اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: أزمة الكهرباء مستفحلة.. والحلول ليست مستحيلة

تفاقمت معاناة المواطنين مع ارتفاع درجات الحرارة، وتقليص ساعات توفير الكهرباء الوطنية إلى مستويات متدنية، فيما تراكمت الوعود التي اعتاد المواطنون على سماعها من الحكومات المتعاقبة بخصوص زيادة ساعات تجهيز الكهرباء، ولم تظهر الحكومة الحالية اختلافاً يُذكر في هذا الشأن، إذ أغدقت وعوداً بأن الصيف الجاري سيكون أفضل من سابقيه، وهو ما لم يتحقق فعلياً على أرض الواقع.

وحتى مع إعلان الجهات المسؤولة زيادة انتاج الطاقة، وافتتاح مشاريع جديدة لتخفيف الاختناقات في الشبكة الوطنية وتقليل الأحمال، لم يلحظ المواطنون أي تحسن يُذكر، بل زادت الأمور سوءًا عما كانت عليه في السنتين الماضيتين.

وعند النظر بشكل شامل لهذه الازمة، يمكننا القول بثقة إن شبكة الكهرباء الوطنية تعاني من نقص في الطاقة المجهزة وهدر في نقلها، وتهالك شبكات النقل، بالإضافة إلى سوء وعدم عدالة في توزيعها، ولا تزال الشبكة تعتمد اعتمادا كبيرا على الغاز المستورد، الذي يشهد تذبذبا وانحسارا في أوقات كثيرة، وخاصة في أوقات الذروة.

وعلى الرغم من الأموال الطائلة المخصصة في الموازنات، لم تشهد البلاد إنشاء محطات جديدة لإنتاج الطاقة، ولم يجنِ العراقيون من الأموال المهدورة، سوى إعلان تخميني لزيادة أرقام الإنتاج، تصاحبها زيادة في الاستهلاك، فيما أن الحقيقة المطلقة هي زيادة ساعات قطع الكهرباء، وهذا ما يرفضه العراقيون.

ورافق ذلك غياب العدالة في توزيع ساعات تجهيز الكهرباء بين المناطق المختلفة، فيما هناك شبهات فساد وتخادم بين بعض مسؤولي محطات الكهرباء وأصحاب المولدات الأهلية، وهو ما جرى الاعتراف به من قبل الحكومة، دون ان تضع حلولاً جذرية لها، فضلاً عن تهالك وقدم الشبكات المحلية المسؤولة عن نقل الكهرباء، والأنكى ان يجري تحميل المواطنين أعباء الصيانة.

إن المداخل السليمة لمعالجة هذا الملف، تتعلق بصرف التخصيصات المالية للكهرباء في محلها الصحيح، وإبرام عقود مع الشركات الرصينة وتوفير أجواء عمل سليمة لها، وأن يتوقف البحث عن مشاريع ربط الكهرباء مع دول الجوار التي لا تعالج الأزمة، وأن يرافق ذلك حملة لصيانة شبكات النقل والتوزيع المتهالكة، وتركيب عدادات إلكترونية لمعرفة حجم الاستهلاك، خصوصاً في الأماكن التجارية والعامة وبيوت المسؤولين، وأن تجبى الأموال بصورة مناسبة منهم، مع مراعاة أصحاب الدخول المحدودة والفقراء والكادحين.

لذا نرى أهمية فتح حوار مع المتخصصين لإيجاد خيارات استراتيجية لمعالجة أزمة توفير الكهرباء والحد من الفساد وسوء الإدارة، كما مطلوب أن يقوم مجلس النواب باستضافة المسؤولين عن ملف الكهرباء، لتقديم توضيحات عن أسباب هذا التردي المستمر، ومحاسبة المقصرين.

ويؤكد الحزب الشيوعي العراقي، أن حل مشكلة الكهرباء ليس مستحيلاً، وهو ما يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية تنظر إلى معاناة الشعب قبل الاستعراض الإعلامي ومحاولة الكسب السياسي من قبل المسؤولين، كما أن جميع الحلول ستظل معلقة وسيصعب تنفيذها إذا استمرت قوى المحاصصة ومافيات الفساد في البحث عن مصالحها وزيادة ثرواتها.

كما يدعو الحزب، جماهير شعبنا المكتوي بنار الأزمات، إلى الخروج بفعاليات جماهيرية سلمية واسعة، للمطالبة في توفير الحلول المناسبة والناجعة لتوفير الكهرباء، ومحاسبة من تسبب بهدر الأموال المخصصة لها.

بغداد

٢٢-٦-٢٠٢٤

**********************************************************************

وعود الحكومة بـ«صيف أفضل» تتبخر

بغداد ـ طريق الشعب

مع ارتفاع الحرارة إلى قرابة نصف درجة الغليان، تتفاقم معاناة العراقيين مع الكهرباء التي تكرر مأساة الناس في كل موسم صيف، بينما تطلق الحكومة الكثير من الوعود بتحسين وزيادة ساعات التجهيز، لكنها تتبخر سريعا مع وصول درجة الحرارة الى نصف الغليان.

وبلغ إنتاج الوزارة خلال العام الماضي 24 ألف ميغاواط، بينما يبلغ حاليا 25 ألف ميغاواط، إلا أن التجهيز أسوأ بكثير من العام الماضي.

وتقر وزارة الكهرباء، على لسان متحدثها الرسمي، بأنّها «غير قادرة على معالجة الأزمة بشكل جذري»، لأن ذلك مرهون بتوفر محطات تحويل وشبكات توزيع جديدة في ظل الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.

وحمّل عضو لجنة الكهرباء والطاقة البرلمانية النائب وليد السهلاني، حكومة السوداني مسؤولية استمرار مشكلة الكهرباء في البلاد، مشيرا الى ان الوزارة تحتاج الى تخصيصات مالية، والى وقت لمعالجة هذه الأزمة المتراكمة.

وقال السهلاني في تصريح لـ»طريق الشعب»، ان النمو السكاني الكبير، والبطء في اتخاذ القرارات الخاصة بزيادة الانتاج الكهربائي، يشكلان سببين مهمين في تردي الكهرباء.

واضاف النائب، ان الاحصائيات الاخيرة تشير الى حاجة العراق لاكثر من 48 الف ميغا واط، وبالتالي نحن بحاجة لايجاد استراتيجية متوازنة وشاملة على مستوى الدولة، لتدارك أزمة الكهرباء.

وتابع السهلاني قائلا: ان لجنته كانت قد استضافت واجتمعت مرات عدة مع وزير الكهرباء والكادر المتقدم في الوزارة، وجرى استعراض خطة الوزارة لموسم الصيف الحالي، الا ان جميع تلك الحلول والخطط لم يلمس المواطن منها شيئا إيجابيا على أرض الواقع.

وطبقا للسهلاني فإن مشكلة الكهرباء لا يمكن حلها الا من خلال تكاتف كل الجهود على مستوى الحكومة.

زميلة السهلاني في اللجنة البرلمانية ذاتها، النائبة سهيلة السلطاني، حذرت من تفاقم الأزمة خلال الشهرين المقبلين، مؤكدة ان الوزارة لم تفِ بوعودها في تحسين ساعات التجهيز، وان تصريحات مسؤوليها لم تكن دقيقة.

**************************************************************

راصد الطريق.. كهرباء ماكو .. وهالمرة أدوية ماكو!

أعرب رئيس لجنة الصحة البرلمانية ماجد شنكالي عن قلقه من عدم تمويل وزارة المالية تعاقدات شركة «كيماديا» (لتوريد الأدوية الى العراق)، ومن آثار ذلك على استيراد الأدوية التي تعتبر نفقاتها من الحاكمة في الموازنة. وبيّن أن الوزارة لم تدفع تخصيصات الشركة (تريليون و660 مليار دينار)، وأن مجمل تمويل دوائر الصحة لم يتجاوز 35 في المائة، رغم أن الحكومة تضع القطاع الصحي على رأس أولويات برنامجها!

حديث النائب يؤشر التقصير في أحد أخطر الملفات ارتباطا بحياة الناس وهمومهم، فالمستشفيات الحكومية تعتبر ملاذًا لملايين المواطنين، والعلاج الذي توفره كواجب أساسي للدولة يمثل نقطة ضوء في أوضاعنا المدلهمة.

 ومعلوم ان التعاقد لاستيراد العلاج يتطلب وقتا طويلا، فالشركة تتعاقد وتستخدم تخصيصات العام الحالي لشراء الادوية للسنة المقبلة، واي تأخير يعني العجز عن توفير العلاج.

فمن المسؤول عن هذه الاستهانة بالعراقيين وبارواحهم وصحتهم؟

ونسأل الحكومة ورئيسها السيد السوداني: هل عدم تمويل شركة مهمة مثل «كيماديا» هو مجرد تقصير، أم فعل عمد لرفع الدعم عن هذا القطاع وغيره، كما توصي وتنصح مؤسسات النقد الدولية؟!

******************************************************************

الصفحة الثانية

«قيم المدني» في بابل: الفساد والمحاصصة وراء دمار المحافظة

بغداد ـ طريق الشعب

عقد تحالف قيم المدني في بابل، الاربعاء 12 حزيران 2024، اجتماعا لاستعراض الأوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية داخل المحافظة.

وقال التحالف في بلاغ تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، أن “نسبة إنجاز المشاريع في المحافظة لا تتجاوز 17 في المائة، وان بابل هي المحافظة الأسوأ بعد الديوانية”، مشيرا الى ان “هذا التلكؤ في إنجاز المشاريع لا يرتبط بقلة التخصيصات المالية فحسب، انما بسبب الفساد والمحاصصة وسوء الإدارة لدى الحكومة المحلية”.

وعلل التحالف سبب التلكؤ في إنجاز تلك المشاريع الخدمية بأن “حكومة بابل المحلية جعلت من الوحدات الادارية والفنية وأغلب مدرائها تابعين إلى قوى المحاصصة من دون أية مراعاة للنزاهة والكفاءة، ما جعل المحافظة تعاني من دمار وخراب”.

وشدد الاجتماع على ضرورة “توحيد الجهود لكل القوى المدنية والحركات الاحتجاجية والشخصيات الوطنية، للضغط عبر الوسائل السلمية والدستورية على المعنيين ومجلس المحافظة والمحافظ، وذلك لتخفيف معاناة المواطن البابلي، وتفعيل الرقابة الشعبية ودورها في مواجهة الفساد وتردي الخدمات”.

وخلص البلاغ الى ضرورة “توسيع القاعدة الجماهيرية لقوى التغيير الديمقراطية، وأن تكون في طليعة الجماهير المتصدية لمحاربة الفساد، من أجل تحقيق التغيير الشامل”.

*************************************************************

احتجاجات الصيف تتصاعد في 5 محافظات تنديد شعبي بانقطاعات الكهرباء

بغداد – طريق الشعب

شهدت مناطق متفرقة في محافظات واسط، السماوة، ديالى، الديوانية وبغداد خلال اليومين الماضيين تظاهرات غاضبة نددت بسوء تجهيز الطاقة، والانقطاعات المستمرة للكهرباء في أجواء الصيف اللاهبة والمعاناة اليومية للمواطنين، مقابل عدم إيجاد اي حلول ملموسة لهذه الأزمة.

تظاهرة كبيرة في واسط

وتظاهر المئات من المواطنين أمام بوابة محطة واسط الحرارية في قضاء الزبيدية، احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

وقال مراسل «طريق الشعب» شاكر القريشي: أن المئات من أهالي واسط تجمعوا أمام بوابة المحطة وعبّروا عن غضبهم ازاء واقع الكهرباء والانقطاعات الطويلة والتجاهل المستمر لمطالباتهم بحل هذه المشكلة، داعين إلى عدم التجاوز على حصص مناطقهم المقررة من قبل وزارة الكهرباء.

وطالب المتظاهر والناشط المدني عليوي الهندي، الحكومة عبر «طريق الشعب» بـ»التدخل الفوري لحل مشكلة الكهرباء ومحاسبة المقصرين من المسؤولين في حكومة واسط، وارجاع حصصنا المقررة، لأن معاناتنا كبيرة بسبب التلوث البيئي والانبعاثات السامة المتولدة من المحطة الحرارية التي تسببت باصابة المئات من المواطنين بالأمراض السرطانية والجلدية»، مشيرا الى شكاوى المواطنين من «مجاري الأحواض الجرثومية في نهر دجلة، لما لها من تبعات خطرة على حياتهم».

من جانبه، أكد المتظاهر الشيخ جليل ابراهيم البطيخ لـ»طريق الشعب»، أن «أهالي واسط يرفضون هذا الواقع ويعتبرونه جزءا من نتائج الفساد والفشل»، مطالبا رئيس الوزراء بالتدخل الفوري «لحل مشكلتنا وتوفير الكهرباء ورفع المعاناة اليومية عن كاهل المواطن، خلال اجواء الصيف التي وصلت إلى درجة نصف الغليان»، مؤكدا تمسك الأهالي بمطلب إبعاد الفاسدين عن صناعة القرار ورفض التفاوض مع اعضاء مجلس المحافظة او نواب واسط، لانهم عاجزون عن تقديم الخدمات وحل مشكلة الكهرباء.

وأشار المتحدث إلى أن «الأهالي مستاؤون من حرمانهم من الكهرباء، في حين تتواجد في محافظتهم أكبر محطة توليد في الشرق الأوسط، التي تنتج (3000 ميكا واط يوميا)، اضافة إلى ما تخلفه من ملوثات بيئية وصحية خطرة جدا وأمراض سرطانية وغيرها»، مشيرا الى «استعداد الأهالي لإقامة دعوى قضائية ضد وزارتي الكهرباء والبيئة، بسبب تجاهل الانبعاثات الغازية السامة وسكب فضلات الأحواض الجرثومية في نهر دجلة، كما أن الأهالي يحمّلون الحكومة المحلية مسؤولية عدم المتابعة والمطالبة بزيادة حصص مناطق واسط من التيار الكهربائي الوطني».

السماوة تهدد

من جانب آخر، نظم أهالي مناطق «آل عبس» في السماوة، تظاهرة نددت بسوء تجهيز الطاقة الكهربائية.

وأفاد مواطنون من المحافظة لـ»طريق الشعب»، بأن «الأهالي تجمعوا أمام محطة للكهرباء في قضاء السوير، واحتجوا على تذبذب تجهيز الكهرباء في منطقتهم».

وقال عدد منهم، إنّ التظاهرة تهدف لإيصال صوت أبناء المنطقة المطالبين بتحسين واقع الكهرباء، بعد أن شهدت انقطاعات متواصلة في ظل أجواء الصيف اللاهبة، مهددين بالتصعيد الاحتجاجي خلال الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

تصعيد في ذي قار

وفي الناصرية، هدد أهالي منطقة حي الشهداء بالتصعيد الاحتجاجي بسبب انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة في المنطقة.

وأمهل متظاهرون خلال تجمع احتجاجي نُظم في المنطقة، دائرة الصيانة «ساعات محدودة» لاستقرار التجهيز، وبمعدل اربع ساعات مقابل ساعتين انقطاع. وبخلافه سيغلق المحتجون الدائرة.

وفي السياق، وجه عدد من أهالي قضاء قلعة سكر شمال محافظة ذي قار رسالة إلى رئيس الوزراء ووزير الكهرباء والحكومة المحلية بالمحافظة حول معاناتهم من تردي واقع الكهرباء والماء والطرق.

وقال المواطنون في فيديو اطلعت عليه «طريق الشعب»، أن «واقع الكهرباء مترد، والقضاء يعاني من الظلم ويواجه العديد من المشاكل، وأن انقطاعات الكهرباء مستمرة في ظل غياب الصيانة»، داعين جميع الجهات المعنية إلى إنقاذهم من هذا الواقع.

ديالى: سنقطع الطريق الدولي

إلى ذلك، هدد محتجون من قضاء الخالص شمالي محافظة ديالى، بقطع طريق بغداد ـ كركوك الدولي والإطاحة «برؤوس وكراسي» في حال عدم حلّ مشكلة الكهرباء في مناطقهم.

وقال عمار السلامي، أحد منظمي الاحتجاج، في بيان ألقاه في وقفة احتجاجية: إن «مركز قضاء الخالص وجميع القرى يوصلون رسالة استنكارية ويؤكدون أنهم سيجتمعون للتظاهر وقطع طريق بغداد - كركوك إذا لم يوضع حل لمشكلة الكهرباء، خصوصاً في الخالص، فأوضاع القضاء متردية على مختلف الصعد».

وأضاف، ان «ما يجري هو إساءة لمدينة الخالص ولتضحياتها التي كانت سبباً في جلوس المسؤولين على كراسيهم»، متوعدا بأنه «إذا لم يتم حلّ مشكلة تردي واقع الكهرباء سنخرج بتظاهرة عارمة تسقط فيها الرؤوس والكراسي التي يجلسون عليها».

وأشار السلامي إلى أن «مطالب أهالي الخالص هي إلغاء ساعة التصفير وزيادة حصة الخالص من 100 إلى 130 ميغاواط، ومتابعة عمل موظفيّ محطات توزيع الكهرباء المسؤولين عن القطع المبرمج غير المنصف للتيار الكهربائي، ومعالجة سوء الخدمات».

تظاهرات مستمرة في الديوانية

وفي سياق الاحتجاجات المطالبة بتحسين واقع الكهرباء، خرج المئات من أهالي الديوانية في تظاهرات عارمة نددت بتراجع ساعات التجهيز، خلال الصيف.

ونظم أهالي قضاء غماس (50 كم غربي الديوانية) تظاهرة مسائية بسبب تردي تجهيز الطاقة الكهربائية. وفي وقت لاحق، جدد الأهالي تظاهراتهم احتجاجاً على الانقطاعات المتكررة والتي تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة. وتجمع المتظاهرون في مركز القضاء قبل أن يتوجهوا نحو دائرة الكهرباء في محاولة لاقتحامها. وقال أهالي المنطقة، أن الشباب خرجوا للاحتجاج على واقع الكهرباء المتردي في هذا القضاء، الذي يعد الأكبر في محافظة الديوانية، لكنه يعاني من تهميش واضح في توزيع الكهرباء وكثرة الانقطاعات، فضلاً عن التمييز بين مناطق غماس نفسها، حيث تحظى بعض المناطق بخط طوارئ لا ينقطع 24 ساعة، بينما يعيش الآخرون في ظلام دامس.

غضب شعبي شرقي بغداد

وتجمع عدد من أهالي منطقة الزعفرانية شرقي بغداد أمام محطة صيانة الكهرباء في شارع المعهد، مطالبين بإصلاح المحولات الكهربائية في المنطقة.

واتهم المحتجون المسؤولين المحليين في دائرة الكهرباء «بالتواطؤ مع أصحاب المولدات الأهلية لرفع أجور الاشتراكات مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة»، كما طالبوا «بتخصيص محولات إضافية لمنطقتهم أسوة ببقية مناطق بغداد فضلاً عن إبعاد الفاسدين من مسؤولي الدائرة عن المنطقة».

ومن جانب آخر، نظم أهالي منطقة القادسية، غربي بغداد، وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بإيقاف مشروع بناء الجسر الجديد.

واحتج العشرات من أهالي المنطقة قرب مجسر القادسية، مطالبين بإيقاف مشروع بناء المجسر الجديد، معتبرين انه يعيق حركتهم ويؤثر على جغرافية منطقتهم.

***************************************************

الثقافة الجديدة: بارق شبر .. وداعا

قائمة الخسارات تتكاثر في هذا العام، 2024. ففي يوم الاحد المصادف 16/6/2024 تلقينا ببالغ الحزن والأسى، نبأ الرحيل الابدي للباحث والاقتصادي البارز، مؤسس ورئيس شبكة الاقتصاديين العراقيين الدكتور بارق محمد رضا شبر في العاصمة الالمانية برلين.

ولد الدكتور بارق شبر في عام 1946 ودرس ادارة الاعمال في جامعة فرانكفورت ام ماين في المانيا، والدبلوم في الاقتصاد الكلي، في جامعة ماربورغ، وكذلك الدكتوراه في العام 1980، بتخصص اقتصاديات التنمية.

ان (الثقافة الجديدة) التي هزها هذا الخبر المفجع، تتذكر باعتزاز العلاقات الطيبة التي ربطتها بالراحل الكبير د. بارق وموقع شبكة الاقتصاديين العراقيين. فمثلا في اخر رسالة له الى الزميل رئيس التحرير تضمنت جملة من المقترحات لتطوير العلاقة بين الطرفين، من بينها مقترحه لـ “ وضع برنامج بحثي بهدف تشجيع الباحثين العراقيين مع التركيز على بناء الكوادر البحثية الشابة ودعمهم ماليا”.

ختاما.. نتوجه لكافة افراد عائلة الفقيد الكبير د.بارق شبر ولكل اصدقائه و محبيه سواء داخل الوطن أو خارجه، بخالص مشاعر المواساة وجميل الصبر مقرونة بالتضامن الحار معهم في هذا المصاب الجلل.. آملين ان يكون هذا خاتمة الأحزان، وللفقيد طيب الذكر دوما.

الدكتور صالح ياسر

رئيس تحرير مجلة (الثقافة الجديدة)

16/06/2024

**************************************************************

اضاءة.. لحظة الاختيار

محمد عبد الرحمن

مرّ ٢١ عاما منذ التغيير ورحيل النظام الدكتاتوري في ٢٠٠٣. وحفلت هذه الفترة الهامة في تاريخ العراق الحديث بالكثير من العبر والدروس الغنية، التي لاغنى عن استيعابها لمن يريد ويعمل حقا على وضع مقاربات وحلول ومخارج لما يعانيه البلد من أزمات ومشاكل واستعصاءات، وفشل في الكثير من المؤشرات العالمية في مختلف مناحي الحياة.

وتجربة السنوات العجاف الماضية تؤكد بوضوح لا لبس فيه، انه اقرب الى المستحيل ان يبقى  العراق يُحكم وتدار شؤونه بالمنهج والطريقة التي سارت عليها الحكومات المتعاقبة منذ ٢٠٠٥ . فهذا المنهج ولاد للازمات، ولا ينفرد العراق بهذه الخاصية، فقد سبقنا اليه لبنان ومعروف جيدا ما يعانيه شعبه الآن .

هذا المنهج لا يقدم حلولا ولا يغوص في المعالجة الى الأسباب الحقيقية للظواهر، لذا فان الترقيع وتدوير الازمات هو سيد الموقف، والحكومات تركض لاطفاء الحرائق وشراء الذمم واغداق المكرمات والتوظيف الزبائني، والنتيجة هي المزيد والمزيد من التراجع. هذا بغض النظر عن مشاريع تقام هنا وهناك، لا تمس الجوهر ولا تعالج تقديم خدمات أساسية للمواطنين ، ومثال ذلك الآن في بلدنا مشكلة  الكهرباء المزمنة رغم المليارات التي صرفت وتصرف من جديد في هذا الملف .

