اخر الاخبار

الصفحة الأولى

تظاهرات الكهرباء تلهب المحافظات.. وقوات الأمن ترد على المحتجين بالهراوات والاعتقال

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل تظاهرات الكهرباء حراكها التصعيدي في عدد من المحافظات، للمطالبة بزيادة ساعات التجهيز، لكن قوات الأمن بدلا من حماية منظميها قابلتهم بعنف شديد واعتقالات تعسفية، زادت من حالة الغضب والاستياء لدى الناس.

وبعد انتهاء المهلة التي حددها متظاهرو الناصرية، أقدموا على إغلاق ديوان المحافظة ومجلسها إلى إشعار آخر. فيما تعرض متظاهرو البصرة الى قمع شديد أدى الى نقل بعضهم إلى المستشفيات، إضافة الى حملة اعتقال طالت المتظاهرين في ديالى.

وفي بابل وبغداد والديوانية واصل المتظاهرون حراكهم الغاضب، مطالبين بتحسين واقع الكهرباء الوطنية، وتوفير الخدمات وفرص العمل.

«مغلق بأمر الشعب»

وفي تصعيد جديد للاحتجاجات بمحافظة ذي قار، أقدم متظاهرون بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة، على غلق مبنى ديوان المحافظة ومجلسها «حتى تلبية المطالب». وأفاد مراسل «طريق الشعب» في المحافظة، بأن «المتظاهرين في الناصرية أغلقوا مبنى محافظة ذي قار وكتبوا عبارة «مغلق بأمر الشعب» على جدرانه بسبب تردي واقع الطاقة الكهربائية وانتهاء المهلة التي حددوها للجهات المعنية، لتحسين ساعات التجهيز، وتثبيت حصة المحافظة من الكهرباء، واستثنائها من الإطفاء أسوة بالبصرة.

ضرب التربويين في البصرة

وتعرض العشرات من المحاضرين إلى الضرب أثناء وقفة احتجاجية نظموها أمام المديرية العامة لتربية محافظة البصرة، فيما نقل العديد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وبحسب المتظاهر علاء السوداني (أحد المشاركين بالوقفة) فأنه «أثناء الوقفة الاحتجاجية التي نظمت للمطالبة بحسم الموافقات المالية لملف المحاضرين (19000) لسنة 2020، منعتنا قوات مكافحة الشغب من الوقوف أمام بوابة المبنى، وأجبرتنا على التجمع في الجهة المقابلة».

وأضاف السوداني، «حاولنا بعد ذلك العودة أمام بوابة المديرية لكن انهالت علينا القوات الأمنية بالضرب المبرح بدون رحمة. وقد نُقل العديد من المتظاهرين إلى المستشفى لتلقي العلاج».

ورفع المتظاهرون لافتات رافضة لما أسموه «التهميش الواضح والمتعمد»، مناشدين رئيس الوزراء شمول جميع المحاضرين بالتعيين باعتبارهم عملوا كمتطوعين في وقت سابق، ومن المفترض أن تكون لهم الأولوية في التعيين.

اعتقالات ضد المتظاهرين في ديالى

من جانب آخر، أفادت الأنباء بأن قوة خاصة داهمت عددا من البيوت في قرية «جيزاني الجول» في قضاء الخالص شمالي ديالى، لاعتقال عدد من الشباب الذين تظاهروا ضد تراجع إمدادات الطاقة الكهربائية، ونقص مياه الشرب، وسط ذعر أهالي المنطقة.

وقال عضو مجلس النواب عن المحافظة احمد الموسوي، في بيان طالعته «طريق الشعب»، إن «قوة داهمت قرية (جيزاني الجول) في قضاء الخالص، واعتقلت عددا من الشباب الذين خرجوا بتظاهرة سلمية».

وتساءل النائب قائلا، «من يتحمل هذه الأساليب الغريبة التي يقوم بها مدير شرطة ديالى؟ ومن الذي دفعه للقيام بهكذا خطوة ترعب العوائل بهذا الوقت؟». و»هل هددوا السلم الأهلي (الشباب المحتج)؟ ام هناك اوامر جاءتك من جهات أخرى؟ احترموا الناس وإلا سيكون هناك اجراء اخر ستندمون على اليوم الذي جئتم به للعمل في محافظة ديالى».

بابل.. العطش يهلك الأهالي

إلى ذلك، تظاهر أبناء العشائر في منطقتي الغزالي والخميسية التابعتين لناحية الحمزة الغربي جنوبي بابل، أمام مبنى الحكومة المحلية في الحلة، احتجاجاً على شح المياه، مطالبين باستثناء نهر الخميسية من نظام (المراشنة)، حيث تنقطع المياه لمدة أسبوعين مقابل 3 أيام تجهيز.

وقال الشيخ علي الشريفي (أحد منظمي التظاهرة): إن «أكثر من 37 ألف عائلة في منطقتي الخميسية والغزالي تتعرض للهلاك بسبب شح المياه»، مبينا أن «نظام المراشنة مجحف وقاسٍ، إذ تنقطع عنّا المياه لأسبوعين مقابل 3 أيام تجهيز في نهر الخميسية الذي يبلغ طوله 40 كم وتوجد 7 مجمعات لتصفية المياه على طول النهر، جميعها متوقفة ماعدا مجمع واحد يعمل وبطاقة إنتاجية لا تتجاوز 300 متر مكعب».

أما المتظاهر الشيخ حيدر السلطاني، فطالب بـ»استثناء نهر الخميسية من نظام المراشنة ولو بكميات قليلة لضمان تشغيل مجمعات تحلية المياه بالتناوب»، مضيفا «سنعمل على تنظيم اعتصامات مفتوحة ونأتي بعوائلنا أمام مبنى الحكومة المحلية ومديرية الموارد المائية في حال عدم الاستجابة لمطالبنا». ويشكو الأهالي من هذا الواقع الذي أجبر الغالبية منهم على هجر مناطقهم فيما تسبب بهلاك للثروة الزراعية والحيوانية في أهم المناطق الزراعية.

التظاهرات تتجدد في بغداد

واستيقظت العاصمة بغداد على انطلاق تظاهرتين مطلبيتين؛ الاولى في ساحة التحرير، والثانية أمام مبنى مجلس المحافظة. وتجمع العشرات من الملغى تعيينهم والهاربين من وزارة الدفاع ضمن ساحة التحرير، مطالبين بإعادتهم إلى الخدمة.

فيما تجمهر العشرات من التربويين والإداريين، بالقرب من مجلس محافظة بغداد، مطالبين بإصدار أمر تعيين خاص بهم.

وفي السياق، أعلن خريجو المهن الطبية والصحية والتمريضية لدفعة 2023 استعدادهم للخروج يوم الأحد القادم في أكبر تظاهرة في بغداد، مطالبين بتعيينهم ضمن قانون التدرج الطبي.

الديوانية ترفض الواقع المرير

وانطلقت صباح يوم أمس تظاهرة كبيرة في قضاء المهناوية التابع لمحافظة الديوانية، وطالب منظموها بتحسين الخدمات وواقع الكهرباء.

وضمت التظاهرات أعدادا غفيرة من المحتجين الذين دعوا إلى إقالة بعض المسؤولين في القضاء، نتيجة سوء الخدمات والتعثر في حل أزمة الكهرباء.

وقال المتظاهر علي الجنابي، أن «المتظاهرين أتفقوا على تحديد فترة زمنية لتنفيذ المطالب، وبخلاف ذلك سيكون هناك رأي آخر والتوجه إلى التصعيد الاحتجاجي الواسع».

هذا وأصدر الخريجون التربويون والاداريون المتظاهرون في المحافظة بيانا، رداً على رفض الحكومتين المحلية والمركزية لتعيينهم.

وقال المتظاهرون في البيان الذي وردت نسخة منه الى «طريق الشعب»، انه «بعد تظاهرات عديدة منذ اكثر من سنتين لم تستمع الحكومة المحلية لمطلبنا باستثناء الخريجين التربويين والاداريين المتظاهرين في درجات الـ 5902 الخاصة بمحافظة الديوانية، كما حصل في النجف وذي قار وميسان وبابل والبصرة والمثنى»، مؤكدين انه «بعد ان عجزت الحكومية المحلية المتمثلة بالمحافظ ومجلس المحافظة عن تنفيذ مطالبنا، قررنا النزول بتظاهرة غاضبة امام مبنى ديوان المحافظة، ونعلن أنها ثورة لا رجعة فيها، بعد التسويف، ولكثرة الوعود الكاذبة، وسنقوم بغلق مداخل الديوانية».

وفي قضاء عفك، نظم الأهالي تظاهرات احتجاجية، للتعبير عن رفضهم قطع المياه عن نهر الثريمة.

وعبّر المحتجون عن استغرابهم من عدم قدرة الحكومة على معالجة مشكلة شح المياه، في ظلّ حديثها المستمر عن وجود مخزون كافٍ من المياه لفصل الصيف. كما أبدوا سخطهم على عجز الحكومة عن الدفاع عن حقوق العراق المائية مع دول الجوار، بينما تُحاول تحميل المواطنين المسؤولية الكاملة عن أزمة المياه.

*****************************************************************

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: نرفض المساس بالتظاهرات السلمية المطلبية وقمع الاحتجاجات

خرجت احتجاجات جماهيرية سلمية واسعة، في عدد من محافظات البلاد، للمطالبة بتوفير الكهرباء وتقليل ساعات القطع المبرمج ومحاسبة المتورطين في هدر المال العام المخصص لتوفير الطاقة.

ومع أن ازمة انقطاع الكهرباء ليست بالأمر الجديد، لكنها اشتدت هذا الصيف، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، وغياب الحلول الملموسة، في تناقض صارخ مع الوعود التي أغدِقت مع تشكيل الحكومة الحالية.

يرافق ذلك تخبط في تنفيذ المعالجات الآنية، التي جرى إعلانها في أوقات سابقة، ومنها دعم أصحاب المولدات الأهلية بمادة الكاز وبأسعار زهيدة، ونصب العدادات الالكترونية وتقليل أجور الجباية، وصيانة شبكات التوزيع، وغير ذلك.

إن أزمة منظومة الطاقة الكهربائية، ترتبط بالأساس بالخلل البنيوي للمنظومة السياسية، المتمسكة بنهج المحاصصة المقيت، الذي هو أساس الفشل المستمر في جميع القطاعات الخدمية.

وبعد أن يأس المواطنون من لمس أي حلول يمكن لها أن توفر جزءًا بسيطاً من متطلبات استقرار التيار الكهربائي، لجأوا إلى الاحتجاج كوسيلة للضغط على أصحاب المسؤولية.

إن حزبنا الشيوعي العراقي، يحذر من أي إجراءات عنيفة تتخذها السلطات لمواجهة المتظاهرين السلميين، وعدم التضييق عليهم وحمايتهم.

كما يدعو الجماهير المحتجة إلى التمسك بحق التظاهر السلمي ورفع الشعارات المطلبية الواقعية، وتفويت الفرصة على المتربصين بالحراك الاحتجاجي المطلبي.

25-6-2024

****************************************************

راصد الطريق.. عندما يكشف الصيف عورات المنظومة الحاكمة

بجانب تفاقم ازمة الكهرباء تبرز أزمة مياه خانقة تُهدّد المواطنين في معيشتهم وفي مختلف مناحي حياتهم. وارتباطا بها جدد المواطنون في بعض المحافظات احتجاجاتهم، مُعبّرين عن السخط على انقطاع المياه عن المنازل، وعن الأراضي الزراعية عبر الأنهر الفرعية.

ورغم تفاقم هذه الأزمة، تُبدي الحكومة عدم مبالاة ولا تتخذ أيّة خطواتٍ جادةٍ للمعالجة. بل إنّ المثير أكثر للسخط هو مجاملتها دول المنبع، وعدم المطالبة الفاعلة بالحصة العادلة للعراق من مياه نهري دجلة والفرات وروافدهما.

ويُدرك العراقيون تناقض تصريحات المسؤولين الذين يُهللون عند هطول الأمطار، وكأن الخزين المائي في العراق يفيض على الحاجة!

لكن المختصين يدركون أنّ العراق لا يزال يُواجه أزمةً ماء خانقة، وان تصريحات المسؤولين هي مجرد هواء في شبك.

أبدا لا يمكن التغاضي عن هذا الملف الحساس، ولا سبيل لمكافأة الدول التي تسهم في مفاقمة الازمة.

والغريب والمُستغرب حقاً هو صمت الحكومة حول هذا الموضوع، وكأنّ الأمر لا يعنيها في شيء. وفي الوقت الذي تُملأ فيه الدنيا ضجيجاً بتصريحاتٍ عن علاقاتها الخارجية وقوتها الدبلوماسية، تُهمل القضايا المصيرية التي تُهدّد البلد وتضعه على كف عفريت.

*******************************************************

العقاقير والأدوية الطبية نوع اخر من الإدمان يقتحم حياة المراهقين!

بغداد ـ محمد التميمي

تُعَد إساءة استخدام المواد المخدرة واحدا من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات، حيث تمتد آثارها السلبية لتشمل جميع مناحي الحياة، وتتنوع المواد المخدرة بين أدوية طبية تُستخدم بشكل غير مشروع، ومخدرات صناعية، وأخرى طبيعية، ما يجعل التصدي لهذه المشكلة أمرًا بالغ التعقيد.

*****************************************************

الصفحة الثانية

نائب يؤشر شبهات فساد في نافذة بيع الدولار للمسافرين

متابعة ـ طريق الشعب

كشف النائب محمد الخفاجي، عن سرقة جديدة في العراق وصلت الى اكثر من 600 مليون دولار في نافذة واحدة خلال العام الماضي.

وقال الخفاجي في حديث صحفي ان “ملف بيع الدولار توجد عليه شبهات فساد كثيرة بسبب فارق السعر بين الرسمي المعلن من قبل البنك المركزي والسوق الموازي في ظل بيع من 200-240 مليون دولار يوميا”، لافتا الى ان “حصر بيع الدولار للمسافرين من الطلبة والمرضى سمح بحدوث صفقات فساد انتفع منها الفاسدون بطرق مختلفة”.

وأضاف الخفاجي ان “تقرير الرقابة المالية قبل 5 اشهر، أشار الى تسجيل اكثر من مليون و500 الف مسافر للحصول على الدولار من خلال المنصة”، مستدركا بالقول “لكن الاعداد الحقيقية اقل بـ 150 الفاً”.

وأوضح ان “هؤلاء المسافرين قد تكون جوازاتهم مزورة او وهمية او تم اخذ الجوازات من مواطنين مقابل نسب من الدولار خاصة وان حصة الدولار تتراوح من 3 الاف دولار وتصل الى 7 الاف دولار في بعض الأحيان”.

واكد الخفاجي، ان “ما يحدث هو سرقة قرن منظمة اذا ما عرف بان قيمة الفساد في هذه النافذة لوحدها يصل الى اكثر من 600 مليون دولار خلال عام 2023، وهذا مثبت في تقرير الرقابة المالية عن فرق اعداد المسافرين”.

***************************************************

بيئيون: الوزارة تتجاهل مقترحاتنا.. وتقارير العراق في المنتديات الدولية «مضللة»

بغداد – تبارك عبد المجيد

يقول معنيون بالشأن البيئي إنّ جهود الحكومة في مواجهة التحديات البيئية لا تزال «خجولة»، ولا ترقى إلى مستوى المشكلات المعقدة التي تواجه هذا القطاع المرتبط بشكل مباشر بحياة الناس، واصفين التقارير التي تقدمها الجهات الحكومية في المؤتمرات الدولية عن الوضع البيئي في العراق بأنه «مضللة».

تدابير بيئية «خجولة»

وانتقد الخبير البيئي ورئيس مجموعة طبيعة العراق جاسم الأسدي، «الإجراءات الخجولة لوزارة البيئة»، مشيرا الى ان إجراءات وتدابير التوعية البيئية التي قامت بها الوزارة خلال 20 عاما «لم تترجم إلى واقع ملموس».

وطرح الأسدي في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، تساؤلاً: «ما الذي فعلته وزارة البيئة للضغط على وزارة الموارد المائية لتوفير الحد الأدنى من المياه لإدامة النظام البيئي؟»، مجيبا أنها «لم تفعل شيئًا!».

وقال الأسدي، إن الوزارة تفتقر إلى التنفيذ الفعلي للإجراءات على الأرض، منبها الى ان «منظمة طبيعة العراق أصدرت كتابًا مهمًا حول التنوع البيولوجي في العراق، لكن لم نتلقَ أي اتصال من وزارة البيئة للتعاون أو للاطلاع على آرائنا».

وأكد الأسدي، أن حملات التوعية التي دشنتها منظمته تفوق ما قامت وتقوم به وزارة البيئة، في ما يخص الصيد الجائر للطيور والأسماك والحفاظ على التنوع الإحيائي، مضيفا أن القوانين البيئية غير مطبقة.

وحث الأسدي وزارة البيئة على وضع المعايير اللازمة للتعامل مع الوزارات الأخرى في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي وتوفير الحد الأدنى من المياه لإدامة النظام البيئي، مشيرا الى ان الوزارة أمام مسؤولية كبيرة، ويجب أن تُنفذ بدون أي شخصنة.

وتابع، أن «العراق شهد موجات من الجفاف والمياه على مر السنوات، حيث كان هناك جفاف في عام 2009 تبعته سنة من الأمطار، ثم عاد الجفاف مرة أخرى. وفي عام 2017، شهد العراق سنة مائية بامتياز وتم تخزين كمية كبيرة من المياه في المخازن الرئيسية مثل دوكان، الموصل، حديثة، والثرثار».

واكمل الأسدي، ان «التنوع البيولوجي في العراق مرتبط بشكل كبير بالمياه في الأهوار وعمقها ومستوياتها»، مبيناً أن «الجفاف الأخير جفف جميع الأهوار باستثناء القنوات الرئيسية، والتي كانت تشكل عائقًا لأصحاب الزوارق.»

وأكد، أن العراق فقد 95 في المائة من الأسماك، حتى شباط 2024، بما في ذلك أنواع مهمة مثل سمك البني، بالإضافة إلى فقدان طائر القصب البصرة الذي يبني أعشاشه في المسطحات المائية، واتجهت العديد من الطيور إلى البحيرات الصناعية التي أنشئت في الكويت.

وحذر من ان التنوع البيولوجي ما زال مهددًا بالتغيرات المناخية وسياسات الحكومة تجاه المياه، بما في ذلك سياسات دول الجوار.

وأعرب الخبير البيئي، في نهاية حديثه، عن خيبة أمله من وزارة البيئة لـ»تجاهلها التعاون مع النشطاء البيئيين والمنظمات المعنية».

الحكومة تخفي الحقائق

وأبدى الخبير البيئي والصحفي خالد سليمان عن انتقاده الشديد لممثلي العراق في المنتديات الدولية، بما في ذلك مؤتمر القمة السنوي (مؤتمر الأطراف)، موضحا أن هؤلاء الممثلين يقدمون مجموعة من الصفحات والكتيبات التي تُطبع على عجلة، وتتضمن معلومات غير دقيقة عن الوضع البيئي في العراق.

ولاحظ سليمان، ان هناك «خطوات عاجلة تُتخذ لمعالجة المشاكل المتعلقة بالتغيرات المناخية وآثار التدهور البيئي الناجم عن النشاطات البشري»، مشيرا الى انه اطلع على «بعض الكتيبات والمطبوعات التي قدمها العراق في المنتديات الدولية، ووجد فرقاً كبيراً بين ما يحدث على أرض الواقع، وما يتم طرحه في تلك المنتديات».

وأكد خلال حديثه لـ «طريق الشعب»، أن «قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009، على الرغم من حاجته إلى تعديل وتحديث، لكنه لو تم تطبيقه بنصه الحالي لكان الوضع البيئي في البلاد أفضل بكثير».

وأوضح سليمان، أن أي نظام بيئي يتضمن أربعة عوامل رئيسية: التربة، والماء، والهواء، بالإضافة إلى التنوع الأحيائي.

واستعرض سليمان جودة هذه العوامل في البيئة العراقية، حيث بدأ بالماء قائلاً: «باستثناء الظلم الذي تمارسه دول الجوار بحق العراق مائياً، فإن وسائل التخلص من المياه الآسنة والخارجة من البيوت وبقية المخلفات البشرية في المستشفيات لا تزال متخلفة، حيث يتم تفريغها بشكل مباشر في الأنهر مما يؤدي إلى تلوث الأنهر بحيث لا تعد صالحة للأحياء البحرية أو حتى لاستعمالها في الزراعة».

وذكر أنه «في بغداد، يتم نقل المياه الآسنة بقاطرات إلى نهر ديالى في منطقة الرستمية، التي تحولت من منطقة زراعية إلى مكب للنفايات، إذ يعاني غالبية سكانها من الأمراض التنفسية والجلدية»، لافتا الى أن «الشركات الدولية العاملة في العراق تولد العديد من الغازات الدفيئة والملوثات في الجو، ولا توجد سياسة مستدامة أو وسائل للتخلص من هذه الملوثات».

وتابع، أن التربة ليست أفضل حالاً من الماء والهواء، حيث تضررت بسبب الجفاف والتصحر وشح المياه والاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والمخصبات والتوسع العمراني غير المنظم، مضيفا ان «العراق يخلو من المحميات الطبيعية، على الرغم من أن القانون العراقي يتضمن مواد تبرز أهمية إنشاء هذه المحميات والحفاظ على التنوع الأحيائي».

وخلص سليمان الى أسفه لـ»تقلص أعداد الغزلان في بادية السماوة وحتى في إقليم كردستان»، مشيراً إلى أن «الوضع الحالي لا يتوافق مع ما يقدمه المسؤولون في المنتديات الدولية»، معتبرا بيع الحيوانات في الأسواق «جريمة ضد التنوع الأحيائي».

**********************************************************

بيان محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي حول أزمة الكهرباء

تتصاعد معاناة جماهير ديالى وتكتوي بنار الانقطاعات الطويلة للتيارالكهربائي  وتوقف اعمال الناس بشكل كبير  ويزداد المزاج الجماهيري سؤا  يوما بعد يوم نتيجة  الفساد المالي والاداري المنتشر ونقص الخدمات البلدية والصحية وتوقف المشاريع وازدياد البطالة  وتأثر الكادحين وانخفاض المستوى المعاشي لهم  ومصاعب الحياة الجمة حيث تعبر الجماهير عن غضبها لما آلت اليه الصراعات على المغانم والمكاسب  نتيجة المحاصصة الطائفية التي انتجت الازمات  فمن غير المعقول  ان تستولي القوى المتنفذة على مقدرات محافظة ديالى دون اتفاقها لحد هذه اللحظة لانتخاب مجلس محافظة ومحافظ حيث مضى سبعة اشهر على اجراء انتخابات مجلس المحافظة  وتجاوز  التوقيتات الدستورية وخرق الدستور وغير مكترثة لمعاناة الناس  فلا تخصيصات  من الموازنة العامة  تصل الى محافظة ديالى   ولأتوجد رؤيا لتطوير المحافظة ولاتوجد خطة للمشاريع التي تحتاجها ديالى فمتى تشكل رقابه عليها  وجماهير ديالى تتهيأ لتشكيل لجان رقابة شعبية  بالوقت الذي لا يوجد تدخل من الحكومة المركزية ورئاسة الوزراء و لا من المحكمة الاتحادية لحسم موضع  صراع الكتل المتنفذة على المناصب  وفي ضل اجواء السلاح المنفلت ينذر بتفاقم الاوضاع وتفجرها  وقد يؤجج الصراع الطائفي في المحافظة  والذي دفعت ثمنه جميع المكونات من شهداء وجرحى وتهجير وحرق البساتين وتدمير البيوت والاملاك   لذا تطالب محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي   بالإسراع   الى تشكيل الحكومة المحلية  المتمثلة بمنصب المحافظ ورئاسة مجلس المحافظة بعيدا عن المحاصصة المقيتة والمغانم واعتماد الكفاءة والنزاهة في  دراسة  التخصيصات ووضع الحلول لمشاكل المحافظة  بمشاركة رؤى القوى الوطنية المدنية الديمقراطية  لتلبية حاجات جماهير ديالى في المجالات كافة ان الاون .ان تنتزع محافظة ديالى حقوقها  والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية  التي حرمت منها منذ زمن طويل جدا

محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي        في 23/6/2024

***************************************************

كل خميس.. مخاطر الاوليغارشية على الخدمات

جاسم الحلفي

خرست أبواق طغمة الحكم ولم تتفوه بكلمة دعم للمواطنين في معاناتهم مع أزمة الكهرباء، وانقطاعاتها المتكررة في الجو المتلهب حرارة. ولا غرابة في ذلك، فواجب البوق هو التسبيح بحمد مولاه. لكن انزواءهم في هذا الوقت والكف عن المديح هو تدبير أيضًا يأملون أن يقيهم غضب المواطنين المحتجين على سوء الخدمات الصارخ.

بطبيعة الحال لا يهتم البوق بغير العطايا المذلة مقابل النفخ في البوق، أو الصمت حينما يشتد الغضب، لكن المعاينة المتبصرة لأداء الأذلاء وهم يبررون المساوئ، تظهر انه لا يقتصر على  نفخ البوق أو التواري عن الأنظار لبرهة. فهناك منهم من جعل نفسه خبيرًا في حل أزمة الكهرباء عبر خصخصتها، حيث يكمن الحل برأيه في بيع أصول البنى التحتية للطاقة الكهربائية، والمقصود طبعا بيعها لأحد حيتان الفساد المتخمين بالعار، والذين لا يفقهون الا في إدارة الفساد وفي التفنن بنهب المال العام، دون اكتراث لوصمة العار المخزية التي تبقى تلاحقهم.

