبعد عقود من جهود في تأهيل نفسه وزيادة علمه وتعطشه للمزيد، جعلته يحمل التسامح شعاراً، في مجتمعنا الذي تزايدت فيه العلاقات الاجتماعية تعقيداً وحدّة.

ولابد من الإشارة إلى أننا بتواصل نقاشاتنا المفيدة التي نتفق فيها ونختلف، الاّ انني المس انها تزيد من المعارف ومن إنارة الطريق.. ووجدت فيه مرونة من يحمل المبادئ في الخضم الشائك، ومعيناً باحثاً للأحداث المستجدة وما ترافقها من أفكار ورؤى جديدة في مسيرة الواقع العراقي الكثير التعقيد، يطرح ما يفكر به مخلصاً وبصوتٍ عالٍ ويتفاعل مع النقد ويستعد للمناقشة بما يحمل من قناعات متجددة..

محافظاً على دفئه وحيويته ومبادرته بالتفقد والتشجيع وبالاستعداد للعطاء، وبخاصة لمن يجده جاداً وواعداً في مسعاه، ناجحاً في الموالفة وفهم وإدامة التواصل بين النشاط الجماعي والفردي، التي جعلت منه عامل تحريك وتشجيع ومواصلة دائم الحضور لكثير من الديمقراطيين واليساريين.. 

عرف د. حبيب الحياة وأحبها، وناضل ويناضل من أجل ان تكون أسعد.. وعاش ويعيش زوجاً رقيقاً وأباً طيباً مع عائلته الصغيرة.. وكنت ممن شهدوا مرافقة زوجته السيدة “ارمتراود حبيب” ايّاه للحياة في العراق في ظروف ارهابية كانت حافلة بأنواع المفاجآت القاسية حين كانت أمّاً لطفلين، وحين كانت دؤوبة على تعلم العربية في قسم اللغة العربية في كلية الآداب.. المرأة التي يشعر المرء أنها ولابد بطيبتها ودفئها واخلاصها لرفيق عمرها، شكّلت دعماً كبيراً، شدّ ويشدّ من أزره في مسيرته ونضاله وصحّته التي كان يعاني منها.

المجد الخالد للداعية المفكر العراقي الدكتور كاظم حبيب والصبر والسلوان لزوجته وابنائه سامر وياسمين.. ولكل رفاقه ومحبيه ولكل الطيبين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. اشتهر ذلك الفلم في العراق في اواخر الستينات، لتناوله سلسلة حكم العسكريين المطلق و انقلاباتهم العسكرية في مواجهة الحركة الشعبية الديمقراطية في اليونان، و تسبب بخروج تظاهرات من كل دار سينما عرض فيها، حتى عمدت السلطة العراقية حينه إلى منع عرضه. والفلم من بطولة ايف مونتان وايرين باباس..
  2. الكنية التي عرف بها، على اسم ابنه البكر المهندس “ سامر”.
  3. التي استفدنا من برنامجها وموادها بعد سنين، لمدرسة الكادر في قاطع اربيل، التي كنت مسؤولها عام 1984.

***********

وا حرَّ قلباه..

صادق اطيمش

إذ ليس هناك من قادر على منع انطواء علم عراقي خفاق ظلل أرض وطننا ونشر عليها بشائر الحياة الحرة الكريمة بكل خفقة من خفقاته التي يشمخ بها الفكر العراقي التحرري وتفخر بها الأرقام التي عجزت عن احتوائها.

ونحن، تلامذته، ننظر كيف يتوارى نجم دُري يوقد من موجات دجلة، ويشتعل من هدير الفرات، لينير الجبال ووديانها والسهول وهضابها والقلوب وشغافها والعقول بكل فضاءاتها، ننظر ولا قدرة لنا على ديمومة هذا النجم السابح في مجرة الفكر الإنساني التحرري والدليل على مسارات النضال الثوري والقائد نحو الغد الذي أشارت له اشعاعات هذا الكوكب الدري بشخص معلم اجيالنا كاظم حبيب.

ونحن، الذين اجتمعنا في محيط فضائه، وارتشفنا من رحيق علمه، واستقينا من ينبوع فكره، واهتدينا لدرب النضال وهو يقيل عثراتنا نحوه، لم يسعفنا الدهر ان نكون جميعاً إلى جانبه فعلاً في يومه الأخير، بعد أن كنا معه كل يوم، نعم كل يوم، على صفحات اطروحاته وتجليات مجلداته التي جعلت وطنه، وطننا العراق، يفخر بأبنائه ويزهو متألقا بما سجلوه له من ملاحم بطولية ثقافة وعلماً ونضالاً على مختلف المستويات وفي كل منعطفات الدهر التي صاغ كاظم حبيب انشودة مسيرتها نحو الوطن الحر والشعب السعيد.

ونحن نتصور قادم أيامنا وقد خلت من ذلك الوحي الذي يثير فينا العزم لنستقبل يومنا بذلك الجد وتلك المثابرة على التواصل دون أن نشعر ونحن امام طود جمع ما حوله في خمس وثمانين عاماً ليصوغ منها فكراً وعلماً واساليب عمل طالما توفرت بمثل ما توفرت في الأجواء التي كان ابو سامر، فقيدنا الغالي، فارسها المهاب.

عزائي بك سيظل يرافقني متشبثاً بتلابيب الذكريات التي جمعتنا في الوطن والغربة، وبجمال الأحاديث التي سهرنا في حواراتها ليال طوال ونهارات أطول، يستزيد فيها علماً من استمع إليك، وثقافة من حاورك، وعزماً من عمل معك. ستظل هذه الذكريات فضاءاتنا التي نعيد فيها وجود شخصك أمامنا بكل ما ارفدتنا به وعلمتنا إياه.

وداعاً صديقي الوفي ورفيقي الغالي وقدوتي في العمل على تحقيق مشتركاتنا الفكرية

**************

كاظم حبيب في ذمة الخلود 

اد. حاكم محسن محمد الربيعي 

قي يوم الاحد الموافق  الثلاثين من آب  2021 خسر العراق أحد عمالقة مفكري الاقتصاد  والفكر والأدب السياسي، رحل الاستاذ الدكتور والمفكر كاظم حبيب  رحيلا أبديا بعد أن كنا نلتقيه في مقر اقامته الدائم في المهجر حيث يقيم في العاصمة الالمانية برلين، لقد كان الراحل موسوعة فكرية عتيدا وعنيدا  للفكر الأصح  كما يراه حتى بوجه الدكتاتورية والظلم والتعسف، لقد عايشناه ايام الشباب حيث كان نشطا سياسيا وفكريا وباحثا من الطراز الأول ولا تخلوا المجلات العلمية أو مجلة الحزب الشهرية أو جريدة الحزب اليومية من بحث أو مقال  يجبرك  عنوانه على الاستطراد في قراءته حتى النهاية، كان مناضلا يعرفه رفاقه في القيادة حيث ان اشادتنا في ذلك لا تعني شيئا قياسا بشهادة قيادة حزبه، الأعرف منا بذلك بالتأكيد ولكن ما نقوله بسبب قربنا اليه حيث يطل علينا في الندوات والمحاضرات الاقتصادية الممتعة والمشوقة والمعبرة عن الواقع الذي عمل كثيرا من أجل  تجاوزه وتحسين الحال إلى مراحل متقدمة لشعب يستحق الكثير كونه عانى الكثير، حيث كانت من أبرز همومه منطلقا في ذلك من مبادئ حزبه وآيدلوجيته التي تؤكد دوما على الوطن الحر والشعب السعيد، كاظم حبيب ابن مدينة كربلاء هذه المدينة المناضلة التي تفتخر بابنها البار الذي كثيرا ما رغب في زيارتها، والتي غادرها منذ زمن واستقر في بلاد الغرب في الدولة التي تخرج منها، حيث تخرج من جامعة كارل ماركس مرحلتي الماجستير و الدكتوراه من ذات الجامعة، لقد كان الراحل كاظم حبيب استاذا مرموقا وبسيطا في تعامله مع زملائه وطلابه ولذلك أحبوه كثيرا ومازالوا يتابعون اخباره ويتقصون علومه ومقالاته الوفيرة التي تتسم بالحكمة والجدية والتي لو تم اعتمادها لكانت دليلا ومرشدا لا صحاب القرار،  لكن البعض لا يسمع إلا ما يريد، فكم كان راغبا في أن يقدم النصح والارشاد للقادمين الجدد من اجل خدمة بلدة لا لشيء لكن الأمي لا يسمع من الأعلم منه، وكان صلبا وشجاعا ويجادل الآخر على اعتقاده الخاطئ ولكن اصرار الآخر واعتماده السلطة كان معوقا كبيرا، ورغم ذلك كان لا يهاب الآخر، لأنه يراه على خطأ، واستذكر في ذلك مقال مشهور نشر له أواخر سنة 1978 في جريدة الحزب بعنوان ( بعض جوانب العام والخاص في حركة القوانين الموضوعية ) ومن بين ما جاء فيه وهو مقال فلسفي ليس من السهل فهمه دون قراءته مرتين او ثلاث ( انه من التحجر العقلي والعقائدي  ان لا يستفيد المرء من تجارب غيره )، كانت هذه الجملة هي التي سببت له الاشكال مع السلطة، انه مقال ممتع ، لكني توقعت انه لن يسلم بسبب هذا المقال، وبالفعل صدرت مجلة الف باء الاسبوعية  وفيها قرار لمجلس قيادة الثورة المنحل بإحالة الدكتور كاظم حبيب على التقاعد بدرجة أدنى حيث كان يشغل عضو المجلس الزراعي الاعلى، وتبين لم يتم الاكتفاء بذلك بل دبرت له مكيده أدخل التوقيف على إثرها وأدخل عليه أحد شقاة النظام ليعتدي عليه، وبعد أن تم الافراج عنه غادر العراق إلى الخارج وأخيرا استقر في المانيا بعد رحلة نضالية  بين مجموعة من الدول اعتقد من بينها اليمن الديمقراطية و الجزائر وحركة الأنصار.

رحل الانسان والمفكر والفيلسوف كاظم حبيب، كم كنت طيبا أبا سامر وانسانا رفيعا، ولا أنسى ما قدمه إلي في مدينة برلين وهو الذي زاد عمره على الثمانين حيث اصطحبني في جولة في العاصمة الالمانية ومن الشواهد التي ذهبنا اليها جدار برلين، رحلت جسدا أبا سامر لكنك لن ترحل انسانا وفكرا وعلما نستلهم منه الافكار والعبر، لك الرحمة والغفران ولذويك أم سامر وسامر والأولاد الصبر والسلوان.

