اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المجلس الاستشاري للحزب الشيوعي العراقي: منظومة المحاصصة الطائفية عاجزة عن حل مشاكل البلاد

انعقد المجلس الاستشاري للحزب الشيوعي العراقي، في بغداد، يوم الجمعة 28 حزيران 2024 بحضور أعضاء اللجنة المركزية للحزب ولجنة الرقابة المركزية وسكرتاريي اللجان المحلية لمنظمات الحزب، ومسؤولي المختصات المركزية، بالإضافة إلى عدد من كوادر الحزب.

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهيدات وشهداء الحزب والحركة الوطنية من أبناء شعبنا.

وتناول المجلس آخر المستجدات في أوضاع البلاد وفي الأحوال المعيشية لشعبنا المكتوي بالأزمات الملازمة لنهج منظومة الحكم، والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وناقش أوضاع الحزب التنظيمية، ودور منظماته في المرحلة الراهنة.

ففي الوضع السياسي، أكد الاجتماع أن البلد يمر في ظروف صعبة ومعقدة للغاية، في ظل استمرار القوى المتنفذة الحاكمة على نهج المحاصصة الطائفية وما يقترن به من فساد وصراع ما بينها على السلطة ومغنمها، ومحاولتها لحصر مزيد من مفاصل السلطة والثروة في قبضتها، من خلال استغلال نفوذها وسيطرتها على جميع المواقع في الدولة، وكذلك عبر تشريع القوانين التي تصب في مصلحتها وفي مقدمتها قانون الانتخابات، وهي تسعى الآن إلى فرض هيمنتها من خلال تعديل او تشريع القوانين المعنية بالحقوق والحريات المدنية الديمقراطية.

وأشر المجلس ان ما تشهده بلادنا من فعاليات احتجاجية واسعة ومتنوعة المطالب، يأتي كرد فعل على عدم تنفيذ الحكومة الاتحادية العديد من وعودها والتزاماتها البرنامجية الأساسية، وعدم تقديم معالجات حقيقية لتردي الخدمات العامة، وانغمار مجالس المحافظات كالسابق، في الصراعات من أجل تقاسم المواقع والتخادمات النفعية التي تسببت في الرفض الواسع لها، فيما يواصل المحافظون إحكام سيطرتهم وإشغال المناصب التنفيذية من قبل مريديهم ومن منتسبي وأنصار الأحزاب التي تدعمهم وفق مقتضيات المحاصصة. فيما يغيب دور مجلس النواب الرقابي وعمله التشريعي شبه المعطل عمليا. وقد أدت هذه العوامل إلى ازدياد معاناة اوساط واسعة من شعبنا، وخصوصا ذوي الدخل المحدود والكادحين والباحثين عن عمل وأهالي الأحياء الشعبية.

إن هذه العوامل مجتمعة مع وفي انعدام الرؤية الإستراتيجية لبناء الدولة وسوء إدارة مؤسساتها، أدّت إلى اشتداد الأزمات والعجز المتعاظم عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم للمواطنين، والتدهور المستمر في تقديم الخدمات، لا سيمأ تأمين الكهرباء والماء، وارتفاع معدلات البطالة وخاصة بين الشباب.

وبخصوص أزمة توفير الكهرباء، أكد الاجتماع أن القوى المتنفذة الحاكمة مسؤولة عن فقدان الأموال الكبيرة المخصصة لقطاع الكهرباء، فضلاً عن تأكيده على أهمية الحراك الاحتجاجي المطلبي والسلمي، للضغط من أجل توفيره، مشدداً على أن الأزمة لن تحل بدون تغيير حقيقي وجاد في المنظومة السياسية الحاكمة.

وأكد المجلس دعمه للشرائح الواسعة التي تخرج في ساحات الاحتجاج، ووقوفه مع مطالبهم العادلة ومساندة الحزب لهم من أجل تحقيقها، كما رفض المجلس الممارسات القمعية التي يتعرض لها المحتجون في مختلف الساحات، وتوجه إلى منظمات حزبنا والقوى المدنية والديمقراطية حاملة شعار التغيير بضرورة دعم الحركة الاحتجاجية ورفع الشعارات التي تصب في مصلحتها.

وتوقف الاجتماع عند الأوضاع الاجتماعية والظروف المعيشية الصعبة وناقشها بعمق، وأشر تعمق الفجوة بين حفنة قليلة من المستفيدين من السلطة وامتيازاتها التي أصبحت فاحشة الثراء تستأثر بالمشاريع بفضل الفساد المستشري وعدم المحاسبة، وغالبية من المواطنين يئنون من معاناتهم من ظروف معيشية بالغة الصعوبة، مع التأكيد على ضرورة توفير الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي ينص عليها الدستور والكفيلة بتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية الغائبة حاليا.

وجدد الاجتماع تمسكه بمشروع التغيير الشامل الرامي إلى الخلاص من منظومة المحاصصة الطائفية، ويأتي ذلك عبر انفتاح الحزب وتعاونه مع جميع القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية التي تحمل برامج التغيير والراغبة فيه، وتشكيل تحالفات سياسية وانتخابية واسعة، تستطيع تحقيق اختراقات في الوضع العام، مع التشديد على أهمية ودور الاحتجاج السلمي وتوسيع دائرته وتطوير مطالبه وتنويع أساليبه وصولاً إلى تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وفي الجانب التنظيمي، درس الاجتماع التقرير التنظيمي المقدم إلى الاجتماع، وبروح نقدية شيوعية توقف عند أبرز محطاته، كذلك تطرق الاجتماع إلى أهمية تعزيز دور الحزب ورفع مستوى أداء منظماته ورفاقه واستمرار حضوره في الحياة السياسية والاجتماعية، فضلاً عن الاستمرار في مد الجسور والتواصل مع الجماهير، وتعزيز نشاطه بينها وتمتين صلاته بها وتبني مطالبها العادلة والدفاع عنها.

كما درس الاجتماع التهيئة والتحضير لإحياء ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة، والتوجه إلى إجراء الانتخابات الحزبية المقبلة، وأهمية هذا التقليد النضالي في صفوف الحزب، كذلك شدد على دعم رفيقاته ورفاقه الشباب والكوادر للتصدي للمهمات الحزبية القيادية، بما يؤدي إلى دور أكبر له بين الجماهير.

بغداد 29-6-2024

*************************************************************

راصد الطريق.. هل فعلا تم القضاء على تهريب المشتقات النفطية؟

لم تمضِ 36 ساعة على إعلان مديرية شرطة الطاقة القضاء على تهريب المشتقات النفطية بشكل نهائي، حتى عادت يوم أمس السبت لتعلن عن إلقاء القبض على شخص قام بتشييد محطة لغسل السيارات فوق أحد المحرمات النفطية، وضبط  4 آخرين مع عجلتهم متهمين وإياه بتهريب النفط.

ومنذ سنوات يجري اطلاق الكثير من التصريحات غير الدقيقة التي تُستخدم للاستهلاك الإعلامي، فهي لا تكاد تمت الى الواقع بصلة، خاصة في ملف يُعتبر أحد مصادر التمويل لجهات متنفذة.

ونحن فيما نساند كل جهد يؤدي الى الحفاظ على موارد البلد، ويسهم في القضاء على الفساد بكافة أشكاله، لا نريد في الوقت نفسه أن تصاب الأجهزة الأمنية بعدوى التصريحات الإعلامية غير الواقعية.

إن ملف تهريب المشتقات النفطية شائك حقا، ويرتبط بجهات نافذة تديمه، والمطلوب من الجهات المعنية هو إعلان المسؤولين عن تهريب الـ 48 مليون لتر من المشتقات النفطية، التي ضبطتها القوات الأمنية خلال الـ18 شهرًا الماضية، وعن علاقة الـ 450 شخصًا الذين اعتقلتهم في المدة نفسها، بموضوعها.

فهل هناك ما يعيق ذلك ويحول دونه؟!

**************************************************************

7 محافظات تندد بالفشل وسوء الإدارة

بغداد – طريق الشعب

قبل حلول شهر تموز والدخول في ذروة الصيف وفي الأحمال على الطاقة الكهربائية، تصاعدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين في سبع محافظات، بسبب سوء ساعات التجهيز واستمرار الاعطال والضعف الحاد في توفير الطاقة.

وفي محافظات ميسان وذي قار وكربلاء والديوانية والمثنى خرج الأهالي في تظاهرات جابت شوارع المناطق وأمام المؤسسات الرسمية. فيما يستعد أهالي المحمودية ببغداد إلى الخروج بتظاهرات صباحية مطلع شهر تموز المقبل، لتحسين واقع الكهرباء في القضاء.

وفي السليمانية، أمهل اتحاد المتقاعدين حكومة الاقليم بعض الوقت لمناقشة ضم رواتب متقاعدي الاقليم الى الحكومة الاتحادية وحسم الخلافات، أو التوجه الى التصعيد لضمان حقوق هذه الشريحة.

وخرج أهالي ميسان في تظاهرة غاضبة أمام مبنى المحافظة، احتجاجا على تردي واقع الخدمات والكهرباء.

وشارك إلى جانب المتظاهرين، تنسيقية التيار الديمقراطي وبعض الشخصيات الديمقراطية ورفعوا شعارات ولافتات تندد بالفشل والفساد للطبقة السياسية. وعبّر المتظاهرون عن عمق الازمة في العراق، لافتين إلى أن وجود الكهرباء ليس مطلوبا في المنازل فقط، وإنما لتشغيل المصانع والمعامل وقطاعات واسعة مهمة.

وندّد المتظاهرون بعدم وجود الحلول الجذرية رغم صرف حوالي 90 مليار دولار حتى الآن على الكهرباء، مبينين أن البلاد تفتقد إرادة سياسية حقيقية تلامس معاناة الشعب، معبرين عن رفضهم محاولات خصخصة الكهرباء وبيعها على الناس والقاء عبء الازمة على كاهل الفقراء والكادحين ومحدودي الدخل.

******************************************************************

الصفحة الثانية

التخطيط تطلق أرقاماً وظيفية لـ 3 ملايين و600 ألف موظف

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة التخطيط، أمس السبت، إتمام منح الرقم الوظيفي لأكثر من 3 ملايين و600 ألف موظف.

وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، إن “هذه الأرقام شاملة لموظفي الدرجات الخاصة (مدير عام فما فوق)، وجميع موظفي الدولة التي وردت بياناتهم من الجهات المعنية في 23 وزارة”.

وأضاف، أن “وزارة الداخلية في الصدارة حيث بلغ عدد منتسبيها الحاصلين على الرقم الوظيفي أكثر من 694 ألف منتسب، فيما كانت وزارة الهجرة والمهجرين هي الأقل من حيث عدد موظفيها الحاصلين على الرقم الوظيفي، وبلغ عددهم 1482 موظفا وموظفة”.

وأشار الهنداوي إلى أن “عدد موظفي المحافظات بلغ أكثر من مليون و160 ألف موظف. وكان لبغداد الحصة الكبرى بواقع أكثر من 277 ألف موظف، ومحافظة صلاح الدين هي الأقل من حيث عدد الموظفين الحاصلين على الرقم الوظيفي بواقع 6600 موظف”، منبها إلى، أن “هناك قرابة 248 ألف موظف من منتسبي الجهات غير المرتبطة بوزارة، حصلوا على الرقم الوظيفي”.

*******************************************************

اضاءة.. أزمة الكهرباء .. الى الوراء در !

محمد عبد الرحمن

عند اطلاع احد الأصدقاء على بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعى العراقي بشان ازمة الكهرباء المستفحلة، والحلول التي يقترحها لمعالجة هذه المشكلة العويصة والمتفاقمة يوما بعد اخر، علق قائلا أن الازمة معروفة ، وحلولها كذلك ، ولا يتوجب ان ننتظر لهيب الصيف حتى نبدا الحديث عنها ، وما ان يتحسن الجو قليلا حتى  نتناساها ولا نعود اليها الا في الصيف اللاحق  . 

 لا يمكن طبعا الا الاتفاق مع الصديق العزيز في ما ذهب اليه ، مع الإشارة الى ان اهتمام

 الحزب الشيوعي العراقي بالازمة متواصل وليس موسميا ، وان مراجعة لما أصدر ويصدر بشانها من بيانات وتصريحات وغيرها تؤشر ليس فقط تشخيصاته ، بل كذلك طائفة من المعالجات التي يقترحها نظرا لادراكه العميق انه يصعب الحديث عن انتاج وتنمية وخدمات مقبولة ، وحالة صحية جيدة للمواطنين ، دون تجهيز القدر الكافي من الطاقة. فاليوم يكاد  يعتمد كل شيء على الطاقة الكهربائية ، والعراق يمتلك من الموارد والقدرات والإمكانات البشرية ، ما يمكّنه حقا ليس فقط من توفيرها للداخل ، بل كذلك من تصديرها فعلا لا قولا وادعاء ، كما حصل في  تصريحات مسؤولين سابقين .

فبرنامج الحزب مثلا ، الصادر عن مؤتمره الوطني الحادي عشر (٢٤-٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢١) دعا  الى تبني استراتيجية وطنية للطاقة يتصدر اولوياتها تطوير استخراج الغاز الحر والاستفادة من الغاز المصاحب ، لغرض إنتاج الطاقة الكهربائية، واستخدام هذا الغاز كمدخل أساسي في الصناعات البتروكيمياوية وغيرها من الصناعات التحويلية الى جانب تصديره، بجانب العمل على تطوير الطاقة صديقة البيئة ، لا سيما الشمسية ، واتخاذ الخطوات الجادة للاستفادة منها.

كما شدد على اعتماد استراتيجية جديدة لقطاع الطاقة الكهربائية ، غايتها تحسين مستوى أدائه وتنويع مصادر التوليد ، واعادة تأهيل وتطوير عمليات إنتاج وتحويل ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، والإسراع في تأهيل هذا القطاع، والعمل على رعاية الكوادر العاملة فيه وتوفير الحماية اللازمة لهم خلال أدائهم واجباتهم .

وينوه الحزب في برنامجه بأهمية تجديد وتطوير المحطات الغازية المستخدمة من قبل وزارة الكهرباء، وعدم حرق الغاز الطبيعي وهدره ، بل العمل على استثماره في خدمة الاقتصاد العراقي.

ونعود الى ملاحظة صديقنا بان على الجميع ان لا يتذكروا ازمة الكهرباء الان فقط  ، رغم ان لهيب حرارة الصيف هو الكاشف للحقائق. وهذا يخص الحكومة أساسا ، التي ظلت  تغدق الوعود بان يكون هذا الصيف افضل. لكن هذا لم يتحقق كثيرا حتى قبل ان يحلّ شهرا تموز واب !

والغريب انه حتى يوم الاثنين الماضي ، وبعد اجتماع مجلس الوزراء، بقي المسؤولون يطلقون الوعود، فيما الناس في الشوارع غاضبة محتجة. والامر المضحك المبكي هو هذا التناقض في التصريحات بشان انتاج العراق الحالي من الطاقة. فمرة يقال انه بلغ ٢٧ ميغاواط  ، فيما يصرح وزير الكهرباء بانه استلم ١٩ ميغاواط فقط . والامر الاخر هذه التصريحات المتناقضة بشان حاجة العراق. فجهة تقول انها بحدود ٣٤ ميغاواط ، وأخرى ترفع  السقف الى ٤٥ ميغا واط . ولا احد من المسؤولين يذكر شيئا عن الضائع والمهدور .

وارتباطا بحديث رئيس مجلس الوزراء عن ان الناس لا تريد تبريرات وانما معالجات ، نسال لماذا تأخرت الحكومة في المعالجات التي أعلنت عنها في اجتماع مجلس الوزراء يوم ٢٤-٦ – ٢٠٢٤. قد  يقول الجواب ان التطمينات المقدمة من الوزارة ساهمت في ذلك ، او ان هناك عدم اكتراث بالمواطنين ومعاناتهم ، او عدم توفر للإرادة الحقيقية ، وربما يجتمع هذا كله مع عوامل أخرى ، بما يجعل المشكلة الى الوراء در .

ويبدو ان الناطق الرسمي لوزارة الكهرباء قد نطق بالحقيقة ، من حيث يدري او لا يدري ، حين قال ان الوزارة غير قادرة على حل ازمة الكهرباء جذريا؟

نعم ، الناس لا تريد تبريرات ولا مسكنات او إجراءات ترقيع وعبور للأزمة ( لمدة ثلاثة اشهر كما جاء في قرارات مجلس الوزراء) بل تريد حلولا جذرية. ومن المعيب بالنسبة للمنظومة الحاكمة ، ان دولا لا تتوفر على مثل إمكانات العراق أفلحت في حل مشكلة الكهرباء ، فيما نعجز نحن ، وفوق ذلك - وهذا هو الاغرب - ان نستورد منها الكهرباء  !

****************************************************

بيان محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي: منطقة الصالحية .. أزمة مستفحلة وحلول ترقيعية

اثر تردي الوقع الخدمي في منطقه الصالحية التابعة لقضاء شط العرب في محافظة البصرة، انطلق جماهير وسكنة المنطقة في حراكهم الاحتجاجي المطلبي على مدى الأيام الثلاثة الماضية، مطالبين بتحسين أوضاع التيار الكهربائي اذ تعاني المنطقة من الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي تزاماً مع بداية فصل الصيف و ارتفاع درجات الحرارة.

إن استمرار ازمة الكهرباء في المحافظة لا يغيب عن دائرة الصراعات السياسية ومكاسب القوى المتنفذة على المشهد السياسي، وليست هذه المرة الاولى التي تعاني فيها جماهير البصرة من ازمة الكهرباء وانخفاض ساعات التجهيز وما يرافقها من تردي في الخدمات العامة.

واننا اذ نحمل الجهات المعنية وعلى راسهم الحكومة المحلية معالجة التردي في المنظومات الكهربائية وإيجاد الحلول السريعة والمناسبة للمناطق التي تعاني من قلة ساعات التجهيز وتردي شبكة الكهرباء فيها، وعلى الجهات المعنية الابتعاد عن تسويف مطالب المحتجين العادلة في ابسط مقومات العيش الكريم.

اننا في الحزب الشيوعي العراقي اذ نساند وندعم ونشد على ايدي الجماهير الغاضبة من سوء الخدمات وتردي الاوضاع ونقف الى جانبهم في استمرار الضغط الشعبي حتى نيل حقوقهم المشروعة في الحياة الكريمة.

كما ونتوجه الى كافة جماهير ومحتجي البصرة المكتوين بنار الازمات الى النزول الى ساحات الاحتجاج رافعين شعاراتهم المطلبية في الحياة الحرة الكريمة والعيش الامن، مدافعين عن مصالحهم ومستقبل ابناءهم محطمين احلام المنتفعين والمستفيدين من معاناة الجماهير.

وفي ذات السياق فإننا نحمل كافة الجهات المعنية امن وسلامة المتظاهرين السلميين ونحذر من أستخدم اساليب العنف والاعتقالات والقمع بحق المنتفضين المطالبين بحقوقهم المشروعة ونذكر ان دماء العراقيين فوق كل الاعتبارات السياسية.

محلية البصرة

للحزب الشيوعي العراقي

28/6/2024

*********************************************************

محلية الكرخ الأولى للحزب الشيوعي العراقي: اين الكهرباء في الشعلة والوشاش والرحمانية؟

تعاني مناطق الشعلة والوشاش والرحمانية من انقطاع مستمر لمنظومة الطاقة الكهربائية، بالإضافة الى استمرار الأعطال في الشبكة والمحولات والمعدات الكهربائية. وباتت هذه المشكلة تؤرق حياة المواطنين بصورة عامة، وبالخصوص المرضى وكبار السن والأطفال.

وتشهد هذه المناطق التي تعاني من كثافة سكانية عالية، تذبذبا غير مقبول في تجهيز الطاقة الكهربائية، مع عجز واضح للجهات المعنية عن حل هذه المشاكل التي تفاقمت وازدادت مع موجة الحر في هذا الصيف.

في المقابل، فشل المسؤولون المحليون في هذه المناطق في حل مشاكل الكهرباء، وفك الاشتباك في الموصلات الكهربائية، ونصب محولات اضافية ورفع التجاوزات عنها، ما أدى الى العديد من الأعطال الناجمة عن المشاكل الفنية والتقنية في المنظومة.

إن ازمة هذه المناطق، ليست بعيدة عن الازمة العامة التي تمر بها عموم مناطق البلاد، فمنذ سنوات والبلد يعاني من نقص حاد في الطاقة الكهربائية، ونرى بوضوح أن هذه الأزمة مفتعلة، بل هي ازمة القوى الحاكمة، وكذلك هي أداة لملء جيوب الفاسدين بالمال الفاسد. 

ولم تستطع الحكومات المتعاقبة منذ العام 2003 معالجة هذه الأزمة، برغم التصريحات المستمرة للمسؤولين ووعودهم بإنهاء أزمة الكهرباء، لكن الحلول تتوقف في لحظة التصريح الصحفي، ما جعل معاناتنا تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة القاسية، فهل أصبح انقطاع التيار الكهربائي سمة الفقراء والكادحين، بينما تنعم القوى الحاكمة وحاشيتها والفاسدون بالكهرباء باستمرار؟

لقد فشلت المنظومة السياسية الحاكمة فشلًا ذريعًا في توفير الطاقة الكهربائية للشعب، رغم صرف 90 مليار دولار، واكتفت بتقديم الوعود المعسولة، في حين ان هذه الازمة يمكن ان تحل بالعمل الدؤوب بعيداً عن الشعارات الفارغة والتصريحات غير المسؤولة، مع ذلك هم لا يمكن لهم تقديم الحلول، فالمسؤول عن الازمة لا يقدم البدائل.

اننا في تنظيمات الشعلة والوشاش والرحمانية ضمن محلية الكرخ الأولى للحزب الشيوعي العراقي، ندعو الجهات المسؤولة عن ملف الكهرباء لتوفير الطاقة الكهربائية لجميع المواطنين في هذه المناطق، ونطالب بمحاسبة المسؤولين الذين أهدروا مليارات الدولارات دون أي محاسبة، ونؤكد ضرورة توزيع الكهرباء بشكل عادل على جميع المناطق، دون تمييز أو تحيّز.

ونؤكد في الوقت عينه وقوفنا الى جانب المواطنين في هذه المناطق المكتوية بحر الصيف وتوالي الازمات، وندعوهم الى التحرك الجماهيري السلمي للحصول على حقوقهم المشروعة.

29-6-2024

******************************************************************

محلية الكرخ الثانية للحزب الشيوعي العراقي: الكهرباء تغيب عن مناطق

جنوب غرب بغداد

منذ أكثر من عقدين من الزمن، يشهد العراق تفاقم أزمة الكهرباء الوطنية، والتي تزداد سوءاً عاماً بعد عام.

لم يشعر الشعب العراقي بأي تحسن ملموس سوى إجراءات ترقيعية مؤقتة، رغم تخصيص مليارات الدولارات، معظمها ذهب إلى جيوب الفاسدين. انعكس هذا الواقع سلباً على حياة الناس، وأطال أمد معاناتهم.

في كل مرة، يتباهى المسؤولون بتقديم تبريرات واهية خلال ظهورهم الإعلامي، ويُغرون الشعب بأحلام وردية، مُبشرين بانتهاء الأزمة، لكن الواقع يكشف زيف تلك الوعود بسرعة.

يسأل الشعب: أين ذهبت مليارات الدولارات التي اقتربت من 100 مليار دولار؟  هذه المليارات خصصت خلال 20 عامًا مضت، بينما يعاني البلد دون أن يلمس أي تحسن فيها.

لهذا، فإن أهالي المحمودية، والسيدية، والدورة، والبياع، والتراث، وحي الجهاد، والشرطة، والعامل، والميكانيك، وأبو دشير، والرسالة، والإعلام، والتراث، والمعالف، الذين اكتووا بحر الصيف اللاهب مع تدهور وضع الكهرباء الوطنية، يطالبون الجهات المعنية بهذا الملف الحار بإيجاد حل سريع، كون هذا الملف يمس حياة الناس بشكل يومي.

يجب وضع حد لهذه المعاناة التي طالت مدتها، بتوفير الطاقة بشكل مستمر، ومحاسبة المسؤولين عن هدر مليارات الدولارات التي خصصت لوزارة الكهرباء.

29/6/2024

***************************************************

 

الصفحة الثالثة

أمنيون يشككون في جدوى المبادرة.. والامن البرلمانية بصدد التقييم

«حصر السلاح بيد الداخلية»

 حملة لفرض القانون أم لإنعاش سوقه؟

بغداد ـ بسام عبد الرزاق

يقول خبراء في الشأن الأمني، ان حملة وزارة الداخلية لشراء الأسلحة لدى الاهالي، وحصر السلاح في يد الدولة، يجب ان لا تقتصر على عرض حكومي، بل يجب الذهاب نحو تطبيق منظومة متكاملة تضع في أولويتها إشاعة العدالة الاجتماعية وتقوية مؤسسات الدولة، وصولا الى توفير الحقوق الأساسية للمواطنين من عمل وسكن وغيرهما.