ومن المؤكد ان اللعبة القذرة للاستحواذ على أصول قطاع الكهرباء ستمضي قدما، إن لم نتصدى لها بحزم. فعرّابوها يسعون إلى تعبيد طريق الخصخصة بأبشع صورها، وينصب اهتمامهم على جني الأرباح لا غير. فهدفهم هو الربحية دون اكتراث للأهداف الاجتماعية، كالوصول العادل إلى الخدمات، بل ومع التجاهل التام للأبعاد الاجتماعية للخدمات العامة.

الأوليغارشيون ذوو الثراء الفاحش لا يعنيهم حق المواطن في الحصول على الخدمات، لان غايتهم كما قلنا هي الربح والمزيد من الربح، ومن أجل هذا تمترسوا في مفاصل الدولة، واستخدموا نفوذها لتوجيه العقود الحكومية والمشاريع الاقتصادية لمصلحتهم، وأحكموا السيطرة على قطاعات اقتصادية حيوية مثل البنوك والعقارات.

ان ترك خدمات الكهرباء في تردٍ دائم ليس سببه العجز عن إيجاد حلول ناجعة، بل هو فعل متعمد غايته إيصال المواطن إلى حالة يأس من قدرة الحكومة على حلها، كي يكون الطريق سالكًا لتسليمها بأسعار زهيدة إلى حيتان الفساد، الذين يستغلون تأثيرهم على طغمة الحكم  لتسهل لهم الاستحواذ على قطاع الخدمات الحيوي، عبر الإسراع في تشريع القوانين التي تطلق إجراءات الاجهاز على هذا القطاع. يرافق ذلك اشتداد زعيق الأبواق بتسويق الحل الكارثي عبر خصخصة قطاع الخدمات. وبعد الإجهاز تمامًا على أهمها، يرفع الحيتان شعار”أفضل الخدمات لمن يدفع أكثر”. وعندها يكتمل وضوح الصورة وسعة الفجوة التي تفصل طبقة النهابين الحرامية عن الطبقات الفقيرة المحرومة.

من هنا فإن السماح للطبقة الأوليغارشية النفعية بتوسيع اطماعها، والسكوت على قضمها القطاعات الحيوية، هو رضوخ لعزمها على ابتلاع مرافق العراق وإلحاقها بممتلكات فسادها، وهو تحدٍ كبير أمام مهمات التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. تحد لا بد ان تتصدى له الأطراف المعنية جميعا، وفي مقدمتها قوى التغيير والعدالة الاجتماعية.

***************************************************

الصفحة الثالثة

في اليوم الدولي لمكافحة إساءة استخدام المواد المخدرة العقاقير والأدوية الطبية نوع اخر من الإدمان يقتحم حياة المراهقين!

بغداد ـ محمد التميمي

تُعَد إساءة استخدام المواد المخدرة واحدا من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات، حيث تمتد آثارها السلبية لتشمل جميع مناحي الحياة، وتتنوع المواد المخدرة بين أدوية طبية تُستخدم بشكل غير مشروع، ومخدرات صناعية، وأخرى طبيعية، ما يجعل التصدي لهذه المشكلة أمرًا بالغ التعقيد.

وبموجب القرار 42/112 المؤرخ 7 كانون الأول 1987، قررت الجمعية العامة الاحتفال بيوم 26 حزيران، يوما دوليا لمكافحة اساءة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها، بهدف زيادة الوعي بالمشكلة الرئيسية التي تمثلها المخدرات غير المشروعة في المجتمع.

التزامات دولية

تجدر الإشارة الى ان العراق عضو في عدة اتفاقيات دولية تهدف إلى مكافحة المخدرات وتنظيم تداول المواد المخدرة، ومن أبرز هذه الاتفاقيات هي الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لعام 1961 التي تهدف إلى الحد من تصنيع وتداول المخدرات وتحقيق توازن بين توافر الأدوية للاستخدام الطبي وتقليل مخاطر تعاطي المخدرات غير المشروع.

وكذلك اتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971، والتي تركز على تنظيم تداول المواد ذات التأثير العقلي، بما في ذلك العديد من الأدوية التي تُستخدم بشكل غير قانوني كمخدرات، بالإضافة الى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية لعام 1988، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة تهريب المخدرات وتنظيم تداولها، وتشديد العقوبات على الجرائم المتعلقة بالمخدرات.

اكثر أنواع الإدمان شيوعاً

وقال عضو مجلس نقابة الاطباء سعد الخزعلي، ان «مصطلح الادمان يقصد به حالة التعود الفسلجية للجسم تجاه المادة الدوائية او غير الدوائية، والتي تسبب اعراضا في حال فقدان هذه المادة من قبل الجسم بعد تعوده عليها، وابسط امثلتها هي ادمان النيكوتين والكحول وكافيين القهوة».

واضاف قائلاً لـ»طريق الشعب»، ان «مصطلح ادمان المواد المخدرة غير دقيق، فهناك الكثير من المواد التي يدمن عليها الفرد، لكنها ليست مخدرة. وبالنسبة للمواد الطبية التي تسبب الادمان فهي ليست مخدرة بالمجمل، انما هناك مواد منبهة، لكن يساء استعمالها».

وبين المتحدث انه «تحت هذا البند تندرج قائمة طويلة من المواد الكيماوية والادوية، التي تخضع لتقييدات قانونية عالمية، والتي تكون مقننة بغية منع اساءة استخدامها من قبل المدمنين».

وتابع الخزعلي حديثه بالقول: ان «المواد التي تسبب الإدمان، والتي نتحفظ على تسمياتها وتفاصيلها، تشمل ايضاً مواد دوائية تقسم الى مهدئة تسبب الشعور بالراحة المؤقت والنشوة، والى مخدرة تؤدي لتسكين الألم.. والقائمة طويلة جداً».

وذكر ان «اكثر انواع الادمان شيوعاً، هو ذلك الذي يتعلق بإساءة استخدام الادوية الطبية، واسباب الادمان مختلفة، احدها مثلاً اعطاء المادة في بعض الحالات بشكل علاجي للمريض وللاستشفاء، ويدمن المريض على هذا العلاج»، مضيفا انه «بعد وصول الحالة الى الادمان، يعاني المتعاطي من الاعراض الانسحابية، والتي تشمل التوتر العصبي والهلوسة والعصبية المفرطة واختلاجات عصبية».

وواصل حديثه «قد يتعرض المريض للإغماء، وفي بعض الحالات تصل الى الموت. وهذا نتيجة ادمان بسبب جرعة او ربما جرعتين»، مشيرا الى ان هناك بيئة قانونية مشددة تمنع صرف الادوية بشكل عشوائي، وهي تشمل كل الادوية التي تندرج ضمن هذا البند.

وخلص الى القول: «اننا بحاجة الى التذكير بهذا اليوم وباهميته، واستغلاله بالتوعية من مخاطر اساءة استخدام المواد المخدرة، فهو موضوع خطر جداً. لذلك ينبغي التوعية واخذ الحيطة والحذر والعمل على مكافحة هذه الآفة».

غالبيتهم مراهقون

وضمن هذا السياق، قالت رئيس منظمة عراق خال من المخدارت ايناس كريم، ان «المخدرات التي نعاني منها، تنقسم الى نوعين: الأول، هو المخدرات المعروفة. والثاني، المؤثرات العقلية الدوائية التي يفترض ان تصرف من الدوائر الحكومية استنادا لوصفة الطبيب والتي تعالج أمراضا معينة، سواء كانت نفسية ام عصبية ام السكري وغيره».

وأضافت كريم في حديث مع «طريق الشعب»، ان «هذه الادوية هدفها تسكين آلام المريض، وتصرف بوصفة طبية لمدة زمنية وتتوقف»، مشيرة الى ان هناك صيدليات ومذاخر واشخاصا نعتبرهم اخطر من تجار المخدرات، كونهم يعملون على هذه الادوية الى المراهقين والشباب من دون وصفة طبية. وبالنتيجة يستهلكها المراهق الذي لا يدرك حجم مخاطرها.

وقدرت كريم نسبة المرضى الذين يتعاطون مادتي الكريستال والحشيش بـ30 في المائة، بينما نسبة من يتعاطون الادوية والمهلوسات بدون وصفة طبية تبلغ 70 في المائة.

وتابعت ان «تلك النسب تضعنا أمام مشكلة كبيرة تتمثل بتجارة المخدرات وبيع الادوية بدون وصفات طبية»، مردفة «هناك جهود تبذلها نقابتا الصيادلة والأطباء، ووزارتي الصحة والداخلية، لكنها غير كافية، لأننا بحاجة الى مضاعفة الحملات الرقابية على الصيدليات والمذاخر، لأن واحدا من أبرز دوافع تعاطي هذه الادوية هو سهولة الحصول عليها».

معطيات وإحصاءات

وطبقا لتقارير رسمية وغير رسمية فإن عدد المدمنين على المخدرات في العراق يتراوح بين 500,000 إلى 700,000 شخص، مع تزايد مستمر في أعداد الشباب والمراهقين المتعاطين.

وتوثق تلك التقارير أنواع المخدرات المنتشرة، التي تشمل «المواد المخدرة الشائعة في العراق الحشيش، الأفيون، والميثامفيتامين، بالإضافة إلى أدوية طبية مثل الترامادول والكبتاغون، ويُعد الحشيش والأفيون من أكثر المواد انتشارًا».

وتشير الى ان «الوفيات المرتبطة بالمخدرات، تزايدت في السنوات الأخيرة، وتشير بعض التقديرات إلى مئات الوفيات سنويًا بسبب الجرعات الزائدة ومضاعفات الإدمان».

ويرتبط انتشار المخدرات بزيادة في معدلات الجريمة، لا سيما ان هناك عصابات منظمة تتورط في تهريب وتوزيع المخدرات. وتسجل الأجهزة الأمنية ارتفاعًا في عدد القضايا المتعلقة بالمخدرات، مع ضبط كميات كبيرة من المخدرات بانتظام.

نسبة غير قليلة 

من جهته، قال د. فاضل المندلاوي طبيب باطنية وقلبية ان «ادمان الادوية بشقيها المخدرة والمهدئة، هو احد اشكال ادمان المواد المخدرة شيوعاً، وهو البديل عن  المخدرات المعروفة وانواعها»، عازيا اسباب تناميها الى «عدم التزام بعض الصيادلة بضوابط صرف مثل هذه الادوية».

وأضاف ان «التساهل وعدم الالتزام بالضوابط، هو الذي يشجع المدمنين على ان يلتجئون الى هذه الأدوية لإرواء عطشهم وإدمانهم»، داعياً نقابة الصيادلة ووزارة الصحة الى تشديد المراقبة على الصيدليات والمذاخر».

وتابع حديثه لـ»طريق الشعب»، ان «قانون نقابة الصيادلة يلزمها بمتابعة كيفية صرف الادوية بصورة عامة، والالتزام بصرف الادوية المخدرة، وهذا يندرج ضمن واجبات نقابة الصيادلة وضمن واجبات دائرة التفتيش في وزارة الصحة».

ودعا المندلاوي الى «زيادة جهد التفتيش والمتابعة من قبل وزارة الصحة»، معللا سبب اللجوء الى هذا النوع من الادمان لكون هذه الادوية متوفرة وبمتناول اليد، ويجري تعاطيها بدون خوف من القانون.

واختتم حديثه بالقول: ان هناك مراكز علاجية في بغداد والمحافظات لمعالجة كافة انواع الادمان، ومن ضمنها ادمان الادوية المخدرة، مبيناً أن «اي حالة مرضية ترغب في العلاج الطوعي تعفى من الملاحقة القانونية».

****************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الشركات الصينية وإدارة ثلثي نفط العراق

لموقع Oilprice.com كتب الخبير النفطي سايمون واتكينز مقالاً حول جولة التراخيص الأخيرة التي أجرتها وزارة النفط، أشار فيه إلى أن منح عقد التنقيب والإنتاج لثاني أكبر حقل غاز في العراق إلى كونسورتيوم صيني يضم اثنتين من شركاته غير المعروفة نسبيًا، يختتم شهرًا مذهلاً من النجاح لبكين، خاصة وهو يأتي بعد سلسلة من امتيازات ترخيص النفط والغاز الجديدة التي فازت بها شركاتها مؤخراً.

إنجاز رائع

ولم يعتبر واتكينز هذا العقد إنجازاً رائعاً لمجموعة جيريه الصينية (التي تضم نصف الكونسورتيوم) فحسب، بل ومؤشراً يعكس ضعف اهتمام العراق بالاستثمارات الأمريكية، مقارنة مع اهتمامه بمنح شركة بترو العراق، التي تضم ممثلي شركة النفط البحرية الوطنية الصينية ومصالح هندسية مملوكة لمقر شركة خاتم الأنبياء الإيرانية للإنشاءات، حصة الأسد في تراخيص النفط والغاز ولاسيما بحقل غاز المنصورية، الذي يحتوي على ما يقدر بنحو 4.5 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز، ويتوقع أن ينتج حوالي 300 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا من الغاز حين يبلغ ذروته لاحقاً.

حقل مهم

وأشار المقال إلى أهمية حقل المنصورية بسبب حجم احتياطياته، التي تضعه مباشرة خلف حقل عكاز في التسلسل الهرمي لمواقع الغاز في العراق، وكذلك بسبب موقعه الجغرافي القريب جداً من الحدود الشرقية مع إيران من جهة، وعدم وجود مسافات كبيرة بينه وبين الموانئ الإستراتيجية الرئيسية في بانياس وطرطوس واللاذقية من جهة أخرى، وهو ما يمنحه أهمية جيوسياسية كبيرة ايضاً.

وإضافة إلى أن رغبة الحكومة العراقية في تطوير الاقتصاد عبر استخدام احتياطيات البلاد النفطية الضخمة وغير المستغلة نسبياً، تفتح شهية بكين للهيمنة على قطاع النفط العراقي، وفق وايتكنز، فإن رخص تكاليف استخراج هذا النفط قياساً بأي مكان في العالم (1-2 دولار للبرميل)، تضاعف من تلك الشهية، لاسيما إذا ما تمت المصادقة النهائية على منح الصين تخفيضات بنسبة 30 بالمائة أو أكثر على النفط والغاز الذي تشتريه من العراق بموجب شروط اتفاقية “النفط مقابل الإعمار والاستثمار” لعام 2019، والتي تم توسيعها لاحقًا لتصبح “الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين” لعام 2021.

احتياطات هائلة

وذكر المقال بأن العراق يمتلك رسمياً حوالي 145 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة، أي حوالي 8 بالمائة من الإجمالي العالمي، وهو رقم يبدو أقل مما تؤكده وزارة النفط العراقية من أن البلاد تملك احتياطيات غير مكتشفة تبلغ 215 مليار برميل، وأقل بكثير مما قدرته وكالة الطاقة الدولية (IEA) لمستوى موارد العراق القابلة للاستخراج، والبالغة في نهاية المطاف حوالي 246 مليار برميل، من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي، إضافة إلى بلوغ إجمالي احتياطيات العراق من الغاز ما يزيد عن 8 تريليون متر مكعب، رغم إنها تبلغ حاليًا حوالي 3.5 تريليون متر مكعب.

النفط والإعمار

وأوضح وايتكنز بأن شروط “الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين” تتيح لبكين مجالًا كبيراً لتطوير البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد، وتمنحها عقودًا لبناء المدارس والمستشفيات والمرافق المهمة الأخرى ومنها على سبيل المثال مطار مدني في محافظة ذي قار الجنوبية الغنية بالنفط، مع مجموعة من ملحقاته من طرق ومخازن.

وخلص المقال إلى أن التعاون بين البلدين أثمر عن قيام شركات صينية بإدارة أكثر من ثلثي إنتاج العراق الحالي من النفط والغاز، وأن الإتفاقيات المبرمة ستكون سارية المفعول لخمس وعشرين سنة، قابلة للتمديد خمس سنوات اضافية.

******************************************************

عين على الأحداث

ردتك عون طلَعتْ فرعون

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن قرار إغلاق 23 مخيماً يضم 150 ألف عراقي، وذلك لإجبارهم على العودة لديارهم التي تفتقد لمستلزمات الإقامة الآمنة. واعتبرت المنظمة الدولية الأمر مخالفة للقانون الدولي الذي لا يسمح بإجبار أي شخص على العودة إلى مكان لا يتمكن فيه من استئناف حياة كريمة. هذا وقامت وزارة الهجرة، التي تحوم حول نشاطاتها شبهات تقصير وفساد لا تحصى، برفع دعوى قضائية على الإقليم لأنه تردد في إغلاق المخيمات بالقوة، مبدية إصرارا غريباً على استخدام الحرمان من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والكهرباء والأمن والوثائق الثبوتية، لإجبار النازحين على ترك المخيمات.

جراد العصر

تقلصت المساحات الخضراء في العراق من نحو 50 إلى 17 بالمائة سواء بسبب إستيلاء المتنفذين والأغنياء الفاسدين عليها وتحويلها لبنايات سكنية، أو جراء التغيرات المناخية وتقصير السلطات في مواجهتها، حتى باتت الغابات لا تشكل سوى 2 بالمائة من مساحة البلاد. هذا وفيما أكدت وزارة الزراعة على الحاجة إلى 15 مليون شجرة لتأمين غطاء نباتي يوقف تمدد التصحر وتلوث الهواء والارتفاع المريع في حرارة الجو، يطالب الحريصون الجميعَ على التحرك العاجل لإنقاذ البساتين والغابات وتنميتها وخلق توازن بين البناء والخضرة ومتابعة الالتزام به ومكافحة الجراد المتوحش الذي يكاد ينهيها ويحطم معها صحة الناس وخاصة الأجيال القادمة.

الفرار من «نعيم» المحاصصة

أعرب المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان عن اعتقاده بوجود أربعة ملايين لاجئ عراقي حول العالم، وأن 757,323 مواطناً عراقياً قد قدموا طلبات للجوء إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبعض الدول العربية خلال الفترة 2015 – 2023، إضافة إلى مئات اخرين ابتلعتهم مياه البحار قبل أن يصلوا لدول اللجوء وكان آخرهم أفراد عائلتين غرقوا في سفينة لتهريب البشر، الأسبوع الماضي. هذا وفي الوقت الذي تشكل فيه هذه المآسي عاراً على “أولي الأمر” وتفضح حقيقة ما يدعونه من انجازات ونجاحات، يطالب الناس بالإسراع في معالجة المشكلة وتوفير السبل الكفيلة لعودة اللاجئين العراقيين لبلادهم.

گولو فرهود

قرر العراق تمديد خطة تصدير الوقود إلى لبنان حتى العام 2028، لتلبية احتياجاته من الكهرباء رغم عدم قيام بيروت بدفع أثمان النفط الذي كانت قد حصلت عليه والبالغة 550 مليون دولار، وعدم ايفائها بالإتفاق على توفير الخدمات الصحية للمرضى العراقيين. هذا وفيما يتوقع أن تصل تكاليف الخطة الجديدة إلى 5.45 مليار دولار، يطالب الناس الحكومة بإيقاف هدر المال العراقي، لا رفضاً لدعم الأشقاء، بل لفساد هذه الصفقات التي يتقاسم فيها متنفذون من البلدين أرباحاً طائلة تُنتزع من جيوب كادحي الشعبين، ودليلهم على ذلك صفقة وقود مشابهة أوقفتها الحكومة الجزائرية بعد افتضاح فسادها.

ليش متعجبين؟

احتجت اللجنة القانونية النيابية، على مباشرة أعضاء مجلس أمناء شبكة الإعلام قبل التصويت عليهم داخل البرلمان، بإعتبارها مخالفة قانونية، تتطلب اتخاذ “إجراء مناسب”، متهمة الحكومة بمحاولة كسر الكثير من القوانين ومخالفتها واستغلال العطلة التشريعية لتمرير ما تشاء من إجراءات. هذا وفيما اتفقت لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام النيابية مع احتجاج اللجنة القانونية، رأى الكثير من الناس الخلاف متسقاً مع واقع حال منظومة المحاصصة حيث لا يُحترم الدستور ويتم تكييف القانون لخدمة المتنفذين ويتمدد الفساد ونفوذ السلاح المنفلت ويجري إضعاف ممنهج لهيبة الدولة ويُنهب المال العام، ولا يُّفتضح الخراب الاَ عند اختلاف المتحاصصين على الغنائم.

****************************************************

الصفحة الرابعة

أصحاب المولدات يبررون رفعها بقلة «حصة الكاز» مخالفات بالجملة في أسعار الكهرباء الأهلية ومبالغ تصاعدية يتكبدها المواطنون 

بغداد – سيف زهير

يشكل الانقطاع المتواصل للكهرباء الوطنية مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، التي رافقها صعود في سعر الأمبير الذي تجهز به المولدات الأهلية منازل المواطنين، معاناة يومية للعراقيين منذ دخولهم في موسم الصيف وحتى انتهائه.

ويشكو المواطنون من عدم التزام أصحاب المولدات بالتسعيرات الرسمية التي تحددها الجهات المعنية، فضلا عن غياب الإجراءات الحقيقية لردع اي محاولة استغلال للمواطنين.

وصوّت مجلس محافظة بغداد امس الأربعاء، على تسعيرة جديدة للمولدات الأهلية لشهري آب وتموز، إذ فرضت 8 آلاف دينار لأمبير الخط العادي و12 الفاً للخط الذهبي.

ويقرّ بعض أصحاب المولدات بوجود حالات استغلال يقوم بها ضعاف النفوس، لكن الاخيرين يؤكدون أنهم لا يحصلون على كميات كافية من مادة (الكاز) المدعوم حكوميا، انما يضطرون الى الحصول على الوقود باسعار أعلى من المعتاد في السوق السوداء، الامر الذي يجعلهم في مواجهة خيارات صعبة.

تسعيرات إعلامية

واستطلعت «طريق الشعب» آراء المواطنين في أكثر من محافظة، للتعرف الى أوضاعهم في ما يخص أزمة الكهرباء، خلال أيام حزيران اللاهبة.

يقول المواطن أمين الجنابي (من أهالي المحمودية)، أن «الأسعار تتفاوت في أحياء المدينة، وهنالك تلاعب من قبل أصحاب المولدات بالتسعيرات التي اعلن عنها في وقت سابق قائمقام المحمودية».

ويضيف الجنابي، ان «التسعيرة الرسمية لامبير المولدات التي حققت تشغيل يتراوح بين ١٤٠ - ۱٥٠ ساعة هو 9 آلاف دينار، بينما يبلغ 10 آلاف دينار للمولدات التي حققت تشغيل يتراوح بين ۱٦٠- ۱٧٠ ساعة، لكن أصحاب المولدات يتلاعبون بالأسعار، حيث يكون سعر الأمبير عشرة آلاف دينار في مكان معين، لكنه يرتفع الى 15 الف دينار في أماكن أخرى، ويمكن لمحافظة بغداد ان تتابع ميدانيا هذا التلاعب غير المشروع».

مولدات خارج نطاق المحاسبة

من جانبه، يقول المواطن محمد مازن (من مدينة الحرية ببغداد) لـ»طريق الشعب»، أن «الجهات الرسمية تتحدث عن وضع عدادات للمولدات الأهلية، لكن هذا لا يطبق بشكل حقيقي، وأن سعر الأمبير يصل إلى 15 ألف دينار، ولا توجد محاسبة ومتابعة لعمليات الاستغلال»، مضيفا أن «أصحاب المولدات يتقاضون مستحقاتهم بداية الشهر، وبذلك فأن فكرة العدادات تكون غير مجدية بهذه الطريقة».

ويضيف مازن، أن «الأشهر الماضية وقبل بدء موجات الحر، شهدت تحسنا في تجهيز الكهرباء الوطنية، بينما كان أصحاب المولدات يتقاضون 13 ألف دينار للأمبير الواحد»، لافتا إلى أن «أصحاب المولدات يضعون لافتات تشير الى وجود عدادات لكنها غير مفعلة، وان أسعار الأمبير مخالفة للتسعيرة الرسمية».

ويشكو أهالي قضاء الكرمة في محافظة الأنبار من اختلاف الأسعار التي يفرضها أصحاب المولدات، مؤكدين لـ»طريق الشعب» وجود اتفاقات بين بعض موظفي دوائر الكهرباء وأصحاب المولدات، حيث تكون الطاقة سيّئة جدا مع نهاية كل شهر، ليجبر المواطن على دفع الأجور التي يحددها أصحاب المولدات من دون اعتراض.

وظهر وزير الكهرباء قبل أيام في مدينة المحمودية ببغداد، وهو يحاسب الموظفين بشأن تغذية بعض المعامل من حصص المناطق السكنية برغم حرارة الاجواء وشكاوى المواطنين، الأمر الذي يوضح مدى حجم التلاعب الموجود.

مبالغ تصاعدية

وحددت كربلاء تسعيرة شهر حزيران بـ 7 آلاف دينار للأمبير العادي مع تشغيل 8 ساعات يوميا، و11 ألف دينار للأمبير الذهبي (تشغيل مستمر) بالتناوب مع ساعات التجهيز الوطني، لكن المواطن علي حسن يقول لـ»طريق الشعب» أن «أصحاب المولدات الأهلية يتقاضون الآن 10 آلاف دينار للأمبير العادي و15 ألف دينار للأمبير الذهبي»، وان الارقام تتصاعد شهريا.