**********

الصفحة التاسعة

في الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة المجيدة.. عوامل اندلاع انتفاضة تشرين الشعبية وأبرز إيجابياتها وموقف السلطة منها

عادل عبد الزهرة شبيب

حسب النظرية الماركسية، فإن التراكمات الكمية تؤدي إلى تغيرات نوعية. وهذا ما حصل فعلا في انتفاضة الشعب العراقي في اكتوبر / تشرين الأول 2019، حيث أن هناك العديد من الأسباب المتراكمة والتي أدت إلى انتفاض الجماهير. فما هي هذه الأسباب؟:

1) تفشي البطالة بشكل كبير ولا سيما بين الشباب وخريجي الكليات والمعاهد وأصحاب الشهادات العليا والعديد غيرهم من الذين لا يجدون فرص عمل مناسبة والتي هي حكر لأبناء المسؤولين وأقاربهم وأحزابهم وان لم تتوفر لديهم المؤهلات العلمية المطلوبة. وقد واجهتهم السلطة بالرصاص الحي والمطاطي وخراطيم الماء الحار والاعتقالات، لأنهم يطالبون بحقهم الدستوري.

2) سوء الخدمات وخاصة الكهرباء والماء في بغداد والمحافظات الاخرى. وتم إنفاق أكثر من 85 مليار دولار على قطاع الكهرباء ولم يتقدم خطوة واحدة بسبب الفساد وسوء الادارة والتخطيط.

3) إهمال المصانع والاعتماد على الاستيراد و سياسة إغراق السوق العراقية بالمنتجات الصناعية المستوردة بما فيها الرديئة ما أدى إلى تهميش صناعتنا الوطنية واغلاق المصانع وتسريح أعداد كبيرة من العاملين ليلتحقوا بجيش العاطلين.

4) سرقة المال العام وتحويله إلى خارج العراق وحرمان البلاد من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

5) الاستيلاء على عقارات الدولة وامتلاك المسؤولين للقصور الفخمة والأملاك المختلفة بعد ان كانوا فقراء لا يملكون مائة متر مربع.

6) الرواتب الخيالية والامتيازات الكثيرة للطبقة السياسية وعوائلهم وترك الشعب يتضور جوعا ويعاني.

7) تفشي الفساد المالي والاداري والاقتصادي على نطاق واسع إلى درجة اعتبرت منظمة الشفافية الدولية العراق من بين الدول الأكثر فسادا في العالم. والفساد يعيق تحقيق التنمية الاقتصادية - الاجتماعية في العراق والفساد منتشر في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.

8) الأحزاب المتنفذة الحاكمة لها الوظائف والرواتب العالية حتى بدون عمل.

9) تضخم ثروات المسؤولين ولعب ابنائهم بالملايين بعد ان كانوا فقراء.

10)  أفق مسدود واحباط اغلبية مسحوقة من الشباب مع سرقة احلام الشباب.

11)  شعور الغالبية من السكان بالاغتراب والاحساس بعدم الانتماء للوطن.

12)  السياسة الطائفية والمحاصصاتية التي تشعر الآخرين بالغبن وعدم المساواة.

13)  سوء الادارة وتجاهل الحكومات المتعاقبة لاعتصامات حملة الشهادات والشهادات العليا حيث تم رشهم بالماء الحار وإطلاق الرصاص عليهم.

14)  إمتناع الحكومات المتعاقبة عن تقديم برامج لصالح الشعب وانشغالهم بتقاسم خيرات البلاد الوفيرة بين السلطات الثلاث.

15)  عدم القيام بمعالجات آنية ووضع خطط علمية لتأمين مستقبل واعد للشباب.

16)  وفي مجال التعليم فإن كثرة المدارس والجامعات الأهلية قد اثقلت كاهل الأسر العراقية وخاصة ذوي الدخل المحدود.

17)  تدهور التعليم في المدارس الابتدائية والثانوية والمعاهد والجامعات، وتولي المناصب الإدارية فيها اشخاص جاءوا عن طريق المحاصصة المقيتة ينتمون لأحزاب السلطة ولا يمتلكون الخبرة والكفاءة.

18)  زيادة وعي الشباب الذي جعلهم ينفرون من الطائفية وغياب العدالة الاجتماعية.

19)  انتهاك سيادة القانون وعدم تطبيقه على المتنفذين بالسلطة لا سيما الفاسدين.

20)  انفلات السلاح وتهديده للدولة وللمواطنين على حد سواء.

21)  ومن الأسباب العميقة التي أطلقت شرارة تظاهرات تشرين يكمن في الاحتقان الذي تولد من خلال المظالم والأقصاء والتهميش وكبت الحريات والقمع الأمر الذي أدى إلى تحطيم الثقة بين النظام والمجتمع إلى جانب العوامل الاخرى التي تم ذكرها.

لقد كانت انتفاضة اكتوبر / تشرين الأول 2019 مفاجئة للطبقة السياسية التي كانت تعول دائما على تحكمها بالناس بإثارة الغرائز الطائفية والمذهبية وبمحاولة اقناعهم يوميا أن الآخر يسعى للانقضاض على حقوقهم ويهدد وجودهم. كما عملت الأحزاب المتنفذة الحاكمة على اختراق صفوف المتظاهرين من اجل تشتيتهم لإفشال التظاهرات.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في مدن العراق المختلفة التي تدعو إلى الإصلاح ومحاربة الفساد بأنواعه أصبحت بغداد والبصرة والناصرية ومدن المحافظات الجنوبية الأخرى مسرحا لحملة مروعة من الاغتيالات التي طالت النشطاء. ولحد الآن لم يحاسب أحد على هذه الجرائم الشنيعة. وتركت هذه الاغتيالات تساؤلات بشأن دوافع مرتكبيها والجهات التي تقف خلفها وظروفها التي تبدو أنها منظمة ومنسقة لا تأبه لردود الأفعال القوية المنددة بها على الصعيد الدولي والداخلي.

لقد حول المتنفذون في السلطة العراق إلى بلد طارد للإبداع والكفاءات نجم عنه شعور الملايين من العراقيين بالحرمان من حقهم المشروع بالوطن لذا رفعوا شعار (نريد وطن).

وكان ذلك الحرمان لملايين العراقيين في ظل رفاهية خيالية للقلة الحاكمة وفقر قاس للملايين من أبناء الشعب العراقي.

إن كل هذه الأسباب وغيرها المتراكمة منذ التغيير في 2003 وحتى ما قبلها قد أطلقت شرارة التظاهرات نتيجة الاحتقان الذي تولد من خلال المظالم والاقصاء والتهميش وكبت الحريات والقمع وتفشي الفساد وسوء الادارة والتخطيط والبطالة وغيرها.

لقد أجبرت التظاهرات الشعبية في تشرين حكومة عبد المهدي على الاستقالة بعد أن واجهت المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي.

وبهذا الصدد يمكن تحديد أهم ايجابيات انتفاضة تشرين بما يأتي: -

1) إحياء الشعور بالانتماء للعراق بشعاراتها (نريد وطن) وإعادة الهوية الوطنية التي تراجعت بسبب الطائفية والمحاصصة التي أشاعت هويات فرعية قاتلة.

2) إحياء الشعور عند المواطن بأن الوطن للجميع بشعارها (نازل آخذ حقي).

3) كسر حاجز الخوف من السلطة وإشاعة روح التحدي ضد حكومة وصف رئيسها بأنه قاتل.

4) فضح عمالة وخيانة وضعف المسؤولين الرئيسيين في الدولة العراقية.

5) فضح تدخل دول الجوار بالشأن العراقي.

6) إحياء قيم أخلاقية أصيلة استهدفتها الحكومات المتعاقبة بتحويلها الفساد من فعل كان يعد خزيا إلى شطارة.

وكان من أبرز سلبيات انتفاضة تشرين هو عدم وجود قيادة موحدة للانتفاضة.

لم تحقق السلطات الحاكمة ولم تستجب لمطالب المنتفضين المشروعة في ظل الاستمرار في تردي الخدمات واستشراء الفساد وغياب التنمية والعدالة الاجتماعية واستمرار السلاح المنفلت وعدم الكشف عن قتلة المتظاهرين وغيرها من المطالب.

لقد جاءت انتفاضة تشرين انطلاقا من المطالب الحياتية والخدمية والاقتصادية. وان المطالب الشعبية لا يعبر عنها فقط من نزلوا إلى ساحات الاحتجاج في تشرين الأول 2019 والذي بلغت أعدادهم مئات الآلاف، وانما هناك اضعافهم من المواطنين الذين يرفعون ايضا مطالب المنتفضين. وهكذا فإن التغيير بات ضرورة ملحة.

لقد كشفت انتفاضة تشرين 2019 عورات النظام ومآرب المتنفذين واستقتالهم في الحفاظ على امتيازاتهم ومناصبهم وسعيهم المحموم لقمع الانتفاضة الشعبية واجهاضها خلافا للدستور العراقي المركون على الرف. ويبقى شعار المنتفضين (نريد وطن) قائما، وطن خال من الظلم والتعسف والقتل، وطن خال من الطائفية والمحاصصة والفساد، وطن يسوده القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة.

فإلى “ التغيير.. دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وعدالة اجتماعية “ ....

*************

شعلة تشرين تتوهج

عبد الهادي الشاوي

في الخامس والعشرين من تشرين الأول / اكتوبر 2021 يكون قد  مضى عامان على انتفاضة الشباب التي انطلقت في الخامس والعشرين من تشرين الأول 2019 في جميع محافظات العراق وخاصة الوسطى والجنوبية ، وبالرغم من انها  انتفاضة سلمية ومكفولة دستوريا وقانونيا، غير أن المنتفضين المسالمين  والمعتصمين تعرضوا، إلى أبشع أنواع الأساليب اللا انسانية من استخدام الغازات المسيلة للدموع والسامة  والأسلحة الأخرى  كالهراوات والسكاكين والرصاص الحي  والمطاطي، مما أدى إلى استشهاد اكثر من 700 شهيد وأكثر من 25  ألف مصاب بين جريح ومعوق تحت انظار الجهات الأمنية التي لم تؤد واجبها بحماية المتظاهرين والمعتصمين. وكما قال رئيس الوزراء آنذاك (عادل عبد المهدي) إن هناك طرفا ثالثا يمارس تلك الأعمال والجرائم.! عجبا فمن هو هذا الطرف الثالث الذي يرتكب جرائم القتل والخطف والتعذيب تحت أنظار القوى الأمنية المسؤولة عن حماية المتظاهرين والمعتصمين.

لقد ساهمت جهات وأحزاب في السلطة بممارسة تلك الجرائم وبحماية الأجهزة الأمنية. فماذا يعني ذلك؟!!!

إن انتفاضة الشباب الذي يطالب بتوفير فرص العمل وتوفير الخدمات التي هي من واجبات الحكومة لخدمة الشعب، يقابل بأقسى انواع الردع المخالف للدستور ودون النظر لمشروعية المطالب.

وعند انتشار جائحة كورونا استغلت جهات منفلتة خارجة على القانون ومارست اساليب القتل وحرق خيم المتظاهرين واختطاف وتغييب الكثير من الشباب المعتصمين.

