اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: انعقاد مؤتمر بغداد حدث مهم وإنجاز سياسي

شكل انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، ونجاحه في جمع قادة دول المنطقة حول طاولة واحدة في الوقت الذي تواجه فيه دولها وشعوبها تحديات كبيرة سياسية واقتصادية وأمنية، وتشهد العلاقات بين عدد منها توترا، حدثا مهما وانجازا سياسيا يسجل لصالح العراق راعي المؤتمر. وهو في الوقت نفسه يعكس التطور الايجابي في علاقات العراق الإقليمية والدولية، ويحمل رسالة مهمة للعالم بما يعزز مكانة العراق والأمن والاستقرار في المنطقة، ويؤدي الى تطوير التعاون والعمل بين بلدانها على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

ونودّ التعبير هنا عن تطلعنا الى أن تجد مخرجات المؤتمر ومضامين البيان الختامي الإيجابية، في ما يتعلق بدعم العراق واحترام سيادته، والسعي الى توحيد الجهود الإقليمية والدولية، ترجمتها العملية في إيجاد الحلول والتسويات السلمية للنزاعات المسلحة في المنطقة، وفي مكافحة الإرهاب، وتطوير التعاون بين دول المنطقة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وتطوير تعاونها مع العراق على أساس احترام السيادة الوطنية العراقية وتعزيز لحمة الشعب العراقي ومقومات استقراره السياسي، ودعم جهود البناء وإعادة الاعمار، وتأمين عودة جميع المهجرين والنازحين إلى مناطقهم.

وفي الوقت نفسه نؤكد ضرورة مواصلة سياسة الانفتاح على دول الجوار والعالم على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة، وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية من اجل حل المشكلات القائمة، والتي نأمل ان يساهم هذا المؤتمر ومخرجاته في تذليلها.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

28/8/2021

**********

بمشاركة 9 دول مجاورة وإقليمية.. مؤتمر قمة بغداد: توحيد الجهود لمصلحة استقرار المنطقة وأمنها

بغداد – طريق الشعب

اختُتمت في بغداد، أول أمس السبت، أعمال مؤتمر التعاون والشراكة بالتأكيد على ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية، لتحقيق استقرار المنطقة.

واستمر مؤتمر قمة بغداد ـ الذي شاركت فيه تسع دول مجاورة وإقليمية إلى جانب المشاركة الفرنسية ـ ست ساعات، تركزت النقاشات خلالها على خلق حالة من العمل المشترك في المحيط الاقليمي، وحل المشكلات بالحوار بدل الصراعات.

وافتتح المؤتمر بكلمة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أكد فيها انه «لا عودة للماضي أو للعلاقات المتوترة والحروب العبثية مع الجيران والأصدقاء».

وشدد على رفض العراق استخدام اراضيه «ساحة للصراعات».

وبيّن ان حكومته «طلبت من المجتمع الدولي دعم انتخابات تشرين، وتلقينا دعما دوليا لإجراء الانتخابات».

وأكدت الدول التسع المشاركة في المؤتمر في ختام اجتماعاتها، في بيان طالعته «طريق الشعب»، ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية، بما ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة وأمنها، مشيدة بالجهود الدبلوماسية العراقية للوصول الى ارضية من المشتركات مع المحيطين الاقليمي والدولي.

وأضافت ان احتضان بغداد للمؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية.

وأثنى المشاركون على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الارهاب، بمساعدة التحالف الدولي والاشقاء والاصدقاء لتحقيق الانتصار، مجددين رفضهم لكل انواع واشكال الارهاب والفكر المتطرف.

*********

تحذير أممي: العراق معرّض لكوارث طبيعية

بغداد ـ طريق الشعب

حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للطاقة والبيئة والتغير المناخي، من تعرض العراق للكوارث الطبيعية، نتيجة التدهور البيئي الحاد وإهمال الحفاظ على البيئة.

ويواجه العراق تحديات عديدة يفرضها التغير المناخي، كارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وشح المياه وملوحة الاراضي وزيادة نسبة العواصف الرملية والترابية والكوارث الناجمة عنها، على مدار العام.

ووفقا لوكيل وزارة الصحة والبيئة جاسم الفلاحي فان البلد يعاني بشكل مطرد من ظاهرة التغيرات المناخية، الناتجة عن ازدياد الانبعاثات الكربونية، لافتا الى ان “العراق صنف واحدا من أكثر خمس دول بالعالم هشاشة وتغيرا بموضوع التغيرات المناخية وذلك بسبب ارتفاعات مطردة بدرجات الحرارة”.

وافاد الفلاحي بـ”وجود ثلاثة مواقع في العراق من بين عشرة في العالم صنفت كأعلى درجة حرارة بسبب قلة الغطاء النباتي وتناقص التساقط المطري والايرادات المائية، وتقادم البنية التحتية خصوصا باستخدام التكنولوجيات القديمة في مجالات الصناعة والزراعة”.

فيما يقول المختص في الشأن البيئي علي الخفاجي: هناك “أكثر من عشرين منطقة في العراق تحتاج إلى التدخل السريع لحل مشاكلها البيئية”، مشيرا الى “وجود مناطق زراعية واسعة في محافظات الأنبار والمثنى وذي قار، انتهت بيئياً”

ويتوقع الخبير الاستراتيجي رمضان حمزة محمد أن “يشهد العراق والمنطقة ارتفاعا كبيراً في درجات الحرارة واستمرار موسم الصيف لنهاية موسم الخريف، لتزيد هذه الضغوط المناخية من احتمال مستقبل أكثر سخونة وجفافا في البلاد”.

*********

عام دراسي على الأبواب ومشاكل تنتظر الحلول

بغداد ـ طريق الشعب

يترقب طلبة واساتذة المدارس والجامعات والأهالي بداية العام الدراسي الجديد بحذر وتوجس، بعد انقضاء عامين دراسيين حافلين بالمشاكل والتحديات الجسيمة التي فرضتها جائحة كورونا. ويضاف إلى ذلك، التردي الذي تشهده البنى التحتية لقطاعي التربية والتعليم، والنقص في الكوادر التدريسية والمختبرات والمستلزمات الضرورية التي تغيب عن مؤسسات معنية كثيرة.

وأثارت التصريحات الرسمية مؤخرا عن امكانية اعتماد النظام المدمج للعام الدراسي الجديد، الشكوك والمخاوف حول قدرة الوزارات المعنية على استيفاء متطلبات هكذا نوع من التعليم، الذي يعتبر جديدا على بلد مثل العراق. ويزيد من الأمر تعقيدا، التردي الكبير في خدمة الانترنت والوضع الاقتصادي، وما يحتاجه طلبة المدارس الابتدائية على وجه الخصوص، من جهود وخطط رصينة تضمن حصولهم على تعليم أفضل من العامين الماضيين.

ومن ابرز المشاكل التي تقف عائقا أمام انطلاقة عام دراسي جديد بصورة مريحة في المدارس، هو النقص الذي تعانيه وزارة التربية في الأبنية المدرسية.

وتقول الوزارة إنها بحاجة إلى ثمانية آلاف مدرسة لفك الاختناقات داخل المدارس, التي يشهد معظمها دواما ثنائيا وثلاثيا، وبالتالي لا بد من حلول مجدية تراعي حياة ومستقبل التلاميذ والطلبة في ظل العودة الى الدوام الحضوري.

*********

راصد الطريق.. نريد طحينا لا جعجعة !

عديدة هي الإجراءات التي تتخذها النزاهة ومحاكم الجنايات ويتم الاعلان عنها، كذلك ما تتخذه الحكومة من قرارات وتشكل من لجان بخصوص قضايا مختلفة.

ويكاد يخيل لمن يراقب قرارات المحاكم بشأن قضايا الفساد، اننا نوشك على الخلاص من هذه الآفة . وهذا ينطبق على القضايا الأخرى التي تصدر فيها احكام، منها مثلا الحكم أخيرا على قاتل مدير بلدية كربلاء.

وكانت الحكومة عرضت علينا فيديو مخرجا بعناية، ظهر فيه احد قتلة الشهيد هشام الهاشمي. ورغم انه لم يقل شيئا عن الجهة التي تقف وراء القاتل، ولا حتى عن الغاية من الاغتيال، فان اخبار الفيديو اختفت مذذاك ومعها ما حلّ بالقاتل؟ مثلما لم نسمع عن مصير قاتل الشهيد إيهاب الوزني.

 وبرغم ما يعلن ويقال، يبقى السؤال الكبيرعن مدى تنفيذ الإجراءات المعلنة، انما في الغالب الاعم تظل القضايا معلقة.

ويحدث في حالات كثيرة  ان يتدخل “الوسطاء” ومنهم  من هم من العيار الثقيل المدجج بالسلاح والمال والنفوذ..

 وعندها وفي غمضة عين يصير الأسود ابيضا وبالعكس!

**********

الصفحة الثانية

“يونيسيف”: شح المياه يهدد صحة الأطفال العراقيين

بغداد – طريق الشعب

حذرت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونيسيف”، أمس، من تعرض صحة الأطفال العراقيين للخطر جراء عدم حصولهم على المياه الصالحة للشرب.

وذكرت المنظمة في بيان، إن “3 من كل 5 أطفال في العراق لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب؛ ما يهدد تغذيتهم ويعرض صحتهم للخطر. علما أن أقل من نصف عدد المدارس في العراق فحسب تمتلك خدمات المياه الأساسية”.

وبحسب البيان، قالت شيما سين غوبتا، ممثلة اليونيسيف في العراق، إن “شح المياه في العراق ينذر بالخطر، لأن الأطفال لا يستطيعون النمو ليبلغوا كامل طاقاتهم بدون مياه”، مضيفا “أن موسم الأمطار في العراق لعام 2020 - 2021 هو الأكثر جفافا خلال 40 عاما مضت، ما تسبب في نقص حاد لتدفق المياه في نهري دجلة والفرات، بلغت نسبته 29 و 73 في المائة بالترتيب”.

**************

اضاءة.. مقاطعة الانتخابات هل حقا تؤدي الى الفوضى ؟

محمد عبد الرحمن

توالت في الفترة الأخيرة تصريحات جهات حكومية رسمية وقوى متنفذة متحكمة  بالقرار السياسي والاقتصادي والأمني منذ ٢٠٠٥، عن الفوضى المحتملة في حال تأجيل انتخابات تشرين الأول المقبل او مقاطعتها. بل ان البعض خيّر المواطنيين بين التغيير عبر انتخابات تشرين، او الذهاب الى الاقتتال الداخلي  والفوضى .

قد يكون هذا وغيره رد فعل على مواقف بعض القوى والأحزاب  التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات. وعلى تعدد ما أعلن المقاطعون من أسباب وعوامل تقف خلف موقفهم، فانهم كادوا يجمعون  على ان الامر الهام يتجلى في عدم توفر بيئة  انتخابية سياسية امنية مناسبة لاجرائها في موعدها المعلن، فضلا عن التأكيد ان المضي فيها في الظروف الراهنة لن يحقق التغيير المنشود، وهو الهدف الأساس لمطالبة المنتفضين والمحتجين والحراك الجماهيري وعموم أبناء الشعب باجراء انتخابات مبكرة. ذلك انه بالمماطلة والتسويف وبتشريع قانون انتخابات غير عادل ولا منصف وتشكيل مفوضية بمقاسات المحاصصة، جرى اجهاض وتقويض إمكانية الافادة من الانتخابات كأداة دستورية لفرض إرادة الشعب وتحقيق التغيير، بدلا من إدامة المنهج المرفوض ذاته وإبقاء الشخوص أنفسهم، وهم المثقلون بالفساد والفشل على كل صعيد .

ويلفت الانتباه ان أوساطا مختلفة راحت تناشد القوى المقاطعة العدول عن موقفها والمشاركة في الانتخابات، بدعوى ان لا بديل عن ذلك، لكن هذه الاوساط بما فيها الرسمية اكتفت بالمناشدة المجردة، ولم تتمعن في دوافع المقاطعة او تتخذ إجراءات تستجيب لمطالب المقاطعين، وهي مطالب عامة لا تخصهم وحدهم . علما ان العديد من القوى المقاطعة  حذرت منذ وقت طويل من مخاطر بقاء الأوضاع على ما هي عليه، ومن امكانية حصول تدهور اشد يقود الى عدم الاستقرار والى حالة شديدة من الاستعصاء، ويدفع الى مزيد من التذمر والسخط ، اللذين يمكن ان يأخذا اشكالا يصعب التكهن بها وبنتائجها.

ان غلق ابواب التغيير عبر الانتخابات يحمل  الكثير من التعقيدات والاشكالات، لكن من المسؤول عن ذلك ؟!

من الواضح ان المطالبين بالحقوق والمتطلعين الى حياة افضل والى تحقيق امن البلد واستقراره وسيادته، وإيقاف التدخل الخارجي في شؤونه ووقف عبث السلاح المنفلت، والضغط باتجاه وقف الفساد واهدار المال العام والعمل على توظيف إيرادات البلد لانصاف الفقراء والمحرومين وتحقيق التنمية .. ان هؤلاء ليسوا هم المسؤولون عن حالة الانسداد والفوضى ان حصلت .

ويتوجب القول أيضا ان من يحمل السلاح المنفلت ويستخدمه لفرض مواقف وإرادات سياسية، ومن يفرض ارادته على الدولة  ومؤسساتها والقضاء، هو من يضعف الدولة وهيبتها ويشيع حالة الفوضى، وليس المواطنين المحتجين والمنتفضين السلميين  المطالبين بحقوقهم، التي كفلها  لهم الدستور النافذ .

ان استمرار الوضع الراهن المثقل بالأزمات، والإصرار على النهج الخاطي المدمر ذاته، وغلق الأبواب امام التغيير السلمي، هو ما يقود الى الفوضى، وليس خيار مقاطعة الانتخابات الذي هو مثل  خيار  المشاركة ممارسة ديمقراطية دستورية، خصوصا وان سواد المقاطعين لا يرفضون العملية الانتخابية بحد ذاتها، بل ان جلّ همهم هو استكمال الشروط التي تضمن اجراء انتخابات حرة ونزيهة، تتأمّن فيها الحرية للناخب والمرشح،  وتكون تعبيرا صادقا عن إرادة الشعب وتطلعاته  .

وأخيرا نقول ان بقاء الأمور على ما هي عليه هو الفوضى  بعينها، الآن وفي المستقبل .

***************

“طريق الشعب” ترصد اخبار الاحتجاجات في مختلف المحافظات

بغداد ـ طريق الشعب

لا يصدر عدد من جريدتنا “طريق الشعب”، الا واخذت الفعاليات الاحتجاجية المطلبية حيزاً كبيراً من صفحتها الثانية. وفي احيان كثيرة نعجز عن تغطيتها كلها، لأسباب مختلفة.

ولم تتوقف الفعاليات المطلبية السلمية منذ رفع اخر خيمة من ساحات اعتصام انتفاضة تشرين المجيدة.

وتواصلت الاحتجاجات الشعبية في أغلب المحافظات خلال الايام الماضية، نتيجة لتردي واقع الخدمات وشح فرص العمل، الى جانب مطالبة الخريجين بشمولهم في العقود الحكومية.

تظاهرات في ذي قار

وتظاهر عدد من ذوي ضحايا حريق مستشفى الحسين في محافظة ذي قار، مطالبين بالكشف عن نتائج التحقيق في الحادثة. 

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المحتجين أمام محكمة استئناف ذي قار، طالبوا السلطة القضائية والجهات المعنية بالكشف عن مجريات التحقيق ومحاسبة المقصرين”.

كما تظاهر العشرات من أهالي أحياء التحرير والزهراء والبقاع الأولى والثانية، أمام محطة المجاري وسط مدينة الناصرية، احتجاجا على تردي واقع الخدمات في مناطقهم.

ونوه المحتجون الى ان سبب التظاهرة هو عدم مباشرة الشركة المنفذة لمشروع التبليط بعد إكمال مشروع المجاري، مشيرين إلى أن نقص الخدمات يؤرق الأهالي كثيرا.

البصرة تتظاهر

وأغلق عدد من أصحاب العقود في وزارة الكهرباء في البصرة، شركات التوزيع والنقل والإنتاج للطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، احتجاجاً على عدم موافقة الوزارة على تحويلهم الى عقود وزارية، وفقا للقرار 315. وذكر المتظاهر نعيم كريم لـ”طريق الشعب”، أنه “رغم وجود كتاب التخصيص المالي من الحكومة المحلية وكتاب موافقة من المحافظة الموقع من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء، إلا أن وزارة الكهرباء ترفض التعاقد معنا وصرف مستحقاتنا”. في الاثناء، نظم العشرات من موظفي شركة الحفر العراقية وقفة احتجاجية، أمام مقر الشركة في البرجسيّة غرب البصرة، رفضا لاستدعاء 8 من ممثلي تنسيقية التظاهرات إلى الوزارة.

وبيّن مراسل “طريق الشعب” في المحافظة، أن الوقفة تأتي احتجاجا على قرار الوزارة بإحالة ممثلي تنسيقية التظاهرة إلى لجنة تحقيقية.

وفي الوقت ذاته، واصل موظفو مديرية تقاعد البصرة إضرابهم عن العمل المستمر منذ ما يقارب الشهر، للمطالبة باحتساب الحوافز والأرباح، مشيرين الى عدم استجابة الجهات المعنية لمطالبهم.

ميسان أيضا

من جانب آخر، جدد عدد من الخريجين الأوائل في محافظة ميسان، تظاهراتهم أمام دار ضيافة المحافظة، مطالبين بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 67 القاضي بتفضيلهم وشمولهم بالتعيين ضمن درجات الحذف والاستحداث في دوائر الدولة. وطالب الخريجون، ديوان المحافظة ببيان درجات الحذف والاستحداث في دوائر الدولة وإرسالها الى مجلس الخدمة الاتحادي من اجل توفير درجات وظيفية للخريجين الأوائل.

وفي المحافظة أيضا، أغلق عدد من المهندسين الباحثين عن فرص العمل، بوابة شركة نفط ميسان، مطالبين بشمولهم في عقود الشركة.

تربويو المثنى يحتجون

ونظم عدد من خريجي الكليات التربوية في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية أمام مبنى تربية المحافظة، مطالبين بالتعاقد معهم أسوة بالمحاضرين.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بان “هذه التظاهرة هي الثانية خلال 10 أيام، وتهدف الى إيصال مطالبهم بالحصول على عقود أسوة بباقي الشرائح الأخرى

.. وخريجو ديالى

وواصلت محافظة ديالى سلسلة الاحتجاجات المندلعة في محافظات عدة.

وتظاهر العشرات من التدريسيين العاطلين في محافظة ديالى، مطالبين بإدراجهم بدل المحاضرين المستبعدين.  وبحسب مراسل “طريق الشعب”، فإن المحتجين تجمهروا وسط المحافظة ودعوا إلى تعويضهم بدلا من المحاضرين الذين جرى استبعادهم نتيجة التقاطع الوظيفي. وطالبوا بإطلاق درجات الحذف والاستحداث وتعويض الدرجات الشاغرة.

مطالبة بمخصصات خطورة

وتظاهر العشرات من العاملين في المؤسسات الصحية في بابل ،من ذوي المهن الصحية، أمام دائرة صحة المحافظة، مطالبين  برفع مخصصات الخطورة وإلغاء التسكين الوظيفي لا سيما العاملين في الردهات الوبائية وشمولهم بقطع الأراضي السكنية أسوة بباقي المحافظات”. وبحسب مراسل “طريق الشعب” في الحلة، فإن “المتظاهرين طالبوا ايضاً بشمول الشهداء من المنتسبين بسبب وباء كورونا، بقانون مؤسسة الشهداء”.

موظفو بلدية السليمانية

إلى ذلك، أعلن الموظفون والعاملون في بلدية محافظة السليمانية مقاطعتهم الدوام الرسمي، فيما نفى مسؤول في البلدية تهديد أي موظف، في حال الإقدام على هذا الموقف. وطالب الموظفون المحتجون، أن يبقى الدوام مستمراً بنظام التناوب وان تبقى ساعات العمل كما هي عليه، لا أن تتم زيادتها كما جرى بعد تفشي فيروس كورونا في الإقليم.

************

الشيوعي العراقي يستقبل وفدا من الوطني الآشوري

بغداد – خاص

استقبل الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والرفيقة شميران مروكل عضو المكتب السياسي، يوم الخميس 26 آب 2021، وفدا من الحزب الوطني الآشوري.

واستعرض الجانبان في اللقاء التطورات السياسية في البلاد ومستجداتها، وما يتعلق بالانتخابات المقرر اجراؤها في تشرين الاول المقبل. وفي شأن الانتخابات بيّن الرفيق الجزائري ان قرار الحزب مقاطعتها جاء تنفيذا لارادة الغالبية الكبرى                من اعضائه، الذين شاركوا في الاستفتاء الداخلي حول الموضوع في تموز الماضي. واوضح ان قرار المقاطعة قاطع ويعني عدم المشاركة في الانتخابات بأي شكل من الاشكال، لا في الترشيح ولا في التصويت. وشهد اللقاء تبادلا للآراء في شأن استنهاض التيار الديمقراطي العراقي، وعزم اطرافه على دعوة مؤتمره الثالث للانعقاد خلال الفترة المقبلة، وشدد الجانبان على ضرورة تكاتف القوى المدنية والديمقراطية والحاجة الى تطوير جهودها من اجل التغيير، خاصة والذكرى الثانية لانتفاضة تشرين المجيدة على الابواب..

وضم وفد الحزب الوطني الآشوري كلا من السيد منير نيسان هيدو والسيدة فريال ايليشا شليون والسيد يؤيل طليا ترمزران.

وحضر اللقاء أيضا الرفيق فاضل الموسوي عضو لجنة العلاقات المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

***************

تواصل الاستنكار لاستهداف مقر حزبنا في النجف

بغداد ـ طريق الشعب

تلقت منظمة اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، مؤخرا، مواقف تضامنية جديدة بعد تعرض مقرها إلى اعتداء اجرامي هو الثاني خلال العام الحالي.

زيارة اتحاد الأدباء وحزب الامة

وزار وفد كبير من الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق، مقر الحزب في النجف، مبديا استنكاره للاعتداء على مقر الحزب في المحافظة.

وقال مراسلنا، إن “وفد الأدباء والكتاب أكد التضامن التام مع الشيوعيين العراقيين والسير من أجل تحقيق الحياة المدنية لعراق ديمقراطي آمن”.

كما زار وفد من حزب الأمة العراقية، مقر حزبنا أيضا، للتأكيد على التضامن التام.

وقال مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، إن وفد حزب الأمة الذي كان برئاسة هيثم الفتلاوي، عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب النجف، أعرب للشيوعيين عن تضامنه معهم ضد “الاعتداء على مقر الحزب”.

تضامن من هنغاريا وفنلندا

من جانب آخر، أصدرت أحزاب ومنظمات عراقية في هنغاريا، بيانا مشتركا بشأن الاعتداء.

وذكر البيان أن “الظلاميين استهدفوا مقر الحزب الشيوعي في النجف، ونحن كأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات ديمقراطية مدنية في هنغاريا نستنكر هذا العمل الجبان”.

وفي غضون ذلك، ذكرت منظمة الحزب في فنلندا، عبر بيان صحفي أن “خفافيش الظلام يعتقدون ان عملهم الجبان يمكن ان يرهب الشيوعيين ويوقفهم عن النضال لأجل التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. وأن الحزب الشيوعي لا يمكن ان تخيفه أفعال جبانة كهذه”.

**************

الرفيق العزيز ابو عليوي .. وداعا

بألم ممض وحزن شديد، تلقينا نبأ وفاة المناضل الباسل عبد الحسن احمد بشير (ابو عليوي) يوم الخميس 26-8-2021 في مغتربه بمدينة “مالمو” جنوبي السويد.

نشأ الفقيد الغالي وترعرع ابنا لعائلة كادحة، فكان مناضلاً بالفطرة من اجل الوطن الحر والشعب السعيد. وتجذر وعيه في الدفاع عن مصالح الكادحين والمحرومين منذ انتمائه المبكر للحزب الشيوعي العراقي، والتحاقه عاملاً في شركة نفط البصرة.

غادر العراق اثناء الهجمة الفاشية للبعث على الحزب الى الكويت ثم الى كردستان، حيث التحق بصفوف الحركة الانصارية ووظف كل مهاراته الاعلامية والطباعية لخدمة الحزب، بنكران ذات يدعو الى الاعجاب. وقد عرف دائما بصراحته وملاحظاته النقدية من اجل الارتقاء بالعمل الحزبي والانصاري، وظل شخصية محبوبة حتى آخر لحظة في حياته.