وفي الوقت الذي تتابع فيه لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مبادرة الوزارة، تشدد على ضرورة فرض القانون على الجميع، بعد إنجاز تلك المبادرة.

أموال إضافية

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر وتوت لـ”طريق الشعب”، إن “مبادرة وزارة الداخلية لم تكن مطروحة في وقت سابق، لا باتجاه التنفيذ ولا التشريع، وان اللجنة تدعمها كونها تسهم في الخفيف من الحوادث الجنائية والعشائرية”.

وأضافت، ان اللجنة ستقف على نتائج المبادرة “فهي في مرحلة التقييم”.

وحتى الآن، أشّر وتوت “نتائج إيجابية” للمبادرة، ودليله على ذلك أن الوزارة “طلبت مبالغ إضافية لاستمرار المبادرة”. وأردف وتوت كلامه بأن “الجميع يعلم ان هناك عشائرَ ترفض تسليم سلاحها، لكننا نعمل على تطبيق هذه المبادرة، والخطوة اللاحقة ستكون فرض القانون على الجميع، فبخلاف ذلك لن ننجح بحصر السلاح بيد الدولة، وستنتهي العملية بالمجاملات لحين انتهاء عمر الحكومة الحالية”.

مكافأة لمافيات السلاح

وطرح الخبير الأمني د. عماد علو، رأيا لا يتوافق مع حديث وتوت، ان الوزارة كانت قد دشّنت حملة كهذه من قبل، في العام 2004، وكانت “مكافأة لبعض تجار الأسلحة”، إذ قام بعض تجار الأسلحة ببيع المخزون المندثر لديهم، وبالتالي حصلوا على مبالغ مالية.

وقال علو لـ”طريق الشعب”، ان “حصر السلاح بيد الدولة لا يقتصر على شرائه من الاهالي فحسب، بل هناك منظومة متكاملة يجب التعامل معها: أولا حينما يستشعر المواطن بأنه وعائلته وبيته آمنون، فلن يحتاج الى السلاح، وسيبادر لنزعه وتسليمه الى الدولة”.

وأضاف، انه “حين تشاع العدالة الاجتماعية بين المواطنين ويشعر المواطن ان حقوقه مصانة، ولا يحتاج الى انتزاع حقه بطرق مختلفة، فسيفكر بالتخلي عن سلاحه”، مشيرا الى ان مسألة الامن هو مسؤولية الدولة.

حقوق المواطنين

وبيّن علو، انه “لا يمكن مطالبة المواطن بواجبات بينما حقوقه غير مصانة. هناك حقوق للمواطن ترتبط بتأمين العمل والسكن والعيش الكريم وهي حقوق بسيطة، لذلك حينما تكون حقوقك مصادرة من غير الممكن ان تطالبك الدولة بواجباتك وان تؤديها بصورة صحيحة”.

ولفت الى، أنّ “بعض الحالات السلبية حاليا تعطي انطباعا بان هناك نزعة انتقامية عند المواطن من خلال التجاوز على الأرصفة في المناطق السكنية، وهناك حالة من عدم احترام الدولة وسلطة القانون. وعندما يتجاوز المواطن على الأرصفة في المناطق السكنية، فهو تجاوز على حقوق الغير. وهذا انتهاك صارخ وواضح على حقوق الإنسانية والمجتمع وعلى الدولة، ويعطيك انطباعا بأن الدولة غير رصينة”.

16 مليارا لشراء الأسلحة

وزارة الداخلية، أشارت في وقت سابق، الى ان عملية حصر وشراء السلاح تسير بشكل جيد، وسط إقبال من المواطنين، فيما أعلنت ارتفاع نسبة تسليم وشراء الأسلحة.

وقال المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري للوكالة الرسمية: إن “اللجنة الدائمة لحصر وتنظيم السلاح بيد الدولة تواصل واجباتها وتعمل بمسارين: الأول تسجيل الأسلحة، والثاني شراء الأسلحة”، مشيراً إلى أن “العمليتين تسيران بشكل جيد، وسط إقبال من المواطنين والبرنامج مستمر لأربع سنوات وتعليماته وفق البرنامج الحكومي”.

وأشار إلى، أنّ “التفاعل من قبل المواطن جيد، وهناك ارتفاع بنسبة تسليم الأسلحة وشرائها”، موضحاً أن “الوزارة تعمل على شرائها بأسعار جيدة”، مضيفا أن “موازنة شراء الأسلحة التي خصصها مجلس الوزراء تبلغ 16 مليار دينار، منها ملياران إلى بغداد، ومليار لكل محافظة كدفعة أولى، وفي حال نفادها ستزود بموازنة أخرى”.

**************************************************

عين على الأحداث

لا تحجب الشمس بغربال

نفى مختصون صحة ما أعلنته لجنة الزراعة والمياه النيابية من أن الخزين المائي الذي تجاوز 20 مليار متر مكعب يعّد جيداً، مؤكدين على أن البلاد بحاجة إلى حوالي 50 مليار متر مكعب لتغطية متطلباتها المختلفة. هذا وتشير هذه المعطيات عموماً إلى عقم السياسة المائية للحكومة وفشلها في انتزاع حقوقنا من إيران وتركيا، رغم كل نقاط القوة التي كان يمكنها أن تستثمرها في المفاوضات، كالميزان التجاري والتعاون الأمني والقانون الدولي، كما تفضح هذه المعطيات ادعاءات “أولي الأمر” بتحقيق تقدم في علاقات العراق الخارجية، وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل تحاصص الفاشلين في تبوء المناصب.

من يحمي المزورين؟

كشف أحد النواب عن ملف خطير يفضح جرائم نهب وتزوير العقارات، وخاصة المملوكة للدولة، والتي تنفذها شبكات مختصة منذ 15 عاماً مسببة خسائر تقدر بأكثر من ترليون دينار على الأقل. من جهتها فضحت هيئة النزاهة تفشي الفساد في دوائر التسجيل العقاري، حيث بلغت نسبة تقاضي الرشوة في دائرة عقارات بابل 47 بالمائة وكربلاء 40 في المائة. هذا وفي الوقت الذي لم تعّد فيه هذه المعطيات سراً على أحد، يتساءل الناس عن السر وراء تفاقمها والتغاضي عنها رغم طبول مكافحة الفساد التي يصّدع بها المتنفذون رؤوس الناس، وعن دور “المافوق” في استمرار هذا الخراب.

حين تقترن السلطة بالثروة

تصاعدت احتجاجات الناس والتنظيمات الشعبية وناشطي البيئة مؤخراً على قيام شركة محظوظة ببناء مجمع سكني ضخم فوق جبل رمزي يطل على مدينة السليمانية، وذلك لما يسببه هذا المشروع من تهديد للتنوع البيولوجي للمنطقة وأضرار بالبيئة وتقليص للمساحات الخضراء وأماكن راحة واستجمام المواطنين، ومن اعتداء المقاولين الأثرياء على الملكية العامة. هذا ورغم وعود الشركة والمسؤولين باحترام التوازن بين البناء والخضرة وتبريرهم ما يفعلون بالحاجة لحل مشكلة السكن، أعرب الكثيرون عن عدم ثقتهم بتلك الوعود، مؤكدين على عدم وجود ضرورة للمشروع، فما زالت آلاف الوحدات السكنية المشيّدة في مشاريع سابقة، غير مباعة حتى الآن.

صارت خان جغان

أقامت القوات التركية المحتلة لإراضينا نقاط تفتيش في ناحية كاني مآسي بقضاء العمادية، وراحت تدقق المستمسكات الرسمية للمواطنين، في وقت شنت فيه هذه القوات وسلاحها الجوي سلسلة اعتداءات على قرى بابيري وورميل في جبل متين ومحيط قرية كوهرزي في ديرلوك – دهوك، راح ضحيتها عدد من المدنيين فيما خسر السكان الآمنون مزارعهم ومواشيهم. هذا وفيما يستمر انتهاك سيادة بلادنا من قبل أنقرة، أقرت أكبر الصحف اليومية التركية بإستعداد قوات بلادها لشن أكبر عملية عسكرية في أراضينا قريباً، في وقت لا يسمع أحد فيه أي رد فعل من “أولي الأمر” المؤتمنين نظرياً على كرامة العراق.

بين الأرقام والواقع

كشفت لجنة الصحة النيابية عن تسجيل 65 مليون مراجع في المستشفيات والمراكز الصحية خلال عام 2023، الذي شهد أيضاً إجراء أكثر من 1.3 مليون عملية جراحية والملايين من التحاليل والأشعة والسونار وغيرها من الخدمات الطبية، منتقدة ضعف التمويل لدرجة تضاعفت معها حاجة وزارة الصحة للمزيد من الأموال لشراء الأدوية وتقديم الخدمات المناسبة. هذا وفيما خلا تصريح اللجنة من الإشارة إلى النوعية المتدنية لهذه الخدمات، في ظل تخلف مؤسساتنا الصحية وتحول بعضها إلى مسالخ بشرية، لم يفهمنا السادة النواب عن سر مصادقتهم على موازنة تُهمل فيها الخدمات الأساسية فيما تُخصص الأموال للعسكرة والهبات وشراء الاصوات.

*****************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق تحديات التنمية والخدمات

حول التراجع الكبير في الخدمات وما حدث من احتجاجات جماهيرية ضدها في مناطق مختلفة من الوطن، كتب سنان محمود مقالاً في صحيفة (ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية، أشار فيه إلى قيام قوات الأمن العراقية، التي ترتدي ملابس سوداء، بضرب المتظاهرين في البصرة بالهراوات وشتمهم وتهديدهم، لاسيما أولئك المتجمهرين أمام مديرية التربية للمطالبة بفرص عمل تناسب اختصاصاتهم، وتثبيت من يعمل منهم بعقود مؤقتة، على الملاك الدائم.

قمع متصاعد

ونقل المقال عن عدد من المتظاهرين قولهم بأن شرطة مكافحة الشغب، طالبتهم بالتفرق، قبل أن تحاصرهم ثم تطاردهم في الأزقة. وأضاف بأن ذات الأمر قد حدث أيضاً في مدينة الناصرية حيث تجمع الناس خارج مبنى مجلس المحافظة للتنديد بنقص الخدمات العامة، وخاصة الكهرباء، وقاموا بإغلاق بوابة المجلس، معلنين عن عدم تصديقهم لوعود الحكومة وتصريحاتها المكتوبة بشكل جيد، والتي تبقى أقوالاً تحتاج إلى أفعال، وهو ما أجبر رئيس الحكومة على إرسال وفد فني إلى المحافظة لمعالجة المشكلة. وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن ردود فعل قوات الأمن على الإحتجاجات، تعيد للأذهان استخدام هذه القوات للقمع متعدد الاشكال ولإزالة خيام المحتجين المطالبين بإصلاح النظام السياسي وإجراء انتخابات مبكرة على أساس قانون تصويت جديد يمنح الفرصة للمرشحين المستقلين للوصول إلى البرلمان، في العامين 2019 و2020، وهو قمع أدى إلى قتل أكثر من 550 ناشطًا ومتظاهرًا وإصابة الآلاف وفرار عدد مماثل من العراق.

جياع فوق بحيرات النفط

وأشار الكاتب إلى أن الاحتجاجات باتت تتصاعد بشكل دوري ومنتظم خلال أشهر الصيف عندما تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية، وذلك للمطالبة بتحسين إمدادات الطاقة وخدمات المياه النظيفة والحصول على نصيب عادل من الموارد الطبيعية لبلدهم، بعد عقود من الحروب والحصار والفساد وسوء الإدارة.

طريق التنمية – الفوائد

وحول طريق التنمية المزمع اقامته من الفاو إلى أوربا، مروراً بتركيا، وبمشاركة قطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا، نشر مركز نيلسون في الولايات المتحدة تقريراً حدد فيه أهم فوائد المشروع للعراق والمتمثلة بمعالجة مشكلة محدودية الساحل العراقي على البحر وضحالته، والسرعة التي يتم فيها نقل البضائع مقارنة   بالممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط وأوروبا المعروف باسم «IMEC» وحتى بقناة السويس، والفرصة التي يوفرها لبغداد لإصلاح الاقتصاد غير الناجح ولتوحيد العراقيين حول مصالح مشتركة.

طريق التنمية – التحديات

وتطرق التقرير إلى التحديات التي تواجه المشروع وفي مقدمتها سياسات تركيا الأمنية وصراعها مع حزب العمال الكردستاني وداعش، والذي يعتمد بشكل رئيسي على تعاون بغداد وأربيل معها في إطار زمني منظور، خاصة وأن القضاء على هذه التنظيمات أمر في غاية الصعوبة ويتطلب معالجة الحاضنة الشعبية لها. كما يشكل الصراع من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي ومكافحة انتشار الفساد بين صناع القرار، عقبات إضافية أمام المشروع، الذي يبدو أن طهران غير راضية عليه وقد تسعى لإجهاضه. كما يلعب الخلاف بين الأطراف الحاكمة في إقليم كردستان دوراً معيقاً ايضاً، ففيما تناصر حكومة أربيل الحكومة الأتحادية في مساعيها لإتمام المشروع، لأنها تجد فيه حافزاً على معالجة الخلاف معها حول صادرات النفط والغاز ومساهماً في خفض تكلفة السلع المستوردة إلى الإقليم، تشكك حكومة السليمانية في جدوى المشروع لكردستان، في وقت تسعى فيه بغداد، وربما انقرة ايضاً، لإبعاد الطريق عن أراضي الإقليم، بذريعة الطوبوغرافية على الأقل.

*************************************************************

الصفحة الرابعة

7 محافظات تندد بالفشل وسوء الإدارة احتجاجات الكهرباء تتصاعد.. وتموز ينذر بغضب شعبي واسع

بغداد – طريق الشعب

 

قبل حلول شهر تموز والدخول في ذروة الصيف وفي الأحمال على الطاقة الكهربائية، تصاعدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين في سبع محافظات، بسبب سوء ساعات التجهيز واستمرار الاعطال والضعف الحاد في توفير الطاقة.

وفي محافظات ميسان وذي قار وكربلاء والديوانية والمثنى خرج الأهالي في تظاهرات جابت شوارع المناطق وأمام المؤسسات الرسمية. فيما يستعد أهالي المحمودية ببغداد إلى الخروج بتظاهرات صباحية مطلع شهر تموز المقبل، لتحسين واقع الكهرباء في القضاء.

وفي السليمانية، أمهل اتحاد المتقاعدين حكومة الاقليم بعض الوقت لمناقشة ضم رواتب متقاعدي الاقليم الى الحكومة الاتحادية وحسم الخلافات، أو التوجه الى التصعيد لضمان حقوق هذه الشريحة.

ميسان ومشكلة الكهرباء

وخرج أهالي ميسان في تظاهرة غاضبة أمام مبنى المحافظة، احتجاجا على تردي واقع الخدمات والكهرباء.

وشارك إلى جانب المتظاهرين، تنسيقية التيار الديمقراطي وبعض الشخصيات الديمقراطية ورفعوا شعارات ولافتات تندد بالفشل والفساد للطبقة السياسية. وعبّر المتظاهرون عن عمق الازمة في العراق، لافتين إلى أن وجود الكهرباء ليس مطلوبا في المنازل فقط، وإنما لتشغيل المصانع والمعامل وقطاعات واسعة مهمة.

وندّد المتظاهرون بعدم وجود الحلول الجذرية رغم صرف حوالي 90 مليار دولار حتى الآن على الكهرباء، مبينين أن البلاد تفتقد إرادة سياسية حقيقية تلامس معاناة الشعب، معبرين عن رفضهم محاولات خصخصة الكهرباء وبيعها على الناس والقاء عبء الازمة على كاهل الفقراء والكادحين ومحدودي الدخل.

وفي الأثناء، نظّم العشرات من المواطنين في قضاء الكحلاء تظاهرة، احتجاجا على تردي الكهرباء في مناطقهم.

وبحسب ما أفاد به المواطنون، فإن القضاء يضم شركات نفطية كبيرة، ويشهد بسبب ذلك ارتفاعا كبيرا بدرجات الحرارة، ويفاقم ذلك زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وقطع المتظاهرون مدخل القضاء قرب جسر علي الزكي الرابط بين القضاء ومقر الشركات النفطية، داعين الى تنفيذ مطالبهم «ورفع الحيف عنهم».

وفي المنطقة الصناعية بميسان، قطع أصحاب المحال الطريق الرابط بين المنطقة ومركز المدينة، احتجاجا على تردي التيار الكهربائي وزيادة ساعات الانقطاع وقطع مغذيات الكهرباء عن محالهم.

وقال المتظاهرون، إنهم يحتجون على قطع التيار الكهربائي عن محالهم الصناعية بعدما دعتهم دائرة الكهرباء الى تسديد ما بذمتهم من أموال جراء عدم دفعهم رسوم الكهرباء الشهرية. وأوضحوا بحسب قولهم ان عامل جمع الجباية لا يأتي كل شهر إليهم، الأمر الذي تسبب بتراكم الأموال وأصبحت مبالغ كبيرة لا يقدرون على دفعها مرة واحدة.

يُذكر أن مواطنين من قضاء المحمودية في بغداد أفادوا بأن الاهالي يستعدون لتنظيم تظاهرات كبيرة يوم 1 تموز المقبل في الساعة الثامنة صباحا، للمطالبة بالخدمات وتحسين واقع الكهرباء.

تظاهرات ذي قار مستمرة

من جانب آخر، واصل أهالي ذي قار اعتصامهم أمام محطة كهرباء الناصرية الحرارية، احتجاجا على تردي واقع التيار الكهربائي، ورفضا لما وصفوه بالحلول الترقيعية التي تم الإعلان عنها مؤخرا من قبل وزارة الكهرباء.

وقال عدد منهم إن اعتصامهم مستمر مع إغلاق مبنى ديوان المحافظة والمجلس، لحين تحقيق مطالبهم بتوفير حصة كافية من الطاقة الكهربائية وإنشاء محطة كهرباء جديدة، وفصل ارتباط دوائر المحافظة عن محافظة البصرة.

وإلى جانب تظاهرات الكهرباء، خرج العاطلون عن العمل في قضاء الفهود شرقي المحافظة بتظاهرة أمام مبنى البلدية للمطالبة بـ»توزيع الأراضي السكنية كحق عام لجميع فئات المجتمع».

وقال المتظاهر حسين العامري، «نحن من شريحة العاطلين عن العمل من أهالي قضاء الفهود خرجنا في تظاهرة أمام مبنى بلدية قضاء الفهود للمطالبة بشمولنا بتوزيع قطع الأراضي. هذه الشريحة مهمشة وعلى المسؤولين إنصافنا بتوفير أراضٍ سكينة نبني عليها منازل لأسرنا».

وبحسب مصدر مسؤول، فإن «بلدية الفهود وزعت العام الماضي أكثر من 1700 قطعة أرض سكنية شملت أغلب شرائح المجتمع. ولكن التوزيع متوقف حالياً بسبب اعتراضات الأهالي على التصميم القطاعي الجديد الذي شمل عدداً من الأراضي الموزعة سابقاً».

وأضاف المصدر، «ستكون لدينا إجراءات لحل هذه المشكلة قريبا عبر لجان مختصة، قبل استئناف توزيع الأراضي التي تشمل مختلف فئات المجتمع».

.. وفي كربلاء والديوانية

ونظّم مواطنون من محافظة كربلاء، وقفة احتجاجية في فلكة الاحرار وسط المحافظة، بسبب تردي واقع الكهرباء. وفيما طالب المتظاهرون بإنصاف المدينة وإعطائها حصة إضافية، حمّلوا أعضاء مجلس النواب المسؤولية بسبب السكوت وعدم الدفاع عن حقوق كربلاء.

وفي الديوانية قطع العشرات من أهالي حي النسيج، المدخل الجنوبي في المدينة على الطريق الدولي بين بغداد والبصرة، احتجاجاً على تردي التجهيز الكهربائي.

وقال المواطن حيدر كاظم – أحد أبناء الحي – أن «الدولة بشقيها التشريعي والتنفيذي لم تعطنا شيئاً، كما أن هناك منطقة مجاورة لنا أضيفت كهرباؤها على خطوطنا ومحولاتنا، وهذا غير معقول وعلى الحكومة أن تجد حلاً لذلك»، لافتا إلى أن «المحولات والأسلاك قديمة وهذا ما يسبب الانقطاع والتذبذب المستمر في التجهيز».

الشامية تريد الكهرباء

وفي سياق الاحتجاجات، أقدم متظاهرون غاضبون على إغلاق الشارع الرابط بين الديوانية والنجف، احتجاجاً على تردي التيار الكهربائي في قضاء الشامية، قبل أن تصل قوات «سوات»، وتقوم بفتح الشارع بعد تلقي المتظاهرين وعودا من المحافظ بتحسين ساعات التجهيز، خلال مدى أقصاها الاثنين المقبل.

وقال المتظاهر علي جواد الكردي، أن «قضاء الشامية يعاني من ظلم كبير في تجهيز التيار الكهربائي، لا سيما المناطق الزراعية، وقد قطعنا الشارع الرئيس ورفضنا التزحزح على الرغم من مجيء قوة أمنية كبيرة»، مضيفا «اتصل بنا المحافظ عباس شعيل الزاملي وطلب منا مهلة حتى الإثنين المقبل، وبعدها سنعود للتصعيد فيما لو لم تتحسن الكهرباء».

ومضى المتحدث بالقول: «لقد وعدونا كذباً بتشغيل البرنامج الزراعي، والذي يفترض أن تستمر الكهرباء بموجبه من الواحدة بعد منتصف الليل ولثماني ساعات مستمرة، لكن بالتالي لم نحصل على برنامج زراعي ولا تشغيل مبرمج ساعتين بساعتين».

وأكد رئيس تنسيقية التظاهرات ضرغام قحطان: أن «التجهيز الكهربائي لا يطاق، والمحافظة تدعي انها تجهز الناس ساعتين بساعتين، لكن في الواقع فإن الإطفاء 4 ساعات، والتشغيل ساعتين متقطعة».

وأكد أهالي الأرياف، أن «سوء الكهرباء تسبب بموت المزروعات على الرغم من خسائر مزارعي الشلب لمحاصيلهم».

المثنى تطالب بالخدمات

وتظاهر عدد من أهالي قضاء النجمي شمال المثنى، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم وتحديدا خدمات الماء والطرق وصيانة خطوط الكهرباء. فيما انطلقت تظاهرة أخرى في قضاء الهلال حملت المطالب عينها.

وانتقد أهالي قضاء النجمي المسؤولين لعدم زيارتهم المنطقة التي تعاني الاهمال منذ سنوات، وانتشار الأمراض من جراء تلوث المياه، الأمر الذي دعاهم لتنظيم هذا الاحتجاج.

وفي قضاء الهلال، قال مراسل «طريق الشعب»، عبد الحسين السماوي، أن «المئات من أبناء القضاء خرجوا بتظاهرة كبيرة طالبت بتحسين الخدمات وخصوصا الكهرباء، وحاصروا قائمقامية القضاء، ما اضطر القائمقام إلى الخروج للمتظاهرين والتحدث معهم والاستماع إلى مطالبهم».

وأضاف، ان « المتظاهرين شكّلوا وفدا التقى بوكيل وزير الكهرباء أثناء زيارته إلى المحافظة، وقدّم له المطالب التي تخص الكهرباء. بعد ذلك التقى بالمحافظ وشرح مطالب المواطنين في القضاء وقرر المحافظ تشكيل لجنة برئاسة معاون المحافظ الفني للوقوف على جميع احتياجات القضاء».

مهلة المتقاعدين في السليمانية

وفي كردستان، أكد رئيس اتحاد المتقاعدين صادق عثمان، إن حكومة الإقليم ستناقش ضم رواتب متقاعدي الإقليم للحكومة الاتحادية، الأربعاء المقبل، مبينا أن المتقاعدين لديهم جملة من المطالب وأنهم سيمنحون الحكومة «مهلة» لتنفيذها.

وقال صادق عثمان، خلال مؤتمر صحفي، تابعته «طريق الشعب»، انه «بعد اتصال مع وزير المالية والاقتصاد في حكومة اقليم كردستان حول استحقاقات المتقاعدين أسوة باقرانهم بالوسط والجنوب، أكد الوزير ان يوم الاربعاء المقبل سيشهد مناقشة توحيد رواتب المتقاعدين في حكومة الاقليم وفقا لقانون رقم 9 لعام 2014 وكذلك قضايا أخرى كالعلاوات والترفيعات المالية وما يتعلق بالقضايا المالية العالقة».