اذن اين الديمقراطية التي يدعون بها؟ واين العدالة الاجتماعية في التعيينات بقوائم المحاصصة والفساد؟ في الوقت الذي يزداد فيه سنويا عدد الخريجين من حملة الشهادات والملايين من القادرين على العمل والراغبين في العمل من مختلف الاختصاصات. بينما يتم التعيين حسب قوائم الكتل السياسية الماسكة بالسلطة التي تتقاسم فرص التعيين لأتباعهم بغض النظر عن توفر شروط التعيين والمؤهلات العلمية، ويتم ذلك حسب المحسوبية والمنسوبية ودرجة القربى من الوزير والمسؤول الحزبي ...

***********

الحزب الشيوعي العراقي.. ماذا بعد مقاطعة الانتخابات المبكرة ؟

ماجد لفتة العبيدي

لقي موقف الحزب الشيوعي العراقي الداعي الى مقاطعة الانتخابات المبكرة صدى ايجابيا من قبل العديد من الشخصيات الاجتماعية والنقابية ومن لدن الجمعيات والنقابات والمنظمات الاجتماعية والعديد من الأحزاب والقوى السياسية في خارج و داخل الوطن وقد نشرت طريق الشعب عشرات التصريحات والمقابلات ونقلت وتناولت وسائل الاعلام  المرئية والمقروءة هذه المواقف، ولعبت المنظمات الحزبية وكوادر وقيادة الحزب دورا فعالا بتغطيتها عبر المؤتمر الصحفي واللقاءات الاذاعية والتلفزيونية والصحفية  التي اعقبت ذلك ، لقد حرك موقف الحزب الساحة السياسية العراقية وأثار ردود أفعال مختلفة وانقسمت الآراء حوله الى اتجاهين:

الاول: أعتبر الموقف تدرجا لمواقف الحزب منذ انسحاب ممثلي الحزب من البرلمان في اعقاب انتفاضة تشرين 2019 وتعليق مشاركته في الانتخابات في شهر ايار 2021 ومن ثم تتويج ذلك في مقاطعة الانتخابات المبكرة في تموز 2021.

الثاني: يرى ان موقف الحزب يعتبر تبعية لمواقف التيار الصدري، وان الحزب بعد مراجعة حساباته تبين له أنه بعيد عن تحقيق فوز يذكر بالانتخابات المقبلة، لهذا اختار الحزب مقاطعة الانتخابات. 

لقد اجاب الحزب وفي مواقع مختلفة على هذه الهجمات ومحاولات التشويش عليه والتي تحاول جعل الحزب في موقع دفاعي، لكن الحزب أكد ودون لبس بان مقاطعته للانتخابات اعتمدت على استفتائه لقواعده الحزبية والتي بلغت نسبة المشاركة فيها 85% والنسبة الغالبة منها تقف مع مقاطعة الانتخابات المبكرة وان موقفه المقاطع مبني على القضايا التالية:

1_ان المنظومة الحاكمة وأحزابها المتنفذة تتحمل المسؤولية عما آلت إليه العملية الديمقراطية والتي وصلت الى طريق مسدود، ولعدم توفر الشروط والمستلزمات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة توصل الحزب الى قرار مقاطعة الانتخابات.

2_ تعتبر نتائج الانتخابات معروفة سلفا قبل اجرائها في حالة استمرار العمل بالطرق والأشكال والظروف والأجواء التي تم اجرائها سابقا، فسوف تؤدي الى إعادة إنتاج ذات الطغمة الفاسدة المسؤولة عن الكوارث الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإنسانية في بلادنا.

 3_ لقد أبدت الحكومة عجزها التام عن القيام في اجراءات حقيقية للحد من تغول المليشيات والسلاح المنفلت والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم واتخاذ اجراءات حقيقية لمكافحة الفساد والحد من سلطة المال السياسي.

كل هذه الاسباب وغيرها مع تعاظم تفاقم الازمة الشاملة والطريق المسدود التي اوصلتنا له المحاصصة الطائفية والجهوية جعل التعويل على الانتخابات المقبلة في احداث تغير غير ممكننا، مما يضع الحزب امام خيارات سلمية اخرى في نضاله وكفاحه من اجل التغير المنشود بالعمل مع القوى الوطنية والديمقراطية المدنية.

 

ماهو وقع موقف الحزب على القوى المدنية والديمقراطية؟

يرتبط الحزب الشيوعي العراقي مع القوى المدنية والديمقراطية بتحالف استراتجي على اسس المشروع الوطني الديمقراطي الهادف لبناء الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية والتقدم الاجتماعي والتغير الحقيقي الشامل.

 وتنقسم مواقف القوى المدنية الديمقراطية الى قسمين:

الاول: يشارك في الانتخابات ويرى مقاطعة الحزب الشيوعي للانتخابات تعني خسارة اصوات الشيوعيين والمناطق التي اتفق عليها في التحالف المدني الديمقراطي، ويتبنى هذا الموقف حزب التيار الاجتماعي وبعض قوى الحراك التشريني.

الثاني: يتفق مع الحزب في تصوراته حول المقاطعة للانتخابات القادمة، وهم الحزب الجمهوري وحزب الامة والمنبر العراقي وبعض القوى التشرينية.

كيف يمكن تفسير موقف الحزب بمقاطعة اللانتخابات؟

من خلال متابعة تسلسل موقف الحزب الزمني يظهر ان الحزب ذهب الى الاستفتاء حول المقاطعة بعد جدال ونقاشات داخل اروقة الحزب تطلب حسمها اللجوء الى استفتاء المنظمات الحزبية، وقد أكد الحزب في مقاطعته للانتخابات على القضايا التالية:

1- ان التدقيق في التسلسل الزمني لموقف الحزب يظهر التدرج والانتقال الهادئ للمقاطعة ومن ثم المعارضة وهو يختلف اختلافا جذريا عن باقي القوى والأحزاب الاخرى بمقاطعتها وطرق العدول عنها.

2_ يرى الحزب انه لن يتبنى الموقف الدفاعي في مقاطعته للانتخابات بل العكس من ذلك انه يتصدر القوى المهاجمة لنظام المحاصصة الطائفية والجهوية الفاسد. ويحمله مسؤولية فشل العملية السياسية.

3_كان الحزب على يقين تام بان موقفه سوف يلاقي معارضة الطغمة الفاسدة وسوف يتعرض الى التشويش والتشويه ويعرضه الى حملة ظالمة يراد منها تضليل الجمهور العراقي وكسر شوكة المقاطعة للانتخابات، لهذا اوضح الحزب دون لبس ان المقاطعة فعل ديمقراطي لا يقل أهمية عن المشاركة في العملية الديمقراطية وانه يحترم آراء وقرارات القوى الداعية للانتخابات باعتبارها تمثل وجهات نظر مختلفة.

4_ يرى الحزب بأن الخلافات في وجهات النظر هي عملية حضارية يجري حلها عبر الوسائل الديمقراطية السلمية.

5_ ان خطوة المقاطعة للانتخابات المبكرة لاتعني القطيعة والعداء للعملية الديمقراطية بل هي خيار كفاحي لإيقاف التدهور الحاصل للعملية الديمقراطية ووضع الاساس للتغيير المنشود.

6_ ان تدرج الحزب في موقفه سوف ينقله الى المعارضة السلمية لنظام المحاصصة الطائفية لذا يرى بان مبادرة عقد مؤتمر للمعارضة هي خطوة في الاتجاه الصحيح يمكن البناء عليها ويمكن التعاون مع حزب البيت الوطني والقوى التشرينية الاخرى الداعية الى إقامة هذا المؤتمر.

من خلال قراءة الخارطة السياسية والملامح الجديدة التي تشكلت بعد اخماد الحراك الاجتماعي التشريني بكل وسائل الترهيب والترغيب، يرى الحزب ان القوى المتحاصصة وميلشياتها ترى الفرصة مؤاتية للعودة من جديد عبر الانتخابات للهيمنة على السلطة وإعادة انتاج نظامها الفاشل.

ماهي توجهات الحزب الآنية والمستقبلية:

يجد الحزب ورفاقه ومنظماته في داخل الوطن وخارجه أنفسهم امام المهمات التالية:

1_ تقديم اجابات واضحة حول المقاطعة وطرح الأسس الفكرية لمقاطعة الانتخابات وتعضيدها اعلاميا والعمل على ترجمة مواقف الحزب ونقلها لكل القوى والأحزاب والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، باعتبارها مقاطعة للانتخابات المبكرة وليس مقاطعة للعملية الديمقراطية أو رفض الانتقال السلمي للسلطة عبر الطريق البرلماني الديمقراطي.

2_ التأكيد على أن العدول عن المقاطعة مرهون بتوفير الشروط الموجبة للانتخابات الحرة والنزيهة، من خلال إيقاف كل التجاوزات والإجراءات التي تؤدي الى التزوير والتزييف بالانتخابات، وإيقاف استخدام المال السياسي والسلاح المنفلت ومشاركة المليشيات في الانتخابات والتجاوز على قانون الاحزاب والانتخابات، وتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات وإخضاع الانتخابات للرقابة الدولية ووقف استخدام موارد الدولة البشرية والمادية لدعم القوى المتنفذة للفوز في الانتخابات.

3_تطوير طرق وأساليب عملنا الجماهيري وتحريك الجسم الحزبي والمنظمات الحزبية والديمقراطية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني ودفعها للقيام بفعاليات تدافع عن حقوق ومصالح الناس المهنية والديمقراطية من خلال دعم تحركاتهم للدفاع عن حاجاتهم اليومية الخدمية والإنسانية.

4_ التحرك التضامني عبر المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والإقليمية والدولية للكشف عن مصير المغيبين ووقف الاغتيالات ومحاكمة منفذي الاغتيالات من المجرمين والقتلة.

************

الصفحة العاشرة

الرأسمالية أنسنة أم توحش ؟

د. إبراهيم إسماعيل

يوماً، برر قريب لي، كان يسهب دوماً في الدفاع عن الرأسمالية المؤنسنة، ما يعانيه الملايين حد الموت من الجوع والتخلف والتمييز والحروب والأوبئة، ليس في الدول المتخلفة وحدها، بل وحتى في أرقى الرأسماليات “تحضراً”، بأنه نتاج طبيعي لإقتصاد السوق الذي بدونه لن يكون هناك تقدم، وبإن الأمر متسق مع فطرة الإنسان ونزعته للتملك، تلك التي خُلق بها!

سألت صاحبي المعتد بأرائه، إن كان قادراً على أن يقنعني بالسر في تركيز الثروة والسلطة بهذه الطريقة المريعة (1)، وهل يمكنه أن يجد أية علاقة بين الأنسنة وبين بؤس العشوائيات مقابل بذخ القصور، أو بينها وبين مشافٍ مجهزة بأحدث التقنيات مقابل مرضى لا يمتلكون أثمان دخولها فيموتون عند أسوارها، أو بين الأنسنة وبين بليد مثقل بالكنوز، لا لشيء الا لكونه سليل الأغنياء، مقابل عبقري عاطل عن العمل أو مشرد في الغربة لأنه سليل جياع!