كما تتراوح أسعار الأمبيرات في المحافظات، ولا يوجد نسق ثابت رغم كثرة التصريحات الحكومية والتأكيدات على ثبات الأسعار؛ ففي قضاء الحسينية ببغداد، يتراوح سعر الأمبير بين 12 و15 ألف دينار، بينما يزيد مبلغه على 20 ألف دينار في بعض مناطق الكرخ كالسيدية والدورة.

هذا وحدد مجلس محافظة بغداد تسعيرة المولدات لشهر حزيران بـ 6 آلاف دينار للخط الاعتيادي، وبواقع تشغيل 7 ساعات فعلية من ١٢ ظهرا الى ١٢ ليلا، وخط اعتيادي آخر بـ 9 الاف دينار، بواقع تشغيل من ١٢ ظهرا الى ٦ صباحا. بينما سعر الامبير للخط الذهبي ١٣٠٠٠ دينار، بواقع تشغيل ٢٤ ساعة بالتناوب مع الكهرباء الوطنية، وتكون آلية التسديد من قبل المواطن بوصل من قبل اصحاب المولدات، ويحاسب المخالف حسب القوانين والضوابط النافذة. لكن أهالي المحافظة يشكون عدم الالتزام بهذه الأسعار والتلاعب بطريقة فاضحة.

وفي السياق ذاته، فرضت المثنى تسعيرة بـ 8 آلاف دينار على الأمبير الواحد للمولدات الاهلية. بينما يبلغ سعر الأمبير في منطقة الجربوعية 10 آلاف ومثلها في حي الشهداء وحي المهندسين، مع التزام بعض اصحاب المولدات بالتسعيرة في مناطق حي الحسين وحي العسكري.

أسعار متفاوتة من منطقة الى أخرى

يقول الحقوقي حسين مطشر في ناحية الوحدة جنوبي بغداد، أن اي تسعيرة لم تنشر حتى الان، وان أصحاب المولدات يتقاضون مبالغ أكبر من التي تم تحديدها في الاشهر الماضية، حيث ارتفع سعر الامبير من 10 آلاف إلى 12 ومن ثم 14 ألف دينار.

من جانبه، يتحدث المواطن عبد الحسين اللامي (من أهالي الشعب) لـ»طريق الشعب»، حول التلاعب الحالي، قائلا: ان «الاسعار تزداد شهريا، فقد كان سعر الامبير 10 الاف قبل شهرين، ومن ثم اصبح 12 ألفا وهذا الشهر ارتفع الى 13 الفا».

ويشير اللامي الى ان «اصحاب المولدات يدعون ان هذه التسعيرات محددة من الحكومة».

وفي قرية الغدير في محافظة النجف، يشكو الاهالي وأصحاب المحال التجارية من ارتفاع سعر الامبير، مبدين رفضهم التسعيرة الجديدة للخط الذهبي، والبالغة 15 الف دينار للأمبير.

وفي شكوى لأهالي قضاء الحر في كربلاء، يؤكدون لـ»طريق الشعب»، أن «اصحاب المولدات وضعوا الفولتية الكهربائية على 150 فولت، وهي لا تكفي سوى لتشغيل الانارة، بينما سعر الامبير 11 الف دينار شهريا».

وفي الزعفرانية ببغداد، يقول المواطن سلام موسى لـ»طريق الشعب»، أن «أصحاب المولدات الأهلية يتقاضون مبالغ تتراوح بين 15 – 18 ألف دينار للأمبير الواحد»، مؤكدا «عدم وجود أي عداد وخصوصا في مناطق الربيع وشارع الكهربائي والرشيد وباقي احياء ومحلات الزعفرانية، علما أن التسعيرة تتصاعد للشهر الثالث على التوالي».

رأي أصحاب المولدات الأهلية

في المقابل، يشكو أصحاب المولدات من ضعف وتأخر تجهيزهم بالوقود المدعوم (مادة الكاز)، الأمر الذي يفرض عليهم شراء الكميات التي يريدوها بأسعار أعلى.

وبعد الحديث معهم بشكل تفصيلي، أوضح بعض أصحاب المولدات أنهم يواجهون العديد من المشاكل في عملية تجهيز مادة الكاز.

يقول محمد صبحي (صاحب مولدة) لـ»طريق الشعب» أنه يتعرض احيانا الى «خسائر بسبب تراجع ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية، واضطراره الى التشغيل لساعات طويلة، فيما يبقى سعر الكاز مرتفعا في الاسواق، فضلا عن كثرة الاعطال التي تتعرض لها المولدة خلال الصيف»، مضيفا أن «هناك اعباء اضافية مثل تغيير الزيت اربع مرات شهريا بحوالي 200 ألف دينار لكل مرة، ودفع راتب المشغل الذي يقارب مليون دينار».

وعن مشكلة تجهيز المولدات بالكاز المدعوم، يقول المتحدث أنه وآخرين غيره «لا يملكون سجلات تجهيز الكاز، ويضطرون الى شرائه من السوق السوداء بمبالغ كبيرة».

واضافة إلى هذا الواقع، يقول أحد أصحاب المولدات في محافظة صلاح الدين، أن «القائمقامية تجبر صاحب كل مولدة أهلية على دفع مبلغ 250 الف دينار شهريا»، لافتا إلى أن «الأمر ذاته يحدث أو باشكال مختلفة مع بقية أصحاب المولدات في أكثر من محافظة».

وفي خانقين، يكشف محمد سلمان (صاحب مولدة) عن وجود «جبايات سنوية تجبيها منا دوائر البلدية والماء والمجاري والكهرباء، والبيئة) اضافة الى مبالغ الاجازات التي يدفعها اصحاب المولدات، وشراء الكاز من السوق السوداء، في حين يتم وضع تسعيرات حكومية لا تراعي هذه الظروف، وتحاول الجهات المعنية أن تكسب ود الناس على حساب صاحب المولدة الذي يبحث عن رزقه».

***************************************************

أثر الصادرات السلعية على الاقتصاد العراقي

إبراهيم المشهداني

تعاني معظم الدول النامية ومنها العراق من إشكالية اقتصار الصادرات على منتجات الصناعة الاستخراجية وخاصة النفط المورد الأساس للدخل الوطني، الأمر الذي أدى إلى وضع الميزان التجاري في الاتجاه السلبي وانعكاسه على وحدانية الاقتصاد العراقي مما يتطلب الاهتمام الجدي في تنويع هيكل الصادرات في قطاع التجارة الخارجية لما له من أهمية كبيرة في توفير العملة الصعبة ونفعها على الاقتصاد الوطني ومخرجاته الاجتماعية.

 وتتفق العديد من الدراسات على مقاربات مشتركة وخاصة في العلاقة بين سعر الصرف للدينار العراقي مقابل الدولار في السوق الموازية الأكثر فاعلية خلال الفترة بين عام 2004 وعام 2020، وأن زيادة الاعتماد على الصادرات النفطية بشكل رئيسي أدى إلى تعميق أحادية الاقتصاد العراقي كما أظهرت أن خفض أو رفع سعر الصرف للعملات الأجنبية لا يؤثر على حجم الصادرات النفطية لكون أسعاره وكمياتها تحدد عالميا وفقا لقوى العرض والطلب، بينما يؤثر سعر الصرف الأجنبي في الحد من الاستيرادات غير الضرورية، في حين أثبت الجانب القياسي ونتائج الاستجابة الطويلة الأجل وجود تأثير غير معنوي عكسي ضعيف بين سعر الصرف والصادرات غير النفطية في العراق، واظهرت نتائج الاستجابة طويلة الأجل وجود تأثير معنوي بين سعر الصرف والاستيراد في العراق (المجلة العراقية للعلوم الاقتصادية العدد 78 مجلد 21) .

وتظهر البيانات التي اظهرتها إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط تحول الميزان التجاري بالاتجاه السالب بسبب اللجوء والإفراط في الاستيرادات لتلبية الحاجات الاجتماعية الاستهلاكية وحاجات الاقتصاد العراقي وخاصة في بعض القطاعات  وبالخصوص قطاع البناء والتشييد، اذ أظهرت هذه البيانات في الاستيرادات السلعية غير النفطية لعامي 2020 و2021، فعلى سبيل المثال أن قيمة الاستيرادات في عام 2020 كانت 13.836 مليار دولار ما يعادل 16.5 تريليون دينار عراقي من مختلف الدول، أما في عام 2021 فكانت قيمة الاستيرادات 10.663 مليار دولار يقابله 15.5 تريليون دينار من 9 دول عالمية، وأكثر هذه الاستيرادات من دول آسيوية، وأن قيمة الاستيرادات من الدول العربية كانت أقلها فقد بلغت 801 مليون دولار يقابلها 1.170 مليار دينار، وأن الفرق بين الاستيرادات والصادرات قد بلغت قيمته في الميزان التجاري بالاتجاه السالب 6.480 مليار دولار يقابلها 9.517 تريليون دينار .

 والأدهى من ذلك أن تعاملاتنا مع دول الجوار وخاصة مع تركيا وإيران والتي تناهز عشرات المليارات فأنها تتجه بالإيجاب لصالح هاتين الدولتين تقابلها أضرار ومخاطر ملموسة منهما تخفيض نسبة الوارد من تدفقات المياه بالحدود القصوى ما وضعت العراق بدرجة عالية المخاطر، وبضمنها الاعتداءات العسكرية التركية المستمرة التي تهدد مستقبل القطاع الزراعي والاستقرار، وفي نفس الوقت السعي لعرقلة عملية الاكتفاء الذاتي التي يحاول العراق انتهاجها، فعل سبيل المثال تصريح المدير العام لمكتب غرب آسيا لمنظمة تنمية التجارة الإيرانية عبد الأمير ربيهاوي في السابع من شهر حزيران الجاري بأنه على الرغم من انتاج حديد التسليح في العراق إلا أن هذا البلد لا يستطيع حظر استيراد حديد التسليح من ايران بسبب ارتفاع الطلب على هذا المنتج لافتقار العراق لتقنيات ايران في بعض المزايا المعدنية، وزاد على ذلك التحايل على الرسوم التي يفرضها العراق بالقول على التاجر الإيراني اذا توصل إلى تفاهم مع جهة عراقية تحدد مشروعا استثماريا فيمكنه الحصول على ترخيص من العراق لاستيراد هذا المنتج بدون رسوم كمركية.

 وبناء على ما تقدم ولمعالجة الخلل في الميزان التجاري ومعالجة هيكلية الصادرات لابد من اتخاذ الإجراءات التالية:

  1. بذل اهتمام استثنائي بتنويع هيكل الصادرات وتعددية السلع المصدرة في الميزان التجاري لتوليد العملة الأجنبية التي يحتاجها العراق للمساهمة في تمويل برامج التنمية الاقتصادية.
  2. العمل الجدي لبناء قاعدة صناعية كأساس للصناعة التحويلية حصرا واعتماد منتجات ذات قدرة تنافسية عالية في السوق الدولية.
  3. رفع درجة الصادرات في الميزان التجاري خارج إطار المواد الأولية الاستخراجية وإبدالها بمنتجات صناعية تحويلية.

*******************************************************

الصفحة الخامسة

المشاريع الخدمية تقتل الأشجار!  العراق.. التصحّر يبتلع 100 ألف دونم سنوياً

متابعة – طريق الشعب

خلال السنوات الأخيرة تقلصت المساحات الخضراء في العراق بشكل كبير، نتيجة التقصير في إدامتها والتجاوز عليها من الجهات الحكومية والمواطنين عبر تجريفها وتحويلها إلى أراض سكنية وتجارية، فضلا عن التغيرات المناخية التي أتت على الكثير من تلك المساحات. ووفقا لاختصاصيين في المجالين الزراعي والبيئي، فإن المساحات الخضراء تعتبر حاجة ملحّة وليست ترفاً كما تراها بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية.

وزحف النشاط العمراني على الكثير من المساحات الخضراء داخل المدن وخارجها، ما انعكس سلبا على البيئة وساهم في زيادة تلوث الهواء والتغير المناخي، في وقت تشهد فيه البلاد درجات حرارة تصل إلى 50 مئوية، ما يهدد بتنامي ظاهرة التصحر بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.

وتؤكد وزارة الزراعة أن البلاد بحاجة إلى زراعة أكثر من 15 مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي يقضي على التصحر. فيما يرى اختصاصيون أن إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار، يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بانبعاثات الصناعات النفطية وعوادم المولدات والمصانع وغيرها. ويعد العراق من بين أكثر البلدان تلوثا في العالم. واحتلت بغداد المرتبة 13 ضمن تصنيف المدن الملوثة عالميا خلال عام 2022 - حسب مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء. ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم زراعي جراء التصحر، وهذا ما أفاد به عام 2022 وزير البيئة السابق جاسم الفلاحي، وأكدته وقتها مدير عام دائرة الغابات والتصحر في وزارة الزراعة راوية مزعل.

وتلفت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، إى ان مساحات الغابات في العراق لم تعد تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 2 في المائة من إجمالي مساحة البلاد.

وأتت مشاريع فك الاختناقات المرورية التي بدأت بتنفيذها أمانة بغداد منذ العام الماضي في العديد من مناطق العاصمة، على أعداد كبيرة من الأشجار المعمرة، لا سيما في الكرادة داخل وشارع أبي نؤاس، الأمر الذي قلص كثيرا من المساحات الخضراء. وقد تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أسابيع، صورا تكشف عن تجريف مساحة خضراء جديدة في بغداد. حيث أقدمت أمانة العاصمة على إزالة الأشجار عن الجزرة الوسطية للشارع المؤدي إلى جسر الصرافية في منطقة العطيفية، لغرض بناء جسر جديد ضمن مشاريع فك الاختناقات!  

هل ستعوّض الحكومة المساحات الخضراء المفقودة؟!

عضو مجلس محافظة بغداد يحيى الخزعلي، يقول في حديث صحفي ان “هناك مساعي لتحويل مناطق في بغداد إلى مساحات خضراء. وقد تم تقديم مقترح لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإيقاف البناء والاستثمار داخل العاصمة للحد من الاكتظاظ السكاني وفسح المجال أمام إنشاء مناطق خضراء”، مؤكدا أن “السوداني وافق على هذا المقترح”.

وينوّه إلى أن “المناطق التي فيها مساحات خضراء تعاني وجود تجاوزات وأمور أخرى، لكن السوداني عازم على معالجة هذه الأماكن وتحويلها إلى مساحات خضراء، ومنها الشعبة الخامسة ومعسكر الرشيد”.

وكانت أمانة بغداد قد أعلنت في أيلول 2023، عن خطة زراعية تتضمن استحداث 108 حدائق وزراعة أكثر من 5 ملايين شتلة و375 ألف شجرة وشجيرة لزيادة المساحات الخضراء في العاصمة.

وأكدت وقتها في بيان صحفي، انها مستمرة في تنفيذ خططها بزيادة المساحات الخضراء والأماكن الترفيهية وتأهيل الحدائق والمتنزهات، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء وخدمة لأهالي العاصمة.

مستقبل مرعب!

من جانبه، يقول عضو “مرصد العراق الأخضر” المعني بحماية البيئة، عمر عبد اللطيف، أن “المساحات الخضراء في البلاد تقلصت إلى 17 في المائة، بعد أن كانت تبلغ نحو 50 في المائة، وذلك بسبب التغيرات المناخية وشح المياه وعدم اهتمام المواطنين بالزراعة، إلى جانب التقصير الحكومي في إدامة المساحات الخضراء وزيادتها”.  ويوضح في حديث صحفي أن “العراق بحاجة إلى مساحات خضراء كثيرة، وان توفيرها يستغرق من عام إلى عامين. لذلك يجب المباشرة بهذه المشاريع مبكراً، لكون المستقبل مرعبا من ناحية التغيرات المناخية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التلوث”. ويتابع عبد اللطيف قائلا أنه “في هذا العام لاحظنا ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي، ما يتطلب إعادة النظر في كل خطط المشاريع، وجعل المساحات الخضراء هي الأساس لإنعاش الأجواء”.

جدير بالذكر أن المساحات الخضراء تعمل على تحسين جودة الهواء والصحة العامة وتوفير متنفسات للترفيه والترويح عن النفس. كما أنها تساعد على تخفيض درجات الحرارة وامتصاص الملوّثات، وعلى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية وتقليل حدة الضوضاء والشعور بالاكتئاب.

حاجة ملحّة وليست ترفاً

إلى ذلك، يعزو الناشط البيئي فلاح حسن، غياب المساحات الخضراء في المدن إلى “اتباع بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية ما يسمى عسكرياً بـ(سياسة الأرض المحروقة). إذ تعتبر تلك الدوائر زراعة الأشجار ترفاً وجمالية وليست حاجة ملحّة”، مضيفا في حديث صحفي انه “متى ما تغير هذا المبدأ ستكون هناك مساحات خضراء في المدن وستحترم المشاريع وجود الأشجار وتحافظ عليها وتخصص نسبة من المساحة العامة للتشجير”.

ويؤكد أنه “في دول العالم هناك قوانين تمنع طغيان الأسمنت على المساحات الخضراء، لأن المباني تحتفظ بالحرارة في ظل غياب الغطاء النباتي. لذلك تعتبر المساحات الخضراء حاجة ضرورية ملحّة”.

ويواصل اختصاصيون في المجالين الزراعي والبيئي ومواطنون، مطالبة الحكومة ووزارة الزراعة والدوائر المعنية، بالاهتمام بالتشجير وزيادة المساحات الخضراء واستحداث غابات جديدة، فضلا عن دعم المبادرات الأهلية في هذا الخصوص.

***********************************************

مسيحيو سهل نينوى بين قيود التنظيم الإداري وخيار الهجرة

شمعون رستم شعيا

قام النظام السابق بإدخال قرى وبلدات سهل نينوى ذات المكون المسيحي ضمن التنظيم الاداري دونا عن بقية البلدات والقرى المجاورة التي تمتلك إلى اليوم حق البناء على اراضيها بدون اي قيود. فتم الاستيلاء على أراضيهم وفرزها الى قطع سكنية مسجلة في الطابو بغية اجراء تغيير ديموغرافي فيها. وبالفعل وُزع عدد كبير من تلك الأراضي على مواطنين عرب ليسوا من سكان المنطقة، حسب القرار 117.

وبعد سقوط النظام اصبحت عملية التغيير الديموغرافي مخالفة للدستور. فقد قام سكان هذه القرى والبلدات بشراء كثير من تلك القطع السكنية من الأشخاص الذين تم توزيعها عليهم، وبأثمان مغرية، لكن لا زال هناك العديد من القطع السكنية لم يتم توزيعه رغم مرور اكثر من عشرين سنة على سقوط النظام. ونتيجة الزيادة السكانية الطبيعية اصبح الكثير من العائلات بحاجة لمساكن، فأضطر الكثيرون إلى التجاوز على هذه القطع وبنوا عليها دورا تؤويهم، ما ادخلهم في صراع قانوني مع دوائر البلدية، وحتى الآن لم تحسم هذه القضايا رغم الوعود بتمليكهم تلك الأراضي. لذلك ان المشكلة لا زالت موجودة رغم ان الاجراءات المتخذة لمنع التجاوز باتت مشددة جدا. لذا أصبح لزاما علينا ان نتساءل: لماذا هذا التضييق على اهلنا في مناطقهم التاريخية؟ هل هو نهج متعمد لدفعهم إلى الهجرة؟ وما الفائدة من بقاء هذه القطع السكنية دون استخدامها في بناء المساكن، على اعتبار انها مفروزة للسكن منذ عقود؟ اليس من المنطق فسح المجال لشرائها وتوزيعها على العائلات التي لا تملك منازل من اهالي تلك البلدات، ام ان هناك مخططا آخر؟!

*****************************************************

البلدية: لن نرفعها.. المنطقة زراعية! النفايات تتراكم في شارع «حي دجلة» جنوبي بغداد

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي حي دجلة جنوبي بغداد، من تراكم النفايات على شارعهم الرئيس وأراضيهم الفارغة، مبينين أن منطقتهم غير مشمولة بخدمات البلدية، لكون جنس أراضيها زراعيا.

ويوضح عدد من الأهالي في حديث صحفي، انهم يعتمدون على كابسات أهلية تتسلم النفايات من أصحاب المنازل مقابل اشتراكات شهرية، في حين ترفض رفع النفايات المتراكمة على الأرض، إلا بعد أن يدفع لها السكان مبالغ إضافية.

ويبدي الأهالي قلقهم من التأثيرات السلبية لتكدس النفايات على الصحة والبيئة، مؤكدين أن المشكلة تتفاقم يوما بعد آخر، بسبب رفض معظم السكان دفع المبالغ للكابسات.

يقول المواطن عباس حسين، أن مهمة الكابسات الأهلية هي الدخول إلى أزقة المنطقة مرتين في الأسبوع، لتتسلم أكياس النفايات من الأهالي مقابل اشتراكات شهرية، مبينا في حديث صحفي أن الكابسات لا تقوم بإزالة النفايات عن الشارع الرئيس، كونه خارج مسؤوليتها، وإذا طلب منها الأهالي ذلك، تشترط دفع مبالغ إضافية.

أما المواطن علاء رحيم، فيطالب الحكومة وبلدية الدورة بتخصيص كابسات حكومية لإزالة النفايات عن شارعهم الرئيس بشكل منتظم، موضحا في حديث صحفي أن بعض السكان يقومون برمي النفايات على الشارع كي لا يشتركوا لدى الكابسات الأهلية.

ويؤكد، أنه في حال لم تتدخل الحكومة وتضع حلا عاجلا لهذه المشكلة، سيمتلئ الشارع بتلال من النفايات.

وتنقل شبكة “964” الخبرية عن مصدر في بلدية الدورة، قوله أن “حي دجلة منطقة زراعية تم استغلالها للسكن. لذلك هي غير مشمولة بخدمات البلدية”، مضيفا أن “البلدية تطلق حملات بين فترى وأخرى لإزالة النفايات المتكدسة على الشوارع الرئيسة في تلك المناطق”.  وينوّه إلى انه “في حال تم تحويل جنس أراضي حي دجلة إلى السكني، سيشمل بجميع خدمات البلدية”.

*********************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الرفيق صلاح عبد القادر العمران بوفاة شقيقه اسعد.

للفقيد الذكر العطر وللرفيق صلاح وأهله جميل الصبر.

كما تعزي اللجنة المحلية، بمزيد من الحزن والألم، الرفيق وسام حسن السالم بوفاة والده الرفيق حسن شالف (ابو وسام)، بعد معاناة طويلة مع المرض.

للفقيد الذكر الطيب وللرفيق وسام وأهله الصبر الجميل.

  • هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي/ اللجنة المحلية للحزب في واسط، تقدم التعازي والمواساة الى الرفيق محسن ناصر الكناني وصديق الحزب حميد الكناني بوفاة ابن عمهما حسين كاظم جاسم الكناني.

الذكر الطيب دوما للفقيد، والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

***********************************************************

الصفحة السادسة

ضابط صهيوني: شعرت بأني أساهم في قتل الفلسطينيين رفض واسع لاستمرار الحرب على قطاع غزة

 متابعة – طريق الشعب

أصيب 14 من جنود الاحتلال الإسرائيلي في المعارك الضارية بقطاع غزة، فيما ارتكب 4 مجازر أدت إلى استشهاد 60 فلسطينيا وإصابة 140 آخرين وذلك خلال 24 ساعة الماضية.

وفي تطورات الحرب، توقع مسؤول بارز في الكيان الصهيوني خسارة كبيرة إلى إسرائيل في حال أقدمت على فتح جبهة جديدة.

رفض متواصل للحرب

وعبر مواطنون في المغرب رافضون لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال عن غضبهم وسخطهم من رسو سفينة إسرائيلية في ميناء طنجة من أجل التزود بالوقود والطعام، خلال رحلتها من الولايات المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأعربت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عن رفضها لاستقبال سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة.

وفي سياق الاحتجاجات المتنوعة المتزايدة لرفض الحرب ودعم الشعب الفلسطيني، أقام طلبة جامعة أوتريخت الهولندية، الثلاثاء، اعتصاما جديدا في الجامعة بعدما فُضّ الاعتصام السابق بالقوة، وذلك للتعبير المستمر، عن احتجاج الطلبة على إقامة الجامعة لعلاقات أكاديمية وتجارية مع جهات إسرائيلية يراها المعتصمون مساهمة أساسية بحرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين.

على صعيد ذي صلة، سحب أكبر صندوق تقاعد خاص في النرويج استثماراته في شركة صناعة المعدات الثقيلة الأميركية (كاتربيلر)، بسبب المخاوف من احتمال مساهمتها في تسهيل انتهاك حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشارت مديرة الاستثمار في الصندوق كيران عزيز، إلى ان إسرائيل تستخدم معدات كاتربيلر في هدم البنى التحتية بهدف إقامة مستوطنات إسرائيلية.

في الأثناء، اعتصم عدد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، برعنانا شمالي تل أبيب وأغلقوا طرقا وشوارع للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين.

سندفع الثمن باهظاً

زعم الوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الثلاثاء، أن إسرائيل قادرة على إغراق لبنان بالظلام، وإضعاف جزء كبير من قدرات حزب الله العسكرية خلال أيام، لكنها ستدفع ثمنا باهظا أيضا.

وأوضح غانتس، انه «يجب الاستعداد لسيناريو استهداف البنى التحتية والحوادث التي قد تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا، وأكد أن هذا هو ثمن الحرب التي يجب تجنبها»، واستدرك بالقول: « لكن إذا اضطرت إسرائيل لخوضها، فيجب عدم التراجع».

وفي تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت عن حزنه لمغادرة بعض الإسرائيليين البلاد، داعياً إياهم إلى عدم المغادرة.