تعازينا الحارة لاشقائه وعائلته الكريمة، ولرفاقه واصدقائه ومحبيه الكثر، راجين لهم الصبر والسلوان.

والذكر العطر دوماً وابداً للمناضل الشجاع رفيقنا ابو عليوي.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

28 آب 2021

**************

مواساة

الرفيق العزيز راهي مهاجر (ابو ربيع) المحترم

احزننا خبر وفاة الوالدة الغالية بعد معاناة طويلة مع المرض.

تقبل خالص مواساتنا برحيلها، راجين لك وللعائلة الكريمة جميعا الصبر والسلوان على هذا المصاب الاليم.

والذكر الطيب دائما للفقيدة العزيزة.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

27-8-2021

 

***************

الصفحة الثالثة

«طريق الشعب» تتابع المستجدات العام الدراسي الجديد والتحديات الكبيرة التي تواجهه

بغداد ـ سيف زهير

يستعد طلبة وطالبات المدارس والجامعات خلال الأسابيع القادمة إلى البدء بالعام الدراسي الجديد، الذي على ما يبدو لن يختلف عن سابقه من ناحية الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، والاضطرار إلى اعتماد المنصات الالكترونية من أجل تقديم المواد الدراسية.

ويرافق العام الدراسي الجديد مجموعة من التساؤلات بشأن طبيعة الدوام والتحديات التي ما زالت قائمة، وتتطلب حلولا جدية؛ فالحديث الرسمي عن إمكانية اعتماد النظام المدمج (حضوري والكتروني) ليس سهلا ايضا، نظرا لمشاكل الانترنت وخطورة الوضع الوبائي.

التربية تحدد الموعد

وأعلنت وزارة التربية، مؤخرا عن تحديد الأول من تشرين الأول المقبل، موعدا لانطلاق العام الدراسي 2021 - 2022، بينما ستباشر الهيئات التدريسية في الأول من أيلول المقبل.

وأوضح الوكيل الإداري للوزارة فلاح القيسي، إنه “تم توجيه الإدارات المدرسية من خلال مديريات تربية بغداد والمحافظات باستلام الكتب من التلاميذ والطلبة بنسبة 100 في المائة. كما سيتم استلام الكتب على غرار الطريقة السابقة، استعدادا للعام الدراسي المقبل 2021 ــ 2022.

دوام حضوري

وفي السياق، كشف مدير إحدى المدارس الإعدادية في بغداد، سلام عبد الله، عن استعداد الوزارة للدوام الحضوري في العام الدراسي الجديد. 

وأشار عبد الله خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، الى تلويح الوزارة باتخاذ “إجراءات شديدة بحق الذي يمتنع عن تلقي اللقاح من الكوادر التدريسية”، لافتا إلى أن “العام الماضي شهد مصاعب كبيرة جدا بسبب النظام الالكتروني الذي لم يوصل في أحيان كثيرة، المعلومات الدراسية إلى الطلبة والتلاميذ”.

ولفت إلى أن “ملاكات الوزارة تلقت دورات تعليمية على الانترنت والمنصات الالكترونية، لكن هذا برأيي لم يكن كافيا ولن يسد احتياجات الموسم القادم لأن البنى التحتية الالكترونية غير مؤهلة، فضلا عن ضعف الانترنت وعدم توفره للكثير من الطلبة وعدم استيعاب مدرسين كثيرين لكيفية التعامل مع هذا الأمر. ولهذا يجب أن يعود الدوام الحضوري ولو بشكل جزئي وللمواد الأساسية، شريطة أن تحل أزمة اللقاحات ويخطط جيدا لتقديم بقية الدروس الكترونيا وبشكل أفضل من السابق”.

أما المتحدث باسم وزارة التربية، حيدر فاروق، فأكد في تصريح صحافي أنّ “الوزارة هيّأت أن يكون الدوام حضورياً في العام الدراسي الجديد، بعد توجّه عدد كبير من المواطنين لأخذ اللقاحات”.

وأضاف: “نعمل ضمن آليات محددة على أن يكون الدوام حضورياً، لكن في الوقت نفسه لا غنى عن التعليم الإلكتروني الذي سيكون مرافقاً للتعليم الحضوري”.

وتابع “ستكون لدينا قاعدة قوية مستقبلية في التعليم الإلكتروني التي نحتاجها في أي مرفق من مرافق الحياة”، لافتاً إلى أنّ “التعليم الإلكتروني أصبح وسيلة مهمة جداً في حياة الشعب العراقي”.

ضرورة تطوير الجانبين

وتعليقا على ذلك، قال أيوب محسن، عضو فرع بغداد لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أن تجربة الدراسة الالكترونية حملت إشكالات كثيرة، ولو أرادت الوزارة أن تجعل الدوام مدمجا، فلا بد من إنهاء المشاكل الالكترونية بشكل جاد.

وتابع محسن لـ”طريق الشعب” قائلا: “في مناطق ريفية كثيرة، وأطراف مدن، ونواحي واقضية فقيرة، كان هناك عدد ليس بالقليل من الطلبة يعانون عدم إمكانية الحصول على خدمة الانترنت.، فيما شكا آخرون من سوء الخدمات وضعفها”. وأوضح أن “الحكومة يجب أن تضع هذه المشاكل في نظر الاعتبار بعدما لوحت باحتمالية اعتماد النظام المدمج في التعليم. وهذا لن يأتي عبر التصريحات وإنما بوجهة واضحة ومقترحات وخطوات عملية ملموسة النتائج”.

وفي المقابل، علقت وزارة الصحة على الدوام الحضوري للجامعات والمدارس في العام الدراسي الجديد.

وقالت عضو الفريق الإعلامي في الوزارة ربى فلاح، إن “إمكانية عودة الدوام الحضوري تتوقف على تحقيق النسبة المطلوبة من الملقحين وتراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا”.

فلاح شددت على أنه “من المبكر تقييم أو البت في هذا الأمر، إلا انه يعود إلى وزارتي التربية والتعليم العالي”.

وتابعت في تصريح صحافي، أن “اتخاذ أي قرار بهذا الشأن مرهون بالموقف الوبائي، وأعداد المصابين والملقحين، لتكون أمام الجهات المختصة صورة كاملة قبل البت في الأمر”.

التعليم تلتحق بالتربية

والتحقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوزارة التربية في ما يتعلق بحسم الجدل بشأن الدوام الحضوري في العام الدراسي الجديد.

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نبيل كاظم عبد الصاحب، إنّ “الدوام في العام الدراسي الجديد سيكون حضورياً”، داعياً خلال مؤتمر صحافي أساتذة وطلبة الجامعات إلى “تلقي اللقاحات المضادة لكورونا”.

وأشار إلى “افتتاح مراكز لقاح داخل الجامعات من أجل توفير بيئة صحية منسجمة متكاملة، وبالتالي الذهاب إلى الدوام الحضوري”، موضحاً أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجّه بالوقوف على احتياجات المؤسسات في المحافظات، من أجل تحقيق خدمة للمجتمع”.

وفي ذات الشأن، وجهت الجامعة المستنصرية بتخويل من الوزارة كتابا تناقلته المنصات الخبرية يقضي بـ”منع دخول أي استاذ أو طالب ما لم يجلب معه بطاقة التلقيح، أو فحص أسبوعي مستمر لثبوت عدم الإصابة بالفيروس”.

وتحدث الطالب أحمد بهاء، الذي تلقى الجرعة الأولى من اللقاح داخل الجامعة لـ”طريق الشعب”، قائلا إن “عودة الدوام الحضوري في الجامعة باتت ضرورية، لأن تجربة العام الماضي الالكترونية كانت مريرة جدا، ولم توفر العدالة للطلبة في الكثير من الأوقات”.

ودعا بهاء، الطلبة والاستاذة الى “تلقي اللقاح والاسراع في تحسين الموقف الوبائي من أجل عودة الطلبة الى مقاعدهم الدراسية، أو الاستمرار بدوامة المشاكل التي سيتخرج فيها عدد جديد من الطلبة دون أي فائدة علمية تذكر”.

***********

التربية: نحتاج 8 آلاف بناية لفك اختناقات المدارس

بغداد - نورس حسن

تحتاج وزارة التربية لثمانية آلاف مدرسة لفك الاختناقات داخل المدارس التي يشهد معظمها دواما ثنائيا وثلاثيا، وبالتالي لا بد من حلول مجدية تراعي حياة الطلبة والتلاميذ في ظل العودة الى الدوام الحضوري. وكشفت الوزارة عن خطتها للعام الدراسي المقبل، التي تشمل تنشيط الحملات التلقيحية لا سيما لطلبة المدارس والكوادر التدريسية، قبل بدء الدوام، الذي لم يحدد موعده من قبل الوزارة حتى الان.  

أولياء الامور متخوفون

وواجهت زينب فاضل (مواطنة) صعوبة بالغة في ترويض اولادها مع التعليم الإلكتروني، معتبرة ان “عودة الدوام الحضوري لطلبة المدارس، خطوة لا بد من تحقيقها”، لكنها تردف كلامها بأن هذا القرار بحاجة الى “اجراءات تعزيزية تتناسب مع خطورة الوضع الصحي”.

وتقول زينب لـ”طريق الشعب”، ان “المدارس الحكومية لا سيما في المناطق الشعبية تعاني من الدوام الثنائي والثلاثي، فضلا عن امتلاء الصفوف الدراسية باعداد هائلة من التلاميذ، بشكل يفوق الطاقة الاستيعابية”.

وتضيف المواطنة انه “من الضروري وقبل المضي بخطوة الدوام الحضوري، العمل على تشييد مدارس ـ البناء الجاهز ـ لفك الاختناقات داخل الصفوف”.

70 طالبا في الصف الواحد

وكان لمدرسة مادة الرياضيات عبير عادل، موقف مع الامتحانات النهائية لطلبة الثالث المتوسط “لاحظت طلبة وأساتذة مصابين” لكنهم حضروا تلك الاختبارات.

وتؤكد لـ”طريق الشعب”، ان الكثير من الطلبة الذين ادوا الامتحانات النهائية، كانوا يعانون من الاصابة، بل أن بعضهم تعرض الى الاغماء، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.

وتقف عبير الى جانب عودة الدوام الحضوري، قائلة “انها خطوة لصالح الطلبة والتعليم، الا انها يجب ان يرافقها الكثير من الاجراءات”.

وتضيف ان “الابنية المدرسية تعاني من كثافة التلاميذ الذين تتراوح أعدادهم ما بين 65 الى 70 تلميذا في الصف الواحد”.

وبحسب مشاهدات عبير فانه لم يتم تشييد أية مدرسة جديدة في منطقتها ـ البلديات ـ، مؤكدة ان هناك أبنية مدرسية تم تهديمها، تحت تبرير انها آلية للسقوط، بينما لم يجر العمل على اعادة بنائها، وتحولت الى أراض لكب النفايات، بحسب وصفها.

اهمال متعمد

ويؤشر علي بخت، مراقب للشأن التعليمي، جملة مشكلات قد ترافق الدوام الحضوري، من بينها قلة الكوادر التدريسية والابنية مقابل اكتظاظ الصفوف بالطلبة والتلاميذ.

ويقول بخت لـ”طريق الشعب”، ان “قرارات وزارة التربية، بالعادة، تكون مبنية على ردود الفعل والعاطفة”، مشيرا الى ان واقع حال المدارس لا ينسجم مع قرارات وزارة الصحة، التي تطالب بين الحين والاخر بفرض حظر للتجوال، ومنع التجمعات والتزام التباعد الاجتماعي.

ويضيف الناشط التربوي، ان الحكومات المتعاقبة أهملت بشكل متعمد قطاع التربية والتعليم، كما أن الضغط المجتمعي للارتقاء بهذا الملف لا يزال ضعيفا.

ويشير الى ان الكثير من الاهالي عالجوا تلك المشكلات بالذهاب نحو المدارس الاهلية، وهذا ما تسعى اليه قوى المحاصصة السياسية، التي تعتاش على استنزاف جيوب المواطنين.

الدوام.. حضوري والكتروني

ونقلت “طريق الشعب” أحاديث أولياء الامور والكوادر التدريسية الى مقر وزارة التربية، حيث عقّب المتحدث باسم الوزارة حيدر فاروق، على تلك الطروحات، بأنهم يعتزمون تدشين حملة تلقيح لطلبة المدارس المشمولين باللقاح بالتنسيق مع وزارة الصحة، قبل بدء الدوام.

وأكد فاروق أن الدوام سيكون حضوريا للعام المقبل، الى جانب استمرار التعليم الالكتروني.

وعن أزمة الدوام الثنائي والثلاثي، قال ان “ذلك واقع حال، وهو نتيجة واضحة للإهمال الحكومي المتعاقب”، مردفا ان “قلة التخصيصات المالية حالت دون اكمال بناء المدارس”.

واضاف ان “هناك توجها لدى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالاشراف شخصيا على ملف بناء واعادة تأهيل المدارس، اضافة الى ان هناك مساعي لبناء 1000 مدرسة ضمن مشروع المدارس الوطنية في عموم المحافظات بعد تحديد الاراضي الخاصة بها”.

وعن المدارس الحديدية التي لم يتم استكمال بنائها، ذكر فاروق ان وزارته “تعمل على معالجة المعوقات” أمام تلك المشاريع.

وأحصى فاروق وجود 100 مدرسة حديدية في بغداد، ومثلها في المحافظات لم يتم استكمالها الى الان، مشيرا الى ان المنظومة التعليمية بحاجة الى اكثر من 8 آلاف مدرسة في عموم محافظات العراق، لاجل فك الاختناقات.

وخلص الى ان “الحاجة اصبحت ملحة لبناء مدارس اضافية، نتيجة للكثافة السكانية وارتفاع اعداد الطلبة، فضلا عن تأزم الواقع الصحي”.

المحافظات تتحمل المسؤولية

من جهته، حمّل عضو لجنة التربية البرلمانية، النائب صفاء الغنام، الحكومات المحلية في المحافظات “مسؤولية التلكؤ في اكمال بناء المدارس”.

وقال الغنام ـ وهو نائب عن محافظة البصرة ـ لـ”طريق الشعب”، ان محافظته لوحدها بحاجة الى ما يقارب 700 مدرسة، لفك الدوام المزدوج.

واضاف ان موازنة 2021 لم تتضمن تخصيص مال كاف لاعادة تأهيل وانشاء المدارس.

ومع اعلان وزارة التربية جعل الدوام حضوريا للعام المقبل، طالب الغنام “بضرورة اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية والصحية لصالح طلبة المدارس”.

تصريحات سابقة.. ولكن؟

وبيّنت وزارة التربية في بيان صحفي، أصدره وزيرها السابق محمد إقبال في آب 2017، إن “العراق يعاني من نقص حاد في عدد المدارس بسبب تراكم الأزمات حيث هناك حاجة إلى أكثر من 20 ألف مدرسة بحلول عام 2022 نتيجة النمو السكاني السنوي”، موضحا أن “الملف يحتاج لأفكار جديدة وخطط استثنائية”.

وفي تصريحات اخرى تضاربت الارقام بشأن العدد الفعلي المطلوب انجازه من مدارس لسد النقص الحاصل.

وكان وزير التخطيط السابق نوري صباح الدليمي، قال في ايار 2020 إن “عام 2020 سيشهد نهاية ملف المدارس الطينية، واستبدالها بمدارس قادرة على توفير الظروف المناسبة للتعليم”.

وفي أيّار 2019 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في بيان لها أن 50 في المائة من المدارس العراقية “بحاجة إلى التأهيل والترميم”. وأشارت إلى أن نقص “المدارس والكوادر التربوية والتعليمية في العراق أسفر عن ازدحام الصفوف المدرسية بالتلاميذ”.

ومع هذه البيانات والتصريحات، حاولت “طريق الشعب” رصد أي انجاز يذكر لحل المشاكل التي تعيق بناء المدارس وفك الاختناقات، فوجدت آلاف الشكاوى وعشرات التصريحات دون انجاز واحد حقيقي.

**********

الصفحة الرابعة

المدن تزداد سخونة في ظل تلكؤ المبادرات الزراعية وغياب الغطاء النباتي لإصلاح البيئة .. العراق بحاجة الى 14 مليار شجرة

بغداد ـ طريق الشعب

“يواجه العراق تحديات عديدة يفرضها التغير المناخي، كارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وشح المياه وملوحة الاراضي وزيادة نسبة العواصف الرملية والترابية والكوارث الناجمة عنها”، هذا ما أشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للطاقة والبيئة والتغير المناخي. وأكد البرنامج ان “العراق أصبح البلد المعرّض للكوارث الطبيعية، أكثر عرضة للمخاطر نتيجة التدهور البيئي الحاد وإهمال الحفاظ على البيئة، وضعف الأطر القانونية والتنظيمية للإدارة البيئية، وضعف الترتيبات والقدرات المؤسسية”. ما يخص ارتفاع درجات الحرارة الملحوظ في البلاد، تبين النشرات الاعلامية لهيأه الانواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية الدورية، استمرار ارتفاع درجات الحرارة في عموم البلاد خلال فصل الصيف، والحال يتكرر منذ اعوام مضت، ما يؤثر على الصحة العامة للمواطن، وعلى نوعية المياه والتربة وزيادة الجفاف وغيرها.

قلة الغطاء النباتي

يقول وكيل وزارة الصحة والبيئة جاسم الفلاحي في تصريحات تابعتها “طريق الشعب”، ان “العراق يعاني بشكل مطرد من ظاهرة التغيرات المناخية، الناتجة عن ازدياد الانبعاثات الكربونية بسبب النشاط الصناعي للإنسان الذي بدأ منذ 250 عاما والذي أثر وبشكل مباشر على كوكب الارض”، لافتا الى ان “العراق صنف واحدا من أكثر خمس دول بالعالم هشاشة وتغيرا بموضوع التغيرات المناخية وذلك بسبب ارتفاعات مطردة بدرجات الحرارة”.

وافاد الفلاحي بـ”وجود ثلاثة مواقع في العراق من بين عشرة في العالم صنفت كأعلى درجة حرارة بسبب قلة الغطاء النباتي وتناقص التساقط المطري والايرادات المائية، وتقادم البنية التحتية خصوصا باستخدام التكنولوجيات القديمة في مجالات الصناعة والزراعة”.

ونشرت محطة دولية متخصصة بالأنواء الجوية (محطة “بلاسيرفيلي” في كاليفورنيا الأمريكية) قائمة تضم أعلى 15 درجة سجلها العالم بداية شهر تموز العام 2021، كانت ثلاث مدن عراقية، وهي العمارة والبصرة والفاو من بين المدن الاكثر حرا في العالم. وأخيرا سجلت المحطة الامريكية 12 منطقة عراقية، يوم الاربعاء 25/8/2021، أعلى معدل في درجات الحرارة في العالم.

كما تتحدث التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة وبعض المراكز الدولية للأرصاد الجوي، عن وجود أكثر من منطقة ساخنة بيئياً في البلاد.

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن العراق هو خامس الدول هشاشةً من حيث التكيف مع تغيرات المناخ.

انعكاس التغير المناخي

يقول المختص في الشأن البيئي علي الخفاجي: هناك “أكثر من عشرين منطقة في العراق تحتاج إلى التدخل السريع لحل مشاكلها البيئية”، مشيرا الى “وجود مناطق زراعية واسعة في محافظات الأنبار والمثنى وذي قار، انتهت بيئياً”

ويتوقع الخبير الاستراتيجي رمضان حمزة محمد أن “يشهد العراق والمنطقة ارتفاعا كبيراً في درجات الحرارة واستمرار موسم الصيف لنهاية موسم الخريف، لتزيد هذه الضغوط المناخية من احتمال مستقبل أكثر سخونة وجفافا في البلاد”.

بالنظر لارتفاع درجات الحرارة المستمر خلال فصل الصيف، حذرت وزارة الصحة والبيئة، من تأثير التغيرات المناخية على الصحة العامة للإنسان، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة عبر نشراتها الاعلامية المتواصلة.

وكشف الفلاحي عن ان “ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة لها تأثير مباشر على الصحة العامة من جهة التعرض المباشر للشمس في اجواء حارة تؤثر بشكل كبير على فيزيائية الجسم، اذا ما زادت على 50 درجة مئوية، وهذا يؤثر كذلك على نوعية المياه، وفيه انعكاسات مهمة على زيادة معدلات الجهاز الهضمي وكذلك التنفسي”.

حلول ومبادرات

المشاريع المطروحة للتقليل من وطأة الحر على المواطنين يقترحها المتنبئ الجوي صادق العطية ويؤيدها العديد من المختصين بالبيئة منها “البحيرات الصناعية، واستمطار الغيم، وزيادة الغطاء النباتي؛ اذ ان النباتات تقلل من امتصاص الارض لأشعة الشمس”.

وتنبه العديد من المقالات والتقارير العلمية الى أن زيادة حجم الغطاء النباتي، وزراعة المزيد من الأشجار، لها دور مهم في التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون، وكذلك تلطيف الجو، وتبريده.

بهذا الخصوص انطلقت العديد من الحملات الشبابية لزراعة الأشجار في عدة مدن، أبرزها بغداد وذي قار والبصرة وديالى ونينوى؛ اذ عمد الناشطون والمتطوعون إلى زراعة الأشجار في الجزرات الوسطية، والأرصفة، والحدائق، والمساحات الفارغة خلال العام الحالي والفائت.

ومن بين تلك المشاريع أيضا مشروع (دلبند رواندوزي) في إقليم كردستان حيث يسعى الى زرع مليون شجرة هناك لمواجهة التغير المناخي ومن اجل اعادة الحياة إلى غابات الإقليم.

40 مليار شجرة

ولا بد من الاشارة هنا الى مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي أعلنت عنها السعودية نهاية اذار من العام الحالي، والتي تهدف الى زراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط بالتعاون مع دول الإقليم. وتعد المبادرة من أبرز المشاريع البيئية في العالم.

وتعليقا على تلك المبادرة السعودية، يقول المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف: “إذا ما تمت فستعتبر نقطة تحول بالنسبة للعراق”، مضيفا، أن “السعودية أسهمت في ادخال العراق ضمن (العشرة مليارات شجرة) لكن الاموال ماتزال ضعيفة”.

واشار النايف إلى “حاجة العراق لـ 14 مليار شجرة لإحياء بيئته”، لافتاً إلى وجود 10 ملايين دونم صالحة للزراعة لكنها لم تستغل.

اتفاق باريس للمناخ

الناشط المدني زيد خالد اوضح ان “الأحزمة الخضراء تعتبر من أهم الأساليب العلمية المستخدمة للحفاظ على بيئة صحية في المدن، فهي تسهم في تخفيف نسبة ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، وتزيد غاز الأوكسيجين”، مضيفا أن “انشاء مشاريع الرقع الخضراء وتشجير الغابات يعززان من التزامات العراق بالمبادرات الدولية وتنفيذ الاتفاقيات العالمية الخاصة بالحد من التغير المناخي”.

واشار خالد الى ان رئاسة الجمهورية اعلنت يوم 13/1/2021 عن مصادقة الرئيس برهم صالح، على قانون انضمام العراق إلى اتفاق باريس للتغير المناخي، بعد تصويت البرلمان العراقي يوم 22 كانون الثاني للعام 2020، على مشروع قانون انضمام العراق إلى اتفاق باريس الملحق باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.

وهذا الاتفاق هو أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، تم التوصل إليه في كانون الأول 2015 بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد مفاوضات مطولة بين ممثلين عن 195 دولة. وتُلزم المعاهدة الدول الموقعة باحتواء معدل الاحتباس الحراري، عبر السعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود أقل بكثير من درجتين مئويتين ومواصلة الجهود كي لا يتجاوز 1,5 درجات.

وهذا يفرض تقليصاً شديداً لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات.

ما هو الحزام الاخضر؟

ان مشروع الأحزمة الخضراء، هو عبارة عن أشجار دائمة الخضرة تزرع على شكل أحزمة أو أشرطة تمتد على حدود المدن، ولها فوائد عديدة، منها إيجاد مصدات للرياح القوية، التي تحمل معها الأتربة والمواد العالقة الأخرى، زيادة المساحات الخضراء، تثبيت التربة الرملية، إيقاف زحف الصحراء إلى مراكز المدن، فضلاً عن تلطيف المناخ وتوفير كميات من الأوكسجين النقي، حسب ايضاح دائرة التوعية والإعلام البيئي، التابعة لوزارة الصحة العراقية.