طفيليون بأمتياز

قلت لصاحبي، إذا كانت أرباح أي رأسمالي، كما إكتشف ماركس، هي الفارق بين قيمة ما ينتجه العاملون وبين ما يحصلون عليه من إجور، فإن الكثير من الرأسماليين لا يحصلون على ثرواتهم اليوم من الإنتاج، بل من الميراث والهبات والتأمين وأرباح البنوك وأسواق المضاربة وغيرها. إنهم لا يقدمون شيئاً لمجتمعاتهم، فهم لا يستثمرون أو ينظّمون العمل كما يزعمون، بل إن من يفعل ذلك أولاد الجياع من عمالهم ومساعديهم! وإذا كانت البرجوازية عند نشأتها، منتجة وطفيلية في آن واحد، فهي اليوم أكثر طفيلية، حيث تأتي ثروات أغلب أفرادها من المتاجرة بكل شيء، من أسلحة الدمار الشامل وحتى البشر!

لهذا كله، ياصاحبي، لا يعدّ من تدافع عنهم، سوى طفيليين، لأن العلاقة بين منفعة المجتمع وتعزيز آدمية البشر لا تتحقق من أي إنتاج كان، ولا توجد دوماً علاقة منطقية بين النجاح وبين كسب الثروات. فإذا كان من حق (أوغور شاهين)، الذي صنع لقاح التطعيم ضد كورونا، نيل أتعاب مجزية، فأي حق تملكه شركة فايزر لتكسب أكثر من 38 مليار دولار خلال عام واحد فقط من بيع هذا اللقاح، وكيف يحق للبنوك ووحوش سوق الأوراق المالية تحقيق أرباح هائلة من هذا اللقاح، وكم هي حصة السيد شاهين من كل هذه الأرباح (2)!

توحش الإستغلال

لم يزل تحليل ماركس للرأسمالية، بإعتبارها مصدراً للإغتراب والإستغلال والأزمات الدورية المتكررة، التي تؤدي لإرتفاع معدلات البطالة وتزايد البؤس، يحظى بقناعة حتى معارضيها. لقد تنبأ ماركس بالتقدم التقني الهائل الذي سيحول الرأسمالية التي لم تستنفد طاقاتها على التطور، الى منظومة عالمية، تتناقص فيها حصة رأس المال المتغير الذي يشكل المصدر الرئيسي لفائض القيمة، قياساً برأس المال الثابت، مما سيدفع الرأسماليين الى تخفيض تكاليف الإنتاج عبر تخفيض الأجور وزيادة ساعات العمل والتلاعب بالمواد الأولية في صناعة ونوعية السلع.

تؤكد الإحصائيات الأخيرة، تلك النبوءات، حيث تشير الى إن حصة الشغيلة من الدخل القومي في الدول الرأسمالية في تناقص متواصل فيما تزداد كل يوم حصة أصحاب رأس المال، ففي الولايات المتحدة مثلاً حقق رؤساء الشركات مايقارب 300 ضعف ما حققه العامل الأمريكي في عام 2013 بعد أن كان 20 ضعفاً عام 1965. وفي بريطانيا زاد هذا الفرق من 160 ضعفا عام 2010 الى 200 ضعف عام 2013. وفي السويد (دولة الرفاه الإقتصادي!) ارتفع الفرق من 9 أضعاف عام 1980 الى 54 ضعفاً عام 2013. كما نجح الرأسماليون في سرقة حتى أيام العطل حيث دُفع العمال لإنفاق أموالهم المستحقة عن ساعات عملهم، على شراء وسائل الترفيه في أيام راحتهم. وبهذا تم عملياً إجبارهم ليس على إنتاج فائض القيمة في أيام العمل فحسب بل وأيضاً تحقيق أرباح للرأسماليين في أيام العطل أيضاً. إن تعلقنا بالمنتجات الحديثة، والكمالية أحيانا، وما نصرفه على الموبيلات ووسائل اللهو لنا أو لأطفالنا دليل صارخ على ذلك (3).

وفي الوقت الذي لا تعترف فيه منظمة التنمية والتعاون الإقتصادي، بوجود بطالة إذا ما كانت نسبتها اقل من 5%، تبدي الحكومات في الدول الرأسمالية قلقها من البطالة، فقط إذا ما تجاوزت 10%، رغم ما يعنيه ذلك من إهدار لطاقات الملايين. وتشير دراسة نشرتها جامعة إكسفورد (2013) الى أن نصف الوظائف في الولايات المتحدة مهددة بالإختفاء قبل 2030 بسبب الأتمتة وإستخدام الإنسان الآلي، وإن عمل شخصين اليوم غير كاف لإعالة العائلة، فيما كان عمل شخص واحد في اواخر القرن العشرين كافياً لتحقيق ذلك. وفيما كنا نعمل أكثر بأيدينا، صار وقت فراغنا اليوم أقل بكثير، رغم كل إجهزة الرفاهية والأتمتة وتطور أجهزة الإتصالات.

وبديهي أن يكمن في هذه المآزق، سبب الأزمة الدورية للرأسمالية، والتي لا مناص منها كما أشار ماركس، ففوضى السوق، التي تعمل بشكل موضوعي وخارج إرادة الناس، وإعتماد الربح سبباً وحيداً للإنتاج، سيزيد من البطالة ومن ساعات العمل وسيقلص الأجور بحيث يعجز العاملون عن شراء كل ما ينتجون، ويولد فائض متزايد في الإنتاج. ومع إزدياد القدرة الإنتاجية وتقلص السوق، يولد الكساد، الذي يدفع المنتجون الحقيقيون فقط ثمن كوارثه، حيث لا تستطيع الماكنات والإنسان الآلي من شراء فائض الإنتاج!

إن هذا دليل أخر لدينا لتوأمة الرأسمالية مع التوحش، ففيما ينتظر البشر من التقدم العلمي رفاهية وسعادة، تكون الأتمتة سبباً في تشريد الملايين وتجويعهم، فيما تزداد ثراء أقلية صغيرة وتشتد كما نرى معاناة الأكثرية الساحقة من سكان الأرض.

ما العمل لأنسنة المجتمع البشري؟

تؤكد الماركسية على أن الرفاه الإجتماعي للبشر لن يتحقق بدون إبعاد الربح كدافع للإنتاج ، وإلغاء هيمنة رأس المال(4)، والمتمثلة اليوم بما يقارب من 150 إحتكاراً عالمياً وعدد من البنوك والمؤسسات المالية، وتحرير المنتجين الحقيقيين والشركات الصغيرة من إستغلالهم وهيمنتهم، ودمقرطة العملية الإنتاجية، والربط بين الإنتاج والإحتياجات وإستثمار الفائض لتحقيق رفاهية المجتمع كتوفير العمل والمساكن اللائقة للجميع، والخدمات التعليمية والصحية المجانية، وتقليص تكاليف التدفئة والطاقة والمواصلات العامة، وصيانة البيئة والحفاظ عليها، وإنهاء الإنفاق على الأسلحة (5).  

كما يمكن تماماً تقليص ساعات العمل الإسبوعية وخفض سن التقاعد، لأن الأتمتة ـ التي لا علاقة لها بالجشع الرأسمالي ـ ستمنح الناس أوقات فراغ أكبر، وتوفر فرصاً أفضل للسعادة والتقدم الحقيقي وصيانة العلاقات الأسرية وتعلم الفنون والتمتع بالنتاج الإبداعي، والمساهمة في جماعية الإدارة. إن إقتصاداً كهذا سيضمن للجميع الكرامة الآدمية ويربط بين المداخيل وزيادة الإنتاج.

وهذا هو السبيل الحقيقي للوصول الى نهاية الرأسمالية المتوحشة، وبناء المجتمع اللاطبقي، الذي يختفي فيه والى الأبد إستغلال البشر لبعضهم، ويصبح الإنسان إنساناً كما خُلق، بلا نزعات استعباد واستغلال، كما إدعى زوراً، قريب لي في يوم ما!

ــــــــــــــــ

الهوامش

  1. يمتلك ثمانية من مواطني الدول الرأسمالية أكثر مما يمتلكه نصف البشرية.
  2. خصص الملياردير وارن بافيت، مبلغ 128 مليار دولار لشراء الشركات المتعثرة، أو التي ساهم في تعقيد أوضاعها عبر نفوذه في السوق المالية وشركات التأمين، فإستحوذ على مجموعة منها، مما حقق أرباحاً بحدود 354 مليار دولار خلال سنوات، دون أي عمل أو إدارة.
  3. يقول جيمس فيلتشر في كتابه (مقدمة قصيرة عن الرأسمالية) أن الترفيه أصبح مصدراً مهماً للإستهلاك وصار يحقق أرباحاً هائلة، بعد أن اعتاد العمال على شراء ساعات الترفيه، حيث راحت صناعاته وإحتكاراته الجديدة تغذي الإنتاج الرأسمالي.
  4. من أنصع التجارب في الإقتصاد الإشتراكي، المخطط له والذي يستبعد الربح المباشر، تمّكن الإتحاد السوفيتي من بناء 100 مليون مسكن، خلال 10 سنوات (1958 -1968).
  5. يوجد الآن أكثر من 15850 رأساً نووياً في العالم، فيما تعمل الدول الرأسمالية والتابعة على أنفاق تريليون دولار جديدة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل خلال (2015 – 2025)!

 *************************************************

فلاسفة ومفكرون.. اعداد: د. صالح ياسر جاك دريدا   (1930 – 2004)

فيلسوف فرنسي مولود في الجزائر، رائد المدرسة التفكيكية في النقد التي ظهرت على يديه في ثلاثة كتب أصدرها عام 1967 وهي: “ عن الكتابية أو الغراماتولوجي De la Grammatologie “ ، و”الكتابة والاختلاف”، و”الكلام والظواهر”. وتعني التفكيكية نقد وتفكيك الصيغ التقليدية للفكر والفلسفة والأدب والعلوم الإنسانية . وتحدث سلسلة من التناقضات في قلب المفاهيم المركزية التي تأصلت في الفلسفة الغربية ابتداء من أفلاطون ومرورا بماركس وانتهاء بهوسرل. ومهمتها تفكيك بناء المذاهب الفلسفية انطلاقا من مسالة الكتابة. والتفكيك، باختصار شديد ، هو تفجير عنيف لمزاعم المدرسة البنيوية في ادعاء الاجابة على جميع الأسئلة الفكرية والفلسفية التي كانت تشغل العصر. وبدلاً من تشييد البني في البنيوية، شرع دريدا في تقويض تلك البني، وكل بني سواها في النص واللغة. كان البنيويون سعداء بالتوصل الي سلسلة هياكل داخلية هي التي تحدد طبيعة الأشياء والظواهر، حتي جاء دريدا ليقلب الأمور رأساً علي عقب، ولكي يبرهن أن البني محض تكوينات ميتافيزيقية. وهو من دمر، دونما مبالغة، الفكرة البنيوية المدللة القائلة بأن العلامة ثابتة علي يد الذات المتكلمة، مشيراً الي سلسلة لا نهاية لها من الاختلافات والارجاءات في معاني اللغة. وتعد مقولة الاختلاف من أهم القواعد الأساسية في منهج التفكيك. حققت مقوله الاختلاف إنجازها الأهم في محاولتها تفويض المرتكزات الفكرية للثنائيات المعروفة مثل ( الروح والجسد / الخير والشر / الشكل والمضمون ) لقلب التصور الذهني الذي أقامته الميتافيزيقيا واستبداله بمقولات تحتمل التعدد الدلالي.