 وقال بينيت: «بالأمس أخبرني مهندس برمجيات لامع أعرفه أنه وعائلته سيغادرون إسرائيل إلى بلد في أوروبا، قبل بداية العام الدراسي المقبل».

هذا التصريح، يؤكد التقارير الإعلامية بأن العديد من الإسرائيليين غادوا إلى دول أوروبية، خوفاً من الحرب وتداعياتها المضرة، بالإضافة إلى انهم لا يشعرون بان إسرائيل بلدهم الأم.

مساعدة الجنود الأمريكان

أقر الضابط المستقيل من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية هاريسون مان إن «الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ما كانت لتستمر إلى اليوم لولا الدعم الأميركي غير المحدود» واكد، أن «جنودا أميركيين يقاتلون الآن دفاعا عن إسرائيل».

واستقال مان بعد تأكده من أن «حملة الجيش الإسرائيلي على غزة تستهدف التدمير والتخريب والتطهير العرقي للفلسطينيين بشكل كامل»، مشيراً إلى ان ضباطا آخرين استقالوا للسبب ذاته.

وقال مان: «لقد شعرت بأن كل يوم أذهب فيه إلى مكتبي هو مساهمة في قتل الفلسطينيين، مما دفعني للاستقالة»، مضيفا «كوني كنت مساعدا لمدير المركز الإقليمي للشرق الأوسط، فقد كنت مطلعا على المناقشات الأميركية بشأن مواصلة دعم إسرائيل عسكريا واستخباريا، وأدركت أن هذا الدعم لن يتغير»

مذكرات قبض

توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صدور مذكرة اعتقال بحقه وبحق وزير دفاعه يوآف غالانت من قبل محكمة الجنايات الدولية قريباً.

جاء ذلك خلال نقاش عقده، مساء الثلاثاء، مع وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر والنائب العام غالي باهاراف ميارا، بشأن إمكانية موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على طلب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان وإصدار مذكّرات الاعتقال بحقّه. 

وأكّد نتنياهو أن المحكمة ستوافق على طلب المدّعي العام وتصدر أوامر ضدّه قريباً وربما قبل سفره إلى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة بالكونغرس في 24 تموز.

*****************************************************************

الشارع المصري يغلي: دعوات لرحيل السيسي

القاهرة – وكالات

طالب مواطنون مصريون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ(الرحيل) بعد شكاوى كثيرة من انقطاع التيار الكهرباء لفترات طويلة، ودشنوا وسم (ارحل يا سيسي) على مواقع التواصل الاجتماعي. ويأتي ذلك بعد إعلان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الثلاثاء، إغلاق جميع المحال التجارية في الساعة العاشرة مساءً، عدا الصيدليات والمطاعم والسوبر ماركت حتى الواحدة صباحاً بدءً من الشهر المقبل لترشيد استهلاك الكهرباء خلال فصل الصيف.

وأضاف مدبولي خلال مؤتمر صحفي اننا بحاجة إلى مليار دولار، من أجل تجاوز الأزمة، وأرجع سببها إلى خروج أحد حقول الغاز في إحدى الدول المجاورة من الخدمة.

وأعاد المواطنون نشر تصريحات السيسي التي تحدث فيها عن أن أحد إنجازاته هو بناء محطات كهربائية حمت البلاد من انقطاع التيار الكهربائي، وتداول مستخدمو مواقع التواصل صورا لأحياء ومناطق في محافظات مختلفة وهي مظلمة بسبب انقطاع الكهرباء.

كما أنهم أعادوا نشر وعوده السابقة بتحسين الأوضاع المعيشي، بعد أن تنصل منها السيسي في مؤتمراته السابقة قائلا: «لم أعدكم بالسمن والعسل».

*********************************************************

كينيا.. قتلى وجرحى في تظاهرات مناهضة لقانون الضرائب

نيروبي - وكالات

ارتفع عدد القتلى في كينيا، إلى ما لا يقلّ عن 13 شخصًا، خلال التظاهرات المناهضة لقانون الضرائب الذي فرضته الحكومة، بحسب ما قال رئيس الجمعية الطبية الكينية.

وقال سايمن كيغوندو: «لدينا حتى الآن 13 قتيلًا على الأقل، لكن هذا العدد ليس نهائيًا». وشهدت كينا اقتحام متظاهرين مبنى البرلمان، احتجاجا على قانون الضرائب الجديد، وبحسب شهود عيان فإن النيران اشتعلت في أجزاء من البرلمان.

وذكر مسعف خارج البرلمان أن» 50 شخصا على الأقل أصيبوا جراء إطلاق النار والغاز المُدمع من قِبل الشرطة على مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في المكان».

وقال صحفيون إن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع، عندما بدأت مجموعات صغيرة من المتظاهرين بالتجمهر في المنطقة التجارية المركزية ومنطقة كيبيرا في وقت مبكر، الثلاثاء الماضي، وقد كان بعض المتظاهرين يرددون شعارات مناهضة للرئيس الكيني وليام روتو.

*******************************************************

أمريكا تفرض عقوبات جديدة على الجيش الايراني

واشنطن - وكالات

كشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن فرض الولايات المتحدة عقوبات على نحو 50 كيانا وشخصا اتهمتهم بتشكيل (شبكة ظل مصرفية) من أجل نقل مليارات الدولارات لصالح الجيش الإيراني.

وقالت الوزارة الأمريكية في بيان، إن «المستهدفين بالإجراءات الجديدة ساعدوا عبر شبكة الظل وزارة الدفاع والحرس الثوري في إيران في الوصول إلى النظام المالي الدولي وإجراء عمليات تعادل مليارات الدولارات منذ عام 2020.

ووفقا للبيان، فإن الجيش الإيراني والحرس الثوري يحصلان على الأموال بصورة رئيسية عبر بيع النفط والبتروكيماويات.

وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية، أن عائدات وزارة الدفاع الإيرانية وقوات الحرس الثوري عبر شبكات من مكاتب صرافة إيرانية، وشركات أجنبية أخرى تعمل واجهة، ساعدت في تمويل وتسليح وكلاء إيران، ومنها جماعة الحوثي في اليمن التي تشن عمليات عسكرية ضد مصالح الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب نقل طائرات مسيرة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.

*************************************************************

أطلقوا سراح المناضلة الشيوعية السودانية

آمال الزين

يدين الحزب الشيوعي العراقي بقوة اعتقال الرفيقة آمال الزين، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني صباح أمس، من قبل المخابرات العسكرية، والتكتم على مكان اعتقالها، ويطالب بالإفراج عنها فورا.

كما نعبّر عن القلق العميق لمنع أسرة الرفيقة آمال ومحامين من الاتصال بها والاطمئنان على سلامتها، خصوصا أنها تعاني من أمراض وبحاجة إلى تفقد وضعها الصحي من قبل أطباء وتقديم العلاج الضروري لها. ونحمّل السلطة العسكرية المسؤولية الكاملة عن تعريض حياتها للخطر.

إن اعتقال الرفيقة آمال استهداف للحزب الشيوعي السوداني الذي يناضل بثبات، مع القوى الوطنية الديمقراطية، لإنقاذ الشعب والبلاد من كارثة الحرب الدموية وتحقيق السلام الشامل.

واذ نؤكد مجددا تضامننا مع الشعب السوداني ضد الحرب ومن أجل السلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، نطالب بوقف جرائم القمع والانتهاكات الفظة لحقوق الانسان والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين في السودان.

الحرية للرفيقة آمال الزين!

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

 25 حزيران 2024

*********************************************************

الإيرانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية

طهران - وكالات

يتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع، يوم غد الجمعة، لانتخاب رئيس جديد من بين ستة مرشحين.

ويحظى ثلاثة من هؤلاء المرشّحين بفرص أفضل للفوز وهم الرئيس المحافظ للبرلمان محمد باقر قاليباف والمحافظ المتشدّد سعيد جليلي الذي قاد التفاوض بشأن الملف النووي والنائب الإصلاحي مسعود بازشكيان.

وقد تؤدي هذه المنافسة إلى إجراء جولة ثانية، وتشير توقعات إلى إمكانية انخفاض نسبة المشاركة عن الانتخابات السابقة والتي بلغت 49 في المائة، فيما انقسم متحدثون بشأن مشاركتهم من عدمها، فتقول المهندسة ندى التي قابلتها وكالة فرانس برس في حيّ تجريش في شمال طهران: «من المستحيل أن أصوّت (…) لأنه بغض النظر عمّن سيُنتخب، لن يُغيّر ذلك شيئًا بالنسبة للشعب»

أمّا جاليه وهي ربّة منزل، فتؤكّد استعدادها للتصويت هذا العام في ظلّ الكثير من الملفات مثل البطالة أو الفقر”.

ويعتبر خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز أن «على الرئيس المقبل مواجهة التحدي المتمثل في اتساع الفجوة بين الدولة والمجتمع، ولم يطرح أي مرشح حتى اللحظة خطّة ملموسة لحلّ المشاكل وفق قوله.

********************************************************

طاردته الولايات المتحدة 14 عاما.. جوليان أسانج يستعيد حريته

متابعة – طريق الشعب

جوليان أسانج صاحب موقع ويكيليكس يستعيد حريته، هذا ما أعلنه موقع وبكيليكس على منصة «أكس»، وتناقلته وسائل الإعلام. ونشر الموقع مقطع فيديو في تلك الليلة يظهر الرجل البالغ من العمر 52 عاما وهو يستقل، الاثنين الفائت طائرة في مطار ستانستيد البريطاني.

فرح ومخاوف

وعلى الرغم من فرحة الأخبار السارة، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة. وقبل أن يتمكن أسانج من العودة إلى عائلته في أستراليا، يجب عليه الذهاب إلى مستعمرة سايبان الأمريكية بالقرب من غوام للاعتراف بالذنب أمام قاضٍ أمريكي. ويحاول أنصاره منذ سنوات منعه من دخول الأراضي الأمريكية. ويواجه هناك عقوبة تصل إلى 175 عامًا في السجن أو عقوبة الإعدام. ومن الممارسات الشائعة أن يتفاوض محامو الدفاع والادعاء على تفاصيل صفقاتهم قبل موعد المحكمة. ومن المتوقع أن يقر الرجل البالغ من العمر 52 عاما بالذنب في تهمة التآمر للحصول على وثائق دفاع أمريكية سرية وتوزيعها. لقد نشر عشرات الآلاف من الوثائق حول جرائم الحرب في العراق وأفغانستان - بما في ذلك تسجيلات فيديو من مروحية هجومية أمريكية تحت عنوان «القتل العمد».

ومن المتوقع أن يُحكم على أسانج بالسجن لمدة 62 شهرًا، وهي المدة التي أمضاها أسانج في السجون البريطانية، وقالت زوجته ستيلا أسانج: « أشعر بالبهجة، لكنني أشعر بالقلق أيضا لأنني معتادة على ذلك، أن أي شيء يمكن أن يحدث. لكن يبدو أننا فعلنا ذلك.» وكان هناك رد فعل مماثل، حيث قال جيريمي زيمرمان. رفيق أسانج وصديقه: «إن ما حدث يستحق الاحتفال»، لكن هناك «أسباباً تدعو للقلق أيضاً». وأوضح أن الاتفاق يمكن أن يحتوي على الكثير من البنود غير العادلة، مثل حظر أسانج من التعبير عن رأيه مستقبلا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإقرار بالذنب يعد «إشارة سياسية قوية لتقييد الجهود الصحفية الأخرى مثل نشاط موقع ويكيليكس».

وقالت ستيلا أسانج، التي كانت ذات يوم ضمن فريقه الدفاع عن أسانج: إن «الاعتراف بالذنب بموجب قانون التجسس فيما يتعلق بجمع ونشر المعلومات» يمثل «مشكلة خطيرة للغاية بالنسبة للصحفيين الذين يغطون ملفات الأمن القومي». ووصف الاتحاد الدولي للصحفيين إطلاق سراح أسانج بأنه «انتصار للصحفيين في جميع أنحاء العالم».

في الطريق إلى أستراليا

تم نقل أسانج جوا إلى جزر ماريانا الشمالية في المحيط الهادئ. وهي مجموعة جزر لمل يسمى بالإقليم الأجنبي غير الملحق بالولايات المتحدة الأمريكية. ووفقاً للملفات المقدمة إلى المحكمة المحلية في جزيرة سايبان، وافق أسانج على الاعتراف بالذنب في تهمة واحدة: التآمر للحصول على وثائق دفاع أمريكية سرية والكشف عنها.

ورافق أسانج في رحلته ستيفن سميث المفوض السامي الأسترالي لدى بريطانيا. ربما يكون فريق أسانج قد ضغط من أجل حضور سميث. ويعود ذلك إلى تقرير صدر في عام 2021 أشار إلى أن رئيس وكالة المخابرات المركزية آنذاك، مايك بومبيو، فكر في اختطاف أسانج أو حتى قتله.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز يوم الثلاثاء إن قضية أسانج استمرت لفترة طويلة «بغض النظر عن آراء الناس بشأن جوليان أسانج وأنشطته». «لا يوجد شيء يمكن كسبه من استمرار احتجازه ونريد إعادته إلى أستراليا». وقبل بضعة أسابيع فقط، قال ألبانيز إنه ناقش الأمر في اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في الخريف الماضي. وصوت البرلمان الأسترالي لصالح إطلاق سراح أسانج والسماح له بالسفر إلى أستراليا.

وثائق سرية

ونشر موقع ويكيليكس مئات الآلاف من الأوراق العسكرية الأمريكية الداخلية والبرقيات الدبلوماسية في عام 2010. وكشفت الوثائق أدلة على أن عدد القتلى من المدنيين على أيدي القوات الأمريكية وقوات التحالف في كل من أفغانستان والعراق كان أكبر مما اعترفت به واشنطن علنًا.

بعد أن فقد أسانج حق اللجوء في سفارة الإكوادور في نيسان 2019 بعد مرور سبع سنوات، بعد عودة اليمين إلى السلطة في الإكوادور، أدانته محكمة في لندن بانتهاك شروط الكفالة. انتهى الأمر بمؤسس ويكيليكس في سجن بيلمارش شديد الحراسة. وفي العام نفسه، كشفت الولايات المتحدة عن لائحة اتهام معدة مسبقا تعود لعام 2018. التهمة: التآمر ر. وفي أيار 2019، أضافت هيئة محلفين أمريكية 17 تهمة تجسس. ومنذ ذلك الحين، يواجه أسانج عقوبة السجن لمدة تصل إلى 175 عامًا في حالة إدانته.

وفي صيف عام 2022، وافقت وزيرة الداخلية البريطانية آنذاك، بريتي باتيل، على تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين حاول محاموه منع تسليمه في المحاكم البريطانية. وفي أيار، سمح القضاة في لندن لأسانج بالطعن بقرار تسليمه مرة أخرى، لعلمهم أن أسانج قد يواجه التمييز في محاكم الولايات المتحدة لأنه ليس مواطنًا أمريكيًا.

وقال جيمس كلابر، مدير المخابرات الأمريكية الأسف، إن اعتراف أسانج بالذنب في إحدى تهم التجسس كان حاسما. وأضاف: «لا أعتقد أن سلطات إنفاذ القانون ومجتمع الاستخبارات كانت ستوافق على هذا الاتفاق دون الإقرار بالذنب». وقال كلابر إن تصرفات أسانج «كان من الممكن أن تعرض الأشخاص للخطر أو تعرض المصادر أو الأساليب للخطر». ومع ذلك، لا يوجد حاليا أي دليل على حدوث ذلك.

*****************************************************

الصفحة السابعة

أقسام الصحة والسلامة في مؤسسات العمل «مهملة» عمال المهن الحرة يواجهون خطر الإجهاد الحراري

بغداد - نورس حسين

على الرغم من الإجراء الحكومي بتقليص ساعات العمل تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، يواجه العديد من عمال النظافة وعمال المهن الحرة خطر الموت، تحت لهيب الشمس، في ظل تقاعس حكومي مستمر عن حمايتهم.

ويقول عامل النظافة حسين مرزة لـ”طريق الشعب” إنه في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة تقليص ساعات الدوام بسبب ارتفاع دراجات الحرارة، توجه أمانة بغداد بتشديد العمل على عمال النظافة، بسبب عطلة عيد الاضحى والتي تزامنت بعدها عطلة عيد الغدير”.

ويذكر مرزة الذي يعمل في الوجبة الصباحية أن أجور العمل التي يتقاضاها شهريا “200 ألف دينار” على الرغم من تثبيته على الملاك الدائم منذ عامين، منبها إلى ان “عمال النظافة يفتقرون إلى كافة اشكال متطلبات السلامة خاصة خلال فصل الصيف”.

غياب متطلبات السلامة

وحول طبيعة عمله مع ارتفاع درجات الحرارة يفيد “لا يوجود أي شكل من أشكال الحماية لعمال النظافة باستثناء البدلة الفسفورية التي تحميهم من الحوادث المرورية إضافة إلى توجيهات بارتداء القبعات اثناء العمل”، منوها إلى أن “الكثير من زملائه خاصة العاملين في الوجبة المسائية تعرضوا إلى حالات إغماء بسبب الحرارة الشديدة”.

ولم تقتصر إصابات العمل على عمال النظافة بل يشتكي أيضا عمال المهن الحرة وضمنهم عمال تسليك المجاري من موجة الحر الشديد التي تتعرض لها البلاد.

ويقول لفته حسن خلف وهو عامل تسليك مجاري منذ 20 عاما إنه يعاني من صعوبة الشمول بالرعاية او الضمان الاجتماعيين على الرغم من محاولات التقديم، منبها إلى أن “هناك الكثير من المواطنين لم يتمكنوا من الشمول وذلك لعدة أسباب في مقدمتها أولوية القبول لمن يمتلك الواسطات ويدفع الرشوة المالية فضلا عن فرض رسوم مالية كبيرة يعجز العامل البسيط عن تسديدها”.

ويلفت المواطن إلى أن أجور عمله تتراوح يوميا بيـن 15- 20 ألف دينار وهناك أيام أخرج إلى العمل دون مقابل.

وينبه لفته وهو مسؤول عن تربية سبعة أطفال ويسكن في دار مؤجرة أن واقع حال المواطنين الذين لا يمتلكون مصدر رزق شهري صعبة خاصة من ارتفاع الأسعار.

وبخصوص عمله مع ارتفاع درجات الحرارة يذكر أن “هناك الكثير من عصابات التجارة يستغلون حاجة العمال إلى شراء متطلبات السلامة، يعملون على رفع الأسعار الأمر الذي تطلب توفير امكانيات مالية كبيرة، وأن ما أحصل عليه من أجور يومية بالكاد تسد متطلبات عائلتي”.

إهمال أقسام الصحة والسلامة

في هذا السياق يفيد رئيس المرصد العراقي لحقوق العمال والموظفين عباس كاظم رباط أنه “في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة هناك حاجة ملحة إلى إلزام شمول عمال المهن الحرة بالضمان الصحي”.

وعن عمال القطاع الخاص يقول لـ”طريق الشعب” إن “أغلب أرباب العمل لا يعيرون أهمية بتوفير متطلبات السلامة للعمال، فضلا عن عدم شمول الكثير منهم بالضمان الاجتماعي مستغلين في ذلك ضعف الرقابة التي تقع مسؤولية تحقيقها على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.

ويذكر رباط أنه بحسب رصد المرصد العمالي فان قطاعات العمل بصورة عامة لا تعير أهمية لسلامة العاملين، وأن أغلب مؤسسات العمل تتعامل مع قسم الصحة والسلامة المهنية على أنه قسم ثانوي”، موضحا في هذا الخصوص أن “اقسام الصحة والسلامة المهنية تتضمن كوادر غير كفوءة وغير متخصصة، وبعض الدوائر تعمل على توظيف من هم يعانون من ظروف صحية سيئة في قسم السلامة وبالتالي يكونون عاجزين عن تقديم المساعدة”.

دعوة لتنظيم حملات توعية

بدورها، دعت منظمة العمل الدولية، مؤخرا، الحكومة إلى اتخاذ خطوات فعّالة لتحديد ساعات العمل وتنظيم حملات توعية حول الإجهاد الحراري، بهدف التخفيف من تأثير الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وأوضحت المنسقة القطرية للمنظمة في العراق مها قطاع، في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن العراق يُعد واحداً من البلدان الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية في المنطقة العربية. وشددت المنظمة على أهمية تحديث الإطار القانوني المتعلق بالسلامة والصحة المهنية، وتطوير الإجراءات اللازمة لحماية العمال من ارتفاع درجات الحرارة الشديد خلال فصل الصيف.

وأكدت قطاع أن الحكومة العراقية يجب أن تقوم بنشر معلومات دقيقة حول المخاطر المرتبطة بالاجهاد الحراري، وتعزيز أهمية التدابير الوقائية، وتشجيع أصحاب العمل على توفير التدريبات للعمال حول إدارة الاجهاد الحراري وسبل التعامل معه.

وأضافت أن “العمال في القطاعات المكشوفة مثل البناء والزراعة يُعدون من أكثر الفئات عرضة للخطر، حيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات تفوق الخمسين درجة مئوية، مما يتسبب في آثار صحية خطيرة”.

وفي سياق متصل، أشارت المنظمة العمل الدولية إلى أن قانون العمل العراقي والتعليمات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية يوفران الإطار القانوني الضروري لحماية العمال من المخاطر المهنية، وتحدد مسؤوليات الحكومة والشركات في هذا المجال.

واختتمت منظمة العمل الدولية دعوتها إلى الحكومة العراقية وكافة الشركاء المعنيين بالعمل سوياً لتنفيذ الإجراءات اللازمة، من أجل حماية صحة وسلامة العمال في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالاجهاد الحراري في بيئات العمل.

*********************************************************

الاتحاد الدولي للنقابات العمالية: نحو تحفيز الحقوق الديمقراطية في اماكن العمل

متابعة – طريق الشعب

دعا الاتحاد الدولي للنقابات العمالية، في بيان ورد عنه مؤخرا، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة باعتماد اتفاقية مكافحة العنف والتحرش في عالم العمل، الحكومات واصحاب العمل إلى تحفيز هذه الحقوق الديمقراطية الرئيسية في مكان العمل. وعد بيان الاتحاد الاتفاقية بمثابة صكوك قانونية ولحظة تاريخية في الجهد العالمي لضمان ظروف عمل آمنة وكريمة لجميع العاملين. ووجاء في البيان ان “وضع حد للعنف والتحرش في عالم العمل أمر أساسي في حملة الاتحاد الدولي للنقابات من أجل الديمقراطية في مكان العمل، على المستويين الوطني والعالمي” وعكس البيان “التقدم الكبير خلال الخمس سنوات الاخيرة بتنفيذ بنود الاتفاقية”، موضحا “ اتخذت العديد من البلدان خطوات للتصديق على قوانينها وسياساتها الوطنية ومواءمتها مع أحكام الاتفاقية، مما يعكس الاعتراف المتزايد بالحاجة إلى حماية العمال من العنف والتحرش. مع ذلك، لا يزال العنف والتحرش في العمل مستمرين ويؤثران على ملايين العمال في جميع أنحاء العالم، وخاصة النساء والمهاجرين والعاملين في وظائف غير مستقرة.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات، لوك تريانجل: ان “ الاتحاد الدولي للنقابات يؤكد من جديد التزامه الثابت بتحقيق المبادئ المنصوص عليها في اتفاقية مكافحة العنف والتحرش في عالم العمل بشكل كامل”، داعيا جميع الحكومات إلى التصديق على الاتفاقية وتنفيذها دون تأخير”.

وحث تريانجل أصحاب العمل على اعتماد سياسات عدم التسامح مطلقًا تجاه العنف والتحرش وتعزيز ثقافة الاحترام والكرامة في مكان العمل. ولا غنى عن دور النقابات العمالية المستقلة في هذا الشأن. ويجب تمكينهم من خلال الحقوق النقابية الديمقراطية في مكان العمل، للسماح لهم بالدفاع عن بيئات عمل آمنة ومحترمة ومنصفة.

*******************************************************

اتحاد نقابات العمال يطالب بتعزيز الحماية للعمالة المحلية وعدم استغلال الاجنبية

بغداد ـ طريق الشعب

يشهد العراق ازدياداً ملحوظاً في أعداد العمالة الأجنبية الوافدة من الخارج، ممّا جعله في قائمة الدول الجاذبة لها، بينما تُعاني البلاد في الوقت نفسه من ارتفاع معدلات البطالة بين أوساط الشباب، خاصةً بين الخريجين.يتواجد في العراق أكثر من مليون عامل أجنبي يمارسون مهناً متنوّعة، حيث يُفضّل أصحاب المشاريع الخاصة في مختلف المجالات توظيف العمالة الأجنبية، نظراً لاستعدادهم للعمل لساعات طويلة وقبولهم بأيّ نوعٍ من العمل مقابل أجور زهيدة. ويُضطرّ بعضهم إلى المبيت في مكان العمل لتوفير تكلفة السكن. وفي هذا الإطار، عبّر الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار عن تضامن الاتحادات والنقابات العمالية مع العمالة الأجنبية في البلاد.

يُشير الصفار في حديث مع «طريق الشعب»، إلى أنّ «العمالة الأجنبية تُواجه أسوأ أنواع ظروف العمل، بسبب الدخول غير الرسمي لعدد كبيرٍ منهم».

ويُؤكّد على أنّ «قانون العمل العراقي ينظم عمل العمالة الأجنبية، ويُتيح لهم الحقّ بالشمول بالضمان الاجتماعي وبأجرٍ أدنى.