واقعا هذا حال كل الأنظمة المأزومة في منهجها وطريقة عملها واليات ووسائل ادارتها ونمط تفكيرها وسلوكها العملي، والذي غالبا ما يكون في حالة انفصام عما يُعلن ويُدّعى.

وحصيلة ذلك بيّنة للعيان وكلنا نتلمسها اليوم، وهي تتمظهر في ضعف هيبة الدولة وعدم تمكن مؤسساتها من إداء  مهامها، وفي عدم القدرة على التحكم بالقرار السيادي وحصر السلاح فعليا بيد الدولة، وفتح الأبواب على مصاريعها للتدخلات الخارجية في شؤون البلد .

ان أوضاع البلد العامة المأزومة، ومصيره ومستقبله والخيارات التي يتطلع اليها المواطنون، كل هذه وغيرها تطرح بقوة موضوعة التغيير الذي لم يعد خيارا وترفا فكريا، انما يفرضه مآل الأوضاع وعجز المنظومة الحاكمة المتنفذة عن تصحيح المسارات، وهي بدلا من ذلك تمعن في طمس طبيعة الدولة المدنية والديمقراطية، كما اشّرها الدستور .

وهذا بالتأكيد مشروع نضالي تراكمي يصعب تصور إنجازه من دون تغيير موازين القوى، وإعادة الاصطفاف لصالح العاملين الفعليين من اجل المشروع المدني الديمقراطي والوطني العراقي المبرأ من ادران الطائفية والانغلاقات الفرعية، أيّا كانت تسمياتها، وبابعاده السياسية والاجتماعية. هذا المشروع هو امل العراقيين في حياة أخرى مختلفة، وتطلعهم الى حياة مدنية حقة لا تحكمها معايير “ قندهار “ كما كانت، او المستحدث منها .

وهذا المشروع يستهدف خلاص الوطن من رهط الفاسدين والفاشلين ووعاظ السلاطين، وهو الساعي الى إقامة دولة المواطنة والمؤسسات والقانون والحريات والديمقراطية الحقة، وتحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية.

ان مشروعا بهذه المواصفات، لا بد ان يواجه صعوبات ومشاكل وعراقيل جمة، فالمتضررون منه لن يتورعوا عن استخدام كل الوسائل، بما فيها الاقذر، دفاعا عن مصالحهم ونفوذهم وسلطتهم.

ان إلحاق الهزيمة بالمنهج الفاشل والمتشبثين به والداعمين له، هو المهمة الأراس الآن، وهو ما يتوجب ان تتظافر وتتوحد بشأنه كافة الجهود والطاقات، جهود الشيوعيين والديمقراطيين والمدنيين وسائر الوطنيين الخلص.

وحيث يكبر اليقين من انعدام الامل في هؤلاء المتنفذين الذين جُربوا مرات ومرات، فلم يعد ثمة رجاء في ان يقدموا حلولا او يكونوا جزءا من الحل. ويبقى الامل معقودا على الكتلة البشرية الكبيرة، على الغالبية المسحوقة التي تعيش المعاناة اليومية، في ان تقول كلمتها الحاسمة والنهائية.      

************************************************************

الصفحة الثالثة

الكهرباء تصارح الشعب: لا يمكن حل المشكلة! وعود الحكومة بـ«صيف أفضل» تتبخر مع ارتفاع درجات الحرارة

بغداد ـ طريق الشعب

مع ارتفاع الحرارة إلى قرابة نصف درجة الغليان، تتفاقم معاناة العراقيين مع الكهرباء التي تكرر مأساة الناس في كل موسم صيف، بينما تطلق الحكومة الكثير من الوعود بتحسين وزيادة ساعات التجهيز، لكنها تتبخر سريعا مع وصول درجة الحرارة الى نصف الغليان.

وبلغ إنتاج الوزارة خلال العام الماضي 24 ألف ميغاواط، بينما يبلغ حاليا 25 ألف ميغاواط، إلا أن التجهيز أسوأ بكثير من العام الماضي.

وتقر وزارة الكهرباء، على لسان متحدثها الرسمي، بأنّها «غير قادرة على معالجة الأزمة بشكل جذري»، لأن ذلك مرهون بتوفر محطات تحويل وشبكات توزيع جديدة في ظل الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.

الحكومة تتحمل المسؤولية

وحمّل عضو لجنة الكهرباء والطاقة البرلمانية النائب وليد السهلاني، حكومة السوداني مسؤولية استمرار مشكلة الكهرباء في البلاد، مشيرا الى ان الوزارة تحتاج الى تخصيصات مالية، والى وقت لمعالجة هذه الأزمة المتراكمة.

وقال السهلاني في تصريح لـ»طريق الشعب»، ان النمو السكاني الكبير، والبطء في اتخاذ القرارات الخاصة بزيادة الانتاج الكهربائي، يشكلان سببين مهمين في تردي الكهرباء.

واضاف النائب، ان الاحصائيات الاخيرة تشير الى حاجة العراق لاكثر من 48 الف ميغا واط، وبالتالي نحن بحاجة لايجاد استراتيجية متوازنة وشاملة على مستوى الدولة، لتدارك أزمة الكهرباء.

وتابع السهلاني قائلا: ان لجنته كانت قد استضافت واجتمعت مرات عدة مع وزير الكهرباء والكادر المتقدم في الوزارة، وجرى استعراض خطة الوزارة لموسم الصيف الحالي، الا ان جميع تلك الحلول والخطط لم يلمس المواطن منها شيئا إيجابيا على أرض الواقع.

وطبقا للسهلاني فإن مشكلة الكهرباء لا يمكن حلها الا من خلال تكاتف كل الجهود على مستوى الحكومة.

الطاقة النيابية تحذر

زميلة السهلاني في اللجنة البرلمانية ذاتها، النائبة سهيلة السلطاني، حذرت من تفاقم الأزمة خلال الشهرين المقبلين، مؤكدة ان الوزارة لم تفِ بوعودها في تحسين ساعات التجهيز، وان تصريحات مسؤوليها لم تكن دقيقة.

وقالت السلطاني، إنّ لجنتها حددت الأسباب الحقيقية وراء الفشل في تحقيق ساعات التجهيز من خلال عمليات الإنتاج والنقل والتوزيع، مشيرة الى «قضية عدم توفير المغذيات الكافية التي تتحمّل الضغط الكبير على الطاقة الكهربائية».

لا مشكلة في التخصيصات

وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور نبيل المرسومي، ارتفاع حجم التخصيصات المالية لوزارة الكهرباء في موازنة 2024 بمقدار 3.277 ترليون دينار، وبمعدل نمو سنوي 21%، بالمقارنة مع موازنة 2023.

وقال المرسومي في تدوينة على حاسبه في منصة ميتا: ان تخصيصات الكهرباء قفزت من 15.5 ترليون دينار في موازنة 2023 الى 18.777 ترليون دينار في 2024 بمعدل نموي سنوي 21%.

واضاف، ان الكهرباء حازت ثاني اكبر موازنة بعد النفط، مشيرا الى أنها تتوزع بين النفقات الاستثمارية 7.811 تريليون دينار والنفقات التشغيلية 10.965 تريليون دينار.

ونبه المرسومي الى ان «التخصيصات الاستثمارية للوزارة في موازنة 2023 بلغت 3.890 تريليون دينار، ولم يصرف منها سوى 571 مليار دينار فقط، وبنسبة تنفيذ 15%، وهذا يعني ان مشكلة الكهرباء ليست في توفر الأموال، وإنما في الإدارة.

أربعة عوامل مؤثرة

من جانبه، حدّد الخبير في مجال الطاقة دريد عبدالله، أربعة عوامل تتعلق بمشكلة الكهرباء، وهي الفساد، نقص التمويل، تقادم الشبكات الكهربائية، وغياب الاستراتيجيات والتخطيط من قبل الوزارة.

وقال عبدالله، إنّ حل هذه المشكلة يستلزم تغييرا جذريا وحقيقيا في هيكلية وزارة الكهرباء، وفي الخطط الاستراتيجيات.

وأضاف عبدالله، أنه «خلال السنتين او الثلاثة الأخيرة لم تكن لدى الوزارة او الحكومة أية مشاريع حقيقية تخص قطاع الكهرباء، مضيفا أن «عملية التطوير تبدأ من قطاع الإنتاج ثم النقل فالتوزيع، وكذلك الجباية».

ملف سياسي 

المحلل السياسي هاشم الجبوري، عد قطاع الكهرباء بأنه ملف سياسي واقتصادي، تتحكم بمصيره القوى المتنفذة.

وقال الجبوري لـ»طريق الشعب»، انه «بالنسبة للأبعاد السياسية هناك ولاءات كثيرة واعتبارات عند القوى المتنفذة، هي ما تحدد طبيعة وشكل التعاقدات مع الشركات العالمية والدول، إذ أن هذا القطاع يشكل رافدا مهما تعتاش عليه تلك القوى والاحزاب المتنفذة».

وعلق المحلل السياسي على استضافة واستجوابات البرلمان للمسؤولين التنفيذيين بأنها تستهدف في غالبها «الابتزاز والمساومات والمشاركة في ملفات الفساد».

الكهرباء: لا يمكن حل المشكلة

وأقرّ المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، بأن مشكلة الكهرباء تعاني منها جميع المحافظات، وان الوزارة حاولت إيجاد حلول لتلك المشكلة، إلا أنها لم تكن كافية، معللاً ذلك بأن «البنية التحتية وشبكات النقل والتوزيع في عموم البلاد قديمة، الأمر الذي يسبب خللا واضحا في ساعات التجهيز».

وقال موسى، إنّ وزارته غير قادرة على معالجة الأزمة بشكل جذري «لأن ذلك يحتاج إلى وقت طويل، خاصة أن العجز يصل إلى أكثر من 14 ألف ميغاواط، فضلاً عن الحاجة إلى محطات تحويل وشبكات توزيع جديدة، في ظل الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.

وأشار موسى الى مشكلة التجاوزات على المنظومة الوطنية، التي تزيد الضغط على شبكات النقل والتوزيع المتهالكة في الأصل.

********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق والغرب

 

 

حول تطورات العلاقات العراقية الغربية، كتبت سيلين ايسال وديفورة مارغولين مقالاً لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أشارت فيه إلى أنه ورغم تزايد الضغوط من أجل حلّ التحالف وانسحاب قواته من البلاد ورغم الطلب الذي قدمته بغداد لإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في موعد اقصاه نهاية العام المقبل، فإن القرار الأصوب الذي على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذه هو السعي إلى إقامة علاقات جيدة مع العراق، ولكن ببصمة أخف وبتعاون إقليمي أكبر.

إعادة تقييم

وتطرق المقال إلى قيام الحكومة العراقية بإعادة تقييم علاقاتها مع أوربا وأمريكا، والتي تمحورت حول التعاون العسكري، ومحاولتها لعب دور إقليمي أكثر وضوحاً وتأثيرا، ناصحاً العواصم الغربية إلى أن تحذو حذو بغداد، وتجري تدقيقاً في أسس العلاقة معها على ضوء المتغييرات الداخلية والإقليمية المتسارعة، خاصة ما أضفته حرب غزة على التواجد العسكري الغربي في العراق من توترات، اتسم 184 واحداً منها بالعنف، مما وضع بغداد في وضع محفوف بالمخاطر، لاسيما وهي تسعى إلى البقاء متحالفة مع كل من الولايات المتحدة وإيران.

وأشارت الكاتبتان إلى أن دعوات إنهاء الوجود العسكري الأجنبي في العراق ليست وليدة حرب غزة، فقد سبق وتمت مناقشة تقليص الوجود العسكري الأمريكي أو إنهائه بانتظام، وأخيراً السعي لتحويله إلى «شراكة أمنية ثنائية دائمة»، فيما صوّت البرلمان العراقي على مشاريع قوانين لإخراج القوات الأجنبية في وقت مبكر من عام 2020.

هل انتهت المعركة ضد داعش؟

وعلى الرغم من أن تنظيم داعش لم يعد يشكل تهديداً وجوديا للعراق، رأت الكاتبتان بإن قوات الأمن في البلاد لديها قدرة محدودة على العمل ضد فلول الجماعة الإرهابية، وإنها لم تزل بحاجة إلى دعم التحالف في التخطيط والقيام بغارات جوية وفي تنشيط العمل الإستخباري. كما أعربتا عن اعتقادهما ببقاء مشكلة النازحين جراء الإرهاب قائمة، فإعلان الحكومة عن تقلصها، لايستند سوى على بيانات جُمعت في ضوء القرار غير الحكيم بغلق المخيمات، والذي ترك نحو مليون مواطن في مستوطنات غير رسمية وتفتقر للمساعدة الحكومية وتنذر بخطر التحول لبؤر ساخنة، يُّجند منها ارهابيون جدد.

ملامح الشراكة الجديدة

وحول المستقبل، نصح المقال بضرورة احترام رغبة العراق بتأكيد استقلاله الناجز، والتحديق ملياً في اللوحة الحاكمة، حيث يشتد الخلاف بين من يرفض الوجود الغربي بالكامل وبين من يريد علاقات جيدة مع الغرب أو يسعى لتنظيم العلاقات الأمنية الثنائية والحصول على مساعدات مناسبة في مشاريع التنمية. ودعا إلى دعم المجموعتين الأخيرتين في صراعهما مع المجموعة الأولى، وإشراكها في رسم الخطوط العريضة للانتقال المنظم نحو شراكة أمنية ثنائية، تتضمن بيع أسلحة من أطراف غربية للعراق كطائرات رافال الفرنسية.

كما اقترح المقال مواصلة التعاون في جهود تحقيق الاستقرار في مرحلة ما بعد داعش، وحل مشكلة النازحين، الذين تشكل تلبية احتياجاتهم تحدياً كبيراً نظراً للعوائق القانونية والاجتماعية القائمة، وخاصة في برامج إعادة دمجهم في المجتمع.

وتحدثت الكاتبتان عن أهمية إشراك دول إقليمية في هذا التعاون السياسي والاقتصادي مع بغداد، مثل قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا، مذكّراً بإعلان الرياض عن شراكة بقيمة 3 مليارات دولار في قطاعات مختلفة للمساعدة في تنويع اقتصاد العراق المعتمد على النفط، وبمذكرات التفاهم في مجال الطاقة التي وقعتها الدوحة مع بغداد، إضافة إلى مشروع طريق التنمية، ذي الأطراف الأربعة (العراق وتركيا والسعودية والإمارات). ولم يغفل المقال الإشارة إلى حاجة واشنطن لتبني سياسة العصا والجزرة مع بغداد لإنجاح هذه الشراكات.

**********************************************************

عين على الأحداث

صحافة «حرّة»

احتل العراق المرتبة الأولى عالميًا بعدد الضحايا من الصحفيين، حيث سقط 470 منهم قتيلًا، فيما جاء في المرتبة 169 عالمياً والمرتبة 12 عربياً في حرية الصحافة جراء حدوث مئات الانتهاكات الموثقة ضد الصحفيين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كالطرد التعسفي والملاحقة القضائية والترهيب ومنع التصوير وتكسير المعدات وغيرها، وذلك حسب المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان. هذا وقد أثارت الحالة غضب الناس الذين طالبوا «أولي الأمر» بتعزيز بيئة العمل الصحفي وحماية الصحفيين وأطلاق الإستراتيجية الوطنية لحرية الصحافة، متسائلين عن معنى الإحتفاء باليوم الوطني للسلطة الرابعة في ظل هذا الخراب، وساخرين من الإدعاءات الديقراطية للمتنفذين، والتي صدّعوا بها رؤوسنا.

سفراء «فص كلاص»

حذرت لجنة العلاقات الخارجية النيابية، من خطورة تدخل الأحزاب السياسية بملف السفراء لسد النقص في الكوادر المؤهلة للتمثيل الدبلوماسي، حيث لا يتم التعيين على أساس المهنية والتدرج الوظيفي، بل على أساس المحاصصة. وأكدت اللجنة بأن الكتل المتحاصصة تختار السفراء لا كممثلين للبلد كله بل على أساس علاقتها مع هذه الدولة او تلك، مما يكشف عمق التعويل على الخارج، ويسبب أضراراً كبيرة بمصلحة البلد وسيادته. هذا ويتذكر الناس العديد من الفضائح والأخطاء، التي ارتكبها بعض سفراء المحاصصة، بسبب جهلهم وأميتهم وافتقادهم للتأهيل المطلوب، دون أن يكف سادتهم عن اختيار أمثالهم، في إساءات كبيرة لسمعة العراق.

يخيط من هون وينفتق من هون!

كشف مختصون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن عدم وجود علاقة بين الإنترنيت وبين تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية، والذي يتم بسبب فاسدين متنفذين في وزارة التربية، واصفين قرار قطع الإنترنيت بالعملية اللاحقة التي يراد بها التغطية على جريمة تم ارتكابها. هذا وسبق للمختصين أن طالبوا بحماية الأسئلة دون القيام بهذا الإجراء الخاطيء وذلك لتلافي تأثيراته السلبية على المعاملات الرقمية والتسويق الإلكتروني وقطاع الإتصالات والشركات الأجنبية، خاصة في مجال النفط، والمستثمرين، إضافة إلى ما يسببه من تراجع في جودة الشبكة لفترة ساعات بعد القطع، قبل أن تستعيد كفاءتها المتدنية أصلاً. 

تعطيل نصف المجتمع

حل العراق، بحسب موقع فازوال كابتليست، بالمرتبة الثانية في قائمة أسوأ البلدان بحجم الفجوة بين الجنسين على صعيد المشاركة لعام 2024 وبنسبة 61 في المائة متفوقاً بذلك على افغانستان فقط، حيث زُج 72 بالمائة من الرجال في سوق العمل مقابل مساهمة 11 بالمائة فقط من النساء فيه. هذا ويذكر أن إحصائيات الحكومة قد فضحت التمييز الشديد ضد المرأة في فرص التوظيف وفي الحصول على الخدمات التعليمية والصحية، فيما يصّر المتنفذون الفاسدون، ليس على عدم معالجة ذلك فحسب، بل وتعزيزه بالسعي لقنونة العنف الأسري وعزل المرأة عن النشاط السياسي وعن حركة التنمية الاقتصادية والمجتمعية.

«إنجازات» صحية

أعلن جهاز الأمن الوطني عن ضبط عشرين طناً من الأدوية والعقاقير المهربة ومنتهية الصلاحية والتحفظ على أكثر من 9367 علبة دوائية مجهولة المصدر لا تحتوي على أوراق أصولية داخل مذخر للأدوية واقع في أحد أحياء بغداد. هذا ويأتي الخبر في سياق سلسلة من الفضائح التي يعاني منها القطاع الصحي، كضعف تأهيل الكوادر واهمال الكثيرين منهم لواجباتهم، وغياب العلاجات المجانية وخاصة الأساسية، والتي تُسرب لتباع في الأسواق، وكتوزيع الأدوية الفاسدة، وكتخادم بعض الأطباء والصيادلة وأصحاب المختبرات في إستنزاف المرضى، ناهيك عن افتقاد أغلب مستشفياتنا الحكومية للنظافة والغذاء الجيد والأسرة الملائمة والعناية السليمة بالمرضى.

*********************************************

الصفحة الرابعة

مكافحة غسل الاموال مرهونة بجدية الحكومة.. مراقبون: الفساد السياسي يمنع تطبيق «من أين لك هذا؟»

بغداد ـ محمد التميمي

اخرجت منظمة (فاتف) العراق من لائحة الدول عالية المخاطر ( اللائحة الرمادية) بعد أن قدم الوفد العراقي تقريراً فنياً وموضوعياً  وصف بأنه عالي المستوى نال قبول الدول المصوتة، ورغم  ان العراق خارج هذه القائمة، ورغم الاجراءات المتخذة في هذا الصدد الا ان اصحاب الاختصاص اكدوا اننا لا نزال بعيدين جداً عن تحقيق المأمول، واننا بحاجة الى وقت وجملة من الاجراءات في هذا الصدد

و(FATF) هي اختصار لمجموعة العمل المالي (Financial Action Task Force)، التي تأسست في عام 1989 بمبادرة من مجموعة الدول السبع (G7) بهدف مكافحة غسل الأموال. وفي ما بعد، توسعت مهامها لتشمل مكافحة تمويل الإرهاب وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل.

تقوم هذه المنظمة بوضع المعايير والإجراءات الدولية لتعزيز الأنظمة المالية لمكافحة هذه الجرائم، وتعمل أيضًا على تقييم مدى التزام الدول الأعضاء وغير الأعضاء بمعاييرها، وتصدر تقارير دورية حول التقدم المحرز والتحديات القائمة.

ماذا عن باقي القطاعات؟

الخبير التقني والمتخصص في مجال الحوكمة، علي انور قال: ان العراق بشكل عام متأخر ومتخلف في ما يخص الحوكمة.

وأضاف أنور في حديث مع «طريق الشعب»، انه برغم وجود مبادرات هنا وهناك الا اننا لا نزال متراجعين كثيراً في مجال الحوكمة، مشيرا الى ان مكتب مكافحة غسل الاموال الذي يرتبط بعدة جهات اهمها البنك المركزي العراقي، اتخذ اجراءات تعتبر جيدة، وفرض عددا من الاجراءات والسياسات على المصارف وشركات الدفع، اضافة الى شركات الصرافة.

وتابع، ان «مجلس القضاء الاعلى دخل على الخط وجهات اخرى، وبالتالي بدأ هذا الملف ينال اهتماما رسميا، بعد ان أخذت تداعيات هذا الملف تنعكس على حياة المواطنين وما يتصل بها، لا سيما قطاع العقار، الذي وصل لاسعار جنونية بسبب الأموال المغسولة.

وزاد بالقول: ان هذه الخطط والتدابير التي قام بها البنك المركزي ومجلس القضاء الاعلى، أسهمت في تقدم العراق وخروجه من منطقة الى اخرى افضل، لتحسين مستوى تصنيفه المالي.

ونبه انور الى ان «الحكومة اليوم ذهبت باتجاه فرض الدفع الالكتروني في الكثير من القطاعات لتتبع الاموال المشبوهة ومكافحة غسل الاموال»، مشيرا الى ان «الكثير من المشاريع لا يعرف مصدر تمويلها. هناك بذخ بالأموال من اجل غسلها ومن اجل ان تضييع مصدرها الحقيقي».

تساؤلات مهمة !

ونوه الخبير التقني بأهمية الحوكمة والتحول الرقمي، لان هذا يعزز من الشفافية ويسهم في ايجاد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ويقلل من فرص الفساد وهدر المال العام، مؤكدا ان «ديوان الرقابة المالية اصدر الكثير من التوصيات والتقارير التي بينت ضعف وزارات المالية والصناعة والتجارة وغيرها في اعتماد نظام الاتمتة والحوكمة».

ويأمل أنور ان تعتمد الحكومة معايير دولية حقيقية تسهم في مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب، مردفا «نحن ماضون في هذا الاتجاه لكننا بحاجة الى خطوات اكثر فاعلية، تشمل تعميم التجربة على باقي القطاعات، لا ان تقتصر فقط على المؤسسات المالية، اضافة الى هذا اعتماد النظم الحديثة التي تساهم بملاحقة ومتابعة الاموال وحركتها».