وبيّن رئيس الاتحاد أنهم يمهلون الحكومة لغاية تهيئة قوائم رواتب شهر تموز المقبل، وبخلافه سيطرقون أبواب المحاكم للمطالبة بحقوقهم، معربا عن أمله بأن تلتزم الجهات المعنية بتنفيذ تلك المطالب دون الذهاب للقضاء.

*************************************************************

ضفاف دجلة: فنادق ومقاهٍ تخنق النهر.. وتحذيرات بيئية من تداعيات سلبية

بغداد – تبارك المجيد

تنامت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة المشاريع الاستثمارية كالفنادق والمقاهي على ضفاف نهر دجلة في العاصمة بغداد، حيث يسعى العديد من المستثمرين إلى استغلال الموقع الجغرافي للنهر لجذب الزبائن، وترويج مشاريع ترفيهية.

مع انتعاش الاستثمارات من هذا النوع، يحذّر مراقبون من ظهور تأثيرات سلبية على البيئة والمناطق المحرمة المحيطة بالنهر.

أبرز التجاوزات

وقال الخبير في السياسات المائية رمضان حمزة، أن «التجاوزات على نهر دجلة، بدءاً من دخوله الحدود العراقية وحتى شط العرب، تمثل تهديداً كبيراً لهذا النهر الحيوي، الذي يُعتبر العمود الفقري للعراق».

وأضاف حمزة لـ «طريق الشعب»، أن «تخفيض مناسيب المياه أو التصاريف إلى حدودها الدنيا، يرجع إلى تداخل المصالح المشتركة مع ثلاث دول: تركيا تطلق كميات قليلة من المياه، أقل من المتفق عليه وهو 500 متر مكعب في الثانية. في حين تواجه سوريا مشاكل كبيرة في تشغيل السدود والزراعة، بالإضافة إلى سنوات الجفاف، مما يؤدي إلى تقليل تدفقات المياه إلى العراق».

وتابع حمزة، أنّ «التجاوزات على نهر دجلة تشمل أحواض السمك غير الرسمية، والبناء المخالف على ضفاف النهر، ما يعيق تدفق المياه، وبالتالي يشكل خطراً بيئياً واقتصادياً كبيراً». كما أشار إلى أن التعدي على «مناطق الفيضانات المحسوبة يعرض هذه المناطق لخطر الفيضانات في حال حدوث أي خلل في السدود مثل سد الموصل».

وأشار حمزة إلى أن بعض التجاوزات تحدث بسبب جهل بعض الجهات بأهمية المحافظة على محرمات النهر، ما يؤدي إلى إقامة مشاريع قريبة من مجرى النهر، واصفا تلك التجاوزات بأنها «خطيرة» على المنشآت نفسها، حيث أن أي فيضان سيجرف هذه المنشآت، ويؤدي إلى خسائر كبيرة.

ودعا حمزة الى الاستفادة من التجارب الدولية المتقدمة في تنظيم تشغيل السدود وضمان تدفق المياه بشكل مستمر، مشدداً على ضرورة أن يتبع العراق هذا النهج، خاصة في المناطق السياحية والزراعية.

ضرورة تحديد محرمات النهر

وأوضح أنّ «تجاوزات بناء المنشآت السياحية والزراعية بالقرب من النهر، تشوه المظهر الجمالي للنهر، وتعرض المنطقة لمخاطر بيئية»، مشيرا الى أن التخلص من هذه التجاوزات يتطلب «قوانين رادعة وتطبيقاً صارماً للتشريعات النافذة».

ودعا وزارة الموارد المائية إلى تحديد محرمات النهر ومنع التجاوزات، بالتنسيق مع الحكومة المحلية والشرطة النهرية والجيش، لرفع التجاوزات، التي تشكل تجاوزاً خطيراً على حصة المياه للمحافظة.

وأشار إلى أن «دعم الحكومة والشرطة المحلية والجيش لوزارة الموارد المائية في حملات مستمرة لإزالة هذه التجاوزات هو ضرورة ملحة. كما لفت إلى أن التجاوزات تشمل سحب المياه بشكل غير قانوني، ما يؤثر على حصة المياه للمحافظات الأخرى».

واختتم حمزة تصريحه بالتأكيد على أن «هذه المشكلات تحتاج إلى حلول جذرية وتشريعات قوية لحماية نهر دجلة، الذي يُعتبر شريان الحياة للعراق»، مشدداً على أن المحافظة على مجرى النهر وضمان تدفق المياه بشكل طبيعي ومستدام هي مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر جهود الجميع.

اعتداءات على النهر

فيما رأى الخبير البيئي أحمد صالح نعمة، أن «نهر دجلة يتعرض لاعتداءات سواء من قبل الحكومة أو من المجتمع المحلي، والتي تتمثل برمي النفايات السامة والبلاستيكية وتحويل مساحات من النهر إلى مناطق زراعية أو سكنية بشكل غير قانوني. كما تواجه مياه النهر مشاكل كبيرة بسبب تقليص كميات المياه المتدفقة إليه من الدول المجاورة، خاصة من تركيا، التي تعتبر المورّد الرئيس للمياه في نهر دجلة».

وقال نعمة لـ»طريق الشعب»، إن «انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة وتغيير نوعية المياه، أفرزا تأثيرا سلبيا على نوعية الزراعة والمهن المتعلقة بالمياه. ومن بين أبرز الملوثات للنهر هي مياه الصرف الصحي التي تقذف بها بعض الوزارات الى النهر، ما يسبب تلوثًا كبيرًا، ويؤثر على البيئة والمجتمعات المحلية».

وعن المشاريع الاستثمارية كالفنادق والمقاه، ذكر نعمة أنها «يمكن أن تؤدي إلى تقليل المساحات الزراعية وتحويل الأراضي الخصبة إلى مناطق غير منتجة. كما أن البناء غير المخطط له بالقرب من النهر يمكن أن يعيق جريان المياه الطبيعي، ويزيد من خطر الفيضانات في المناطق المحيطة».

وحذّر نعمة من زيادة ظاهرة الاعتداء على الأراضي القريبة من نهر دجلة، حيث يمكن ان يؤدي إلى عدة أضرار بيئية واقتصادية واجتماعية؛ فالمشاريع الاستثمارية قد تسبب تلوثا للمياه والتربة، بسبب النفايات الصناعية والزراعية.

واكد أن «نهر دجلة يحمل تاريخا طويلا وثقافيا مهما، وأن التجاوز على أراضيه يؤدي إلى فقدان مواقع تاريخية وأثرية مهمة، لذا لا بد من اتخاذ خطوات تخطيطية وتنظيمية للحفاظ على البيئة الطبيعية وحماية الموارد المائية لضمان استدامة التنمية والمحافظة على التوازن البيئي». وأشار إلى أن انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة أدى إلى «جفاف وموت الأهوار في محافظة ميسان، ما يبرز الحاجة الملحة لمعالجة هذه القضايا البيئية لحماية الموارد المائية، والحفاظ على صحة البيئة والمجتمعات المعتمدة عليها».

ومنذ بدء انخفاض مناسيب المياه في نهريّ دجلة والفرات استثمر العديد من أصحاب رؤوس الأموال لضفاف النهرين في تشييد مطاعم ومقاهٍ عائمة ومشيدة. وتفاقمت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة جراء أزمة الجفاف وشح الأمطار التي عانى منها البلد، وأدت إلى انخفاض خطر في مناسيب الأنهر والسدود والبحيرات.

*****************************************************************

الصفحة الخامسة

حبست الأطفال في المنازل المخلفات الحربية تُرعب أهالي الموصل القديمة

متابعة – طريق الشعب

قبل أسابيع، عاد الأربعيني أحمد سعيد إلى منزله الكائن في منطقة السرجخانة في مدينة الموصل القديمة، بعد سنوات من النزوح. لكن فرحته بالعودة إلى دياره لم تكتمل. فقد عثر على مخلف حربي غير منفلق قرب منزله أثناء تنظيفه الركام، ما أثار في نفسه مخاوف شديدة على سلامة أفراد عائلته، خصوصاً أطفاله الذين يحبون اللعب في الزقاق.

يقول سعيد في حديث صحفي: “صرت أخشى على أولادي من الخروج للعب في الزقاق، بعد ان اكتشفت مقذوفا حربيا بين ركام منزل مهدّم مقارب لمنزلي، فربما هناك مقذوفات أخرى غير مكتشفة”، مضيفا قوله ان “الأمر يثير قلقنا. فنحن لا نخاف فقط من عبث الأطفال بتلك المقذوفات، بل أيضا من انفجارها وحدها جراء ارتفاع درجات الحرارة”.

قلق جماعي

سعيد ليس وحده من يعيش هذا القلق، إنما جميع أهالي الموصل. فلا تزال المدينة، خاصة منطقتها القديمة، تعاني وجود كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة غير المنفلقة، وسط ركام المباني المهدمة. حيث يجري اكتشاف عدد من تلك المخلفات بين فترة وأخرى.   

ويرى الكثيرون من السكان العائدين من النزوح إلى منازلهم، أنه من غير المستبعد أن تحتوي أنقاض المباني المهدمة، التي لا تزال كميات كبيرة منها متراكمة في أزقة المدينة القديمة، على ألغام وعبوات ناسفة لم تنفجر بعد، مشيرين إلى ان وجود هذا الركام يجعل اكتشاف تلك المخلفات أمرا صعبا.

من جانبه، يوضح سالم عبد، وهو أحد سكان الموصل القديمة: “عدنا إلى منازلنا بعد فترة طويلة من النزوح، ولكن كل خطوة نخطوها هنا محفوفة بالمخاطر. إذ لا نعرف أين يمكن أن نجد عبوة ناسفة أو لغما”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أنه “على الرغم من مرور أكثر من 7 سنوات على تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن الأنقاض ما زالت متراكمة في المدينة، وتخفي تحتها مقذوفات حربية بكل تأكيد”.

جهود رفع الألغام متواصلة

تبذل فرق الدفاع المدني إلى جانب شركات أمنية، جهودا كبيرة لإزالة الألغام والمخلفات الحربية في مناطق مدينة الموصل. ولا تزال هذه الجهود مستمرة حتى اليوم.

وتعمل تلك الفرق بجدية على اكتشاف الألغام وإزالتها، لكن المهمة ليست سهلة ولا يمكن إنهاؤها في وقت قصير، خصوصا في ظل وجود كميات كبيرة من ركام المباني.

وتنقل وكالة أنباء “شفق نيوز” عن أحد أعضاء فرق نزع الألغام، قوله ان “العمل هنا معقد وخطير. علينا أن نكون حذرين جداً في كل خطوة نخطوها. بين فترة وأخرى نكتشف المزيد من الألغام والعبوات الناسفة”.

ولا يزال البعض من مناطق الموصل يحتوي على لوحات تحذيرية تشير إلى مخاطر الألغام.

وتذكّر هذه اللوحات الأهالي والزائرين بخطورة المناطق التي لم يتم تطهيرها بعد. ورغم مرور سنوات على انتهاء الحرب ضد إرهاب داعش، إلا أنه لم يُعلن بعد عن خلو الموصل من الألغام بشكل كامل.

الحياة غير طبيعية!

ويعيش أهالي الموصل باستمرار، حالة من التوتر والقلق، بسبب وجود تلك المخلفات الحربية. ويقول علي حسين، وهو أب لثلاثة أطفال انه “لا نستطيع أن نعيش حياة طبيعية. الأطفال يخافون من اللعب خارج المنزل، ونحن نخشى من حدوث أمر سيء في أي لحظة”. ويضيف في حديث صحفي قوله: “نأمل أن يتم تطهير منطقتنا بشكل كامل قريباً، لكي نعيش حياتنا بشكل طبيعي دون خوف أو قلق على سلامتنا وسلامة أطفالنا”.

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، تتزايد مخاطر المخلفات الحربية. فالحرارة العالية يمكن أن تؤدي إلى انفجار الألغام أو العبوات الناسفة غير المنفجرة، ما يزيد من خطورة الوضع.

لذلك، يطالب الأهالي بتكثيف الجهود لتطهير المناطق المتأثرة في أسرع وقت ممكن.

ورغم كل هذه التحديات، إلا أن الأهالي يعيشون على أمل أن تتحسن الأوضاع تدريجياً. فجهود رفع المخلفات التي تواصل بذلها فرق الدفاع المدني والشركات الأمنية، تعطي بعض الأمل في أن يتم تطهير المدينة بشكل كامل قريباً.

************************************************************

بتبرعات المواطنين «جمعية الرحمة» في الرمادي تساعد مرضى السرطان مالياً

متابعة – طريق الشعب

افتتحت “جمعية الرحمة” لمرضى السرطان في مدينة الرمادي، أخيرا مقرها الجديد على “شارع السبحاني”. وترعى هذه الجمعية التي تأسست عام 2018 بجهود تطوعية، مرضى السرطان في المدينة، بعد ان ازدادت أعدادهم. كما تقدم لهم عطاءات مالية.

وفي حديث صحفي، يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية حمد محمود، أن عدد المرضى المسجلين لديهم حاليا يبلغ 450 مريضا، فيما وصل عدد المتماثلين للشفاء إلى 170 شخصا. 

ويوضح أن الجمعية مستمرة في عطائها المالي للمرضى، معتمدة على تبرعات الميسورين من أهالي المدينة، لافتا إلى انهم استثمروا جزءا من الأموال في بناء شقة سكنية وتأجيرها، وإضافة بدل الإيجار إلى المبالغ التي تمنح للمرضى.  من جانبه، يقول رئيس لجنة المتابعة في الجمعية ضيغم خلف، أن المقر الجديد بني على أرض تبرع بها أحد الميسورين، مبينا أن المقر يضم قاعات مخصصة لإجراء لقاءات بين الأطباء والمرضى، وعقد ندوات توعوية حول مرض السرطان.

ويشير إلى ان الجمعية لديها نظام داخلي وآخر مالي مصادق عليهما من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء، موضحا ان استلام التبرعات المالية وتوزيعها على المرضى، يتم بوصل قبض.

إلى ذلك، يقول عضو اللجنة الإدارية للجمعية اياد عبد، أن جمعيتهم تقدم كل 40 يوما عطاءات للمرضى على ثلاثة تصنيفات: الأول يحصل على 400 ألف دينار، والثاني 250 ألفا، والثالث 100 ألف، مبينا أن التصنيف يتحدد بناء على الحالة الاقتصادية للمريض.

ويوضح عبد أن عدد أعضاء الجمعية 52 عضواً، وعدد العطاءات المالية الموزعة منذ تأسيس الجمعية إلى الآن بلغ 47 عطاء، بواقع 771 مليون دينار.

******************************************************************

بعض السكان اضطر إلى الهجرة.. المياه مقطوعة عن قرية في قلعة سكر منذ 4 سنوات

متابعة – طريق الشعب

يعاني أهالي “قرية الشهداء” في قضاء قلعة سكر شمالي ذي قار، منذ نحو أربع سنوات، انقطاع الماء عنهم بعد أن تم إلغاء النهر الذي يغذيهم، بحجة احتوائه على آثار تاريخية.

وتعيش هذه القرية أزمة مياه مستمرة، اضطرت العديد من السكان إلى الهجرة. وكان النهر قد تم إلغاؤه بناءً على تعليمات دائرة الآثار، التي وجهت بقطع المياه عنه تحت ذريعة الحفاظ على الآثار التاريخية، دون أن توفر مصدرا مائيا بديلا.

يقول عدد من السكان في حديث صحفي، ان شعبة الآثار في قضاء الرفاعي أوعزت إلى الجهات المعنية، بإلغاء “نهر البزاز” أو ما يُعرف بـ”نهر أبو عامود”، مضيفين أن هذا النهر هو المصدر المائي الوحيد للقرية التي يبلغ عدد سكانها نحو ألف نسمة.

ويؤكد السكان أن الحكومة لم توفر لهم مصدر مياه بديلا، وانهم ناشدوا مسؤولين عديدين حل هذه المشكلة، لكن دون جدوى، لافتين إلى ان وضعهم بات سيئا للغاية.

 إذ ان غالبية الآبار الارتوازية التي حفروها في وقت سابق، والتي يصل عددها إلى العشرات، تعرضت للجفاف. وينوهون إلى ان هذه الأوضاع دفعت العديد من عائلات القرية إلى الهجرة نحو مناطق مركز قضاء قلعة سكر، مبينين انهم حاليا يعتمدون على المياه التي تصلهم بواسطة السيارات الحوضية، او يقومون بشراء الماء من المحال التجارية.

فيما يلجأ البعض إلى حفر الآبار، وهذا الأمر تترتب عليه تكاليف مالية كبيرة.

إلى ذلك، تقول مديرية آثار ذي قار، ان النظام المباد لم يكن يراعي أي أهمية للآثار في البلاد. فقام بشق قناة مائية فوق موقع “أبو عامود” الأثري.

ويقول مدير آثار ذي قار شامل الرميض، في حديث صحفي، أن دائرته لن تسمح بتعريض المواقع الأثرية للضرر، مبينا ان “دائرتنا أوقفت العمل في النهر فعلاً، بسبب التجاوز الحاصل على الموقع الأثري الذي يقع تحته”.

ويلفت إلى ان “الموقع لم ينقب فيه لغاية الآن، إلا ان أعمال تطهير النهر سابقاً أظهرت العديد من أواني الفخار وغيرها من التحف الأثرية التي لا يمكن المساس بها”، مشيرا إلى ان دائرته اقترحت تغيير مسار النهر وعدم إلغائه نهائياً، إلا إن بعض أهالي القرية رفضوا المقترح، كونه يتطلب تمرير النهر عبر الأراضي الزراعية التابعة لهم، ولا أحد يسمح بتخريب أرضه.

********************************************************

فعاليات

تفقدوا الرفيق خماس دريول شيوعيو البصرة يزورون شقيق الشهيد عبد علي غضبان

البصرة – باسم محمد حسين

زار وفد من لجنة الشهداء التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أخيرا، السيد جاسم غضبان العيداني، شقيق الشهيد الشيوعي عبد علي غضبان، وذلك في إطار ديمومة التواصل مع عائلات شهداء الحزب.

وخلال الزيارة، قدمت اللجنة “لوح الوفاء” إلى شقيق الشهيد، تقديرا لعائلته المناضلة. 

من جانب آخر، زار وفد من شيوعيي البصرة الرفيق خماس دريول في منزله، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية ألزمته الفراش.

وبالرغم من محدودية حركته، كان الرفيق دريول دائم الحضور على كرسيه المدولب، إلى فعاليات الحزب وموسعاته.

الوفد الذي ضم الرفاق عبد الزهرة عذار العبادي وعبد الكريم الحربي وعقيل البصري، تمنى للرفيق دريول الشفاء العاجلة ووافر الصحة والعافية.

**************************************************************

شيوعيات بابل يوزعن هدايا على الأطفال

الحلة - صادق النداوي

وزعت مجموعة من الرفيقات في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، تتقدمهن المناضلة سهام جاسم محمد (أم منار)، هدايا على الأطفال الأيتام وأبناء العائلات الفقيرة، وذلك في مناسبة عيد الأضحى.

وكانت الرفيقات قد جمعن تبرعات عينية من الخيرين، تضمنت ملابس وألعابا. ثم وزعنها على الأطفال من أجل رسم فرحة العيد على وجوههم.

********************************************************

اگول.. لا كهرباء ولا ماء يا حكومة الخدمات!

عامر عبود الشيخ علي

في ظل ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها 50 درجة مئوية، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 14 ساعة يوميا في اغلب مناطق بغداد، تجددت ازمة شح مياه الإسالة وعادت مأساتها لتضيف هما آخر الى معاناة المواطنين المتواصلة، والممتدة إلى سنوات طويلة دون حلول تذكر.

وتفاقمت الأزمة كثيرا هذه الأيام. حيث تنقطع المياه ساعات طويلة تصل في بعض المناطق إلى 15 ساعة يوميا، وتعود غالبا في أوقات الليل، ولا يمكن الحصول عليها إلا باستخدام المضخات الكهربائية. إذ يسهر المواطن للحصول على فرصة لملء الخزانات. إضافة إلى ذلك، لا يمكن استخدام تلك المياه للشرب أو الاستخدامات الأخرى، بسبب احتوائها على شوائب وروائح كريهة، ما اضطر المواطن إلى اللجوء لشراء المياه من محطات التصفية الأهلية، وتحمل أعباء مالية إضافية في ظل الغلاء المعيشي والظروف الاقتصادية الصعبة.

والمفارقة التي تدعو الى الدهشة والاستغراب، هي ان الحكومة الحالية تطلق على نفسها تسمية “حكومة خدمات”، في حين لم يلمس المواطن أي خدمة تمس حياته المعيشية، وتؤمّن عيشه بكرامة، الأمر الذي يضطره إلى تنظيم وقفات واحتجاجات مطلبية، وهذا ما يحصل في معظم مدن البلاد.

نتساءل: متى تلتفت الحكومة الى المواطنين وتقدم لهم خدمات فعلية تمس حياتهم اليومية وتنتشلهم من واقعهم المرير ومعاناتهم المستمرة، بعدالة وإنصاف ودون تمييز بين مواطن ومسؤول؟!

*********************************************************

موظفون في جامعة البصرة: لماذا لم نُشمل بقرار تقليص الدوام؟!

متابعة – طريق الشعب

شكا موظفون منتسبون إلى جامعة البصرة من عدم شمولهم بقرار المحافظة القاضي بتقليص الدوام الرسمي لغاية الساعة 12 ظهرا، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، مبينين ان القرار تم تطبيقه في جميع الدوائر الحكومية. حيث يبدأ الدوام في الساعة 7 صباحا وينتهي عند الساعة 12 ظهرا.

وأشار الموظفون في شكوى نشرتها وكالة أنباء «المربد»، إلى ان بعضهم يسكن في مناطق بعيدة عن مقر الجامعة، كأقضية القرنة والزبير وأبي الخصيب، وان عودتهم إلى منازلهم بعد الساعة 2 ظهرا، ترهقهم كثيرا تحت درجة حرارة تتجاوز الـ50 مئوية.

وكانت محافظة البصرة قد وجهت بتطبيق قرار التقليص في جميع دوائر الدولة، ابتداء من يوم 26 حزيران المنتهي، حتى الأول من آب القادم.

********************************************************

مواساة

  • منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، برفيقاتها ورفاقها، تشارك الرفيقة العزيزة خانم زهدي وعائلتها الكريمة، الحزن بوفاة شقيقتها السيدة صبيحة، أخيرا في العراق.

الذكر الطيب دوما للفقيدة، والصبر والسلوان للرفيقة خانم زهدي وعائلتها.

  • تعزي اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية للحزب في واسط، الرفيق مزعل سلمان (ابو نصير) وشقيقيه حسن وهادي، بوفاة شقيقهم المعلم المتقاعد غازي سلمان، والد الشاعر والاديب حيدر غازي.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لذويه ومعارفه.

************************************************************

الصفحة السادسة

واشنطن تهدي الاحتلال الصهيوني آلاف الأطنان من المتفجرات والصواريخ لقتل الفلسطينيين! إسبانيا تطلب رسميا الانضمام لدعوى «الإبادة الجماعية»

متابعة – طريق الشعب

خرج الآلاف من المواطنين في مختلف عواصم ومدن المنطقة العربية، للمطالبة بإيقاف الحرب على غزة ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، إذ خرجت التظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات الحديدة وصعدة والبيضاء والضالع.

وفي الأردن نظم عدد كبير من المواطنين حملة تبرع بالدم، وخرجت تظاهرتان كبيرتان في الزرقاء والكرك، أما في المغرب فنظم الآلاف وقفات تضامن في مدن فاس ومكناس وطنجة والقنيطرة وأكادير وبركان وجدة وجرادة.

دعوى الإبادة الجماعية

طلبت إسبانيا من محكمة العدل الدولية، الجمعة، الانضمام إلى القضية التي رفعتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل، بشأن حملة الإبادة الجماعية التي ترتكبها حالياً ضد الفلسطينيين في غزة وبقية المدن المحتلة.

وأوضحت وزارة الخارجية الإسبانية أن هذا التدخل يأتي استنادا إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة الإبادة الجماعية لعام 1948، مستندة إلى المادة 63 من نظام المحكمة.

وذكرت أن كولومبيا والمكسيك وفلسطين تدخلت بالفعل، بينما تنوي أيرلندا وبلجيكا وتشيلي المشاركة في القضية المرفوعة.

وأكدت إسبانيا أن هدفها من هذه الخطوة هو المساهمة في استعادة السلام في غزة والشرق الأوسط، وإنهاء الحرب وتعزيز حل الدولتين.