 **********************************************

لنقرأ ماركس وانجلز معا.. بالممارسة يأتي الإتقان

ثامر الصفار

تناولت في مقالين سابقين محاولتي لإعادة ترتيب أطروحات ماركس عن فيورباخ وتقسيمها الى أربع مجموعات بهدف تسهيل فهمها، وسأعرض هنا المجموعتين الثالثة والرابعة.

المجموعة الثالثة: يعود ماركس إلى نقد برونو باور ويضم الآن فيورباخ

الأطروحة الثانية:  «ان معرفة ما إذا كان للتفكير الإنساني حقيقة واقعية هي ليست مسألة نظرية، بل مسألة عملية؛ ففي النشاط العملي ينبغي على الإنسان ان يثبت الحقيقة، أي واقعية وقوة تفكيره، وانحياز تفكيره في الممارسة. والنقاش حول واقعية أو عدم واقعية التفكير المنعزل عن الممارسة هو سؤال مدرسي بحت».

الأطروحة الثامنة: «ان الحياة الاجتماعية هي بالأساس حياة عملية. وكل الأسرار الخفية التي تقود النظرية نحو الصوفية تجد حلها العقلاني في الممارسة الإنسانية وفي فهم هذه الممارسة».

نجد هنا نوعا من إعادة صياغة للتعليقات التي أدلى بها ماركس في كتاب العائلة المقدسة في هجومه على برونو باور، وتكرار أيضا للنقطة التي أثارها في المجموعة الثانية في ما يتعلق بنظريته حول مصدر المعرفة (نظرية المعرفة، أو الأبستمولوجيا، خاصة في ما يتعلق بأساليبها وصلاحيتها ونطاقها. إنها التحقيق في ما يميز الاعتقاد المبرر عن مجرد رأي).

يقول ماركس إن الفلاسفة فشلوا في إيلاء اهتمام كافٍ للعالم المادي الحقيقي، وتحديدا، كيف يتغير هذا العالم مع مرور الوقت. لذلك، كانوا راضين عن التفكير في المفاهيم المجردة (الحب، العدالة، الذات، الوجود، الله، إلخ.) وهذا هو ما قادهم جميعا إلى التصوف والبحث عن مثال أعلى “حقيقي” يمكن أن يعطي معنى لجميع المفاهيم الأخرى.

وحسب ماركس فأن هذا هو بالضبط ما حدث لهيغل عندما شرح كل التاريخ الإنساني على أنه مجرد عملية لإدراك الروح المطلقة لنفسها بمرور الوقت، تاركا وراءه كل ما خلفه التاريخ من الحضارات وأشكالها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتنوعة.

ولكن إذا كان ماركس قد انتقد هيغل ومثاليته المتطرفة، فأنه يجادل الآن بأنه حتى المادي، المؤمن بعقيدة الظروف المتغيرة ليفسر التغييرات في السلوك الإنساني، مثل فيورباخ، يمكن أن يقع في هذا الفخ إذا كانت المفاهيم المجردة - “الحب” في حالة فيورباخ – تقف مقابل المجتمع، بدلا من محاولة فهم الأفكار على أنها ناشئة عن ظروف تاريخية مؤقتة ومتغيرة.

على سبيل المثال، هل “الحب” له نفس المعنى حقا عند العبد ومالك العبيد؟ هل يستوي مفهوم “العدالة” الذي نادى به المتظاهرون في انتفاضة تشرين وبين طغمة الفساد الحاكمة؟ بالطبع لا، فالظروف الاجتماعية التي تعيشها غالبية الشعب تختلف عن الظروف الاجتماعية التي تعيشها طغمة الفساد ومن هنا تنشأ المعرفة المتباينة لنفس المفهوم وفقا لماركس.

المجموعة الرابعة: يجادل ماركس بأن الهدف من الممارسة الثورية هو فهم المجتمع (الرأسمالي) القائم والإطاحة به.

الأطروحة التاسعة: «إن الذروة التي بلغتها المادية التأملية، أي المادية التي لا تفهم الحسية كنشاط عملي، إنما هي تأمل أفراد منعزلين، وتأمل مجتمع مدني».

الأطروحة العاشرة: «إن وجهة نظر المادية القديمة هي المجتمع “المدني”؛ وجهة نظر المادية الجديدة هي المجتمع الإنساني أو الإنسانية الاجتماعية».

الأطروحة الحادية عشرة: «ان الفلاسفة لم يفعلوا غير ان فسروا العالم بأشكال مختلفة، لكن المهمة تتقوم في تغييره».

يبدو أن الأطروحتين التاسعة والعاشرة لا معنى لهما حتى ندرك أن ما يعنيه ماركس بعبارة “المجتمع المدني” هو التصور الليبرالي عن المواطنة والديمقراطية الذي لا يأخذ في الاعتبار حقائق “المجتمع الإنساني” الملموسة والمحددة تاريخيا، انه في الواقع، مجتمع رأسمالي مقسم طبقيا. هذه هي النقطة التي توصل اليها ماركس في الأطروحة السادسة، لكنه لم يستخدم مصطلحات المجتمع “المدني” أو “الإنساني”.

ان ماركس ينتقد فيورباخ طوال الوقت لفشله في تحليل مجتمعات طبقية معينة، وكيف تغيرت بمرور الوقت. والأطروحتان التاسعة والعاشرة هما وعد منه للقيام بذلك، تفصيليا، في أعماله القادمة.

إذا كنت محقا في تقسيمي لأطروحات عن فيورباخ الى أربع مجموعات، وإذا كنت قد تابعتني، يمكننا الآن، أخيرا، إعادة كتابة أطروحة ماركس الحادية عشر الشهيرة، بما يتوافق مع القرن الواحد والعشرين، على النحو التالي:

«لم يدرس الفلاسفة كيف ولماذا يتغير التاريخ الإنساني عبر الزمن. وبدلاً من ذلك، فقد أخطأوا في اعتبارهم أن المجتمع الذي ولدوا فيه يشبه في الأساس كل تاريخ الإنسانية، من جنة عدن إلى ديزني لاند؛ لقد قاموا فقط بتفسير العديد من المفاهيم المجردة السرمدية، التي من المفترض أن لها علاقة بالروح أو الوجود الأبدي للإنسانية. بينما الهدف هو دراسة المجتمع الطبقي الموجود بالفعل والذي تعيش فيه من خلال المشاركة في النضال لتغييره؛ وفقط من خلال دمج العمل الفكري والاجتماعي-السياسي في شكل جديد من الممارسة الثورية (باراكسيس) يمكن للمعلم (الجماهير نفسها) أن يتعلم (من خلال عملية التفكير-الفعل-التفكير الخاصة بهم أو، بدلا من ذلك، عملية الفعل-التفكير-الفعل الخاصة بهم) من أجل اكتساب المعرفة النظرية الضرورية للفوز في ذلك الصراع العملي».

هذه هي اللقمة الدسمة التي أراد ماركس تقديمها لنا، وهذا ما يفسر لنا لماذا نترك عادة الأطروحات العشرة الأولى ونقفز مباشرة الى الأطروحة الأخيرة! هذا هو ماركس لا يطرح أفكاره بسهولة لأنه مؤمن بأن صعوبة التفكير لا تقل عن صعوبة الفعل والعكس صحيح، وأنه إذا كنا (والملايين من رفاقنا وأصدقائنا) نريد أن نكون معلمين / متعلمين ومؤثرين ثوريا، علينا ان نتعلم كيف نقوم بالتفكير والفعل في آن واحد.

************************************

الصفحة الحادية عشر

ثلاثة كتب جديدة

* فن الممثل/ تأليف كوجو كوجيت/ ترجمة: أ. د. عقيل مهدي يوسف عن البلغارية. الكتاب يتناول التعبيرات المتنوعة للممثل وطبيعته الجدلية المشروطة بالعلاقات الابداعية. اصدار مركز انانا للابحاث.

* بورتريه لذاكرة بيضاء/ تأليف قحطان جاسم جواد/ ج2 يتناول السيرة الذاتية والابداعية والمعرفية لعدد من المؤلفين. مطابع شبكة الاعلام العراقي.

* صرخات في أقصى الجثة/ نصوص للاستاذ ماجد حامد محمد. سبق للكاتب ان اصدر سبع مجموعات شعرية. اصدار دار نون- نينوى.

**********

قراءة

“منحوتات بغداد بين الفن والسياسة” لميسون الدملوجي

التظاهرات ورمزية النصب

بشرى يوسف

صدر حديثا عن “دار درج للنشر والتوزيع” كتاب “منحوتات بغداد بين الفن والسياسة” تأليف المهندسة المعمارية ميسون الدملوجي، وهو الكتاب الثاني للمؤلفة بعد كتاب اصدرته في وزارة الثقافة عن مبنى القشلة، ولها دراسات باللغة الانكليزية فضلاً عن رئاسة تحرير مجلة “نون” للمدة من 2004 - 2006 .

والكتاب كما تصفه المؤلفة هو “دراسة الفن في الفضاء العام كوسيلة لتحفيز هوية وطنية في مجتمع يعاني من الصراعات”.

في مقدمة الكتاب اختارت المؤلفة أبياتاً من قصيدة سعدي الشيرازي في رثاء بغداد بعد غزو هولاكو وتدميرها، لما فيها من إشارات الى الخراب الثقافي والمعرفي الهائل الذي تعرضت له المدينة آنذاك. والكاتبة ترمز باختيارها هذه القصيدة الى ما يمر به البلد اليوم من خراب ثقافي ومعرفي، وقد أهدت كتابها الى شباب الانتفاضة الذين أعادوا الامل، في اشارة واضحة الى ان العراق مهما جار عليه الزمان بامكانه ان ينهض من جديد ليستعيد عافيته وعنفوانه.