تأثير سياسي

يقول عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى الكرعاوي، إن هناك احترافية عالية في طرق غسل الأموال، حيث تتواصل هذه الجريمة في العراق منذ أكثر من عقدين، الامر الذي يحتم إيجاد رقابة حقيقية وأتمتة وطرق حديثة في متابعة حركة الاموال، ووضع معايير مشددة على التعاملات المالية والتجارية.

ويضيف الكرعاوي، في تصريح لـ»طريق الشعب»، ان الحكومة مطالبة بالبحث عن طرق واساليب سريعة ومجدية في موضوع الرقابة، تتعاطى بصورة صحيحة مع موضوع التعاملات التجارية والمالية. ويفترض ان تكون هناك مقترحات قوانين من الحكومة، يدعمها مجلس النواب بتشريعات معينة للحد من هذه الطرق، التي تتبعها الكثير من الجهات في جرائم غسل الاموال.

ويشير الى ان أصحاب الأموال المغسولة أخذوا يستغلون المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي كأدوات في هذه العملية.

ويشير النائب الى وجود تعاون بين الحكومة ومجلس النواب وهيئة النزاهة في ملاحقة الأصول المالية المهربة من العراق، مشيرا الى ان مجلس النواب ولجنته المالية جاهزون لتشريع اي قانون يخدم الحكومة في مسألة محاربة وملاحقة الاموال واصحاب الثروات خارج العراق.

ورهن الكرعاوي تحقيق تقدم في ملف غسل الاموال بتوفر «ارادة سياسية وحكومية في تطبيق القانون وملاحقة الفاسدين وضبط الحدود والبحث عن المروجين وتجار المخدرات والسلاح، بعد تطوير انظمة المتابعة والرقابة، وتوفير المستلزمات لملاحقتهم».

ارتفاع كبير في العمليات

الى ذلك، قال المراقب للشأن الاقتصادي احمد عبد ربه: انه في زمن الحكومة السابقة حصلت عمليات غسل كبيرة، انعكست بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي في العراق.

واضاف في حديث مع «طريق الشعب»، ان تداعيات غسل الاموال انعكست بصورة مباشرة على أسعار العقارات، مؤكدا ان تمكن العراق من تقويض تلك الجرائم المالية يمكن ان ينعكس على الوضع الاقتصادي، والقطاعات الانتاجية في البلاد.

وواصل حديثه بان «مهمة الحكومة الاولى في الوقت الراهن هي خلق قطاعات انتاجية يمكن ان تحقق إيرادا جديدا للبلاد، فعائدات النفط لم تعد تكفي لسد متطلبات الانفاق العام والاستثماري، في ظل اعتماد الخزينة العامة للدولة على الخام بنسبة تزيد على 96 في المائة.

وأشار عبد ربه الى ان «العراق خضع كثيراً لتقييمات كبيرة في عمليات غسل الاموال. واتخذ في هذا الصدد العديد من الاجراءات، كان اولها تطبيق قانون مكافحة غسيل الاموال رقم 39 لسنة 2015، وانشاء مكتب مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب».

وخلص الى القول ان السيطرة على الفساد تتطلب تفعيل قانون (من أين لك هذا؟)، لكنه يستعبد وجود إرادة سياسية لتطبيق القانون، الذي يمكن أن يدين الكثير من القوى الفاعلة والمتنفذة.

*****************************************************

الصناعات التحويلية بين مشكلات التمويل وانفتاح الأسواق!

بغداد – تبارك عبد المجيد

يمتلك العراق موارد أولية عديدة ومتنوعة تؤهله لإنتاج العديد من الصناعات الضرورية على الصعيدين المحلي والاقتصادي. ومع ذلك، تشكل الصناعات التحويلية نسبة ضئيلة لا تتجاوز 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، حسب ما أفاد به مسؤولون.

وتتنوع أشكال الصناعات التحويلية في العراق، منها الصناعة الغذائية مثل الزيوت والسكر والتعليب، والصناعية النسيجية والجلدية، والصناعات التي تتعلق بمواد البناء والكيمياوية والمعدنية.

ثلاث مشاكل

من جانبه، يقول المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، إن “الصناعات التحويلية في البلاد عانت كثيراً بسبب الحروب والحصارات السابقة، حيث تعرضت للتدهور لأكثر من نصف قرن”.

ويضيف خلال حديث مع “طريق الشعب”، أن “الصناعات التحويلية لا تشكل سوى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”، مؤكدا ان هناك إصرارا حكوميا على تنويع قطاع الصناعة التحويلية، حيث تسير الدولة ببرنامج يتعلق بتوفير ضمانات للقطاع الخاص، ممن يستثمرون في مجال الصناعات التحويلية”.

ويبين أن “المشاريع الاستثمارية التي تراها الحكومة مهمة وذات أولوية ستحظى بضمانات سيادية بنسبة 85 في المائة. بينما سيتحمل القطاع الخاص 15 في المائة”.

ويؤكد أن “الاستثمار في الصناعات التحويلية من شأنه أن يساهم في دحض البطالة وتعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادره”، مبينا أن الحكومة تركز “على قطاعي الصناعة الدوائية والكيميائية”.

ويشير إلى وجود “تعاون مع الجهاز المصرفي في العراق، حيث سيتولى إقراض المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة. ويوضح أن هناك مسارين: الأول تنفذه السياسة المالية للصناعات الكبيرة بضمانات سيادية، والآخر تنفذه السياسة النقدية للمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع الجهاز المصرفي”.

وعن المعوقات التي تعترض نهضة القطاع الصناعي في العراق، يحددها صالح بمشاكل تتعلق بالتمويل، وأخرى ترتبط بالأراضي الصناعية، اذ  نحتاج إلى خريطة جغرافية صناعية تساهم في توطين الصناعات بشكل ميسر، بالإضافة إلى وجود مشاكل في البنية التحتية”.

ويعد قطاع الصناعة التحويلية من القطاعات الرئيسية في تنمية الاقتصادات بلدان الصناعية الحديثة، باعتباره محركا رئيسيا في تنويع اقتصادها فهو يضمن زيادة القيمة المضافة، ويساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع والمنتجات من صادرات البلد مما يحسن من الموازين الاقتصادية، ويساهم في تقدمها كما يساهم في رفع مستوى دخول الافراد وله القدرة على استيعاب القوى العاملة الفائضة ما يقلل من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع.

مؤشرات النجاح والفشل

يقول المتخصص في التنمية الصناعية والاستثمار عامر الجواهري: أن التنوع في الصناعات العراقية على مختلف أنواعها كبير ومهم، إلا أنه يشير إلى أنه يشهد “تدهورا كبيرا”، حيث اختفت وتقلصت العديد من الصناعات التي كانت موجودة في القطاعين الحكومي والخاص وحتى المختلط. وأصبحت هذه الصناعات تواجه صعوبات وتحديات تضعف من إمكانية استمراريتها وتنافسيتها.

ويضيف الجواهري خلال حديثه مع “طريق الشعب”، ان العديد من المشاريع المتميزة نفذت من قبل القطاع الخاص، واعتمدت على حاجة السوق المحلية المتصاعدة، وحظيت بسياسة تسويق ناجحة، ومنتجات عالية الجودة، مشيرا الى أن “هذه العوامل تساهم في نجاح الاستثمارات المحلية، بشرط توفير وسائل تمكينها من قبل المؤسسات الحكومية المعنية”.

ويؤكد الجواهري، أن “حاجة السوق المحلية وتوفر المواد الأولية، بالإضافة إلى الدراسة الاقتصادية ودراسة السوق، وتوفر القدرات الفنية والتمويلية والإدارية والتسويقية، هي عوامل تعزز نجاح الاستثمار المباشر المحلي في هذا القطاع”.

ويعتبر أن “مساهمة المؤسسات الحكومية المختلفة من خلال مجلس التنسيق الصناعي غير المفعل ومجلس تطوير القطاع الخاص تحت مظلة المجلس الوزاري للاقتصاد، لها دور مهم في التمكين المادي والفني للمستثمرين وتوفير الأمن وحماية المنتج المحلي”.

ويشدد على أن “هذه العوامل تعتبر حاسمة في التحرك لتطوير الصناعات التحويلية بكافة قطاعاتها وجهات تمويلها في القطاعات العام والخاص والمختلط. كذلك في جذب الاستثمارات المباشرة الأجنبية من خلال الشراكات”.

ويوضح، أن أحد أسباب تدهور الصناعات التحويلية في البلاد هو “انفتاح الأسواق العراقية على المستورد منذ التسعينات، ما أثر سلباً على واقعها”، مضيفا أن “الفكرة من الانفتاح كانت غايتها جلب البضائع من قبل من يمتلكون أموالاً خارج العراق، إلا أنه في الحقيقة أصبح مالكو الأموال يستوردون البضائع ويحولونها للعملة الصعبة منذ ذلك الحين ليتم اخراجها، ما جعل الدينار العراقي يضعف أمام الدولار منذ ذلك الوقت، واستمر التوجه بالانفتاح غير المحدود على استيراد البضائع والابتعاد عن تطلعات زيادة رقعة الانتاج المحلي أفقيا وعموديا”.

ويبين، أن “العراق مهيّأ للبدء بالعديد من النشاطات الصناعية، منها الصناعات التي كانت تنتج في القطاع المختلط والتي كانت غالباً منتجات منزلية”، مشيرا الى أن “البلد لا يستطيع أن ينتج كل ما يحتاجه السوق، لكنه بالإمكان تصنيع المواد الأكثر حاجة وطلباً في الأسواق العراقية، وهنا يمكن التعاون والتنسيق بين جميع أصحاب العلاقة”.

ويتابع قائلاً إن “العراق أهمل على مدى سنوات طويلة صناعة مهمة تعتمد على الغاز الطبيعي كمادة أولية، مثل صناعة الأسمدة الكيميائية – اليوريا، والصناعات البتروكيميائية، وهي صناعات كبيرة ذات جدوى للاستهلاك المحلي والتصدير. كذلك تأخر العراق في استثمار وتصنيع العديد من الموارد المعدنية المتوفرة في البلاد، ومن الضروري الآن استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال الشراكات مع القطاعين الخاص والعام لتوفير الضمانات الجاذبة.”

وأكد ضرورة التخطيط بعيد المدى لاستثمار الغاز الطبيعي، المتوقع أن يكون متوفرًا بكميات كبيرة بين عامي 2028 و2030 وفقًا للتصريحات الرسمية، لأغراض الصناعة. ويجب أن تتناغم الخطط الإنتاجية لاستثمار الغاز، سواء المحروق أو ضمن جولات التراخيص، مع المشاريع الصناعية الجديدة. على سبيل المثال، العقد الذي تم توقيعه مؤخرًا مع شركة صينية لتنفيذ مصفى الفاو ومحطة كهرباء للطاقة النظيفة، يليه في المرحلة الثانية إنشاء مشروع للصناعات البتروكيميائية، وهو تحدٍ كبير تأخر العراق في الخوض فيه لأكثر من أربعة عقود.

ويؤكد أن تنفيذ الصناعات الكبيرة بالتوازي مع حزمة المشاريع المتنوعة ضمن مشروع الدولة الكبير “طريق التنمية” يمكن أن يضع العراق على مسار التنوع الاقتصادي.

ضعف حكومي

فيما يقول الخبير الاقتصادي إبراهيم الشمري: إن “الصناعات التحويلية تُعد أحد القطاعات المهمة والرائدة في العالم”، مشيرا إلى أن “العراق يمتلك المؤهلات لاستيعاب هذا النوع من الصناعات، خاصة مع توفر المواد الأولية والأيدي العاملة الباحثة عن العمل، بالإضافة إلى وجود مختصين وخبراء في كافة أنواع الصناعات التحويلية”.

ويبين الشمري لـ “طريق الشعب” أنه “تم إنشاء بعض محطات التصفية من قبل وزارة النفط، المتعلقة بقطاع الصناعات التحويلية، إلا أن هناك غيابًا لاستثمار باقي القطاعات الأخرى مثل الزراعة”.

ويؤشر وجود ضعف من وزارة الزراعة وصندوق التنمية في العراق، في هذا الشأن، مؤكدا ان العراق يملك “فرصًا في صناعة المواد البلاستيكية، نظرًا لحاجة السوق المحلية الملحة لهذا المنتج”، إلا أن الحكومة غافلة عن هذه الجوانب بشكل نسبي، بحسب الشمري.

وختاماً، يتأمل الشمري أن “تلتفت الحكومة الحالية إلى قطاع الصناعات التحويلية، إذ سينعكس ذلك إيجاباً على الواقع الاقتصادي للمواطن، كما سيساهم في تشغيل أيدٍ عاملة جديدة”.

*******************************************************

الصفحة الخامسة

بعد الملابس ومستلزمات الاحتفال الأخرى أسعار الأضاحي التهبت في العيد!

متابعة – طريق الشعب

قبل حلول عيد الأضحى، شهدت أسعار المواشي في بغداد والمحافظات وإقليم كردستان، ارتفاعا مفاجئا، تجاوز الارتفاع الذي شهدته خلال الشهور الأخيرة، والذي أدى إلى غلاء أسعار اللحوم الحمراء.

وأثارت هذه المشكلة استياء الكثير من الأسر، لا سيما ذات الدخل المحدود، الأمر الذي حرم البعض من ممارسة أحد أبرز طقوس وتقاليد عيد الأضحى، والمتمثل في جزر المواشي وتوزيع لحومها على الأقارب والفقراء والمحتاجين.

وتنقل وكالات أنباء عن مواطنين، قولهم أن سعر الخروف في العديد من المحافظات تراوح بين 300 و450 ألف دينار.

فيما تراوح السعر في محافظات الفرات الأوسط، بين 350 و650 ألف دينار. 

أما في إقليم كردستان – حسب ما تنقله وكالات أنباء عن مواطنين - فقد بلغ سعر الخروف الصغير نحو 250 ألف دينار، بينما وصل سعر الخروف الكبير إلى 500 ألف دينار.  وأعجزت هذه الأسعار القدرة الشرائية للكثير من العائلات، خاصة ذات الدخول المحدودة والمتوسطة. ومنذ شهور بدأت أسعار المواشي ترتفع في العراق بشكل غير مسبوق، وذلك لأسباب عديدة، منها التغيّرات المناخية التي أدت إلى شح المياه والأعلاف وبالتالي نفوق أعداد كبيرة من المواشي، والتهريب الذي تسبب في تراجع أعداد المعروض في السوق المحلية، فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف العلاجات البيطرية.

ولم يتوقف الأمر على أسعار المواشي. فقد شهدت أسعار الملابس ومستلزمات العيد الأخرى،  ارتفاعا كبيرا، في ظاهرة تحصل سنويا دون أي إجراءات حكومية جادة لمعالجتها، ما يحرم عائلات كثيرة من التمتع بأجواء العيد. 

ظاهرة طبيعية!

يرى الباحث الاقتصادي علي العامري، أن “ارتفاع أسعار المواشي قبيل عيد الأضحى ظاهرة طبيعية. إذ يُقدم أصحاب المواشي على رفع أسعار مواشيهم نظرا لزيادة الطلب عليها خلال المناسبات”.

ويضيف في حديث صحفي، أن تزايد عمليات تهريب الأغنام إلى الدول المجاورة، يعد من أهم أسباب ارتفاع أسعار المواشي، والذي أدى إلى تراجع كمية المعروض في السوق المحلية، مشيرا إلى ان “هناك عمليات مضاربة تجري في سوق المواشي، وهذه الظاهرة تنامت في ظل ضعف الرقابة وغياب المتابعة الأمنية وعدم محاسبة المضاربين”.

ويؤكد أن “بعض التجار يستغلون فترة الطلب على الأضاحي، في تحقيق أعلى قدر من الأرباح”.

اما محمد، وهو بائع أغنام في بابل، فيقول أن “أسعار المواشي كانت مرتفعة منذ شهور، ثم ارتفعت أكثر قبيل العيد، نظرا لزيادة الطلب على الأضاحي”، مبينا في حديث صحفي أن “أصحاب الأغنام هم الذين يقومون بزيادة الأسعار في كل عام تزامنا مع عيد الأضحى، مستغلين هذه المناسبة في تحقيق المزيد من الأرباح”.

ركود في كركوك

وفي كركوك، شهدت أسواق المواشي حالة من الركود بفعل ارتفاع أسعار الأغنام. إذ لم ينجح عيد الأضحى في إحياء هذا السوق مثلما كانت تجري عليه العادة، نظرا لعدم تحديد الأسعار.

وفي سوق بيع الأضاحي الكائن على شارع الكورنيش وسط كركوك، يعبر بائع المواشي جنكيز غريب عن استيائه من ارتفاع أسعار الأضاحي.

ويقول في حديث صحفي أن سعر الخروف صار يتراوح بين 300 و400 دولار، في ظل تزايد الطلب وقلة المعروض، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار هذا العام غير مسبوق.

من جانبه، يؤكد مدير زراعة كركوك زهير علي، أن “الأغنام المحلية شهدت طلباً مرتفعاً، ما دفع وزارة الزراعة للسماح بالاستيراد من الدول المجاورة بهدف توفير اللحوم الحمراء والسيطرة على الأسعار”.

التغيّرات المناخية

إلى ذلك، يرى الاختصاصي في الثروة الحيوانية ماجد الطليحي، ان من بين أسباب ارتفاع أسعار المواشي، العامل المناخي وسنوات الجفاف التي عصفت بالمنطقة العربية ومنها العراق، الأمر الذي أدى إلى شح الأعلاف ونفوق أعداد كبيرة من المواشي” موضحا في حديث صحفي أن “المجتمع العراقي يستهلك اللحوم بشكل كبير، خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية”.

ويشير إلى ان “سوق المواشي يخضع لقاعدة العرض والطلب. لذلك ان تناقص الأعداد أدى إلى زيادة كبيرة في الأسعار”، لافتا إلى أن “مربي المواشي يعانون ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج، بسبب زيادة أسعار الأعلاف، والتكاليف الطبية والبيطرية، وهذا ينعكس عادة على أسعار البيع للمستهلكين.”

ويرى خبراء أن التحديات التي تواجه قطاع المواشي تتطلب إجراءات حكومية فورية لضبط الأسعار وتوفير المواشي بكميات كافية لتلبية الطلب المتزايد عليها، خاصة خلال موسم الأضاحي.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة أوصت في وقت سابق بعدم ذبح الأضاحي في المنازل تجنباً للإصابة بالأمراض الانتقالية ومنها الحمى النزفية. وبينما دعت الجزارين والعاملين في محالّ القصابة إلى “الالتزام بالمعايير الصحية من حيث ارتداء الكفوف والملابس الواقية وغسل المكان من مخلفات الحيوانات”، طالبت ربَّات البيوت بالالتزام بـ”التعليمات الصحية عند التعامل مع اللحوم من خلال ارتداء الكفوف وتعقيم الأدوات التي تستخدم في تقطيعها”.

********************************************

البصرة.. مستوصف «المطيحة».. لا أدوية ولا حتى تبريد!

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي منطقة المطيحة في مدينة البصرة، من افتقار المركز الصحي التابع لمنطقتهم للخدمات الطبية الأساسية. وقالوا في شكوى نقلتها وكالة أنباء «المربد»، أن المركز الصحي يتردد عليه الأهالي لغرض تطعيم أطفالهم.  كما يراجعه الفقراء وذوو الدخل المحدود، الذين لا تسمح لهم مقدراتهم المالية بمراجعة العيادات والمستشفيات الخاصة. وأوضحوا أن المركز الصحي يفتقر للكثير من العلاجات الأساسية، ويعاني نقصا في الأطباء، مضيفين أن المراجعين ينتظرون في قاعة غير مكيفة في ظل حرارة الصيف اللاهب، بينما غرف المنتسبين مكيفة وكل واحدة فيها جهاز سبلت!  ولفت أحد المواطنين إلى أن الأطفال في قاعة الانتظار يصرخون من شدة حرارة الجو، متسائلا «يعني شيصير إذا نصبوا سبلتين للمراجعين؟!». 

*****************************************************

محوّلات الكهرباء متهالكة في المحمودية

بغداد – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي قضاء المحمودية جنوبي بغداد، من تهالك الكثير من محولات الكهرباء في مناطقهم، مبينين في حديث لـ «طريق الشعب»، أن المحولات والخطوط الناقلة تتعرض منذ بداية فصل الصيف إلى حرائق وانفجارات بسبب تهالكها وتزايد الأحمال عليها.

وقال المواطن عماد شاكر محمود، أن الأهالي راجعوا دائرة الكهرباء مرارا لغرض معالجة مشكلة المحوّلات «لكنها في كل مرة تعطينا وعودا من دون تنفيذ»!

وتساءل: «اين المبالغ الهائلة التي خُصصت لقطاع الكهرباء؟ أين تذهب أموال الجباية التي يدفعها المواطنون للدولة؟!»، مؤكدا أن «حالنا من سيء إلى أسوأ»! 

وناشد المواطن وزارة الكهرباء والجهات المعنية الأخرى، معالجة مشكلة المحولات عاجلا، وانتشال أهالي المحمودية من معاناتهم المريرة تحت وطأة الصيف اللاهب.

*******************************************************

مشكلات خدمية في حي التراث البغدادي

بغداد – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي حي التراث في بغداد، من وجود مشكلات خدمية في حيهم، يأملون من الجهات المعنية متابعتها ومعالجتها سريعا.

وقالت المواطنة أمل جبار، من أهالي الحي، أن الكهرباء الوطنية متذبذبة، وان الشبكة تتعرض إلى أعطال، مبينة في حديث لـ “طريق الشعب”، أنه “في حال حصول عطل لا تقوم وحدة الصيانة بتصليحه إلا بعد أن يجمع لها الأهالي مبلغا من المال”!

فيما تشير إلى أن النفايات تتكدس في الأزقة والساحات العامة، وأصبحت ملاذا للحشرات وبؤرة للجراثيم.

وتلفت المواطنة إلى ان مياه الإسالة تنقطع عن الحي طيلة ساعات النهار.

******************************************************

اگول.. النهروان وما أدراك ما النهروان!

كاظم بدن

لم اكن مقتنعا بحقيقة تصنيف المواطنة الى درجات اولى وثانية وثالثة، لكن، وحسب المعطيات الماثلة للعيان حاليا، بدا لي ان ذلك حاصل فعلا. وقد لمسته لمس اليد عندما وجدته متمثلا في عديد من الحالات. ومن ذلك على سبيل المثال المناطق الاربع الواقعة ضمن محافظة بغداد: النهروان، حي الجهاد، أبو دشير والحسينية. فهذه المناطق أنشئت إبان عهد الدكتاتورية في فترة واحدة وبأمر واحد، وكان يُطلق عليها الصداميّات الأربع.