.. أهميته

لا تنحصر أهمية الحزام الأخضر بتحسين أداء البيئة فقط، وإنّما له فوائد على الصحة النفسية في معالجة الجو شديد الحرارة الشائع في بلدنا، إضافة إلى المنفعة الاقتصادية التي تتجلى بتوفير فرص العمل والمساهمة في خفض أسعار المنتجات الزراعية بواسطة زيادة المشاتل والمساحات الخضراء. كذلك يسهم بشكل كبير في الحد من ارتفاع درجات الحرارة في المناطق المحيطة والمجاورة، ويستغل كمظهر جمالي لترويج السياحة وبناء ضواحي ومشاريع عمرانية سكنية وغيرها.

تخبط

في 17 كانون الثاني من العام الحالي، صرّح محافظ بغداد محمد جابر العطا، للوكالات الاخبارية عن خطة لإنشاء الحزام الاخضر حول العاصمة بغداد، بهدف تحسين البيئة، وذلك عقب إجراء عمليات التشجير التي ستتكفل بتنفيذها دائرة بلديات بغداد بعد استلام الاشجار من وزارة الزراعة.

وفي منتصف حزيران، كشفت أمانة بغداد عن تفاصيل مشروع الحزام الأخضر حول العاصمة. وأشارت إلى انه سيسهم بخفض درجات الحرارة وتقليل العواصف الترابية.

وقد دخلت لجنة الزراعة والمياه البرلمانية على خط الدعم لمشاريع إحياء المساحات الخضر. واعتبرت أن الحزام الأخضر خطوة مهمة لتدعيم البيئة.

في المقابل، صوّت مجلس الوزراء منتصف شهر حزيران الماضي للعام الحالي، على إنشاء مدينة الرفيل لدعم التوسع السكاني في بغداد والمحافظات.

ووفقا لعضو لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية ندى شاكر جودت فإن “هذا المشروع سيتم إنشاؤه على مناطق زراعية منتجة، وبالتالي سيساهم بتدمير وإنهاء الزراعة في بغداد”.

فيما وصفه خبراء مختصون بأنه “أكبر كارثة إنسانية وبيئية ستشهدها بغداد في تاريخها المعاصر”، عازين السبب الى أنها “ستزيل مساحات كبيرة من حزام بغداد الاخضر، وتسبب مشاكل بيئية ضارة بسبب تغيير الاراضي الزراعية الخضراء واستبدالها بطرق وابنية”.

الاحزمة الخضراء في المحافظات

ويؤكد عضو مجلس محافظة كربلاء، ناصر الخزعلي، أن “الإهمال الحكومي والفساد المالي وراء اندثار الحزام الأخضر الشمالي والجنوبي في المحافظة”.

وقال الخزعلي في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن “مشروع الحزام الأخضر الشمالي بطول 50 كيلو مترا وبعرض 100 متر، نفذ ضمن مشاريع تنمية الأقاليم، وصرف عليه أكثر من 9 مليارات دولار، وبعد توقف التمويل من الحكومة المركزية في عام 2017 اندثرت المليارات، التي صرفت، وهلكت محاصيل كبيرة من الأشجار، وأيضاً تسبب بعطل المحطات”.

وجاءت تأكيدات مديرية زراعة كربلاء بهذا الشأن، بانها لم تعد معنية بإدارة الحزام الأخضر وليس في نيتها العودة للمطالبة به، بسبب عدم قدرة وزارة الزراعة على ادارته واحيائه من جديد.

 في واسط

وبعد توقف دام أكثر من 6 سنوات، أوضحت دائرة البيئة في واسط، يوم 23 آب 2020، أن نسب الإنجاز في المرحلة الأولى من مشروع الحزام الأخضر، وصلت إلى 85 في المائة ‏من أصل طول المشروع الكلي البالغ 18 كم.

وقال مدير الدائرة صباح عباس: ان “المشروع يقع في الشمال الشرقي لمركز مدينة الكوت (الطريق الحولي)”، لافتا إلى حصول تراجع كبير في نسب الإنجاز حاليا مع اندثار المراحل التي تم إنجازها مثل منظومات الري بالتنقيط وأحواض المياه.

وأشار إلى أن سبب توقف العمل بالمشروع هو الأزمة المالية التي شهدتها البلاد خلال سنة 2014، داعيا الجهات المعنية الى ضرورة استئناف العمل بهذا المشروع لما يساهم في حماية البيئة.

والحال في مدينة الديوانية

وقامت حكومة الديوانية في عام 2007 بتشجير الجزرات الوسطية بالنخيل بينها وبين محافظة بابل على امتداد طريق دغارة شوملي بقيمة مليار دينار. وقد اريد لهذا المشروع أن يكون حزاماً اخضر، لكن تلك النخيلات سرعان ما فارقت الحياة، وتحول المشروع الى اطلال يتندر بها الناس، تعبيراً عن الاستهزاء بمشاريع التشجير في العراق.

بابل

وتحدثت رئيسة اللجنة الزراعية في مجلس بابل سابقا سهيلة عباس عن وجود محاولات عدة من قبل الحكومة لغرض انجاز الحزام الأخضر الخاص بمحافظات الفرات الاوسط. وقد خصصت اموال لهذا الغرض تجاوزت حينها مليار دينار، ووضعت التصاميم الخاصة به من قبل الخبراء، لكن تدهور الظرف الأمني وزيادة العمليات الارهابية في المنطقة المحصورة بين مناطق جرف الصخر والمسيب وعامرية الفلوجة حالت دون ذلك.

من جهته، طالب صباح نوري من مديرية بيئة بابل، الجهات المختصة بإعطاء مشاريع الحزام الأخضر اهمية قصوى في ظل التلوث البيئي الذي يشهده العراق، بفعل زيادة انبعاث الغازات السامة وعمليات احتراق الغاز المصاحب للنفط، اضافة الى فعل الانسان نفسه ومحاولاته العبث بمرتكزات الصحة العامة ومنها البيئة.

واكد “ان غالبية دول العالم انشأت حول مدنها حزاماً اخضر، وأخذت تجني ثمار ذلك الا في العراق، فان الوضع يتدهور من سيئ الا اسوأ، غير مكترثين بالنتائج الكارثية التي يواجهها المواطن”.

 الموصل وتخريب الغابات

وأعلن قائممقام مدينة الموصل زهير الاعرجي في اذار الماضي عن حملة جديدة لزراعة الاشجار بدلاً من الاشجار التي تضررت خلال الحرائق التي طالت غابات الموصل العام الماضي، وبالتعاون مع الفرق التطوعية والناشطين للمساهمة بزرع هذه الاشجار في منطقة غابات الموصل.

اذ أكد الاعرجي ان “غابات الموصل قد تعرضت الى الكثير من الاضرار على يد داعش، واثناء عملية التحرير، وهناك نية بإعادة الحياة اليها؛ اذ لا يمكن التفريط بشبر من هذا المكان الجميل”.

وتجري محاولات هنا وهناك لقطع اشجار الغابات في الموصل بغية المتاجرة وبيعها او بافتعال حرائق تؤدي الى خسائر كبيرة بالبيئة، وقد نقل عدد من القنوات الاخبارية المحلية خبرا عن حريق مفتعل طال غابات الموصل منتصف العام الحالي، حين أعلنت مديرية الدفاع المدني، (6 تموز 2021)، عن إخماد حريق في غابات الموصل، “افتعله” تاجر خشب حاصل على مناقصة لتقطيع خشب الاشجار الميتة وبيعها.

مآسي الحروب في البصرة

فقد العراق الملايين من أشجار النخيل، وبخاصة في مدينة البصرة، فهي تعتبر موطن النخيل في العالم، حيث تناقصت غابات النخيل التي يسقيها مد شط العرب بشكل ملحوظ، بل إن غابات منها أبيدت كليا عندما تحولت المدينة إلى ساحة معركة إبان الحرب العراقية الإيرانية في أكبر كارثة بيئية تعرض لها نخيل العراق.

وقد شهدت مدينة البصرة تراجعا ملحوظا في اعداد اشجار النخيل، فبعد ان كان هناك 35 مليونا من اشجار النخيل وصل إلى ما يقرب 16 مليون نخلة خلال العقود الثلاثة الماضية. ويُرجع المسؤولون في وزارة الزراعة الأمر إلى أسباب عدة أبرزها الحروب العبثية التي خاضها العراق والتوسع السكاني والابنية.

وفي مقابل ذلك، يشكو اتحاد الجمعيات الفلاحية في البصرة من غياب الدور الحكومي في دعم زراعة النخيل. وبحسب عضو الهيئة الإدارية راضي عزيز السهر فإنه “لا توجد هناك أية مبادرات جدية لتغيير هذا الواقع المتردي”.

في حين قال معاون محافظ البصرة لشؤون الأقضية والنواحي عرب الجزائري: إن “لدى المحافظة خطة مدروسة ومهيأة لتطوير زراعة النخيل والنهوض بواقع الزراعة والبساتين، إلا أن التخصيصات المالية وعدم منح السيولة الكافية تقف حائلا امام التنفيذ”.

******************

الصفحة الخامسة

من شحّ المياه إلى تأخر دفع المستحقات الخطر يداهم زراعة العراق والفلاحون يهجرون أراضيهم

بغداد – وكالات

بعدما كاد العراق يقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي في محصولي القمح والشعير، بإنتاج قرابة 5 ملايين طن منهما خلال العامين الماضيين على التوالي، بدأت تحذيرات مزارعين واختصاصيين في مجال الزراعة من “تراجع حاد” لهذا القطاع خلال الموسم الحالي، في حال لم تعالج الحكومة مشكلتي شح المياه وتأخر دفع مستحقات الفلاحين، وغيرهما.

وتؤكد التحذيرات أن أسبابا عدة تحول دون حفاظ العراق على معدلات الإنتاج التي حققها العامين الماضيين، في محصولي القمح والشعير، منها تأخر دفع الحكومة مستحقات قسم كبير من الفلاحين للموسم الماضي، رغم تسلمها المحصول منذ شهور طويلة، ما حال دون تمكنهم من إدامة أراضيهم والاستعداد للموسم الجديد.

يأتي ذلك في ظل تنامي ظاهرة احتكار المستلزمات الزراعية، وارتفاع أسعار المستورد منها بسبب تراجع قيمة الدينار أمام الدولار.

غرقوا في ديونهم!

وفقا للمستثمر الزراعي فلاح الحسوني، فإن “زراعة القمح والشعير من أفضل المهن التي تدرّ أموالاً جيدة للفلاح والمستثمر، إلا أنها بدأت تتراجع شأن القطاعات الأخرى”، مضيفا في حديث صحفي، أن “أعداداً كبيرة من المزارعين قرروا الكف عن زراعة أراضيهم هذا الموسم بعد أن غرقوا في الديون نتيجة عدم دفع الحكومة مستحقاتهم المالية”.

ولفت إلى أنّ “بعض المزارعين قاموا ببيع معداتهم الزراعية من مضخات وآليات، لغرض تسديد ديون الموسم الماضي”.

من جهته، قال المزارع علي البلداوي، انّ “المناطق التي تشتهر بزراعة القمح والشعير، كمحافظات صلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى ونينوى، وبعض مناطق الوسط والجنوب، اعتادت في مثل هذه الأيام أن تشهد تحضيرات الموسم الزراعي، إلّا أنّ هذه التحضيرات انخفضت بشكل كبير قياسا بالسنوات السابقة، بسبب ضعف السيولة النقدية لدى أغلب المزارعين”.

وأضاف قائلا، أن “ما يقارب 30 إلى 40 في المائة من المزارعين امتنعوا عن زراعة أراضيهم هذا الموسم، ومنهم من انتقل إلى مناطق أخرى، بسبب عدم توفر الكهرباء والاضطرار إلى الاعتماد على الوقود في تشغيل مضخات المياه، ما جعل الزراعة مكلفة إلى حد كبير”.

سوء الإدارة

وفيما أكد رئيس لجنة الزراعة والمياه البرلمانية، سلام الشمري، أن “مستحقات المزارعين في جميع المحافظات لم تصرف لغاية الآن سوى للقليل، رغم تضمينها في النفقات بالموازنة المالية أسوة برواتب الموظفين”، لفت في بيان صحفي، إلى وجود “تراجع واضح في إيرادات المحاصيل الاستراتيجية”.

وعزا الشمري هذا التراجع إلى “سوء إدارة وزارة المالية والوزارات المعنية الأخرى”، مبينا أن “عدم دفع المستحقات يهدد بتراجع إنتاج محصولي القمح والشعير لهذا الموسم إلى 3 ملايين طن، بعدما كانت أكثر من 5 ملايين العام الماضي”.

إهمال متعمد

جمعيات واتحادات الفلاحين شكت من جانبها “الإهمال المتعمد” لشريحة المزارعين من قبل الحكومة والجهات المعنية بالقطاع الزراعي.

وبهذا الصدد، قال عضو جمعية الفلاحين في صلاح الدين، ناهض الجبوري، إن “تأخر دفع مستحقات الفلاحين يهدّد تحضيرات الخطة الزراعية الشتوية، التي تتطلب شراء الحبوب والأسمدة والمعدات وحرث الأراضي وتهيئتها. كما أن مديونية 90 في المائة من المزارعين للمكاتب والشركات الزراعية الأهلية، باتت تهددهم بإجراءات قضائية بسبب تأخر دفع الديون المترتبة عليهم”.

واتهم الجبوري الحكومة بـ “التقصير والإهمال تجاه القطاع الزراعي، الذي يمثل سلة العراق الغذائية”.

كارثة زراعية واقتصادية

من جهته، أشار الخبير الاقتصادي، عادل المختار، إلى أن “انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، ستكون له تداعيات كبيرة على القطاع الزراعي، خصوصاً محصولا القمح والشعير”، مشددا على “أهمية إعادة النظر في السياسة الزراعية على أساس انخفاض مناسيب المياه، وتحديد المحاصيل التي يجب أن تُزرع، والاعتماد على محاصيل لا تُهدر عليها كميات كبيرة من المياه”.

وحذر المختار من مغبة تأخر دفع مستحقات الفلاحين، وعدم إيجاد حلول ناجعة لمعاجلة انخفاض منسوب المياه، والمحافظة على ما تبقى من المياه الجوفية “ففي هذا الحال سيكون العراق مقبلا على كارثة اقتصادية وزراعية كبيرة”.

******************

أگـول

نهر ديالى كان يمر من هنا!

حسين المندلاوي

كانت ديالى مع إشراقة كل صباح تطل على نهرها الذي يحمل اسمها، كزهرة عاشقة تتأمل زينتها في مرآة من بلور أزرق! وهكذا تآلف النهر الساحر والمدينة الخضراء على مدى الازمنة والدهور، ليبدو نبض حياتهما نابعا من قلب واحد.

أسرار ورموز عصية على الوصف. فلا الكلمات ولا حتى القصائد استطاعت رسم لوحة وافية لما يدور بين النهر المتيم والمدينة العاشقة.

قبل سنوات باغتنا النهر بفيضان كبير. امتد الماء جسراً ما بين الضفة والضفة، قدم كموجة عشق ليبث الوجد في القلوب.  فهب اهل المدينة في مهرجان بهيج مهللين للفيضان القادم من بعيد، استقبلوه كزائر أثير، كضيف انتظروه طويلا.. غنوا له ورقصوا على سداده، ثم رافقوه حتى القرى البعيدة وهو يتموج بين البساتين موزعاً قبلاته على اشجار البرتقال!

اليوم، وبعد مرور سنوات على ذلك الفيضان، أرى النهر قد شاخ كثيراً، فقد مراياه البلورية الزرقاء ولم يعد يتموج بين البساتين، فبدى وكأنه أفعى جريحة تتخفى بين الأشنان والصخور.

في طفولتي كنت أظن إن للنهر روحاً، وله لغة لا يفهمها الا النخيل وأشجار البرتقال. وكنت أحسب النهر يتنفس، حتى إني في بعض الليالي المزدحمة بالنجوم، كنت أذهب الى الجرف العالي، لعلني أسمع هسيس صدر النهر.

ذات يوم وأنا في أعالي النهر، عند المنابع، روت لي سيدة مسنة أسطورة عن فتى وسيم من نسل الآلهة عشقته أناهيتا (آلهة المياه). ومن فرط حبها له سحرته فتحول الفتى الوسيم الى نهر ساحر يجول بين أعمدة معبدها الكبير في “كنجاور”.

كثيرة هي أحزان الأنهار، لكن لا حزن كحزن هذا النهر. إذ فقد أحلامه في معبد أناهيتا واليوم يفقد عذوبته ولم تعد في ضفافه طراوة الايام الخوالي.

كم أخاف أن يأتي يوم أرى فيه النهر شيخا عجوزا، يطل من ناصية الجسر العتيق على الوادي العميق، وهو يروي لأحفاده قصة نهر عذب كان يمر من هنا!

***************

عامل نظافة مسن يحلم بـ “تقاعد” وغرفة للسكن

الناصرية – وكالات

مع طلوع الشمس، يتوجه عامل النظافة مهيدي عبد الحسين، البالغ من العمر 76 عاما، إلى عمله في تنظيف الشوارع وسط مدينة الناصرية. إذ يقوم بجمع النفايات وهو يدفع عربته الحديدية الصغيرة التي يضع فيها مكنسته، في صورة تعكس روح العصامية والتحدي للعيش بكرامة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

يقول عبد الحسين، إنه يعمل بعقد مؤقت في دائرة بلدية الناصرية منذ 16 عاما، وبراتب شهري قدره 300 ألف دينار، بعدما تم استقطاع 45 ألفا منها أخيرا، مؤكدا في لقاء صحفي، أنه يعمل مدة 5 ساعات يوميا. رجل النظافة هذا يفتقر إلى السكن. فهو يتخذ من غرفة في أحد الفنادق مأوى له. فيما يحلم بالإحالة على التقاعد، بعد سنوات طويلة من الخدمة، وأن تكون له غرفة سكنية يقضي فيها آخر أيام عمره، موجها نداءه إلى الجهات الحكومية، لعلها تستجيب له.

ويشير عبد الحسين، إلى أنه يعاني ظروفا صحية تتطلب منه تلقي العلاج باستمرار، لكنه يواصل عمله بدون توقف، كونه يكتفي براتبه الحالي. وبالرغم من ذلك، أن تأمين معيشته من خلال توفير السكن والتقاعد، هو الضمان الوحيد. ويمضي رجل النظافة بخطواته المتعثرة وظهره المتحدب من ثقل الحمل الذي يدفعه بيديه المرتعشتين، وكأنه يقول للزمن: "مهما فعلت بي الأيام، سأبقى صامدا مع الحياة في مهنة صناعة النظافة والجمال".

حكومة ذي قار تخصص له قطعة أرض

وعلى إثر هذا اللقاء الصحفي الذي نشرته وكالة أنباء "المربد" مصورا، خصصت الحكومة المحلية في ذي قار، قطعة أرض سكنية لعامل النظافة مهيدي عبد الحسين.  وأوضح مكتب المحافظ في بيان له، أنه استقبل عبد الحسين ووجه بتخصيص قطعة أرض سكنية له ضمن الأراضي المخصصة لشريحة العمال "تكريماً له على مثابرته وتفانيه في العمل". كما وجه المكتب دائرة بلدية الناصرية بمراعاة ظروف العامل المادية.

***************

مواساة

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية/ اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، الرفيق سعد علي الوائلي، الذي توفي بعد معاناة مع مرض لم يمهله طويلا.

للفقيد الذكر الطيب ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا بخالص العزاء والمواساة للرفيقة العزيزة نبال شمخي الخميسي (أم عراق)، بوفاة أختها المربية الفاضلة السيدة نجاة شمخي في أمريكا، بعد معاناة طويلة مع المرض.

الذكر العطر للفقيدة، والصبر والسلوان لعائلتها.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الثورة، الرفيق العزيز كريم شامخ بوفاة أخيه كاظم شامخ.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه وأصدقائه ومحبيه.

  • بمزيد من الحزن والأسى، تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ صديق الحزب، السيد هلال عمران الموسوي.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان.

  • تنعي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، رفيقها المناضل والكادر الشيوعي العمالي، عبد الحسن أحمد بشير (أبو عليوي)، الذي فارق الحياة الخميس الماضي في مدينة مالمو السويدية، جراء مضاعفات فيروس كورونا.

وظل الفقيد سنوات طويلة، وفياً ومخلصاً للمبادئ الوطنية وحب الوطن والشعب. ولم تُضعف سجون الطغاة وجورهم شكيمة عزمه، ولا ظروف الأنصار الصعبة وأوجاع المنافي بعيدا عن الوطن والأهل والأحبة.

المواساة والعزاء لعائلة الفقيد وأهله ورفاقه وأصدقائه، وله الذكر الطيب على الدوام.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، ولجنة سعدون الأساسية، الرفيق عادل شمخي الطائي (ابو مناف)، الذي فارق الحياة صباح الأربعاء الماضي، إثر ازمة قلبية مفاجئة.

وكان الفقيد مثالا للرفيق الشيوعي الملتزم بمبادئه، ومحبا لوطنه.

له السلام والسكينة والذكر العطر، ولأهله وجميع رفاقه ومحبيه، الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الصديق المهندس صادق عبد المحسن المعروف، الذي توفي اثر حادث مؤسف.

 والفقيد ابن شقيق فقيد الحزب المناضل جبار المعروف، وابن خالة الرفيق حسين توفيق علاوي.

 للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الكريمة خالص العزاء.

  • بألم وحزن شديدين تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان،

الرفيق المناضل حسن كامل، الذي توفي يوم 21 آب، إثر مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.

 

****************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية.. من أجل تشريع قانون ضريبي عادل

ابراهيم المشهداني

تشير الاخبار إلى أن وزارة المالية تتوجه لإعداد مسودة قانون ضريبي جديد يتناسب مع الواقع العراقي. ومع أن هذا القانون من حيث المبدأ يشكل أهمية كبيرة في تحقيق توازنات بنوية اجتماعية أفضل إذا ما أحسنت إدارته وطورت تشريعاته لتكون أداة فعالة في تضييق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية التي تعاني من فوارق قاتلة لا أن يكون الهدف منه معالجة الأزمات الاقتصادية التي تكمن أسبابها في صلب النظام الاقتصادي الاجتماعي المضطرب.

صحيح أن نسبة الضرائب المتحصلة حاليا تشكل نسبة واحد في المائة من الناتج المحلي الاجمالي  حسب تسبيب وزير المالية، غير أن المشكلة ليس في تواضع هذه النسبة وانما في الطرق والأساليب البالية التي تجبى بها الضريبة، كما أن هذه النسبة لا تعكس حقيقة الرسوم التي تجبى دون أن تدخل السجلات الحكومية  الخاصة بدوائر الضريبة، فبعضها يجبى كإتاوات والبعض الاخر يجبى من قبل الوزارات بكل مفاصلها مقابل تقديم خدماتها للمواطنين وخاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي تعرض لها العراق في عام 2014 بعد انخفاض اسعار النفط بشكل مريع، ولجأت الحكومة بناء على نصائح صندوق النقد الدولي للتعويض عن نقص الانفاق الحكومي، فضلا عن ذلك تزايد حجم الضرائب غير المباشرة التي يتكبدها المواطنون نتيجة ارتفاع أسعار السلع والبضائع الاستهلاكية اليومية وارتفاع معدلات التضخم في السوق نتيجة لتخفيض قيمة الدينار.

ومن الجدير بالذكر أن تدهور الضريبة كمصدر للتمويل بعد عام 2003 يرجع إلى جملة من الأسباب بالإضافة إلى ما ذكرنا ومنها على سبيل المثال الاعتماد على الموارد النفطية بشكل أساسي في تمويل الموازنات السنوية التي لم تقل لهذه اللحظة عن 94 في المائة، بالإضافة إلى كثرة الاعفاءات والحوافز الضريبية التي تطبق بشكل عشوائي زد على ذلك ضعف أو غياب البيانات والمعلومات الضرورية لحصر المكلفين مما أدى ليس فقط إلى ضعف الإدارة وانما لانتشار الفساد المالي والاداري في كافة حلقات الجهاز الضريبي فضلا عن ضعف الرقابة الحكومية حيث أن انعدام الرقابة الدورية على الجهاز الضريبي وفر البيئة المناسبة للتهرب الضريبي.