أمريكا تساعد في القتل

وعلى العكس من الموقف الإسباني تماماً، تواصل الولايات المتحدة، تجهيز آلة القتلة الصهيونية، بما تحتاجه من ذخائر لحصد المزيد من الضحايا الفلسطينيين، وفي هذا الشأن قال مسؤولان أمريكيان مطلعان إن، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسلت لإسرائيل أعدادا كبيرة من الذخائر، منها ما يزيد عن 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير زنة ألفي رطل والآلاف من صواريخ (هيلفاير) منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة».

وأضاف المسؤولان وطلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن «الولايات المتحدة نقلت ما لا يقل عن 14 ألف قنبلة (إم.كيه-84) زنة ألفي رطل و6500 قنبلة زنة 500 رطل وثلاثة آلاف صاروخ هيلفاير جو-أرض دقيق التوجيه وألف قنبلة خارقة للتحصينات و2600 قنبلة صغيرة القُطر تُسقط جوا وذخائر أخرى».

خسائر الاحتلال

وكشفت وسائل إعلام صهيونية عن أن «أكثر من 500 آلية مدرعة إسرائيلية تضررت في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وفقا لصحيفة «معاريف» التي بينت خروج عشرات الآليات من الخدمة تماماً، بفعل الضربات التي تلقتها من قبل المقاومين الفلسطينيين.

وضمن أخبار الخسائر أيضاً، نقلت وسائل الإعلام، أن « الجيش الإسرائيلي أجلى 4 قتلى و5 جرحى من جنوده سقطوا، مساء الجمعة، خلال معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية في حي الشجاعية ومن مسافة صفر بشمال قطاع غزة.

اليوم سيء.. غداً أسوأ

قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة لويز ووتريدج، الجمعة، إن «المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة أجبروا على العيش في مبان أو مخيمات دمرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، ونددت بظروف لا تطاق في القطاع».

وأضافت «اليوم، لا بد من أن يكون الأسوأ على الإطلاق. ولا أشك في أن الغد سيكون الأسوأ على الإطلاق مرة أخرى».

ولفتت إلى أنه مع عدم وجود حمامات، «يقضي الناس حاجتهم في أي مكان يمكنهم قضاء حاجتهم فيه». وتحدثت عن صعوبة جلب الوقود إلى غزة وتوزيعه بأمان، محذرة من أنه «بدون الوقود، ستتوقف الاستجابة الإنسانية بالفعل».

في سياق ذي صلة، ذكر موقع أكسيوس الإخباري نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في مسعى لإبرام الاتفاق، في إشارة إلى ان المباحثات لم تثمر حتى الآن عن أي اتفاق لوقف الحرب.

********************************************************************

الموريتانيون يصوّتون لاختيار رئيس جديد للبلاد

نواكشوط- وكالات

انطلقت صباح أمس، الانتخابات الرئاسية الموريتانية، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، في ثامن اقتراع رئاسي تشهده البلاد.

ومن المقرر إغلاق، مراكز الاقتراع في وقت متأخر، وأن تبدأ عمليات الفرز مباشرة، ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الموريتانية 7 مرشحين، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الغزواني الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية.

ويبقى الغزواني الأوفر حظا، نظرا لتواجده في أغلب الولايات، خاصة في الولايات الشرقية ذات الكثافة الانتخابية الكبيرة، حيث ما زال النفوذ القبلي والجهوي والعشائري يتحكم في خيارات الناخبين، وأظهرت التجمعات الانتخابية في المدن الكبرى حضورا كبيرا لمرشحي المعارضة.

ويتوقع أن تتضح النتائج، اليوم الأحد، على أن تُعلن النتائج بعد ذلك بشكل رسمي من طرف المجلس الدستوري. ويتم انتخاب الرئيس بالأغلبية المطلقة للأصوات (50%+1)، وإذا لم يحصل أحد المرشحين على الأغلبية في الجولة الأولى تنظم جولة ثانية بعد أسبوعين بين المرشحيْن الحاصلين على أعلى نسبة من الأصوات، ولا يحق لأي رئيس سوى فترتين رئاسيتين كل واحدة منهما 5 سنوات.

**************************************************************

بايدن يتمسك بترشحه للانتخابات الامريكية

واشنطن – وكالات

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، عزمه على مواصلة خوض السباق الرئاسي رغم أدائه السيئ في المناظرة التي خاضها، الخميس، في وجه منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال بايدن أمام تجمع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية «لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة».

وأضاف «أعلم الصواب من الخطأ، أعلم كيفية تأدية هذه المهمة. أعلم كيفية إنجاز الأمور. أعلم، كما يعلم ملايين الأميركيين، أنك حين تسقط فإنك تنهض مجددا». وتحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن ذعر حقيقي خلّفته المناظرة في صفوف الديمقراطيين، قبل أربعة أشهر من الانتخابات وقبل نحو ستة أسابيع من المؤتمر المفترض أن يُنصَّب فيه الرئيس الأميركي مرشّحا رسميا للحزب.

وتابع الرئيس الأميركي «هل شاهدتُم ترامب الليلة الفائتة؟ أعتقد أنه حقق رقما قياسيا جديدا لأكبر عدد من الأكاذيب في مناظرة واحدة».

وقال أيضا «لم أكُن لأترشّح مجددا لو لم أكُن مؤمنا من كل قلبي بأنّني قادر على تأدية هذه المهمة».

وشدد بايدن على أن «ترامب أكبر تهديد لهذه الأمّة. إنّه تهديد لحرّيتنا. إنّه تهديد لديموقراطيّتنا. إنّه حرفيا تهديد لكلّ شيء تدافع عنه أميركا».

***************************************************************

إيران.. جولة ثانية من المنافسة لانتخاب الرئيس

طهران – وكالات

سجلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي جرت يوم، أمس الأول، مشاركة متدنية من الناخبين بلغت 42 في المائة، حصل فيها المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان على 10,41 مليون صوت أي بنسبة 42,1 في المائة، مقابل 9,47 ملايين صوت 38 في المائة لصالح المرشح المحافظ سعيد جليلي، مما اهلهما للتنافس مجدداً في جولة انتخابية جديدة، وهي المرة الثانية التي يؤجل فيها حسم انتخاب الرئيس منذ عام 1979. وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية محسن إسلامي لصحافيين «لم يتمكّن أي من المرشحين من الحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات» في الدورة الأولى، وبالتالي سيتواجه «المرشحان الأول والثاني» في دورة ثانية. ودعي حوالي 61 مليون ناخب للمشاركة في الانتخابات التي نظمت على عجَل بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث مروحية، وأدلى 24,54 مليون ناخب فقط بأصواتهم، في المقابل، دعا معارضون، لا سيما من الخارج، إلى مقاطعة الانتخابات.

*************************************************************

الفرنسيون يصوتون في نهاية الأسبوع لانتخاب البرلمان

باريس - وكالات

يدلي الفرنسيون بأصواتهم في عطلة نهاية الأسبوع في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية يتصدّرها اليمين المتطرف متقدما بفارق كبير على تكتل الرئيس إيمانويل ماكرون.

ودعي حوالي 49 مليون ناخب لتجديد الجمعية الوطنية بجميع نوابها الـ 577 في انتخابات تجرى دورتها الثانية في السابع من تموز وقد تحدث انقلابا يبدّل المشهد السياسي الفرنسي بصورة دائمة.

وانتهت الحملة الانتخابية الخاطفة في، منتصف ليل الجمعة، ولم يعد يحقّ للمرشحين الإدلاء بتصريحات علنية لوسائل الإعلام أو القيام بتنقلات ميدانية حتى مساء الأحد. كما يحظر نشر نتائج استطلاعات للرأي في هذه الفترة.

وتتوقع معاهد الاستطلاع كما السياسيون ارتفاع المشاركة لتتخطى ربما ثلثي الناخبين المسجلين، بزيادة كبيرة عن الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2022 حين اقتصرت على 47,51 في المائة.

وهذا الاقبال المرتقب على التصويت ناجم في عوامل عدة أبرزها العواقب التاريخية المحتملة لهذه الانتخابات التشريعية، وهي الأولى منذ 1997 التي لا تنظّم بالتزامن مع الاقتراع الرئاسي.

**********************************************************

قائد المحاولة إلى السجن واستبدال القيادة العسكرية حكاية محاولة انقلابية فاشلة في بوليفيا

عادل محمد

في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي، أعلن الرئيس البوليفي لويس آرسي عن «تحركات غير نظامية لبعض الوحدات العسكرية البوليفية». وفي حوالي الساعة الثانية والنصف، أغلقت دبابات وجنود، بقيادة قائد الجيش السابق خوان خوسيه زونيغا، جميع المداخل الأربعة لساحة موريللو.

خلال محاولة الانقلاب، كان الرئيس البوليفي آرسي وحكومته في مقر الحكومة، وقاوموا محاولة الانقلاب. ودعا الرئيس في خطاب متلفز، محاطا بأعضاء حكومته، إلى الدفاع عن الديمقراطية وتعبئة الشعب.

ودعا الرئيس الاسبق إيفو موراليس إلى تعبئة وطنية وإضراب لأجل غير مسمى «للدفاع عن الديمقراطية».

من جانبه خاطب قائد المحاولة الانقلابية زونيغا الصحافة أمام مقر الحكومة، وأعلن عن «إقامة الديمقراطية» ودعا إلى إطلاق سراح جميع «السجناء السياسيين». وذكر بالاسم رئيسة انقلاب عام 2019 السابقة جانين أنيز وزعيم المعارضة اليمينية المتطرفة والحاكم السابق لسانتا كروز فرناندو كاماتشو. وأكد أن: «القوات المسلحة عازمة على إعادة هيكلة الديمقراطية».

واظهرت مقاطع فيديو كيف دهست دبابة تحمل زونيغا باب القصر الحكومي. وبعد تقدمه واجهه الرئيس آرسي مباشرة في مدخل القصر وأمره بالتراجع على الفور. وفي الوقت نفسه، حشدت النقابات والمجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد ووقفت مع الحكومة وضد الانقلابيين. وفعلا تدفق عشرات الآلاف إلى ساحة مقر الحكومة.

وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءً، عين الرئيس آرسي خوسيه ويلسون سانشيز فيلاسكيز قائدا جديدا للجيش، وعين قادة جدد للقوات الجوية والبحرية. وبعد أداء اليمين الدستورية، أمر قائد الجيش الجديد القوات المحيطة بالقصر الحكومي بالانسحاب الفوري والعودة إلى مقراتهم. امتثل الجنود للأمر وغادرو الساحة في حوالي السادسة مساءً.

وبعد انسحاب القوات، ظهر الرئيس آرسي وحكومته في شرفة مقر الحكومة وشكروا السكان على دعمهم. وقال الرئيس: «لقد مكننا الشعب من صد محاولة الانقلاب هذه. شكرا للشعب البوليفي.

تضامن

خلال ساعات المحاولة الانقلابية الفاشلة، كانت هناك موجة كبيرة من التضامن مع الحكومة البوليفية. أعرب رؤساء دول وحكومات أمريكا اللاتينية ومنظمة الدول الأمريكية وأصوات من أوروبا عن تضامنهم مع الشعب البوليفي ووقفوا إلى جانب الرئيس آرسي.

رفض الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بشدة الانقلاب العسكري ودعا المجتمع البوليفي إلى المقاومة الديمقراطية. وأعرب الرئيس التشيلي غابرييل بوريك عن دعمه للديمقراطية وحكومة آرسي الشرعية: «نحن ندين بشدة الاستخدام غير المقبول للقوة من قبل جزء من جيش هذا البلد». كما دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى احترام المؤسسات الديمقراطية وإرادة الشعب وكتب على منصة «اكس»: « إننا ندين أي شكل من أشكال الانقلاب في بوليفيا ونؤكد من جديد التزامنا تجاه شعب وديمقراطية الدولة الشقيقة. وستسود الديمقراطية بقيادة لويس آرسي».

وعبرت حكومات بارغواي، بيرو، أوروغواي، وفنزويلا، والمكسيك، ضمن بلدان أخرى، عن رفضها للمحاولة الانقلابية ودعمها للحكومة الشرعية.

وأدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزلا فون دير لاين محاولة الانقلاب وأعربت نيابة عن الاتحاد الأوربي، عن «دعمها القوي للنظام الدستوري وسيادة القانون في بوليفيا».

اعتقال قادة الانقلاب

مساء الأربعاء، ألقي القبض على قائد الانقلاب زونييغا، وعرضه للصحفيين الوزير   كارلو إدواردو ديل كاستيلو، وتم نقله بعد ذلك إلى المعتقل. وأوضح كاستيلو أن هدف زونيغا كان «السيطرة على البلاد وإقامة نظام الأمر الواقع». وبالإضافة إلى زونيغا، تم أيضًا اعتقال نائب الأميرال خوان أرنيز سلفادور، القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة. وفي اليوم التالي تم الإعلان عن اعتقال عشرة ضباط آخرين. وبدء تحقيق كامل في الأحداث التي شملت استخدام الأسلحة النارية وإصابة تسعة أشخاص.

اتهام الرئيس

بعد الاعتقال، اتهم زونيغا الرئيس آرسي بتدبير الانقلاب. وأوضح أنه التقى مع الرئيس يوم الأحد وطلب منه الأخير إعداد شيء ما لزيادة شعبيته. ووفقا لزونييغا، هو «انقلاب ذاتي». وهذا السيناريو مشكوك فيه جدا.

سبقت محاولة الانقلاب أيام من التصريحات الحادة، أدت إلى عزل قائد الجيش من منصبه قبل يوم واحد من محاولته الانقلابية، بعد أن قال في مقابلة تلفزيونية إن الجيش سيعتقل الرئيس الأسبق إيفو موراليس إذا رشح لخوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى في عام 2025. وان مهمة الجيش هي حماية الدستور. كما اتهم زونييغا الرئيس آرسي، وموراليس بـ «الحفاظ على نظام سياسي يجعل بوليفيا بلا مستقبل».

تحديات المستقبل

من المؤكد سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتم توضيح كافة التفاصيل. ويجب على حزب «الحركة نحو الاشتراكية» الحاكم أن يسرع في حل صراعه الداخلي، بعد مؤتمره الأخير وانقسامه عمليا إلى تيارين الأول يوصف بالإصلاحي بقيادة الرئيس الحالي والثاني يوصف بالجذري بقيادة الرئيس الأسبق ايفو موراليس، الذي ينوي منافسة خلفة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولمواجهة التحديات السياسية الداخلية والأزمة الاقتصادية التي تتسم بنقص الوقود ونقص العملة الأجنبية، ولضمان السلام الاجتماعي على المدى الطويل، من الضروري إنهاء الصراع الداخلي لصالح التجربة اليسارية في بوليفيا.

*****************************************************

الصفحة السابعة

دولة «داعش» سقطت  ونشاط التنظيم الارهابي مستمر

كاوه محمود*

لاتزال العواقب المدمرة لأعمال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)  باقية على الرغم من انتهاء خلافته التي اعلنها قبل عشر سنوات.

في 29 يونيو 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تأسيس دولة “الخلافة الإسلامية” في مسجد النور بمدينة الموصل بعد استيلائهم على المدينة. جاء هذا الإعلان نتيجة استمرار النشاطات الإرهابية للاسلام السياسي المتشدد في المنطقة بعد سقوط النظام الديكتاتوري في العراق عام٢٠٠٣ ، ومنها  تطوير مشروع أبو مصعب الزرقاوي وتأسيس تنظيم (التوحيد والجهاد) وعلاقاته بتنظيم القاعدة، وتشكيل (مجلس شورى المجاهدين) الذي كان يضم عدة تنظيمات إرهابية تحت مظلة واحدة.

أهم الأحداث والتأثيرات

  1. احتلال واسع للأراضي: في وقت قصير، سيطر داعش على مساحات واسعة من العراق وسوريا، بما في ذلك مدن رئيسية وموارد حيوية.
  2. الهجمات الوحشية على الأقليات: في 3 أغسطس 2014، شن داعش هجوماً مروعاً على سنگال، مستهدفاً الأقلية الإيزيدية بعمليات إبادة جماعية، وخطف الآلاف من النساء والأطفال وبيعهم في اسواق النخاسة الداعية.
  3. تشكيل تحالف دولي: في 14 سبتمبر 2014، تم الإعلان عن تحالف دولي لمكافحة الإرهاب بمشاركة 12 دولة، والذي توسع لاحقاً ليضم 87 دولة، مما ساهم بالتعاون مع قوات البيشمرگة في كوردستان العراق والقوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية في دحر داعش بحلول عام 2019، وتحول شعر داعش من (دولة الخلافة باقية) الى شعار الصبر واستمرار الجهاد.
  4. الأنشطة الإرهابية الوحشية: تميز داعش عن الجماعات الإرهابية الأخرى من خلال تجنيد أكثر من 40 ألف مقاتل من 110 دول، واستخدام تكتيكات وحشية بما في ذلك الذبح والحرق، ونشر ذلك عبر وسائل الإعلام بشكل منظم.
  5. تدمير التراث الحضاري: لم يكتفِ داعش بقتل الأبرياء، بل دمر أيضاً العديد من المعالم الأثرية التاريخية والحضارية، محاولاً محو التاريخ والثقافة من المناطق التي سيطر عليها.
  6. مهارات عالية في الدعاية والإعلام : استخدم داعش وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال لنشر دعايته وكسب مؤيدين جدد من مختلف أنحاء العالم.
  7. ايجاد ظاهرة نساء الخلافة اللاتي لعبن دورا بارزا في الاعمال الإرهابية.

العواقب المستمرة

على الرغم من أن دولة الخلافة الاسلامية قد انتهت رسمياً في 2019، إلا أن آثارها لا تزال واضحة على الأرض. المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش تعاني من تداعيات اجتماعية وسياسية معقدة وتهميش واضح، بما في ذلك إعادة بناء البنية التحتية، والمصالحة المجتمعية، ومحاكمة المجرمين، وإعادة تأهيل الضحايا والناجين.

فحتى الآن، لا يزال مصير آلاف الإيزيديين، الذين تعرضوا للإبادة الجماعية، غير واضح. ولم يتم إعادة تأهيل الضحايا بشكل كاف، ولا تزال الخلافات السياسية والوجود العسكري تعيق استقرار منطقة سنگال وعودة اللاجئين.

الوضع الحالي

  1. الإيزيديون والمختطفون: هناك آلاف من الإيزيديين ما زالوا مفقودين بعد تعرضهم للإبادة الجماعية من قبل داعش. ولم يتم تقديم العناية اللازمة للضحايا، ولم يُحاسب المجرمون بشكل كاف.
  2. الوضع الأمني: يوجد حوالي 15 ألف مسلح من داعش في سوريا والعراق، بالإضافة إلى 50 ألف عائلة من عائلات داعش في مخيم الهول تحت رقابة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما يمثل تهديداً أمنياً كبيراً.
  3. المحاكمات: لم تتم محاكمة المئات من مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في أي محكمة محلية أو دولية، مما يزيد من شعور الظلم وعدم العدالة.
  4. أنشطة داعش المستمرة: بالرغم من انتهاء الخلافة، تستمر أنشطة داعش الإرهابية. في عام 2023، نفذ التنظيم أكثر من 1121 عملية إرهابية في العالم تسببت في مقتل 4770 شخصاً، كما نفذت خلاياه في إفريقيا وولاية خوراسان عمليات مستمرة، بما في ذلك هجوم في موسكو في 22 مارس 2024.
  5. التهديد المستمر: داعش لا يزال يشكل تهديداً كبيراً لاستقرار كردستان والعراق والشرق الأوسط والعالم بأسره. هذا التهديد يعود إلى عدة عوامل من بينها المشاكل الداخلية للدول والفشل الدولي في حل الأزمات.
  6. بيئة خصبة للتطرف: بسبب غياب الحوكمة الجيدة والاضطرابات الداخلية، تبقى البيئة مواتية لنشاط الجماعات المتطرفة وإنشاء تنظيمات إرهابية جديدة.
  7. غياب التنوير والحداثة: عدم وجود عملية تنوير عقلانية ومدنية في مجتمعات الشرق الأوسط، بما في ذلك كردستان، يسهم في استمرارية وتأجيج الفكر المتطرف.

الضرورة الملحة

لا يمكن مواجهة هذا التهديد المستمر إلا بوجود مشروع سياسي واضح لمواجهة خطر الارهاب تتبناه قوى سياسية مدنية مخلصة للديمقراطية والحرية والتقدم الاجتماعي، تتعامل بجدية مع التحديات الحالية والمستقبلية وتعمل من أجل العدالة الانتقالية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني

****************************************************************

ديمقراطية أمريكية  على المقاس الإسرائيلي

د. رمزي عودة

منذ إعلان مدعي عام محكمة الجنايات الدولية كريم خان عن سعيه لاستصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو ووزير حربه نتيجة للحرب الدائرة في القطاع، وتيقنه بأن اسرائيل ارتكبت جرائم حرب قد ترتقي إلى جريمة الإبادة الجماعية، سارع مجلس النواب الأمريكي إلى تمرير قانون لمجلس الشيوخ يفرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية. وقد صوت لصالح القرار 247 عضواً مقابل عضوا155 اعترضوا. واللافت للنظر أن من بين المؤيدين 42 نائبا ديمقراطيا! وقد أدانت إدارة بايدن قرار كريم خان  معتبرةً أن محكمة الجنايات الدولية لا يمكنها جلب قادة اسرائيل للمحاكمة !. وبشكل متناقض، رحبت هذه الإدارة قبل عدة أشهر بقرار المحكمة الجنائية الدولية جلب الرئيس الروسي بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما يشير بشكل واضح إلى المعايير المزدوجة للدبلوماسية الأمريكية. وبرغم أن جميع التقديرات تشير إلى أن مجلس الشيوخ لن يقر مشروع قانون مجلس النواب حول فرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية لاسيما أن إدارة بايدن تعارض سن مثل هذه العقوبات، الا أن مجرد استباق مجلس النواب لصدور مذكرة قرار بجلب نتنياهو وغالنت من قبل قضاة محكمة الجنايات الدولية يشير إلى صيغة تهديد وضغط على هؤلاء القضاء لمنعهم من استصدار مذكرة الاعتقال. ومن جانب آخر، يطرح تساؤلاً مشروعاً حول طبيعة الديمقراطية الأمريكية في أهم صرح من صروح هذه الديمقراطية وهو مجلس النواب، فهل باتت هذه الديمقراطية مصصمة على المقاس الإسرائيلي وتسير تبعاً للمصالح الإسرائيلية؟

ليست هذه المرة الاولى منذ عدوان السابع من أكتوبر يتخذ فيها مجلس النواب الأمريكي قرارات تعسفية بحقوق الانسان وقيم الديمقراطية، فعند اندلاع إعتصامات الطلبة في الجامعات الأمريكية سارع ها المجلس بتمرير قانون يمنع معاداة السامية في التعليم، وهو قانون موجه أساساً ضد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الامريكية، ويمكن إستخدامه في القضاء على حرية التعبير لدى الطلبة.

في الواقع، إن العملية الديمقراطية في أي بلد يجب أن تصمم أساساً لحماية قيم الديمقراطية والحريات العامة، ولا يمكن تصور مخرجات أي عملية ديمقراطية تأتي لتعطيل منظومة العدالة الدولية  أو أن تطعن بها، أو أن تشكك في قراراتها حتى وإن تم إنتاجها  من خلال ممثلين عن الشعب انتخبوا بشكل ديمقراطي. وبالضرورة، لا يمكن فهم قرارات مجلس النواب الامريكي الا بإعتبارها خروجاً عن مفهوم حماية حقوق الانسان وإمعانا في استمرار سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وبرغم أننا جميعاً ندرك حجم الدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لاسرائيل بإعتبارها حليفة استراتيجية لها، ولكننا بالمقابل لا يمكن أن نتفهم إصرار مجلس النواب على إستصدار مشاريع قوانين لا تساهم في تحقيق العدالة الدولية وتمنع جرائم الحرب وتنتهك حقوق الانسان وحرياته. وإذا ما تصورنا خروج مثل هذه القرارات من مجلس النواب الامريكي وهو مجلس تمثيلي منتخب، فلا يمكن إذن أن نعيب على قرارات وسياسات الحكومة النازية الهتلرية التي استندت جميعها إلى قرارات من البرلمان الالماني المنتخب. وبالنتيجة، فإن حرب السابع من اكتوبر تمثل تحديا واضحا لمنظومة الديمقراطية في الولايات المتحدة لإنها بإختصار تتنتج قوانين تعتبر عرقلة واضحة لمنظومة العدالة الدولية.