ومعلوم لدى الجميع أن ثلاثا من هذه المناطق حظيت بنصيب من الاهتمام الخدمي، وإن كان متفاوتا، عدا النهروان. فلو قارنا حي الجهاد بالنهروان سنجد الفرق شاسعا في مجال الخدمات. فأين الإنصاف في ذلك؟!  هل ان سكان النهروان مواطنون من الدرجة الثالثة كي يصبحوا في الدرك الأسفل من ناحية الخدمات؟! فقد حُرم سكان هذه المنطقة من أهم مقومات الحياة، وهو الماء، ناهيك عن الخدمات الأخرى التي لا يمكن العيش بدونها.  

ربما يقول قائل ان بعض شوارع النهروان شُمل بحملات التبليط إبان عهد الدكتاتورية، وهذا صحيح. فقد تم ذلك بما فاض من مادة الاسفلت في حملة إعمار مدينة الفاو بعد تحريرها. وهذا العمل مضى عليه ما يربو على عقدين ونصف، ومنذ ذلك الحين لم تشهد المنطقة أي حملة إعمار أو تطوير تنعش نفوس السكان وتخفف من وطأة الغبن والاحباط والاهمال المتعمد الذي جثم ويجثم على صدورهم. وفي وقت يشهد فيه البلد حملة إعمار كبرى تنفذها فرق الجهد الخدمي في العديد من المناطق، حتى الزراعية والعشوائية، لا تزال النهروان محرومة من تلك الحملات، رغم كونها نظامية وأصولية وقانونية ومشيدة حسب التصميم الأساسي لمناطق بغداد. فلماذا هذا التجاهل لمطالبات أهالي المنطقة بحقوقهم الخدمية، التي يطلقونها في وقفات جماهرية وتظاهرات ولقاءات مع مسؤولين؟! أليس من العدل والانصاف ان تعطى هذه المنطقة أولوية في تلك المشاريع، نظرا لما قاسته من مرارة الاهمال طيلة العقود الماضية؟ لماذا لا يقومون بمثل ما قام به الزعيم عبد الكريم قاسم بعيد ثورة تموز الخالدة 1958، عندما نفذ مشاريع التبليط في مدينة الثورة بدءا من نهايتها عند القطاع 38، لشعوره بمعاناة السكان؟ كنا نأمل أن يحصل ذلك اليوم في مدينة النهروان، التي ينتظر أهاليها من المسؤولين سماع أصواتهم وتلبية مطالبهم الخدمية بالسرعة الممكنة أسوة ببقية مناطق بغداد.

********************************************************

مواساة

  • بألم وأسى تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الجمهورية التشيكية، خبر رحيل الرفيق العزيز المقاتل في صفوف الأنصار الشيوعيين نادر ناصر (أبو شيرزاد)، الذي توفي يوم الاثنين 17 حزيران الجاري في براغ. وعرف الفقيد بنضاله من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في العراق. له الذكر الطيب دوما، ولعائلته الكريمة ورفاقه وأصدقائه، الصبر والسلوان.
  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الزبير بخالص العزاء الى الرفيق كريم مطر (ابو عزت) وعائلته الكريمة، بوفاة شقيقته. الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان للرفيق أبو عزت وعائلته.
  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق المناضل شاكر حربي المهنا (ابو صوفيا)، الذي توفي في الغربة في فنلندا. له الذكر الطيب دوما ولأهله ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان.
  • تعزي هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية للحزب في واسط، الرفيق غني عبد الله بوفاة شقيقه المساح المتقاعد عبد الهادي عبد الله.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق كاظم شبر (أبو جودت) والرفيقة صبيحة شبر، بوفاة الفنان والأديب فراس عبد المجيد، زوج الرفيقة صبيحة.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

  • نعت جمعية الرافدين للعراقيين المقيمين في المغرب، الرفيق الشاعر والفنان فراس عبد المجيد الشيخلي، الذي توفي الأربعاء الماضي إثر نوبة قلبية، وووري الثرى في مقبرة الشهداء في العاصمة المغربية الرباط. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة ورفاقه.
  • بمزيد من الحزن والأسى تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا الاتحادية نبأ رحيل الشخصية الاجتماعية والوطنية عادل العبيدي، الذي توفي يوم الاثنين 19 حزيران الجاري في موسكو. والفقيد من الشخصيات المناضلة التي واجهت الكثير من المصاعب والاعتقالات بعد انتكاسة ثورة 14 تموز. وعند اطلاق سراحه من الاعتقال اصبح مديرا للمركز الثقافي الروسي في بغداد، ما جعله عرضة للكثير من الضغوطات والمضايقات التي دفعته اخيرا للإقامة في موسكو.

وكان الفقيد وجها اجتماعيا ووطنيا حظي بإحترام كبير لدى الجالية العراقية في روسيا وساهم في تشكيل جمعية المقيمين العراقيين فيها. وقد عانى كثيرا في السنوات الأخيرة جراء المرض المزمن. له الذكر الطيب ولعائلته وأقربائه وأصدقائه التعازي الخالصة.

  • بحزن عميق تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ألمانيا نبأ الرحيل المفاجئ للرفيق الفنان اليساري الملتزم جاسم مراد، الذي فارق الحياة مطلع الأسبوع الماضي في برلين، إثر عملية جراحية. وعمل الفقيد في منظمة الحزب في ألمانيا، وشارك في معظم احتفالات الحزب والمنظمات الديمقراطية، مؤديا بصوته العذب أغنيات يتغنى فيها بنضال الحزب وبحب الوطن، ما حظي بتقدير واحترام رفاقه وأصدقائه وأبناء الجالية العراقية في برلين. له الذكر العطر ولأهله وذويه وجميع محبيه الصبر الجميل.

********************************************************

الصفحة السادسة

كوبا تلاحق إسرائيل أمام العدل الدولية

هافانا ـ وكالات

أعلن وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز أن بلاده ستنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وقال رودريغيز في تصريحات نشرت أمس السبت إنّ «كوبا قرّرت المشاركة، بصفة دولة ثالثة، في شكوى جنوب أفريقيا ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدوليّة». وأشارت وزارة الخارجية في بيان إلى أنّ «كوبا ستستخدم حقها في أن تقدم، بصفتها دولة ثالثة، تفسيرها لقواعد الاتفاقية التي انتهكتها إسرائيل بشكل صارخ عبر أفعالها في الأراضي الفلسطينية المحتلّة بشكل غير قانوني في غزة». وأضافت أنّ مبادرة هافانا تأتي توافقا مع «التزامها الراسخ والمستدام بأن تدعم وتساهم قدر الإمكان في الجهود الدولية المشروعة الرامية إلى وضع حدّ للإبادة الجماعية المرتكبة ضدّ الشعب الفلسطيني». ويُمكن لدولة ثالثة، ليست طرفا في النزاع، أن تقدّم حججها القانونيّة أمام محكمة العدل الدولية لدعم تفسير اتفاقيّة الإبادة الجماعية. ولجأت جنوب أفريقيا نهاية كانون الأول الماضي إلى محكمة العدل الدولية حيث تقدّمت بشكوى تتّهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948، في حربها على غزة. وفي حكم صدر يوم 26 كانون الثاني الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل ببذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية أثناء عملياتها العسكرية في غزة. وأمرت المحكمة مجددا إسرائيل في 24 أيار الماضي بوقف هجومها العسكري «فورا» في رفح جنوب قطاع غزة.

********************************************************

ولادة «البترو - يوان» السعودية تنخرط في نظام تحويل مالي جديد

الرياض ـ وكالات

نشر موقع «مودرن ديبلوماسي» الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن بداية تشكّل ما يسمى «البترو- يوان» مع انضمام السعودية إلى نظام التحويل «إم بريدج» القائم على العملات الرقمية للبنوك المركزية (سي بي دي سي). وقال الموقع، في تقريره ا إن ثورة العملات الرقمية للبنوك المركزية بدأت تصبح أكثر جديّة مع انضمام المملكة العربية السعودية إلى مشروع «إم بريدج». ومن خلال هذه العضوية الكاملة، سيتسنى للسعودية الوصول إلى معاملات العملات الفورية والمنخفضة التكلفة عبر الحدود التي ستستخدمها لبيع النفط إلى الصين، ما سيؤدي إلى ظهور «البترو- يوان».

وتعتبر الصين أكبر عميل للنفط السعودي، بينما اليوان هو أقوى منافس ليحل محل الدولار نظرا لزيادة التجارة بين البلدين. ولن يقتصر هذا المحور على اليوان الصيني، بل إن هناك بلدانا أخرى لديها عملات رقمية من مجموعة البريكس أو الجنوب العالمي ستلعب أدوارًا ثانوية في التحول التدريجي بعيدًا عن الدولار الأمريكي. ولن يتأثر استخدام الدولار في النفط فحسب بل أن نظام التحويل «إم بريدج» سيؤدي إلى كسر احتكار نظام «سويفت» للمدفوعات عبر الحدود وإنفاذ العقوبات.

تجدر الإشارة إلى أن الصين استخدمت في تشرين الثاني 2023 عملتها الرقمية لشراء ما قيمته 90 مليون دولار من النفط في بورصة شنغهاي للبترول والغاز الطبيعي. بعبارة أخرى، فإن نية الصين لجلب اليوان الرقمي إلى المسرح العالمي لدعم تدويل اليوان أمر لا شك فيه.

*********************************************************

الاحتلال يتجاهل قرارات مجلس الامن أمريكا تتعهد بالدعم المطلق للجرائم الصهيونية ودول عربية تزيد صادراتها الى العدو الاسرائيلي

متابعة ـ طريق الشعب

وسط دعم أمريكي مطلق، خلفت المجازر الصهيونية على الشعب الفلسطيني منذ 7 من تشرين الأول أكثر من 123 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين.

ويواصل الكيان عدوانه الهمجي رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال «إبادة جماعية»، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة، في وقت تقرع طبول الحرب في لبنان أيضا.

منع وصول المساعدات

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن إسرائيل منعت الأمم المتحدة من استخدام الشرطة المدنية الفلسطينية لتأمين المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وسط الفوضى والانعدام الكامل للأمن في القطاع.

ودعا غوتيريش لوقف إطلاق النار في غزة، وقال للصحفيين إن هناك فوضى عارمة في غزة ولا توجد سلطة في معظم مناطق القطاع.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة «نواجه صعوبة شديدة في توزيع (المساعدات الإنسانية) داخل غزة، ويتعين أن تكون هناك آلية تكفل توفر الحد الأدنى من القانون والنظام الذي يسمح بالقيام بهذا التوزيع».

وأضاف «لهذا من الضروري جدا وقف إطلاق النار، حتى يتحقق التنظيم الملائم وتنفيذ خطة لهذا الغرض».

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنه وفقا لمجموعة التعليم العالمية، فإن أكثر من 76 في المائة من مدارس قطاع غزة بحاجة إلى إعادة بناء أو تأهيل بشكل كبير، لتتمكن من العمل مجددا.

وأضافت الأونروا، في منشور لها على منصة إكس، أنه رغم ذلك، فإن فرقها تحاول الوصول إلى الأطفال من خلال أنشطة اللعب والتعلم.

وأكدت أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، مطالبة بوقف إطلاق النار فورا في القطاع، الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.

ارتفاع حصيلة الشهداء

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتكاب قوات الاحتلال ثلاث مجازر جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد، و169 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية. في وقت أعلنت المقاومة الفلسطينية استهداف جنود الاحتلال المتمركزين بمعبر رفح جنوب القطاع.

وأفادت الوزارة في بيان أمس السبت بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و551 شهيدا، و85 ألفا و911 مصابا منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وفي رفح أيضا، نسفت قوات الاحتلال مباني عدة في وسط مدينة رفح وغربها، كما نسفت منازل في حي البرازيل جنوبي المدينة.

وذكرت مصادر طبية أن أكثر من 25 فلسطينيا استشهدوا أمس الاول الجمعة وأصيب عشرات آخرون بقصف إسرائيلي على مخيم للنازحين بمنطقة المواصي غرب مدينة رفح التي تضم أكثر من مليون نازح.

ونشرت منصات إعلامية فلسطينية مقاطع فيديو تظهر تنكيل قوات الاحتلال الإسرائيلي بشاب فلسطيني جريح خلال اعتقالها إياه من حي الجابريات في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأظهرت مقاطع الفيديو الشاب الفلسطيني، وهو مربوط على مقدمة سيارة عسكرية إسرائيلية، وهي تجوب به طرقات الحي الذي تقتحمه قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى.

مواقف دول المنطقة العربية!

وفي ظل هذا الامعان بالقتل والتدمير، أفاد تقرير جديد لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، بأن صادرات دول المنطقة العربية إلى إسرائيل قد زادت في عام 2024 مقارنة بالعام السابق.

ونقلت ميدل إيست آي، البيانات المنشورة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي التي بينت أن الصادرات المصرية في أيار 2024 بلغت 25 مليون دولار، أي ضعف صادرات نفس الفترة من عام 2023.

وزادت صادرات الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى مصر بشكل كبير، وعلى الرغم من التوترات بين البلدين منذ بدء الحرب في غزة، والتوترات على الحدود المصرية مع رفح، إلا أن التعاون في مجال الطاقة والأمن قد زاد خلال هذه الفترة.

وقال موقع ميدل إيست آي إن صادرات الإمارات إلى إسرائيل قد زادت أيضًا وفقًا للتقرير، وارتفعت إلى 242 مليون دولار في أيار، مقارنة بـ238.5 مليون دولار في أيار 2023. ووفق التقرير ارتفعت الصادرات الأردنية إلى إسرائيل لنحو 35.7 مليون دولار في أيار/مايو هذا العام، بينما كانت العام الماضي 32.3 مليون دولار.

توسع الصراع

من جانب اخر، طمأن مسؤولون أميركيون وفدا من كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن إدارة الرئيس جو بايدن مستعدة لدعم إسرائيل إذا اندلعت حرب شاملة بينها وبين حزب الله اللبناني، وفقا لما قاله مسؤول أميركي رفيع لشبكة «سي إن إن».

وأكد المسؤول أنه بالرغم من عدم إمكانية توفير قوات أميركية على الأرض، فإن إدارة بايدن جاهزة لتقديم مساعدات عسكرية إلى الجيش الإسرائيلي في حال اندلاع حرب أوسع بين الطرفين.

وذكرت الشبكة أن هذه التأكيدات جاءت خلال اجتماع مسؤولين أميركيين مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي اللذين يزوران واشنطن.

وشارك المسؤولان هذا الأسبوع في سلسلة اجتماعات مع مسؤولي الإدارة الأميركية مثل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومنسق شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض بريت ماكغورك.

تجدر الإشارة إلى أن احتمالات توسع الصراع بين إسرائيل وحزب الله تزايدت مؤخرا خاصة في ضوء التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة في لبنان.

******************************************************

مساعدات التنمية في السودان: مطرقة التقشف القاتلة كورنيلا موهرينغ*

ترجمة حازم كويي

إئتلاف الحكومة الألمانية شريك لكارثة محتملة في السودان، فالحكومة الفيدرالية تعرف بالضبط ما يحدث هناك. يقول متحدث باسم وزارة الخارجية، واصفاً الوضع في البلاد: «من المحتمل أن مئات الآلاف من الأشخاص، إن لم يكن أكثر من مليون منهم، وصلوا الآن إلى حافة الجوع «. يتقاتل اثنان من أنصار الدكتاتور الإسلامي عمر البشير. في حين تحظى القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان بدعم من مصر وإيران، وتدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الرد السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وينخرط بوتين أيضاً في «الفيلق الأفريقي» التابع له ويريد إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، شريان التجارة بين آسيا وأوروبا.

وفي الصراع من أجل السلطة والنفط والذهب ومناطق النفوذ، تصبح النساء والأطفال والرجال أدوات للعنف. وتدور الآن معارك دامية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور جنوبي البلاد. وقد باءت الدعوة التي وجهها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى قوات الدعم السريع المهاجمة لوضع حد لجريمة الحرب بالفشل. هناك اثنا عشر مليون شخص في حالة فرار وهم يتضورون جوعاً معتمدين على المساعدات. وسترسل برلين بشكل فوري 50 مليون يورو بناءً على طلب منظمات الإغاثة.

ولم يتم جمع أموال كافية في مؤتمر المساعدات الطارئة للسودان في أبريل/نيسان. وقد صرحت وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك أنه «في أسوأ السيناريوهات، سيموت مليون شخص جوعاً هذا العام»، وتعهدت بتقديم 244 مليون يورو، تم دفع 110 مليون فقط حتى الآن.

«الإعلان عن مبالغ إضافية بالملايين» وحده لن يحل «أكبر أزمة لاجئين في العالم». وقالت وزيرة الخارجية وهي من حزب الخضر، في إشارة إلى ميزانيتها الضيقة: «المفاوضات ضرورية». وترى الأمم المتحدة الأمر بشكل مختلف تماماً. حيث الحاجة هي إلى مبلغ 2.6 مليار دولار. ولكن مجموع ماحصل عليه هو468 مليون دولار فقط. وبهذا المبلغ يمكن فقط مساعدة 16 من كل 100 امرأة سودانية محتاجة، وهو توزيع غير عادل مؤدياً لحالات الموت جوعاً.

وزادت المساهمات الألمانية في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بنسبة 57 بالمئة في الفترة من 2017 إلى 2023. ومع ذلك، فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد، من 108 ملايين إلى 258 مليون شخص، وهذا لا يشمل كارثة المجاعة في غزة.

هناك ما يكفي من المال. تبرع فريق «Team Times Turnaround» بأكثر من 34 مليار يورو للدفاع عن أوكرانيا. بينما تستمر الحروب وأزمة المناخ والفرار والجوع في التفاقم في ظل الأزمة الرأسمالية المستمرة، يقوم تحالف الحكومة الألمانية «تحالف التقدم» بخفض تمويل التعاون التنموي والعمل الإنساني بشكل غير مسبوق: ففي خلال أربع سنوات من حكمهم، سيتم فقدان واحد من كل 3 يورو من مساعدات التنمية، وواحد من كل أربعة من المساعدات الإنسانية. قد يبدو الأمر مثيراً للشفقة، لكنه واضح جداً: إن الحملة الانتخابية في برلين للسنة القادمة مهمة والحفاظ على السلطة في ظل تحول»أنا وعشيرتي أولاً « فالتحول نحو اليمين أكثر اهمية من الأطفال الذين يتضورون جوعاً. 

ــــــــــــــــــــــ

* المتحدثة باسم العدالة العالمية لمجموعة حزب اليسار في البرلمان الالماني.

**********************************************************

انتصار انتخابي وتجربة نضالية.. اليسارية إيلاريا ساليس من السجن إلى البرلمان الأوروبي

رشيد غويلب

أطلق القضاء المجري سراح المعلمة والناشطة اليسارية الإيطالية إيلاريا ساليس من الإقامة الجبرية في بودابست بعد انتخابها عضوا في البرلمان الأوروبي. وبعد 489 يومًا من اعتقالها، قام ضباط الشرطة بفك قيود اليدين والقدمين في 14 حزيران بعد صدور قرار المحكمة.  واحتفلت في 17 حزيران بعيد ميلادها الأربعين في مسقط رأسها بإيطاليا.

تسبب اعتقالها في شباط 2023 في العاصمة الهنغارية بودابست، خلال تظاهرة مضادة لمسيرة «يوم الشرف» للنازيين الجدد في توترات دبلوماسية كبيرة بين إيطاليا وهنغاريا. وهي متهمة بمحاولة اعتداء والعمل في «منظمة شباب يسارية متطرفة «، وهذه التهم تكفي لمعاقبتها بالسجن لمدة تصل إلى أحد عشر عامًا. وتنفي ساليس هذه التهم، التي شملت أكثر من 10 مناهضين للفاشية من المانيا والنمسا أيضا.

وأثارت قضية ساليس الغضب بعد أن كشف محاميها عن ظروف السجن غير الإنسانية، في زنزانات مليئة بالفئران والحشرات، وحظر الاغتسال لعدة أيام، ونقص الرعاية الطبية، والسجن الانفرادي، طيلة أسابيع، لمدة 23 ساعة يوميا ومنعت من الاتصال بأقاربها لأكثر من ستة أشهر. في بداية المحاكمة، ظهرت ساليس، وهي مقيدة اليدين والقدمين، وأثارت هذه الصور موجة من التضامن في إيطاليا، فاستدعت الحكومة الإيطالية السفير الهنغاري في روما.

لقد قام تحالف اليسار الأخضر في إيطاليا بترشيح ساليس لخوض انتخابات البرلمان الأوربي التي جرت في التاسع من حزيران، لتحقيق حريتها عبر تمتعها بالحصانة البرلمانية. وقبل أسابيع تم إطلاق سراحها وفرضت عليها الإقامة الجبرية. وفي نهاية المطاف، حصلت على 176 ألف صوت، وحصلت قائمتها على 6,8 في المائة، منحتها 6 مقاعد في البرلمان الأوربي الجديد. وقد شكلت النتيجة نجاحا مهما لليسار الإيطالي بعد سنوات من الهزائم المتلاحقة. وعبر العديد من الشخصيات اليسارية عن سعادتها بأطلاق سراحها.

وانتقد المتحدث باسم حكومة اليمين المتطرف الهنغارية جيرجيلي جولياس التصويت لصالح ساليس: «إن إرسال مجرم إلى البرلمان لا يعني الكثير من الخير لبرلمان الاتحاد الأوروبي أو للناخبين».

وقالت المحكمة المحلية في العاصمة الهنغارية، إنها ستطلب من البرلمان الأوروبي رفع الحصانة عن ساليس. ووفق جريدة «منفستو» الشيوعية الإيطالية، قانونيا، تعتبر العملية معقدة. اذ يتعين على الادعاء العام إعلان نيته في متابعة القضية، ثم ترسل الحكومة الهنغارية طلبا إلى البرلمان الأوربي، ليصدر قراره في تصويت عام. وبعد ذلك يصدر القضاء الهنغاري مذكرة اعتقال أوربية، تحتاج موافقة محكمة ميلانو التي سبق لها وأن رفضت قرارات تسليم مماثلة.

تقييم

في أول حوار معها، بعد إطلاق سراحها، أجرته جريدة «منفستو»، تحدثت ساليس عن مشاعرها والتجربة التي مرت بها ومشاريعها المستقبلية. وأكدت انها تفاجأت بالنجاح الكبير الذي حققته قائمتها، واصفة ما حدث بالحلم.

وشددت على أن أهمية النجاح الانتخابي تتجسد في عدم نسيان الناس التاريخ الإيطالي، والأهم من ذلك نسبة الشباب العالية بين المصوتين، التي تمثل رسالة مهمة في اللحظة الراهنة، فربما بفضل الشباب يمكن تغيير الواقع السائد في إيطاليا.

