اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

ناقشت التحديات التي تواجه الديمقراطية والحريات ودعت الى توحيد الصفوف.. «قيم المدني» يعقد جلسة حوارية

بمشاركة قوى وشخصيات سياسية وطنية

بغداد – طريق الشعب

بدعوة من تحالف قيم المدني، عقدت جلسة حوارية يوم السبت الماضي 8 حزيران 2024 في قاعة صلاح الدين بفندق فلسطين ببغداد، ضمت العديد من القوى المدنية والديمقراطية وشخصيات سياسية واجتماعية وطنية للتباحث بشأن التحديات التي تواجه البلاد والعملية السياسية، ومحاولات التضييق على الحريات العامة وتقويض الديمقراطية، عبر بعض التشريعات والإجراءات التنفيذية.

وناقشت الجلسة سبل استنهاض القوى الوطنية على الصعيدين السياسي والاجتماعي، فيما خرجت بتوصيات للعمل خلال المرحلة المقبلة.

أهمية اللقاء

وقال رئيس تحالف قيم المدني الدكتور علي الرفيعي: أن فوز التحالف بـ7 مقاعد حصل عليها في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، يدعونا إلى مواصلة وتوسيع العمل وعدم الاكتفاء بالنظر الى الجانب الانتخابي وحده.

وأوضح الرفيعي لـ»طريق الشعب»، أن تحالف قيم المدني «يملك مشروعا سياسيا وطنيا ذا رؤية بعيدة المدى، ويسعى الى توحيد الجهود. ولذلك وجه دعوة إلى قوى وشخصيات ديمقراطية ووطنية من مختلف الاتجاهات للحوار والتشاور معهم بشأن ما يجري من محاولات لتكميم الأفواه ومحاسبة المواطنين على تصريحاتهم الصحفية وآرائهم. هذه المحاولات مقلقة ونرى كتحالف أننا معنيون بالتصدي لها والدفاع عن الحريات التي كفلها الدستور».

وأشار الرفيعي إلى، أن «مجلس النواب يتجاهل تشريع قوانين نص عليها الدستور وهي مهمة جدا تتعلق مثلا بالحصول على المعلومة أو حرية التعبير. بينما يقوم بتمرير قوانين أخرى خلال أيام أو أسابيع قليلة، وهي لا تلبي طموح أبناء شعبنا»، مبينا أن هذا الأمر «مرتبط بالكتل السياسية التي تتحكم بالقرار السياسي وتمسك بزمام السلطة وفقا لما يسمى (التوافق)، بينما لا تتوافق على تشريعات وقضايا تحمي حقوق المواطنين».

بداية لحوارات قادمة

من جانبها، تحدثت شروق العبايجي، الأمين العام للحركة المدنية الوطنية، عن استعداد قوى تحالف قيم المدني للمضي بعقد حوارات وجلسات قادمة من أجل تطوير مشروع عمل وطني متكامل، وتفعيل آليات الدفاع عن المطالب الشعبية وحقوق المواطنين.

وقالت العبايجي لـ»طريق الشعب»: أن الجلسة الحوارية الأخيرة «عقدت للتباحث والنقاش حول قضايا مهمة ومفصلية تخص الحريات والتحديات التي تواجه القوى المدنية والديمقراطية»، مبينة أن التحالف «وجّه دعوات الى جهات عديدة لها علامة واضحة في النضال الوطني والدفاع عن حقوق الشعب العراقي».

وبيّنت أن «البلاد تشهد حملة شرسة لتكميم الأفواه وقمع حرية التعبير، وكان هذا المحور ضمن ما ناقشته الجلسة، اضافة الى غياب الشفافية والمساءلة والمحاسبة والغموض في صرف أموال طائلة على مشاريع لا يعلم المواطن عنها أي تفاصيل واضحة»، مضيفة أن «هذه الجلسة هي لتنسيق الجهود وتطوير العمل المستقبلي من اجل ايجاد ممثلين لمشروع وطني كبير يتبنى مطالب الجماهير ويسهم في عملية انقاذ البلد، وتخليصه من هذه المحنة».

القوى المدنية تؤكد التزاماتها

من جهته، شدد الأمين العام لحركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، مشرق الفريجي، أن القوى المدنية والديمقراطية عقدت هذه الجلسة بغرض «التأكيد مجددا على التزاماتها تجاه قضايا حرية التعبير والضغط باتجاه تشريع القوانين التي تخدم المواطن، خلافا لما يقوم به مجلس النواب من عمليات تعطيل وتأجيل ومناورات تشريعية».