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن النظام الضريبي المنشود يجب أن ينصب اساسا على تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين من خلال توظيفه كأداة لا غنى عنها في إعادة توزيع الدخل بين العراقيين، فمن المعروف في النظرية الاقتصادية أن التفاوت في نصيب كل طبقة من الدخل القومي يعود إلى جملة من العوامل لعل أبرزها الانتفاع من فرص العمل وشكل الملكية السائد وتفاعلاتها مع آليات السوق وسياسة الحكومات الاقتصادية فضلا عن النظام الضريبي المطبق في البلد المعني والإعانات والخدمات العامة.

لكل ما تقدم من أسباب اصبحت الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الضرورية المتعلقة بالتحصيل الضريبي لكي يتحول إلى مصدر مهم في التمويل وإلى أداة لتحقيق العدالة في توزيع الدخل بين المواطنين. وفي هذا المجال نقترح الاتي:

  • ضرورة قيام الادارة الضريبية بجملة من التدابير المرنة آخذة بالاعتبار مستويات الدخل عبر وسائل إعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة من أجل نشر الثقافة الضريبية وتحقيق الشعور العالي بالمواطنية والالتزام بدفع الضريبة في أوقاتها والاستفادة من الخصومات والفوائد التي يجنيها المكلف.
  • قيام الدولة بفرض الضرائب التصاعدية وتحديدا الشرائح الاجتماعية التي تنطبق عليها هذه المعايير وفي نفس الوقت إعفاء ذوي الدخول الواطئة مع إعفاء السلع المستوردة التي يحتاجها المجتمع والدولة لغرض تطوير الصناعة والقطاعات الانتاجية المهمة وتطبيق التشريعات التي تلزم بكشف الذمم المالية لكبار موظفي الدولة واعضاء مجلس النواب والطبقات الأكثر ثراء في المجتمع.
  • تطوير أساليب استحصال الضريبة من خلال تحديد الوعاء الضريبي وادخال الأساليب والوسائل الحديثة وخاصة التكنولوجيا المتطورة لضبط البيانات الخاصة بالمكلفين وخاصة الطبقة الاوليغارشية والأثرياء بالإضافة إلى الشرائح الاجتماعية المكلفة بدفع الضريبة والتشدد في النظام المحاسبي بما يسد الثغرات التي تساعد على اتساع نطاق التهريب.

**************

ارتفاع أسعار المواد الغذائية.. تحدٍّ آخر امام العراقيين

العراق يحتل المرتبة 65

 مؤشرات الجوع ترتفع عالمياً

بغداد ـ طريق الشعب

لم يستفق المواطنون وخصوصاً الفقراء والكادحون بعد من صدمة رفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار، حتى فوجئوا بارتفاع جديد لأسعار المواد الغذائية والمحروقات، ما اثار ذلك استياء كبيرا لديهم.

وما يلفت الانتباه أن الازمة جاءت في أعقاب إعلان وزارة التجارة استعدادها لتوزيع وجبة ثانية من السلة الغذائية (التي ضمنتها لأول مرة أنواعا معينة من البقوليات ومعجون الطماطم)، التي من شأنها أن تحافظ على استقرار أسعار المواد الغذائية.

وكانت الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية قالت في بيان لها قبل اسابيع، إن ملاكاتها الفنية والادارية تواصل العمل ليلا ونهارا من اجل ايصال المفردات الى المواطنين، ضمن مفردات مشروع السلة الغذائية.

وذكر مركز بحثي، ان العراق احتل المرتبة 65 عالميا ضمن مؤشر الجوع للعام 2020، من بين 107 دول.

ابنية كردستان لا تمنح الخبز

ويقول رامي منهل، مواطن من سكنة قضاء عين كاوه، إن “التطور العمراني الكبير في الإقليم، لا يعكس واقعا حياتيا جيدا للمواطنين، وان البنايات الجميلة الموجودة هناك هي لناس متنفذين في الاقليم”.

ويضيف لـ”طريق الشعب”، أن “العمران ليس بإمكانه ان يمنح الخبز للناس، ولا فرص عمل، ولا يغطي تكاليف الذهاب الى المستشفيات التي أصبحت تكاليفها عالية جدا، كون المستشفيات الحكومية عبارة عن هياكل تفتقر الى الأجهزة والأدوية والكادر الطبي”.

ويؤكد المواطن ان “ غالبية سكان الإقليم يعانون الفقر الذي انعكس سلباً على الواقع الاجتماعي”.

ويقول المواطن علي فريدون، وهو من سكنة قضاء شقلاوه في أربيل، إن “الإقليم فيه طبقتان: الفقراء جداً والاثرياء، بعد أن عجزت السياسات الاقتصادية المتبعة في بغداد واربيل عن تحسين الواقع المعيشي لعموم المواطنين”.

ويضيف لـ”طريق الشعب”، أن “المرافق السياحية والتطور العمراني التي يشاهدها أبناء الوسط والجنوب عند زيارة الإقليم، لا يستفيد منها شيئا مواطنو الإقليم، كون معظمهم من أبناء الطبقة المعدومة”.

ويشير المواطن إلى أن “المعيشة في الإقليم أصبحت صعبة جداً، لأن التحديات كبيرة وفرص العمل تكاد تكون معدومة”، مبيناً أن “سعر البنزين ارتفع الى 850 دينارا للتر الواحد، فضلاً عن انعدام الماء الصالح للشرب، ما زاد من تكاليف الحياة، واصبح ملء الخزانات يكلف 25 الف دينار للخزان الواحد. فيما اقتصر إيصال الماء على المجمعات السكنية التي يقطنها الأغنياء”.

ويشير فريدون الى أن “تغيير سعر صرف الدولار رفع كل أسعار المواد في السوق، ووصل سعر كيس الطحين الى 40 الف دينار. وفي ظل كل ذلك لا يمكن للمواطن سداد التكاليف المعيشية التي أصبحت باهظة جداً”.

ضنك العيش يطال الخبز

وإضافة الى أزمة الكهرباء التي استعصى حلها على الحكومات المتعاقبة، والتي يبدو أن الناس وضعوا هذا المطلب على رفّ النسيان، يواجه المواطنون في وسط وجنوب العراق، تحديات معيشية إضافية أصبحت تثقل كاهلهم بالتزامات مالية جديدة، لا يمكنهم سدادها.  يقول مراسلنا من البصرة “حافظ جاسم”، إن محافظته شهدت ارتفاعا في اسعار المواد الغذائية، منها الخضراوات والطحين والخبر والبيض”، ويعود السبب في ذلك الى اغلاق الحدود امام البضائع المستوردة”.

ويضيف جاسم، أن “الاعتماد على الاستيراد عبر كردستان يشكل عبئا اضافيا يساهم في رفع اسعار المواد؛ اذا بلغ سعر كيلو الطماطم والخيار 2000 دينار، بعد ان كان لا يتجاوز 500 دينار”.

ويتابع في حديثه، أن سعر طبقة البيض ارتفع الى ٧,٥٠٠ دينار، بعد ان كان قبل أسابيع  ٥,٥٠٠ دينار تقريباً.

ويؤكد أن “الارتفاع شمل هذه المرة الخبز”.

فتح منفذ الشلامجة

وأمام حالة ارتفاع الأسعار، لجأ محافظ البصرة اسعد عبد الامير العيداني الى فتح منفذ الشلامجة الحدودي، امام دخول المواد الغذائية والخضراوات، يوم السبت.

وذكر المحافظ خلال زيارته المنفذ، ان قراره “جاء بالتنسيق بين وزارة الزراعة وهيأة المنافذ الحدودية”.

جولة في المحافظات

ويقول الناشط المدني في ذي قار، حسين وادي، انه “على مستوى المحروقات لم تتغير أسعارها، ولكن المحافظة تعاني من نقص كبير في البنزين، وخصوصاً المحسن الذي اصبح الحصول عليه شبه مستحيل”، مؤكداً أن “المواد الانشائية ارتفعت بشكل كبير، وأثر ذلك على عملية الشراء، ورفع سعر العقار”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، أن “المواد الغذائية ارتفعت خلال الأسبوعين الأخيرين بحوالي 30 في المائة، وهذا ما جعل الشراء محدودا من قبل المواطنين، وعلى قدر حاجتهم فقط”، مبيناً ان ذلك “زاد الأسواق كسادا”.

أما في النجف، فيكاد يكون الوضع أفضل مقارنة بغيره من المحافظات، وذلك كون النجف محطا للزائرين والوفود، لكن هذا لا يمنع من تأثر الكادحين وأصحاب الدخل المحدود، بارتفاع سعر المواد الغذائية، والمواد الأخرى، التي معظمها هي مستوردة وتتأثر بسعر الصرف.

ويقول الناشط زيد شبيب لـ”طريق الشعب”، إن “غياب سياسات دعم المنتج الزراعي الوطني الذي يمنع ارتفاع أسعار الخضروات، أدى الى زيادة الوضع سوءا”، مشيراً الى أن “انقطاع التيار الكهربائي أثّر سلبا على الكثير من الحرف في المحافظة”.

وبحسب شبيب فإن “المواد الغذائية ارتفعت اسعارها بحوالي 20 في المائة في سوق الجزيرة الذي يعد السوق الارخص في المحافظة”.

وفي قضاء هيت التابع لمحافظة الانبار، الذي يعرف بإحاطته بمساحة كبيرة من البساتين والاراضي الزراعية، ويشتهر بمنتجاته الجيدة، لا يبدو أن الامر يختلف كثيراً عن المدن العراقية الأخرى، فإن آفة الفساد لم تترك شبراً من أرض العراق، دون العبث فيه.

يقول المواطن احمد عبد السلام لـ”طريق الشعب”، إنه “في الاسبوع الاخير لوحظ ارتفاع كبير في الاسعار، وصل إلى الضعف: سعر الطماطم بـ 1500 دينار للكيلو الواحد، و 4000 لكيلو البامية”.

ويضيف انه “عند الاستفسار عن سبب هذا الارتفاع، فان البائعين يجيبون بأن هذا الارتفاع يتكرر سنويا عند قدوم شهر محرم”.

خمسة محاصيل

وكانت وزارة الزراعة أعلنت، مؤخراً، السماح باستيراد خمسة محاصيل زراعية لانخفاض انتاجها محليا.

وقال الناطق الرسمي للوزارة حميد النايف في بيان، إنه “استنادا للصلاحيات المخولة لوزير الزراعة بفتح ومنع الاستيراد وفي ضوء وفرة وشحة المنتج الزراعي واستنادا الى اجتماع اللجنة الخماسية التي ناقشت انخفاض الإنتاج لبعض المحاصيل التي يحتاجها المواطن في قوته اليومي، حصلت موافقة وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي على السماح باستيراد المحاصيل الزراعية التالية (الثوم والطماطم والبصل والرقي والبطيخ) ومن المنافذ الحدودية كافة باستثناء محصول الطماطم يكون استيراده حصرا من منافذ زرباطية والشيب والشلامجة والمنذرية”.

ارتفاع مضاعف للأسعار

من جهته، قال الخبير الاقتصادي نبيل جبار العلي لـ”طريق الشعب”، ان “الارتفاع في أسعار المواد الغذائية ليس محليا فقط، انما أصبح عالميا لأسباب اقتصادية معينة”، مستندا الى تقرير منظمة الغذاء العالمية، الذي  اشار الى ان الارتفاع أصبح بمعدل 18 الى 20 بالمئة.

وأردف العلي كلامه بأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مرتبط محليا بتغيير سعر صرف الدولار، وعالميا ترتبط الازمة بأجور نقل المواد عالميا، كما شهدتها موانئ الصين وغيرها.

وذكر الخبير الاقتصادي انه كان من الرافضين بشدة لرفع سعر صرف الدولار، “لأنه اليوم صار التأثير مضاعفا على الفقراء بعد ارتفاع الاسعار عالميا”، بحسب قوله.  

وخلص الى ان “عملية تغيير سعر الصرف وتخفيضه ليست سهلة. وقد حاولت الحكومة مكافحة الاحتكار لكنها لم تنجح”.

690 مليون جائع

الى ذلك، تؤكد مؤشرات عالمية تعتمد على بلدان ذات الدخل المرتفع، والبلدان التي عدد سكانها قليل، والأقاليم غير المستقلة، أن عدد الناس الذين يعانون الجوع بلغ 690 مليونا.

ونشر مركز البيان للدراسات والتخطيط، المؤشرات العالمية التي تحدثت عن ان “الجوع في جميع أنحاء العالم يقف عند مستوى معتدل وفق المؤشر، ومع ذلك، ما يزال عدد كبير جداً من الأشخاص يعانون الجوع ونقص التغذية: نحو690 مليون شخص يعانون نقص التغذية، ونحو 144 مليون طفل مصابون بالتقزم، وهذا علامة على نقص التغذية المزمن”.

وتبيّن المؤشرات، أن “47 مليون طفل يعاني الهزال، وهذا علامة على نقص التغذية الحاد. وفي عام 2018، توفي 5.3 مليون طفل قبل بلوغهم الخامسة من العمر، نتيجة لنقص التغذية”.

في العام 2020، تسببت جائحة كورونا والانكماش الاقتصادي الناتج عن ذلك، فضلاً عن تفشي الجراد الصحراوي على نطاق واسع في القرن الأفريقي وأزمات أخرى، مثل الجوع الناجم عن النزاعات والظواهر المناخية المتطرفة والصدمات الاقتصادية، بالمزيد من الأزمات في ما يخص مؤشر الجوع.

الجوع يسود!

وبيّن مركز البيان للدراسات والتخطيط ان العراق يحتل المرتبة 65 عالمياً ضمن مؤشر الجوع العالمي لعام 2020، من بين 107 دول لديها بيانات كافية لحساب نتائج GHI 2020، برصيد (17،1)، يعاني العراق من مستوى معتدل من الجوع وهو منخفض عن عام 2012 الذي سجل فيه (21،1 ) في المائة ومنخفض عن عام 2006 الذي سجل (24) في المائة ومنخفض عن عام 2000 الذي سجل ايضا (24)  في المائة.

ويؤكد تقرير اعده الباحث د. باسم علي خريسان، لصالح المركز، انه على الرغم من التحسن المتمثل في انخفاض مستوى الجوع في العراق، لكن ما يزال الوضع الامني في العراق غير مستقر الى جانب التحديات الاخرى، بما في ذلك الوضع السياسي والاقتصادي الغامض، والاضطرابات الاجتماعية بسبب ارتفاع معدلات البطالة، وتردي الخدمات العامة، واستمرار تدني المستويات المعيشية.

ويشير التقرير الى استمرار عدم استقرار الحالة الانسانية وهي محفوفة بالمخاطر في العديد من المناطق المتأثرة بالصراعات، وقد تفاقم الوضع بسبب جائحة كوفيد ـ19، ما ادى الى تباطؤ التنمية وزيادة انعدام الامن الغذائي، ومع وصول معدل الفقر فيه الى (31،17) في المائة في عام 2020، يحتل العراق المرتبة 123 من بين 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية لعام 2020.

************

الطغمة المالية

اعداد: د. صالح ياسر

هي حفنة ضئيلة من كبار الراسماليين الماليين الذين يعتبرون المالكيين الفعليين للاحتكارات الصناعية والمصرفية، ويضعون ايديهم على اهم فروع الاقتصاد، ويسيطرون اقتصاديا وسياسيا. وتعني كلمة “ طغمة “ باليونانية سيطرة الاقلية. وتنشأ الطغمة المالية في مرحلة الامبريالية، اذ يحتل عدد قليل من اضخم الاحتكارات مركز السيطرة في جميع فروع الاقتصاد الراسمالي. ويتكون الراسمال المالي بنتيجة اندماج الراسمال الصناعي مع الراسمال المصرفي الاحتكاري. وتستخدم الطغمة المالية لتوسيع نفوذها مختلف الاساليب والطرق التي تتيح لطواغيت المال التصرف بعشرات ومئات المؤسسات والشركات. وعن طريق “ نظام المشاركة “ و “ الاتحاد الشخصي “، واخضاع جهاز الدولة لسيطرة الاحتكارات الراسمالية، تسيطر الطغمة المالية على العديد من الرساميل الغريبة عنها. ويجني كبار الماليين الارباح الهائلة، لا من نشاطهم كأرباب عمل فحسب، بل ومن مختلف العمليات المالية ايضاً: كاصدار الاسهم وسندات القرض، والقروض الحكومية، والمضاربة بقطع الاراضي. وتعتبر طلبيات الدولة الحربية بشكل خاص، البيضة الذهبية بالنسبة اليهم. ان سيطرة الطغمة المالية تعني بروز البلوتوقراطية باحلى مظاهرها، هذه البلوتوقراطية التي تعني تركيز سلطة الدولة في ايدي اغنى ممثلي الطبقة المسيطرة، وحرمان الشعب من حقوقه، تقضي على الحريات الديمقراطية البرجوازية. ان سيطرة الطغمة المالية، في العديد من البلدان الراسمالية، والسعي لخنق المنظمات الديمقراطية، سمتان مميزتان للبلوتوقراطية في مرحلة الامبريالية. كما تدل هذه السيطرة على طفيلية الرأسمالية، وتعفنها.

************

الصفحة السابعة

بمشاركة نشطة لرئيس الجمهورية كوبا.. حوارات مباشرة بين الحكومة وأوساط اجتماعية مختلفة

عادل محمد

تشهد كوبا حملة مكثفة لتبادل الأفكار والتصورات بين أعضاء الحكومة والسكان. وبمشاركة مباشرة من السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل.

وفي سياق الحملة، استضافت جامعة هافانا أخيرا، لقاءً لرئيس الجمهورية مع جمع من شبيبة يمثلون قطاعات اقتصادية واجتماعية مختلفة: طلبة، معلمين، مزارعين، عاملين في قطاعات الرعاية الصحية والخدمة، وكذلك عاملين لحسابهم الخاص، من سكان العاصمة وبقية انحاء البلاد.

تحدث الشباب لمدة أربع ساعات تقريبًا عن كيفية إحداث التغيير، وعن التجارب المفيدة التي يمكن تعميمها، والأخطاء التي يمكن تجاوزها، ويجب تصحيحها، ومشاريعهم الحياتية الشخصية، وعن الحاجة إلى تطوير الذات، والمشاركة في إيجاد حلول للمشكلات الراهنة، وكيف أن الوباء غيّر حياة الناس، وضرورة توحيد القوى، والذهاب إلى الأحياء والمشاركة في التغييرات التي تحدث، والتحديات العديدة التي تواجههم اليوم.

من جانبه، تحدث الرئيس عن مساره الشخصي، ودخوله عالم السياسة. وقال إنه يؤمن بالشباب، وضرورة إشراكهم، وانهم يحتاجون إلى “مساحة للمشاركة”. و”يجب عمل كل شيء مع الشباب، لأنه خلال أقل من عشر سنوات، من سيجلس حيث تجلسون الآن: انهم شباب آخرون. وأنتم من سيجلس هنا حيث أجلس الآن”.

وكان الرئيس الكوبي قد التقى، في وقت سابق، أعضاء مجلس الكنائس والعاملين فيها وقد ركز الحضور على ما يمكن القيام به معا من أجل مصلحة البلاد، وسلطوا الضوء أيضا على العقبات التي تعترض عملهم. وجرى تبادل مماثل للأفكار مع الرابطة الوطنية لخبراء الاقتصاد والمحاسبين في كوبا، حيث تمت مناقشة المشاكل وأوجه القصور في تنفيذ العديد من ابتكارات السياسة الاقتصادية في البلاد.

وكان الرئيس قد زار برفقة عدد من قيادي الحزب الشيوعي الكوبي هافانا القديمة. وبعد جولة ميدانية، التقى قرابة 100 ممثل عن المؤسسات الدينية، الثقافية، الرياضية، وممثلي الاحياء السكنية، الأخصائيين الاجتماعيين والشباب الناشطين في المنطقة. واتفق الحاضرون على تعزيز المبادرات الشعبية المحلية. وخلال أكثر من ثلاث ساعات تناول الحضور المشاريع الإنتاجية، وادانوا العراقيل واقترحوا الحلول للمشاكل اليومية في أحياء المدينة القديمة.

وأوضح محافظ العاصمة هافانا، رينالدو غارسيا ساباتا، في الاجتماع أن مفهوم الحكومة ليس التدخل في حياة الناس، بل هو مساهمتها في توفير ما يحتاجه الناس.

واكد الرئيس أن هذا طريق للتعلم أيضا، يتيح تخطيطا أكثر دقة وتحسينا للسياسات العامة التي تهدف إلى تعزيز العمل المشترك وتوعية القطاعات الأضعف. وشدد على أن “البلديات يجب أن تعامل باحترام”. وقال إن مؤسسات الدولة ستدعمها للمشاركة، على أساس التشخيصات، من خلال توفير المعلومات المحددة. ومن هنا جاءت دعوة رئيس الدولة للمشاركة في وضع استراتيجيات إنمائية متكاملة في البلديات، ومراعاة “تطلعاتها ودوافعها وإمكانياتها، وكذلك سوء الفهم وحالات عدم الرضا”.

بالتأكيد يمكن النظر للتكثيف الحالي للحوارات والمناقشات مع السكان على خلفية احتجاجات 11 تموز، لكنها في الواقع تمثل تقليدا طويلا في كوبا. وعندما تولى الرئيس دياز كانيل مهام منصبه، دعا جميع أعضاء الحكومة. وطلب منهم البقاء على اتصال وثيق مع جميع السكان والسفر إلى المحافظات شهريا، لغرض إدراك وفهم الوضع في البلديات والمدن والمناطق الريفية، وكذلك شرح ومناقشة سياسات وتدابير الحكومة والمستويات الإدارية المختلفة.

***********************************

استمرار هجرة الكوادر والعقول الافغانية الى مختلف البلدان

كابول ـ وكالات 

تستمر عمليات الاجلاء من مطار كابول منذ الرابع عشر من الشهر الجاري بعدما فرضت حركة طالبان سيطرتها على العاصمة الافغانية.

لكن عمليات الاجلاء هذه لم تكن عشوائية، بل ان الدول التي ارسلت طائراتها استهدفت في عمليات الاجلاء الكوادر الافغانية من اختصاصات مختلفة، لدرجة أن كلية اللغات اضطرت الى إغلاق قسم اللغة الفرنسية بعد أن غادروا اعضاء هيئتها التدريسية الى فرنسا.

في جامعة كابُل بالعاصمة الأفغانية، اضطرت كلية اللغات إلى إغلاق قسم اللغة الفرنسية، بعد أن نُقل أعضاء هيئته التدريسية والعاملين فيه (حتى الفرّاش) إلى فرنسا، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها الولايات المتحدة ودول أجنبية للمتعاونين معها والمواطنين الأفغان منذ سيطرة طالبان على أفغانستان منتصف الشهر الجاري.

وحسب أحد أساتذة كلية اللغات في جامعة كابل، فإن نقصا كبيرا تواجهه الجامعة والمؤسسات الأكاديمية عامة في أعضاء هيئات التدريس إثر مغادرة أعداد كبيرة منهم.

ورغم التفجيرات التي وقعت في مطار كابل وراح ضحيتها أكثر من 175 شخصا من الأفغان، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن عمليات الإجلاء ستستمر.

ومع نهاية شهر آب الحالي، سيُنقل أكثر من 130 ألف أفغاني إلى دول غربية كالولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وكندا وأستراليا وغيرها.

وفي آخر تحديث للبيت الأبيض، أُعلن إجلاء نحو 113 ألفا و500 شخص من كابل منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية منتصف آب، و119 ألفا منذ نهاية تموز، عبر الرحلات الجوية الأميركية.

ولا تشمل هذه الأعداد المتعاونين مع القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي فحسب، وإنما أيضا الآلاف من الموظفين في الحكومة والعاملين في المؤسسات الدولية والمؤسسات غير الحكومية.

من كل التخصصات

ووفقا لتقارير وأخبار وسائل الإعلام الأفغانية وشبكات التواصل الاجتماعي، وبناء على المشاهدات العينية، فإن أغلب الذين غادروا أفغانستان، في إطار ما سميت بـ”عملية الإجلاء”، هم من المتخصصين وذوي الخبرة في مجالات مهمة مثل الإدارة والاقتصاد والهندسة والطيران والإعلام والدبلوماسية والقضاء والحقوق والآداب واللغات والشرطة والأمن وغيرها.