اليمين ليس بديلا

وأشارت إلى أن اليمين لا يريد خلق الظروف التي تساعد الناس في التغلب على مخاوفهم، بل يعزز ديناميكيات التراجع الإنساني والاجتماعي والسياسي. ولذلك من المهم السعي لتحسين الظروف المعيشية المادية وتحديد سبل التنمية. وأن يُعتمد التضامن، وهو قوة شجاعة جماعية يمكنها تغيير العالم حقا، ويجب أن يكون المنارة التي تساعد على البقاء في المسار الصحيح. ويجب خلق ثقافة شعبية جديدة مناهضة للفاشية متجذرة، عبر استحضار الذاكرة المجيدة لتجربة حركة لأنصار في مواجهة الفاشية، على ان تكون مرتبطة بالحاضر، ثقافة نابضة بالحياة محسوسة بصدق وقريبة من القضايا الساعة الكبرى: عدم المساواة الاجتماعية والتمييز والحرب وتغير المناخ.

صوت المضطهدين

وبشأن عملها في البرلمان الأوربي أكدت ساليس، ان الملفات التي تريد التركيز عليها مرابطة ومتساوية في أهميتها، وان تجربة السجن خارج إيطاليا ستكون حاضرة في ذهنها، لحجم الظلم الذي مورس بحقها، وأنها ستكون في البرلمان الأوربي صوتا، يعكس معاناة الناس واحتياجاتهم. وفي إيطاليا، لا يعد الوضع مأساويا في السجون فقط، بل أيضا الظروف التي يتعرض لها المهاجرون في مراكز الترحيل.  وإنها ستكافح التمييز وعدم المساواة والاستغلال والنظام الأبوي والحرب. وتعمل من أجل تغيير جذري في الظروف المعيشية المادية للناس، ومن أجل حقوق العمال وعمال العقود المؤقتة، وفي سبيل نظام تعليمي جيد لا يستثني أحدا، ومن أجل حماية البيئة.

****************************************************

الصفحة السابعة

العالم على كف عفريت!

إحسان جواد كاظم

إي نعم، ولكن ليس ككل العفاريت التي سمعنا حكاياتها على لسان جداتنا او قرأنا عنها في « ألف ليلة وليلة «، جني لا ينزل عند فضول أُنسي ويسمح بخداعه بسؤال ليعيده إلى قمقمه الذي خرج منه… عفريت اليوم ليس كعفريت الأمس، أنه عفريت إن تحرر من قمقمه المعاصر لا يمكن لقوة أن تسيطر عليه ولا حتى مطلقة الجبروت العسكري ولا أن تتحكم ببطشه الساحق. أنه القنبلة النووية التي تحرق البشرية بحرارة مليونية وتمحوها… بعد تفجيرها سنعود والأرض إلى مرحلة « الحساء البدائي « الذي نشأت منه الحياة البشرية ولكن انتباه!!! ليس بعناصره الأولى في تكوين الخلايا البدائية الأولى. 

 فالكائنات الجديدة التي ستظهر بعد مليارات السنين من التفجير النووي، ستكون بمواصفات مشوهة بالضرورة بعد تفاعلات العناصر الكيميائية الطبيعية مع العناصر النووية التي أضيفت نتيجة تهورنا النووي لتصبح مكوناً أصيلاً في تركيبة الحساء البدائي الجديد.

ولأن الحرب جوهرها صراع مصالح، يتبادر إلى ذهننا الحل المالثوسي لمشاكل الفقر والجوع بشن الحروب، على قاعدة أن النمو السكاني يتصاعد بمتوالية هندسية بينما زيادة الإنتاج الزراعي تحصل بمتوالية عددية، مما يعني أن تقليل أعداد البشر هو الحل لتجاوز هذه المعضلة بإشعال الحروب… ولكن يمكننا أن نلاحظ بأن الحرب المعاصرة بكل تجلياتها التكنولوجية والنانوية والنووية  ليست كمثل حروب القرون الماضية، وان النظرية المالثوسية لم تعد صالحة لكل زمانٍ ومكان، لذا فإن الحل الأنجع لدرء الصراعات المسلحة ومصائبها يكون بتبريد الرؤوس الساخنة وصيانة السلم وإطلاق التنمية والعدالة الاجتماعية.

التهديدات باستعمال السلاح النووي، الاستراتيجي منه او التكتيكي، حسب متطلبات القتال للجم الأخطار على بلاده التي يطلقها الرئيس الروسي بوتين بوجه الغرب، بين الفينة والأخرى بسبب التدخل في مجريات الحرب في أوكرانيا، والرد الأمريكي عليه بإعادة توزيع تمركز الأسلحة النووية بالقرب من الحدود الروسية، يهدد بانهيار الوضع وإمكانية انفلاته في أية لحظة رغم ما تتمتع به القوى المتصارعة من ضبط للنفس وإبقائه كسلاح للردع وليس للاستعمال.

ولكننا أصبحنا نشهد دعوات حمقاء ومتهورة من الدول المعادية لروسيا مثل بولونيا ودول البلطيق واليونان للأمريكان لإغرائهم بنشر أسلحة نووية على أراضيها المتاخمة لروسيا، وكأنها تتوسل ضربة نووية مدمرة بدل الابتعاد بشعوبها القليلة العدد وأوطانها المحدودة المساحة عن ويلات الحرب… ظناً منها انها ستصبح دول نووية رادعة، في حين انها ستكون هدفاًً لأي رد نووي روسي يمحوها على بكرة أبيها.

وكان بوتين قد ذكّر بلدان البلطيق بالرذاذ النووي وحسب، فما بالك لو لجأ للأسوأ.

وفي الوقت الذي يكثر الرؤساء المصحوبين بالحقيبة النووية، وآخرهم، كما ذكر الاعلام، الرئيس الفرنسي ماكرون الذي حملها معه إلى مؤتمر السلام في هلسنكي، فإني لا أتوقع حدوث حرب نووية شاملة لأن لغة المصالح والنفوذ المتحكمة في قرارات إشعال الحروب وإطفائها، تفترض وتحتاج الكثير من الحكمة التي تفرمل انحدار الصراع إلى دمار البشرية. قد يتطور الصراع في أوكرانيا إلى اشتباك بأسلحة نووية تكتيكية ذات تأثير محدود تحسم اموراً متعددة وقد تكون المعجلة بإيجاد حل لمنع تفاقم الأوضاع…

على كلٍ فان توقعي، الذي قد يعتبره البعض متشائماً او متفائلاً، لا يمكن لأحد أن يناقشه إذا ما تحرر المارد النووي الأكبر الاستراتيجي وبذلك لن يعد لنا وجود، فما من أحد سيناقشني، أما إذا تحرر المارد المينياتور التكتيكي، فإنه كذلك سوف لن يناقشني أحد لأن نبوءتي ستكون صائبة… عموماً نحن جميعاً شعوباً ودولاً لا نملك القدرة على منع تحولات الوقائع التي ستحدد مصيرنا ومصير البشرية جمعاء سوى بالعمل الرسمي والشعبي على تدهور الأمور وعدم الانغماس في تحالفات حربية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، والعمل على تطوير دوائر منظمة الأمم المتحدة، وإرساء أسس عمل دولية وقوانين أكثر إنسانية وعدالة من مواثيق وبنود القانون الدولي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية وتنظيمه بما يحفظ السلام العالمي حقاً ويضمن عدم خرقها من قبل اية دولة او تحالف عسكري على أهوائه الخاصة.

تجربتنا المأساوية في العراق مع اليورانيوم المنضب، بعد المغامرات العبثية للنظام البائد لازالت ماثلة وتقبح وجه التاريخ الأمريكي، وهي على ما أظن أهون حتى من القنابل النووية التكتيكية.

يجب الانتباه انه لا يمكن التهوين أيضاً من مخاطر استعمال السلاح النووي التكتيكي الموقعي في أوكرانيا من قبل الأطراف المتصارعة، لأن ذلك سيؤدي إلى إخراج القمح والذرة والزيوت النباتية من التداول التجاري لكونها ملوثة وغير صالحة للاستعمال، مما سيولد ازمة غذائية عالمية لن تكون شعوبنا بمنأى عنها.

مسؤولية تلافي اشتباك نووي بين العملاقين النوويين مهمة الجميع، كل البشرية لأن مصيرها على كف عفريت نووي، وما من ناجٍ من تبعاتها… بالاهتمام الجدي من الدول والشعوب، والمنظمات والأحزاب والمؤسسات الدولية جهدها لفرض شروط جديدة أكثر عدالة للعلاقات الدولية.

ربما لتفاقم الأزمات الدولية والمشاكل الاجتماعية والسياسية في دول العالم يجعل كل منهم « يغني على ليلاه « و» لا ينظر أبعد من أنفه « كما يُقال!

*****************************************************

هل التحالفات السياسية هي الحل لتحرير الوطن وبنائه؟

طارق العبودي

من المفروض بأن التحالفات السياسية بين أحزاب وفصائل متباينة فكرياً وسياسياً قبل وبعد الانتخابات تعتمد على قاعدة برنامج عمل مشترك ومواثيق وطنية، لكن الملاحظ فشل أغلب هذه التحالفات السياسية بين القوى والاحزاب في بلدنا وفي المنطقة. ويعود لأسباب كثيره منها.

عدم نضج هذه القوى سياساً وفكرياً وتنظيمياً وانعدام الثقة بينها، وضعف تقبل الآخر والتوجس والريبة منه، إضافة إلى عدم نزاهة وأمانة البعض منها، وعدم استيعاب وتقبل مفردات وأسس الديمقراطية وقوانينها، ونقص موجود لدى أغلب هذه الأحزاب في فهم الديمقراطية كممارسة وإيمان ومؤسسات.

والكثير من هذه الاحزاب والقوى يفتقر إلى وحدة الإرادة والفكر وعدم وجود نظرية عمل، والضبابية في وضوح الرؤية، ويحمل خطاب الكراهية والضغينة للآخر المختلف معه ويسعى نحو الاستبداد والهيمنة.

لذلك تكون المخرجات متباينة في السلوك والعمل والممارسة بين من يؤمن بالديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة عبر الوسائل الديمقراطية وبين من يحاول الاستئثار بالسلطة ويعتبرها غنيمة يحاول الامساك بها على حساب الثوابت وعلى حساب المشروع الوطني والبرنامج المشترك المتفق عليه. وهؤلاء غير مستعدين ان يتخلوا عن بعض الامتيازات والمواقع من أجل سعادة شعب وبناء وطن، فنرى الرغبة والطموح والخطاب الإعلامي الذي يصدر منهم شيئا والواقع والحقيقة والسلوك والممارسة شيء أخر من قبل الكثيرين منهم.

واقعنا السياسي الآن في البلد يفرز لنا من هذه الاحزاب من يتمسك بالخطاب الطائفي المتشدد ونرى التفكك والضعف والتشظي وحتى التناحر في العلاقات فيما بين هذه الفصائل وفي داخل الحزب نفسه، فأنسحب هذا التفكك والصراع إلى حب الاستئثار لدى الاحزاب المهيمنة والمتنفذة واعطاء المسؤوليات والمراكز والمناصب المهمة في البلد وفق مبدأ المحاصصة والمحاباة إلى عناصر هزيلة فاسدة فاقدة للمهنية والكفاءة والنزاهة والاخلاص للشعب وللوطن ...

ولهذا نرى أغلب التحالفات السياسية في العراق وفي المنطقة العربية كما ذكرنا لم يكتب لها النجاح، لا بل تؤدي إلى قتال وحروب وإلى خديعة وغدر وانتقام والغاء الأخر والتحالف بين البعث والشيوعيين سنة ٧٣ مصداق لذلك حيث مارس البعث أبشع صور التنكيل والانتقام ضد حلفائهم الشيوعيين.

أغلب هذه الاحزاب ضعيف وقصير النظر ويجهل بأن البلد المتعدد الطوائف والمذاهب والطبقات والقوميات عندما يجنح ويسعى نحو البناء والتحرر والتقدم بالتأكيد لا يستطيع طرف سياسي لوحده تحقيق هذه المهام ولهذا نرى التعاون والتعاضد وفق برنامج يتضمن العدالة والمساواة والتفاهم والتعاون هو الكفيل ببناء البلد وتطوره.

ولهذا ينشد الأحرار ويناضلون من ان أجل أن تعي هذه الاحزاب والقوى بأن الطريق السليم لمستقبل البلد يمر عبر التكاتف والتعاون، والابتعاد عن الخلافات والاستئثار والهيمنة وإقصاء الآخر وحب الزعامة والمنافع الحزبية والذاتية، ووضع العراق في مقدمة نشاطهم وعملهم.

********************************************************

ما هي الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية؟

د. دكران يوسف

عالمنا اليوم مهدد بكارثة نووية. ويجري الحديث كثيرا في الآونة الأخيرة عن إمكانية استخدام مثل هذه الأسلحة المدمرة، وخاصة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية كوسيلة للترهيب. فالوضع في العالم في تدهور مستمر، والعلاقات بين الدول، وخاصة بين الدول العظمى وأساسا بين أمريكا وروسيا، تسوء من يوم لآخر. وتظهر باستمرار بؤر جديدة للتوتر تهدد الأمن والاستقرار الدوليين. فالحرب الأوكرانية الروسية من جهة، والوضع المتفجر في منطقة الشرق الأوسط المتسبب عن العدوان الاسرائيلي الوحشي على سكان غزة من جهة اخرى، وتدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بسبب جزيرة تايوان الصينية، وغيرها من الأحداث المتأزمة بإمكانها دفع الأطراف لإشعال نار الحرب النووية. لهذا يرى بعض الخبراء أن أحد الأطراف يمكن ان يستخدم الأسلحة النووية التكتيكية حين يشعر بتهديد جدي لسيادة دولته وعدم إمكانية الصمود أمام الخطر المحتمل إلا باستخدام هذا السلاح. وحتى المسؤولون الرسميون يصرحون في هذه الأيام عن إمكانية مثل هذا السيناريو، ويتحدث المختصون العسكريون أيضا عن احتمال استخدام السلاح النووي التكتيكي بالذات مؤكدين أنه يختلف عن الاستراتيجي.

   ولكي نعطي صورة واضحة للقارئ الكريم لا بد من الإشارة إلى ما هي الأسلحة النووية التكتيكية وأوجه الاختلاف مع الأسلحة النووية الاستراتيجية بالاعتماد على المفاهيم والمصادر العسكرية المختصة.

   فالأسلحة النووية التكتيكية – هي ذخيرة معينة وخاصة ذات شحنات نووية صغيرة مصممة لتوجيه ضربات محددة صغيرة النطاق ، ضربات مستهدفة في العمق العملياتي التكتيكي.

   وتختلف هذه الأسلحة عن الاستراتيجية من عدة نواح: فمن ناحية قوة الذخيرة يجري تحميل هذه الأسلحة بشحنة تتراوح من 1 كيلوطن، أو أقل، وإلى عدة مئات كيلوطن تقريبا من مكافئ مادة «التروتيل – TNT». كما وتصنف على أنها أسلحة قصيرة ومتوسطة المدى.

وحسب الاختصاصيين العسكريين يشمل هذا النوع من الأسلحة النووية أنظمة صواريخ أرضية متوسطة المدى تصل إلى 5.5 ألف كيلومترا، وصواريخ جوية من نوع «جو – أرض»، وقنابل القاذفات وأنظمة صواريخ مضادة للسفن والغواصات، والألغام والطوربيدات ذات الشحنات النووية، والمدفعية النووية.

   وتمتلك الأسلحة النووية التكتيكية جميع الدول النووية العظمى عدا بريطانيا التي تحتفظ فقط بالأسلحة النووية الاستراتيجية. وحسب تقديرات مختلفة تمتلك روسيا أكبر احتياطي في العالم من الأسلحة التكتيكية.

أما الأسلحة النووية الاستراتيجية فهي أولا وسيلة للردع الشامل لعدو محتمل، وهي ثانيا أكثر قوة من التكتيكية وتصل إلى 1000 كيلوطن تقريبا أو أكثر، وقادرة على تدمير المراكز الإدارية والمنشآت الصناعية والعسكرية في وقت قصير والتسبب في كوارث طبيعية واسعة النطاق – كالحرائق والفيضانات والتلوث الاشعاعي للبيئة - وتدمير عدد كبير من القوات والمدن والسكان. والوسيلة الرئيسية التي توصل الأسلحة النووية الاستراتيجية إلى الأهداف المقرر ضربها هي القاذفات الاستراتيجية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

ولقد سبق أن استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية السلاح النووي ضد المدن اليابانية. وهو الحدث الوحيد في تاريخ البشرية حين قامت قاذفة القنابل الأمريكية B-29  في 6 آب/ اغسطس عام 1945 بقصف نووي لمدينة هيروشيما اليابانية ، وبلغ عدد القتلى والمصابين بالأمراض السرطانية 90 – 166 ألف شخص. وبعد ثلاثة أيام في 9 آب/ أغسطس من العام نفسه قامت نفس القاذفة بقصف مماثل لمدينة نكاساكي اليابانية ما أدى إلى مقتل 60 – 80 ألف شخص. وقد بلغت قوة الشحنة التي ألقيت على مدينة هيروشيما بحدود 15 كيلوطن.

وذكر أحد تقارير لجنة الخبراء الدولية أن القنبلتين اللتين ألقيتا على هيروشيما ونكاساكي كانتا تعتبران أسلحة نووية تكتيكية بالفعل.                                                                                                                                                                                                                                             

واليوم بلا حياء تحذر أمريكا حلفاءها في البلدان الغربية من ذكر اسم الولايات المتحدة عندما يجري الحديث عن مأساة الكارثة النووية في اليابان. تصوروا أن حتى رئيس الوزراء الياباني، خلال إحياء ذكرى هذه الكارثة في العام الماضي، لم يأت على ذكر الولايات المتحدة، وذكر في خطابه بهذه المناسبة أمام الملأ وبحضور الرئيس الأمريكي بايدن ومسؤولي الاتحاد الأوروبي: «إنه ألقيت (ولم يقل من ألقى والمجرم كان واقفا على يساره) على المدينتين المذكورتين قنبلتين نوويتين تسببتا في كارثة نووية تعاني اليابان من آثارها حتى اليوم». خزي وعار يا رئيس الوزراء !

تصوروا كم هي أمريكا مجرمة بحق الشعوب. فلا من أزمة أو حرب أو صراع أو انقلاب أو تصعيد أو تحريض إذا لم تكن أمريكا مشاركة فيها. والأمثلة لا تعد ولا تحصى. ولتعلم الشعوب أن كل مآسي البشرية مصدرها أمريكا – تجار الحروب، فهي مستعدة حتى لإشعال حرب نووية من أجل مصالحها الدنيئة، وهي أول من يحترق فيها.

فهل بالإمكان استخدام الأسلحة النووية كوسيلة نهائية لحل الأزمات التي تعاني منها البشرية، مثلا في الحرب الأوكرانية؟

يجب القول قبل كل شيء إن الحالات والظروف التي يمكن فيها استخدام الأسلحة النووية تختلف من دولة نووية لأخرى.

بالنسبة لروسيا مثلا هنالك شروط تكون روسيا مستعدة بموجبها لاستخدام الأسلحة النووية منصوص عليها في وثيقة «أسس سياسة الدولة لروسيا الاتحادية في مجال الردع النووي» المعتمدة عام 2020، وهي أربعة:

  • في حالة تلقى روسيا معلومات موثوقة عن إطلاق صواريخ باليستية التي تهاجم أراضيها و/ أو أراضي حلفائها.
  • عندما يستخدم العدو الأسلحة النووية أو أنواعا أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا و/ أو حلفائها.
  • اذا كان العدو يهاجم منشآت حكومية أوعسكرية روسية مهمة مما قد يعطل رد فعل القوات النووية الروسية.
  • عندما تتعرض روسيا لهجوم بالأسلحة التقليدية مما يهدد وجود الدولة ذاته.

وتشير الوثيقة أيضا إلى: «أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي هي سياسة دفاعية بطبيعتها، وتهدف إلى دعم قدرات القوات النووية بالمستوى الذي يؤهلها لضمان الردع النووي، والدفاع عن سيادة الدولة وسلامة اراضيها، وردع العدو المحتمل من العدوان على روسيا الاتحادية و/ أو على حلفائها، وفي حالة وقوع نزاع عسكري – الحد من تصعيد الأعمال العسكرية ووقفها بشروط مقبولة لروسيا الاتحادية و/ أو لحلفائها».

وتنظر روسيا الاتحادية إلى الأسلحة النووية كوسيلة للردع فقط، ويعتبر استخدامها إجراءً استثنائيا واضطراريا، وتبذل كل الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي ومنع تفاقم العلاقات بين الدول الذي بإمكانه أن يثير نزاعات عسكرية، بما فيها النزاعات النووية. ويهدف الردع النووي إلى ضمان إدراك العدو المحتمل لحتمية الانتقام في حالة العدوان على روسيا الاتحادية و/ أو على حلفائها. بالإضافة إلى ذلك: «تحتفظ روسيا الاتحادية بحق استخدام الأسلحة النووية ردا على استخدام الأسلحة النووية وأنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضدها و/ أو ضد حلفائها، وكذلك في حالة العدوان على روسيا الاتحادية باستخدام الأسلحة التقليدية عندما يتعرض وجود الدولة ذاته للتهديد». ويتخذ رئيس روسيا الاتحادية قرار استخدام الأسلحة النووية.

ولا بد من الاشارة إلى أنه سبق وأن كانت لدى الولايات المتحدة خطط لتوجيه ضربة نووية إلى أراضي الاتحاد السوفيتي خلال او بعد الحرب العالمية الثانية سميت «Dropshot»، وتعني ضربة فورية أو ضربة قصيرة أو آخر طلقة. وبعد الحرب تم الكشف عن الكثير من المعلومات حول هذه الخطة.

ووفقا للمفهوم الأمريكي تم التخطيط للضربة لمواجهة التدخل السوفيتي المحتمل في أوروبا الغربية والشرق الأوسط واليابان. وتمت الموافقة عليه من قبل هيئة الأركان المشتركة الأمريكية في 19 كانون الأول/ ديسمبر 1949. ولكن لم يجر تنفيذه لأسباب عدة.

وحسب الخطة كان من المفترض توجيه ضربة باستخدام 300 قنبلة نووية و29 ألف قنبلة عنقودية إلى 200 هدف في 100 مدينة وقرية سوفيتية لغرض تدمير 85 بالمائة من القدرات الصناعية السوفيتية. ومن 75 إلى 100 من مجموع 300 قنبلة نووية كانت موجهة لتدمير الطائرات الحربية السوفيتية الجاثمة على الأرض.