**********************************************************

العدالة الاجتماعية – مقوماتها ومعوقاتها (حالة العراق)

د. عودت ناجي الحمداني

 العدالة الاجتماعية تعني أن جميع الناس في المجتمع متساوون في الحقوق والواجبات في الحصول على فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم والامتيازات التي تقدمها الدولة كالضمان الاجتماعي أو الإعانات المالية للعاطلين عن العمل ولذوي الاحتياجات الخاصة والمساواة أمام القانون دون أي تمييز على أساس الدين أو الطائفة أو القومية أو اللون أو الجنس.  وقد اعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان العدالة الاجتماعية مبدأ أساسيا من مبادئ التعايش السلمي بين الشعوب والأمم وحق من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الإنسان. ومن وجهة الأمم المتحدة فإن العدالة الاجتماعية هي المساواة بين البشر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والوظيفية دون أي تمييز.  

وفكرة العدالة الاجتماعية لا تنفصل عن فكرة حقوق الإنسان ونقصد بحقوق الإنسان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أكد عليها العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والاتفاقات الخاصة بحقوق الطفل والنساء والأقليات.

وتتضح التطبيقات الحقيقية للعدالة الاجتماعية في مؤسسات الدولة فيما إذا كانت تطبق معايير العدالة الاجتماعية ويحصل الناس على حقوقهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أم يتعرضون إلى التمييز وعدم المساواة. فمن الناحية السياسية فإن العدالة الاجتماعية تعني وجود نظام سياسي عادل، وفي الجانب الاقتصادي تعني وجود نظام اقتصادي يقوم على التوزيع العادل للثروات، والتخطيط في إدارة وتوظيف الموارد المالية وإقامة المشاريع الانتاجية وتوفير المستلزمات المعيشية للمجتمع دون تمييز. ومن الناحية القانونية تتجلى العدالة الاجتماعية في وجود قوانين تنظم حقوق وواجبات الأفراد وإدارة المجتمع وضمان تمتع الإنسان بممارسة كافة حقوقه المشروعة دون وجل.

إن العدالة الاجتماعية في أي مجتمع لها طابع طبقي. فالعدالة والمساواة في الفكر الرأسمالي تقوم على نشر الحريات دون ضوابط، مما يؤدي إلى نشوء طبقات سياسية واقتصادية استغلالية وانتشار الاحتكار والجشع.  ومشكلة الرأسمالية أنها تفرز طبقة متنفذة تتحكم بمقاليد الاقتصاد والسياسة والإعلام والاجتماع، ويصبح بقية أفراد المجتمع مجرد أدوات وآلات لزيادة رأس المال.  وفي الوقت الذي يؤكد فيه الفكر الرأسمالي على أن الناس متساوون أمام القانون فإنه يقدس الملكية الخاصة لوسائل الانتاج التي هي السبب الرئيسي في الاستغلال وتقسيم المجتمع إلى طبقات ثرية ومتخمة بالثراء وطبقات فقيرة ومعدمة مما يؤدي إلى انعدام العدالة الاجتماعية..

اما العدالة والمساواة في الفكر الماركسي فتعني تساوي جميع الأفراد في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من خلال قيام الدولة بتأميم كافة مصادر الثروة ووسائل الإنتاج وتتولى إدارة الاقتصاد والسياسة والتخطيط الاستراتيجي، وتصبح كل الثروات ووسائل الانتاج ملكية للشعب وبذلك تزول الطبقات الاستغلالية.

ويكون الدخل الذي يتقاضاه الأفراد على قاعدة كمية ونوعية العمل الذي يبذله الفرد. ويؤكد ماركس في المخطوطات السياسية والاقتصادية في عام 1844. أن الصراع الطبقي هو نتيجة حتمية لانعدام العدالة الاجتماعية ويؤكد أيضًا أن سبب انعدام العدالة يعود إلى تراكم الثروة عند الطبقة الرأسمالية التي أسهمت في تشكيل القوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للسيطرة على مصير الطبقات الاجتماعية.  ونستنتج من ذلك أن الطبقات والصراعات الطبقية وعدم المساواة لا تنتهي الا بتحويل الملكية الخاصة لوسائل الانتاج إلى ملكية عامة للدولة وان العدالة والمساواة لا تتحقق بالشكل الأكثر عدالة الا في المرحلة الاشتراكية.

 واقع العدالة الاجتماعية في العراق

يجمع المحللون بكافة أصنافهم على انعدام العدالة الاجتماعية في العراق بسبب النظام السياسي القائم على الطائفية والمحاصصة والمحسوبية وانعدام المساواة في تكافؤ الفرص.  بالإضافة إلى الفوارق الطبقية الشاسعة وتجذر الفساد المالي والإداري والأخلاقي في وزارات الدولة ومؤسساتها.  وقد أدى النشاط الطفيلي والانفتاح المنفلت على الخارج وفايروس الفساد المتعدد الأشكال إلى تكوين طبقات برجوازية طفيلية نهابة منها طبقة عقارية ومالية وبيروقراطية إدارية وكومبرادورية وتجارية، جنت بسرعة فائقة ثروات مالية ضخمة تقدر بمئات المليارات، وبمقابل ذلك تشهد الطبقات الفقيرة تدهورا فظيعًا في الأحوال المعيشية. وحسب صندوق النقد الدولي فإن نسبة الفقر في العراق بلغت 30 بالمائة والبطالة 40 بالمائة، إضافة إلى جيوش المتسولين والمشردين مما يشكل تحديا كبيرا لتحقيق العدالة الاجتماعية.

ووفقاَ لهذا الواقع المرير يطرح التساؤل؟ كيف تتحقق العدالة والمساواة إذا كان المواطن لا يستطيع الحصول على عمل أو وظيفة بسبب انعدام تكافؤ الفرص ولأن الوظائف وفرص العمل غير متاحة إلا لفئات مميزة وكيف تتحقق العدالة الاجتماعية وان المواطن يفقد حياته لأنه لا يستطيع أن يدفع ثمن العلاج. وكيف تتحقق العدالة والإنسان لا يستطيع تأمين غذائه اليومي بسبب معاناته من البطالة ولأنه لا يملك أي مورد مالي يلبي متطلبات معيشته.

إن توجه الدولة العراقية نحو خصخصة مؤسسات القطاع العام وخاصة القطاعات المولدة للدخل إلى مؤسسات ربحية لخدمة الطبقة الطفيلية هو تدمير حقيقي لمبدأ العدالة والمساواة. 

وفي مثل هذا الوضع المعقد الذي تحكمه سلطة الطبقات الطفيلية فإن نضال الشيوعيين في هذا الجانب يهدف إلى تحقيق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية وهو تضييق الفجوة الواسعة بين الطبقات البرجوازية المتخمة بالثروات وبين الطبقات المتوسطة والفقيرة من جيوش العاطلين والفئات الرثة والمتسولين والمشردين التي تبذل كل ما في وسعها للحصول على قوتها اليومي، وينطلق الشيوعيون في نضالهم من أجل العدالة الاجتماعية من الشعار الذي أقره المؤتمر الحادي عشر للحزب (دولة مدنية عدالة اجتماعية).

 معوقات العدالة الاجتماعية

من الأسباب الرئيسية المعوقة لتحقيق العدالة الاجتماعية في العراق هو النظام السياسي القائم على الطائفية والمحاصصة والمحسوبية وانعدام تكافؤ الفرص في الحصول على العمل والدراسة والعلاج والإعانات الاجتماعية واحتكار الوظائف العليا والصغيرة لمنتسبي أحزاب السلطة وأبناء المسؤولين المتنفذين في هذه الأحزاب والدولة.  بالإضافة إلى الصراعات المحتدمة بين الأحزاب المتنفذة من أجل السلطة والمال. ويضاف إلى ذلك المافيات المهيمنة على المشاريع والاسواق والميلشيات المسلحة التي تقوم بعمليات التهريب المتنوعة من النفط ومشتقاته إلى العملات الأجنبية والمخدرات والآثار والاستيلاء على الأراضي ومصادرة البيوت إضافة إلى الدور المتنامي للعشائر المتحالفة مع أحزاب السلطة وتأثيرها على الدولة وقراراتها. ويلعب سوء إدارة الدولة وهدر المال العام والفساد المستشري في أجهزة الدولة الدور الأكبر في انعدام العدالة الاجتماعية.

وتشكل الطبيعة الريعية للاقتصاد العراقي تحدياَ كبيراَ للعدالة الاجتماعية فمعظم العائدات المالية التي تحققها الصادرات البترولية تذهب إلى جيوب الفاسدين من خلال المشاريع الوهمية وقسم كبير منها يوزع كرواتب على موظفي أجهزة الدولة المدنية والعسكرية بينما تحرم أكثرية المجتمع من هذه الموارد. إن الدولة مطالبة بالقيام بواجبها في تخصيص قسم من الموارد النفطية الضخمة لتقديم الخدمات الأساسية مجاناَ للمواطنين، غير أن ما نراه في وضع العراق هو كل خدمة تقدمها الدولة مهما كانت بسيطة فإن المواطن ملزم بدفع مبالغ مالية كبيرة. ونستنتج من ذلك أن العدالة الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق في الدولة ذات الاقتصاد الريعي.

 مقومات العدالة الاجتماعية

إن تحقيق العدالة الاجتماعية يتطلب توفر جملة من المقومات الأساسية منها:

1--تكافؤ الفرص: وهي عدم التمييز بين المواطنين لأي سبب كان واتاحة نفس الفرص لجميع الأفراد الذين يملكون نفس المؤهلات التي تؤهلهم من تحقيق أهدافهم وحقهم في الانتفاع من الخدمات بنفس المستوى التي توفرها الدولة.

2-القضاء على الاحتكار: إن الاحتكار يؤدي إلى حرمان الناس من حقهم في الحصول على مستلزمات معيشتهم بالأسعار الطبيعية وعلى الدولة محاربة الاحتكار والسيطرة على الأسواق من قبل المحتكرين لرفع أسعار السلع وتحقيق الأرباح الخيالية. ويتحقق ذلك في جعل السلع والخدمات متاحة للجميع.

3- احترام حقوق الإنسان: ويقصد بها الحقوق المعنوية والمادية، فصيانة حقوق الإنسان واحترامها والدفاع عنها، مؤشر على وجود العدالة الاجتماعية، فالفرد الذي يتمتع بكافة حقوقه وينفذ الالتزامات الملقاة على عاتقه يشعر بالعدالة والمساواة.

4- الضمان الاجتماعي: يعد الضمان الاجتماعي أحد الأركان الرئيسية للعدالة الاجتماعية. وتنص المادة 22 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن لكل فرد الحق في الضمان الاجتماعي في الدولة التي يقيم بها. 

ويشمل ذلك رواتب التقاعد والتأمين ضد العجز وإعانات البطالة والتأمينات الصحية والسكن والدعم المالي كتعويضات إصابات العمل.

5- المساواة أمام القانون: إن تطبيق مقولة القانون فوق الجميع كفيل بجعل جميع الناس متساوون أمام القانون بغض النظر عن معتقداتهم الدينية والقومية وتقترن المساواة أمام القانون   بتمتع الإنسان بكافة حقوقه دون تمييز.

6- دعم الخدمات العامة، وهو توفير الرعاية الصحية والمعيشية لذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير دخل للفئات الأشد فقراً والعاطلين عن العمل ويعتبر ذلك أحد مسؤوليات الدولة تجاه مواطنيها.

 7- إصلاح هيكل الأجور: تشكل سياسات الأجور حجر الزاوية في تطبيق العدالة الاجتماعية.  ولهذا تتطلب هذه السياسة وضع حد أعلى وحد أدنى للأجور واعتماد مفهوم الدخل بدلاً من الأجر او الراتب.

8 - إصلاح نظام الضرائب: إن الفلسفة التي يجب ان يقوم عليها النظام الضريبي أن الدخول الأعلى تتحمل أعباء ضريبية أعلى مما يحقق إعادة توزيع الأعباء الضريبية بشكل عادل.

وتؤكد لنا الحياة أن العدالة الاجتماعية والمساواة لن تتحقق بالشكل الأكثر عدلاَ إلا في المجتمع الاشتراكي الذي تنعدم فيه الطبقات الاستغلالية وينتهي الاستغلال كلياَ وتلتزم الدولة وفق القانون والدستور برعاية جميع المواطنين ويصبح العمل حقا وواجبا لكل مواطن، وتوفر الدولة الخدمات الصحية والتعليمية مجانا كما توفر النقل والسكن شبه المجاني لكافة المواطنين. وبالمقابل فإن جميع المواطنين متساوون أمام القانون.  وبذلك تتحقق العدالة والمساواة وينعم جميع المواطنين بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ولهذا فلا نجد في المجتمع الاشتراكي عاطلين عن العمل أو مشردين او متسولين في الشوارع كما في البلدان الرأسمالية.

ونستنتج مما تقدم: أن العدالة الاجتماعية لا تتحقق إلا في دولة تطبق الدستور والقانون على أساس المواطنة واستحالة تحقيق العدالة الاجتماعية في مجتمع يحكمه نظام ديني طائفي كما في العراق ولبنان. وأن العدالة الاجتماعية لن تتحقق في العراق إلا بتغيير منظومة الفساد وإقامة نظام ديمقراطي علماني.

******************************************************************

الصفحة الثامنة

الحفاظ على التراث وحقوق الانسان

موفق جواد الطائي*

 إعلان حقوق الإنسان إلزامي لجميع دول العالم ويجب على الحكومات تنفيذ متطلباته وقد أكد الإعلان على حق الحفاظ على الموروث مما يجعل جميع الحكومات ملزمة به ومنها بالطبع حكومتنا العراقية. لقد أكدت الأمم المتحدة هذا الحق عند مراجعة وتأكيد وثيقة حقوق الإنسان بمناسبة الذكرى الخمسين لإعلانها في اجتماع ستوكهولم عام 1998. حيث تم تأكيد ذلك كجزء من مراجعة جميع قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن، والتي تجاوزت حينها العشرين قرارًا. وتبين أن معظم الدول قد تجاهلت قرارات الأمم المتحدة، لذا تم التأكيد على هذه القرارات وتعزيزها وتحديد الإجراءات والمسؤوليات المترتبة على الأفراد المعنيين بالتراث والمؤسسات الحكومية الرسمية وشبه الرسمية، وكذلك كل من تعنيه حقوق الإنسان كما يلي:

أولاً: الحق في امتلاك وثائق أصلية للتراث الثقافي لكل وطن، والتي تُعد بمثابة إقرار وتعبير عن الهوية الثقافية التي يقدمها هذا الوطن إلى «العائلة» الإنسانية العالمية.

ثانياً: حق فهم وتقدير تراث الآخرين وملكيته العالمية، وليس فقط لأغراض التملك المحلي.

ثالثًا: حق الاستخدام الصحيح للتراث الوطني والتاريخي وعدم الإساءة إليه.

رابعًا: حق الجميع في المشاركة في القرارات المتعلقة بالتراث وكيفية تحديد القيم الثقافية الموجودة في هذا التراث.

خامسًا: حق تأسيس المؤسسات لحماية وتثقيف المجتمع بأهمية التراث الثقافي.

هذه هي الحقوق التي ضمنت الأمم المتحدة احترامها والحفاظ عليها للتنوع الثقافي في العالم، والذي بدوره يدعم التفاهم البشري من خلال ما يقدمه كل شعب من إرث ثقافي للعالم. لقد وضعت الأمم المتحدة آليات مختلفة للحفاظ على التراث، واستحدثت استراتيجيات مناسبة وأساليب شراكة مختلفة مع القطاع الخاص وغيره، وكذلك مواثيق مهنية تعد بمثابة وثائق عهد بين جميع المعنيين بأمور التراث وصيانته.

كان الهدف الأساسي من هذه المواثيق تحديد المبادئ الأساسية للصيانة، ومن ثم ترجمة التراث وتقديمه كأداة لدعم وإغناء التفاهم البشري من خلال الممتلكات الأثرية والتراثية المنقولة وغير المنقولة (المباني).

الحقوق الثقافية كجزء من حقوق الإنسان

الحقوق الثقافية هي جزء أساسي من حقوق الإنسان، وتعبر عن الحماية والاحترام الذي يجب أن يُمنح للتراث الثقافي لشعوب العالم. من خلال التأكيد على هذه الحقوق، تسعى الأمم المتحدة إلى ضمان أن تكون الثقافة والتراث جزءًا من التفاهم الدولي والتعايش السلمي بين الشعوب.

أهمية الوثائق الأصلية

امتلاك وثائق أصلية للتراث الثقافي لكل وطن يعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية. هذه الوثائق ليست مجرد أوراق أو قطع أثرية، بل هي تعبير عن تاريخ وهوية وثقافة الأمة. إنها تساعد في حفظ الذاكرة الجماعية وتعزيز الشعور بالانتماء والاعتزاز الوطني.

فهم التراث العالمي

التعرف على تراث الآخرين وتقديره يعزز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي. التراث ليس ملكًا لفرد أو دولة واحدة، بل هو جزء من الإرث الإنساني العالمي. الفهم المتبادل للتراث يساعد في بناء جسور التواصل الثقافي بين الشعوب والأمم.

الحفاظ على التراث الوطني

الحفاظ على التراث الوطني هو مسؤولية جماعية. يجب استخدام هذا التراث بشكل صحيح ودون إساءة. الاحترام الواجب للتراث يعكس مدى تقدير المجتمع لتاريخه وثقافته، ويعزز القيم الإيجابية بين الأجيال.

المشاركة في قرارات التراث

مشاركة الجميع في القرارات المتعلقة بالتراث تضمن تنوع الآراء والأفكار، وتساعد في الحفاظ على التراث بطرق تتناسب مع احتياجات المجتمع. الديمقراطية الثقافية تعني أن يكون لكل فرد صوت في كيفية حماية وصون تراثه الثقافي.

تأسيس المؤسسات الثقافية

تأسيس المؤسسات التي تعنى بالتراث الثقافي يساهم في حماية وتعزيز التراث. هذه المؤسسات تعمل على نشر الوعي بأهمية التراث وتقديم البرامج التعليمية والثقافية التي تعزز من الفهم والإدراك بأهمية التراث في الحياة اليومية.

ختاما، حقوق الإنسان الثقافية هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان الشاملة. إنها تضمن أن تكون الثقافة والتراث جزءًا من التفاهم الدولي والسلام العالمي. من خلال الحفاظ على التراث الثقافي وتقديره، يمكننا بناء مستقبل أكثر تفاهمًا وتعاونًا بين جميع شعوب العالم.

ـــــــــــــــــ

* معمار وأكاديمي

************************************************************

الواقع المأزوم للتعليم في العراق

محمد الربيعي

يواجه نظام التعليم في العراق أزمة عميقة تهدد حاضر البلاد ومستقبل أجياله القادمة. بعيداً عن كونه منارة للعلم والمعرفة، تحوّل هذا النظام إلى مستنقعٍ من الفساد والإهمال، يبتلع أحلام الشباب ويغرق البلاد في الظلام.

ففي المرحلة الابتدائية، تعاني المناهج الدراسية من ضعف ملحوظ يفتقر إلى الاهداف الواضحة، وتزخر بالمواد الدراسية غير المنظّمة، دون مراعاة للاحتياجات الفعلية للطلاب وظروفهم الاجتماعية والمعيشية. ناهيك عن طرق التدريس التقليدية التي لا تشجّع على العمل الجماعي والتعلم الذاتي والتفكير النقدي أو استخدام التكنولوجيا الحديثة.

نتيجة لذلك، يخرج الطلاب من المرحلة الأولية دون مهارات أساسية في القراءة والكتابة والرياضيات، مما يعيق فرصهم في الاستفادة من فرص التعلم اللاحقة التي توفرها الجامعات او المعاهد العليا او دخول سوق العمل.

اما التعليم الجامعي، فهو ليس بوضعٍ أفضل، حيث يواجه فجوةً كبيرة بين مخرجاته واحتياجات سوق العمل. تقدم الجامعات، خصوصا الأهلية منها، شهادات ضعيفة الجودة ولا تلبي متطلبات التوظيف والمستويات المهنية المعتادة، مما يؤدي إلى تضخم الجهاز الوظيفي الحكومي وتفاقم مشكلة البطالة وازدياد الشعور بالإحباط لدى الشباب.

يضاف إلى ذلك، انتشار ظاهرة الوساطات وشراء الوظائف، مما يغذي الفساد المستشري أصلا ويؤثر سلباً على كفاءة المؤسسات ونزاهة النظام التعليمي.

لا يمكننا السكوت على هذا الوضع المأساوي دون تحرك. فلنتكاتف جميعاً لِبناء نظام تعليمي جديد يليق بالعراق وشعبه، نظام يؤسس لمستقبل واعد للأجيال القادمة.

لنجعل من تعليم شعب العراق قضية وطنية، ونقضي على الفساد ونحرم الاهمال في هذا المجال الحيوي.

*******************************************************

اليمين المتطرف والمنظومة الأخلاقية الدولية

رضي السماك

لم تتحقق المنظومة الأخلاقية والحقوقية الإنسانية المعبر عنها بالمواثيق والاتفاقيات الدولية بين عشية وضحاها، بل كانت نتاج قرون من تطور الفكر الإنساني العالمي، وعصارة لجهود فلاسفة ومفكرين، مهدوا لثورات شعوبهم لنيل حرياتها وحقوقها الإنسانية داخل بلدانهم، لكننا نرى اليوم تلك المنظومة الأخلاقية والحقوقية للقيم الإنسانية المشتركة والتي تحققت وتطورت بوجه خاص في أعقاب الحرب العالمية الثانية قبل سبعة عقود ونيف، بدلاً من أن تصبح أكثر تطوراً ونحن نغادر الربع الأول من قرننا في الألفية الثالثة، وبدلاً من أن تنعكس مواثيقها وشرائعها الدولية في وعي الشعوب والدول، تكاد تتعرض للزوال، أو على الأدق تتحول إلى مجرد حبر على الورق. ولعل نتائج انتخابات البرلمان الأُوروبي الأخيرة التي انتهت بفوز اليمين المتطرف في عدد من الدول الأُوروبية المهمة، كإيطاليا وفرنسا وألمانيا، مؤشر على تراجع في الوعي والإيمان بالقيم والحقوق الإنسانية التي يحق لهذه البلدان نفسها أن تفتخر بأن مفكريها وفلاسفتها كانوا ممن مهدوا بأفكارهم العظيمة لتطور ومأسسة تلك القيم والحقوق الإنسانية المشتركة. على أن هذه المؤشرات نحو اتجاه الناخب الأوروبي نحو اليمين المتطرف ليست مؤشرات مطلقة، إذا ما تذكرنا بأن المشاركات الانتخابية لم تزد على 50 بالمائة في أحسن الحالات افتراضاً. وأن تلك النتائج ليست إلا الوجه الأول من المشهد السياسي، ففي هذه البلدان ذاتها، تمثل ضميرها الإنساني والأخلاقي فيما شهدته جامعاتها وشوارعها من مظاهرات عارمة ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، علاوة على مظاهرات أحزاب اليسار والخضر الاحتجاجية التي انطلقت في فرنسا فور إعلان النتائج الانتخابية. وهذا يعني أن الصراع الفكري بين الدفاع عن ما توصل إليه الفكر الإنساني من تطور حقوقي، كما تعبر عنه أفكار اليسار والخضر واليمين المعتدل الليبرالي من جهة وبين أحزاب اليمين المتطرف المعادي للفكر الحقوقي والإنساني والمنادي بتبني فكر عنصري ضد الأجانب والمهاجرين هو صراع لم يُحسم بعد لصالح هذا اليمين المتطرف.

لقد ظل مصطلحا اليسار واليمين طوال الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفييتي والمعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة يُوظف للتعبير عن أحزاب وأنصار الأيديولوجيتين العالميتين المتعارضتين، الرأسمالية والاشتراكية، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لم يعد اليوم هذان المصطلحان يعبران عن الاصطفاف بين المعسكرين المتصارعين، بقدر ما يعبران عن فضاء فكري أكثر اتساعاً من مفهوميهما القديمين، فاليمين المتطرف أضحى ممقوتاً ليس من اليسار فحسب، بل من كل قوى الخير والسلم والعدالة الإنسانية في العالم المؤمنة بالمحبة البشرية والقيم الإنسانية المشتركة على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم وأعراقهم، وأضحى اليسار يرمز إلى التوق إلى هذا العالم الجديد الذي تظلله قيم المحبة والحقوق الإنسانية والسلم وإلى عالم خال من الحروب والعنصرية. ولعل حسم الصراع بين اليمين المتطرف واليسار المعتدل إنما يتوقف على إقامة أكبر جبهة عالمية تُحشد فيها أعرض قوى متضررة من وصول اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم، وهذه الجبهة لا يمكن بناؤها ما لم تتمكن قوى اليسار العريض العالمي بمختلف تلاوينه وفي مقدمتها قوى اليسار الماركسي من بدئها على المستوى القُطري فالإقليمي.