ويُعدّ قطاع الإعلام أكثر القطاعات المتضررة من فقدان الكوادر، إذ خسر نسبة كبيرة من العاملين فيه. ففي قناة مثل “طلوع نيوز” الإخبارية الشهيرة بأفغانستان، غادر المخرجون ومقدمو البرامج ومذيعو نشرات الأخبار وفريق المراسلين، بمن فيهم رئيس القناة، إلى دول مثل فرنسا وتركيا وأوزبكستان.

ولعل مغادرة الإعلاميين تأتي استغلالا للفرصة المتاحة للوصول إلى الغرب، والبحث عن مستوى حياة أفضل، فضلا عن خوفهم على مستقبلهم الوظيفي في ظل التحديات الأمنية الجديدة، على الرغم من طمأنة حركة طالبان وتأكيد مسؤوليها أنها لن تتعرض لعمل وسائل الإعلام، ولا تخطط لفرض قيود على حرية التعبير.

وكان قطاع المال والأعمال من أبرز الخاسرين لكوادره أيضا، حيث ترك كثير من المسؤولين والموظفين في وزارتي المالية والاقتصاد والبنوك وظائفهم وغادروا البلاد إلى أميركا وأوروبا.

 ********************************

الجزائر.. التحقيقات تكشف

حجم ثروة الوزير «الإمبراطور»

طريق الشعب ـ وكالات

كشف تحقيق أجرته السلطات الجزائرية عن الثروة المالية الهائلة التي جمعها الوزير السابق للعلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، عن طريق الابتزاز والاحتيال واستغلال نفوذ “قبة البرلمان”.

ووجه قاضي التحقيق للقطب الجزائي الاقتصادي والمالي، تهما ثقيلة لخاوة تتعلق باستغلال النفوذ للحصول على منافع غير مستحقة وجنحة الثراء غير المشروع وجنحة تبييض الأموال وجنحة التهديد بالتشهير وجنحة التظهير وقبول صكوك كضمان وجنحة الإدلاء بإقرارات وشهادات تثبت وقائع غير صحيحة.

وحسب استنتاجات التحقيق الذي قامت به فصيلة الأبحاث للدرك الوطني، فإن الوزير السابق استفاد بدون وجه حق من فوائد بمبلغ قدره 45 مليار سنتيم على شكل عقارات متمثلة في المدرسة الخاصة ومدرسة “أجيال المستقبل” و3 فيلات من ضمن مشروع إنجاز 60 فيلا ببلدية فيديس واحدة مسجلة باسم زكرياء والبقية بأسماء عبد الله وهيثم ووعلي ومرام، رغم أن خاوة دفع فقط ما بين 16.5 إلى 18 مليار سنتيم.

وكشفت جريدة الشروق، أن التحقيقات حول الذمة المالية لطاهر خاوة، بينت أن الوزير السابق يحوز 15 حسابا بنكيا وسندات الصندوق بقيمة 17 مليار سنتيم سحب منها 7 مليارات سنتيم إلى جانب حسابين بريديين.

وبينت الأبحاث، حسب الشروق، أن المتهم استفاد من قرض عقاري، لاقتناء مسكن لدى الخواص بقيمة 7200.000دج، وقرض تمويل شراء سيارة سياحية لمدة 5 سنوات بقيمة 4293.650.00 دج، إلى جانب قرض تمويل شراء مسكن على شكل إيجار لمدة 10 سنوات بقيمة 2.562.760.78 دج مع تسجيل قرض لشراء فيلا فخمة على مستوى شارع شوقي أمين رقم 52 طريق حيدرة بالأبيار بالجزائر العاصمة، على مستوى بنك خليج الجزائر بقيمة 65.000.000.00 دج.

وتوصل المحققون إلى حيازة خاوة لـ4 حسابات بنكية وهمية شهدت حركة أموال ضخمة خلال فترات توليه لمناصب المسؤولية سواء تعلق الأمر بالحقبة البرلمانية أم الحقبة الوزارية، قدرت بما يزيد على 90 مليار سنتيم، حسب الشروق.

 *************************************

مائة عام على تأسيس أول حزب شيوعي بمصر‎

يعتز الحزب الشيوعي المصري بمرور مائة عام على تأسيس أول حزب شيوعي في القارة الأفريقية والساحة العربية، حيث تأسس أول حزب يتبنى الماركسية اللينينية باسم “الحزب الاشتراكي المصري” يوم 28 أغسطس عام 1921. وكان حزباً علنياً عقد مؤتمره الأول في 30 يوليو 1922 وتقدم بطلب للانضمام للأممية الثالثة (الكومينتيرن)، ثم نجح الحزب في عقد مؤتمر الثاني يومي 6 و7 يناير 1923، والذي قرر تسميه الحزب “بالحزب الشيوعي المصري” وأقر البرنامج العام للحزب وانتخب لجنة المركزية.

ويمتد النضال الاشتراكي عميقاً متجذراً في التربة السياسية والاجتماعية لمصر عبر عقود طويلة محركاً وفاعلاً بين صفوف الكادحين من العمال والفلاحين والطلاب والمثقفين، مدافعاً بثبات عن حرية الوطن ضد الاحتلال والتبعية، وحرية المواطن ضد الاستبداد والقهر والاستغلال.

وهكذا يمكننا القول بأن ولادة الدعوة الاشتراكية المصرية وطرح شعاراتها بقوة ملهمة أنما هو نتاج لذلك التفاعل الحي والخلاق بين نضالات وكتابات مفكرين ومناضلين أسهموا جميعاً في صياغة الفكر والوجدان المصري الحديث منذ منتصف القرن الـ 19 وحتى الآن؛ فلقد امتزجت الاشتراكية على الدوام بالعمل الوطني والوعي التقدمي والفكر العقلاني وعبرت طوال مسيرتها النضالية عن روح شعب مصر وتطلعاته.

ولقد كان للشيوعيين المصريين على الدوام إسهام أصيل في معارك الوطن وثوراته، بدءاً من ثورة 1919 وعبر الفترة الممتدة حتى عام 1946 حيث نجح الشيوعيون في تأسيس “اللجنة الوطنية للطلبة والعمال” التي قادت النضال الوطني والمقاومة الشعبية ضد الاحتلال انتهاءً بجلاء الانجليز وانحسارهم في منطقة القناة، كما ساهم الضباط الشيوعيون من خلال حركة الضباط الأحرار في إنجاز ونجاح ثورة يوليو 1952، ولعب الشيوعيون دوراً حيوياً في قيادة المقاومة الشعبية في بورسعيد عام 1956 في مواجهة العدوان الثلاثي، وكان للشيوعيين المصريين مواقفهم المشهودة والمتواصلة في مواجهة العدو الصهيوني، ودعم نضال الشعب الفلسطيني، ومواجهة الامبريالية الأمريكية، ومقاومة التبعية.

وعلى الصعيد الاجتماعي خاض الشيوعيون طوال مائة عام معارك الطبقة العاملة المصرية والفلاحين والطلاب والمثقفين، مدافعين عن مصالح كل الكادحين والفقراء من أبناء الشعب المصري، مسطرين بتضحياتهم تراثاً غنياً من النضال الطبقي والوطني الشجاع، قدموا فيه عشرات الشهداء ومئات الأبطال الذين تحملوا سنوات طويلة في السجون والمعتقلات، دفاعاً عن معتقداتهم وأفكارهم النبيلة وعن الشعب المصري العظيم.

وعلى الصعيد الفكري والثقافي والإعلامي لعب الحزب الشيوعي دوراً بالغ الأهمية في إثراء الثقافة الوطنية المصرية ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وأسهم الشيوعيون على نحو مشهود في تشكيل الوعي والوجدان المصريين، وتركوا بصمات واضحة على كافة مناحي الإبداع الثقافي والفكري والأدبي والفني، وفي تكوين المشهد الثقافي المصري في كافة ميادين الأدب والفن والمعرفة.

وفي أول مايو 1975 تم الإعلان عن إعادة تأسيس “الحزب الشيوعي المصري” تأكيداً على أهمية الوجود المستقل لحزب الطبقة العاملة، وضرورته لإنجاز أهداف مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وصولاً لتحقيق الاشتراكية، وليصحح بشكل عملي الخطأ التاريخي بحل التنظيمات الشيوعية عام 1964، وليمثل امتداداً نضالياً لتاريخ نضال الحركة الشيوعية المصرية مستلهماً إيجابياتها وناقداً لسلبياتها وحافظاً لتراثها ومخلصاً لكل تضحياتها وأرواح شهدائها.

ولقد ساهم حزبنا إلى جانب الأحزاب والقوى الوطنية والتجمعات الشبابية والشعبية من خلال المعارك المتواصلة والاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد نظام الردة والتبعية والفساد الذي جثم على صدر مصر منذ منتصف السبعينات واستمر لأكثر من أربعين عاماً طوال عهدي السادات ومبارك، مما مهد الأرض لتفجير ثورة الشعب المصري بموجتيها: 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 والتي لم تحقق حتى الآن كامل أهدافها في تحقيق ديمقراطية المشاركة الشعبية الحقيقية والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة المصرية المدنية الحديثة وإنهاء التبعية.

ولقد كان من نتائج هذه الثورة إعلان حزبنا استئناف نشاطه العلني من ميدان التحرير في أول مايو 2011 متواكبا مع العيد السادس والثلاثين لإعادة تأسيس الحزب والعيد العالمي للعمال. وهكذا يتضح مدى عمق وأصالة التراث الفكري والتقاليد النضالية التي ينطلق منها.

ويواصل مسيرتها الحزب الشيوعي المصري، مما جعل تاريخ الحزب ونضاله جزءاً لا يتجزأ من تاريخ النضال السياسي للشعب المصري وسعية ليكون حزباً لكل المصريين المتطلعين إلى مصر حرة وديمقراطية واشتراكية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من صفحة الحزب الشيوعي المصري في فيسبوك

 **********************************

الصفحة الثامنة

الشيوعية في عيون اقتصادية.. د. حيدر عبد الامير الغريباوي

الشيوعية مصطلح يعبر عن نظام سياسي واجتماعي يقوم على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج.

تعود الشيوعية كنظرية سياسية متكاملة إلى أواخر القرن الثامن عشر عندما تبلورت على يد الفيلسوف الألماني كارل ماركس وصديقه فريدريش انجلز من خلال منشورات عديدة أشهرها بيان الحزب الشيوعي وكتاب رأس المال. وقد طبق فلاديمير لينين نظرية ماركس وطورها بعد سيطرة البلاشفة على السلطة في روسيا عام 1917. ومن هنا جاءت النظرية الماركسية- اللينينية التي اعتمدها الاتحاد السوفيتي سابقا.

فآراء كارل ماركس تُعد حجر الزاوية في المبادئ الشيوعية، وقد بسطها في كتابه “رأس المال”، ثم جاء من بعد كارل ماركس أتباع له يدعون بدعوته أهمهم لينين، فعلى يده قامت الشيوعية وأضحت واقعا بعد أن كانت مجرد نظريات على ورق. وفي مطلع القرن العشرين أضاف لينين إلى آراء ماركس تعاليم جديدة وكوّن من الشباب الروس والعمال الحزب الشيوعي الروسي، ومن بعد ذلك ثارت روسيا سنة 1917 على الحكم القيصري واستولى البلاشفة على الحكم بزعامة لينين، الذي أنشأ النظام الشيوعي. فهل نجحت الشيوعية في إقامة المدينة الفاضلة الماركسية.

عرف العالم نوعا جديدا من الشيوعية ذات الخصائص الصينية، والديمقراطية عبر مسارات الحزب الواحد، الحاكم لأكبر دولة سكانا على وجه الكرة الأرضية. وفي الوقت الذي انهارت فيه اقتصادات دولة عتيقة مثل الاتحاد السوفيتي ودول شرق أوروبا، وتعرضت الدول الغربية لأزمات مالية عديدة، كان الحزب الشيوعي يقود البلاد نحو التنمية المستدامة، والاستقرار الاجتماعي والتطور الاقتصادي الشامل، بل ويقود تحولا في الأفكار والرؤى، بما دفعه لتغيير دستوره، ووضع نظام جديد يحول دون استمرار قيادته في منصبها للأبد، ويحارب مظاهر الفساد المالي والاجتماعي والانحراف، من خلال نظم حديثة للرقابة على أعضاء الحزب، ومؤسساته الداخلية، وقياداته.

يقول كريس ليونغ، الخبير الاقتصادي في بنك سنغافورة للتنمية، “عندما تسلم الحزب الشيوعي مقاليد الحكم في الصين، كانت البلاد فقيرة جدا، ولم يكن لديها أي شركاء تجاريين ولا علاقات دبلوماسية واسعة، كانت الصين تعتمد كليا على الاكتفاء الذاتي”.

ولكن، وفي السنوات الـ 40 الماضية، اعتمدت الصين سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية كان من شأنها فتح الطرق التجارية والسماح بالاستثمارات، وهي خطوات أدت في نهاية المطاف إلى إخراج الملايين من دائرة الفقر.

وشهدت الصين بداية محاولاتها في خمسينات القرن الماضي والتي تجسدت في “القفزة الكبرى إلى الأمام”.

كانت القفزة الكبرى إلى الأمام محاولة من جانب الزعيم ماو تسي دونغ لتصنيع الاقتصاد الصيني الذي كان يعتمد على الزراعة.

وبعد وفاة ماو في عام 1976، بدأت الاصلاحات التي قادها الزعيم دنغ شياوبينغ في تغيير وجه الاقتصاد الصيني. فقد منح المزارعون الحق في استغلال أراضيهم الخاصة مما ساعد في تحسين مستويات معيشتهم والتقليل من ظاهرة شح المواد الغذائية.

كما فتحت الأبواب للاستثمارات الأجنبية بعد أن أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة في عام 1979.

وتدفقت الأموال على الصين من قبل المستثمرين الذين كانوا يتوقون للاستفادة من العمالة الرخيصة والايجارات المنخفضة في الصين.

ويقول ديفيد مان، كبير الاقتصاديين الدوليين في بنك ستاندارد تشارترد، “من نهاية السبعينيات إلى الآن، رأينا أكبر المعجزات الاقتصادية في التاريخ”.

وفي التسعينات، بلغت نسبة نمو الاقتصاد الصيني مستويات قياسية، وانضمت البلاد إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 مما منح اقتصادها دفعة إضافية، فقد انخفضت التعريفات الكمركية المفروضة على المنتجات الصينية في شتى البلدان، مما أدى إلى انتشار هذه السلع في كل مكان.

ويقول مان “أصبحت الصين ورشة العالم”.

في مقابل ذلك ، في الغرب لم تتعاف الثقة في رأسمالية السوق الحرة بعد الانهيار المالي لعام 2008، وتتنافس قوى جديدة من اليمين المتشدد واليسار الراديكالي على الشعبية، وهو ما يتضح في النموذج الأميركي، حيث الصراع بين اليمين الذي يدعم الخطاب المتشدد للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب واليسار الذي يقوده السيناتور “الاشتراكي” بيرني ساندرز ، وهذا الأمر، فضلاً عن تقدم حزب “بوديموس” في الانتخابات العامة في إسبانيا عام 2015، والذي يقوده شيوعي سابق، ما يعتبره بريستلاند من علامات عودة ظهور القاعدة الشعبية لليسار.

ليس ذلك فحسب، فوفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن كتاب ماركس وإنجلز “البيان الشيوعي” لعام 1848، كان الأكثر مبيعاً في بريطانيا عام 2015. وفي ألمانيا، أفاد بائعو الكتب أن مبيعات كتاب “رأس المال” لماركس صعدت بنسبة 300 في المئة في أعقاب الأزمة الاقتصادية أواخر العقد الماضي. والكتاب يتضمن نقداً أساسياً للرأسمالية باعتبارها “تتميز بالاستغلال والبؤس والانهيار الحتمي على المدى الطويل”، بحسب تعبير المتخصص في العلوم الاقتصادية رودولف هيكل. في حين يشير آخرون إلى أنه لا يمكن المقارنة بين الرأسمالية التي ينتقدها ماركس، وشروط الإنتاج في مجتمعات الديمقراطية وسيادة القانون.

ويقول مراقبون، إن صعود الحركات النسائية والمنظمات المدافعة عن المناخ، يعد عاملاً آخر في صعود شعبية الأحزاب الشيوعية في العديد من الدول الأوروبية. ووفقاً لوسائل إعلام سويسرية، فإن الحزب العمالي والشعبي الذي كانت تحظره الحكومة الفيدرالية عام 1940، يحظى بشعبية متزايدة، ويتزايد عدد أعضائه منذ عام 2019.

لكن هذه الشعبية ربما تكون مدفوعة بالاستياء من الرأسمالية أكثر من ارتباطها بتبني الماركسية.

يقول بريستلاند في صحيفة “نيويورك تايمز”، إننا ما زلنا في بداية فترة تغير اقتصادي واضطراب اجتماعي كبير، فنظراً إلى أن الرأسمالية التكنولوجية غير المتكافئة للغاية تفشل في توفير ما يكفي من الوظائف ذات الأجر اللائق، فقد يتبنى الشباب أجندة اقتصادية أكثر راديكالية. ويضيف في المقال إن اليسار الجديد قد ينجح في توحيد الخاسرين من ذوي الياقات البيضاء (الإداريين)، والياقات الزرقاء (العمال)، في النظام الاقتصادي الجديد. فأفكار مثل الدخل الأساسي العالمي، التي تختبرها هولندا وفنلندا وغيرهما من الدول الاسكندنافية، قريبة في الروح من رؤية ماركس لقدرة الشيوعية على تلبية رغبات الجميع، “من كل حسب قدرته، ولكل حسب حاجته”.

وبدوره أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج في الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، في خطاب أَكَّـدَ على الدور الذي اضطلع به الحزب في دفع نجاح الصين، بما في ذلك نهوضها الاقتصادي. لكن سجل الحزب الشيوعي الصيني في المجال الاقتصادي مختلط في واقع الأمر، وحتى أولئك الذين يدركون هذا يتغافلون غالبا عن حقيقة مفادها أن نجاحاته وإخفاقاته تنبع من ذات الأسس الاقتصادية.

أصاب شي جين بينج عندما قال إن الصين حققت تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني “قفزة تاريخية” لتتحول من واحدة من أفقر دول العالم، في ظل “قوى إنتاجية متخلفة نسبيا”، إلى دولة متوسطة الدخل وصاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم. الواقع أن قدرة الحزب الشيوعي الصيني على تعبئة الموارد بفعالية مكنته من توفير المنافع العامة على نطاق واسع، وقد ساعد هذا في دفع عجلة التنمية. العنصر الأبرز هنا هو أن الحزب كان حريصا على تنفيذ استثمارات ضخمة في الصحة العامة والتعليم، ابتداء من أوائل خمسينيات القرن العشرين. ونتيجة لهذا، حققت الصين واحدة من أسرع الزيادات المؤكدة على الإطلاق في متوسط العمر المتوقع عند الولادة، من 35 أو 40 سنة في عام 1949 إلى 77.3 سنة اليوم. كما ارتفعت معدلات الالتحاق بالمدارس إلى عنان السماء، من 20% إلى التعليم شبه الشامل في المرحلة الابتدائية، ومن 6% إلى نحو 88% في المرحلة الثانوية. وارتفعت نسبة معرفة القراءة والكتابة من 20% في عام 1949 إلى97% اليوم.

يذكر ان في عصر الإصلاح بعد عام 1978، استثمرت الدولة أيضا في النقل والطاقة المتجددة. وخلال الفترة من 1988 إلى 2019، كان إجمالي طول الطرق السريعة في الصين ازداد ستة اضعاف؛ والآن يتجاوز هذا الإجمالي طول الطرق السريعة بين الولايات في الولايات المتحدة الأميركية.

علاوة على ذلك، انشأت الصين خمسين من محطات الطاقة النووية من الجيل الثالث، وكانت تصدر موافقتها على إنشاء ستة إلى ثماني مفاعلات جديدة سنويا. ومؤخرا اعلنت الصين عن تمديد شبكة كهربائية فائقة الجهد العالي، وسوف تسترشد هذه الجهود بالتعهد الطموح بضمان أن طاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة الشمسية تمثل 25% من استهلاك الطاقة الأولي في الصين بحلول عام 2030.

تعكس هذه القدرة على تعبئة الموارد للاستثمار في المنافع العامة على هذا النطاق الواسع واحدا من أعظم مواطن القوة التي يتمتع بها الحزب الشيوعي الصيني. فهي تنطوي على القدرة السياسية على الدفع بالسياسات الاقتصادية الداعمة للنمو الإجمالي في مجالات حيث الاستثمار الخاص دون المستوى الأمثل.

استند تنفيذ سياسات القفزة العظيمة إلى الأمام وسياسات تنظيم الأسرة التي انتهجها الحزب الشيوعي الصيني ــ مثل استثماراته في الصحة، أو التعليم، أو الطاقة المتجددة، أو البنية الأساسية المادية ــ إلى قدرة الحزب على حفز التعبئة الشعبية لإقناع الأتباع وإكراه الرافضين. لكن الأمر لا يخلو من تمييز كبير في الأساسيات الاقتصادية.

كرس خطاب شي جين بينج المئوي قدرا كبيرا من الاهتمام لخطط الحزب الخاصة بالمستقبل وهدفه المتمثل في “بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظمى في الجوانب كافة” بحلول عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية الشعبية. لإحراز النجاح، يتعين على الحزب الشيوعي الصيني أن يستخدم قوته السياسية للدفع بسياسات اقتصادية. مع ذلك، يأمل المرء أن يمارس السلطة بحكمة، وأن يركز على المنافع العامة حيث تكون القيمة الاجتماعية أعلى كثيرا من القيمة الخاصة، ويترك البقية للشعب الصيني.

 **************************************

أنقذوا التعليم العالي من الانهيار!!

محمد موزان الجعيفري

في كل دول العالم يخضع التعليم في مختلف مراحله وأشكاله إلى ثوابت علمية تصاغ على هيئة قوانين أو تعليمات يضعها مختصون وعلماء لهم باع في العلوم والتربية بهدف وضع الأسس الرصينة لتعزيز الرصانة العلمية ومخرجاتها ذات التأثير المباشر على حياة المجتمع وبمختلف النواحي. إن الأمم تتلاقح مع أمم اخرى للاستفادة من خبراتها في زيادة ترصين تعليماتها وقوانينها والارتقاء بالمستوى العلمي للمجتمع وهذا ما دأبت عليه استراتيجية التعليم في العراق بمختلف مراحله منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 م، وكانت للمؤسسات التعليمية مخرجاتها التي اسهمت في النمو الحضاري بالعراق ودول المنطقة المجاورة، بل الكثير منهم عمل في أرقى الجامعات، وكانت جامعاتنا تزخر بالكثير من الطلبة الأجانب على المقاعد الدراسية وفي مختلف الاختصاصات. كانت مكانة التعليم في العراق ترتقي إلى ( القدسية ) التي لا يجوز التهاون بها أو تسخيرها لأهداف سياسية أو فردية، و التي منحت الجميع فرصا متساوية بالتعليم دون منح الامتيازات لأي سبب كان بل لا مجال للسلطة الحاكمة في التدخل في الجوانب العلمية نتيجة لاستقلالية الجامعات و رفضها للتدخلات، إلا أن ذلك للأسف الشديد بدأ بالانحدار منذ اقرار الزحف المشهور عام 1959 م حيث  يعزى اليه كل التدخلات في شؤون التعليم بعد ذلك، واستمر الانحدار في منح الامتيازات لبعض الطلبة لأسباب مختلفة منذ عام 1968م إلى أن وصلنا اليوم في عراقنا الجديد الذي استبيح به التعليم بشكل لم يحصل في اي بلد من البلدان الأكثر تخلفا .

فبدلا من دورين في الامتحان اصبحنا نعطي دورا ثالثا وعدم رسوب واعادة المرقنة قيودهم بقرارات من جهات غير علمية بمنح 5 درجات و احيانا 10 درجات للطلبة الراسبين وامتيازات لأسباب مختلفة، أضف إلى ذلك التوسع في التعليم الاهلي بشكل غير مدروس أو معقول والذي لم يحصل مثله في أغلب بلدان العالم، ناهيك اننا أنشأنا مؤسسات لمنح الشهادات العليا خارج الضوابط  فأصبحت الشهادات العليا تمنح لمن هبة ودب، و لعل آخر ما أجهز فيه على التعليم العالي القانون الذي أصدره مجلس النواب الذي اعطى لنفسه فيه و للوزارات غير المعنية بالتعليم الحق بمنح الألقاب العلمية حتى لمن لم يدخل قاعة الدرس لمحاضرة واحدة، والغاء شرط التفرغ، و أصبح الوزير غير المختص والذي لا يحمل لقبا علميا يؤهله لإصدار أوامر الترقيات العلمية ضاربا عرض الحائط شروطها ومتطلباتها، و بذلك افرغت الشهادات و المراتب العليا من محتواها مما انعكس في التعامل السلبي الجامعات الأجنبية الرصينة مع شهاداتنا.