أما لماذا لم يجرأ الأمريكيون على تنفيذ خطط الهجوم على الاتحاد السوفيتي؟ فالجواب كان في نتائج الحرب العالمية الثانية التي انتهت للتو والتي خرج منها الاتحاد السوفيتي منتصرا على ألمانيا الهتلرية ومحررا لأوروبا بأجمعها وألحق فيها الجيش الأحمر السوفيتي أكبر هزيمة بأقوى جيش في العالم آنذاك، وهو جيش «الفيرماخت» النازي. وقد أظهر الاتحاد السوفيتي خلال الحرب حيوية مذهلة حيث تحمل على كتفيه وطأة الحرب مع المانيا النازية. أما الأمريكيون فكانوا في هذا الوقت مختبئين وراء المحيط الأطلسي منتظرين للانقضاض على الفريسة. والانكليز كعادتهم ثعالب لم يوافقوا على فتح جبهة قتالية ثانية في أوروبا ضد الألمان!

وفي حالة هجوم نووي على الاتحاد السوفيتي لم يكن بالامكان الحاق هزيمة بمثل هذه القوة في المعارك البرية في مسرح العمليات الأوروبي في أقصر وقت ممكن، وبالتالي فقدت الضربة الوقائية الأمريكية أهميتها. وبعد عام 1949 عندما حصل الاتحاد السوفيتي على قنبلته الذرية لم يجرأ الأمريكيون تماما على تنفيذ خططهم خوفا من العقاب ، من الرد النووي السوفيتي. وكما قيل : «السلام النحيف أفضل من الحرب النووية المجدية».

وفي كل الأحوال فان استخدام الأسلحة النووية من أي طرف كان (والاحتمال الأكبر من الطرف الأمريكي لأنها عدوانية ومتغطرسة دائما وكان لديها مثل هذه الخطط كما أشرنا، ومحتمل توجد لديها حتى اليوم) سيؤدي لا محالة إلى حرب نووية عالمية وكارثة لا يحمد عقباها وبالتالي إلى فناء البشرية بالكامل.

***************************************************

الصفحة الثامنة

زيارة رفيقين في ناحية شفتة بعقوبة – طريق الشعب

في مناسبة عيد الأضحى، زار وفد من اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في ناحية شفتة في بعقوبة، الرفيقين علي جاسم وخليل أبو مصطفى في منزليهما.

وتفقد الوفد صحتي الرفيقين، وقدم لهما التهاني بالعيد، ونقل إليهما تحيات رفاقهما.

****************************************************

شيوعيو بلدروز يتفقدون الرفيق إبراهيم إسماعيل أحمد

بلدروز – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء بلدروز بمحافظة ديالى، أخيرا، الرفيق النصير إبراهيم إسماعيل أحمد مراد، في منزله بقضاء مندلي، وذلك لتفقد وضعه الصحي.

ويرقد الرفيق الذي تجاوز عمره 83 عاما، في الفراش بسبب المرض. وبالرغم من ذلك لا يزال قلبه نابضا باسم حزبه.

ومثّل الوفد الزائر سكرتير اللجنة الأساسية الرفيق سامي حميد، الذي تبادل الحديث مع الرفيق إبراهيم عن المسيرة النضالية للأنصار الشيوعيين.

*********************************************************

شيوعيو الكرخ الأولى يزورون رفيقين

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

في مناسبة عيد الأضحى، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، الثلاثاء الماضي، الرفيق يوسف الهاشمي في منزله بحي الجامعة، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية ألمت به.  وكانت في استقبال الوفد الرفيقة مديحة كرم (أم عمار). وقد نقل الوفد إلى الرفيق الهاشمي تحيات قيادة الحزب ورفاقه الآخرين، وتمنياتهم له بالشفاء العاجل.  ومن جانب ذي صلة، زار الوفد الرفيق ستار جبار (أبو فرح) في منزله بحي حطين، للاطمئنان على وضعه الصحي. حيث تعرّض لوعكة صحية ألمت به.

وتمنى الوفد للرفيق الشفاء العاجل، ونقل إليه تحيات قيادة الحزب ورفاقه الآخرين. هذا وضم وفد المحلية كلا من سكرتيرها الرفيق ماجد مصطفى عثمان وعضو مكتبها الرفيق نضال عبد الزهرة.

*************************************************

شيوعيو الحي يتفقدون الرفيق هادي شنيدل

الحي - طريق الشعب

في مناسبة حلول عيد الأضحى، زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، الرفيق هادي شنيدل في منزله، لتهنئته بالعيد والاطمئنان على وضعه الصحي.

وتمنى الوفد للرفيق شنيدل وافر الصحة والعافية.

************************************************

شيوعيو الرصافة الأولى يكسون الفقراء

بغداد – طريق الشعب

وزعت لجنة عزيز محمد الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، كسوة العيد على العشرات من أطفال العائلات الفقيرة في منطقة الفضل.

وكانت الأساسية قد جمعت تبرعات مالية من بعض رفاقها وأصدقائها، لشراء الملابس. وقد شمل التوزيع نحو 60 طفلا.

وفي سياق ذي صلة، قامت لجنة كمب الكيلاني الأساسية التابعة لمحلية الرصافة الأولى، بجمع لحوم من أضاحي العيد، وتوزيعها على عائلات فقيرة في منطقة كمب الكيلاني.

كما بادر بعض رفاق وأصدقاء الأساسية إلى جمع تبرعات مالية لشراء أحذية جديدة، وتوزيعها على أطفال العائلات الفقيرة في المنطقة.

**********************************************

شيوعيو الكرخ الأولى يزورون رفيقين

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

في مناسبة عيد الأضحى، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، الثلاثاء الماضي، الرفيق يوسف الهاشمي في منزله بحي الجامعة، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية ألمت به.  وكانت في استقبال الوفد الرفيقة مديحة كرم (أم عمار). وقد نقل الوفد إلى الرفيق الهاشمي تحيات قيادة الحزب ورفاقه الآخرين، وتمنياتهم له بالشفاء العاجل.  ومن جانب ذي صلة، زار الوفد الرفيق ستار جبار (أبو فرح) في منزله بحي حطين، للاطمئنان على وضعه الصحي. حيث تعرّض لوعكة صحية ألمت به.

وتمنى الوفد للرفيق الشفاء العاجل، ونقل إليه تحيات قيادة الحزب ورفاقه الآخرين. هذا وضم وفد المحلية كلا من سكرتيرها الرفيق ماجد مصطفى عثمان وعضو مكتبها الرفيق نضال عبد الزهرة.

*********************************************************

الصفحة التاسعة

مسلم عقيل.. وسامان فضيان للعراق في بطولة العالم برفع الاثقال

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي البارالمبي للأثقال، عن إحراز وسامين فضيين في بداية مشواره بمنافسات بطولة كأس العالم. وقال رئيس اللجنة البارالمبية العراقية عقيل حميد، إن «البطل العالمي مسلم عقيل حصل على وسامين فضيين في اليوم الأول من منافسات بطولة كأس العالم التي انطلقت الجمعة في جورجيا». وأضاف أن «رباعنا نافس 24 رباعاً بوزن 54كغم من مختلف دول العالم»، مشيراً إلى أن «منافسات بطولة العالم للأثقال بجورجيا تعد الأخيرة والحاسمة لسلسلة البطولات المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024». وكان رئيس اللجنة البرالمبية العراقية عقيل حميد، قد أعلن في وقت سابق عن حصول السباح البارالمبي قاسم محمد على بطاقة التأهيل لأولمبياد باريس 2024، وقد جاءت هذه النتيجة بعد مشاركته في سلسلة من البطولات الدولية.

***************************************************

دوري نجوم العراق يقترب من آخر محطاته الشرطة يواجه الطلبة من أجل الحسم المبكر والجوية يريد مواصلة الضغط

بغداد ـ طريق الشعب

يقترب دوري نجوم العراق من محطاته الأخيرة، حيث ستستكمل مباريات الجولة الرابعة والثلاثين اليوم الأحد بإقامة خمس مباريات مثيرة، أبرزها اللقاء بين المتصدر فريق الشرطة والأنيق الطلبة.

تبدأ مباريات اليوم في الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة، حيث يستضيف ملعب أمانة بغداد لقاءً بين القوة الجوية ومضيفه بغداد. يسعى الصقور في هذه المباراة للفوز وملاحقة المتصدر الشرطة. في نفس التوقيت، يستضيف نوروز نادي النجف في ملعبه.

وفي الساعة السابعة والنصف، ستقام ثلاث مباريات أخرى. يستضيف ملعب الشعب الدولي قمة جماهيرية بين الشرطة، الذي يسعى لتعزيز صدارته للدوري والاقتراب من تحقيق اللقب الثالث على التوالي، وبين الطلبة الذين يسعون لمصالحة جماهيرهم بعد الأداء السلبي للفريق خلال الفترة الماضية.

ويضيف ملعب دهوك قمة كردستانية بين أصحاب الأرض وضيفهم أربيل في مباراة يسعى فيها الفريقان لتحقيق الفوز وتحسين موقعهما في جدول الترتيب.

وفي آخر مباريات الجولة، يستضيف ملعب ميسان لقاءً بين نفط ميسان وفريق زاخو، الذي يتميز هذا الموسم. في الترتيب الحالي، يتصدر فريق الشرطة قائمة فرق دوري نجوم العراق برصيد 74 نقطة، يليه القوة الجوية في المركز الثاني برصيد 69 نقطة.

*****************************************************

شهدت استدعاء محترف واحد عماد محمد يعلن قائمة منتخب الشباب

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الملاكُ الفنيّ لمنتخبِ الشباب دون 19 عاماً، أمس السبت، قائمةَ المنتخب المشارك في بطولةِ الديار العربية غرب آسيا لمنتخباتِ الشباب التي تستضيفها مدينةُ الطائف في المملكةِ العربية السعودية للفترة من 25 من الشهر الجاري ولغاية الخامس من شهر تموز المقبل.

وضمت القائمة (26) لاعباً هم كل من: منير أمير أحمد، وسام علي حميد، ليث ساجد قاسم، محمد غالب طالب، موسى علاء كاظم، علي كريم عبد، حسين فاهم عدنان، مسلم موسى فياض، مقتدى سعد عبد زيد، سجاد حسين عبد الله، ليث ضياء محمود، علي مخلد علي، أموري فيصل مطشر، سيف فراس كامل، هلكورد قيس، كرار جعفر كاطع، مصطفى نواف زكي، أحمد جاسم لعيبي، سيداد حاجي نوري، محمد باقر وسام، محمد علي وحيد، علي أكبر طاهر، مؤمل محمود ياسر، محمد جميل شناع، بوتان طه كريم، مصطفى قابيل مصطفى. وخلت القائمة من اللاعبين رومان دولاتشي واريان امين وادم طالب. وأوقعت قرعة بطولة الديار العربية غرب آسيا للشباب التي ستقام منافساتها على ملعبي مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف، ونادي عكاظ، فريق الشباب في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات لبنان والأردن، إضافةً إلى ألبانيا (بصفتها ضيفةً على البطولة).

وكان مدرب منتخب شباب العراق عماد محمد قد عدّ، أول أمس الخميس، مباريات غرب آسيا التي سيشارك فيها المنتخب الشبابي في شهر حزيران الجاري، والمباريات الودية الاخرى بأنها مرحلة إعداد «جيدة» للاعبي المنتخب قبل الدخول في تصفيات كأس آسيا في أيلول المقبل.

***************************************************

الإعلان عن موعد نصف نهائي ونهائي بطولة كأس العراق

متابعة ـ طريق الشعب

حدد الاتحاد العراقي لكرة القدم موعد مباريات نصف نهائي كأس العراق في الخامس عشر من شهر تموز المقبل لإقامة مباراتي نصف النهائي.

وقال نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد العراقي لكرة القدم محمد عرب إن؛ « اتحاد الكرة حدد يوم 15 تموز المقبل موعداً لإقامة مباراتي نصف النهائي، فيما سيتم خوض النهائي يوم 20 من الشهر ذاته «.

يشار إلى أن فرق الشرطة، والقوة الجوية، والزوراء والنفط، تأهلت إلى نصف نهائي بطولة كأس العراق، حيث سيلاقي الزوراء فريق القوة الجوية، فيما سيلتقي فريق الشرطة نظيره النفط.

يذكر أن فريق القوة الجوية، هو حامل لقب النسخة الماضية بعد تغلبه على أربيل في المباراة النهائية بهدف دون رد.

******************************************************

يورو 2024.. ألمانيا تبحث عن العلامة الكاملة أمام سويسرا والمجر واسكتلندا تتصارعان على المركز الثالث

برلين ـ وكالات

يرغب منتخب ألمانيا بحصد النقاط كاملة في المجموعة الأولى ويستعد للضرب بقوة في لقائه أمام منتخب سويسرا، فيما يتصارع منتخبا اسكتلندا والمجر على المركز الثالث للمنافسة على الصعود ضمن أفضل أربعة ثوالث في «يورو 2024».

ويأمل المنتخب الألماني بقيادة مديره الفني الشاب يوليان ناغلسمان لتحقيق العلامة الكاملة بانتصار ثالث على التوالي بعدما قدم أداء فنيا قويا بالفوز على اسكتلندا 5/1 في مباراة افتتاح البطولة ثم الفوز على المجر بهدفين دون رد.

ويدرك ناغلسمان أهمية الفوز الثالث على التوالي لأسباب معنوية وذهنية وأيضا فنية، وهو أيضا ضمان صدارة المجموعة الأولى لتفادي اختبار أصعب في دور الـ 16، ومواصلة المشوار مستغلا عاملي الأرض والجمهور. فإذا احتل المنتخب الألماني صدارة المجموعة سيلاقي وصيف المجموعة الثالثة ليكون على موعد مع مواجهة منتخب سلوفينيا أو الدنمارك وربما إنجلترا التي تتصدر حاليا المجموعة الثالثة.

أما إذا أنهى المنتخب الألماني مشواره في الدور الأول بوصافة المجموعة سينتظره اختبار أقوى في دور الـ 16 بمواجهة ضد وصيف المجموعة الثانية بين منتخبات إيطاليا حامل اللقب أو كرواتيا ثالث كأس العالم الأخيرة أو احتمال أضعف نسبيا منتخب ألبانيا إذا فجر مفاجأة كبرى في الجولة الأخيرة.

وينوي ناغلسمان الدفع بالقوة الضاربة أمام سويسرا، مشيرا إلى أنه لن يجري تعديلات عديدة على التشكيل الأساسي، ومؤكدا أنه لن يتهاون أمام سويسرا رغم ضمان المنتخب الألماني تأهله منذ الجولة الماضية.

أما منتخب سويسرا بقيادة مدربه مورات ياكين فقد فرط في فرصة التأهل المبكر بتعادله مع اسكتلندا بنتيجة 1/1 في الجولة الثانية بينما استهل مشواره بالفوز على المجر بنتيجة 3/1 ليرفع رصيده إلى أربع نقاط في المركز الثاني.

وكذلك يسعى منتخب سويسرا للخروج بنتيجة إيجابية أمام الألمان لضمان التأهل مباشرة وعدم الدخول في حسابات معقدة ضمن أفضل أربعة ثوالث، التي ربما تدفعه لمواجهة متصدر المجموعة السادسة التي تضم منتخب البرتغال الفائز باللقب الأوروبي في 2016.

ويتسلح منتخب سويسرا بنتائجه البارزة في المواجهات المباشرة أمام ألمانيا خلال الفترة الأخيرة، حيث لم يخسر في آخر ثلاث مباريات بل حقق الفوز في مباراة ودية بنتيجة 5/3 أقيمت في عام 2012 بينما فرض التعادل على الألمان مرتين في دوري الأمم الأوروبية في 2020.

وفي نفس التوقيت يلعب منتخب اسكتلندا ضد المجر في مدينة شتوتغارت، وهما يدركان جيدا أنه لا بديل عن تحقيق الفوز إذا أراد أي منهما التأهل، لأن التعادل بأي نتيجة يعني خروج الفريقين سويا من الدور الأول. وحقق منتخب اسكتلندا بقيادة مديره الفني ستيف كلارك نقطة واحدة بعدما فرط في الفوز على سويسرا بالجولة الماضية وخرج متعادلا بنتيجة 1/1 ليتجاوز كبوة الخسارة الثقيلة أمام ألمانيا في مباراة الافتتاح.

***************************************************

وقفة رياضية.. قرار صائب ولو كان متأخرا

منعم جابر

كنا قد كتبنا ولأكثر من مرة حول ظاهرة استبدال وإقالة المدربين بين فرق الدوري بكرة القدم في كل موسم وحتى هذا الموسم، وهذه الظاهرة خطرة ومؤثرة على فرق الدوري لأنها تؤدي (إلى ضعف الاستقرار التدريبي) وهذا بدوره يؤثر على واقع الفرق العراقية المشاركة في المنافسات المتواصلة، وقد طالبنا يومها بضرورة عدم تسلم هؤلاء المدربين (المعزولين) لفرق جديدة والبحث عن  صيغة جديدة وآلية تخدم المدربين وتعمل على تجديد معلوماتهم وحث الأندية لعدم اعتبار تبديل وإقالة مدربي فرقها وأنديتها (حسب الرغبات والهويات)، واليوم صدر قرار جديد وحكيم من الاتحاد العراقي لكرة القدم بعدم السماح للمدرب المقال والمُعفى من مسؤولياته التدريبية للعمل مع ناد آخر وفي نفس السنة، لأن هذه الحالة تسبب هجرة البعض من المدربين لفرقهم والبحث عن فرصة جديدة أفضل وأحسن مستوى من الفرق السابقة. وهذا ما يحرم بقية الكفاءات التدريبية الجديدة من فرصها التدريبية وبهذا نضيق الفرص أمام كفاءاتنا التدريبية المتطورة. لهذا أطالبكم يا اتحاد الكرة بأن لا  تسمحوا للمدرب المقال والمستقيل (بسبب النتائج) أن يعمل في أي فريق آخر في نفس الموسم لأن هذه الحالة تكرس الفشل ولا تفسح المجال رحباً أمام الطاقات الجيدة والشابة للعمل، وهذا ما تؤكده تجارب العمل الرياضي والتدريبي ومن أجل تأمين الفائدة واكتمال تطور المدرب ومعرفته ودراسته، أطالب هنا بضرورة مشاركة المدربين سنوياً بدورات تدريبية وتطويرية ومعايشات سنوية مع أندية متقدمة لأجل رفع القدرات المعرفية وتجديدها، وهذا ما يحصل مع جميع مدربي العالم، و على اتحادنا الكروي أن يوفر لجميع مدربي الكرة وعلى اختلاف مستوياتهم الدورات التدريبية والتطويرية والمعايشات التي تخلق وتزيد من معارفهم التدريبية وقدراتهم المعرفية، و أن يساعد مدربينا على تطوير إمكانياتهم ومعارفهم الميدانية والبحث معهم على توفير كل ما يساعد على رفع قدراتهم العملية وخبراتهم التدريبية. واليوم وقد وجدنا عددا كبيراً ووفيراً من لاعبي المنتخبات والفرق العراقية والراغبين العمل في مجالات التدريب بأنواعه ممن تتوفر فيهم الكفاءة والمعرفة للعمل في مجالات واسعة مثل اللياقة البدنية وخلق وصناعة كفاءات تدريبية جيدة وتوسع آفاق العمل التدريبي، وهذا ما حقق الكثير من النجاحات والقدرات الوطنية في مجالات التدريب والتقدم الفني ومن خلال ممارسة الكثير من اللاعبين الرواد والسابقين في مجالات التدريب، ومهمة الكشافين والتي تخدم المهمات والواجبات التي تناط ببعض اللاعبين السابقين توفر قدرات إضافية ومعرفية في المجالات الرياضية لأنهم يمتلكون الخبرة في معرفة اللاعبين المبدعين والموهوبين وقدراتهم على التطور والنضوج الكروي السريع.

إن قرار اتحاد كرة القدم والداعي إلى حرمان انتقال المدربين بين الفرق المتنافسة خلال الموسم الكروي نفسه وإلى أكثر من فريق هو قرار صائب وحكيم ومع أنه جاء متأخراً لكن ان (تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي ابداً) خطوة الاتحاد صحيحة وعملية سوف تساهم في تقليص الانتقالات العشوائية لمدربي الفرق وتساهم في عملية الاستقرار التدريبي الذي هو عامل أساسي وفاعل في نجاح الفرق وتطورها.

*********************************************************

الصفحة العاشرة

الاشتراكية لمن يود معرفتها 

ماجد الياسري

لابد للمهتم بالفكر اليساري ان يلاحظ ان مفهوم الاشتراكية والصراع الطبقي قد ضلا الطريق خلال ما يقارب نصف قرن، حيث يقتصر تداوله على قلة من الأوساط الثقافية في البلدان العربية ومنها العراق، بينما ينغمر العدد الأكبر في جدليات إشاعة التنوير في مواجهة تنمر الأحزاب الإسلامية (وهو توصيف وليس نقدا) وتقديم قراءات حول المقدس والمدنس وبلورة مشروع ثقافي علماني بديل.

مقابل ذلك شهد الصعيد الشعبي هبات من الحركات الاجتماعية ولكن لم تحقق اهدافها المرتبطة بالصراع حول الهوية الوطنية وضد تسييس المكونات الطائفية  والقومية والمطالبة بالحقوق والخدمات ومواجهة الإشكالات التي جلبها المشروع الغربي النيو ليبرالي الحديث الذي يعتمد الهيمنة الاقتصادية والثقافية عبر منظومة  هجينة من الجهد العسكري والإعلامي والعقوبات الاقتصادية والحرب النفسية  والتي تصل في حالات معينة  الى الاحتلال كما حدث في  العراق عام 2003.

ولابد من التأكيد أيضا على أن فشل تجربة الاشتراكية القائمة وانهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية ثمانينيات القرن الماضي قد اسهم كثيرا في تراجع شعبية وفهم الاشتراكية كقيم إنسانية وأخلاقية وفلسفية. وحاليا اقتصر في اغلب الأحيان على فهم مبتسر من انها تعني تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي والممارسات المعرقلة للتنمية الاقتصادية ونمو الطبقات الوسطى ولدور القطاع الخاص  بشكل خاص على خلفية الإجراءات الفاشلة التي قامت بها عدد من الأنظمة العربية في مصر وسوريا وليبيا والعراق في ستينيات القرن الماضي، وفي ظل هيمنة سياسية قادتها أنظمة البرجوازية الصغيرة العسكرية التي الحقت ضررا  بنمو اقتصاديات هذه البلدان وسياسيا بسبب غياب الديمقراطية وسيادة التسلط والقمع ضد أوسع الجماهير الكادحة  ذات المصلحة في التطور صوب مجتمع اكثر إنسانية وعدالة.

وما يزيد الامر تعقيدا على الصعيد الفكري هو الخلط بين مفهومي الاشتراكية والشيوعية المختلفين كليا في توصيف مستقبل العملية التاريخية الارتقائية للمجتمعات على انقاض النظام الرأسمالي وصولا الى نظام  يحقق المساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بل واختلاف الاثنين عن مفهوم “الاشتراكية العلمية” الذي تبلور مع تطور عملية البناء الاقتصادي والثقافي والروحي في فترة وجود الاتحاد السوفيتي  ( 1917-1990) كتعبير ملموس عن سلطة الطبقة العاملة وقوانين استبدال العلاقات الرأسمالية بالبديل الاشتراكي والتي اثبتت تجربة الحياة فشلها في تحقيق البناء الاشتراكي المنشود.