ونستنتج إن علاقة التظاهرات برمزية النصب والمكان تمثل محور هذه الدراسة ونقطة الانطلاق منها، حين تؤكد لنا الكاتبة ان فكرة الكتاب تبلورت بعد سلسلة تظاهرات قام بها الشباب منذ عام ٢٠١١ في ساحة التحرير وهي تطالب بالاصلاح السياسي والاداري.. وصولا الى انتفاضة الشباب في تشرين الأول عام ٢٠١٩ التي انطلقت في عدد من محافظات العراق، ولكل محافظة عمل فني او حضاري يمثل رمزا وطنيا التف حوله المتظاهرون وكان منبعا لقوتهم وثباتهم، ففي بغداد اختار شباب الانتفاضة من نصب الحرية في ساحة التحرير معقلا لتظاهراتهم وهتافاتهم واصرارهم على التمسك بموقعهم بوصفه رمزا للحرية ووحدة البلاد، بعيدا عن الاثنية والطائفية..

ومن رمزية هذه النصب وعلاقتها بالشعب وتاثيرها على المجتمع تنطلق الكاتبة في تعزيز بحثها من رؤية واعية وثقافة عالية ومصادر موثوقة لتؤكد لنا ان الثقافة بضمنها الموروث الثقافي والفنون والعمارة وتخطيط المدن تلعب جميعها دورا مهما في اعادة احياء الهوية الوطنية في مجتمع يمتلك كل عناصر الاعتزاز والفخر بماضيه العميق دون الخوض في عملية الحنين الى الماضي برؤى مهلهلة وغير واقعية.

والكاتبة في بحثها هذا تطرح ايضا الحلول التي تتبنى الواقع المعاصر والطبيعة المتغيرة والنمو السكاني المتسارع في المجتمع العراقي، وليس الحنين الى ماضي جميل من صنع الخيال، وهي اذ تطرح فكرة استخدام الفضاء العام كوسيلة لاجتذاب المجتمع بعيدا عن الانتماءات الفرعية التي اختارها او فرضت عليه في السنوات الاخيرة، انما تبحث عن اعادة لحمة الشعب العراقي واحياء الهوية الوطنية وذلك بتحليل النصب والتماثيل في تنصيبها وازالتها من شوارع بغداد بشكل متواز مع الاوضاع العاصفة التي مر بها العراق في مراحل مختلفة.

والكتاب الذي يقع في 198 صفحة معززة بصور التماثيل والنصب في بغداد مع فهرس الاعلام والمصادر الموثوقة، يتناول في فصله الاول بداية تأسيس الدولة العراقية، ومحاولة بناء هوية وطنية باستلهام رموز تاريخية عربية او اسلامية حينا وعراقية حينا آخر. وفي الخمسينيات حسم مجلس الاعمار النقاش باعتماد فكر الحداثة ومنهجه، والابتعاد عن الصراعات التي يحفل بها التاريخ.

أما الفصل الثاني فقد درس الطبيعة الرمزية لساحة التحرير ونصب الحرية الذي تحتضنه، ضمن السياق المكاني والتاريخي، والحركة الاحتجاجية الاصلاحية التي اقترنت به.

ويتناول الفصل الثالث فترة الستينيات والسبعينيات التي تميزت بوفرة إنتاج الاعمال الفنية في الشوارع والتقاطعات، ثم مرحلة الحرب العراقية الايرانية والنصب التي اقترنت بها، وما تعرض له بعضها من ازالة في فترات مختلفة، مرورا بالنصب التي شيدت بعد 2003، والرسم على جدران نفق التحرير.

ويقف الفصل الرابع والاخير على الحاضر والمستقبل، ويطرح الاهتمام بالفن في الفضاء العام كوسيلة لاعادة بناء الهوية الوطنية.

والكتاب وان كان قد أشار في عنوانه الى الفن والسياسة والهوية الوطنية الا انني رأيت فيه ايضا دراسة معمقة في طبيعة المجتمع العراقي وتاريخه باشارات خاطفة تحفز على البحث والتوسع في الدراسات المستقبلية، فهو يوثق لمرحلة مهمة وانعطافة خطيرة في تاريخ العراق الحديث بالتركيز على انتفاضة تشرين والانطلاق منها الى سبر اغوار المجتمع العراقي، وهي مرحلة بحاجة للبحث والدراسة والتأمل.. نظرا للحوادث المهمة التي حفلت بها، وما رافقها من عواصف شديدة متعددة البواعث ومختلفة النزاعات والغايات عصفت بالعراق وشعبه.

بعد قراءتي للكتاب والنبذة المختصرة التي قدمتها للقارئ ادعو الجميع لقراءته لما فيه من تفاصيل وموضوعات غاية في الاهمية الفنية والثقافية والتاريخية. قدمته المؤلفة باسلوب ممتع وشيق، ومعلومات قيمة يظهر فيها جهد الكاتبة وبحثها عن ادق تفاصيل عملها بحيادية قلما نجدها في كتابنا اليوم.. فهو بحق دراسة تستحق الوقوف عندها والاشادة بها لما ستضيفه للمكتبة وللباحثين من معلومات وحقائق ربما غفل عنها البعض او تغافلها عن قصد.

الكتاب.. سرد كامل وموجز وربط جميل بين الفن والسياسة والتاريخ قديمه وحديثه فضلاً عن تحليلات صائبة دقيقة لشاهدة عيان على مستوى عال من الثقافة نقلت الواقع بكل امانة ومصداقية وحيادية مما اكسب الكتاب قيمة كبيرة وأهمية ليست بالقليلة لاحداث شائكة مرت على العراق.

*************

وصية الولد الذاهب للحرب

طالب حسن

                      1

لمن كل هذه الأيماءات 

الطرق خالية من الخطى

وحدهم الشهداء من يشربون

من مياه دموعهم

                      2

رتب أوراق وجعك

لاناي قرب النهر

وعصف الصرخة آتية

أكاد أسمع قيامتها 

                      3

يخيل إلي

أن هناك ثمة خطأ ما

في رقعة الأرض التي

أقف عليها

                      4

في مدار السرطان

( تقول عرافة الرمل )

دائما ما يجيء النهار

شبه أعمى مثل جندي عاد للتو

من حرب خاسرة

                      5

مرة بعد أخرى

سأظل أدير شريط أوجاعك

حتى تنضج القصيدة

على نارك الهادئة

                      6

أيتها النبوءة

طال هدوء البركان

واسترخت بلاغة الجسد

هل لأن الظلال لم تعد تعرفنا

أم نحن نسينا أن نسترد

طفولة الحلم  ؟

                      7

رغم تجاعيد المرايا

امشي وفي رأسي قصيدة

تحاول الطيران

                      8

لن أهادن

أو : أغير مجراي

أنا النهر الذي يحمل

بين ضفتيه زورق وطن

                      9

لم يخذلني الطريق

الذي خذلني

تتبع عثرات

من رحلوا

                      10

لا وصايا في الشعر

النص هو من يكتب

أبجدية أحلامنا

                      11

على حصان من البرونز

يقف وحيدا تمثال فارس

كلما لسعته شمس النهار

يجهش بالخيبة

************

العنف الثقافي وخانةُ تقسيطِ مراحله

عبدالامير العبادي

ثمةَ اسئلةٍ نريدُ الاجابةَ عليها، اجدها مركونةً تارةً في رفوفِ الجبنِ والانهيارِ ،وطوراً تأخذُ التلونَ والانحطاطَ الذي يتعدى المستوياتِ لصنوفِ الثقافةِ وثمةَ اسئلةٍ تنتظرُ الاجابةَ بشجاعةٍ عن دورِ المثقفِ في استنهاضِ روحِ الوثبةِ والثورةِ على التخلفِ. ثم ما هو المستوى الثقافيُ والفكريُ الذي يجب ان تتوفرَ فيه صفةُ القبولِ والرضا ضمنَ التقييمِ الجمعي السوي وأيلاءِ الانتباهِ لما يستخدمهُ المثقفُ في مهنتهِ او الحظوةُ بشرفِ الموقفِ الذي يجعلهُ قريباً الى منصةِ الصدقِ وبالتالي خروجهُ الى الشارعِ دونَ ان توجه له سهامُ التهمِ بالانهيارِ لحظةَ التقادمِ الزمني على وفقَ رؤياهُ ومحورهِ الفكري بالالتزامِ بناصيةِ الموقفِ الذي جعلهُ موسوعياً نهضوياً صقلتهُ الادبياتُ والمواقفُ اللصيقةِ مع البنيةِ الثقافيةِ الامميةِ التطلعِ.

اذن نحنُ امامَ اراداتٍ مفعمةٍ بالتعدديةِ الفكريةِ وان كان لا ضيرَ في ذلكَ لكن الضيرَ ان تجدَ وتبحثَ عن المعينِ النهضوي الذي يرتقي بهِ المثقفُ دونَ المرورِ بمرحلةِ العبثيةِ وتعددِ مواقفهِ. ومع ذلكَ هناكَ تجاربٌ صامدةٌ خلقتْ مستوياتٍ للثقافةِ العربيةِ الحاضرةِ وسميتْ حقاً حاضرةً لانها كشفتْ ترهاتِ الماضي الذي توكأَ على عصا الادبياتِ الغيبيةِ او ادبياتِ التواترِ والنقلِ دونَ تكليفِ النفسِ بفحصِ ادبياتِ المراحلِ الغابرةِ بل ظل محتفظاً بها تحتَ طائلةِ الاخذِ منها ضمنَ السياقاتِ الارثيةِ الابويةِ بلا عناءٍ لاستخدامِ العقلِ وامكانيةِ الرفضِ في مناطقَ معينةٍ او لحظةَ التجددِ الفكري ومن ثم الانهيارُ مجدداً في مناطقِ الوصوليةِ والانتهازيةِ والتلونِ بثوبٍ ربما يجدُ له مبرراتٍ.

ومع ان هذا الموضوعَ شائكٌ ونحنُ نجدهُ في مجتمعاتٍ من دونَ ان نراهُ في مجتمعاتٍ اخرى وهذا يأتي من ضعفِ الارادةِ او القدرةِ على التمسكِ بماهيةِ المعطياتِ الفكريةِ، ولو قدرَ لنا البحثَ في عيناتِ الوجودِ الثقافي لتوصلنا الى كمٍ هائلٍ من الانهياراتِ التي عاشتها الثقافةُ او عاشها المثقفُ حصراً.

وهنا سيأتي من يقولُ نعم ان هذا الواقعَ المسخَ تتحكمُ فيه الظروفُ الموضوعيةُ التي تؤدي الى حالةِ فقدانِ المثابةِ الرصينةِ للمثقفِ.

لقد علمتنا التجاربُ العالميةُ ان مخاضَ الثقافةِ والسبرِ في اغوارهِ قد يتأتى (رأيٌ) من طبيعةِ الصراعِ  المجتمعي او الطبقي. والذي يوفرُ القاعدةَ العريضةَ لانبثاقِ المفاهيمِ الفكريةِ والادبيةِ.