 وهنا من منطلق الحرص على رصانة التعليم نذكر القائمين والحريصين على مستقبل التعليم والذي هو مستقبل الاجيال القادمة الوقوف بوجه معاول الهدم التي تطال مؤسساتنا التعليمية، وهذه المسؤولية التاريخية اضعها امام كل مسؤول بالدولة لكي لا ينهار تعليمنا الذي بنيناه بشق الانفس.

 ********************************************

المقاطعة الايجابية وفعلها السياسي المؤثر

علي الشيبان

في ظل الوضع السياسي الراهن وأقتراب موعد الانتخابات المبكرة المزمع أجراؤها في العاشر من تشرين الأول من هذا العام وفرض واقع سياسي جديد بعد انتفاضة  تشرين الاول ٢٠١٩ تجسد في صراع طبقي بين شرائح مهمشة واسعة وطبقة سياسية قابضة على السلطة بنظامها المحاصصاتي الفاسد لم تقدم لشعبها غير الويل والثبور، إثر ذلك طفت على السطح رؤيتان سياسيتان لكيفية التعامل مع الواقع الانتخابي القادم يتمثل بمفهومين مختلفين يتبنى الفريق الاول ضرورة المشاركة في الانتخابات لأحداث التغيير عبر صناديق الانتخابات الذي يعد آلية من آليات الديمقراطية وعدم ترك احزاب السلطة للسيطرة على مقاليد الحكم وانفرادها لتدوير نفاياتهم وهو رأي محترم بالتأكيد، وهناك فريق ثانٍ يدعو للمقاطعة وهو الفريق الأعم، وهنا يتحتم علينا الإجابة على السؤال الذي يطرح في خضم النقاشات والحوارات الجارية هو هل أن المقاطعة كمفهوم عام هو ذات المفهوم لدى جميع المقاطعين؟ الجواب كلا، فهناك من يقاطع لأجل المقاطعة دون الخوض أو التفكير بفعلها السياسي وما ينتج  عنها، وهناك من يرفع شعار المقاطعة بسبب رفضه للعملية السياسية ككل وعدم قناعته بشكل النظام الحالي بل بنظام حكم شمولي كالنظام البائد نتيجة الاحباطات التي تولدت جراء السياسات الخاطئة والكارثية للحكومات التي تعاقبت على ادارة الدولة بعد عام ٢٠٠٣، والقسم الآخر يرفع راية المقاطعة بسبب مصالح حزبية وفئوية ضيقة وليس في قاموسه مفردة مصلحة الوطن، بعد كل هذا التنوع لأسباب المقاطعة طرحت بعض القوى الوطنية والتشرينية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي  خيار المقاطعة الايجابية  والذي يجدر بنا تسليط الضوء عليه وعلى فعله السياسي المأمول.

المقاطعة الايجابية ترتكز على ثلاثة مبادئ اساسية:

1) العمل على زيادة الوعي الجماهيري والتثقيف بأسباب المقاطعة وليس المقاطعة كمفهوم مجرد وصولاً لقناعات الجمهور بعدم جدوى المشاركة في ظل عدم توفر بيئة آمنة للانتخابات والتي تفتقد  لشرطها واشتراطاتها          وعدم تلبية مطالب شباب تشرين والقوى الوطنية  والتنصل والالتفاف على الوعود التي قطعتها الحكومة وتسويفها والتي تتمثل في حصر السلاح بيد الدولة، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم، ومحاسبة حيتان الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة، وسن قانون انتخابي عادل ومنصف، وتشكيل مفوضية مستقلة نزيهة ومحايدة للانتخابات، أضافة لما أستجد من شروط لبعض القوى المدنية والديمقراطية للمشاركة في الانتخابات  كالسيطرة على انتشار المال السياسي الفاسد وضرورة حماية المرشح والناخب وإرساء مبدأ تكافؤ الفرص للجميع وتفعيل قانون الأحزاب .

٢) الايمان الراسخ بمبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وهو السبيل الامثل لإحداث التغيير المنشود ضمن الشروط التي أشرنا أليها.

٣) توحيد جهود كل المقاطعين ورص الصفوف والتركيز على المشتركات الجامعة وترك الاختلافات الثانوية وصولاً الى جبهة مقاطعة واسعة تصب في بودق سياسي فاعل تتبنى فعلاً سياسياً مؤثراً وموحداً يسعى إلى فضح عورات النظام وتقديم البديل المدني الديمقراطي عبر كل الفعاليات والاحتجاجات السلمية المتاحة وعلى كافة الصعد.

من كل هذا نستنج ان المقاطعة الايجابية الواسعة النطاق هي الخيار الامثل بفعلها السياسي لنزع الشرعية السياسية والأخلاقية والدستورية والدولية

وصولاً للهدف الأسمى في الدولة المدنية وعلى اساس العدالة الاجتماعية

***********************************

الصفحة التاسعة

لا مكان للفقر في بلد غني خلفيات وآفاق انتصار اليسار في بيرو

رشيد غويلب

بيرو دولة تقع في غرب أمريكا الجنوبية، تطل من الغرب على المحيط الهادئ. وعاصمتها لِيمَا. وقبل قدوم كولومبس، كانت موطنا لحضارات قديمة، أصبحت تابعة للتاج الاسباني. وبيرو جمهورية برلمانية، يبلغ عدد سكانها 32,5 مليون نسمة، ومقسمة إداريا إلى 25 منطقة، وتمتاز بتنوع جغرافي، سكاني وثقافي، واكثرية السكان من الهنود الحمر، والزنوج، الذين جلبهم الغزو الأوربي. هذا التنوع شكل الحياة الثقافية والابداعية في البلاد.

والبلاد غنية بالمواد الخام (النحاس والفضة والزنك والذهب) وموارد طبيعية مهمة أخرى (المياه والزراعة) والموارد البشرية، وعلى الرغم من ذلك يعيش أكثر من 30 في المائة من سكانه تحت خط الفقر ولا تمارس الدولة سيطرة كافية على الاقتصاد. وسلطة القانون ضعيفة في البلاد، بفعل انتشار الجريمة المنظمة، وتزايد تجارة المخدرات بشكل كبير.

منذ 11 نيسان الفائت، والفوز المفاجئ للمرشح اليساري بيدرو كاستيليو، زعيم حزب “بيرو الحرة” الماركسي بالجولة الأولى لانتخابات الرئاسية أصبحت بيرو محط اهتمام سياسي اعلامي عالمي متضارب. ويمكن القول إن الصراع الدائر اليوم بين يسار يصل للسلطة للمرة الأولى، ويمين يهيمن على المال والأعلام، ويملك تراكما سلطويا لقرنين على الأقل، يعكس جانبا من الصعوبات التي يعاني منها اليسار العالمي في صراعه مع المراكز الرأسمالية، والأنظمة الاستبدادية التابعة، انطلاقا من فقدان العدالة في نقطة الشروع لخوض هذا الصراع. وهذا الأمر يكاد يشكل ظاهرة في مناطق مختلفة من العالم. ولكسر هذه المعادلة يتوجب على اليسار طرح إجابات على أسئلة الراهن وبدائل واقعية، وهذه لا يمكن ان تؤدي غرضها دون توفر الأدوات والآليات التي تجعل منها ممارسة ملموسة، وبالتالي فان يسار العالم والمنطقة يواجه صعوبات موضوعية كبيرة، تفرض عليه اعتماد مراجعة نقدية مستمرة، تجعله ذاتيا جاهز لخوض معارك التغيير المطلوبة.

في هذه المساهمة سنحاول تقديم عرض لخلفيات وطبيعة وآفاق الصراع السياسي والاجتماعي الدائر اليوم في بيرو، البلد الذي شهد آخر انتصارات اليسار الانتخابية المهمة.

شيء من التاريخ

بعد مرور 200 عاما على تاريخ الاستقلال الرسمي عن إسبانيا، أصبح بيدرو كاستيلو أول رئيس من سكان الريف يتولى مهام منصبه في بيرو. ووفق المؤرخة سيسيليا مينديز جاستيلو ميندي، الباحثة في دور فلاحي جبال الأنديز في تاريخ جمهورية بيرو، فإن المجتمعات تربط تاريخ استقلالها، بحرصها على الأحداث ذات الوزن الأكبر على المدى البعيد، وعلى هذا الأساس تم اختيار يوم 28 تموز 1821، مع أن أول انفصال عن التاج الاسباني حدث في عام 1814، بعد انتفاضة كوكوز واعتقال الحاكم الاسباني في المنطقة.

وقد عملت النخب الحاكمة طيلة عقود على إخفاء دور السكان الأصليين وسكان الريف في التاريخ الوطني للبلاد. واكتسبت هذه العملية زخما بعد انطلاق الكفاح المسلح لحركة “سوندرو لوموينوشو” (الدرب المضيء).

ولم تتمكن النخب المهيمنة والقادة العسكريون من بناء دولة أثناء الاستقلال وبعده، بعيدا عن الفلاحين.  وقد شهد القرن العشرون لحظتين مهمتين في مسار إصلاح الدولة حيث حصل سكان الريف والسكان الأصليون على حقوق واعتراف هامين: سنوات حكومة برناردينو ليغويا 1919 – 1930، ارتباطا بتوجه شعبوي لتطوير التصنيع غداة الاحتفال في الذكرى المئوية للاستفلال، وكذلك بعد الانقلاب الذي قاده الجنرال هوان فيلاسكو في عام 1968.

اعترف دستور عام 1920 لأول مرة بوجود مجتمعات السكان الأصليين والأراضي الجماعية. وتم إنشاء سجل مدني لمجتمعات السكان الأصليين والاعتراف بها ككيانات قانونية، وليس كمواطنين أفراد. وفي ظل حكومة فيلاسكو، تم تحويل هذه “المجتمعات الأصلية” إلى “مجتمعات ريفية” عن طريق مرسوم الإصلاح الزراعي لعام 1969.

وفي عهد أوغوستو ليغويا. تبنت الدولة فكرة “حامية الهنود الحمر”. وأصدرت قانون “رعاية عرق السكان الأصليين”. لقد كان تشريعًا أبويًا وفوقيا، صيغ بلغة تحسين النسل العنصرية، التي تنظر بدونية للتنوع. ومع تنفيذ الإصلاح الزراعي في عهد الرئيس فيلاسكو، تم توسيع هذه الحقوق والاعتراف بها، ولقد كان لها تأثير اجتماعي، تجاوز التأثير الاقتصادي للإصلاح الزراعي. وتتحدث سيسيليا مندي عن “مفارقة كبرى”، في إشارة إلى الاعتراف بحقوق المواطنة للسكان الأصليين والمجتمعات الفلاحية التي حدثت في عهود حكومات دكتاتورية.

المهمشون إلى سدة الحكم

بانتخاب بيدرو كاستيلو، القادم من القطاعات المهمشة تاريخياً، رئيسا للجمهورية، تعيش بيرو لحظة تاريخية جديدة، في حال نجاح الرئيس في تنفيذ التغييرات التي أعلنها، والتي ستجعل اجراء تغيرات عميقة وبعيدة المدى أمرا ممكنا. وأهم ما يمكن الإشارة اليه إن هذه التغييرات المحتملة جاءت من خلال الحق في التصويت. أي انها أعطت زخما لأهمية المواطنة بالنسبة لملايين المهمشين أكثر من أي وقت مضى. والأمر الثاني، هو أن الرئيس المنتخب ينتمي إلى الأكثرية المهمشة، وتعتبره النخب التي حكمت البلاد تاريخيًا غريبا عنها، وبالتالي فان انتصاره يمثل قطيعة كبيرة مع الماضي.

لقد لجأت قوى اليمين والنخب الاجتماعية التي تمثلها للموروث العنصري للحقبة الاسبانية في تاريخ البلاد، وترى سيسيليا مندي، “أن هذا الأمر مفهوم تمامًا، فكلما كانت الديمقراطية أكثر جذرية، كان رفضها أكثر تطرفا”. وأشارت إلى صعود النازية في المانيا، وإلى انتعاش حركات والنازية الجديدة فييها في عام 2015.

المعادون للديمقراطية

في رد الفعل المتطرف ضد الرئيس اليساري، ينعكس بوضوح التضامن بين الأيديولوجيا العنصرية ومصالح مافيا الفساد. يبدو ذلك جليا في البرلمان، حيث تخضع التشريعات لأهداف الدفاع عن المافيا وجماعات المصالح المتحالفة مع حزب فورزا الشعبي، وأحزاب أخرى.  لقد اتهم المدعي العام مرشحة اليمين المهزومة كيكو فوجيموري بتزعم منظمة إجرامية وباستخدام الحزب كواجهة. تقف معارضة كاستيلو على أرض عنصرية. وبعض المعارضة الآخر لا يجد، في الوقت نفسه، ما يمنعه من دعم المافيا.

المجموعة التي ترفع رمز الإمبراطورية الإسبانية أيام مجدها، لا ينتمون بالضرورة إلى مافيا حزب فوجيموري، ولكن يجري توظيفهم بطريقة ما. عندما تنتصر الديمقراطية، لا حدود للدفاع عن المصالح والسلطة المفقودة، ويجري تجاوز القانون بسهولة. ومن هنا جاء إصرار فوجيموريس على تهم “التزوير الانتخابي” دون التمكن من تقديم دليل واحد، لذلك خسرت المعركة، وانكشف زيف ادعاء الدفاع عن “الديمقراطية”، بالضد من “شيوعية” كاستيلو المزعومة.

العلاقة بين الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة والعنف التاريخي ضد السكان الأصليين والفلاحين، عكسه شعار مظاهراتهم “: “كاستيلو، ليما ترفضك”، مع صورة لفلاح ابيض يرتدي قبعة الرئيس، إنهم يرسمون العنف الجسدي والاقتصادي المفتوح ضد الفلاحين وسكان البلاد الأصليين.

تاريخ البلاد منذ القرن التاسع عشر، تاريخ تحالفت الدولة مع مصالح التجار وملاك الأراضي من أجل سرقة الموارد من السكان الأصليين: فقدوا أراضيهم واحتكرت أسواق السلع. واليوم يتحالفون لاحتكار هوية العاصمة بأكملها، على الرغم من تصويت مليوني مواطن من سكان العاصمة لصالح الرئيس. وعندما يقول اليمين “ليما ترفضك”، فإنه يعني سكان حي سان إيسيدرو، الأكثر ثراء في البلاد.

مطالب أساسية

الآمال معقودة على حكومة اليسار في ان تحول حقوق المواطنة، القائمة على ضمان الكرامة، إلى واقع ملموس بالكامل، فعلى الرغم من تضمينه في 11 دستور اقرت في البلاد منذ عام 1823. وعلى الرغم من أن الكثير قد تغير، إلا أن هذا الحق تعرض للإهمال أكثر من غيره. لقد اتهم اليمين سكان الريف بتزوير تواقيعهم لأنهم فلاحون فقط، كما تم اتهامهم باستخدام وثائق مزورة.

وحدث ذلك مرة أخرى في هذه الانتخابات. اتهم الناس من المناطق الريفية بتزوير التوقيعات، وانهم أناس ليس لديهم اية فكرة، هكذا وببساطة يتهم الملايين بجرائم خطيرة.

برنامج الرئيس

خاض المرشح اليساري حملته الانتخابية تحت شعار: “ لا مزيد من الفقراء في بلد غني”، وجسد الشعار التناقض الاجتماعي الرئيس في البلاد. وركز البرنامج الانتخابي على ضرورة تدخل الدولة، لتجاوز سلطة الاحتكار، التي تميز الاقتصاد في بيرو.

وكان العنصر الأساس في الحملة الانتخابية لمنافسته كيكو فوجيموري، ابنة الديكتاتور السابق، التي نجحت في استعادة دور الممثلة الوحيدة الأوليغارشية الاقتصادية، هو “الخطر الشيوعي” والتخويف من الرعب الذي يلوح في الأفق، في سياق حملة انتخابية عدوانية وأيديولوجية وعنصرية، وصفت فيها أي ناقد لاقتصاد السوق المنفلت، بأنه “إرهابي” يساري. وظلت ترفض هزيمتها الانتخابية.

في الكونغرس، يمكن للرئيس الاعتماد، حتى الآن، على 37 نائبا لحزبه “بيرو الحرة”، و5 مقاعد لحزب “معا من أجل بيرو”. وسيضطر للدخول في تفاهمات مع القوى الوسطية لتمرير قوانين، أو لمحاولة إلغاء الدستور الموروث من حكومات اليمين. وسيكون العامل الحاسم هو نجاحه في تعبئة وتنظيم واسع النطاق للمستغلين والمحرومين من فرص التعليم، والحياة الحرة الكريمة. وبالمقابل سيواجه مجموعة من المعوقات، الأكثرية اليمينية في الكونغرس، الدستور النافذ، ومؤسسات الدولة. بالإضافة إلى عدم وجود إطار جامع لقوى اليسار، باستثناء دعم نقابة المعلمين التي ينتمي اليها، والتي يمكن ان تكون نواة لتجميع شبكة وطنية داعمة. ومن المهم أن تدافع الجماهير العريضة عن المنجز الديمقراطي المتحقق، وتعميق محتواه الاجتماعي. وسيكون التضامن الدولي مطلوبا ايضا، لتحقيق شعار حملة الرئيس الانتخابية.

خطاب التنصيب

في حفل أداء اليمين الدستوري، بحضور رئيسة البرلمان وعدد من الشخصيات السياسية، وعدد من رؤساء الجمهورية لبلدان أمريكا اللاتينية، وكذلك الملك الاسباني. خاطب الرئيس الشعب عبر “رسالة إلى الأمة” دامت قرابة الساعة، تضمنت عرض الخطوط الرئيسة لسياسته حتى العام 2026.

رحب الرئيس بالحضور، وأشاد بسكان البلاد الأصليين والأفرو بيروفيين. والقى نظرة على تاريخ الأمة، منتقدًا العلاقات الاستعمارية. ومذكرا بالغزو الإسباني، وقرون من الاستغلال و “النظام العنصري الذي فرضه نائب الملك”، الذي حكم السكان الأصليين والسكان الأفرو-بيروفيين بالعنف كرقيق. وان “استغلال الموارد الطبيعية، وعمل اجداد الكثيرين منا جعل تطور وتنمية اوربا ممكنة”.

وذكر بانقلاب عام 1992 “الذي وضع أسس تقليص الحقوق وإضعاف الدولة والقواعد التي لا تزال سارية حتى اليوم”. وهي إشارة إلى عهد الدكتاتور ألبرتو فوجيموري، والد منافسته في الانتخابات الأخيرة، دون ان يذكره بالاسم مباشرة. واكد عزمه على تعديل الدستور. ورغبته في “أن يحكم مع الناس ومن أجلهم لبناء بيرو من الأسفل إلى الأعلى” وشدد على انه معلم بسيط من منطقة الأنديز المحرومة والمنسية.

وتناول ملفات الصحة ومكافحة الوباء الفساد، وتطوير الاقتصاد ونظام التعليم، وخاصة في المناطق الريفية، وكذلك الزراعة والتعدين وتغير المناخ، حماية النساء والأطفال، وتوسيع البنية التحتية في المناطق المهمشة. ووعد بتوفير اللقاح للجميع وبناء نظام صحي عام مجاني لا مركزي تشاركي، وعندها سوف لا يضطر الملايين للسفر إلى العاصمة للحصول على العلاج.

وان البلاد بحاجة إلى توفير فرص عمل، والدخل الكافي للعائلة، ويجب ان يكون الاقتصاد منظما، ومعروف المسارات، ليشكل قاعدة لقرارات الاستثمار. وأن الدولة ستضمن حق العمل والملكية المشروعة. وعرض حزمة من التوجهات بخصوص التعدين والمناجم، وتطوير المشاريع الصناعية على أسس اجتماعية وسياسة مناخية تقدمية. وتوسيع شبكة السكك الحديد داخل البلاد وفي المناطق الساحلية، لربط الأسواق المحلية وتطوير السياحة.

وفي الختام شدد الرئيس على أنه “يريد القطيعة مع الرموز الاستعمارية”. وانه لن يمارس مهامه من القصر الرئاسي “كاسا دي بيزارو” في وسط العاصمة، الذي شيده عام 1535 الغزاة والطاغية الإسباني الدموي لبيرو فرانسيسكو بيزارو.  وان “القصر الرئاسي سيصبح مقر وزارة الثقافات الجديدة ويكون بمثابة متحف للثقافات البيروفية والأصلية والأفرو-بيروفية المتنوعة”.

خطوات أولى ومواجهات متوقعة

الخطوة الأولى في السياسة الخارجية أمر الرئيس بالانسحاب مما يسمى مجموعة ليما، تجسيدا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى. وبالانسحاب من “مجموعة ليما” التي أسستها في آب 2017، في العاصمة ليما، 14 دولة من أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية والكاريبية لدعم المعارضة اليمينية في فنزويلا، تحذو بيرو حذو الأرجنتين وبوليفيا والمكسيك. ويتمتع القرار البيروفي بأهمية خاصة، لأن المجموعة العدوانية حملت اسم عاصمة بيرو. وبالمقابل تتبنى حكومة اليسار سياسة التكامل بين شعوب القارة والتعاون والتنسيق المشترك مع الأنظمة اليسارية والتقدمية.

ولم يتأخر اليمين ومؤسسات الدولة الموروثة من الاعتراض على تشكيلة الحكومة الجديدة، واتهام رئيس الوزراء الجديد وعدد من وزرائه بالإرهاب، لانتماء بعضهم في سنوات سابقة لحركة الكفاح المسلح الماوية. بالإضافة إلى اتهامات بالفساد لشخصيات قيادية وكوادر في حزب الرئيس، بعد أسبوعين فقط من استلامهم لمهامهم الحكومية. وعلى الرغم من عدم امتلاك اليمين لأغلبية الثلثين، لحجب الثقة عن الحكومة، الا أن محاولاته في توظيف التوازنات البرلمانية ستستمر. وما يخشاه اليمين اقدام الرئيس على حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، في ظل ظروف تبدو مواتية لليسار.

وعلى الرغم من إثارة المتاعب المبكرة، تعمل الحكومة بالفعل على عدد من القضايا الرئيسية التي تضمنها البرنامج الانتخابي. وقال رئيس الوزراء بيليدو ان الحكومة تخطط للمشاركة في بعض الصناعات الرئيسية مثل الغاز الطبيعي والطاقة الكهرومائية. كما تريد تأسيس شركات جديدة مملوكة للدولة وتشكيل لجنة للتعامل مع ارتفاع التضخم وضعف العملة الوطنية “سول”. وسيترأس وزير الاقتصاد بيدرو فرانك هذه اللجنة.

 ************************************

الصفحة العاشرة

ما هي أهمية الأجهزة الآيديولوجية للطبقات الحاكمة ؟

د.صالح ياسر

إن أهمية هذه الأجهزة – حسب العديد من المفكرين الماركسيين ومنهم (ألتوسير) و (بولانتزاس) تكمن في ممارستها “التضليل الإيديولوجي” لضمان استمرار النظام الطبقي السياسي القائم. وبهذا المعنى تكون الأجهزة الآيديولوجية للدولة لا مجرد مروجة للأفكار فحسب بل رهان “الصراع الطبقي” الذي تدور رحاه على مستوى البنية التحتيّة. وبهذا المعنى تكون الآيديولوجيا “اسمنت التشكيلة الاجتماعيّة”، على حدّ تعبير (بولانتزاس).                                      

السيطرة الايديولوجية

ليست السيطرة الطبقية في النظام الراسمالي مثلا مجرد سيطرة اقتصادية لرأس المال على قوة العمل التي يستغلها، وسيطرة على إعادة انتاجها، ولا مجرد الحفاظ على النظام القائم بواسطة آلة قمعية، بل هي سيطرة آيديولوجية. وقد شخص ذلك (بيان الحزب الشيوعي) حين أكد على ان “الافكار والآراء السائدة في عهد من العهود لم تكن سوى افكار الطبقة السائدة وآرائها”. ولما كان الصراع الآيديولوجي شكلا من اشكال الصراع الطبقي الذي يستهدف السلطة السياسية، وجب تحليل العلاقة بين نظام السيطرة الآيديولوجية ونظام السيطرة السياسية والاقتصادية للطبقة المسيطرة في حركة تجدد النظام الاجتماعي.