 ولكنّ الدخول غير القانوني للعديد من العمال الأجانب عرّضهم لظروف عملٍ صعبةٍ وصلت إلى حدّ الاستغلال والابتزاز المالي، سواء من قبل شركات العمل أو مكاتب التوظيف».

يُشير الصفار إلى أنّ «العراق يُعاني من معدلات بطالة مرتفعة تصل إلى 30%.

والغاية من تواجد العمالة الأجنبية في البلاد هي اكتساب الخبرات. ولكنّ فوضى دخول العمالة الأجنبية أدّت إلى نتائج سلبية على العمالة المحلية، ممّا أدّى إلى تفاقم التنافس على فرص العمل». يُؤكّد الصفار على أنّ «بعض مؤسسات البناء تُعامل العمال الأجانب بشكلٍ غير عادل، حيث تُجبرهم على العمل لساعاتٍ طويلة مقابل أجورٍ زهيدةٍ، دون شمولهم بالضمان الاجتماعي».

ويُطالب الصفار «الحكومة العراقية باتّخاذ خطواتٍ جادةٍ لتنظيم دخول العمالة الأجنبية، وضمان حصولهم على حقوقهم، وحماية العمالة المحلية من المنافسة غير العادلة».

*******************************************************

عمال المهن الحرة يشكون الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي

بغداد – طريق الشعب

يشكو عدد من عمال المهن الحرة من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتهالك منظومة الكهرباء، الأمر الذي أثر سلبا على طبيعة عملهم اليومية مما أجبر الكثير منهم على ترك العمل بسبب الخسائر المالية والعمل في ميادين أخرى.

انقطاع الكهرباء يوقف الورشة

وفي هذا السياق أرغم عادل خزعل وهو عامل حدادة إلى توفير مولد كهرباء خاص بورشته ويقول لـ”طريق الشعب”، إن “عمل عمال ورش الحدادة يعتمد بشكل اساسي على التيار الكهربائي الذي بدونه تتوقف الورشة عن العمل، ويؤدي عدم توفره إلى تعطيل العمل وبالتالي سحب الطلبات من قبل الزبائن والذهاب إلى ورش أخرى مما يسبب بخسارة كبيرة لصاحب الورشة والعمال”.

ويذكر ان “غياب التيار الكهربائي أثر سلبا على الارباح اليومية لورشة الحدادة، بسبب التكاليف المالية الكبيرة التي تدفع شهريا لتوفير التيار الكهربائي وشراء وقود للمولد الخاص بالورشة اضافة إلى تكاليف عمليات الصيانة”.

ويرى خزعل أن “ورش الحدادة بحاجة إلى دعم الحكومة عبر توفير مولدات خاصة تعمل على توفير الكهرباء بمبالغ مدعومة، خاصة وأن ورش الحدادة تضم أعدادا كبيرة من العمال التي بدونها يعدون عاطلين عن العمل”.

شكوى من اسعار المولدات

اما المواطن محمود فالح فقد اجبر على غلق ورشة النجارة والعمل كسائق أجرة بسبب الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي خلال فصل الصيف.

ويقول لـ”طريق الشعب” ان اغلب النجارين يفضلون غلق ورشهم خلال فصل الصيف والتوجه للعمل في مهن اخرى بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، الذي يتسبب بخسائر مالية كبيرة.

ويذكر ان “الاعتماد على المولدات الخاصة بحاجة اولا إلى تكاليف مالية كبيرة، فضلا عن ان التيار الذي توفره ليس بالمستوى الذي يعتمد عليه لتشغل جميع الأجهزة الامر الذي يبطأ من عمل النجار، وبالتالي التأخير في انجاز طلبات الزبائن”.

موضحا أن “مكائن التجارة تحتاج إلى امبيرات كهربائية عالية لتشغيلها وأن مواصلة العمل بحاجة إلى توفر الكهرباء على مدار 24 ساعة، وان تكلفة الخط الذهبي في المنطقة 14 ألف دينار الأمر الذي أدى إلى فرض مصروفات إضافية تتجاوز 300 ألف دينار شهريا فقط لتوفير التيار الكهربائي مما تسبب بخسارات مالية أدت إلى غلق الورشة والعمل في مهن اخرى” حسب قوله.

ووفقًا لتوقعات منظمة العمل الدولية لسوق العمل خلال العام الجاري، ان معدلات البطالة العالمي ارتفعت هذا العام إلى 5.2 بالمائة مقارنة بالاعوام السابقة، حيث يبحث نحو 2 مليون عامل إضافي عن وظائف خلال العام الجاري. نتيجة ارتفاع مستويات التضخم، ما أدى إلى انخفاض الدخل المتاح وتآكل مستويات المعيشة في غالبية الدول.

تهالك منظومة الكهرباء

وقد تضررت ايضا العمالة التي تعتمد على الإنترنت بشكل أساسي من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

في هذا الخصوص تشكو المواطنة حوراء العاصي وهي صاحبة صفحة على مواقع التواصل التواصل الاجتماعي لبيع الملابس النسائية من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي تسبب بتراجع في نسب المبيعات والتأخير في ايصال طلبات الزبائن.

وتقول لـ”طريق الشعب” أن انقطاع التيار الكهربائي، أثّر بالسلب على الجميع، وتصاعدت خسائر العاملين أونلاين دون تعويض يذكر. مشيرة إلى أن الانقطاع المتكرر ساهم في انخفاض دخلها بنسبة وصلت إلى نحو50 بالمائة.

موضحة ان “ازمة التيار الكهربائي في منطقتها لا تقتصر على الانقطاع المبرمج فقط وانما ايضا تهالك منظومة توزيع الكهرباء، مما تسبب بحرمان اهالي المنطقة من التيار الكهربائي الوطني لأيام متواصلة بسبب البطء بعمليات الصيانة”.

وترى أن أغلب الأعمال والنشاطات المنزلية باتت هي الأخرى يصعب إنجازها من البيت بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم استقرار التيار الكهربائي.

**************************************************************

عمال الضمان المتقاعدون يشكون تدني الأجور

بغداد – طريق الشعب

اوضح وزير العمل والشؤون الاجتماعية، مؤخرا، تفاصيل الزيادة المالية التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 10 حزيران، على تقاعد العمال المضمونين.

وقال الأسدي إن “الزيادة ستكون على الحد الادنى للراتب بمقدار 350 ألف دينار، لتصبح 500 ألف دينار”، موضحا ان الزيادة المقررة للرواتب تبدأ من 87 ألف لغاية 150 ألف دينار. وفي هذا السياق يشكو المواطن أرشد الموسوي وهو متقاعد على الضمان الاجتماعي من قلة راتبه التقاعدي، ويقول لـ”طريق الشعب” بعد خدمة عمل دامت 20 عاما بت أعاني من آلام الفقارات وهشاشة العظام، أتقاضى راتبا تقاعديا على الضمان الاجتماعي 400 ألف دينار شهريا”، ويذكر “مما أجبرني على فتح محال صغير ضمن داري لبيع حلويات الأطفال وبعض المشروبات الغازية، وذلك لسد متطلبات عائلتي”. ويفيد أن “الراتب التقاعدي الذي اتقاضاه من الضمان الاجتماعي قليل، والحكومة لم تف بوعودها بتوحيد الأجور التقاعدية لعمال الضمان الاجتماعي مع رواتب الموظفين المتقاعدين “.

وتعليقا على الزيادة المالية التي أقرها مجلس الوزراء أفاد “أنها قليلة أيضا ولا تكفي لدفع تكاليف مراجعة الأطباء والعلاجات”.  وطالب المواطن الموسوي الحكومة بالايفاء بوعودها التي أطلقتها أثناء تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال والعمل على توحيد الأجور التقاعدية لجميع المتقاعدين دون تمييز.

*******************************************************

الصفحة الثامنة

الصراع الطبقي في إعادة هيكلة عالم متعدد الأقطاب حرب غزة وأمريكا اللاتينية /بقلم : راينه تسيمرنغ

ترجمة: رشيد غويلب

«يقومون بإبادة جماعية أمام اعيننا. إنها ليست ديناميكية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني القديم. ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفي المقدمة الولايات المتحدة في نسختها الديمقراطية تدعم الإبادة الجماعية، يُسقطون القنابل على رؤوس الناس. ويقولون لنا، أنظروا إلى قوتنا العسكرية، ما يحدث في فلسطين يمكن أن يحدث لأي منكم إذا تجرأ على إجراء تغييرات دون موافقة».

الرئيس الكولومبي غوستاف بيترو

«كل قنبلة تسقط على غزة تسقط أيضاً على عواصم ومدن العالم، لكنهم لم يدركوا ذلك بعد. إن رعب حرب الغد سوف ينشأ من الأنقاض. الأطفال الفلسطينيون المقتولون ليسوا ضحايا جانبيين، هم الهدف الرئيسي لنتنياهو، لقد كانوا كذلك دوما. هذه الحرب لا تهدف إلى القضاء على حماس. حماس ستكون ضحية جانبية».

ماركوس المتحدث السابق باسم جبهة زاباتيستا للتحرير الوطني في المكسيك

لماذا تسببت حرب غزة بمثل رد الفعل القوي هذا في أمريكا اللاتينية، ولماذا تقف أغلبية المجتمع المدني والحكومات في أمريكا اللاتينية ضد هذه الحرب وتصفها بأنها «إبادة جماعية»، بينما تبررها الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بـ «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس»؟

يمكن طرح هذا السؤال أيضًا بعد إعادة تنظيم الغرب لحل الدولتين في صراع الشرق الأوسط وبعد الموافقة على قرار الأمم المتحدة بـ «وقف فوري لإطلاق النار» في مجلس الأمن في 25 اذار 2024. أولاً، لا يشكل هذا تحولاً نموذجياً بعد، وثانياً، لقد حدثت بالفعل إبادة جماعية ضد السكان الفلسطينيين حيث قُتل 36,050 شخصاً، وجرح 81,026، وهناك 1,9 مليون نازحا ووفق معطيات 28 أيا 2024، بالإضافة إلى انتشار الجوع، ويحدث هذا أمام الرأي العام العالمي دون ان يستطيع أحد إيقافه.

ووفق رؤية «الجنوب العالمي»، فإن هذا هو بالضبط ما يشكل تهديدًا لبلدانه في عالم متغير.

السؤال الذي ينبغي طرحه هو ما سبب اختلاف وجهات النظر حول حرب غزة بين أمريكا اللاتينية والدول الغربية.  بالإضافة إلى ذلك، يمكن التساؤل عن اعتماد هذا الخلاف على صراع طبقي منهجي على المستوى العالمي. وأخيراً، ستتم مناقشة السبب الذي دفع غالبية المجتمع المدني والدول في أمريكا اللاتينية إلى تصنيف هذه الحرب على أنها تهديد للبشرية جمعاء، واعتبارها نموذجاً للتغيير الذي تشهده العلاقات العالمية اليوم.

أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط

ما الذي يربط أميركا اللاتينية بالشرق الأوسط، على الرغم من أن المنطقتين متباعدتان جغرافياً؟ لماذا يشعر الناس في أمريكا اللاتينية، منذ سنوات، وخصوصا الآن، بالتأثر الشديد بالصراع في الشرق الأوسط؟

والمفتاح الأهم هو الماضي الاستعماري المشترك، الذي بدأ الإبادة الجماعية لسكان الأراضي التي احتلتها أوروبا، وتدمير ثقافاتها ومجتمعاتها واستغلال مواردها. بعد الغزو، حدثت أكبر إبادة جماعية في تاريخ العالم في أمريكا، حيث تم إبادة 90 بالمائة من السكان الأصليين المحليين في أقل من 20 عامًا، وحسب تقديرات أدت إلى إبادة قرابة 68 مليون من سكان البلاد الأصليين.

وحتى بعد حصولها على استقلالها، ظلت هذه المناطق (المستعمرات السابقة) متخلفة عن المراكز العالمية ومعتمدة عليها اقتصاديا، واحتلت هذه البلدان موقعا تابعا في التقسيم الدولي للعمل مع كل النتائج السلبية المترتبة على ذلك، والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

وهذا هو طابع الصراع بين الشمال والجنوب بالعلاقة غير المتكافئة بينهما، وفي نهاية المطاف تشكل هذه العلاقة القواسم المشتركة البنيوية بين أميركا اللاتينية والشرق الأوسط. أما وجه التشابه الآخر فهو الهيمنة الأمريكية في المنطقتين بعد الحرب العالمية الثانية.

تنظر دول أمريكا اللاتينية إلى تاريخ طويل من التدخل والاستغلال من قبل الولايات المتحدة. مع مبدأ مونرو، بدأ فهم الولايات المتحدة الغربي لأمريكا اللاتينية باعتبارها الفناء الخلفي لها بمعنى «أمريكا للأميركيين». ومنذ إعلان الرئيس جيمس مونرو ذلك في عام 1823، تدخلت الولايات المتحدة، مئات المرات، بعنف في أمريكا اللاتينية، أو دعمت بقوة الدكتاتوريات العسكرية اليمينية، المسؤولة عن آلاف القتلى والمختفين وممارسة التعذيب وجلبت المعاناة والبؤس والموت للسكان.

منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين فقط، استطاعت المنطقة من تحرير نفسها جزئيًا من قبضة الغرب المهيمنة، عبر «موجتين ورديتين» من الحكومات التقدمية، التي نوعت علاقاتها الخارجية، وتبنت سياسة «عدم الانحياز النشطة» وعززت سلطة المنطقة، التي أصبحت طرفا عالميا فاعلا في فرض التعددية القطبية والسلام في العالم.

وكان الشرق الأوسط، بمساعدة إسرائيل، منطقة نفوذ للولايات المتحدة، حيث يتم تأمين الوصول إلى احتياطيات النفط الغنية، مما يمنع أي تنمية مستقلة عن الغرب أو «غير رأسمالية»، وبناء قوة مضادة للاتحاد السوفييتي السابق، ولروسيا اليوم. وعلى الرغم من كل الاختلافات، فإن هذا يعكس أوضاعا هيكلية وجيوسياسية مماثلة لتلك الموجودة في أمريكا اللاتينية، مما خلق مصيرًا مشتركًا بين المنطقتين.

منذ ستينيات القرن العشرين وحتى العقد الاول من القرن الحالي، كان هناك العديد من أوجه التشابه بين المنطقتين في سياق حركات التحرر الوطني و»الربيع العربي»، التي أسفرت عن معاداة للإمبريالية عابرة للحدود الوطنية.

لقد كان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني دائمًا، بالنسبة للحركات الاجتماعية والأحزاب اليسارية والحكومات في أمريكا اللاتينية، مرجعية أساسية.

ومن جانب آخر، كانت أمريكا اللاتينية الوجهة المفضلة للاجئين الفلسطينيين، حيث يعيش نصف مليون منهم في تشيلي، وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين، خارج حدود البلدان العربية ا وإسرائيل. وهناك أيضا العديد من الفلسطينيين الذين يعيشون في المكسيك وفنزويلا والبرازيل وكولومبيا وبوليفيا وأمريكا الوسطى، قدموا إلى أمريكا اللاتينية من سوريا ولبنان في نهاية العهد العثماني، واندمجوا في مجتمعات الدول المضيفة ومجتمعاتهم المهاجرة ذات الأصول العربية، لكنهم حافظوا دائما على هويتهم الخاصة وخيار العودة ومواصلة نضالهم عبر الأجيال.

ومن العوامل الحاسمة في تصور أمريكا اللاتينية لإسرائيل باعتبارها وكيلاً للولايات المتحدة، كان دعمها للديكتاتوريات العسكرية في أمريكا الوسطى والجنوبية. عندما منع الكونغرس الأمريكي، في سبعينيات القرن العشرين، تصدير شحنات الأسلحة الأمريكية إلى الديكتاتوريات في أمريكا اللاتينية، بادرت إسرائيل وزودت هذه الدكتاتوريات بالأسلحة.

على سبيل المثال، قال رئيس الأركان العامة للجيش الغواتيمالي في ظل دكتاتورية ريوس مونت: «إن إسرائيل هي أهم مورد للأسلحة لدينا وأعظم صديق لغواتيمالا في العالم».

وسلمت إسرائيل آنذاك، تكنولوجيا المراقبة والتجسس إلى أمريكا اللاتينية، بما في ذلك فرق الموت، وقدمت المشورة للحكام المستبدين بشأن قمع وتدمير السكان المقاومين، وخاصة السكان الأصليين. وعلى سبيل المثال، غطت قواعد البيانات الإسرائيلية 80 في المائة من السكان في غواتيمالا، وهو ما يفسر ارتفاع عدد جرائم القتل هناك. وقال الصحفي دان راذر إن الإسرائيليين نصحوا «بمعاملة السكان الأصليين بالطريقة التي نعامل بها الفلسطينيين: لا تثقوا بأي منهم».

وأرسلت إسرائيل كميات كبيرة من الأسلحة إلى الحكومات اليمينية في كولومبيا المرتبطة بعصابات المخدرات. وفي عام 2021، تم تصدير أسلحة إلى كولومبيا بقيمة 10 مليون دولار، أي 9 في المائة من صادرات الأسلحة الإسرائيلية.

سلام عادل في الشرق الأوسط

لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، دعت حكومات أمريكا اللاتينية، منذ سنين، إلى «حل الدولتين». وبحلول نهاية حزيران 2023، تم الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة من قبل 139 دولة (أصبحت الآن 143 – المترجم) من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة. ولم تفعل ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل ومعظم دول الاتحاد الأوروبي. وقد استند هذا الاعتراف إلى قرار الأمم المتحدة الصادر في عام 1967 وعدد كبير من القرارات الأخرى.

ومع بداية عام 2024، غيرت الولايات المتحدة ومعها عدد من الدول الغربية موقفها، ودعت إلى حل الدولتين لأول مرة. لكن هذا يتناقض مع الدعم الغربي لحكومة نتنياهو بالسلاح والموارد المالية، وخطط إعادة توطين سكان غزة في دول أخرى، والأنشطة الاستيطانية في المناطق الفلسطينية، وفرض السيادة الإدارية على القدس الشرقية.

ولهذا يُنظر في أميركا اللاتينية، إلى «استراتيجية الشرق الأوسط الجديدة التي تنتهجها حكومة الرئيس الأميركي بايدن على أنها متناقضة. ويفترض أنها ستؤدي إلى تفكيك الهياكل الحكومية والتمثيل السياسي الحالي في فلسطين، وسيتم إنشاء وجود عسكري غربي وإنشاء مؤسسات وممثلين سياسيين جدد موالين للغرب، وبالتالي قمع احتمالات التحرر في فلسطين.

احتجاجات أمريكا اللاتينية ضد حرب غزة

عندما بدأت إسرائيل غزوها لغزة بعد 7 تشرين الأول 2023، اجتاحت حركات احتجاجية ضخمة أمريكا اللاتينية، ووصفت الحرب بأنها «إبادة جماعية» ودعت الاحتجاجات إلى «وقف فوري لإطلاق النار». إن هجوم حماس على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول مرفوض إلى حد كبير، لكن يُنظر إليه على أنه نتيجة لسياسة الاحتلال والإبادة ضد الفلسطينيين. ويرى المتظاهرون أن الحرب الإسرائيلية على غزة «غير مناسبة ومفرطة وإجرامية».

في تشيلي، تنظم باستمرار تظاهرات ضخمة دعماً لفلسطين وضد الحرب الإسرائيلية أمام القصر الحكومي. ويحتج الآلاف في بوينس آيرس ومدن أرجنتينية أخرى، بمشاركة „أمهات ساحة بلازا دي مايو» أيضًا، مرتديات أغطية الرأس البيضاء للفت الانتباه إلى أبنائهن وأحفادهن الذين اختفوا خلال الدكتاتورية العسكرية (1976 – 1983)، وخاصة الأطفال الذين قتلوا وفي حرب غزة. وفي المكسيك أيضاً، يُرفع شعار «إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية!»، ويردد شعار «أين العقوبات على إسرائيل؟ “وفي البرازيل، أسست 50 منظمة “جبهة التضامن الوطني من أجل فلسطين” في تشرين الثاني 2023، والتي أسست بدورها “لجنة فلسطين الحرة».

ونظمت احتجاجات عديدة في البلدان التي تحكمها الحكومات اليمينية، تدعو حكوماتها إلى اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل. وطالب المتظاهرون في باراغواي الحكومة بسحب تصويتها ضد قرار الأمم المتحدة الداعي إلى” وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” اعتبارًا من تشرين الثاني 2023.

كما أن المناطق التي تديرها حركات تحررية، والتي تمارس فيها الديمقراطية الشعبية والملكية الجماعية، مثل الزاباتيستا في منطقة تشياباس في المكسيك، تتخذ موقفاً ضد الحرب في غزة. وقامت حركة المعدمين في البرازيل، وهي أكبر حركة اجتماعية في أمريكا اللاتينية، بإيصال الغذاء إلى السكان المحاصرين، والذين يتعرضون للقصف باستمرار.

المواقف الحكومية من حرب غزة

وعلى صعيد مواقف حكومات أميركا اللاتينية إزاء الحرب يمكن التمييز بوضوح بين الحكومات التقدمية وحكومات اليمين، التي تدعم إسرائيل مبررة ذلك بـ «الحق في الدفاع عن النفس» و»تدمير حماس».

منذ 10 كانون الاول 2023، يسعى الرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف خافيير ميلي إلى إقامة تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويرغب في نقل سفارة الأرجنتين من تل أبيب إلى القدس. وفي أوائل شباط 2024، زار ميلي إسرائيل، والتقى بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

لقد استدعت كولومبيا وتشيلي وهندوراس والبرازيل سفراءها في إسرائيل. وقطعت بوليفيا وبليز وكولومبيا علاقاتها الدبلوماسية بشكل كامل. وحظرت تشيلي مشاركة إسرائيل في معرض الطيران الدولي مطلع عام 2024 وعلقت استيراد الأسلحة من إسرائيل.

التصويت في الأمم المتحدة

وهنا أيضاً يمكن التمييز بوضوح شديد بين الحكومات اليمينية والحكومات التقدمية. في عام 2023، عقد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يرأس حاليا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اجتماعًا طارئًا للمجلس بعد وقت قصير من هجوم حماس وقدم مشروع قرار لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج عن السجناء والرهائن وتأمين البنية التحتية الحيوية للمدنيين. هذا القرار، الذي كان سيمنع التصعيد وحدوث كارثة إنسانية في بداية الحرب، فشل بسبب الفيتو الأمريكي. كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرارين آخرين لوقف إطلاق النار.

وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي تشرين الثاني 2023، صوتت غالبية دول أمريكا اللاتينية، إلى جانب الصين وروسيا، ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لصالح قرار «حماية المدنيين ووقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب أنسانيه». وامتنعت هايتي وبنما وأوروغواي عن التصويت، في حين صوتت غواتيمالا وباراغواي ضد القرار.

وفي نهاية اذار 2024، طرحت الولايات المتحدة قرارها الخاص بوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، والذي تم رفضه باستخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الصين وروسيا والجزائر وامتناع غيانا عن التصويت بحجة ان «القرار منافق».  وبعد أن صاغ الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن قرارًا جديدًا، اعتمده مجلس الأمن أخيرًا في 25 اذار 2024، رحبت به جميع دول أمريكا اللاتينية، وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت،. وبعد رفض إسرائيل القرار، نشأ خلاف للمرة الأولى بين الولايات المتحدة والحكومات اليمينية المرتبطة بها في أمريكا اللاتينية من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.

الإجراءات القضائية ضد إسرائيل.

قامت دول أمريكا اللاتينية بنشاط قضائي مكثفً، بشأن الحرب في غزة، خصوصا على الصعيد الدولي. ودعمت الحكومات التقدمية الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتهمة «الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني خلال حرب غزة».  في حين عارضت جميع الحكومات اليمينية الدعوى.

كانت جنوب أفريقيا تريد التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وبالتالي إنهاء سريع للحرب في غزة،  من خلال إعلان الإبادة الجماعية في قرار أولي لمحكمة العدل الدولية. وفي محاكمة لاحقة تستمر لسنوات، من المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت إبادة جماعية. وتسعى الدعوى أيضًا إلى إثبات أن الحكومة الإسرائيلية تريد القضاء على مجموعة عرقية؛ وقد أصبح هذا واضحاً من خلال التصريحات التي أدلى بها السياسيون المسؤولون، مثل التصريح العلني للجنرال الإسرائيلي غسان عليان (غولاني) بأن سكان قطاع غزة هم «حيوانات بشرية».  من جانبها رفضت إسرائيل الدعوى بشدة.

لم يدع قرار محكمة العدل الدولية العاجل الصادر في 26 كانون الثاني 2024 إلى الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، بل فرض على إسرائيل إثبات عدم ارتكابها إبادة جماعية، وهو ما من شأنه أن يشكل تحديدًا لنوايا الإبادة الجماعية التي اشارت إليها المحكمة ضمنًا. لقد  كان قرار، بالنسبة لجنوب أفريقيا وجميع مؤيدي الدعوى، بداية ناجحة.

ومباشرة بعد هذا الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، قصفت إسرائيل جنوب قطاع غزة ومدينة رفح، حيث كان يقيم 1,5 مليون ل فلسطيني. وكان هناك العديد من القتلى المدنيين. وواصلت الدول الغربية إمداد إسرائيل بالأسلحة، كما أوقفت مساعداتها لوكالة منظمة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وهذا يدل على أن حرب إسرائيل لا يمكن تحجيمها بالدعاوى القضائية الدولية في الوقت الحاضر.