واذا كان العراقُ قد عاشَ فتراتٍ وجودةٍ سيما القرنَ الاخيرَ وبداياتِ القرنِ الجديدِ نلاحظ ان حالَ الثقافةِ مرَّ عبرَ هذه المراحل:

-1 ولادةُ الحداثةِ

-2 القواعدُ الفكريةُ الجديدةُ

-3 الغرفُ من معينِ الثقافاتِ الاجنبيةذ

-4 التحررُ من قيودِ الماضي والانتقالُ لمراحلٍ جديدةٍ

-5 التمحورُ الفكريُ حولَ الايديولوجياتِ الماركسيةِ والقوميةِ والعروبيةِ

وما يهمنا هو الى اي مدى استطاعَ المثقفُ ضمنَ هذا البنيانِ من الثباتِ على اختياراتهِ الادبيةِ والتي لا مناصَ من انها ولدتْ من رحمِ ايمانهِ الفكري.

والسؤالُ هو الى اي مدى استطاعَ المثقفُ الثباتَ والتصديَ لمتبنياتهِ الفكريةِ. والحالةُ هذه تخضعُ لعدةِ ظروفٍ منها تضخمُ الوعي والاستقرارُ النفسي والاختيارُ بعدَ تمحيصٍ ودراسةٍ ورصانةٍ وهذا ما يجعلهُ اكثرَ ثباتاً على الرغمِ من تعرضهِ للاضطهادِ والعنفِ السلطوي.

ومن المؤثراتِ اليوميةِ في حياةِ المثقفِ التزامهِ بتيارٍ فكريٍ معينٍ وهذا ليس عيباً ، لكننا ازاءَ عمليةِ الانتقالِ من تيارٍ الى تيارٍ ومن ثمَّ ممارسةُ النقدِ او الدخولِ في صراعاتٍ مفتعلةٍ باعثها احياناً العبثيةُ او الاستعلاءُ والنرجسيةُ وهذا متأصلٌ لدى المثقفُ العراقيُ. اذ اثبتتْ الحياةُ هذه التنقلاتِ مع مصاحبةِ عمليةِ الاساءةِ احياناً حتى للمبادئِ التي غرفَ من معينها وصار ناطقاً بلسانِ حالها لكنه سرعانَ ما تداعى تحتَ مختلفِ الظروفِ وكما في الانهياراتِ تحتَ طائلةِ التعذيبِ السلطوي او كما حدثَ في مرحلةِ سياسةِ الترهيبِ والترغيبِ في ظلِ مرحلةِ صدامٍ والتي انهارتْ فيها مئاتُ الاقلامِ النقيةِ وراحتْ تبجلُ فاشيتهُ المجرمةَ او مواقفِ الوصوليةِ او الانتهازيةِ. ولدينا ما كانتْ تثبتهُ تلكَ المواقفُ حيثُ الصحفُ والكتبُ والمقالاتُ والقصائدُ ما زالَ حبرها طرياً وما زالتْ عفونةُ الخاكي الذي ارتداهُ البعضُ وتبجحَ في جلوسهِ بالصفوفِ الاولى كي يسارعَ لالقاءِ قصيدةٍ او ربما كتابتهِ لاغنيةٍ يظن انها تحظى بمباركةِ الطاغيةِ.

وعن ماهيةِ المثقفِ الفكريةِ ارى ان هناكَ ثوابتَ تجعلُ من المثقفِ بمنأى عن التصويبِ الخطأ على اننا لو اردنا فحصَ الواقعِ لوجدنا:

-1 مثقفاً له كلمةُ شريفةُ نقيةُ امتدتْ به من بواكيرِ حياتهِ تتمثلُ في النطقِ بحياةِ الناسِ ومحبتهم والغوصِ في اعماقِ الانسانيةِ ويكون هو جزءاً من هذا الامتدادِ صامداً مكافحاً ضدَ الظلمِ اياً كانت اشكالهُ.

-2 (مثقفاً) تهزهُ الاعاصيرُ فينتقلُ من هنا وهناك مبرراً لهذهِ الحالةِ بطرقٍ عدةٍ.

-3 (مثقفاً) انهارتْ به القيمُ وما عادَ بمقدورهِ الثباتُ الفكريُ وامتلاكُ الحصانةِ وعدمُ قدرتهِ على البقاءِ ولو متفرجاً على ظلمِ الواقعِ وواقعِ السلطةِ.

-4 (مثقفاً) اخذَ يؤمنُ باحزابٍ متطرفةِ الفكرِ او احزابٍ دينيةٍ تأسستْ بالاصلِ على معاداةِ الحياةِ المدنيةِ لا بل بعضها مارسَ القتلَ والارهابَ وهو في ذاتهِ يؤمنُ انها احزابٌ اجراميةٌ (داعشيةٌ ).

-5 (مثقفاً) لم يستطيعْ الثباتَ على ماضيهِ الفكري والسياسي حيثُ تراهُ يتحدثُ ويدافعُ تارةً عن طائفيتهِ بشكلٍ مقيتٍ، ولنا في الساحةِ الادبيةِ امثلةٌ لهذهِ النماذجِ الان ومراحلُ سابقةٌ ولاسماءَ للاسفِ اخذَ بريقها في مرحلةٍ ما بالانتشارِ.

ورغم طبيعةِ الوضعِ المعقدِ في العراقِ الا اننا نرى ان هناكَ ادباءَ وشعراءَ وكتاباً في بلدانٍ اخرى استطاعوا الصمودَ والبقاءَ مع الكلمةِ صورةً وصوتاً.

على اني اودُ الاشارةَ الى ان المجتمعاتِ ذات الافقِ الثقافي المدني المتماسكِ وحدها توصلتْ الى صناعةِ انظمةٍ من خلالِ خطابها المفعمِ بالصدقِ والانسانيةِ.

نعم استطاعتْ حقبةُ البعثِ وصدام احتواءِ المئاتِ من الاقلام وغيرتْ فيها الطباعَ فهي دعوةٌ للبعضِ من الاعترافِ بفاشيةِ تلك الحقبةِ الدكتاتوريةِ. والانطلاقةُ المطلوبةُ تتمثلُ بالاستفادةِ من التجربةِ (النيلسون  مانديليه) والبدءُ بمرحلةِ المقارباتِ الانسانيةِ وصناعةِ قلمٍ جديدٍ يبحثُ في تغييرِ واقعنا الرجعي المتخلفِ واخراجِ البلادِ من نزعاتها التي اصطفتْ مع خطاباتِ العمالةِ وبشكلٍ دائري.

ان الدعوةَ للخطابِ الثقافي الموحدِ على الوطنيةِ وتحريرِ البلادِ وحدهُ يصنعُ لنا ثقافةً متميزةً تبتعدُ عن خطاباتِ مراحلَ هدمتْ اركانَ الواقعِ، وعلينا التصدي وكشفُ زيفِ هذه المرحلةِ والابتعادِ عن الاصرارِ على المناكفاتِ والصراعاتِ السابقةِ والتي لم تأتِ لنا الا بعواصفِ التتارِ والموتِ والدمار.

****************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

متون سومر

عن “دار الرافدين للطباعة والنشر” في بيروت، صدرت أخيرا طبعة جديدة من كتاب “متون سومر: التاريخ، المِثولوجيا، اللاهوت، الطقوس” لمؤلفه د. خزعل الماجدي.

يقدم الكتاب عرضا وتحليلا موسعا للأركان الاربعة الأساسية في الحضارة السومرية، باعتبارها أول حضارة بشرية في العصور التاريخية.

**************

ليس مجرّد كلام.. اللامبالاة وسوء العمل..!

عبد السادة البصري

منذ سنوات ونحن نصرخ بحجم مأساة البصرة والماء المالح، متناسين أنها تعاني من مشكلة الماء منذ عشرات السنين دون أن يُتعب أحد نفسه قليلاً في التفكير بحلٍ جذريٍّ لمشكلتها!

كانوا معتمدين على أنهارها ومياه شطّ العرب التي تصبّ في الخليج دون التفكير لحظة واحدة بما ستؤول إليه أمورها إنْ قلّت نسبة الماء العذب في الشط، وإن امتدّ اللسان الملحيُّ القادم مع مياه الخليج صوب البصرة وهو الذي بدأ تحرّكه منذ نصف قرن وأكثر، دون إيجاد وسيلة لإيقافه !

قبل أكثر من خمسين عاماً نشرت مجلة “العربي” الكويتية بحثاً يتحدّث كاتبه عن خطورة امتداد مياه الخليج المالحة عند ارتفاع منسوبها، وماذا سيحدث إن هي دخلت شطّ العرب وتجاوزت بعض قرى البصرة وقصباتها. وحذّر الكاتب من خطورة هذا اللسان وتأثيراته البيئية على البصرة وأهلها، كما تحدث عن آلية إيجاد الحلول لإيقافه!

قلت في نفسي: ألم يقرأ مسؤول ما هذا المقال حينذاك، أو بعد ذاك، ويتّخذ إجراءً معيناً لمعالجة الأمر؟!

ألم يفكّر أحد بآلية الاستفادة من مياه النهرين التي تذهب هدراً إلى الخليج دون أدنى فائدة ؟!

ألم يفكّر مسؤول منذ عشرات السنين بما ستؤول إليه الأمور إذا تحوّل الشطّ الى مياه مالحة وآسنة وملوّثة، نتيجة ما يصبّ فيه من مخلفات المعامل ومياه المجاري الثقيلة ؟!

تساؤلات كثيرة ظهرت أمام ناظري وأنا أعيش جحيم البصرة اليوم وتطورات أزماتها في كل شيء، فيما أغلق الكلّ آذانهم وعيونهم وعقولهم أمام مناشدات البصريين وصراخهم منذ ذلك الحين حتى الساعة، وتركوا الناس وشؤونهم لينشغلوا هم بمصالحهم الخاصة وكراسيهم ومصالح أحزابهم.

اللامبالاة والتخبّط في العمل وعدم إيجاد حل ناجع لأي أزمة مهما صغرت، هو ما جعل الأزمات تكبر وتتضخم وقد تصل إلى ما لا تُحمد عقباه!

الناس وصلت حدود اليأس من أي حل حكومي، نتيجة عدم مبالاة الحكومة بالأمور. لهذا تفاقمت الأزمات وقد يؤدي هذا إلى كوارث أكبر، اذا إغلق المسؤولين أبواب الحوار ومعها منافذ الحلول الجذرية!

البصرة تبحث عن مسؤول يشعر بما تعانيه منذ سنوات، ويبدأ بحلّ أزمتها، وصدّقوني ليس هذا بالمعضلة الصعبة جداً، مجرّد تحرك بسيط وإنشاء محطات تحلية للماء مع تحسين الخدمات وتشغيل العاطلين بعد تشغيل الشركات والمصانع المتوقفة وتشجيع المزارعين وفتح منافذ للزراعة والصناعة وقبل كل شيء اشاعة روح المحبّة للوطن والناس!