ان الطبقة المسيطِرة تستخدم السلطة السياسية التي تمتلكها بهدف اخضاع البنية الاجتماعية لسيطرتها الطبقية، أي لإبقاء هذا التطور في اطار علاقات الانتاج التي تجددها كطبقة مسيطرة. وبهدف الابقاء على سيطرتها الطبقية في مجال الآيديولوجيا، فان الطبقة المسيطرة تستند الى اجهزة آيديولوجية، هي اجهزة الدولة، يتم فيها اعادة إنتاج آيديولوجيتها المسيطرة. ولا تكمن الآيديولوجيا في الافكار فحسب، بل انها تتسع لتشمل العادات والتقاليد، “نمط الحياة” لتشكيلة ما، انها تجسد ممارسات التشكيلة الاجتماعية.

ومن جهة اخرى تشكل الآيديولوجيا، بصفتها الآيديولوجية السائدة، سلطة رئيسية للطبقات في تشكيلة اجتماعية معينة. إن الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة تستهدف اذن بكل بساطة، إعادة إنتاج علاقات الإنتاج التي تحقق لهذه الطبقة استمرار سيطرتها الطبقية وتأبيدها. ولما كانت السيطرة السياسية نفسها لا يمكن ان تتم بواسطة القمع الجسدي فحسب، بل تتطلب التدخل الحاسم والمباشر للآيديولوجياـ وانطلاقا من التعريف الماركسي للدولة التي هي دولة طبقية وجب عدم تعريف الدولة بوصفها مالكة (حائزة) قوة القمع الجسدي فحسب وانما تعريفها انطلاقا من دورها الاجتماعي والسياسي بالدرجة الاولى. فالدولة الطبقية هي الهيئة المركزية التي يتعين عليها الحفاظ على وحدة وتماسك التشكيلة الاجتماعية- الاقتصادية المعنية، والحفاظ على الشروط الاجتماعية للانتاج وبالتالي اعادة انتاج الشروط الاجتماعية للانتاج. انها في ظل نظام الصراع الطبقي ضمانة واداة السيطرة السياسية للطبقة المسيطرة، كما اشار الى ذلك بصواب الشهيد مهدي عامل في عمله الهام (مقدمات نظرية لدراسة اثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني، بيروت 1980). والحقيقة ان هذه السيطرة الآيديولوجية عنصر اساسي من عناصر السيطرة الطبقية، فلا يمكن ان تستمر السيطرة الطبقية ما لم تستطع الطبقة المسيطرة ان ترسي مؤسسات تتوافق مع افكارها، وان تكفل عن طريق “التقبل العام” لهذه الافكار التقبل العام لمؤسساتها وحكمها. وعلى الطبقة المسيطرة لكي تبقى على سيطرتها المادية ان تبقي أيضا سيطرتها على اذهان الناس. فلا بد ان تربط القوى الفكرية في المجتمع بها، وتكفل انتشار الافكار التي تعبر عن سيطرتها وبهذا تمنع أي تحد لهذه السيطرة.

ان الملاحظات السابقة تتيح القول ان مهمة الطبقة المسيطرة هو تشويه أو تزييف الوعي الطبقي للفئات والطبقات الأخرى المتواجدة في البنية الطبقية للمجتمع وذلك عبر جهازها الآيديولوجي وهو ما شخصه بصواب (جورج لوكاش) في (التاريخ والوعي الطبقي) حين اشار الى ان الشرط المصيري لابقاء نظام الطبقة المسيطرة هو ان الطبقات الأخرى تتوهم وتبقى في وعي طبقي مشوش وهذا ما يتم تحقيقه عبر الجهاز الآيديولوجي للطبقة المسيطرة بكل عناصره.

وحسب مهدي عامل (مقدمات نظرية لدراسة اثر الفكر الاشتراكي)، من الضروري اذن، بالنسبة للطبقة المسيطرة ولبقاء هيمنتها الآيديولوجية، ان يختفي الطابع الآيديولوجي المميز لتطور الصراع الفكري كصراع آيديولوجي، وان يظهر هذا الصراع على غير حقيقته، وكأن حركة الفكر الموضوعية في استقلاله التام عن الصراع الطبقي، أي ان استواءه المحايد فوق الطبقات الاجتماعية المتصارعة، كجهاز الدولة يظهر في حياد وهمي هو شرط لوجوده الحقيقي كاداة سياسية وآيديولوجية في خدمة الطبقة المسيطرة.

السيطرة الطبقية والفئة المهيمنة

من الممكن هنا اثارة تساؤل معين: لماذا يتم الحديث عن فئة مهيمنة في داخل الطبقة المسيطرة، تكون هي الماسكة بزمام سلطة الدولة دون غيرها وتوجيهها لخدمة مصالحها ومصالح الطبقة المسيطرة ككل؟

يمكن بلورة الجواب على السؤال أعلاه بالاعتماد على قانون التطور المتفاوت في المجتمعات الرأسمالية كعينة تجيب على ذلك. لما كان قانون التطور المتفاوت يحكم الاقتصاد والمجتمع، فإنه يجد انعكاسه على البنية الطبقية للمجتمع التي تتمثل بسيادة نمط الانتاج الرأسمالي وطبقته الرأسمالية في اسلوب الانتاج والتشكيلة الاجتماعية – الاقتصادية. لكن فئات البرجوازية المسيطرة ليست كلها متجانسة او متساوية، فقانون تفاوت التطور يحكم تطورها أيضا، بسبب اختلاف الموقع الذي تحتله في النظام الاجتماعي ونسبة حصتها من فائض القيمة المنتج، معنى هذا ان ثمة فئة منها هي المهيمنة بالضرورة. ان هذه الفئة هي التي تربط، بشكل عام، بمصالحها الطبقية المباشرة، مصالح النظام كله، فتأمين هذه المصالح غير تأمين مصالحها هي. معنى هذا ان هيمنتها الطبقية تشكل اساسا لسيطرة الطبقة المسيطرة – كطبقة - ولديمومة النظام الطبقي القائم. وسلطة الدولة هذه هي الاداة السياسية والآيديولوجية الرئيسية لتامين الهيمنة الطبقية لهذه الفئة المهيمنة. معنى هذا ان سلطة الدولة هي، بشكل عام، سلطة الفئة المهيمنة.

لكن الفئة المهيمنة في الطبقة المسيطرة (او الطبقة المسيطرة في الائتلاف المهيمن) تمسك عادة بالسلطة داخل جهاز الدولة القمعي، لكونها النواة المركزية للدولة، وحين تمسك بالسلطة داخل بعض فروعه، فئات (او طبقات) غير مهيمنة، فان وحدته الداخلية – “ مركزيته “ – تتيح اعادة تنظيمه داخليا (وحسب اشكال الدول) بحيث تصبح فروعه تحت هيمنة الفرع المسيطر عليه من قبل الفئة المهيمنة (او الطبقة المسيطرة). بهذا المعنى تحديدا، يصبح الكلام عن وحدة ملموسة وليس عن “تقاسم” لسلطة الدولة داخل جهاز الدولة في حال وجود عدة فئات او طبقات مختلفة في السلطة.

ومن جانب آخر يظهر هناك فرق أساسي بين المفهوم الماركسي للاستقلال النسبي لجهاز السلطة عن الطبقة المسيطرة والنظرية الشائعة في علم الاجتماع البرجوازي المسماة نظرية “ سلطة اختصاصيي القمع “او على العموم سلطة البيروقراطية، وان منظرين معروفين مثل Harold Lasswell ، تحدثوا أكثر من مرة عن الناس الذين ينجزون وظائف ادارية، وبشكل خاص المرتبطين مباشرة بالجهاز العسكري أو اجهزة الشرطة يمكن ان يصبحوا في ظروف محددة “طبقة مسيطرة”. ان لهذا التشخيص خلفية مظهرية تجد تعبيرها في مفاهيم “النخبة” المطروحة قديما من قبل كتاب معروفين مثل باريتو Pareto أو موسكا Mosca. وفي جذور هذه النظريات تتجسد قناعة محددة، ان كل مجتمع ينقسم الى “حاكمين” و”محكومين”، واكثر من ذلك، فان هذا التقسيم يشكل العنصر الاساسي والمقرر لهيكل السلطة. لذا ليس هناك من غرابة، إذا ما قلنا انه عند اسس هذه النظريات لا توجد اية عوائق للحديث حول ادراج فئات اختصاصيي القمع ضمن مفهوم “الطبقة المسيطرة”. في هذه المفاهيم يتم مساواة الهيمنة مع اتخاذ القرارات، أي ممارسة السلطة. ان مؤيدي “نظريات النخبة” لا يحللون عادة القضية المهمة وهي أنه في مصلحة من تُتخذ القرارات السياسية التي تشكل مضمون نشاط سلطة الدولة. ولهذا فان التمييز بين المجموعات الحاكمة، الممارِسة للسلطة، والطبقة المسيطرة هو بالنسبة لهذه النظريات غير ممكن، على عكس ما هو عليه في الماركسية، حيث التمييز بين السلطة والسيطرة، كما اشرنا اليه سابقا، يصبح في هذا الإطار أمرا ضروريا لفهم المفهوم الماركسي للاستقلال النسبي لجهاز السلطة.

 ******************************

أفكار في الديمقراطية

د. إبراهيم إسماعيل

الديمقراطية والرأسمالية

بين الفينة والأخرى، تتعالى أصوات المدافعين عن الرأسمالية، العارفين منهم وغير العارفين، في مسعى خائب لتوأمة الرأسمالية مع الحرية. ولعل أفضل ما يمكن لهؤلاء عمله لإكتشاف زيف ما يقولون، مراجعة عاجلة للتاريخ، الذي عرف، وفي أغلب حقبه، عداءً شديداً، بين تطور الديمقراطية السياسية وبين عتاة المحافظين والليبراليين، سواءً في منح الحقوق المدنية للمالكين فقط وحجبها عن ملايين الناس وفي الصميم منهم النساء، أو في تزوير نتائج الإنتخابات وإستخدام كل أشكال العنف لإرهاب المعارضين أو في إقامة أنظمة توليتارية أو ثيوقراطية أو فاشية (أيطاليا، المانيا، إسبانيا، البرتغال، اليونان، أمريكا اللاتينية وغيرها).

لقد أستخدمت البرجوازية الحريات، في صراعها مع الإقطاع، لكنها عمدت الى قوننة هذه الحريات لصالح المالكين وتركت الأغلبية غير المالكة تحت كبت سياسي وإقتصادي مريع. ولم يكن التطور الديمقراطي في البلدان الرأسمالية هبة البرجوازية للناس، بل نتاج تراجعات، أُجبرت عليها في مواجهة النضالات الباسلة للبروليتاريا وحلفائها الطبقيين. غير إن تلك التراجعات كانت دوماً مدروسة، بحيث تُبقي على الإستبداد البرجوازي، عبر وضع جملة من العوائق اللوجستية والقانونية والإقتصادية والإجتماعية القادرة على تحجيم أي مسعى للضغط على السلطة البرجوازية أو إستبدالها، الأمر الذي طالما أثار شكوك الناس بقدرتهم على التأثير عبر الأليات الديمقراطية وخلق لديهم أوهاماً ويأساً قاتلاً، لاسيما بين الشباب والفئات الهامشية.

وفي عصر العولمة، تحولت الشركات العملاقة العابرة للحدود، الى سلطة أعلى من القوانين الناظمة للدولة، حيث تعجز أية حكومة على التدخل في مجالس إدارة هذه الشركات أو في عملها الإنتاجي أو في تفككها وإندماجها، مهما تركت هذه الفعاليات من أثار كارثية على إقتصاد البلاد والمستوى المعاشي لملايين من سكانها. وكما صارت هذه المجتمعات “الحرّة” مجالاً خصباً لولادة الأفكار العنصرية والقومية المنافية للحرية، تطورت أساليب التعامل مع المكتسبات والحقوق التي نالتها الطبقات الوسطى والعاملة، بما يضمن تقليص جوهرها مع المحافظة على شكلها، من خلال تشديد البيروقراطية وتبرير إستخدام العنف (بذريعة صيانة الأمن ومحاربة الإرهاب) والتأثير على القضاء وإحتواء الحركات الإجتماعية وشيطنة النقابات والمؤسسات المدافعة عن حقوق الناس.

وعموماً، فإذا كانت الديمقراطية السياسية تعني حكم الشعب، فهي ليست ملازمة للرأسمالية، لإن الرأسمالية تعني حكم البرجوازية، وهي ليست الشعب، بل أقلية صغيرة منه. إن حكم الشعب يجب أن ينبع من داخله ولا يفرض من خارجه. إنه يتعارض بالتأكيد مع حكم أقلية، سواءً كانت أصحاب رأس المال أو أصحاب ياقات بيضاء أو عمائم أو قمصان خاكية.

وإذا كان الشرط الجوهري للديمقراطية، يكمن في التداول السلمي للسلطة، فإن هذا لا يعطي الأغلبية حق الإستئثار بكل شيء، لأن ذلك يعني بالضرورة غياب حكم الشعب وتحوله الى دكتاتورية الأغلبية، الأمر الذي لابد من تصحيحه عبر الإلتزام بإحترام الأقلية والتشاور معها والتفاعل مع إرائها، وهو ما تفتقد الى جوهره، العديد من الأنظمة الرأسمالية ، حتى وإن توفرت فيها بعض أشكاله.

إن ما تعيشه الدول الرأسمالية، من إستقطاب شديد في توزيع الدخل القومي، وما تعانيه الدول التابعة من فقر وتخلف، ومن الإضطهاد المزدوج للنساء والأقليات والمهاجرين، ليس سوى بعض من الأدلة الدامغة على التناقض التناحري بين الرأسمالية والعدالة الإجتماعية، مما يكشف عجز هذا النظام عن تحقيق الحريات لبني البشر. 

الديمقراطية و «الإشتراكية» الفعلية

لقد وفّر زلزال إنهيار الإتحاد السوفيتي، بعض المبررات ليعلو الزعيق عن وجود تعارض بين الإشتراكية والديمقراطية، وبين الحرية و دكتاتورية البروليتاريا. غير أن هذه المبررات تبقى وهمية، لأن دكتاتورية البروليتاريا لم تكن يوماً إستبدال سلطة البرجوازية بسلطة طبقة أخرى، كما يحاول للبعض تبسيط الأمر، بل إنها عملية ثورية، تتحرر فيها البروليتاريا من أغلالها فتخلق جملة الظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، الكفيلة بتخليص البشرية كلها (هل هناك أغلبية أكبر من هذه؟) من الإستغلال ودمار الحروب.

وتشمل هذه العملية أيضاً تقويض البنى الإجتماعية والإقتصادية للرأسمالية، وإلغاء السيطرة السياسية وتوفير الحريات الشاملة وبناء مجتمع مبدع مادياً وثقافياً، مجتمع المنتجين الأحرار، الذي تكون حرية الفرد فيه شرطاً لحرية الجميع. ومن هنا لا يوجد تعارض بين دكتاتورية البروليتاريا وبين حكم الشعب. كما إن التخلي عنها لم يكن بسبب تعارضها مع الحرية، بل لأسباب تتعلق بالتطور التاريخي للمجتمعات الصناعية وبالتقدم التقني والاجتماعي والتغييرات الجوهرية في الطبيعة الطبقية للبروليتاريا وحلفائها في عصر الثورة المعلوماتية.

لكن، ومن الحق القول، بأن هناك في تجربة التطبيق العملي، طيلة عقود سبعة من القرن العشرين، ما ساهم فعلاً في تشويه دكتاتورية البروليتاريا كشكل متطور للديمقراطية، كما كتب عنه ماركس وأنجلس، حيث غيُّبت الأقلية، رأياً ودوراً وتواجداً، وإنتهك القانون والنظام بذريعة إمتلاك الحاكمين للشرعية الثورية! وبدلاً من بناء هياكل اقتصادية حديثة وهياكل ديمقراطية شاملة، تحقق إزدهاراً وإنتاجاً كبيرين في ظل الملكية الجماعية، وتمكّن الطبقة العاملة من الهيمنة على الحياة السياسية والثقافية بحيث تصبح مصدر جذب لغالبية الشعب، سادت البيروقراطية وغاب أو حجّم الدور القيادي الحقيقي للحزب وحظيت المركزية، المنتزعة عنها ديمقراطيتها، بتبجيل قادة الكرملين! وهكذا، وكما غابت عن الدول الرأسمالية الحرية الحقيقية بسبب غياب العدالة الإجتماعية، حُجّمت الحرية في المجتمعات “الإشتراكية” بسبب غياب الديمقراطية السياسية، فطائر الحرية عاجز عن التحليق بدون جناحيه، الديمقراطية السياسية والديمقراطية الإجتماعية.

الديمقراطية في البلدان النامية

يسعى أكثر المتضررين من قيام دولة مدنية ديمقراطية في البلدان النامية الى نشر وهّم خطير، يدّعي بأن الديمقراطية تعني وجود حياة حزبية وإعلام حرّ وقيام إنتخابات تحدد الحاكمين والمشرعين، وبالتالي يمكن أن تصبح بلداننا ديمقراطية، إذا ما حقننا هذه الخطوات العاجلة الثلاث!

وتتجلى خطورة هذا الوهم في حجب معنى الديمقراطية بإعتبارها عملية تاريخية متواصلة ومتدرجة لتنظيم سلمي للصراع داخل المجتمع، أي لإدارة كل العلاقات والمصالح والأفكار التي تتبناها الطبقات الإجتماعية المختلفة وتدافع عنها، وتنظيمها في ما بين الناس أو بين الدولة والمجتمع أو بين مؤسسات الدولة ذاتها.

وعليه، فإن إقتصار التحول على حرية الأحزاب والإعلام وإجراء الإنتخابات، لا يفضي الى قيام الدولة المدنية الديمقراطية الا إذا إقترن ذلك بتحقيق عدالة اجتماعية تضمن حقوقاً إقتصادية متكافئة للناس، بإعتبارها أساس قيام حقوق سياسية متكافئة. كما لا بد من تطوير الحياة الثقافية للجماهير ونشر قيم الحرية والتعاون والتسامح والتنافس السلمي ومكافحة الأمية والتمييز ضد النساء وضد المختلفين فكرياً أو دينياً أو قومياً.

وأخيراً، لن تكون المؤسسات التمثيلية، حتى تلك المنتخبة بطريقة نزيهة، مجالاً وحيداً للتأثير على السلطات والمشاركة في إدارة البلاد، بل لا بد من إعتماد وسائل أخرى كالحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والتظاهرات والإحتجاجات والإستفتاءات وغيرها، مما يتيح المجال للأغلبية في التعبير عن أرائها والمشاركة في رسم مستقبلها ومستقبل البلاد.

 

 *********************************

الصفحة الحادية عشر

جواد سليم والبحث عن الهوية

للفنان التشكيلي والناقد: د. قاسم محسن، صدر حديثا كتاب بعنوان (جواد سليم والبحث عن الهوية ـ الفن والسياسة) وقد وضع المؤلف في مقدمة كتابه مقولة كانت قد وردت في يوميات الفنان الراحل جواد سليم جاء فيها..

(في كل زمان ومكان تسقط المعاول من ايدي الجلادين، لتقطف الرؤوس المثمرة) ويؤكد المؤلف ما اورده عن رينيه ويج: (الفن ليس لهوا او مجرد ترف، مهما يكن هذه الترف رفيعا بل الفن ضرورة ملحة من ضرورات النفس البشرية في حوارها الشاق والمستمر مع الكون المحيط بها).

************

من الأدب الساخر

تعمية بشرية

د. احمد جارالله ياسين

لا تقلقوا.. أحبتي

سنعالج مآسينا كلها بالشعر والروايات والقصص والمقالات ..وسنتجاوز الصعاب والمحن والحروب  في عالمنا العربي ..

لدينا ثروة كبيرة من فن البيان

والمبدعين والاوسمة الالكترونية والشهادات التقديرية

وذلك يغنينا عن النفط والغاز والمياه والزراعة والصناعة والصحة والتعليم والتكنلوجيا وكأس الامم الاسيوية والافريقية ..والكمامات ..

لا تقلقوا..

(فد)  يومين وأكتب لكم مايداوي ارواحكم المتعبة وجراحاتكم

واذا (ماگدرت أسوي شي 

اكو خمسطعش) الف اديب يكتبون نيابة عني

وتحت الطلب… وحسب المواصفات ...

فلدينا :

شعر بأنواع مختلفة : عمودي أبو القافية العصماء ..

 حر كل سطرين قافية جديدة ..

نثر فيه صورة شعرية  حداثية مثل ( نكاية بالسمچ رح اكل لبن )

ولدينا أيضا روايات كلاسيكية البطل فيها  يتزوج من يحبها في الخاتمة..

رواية حداثية البطل فيها يتزوج صديقة من  يحبها ...

 رواية مابعد الحداثية ام النهايات المفتوحة البطل فيها لايتزوج.. لا التي يحبها ولا صديقتها و(يگعد) بالبيت يقرأ كتب جاك دريدا وادوارد سعيد ..ويلعب بخشمه..

قصص مثل التنورات

قصيرة ام الصفحتين

وقصيرة جدا ام النصف صفحة

ومضة ام السطر و(گحة) في الأخير

لدينا مسرحيات مختلفة.. دراما مأساة على كوميديا ...

وتتوافر لدينا مقالات منوعة مثلا عن مخاطر (التمن) وفوائد البرغل

مع عرض خاص عن خواطر مع فناجين قهوة وصبغ اظافر

كل شيء تجدوه في امتنا المجيدة..

نفتح الساعة السادسة صباحا مع صياح (الديچ )

ولانقفل حتى الرابعة فجرا ..مع آخر بيانات الاحتجاج والاستنكار ..

وفي ايام الحروب

يكون الدوام كاملا (٢٥) ساعة..

هناك ( طخفيزات ) في الاسعار

للنسوان فقط ..

لسنا الاوائل في الكتابة والبكاء والمواويل  لكننا الافضل في العالم ..

******************

كلشي ماكو في بغداد.. كلشي ماكو في سرايفو

إرادة الجبوري

“انهم يقولون إننا مجرد مرتزقة، نكتب بدفع من جهات خارجية عدوة، لمجرد سعينا لكتابة الحقائق التي يتم تغييبها، تلك التي نعتقد أن إيرادها مهم لبناء مستقبلنا... يقولون إننا أعداء لمجرد أننا نحرص على تنظيف حديقة شعبنا، لو فعل الآخرون ذلك وقاموا بتنظيف حدائقهم فسيكون هناك فرصة أكبر للتعايش السلمي والشراكة بين مكونات هذا البلد!

نحن نواجه النظام الذي يملك كل شيء، إعلاما عاما وخاصا وأجهزة شرطة وتعليما وتوجيها ودعاية وتنظيما، وأنت حيالها لا تملك أي شيء غير نزاهتك ومهنيتك ومساحة صغيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، فهل تستطيع أن تتغلب على ذلك النظام وعلى أكاذيبه ومبرراته التي نرى جازمين أنها تهدد مستقبل أبنائنا؟”!

الكلمات أعلاه ليست لكاتب او ناشط عراقي.. إنها للطبيب النفسي والناشط والكاتب البوسني Srdjan Puhalo وهو يتحدث عن رؤيته “ ل “معركة الحقيقة “ في البوسنة والهرسك “ ..   معركة مازال يخوضها منذ سنوات لجعل قومه يتوقفون أمام الجرائم التي ارتكبوها ضد “الآخر” مرددا أن الأولوية يجب أن تكون لتنظيف “حديقة” شعبنا وأن لا نكتفي بمطالبة الآخر لتنظيف حديقته.. كان يتحدث نيابة عنا نحن الغارقين في بحر من العنف والقسوة والفقدانات، ذلك أثناء ورشة نظمتها، منظمة دعم الإعلام الحر (ims) بالتنسيق مع رابطة صحفيي البوسنة والهرسك في العاصمة البوسنية سراييفو في حزيران 2018، لإعلاميين ونشطاء عراقيين وسوريين، والتي تركزت على دروس الحرب الأهلية في البوسنة (1995-1992) والمرحلة الانتقالية، ودور الإعلام خلال فترتي الحرب وإعادة بناء السلام. مما قد يكون له فائدة لوسائل الاعلام في العراق للقيام بدورها في المشاركة في بناء جسور السلم الاهلي والتعايش بين مكونات المجتمع العراقي.