********************************************************

الكهرباء.. محاولات للحل أم جهود للتوطين؟

 خليل ابراهيم العبيدي

لنسلم جميعا أن بلادنا أخذت تحتل مركز الصدارة في موسوعة گينس للأرقام القياسية في مسألة الإخفاقات، وذلك بفعل تراجع الأداء الحكومي جراء فساد القدوة والانغماس الشعبي الواسع فيه ، وهذا التداخل، هو ما أشار إليه الدكتور علي الوردي في كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي (ص ٣٨٩) وهو يقول، إن الحكومة العراقية مصابة بعيوب وأدواء شتى، فهي قد انبثقت من المجتمع الذي تعيش فيه واستمدت طبيعتها منه، فإذا كان المجتمع مصابا بالعيوب والأدواء فهي لابد أن تكون مثله مصابة بها، وجريمة الفساد أصبحت لا تنفك عن ملاحقة أجهزة الدولة ومنها جهاز توفير الطاقة الكهربائية، وقبل البدء بعرض لب الأزمة، نقول إن المتداول إعلاميا ومنذ مدة طويلة ( ولم تنف وزارة الكهرباء ذلك) أن المصروف على قطاع الكهرباء خلال العقدين الأخيرين يناهز ال ١٠٠ مليار دولار، وبلغة الاقتصاد الصناعي، كان هذا الانفاق سيؤدي إلى طاقة إنتاجية تصل إلى مئة ألف ميجاوات، لأن كلفة انتاج آلاف ميجاوات هي مليار دولار، انتاج زائدا ملحقات. وبحسب تقديرنا المتواضع أن ظروف العراق المناخية والحاجة الصناعية المرتقبة، والتوسعة السكانية والتي تصل نسبتها الحقيقية ٣ بالمئة، فإن العراق بحاجة اليوم إلى ألف ميجاوات للمليون الواحد، أي أن الحاجة التي يجب أن تعتمدها وزارة الكهرباء الآن وللسنوات الخمس القادمة هي ٤٣ ألف ميجاوات. مع ملاحظة الآتي.

أولاً: ....أن هدر الطاقة وسرعة الفقدان يتأتى اليوم من أسلوب التوزيع المرتكز على وسائل معتمدة منذ أواخر القرن التاسع عشر، ألا وهي الأسلاك المعلقة فوق الرؤوس والحاملة للأخطار والرعب في النفوس،  والتي باتت عرضة للتلاعب أو جني المنافع والفلوس، والغريب أن وزارة الكهرباء لا تلتفت إلى العمود الصدئ أو السلك المتدلي فوق رؤوس المشاة أو أسفل الشرفات في المناطق الشعبية، واليوم جراء تهالك أسلاك الطاقة وتعليق أسلاك المولدات قام المواطن بتغليف العواميد الصدئة بعوازل من البلاستك خوفا من صعق الاطفال ، خاصة أيام الحر لاستمرار تقطع الأسلاك أو أيام الأمطار لارتفاع الرطوبة واحتمال انتقال التيار ، والأغرب أن وزارة الكهرباء ودوائرها في المناطق والأحياء لا تعير اهتماما لحياة المواطن أو بقية المخلوقات .

ثانياً.... لم تعد المحولات بقادرة على مجابهة الحاجة للتوسع الحاصل في الدور السكنية للشارع الواحد جراء تحول الدار الواحدة إلى دور متعددة، وصارت المحولات والأسلاك عبئا على المواطن ودوائر الكهرباء، وأن الجهد والصرف على المواد المستبدلة والعطلات المتنقلة يكلف الدولة أكثر بكثير لو أن العقل الإداري في الوزارة بات يفكر بدفن الأسلاك تحت الارض تجنبا للمخاطر وإنقاذ للقابلوات من التجاوز ولهيب الشمس الحارق.

ثالثاً ..... المحطات الثانوية ..... باتت تلك المحطات هي الأخرى إضافة إلى المغذيات عوامل هدر للطاقة والأموال، لتقادمها أولا ولأنها صارت متواجدة داخل الأحياء، والمواطن لا يفهم أن الأسلاك الناقلة للتيار الفائق هو خطر محدق. ولسنا بحاجة للتعليق على نقل الطاقة أو التوليد، فهما شغل الوزارة الأولى بالرعاية، ولكن لم تعد فيهما المسرة او الكفاية.

أردنا بهذه المقدمة أن نقول إننا لا نقترح الحلول، ولا نود أن ندق الطبول ولكن أردنا أن نقول، متى تخطط وزارة الكهرباء لمستقبل الطاقة، سيما وأن تعاقب الوزراء هو الطامة الكبرى كل منهم ينتقد الأسلاف وكل منهم لا يفكر بعقلية المخطط، إنما بعقلية المنفذ لمتطلبات تمشية الأمور ورغبات الأحزاب التي في فلك السياسة تدور كل منهم يعمل وفق أسلوب الهبة، والمواطن يرى في ذلك سبة والوزير يغادر ولا يعرف المواطن منجزاته، والوزارة تتراجع منذ الوزير الأول، ولكن ليعلم الجميع أن تناسي الأولويات والبقاء في مربع الفساد سوف يعمل كل منها على توطين الأزمة، كما هي منذ عقدين، والصحيح هو ابعاد وزارات الطاقة عن المناكفات والمحاصصات، والتوجه جديا نحو حل الأزمات، فالتوطين لم يعد عملا صالحا لكل الجهات.

******************************************************

الصفحة التاسعة

تبرئة العداءة النيجيرية أموسان من تعاطي المنشطات

لوزان ـ وكالات

برأت محكمة التحكيم الرياضية العداءة النيجيرية توبي أموسان حاملة الرقم القياسي العالمي لسباق 100 متر حواجز من تهمة مخالفة لوائح المنشطات الليلة الماضية، ورفضت الطعون التي تقدم بها الاتحاد الدولي لألعاب القوى والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. واتُّهمت العداءة النيجيرية بمخالفة اللوائح الخاصة بمكان الوجود ثلاث مرات خلال 12 شهراً، في حين أوقفتها وحدة نزاهة ألعاب القوى بصفة مؤقتة في تموز 2023 بناء على ذلك. وألغت لجنة تأديبية تابعة لنزاهة ألعاب القوى قرار الإيقاف قبل أيام من بطولة العالم لألعاب القوى في بودابست العام الماضي. ونفت بطلة العالم في 2022 تعاطي أي مواد محظورة محفزة للأداء. وقالت محكمة التحكيم الرياضية في بيان الليلة الماضية إنها خلصت بالإجماع إلى أن أموسان ارتكبت مخالفتين في الكشف عن مكان وجودها، في حين لم تتأكد المخالفة الثالثة. ولم يرد الاتحاد الدولي لألعاب القوى ولا الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات على الفور على طلب للتعليق. وسجلت أموسان الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر حواجز خلال الدور قبل النهائي لتصفيات السباق في بطولة العالم 2022، وهي مرشحة بقوة للفوز بالسباق في أولمبياد باريس الصيفي هذا العام.

*****************************************************

مستوى اللياقة البدنية يقلق كاساس قبل التصفيات

متابعة ـ طريق الشعب

 

يشعر مدرب المنتخب العراقي، الإسباني خيسوس كاساس بالقلق، بشأن مستوى اللياقة البدنية للاعبي فريقه مع قرب انتهاء منافسة دوري نجوم العراق.

ويستعد المنتخب العراقي للعب أولى مبارياته في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الخامس من شهر أيلول المقبل، أمام المنتخب العماني في ملعب البصرة الدولي.

وقالت مصادر صحفية إن «المدرب الإسباني خيسوس كاساس، رغم قضاء إجازته في اليونان، إلا إنه يفكر بكيفية إعداد فريقه بأفضل طريقة ممكنة للتصفيات الآسيوية الحاسمة، خصوصًا وأن كاساس يريد أن يخوض المباريات بتركيز عالٍ، ومن دون أي أخطاء محتملة أو فقدان تركيز وما شابه».

وأضافت ان «المدرب ومع قرب انتهاء منافسات دوري نجوم العراق، بدأ يفكر في مرحلة ما بعد الدوري، وهو قلق إزاء الراحة السلبية التي سيدخلها اللاعبون، خصوصًا في الفترة من شهر تموز إلى نهاية شهر آب، إذ من المقرر أن ينتهي دوري نجوم العراق منتصف الشهر المقبل، وسيبدأ نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل، وهذا الأمر يشكل إرباكًا بالنسبة للمدرب».

ونوهت إلى أن كاساس سيتعامل بشكل مختلف مع اللاعبين المحليين مقارنة باللاعبين المحترفين في أوروبا، إذ وضع منهاجًا تدريبيًا يوميًّا للاعبين المحليين، للحفاظ على مستوى لياقتهم البدنية، خصوصًا وأنهم لن يخوضوا أي مباراة في فترة الراحة السلبية، بالتالي سيتوجب عليهم خوض التدريبات البدنية في صالات الرياضة، ليكونوا في الجاهزية المطلوبة.

وأكملت ان «كاساس لن تكون لديه مشكلة مع اللاعبين المحترفين في أوروبا، خصوصًا وأن أغلب الأندية الأوروبية ستبدأ معسكراتها التدريبية استعدادًا للموسم القادم في الشهل المقبل، لذلك سيكونون في أتم الجاهزية مع حضورهم للمنتخب العراقي، قبل خوض اللقاء الأول أمام عمان».

من جانبه، قال عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم غالب الزاملي، إن «الاتحاد اتفق مع خيسوس كاساس مدرب منتخبنا الوطني، لإقامة معسكر تدريبي في الدوحة بدلا من التجمع الداخلي في العراق في الوقت الحالي».

وكانت قرعة تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم (كندا، المكسيك، الولايات المتحدة)، قد وضعت العراق في المجموعة الثانية، إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية والأردن وعمان وفلسطين والكويت.

*****************************************************

دوري نجوم العراق الشرطة يقترب من حسم اللقب والجوية يتشبث بالأمل

متابعة ـ طريق الشعب

عزز فريق نادي الشرطة صدارته في ترتيب فريق نجوم العراق لكرة القدم بعد انتهاء الجولة الـ 35 برصيد 80 نقطة يلاحقه فريق القوة الجوية برصيد 75 نقطة ثم فريق الزوراء بالمركز الثالث برصيد 72 نقطة.

وحل فريق النجف في المركز الرابع برصيد 63 نقطة، يليه فريق زاخو بالمركز الخامس برصيد 62، ثم فريق دهوك بالمركز السادس برصيد 56 نقطة، ثم نوروز بالمركز السابع برصيد 51 نقطة.

وجاء فريق الطلبة بالمركز الثامن برصيد 49 نقطة، في حين حل فريق الحدود تاسعا برصيد 45 نقطة، أما في المركز العاشر يأتي فريق النفط برصيد 44 نقطة، وخلفه فريق نفط ميسان بالمركز الـ 11 برصيد 42 نقطة.

وفريق الميناء جاء في المركز الـ 12 برصيد 40 نقطة، في حين حل فريق الكهرباء بالمركز الـ 13 برصيد 39 نقطة، وفي المركز الـ 14 يأتي فريق أربيل برصيد 37 نقطة، ثم فريق كربلاء بالمركز الـ 15 برصيد 36 نقطة.

ويأتي فريق الكرخ بالمركز الـ 16 برصيد 35 نقطة، فيما حل فريق القاسم بالمركز الـ 17 برصيد 32 نقطة، ثم فريق نفط البصرة بالمركز الـ 18 برصيد 28 نقطة وفي المركز الـ 19 فريق أمانة بغداد برصيد 24 نقطة الذي اقترب من الهبوط وينافس بذلك فريق نفط البصرة لتقارب النقاط، وأخيرا نفط الوسط بالمركز الـ 20 الذي هبط رسميا إلى دوري الدرجة الممتازة برصيد 16 نقطة.

وبعد قيادة فريقه للانتصار على نفط ميسان بنتيجة 3-0 تم اختيار مدرب الميناء حسن أحمد المدرب الأفضل في الجولة 35.

كما اختارت اللجنة حارس مرمى الشرطة أحمد باسل الحارس الأفضل في الجولة للمستوى المتميز الذي ظهر عليه أمام فريق نفط البصرة التي انتهت لصالح الشرطة بنتيجة هدف دون مقابل.

بينما تم اختيار المحترف في صفوف زاخو المحترف الكولومبي داروين لوبيز اللاعب الأفضل في الجولة الخامسة والثلاثين بعد دوره الكبير في مباراة فريقه زاخو أمام فريق كربلاء التي جرت في ملعب الأول وانتهت بفوز زاخو بهدفين لهدف.

وتصدر لاعب القوة الجوية أيمن حسين، ترتيب هدافي فرق الدوري برصيد 26 هدفاً، وجاء في المركز الثاني لاعب فريق نادي الشرطة محمود المواس، برصيد 19 هدفاً، وفي المركز الثالث يأتي لاعب نادي نفط ميسان علاء الدين الدالي برصيد 18 هدفاً..

ويأتي ثلاثة لاعبين بالمركز الرابع ولكل منهم 16 هدفاً وهم إبراهيم توميو، من نادي نوروز، ومهند علي من الشرطة، وإبراهيم غازي من الحدود.

*****************************************************

أمين عباس يعزز صفوف العراق بالتنس

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للتنس، أمس السبت، عن اختيار اللاعب المغترب في سويسرا أمين عباس، للانضمام لصفوف المنتخب الوطني العراقي للتنس.

وقال رئيس الاتحاد سيف العكيلي، في حديث صحفي إن «الاتحاد أضاف المغترب أمين عباس، لصفوف المنتخب الذي يستعد للمشاركة في تصفيات كأس ديفيز كاب المؤهلة لكأس العالم والمقررة إقامتها في كمبوديا».

وأضاف أن «اختيار اللاعب المغترب جاء في ضوء الاختبارات التي أجريت له من قبل مدرب المنتخب الوطني أكرم مصطفى عبد الكريم، ومدرب اللياقة البدنية محمد رأفت السيد».

وبين العكيلي أن «اللاعب أمين سيكون إضافة جيدة إلى جانب زملائه ولا سيما أن المنتخب مقبل على بطولة دولية مهمة تقع ضمن تصفيات كأس ديفيز كاب المؤهلة لكأس العالم».

*************************************************************

إنكلترا وإسبانيا تبحثان عن عبور آمن إلى دور الثمانية في يورو 24

متابعة ـ طريق الشعب

ستكون مواجهة سلوفاكيا بمثابة بداية جديدة، أو نهاية لمشوار المنتخب الإنكليزي في بطولة كأس أمم أوروبا؛ حيث سيدخل فريق المدرب غاريث ساوثغيت المباراة، التي من المقرر أن تقام اليوم الأحد، وسط انتقادات عنيفة لأداء الفريق في دور المجموعات.

وتأهل المنتخب الإنكليزي لثمن النهائي بعد تصدره المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط، جمعها من الفوز على صربيا (1-0)، والتعادل مع الدنمارك (1-1)، والتعادل السلبي مع سلوفينيا.

ورغم تصدر المجموعة، لم يسلم الفريق من الانتقادات؛ حيث سجل هدفين فقط بدور المجموعات، ومقارنة بباقي المرشحين للفوز باللقب مثل ألمانيا (8 أهداف)، إسبانيا (5 أهداف)، البرتغال (5 أهداف)، فإن الفريق فشل في إقناع محبيه وجماهيره بقدرته على المنافسة على اللقب. ويضم المنتخب الإنكليزي العديد من النجوم وعلى رأسهم لاعب ريال مدريد جود بلينغهام، وهاري كين، قائد الفريق وهداف بايرن ميونخ إلى جانب أسماء شابة مثل بوكايو ساكا لاعب أرسنال، وفيل فودين جناح مانشستر سيتي، وديكلان رايس لاعب وسط أرسنال وأسماء تشارك للمرة الأولى مع المنتخب مثل كول بالمر مهاجم تشيلسي، وأنتوني جوردون لاعب نيوكاسل وغيرهم.

ويتحمل المدرب ساوثغيت، الانتقادات الأكبر بخصوص أداء فريقه في البطولة، خاصة مع عدم ثباته على التشكيل لاسيما في وسط الملعب، حيث أصر على إشراك ترينت ألكسندر أرنولد، مدافع ليفربول في خط الوسط إلى جانب رايس وبلينغهام، وهي تجربة لم تنجح في مواجهة صربيا.

وإلى جانب الأداء السيء للفريق، يخشى الإنكليز تكرار سيناريوهات الماضي، حيث مر الفريق بمرحلة مشابهة في نسخة عام 2016 بفرنسا تحت قيادة روي هودجسون، حينما خرج من دور الستة عشر.

وحقق المنتخب السلوفاكي التأهل لدور الستة عشر للمرة الثانية في تاريخه، بعدما احتل المركز الثالث في المجموعة الخامسة بالبطولة.

ويعول الفريق السلوفاكي على الكثير من العناصر الموجودة في صفوفه إلى جانب سكرانز ودودا، حيث يبرز اسم المدافع ميلان سكرينيار، لاعب باريس سان جيرمان، ومارتن دوبرافكا، حارس نيوكاسل، وستانيسلاف لوبوتوكا، لاعب وسط نابولي.

يستضيف ملعب كولن مواجهة بين إسبانيا وجورجيا.

وتأهل المنتخب الإسباني إلى دور الستة عشر بعد تصدره المجموعة الثانية، والتي ضمت إلى جانبه إيطاليا وكرواتيا وألبانيا. ورغم صعوبة المجموعة والتي تم وصفها بمجموعة الموت، نجح المنتخب الإسباني في تحقيق فوز رائع في بداية مشواره على حساب كرواتيا 3-0، قبل أن يفوز على إيطاليا وألبانيا 1-0.

على الجانب الآخر، حقق منتخب جورجيا تأهلا تاريخيا لدور الستة عشر في أول ظهور له في تاريخه بالبطولة، حيث احتل المركز الثالث في المجموعة السادسة والتي ضمت البرتغال وتركيا والتشيك.

ويعد المنتخب الإسباني المرشح الأوفر حظا، ليس فقط للفوز على جورجيا، ولكن للتتويج باللقب، عطفا على الأداء الرائع الذي قدمه في دور المجموعات، وتألق مجموعة من أبرز لاعبيه، رغم الانتقادات التي وجهت لمدربه لويس دي لافوينتي قبل انطلاق البطولة.

ويسعى منتخب إسبانيا إلى استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ نسخة عام 2012، وتحقيق اللقب للمرة الرابعة في تاريخه، حيث سبق له الفوز باللقب، إلى جانب النسخة المذكورة، في عامي 1964 و2008.

على الجانب الآخر، يدخل المنتخب الجورجي المواجهة وليس لديه ما يخسره، خاصة وأن تأهله يعد تاريخيا بالنظر إلى المشاركة الأولى له في تاريخه بالبطولة.

***********************************************************

وقفة رياضية.. أهمية القيادات الرياضية ودورها في المحافظات

منعم جابر

لا يمكن ان تنهض رياضة الوطن دون حيوية ونشاطات الاتحادات الرياضية في كل محافظات ومدن الوطن لأن المواهب والكفاءات الرياضية توجد في المحافظات والمدن العراقية ولا يقتصر وجودها في العاصمة بغداد، فلو راقبنا أبطال الرياضة والمبدعين والموهوبين لوجدناهم في كل المدن العراقية في الحواضر والريف، لهذا نجد مجالات الإبداع تتطلب البحث والهمة والجرأة. ولما كانت الأندية الرياضية والمدارس والشباب ولكلا الجنسين متواجدين في كل المدن العراقية فعلينا ان نعمل ونبحث في كل المجالات عن المواهب (والكنوز) الرياضية لرعايتهم والاهتمام بهم. لذا نجد أن (المادة الخام) للرياضيين توجد في كل المدن والمحافظات وما علينا سوى البحث (والتنقيب) لاكتشاف هذه (الكنوز الرياضية) في الأرض العراقية، فعلينا ان نبحث ونجتهد من خلال المدارس ومراكز التدريب والفرق الشعبية والأندية الرياضية ومنتديات الشباب، ويومها نتعرف ونكتشف الكفاءات والمواهب ونعمل على تطويرها ورعايتها. وعلينا ان نهتم بالقيادات الرياضية في هذه المدن والمحافظات لرعايتها وتوجيهها وتشجيعها ونفتح أمامها الآفاق الرحبة والواسعة لأن دورها لا يتكامل وينجح إلا من خلال الدعم والإسناد وتقديم الحوافز لهذه القيادات الرياضية التي تشكل الأساس المتين لرياضة الوطن. وعلينا أن نركز جهودنا ودعمنا للعاملين في القيادة الرياضية والرياضيين في المحافظات والمدن العراقية وخاصة قيادات الأندية الرياضية لأنهم الشريحة الأهم في القطاع الرياضي وكذلك مدرسي ومعلمي التربية الرياضية لدورهم وأثرهم في نشر الوعي الرياضي في المدن والمحافظات بشكل خاص. وهؤلاء المبدعون يكون تأثيرهم كبيرا في الساحة الرياضية، ويمكن بروز بعض الأبطال والموهوبين في هذه المدن بسبب مواصفات جسمانية وقدرات بدنية عالية كما حصل ويحصل في قضاء بدرة الحدودي في وجود أبطال يمتلكون قدرات وامكانيات جسمانية في رفع الاثقال، وهكذا في الكثير من الألعاب الرياضية. وعلينا ان نهتم بهذه المواهب والقابليات لغرض رعايتها وهذا ما يفعله الكثير من بلدان العالم لامتلاكها الكشافين والخبراء بكل الألعاب للمساهمة في التعرف على المواهب واكتشافها وتسليمها للمعنيين من العاملين في الساحة الرياضية. وبهذا العمل الكبير نقدم لرياضتنا خدمات جليلة ونحقق من خلال نشاطنا الرياضي هذا خدمة كبيرة للرياضة وللوطن.

أحبتي يا قادة الرياضة والألعاب، إن عملكم اليوم هو عمل مضاعف ودوركم هو من أجل تحقيق نهضة رياضية لتجاوز الماضي الرياضي البائس والعمل من أجل تحقيق الحلم الأولمبي بالحصول على ميدالية أولمبية تكون شقيقة لميدالية البطل الأولمبي عبد الواحد عزيز التي أحرزها في دورة روما الأولمبية عام 1960 أي قبل خمسة وستين عاماً خاصة أن الدعم المادي والمعنوي اليوم صار منهجاً وبرنامجاً اعتيادياً وحققنا مادة دستورية أقرت أن ممارسة الرياضة وألعابها وتوفير مستلزمات ولوازم الرياضة هي من مهمات الدولة العراقية الحديثة.

إن الاهتمام بقيادة رياضة المحافظات وأنديتها هو الواجب الأهم لمجالس محافظاتنا ولجانها الرياضية وعلى قادة الأندية والمؤسسات الرياضية المدرسية والشبابية أن تنشط وتؤدي واجباتها بالشكل المطلوب. عندها سنؤسس لرياضة في المحافظات والمدن العراقية ونقدم للعاصمة خبرة أبطالها ومبدعيها.

***********************************************************

الصفحة العاشرة

أشباه البروليتاريا  والحراك الاجتماعي والماركسيون المزعجون

رشيد غويلب

دي هنتر كاتب ومقدم برامج، منذ عقدين ينشط في التنظيمات المناهضة للرأسمالية. عاش سابقا متشردا وخارج على القانون. وبعد سنوات عديدة يعيش حاليا في مانشستر ويقوم بكتابة أطروحة دكتوراه حول تأثير البيض والذكورية على مقاومة الطبقة العاملة.

ينتمي هنتر الى „الأيرلنديون الرحل”، وهي مجموعة ثقافية عرقية. في السابق، كان “الرحل” يعيشون في مشاعات، ملكيتها مشتركة ويديرها مجتمع القرية، كما كانت تعيش المشاعات سابقا. وتعد ثقافتهم، وهي الثقافة التي ينتمي اليها هنتر، استمرارا لهذا النمط في نواحٍ عديدة. الدولة البرجوازية تجعل بفعل قوانينها، نمط الحياة هذا أكثر صعوبة، وتقيده بشكل متزايد بطريقة رأسمالية. نشرت جريدة “نويز دويجلاند” الالمانية اليسارية في 11 آب 2023، حوارا مع “دي هنتر” تحدث فيه عن دور تجارب التهميش والقمع في العمل السياسي. وما الذي يعنيه مفهوم “اشباه البروليتاريا” وعلاقته بالحراك الاجتماعي والماركسيين المزعجين. فيما يلي عرض لاهم الموضوعات الفكرية التي تضمنها الحوار.