****************

الخبير حمزة الجواهري.. عن “دوافع مهاجمي عقود جولة التراخيص”

بغداد – طريق الشعب

عقدت اللجنة الثقافية التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي، أول أمس السبت، ندوة بعنوان “ما دوافع من يهاجمون عقود جولة التراخيص؟”، ضيّفت فيها الخبير النفطي حمزة الجواهري بحضور جمهرة من المثقفين والمهتمين بالشأن النفطي.

أدار الندوة التي عقدت على قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس وسط بغداد، المستشار القانوني طعمة العكيلي، واستهلها الضيف بالإشارة إلى “الهجمة الشرسة التي شنت ضد عقود جولات التراخيص، في ظل دولة يستشري فيها الفساد”.

وقدم الجواهري نبذة عن هذه العقود وعن ظروف اعتمادها وأسباب ذلك ونتائجه، موضحا أن العراق لجأ إليها بعد أن تضررت بناه التحتية وانهارت نتيجة الحروب والحصار وتداعيات احتلال الكويت.

وبيّن، أن “عقود جولات التراخيص تضمنت تقديم خدمات في مجال النفط، وهي لا تعني شراكة بالثروة النفطية. كما تمت مراعاة الثوابت الوطنية في تلك العقود، على اعتبار أن نفط العراق ملكية حصرية للشعب العراقي”.

وأضاف الجواهري قائلا، أن مدة العقود المتفق عليها قصيرة وقد حددت بـ 25 عاما، وأن الجهات المتعاقدة اشترطت عدم تسريح العمال العراقيين بعد انتهاء الفترة.

وأوضح أن “العقود كانت تحتاج إلى إدارة جيدة ومتطورة توازي حجم تطور الشركات المتعاقدة، لكن الذي حصل هو أن هناك فسادا وسوء إدارة فسحا المجال لمهاجمة جولات التراخيص إعلاميا، وذلك لعدم التمييز بين ماهية العقود وإدارة العقود”، متابعا قوله: “تبيّن إن الإدارة شابتها عمليات فساد ورشى. لكن بالرغم من ذلك فإن العراق حصل خلال عشر سنوات من هذه العقود، على وارد إجمالي يقدر بـ 800 مليار دولار، وأنفق في المقابل قرابة 80 مليار دولار كأجور للشركات العاملة ونفقات لأعمال تطوير الحقول النفطية”.

وفي ما يتعلق بالعقود الخاصة باستخراج الغاز الطبيعي وتطوير حقوله، أشار الخبير النفطي إلى أن “تلك العقود كان يتم إيقافها كلما وصلت إلى مرحلة التوقيع، وذلك بسبب تدخلات الدولة العميقة في العراق” – على حد تعبيره.

وانتهى إلى القول، أن “عقود جولات التراخيص، في حال لو ألغيت، فان الفاسدين سيستولون على الثروة النفطية”.

وفي سياق الندوة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عقب عليها الضيف بإسهاب.

وفي الختام، قدمت سكرتيرة اللجنة الثقافية، د. خيال الجواهري، باقة ورد باسم اللجنة إلى الخبير النفطي حمزة الجواهري.

****************

الطفل الأفغاني الذي التقى ميسي: أنا خائف.. لا أستطيع مغادرة المنزل!

مدريد – وكالات

كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية، أن الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي، الذي اشتهر بارتداء قميص بلاستيكي عليه اسم نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، يود مغادرة بلاده في أسرع وقت ممكن.

 ويعيش مرتضى البالغ من العمر الآن 10 سنوات، في العاصمة كابل. إذ فرت عائلته بعد أن هاجمت طالبان قريتهم.

ونقلت وكالة "إيفي" للانباء عن مرتضى قوله: "أنا محاصر في المنزل ولا أستطيع الخروج لأنني خائف جدا من طالبان"، مضيفا قوله: "أريد أن أسافر إلى مكان آمن. أرجوكم أنقذوني من هذا الوضع".

وكان مرتضى قد لفت انتباه ميسي، وحقق حلم لقائه على هامش مباراة ودية لبرشلونة مع الأهلي السعودي، أقيمت في الدوحة في كانون الأول 2016. ووقتها دخل مع النجم الأرجنتيني أرض الملعب يدا بيد.   كما أرسل ميسي، وهو سفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، قميصا للطفل الأفغاني يحمل توقيعه.

*************

عرف بكونه شيوعيا رحيل ملحن موسيقى “زوربا اليوناني”

أثينا – وكالات

فارق الحياة الخميس الماضي المؤلف الموسيقي اليوناني الشهير ميكيس ثيودوراكيس، ملحن موسيقى فيلم “زوربا اليوناني” 1964، عن عمر ناهز 96 عاما.

وكان ثيودوراكيس قد شارك في مقاومة الاحتلال النازي لليونان ابان الحرب العالمية الثانية، وأصبح لاحقا نائبًا في البرلمان. كما كان شخصية قيادية معارضة للحكم العسكري في اليونان بين عامي 1967 و1974.

ويحكي فيلم “زوربا اليوناني”، الذي فاز بثلاث جوائز أوسكار، قصة كاتب إنجليزي أقام في “جزيرة كريت” اليونانية، وتغيرت حياته عندما التقى بفلاح ودود يدعى أليكسيس زوربا. وقد أصبح المشهد الذي يرقص فيه زوربا حافي القدمين على موسيقى ثيودوراكيس، صورة شائعة في الثقافة اليونانية.

وعشية رحيل ثيودوراكيس، كتبت وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني على تويتر، قائلة: “اليوم فقدنا جزءا من روح اليونان”، واصفة الراحل بأنه “الشخص الذي جعل جميع اليونانيين يغنون الشعر”.

ولحن ثيودوراكيس أيضا موسيقى فيلم “سيربيكو” عام 1973، وأغنية تدعى “ماوثاوزين ترايلوجي”، وتستند كلماتها إلى قصائد أحد الناجين من معسكرات الاعتقال.

وعُرف ثيودوراكيس بكونه يساريا وشيوعيا. وبسبب ميوله السياسية اعتُقل وعُذب عام 1947، أثناء الحرب الأهلية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. كما عُرف بنشاطه السياسي طوال حياته، إذ انضم عام 2010 إلى الاحتجاجات الشعبية ضد إجراءات التقشف التي فرضتها الحكومة، ودعا إلى مطالبة ألمانيا بدفع تعويضات لليونان عن احتلالها في زمن الحرب.

**************

اتحاد أدباء العراق نشاطات مميزة خلال آب الماضي

بغداد – طريق الشعب

اعتبر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق أن شهر آب الماضي “جاء مميزا في زاوية النظر الثقافية والإبداعية، ومستويات النشر الخاصة والعامة التي اضطلع بها الاتحاد”، مشيرا في بيان له تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، إلى أن المشهد العراقي خلال هذا الشهر “كان زاهياً بعطاءات متنوّعة”، من ناحية حضور الجلسات والفعاليات، وإصدار الكتب والمجلات، فضلا عن القضايا الاجتماعية.

وجاء في البيان أن الاتحاد حرص على مواصلة فعالياته، ومتابعة احتياجات الأدباء وتحقيق آمالهم، بالإضافة إلى تقديم العون والدعم لكل فكرة نيّرة ومثابرة.

وبحسب البيان، فإن مشوار الاتحاد استمر في الوفاء وهو يستذكر أمينه العام الشاعر الراحل إبراهيم الخياط، من خلال تنظيم حفل توقيع لمجموعته الشعرية في اتحاد أدباء النجف، فضلاً عن إطلاق اسم الخياط على دورة مهرجان المربد الذي يجري الاعداد لإقامته مطلع تشرين الثاني المقبل.

ولفت الاتحاد إلى أنه نعى العديد من الأدباء الراحلين خلال شهر آب، كما تفقد الأدباء ممن مروا بضائقة صحية. فضلا عن ذلك، أرسل آخر إصداراته ومطبوعاته لاتحادات المحافظات، وأوصل منشوراته إلى مكتبات مهمة في بغداد والمحافظات.

ومضى البيان إلى القول أن المركز العام للاتحاد ومعه اتحادات المحافظات، واصلواعقد الجلسات التفاعلية على منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الجلسات الحضورية وشبه الحضورية. كما شارك المركز في فعاليات عديدة نظمتها اتحادات المحافظات، وساهم في التحضير لفعاليات ومهرجانات ستقام خلال الفترات المقبلة.

وفي مجال المطبوعات، أصدر المركز العام للاتحاد خلال شهر آب، نحو عشرة كتب في الشعر والرواية والقصة والفلكلور. فيما أصدر اتحاد أدباء ميسان خمسة كتب شعرية ونقدية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دولته أهملته وبريطانيا منحته الدكتوراه

عراقي يُصنّع طائرة مسيّرة مشابهة لـ “الأمريكية”

بغداد – وكالات

لم يجد شاب عراقي مخترع فرصة لتحقيق حلمه بتصنيع الطائرات المسيرة في بلده، ولم يحظ حتى بالاهتمام أو برخصة من السلطات الأمنية لاختبار تجربته الأولى في هذا المضمار، إلا أنه نجح في تحقيق الحلم في الخارج، ونال شهادة أكاديمية رفيعة من جامعة بريطانية مرموقة. وكالات أنباء عديدة سلطت الضوء على قصة الشاب الكربلائي حيدر الحسيني، الذي عمل عاما كاملاً على تصنيع طائرة مسيرة مشابهة لطائرة يعتمدها الجيش الأمريكي في مهماته الاستطلاعية، لكن فرحته بإنجاز هذه الطائرة لم تدم طويلا بسبب عدم منح السلطات الأمنية رخصة طيران لها، إلا بعد مرور ثلاث سنوات. الحسيني دفعه حبه للطائرات المسيرة لتحويل جزء من منزله إلى ورشة صغيرة. ومن هذه الورشة المزدحمة، خرج 200 نوع من الطائرات المسيرة، ليشق هذا الشاب طريقه نحو عالم مصنعي هذا النوع من الطائرات، ويشارك في مهرجانات عدة داخل العراق وخارجه، ويحصل على شهادات عديدة، من بينها شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة “ديانا إنتل” البريطانية. وآخر إبداعات الحسيني، طائرة مستوحاة من طائرة استطلاع أمريكية كانت قد سقطت عام 2015 في مدينة السماوة. إذ استطاع الوصول إليها وأخذ قياساتها وإنجاز طائرة مشابهة لها. وكان هذا الشاب الكربلائي قد قدم للسلطات العراقية طائرات مسيرة عديدة، ساهمت مساهمة كبيرة في تأمين مساحات شاسعة من الأراضي الرخوة أمنيا، كذلك في حماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية التي تتعرض باستمرار إلى هجمات.