ومن الجدير بالذكر ان التطلع نحو الحرية والمساواة والعدالة ومستقبل انساني في خدمة البشرية كبديل عن الفوضى والاغتراب التي ترافق النظام الرأسمالي قد سبق ظهور الماركسية بقرون ورافقها نضال سياسي وثقافي لتغيير المجتمع ثوريا باتجاه الاشتراكية وشكلت أحد روافدها الفكرية عبر التعامل النقدي مع  تراث الاشتراكيين الطوباويين.

وفي كتابه “الاشتراكية” الذي نشر عام 1987 يشير برنارد كريك (1929-2008)، وهو أكاديمي بريطاني وأحد منظري حزب العمال البريطاني، الى ان مسألة كيف ومتى ظهر مفهوم الاشتراكية غير واضحة، ولكنه سبق الفكر الماركسي مشيرا الى ان النضال من اجل  الحرية والمساواة  الذي كان هدف   ثورات العبيد  الذي شهدته الحضارة اليونانية القائمة ( 1200-223 ق م ) والرومانية ( 510 ق م – 476 م ) اللتان اعتمدتا النظام العبودي كشكل لعلاقات الإنتاج هو احد  تجليات النزوع المبكر نحو العدالة الاشتراكية وضد الاغتراب الإنساني الذي يريد إقامة جنته في الأرض وليس السماء.

وتجلى أيضا  في الثورة الفرنسية ( 1789) ووصل ذروته قبل ماركس مع اطروحات ومشاريع  سان سيمون ( 1760- 1820) و تشارل فورييه ( 1772-1837) والبريطاني روبرت أوين ( 1771-1858) حول شرور الملكية الخاصة وبناء مجتمع مثالي جديد والذين صنفوا كونهم ممثلي الاشتراكيين الخياليين.

هذه الرغبة الواعية لتحقيق مجتمع المساواة والعدالة شهدتها أيضا المجتمعات الشرقية الإسلامية التي اعتمدت العلاقات الإنتاجية ذات النمط الاقطاعي تجلت في حياة صحابة وشخصيات إسلامية عرفت بالورع و الزهد مثل أبو ذر بن جنادة الغفاري (توفي في 38 هجري) أو حركات سياسية اجتماعية مثل ثورة القرامطة

( 908 م ) والزنج  في العراق (896-883 م ) ضد  تسلط العهد العباسي الثاني.

ولكن على يد ماركس وانجلز ارتقى مفهوم الاشتراكية الى مستوى جديد كليا حيث تحول من تعبير ذاتي وأخلاقي لرفض شرور الرأسمالية كما جاء في مخطوطات 1844الى منظومة فكرية وسياسية ذات رؤية وغايات و اهداف ملموسة رسم حدودها بوضوح (البيان الشيوعي) - 1848.

فالاشتراكية كتشكيلة اقتصادية – اجتماعية تنشأ على انقاض النظام الرأسمالي عندما تنضج المقدمات المادية وتصل وسائل الإنتاج  من مصانع وتقنيات لإنتاج السلع المادية الى مستوى عال يجعلها في تناقض مع علاقات الإنتاج وطابع الملكية. وتتطور معها الفئات الاجتماعية ذات المصلحة في الثورة الاشتراكية بحيث لا يمكن حل الوضع الا بإقامة نظام اقتصادي – اجتماعي اكثر رقيا.

وتستند الاشتراكية على ملكية عامة جماعية او مشتركة لوسائل الإنتاج وبهدف تحقيق مجتمع الرفاه الحقيقي الذي يضمن سد احتياجات الإنسانية المادية والروحية والتوزيع العادل للسلع والخدمات وبناء فوقي من بنية الدولة التي تقودها الطبقات الاجتماعية التي كانت ضحية الاستغلال الرأسمالي، وتضمن الديمقراطية والسلام والحرية ومنظومات فكرية وفلسفية وقانونية وروحية تنسجم معها. وفي الوقت الذي اعطى ماركس اهتماما خاصا بالتحليل الاقتصادي والاجتماعي المعمق للنظام الرأسمالي اقتصر تناول الاشتراكية كمفهوم فلسفي وأخلاقي وحتميتها بسبب تطور القوى المنتجة والتي ستجعل من الثورة الاشتراكية ممكنة عبر إضفاء الطابع الاجتماعي على رأس المال وإن كان تصوره انها ستبدأ في ألمانيا. بينما  واجهت لينين ( 1870-1924)  بعد انتصار ثورة أكتوبر ( 1917) وإزاحة أحزاب الكاديت المحافظة من السلطة في المرحلة الانتقالية التي أعقبت استقالة القيصر الروسي مهمة حمايتها من التدخل الامبريالي الشرس الذي شاركت فيه 14 دولة و شعلت حربا أهلية دموية ( 1917-1923 ) ذهب ضحيتها الملايين من المواطنين الروس مهمة إقامة نظام اقتصادي اجتماعي نقيض للنظام الرأسمالي في روسيا التي كانت تسودها العلاقات الاقطاعية وتطور صناعي رأسمالي محدود. وقد وصف لينين الوضع بالبربرية والتخلف وعدم نضوج قوى الإنتاج الذي يدعم التحول الاشتراكي. وقد اكد على ضرورة  وجود برنامج واقعي لبناء المقدمات الاقتصادية والاجتماعية والوصول الى تراكم اولي للثروة على صعيد المدينة والريف خاصة و ان قضية القيادة السياسية قد حسمت في ثورة أكتوبر (1917).

وبكل تأكيد تشكل محاولة تقييم هذه التجربة التاريخية عملية نضالية فكرية مستمرة للاستفادة من دروسها الهامة ففي الفشل نجد معظم الأجوبة و ليس من النجاحات فقط، خاصة اذا كان السؤال صحيحا والمقاربات موضوعية ومن ضمنها دراسة تجربة التحولات التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني الذي جعل من الصين ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم وحليفا للجهود من اجل إقامة عالم متعدد الأقطاب.

التحدي الكبير اليوم يرتبط بتأثير التطور المتسارع للثورة العلمية والتكنولوجية سواء في منظومة الاتصالات او الثورة الرقمية او الذكاء الاصطناعي ودور الروبوتات القادرة على أداء العديد من الاعمال الي يقوم بها البشر على عملية الإنتاج والتبادل وخلق علاقات انتاج جديدة والذي هو بحاجة الى تحليل وتصورات نظرية تنسجم مع واقع القرن الحادي والعشرين.

*************************************************

«تَبيُّن» 48:  المؤسسة الشمولية وتأويلية الحدث

حمود شنتوت

صدر عن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» و»معهد الدوحة للدراسات العليا» العدد الثامن والأربعون (ربيع 2024) من دورية «تبيُّن» للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية، وتضمن العدد دراسات عديدة إلى جانب الترجمات ومراجعة الكتب.

«الديمقراطية التداولية عند هابرماس: بين مطلب الإجماع وواقع العصيان المدني» عنوان دراسة بلقاسم كريسعان، التي تطرح تساؤلات مثل: فهل قدم هابرماس تصورا للديمقراطية التداولية يمكنه أن يمثل بديلاً موثوقاً لتجاوز النموذج التمثيلي؟ أم أن المقاربة التداولية للممارسة الديمقراطية في صيغتها الهابرماسية تطرح صعوبات أكثر من الحلول التي تقترحها؟ ولماذا انتهى المسار الذي يراهن على الإجماع إلى صياغة تبرير فلسفي للعصيان المدني؟

وتسعى دراسة «مفهوم المؤسسة الشمولية عند إرفنغ غوفمان: السلطة، الإماتة والمقاومة» لفاروق الطاهري، لمقاربة مفهوم المؤسسة الشمولية سواء في حضورها الأصلي مع غوفمان، أو النصوص اللاحقة التي انتقدت المفهوم وطورته. وتهدف الدراسة إلى فهم طبيعة المؤسسة الشمولية، وأشكال السلطة فيها، والكيفية التي تتحقق فيها الإماتة، من دون أن تغفل فعالية الفرد في مقاومة هذه السيرورة.

اشتمل العدد دراسات عن الديمقراطية التداولية عند هابرماس والحنين إلى الأندلس في الثقافة العربية وغيرهما.

أما دراسة «حالة الاستثناء والإنسان المستباح عند جورجيو أغامبين» لمحمد الهادي عمري، فتشير إلى أن مفهوم «الإنسان المستباح»، وإنْ تعددت معانيه، فإن تأويله وفق سياقات جديدة، وتفكيك حمولته الرمزية التي ينطوي عليها وتوسيعها دلاليّاً ومنهجيّاً، من شأنه أن يمنحنا عُدَداً لقراءة مغايرة لراهن التحديث السياسي، الذي أدرج حياة الإنسان داخل سياسة عنيفة لدولة تبسط سيادتها على الحياة والموت، عبر حالات الاستثناء التي تنتج الحياة العارية لإنسان مستباح، ومنبوذ، ومستبعَد من أي ممارسة سياسية واجتماعية باسم القانون.

وفي دراسة «الحقيقة أو الأمل: الفلسفة والأدب وقيمة التهكم في براغماتية ريتشارد رورتي الجديدة» ينطلق توفيق الفائزي، من تساؤل: هل تعتبر وظيفة الفلسفة حقاً تمثيل الواقع وإدراك الحقيقة؟ كيف يمكن أن تسهم الفلسفة بوصفها عملاً بمعية الأعمال الأدبية في إحداث الأثر البالغ لتحسين الوضع الإنساني؟

ويلفت مكي سعد الله في دراسة «النوستالجيا الأندلسية: مقاربة في حفريات المصطلح وتمظهرات الأنا في مرآة ماضيها» لمكي سعد الله، إلى أن الذات العربية لم تتمكن من التخلص من هذه مشاعر الحنين إلى الأندلس التي تجمعها بأمجاد الماضي وعطائه الحضاري، وتوارثت أجيال على اختلاف أعمارها ومشاربها الفكرية وأيديولوجياتها السياسية وانتماءاتها القومية والمذهبية حبّ الأندلس، فباتت تتغنى به رغم مرور الأزمنة واختلاف الظروف والملابسات. ويضيء أحمد الدبوبي في دراسة «جيامباتيستا فيكو وتأويلية الحدث» معنى التأويل، وقراءة مساهمة الفيلسوف الإيطالي باعتبارها علامة فارقة على حدوث صيغة هيرمينوطيقية، نتج عنها شكل جديد من المعقولية في فهمه للصيرورة البشرية، ومن ثمة تأسيس هيرمينوطيقا للتاريخ الكوني.

وفي باب «ترجمات» تضمّن العدد ترجمة مايكل مدحت يوسف مقالة لمارغريت كانوفان بعنوان «عن الاقتصاد في التعامل مع الحقيقة: بعض التأملات الليبرالية». وفي باب «مراجعات الكتب» مراجعتان: الأولى مراجعة كتاب قرن من الشعبوية: التاريخ والنظرية والنقد» لبيير روزانفالون، أعدها طارق عزيزة؛ والثانية مراجعة كتاب «بؤس النظرية: مساءلات في الدراسات الثقافية» لوحيد بن بوعزيز، أعدها غزوان أرسلان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«العربي الجديد» – 26 أيار 2024

****************************************************

الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق وإشكالياته الكبرى.. مفهوم الاقتصاد الريعي

د. صالح ياسر

لسنا هنا بصدد فتح معركة تعاريف حول «الاقتصاد الريعي»، بل لا بد من الاشارة الى ان هذه التعاريف تتنوع بحسب الخلفية الفكرية لأصحابها ولكن يمكن القول ان الاقتصاد الريعي هو ذلك الاقتصاد الذي تمثل مساهمة القطاعات غير المنتجة فيه نسبة تتجاوز النصف، مقابل القطاعات الإنتاجية الأخرى مثل الزراعة والصناعة التحويلية.

أما في حالة بلغت مساهمة القطاعات غير الإنتاجية (الريعية) أقل من 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي اعتبر الاقتصاد معتمداً اعتماد أساسيا على الاقتصاد الريعي.

يعني اقتصاد الريع اعتماد الدولة على مصدر مما تنتجه الأرض من ثروات كالنفط مثلا؛ ولهذا فإن اقتصاد تلك الدولة يكون عادة رخواً ويعتمد على المبادلات وينتج مجتمعا استهلاكيا يسيطر فيه قطاع الاستيراد ولا يهتم بالصناعات التحويلية. وتتمتع فيه الدولة بعائدات كبيرة سواء من البيع أو من الجباية، وبذلك يبقى النمو الاقتصادي مرهونا بتطور الريع لا بديناميكية الاقتصاد داخليا وخارجيا من خلال تشجيع القطاعات الإنتاجية. (1)

إن الاقتصاد الريعي هو ذلك الاقتصاد المدعوم جوهرياً بالأنفاق من دولة ريعية، إذ تصبح الدولة في هذه الحالة، وسيطاً بين القطاع الذي يولد الريع وبين القطاعات الاقتصادية الأخرى، فهي – أي الدولة - تتسلم العائدات الريعية من جهة ومن ثم تقوم بتخصيصها إلى فروع النشاط الاقتصادي الأخرى من خلال برامج الأنفاق العام من جهة اخرى.

يلتقي الاقتصاد الريعي مع الدولة الريعية في النسبة العالية للمداخيل الريعية الخارجية في الناتج المحلي الإجمالي ويفترقان في نسبة مشاركة المواطنين في توليد الريع وعائديته. في دول الريع النفطي يعمل في توليد الريع النفطي الخارجي عدد محدود من العاملين ويؤول الريع بأكمله إلى عدد قليل من النخبة الحاكمة، في حين يتولد الريع الخارجي في بعض المناطق السياحية (كما في سنغافورة مثلا) من أغلبية السكان وعند ذلك نكون بصدد اقتصاد ريعي وليس دولة ريعية أي أن الاقتصاد الريعي ليس بالضرورة أن يولد دولة ريعية ولكن الدولة الريعية تولد اقتصادياً ريعياً من خلال تدوير العائدات الخارجية في النشاطات الاقتصادية المختلفة. وبهذا المعنى يمكن أن تكون الدولة ريعية من دون أن يكون اقتصادها ريعياً في حين أن هناك دولاً اقتصادها ريعي ولم تحسب ضمن الدول الريعية.

تحدد بعض الدراسات الأبعاد الاجتماعية للاقتصاد الريعي استناداً إلى مؤشر الحامل الاجتماعي لهذا النوع من الاقتصاد تحديداً، أي « القوى الاجتماعية المعبرة في رؤيتها وأيديولوجيتها ومصلحتها عن الاقتصاد الريعي «. وبيّن هؤلاء أن الاقتصاد الريعي الذي يستولد ثقافة خاصة به يستولد قبل ذلك قوى وشرائح اجتماعية تحتضنه وترعاه وتحميه، وتلك القوى الاجتماعية تعد أبعد ما تكون عن ذهنية العمل والإنتاج والإبداع وأقرب ما تكون، في المقابل، إلى ذهنية السوق الحرة المتجاوزة لكل ضبط وتنظيم حكوميين. وهذه القوى تشكل قاعدة اجتماعية لما يعرف بـ «الحركية الاجتماعية» السريعة والخطيرة في انعكاساتها وآثارها ودلالاتها، وهي قوى مناهضة للمنتجين الفعليين للثروة.

وبينت التجربة التاريخية ان تنامي الاقتصاد الريعي يؤدي إلى تراجع تدريجي للاقتصاد الإنتاجي في الزراعة والصناعة، ومن ثم إلى تراجع أهمية العمال الزراعيين والصناعيين، ما يفضي موضوعياً إلى تراجع القوى الاجتماعية المساندة والداعمة لاستراتيجية التنمية والتقدم الاجتماعي. وهنا تكمن خطورة الاقتصاد الريعي ولماذا نحن ضده من الناحية السياسية والفكرية.

 يمكن التعرف على ملامح الاقتصاد الريعي عبر عدة مؤشرات من بينها:

- تحليل تركيب الناتج المحلي الإجمالي؛

- أو عبر تحليل واقع بعض الأنشطة الاقتصادية الريعية؛

- أو عبر معدلات النمو القطاعي.

 وكما جرت الاشارة قبل قليل فان تجاوز مساهمة القطاعات غير الإنتاجية لنسبة النصف من الناتج المحلي الإجمالي تعني أن الاقتصاد ريعي، أما إذا لم تتجاوز هذه المساهمة النصف فيعد الاقتصاد معتمداً بشكل أساسي على الريع.

ومن جانبه يرى الباحث الايراني حسين مهداوي (Hossein Mahdavy) ان إطلاق صفة الدولة الريعية ليس بالضرورة أن تكون ملازمة للدولة في كل الفترات وإنما في ضوء مقدار ما تسهم به العائدات الريعية الخارجية من الناتج المحلي الإجمالي (2). هذا ومن المفيد التذكير بأن الريع يعد ظاهرة عامة تعرفها مختلف الاقتصادات المتقدمة والنامية، غير ان الخلاف بينها ينحصر في مدى الاهمية النسبية التي يمثلها الريع بالمقارنة مع بقية مصادر الدخل الاخرى. ففي البلدان المتقدمة لا يشكل الريع سوى نسبة ضئيلة من الناتج القومي الإجمالي (3) على عكس البلدان النامية وخصوصا النفطية منها حيث هذه النسبة تكون مرتفعة عادة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1)  قارن: جورج قرم، « إخراج الدول العربية من الاقتصاد الريعي «، «القبس»، العدد 04، السنة الرابعة، ص49. بتاريخ أفريل 2010 متوفر على الرابط التالي: www.georgescorm.com/personal/download.php?file=al_kabass.pdf

(2)  لمزيد من التفاصيل قارن: H.Mahdavy, ‘’ The Patterns and Problems of Economic Development in Rentier States: The Case of Iran “, in:M.A.Cook, ed., Studies in Economic History of the Middle East: From the Rise of Islam to the Present Day (London: Oxford University Press, 1970).                                                                                       (3) لمزيد من التفاصيل قارن: فاروق القاسم، النموذج النرويجي – ادارة المصادر البترولية، عالم المعرفة (373) – سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون ( الكويت: مارس 2010).

***************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

  بلاغة لسان الحال في التراث العربي/ تأليف طه هاشم.

- جماليات صناعة الصورة المعاصرة/ تأليف د. براق انس المدرس/ و د. محمد ثائر البياتي.

- تحولات المجاز في الفكر العربي المعاصر/ تأليف د. حيدر برزان سكران.

- تمثال الملك الباكي/ قصص عبد الأمير المجر.

- رجل يغادر هيكله/ رواية صبري حمد خاطر.

- تحولات الكتابة السردية/ دراسات في المنجز الإبداعي لمحمد خضير. تحرير د. خالد حوير الشمس.

*******************************************************

محور

«شكلت ثورة 14 تموز 1958 تحولاً اساسياً في تاريخ العراق، وباتت عيداً وطنياً للشعب العراقي.

 الآن.. يجري تغييب هذا العيد الحي في ذاكرة العراقيين!

 لكن هذه الثورة العظيمة ستظل راسخة في مسيرة شعبنا، وقد آثرنا ان نقدم هذا المحور في صفحتنا الثقافية، وسننشر ما يردنا تباعاً».

المحرر الثقافي

*********************************************

14 تموز.. عيد شعب أراد الحياة فاستجاب القدر

د. نادية هناوي

اعتدنا نحن العراقيين أن نترقب عند قدوم شهر تموز من كل عام حصول أمر أو واقعة ما، وفي الان نفسه نتهيأ عادة لنشهد احتفاء شعبيا في الرابع عشر منه. ولقد حفظنا نحن العراقيين عن ظهر قلب هذا التاريخ وعددناه عيدا وطنيا لا غنى عنه، لأن فيه انتصرت إرادة شعبنا على سياسات الاستعمار والانتداب فكانت ثورة 1958 فاتحة عهد جمهوري لم يشهده العراق من قبل. وعلى الرغم من تبدل الأنظمة وتخالف الحكومات، فإننا نحن العراقيين لم ننقطع عن احياء ذكرى هذه الثورة المجيدة. وأية محاولة من لدن الانظمة والحكومات المتعاقبة - وبغض النظر عن طبيعتها السياسة والايديولوجية - في استحداث تاريخ آخر ليكون عيدا وطنيا فإنها عادة ما تبوء بالفشل.

ذلك أن أهمية الرابع عشر من تموز لا تعادلها أهمية أية ثورة أو انتفاضة أو انقلاب.  لا شك في أن الدول تتباهى كلما تقادم العهد على مناسباتها الوطنية كما أن الأمم تحترم انجازات ثوارها وتضحيات شهدائها، وينبع هذا الاحترام من إحساسها بقيمة ما تريده شعوبها وأحقيتها في أن تختار مناسباتها بنفسها.

بالنسبة إلى حالتنا العراقية، فإن الرابع عشر من تموز لا اختلاف حوله على المستوى الشعبي ولكن الامر ليس كذلك على المستوى الرسمي. وتختلف الأسباب لكن المؤدى واحد وهو محاولة الالتفاف على مشاعر الأغلبية الشعبية وتحييد فاعليتها خشية أن تستذكر جموعها رجالا ونساء ما كان قد حصل فيستيقظ فيها العزم على تحقيق ما ينبغي أن يكون حاصلا.

بالطبع ليس أمام شعب لا تكترث حكوماته بخياراته ولا تعبأ برأيه سوى أن يتقبل الأمر باللااكتراث نفسه. وها نحن نرى الأيام التي اختيرت في ما سبق أعيادا وطينة تأتي وتذهب، والرابع عشر من تموز باق لا يُقهر. ومن تلك الأيام 17 تموز الذي كان خلاصة تدابير سابقة فيها من التواطؤ ما ليس للشعب دخل فيه. ويوم 23 آب يوم تتويج الملك فيصل الأول على العراق وآخر الايام 3 تشرين الاول وأتى الاعلان عنه عابرا وذهب ادراج الرياح باهتا. ولقد كانت الدعوى في اختياره عيدا تتمثل في دخول العراق عصبة الأمم مع أن الكل يعلم أنه دخول مشروط بدخول معاهدة عام 1930 المذلة مع بريطانيا حيز التنفيذ، وهي المعاهدة التي رفضتها القوى الوطنية العراقية وكافحت من أجل اسقاطها ليكون الاستقلال منزوع المحتوى أصلا بهذه المعاهدة التي فُرضت بمناورات المحتلين وأذنابهم عبر تقريب المعارضة الوطنية واسناد الحكومة الى بعض فئاتها، ولكن تلك المناورات لم تنطل على أحرار العراق فلقد اسقطوا بكفاحهم خمس حكومات متتالية ما بين الانتهاء من الاتفاق على المعاهدة وبين دخول العراق الى عصبة الامم والذي بموجبه سرت تلك المعاهدة المذلة.

من هنا نقول إن إرادة الشعب التي قَهرت المستعمر فيما مضى هي نفسها إرادة الشعب الذي يقهر من يحاول أن يلتف عليه ويقف في طريق تطلعاته.