وفي 18 كانون الثاني 2024، رفعت تشيلي والمكسيك دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية لتحديد جرائم إسرائيل المتمثلة في «الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية» في غزة.

بالإضافة إلى ذلك، حذرت حكومة نيكاراغوا علناً ألمانيا وبريطانيا العظمى وكندا وهولندا من تزويد إسرائيل بالأسلحة وقطع التمويل عن الأونروا، لإنهم «قد يكونوا مسؤولين بشكل مشترك عن الانتهاكات الصارخة والمنهجية» لاتفاقية محكمة العدل الدولية بشأن منع الإبادة الجماعية. في قطاع غزة. وفي شباط 2024، رفعت نيكاراغوا أخيرا دعوى قضائية ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية بتهمة «المساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية».

ضغوط وردود فعل

وكما هو الحال في حرب أوكرانيا، تتعرض أمريكا اللاتينية لضغوط، بشأن حرب غزة، من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهم، من أجل منع حكوماتها من تبني مواقف مستقلة بعيدة عن الغرب. بعد تغير اتجاه بايدن بشأن «حل الدولتين» في حرب غزة، تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها الاحتفاظ باليد العليا في حل الصراع الدولي والتأثير عليه لصالحها. لغرض حرمان الجنوب العالمي من سلطة التدخل في حرب غزة، مثل الدعاوى القضائية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والتصويت المناهض لإسرائيل والغرب في الأمم المتحدة.

وتشمل اجراءات الضغط الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية العقوبات، واستراتيجية الردع العسكري من قبل القوات المسلحة الأمريكية، ومحاولات التكامل الاقتصادي، وإجراءات الحرب القانونية ضد الرؤساء اليساريين و»الثورات الملونة». وتجري محاولات لتفكيك التحولات التقدمية المعروفة بـ «الموجة الوردية» وآلاتيان بحكومات يمينية موالية للغرب، تقف، كما هو الحال في بيرو وباراغواي والأرجنتين، إلى جانب إسرائيل والغرب في حرب غزة.

بالإضافة إلى العمل من أجل تراجع النفوذ الصيني والروسي، والذي يشكل مفتاحاً مهماً لتعزيز المواقف المستقلة لدول أمريكا اللاتينية في العالم، الذي يلعب دوراً في حرب غزة أيضاً. وهنا تمارس إسرائيل إلى حد كبير دور الوكيل. وتتهم الحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية بأنها “معادية للسامية” وتدعم إرهاب حماس.

لم يكن للضغوط الإسرائيلية والغربية أي تأثير على مواقف بلدان أمريكا اللاتينية، بل بالعكس دفع دول مثل المكسيك وتشيلي والبرازيل، التي كانت في البداية معتدلة، إلى اتخاذ موقف أقوى ضد الحرب، وقد تجسد ذلك واضحا في الاتهام بالإبادة الجماعية التي اتخذتها المكسيك وتشيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية، والمقارنة بهتلر من قبل الرئيس البرازيلي « لولا».

قال لولا: «إن ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة لم يحدث قط في أي وقت آخر في التاريخ. لقد حدث عندما قرر هتلر قتل اليهود» فقط.  وعلى إثر ذلك اعتبرته إسرائيل «شخصية غير مرغوب فيها».

وعلى النقيض من الغرب، دعمت الحكومات التقدمية الرئيس لولا وأكدت أنه قال «الحقيقة»، وبالتالي عارضت ادعاء الغرب بحقه في الحصري في تشبيهات هتلر، التي مارسها عدة مرات بحق بوتين. وينظر في أمريكا اللاتينية، وبالاستناد إلى تجربتها مع الاستعمار إلى المحرقة والإبادة الجماعية على أنهما كلا لا يتجزأ.

يعتمد صمود حكومات أميركا اللاتينية هو العمل الجماعي في إطار العلاقات بين الجنوب مع بعضها البعض. في قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في كانون الثاني 2024 في كمبالا، أوغندا، أدان المشاركون الـ 120 «العدوان العسكري الإسرائيلي غير الشرعي على قطاع غزة» ودعوا إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لأسباب إنسانية».

خلاصة

إن إدانة حرب غزة، والتصويت في الأمم المتحدة إلى جانب وقف إطلاق النار الفوري وحل الدولتين، والإجراءات القضائية ضد إسرائيل وإدانتها لممارستها الإبادة الجماعية من قبل الحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية، هي نتيجة لظاهرتين:

أولاً، تشكل أميركا اللاتينية، إلى جانب فلسطين، جزءاً من الجنوب العالمي، الذي يعيش، علاقة تبعية غير متكافئة مع الغرب بزعامة الولايات المتحدة ووكيلتها إسرائيل.

ثانياً، في إطار الانتقال من الأحادية إلى التعددية في العلاقات الدولية، تحاول دول الجنوب العالمي الابتعاد عن علاقة التبعية السابقة وبناء قدر أكبر من الاستقلالية، وهو ما يتجلى بوضوح في موقف الحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية من الحرب في غزة.

تؤدي عملية التحول العالمي هذه إلى صراعات عنيفة لم يعد بإمكان النظام الدولي المتمثل بالأمم المتحدة والدبلوماسية الحالية منعها، وأصبحت الإبادة الجماعية على نحو متزايد وسيلة لحل الصراعات. إن أغلبية الإدانات الدولية لحرب غزة، والاحتجاجات العالمية والمحاولات القضائية لاحتوائها من قبل المحاكم العالمية لم تتمكن من منع هجوم السابع من تشرين الأول ولا الإبادة الجماعية الوحشية في غزة.

وهذا يوضح نقطة التحول في النظام الدولي ومرحلة جديدة من الصراع بين جنوب العالم والغرب، وتعتبر حرب غزة نموذجاً له. وفقا لأغلبية سكان أمريكا اللاتينية، فإن النظام الاجتماعي الجديد ضروري، وهو ما تقدمة حركة «زاباتيستا» في المكسيك اليوم، ووفقا للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، سيتكون النظام الاجتماعي الجديد من «اقتصاد خال من الكربون» غير رأسمالي وعلاقات سلطة دولية سلمية متعددة الأقطاب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- الترجمة للنص المنشور في موقع «أمريكا 21»

الألماني في 29 أيار 2024

****************************************************************

الصفحة التاسعة

زفيريف وكيربر يمثلان المانيا في أولمبياد باريس

برلين ــ وكالات

اختار الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية، امس الأربعاء، 101 لاعبا إضافيا للمشاركة في أولمبياد باريس 2024، حيث تضمنت القائمة الجديدة بطل التنس الأولمبي ألكسندر زفيريف، وأنجيليك كيربر، المصنفة الأولى على العالم في تنس السيدات سابقا.

ويتواجد أيضا سيباستيان برندل، البطل الأولمبي 3 مرات في سباقات التجديف، ولاورا لودفيج الفائزة بمنافسات الكرة الطائرة الشاطئية في أولمبياد 2016، وتيمو بول، الحاصل على أربع ميداليات أولمبية في رياضة تنس الطاولة.

*****************************************************************

ماذا بعد التأهل إلى أولمبياد باريس 2024؟ تغييرات وإضافات جديدة تمنح الأولمبي فرصة للتألق وتقديم الأفضل

منعم جابر

كثر الحديث عن المنتخب الأولمبي العراقي بعد اجتيازه مرحلة التأهل إلى نهائيات دورة باريس الأولمبية في تموز القادم، وكان الفريق الأولمبي العراقي الممثل الوحيد لعرب آسيا حيث أخفت كل الفرق العربية الآسيوية. وحصل فريقنا الأولمبي وبكفاءة على المركز الثالث ليذهب الفريق الإندونيسي ليصارع منتخب غينيا على البطاقة المشتركة حيث يتأهل أحد الفريقين لنيلها. فهل كان الفريق العراقي مؤهلاً للحصول على هذا المركز والتأهل إلى باريس في تموز القادم. أقول وبصراحة إن الفريق العراقي كافح وبقوة من أجل الحصول على بطاقة التأهل رغم خسارته في التصفيات النهائية أمام تايلند (لكن كم من ضارة نافعة)، فقد شمر المنتخب العراقي بعلو كعبه ودنو مستوى تايلند وهذا جعله لا يعطي للفريق التايلندي الأهمية القصوى هذا اولاً، بينما كان المهم هو إعطاء الأهمية القصوى لكل الفرق وعلى مختلف مستوياتها وهنا شعر الفريق بحراجة الموقف مما وضعه في خانة لا يحسد عليها، لكنها تسببت في إثارة الحافز والاهتمام بكل المباريات المتبقية مما ابقاه  متحفزاً ومتيقظاً ومهتماً بكل المباريات ومنها مباراة  طاجاكستان وفزنا عليها 4-2 والمباراة الثالثة أمام العربية السعودية وحققنا فيها الفوز وتصدرنا المجموعة ثم صعدنا إلى الدور الثاني وكانت المباراة المهمة أمام فيتنام وحققنا فيها الانتصار المهم، اما في دور الأربعة فلابد لنا من مواجهة كبار آسيا أي اليابان وكازاخستان وكانت حصتنا المنتخب الاندونيسي وقد قدمنا مباراة  شاقة (وماراثونية) قدم فيها لاعبونا الأشياء الكثيرة والكبيرة وتأهل لاعبونا بكفاءة واقتدار وترشحنا إلى باريس 2024 وللمرة السادسة للدورة الأولمبية وهذا انجاز كبير لكرة القدم العراقية.

ماذا يجب ان نعمل اليوم؟

لقد برزت لنا أخطاء وتقصيرات واضحة كان لا بد لنا من تجاوزها وفي المقدمة منها صعوبة تفريغ اللاعبين وخاصة المحترفين منهم وهذا ما تسبب لنا بصعوبة تفريغ لاعبي الأندية الأوربية وحتى البعض من لاعبينا المحترفين في الأندية العراقية، وتواصل المنافسات في دورينا مما عقد تفرغ لاعبي فريقنا الأولمبي. مما تعذر لنا إجراء بعض المباريات الودية ومع مشاركة اغلب لاعبينا لتعذر ذلك حيث أكد الطاقم التدريبي لمنتخبنا الأولمبي (بان ما حصل في هذا التجمع للمنتخب الأولمبي هو أسوأ شكل لفريقنا الأولمبي)، ومع كل هذه الظروف حقق منتخبنا المطوب والنجاح. واليوم وبعد ان اتضحت المواقف والظروف والسحبة ومواعيد المنافسات أضع أمام اتحاد الكرة والطاقم التدريبي بعض الملاحظات والأفكار متمنياً الأخذ بها واعتماد الروح الجماعية والتعاون بما يخدم كرة القدم العراقية.

1- اعتماد بعض اللاعبين (ثلاثة لاعبين أكبر من 23 سنة) والاتفاق على تسميتهم بشكل مبكر وحسب حاجة الفريق الأولمبي وفي أي خط من خطوط الفريق الأولمبي.

2- لقد كشفت منافسات التصفيات الأولمبية في قطر ضعف كفاءة بعض اللاعبين مما يتطلب استبدالهم بعناصر أكثر كفاءة وقدرة لأن منافساتنا في الأولمبياد مع فرق كبيرة تمثل في دوري المجموعات منتخبات الارجنتين وأوكرانيا والمغرب مما يتطلب إعداد العدة لهذه المجموعة، بعيداً عن العواطف والترضية.

3- إن المشكلة الأساسية التي واجهت المنتخب الأولمبي هي عدم القدرة على تفريغ العدد الأكبر من لاعبيه حيث كان العدد الأكبر من لاعبيه في دوري نجوم العراق لم يتفرغوا، وأظن أن هذه القضية لا زالت مستعصية لأن دورينا مستمر حتى شهر تموز.

4- الاستفادة من أيام «الفيفا دي» وإقامة معسكر تدريبي مشترك للمنتخب الأولمبي والمنتخب الوطني خلال الفترة من 3 إلى 11 حزيران لإقامة مباريات تجريبية مع منتخبات البرازيل الأولمبي وتونس وصربيا.

5- أهمية وضرورة التنسيق بين مدربي الوطني كاساس والأولمبي راضي شنيشل بتوجيه وموافقة الاتحاد العراقي لكرة القدم لنجاح العمل المشترك خاصة وان المنتخبين لديهم استحقاقات متقاربة ولديهم الكثير من اللاعبين المشاركين في المنتخبين الوطني والأولمبي.

أهمية وضرورة التنسيق بين الفريقين

إن هذا الواقع قد فرض علينا أهمية اعتماد سياسة مشتركة لمصلحة الفريقين الوطني والأولمبي خاصة وان لاعبي الفريقين يشتركان وبنسبة عالية في المهمة الوطنية للكرة العراقية فالأولمبي سيشارك باللعب في الأولمبياد وهذا شرف كبير، ونحن نطالب الفريق الأولمبي ان يقدم اداءً متميزاً وان يكون منافساً شديداً في المنافسات الأولمبية، وكذلك منتخبنا الوطني أمامه مهمة وطنية كبيرة من اجل الترشح إلى نهائيات كأس العالم عام 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك، وثقتنا كبيرة بأسود الرافدين لتقديم صورة زاهية عن الكرة العراقية، واننا نؤكد على أهمية وضرورة التنسيق في تدريبات وتحضيرات الفريقين لاشتراك لاعبيها في المهمة والمسؤولية الوطنية. وهنا أؤكد على مدربي الفريقين وطاقمهما المساعد على ضرورة عقد جلسات مشتركة بينهما لحسم قائمة الأسماء بوقت مبكر للمساهمة في تحقيق التفاهم والانسجام بين مجموعة اللاعبين. وهنا نؤكد على اللجنة الأولمبية واتحاد الكرة العراقي حول أهمية التنسيق والدعم الإداري والفني والمالي لأنه في كل الأحوال هو للوطن ومن أجله وسيساهم هذا التعاون بالخروج بنتائج إيجابية للفريقين الوطني والأولمبي. وهذا الواقع سينعكس ايجابياً في نجاح المنتخبين في البطولتين.

إن المهمات الوطنية التي تنتظر الفريقين هي مهمات صعبة ومشرقة تتطلب من الإعلام الرياضي بكل تنوعاته إسناد ودعم المنتخبات العراقية لتحقيق الإنجازات الوطنية المرتقبة. ونطالب احبتنا في الإعلام عدم إثارة الموضوعات الجانبية والحساسيات بل التوجهات الوطنية التي تدفع بفريقنا نحو تحقيق الإنجازات والنجاحات.

***************************************************

قبل إجراء قرعة المونديال كاساس يطمح لإنهاء معاناة 40 عاما من الانتظار

متابعة ـ طريق الشعب

بحلول الوقت الذي تنطلق فيه نهائيات كأس العالم لكرة القدم في عام 2026، سيكون قد مرَّ 40 عاماً منذ ظهور العراق للمرة الأولى والوحيدة حتى الآن في المحفل العالمي. قبل إجراء قرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية لكأس العالم القادمة، أعرب مدرب الفريق خيسوس كاساس عن ثقته في قدرته على المساعدة في إنهاء الانتظار الطويل الذي عانى منه المنتخب الغرب آسيوي.

أسماء مثل أحمد راضي ورعد حمودي وحسين سعيد محفورة بشكل لا يُمحى في فلكلور كرة القدم العراقية، وهم يتواجدون بفخر إلى جانب بقية عناصر الفريق المكون من 22 لاعباً الذين مثلوا البلاد في أول ظهور لهم في نهائيات كأس العالم عام 1986 في المكسيك.

كان هذا هو وضع البلاد في كرة القدم الآسيوية في ذلك الوقت، ولم يكن أحد يتوقع أنه بعد مرور ما يقرب من أربعة عقود لن يتمكن العراق من العودة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

ومع ذلك، فإن هذا هو الوضع الذي يعتزم خيسوس كاساس تغييره عندما تنطلق التصفيات الآسيوية - الطريق إلى كأس العالم 2026، في الـ 26 من أيلول القادم.

وفي حديث خاص للموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قال المدرب الإسباني قبيل إجراء قرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية لكاس العالم، المقررة اليوم الخميس: سيكون التأهل بمثابة حلم بالنسبة لنا.

وأضاف: من الواضح أنه لدي ثقة كبيرة في لاعبي فريقي، وكادر العمل بشكل عام، لكن الأمر لن يكون سهلاً.

وتابع: سنواجه خلال الدور القادم منافسين أقوياء في كل مباراة، لأنهم أفضل الفرق في آسيا. لكن لدينا الإمكانيات، وأنا متأكد أننا قادرون على المنافسة بقوة.

وأوضح: لقد شاهدنا ذلك في كأس آسيا 2023 في قطر؛ بطاقة حمراء واحدة، هدف واحد، خطأ واحد، بتفاصيل صغيرة يمكن أن تتغير مجريات المباراة. لدي ثقة كبيرة في فريقي، وأنا متأكد من أن لدينا الإمكانيات، ولكن علينا أن ننتظر.

وأشار كساس، بالقول: الشيء الأكثر أهمية هو الانتقال من مباراة إلى أخرى، والتركيز على هذا فقط لأن التفكير في التأهل برمته ليس له معنى. يجب أن نركز على المباراة الأولى وبعد ذلك سنركز على المباراة التالية.

وأردف: أردنا أن تتاح لنا الفرصة لبناء المنتخب الوطني بشكل جدي وتحسين تصنيفنا العالمي. كنّا نُدرك أن التصنيف في الدور الثالث يعتمد على تصنيف المنتخبات حسب التصنيف العالمي، ولحسن الحظ تجاوزنا السعودية وسنكون في المستوى الثاني. لكن هذا لا يعني شيئا لأن الدور المُقبل سيكون صعباً للغاية.

وأشار، بالقول: في كرة القدم من المستحيل الفوز بسهولة. إذا نظرت إلى جميع مباريات التصفيات، أعتقد أن اليابان وأستراليا ونحن، ثلاثة منتخبات فقط، فازت بجميع مبارياتها، وأعتقد أنك في كل مباراة تحتاج إلى الموهبة، وتحتاج إلى الحظ، وتحتاج إلى الكثير من الأشياء.

****************************************************************

أنطاليا تحضّر العداء طه حسين لأولمبياد باريس

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لألعاب، أن لاعب منتخب العراق العداء طه حسين، سيمثل العراق في دورة الألعاب الأولمبية في باريس نهاية شهر تموز المقبل بفعالية 100 متر ركض.

وقال المدير التنفيذي زيدون جواد، إن «العداء وصل يوم الثلاثاء الماضي برفقة مدربه خزعل جبار إلى مدينة أنطاليا التركية للدخول في معسكر تدريبي في منتجع بورتبلو الخاص بإعداد رياضيي ألعاب القوى».

وأضاف أن «أغلب رياضيي غرب آسيا وأفريقيا يتواجدون حالياً في مدينة أنطاليا، مع نخبة من أفضل الرياضيين المرشحين لأولمبياد باريس وبطولة العالم للشباب، لذلك فإن الاحتكاك مع هؤلاء الأبطال سيكون له تأثيره الإيجابي».

وأوضح أنه «تم الاتفاق على مشاركة طه حسين في ملتقى ازمير الدولي الذي سيقام في مدينة ازمير يومي التاسع والعشرين والثلاثين من شهر حزيران الجاري».

وبين إن «اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس منحت العداء طه حسين بطاقة وايت كارد، بالاتفاق مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى، للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في باريس خلال شهر تموز المقبل، وأنه سيمثل العراق في فعالية ركض 100 متر».

***********************************************************

هل يكون البرنابيو مسرحاً لنهائي كأس العالم؟

مدريد ـ وكالات

يستهدف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إقامة نهائي كأس العالم 2030 في ملعب نادي ريال مدريد سانتياغو برنابيو.

وأعلن الفيفا تنظيم نسخة 2030 من كأس العالم في 3 دول، هي «إسبانيا والبرتغال والمغرب».

وحسب صحيفة ماركا الإسبانية، فإن مسؤولي الفيفا يعلمون أن ريال مدريد لا يستطيع ولا يريد التخلي عن ملعبه لفترة طويلة، رغم أن النادي الملكي يعرف جيدًا ما يعنيه خوض نهائي كأس العالم على ملعب البرنابيو.

وأضافت: «الكيانان يتحدثان بالفعل بشأن استضافة نهائي كأس العالم 2030، كما يتحدثان أيضًا عن كأس العالم للأندية 2025، وهي البطولة التي لا تزال بحاجة إلى مزيد من التفاصيل، بدءا من الأموال التي سيتم توزيعها، بقدر ما يتعلق الأمر بالاستضافة، وهناك الكثير من الوقت المتبقي وسينتهي الأمر بالاتفاق».

وأوضحت أن الطرفين يبحثان عن صيغة يمكن أن تجعل استخدام الملعب متوافقا مع الفيفا وكذلك من قبل ريال مدريد، الجميع متفائل بأن البرنابيو سيكون المحور الرئيسي للحدث، وهو ما سبق بالفعل في عام 1982.

*******************************************************

الصفحة العاشرة

الشيخ إمام أوراق من دفتر غناء فلسطين

هيثم أبوزيد

بين آلاف الأغنيات التي شدا بها المطربون العرب لأجل فلسطين وقضيتها، احتلت أغاني الشيخ إمام عيسى مكانة خاصة. شعور المتلقي بصدق الفنان، وأنه قدم هذا العمل لقناعات ذاتية، وموقف اختياري، ليس لقرار سلطوي، أو توجيهات إعلامية، يمثل شرطاً أولياً للقبول، يسبق النظر إلى المعايير الفنية وتحليل الكلمات والألحان.

لم يكن أحد ليحوز هذا الشرط قدر ما حازه شيخ الغناء الثوري الاحتجاجي. اهتم الشيخ إمام عيسى كثيراً بالقضية الفلسطينية، وكان غناؤه للنضال الفلسطيني موقفاً ذاتياً، لكنه يأتي في الوقت عينه استجابة لاحتياج فني لدى الدوائر اليسارية التي أحاطت بالرجل داخل مصر وخارجها. وهذا العام، تأتي ذكرى رحيل الشيخ متواكبة مع الظروف الاستثنائية في قطاع غزة، ما يمثل فرصة لتأمل بعض ما لحنه وغناه لفلسطين ولكفاح شعبها.

لعل أغنية “يا فلسطينية” التي كتب كلماتها أحمد فؤاد نجم، أشهر ما قدم الشيخ إمام من أعمال عن القضية الفلسطينية. وبسبب عباراتها المتفجرة ولحنها الحماسي والأداء التعبيري للشيخ، حققت الأغنية انتشاراً واسعاً منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، مع ظهور منظمة التحرير الفلسطينية.

جاءت الأغنية في صورة طقطوقة مكونة من مذهب متكرّر هو “يا فلسطينية والبندقاني رماكو.. بالصهيونية تقتل حمامكو في حماكو.. يا فلسطينية وأنا بدي أسافر حداكو.. ناري في إيديا وإيديا تنزل معاكو.. على راس الحية.. وتموت شريعة هولاكو”. ثم يأتي الغصن الأول: “يا فلسطينية والغربة طالت كفاية.. والصحرا أنّت من اللاجئين والضحايا.. والأرض حنّت للفلاحين والسقاية.. والثوره غاية والنصر أول خطاكو”.

اشتملت الأغنية على مقطع كامل يتحدث عن حرب فيتنام، معتبراً إياها تمثل أملاً وبشرى بإمكان الانتصار على قوة عظمى: “يا فلسطينية فيتنام عليكو البشارة.. بالنصرة طالعة من تحت ميت ألف غارة.. والشمعة والعة والأمريكان بالخسارة.. راجعين حيارى.. عقبال ما يحصل معاكو”.

كان الشيخ إمام يتفنن في أداء هذا المقطع، يزمجر بصوته وهو يقول: “ميت ألف غارة”، ثم ينقلب في لحظة إلى أسلوب ساخر مستخف وهو يقول: “والأمريكان بالخسارة.. راجعين حيارى”. كانت تلك التصرفات اللذيذة تثير إعجاب الجماهير وتستفز تجاوبهم. كتب نجم كلمات الأغنية ولحنها الشيخ إمام عام 1968 أثناء اعتقالهما في سجن الاستئناف. لكن الأغنية اخترقت أسوار السجون ووصلت إلى الأراضي المحتلة، وإلى المخيمات، وإلى تجمعات الفلسطينيين في الشتات.

في آذار عام 1978، وبتكليف من خليل الوزير (أبو جهاد) الرجل الثاني في حركة فتح، قادت الفتاة الفلسطينية دلال المغربي عملية كبيرة داخل مدينة تل أبيب، التي وصلت إليها بالزوارق مع مجموعة من فدائيي الحركة أطلق عليها “كتيبة دير ياسين”. أسفر الاشتباك عن مقتل 30 إسرائيلياً على الأقل، واستشهدت دلال التي لم تكن قد بلغت العشرين، مع ثمانية من أعضاء المجموعة.

ألهمت تلك العملية الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان قصيدتها الشهيرة التي لحنها الشيخ إمام وغناها: “في ذكرى الميلاد العشرين.. لفتاة من أرض فلسطين.. وقفت تتأمل حاضرها.. في أرض يكسوها الطين.. خلف الأشواك السلكية.. عاشت أياما وسنين.. ما بين الماضي وظلامه.. وحنينا في القلب دفين.. والحاضر في بطء يمشي.. مثقول الخطوات حزين”. وضع إمام لهذا الجزء من الكلمات لحنا يمتلئ أسى وحزناً، يذكر بالمأساة الفلسطينية، ومعاناة الشعب مع الاحتلال. لكن التطور الدرامي للحن يتصاعد مع تطور الكلمات، وصولاً إلى الذروة النهائية: “ما عادت ترهبني القوة.. فالقوة يملكها زندي”.