وبيّن الفريجي لـ»طريق الشعب»، أن «الجلسة ناقشت أيضا تطور الاحتجاجات في اكثر من محافظة والقمع الشرس الذي واجهته من قبل السلطات، فضلا عن تأكيد الالتزام مجددا بأهمية أن تكون القوى المدنية والديمقراطية تحت جبهة واحدة للدفاع عن ما تتبناه لمصلحة الشعب»، لافتا إلى أن «الحاضرون أشاروا إلى التراجع الواضح للديمقراطية في العراق وغياب الشفافية عن جميع الأنشطة النيابية والحكومية، الأمر الذي يدعو إلى وجود رقابة شعبية. كما تحدثنا عن أهمية التواصل بين القوى المدنية لإنشاء اكبر ائتلاف مقابل قوى المحاصصة المستأثرة بالسلطة».

الهدف توحيد القوى المدنية

وفي السياق ذاته، أكد حاتم حطاب، الأمين العام للتجمع الجمهوري العراقي، أن قوى تحالف قيم المدني أقامت هذه الجلسة للتباحث بشأن توحيد جهود جميع الأطراف المناوئة للفساد والطائفية والمحاصصة.

وبيّن حطاب لـ»طريق الشعب»، أن «اللقاء كان موسعا وخلص الى ضرورة توحيد الصف المدني الذي يتعرض للتهميش ومحاولات الإقصاء من قبل القوى الطائفية التي تحاول ان تشيطن الوطنيين، وتلصق بهم التهم وما يحلو لها من صفات»، مضيفا «اننا ماضون من اجل الديمقراطية الحقيقية ودولة العدالة الاجتماعية والتعددية، وأن هذه الجلسة هي امتداد لجلسات كثيرة قادمة».

وصدر عن الجلسة بيان أشار الى جملة من التحديات التي تواجه البلاد، والعملية السياسية، وخرج بتوصيات نصت على «دعوة جميع القوى المدنية والديمقراطية للجلوس إلى طاولة حوار وطنية، من اجل صياغة برنامج وطني متكامل، وتشكيل فريق من الأكاديميين والإعلاميين والمدونين والناشطين من اصحاب الصوت الحر، للدفاع عن المشروع المدني والوطني ضد محاولات الشيطنة والتشويه من قبل قوى المحاصصة والفساد، اضافة الى تشكيل لجان لدراسة عدة ملفات تتعلق بحرية التعبير والشفافية والرقابة على المؤسستين التشريعية والتنفيذية، اضافة للتعديلات الدستورية. كما أقر المجتمعون في توصياتهم دعمهم لجميع دعوات التظاهر والرقابة المجتمعية، من اجل حفظ المال العام ومواجهة قوى الفساد».

**************************************************************

أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة.. مشروع جدلي يفتقر إلى الشفافية

بعد أربعة عقود عاد الحديث هذه الأيام مجددا عن أنبوب نقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى ميناء العقبة الأردني مرورا بقضاء حديثة / محافظة الانبار، وبطول يمتد إلى نحو ١٧٠٠ كيلومتر.

المشروع كان وما يزال موضع جدل بشأن أهدافه والغايات من إنشائه والفوائد المتوخاة منه للعراق، وجدواه الاقتصادية.

وفي بيان لها دافعت وزارة النفط العراقية عن المشروع ونفت الأرقام المتداولة عن كلف المشروع، ولكنها التزمت الصمت بشأن الكلفة الحقيقية والجهة الممولة له خارج الأراضي العراقية، مؤكدة أن المطروح من قبل الحكومة هو تمويل المرحلة الأولى التي ستنتهي في حديثة.

وبقي غامضا من يتحمل تكاليف المشروع داخل الأراضي الأردنية، وكذلك الملكية النهائية للأنبوب في جميع مراحله المحتملة.

ومن جانب آخر غضت وزارة النفط النظر عن التسريبات بشأن إمكانية وصول النفط العراقي إلى دولة الاحتلال، ومن الجوانب الأخرى المرتبطة بهذا المشروع، القدرة الفعلية على إمكانية ضمان سلامته، وأيضا تجنيبه الفساد المستشري في مؤسسات الدولة. 

ومن دون شك أن تنويع تصدير النفط الخام وتطوير الصناعات البتروكيميائية سيكون لهما مردود إيجابي على الاقتصاد العراقي.

إلاّ أن هذا المشروع الكبير قد افتقد مقومات أساسية جعلته موضع جدل، ومنها عدم الشفافية والوضوح الكافيين لجميع مراحله، ما يتطلب أن يعلن المشروع كاملا، وأن يعقد البرلمان جلسات استماع بشأنه، وأن تشرك كفاءات وطنية عراقية متعددة الاختصاصات في مناقشته وإبداء الرأي عن جوانبه المختلفة، إيجابا وسلبا، إذا أريد له فعلاً التنفيذ السليم.