كانت تلك المرة الأولى التي التقي فيها اناسا يشبهوننا في دفع الثمن الباهظ للحروب بين أبناء الوطن الواحد.. كنت مندهشة من حقيقة أن الشعوب لا تتعلم من تجارب الشعوب الاخرى فتهدر الكثير من الحياة بغباء كبير وكان ما يحدث في مكان ما لا يمكن أن يحدث في مكان آخر من الكوكب.. بالرغم من أن المقدمات هي ذات المقدمات! 

حين تحدث الكاتب والبروفيسور البوسني Simic Goranالخبير بالعدالة الانتقالية عن ضحايا “الاغتصاب” اللائي لا تندمل جروحهن لأن “القاتل والمغتصب طليق في حين يمضي ضحايا الاغتصاب ما يطلق عليه “حياة” بطريقة تجعل من الموت أفضل ما يمكن أن تحصل عليه!، حين تحدث بلسان إحدى النساء من ضحايا الاغتصاب من خلال كتاب شعري بعنوان “تفكيك الروح” كان يتحدث عن بنات بلدي الإيزيديات والتركمانيات اللائي اختطفن واغتصبن وتم بيعهن مثل أي سلعة تباع وتشترى وما يزال الآلاف منهن مفقودات!

يقول كوران سيمك الشيء الجيد الوحيد في الحرب هو أن لها نهاية! .... لكن ماذا نفعل مع آلام المعتقلين السابقين وتشوهاتهم الجسدية والروحية؟...وماذا نفعل مع آلام عوائل الضحايا؟ ... ماذا نفعل أمام آلام عوائل المفقودين؟ ... وماذا يمكن أن نفعل مع آلام النساء والأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب وسيحملون جراحهم وأوجاعهم معهم كل لحظة عشرات السنوات وإلى آخر لحظات حياتهم؟ ..... وماذا عن القتلة الكبار؟ والقتلة الصغار؟ الذين لم تطلهم يد القانون والمستمرون في حياتهم الطبيعية وبعضهم هنا وهناك يتصدرون المشهد.! -القانون عاجز أمام كل ذلك ...... هو لا يعرف المشاعر الإنسانية ولا يعرف المعاناة! ... هو يهتم فقط بالحقائق والوقائع!.... هو عاجز عن تحقيق العدالة لعشرات آلاف الضحايا... هؤلاء لن يجدوا العدالة أبداً ولن يجدوا العزاء في أي شيء.

كن مهنيا وتجرد من انتمائك، فالضحايا هم الضحايا، من كانوا وأينما كانوا ! “خلال عملنا في سنوات الحرب آمنا أن الضحايا هم الضحايا، ولا يجوز التمييز بينهم مهما كان انتماؤهم سواء كان مماثلا او مختلفا عن انتمائك، وحتى لو كانت عائلتك إحدى الضحايا فعليك أن تكتب بحيادية وموضوعية وتلتزم بأخلاقيات العمل الصحفي، لتكون صحفيا حقيقيا وتحظى بثقة الجميع، وإلا فستكتشف لاحقا أنك ارتكبت خطأً كبيراً وثمنه كان غاليا”. تقول بوركا رودي  Rudic Bork التي عملت في الصحافة قبل الحرب البوسنية، وخلال سنوات الحرب واصلت تلك المهنة الخطرة ناقلة من الجبهات أخبار المعارك، وعملت بحيادية وشجاعة في توثيق وقائع الحرب المأساوية وأحداثها وقصص ضحاياها من كل الأطراف، وهي تواصل عملها إلى اليوم بحماسة وإيمان بقدرة الكلمة الصادقة على التغيير، بوركا تشغل حاليا منصب أمين رابطة صحفيي البوسنة والهرسك:

كانت الورشة غنية بالتجارب والشهادات التي قدمها كتاب وصحفيون وناشطون ونقابيون خاضوا تجربة الحرب وآثارها التي لم تزل تحفر في روح أبناء البلد وبناته.. كنت أرى وأسمع ما يشبهنا في المعاناة والألم والأمل ولم يكن ما أسمعه وأراه غريبا عما عشناه في العراق من جراء الاحتلال والحرب الأهلية واجتياح تنظيم داعش لمدن عراقية والأعمال الوحشية التي اقترفها التنظيم ضد أهالي الموصل من إيزيديين ومسيحيين وتركمان ومسلمين، وسرقة وتدمير المدينة وتراثها واثارها.

كانت فرصة جيدة لتوجيه الدعوة لبوركا وسيرجي وكوران لحضور مؤتمر كلية الإعلام في جامعة بغداد الذي كان حول “الآخر في النتاج الاتصالي “ الذي أقيم في اكتوبر من العام نفسه اي عام 2018. لقد عرض الثلاثة خلاصة تجاربهم ورؤيتهم لحرب البوسنة والمحاولات المستمرة للخروج من حالة اللاحرب واللاسلم لتحقيق السلم الحقيقي لأبناء البلد وبناته..

كان للأصدقاء الثلاثة فرصة للقاء باحثين وصحفيين من داخل العراق وخارجه كما كانت لطلاب وطالبات الإعلام فرصة ذهبية لخوض نقاشات مهمة. اصطحبنا الأصدقاء إلى مدينة بابل التاريخية وإلى مدينة أور الأثرية في الناصرية حيث ولد النبي ابراهيم وكانت أهوار العراق قي الناصرية إحدى المحطات التي توقفنا فيها .. في بغداد كانت زيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني ومكتبة الحضرة الكيلانية العظيمة فرصة رائعة ويوما جميلا ختمناه بزيارة حضرة ابو حنيفة النعمان في الاعظمية..

حين أخبرتني الصديقة العزيزة المخرجة ميسون الباجه جي عن عرض الفيلم في سرايفو شعرت بان الأمر يشبه تبادل المرايا: فهو سوف يخبر البوسنيين عنهم مثلما أخبرنا الاصدقاء والصديقات في سرايفو عام 2018 عنا نحن العراقيين! 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كلشي ماكو فيلم روائي عراقي عرض في مهرجان سرايفو الدولي في التاسع عشر من الشهر الجاري وهو من اخراج ميسون الباجه جي

*******

قصتان قصيرتان

جمال نوري

 فناجين

 

اعطى ظهره للجالسين خلفه وانتبذ مكانا قصيا في المقهى الذي كان يعبق برائحة القهوة التي شرعت تصطاد الزبائن الذاهبين والقادمين...الضجيج لم يقيض له ان يستغرق في تأملاته واحلامه بيد انه انتبه لصوت رجل لم يدخر جهدا برفع صوته لكي يسمع احدا ما.. استبد بي الفضول والتفت ليتأكد من صاحب الصوت الذي اذهلني بالشبه العجيب بيننا .. حتى الملابس كانت تتشابه تماما ..بعد قليل صمت منصتا للمرأة الجميلة التي كانت تجلس امامه على نفس الطاولة.. قالت وهي تتأمل فنجانه _ ثمة رجل نحيف ،يحمل كتابا يبدو منحنيا وكأنه يتأمل مشهدا ما ،الغيوم تحيط به من كل الجهات وتزاحمه زوبعة غاضبة ..هيا اقترب وانظر.. صمت الرجل وهو يتطلع الى فنجانه ولم يحر جوابا ...أدنت الفنجان واستدركت ..هذه العاصفة لن تترك له متسعا من الوقت ليلملم جراحه ويمضي ،ثم شيعته بابتسامة وقالت ..حان الآن دورك ..كنت اتطلع اليهما دونما وجل او تردد .. قال الرجل وهو يرنو عن كثب الى فنجانها..ياه.. ما اصعب هذه التكوينات ،امراة تحمل حقيبة ثقيلة وتومئ الى شيء بعيد ،قد يكون قطارا او غيمة ودودة ستقلها الى جزيرة بعيدة ..ما هذه الاسلاك الشائكة التي تمنعها من المواصلة .. ألامر يدعو للريبة والشك ..نهضا بعد قليل وغادرا المقهى شانهما شأن الآخرين الذين تركوا فناجينهم على الطاولات التي كانت قبل قليل تضطرم نقاشا وجدالا واحلاما مؤجلة.. وقبل ان أنهض قامتي مغادرا اقترب رجل مكفهر الوجه ، رفع فنجانها ، تأمل التفاصيل وقال بصوت مسموع يا لبؤسهما.

ما جادت به البحارة

ما جادت به المحارة .. هكذا ارتأت ان تسمي كتابه الجديد الذي يضم بين دفتيه عشرات الرسائل وقالت لاشيء يمكن ان يضاهي كلماتها المجبولة باللهفة والاشتياق غير ان تكون اشبه بما تجود به المحارة ومع انه استغرب من العنوان قليلا الا انه وافق اخيرا عندما اطلع على بعض الرسائل التي كتبها في ليالي الانتظار القاسية. تردد في البدء واعتبر هذه الرسائل هي نتاج قصة حب استمرت لاعوام دأب فيها ان يكتب ويسجل كل خلجاته ومشاعره وافكاره وردود أفعاله على مواقف وحالات كانا يعيشانها معا..قالت صاحبة العنوان ناصحة اياه بطبعها في كتاب مع انه عاهد التي احب ان لا ينشر شيئا من هذه الرسائل لما تنطوي عليه من خصوصية وتفاصيل محرجة بالنسبة لها...وكان يقول لها ممازحا هل يخجل المطر حين يهمي مدرارا او نثيثا ..قصتنا اشبه بأية قصة حب أخرى تحتشد بلحظات الفرح والتعاسة وتنتهي مثل كل القصص بسكاكين الغياب والفراق ..ما الضير ان يطلع العشاق على كلماتها التي بذرها حبك في روحي وقلبي وفرائصي وكانت تشيح بوجهها جانبا رافضة فكرة ان تتحول الرسائل الى كتاب يتداوله العشاق..قالت امراة العنوان_ لاتتردد ..اقدم على نشرها ..لقد مضى زمن طويل على نهاية قصتكما ..من يدري اين هي الان .. فكر طويلا وشرع بطباعة اول رسالة ريثما يأزف الوقت لارسال بقية الرسائل الى المطبعة

*********

الصفحة الثانية عشر

إصدار

الدول والثورات الاجتماعية

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “الدول والثورات الاجتماعية/ دراسة مقارنة بين فرنسا وروسيا والصين”، من تأليف ثيدا سكوكبول، وترجمة نبيل الخشن.

يتناول الكتاب بنى الدولة والقوى الدولية والعلاقات الطبقية، ويبيّن كيف تستخدم هذه العوامل الثلاثة في شرح أصول التحولات الاجتماعية الثورية وإنجازاتها. وتبلور المؤلفة تحليلًا تاريخيًا مقارنًا لحالات رئيسة ثلاث: الثورة الفرنسية 1787، ثورة اكتوبر الروسية 1917 والثورة الصينية 1911.

*****************

ليس مجرد كلام.. إبراهيم الخياط بعيوني !

عبدالسادة البصري

عامان مرّا ولا تزال كلماته الثلاث تتردد في كلّ احاديثنا: (على راسي .. بعيوني .. لا عليك ) حملها الطفل القادم من مندلي صوب مركز جمهوريته ، لتنعجن روحه برائحة القداح وطعم البرتقال ، وتتعمد بعشق الوطن المتوشّح بالأحمر، كي ( يطشّ ) روحه ( هيلاً ) وزعفران في دروب الصحبة والرفاق!

إبراهيم حيدر عزيز، عرفني شاعرا عندما نشرنا معاً في إحدى المجلات في تسعينات القرن المنصرم، ليسأل عني صديقه سعد محمد رحيم ويرفق معه رسالة يتركها عند أبي داود في مقهى حسن عجمي، وما أن تسلّمتها حتى كتبت جواباً وتركته هناك ، لتستمرّ الرسائل الورقية بيننا، ساعي البريد صديقنا سعد، وحسن عجمي الصندوق!

توطّدت علاقتنا الأخوية دون أن نلتقي، وما أن انقشعت الغيمة السوداء عن سماء الوطن، وأقيم مهرجان المربد الأول بعد سقوط الفاشية، ووصل وفد بغداد إلى فندق المربد في البصرة، حتى جاءني صديقي مقداد مسعود قائلا: إبراهيم الخياط يسأل عنك. قلت له: إبراهيم حيدر أينه ؟! وكان حينها مدير إعلام وزارة الثقافة في زمن وزيرها مفيد الجزائري! ركضت إليه فتعانقنا كشقيقين لم يلتقيا منذ سنين!

منذ تلك اللحظة لم نفترق، معاً في كل محفلٍ ومهرجان وملتقى واجتماع وجلسة، صارت بغداد وكما قال شاعرنا الحجّاج بالنسبة لنا ساحة الأندلس فقط، حيث مقر الحزب الشيوعي واتحاد الأدباء، وما بينهما (برهوم) هذا الاسم المحبب الذي أناديه دون غيري!

تعلّمت منه الكثير، فازددت طيبة وإنسانية وصبراً على كل شيء، وازددت تسامحاً وتضحية ومحبة للناس!

في كلّ لقاء بيننا تنفتح آفاق وأفكار ورؤى جديدة، كان لا ينفكّ عن التفكير بمبادرات ومقترحات جديدة في مجال العمل الإبداعي كتابياً ونقابياً، مدّ جسور المحبة بين الجميع، فصرنا كتلةً واحدةً من الأشقّاء والأصدقاء، لم نفترق أبدا، لقاءاتنا تتواصل، ومحبّتنا تكبر للوطن والناس!

كان يقول: اعملْ ودعْ كلام الآخرين، لا تعبأ بأي سهمٍ يأتيك من غيورٍ أو حاسد، بل تجاوزه لتكون أكبر من راميه. كان هو كذلك، كم من السهام رُميت عليه حسداً وغيرة، لكنّه لم يعبأ بها أبدا، بل سما فوقها! همّه الوطن والناس، أراد أن يبني جمهوريةً للبرتقال تشعّ محبةً وتسامحاً واندكاكاً بالأرض وماء الفراتين!

الاتحاد بيته والأدباء أخوته، يسمو بهما، يسأل عن الصغير والكبير، لم تنقطع رسائله في المسرّات والأوجاع، يشارك الجميع في كل شيء، ويقول: لا بدّ أن تكون معهم كالدم تسري في شرايينهم!

في كلّ محفلٍ كلمته قصيدة، يلقيها فتضجّ القاعة بالتصفيق، واجبه العمل اليومي مع الناس ورفاقه وأصحابه!

في الجنوب والشمال والوسط، في الاحتفالات ومواكب العزاء!

كنت أقول له: برهوم استرحْ ودعْ من ينوب عنك في هذا المحفل او ذاك، يجيبني: لابد من حضوري لأنه جزء من رسالتي. كان يتصل بي يومياً، يشركني في هذا الرأي وتلك المسألة ويستأنس برأيي في أية فكرة كانت!

لم تنقطع أغانينا الصباحية كتحيّة نتبادلها، حتى الأربعاء الدامي قبل عامين !

لم يكن أميناً عاماً للأدباء، بل كان خادماً لهم وللثقافة والأدب كما يقول!

لقد ذهب شهيد الواجب، حيث كان في طريقه للمشاركة في مهرجان تقيمه أمانة الشؤون الكردية، لهذا سنبقى نردد ما حيينا :

“على راسي .. بعيوني ..لا عليك” .. لأنها جزء من بناء وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد !

***************

على قاعة “بيتنا الثقافي” ندوة حول “مصلحة الطفل في الحضانة”

بغداد – طريق الشعب

عقدت هيئة المحامين والحقوقيين التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي، الخميس الماضي، ندوة قانونية بعنوان “مصلحة الطفل في الحضانة”، ضيّفت فيها المحامي وليد قحطان، بحضور جمع من الشيوعيين والمهتمين في الشؤون القانونية والاجتماعية.

وجاءت الندوة، التي احتضنتها قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، لمناقشة الإشكاليات المترتبة على التعديلات الأخيرة المقترحة للمادة 57 من قانون الاحوال الشخصية العراقي رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩، والتي تتعلق بحضانة الطفل بعد طلاق الأم، وكيف ان هذه التعديلات واجهت اعتراضات بين أوساط نسوية ولا تزال المناقشات جارية حولها.

الندوة التي أدارها الناشط الحقوقي محمد السلامي، استهلها الضيف المحامي مقدما لمحة عن قانون الأحوال الشخصية العراقي، وبداية تشريعه، مشيرا إلى أنه قبل صدور هذا القانون كانت المحاكم تصدر أحكامها حسب المذاهب الدينية.

وأضاف قائلا، أن هذا القانون تم تعديله عام 1959، وتلقى منذ ذلك الحين ولغاية الآن، 16 تعديلا، موضحا أن مواد القانون مستمدة من أفضل الآراء الفقهية الملائمة للعصر.

وفي شأن التعديلات الأخيرة التي طرحها مجلس النواب على المادة 57 من القانون، رأى قحطان أنها تحتوي على إشكاليات، ولا تنظر إلى مصلحة الطفل المحضون. 

وجرت بين الحضور والضيف، نقاشات حول المادة القانونية وتعديلاتها المقترحة. وقد تم التركيز على النقطة المتعلقة بـ “مشاهدة” الطفل من قبل أبويه، واللقاء به والتواصل معه، سواء كانت حضانته عند الأم أم الأب، على اعتبار أن الاعتراضات التي وجهت للتعديل، لم تكن مترتبة فقط على أمر الحضانة ومن هو أحق بها من الأبوين، إنما تشمل أيضا موضوع تنظيم عملية “المشاهدة”.

*********************

نساء يطهرن نينوى من “علب الموت”

الموصل – وكالات

بدافع “منح السكان حياة أفضل وزيادة رقعة المساحات الصالحة للعيش”، انخرطت نساء عراقيات في فرق لإزالة الألغام والمخلفات الحربية غير المنفلقة في محافظة نينوى، والتي تعود لفترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المحافظة.

وتقود نور منذر (28 عاماً)، فريقاً نسائيا تتوزع الأدوار على أعضائه. فهناك باحثات عن الألغام والمخلفات الحربية، وأخريات متخصصات بتوعية المدنيين حول خطر هذه الأجسام المتفجرة، إضافة إلى نساء يزاولن الطبابة.

وترك داعش الكثير من المخلفات الحربية وراءه، وكان يعمد أحياناً إلى إغراق مناطق بالألغام لإعاقة تقدم القوات الأمنية نحوه، إضافة إلى إنشائه معامل لصناعة المتفجرات في نينوى.

من الألغام إلى النباتات

وتمكن فريق نور من تطهير مساحات كبيرة من الأراضي، كانت ملوّثة بالألغام والذخائر غير المنفلقة، ما يعني انها كانت غير صالحة للحياة، لكنها الآن “باتت متاحة للزراعة، ويمكن لسكانها أن يعيشوا حياتهم دون خوف من الموت أو الإعاقة” - كما تقول نور نفسها.

وتضيف في حديث صحفي قائلة: “هدفي الأساس هو المساعدة في تطهير أكبر مساحة ممكنة من الأراضي التي خربها داعش عبر زرعها بالألغام والعبوات الناسفة.. نعمل لضمان عودة الأهالي بسلام وممارسة الأطفال حياتهم بشكل اعتيادي”. وينضوي فريق نور، الشابة الحاصلة على البكالوريوس في القانون، ضمن منظمة “FSD”، وهي منظمة دولية متخصصة في إزالة الألغام والمخلفات الحربية.

وعن كيفية دخولها هذا المجال، تقول نور: “كان هذا قبل ستة أعوام. عملت أولاً كموظفة ميدانية في مجال التوعية بمخاطر المخلفات الحربية، وتدرجت عبر دورات تدريبية حتى وصلت لرتبة قائد فريق”. إلى جانب نور، تعمل نسرين قاسم في مجال التوعية بمخاطر الألغام والبحث عنها، وهي تؤكد أن “كل النساء المشاركات معنا لهن هدف واحد، هو منح سكان المناطق المحررة فرصة ثانية للعيش بسلام”.

“أريد أن أطمئن الأهالي”

وتستذكر نسرين، وهي من قضاء سنجار غربي نينوى، اللحظة التي قررت فيها الالتحاق بفرق إزالة الذخائر الحربية، وتقول في حديث صحفي: “شاهدت الدمار والخوف الذي دب بين الأهالي والأطفال في سنجار. وودت أن أقدم شيئاً لعائلتي ومنطقتي، وأن أطمئن الأهالي بأن هناك من يساندهم في العودة إلى منازلهم بأمان”.

العمل لا يخلو من متاعب

ولا تأتي المخاطر أو المتاعب التي قد تواجه الفريق من المتفجرات وحسب. إذ تقول نسرين: “مرة كنا نزاول عملنا في توعية سكان منطقة قريبة من أطراف الموصل، بمخاطر الألغام، لكنهم عمدوا إلى ضربنا أنا وفريقي بسبب انفجار لغم أرضي على طفل، تسبب في وفاته..  الأهالي حملونا مسؤولية الانفجار، وبأعجوبة نجونا منهم!”.

وتعرض فريق نسرين التوعوي - كما تضيف هي ذاتها – لمتاعب كثيرة، حتى أنه عدّ ذلك جزءاً من مخاطر العمل: “لا نقف عند هذه الأمور كثيراً، خاصة أننا نعلم جيداً ما قاسته تلك العائلات من أهوال خلال فترة سيطرة داعش على مناطقها” – وفق تعبيرها.

***********

استنكروا جريمة الاعتداء على مقر المحلية شيوعيو بغداد والمحافظات يتضامنون مع رفاقهم النجفيين

النجف – أحمد عباس

استقبل مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، اليومين الماضيين، وفودا عديدة من لجان الحزب المحلية ومنظماته في بغداد والمحافظات، والتي قدمت للاطمئنان على الرفاق النجفيين والتضامن معهم، على إثر تعرض مقرهم فجر الأحد قبل الماضي 22 آب، إلى اعتداء جبان من أيادٍ آثمة متجاوزة على القانون.

وتلقت الوفود، وهي من اللجان المحلية للحزب في الكرخ الأولى وكربلاء وبابل، استقبالا وترحيبا حارا من سكرتير اللجنة المحلية في النجف، الرفيق كريم بلال، ورفاقه الآخرين. وأعربت عن تضامنها مع الرفاق النجفيين، واستنكارها جريمة الاعتداء، التي تشكل انتهاكا سافرا للقانون.

وشهدت اللقاءات أهازيج حماسية ثورية أطلقها العديد من الرفاق، تعبيرا عن صلابة الشيوعيين وإصرارهم على الدفاع عن حقوق وطنهم وشعبهم، فضلا عن معنوياتهم التي تبقى عالية رغم اعتداءات قوى الظلام.

تقرير واسع عن الفعاليات ص 2

**************

شكر من الشيوعيون في”مدينة الحسين” الطبية

كربلاء - طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، قسم جراحة القلب في “مدينة الحسين” الطبية، لتقديم الشكر والعرفان إلى الكوادر الصحية التي كانت قد أشرفت على علاج الرفيق عمو كاظم.

والتقى الوفد الطبيبين د. أحمد قاسم الحيدري ود. حيدر جبار، وقدم لهما الشكر والتقدير، مثمنا الجهود التي بذلاها في علاج الرفيق عمو كاظم.

كما أعرب عن شكره إلى جميع الملاكات الصحية العاملة في القسم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي تنضم إلى وزارة الثقافة

بغداد – طريق الشعب

أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الأسبوع الماضي، عن ضم الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي رسميا إلى تشكيلاتها، أسوة بالفرقة السيمفونية الوطنية العراقية.

وأشاد الوزير د. حسن ناظم بالفرقة وقائدها المايسترو علاء مجيد، مشيرا إلى أهمية هذا التشكيل الفني “الذي يمثل واجهة العراق الموسيقية التراثية في الظروف الراهنة”.

وانطلقت الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي خلال حفل أقيم في كانون الأول الماضي على “مسرح المنصور” في ساحة الاحتفالات ببغداد، وعزفت الفرقة فيه وأدت أغنيات من الموروث العراقي. وذكر قائدها المايسترو مجيد وقتذاك أنها تستخدم الآلات الموسيقية العراقية الأصيلة كالسنطور والجوزة والناي والعود والآلات الإيقاعية التقليدية بشكل متطور. كما انها ضمت منشدين متخصصين في أداء طوري “السويحلي” و”المحمداوي” وألوان “الخشابة” و”الدبكة” و”الجوبي”.

وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم عبر من جانبه عن الاعتزاز بوجود “فرقة موسيقية تمثل هوية العراق وتمنح الإبداع العراقي دفقا جديدا” ضمن الوزارة.