كان الشاعر فرغلي مهران واحداً من رفقاء الشيخ إمام، وكتب له عدة قصائد تحية للانتفاضة الفلسطينية عام 1987، من أشهرها “قاوم بالصدر العاري”، التي تشيد بأطفال الحجارة، وأيضا قصيدة “فلسطين دولة بناها الكفاح.. بدم الشهيد بنار السلاح.. تعيد النبات إلى أرضه.. تعيد الغريب إلى داره.. ترد السليب إلى أهله.. فعرض العروبة لا يُستباح”. وكذلك قصيدة: “يا أبناء صلاح الدين.. لا تزفوا شهدا خطين.. لترفرف أعلام الثورة.. تتمختر في سما فلسطين.. أرض وبنبت أطفال.. شيبة ورجالة وأبطال.. ثورة ثورة يا فتيان.. في الأحجار رجم الشيطان.. يا أرضي غليان غليان ونرجع أمجاد حطين”.

ومن الأغنيات الحماسية اللافتة التي كتبها فرغلي مهران وغناها إمام: “هدارة يا هدارة.. يا طوفان الجسارة.. دبل التحرير مولع.. فيها أول شرارة.. هدارة يا ثورتنا.. يا محررة الديارة.. ما تخلي في ديرتنا.. من كفيم طيارة.. لأجل نحقق غايتنا.. لازم نشعلها نارة.. محناش أقل قوة.. من أطفال الحجارة”.

ومن الأغنيات التي استعيدت بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة، قصيدة أحمد فؤاد نجم “ناح الحمام في الدوح” التي يعنونها بعض الهواة بـ”غزة في قلب العرب”. وتقول: “ناح الحمام في الدوح.. دمع البنفسج سال.. والورد مال مجروح.. من شكة الموال.. قال الحمام ياليل.. ويا عيني ع اللي انقال.. مين يشتري الفيروز.. غزة مع الدلال”.

يؤدي الشيخ مذهب الأغنية بلحن قريب من النواح، إلى أن تأتي الكلمات المؤلمة، التي تتصور غزة معروضة للبيع في مزاد علني: “ألا أونا بنت العرب.. للبيع ومين قال كام؟”. لكن غزة تنتصر في النهاية، بالتفاف أهلها في كل بلاد العرب الذين يرفضون البيع: “سوق النخاسة جبر.. والأهل بالملايين”.

لكن مأساة الشعب الفلسطيني ومعاناته لم تكونا محصورتين في الممارسات الاحتلالية، بل تعدّدت أشكالهما وامتدّت لتتورّط فيها أنظمة عربية، أو قيادات فلسطينية أخطأت الحساب السياسي. وكان للشيخ إمام نصيبه من الأغنيات التي جاءت ردة فعل لهذا النمط من المعاناة.

ومن تلك الأغنيات “الخط ده خطي” التي كتبها نجم وهو معتقل بصحبة الشيخ في سجن القناطر، عام 1970، بعدما وصلته أنباء الاشتباكات بين الجيش الأردني وقوات منظمة التحرير الفلسطينية، التي عرفت بأحداث “أيلول الأسود”: “الخط دا خطي.. والكلمة دي ليا.. غطى الورق غطي.. بالدمع يا عنيا.. شط الزتون شطي.. والأرض عربية.. نسايمها أنفاسي.. وترابها من ناسي.. وإن رحت أنا ناسي ما تنسانيش هيّ”.

ومن هذا النوع من الأغنيات أيضاً، تأتي قصيدة “تل الزعتر” التي كتبها نجم وغناها إمام عقب المجزرة التي شهدها مخيم تل الزعتر شرق بيروت في آب 1976. تقول كلمات الأغنية القصيرة الحزينة: “يا حكاية كل الناس.. من قلب الناس للناس.. تصحى على لسان الناس.. وتبات في ضمير الناس.. يا أشرف جرح وأطهر جرح وأوجع جرح.. يا تل الزعتر”.

اتسمت أغنيات الشيخ إمام عيسى للقضية الفلسطينية بالتنوع، فجاءت كلماتها لعدد من الشعراء، ولم تنحصر في رفيق دربه أحمد فؤاد نجم، كما أنها جاءت أحياناً في صورة قصائد فصيحة، وأحيانا أخرى باللهجة الدارجة. واختلفت في روح ألحانها وإيقاعاتها بين الحماسة والعنفوان وبين الحزن والأسى والنواح.. لكن إمام يظل شيخا يحترف الطرب، ولا يدير له ظهره، بغض النظر عن موضوع الأغنية، لكنه يفعل ذلك من دون أن يغفل لحظة واحدة عن معايشة المعنى في ما يغني، بل لا يدخر جهداً في إبراز المعنى بصوته، عبر طاقة تعبيرية كبيرة.

ولكل هذه الأسباب، فإن أغنيات الشيخ إمام لفلسطين ستبقى وستعيش طويلاً، وستكتشفها الأجيال الجديدة. وإذا كان الرجل قد وضع الأسباب الفنية لبقاء أغنياته، فإن الأيام والليالي ما زالت تستبقي المبررات الواقعية لبقاء هذه الأعمال، بل واستدعائها مجدداً... فنضال الفلسطينيين مستمر، إلى أن تموت شريعة هولاكو.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 9 حزيران 2024

***********************************************************

عن محمد باقر علوان

سنان أنطون

كنت قد سمعت عنه كثيراً حتى قبل أن أنتقل إلى مدينة كامبريدج (في ولاية ماساتشوستس لدراسة الدكتوراه). بعد وصولي ظل الكثيرون، من عرب وأمريكيين، يقولون لي حال سماعهم أنني من العراق ومهتم بالأدب العربي، إنني لا بد أن أتعرّف عليه وأزور مكتبته الشهيرة. وأنا في طريقي إلى مكتبته بعدها بسنوات قبل أن أشدّ الرحال إلى مدينة أخرى، أدركت أنه سيكون أكثر صديق سأفتقده بعد سفري. كنت ألتقي به حوالي مرة في الشهر، وكانت لقاءاتنا تطول. كان بعمر أبي، إلا أن روحه كانت نضرة. يمتلك معرفة موسوعية بالأدب العربي، ومغرم بالثقافة والموسيقى. أكمل الدكتوراه في الهندسة منذ عقود، لكنه كان مهووساً بالأدب العربي، فدرس وحصل على دكتوراه ثانية فيه وكتب أطروحته عن الشدياق. ودرّس اللغة العربية في جامعة هارفارد لسنين طويلة، وكان يفترض أن يظل فيها، لكن عقده لم يجدّد بسبب صراعات داخل القسم وخيانة أحدهم. فانتقل للتدريس في جامعة تفتس القريبة. كنت أظن أنني مخضرم لأنني قضيت عقداً بأكمله في أمريكا. أما هو فكان قد جاء في نهايات الخمسينيات، أي أنه من المعمرين. كنت أشعر حين أزوره وأحادثه بأنني أزور العراق، لا لأنه لم يندمج بالمجتمع الأمريكي وثقافته، بالعكس فقد فعل ذلك بنجاح. ولكن ربما لأن الحديث كان دائماً يأخذنا إلى العراق وأوجاعه ومسراته وأغانيه. وبالتأكيد لأننا نتلذذ بالمحكية البغدادية وبتعابيرها التي نفتقدها.

كان يهوى جمع الكتب والمخطوطات والصور القديمة، وتحول بيته، بعد طلاقه، الذي ربما كان سببه الرئيسي هوسه بالكتب، إلى مكتبة هائلة تحوي أكثر من 20 ألف كتاب. كما كان بمثابة مضيف مفتوح للمهتمين بأمور الثقافة والأدب من عرب المدينة. كان يستضيف فيه جلسة شهرية لقراءة الروايات العربية، حضرتها أكثر من مرة. وعلى الرغم من أنه كان في الستينيات، إلا أن روحه كانت شابة وبقي إلى أقصى اليسار الذي اعتنقه منذ شبابه، وبقي نشيطاً كما كان حين كان طالباً في الستينيات التي ظلت جمرات راديكاليتها. تراه في كل المظاهرات والندوات والحفلات والأماسي في المدينة».

هذه السطور من روايتي الرابعة، «فهرس» (2016)، وهي تتحدث عن شخصية سميتها في الرواية علي هادي، لكن علي هادي كان نسخة من إنسان كنت محظوظاً بمعرفته وصداقته، وهو الدكتور محمد باقر علوان. اتصل به آنذاك أحد أصدقائه حالما قرأ الرواية ليقول له إنه يظهر فيها. وبعد أن قرأ علوان الرواية اتصل بي وتحادثنا على الهاتف، وكان سعيداً أن الشخصية تكاد تكون نسخة طبق الأصل منه.

ولد محمد باقر علوان في الكرادة الشرقية في بغداد عام 1932 وانتقلت بعدها عائلته إلى عرصات الهندية. كان طالباً ذكياً ومتفوقاً وانتمي مبكراً إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي. وكان مسؤوله، كما أخبرني، المناضل والباحث المعروف عزيز سباهي (1925- 2016) الذي توفي في تورنتو في كندا. شارك علوان في وثبة 1948 وتظاهر في كانون الثاني أمام مجلس الوزراء والسفارتين البريطانية والأمريكية احتجاجاً على تقسيم فلسطين، الذي كان قد أعلن قبلها بأشهر، وضد تجديد معاهدة بورتسموث سيئة الصيت بين العراق وبريطانيا. واعتقل وحكم عليه بالسجن لسنتين أمضاهما في سجن الحلة. وكانت تجربة صعبة وقاسية، ولكنها كانت أيضاً غنيّة فكرياً وإنسانياً وتركت أثراً عميقاً. فقد كان السجن، بفضل فهد (يوسف سلمان يوسف 1901- 1949) ورفاقه، مدرسة بكل معنى الكلمة، تحفل ببرامج تثقيفية متميزة، وحيزاً لترسيخ قيم التعاضد والتضامن. حين سألته عن فهد، تحدث عنه بحب وذكر كيف أنه لعب معه الشطرنج ذات مرة («وخسرت» قالها وضحك). كما حدثنا عن الاحتفال الذي أقامه الشيوعيون العراقيون داخل السجن، حين سمعوا خبر انتصار الشيوعيين في الصين، ودخول قوات ماو إلى بكين في يناير 1949. كان احتفالاً بسيطاً تناولوا فيه «البسكت» والشاي ورددوا النشيد الأممي.

بعد إطلاق سراحه، سافر علوان إلى بريطانيا، بمعونة من أخيه الذي كان دبلوماسياً، ودرس الهندسة هناك، وانتقل بعدها إلى الولايات المتحدة لإكمال الدراسات العليا. واصل نشاطه السياسي بين صفوف الطلبة في الولايات المتحدة أثناء الدراسة، حيث كان يطبع ويوزع المناشير ويشترك في التظاهرات والفعاليات. أكمل الدكتوراه في الأدب المقارن والأدب العربي في جامعة إنديانا في بلومنغتون وكانت أطروحته التي سجلها في عام 1970 عن أحمد فارس الشدياق.

بالإضافة إلى البحث الأكاديمي كان علوان مترجماً أدبياً بارعاً من وإلى العربية. من بين ترجماته مختارات من قصائد الشاعر الأمريكي الأسود لانغستون هيوز (1901-1967) صدرت عن وزارة الإعلام في بغداد عام 1972. وأعيد نشرها بطبعة منقحة في 2011 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وبغلاف من تصميم ابنته دنيا علوان. توزعت اهتماماته بين الأدب العربي القديم والحديث والشعر العالمي والفولكلور والأساطير. ولم ينشر إلا القليل من بحوثه ومنها «معتقدات العرب البدائية: قصيدة الحكم البهراني في عجائب المخلوقات» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2010). درّس علوان اللغة والأدب العربي في جامعات جورجتاون وهارفارد وتفتس، التي أمضي فيها العقود الأخيرة قبل تقاعده. تتلمذت على يده أجيال من الطلاب والباحثين الذين ألهمهم حبه للغة والثقافة العربية وتاريخها الغني.

في آب الماضي زرناه، أنا والصديق الدكتور عزيز الشيباني، في بيته في مدينة برلنغتون في ولاية ماساتشوستس، واستضافنا بكرمه المعهود وطبخ لنا العشاء بنفسه، وكان العراق وتاريخه وذكرياته حديثنا. كان في أوائل التسعينيات، ولكنه ظل يحتفظ بذاكرة ناصعة. تجوّلنا بعدها في مكتبته العامرة، الحافلة بكتب وصور نادرة. أبواب بيته ومكتبته وقلبه كانت دائماً مفتوحة للجميع. كنا نعتزم زيارته هذا الصيف لكن الزيارة تأجلت إلى إشعار آخر لأنه رحل عن هذا العالم في السادس من أيار. فسلام على روحه وذكراه.

*****************************************************

أرونداتي روي..  مقاضاة من يندد بالإبادة

بموجب قانون “مكافحة الأنشطة غير المشروعة”، أعطت السلطات الهندية، قبل أيام، الإذن بمقاضاة الروائية الهندية أرونداتي روي، بسبب تصريحات لها حول إقليم كشمير المُتنازَع عليه مع باكستان، تعود إلى عام 2010. وعليه أمر نائب حاكم ولاية دلهي، فيناي كومار ساكسينا، العضو في الحزب الحاكم “بهارتيا جاناتا” (BJP) القومي المتطرف، باتخاذ إجراءات قانونية ضد الكاتبة (1961)، بالإضافة إلى السياسي والأكاديمي شيخ شوكت الحسين(1954).

وأعاد الإذن بمقاضاة الروائية الحائزة على “جائزة البوكر العالمية” عام 1997 عن روايتها “إله الأشياء الصغيرة”، القضيّة إلى الواجهة من جديد بعد أكثر من عقد على تقديم شكوى جنائيّة ضد روي وآخرين، إثر تصريحها بـ”أن كشمير ليس جزءاً لا يتجزأ من البلاد” الأمر الذي اعتُبر تشجيعاً على الانفصال.

وكان منزل روي، في العاصمة دلهي، قد حُوصر من قبل المتظاهرين عام 2010، كما طالبتها 150 عضوة في المنظمة النسائية التابعة لحزب “بهارتيا جاناتا” بالتراجع عن بيانها أو مغادرة البلاد، قبل أن يعود ساكسينا للحض، منذ تشرين الأول الماضي، على ضرورة المضي قدماً في مقاضاتها.

وأثار القرار الأخير موجة من الاستنكار داخل المشهد السياسي الهندي، حيث أدان “الحزب الشيوعي الهندي” القرار واصفاً إيّاه بـ”الفاشي والمشكوك في توقيته”، كما عدّ “حزب المؤتمر الوطني المعارض” القرار إساءة استخدام للسلطة، في حين يعتبر الكثير من المعارضين قانون “مكافحة الأنشطة غير المشروعة” سلاحاً تستخدمه حكومة مودي لقمع معارضيها.

الجدير بالذكر أن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تُعرف بأيديولوجيتها القومية المتطرفة (هندوتفا)، وهي في حلف وثيق سياسياً واقتصادياً مع نظيرتها الصهيونية، في المقابل سبق أن نددت أرونداتي روي بالإبادة الإسرائيلية في غزّة، حيث صدر لها، في آذار الماضي، بيان بعنوان “غزّة.. لن يتكرر مرة أخرى”، (جاءت عبارة لن يتكرر مشطوبة للدلالة بأن الإبادة تتكرر) ضمن اجتماع “العمال ضد الفصل العنصري والإبادة الجماعية في غزّة”، الذي عُقد بـ”نادي الصحافة” في نيودلهي.

وكانت روي قد شددت في بيانها المذكور على أن جرائم الصهيونية المرتكبة في غزّة تشبه ما قام به النازيون، وأن أميركا متورطة بدعم وتمويل الإبادة الجماعية، كما نددت بموقف الحكومة الحالية المناصرة لـ”إسرائيل”، واستغلال الاحتلال للعمال الهنود الذي استقدمهم ليحلوا مكان الفلسطينيين، وتعامله العنصري معهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 17 حزيران 2024

*********************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- النحت في الثقافة/ حوارات مع الناقد ياسين النصير. جمع واعداد أمجد ياسين النصير، اصدار دار الشؤون الثقافية – بغداد.

- الاعمال القصصية/ جزءان جورجي لويس بورخيس/ ترجمة د. مزوار الادريسي، اصدار دار الجمل.

- الفكرة وفاعلية الحكاية في الرواية العربية/ تأليف علي لفتة سعيد/ دار ابجد- بابل.

- مساج ياباني لأكتاف جلجامش ونخل السماوة. تأليف نعيم عبد مهلهل/ دار نينوى- دمشق.

- لا يمكنني السكوت/ ليو تولستوي/ ترجمة عقيل علي يحيى. اصدار دار المأمون- بغداد.

- نقشوا على الحجر/ قراءات في ثقافة مفقودة. تأليف سعيد الغانمي/ اصدار: دار الرافدين- بغداد.

- الثقافة السريانية/ تأليف إبراهيم جبرائيل صوما، ترجمة الشماس بطرس قاشا/ اصدار: المنظمة العربية للترجمة.

*************************************************

محور

“شكلت ثورة 14 تموز 1958 تحولاً اساسياً في تاريخ العراق، وباتت عيداً وطنياً للشعب العراقي. الآن.. يجري تغييب هذا العيد الحي في ذاكرة العراقيين! ان هذه الثورة العظيمة ستظل راسخة في مسيرة شعبنا، لذلك آثرنا ان نقدم هذا المحور في الصفحة الثقافية، وسننشر ما يردنا تباعاً”

 المحرر الثقافي

*************************************************************

14 تموز 1958 اسئلة الثورة وتراجيديا المراجعة

علي حسن الفواز

تستدعي قراءة التاريخ ومراجعته وعيا بطبيعة ما يتكشف من الاحداث والاخبار، ومن الصراعات التي علقت بها، وما تم تدوينه من خلالها، ليس لبيان موضوعية المدونين أو عدمهم، أو لنزع التاريخ عن الايديولوجيا، أو لإجتراح سياقٍ يكون فيه الحدث التاريخي جزءا من فاعلية النضال الانساني، وتتويجا له، بوصف أن هذا النضال يحمل معه تاريخا موازيا، له مدونوه وشهوده ورواته، مثلما له مراثيه وتراجيدياته..

تبقى ثورة 14 تموز 1958 وإن اختلف حولها الكثيرون “ جزءا من ذلك التاريخ ومن صراعاته وتحولاته، فهي تمثل زمنا عراقيا له أثره الكبير في تقييم تلك الصراعات، مثلما تظل حدثا فارقا في صياغة هوية التاريخ العراقي في عمرانه وخرابه، بتوصيف ابن خلدون الدال على الاشارة الى علاقة هذا “الحدث” بالتحوّل العميق في مفهوم العمران، فهذه الثورة/ الحدث ارتبطت بنضالات اجتماعية وسياسية وثقافية كبيرة، ضد مظاهر الاحتلال البريطاني ومعاهداته واحلافه، وضد مظاهر الجهل والتخلف الذي استغور مفاصل الاجتماع العراقي، وضد مظاهر القهر الاجتماعي والسياسي الذي عمل على تعويم مظاهر الديمقراطية والحرية ليكون في خدمة الاوليغارشية وضمن سيطرتها، حيث فرضت هيمنتها على السوق والمدينة والثروة، وهو ما جعل “الثورة” خيارا مشروعا لتقويض مركزية هذه البنى، ورهانا على صناعة المستقبل، وهذا ما جعلها تحظى  بتأييد شعبي واسع، وبدعم نخبوي وجد في فكرة الثورة أفقا لصياغة عقد اجتماعي جديد، وعقد سياسي يجعل من المشروعية الثورية اكثر تفاعلا مع المشروعية الوطنية..

قد يكون التوصيف الثقافي لفعل الثورة غامضا، بسبب الطبيعة العسكرية لها، وللقوى التي قامت بها، لكن ذلك لم يمنع من أن يرى المثقفون فيها استشرافا للمستقبل، وللمشاركة فيها، والحماس لها عبر وعي شروطها التاريخية والثقافية، لاسيما وأنها حدثت في ظل معطيات سياسية دولية وعربية، فكانت تصعيدا لفاعلية شعارات الاستقلال والحقوق والسيادة، ورفض هيمنة الاستعمارات البريطانية والاميركية، التي فرضت على دول المنطقة سياسات استغلالية ضاغطة، عبر احلاف ومعاهدات، واجراءات اخضعت الى سياساتها كل ما يتعلّق بالحقوق السيادية والاقتصادية، لاسيما معاهدة حلف بغداد/ السنتو، وحلقة الاسترليني البريطانية.

الحديث عن حلم الثورة وعن افقها الانساني كان مشروعا، ومسوغا، إلا أن طبيعتها العسكرية القت عليها نوعا من الظلال الغامضة، لاسيما وأن ما سمّي بحركة الضباط الاحرار لم تكن متجانسة، بين الشيوعيين والقوميين وقوى أخرى، وهذا ما جعل “حديث الحلم” وبناء مؤسسة الثورة مُهددا، وامام تحديات كبيرة، وصعبة، ويحتاج الى كثير من المراجعة والنقد، لأن رومانسية الثورة والشغف الشعبي بها، جعل بعض الجماعات تعمل على الاستفراد، والطموح بالاستيلاء على المؤسسة والحلم والثروة، والى ممارسة نوع من “الفورة الثورية” التي لم تكن موضوعية ومدروسة بعمق، فهذا الحدث الثوري لم يكن خارج السياقات التاريخية في المنطقة أو في العالم، فقد جرى في بيئة سياسية مضطربة، وفي بيئة اجتماعية تعاني من تعقيدات اقتصادية وثقافية تستغورها مشكلات عميقة في التعليم والفقر وفي ادارات الثروة النفطية والنظام الاجتماعي، فضلا عن مظاهر العنف الطبقي جرّاء سيطرة الاقطاعيين على الاراضي الكبيرة، حيث تسببت هذه السيطرة على هجرة كثير من الفلاحين الى  المدن، مما اسهم في ايجاد صراعات ضاغطة على المدن، وعلى تغيير مظاهرها في العمران الثقافي والاجتماعي..

الثورة وحلم التأسيس الديمقراطي

بقدر ما كان فعل الثورة متسقا مع الحلم الوطني ورغبة الجمهور بالتغيير، فإن العمل على تأسيس مشروع الدولة الوطنية لم يكن بذات القوة، فظل عائما، ومتأخرا بسبب نشوء الصراعات الداخلية داخل “حركة الضباط الاحرار” وكذلك بين عدد من الاحزاب الوطنية، وهو ما اسهم في تعويق القيام بخطوات عملية لحماية الثورة من اعدائها، ولقيام حكم دستوري ديمقراطي وبرلماني، وانجاز كل متطلبات الاستقلال الناجز، على انقاض الحكم الملكي الذي كان ضعيفا وهشا في التمثيل السياسي والسيادي لمشروعية الدولة الوطنية..

ان نمو وتضخم ظاهرة العسكرة في الدولة العراقية كانت من اكثر العلامات التي رافقت مظاهر الخلل في النمو السياسي، وربما اسهمت في الحدّ من التطلعات الديمقراطية، فتاريخ العنف والمركزية في “الدولة العراقية” منذ نشوئهما كانا حاضرين في ممارسات تلك العسكرة، وعبر احداث معروفة ارتبطت بصور ذلك العنف، بدءا من قمع انتفاضة الاثوريين في سمّيل والعشائر العراقية في الجنوب، وصولا الى انقلاب الجنرال بكر صدقي عام 1936 والانقلاب الضدي بعد اقل من سنة، فضلا عن احداث حركة 1941 والتي ارتبط بعضها بالتدخلات الاجنبية في العراق وعلاقة البعض من سياسيي هذه الحركة وحتى العسكر بجهات وتحالفات دولية معروفة آنذاك.

اين دور القوى السياسية الوطنية لم يكن غائبا، لكنه كان محاصرا، فرغم عنف السلطة ومؤسستها الامنية، والدور البريطاني داخلها، إلّا أنها كانت مؤشرا على حيوية الحركة الوطنية وقيادة الشيوعيين لها، فكانت انتفاضة 1948 واسقاط معاهدة بورتسموث دليلا على قوتها في الاجتماع الوطني السياسي والشعبي. واحسب أن اعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي في 14 شباط 1949 دليل ساطع على هذا العنف ضد القوى الوطنية الرافضة لسياسات الاستعمار والسلطة العميلة وللعصبة الصهيونية التي احتلت فلسطين عام 1948

كما أن الانتفاضات الشعبية الوطنية في 1952 و 1954 و1956 من المظاهر التي كان الحراك الوطني فيها حاضرا، حيث تتوّج عام 1957 بتشكيل “ جبهة الاتحاد الوطني” التي ضمت عددا من الاحزاب السياسية، وبقيادات وطنية، قابلها صعود سريع ل”حركة الضباط الاحرار” حيث لعبت هذه التشكلات دورا في صناعة مشروع الثورة، رغم أن القوى العسكرية فرضت ارادتها في السياق كأمر واقع، وحددت المشاركة المدنية فيها، وهو من الاسباب العميقة التي وضعت الثورة امام تحديات بنيوية خطيرة، فمع اجراءات الزعيم عبد الكريم قاسم الثورية في تأطير الحلم الثوري، وفي الحرص على المشاركة المدنية في صياغته، إلّا أن ماحدث خلال عام 1961 من تغيرات غامضة كرست معها قوة العسكرة التي كانت تعيش صراعا عميقا، تسبب بعد سنتين بإحداث إنقلاب عسكري اسود عام 1963 كشفت فيه القوى الشوفينية، ونماذجها العسكرية عن عنف مفرط، وعن كراهية للديمقراطية؛ ادّت الى اجهاض حلم الثورة، والى قتل كثير من رموز وقادة الحركة الوطنية، ومنهم من كان محسوبا على المؤسسة العسكرية وعلى حركة الضباط الاحرار.