الموقع الطبقي

غالبا ما يرتبط الرحل بـ “البروليتاريا الرثة”. ومع وجود استثناءات عرفوا طريقهم إلى الطبقة العاملة المحترمة. بل إن بعضهم دخل مجالات إنتاج المعرفة، سواء في الأوساط الأكاديمية أو غيرها. الاغلبية الساحقة من الرحل تنتمي الى الفئات الدنيا من الطبقة العاملة ويتم استبعادهم أكثر بسبب العنصرية. هناك تناول خاطئ لمفهوم ماركس عن البروليتاريا الرثة، مفاده ان المجموعات السكانية التي تضمن بقاءها على الحياة كفئات دنيا من الطبقة العاملة، تعد قوى غير محسوبة في الصراع الطبقي ومخربة له. وجهة النظر الاجتماعية هذه، تمثل إشكالية شوفينية إزاء الفقر الذي تنتجه الرأسمالية، لهذا يعتبر هنتر الماركسيين الأرثوذكس مزعجين، لرفضهم الاعتراف بالطبيعة الإشكالية لمفهوم “البروليتاريا الرثة”، التي لا يرون فيها أي إمكانية ثورية في الصراع الاجتماعي. ويرى أن هذا الموقف الإشكالي متجذر في هشاشة موقف سياسي قائم على التشبث بتفسير مبتذل ومبسط لعمل ماركس.

مفاهيم

في منهجية كتابه الاخير يستخدم هنتر الى جانب المفاهيم الماركسية مفاهيم أخرى: auto-ethnography (الإثنوغرافيا الذاتية، منهج وصفي لبحث التجربة الذاتية)، Queer narrative (السرد الكويري- الغريب غير المألوف)، Critical Whiteness (البياض الناقد، مفهوم مناهض للعنصرية)، abolitionism (الاستبعاد، حركة مناهضة للعبودية).

يرى هنتر أن فكرة استخلاص استنتاجات سياسية مبنية على النظرية فقط ليست فكرة غبية تماما، ولكنها متهورة، وغير مدروسة إلى حد ما، وربما غير مناسبة. ومن المهم الجمع بين النظرية والممارسة، والجمع بين الأمرين في مناقشات مشتركة أكثر أهمية. لقد غير هنتر تفسير تجاربه وفقا للسياقات الحياتية والسياسية المختلفة التي مر بها، وبمرور الوقت طور فهما أكثر دقة لها.

ان الممارسة السياسية هنا تعني العمل داخل البرلمان وخارجه، من ناحية، ويمكن للتجربة المعاشة، أن تكون رؤية مهمة، وتحديا قيما للطريقة التقليدية في ممارسة السياسة، سواء في الحركات الاجتماعية أو في المجتمع السائد. ومن ناحية أخرى، يمكن أيضا احتواء التجربة المعاشة وتصبح ذريعة. وربما يكون من المفيد أكثر أن يقوم أصحاب تجارب حياتية مهمشة بتفكيكها والتفاعل معها بشكل نقدي وتطوير إطار سياسي على أساسها.

إشكالية التضامن

يواجه مجتمع المهمشين مثل “الأيرلنديون الرحل” صعوبة في بناء شبكات التضامن، مقارنة بالتضامن بين الفئات الوسطى. والمقصود هنا الفجوة بين الفئات الوسطى اليسارية البيضاء و”الجماعات الرثة”.  وهنتر يكتب عن هذه الفجوة، في محاولة لممارسة التضامن التفاعلي، وبناء علاقات الرعاية، وتطوير ممارسات المساعدة المتبادلة، واستيعاب أن الأمر يستغرق وقتا، وأنك سوف تفشل مرات عديدة، وعليك المحاولة مجددا. وهذه الرؤية مفقودة إلى حد كبير عند اليسار في المملكة المتحدة. في كثير من الأحيان تجري المحاولات، وتنتهي بالفشل، وتختفي مرة أخرى وربما لعدم وجود تفاهم. تقرر الجماعات اليسارية بعدها، أنه ليس من الملائم سياسيا وليس هناك ضرورة ملحة، التعامل مع أناس من فئات أخرى.

ان الوضع العالمي الراهن مريع حقًا ولا تحسن يلوح في الأفق، ولهذا فمن المنطقي أن تركز الجهود بشكل أكبر على بناء الألفة والرعاية والتضامن وعلى الأمل في سد الفجوات الطبقية، بما في ذلك الفجوات الثقافية، بطريقة لا تعزز منطق العقاب المتأصل في الرأسمالية، والذي يحدد الطريقة التي نعيش بها، وبالتالي يصعب تجنبه.

كيف يصبح اليسار فاعلا؟

من المؤكد أن الهدف هو جعل وسائل الإنتاج ملكية مجتمعية. ولكن في الطريق إلى هناك، لا بد أولا، من اتخاذ خطوات أخرى. ربما تكون النقابات في بريطانيا الآن أقوى مما كانت عليه قبل عشرين عاما، ولكنها لا تزال على بعد أميال مما كانت عليه قبل أن تقوم تاتشر وشركاؤها بتفكيكها. ويتعين على اليسار أن يبني قاعدة، ليس فقط في قطاع واحد، بل في قطاعات متعددة، وهذا يشمل الذين يعيشون على هامش رأس المال والصناعة. وهذا هو المقصود بممارسات التضامن والرعاية: بناء العلاقات والشبكات، بطريقة لا تتجاهل الفعل السياسي للأكثر تهميشا. وبمجرد أن يصبح هذا الأمر أكثر تقدما، فإن المنظمات التي ترغب في إلغاء الرأسمالية ستكون قدراتها  أكبر للقيام بذلك. لكنها إذا لم تقم ببناء أساس وتطور قدراتها الذاتية، فأنها تحاول القيام بشيء غير مستعدة له إطلاقا.

خلال ذروة الليبرالية الجديدة من السبعينيات وحتى التسعينيات، جرى تمزيق النقابات العمالية في بريطانيا، وكان هذا حال عموم الطبقة العاملة. ومنذ ذلك الحين، لم يتم التفكير في كيفية إعادة البناء. وبدلا من ذلك، افترض اليسار الاستمرار على نفس المنوال، وكأن السياق ظل على حاله وأن الأساليب ليست بحاجة إلى تغيير. ناهيك عن كيفية النظر الى الانتصارات السابقة، التي قيمت على انها مرضية. لقد أصبح قوام اليسار أقل، وأصبح الانقسام أكثر قسوة. وعندما يخسر اليسار، يقول “لقد خسرنا مرة أخرى”، ويشكو الجميع من عدم حضور الآخرين وعدم وجود ما يكفي من اليساريين. وكأن الامر لم يكن واضحا تماما! ان هناك تصورا لدى عدد من المنظمات اليسارية مفاده أن “الطبقة العاملة” يجب أن تكون حاضرة لأن اليسار يأمرها بذلك، وإذا لم تفعل، فهي تفتقر إلى الوعي الطبقي وليس بسبب ضعف اليسار.

تحولات

لقد حدثت تغيرات في التركيبة الطبقية، نتيجة تغيرات في بنية السلطة الرأسمالية، وطنيا وأمميا. قبل 150 عاما، كانت الطبقة العاملة الصناعية، في المملكة المتحدة، كتلة ضخمة متراصة، ولكن كان هناك قسم صغير من السكان يجري استبعاده، لأسباب مختلفة، من العاملين بأجر. ثم تطور نوع من طبقة متوسطة، سواء أردنا أن نسميها طبقة متوسطة أم لا. ومع مرور الوقت، نمت الفئات الوسطى بشكل أكبر. وانفصل البعض من الطبقة العاملة وأصبحوا جزءا من البرجوازية الصغيرة. تم عزل البعض من الفئات الدنيا من الطبقة العاملة وأجبروا على الانضمام إلى “أوساط السكان الرثة”. وفي الثمانينيات والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، نمت الفئات الوسطى بشكل أكبر، لكنها تقلصت في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة. وبعضها الآن جزء من الطبقة العاملة، والعديد منهم انضموا إلى البرجوازية الصغيرة، سواء كان ذلك في الشكل التقليدي للشركات الصغيرة أو في الشكل الجديد للصناعات الإبداعية وإنتاج المعرفة. ربما تكون هذه هي الطبقات الأكبر في الوقت الحالي. ان بريطانيا تكافح اقتصاديا، والفئة الوسطى تتفتت، ولا تستطيع الحفاظ على أعدادها الحالية، لذلك يتم طرد الناس ووضعهم حرج وغير مستقر. لقد ذهبت كل الوعود المتعلقة بالملكية والوظائف الرائعة بالنسبة لأغلبية العاملين بأجر. وهذا يخلق ضغطا من الأسفل ويدفع المزيد والمزيد من أوساط الطبقة العاملة إلى “الوضع الرث”. ان الذين يعملون بعقود مؤقتة في قطاع الأجور المنخفضة يضطرون إلى المغادرة. ثم هناك الذين يتعرضون للاضطهاد، لأنهم مهاجرون او معوقون.

من الخطأ النظر إلى الطبقة على أنها أبدية. والسبب وراء قبول أسطورة الأفضلية هو بعض الحراك الطبقي، حيث يصعد بعض الأفراد إلى أعلى ويهبط آخرون إلى أسفل، والتركيبة الطبقية تتغير تبعاً لذلك. وهذا يجعل الأمور مربكة للغاية. هناك من يعمل في سياق الفئة الوسطى، ويمارس  زملاؤه أدوار البرجوازية الصغيرة الجديدة، ويأتي معظمهم من الفئة الوسطى. فهل هم في نفس القارب؟ هل مصالحهم واحدة؟ هل هناك ما يكفي من القواسم المشتركة لتنظيمهم، وماذا يحدث عندما يقومون بضم الذين تربطهم بهم صلة قرابة طبقية؟ كيف تبدو هذه المنظمة؟ يتحدث الماركسيون الدوغمائيون عن “طبقة عاملة عظيمة”، وهذا أمر رائع ولكنه عديم الفائدة عندما يتعلق الأمر بالتنظيم الأساسي لخوض المواجهات المباشرة .

ان هناك قواسم مشتركة لا ينبغي التركيز عليها فورا، ولا ينبغي تجاهل الاختلافات القائمة، بل يجب التعامل معها. ان مشكلة التمييز على أساس الجنس والعنصرية في النقابات في المملكة المتحدة قائمة: لقد كان هناك دائما تقليل من شأن هذه القضايا، وكان دائما يقال “دعونا نجد أرضية مشتركة للجميع”، ولكن في كل مرة لا يتم اهمال بعض التجارب المحددة فقط، بل أيضا الظروف التي أنتجت هذه الحقائق العنصرية أو الجندرية.

لذا يتعين التعامل مع الاختلافات والتوترات قبل التمكن من بناء قوة يمكن من خلالها إيجاد أرضية مشتركة.

سياسة الهوية، التي من المعروف انها غير متجانسة والسياسة الطبقية لا يعملان بشكل منفرد.

ويجب الجمع بينهما في إطار عملية تكاملية، تجعل الحركة (اليسار) اقوى، عندما يتم التعامل مع كلا المفهومين في نفس الوقت، وفهمهما كأشياء متشابكة وليس كخطابات متنافسة. ولكن الأقلية داخل اليسار تتبنى هذه الرؤية.

***************************************************************

الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق وإشكالياته الكبرى .. السمات الأساسية للاقتصاد الريعي في العراق

د. صالح ياسر

يضع تحليل تطور الاقتصاد العراقي انطلاقاً من مفهوم الريوع النفطية أرضية الاقتصاد السياسيّ كتفسير أساسي لعدم تحول البلاد، بالرغم من الموارد الكبيرة، من دولة استبدادية إلى دولة ديمقراطية عصرية. وفي هذا السياق يمكن طرح العديد من الاسئلة من بينها: ما هو السبب ( أو الأسباب) الذي جعل (أو جعلت) التشكيلات السائدة في بلادنا، والتي قطعت أشواطا بعيدة في دولَنة etatisation الاقتصاد وحققت الاستقلال السياسي منذ عدة عقود، عاجزة تاريخيا في مواجهة مسألة الديمقراطية، وبالتالي إعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية الداخلية وبما يسمح بخلق الشروط لتبلور المجتمع المدني وفك الاشتباك بينه وبين المجتمع السياسي، الدولة؟

ان ضعف المكون الديمقراطي وعدم التمكن من بناء الديمقراطية وحالات الاستعصاء السياسي التي تمر بها البلاد منذ 9/4/2003، وقبلها ايضا وان اختلفت الظروف، ناجم عن جملة عوامل من بينها طبيعة الاقتصاد باعتباره اقتصادا يقوم على الريوع النفطية بدل الإنتاج مما يحول البنية السياسية فيها الى الطبيعة التوزيعية التى لاتفرض مشاركة حقيقية للسكان وبالتالى يمكن الاستغناء عن العملية السياسية الحقيقية باستبدالها بنوع من التحالفات التقليدية باعتماد قواعد التوافق السياسي التى توفر نوعا من الاستقرار النسبي الشكلي بفعل انصبه التوزيع الريعية.

ولابد من الإشارة بداية، الى تباين نسب مساهمة القطاعات الاقتصادية في توليد الناتج المحلي الاجمالي عبر مسيرة التنمية في العراق. إلا ان هذا التباين رافقته حقيقة ثابتة تتمثل بتبوء قطاع النفط والتعدين والمقالع أعلى نسبة في توليد الناتج المحلي الاجمالي مع تذبذب نسب الارتفاع ارتباطا بالظروف السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية غير المستقرة التي مرت على البلاد. ونتيجة ارتفاع اسعار النفط في اوائل السبعينات من القرن الماضي فقد ارتفعت حصة القطاع النفطي في الناتج المحلي الاجمالي من 32 في المائة في عام 1970 الى 64.5 في المائة عام 1979 مقابل 14.1 في المائة لقطاع الزراعة، 1.3 في المائة لقطاع الصناعة التحويلية و 16.1 في المائة لقطاع خدمات التنمية الاجتماعية. وبعد عام 2003 تأثرت مساهمة القطاعات الاقتصادية في توليد الناتج المحلي الاجمالي بالأحداث السياسية والاقتصادية التي مرت على البلاد خلال هذه المرحلة، فقد ارتفعت نسبة مساهمة قطاع النفط الخام والتعدين والمقالع من 59.9 في المائة عام 2003 الى 85.8 في المائة عام 2007، مما يؤشر الى تزايد هيمنة قطاع النفط في تكوين الناتج المحلي الاجمالي وتراجع دور القطاعين الزراعي والصناعي اللذين لم تتجاوز نسبة مساهمتهما عن 9.2 في المائة و 2.3 في المائة على التوالي في عام 2007 .

وفي عام 2009 شكلت الصناعات الإستخراجية (نفط وغاز ومعادن) 75.6 في المائة من إنتاج القطاعات الإنتاجية و42 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي. اما في عام 2011 فقد شكلت 76.0 في المائة و 52.2 في المائة على التوالي. اما خلال الفترة 2014 – 2021 فقد بلغت حصة القطاع النفطي –كمتوسط – حوالي 60 في المائة  .

ان الارقام اعلاه تبيّن مدى تبعية الاقتصاد العراقي للمصدر الريعي للثروة.

ثمة مؤشر آخر يدّل على ريعية الاقتصاد العراقي، ونقصد بذلك تنامي قطاع الخدمات على حساب القطاعات الأخرى. فقد سجّل هذا القطاع عام 2009 ما يوازي 30.3 في المائة من الناتج الداخلي في حين ارتفع الى 30.6 في المائة عام 2011 . ويبدو أن قطاع الخدمات أصبح يميل أكثر للمصادر الريعية كما أن طبيعة تلك الخدمات أصبحت تجني الريع بدلا من القيمة المضافة للناتج القومي. فالممارسات الشائعة في قطاع التجارة والمضاربات المالية والعقارية أصبحت السمة الطاغية على النشاط الخدماتي. فقد شكلت حصة ملكية دور السكن 12.3 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي في عام 2009 و 11.9 في المائة في عام 2011. اما في عام 2020 فبلغت النسبة 7.36 في المائة.

هذا مع العلم ان نسبة مساهمة الانشطة الخدمية في الناتج المحلي الاجمالي بدون النفط خلال الفترة 2011 – 2019 تراوحت بين 41.3 في المائة و 49.6 في المائة علما انها بلغت 47.0 في المائة في عام 2019.

المؤشر الثالث لريعية الاقتصاد العراقي هو دور الدولة الإنفاقي كمحرّك أساسي للاقتصاد الوطني. لقد بلغت مستويات الإنفاق العام لعام 2011 ما يوازي 70.7 في المائة من الناتج المحلّي الاجمالي في حين ارتفعت الى 79.3 في المائة في عام 2012، أي ان  إنفاق الدولة يساهم بما يقارب أربعة اخماس العجلة الاقتصادية. ومن المعلوم ان إنفاق الدولة يساهم في رفع المداخيل عبر عامل المضاعف الاقتصادي economic multiplier . وبما أن موارد الدولة تأتي أساسا من العوائد النفطية فإن الطابع الريعي يتأكد أكثر فأكثر وهذا ما تشير اليه المعطيات الاحصائية. فمثلا شكلت الايرادات النفطية 98.6 في المائة من الإيرادات العامة والمنح في عام 2011 وفي عام 2012 بلغت 97.9 في المائة واستمرت بالتذبذب صعودا وهبوطا الى ان بلغت86.2 في المائة. علما ان متوسط حصتها في اجمالي الايرادات العامة والمنح خلال الفترة 2011 – 2020 قد بلغ حوالي 80 في المائة. في حين بلغت نسبة الايرادات النفطية الى الناتج المحلي الاجمالي خلال نفس الفترة 41.4 في المائة كمتوسط.

ومن الجدير بالذكر إنه ومنذ تأسيس الدولة العراقية في 1920 ولغاية سقوط النظام الدكتاتوري في 2003 بلغت العوائد النفطية بحدود 270 مليار دولار، في حين  بلغت الايرادات النفطية للعراق خلال 10 سنوات (2011 –2021) فقط 764.8 مليار دولار. هذا مع العلم ان الإيرادات الضريبية كانت ضئيلة للغاية خلال نفس الفترة.

من خلال هذه الأرقام يتبين لنا بان الإقتصاد العراقي يعتمد اعتمادا شبه كلي على قطاع النفط لتمويل مشاريعه التنموية والتشغيلية وبالتالي فإنه يبقى رهين تقلبات سعر هذه المادة الإستراتيجية في السوق العالمية.

***************************************************************

ابن خلدون .. في «ذاكرة العالم»

نور الدين بالطيب

أطلق عدد من المؤرخين والاختصاصيين في علم الاجتماع من تونس ودول أخرى من بينها إسبانيا وتركيا حملة لتسجيل «المقدمة» لابن خلدون (1332-1406) ضمن برنامج «ذاكرة العالم» الذي ترعاه اليونسكو، بهدف تخليد أثره ضمن التراث الفكري الإنساني بصفته رائداً لعلم الاجتماع أو ما سُمّي «علم العمران البشري». وابن خلدون، الذي ولد في تونس وتنقل بين الجزائر والأندلس والشام ومات في مصر، عاش في ظل الدولة الحفصية التي حكمت تونس حوالى أربعة قرون (1228-1574) وكان شاهداً على تحولات الحكم وسقوط الممالك وعلى الوباء الجارف الذي هزّ شمال أفريقيا. وقد استخلص من تجربته نظرية صعود الحضارات وأفولها بسبب الفساد وغياب العدل والحكم الرشيد.

وقال عبد الحميد الأرقش، أحد أعضاء «الهيئة الجامعية الدولية» لـ «الأخبار» بأن المبادرة «فكرة قديمة جديدة، نشأت في سنة 2017 عندما كنت أشغل منصب مدير عام التراث في وزارة الثقافة، فسجل «ذاكرة العالم» يشمل الأعمال الفكرية التي طبعت التاريخ الإنساني، وابن خلدون، خصوصاً كتابه «المقدّمة»، ذو أبعاد كونية تأسيسية لعلم جديد وهو يشكل جزءاً من تاريخنا ورمزاً من رموز نهضتنا الفكرية والعلمية. لذا تسجيله يصبح مهمة وطنية متميزة». وكشف أن «سجل «ذاكرة العالم» يشتمل على حوالى 450 بين مدونات أرشيفية ومخطوطات ووثائق وخرائط وليس للعالم العربي فيها سوى اثنين في المئة بينما تهيمن أوروبا الغربية على هذا السجل بنسبة تبلغ حوالى 45 في المئة. وهذا لا يتناسب مع ما قدمته الحضارة العربية للفكر الإنساني والغربي. فعلماء العرب والمسلمين مثلوا تاريخياً الجسر الذي انتقلت عبره العلوم اليونانية والفلسفة والعلوم الطبية إلى أوروبا في بدايات عصر النهضة. وهذه الحقائق تدرّس في جامعات العالم الغربي ذاته، ولا ينكرها أحد. هناك أسماء عدة لها مكانها الطبيعي في سجلّ «ذاكرة العالم» من ابن سينا إلى الفارابي وابن رشد وابن خلدون وغيرهم».

في هذا السياق، جُمعت نسخ من مخطوط «المقدمة» في أنحاء العالم. كما أقيم معرض في تونس، على أن يُنظَّم آخر في باريس وندوة فكرية حول الأبعاد الكونية لفكر ابن خلدون. لكن الخطوة الأساسية للوصول إلى تسجيل «المقدمة» ضمن «ذاكرة العالم»، يجب أن تتبناها مؤسسات رسمية سواء في تونس أو غيرها من البلدان التي عاش فيها ابن خلدون إلى جانب تونس مثل الجزائر ومصر التي توفي فيها. علماً أن النخب التونسية تنبهت إلى أهمية ابن خلدون منذ القرن التاسع عشر، إذ تأسست جمعية «الخلدونية» التي تلعب دوراً بارزاً في نشر الفكر الإصلاحي والتنويري في تونس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الأخبار» اللبنانية – 15 حزيران 2024

*****************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد الشاعر شاكر لعيبي

الشاعر العراقي المغترب شاكر لعيبي، يواصل عطاءه في نشر نصوصه ومقالاته وترجماته في “طريق الشعب” و “الثقافة الجديدة” و “الطريق الثقافي”، وقد اصدر مؤخراً ترجمة لكتاب “مدخل لبنية الشعر المعاصر”. تأليف جان كلود بانسون. كما اصدر كتاب “رواد قصيدة النثر في العراق” وقام الناقد إسماعيل إبراهيم عبد بإصدار كتاب خاص عنه بعنوان “شاكر لعيبي/ سيرة ذاتية في الشعر” اصدار: دار خطوط وطلال.

محور

“شكلت ثورة 14 تموز 1958 تحولاً اساسياً في تاريخ العراق، وباتت عيداً وطنياً للشعب العراقي. الآن.. يجري تغييب هذا العيد الحي في ذاكرة العراقيين! ان هذه الثورة العظيمة ستظل راسخة في مسيرة شعبنا، لذلك آثرنا ان نقدم هذا المحور في الصفحة الثقافية، وسننشر ما يردنا تباعاً”

المحرر الثقافي

*********************************************************

ثورة الرابع عشر من تموز في مرآة الثقافة العراقية

فاضل ثامر

مع أن ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ، هي ثورة وطنية شاملة جاءت لتلبي مصالح الشعب العراقي ومطالبه طيلة أربعين عاماً من الحكم الملكي المقيد بمعاهدات واتفاقيات استرقافية ذات طابع استعماري، فيه اليد الطولى لبريطانيا وسفيرها في بغداد، لادارة  دفة السياسة العراقية، الا أن الثقافة العراقية وجدت في هذه الثورة الوطنية المنقذ الحقيقي لها من التعسف والاضطهاد والخنق ومصادرة الحريات الفكرية ، وحرية التعبير الذي كانت تفرضه سلطات الأمن والمخابرات آنذاك. ولذا فقد جاءت هذه الثورة لتزيح هذا الكابوس الثقيل عن كاهل المثقفين والثقافة العراقية، وتطلق العنان للأصوات الحبيسة والمقيدة بسلاسل الرقابة والتابوات وتفتح الطريق أمام المثقفين لتشكيل تنظيماتهم واتحاداتهم ونقاباتهم الثقافية المهنية، فكان أن تأسس لأول مرة في تاريخ العراق اتحاد للادباء والكتاب العراقيين عام 1959 ، برعاية شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري، كما تأسست و للمرة الاولى ايضاً  نقابة للصحفيين وأخرى للفنانين، فضلاً عن عشرات من تنظيمات المجتمع المدني والمنظمات الثقافية والاجتماعية والانسانية. وقد راح المثقفون والكتاب يبحثون عن مخطوطاتهم وكتاباتهم التي خبأوها خوفاً من العسس والمخبرين، وبدأوا بإعادة نشرها، كما راحوا يبحثون عن من غيبهم النظام من الكتاب بسبب مواقفهم الفكرية ومنهم القاص  عبد الرزاق الشيخ علي الذي اختفى فجأة بعد خروجه من السجن  عام 1957 ، ونشرت ايضاً الكثير من الكتابات التي كتبها السجناء في سجونهم.