والأعياد لا تأتي جزافا وما يجعل أي يوم من الأيام عيداً وطنيا هو ما يؤججه في النفوس من مشاعر خاصة، يُعبر عنها بطقوس لا تمارس في أي يوم غيره. وهكذا كانت أعياد السومريين والبابليين والأشوريين أعيادا صنعها الشعب نفسه وحدد شكل الاحتفال بها وابتكر الطقوس المرافقة لها كعيد انانا الذي فيه يحتفل البابليون بالحصاد والخصوبة وتقام فيه احتفاليات مقدسة وكذلك عيد اكيتو الذي يحتفل فيه بالقمر والشمس والربيع ويستمر لمدة اثني عشر يوما. ومن حسن الحظ أن الأعياد التي تختارها الشعوب هي التي تبقى على مر الدهور والحقب، أما الأعياد التي يختارها الأقوياء السلطويون - حكاما كانوا أم برلمانيين - فمصيرها الذواء والتلاشي.

إن الأعياد الوطنية لا تُقسر قسرا كما أن الترغيب والترهيب لا ينفعان في ترسيخها، وإلا كيف نفسر استمرار أعياد وطنية في بلدان تبدلت أنظمتها مراراً ولم يتبدل يومها الوطني خذ مثلا اليوم الوطني الفرنسي في 14 يوليو وفيه حدثت واقعة شهدت على وحدة الشعب الفرنسي، ومثله اليوم الوطني للولايات المتحدة الأمريكية في الرابع من يوليو، والعيد الوطني الروسي في الرابع من نوفمبر الذي هو ذكرى دحر الشعب الروسي للبولنديين عام 1612.

ولقد قاد شعبنا الغيور في الرابع عشر من تموز 1958 نفسه بنفسه، رافضا أن يبيت على ضيم المستعمر فما خشي بطش حكام متخاذلين ولا طأطأ رأسه تذللا لأجنبي ولا ضعف ولا هادن ولا نكث ولا انخدع؛ بل شمر عن ساعديه عازما على استرداد حقوقه مضحيا في سبيل وطنه نافضا عنه سباته.

وبنهوض الوطن ينهض العراقيون كما نهض أسلافهم ضد كل من يخونهم ويستغلهم وينهب ثرواتهم. وعلى الرغم مما رافق ثورة 1958 وما تلاها من مصاعب؛ فإنها جاءت بالمكاسب والانجازات التي لا تخطئها عين المنصف الحصيف ولا تغيب عن أذهان الصادقين الأمناء.

هي مكاسب عظيمة لان منافعها ما زالت الى اليوم تترى منذ لحظة الانبثاق الاولى في 14 تموز والى اليوم وفي مقدمة تلك المكاسب نظام الحكم الجمهوري.

وحري بمناسبة بهذا العظم والشموخ وهذه المعاني والسمات أن تكون لنا ولأجيالنا القادمة عيدا نحتفي به وطنيا ونستذكره كوننا حققنا فيه انجازات يصعب الاحاطة بها في هذا المقال ولأن فيها تتوكد هويتنا وتشمخ أصالتنا بامتداد حضاري عريق. فكيف بعد ذلك ننسى تموزنا عيدا ونحن نحتفي به مع أنفسنا افرادا قبل أن نحتفي به ونتفاعل معه جموعا شعبية؟!  أ يكون غير تموز بديلا عن تموز !! الا اذا كنا قد قبلنا أن ننسخ عراقيتنا بعراقية اخرى نصفها تابع ونصفها مشلول ؟ وكيف نقبل بغير تموز عيدا وهو معنا يعيش بيننا ويمشي في عروقنا نابضا بالحياة ؟ وهل لنا أن نستغني عن تموز عيدا وننسى أن 30 حزيران التي منها انطلقت شرارة ثورة العشرين تتلاقى حتما وبُدا بشرارة ثورة الرابع عشر من تموز لتستمرا بعد ذلك كل واحدة تكمل الأخرى. وما الغاية من عيد ينسينا وحدة أمجاد حضارتنا التي لا تفصل بينها العقود والقرون بل هو تاريخ يمتد إلى الحاضر ويتجاوزه الى الغد القادم؟

إن قبولنا بغير تموز عيدا يعني أننا نسينا ذاكرتنا الجمعية كما أن تجاهلنا الرابع عشر من تموز يعني أننا قبلنا أن نسقط قيمة رمزية من اعتباراتنا. فتموز ثورة جذرية عبّرت عن طموحات الشعب العراقي وآماله. وتموز حركة اصلاحية وانتفاضة سياسية وثورة شعبية حقيقية اشتركت فيها كل طوائف الشعب ومكوناته ناشدة التغيير الذي يصب في صالح شعبنا ويحقق له مصالحه من التعليم والصحة والضمان الاجتماعي الى الزراعة والمحاكم والخدمات العامة وتحرير الثروات الوطنية من أيدي المحتكرين وغيرها من التطلعات التي ما كان شعبنا يبغي بلوغها بطريقة دموية أو فاشستية عنيفة بل بطريقة تموزية تجمع التحرك العسكري بالوعي السياسي الوطني؛ المنبثق من فكر جبهة الاتحاد الوطني وتوسيع نطاق الانتفاض الشعبي الى حدود الاعتراف الدولي.

لقد قوضت ثورة الرابع عشر 1958 الفساد والفاسدين حكومة ومجلس نواب ودستورا زائفا ونظاما بوليسيا على حد رأي الرصافي القائل( علم ودستور ومجلس أمة ...كل عن المعنى الصحيح محرف )، ورفضت بكل أشكال الرفض احتكار السلطة والتلاعب بمقدرات الشعب بحجة ( الديمقراطية الملكية ) المزعومة، فانتقلت بالعراق من بلد تابع للأحلاف الاجنبية ومعسكر غربي إلى بلد جمهوري مستقل غير منحاز. وما هو مؤكد أن تاريخ الرابع عشر من تموز لن يُنسى بل هو يزداد رسوخا وتناسلا ثوريا؛ ثورة عن ثورة وانتفاضة عن انتفاضة. وآخر نسلها وليس الأخير ثورة تشرين، ثورة( نريد وطنا )

إذن لا غنى لنا ولا بديل عندنا لـ 14 تموز، نحتفي به سنويا عيدا وطنيا، بكل ما يعنيه الاحتفاء من دلالات اجتماعية وسياسية وفكرية واقتصادية وعسكرية.

*************************************************

رواية «منازل العطراني» وذاكرة اليسار العراقي

احمد خلف    

يسعى الكاتب جمال العتابي الى تشكيل نص ، يعنى بمفردات التاريخ السياسي في العراق ، ان مساهمته عبر كتابة رواية ، تعنى بتلك التفاصيل التي شهدناها من قبل ، وعانى في ظلمها العديد من العراقيين فاعلين في دعم المشهد السياسي ، وقد تكفلت الرواية العراقية الحديثة ، تطويع هذا التاريخ ليصبح موضوعها الاثير .

قدم لنا الاستاذ جمال عبر روايته “منازل العطراني”، شخصية سياسية مطاردة من قبل سلطة النظام السابق ، انه محمد الخلف الذي فرَ من سجنه ليلتحق بتظاهرة سياسية ، تتلاءم مع افكاره السياسية ونزعته اليسارية ، وبعد هروبه من سجنه يظل تائها ومتخفيا ، وسط القرى والمدن والقصبات التي يعرف ناسها واهلها ، والعطراني واحدة من تلك القرى والمدن ، التي لجأ اليها بطل روايتنا هذه ، وهو ليس غريبا عنها لذا نجده يحاول الا يظهر للعين المتلصصة او التي تثير حفيظته خشية من عودته الى السجن ثانية ، وهو يعلم كيف يتعامل معه رجال الامن والبوليس السري المتفشي في جسد الدولة  والوطن الذي ما استراح شعبه في اي موسم من مواسم السياسة : (( لا تقلق لدي هذا الشعور كذلك ، مثلما ترى في وجهي علامات التعب ، فانا ارى الموت يجثم فوقنا ، هذه البلاد ما استراحت بأعوامها ، المياه معمدة  بالدماء طوال التاريخ ، المدن خاوية لا تستر عريها الأسمال .)) الرواية ـــ ص34 ـــ . ومع ان البعد عن العائلة هو  الذي يتحكم بمصير البطل محمد الا اننا نجده يقرر صيغة مغايرة لمنطق الحياة الكابوسي الذي تعيشه البلاد ، وتفاؤله ينبع من تلك الفلسفة التي تدعو الى النضال من اجل دحر الظلم ورفع مقام العدالة والحقيقة ، رغم الهم الكبير الذي هو فيه . ومحمد مناضل يعي ما الت اليه الحال ، مع  ان احد اصدقائه واسمه صالح هو الذي ينقذه من العسس ، او العودة الى السجن ثانية ، لكنه يعلم انه هو وحده المسؤول ، عن اتباع طريق النضال وهو طريق شائك ، وقد هربه من التظاهرة الى قرى الناصرية ليمضي هناك اياما ، قبل ان يعمل على الوصول الى مبتغاه وهو الوصول العائلة ، التي يفتقدها كل ساعة وليس كل يوم ،  وبطلنا متمرس في خط نضاله رغم ما تعترية من حالات ، سوداوية وكأبة تداهمه بين حين واخر ، واسئلة مباغته الا انه مقتنع بما يعانيه ، في هربه من جلاديه ، ويبدو ان المؤلف  جمال العتابي وضع في خطته ان يكتب تاريخ العراق السياسي ، والذي هو تاريخ الحزب الشيوعي ، فقد وردت الكثير من الحكايات والمشاهد التي تنتصر الى اليسار في العراق بل انتصارها للانسان في العراق الذي عانى الامرين من سجون واعتقالات الى شظف العيش والفقر والعوز الدائميين : (( لابد ان تمر العاصفة ، من طبع الانسان ان لا يستسلم هناك ارادة صلبة في المقاومة حتى النهاية ، بيد انه في لحظات كثيرة يشعر انه بلغ النهاية ، لم يعد بامكانه يصمد اكثر )) ـــ الرواية ص 55 ـــ . تلك هي القاعدة الفكرية التي يتعلم منها المناضل في مدرسة نضاله (( لابد ان تمر العاصفة )) هكذا يردد محمد الخلف بطل  رواية منازل العطراني حتى لما تنكسر مقاومته لا يتخلى بصورة نهائية عن حلمه الذي تجسد خارج قناعته في انتفاضة الجنوب ، انتفاضة الاهوار بقيادة الشهيد البطل خالد احمد زكي ، لكن الانتفاضة تتطلب ضحايا لكي تخلد وتبقى للاجيال القادمة ، لقد دفع بطل روايتنا هذه ثمنا باهظاً لها  وهو استشهاد شقيقه خيون  ، الاخ العزيز للبطل الذي يحاول الوصول الى بغداد حيث بيته واسرته .

تظل الاسئلة تلاحق محمد اينما حل او رحل ولعل اهم سؤال وجه له ، جاء من سليم صديقه ورفيقه الذي وقف له ايام المحنة ، يسأل سليم السؤال المهم والمؤثر في حياة بطل روايتنا : ـــ ((لكي لا نهدر الوقت اسألك سؤالا محددا ، هل لديك القناعة بالعودة الى جماعتك ؟ ويمنحه سليم مهلة ثلاثة ايام ، لكي يعطيه الاجابة ، لكن يبدو ان البطل هنا قد حسم امره من ايام مضت ، اذ يجيبه بقوله : (( لم اعد اصلح للجماعة  ، اعتادت روحي على الانكماش ، انه الخوف في اعماقي لا اعني به نقيض الشجاعة ، انما بدأت ازاوله  عن قناعة .  الرواية : ــــ   ص 206 وص 207))  . غير اننا نجد في هذه الصفحات من الرواية من اجمل الصفحات لغةً ومرونة ً وشحنات عاطفية تتساوق مع الألم.  الرواية هنا باستطاعتها ان تكون من الروايات التي تهتم بالحقبة التاريخية اذ تعرضت الى حشد كبير من الاحداث والاشخاص الذين ساهموا في صناعة تاريخ العراق السياسي ، وهو تاريخ مكتظ بالمرارات والنكسات وخشيتنا على من ساهم في صناعة هذا التاريخ من مناضلين شرفاء يعرف الروائي المزيد منهم وعنهم اذ  هو سليل ذلك الحشد المناضل من اجل العدالة والحرية والحياة الحرة الكريمة. خشيتنا على ذلك الرهط المكافح والمناضل: ان ينساهم التاريخ وهم صانعوه الجديرون بحيازته.

**********************************************

سكين الموت

 الشاعر شلال عنوز

بلا بوصلة بلا دليل

 في ساح المحنة يوغلان

 يبحثان  عن مفتاح مسروق

 المأساة قهر تتريّ الوجع

منفردين يسيران

كل على شاكلته

 على التوازي

الوجع يتمدد

الخيبات تترى...

النكبات تأتي بلا موعد

ولا راحلة

متى يلتقيان في نقطة الأمان

والخطوط المتوازية لا تلتقي؟

ضوء خافت وظلمة

تحتل المساحات الكبرى

لا تباشير في الأفق

العالم تكبّله سلاسل التوحش

كل الإرادات مُقيّدة

 ولا حرٌّ سوى المجنون

و سكّين الموت..

************************************************

الصفحة الثانية عشر

1800 متسابقة ومتسابق مهرجان سنجار المحبة والسلام على أرض جرداء!

متابعة – طريق الشعب

انطلقت الجمعة الماضية في ناحية سنوني التابعة إلى قضاء سنجار غربي نينوى، فعاليات مهرجان «سنجار المحبة والسلام»، الذي أقامته دائرة التربية البدنية والرياضية في القضاء برعاية وزارة الشباب والرياضة.

المهرجان الذي حضرت افتتاحه شخصيات رسمية ورياضية وحشد جماهيري كبير، شارك فيه نحو 1800 شابة وشاب من سنجار والمناطق القريبة منه.

واستهل المهرجان، الذي يستمر حتى يوم غد الاثنين، باستعراض رياضي. ثم ابتدأت المنافسات في ألعاب كرة القدم والطائرة والطاولة والدراجات الهوائية والساحة والميدان، فضلا عن ماراثون للمسافات الطويلة.

وبسبب عدم توفر بنية تحتية مناسبة لتنظيم الفعاليات الرياضية في الناحية، أقيم المهرجان على أرض جرداء تتطاير منها الأتربة، وهذا ما أثار انتقاد الكثيرين من المتسابقين!

وتنقل شبكة «964» الخبرية عن وليد خديدا، وهو أحد المساهمين في تنظيم المهرجان، قوله أن الحكومة مقصّرة بحق قضاء سنجار، مناشدا رئيس الوزراء ووزير الشباب والرياضة الاهتمام بالواقع الرياضي في القضاء، وإنشاء ملاعب وقاعات رياضية.

فيما لفت إلى ان الهدف من المهرجان هو نقل صورة إيجابية عن القضاء ومواهبه الرياضية وجمهوره المحب للرياضة.

******************************************

ابتهاجا بالعيد عرض مسرحي للأطفال في الديوانية

متابعة – طريق الشعب

في مناسبة عيد الأضحى، قدمت «فرقة الديوانية» لمسرح الطفل عرضا مسرحيا مجانيا للأطفال عنوانه «هاني وساحر الأماني»، وهو من تأليف د. علي عبد الرحيم صالح وإخراج صادق مرزوك.

وشاهد المسرحية التي قُدمت على قاعة قصر الثقافة والفنون، جمهور غفير من الأطفال وعائلاتهم. وقد تكرر العرض خلال أيام العيد الأربعة.

وتناولت المسرحية، بأسلوب كوميدي هادف، موضوعات تربوية وصحية وبيئية.

*****************************************************************

في كربلاء.. تأبين رسام الكاريكاتير الراحل سلمان عبد

كربلاء – طريق الشعب

أقام «مركز باهرون» للثقافة والفنون في كربلاء، الأربعاء الماضي، حفل تأبين للفنان الكاريكاتيري الراحل أخيرا، سلمان عبد، حضره جمع من المثقفين والفنانين والأدباء.

الحفل الذي اقيم على حدائق المركز في حي الموظفين وسط كربلاء، تضمن معرضا لبعض أعمال الفقيد.

وخلال الحفل ألقى الرفيق سلام القريني كلمة باسم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، مما قاله فيها: «وداعا شيخ المكاريد.. ليس عبثا اختيارك مفردة (المكاريد) عنوانا لرسومك. فأنت اول من اخذ الدرس الاول في مدرسة الحزب الشيوعي العراقي في كربلاء»، مضيفا أن «رحلة الفنان سلمان الطويلة لم تكن يوما حافلة بالمسرة. فهو المحاصر بين الهم الذاتي والعام، والمشغول بالطريقة التي يمكن ان تفتح له نافذة لغد مشرق جميل».

وتابع أن «الفقيد اختار السخرية طريقة للتعبير، وانتج ابداعات مهمة تناولت هموم الوطن. وهو يرى عمق الجراح وحجم الخراب الذي حل به وبمواطنيه بعد سقوط الدكتاتورية البغيضة، وتسلق طغمة سياسية فاسدة عاثت بمقدرات الناس.. كل ذلك وظفه الراحل في رسومه، ما أغاض سياسيي الصدفة، الأمر الذي دعاهم إلى إصدار أمر باعتقاله».

وأشار القريني في الكلمة إلى ان الفقيد ترك إرثا فنيا غنيا يؤرخ مسيرة عطاء تضعه في صف الفنانين الخالدين.

هذا وساهم في التأبين كل من نقيب الفنانين العراقيين في كربلاء د. علي الشيباني، ورئيس جمعية الفنانين التشكيليين في كربلاء الفنان محمد حاتم، وأستاذة التاريخ في جامعة كربلاء د. انتصار السبتي، وسكرتير «نادي الكتّاب» في كربلاء الرفيق خليل الشافعي، وممثل التيار الديمقراطي محمد الحسناوي، والشاعر جعفر النصراوي، وسكرتيرة رابطة المرأة العراقية في كربلاء الرفيقة كوثر ناصر.

وفي سياق الحفل قدم الفنان عباس شهاب عرضا بانوراميا يجسد محطات من حياة الراحل، وذلك بصيغة شعرية - مسرحية.

وفي الختام، ألقى نجل الفقيد، احسان، كلمة شكر فيها القائمين على حفل التأبين والحاضرين، معبرا عن فخره بوالده ورسومه الكاريكاتيرية التي مثلت صرخة بوجه الفساد والمفسدين.

*************************************************

فرنسا.. 235 فنانا ومؤثرا يطالبون ماكرون بالاعتراف بفلسطين

متابعة – طريق الشعب

طالبت مجموعة من الفنانين والمشاهير وصانعي المحتوى الفرنسيين الرئيس إيمانويل ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار ما قامت به دول أوربية عديدة مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا.

وأشار خطاب مشترك نشره 235 فنانا ونقلته صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، إلى مقتل 35 ألف مدني في غزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، منددا بقصف مخيمات اللاجئين في رفح.

وأضاف الخطاب: «لأننا نشهد إبادة جماعية مصورة وموثقة وتعرض على شاشاتنا بشكل يومي، لذلك نطالب بالتحرك»، متسائلا: «كم ينبغي أن يبلغ عدد القتلى حتى تتخذ فرنسا موقفا واضحا وإنسانيا؟».

وقال الموقعون على الخطاب ان «إسبانيا وأيرلندا والنرويج سلكت طريق الكرامة والإنسانية من خلال الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، لتنضم إلى 143 دولة تعترف بها رسميا»، حاثّين ماكرون على «عدم السير في الطريق الخطأ من التاريخ والوقوف إلى جانب العار».

وجاء الخطاب بعد أيام من نشر صحيفة «لوموند» الفرنسية دعوة مشابهة وقع عليها رجال أعمال ومثقفون للاعتراف بدولة فلسطين، معتبرين أن هذا الاعتراف سيشكل خطوة أولى في المفاوضات التي ستؤدي إلى مرحلة جديدة في المنطقة المضطربة منذ عقود.

***************************************************

«جيكور» يحتفل بالعيد

البصرة – طريق الشعب

أقام «ملتقى جيكور» الثقافي في البصرة، مساء الثلاثاء الماضي، حفلا فنيا ابتهاجا بعيد الأضحى، وذلك على «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة.

الحفل الذي حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم وعائلاتهم، ابتدأ بافتتاح معرض تشكيلي   للفنانة وفاء العبادي. ثم قرأ عدد من الشعراء قصائد تغنوا فيها بحب الوطن والناس، وأخرى عبّروا فيها عن مأساة غزة المنكوبة.

وشهد الحفل فقرة موسيقية – غنائية قدمتها «فرقة قصي البصراوي». حيث أدى المغنيان سجاد الموسوي وفريد البصري باقة من الأغنيات البصرية والعراقية والعربية.

بينما نظم الرفيق صلاح العمران لعبة «الدمبلة»، بمشاركة الجمهور.

وفي الختام، قلّد الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين أعضاء «فرقة قصي البصراوي»، ميداليات تقديرية، لتعاونهم المتواصل مع «ملتقى جيكور».

**************************************************

الرئيس البرازيلي يحتفل بذكرى صدور رواية «الخيميائي»

متابعة – طريق الشعب

احتفل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، أخيرا في مقر السفارة البرازيلية في جنيف، بإطلاق طابع تذكاري في مناسبة الذكرى الـ35 لصدور رواية «الخيميائي» للكاتب البرازيلي العالمي باولو كويلو.

وحضر الاحتفال مؤلف الرواية، وتلقى تكريما من الرئيس البرازيلي.

وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على «انستغرام»، قال سيلفا أن «الخيميائي» هي الرواية البرازيلية الأكثر مبيعا على الإطلاق.

وصدرت الطبعة الأولى للرواية عام 1988. فيما صدرت بترجمتها العربية عام 2001 عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في لبنان. ثم توالت طبعاتها العربية حتى وصلت إلى 45 طبعة، لتحصد لقب الرواية الأكثر مبيعا على امتداد العالم العربي.

**********************************************

الموصل «مركز يحيى قاف» يعرض فيلم «البريء»

الموصل – صباح سليم علي

بحضور جمع من محبي السينما، عرض نادي السينما التابع لـ»مركز يحيى قاف» الثقافي في الموصل، أخيرا، الفيلم العربي الشهير «البريء»، من إخراج عاطف الطيب وبطولة أحمد زكي ومحمود عبد العزيز.

ويهدف نادي السينما، الذي انطلقت نشاطاته منذ أكثر من سنتين، إلى التعريف بالثقافة السينمائية الرصينة الجادة، ومواجهة السينما التجارية التي تعمل على تخريب ذائقة الإنسان الفنية وجمالية رؤيته للحياة والمجتمع.

وعرض النادي منذ تأسيسه أكثر من 10 أفلام، وهو يدعو محبي السينما باستمرار إلى متابعة نشاطاته ودعمها.