 العسكرة وحسابات الايديولوجيا

ان الحاجة الى مراجعة “الثورة” بعد مرور 66 عاما على اندلاعها يتطلب وعيا نقديا، مثلما يتطلب موضوعية عقلانية في التعاطي مع اسباب الثورة، ومع اسباب فشلها، ومن هي القوى الفاعلة فيها، والقوى التي اجهضتها؟ وماهي العوامل الخارجية والداخلية التي كانت جزءا من هذا الاجهاض؟

هذه الاسئلة وغيرها كشف لنا كثيرا من المسكوت عنه، وعن طبيعة البنية الداخلية للحكم الذي حمل وزر “الثورة” وتصدّى لتحدياتها، وعن الهنات التي وقع فيها، والتي كانت تتطلب حسما ثوريا، ومعالجة “تطهيرية” لمنع صعود القوى المضادة للثورة، والتي عملت خلال سنيها على القيام بمحاولات ذات طابع عسكري للانقلاب على الثورة، فضلا عن القيام باعمال شغب وتمرد في عدد من المدن العراقية، عمدت على تشويه الثورة واهدافها، وعلى اصطناع مواقف لها بعد قومي شوفيني وطائفي عنصري، مقابل ما قامت به في مرحلة لاحقة، في صناعة محاور وتحالفات داخلية وخارجية نتج عنها الانقلاب الدموي في شباط 1963، الذي اسهم في صناعة الدولة الفاشية التي امتدت الى عام 2003 بنظامها العسكري، وبعصابيتها التي كرست صور المستبد والطاغية والقبيلة وثقافة المعسكر والالدلجة العنصرية، وهي سمات ما كانت لتحدث لولا الرثاثة والشعبوية التي وقعت بها  الثورة، بما فيها البطء بصياغة الدستور، واقامة مؤسساته، وتحييد المؤسسة العسكرية، واشراك القوى المدنية في صياغة المجال العام لمرحلة ما بعد الثورة..

لقد كانت ثورة تموز 1958 حلما، وشغفا بحياة جديدة، وتوجّها لتأسيس دولة ذات هوية جمهورية، تقوم على العدالة الاجتماعية والمساواة، لكن ما جرى، جعل من هذا الحلم امام تعقيدات اجرائية، على مستوى تكامل مؤسسات الدولة، أو على مستوى معالجة الاخطاء التي وقعت فيها، بما فيها اخطاء توزيع المسؤليات الحساسة على قوى تنتمي ايديولوجيا الى القوى اللادولتية، حيث عملت هذه القوى على التحالف مع الخارج، وعبر اصطناع اصطفافات مريبة اسهمت في احداث انشاق في المؤسسات العسكرية والامنية..

لقد عملت الثورة على تحقيق طموحات مدنية كبيرة مثل العمل على صدور قانون الجمعيات عام 1961 حيث اجيزت بحدود 700 جمعية مدنية، والقانون رقم 80 لعام 1961 الخاصة بتحرير الثروة النفطية، والتخطيط لإطلاق قانون للأحزاب، ولإصدار الصحف، بهدف دعم حريات الرأي والتعبير والنشاط النقابي والسياسي، فضلا عن قانون الاحوال الشخصية، وهو اكثر القوانين تقدما في العالم ضامنا حقوق المرأة في حياتها الشخصية والعائلية والاجتماعية، والعمل على المشاركة في انشاء منظمة اوبك النفطية، لكن تعطيل البناء المؤسسي الديمقراطي والتنظيمي، والابقاء على طابع العسكرة في عالم التحالفات والحرب الباردة، واتباع سياسة “الحياد الايجابي” جعل من الواقع العراقي مفتوحا امام تدخلات فاضحة للدول الاستعمارية، حيث وجدت في الجماعة الانقلابية “حصان طروادة” لاغتيال الثورة واجهاض مشروعها الوطني..

**********************************************************

هوامش ليست باردة

حمزة فيصل المردان

١ - الكائنات التي معي في الغرفة

تشاركني افكاري

وطعامي ومنامي وثيابي

تتنفس حين اتنفس

نتبادل التهاني والتبريكات

في اعياد الميلاد وغيرها

نتشابك وننام

بلا اوجاع نصحو

نستحم بالضوء

بعد انقضاء مدة القيلولة

نتابع اخبار الجند على الجبهات

والبيانات تُتْلى بلا هوادة

نرسم لابنائنا صورة المستقبل

نبني على الحدود ثكنات جديدة

لا ناكل مما يأكل الطير

٢ - الارواح التي علقت بصوتي

وانا انادي باسمك

بين الفلوات

ارعبت القاريء

فاخرج مشرطه ليشرح ذبذبات الصوت

ويستخرج قلب النداء

غافلته الحروف

نعم ، حروف اسمك

لتستقر في مخيلة طائر

الذي خرج من فمي ،

جناحاه اسطورة الوجع

التي كوّنت اضالعي

ومنحتني هدوء الاصابع ،

هل كان عليّ

ان اصمت...

ولا ابوح بسري امام العسس

الذين كانوا يبحثون بين الوجوه المتشابهة

عن المختلف

٣ - لا يبدو الامر غريبا جدا

فأنا لا صورة لي غير تلك التي اتلفتها الريح

منذ عقود خلت

وهي تخط على قميصي بنشيجها المتقطّع

وجعي الذي احاطت به أعوام من الظمأ والخوف والتوجس

وترقب طرق الباب الرئيسي

باخمس البندقية...

وتفتيش البيت مرارا

والبحث كتب دينية ومنشورات مناهضة

كان كتاب الايمان يهزأ بهم

والسدرة الكبيرة تظللنا من الهجير

كلما قالوا تجمعوا خارج البيت

تضمنا بين ذراعيها

ولا تفرط بنا

**************************************************

رأي

الشاعر والمشعوذ

شاكر لعيبي

لعل هذا العنوان غريب وصادم. إنه يحاول الإجابة على التالي: لماذا يُهادِن اليوم شعراء معاصرون خارجون من الوجودية والماركسية والقومية والسوريالية وخطابات الحداثة، الظلاميات والرجعيات والسلفية، بل يشتغلون لصالحها جهاراً؟ هل فقدت مصطلحات الظلامية والرجعية والسلفية والحداثة معانيها أم تبدّلت؟ هل يهتدون بتاريخ طويل من الشعر التقليديّ كان الشعراء العرب القدامي فيه، يقدمون على مديح أرباب السلطة وينخرطون في سياساتها حتى وإن تَعارَض ذلك مع قناعاتهم؟

السؤال الأخير لا يقلّ أهمية، ولم تتمّ الإجابة عليه إلا لماماً في الثقافة العربية. وليس من شأننا هنا.

ألا تشكّل هذه المُهادَنة المُذلّة، بالزعم خلافها، نوعا من “الشعوذة”؟ هل هذه هي الكلمة الصحيحة؟

الشعوذة: لم نختر المفردة البديلة “الدجل” لأنّ في االشعوذة طاقة سحرية لعلها تلائم “شعرية” بعض الشعراء الموما إليهم.

 في ويكيبديا تعريف قد يصلح أن يكون مدخلاً بارداً: “الدجّال، يُطلق عليه أيضاً النصّاب أو المحتال أو المشعوذ، هو شخص يمارس الاحتيال أو الخداع لكسب الثقة للحصول على المال أو الشهرة أو غيرها من المزايا من خلال شكل من أشكال التظاهر أو الخداع. المشعوذ هو إشارة إلى الدجّال الذي يمارس الطبّ المشكوك فيه أو أي شخص ليس لديه تدريب طبيّ فعلي”.

تفترض الثقافة العربية والثقافات العالمية أن الشاعر أبعد ما يكون عن تعريف مُقارِب للمشعوذ. يركّز المعجم الإنكليزيّ على الشاعر بصفته شخصاً مبدعاً يتمتع بقدرات تخيّلية وتعبيرية كبيرة حسّاسة خاصة للوسيط (فن الشعر).ومثله المعجم الفرنسية الذي يصفه بالمُكرَّس للشعر ونظم الأبيات والتعبير عن الذات شعرياً، وبصفته فناناً، تلامِس أعماله بقوة الإحساس والمخيلة عبر قيمة جمالية. تغضّ التعريفات كلها للشاعر الراهن النظر عن “الأخلاقيّ” و”المعيار” السلوكي و”المثال الأعلى” والإيطيقي في وصفه. لكنها مجمعة في مكان ما على “النبيل” الأكثر رهافة في الشاعر. فما هو النبيل؟

بعيداً عن الأصل والتطوّرات التاريخية لمفهوم “النبيل” و”النبالة” noble وnoblesse، يضرب النبيل اليوم ثقافياً فيما هو احترام لكرامة الذات وسمّوها وتعاليها وتفوّقها وتميّزها وجودتها، إزاء التفاهة الثقافية والابتذال والبؤس الروحيّ والسطحية وسوء السمعة الصريحة والمبطّنة.

لذا لا تبدو النبالة على الصعيد الثقافيّ، موقفا مؤقتاً، شكلياً، مناسباتناً، مرائياً، قناعاً للمنفعة والتواصلات الاجتماعية، قدر ما هي موقف عميق متأصّل في ذات المثقف، وإن وقعت زلات ومساومات طفيفة لا ينجو منها الكائن الإنسانيّ والفعل البشريّ.

والحال أن السنوات الأخيرة تشهد نمطاً من المثقفين الخارجين من الوجودية والماركسية والقومية والسوريالية، بالأقنعة المفهومية نفسها والمفردات الفكرية ذاتها لكن بالانفراط في أحضان مؤسسات وُصفت بالـ”رجعية” كانوا يناصبونها العداء، وفي خدمة أمراء أغنياء يدفعون لهم ولعوائلهم المعاشات في أغلى المدن الأوربية، ويرأسون التحرير في منابر وصحف وتلفازات ويساومون مموّليها وأحزابها مهما كان لونها وقمعها. كلهم تنكّروا لمنبتهم ولمجيايلهم ضاريين بها وبهم عرض الحائط. ودائماً بالادعاء عكس ذلك. ومن هؤلاء شعراء حداثيون، مما يشكّل مفارقة مزدوجة، يصعب حلها. فالسوريالي العريق انخرط في منبر كان “يحتقره” حتى الخمسين من عمره خائضا فيما يحسبه “لعبة” المصالح والمنفعة التي فهمها أفضل من غيره ومن مرّ قبله. منهم من ذهب لتأييد داعش والحركات الأصولية الأسلاموية الدموية وذهب لمتابعتها فوتوفرافياً ونصّياً في سوريا. كلهم يبدون وقد فهموا الأمر أفضل من معاصريهم. أغلبية المذكورين لم تنبس بشيء عن مأساة غزة.

بين الخطاب اللفظيّ والممارسة، ثمة إحتيال ببساطة. كل قاريء من القراء يمكن أن يقدّم مثلنا مثالاً محدّداَ. ليس الهدف الأمثلة وإن بقيت أمراً مشروعاً، ولكل مقام مقال. الزلات الجسيمة هي القاعدة، مما يقود إلى الاستنتاج أن الخطاب الخارج من تخليط وتناقض وتلاعب كهذا إنما هو ضرب من الشعوذة. وإذا أضفت لذلك بلاغة و”شعرية” الدواوين الصادرة للخارجين من الوجودية والماركسية والقومية والسوريالية وخطاب الحداثة، فإننا أمام “الاحتيال أو الخداع، الموصوف، لكسب الثقة للحصول على المال أو الشهرة أو غيرها من المزايا”.

الفكر التنويريّ الحديث بمختلف مدارسه، يشتغل هنا لديهم لصالح هذه الشعوذة.

***********************************************************

الصفحة الثانية عشر

في النجف.. د. حسن الجنابي: المناخ والفساد أكبر تهديد للعراق

النجف – طريق الشعب

قدم وزير الموارد المائية الاسبق د. حسن الجنابي، الجمعة الماضية على قاعة “مكتبة حياة” في مدينة النجف، ندوة حول المناخ والاحتباس الحراري عنوانها “المناخ أكبر تهديد يواجه العراق”.

الندوة التي نظمتها جمعية تنمية المرأة في النجف بالتعاون مع المكتبة، حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في قضايا المناخ. فيما استهلها د. الجنابي متحدثا عن الاحتباس الحراري ومسبباته الطبيعية والبشرية وتأثيره على الإنسان, وعن أزمة المياه التي يشهدها العراق والعالم اليوم.

ثم تطرق إلى واقع البيئة العراقية، وإلى دور السياسات المعتمدة في زيادة التلوث البيئي، مشيرا إلى ان التحدي الأكبر الذي يواجهه العراق اليوم هو الفساد وليس فقط التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.

ونوّه الجنابي إلى ان هناك مسؤولين يرجعون أزمة المياه إلى الاحتباس الحراري، وهذا الأمر غير صحيح، فالمشكلة تتعلق بغياب الإرادة السياسية وبمصالح دول وكتل وأحزاب “لذلك يتهرب هؤلاء من المسؤولية ويرمون الموضوع على الاحتباس الحراري على اعتبار أن هذه الظاهرة المناخية خارج إرادتهم”. 

ورأى الجنابي ان المساعي الحكومية لإنشاء سدود ونواظم في مختلف أرجاء العراق، ليست ذات أهمية، طالما أن المياه قليلة أساسا “لذلك، ما الفائدة من صرف المليارات على مشاريع غير مهمة؟!”.

وفي ختام الندوة التي أدارها د. عبد الله الجنابي، قدمت رئيسة جمعية تنمية المرأة د. بتول فاروق، شهادة تقدير إلى د. حسن الجنابي.

******************************************************

افتتاح المرحلة الثانية من مشروع تأهيل مدينة بغداد التاريخية

متابعة – طريق الشعب

افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء الأحد الماضي، المرحلة الثانية من مشروع تأهيل مدينة بغداد التاريخية، والذي يتضمن تأهيل محور السراي – القشلة باتجاه ساحة الميدان.

ويشتمل المشروع على ترميم وصيانة واجهات المباني التراثية والتاريخية، وتأهيل منظومات وشبكات البنى التحتية، واستحداث محور ثقافي واجتماعي وترفيهي للمشي، كذلك استحداث ساحة السراي، وتأثيث الشوارع ونصب الإنارة، ومعالجات المباني التاريخية.

وقال السوداني في منشور له على صفحته الرسمية في فيسبوك، أن التأهيل تمّ بأيادٍ عراقية من خلال فريق تخصصي اتجه إلى تطوير هذه المواقع المهمة التي تمثل قلب بغداد التاريخي، وجزءاً مهماً من تراثها السياسي والثقافي والاجتماعي، مؤكداً المضيّ في استكمال المشروع بمراحله الخمس، ضمن سعي الحكومة إلى رعاية هذا الملفّ ودعمه، وتعزيز ما يمثله من لمسة وهوية وطنية وتاريخية لمدينة بغداد.

وأشار إلى أن هذه المنطقة بدأت تتحول فعلياً إلى قبلة للسائحين، ومنطقة ترفيهية لأهالي بغداد وزائريها، مثمنا مساهمة أمانة العاصمة وتعاونها في إتمام المشروع مع بقية الوزارات المعنية وديواني الوقفين والبنك المركزي العراقي ورابطة المصارف العراقية، فضلا عما جرى تخصيصه من منافع اجتماعية لاستكمال المشروع.

***********************************************************

في ألقوش توقيع كتاب «توما توماس القائد والإنسان»

ألقوش – طريق الشعب

وسط حضور جماهيري غفير، أقام فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، الجمعة الماضية، حفل توقيع للكتاب الموسوم «توما توماس القائد والإنسان»، لمؤلفه الكاتب نبيل يونس دمان.

الحفل الذي أقيم على حدائق «متنزه توما توماس»، أدارته مينا ضرغام، التي دعت الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى الفقيد توما توماس وسائر شهداء الحركة الوطنية.

ثم قدم عضو الاتحاد فادي سمير نبذة مختصرة عن مؤلف الكتاب، الذي تحدث بعدها عن محتويات كتابه بشكل وجيز.

وفي سياق الحفل قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن الكتاب.

وفي الختام، قدم فرع الاتحاد شهادة تقدير إلى الكاتب نبيل دمان، الذي وقّع بدوره نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

هذا وحضر الحفل سيادة المطران مار ميخائيل مقدسي، وخوري كنيسة القوش الأب رودي الصفار، وممثلون عن دوائر حكومية وأحزاب سياسية ومنظمات مدنية ومديرو مدارس، فضلا عن شخصيات سياسية واكاديمية واجتماعية، وجمع من أهالي الناحية والمناطق المجاورة.

**********************************************

يوميات

  • يضيّف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، الشاعر زاهر موسى، ليتحدث عن تجربته الشعرية ويقرأ مختارات من قصائده.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها الشاعر ميثم الحربي، تبدأ في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

**********************************************************************

الشاعر المبدع صادق الصائغ.. سلامات

يواجه الشاعر والفنان صادق الصائغ هذه الأيام وضعاً صحياً صعباً. وتقول اخبار لندن انه يتصدى للمرض بشجاعة وثقة بالنفس.

من بغداد نحييه، ونتمنى له الصمود واسترجاع الصحة والعودة الى حياته وعطائه ورفاقه ومحبيه..

لك العافية العزيز أبا جعفر

**********************************************************

اتحاد أدباء كربلاء يحتفي بالشاعر عمار المسعودي

كربلاء – سلام القريني

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء، أخيرا، بالشاعر د. عمار المسعودي، في مناسبة صدور مجموعته الشعرية الجديدة “صيف اسمر”.

جلسة الاحتفاء التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين، استهلها الشاعر نوفل الحمداني مرحبا بالحاضرين، وبينهم ضيوف من بغداد وبابل. ثم قرأ قصيدة عبّر فيها عن سروره بكتاب المسعودي الجديد.

بعدها ارتقى المنصة الشاعر نجاح العرسان، لإدارة الجلسة، وقدم نبذة عن شعرية قصيدة النثر. ثم طرح أسئلة على المحتفى به، حول مفهوم الشعرية الخالصة، والمتغيرات التي شهدتها قصيدة النثر المعاصرة، وعما تميزت به مجموعة “صيف أسمر” عن المجموعات السابقة التي أصدرها المسعودي.

وبعد أن أجاب المسعودي عن أسئلة مدير الجلسة، قرأ منتخبات من قصائده التي ضمتها مجموعته.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الأدباء الحاضرين أوراقا نقدية عن مجموعة المحتفى به، وهم كل من د. احمد الزبيدي، الناقد زهير الجبوري، د. عمار الياسري، د. صباح التميمي. كما ساهم عدد آخر في تقديم مداخلات عن تجربة المسعودي الشعرية، وهم كل من د. محمد عبد فيحان، قاسم بلاش، صلاح السيلاوي، رفعت المنوفي وسلام القريني.

وفي الختام، قدم رئيس اتحاد أدباء كربلاء الشاعر سلام البناي، شهادة تقدير إلى الشاعر د. عمار المسعودي.

***************************************************************

استعدادات لإقامة  «مهرجان جماعة كركوك» الثقافي

متابعة – طريق الشعب

أعلن اتحاد الأدباء والكتاب في كركوك، عن استعداداته لإقامة “مهرجان جماعة كركوك” الثقافي الدولي الثاني، بمشاركة أدبية وثقافية من داخل البلاد وخارجها.

وقال رئيس الاتحاد محمد خضر الحمداني، ان “الاتحاد يستعد لإقامة المهرجان نهاية آب القادم”، مبينا في حديث صحفي أنه “تم وضع الخطوط العريضة للمهرجان. وعن قريب سيتم تشكيل لجانه”.

وأشار إلى ان المهرجان سيقام بمشاركة جميع المؤسسات الأدبية والثقافية في العراق، وسيدعو نحو 100 أديب من الداخل والخارج، لافتا إلى ان هذا المهرجان يعد من المهرجانات الأدبية المهمة، ويحمل معاني فكرية ورمزية لجماعة أدبية ساهمت إبان ستينيات القرن الماضي في رفد الثقافة الحديثة بالمنتج الفكري، وشقت رافدا أدبيا يحمل اسم “جماعة كركوك”.

*****************************************************

أربيل.. العثور على موقع أثري عمره 6500 عام

متابعة – طريق الشعب

كشفت مديرية آثار أربيل، عن العثور على موقع أثري يعود إلى  4500 سنة قبل الميلاد، مبينة أن فريقا من جامعة برين ماور الأمريكية، عثر على “موقع متراب” الأثري بالقرب من قرية باقرته جنوبي المحافظة، وذلك بعد سنتين من البحث والتنقيب.

وقال مدير متحف أربيل الحضاري نادر بابكر في مؤتمر صحفي للإعلان عن الموقع المكتشف، أن فريق التنقيب يعمل منذ سنتين في أربيل على دراسة أسلوب حياة السكان في الحقب الزمنية القديمة، من النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مبينا أنه من خلال البحث والتنقيب تبين أنه قبل الميلاد بـ 4500 سنة حصلت انتقالة من حياة القرى إلى الحياة المدنية في سهل أربيل.

من جانبه، قال مدير عام آثار أربيل كيفي محمد، خلال المؤتمر، أن عمليات التنقيب أظهرت ان منطقة سهل أربيل كانت تضم قرى عديدة، وكانت منطقة زراعية مهمة، وأساسا للتوجه نحو التمدن، لافتا إلى ان هذه النتائج التي تم التوصل إليها من خلال ما عثر عليه من آثار وقطع أثرية، سيكون لها تأثير كبير على البحوث الأثرية على مستوى العالم.

**********************************************

اما بعد.. وين أولّي ووين أبات ؟

منى سعيد

رغم تقدير حاجتهم الماسة في تدبير شؤون الحياة وتأمين لقمة العيش الشريف، فان أصواتهم تطرق أسماعنا رغما عنا ليل نهار ..

أصوات توقظ - للمبالغة - حتى الموتى! أنها أصوات الباعة المتجولين، التي تتسلل الى بيوتنا وتخترق أسماعنا بضجيج عجيب، ممزقة كل لحظة سكون قد نحلم بها، تنادي بتجييش تجاري يفرض الانصياع اليه حتى وأن لم تكن بحاجة.. قد تهرع أحيانا للشراء طمعا بإسكات صوت أحدهم، فيرعبك صوت مناد آخر..

بزعيق متلوّن وبنوتات متعددة تتلقى أصوات أبو المخضر، وأبو الفواكه، وأبو .. وأبو .. وما أن تنتهي من الشراء حتى تجفل لصوت بائع آخر يقسّم أنغام أصواته على أجزاء العملة: “4 كيلوات بطاطا ب3 آلاف دينار، كيلو شجر بألف، طماطة بألف..”  ثم يأتيك صوت بائع البطيخ الأحمر – “الركي” واصفا إياه بـ “حَمار وحَلاه”. وفي الوقت نفسه تتلقف صوت بائع الدجاج مناديا” دجاج ذبح وتنظيف” فتهرب خشية مشاهدة مجزرته الصباحية.

بعد قليل تأتي جوقة أخرى من باعة السمك الحي تنادي: “سمك حي طيب، وزوري خشن ..” ليأتي بعدها من يعرض شراء بطاقات التموين والأغراض العتيقة، ولا أدري كيف يكسب هذا البائع قوته من بطاقات تصرف شهريا بعدد محدد؟ كما يجعلنا نتساءل: أي بيت يمكن أن يبيع أغراضه يوميا، حتى وإن دعته الحاجة لبيع البعض منها أو العتيق على سبيل المثال؟! أما بائع “ماي آرو” فهو مشكلة لوحده: صوتُ سماعته نسمعه حزينا وبإلحاح غريب: “ماي آرو، ماي آرو، دبة بخمسمية”..

تمضي الظهيرة وأنت متوتر لا يكفيك مشهد تفتّح زهرة في الحديقة ولا رش الثيل، وفجأة تصدح سماعات الجوامع بأدعية مسترحمة تستبق الآذان. فتستغرب وتتساءل أيضا لم هذا الاستدرار للدموع ؟ لماذا يركز أخوتنا المسيحيون على توصية “ صلِّ وأنت تبتسم”، بينما نكاد نبكي نحن قبل الصلاة؟!

ثم تهدأ قليلا لسماعك أصوات بائع الغاز بلحن مميز توحد في أغلب المحافظات في سابقة غريبة، مع صوت الآذان الشجي .. لكن سرعان ما يغزو أذنيك صوت بائع القيمر وجبن العرب مزمجرا وكأنه في معركة، غير عابئ بخشية الناس من شراء الألبان المكشوفة في أوقات الصيف. وتتوالى عروض البضائع طوال النهار لتشمل بيع الأفرشة، والأواني، والبقوليات والشامبو، وجميع بائعيها عصبيون يجاهرون بأصوات متشنجة تلعن مَن لم يشترِ وقد تكيل له السُباب!

في ساعات متأخرة من الليل ينادي بائع الـ شَعر بنات: شَعر، شَعر يا وِلد” مستعطفا الأطفال من كلي الجنسين وبصوت لطيف هذه المرة، ربما لأنه يأتي متأخرا قبل نومهم بقليل.

 أما أنا فأردد حينها مع نفسي بعصبية تكملة مناجاته وفق الحكاية الشعبية: “شَعر بَنات ، وين أولّي ووين أبات”؟!