ويمكن القول بكل ثقة ، بأن حالة من الانتعاش  قد اجتاحت الأدب والثقافة والمسرح والفنون التشكيلية، وانجز خلالها الفنان الكبير جواد سليم نصب الحرية والفنان فائق حسن لوحة ساحة الطيران السيراميكية، وسلسلة من لوحات محمود صبري عن شهداء الجزائر ، فضلاً عن أعمال فنانين كبار أمثال خالد الرحال وكاظم حيدر وشاكر حسن آل سعيد وخالد الجادر ، وحافظ الدروبي، وكتب خلال تلك الفترة الشاعر الكبير مظفر النواب أجمل قصائده “ الريل وحمد” التي فتحت الطريق أمام تطور الشعر الغنائي الشعبي، ووضعه على سكة الحداثة الشعرية، وقد انتعشت خلال هذه الفترة حركة البحث العلمي والدراسات الفكرية والسياسية، كما ازدهرت الصحافة العراقية وتنوعت اتجاهاتها ومدارسها ومستوى تصميمها واخراجها، وكانت هذه الصحافة تولي اهتماماً خاصاً للثقافة والادب والفن وتفرد صفحات يومية وأسبوعية منظمة لها، حتى يمكن القول أن هذه الفترة كانت بمثابة عرس كرنفالي حقيقي للثقافة العراقية.

ومازلنا الى اليوم مدينون لثورة تموز التي عمقت الاتجاه الانساني والاجتماعي في الثقافة، وشجعت الاتجاهات الجديدة والتجريبية للادباء والكتاب والفنانين الشباب والهمتهم هذا النسغ الانساني والديموقراطي للثقافة العراقية المعروفة بانحيازها للانسان والعدالة والحرية.

ثورة تموز هي القنديل الذي اضاء عتمة ليل طويل امتد لمدة اربعة عقود من الحكم الملكي واربعة قرون من الاحتلال العثماني، وهي بمثابة بروميثوس الذي قدم شعلة النار والمعرفة للشعب العراقي وللثقافة العراقية: ولذا فهي جديرة بأن تكون عيداً وطنياً، متجذراً في الوجدان الشعبي لشعبنا العراقي، لأنه لا بديل عنها، وهي لهذا الضوء الساطع الذي قاد شعبنا  ليحتل هذه المكانة والآفاق المجد لثورة تموز العظيمة ومنجزاتها وللابواب التي فتحتها لشعبنا وللثقافة العراقية.

************************************************************************

(التأويل التفكيكي) وتعدد الاتجاهات

علاء حمد*

يعتمد التفكيك على الهدم والبناء، وكذلك على نسف النصوص التي تعاني من هبوطها، لذلك لو دخلنا إلى التأويل ومن ثمّ التفكيك، فسوف نكون في منطقة من المعاني العميقة والهياكل السيميائية المتغيرة بواسطة نصّ الكلمات، فالكلمة نصّ مركّب يعتمد الرمزية والتي تجذب الأشياء من خلال التصوّرات ومن ثمّ مقارباتها، لذلك فالأشياء البعيدة تغدو أمامنا صغيرة، والأشياء القريبة تبدو أمامنا كبيرة ومن هنا، جاءت تسمية المنظور الشيئي. وهي إحدى حالات الفنّ والفنّ التجريدي وكذلك الفنّ الكلاسيكي الذي يعتمد على منظور الأشياء وتعامدها، ويكون التعامد (كلّ شيء عمودي في الطبيعة ينقل عمودياً على اللوحة)، ومن خلال هذه الأمثلة تتعيّن أمامنا المقاربات الفنية والتي لها الركائز في تثبيت المعاني أو نسفها في حالة التشييد والبناء وهنا، تختلف الحالة بين الهدم والبناء. في المنظور التفكيكي هناك جزء معتمد ضمن فلسفة الاختلاف، ولكن بما إنّنا في موضوع التأويل، فأنّنا في الوقت نفسه ننقاد إلى الدوال، وأهمها الدال المملوء الذي يتقبّل التأويل، وكلّ دال لا يتقبّل التأويل يعد من الدوال الفارغة، لذلك لو نظرنا إلى العالم فسوف نرى أنّه يشكّل النصّ الكبير (فإنّ هذا العالم الذي تغزوه الذاتيات ويحكمه مبدأ التدليل الكوني، ينتج انزلاقات « دلالية « لا تتوقف، ومن ثمّ فأنّه يحيل إلى أيّ مدلول. فما دام مدلول كلمة أو شيء ليس سوى كلمة أخرى أو شيء آخر، فإنّ أيّ شيء ليس سوى إحالة مبهمة إلى شيء آخر. ولهذا السبب، فإنّ مدلول نصّ ما قضية لا أهمّية لها، والمدلول النهائي سرّ يستعصي على الإدراك. « 1 «). يتبنّى النهج التفكيكي الذي طوره وأضاف إليه جاك دريدا في النصف الثاني من القرن العشرين، وجهة نظر تفكيكية حيث نجد اللغة مركبة ومتشعّبة وأنّها لا تحوي على معاني ثابتة، لذلك سننساق خلف بعض النقاط والتي تتضمّن مفاهيم التأويل التفكيكي:

الناقد الجديد: عن طريق التفكيك تظهر وسائل جديدة في التعاطي بين المحتوى النصّي والعلاقات الخارجية، ومن هنا، نتبين ان التجدّد النقدي في البناء النصّي، يقودنا إلى ما هو أسمى إلى الاختلاف والاختلاف اللغوي والغوص في العناصر النصّية. كما يشكّل النقد في التفكيكية، اللعبة اللغوية لفنّ الكلام، ولهذه اللعبة أسسها وأوهامها وكذلك مبادئها التي تشكّل النظام الجديد في المنظور النقدي، وأقوى تعرية للمفاهيم، هي المفاهيم البنائية كما ان (التفكيكية في بعض أجزائها ردّ فعل حذر لميل الفكر البنائي إلى استئناس تبصّراته وتأهيلها لتكون في مستوى فهم العامة. فهذا جاك دريدا يكرّس أقوى مقالاته لمهمّة تعرية أحد مفاهيم البنائية، الأمر الذي يخدم تجميد لعبة المعنى في السياق وقَصره على نطاق طيّع هيّن فقط « 2 «). التأويل متعدّد الاتجاهات: يركّز التأويل التفكيكي على أنّ للكلمات والنصوص مجموعة متنوّعة من المعاني المحتملة وأنّ هذه المعاني تعتمد على السياق والإطار الذي يتمّ فيهما استخدامها. كأن يكون التأويل باتجاه الأشياء والأفكار المبتكرة في الذهنية، أو جذب الاستعارة والاستعارة البيضاء والعمل على تدجينها باتجاهات ومعرفة نصّية، لذلك تصبح جزءاً من أجزاء النصّ وأحد عناصره.

الكلمة والبنية: تركّز التأويلية على أنّ الكلمة تشكّل نصّاً، ومن هنا، من الممكن أن نقول بأنّها النصّ الناقص، وهو في الوقت نفسه؛ التأويل الناقص، حيث تعوم الكلمة على بقعة بلا معين، وأهمّ إعانة لها هو علاقاتها مع أحد الأفعال الحركية، حيث يبدأ التركيب النصّي المصغّر.

إنّ التراكيب النصّية والتي تقودنا إلى البنية الكبرى، هي عبارة عن بنى صغيرة، تنساق خلف الأنساق ومعانيها، فالكلمة العارية لا يمكنها أن تكون نصّاً مجرداً.. ويميّزها المشهد الكلّي. (فالنصّ جملة من العناصر تترابط بتوفر الروابط التركيبية والروابط الزمانية وكذلك الروابط الإحالية، فلا يكاد نصّ يخلو من ضمير عائد أو اسم إشارة أو غيرها من المعوّضات؛ وهذا أمر يسّرته وظيفة الذاكرة البشرية، التي يمكنها أن تختزن آثار الألفاظ السابقة وتقارن بينها وبين العناصر الإحالية الواردة بعدها أو قبلها فتحللها بنجاح دون ضير في التواصل. « 3 «).  إنّ بنية الكلمة تساوي بنية النصّ في حالة دمجهما بالعلاقات النصّية، وذلك لكي تصبح عنصراً من عناصر النصّ، وفي هذه الحالة ستتعلق بالزمنية وهي زمنية العناصر النصّية. الترابط والتشابك اللغوي: يركّز التأويل التفكيكي على الدراسة العميقة للروابط بين الكلمات من جهة، وبين العبارات والبنى النصّية من جهة أخرى، ولكن تبقى هذه المهام والمفاهيم في إطار النصّ. يعتبر أنّ كلمات النصّ متشابكة معاً لتشكيل معاني معقدة ومتداخلة. كما تعتبر البنية متوازية مع المعنى في المنظور اللغوي، وهذا يعني أنّه التشابك الأوّل، أمّا التشابك الثاني، فهو الاتّجاه الدلالي بين مستوى البنية والمستوى الدلالي، حيث أنّ المستوى الدلالي يمتلك خاصّية المعاني. في منظور التأويل التفكيكي، يأتي الترابط والتشابك اللغوي كأحد الأسس الأساسية التي يميّز هذا المنهج الفلسفي. والذي يتمثل في الترابط والعلاقات بين الكلمات والعبارات التي تشكّل حركة نصّية داخل النصّ، وهو التفعيل النصّي؛ بينما يشير التشابك إلى الصلات العميقة والتشبيهات بين مختلف العناصر اللغوية. يظهر الترابط من خلال تفكيك العلاقات بين الكلمات والجمل في النصّ، ويتضمّن ذلك دراسة الأنماط المتكرّرة والمواضع التي يظهر فيهما مفهوم معيّن، ومن الممكن أن يكشف عن معاني متعدّدة وتوجّهات مفهومية مختلفة تحملها النصوص. أمّا التشابك اللغوي، فيأتي نتيجة فحص العناصر اللغوية وكيفية تشابكها وتشبيهها ويمكن أن يكشف التفكيك عن تواجد أنماط أو هياكل متشابهة بين مكوّنات النص، وهو ما يساهم في إبراز الأفكار الأساسية التي يحملها.

من المهمّ أيضاً أن نشير إلى أنّ هذه الأسس لا تقتصر على الكلمات والجمل، بل يمكن تطبيقها أيضاً على الرموز والرموز اللغوية الأخرى التي قد تظهر في النصوص.

الانعطافات والمفاجآت: يعد التأويل التفكيكي النصوص بوصفها تحوي على انعطافات غير متوقعة ومفاجآت غير متوقعة، وأنّ الكلمات يمكن أن تأخذ معاني غير مألوفة أو تتحوّل في معانيها تبعاً للسياق.

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 - التأويل بين السيميائيات والتفكيكية – ص 119 – أمبرتو إيكو – ترجمة وتقديم: سعيد بنكَراد.

2 - التفكيكية، النظرية والممارسة – ص 22 – كريستوفر نوريس – ترجمة: د. صبري محمد حسن

3 - نسيج النصّ، بحث فيما يكون الملفوظ فيه نصّاً – ص 121 – الأزهر الزناد – تونس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب عراقي يقيم في الدنمارك.

******************************************************************

نخلة الصبر

علي رحماني

غرست  فوق شط العرب

ونمت في الفضاء الخصيب

رداء الجنوب ...الجنوب

الجنوب ...الجنوب

الجنون.....

كانت ((فسيلة)) عشق أصيل

فنمت ...واطمأنت لعشرتها

وسعت ظلنا واستطابت

فوق شط العرب....

رسمت سعف اكواخنا

كبرت مثل شط العرب ...

حملت لغة الحب في الماء

مثل شط العرب.....

ووحدة ماء البلاد ...

بشط العرب.....

......

فاستطالت بنا...

واستطابت لنا

أثمرت ((تمرة)) الحب

نخلة الصبر

واستطابت بنا خيمة

وسماء...

تشد الروح لعشاقها

تمد البوح بسعفاتها

و الارض  تعرفها

كانت الارض تعشقها

تتمادى بها

استطابت بها

واستطالت بنا

والسماء تضلل اعذاقها

والطيور بأعشاشها

تتوسم عشب الامان

غناء البلابل

وزقزقة العصافير

وتسلق لبلابها

حوار الطيوب الجميلة

و سماء الاصيل

تعكس شمسها

وظلالها

اطعمتنا حلاوتها ...

....تمرتها

فكبرنا بها

.....هي عمتنا

اوصانا سيدنا بها

كبرت مثلنا

صمدت  معنا

احتملت جوعنا وفرقتنا

حروبنا .....كل حروبنا

وحروق العطش المر

قاتلت معنا

صمدت مثلنا

تطعمنا وتضلل احلامنا

تحملت القصف والعنف

رفضت  والانكسار

اسقطوا كل اكداسهم فوقها

كل احقادهم ...

احرقوا سعفها واعذاقها

حجبوا شمسها وعرجونها

حبسوا سرها وقداسها

ولكنها رغم كل الدمار

بقيت واقفة ..

***************************************************************

الصفحة الثانية عشر

بحضور وفد من اتحاد أدباء العراق إزاحة الستار عن  «زاوية الجواهري» في براغ

متابعة – طريق الشعب

شهدت العاصمة التشيكية براغ، الأربعاء الماضي، إزاحة الستار عن زاوية خاصة بشاعر العرب محمد مهدي الجواهري، بالقرب من الشقة التي كان يسكنها هناك سنوات طويلة.

ونظمت هذا الحدث وأشرفت عليه السفارة العراقية في براغ. وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تخصيص زاوية لشاعر عربي كبير كالجواهري، في واحدة من كبرى عواصم العالم.

وحضر مراسيم افتتاح الزاوية السفير العراقي في تشيكيا د. فلاح عبد السادة، والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء د. عارف الساعدي، ووفد من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ممثلا برئيس الاتحاد الناقد علي الفواز والأمين العام الشاعر عمر السراي والناقد فاضل ثامر،  ورئيس تحرير “طريق الشعب” الرفيق مفيد الجزائري، اضافة الى عمدة منطقة براغ السادسة و سفراء بعض الدول العربية وجمع من أفراد عائلة الجواهري، الذين قدموا من بغداد ومن بعض عواصم العالم الاخرى، إلى جانب جمع كبير من المثقفين العراقيين والتشيكيين. وهو ما لاقى اهتماما إعلامياً كبيراً يسهم في مد جسور الثقافة والمعرفة بين براغ وبغداد، وفي تكريس أهمية الجواهري بوصفه شاعراً عالمياً وليس عراقياً وعربياً فحسب.

هذا وشهد الحفل عزف النشيدين الوطنيين العراقي والتشيكي، وإلقاء كلمات للعمدة التشيكي والسفير د. فلاح عبد السادة والمستشار د. عارف الساعدي.

وفي سياق زيارته لبراغ حل الوفد العراقي في “مقهى سلافيا” الشهيرة وسط العاصمة، والتي كان الجواهري من روادها خلال سنوات إقامته في براغ. المدينة التي كتب فيها العديد من قصائده المعروفة، بضمنها قصيدتاه ذائعتا الصيت “يا دجلة الخير” و “مرحبا ايها الارق”.

******************************************************

في «ملتقى جيكور» البصري عن «تزايد حالات الطلاق في العراق»

البصرة – طريق الشعب

ضيَّفَ “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، المحاميين علي الجاسم وطارق الابريسم، اللذين تحدثا عن “ظاهرة تزايد حالات الطلاق في المجتمع العراقي”، في جلسة حضرها جمع من المهتمين في الشأن الاجتماعي.

الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، استهلها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين بفقرته المعتادة “خارج الموضوع”، التي يفتتح بها عادة فعاليات الملتقى. حيث تحدث هذه المرة بشكل مختصر عن ظاهرة الطلاق في المجتمع العراقي، معززا حديثه بالأرقام.

بعد ذلك، ألقى الضيفان الضوء على بعض الدراسات التي تتعلق بحالات الطلاق في البلاد، مدعمة بوثائق رسمية وأرقام، مقارنين بين نسب الطلاق في العراق وبعض الدول، بناء على الحالات التي حصلت خلال السنوات السابقة.

فيما تطرق المتحدثان إلى القوانين الخاصة بموضوع الطلاق، والاختلافات النسبية حول هذا الأمر بين بعض الأديان والمذاهب. كما حذرا من تأثر الطلاق على المجتمع ومستقبل العائلات وأطفالها.

وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، وفي ختامها قدم عضو الهيئة الإدارية للملتقى فالح ياسين الربيعي، لوحين تقديريين إلى الضيفين.

******************************************************

بمشاركة 35 تشكيلية بغداد تحتضن «ملكات بابل»

متابعة – طريق الشعب

افتتح أخيرا على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، معرض تشكيلي بعنوان “ملكات بابل”، أقامته “جمعية كهرمانة” للفنون، بمشاركة 35 فنانة من بغداد ومحافظات أخرى.

ضم المعرض الذي شهد افتتاحه حضورا ثقافيا وفنيا وإعلاميا، لوحات منجزة بمختلف الأساليب الفنية، بعضها جسّد مأساة قطاع غزة ومعاناة أهله وأطفالهم تحت طائلة القصف الصهيوني الوحشي. كما عبّر بعض الأعمال عن الحرية والسلام والمرأة والطفل.

وعلى هامش المعرض، أقيم على حديقة المعهد بازار للأعمال اليدوية النسوية.

في حديث صحفي، قالت الفنانة التشكيلية سناء البياتي، انها شاركت في المعرض بلوحة تجسد عالم الطفولة، مهداة إلى أطفال غزة الذين لم يروا الفرح ولم يشعروا به في ظل الحرب الوحشية، مبينة ان انجاز العمل استغرق منها شهرين. 

من جانبها، اوضحت الفنانة التشكيلية لمعان الاغا، ان قسما من لوحات المعرض عبر عن إبداع المرأة العراقية، ودورها في بناء الحضارة، مبينة انها شاركت بلوحة عنوانها “الحرية”، ترمز إلى المرأة العراقية وهي تحمل حمامة السلام.

*************************************************************

يوميات

  • تنظم أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، غدا الاثنين، جلسة بعنوان «تجارب سردية»، تضيّف فيها عددا من الأديبات والأدباء ليتحدثوا عن تجاربهم الأدبية ويقرأوا منتخبات من نصوصهم، وهم كل من علي الحديثي، سارة الصراف، كاظم الجماسي، فرح تركي وثائر إبراهيم.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها القاص والإعلامي خالد الوادي، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبي نؤاس.

  • يضيف «ملتقى جيكور» الثقافي في البصرة بالتعاون مع الجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية، بعد غد الثلاثاء، د. ضرغام الأجودي في أمسية عنوانها «دور الثقافة في مكافحة المخدرات».

تبدأ الأمسية في الساعة 6 مساء على «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.

*****************************************************

شاب من الديوانية يصنع منحوتات بالأسلاك والاسمنت

متابعة – طريق الشعب

يقوم الشاب الثلاثيني الموهوب محمد الشمري، من أبناء مدينة الديوانية، بصناعة مجسمات وتماثيل من أسلاك الكهرباء والاسمنت.

الشمري يقول في حديث صحفي أنه تعلم هذه الحرفة بالفطرة. ففي البداية صنع منحوتة بسيطة باستخدام الأسلاك المعدنية، وبعد ذلك تطورت لديه هذه المهارة فصنع مجسمات مختلفة بعضها بالأسلاك، وبعضها الآخر بالاسمنت.

وعن تحصيله الدراسي يقول انه بسبب الظروف لم يستطع إكمال دراسته. إذ انهى المرحلة الابتدائية وتوقف عن الدراسة. لكنه توجه إلى تطوير موهبته واستثمارها، موضحا أنه لم يكتف بصناعة التماثيل بالأسلاك والاسمنت، إنما صنع أعمالا طينية بأشكال وقياسات مختلفة.

ويؤكد الشمري أن بعض أعماله يزيّن اليوم مداخل جامعة القادسية وعددا من قاعاتها، لافتا إلى انه يتلقى الدعم والتشجيع من أسرته التي تقدم له كل ما يحتاجه.

ويطمح هذا الشاب إلى تزيين شوارع مدينته بأعماله، وإلى الارتقاء بموهبته والمشاركة في معارض فنية محلية ودولية.

*********************************************************

ذي قار تُدرج «الخميسية» ضمن لائحة المعالم التراثية

متابعة – طريق الشعب

أدرجت مفتشيَّة آثار وتراث ذي قار موقع “إمارة الخميسية” ضمن لائحة المعالم التراثيَّة والسياحيَّة في المحافظة، لتنضمَّ إلى أكثر من ألف موقع أثري تعود الى حقب زمنيَّة مختلفة.

وقال مدير المفتشية شامل الرميض في حديث صحفي، ان “الموقع المذكور أدرج رسمياً في وحدة التراث التابعة للمفتشية، ليكون أحد الروافد الجديدة للسياحة في المحافظة”، مضيفا أن المفتشية ستعمل على حماية الموقع أسوة ببقية المواقع الأثرية التي تحظى بالدعم والرعاية من قبلها. أوضح أنَّ “أمارة الخميسية تعد من أقدم الإمارات العربية في جنوب البلاد. فهي تأسست عام 1881 وبُني فيها قصر ومسجد ومدرسة ودور سكنية. كما انها كانت موقعاً تجارياً كبيراً يربط العراق بجميع مناطق وإمارات الخليج العربي”.

*******************************************************

ممثلة كندية شهيرة تستنكر تمويل بلادها إبادة غزة

متابعة – طريق الشعب

استنكرت الممثلة الكندية الشهيرة تاتيانا ماسلاني، تواطؤ بلادها مع الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، وتمويلها الصهاينة في حربهم.

جاء ذلك خلال حفل احتفاء بها أقيم الأربعاء الماضي في بلدتها ريجينا، تقديرا لمسيرتها في هوليوود وأفلام “مارفل”.

وظهرت تاتيانا مرتدية الوشاح الفلسطيني، خلال الحفل الذي حضره سياسيون وشخصيات إعلامية وعامة. وبينما كانت تقف على خشبة المسرح، لفتت وهي متأثرة والدموع تغلب عينيها، الانتباه إلى العدوان على غزة. ووصفت تصرفات الجيش الصهيوني بأنها إبادة جماعية.

وقالت: “نحن نشاهد ولا نفعل شيئا. وأود أن أقول بأي منصة لدي إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا”، مضيفة قولها: “نحن نشهد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على يد الدولة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية، وعلينا المطالبة بوقف إطلاق النار، والتوقف عن تمويل الإبادة الجماعية، وعدم التواطؤ معها”.

وانهت كلمتها بعبارة: “الحرية لفلسطين”. 

وأخبرت تاتيانا صحفيين في وقت لاحق، أنه يجب القيام بالمزيد لوقف الحرب، وأن الحكومتين الكندية والامريكية متواطئتان مع الاعتداء الصهيوني.

وأشارت إلى أن هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها حكومتها، لافتة النظر إلى حكومة الولايات المتحدة التي تقول إنها تسعى لإنهاء الصراع “وهي في الواقع تدعم الاحتلال بالسلاح”.

وختمت حديثها للصحفيين بالقول: “من خلال تمويل الجيش الإسرائيلي، ومن خلال دعم الإبادة الجماعية، نحن متواطئون. لذا لم أستطع الوقوف هنا ككندية، يحيط بها الإعلام، بدون التحدث عن ذلك، والاعتراف به”.

******************************************************

سفارة العراق في باريس تحتفي بالشاعر شوقي عبد الأمير

متابعة – طريق الشعب

 

أقام السفير العراقي في باريس د. وديع بتي، الخميس الماضي على حديقة منزله، حفل احتفاء بالشاعر شوقي عبد الأمير في مناسبة تسميته مديراً عاماً لمعهد العالم العربي في باريس، ومناسبة تقليده “وسام الفارس” للفنون والآداب الممنوح له من قبل وزارة الثقافة الفرنسية.

حضر الحفل رئيس بعثة جامعة الدول العربية وسفراء الدول العربية المعتمدين في باريس واليونسكو، والمندوب الدائم لجمهورية العراق لدى اليونسكو د. أسعد تركي والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء العراقي د. عارف الساعدي، ومسؤولون فرنسيون، فضلا عن مثقفين وإعلاميين يتقدمهم الشاعر الكبير أدونيس.

وبعد كلمات في المناسبة ألقاها عدد من الحاضرين، قلد رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، الشاعر عبد الأمير “وسام الفارس”، الذي حصل عليه تثمينا لدوره في التعريف بالثقافة العربية في فرنسا، ونشر الثقافة الفرنسية عبر مؤلفاته الشعرية.