ونرى ان يكون ذلك سياقا عاما متبعا في مثل هذه المشاريع الكبرى، وان لا تخضع لاعتبارات حسابات اللحظة السياسية والرصيد الانتخابي.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٢-٦-٢٠٢٤

*******************************************************

راصد الطريق.. عقوبات قاسية .. تشمل من؟

جيد ان تشكل الحكومة « لجنة تنظيم وحصر السلاح بيد الدولة « وهو المطلب الذي ما زالت قوى سياسية ومجتمعية عديدة تطرحه. لكن العبرة تكمن في قدرة هذه اللجنة على القيام بمهامها في وصول قراراتها وسلطتها الى الجميع.

وقد خصصت الحكومة اموالا لشراء أسلحة معينة من المواطنين، كثيرا ما يُذكر ان ملكيتها تعود أساسا الى الدولة، وانها تُشترى منها ثم تتسرب لتُشترى ثانية في دورة محكمة يحميها  المتنفذون والفاسدون بأسلحة قد يعود الكثير منها الى الدولة.

ويبدو ان اللجنة لم تحقق ما كانت تأمله بشأن السلاح الثقيل، لذا أشار المتحدث باسمها الى «عقوبات قاسية» ستُنزل بمن «يحتفظ بالسلاح الثقيل ويرفض تسليمه للوزارة «!

وهنا نسأل: من هذا الذي يمتلك السلاح الثقيل، وحتى الطائرات المسيرة؟ وهل هو غير معروف للحكومة؟ ام ان اطلاق التهديد هو مجرد اسقاط فرض؟

وهل تتوفر الامكانية والإرادة الفعلية للسيطرة على هذا السلاح وغيره، بما فيه الخفيف والمتوسط، وبضمنه كاتم الصوت؟

وأخيرا: اذا كانت الوزارة بكل ما تملك من قدرات تهدد، فمن ذا الذي ينفذ؟!

*************************************************************************

الصفحة الثانية

في 30 حزيران.. الشرطة تتسلم الملف الأمني في نينوى

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، محمد كاكائي، موعد تسلم الشرطة المحلية للملف الأمني في المحافظة من الجيش العراقي.

وقال كاكائي، إنه تم تحديد 30 حزيران الجاري موعداً لنقل المسؤولية عن الملف الأمني لمحافظة نينوى من الجيش إلى الشرطة المحلية.

 وبعد تحرير مدينة الموصل من داعش في العام 2017، تولى الجيش والحشد الشعبي المسؤولية عن الملف الأمني في محافظة نينوى وتم لهذا الغرض تشكيل قيادة العمليات المشتركة.

 واكد كاكائي: “قوات الحشد الشعبي لم تعد متواجدة داخل مدينة الموصل، وهي موجودة في قضاء سنجار فقط”، مردفا ان “من الصعب أن تشمل عملية تسليم الملف الأمني قضاء سنجار. هذا غير معلوم حتى الآن”.

وخلص رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى الى القول: انه “بعد تسليم الملف الأمني للشرطة، فان قوات الحشد الشعبي ستبقى في مناطق معينة تابعة لمحافظة نينوى”.

**************************************************************

النجف والمثنى تحتجّان على تراجع ساعات تجهيز الكهرباء.. حملة الشهادات العليا والأوائل يطالبون بالإسراع في إكمال إجراءات تعيينهم

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، احتجاجا على تردي الواقع الخدمي وتراجع ساعات تجهيز التيار الكهربائي. فيما جدّد حملة الشهادات العليا والخريجون الأوائل تظاهراتهم المطالبة بالإسراع في إجراءات تعيينهم.

الخدمات وفرص العمل

وتظاهر العشرات من أهالي عشائر البوصالح، ومنهم الرميض والخواف والعريثم، في قضاء الإصلاح، وأغلقوا الطريق العام الرابط مع مركز محافظة ذي قار بالإطارات المحترقة، مطالبين باستحداث ناحية لمناطقهم، ونصب محطة كهرباء متنقلة، وربط أنابيب ماء الإسالة مع مشروع ماء الإصلاح الكبير، وتوسيع المركز الصحي وتحويله إلى رئيسي، بالإضافة إلى بناء المدارس.

وقال المتظاهرون في بيان: “إنهم يمهلون الجهات الحكومية أسبوعًا واحدًا بعد عطلة عيد الأضحى لتلبية مطالبهم، وبخلافه سيكون هناك تصعيد احتجاجي مفتوح وإغلاق جميع الطرق باتجاه محافظتي البصرة وميسان”.

إلى ذلك، أغلق متظاهرون بوابة ديوان المحافظة في الناصرية باستخدام الإطارات المشتعلة، احتجاجًا على عدم توفير خمسة آلاف درجة وظيفية كانت قد وُعدوا بها. وعبّر المحتجون عن استيائهم من عدم تنفيذ الوعود الحكومية بتوفير فرص عمل للخريجين.

الخريجون الأوائل

وشهدت العاصمة بغداد تظاهرة شارك فيها حملة الشهادات العليا والخريجون الأوائل للمطالبة بالإسراع في إجراءات تعيينهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”: “احتشد حملة الشهادات العليا والخريجون الأوائل أمام مجلس الخدمة وسط العاصمة، مطالبين بإطلاق ‘الكودات’ والإسراع في إجراءات تعيينهم”.

تراجع ساعات تجهيز الكهرباء

وتظاهر العشرات من أهالي قضاء الخضر جنوب المثنى أمام مبنى مديرية توزيع كهرباء القضاء، مطالبين بتحسين واقع الكهرباء وزيادة ساعات التجهيز.

وقال عدد منهم، إن التظاهرة تهدف لإيصال صوت أبناء القضاء لتحسين واقع تجهيز الطاقة الكهربائية، مشيرين إلى أن الفترة الماضية شهدت انخفاضًا في التجهيز ليصل إلى أربع ساعات انقطاع مقابل ساعة تجهيز واحدة، فضلا عن تذبذب في الفولتية.

وأفاد شهود عيان بمحافظة النجف بخروج تظاهرة كبيرة وسط المدينة بسبب سوء تجهيز التيار الكهربائي لمناطق المحافظة.

وذكر شهود عيان، أن العشرات من المحتجين بمنطقة حي الشرطة وسط النجف تظاهروا بحرق الإطارات في الشوارع، احتجاجًا على سوء تجهيز التيار الكهربائي في منطقتهم ومناطق المحافظة الأخرى.

زيادة الإيجارات

وتجمع العشرات من أصحاب محال الحدادة في حي هوانه بالسليمانية أمام رئاسة بلدية السليمانية، احتجاجًا على زيادة أجور محالهم بنسبة تصل إلى 800٪. وقال آسو علي، ممثل المحتجين خلال مؤتمر صحفي: “يعاني نحو ألفي صاحب محل من المهن المختلفة منذ ثلاثة أعوام من مشكلة زيادة أجور المحلات بنسبة تصل إلى 800٪”، مشيرا إلى أن “الإيجار كان سابقًا 500 دينار للمتر الواحد والآن وصل إلى 4000 دينار للمتر الواحد وهذه زيادة كبيرة جدًا”. وأضاف: “لقد تواصلنا منذ ثلاث سنوات مع الجهات الرسمية ولا يوجد حل سوى الوعود، وقد التقينا بمستشار نائب رئيس الوزراء ووعدنا بإيصال صوتنا إلى قوباد طالباني لحل المشكلة من مجلس الوزراء، لكن الموضوع ظل عالقًا لغاية الآن”.

بدوره، أكد ستار حسين، صاحب أحد المحال في حديث صحفي: “كان ارتفاع الإيجارات جنونيًا بالنسبة لنا وهذا لا يمثل عدلًا، ومن الممكن أن نتقبل زيادة بنسبة 20٪ أو 50٪ أو حتى 100٪ أو أكثر بقليل، لكن لا يمكن أن تصل الزيادة إلى 800٪، هذا شيء مجحف بحقنا وبحق عوائلنا”. وأوضح، أنهم يعانون من ارتفاع رسوم كافة الخدمات الحكومية، مشيرًا إلى أن حركة السوق لا تتلاءم مع هذا الارتفاع في الإيجارات والرسوم.

*********************************************************

في الذكرى العاشرة لسقوط المدينة.. مجلس السلم والتضامن في الموصل: الاهالي يتطلعون الى التعافي من النكبة المؤلمة

بغداد _ طريق الشعب

أصدر المجلس العراقي للسلم والتضامن في محافظة نينوى، الاثنين الماضي، بيانا في مناسبة مرور الذكرى العاشرة لسقوط الموصل.

وقال المجلس في بيان تلقته «طريق الشعب»، أن «عشر سنوات مضت على سقوط مدينة الموصل واجزاء كبيرة من محافظة نينوى بيد الإرهاب الداعشي، وما زال مواطنوها يتطلعون الى الخروج والتعافي من النكبة المؤلمة التي مرت بهم، نتيجة الجرائم البشعة، الى جانب ما تعرضت له المكونات الدينية والإثنية من المواطنين الأيزيديين والمسيحيين وغيرهم من مكونات مجتمع محافظة نينوى».

وأضاف البيان، أن «الإرهاب الداعشي والى جانب الخراب المادي الذي لحق بمدينة الموصل، استهدف تمزيق النسيج الاجتماعي والإنسجام والتضامن الذي ساد بين أبناء المحافظة، ما أسهم في تعميق الأزمة الاجتماعية مقابل تخلي الحكومة المركزية عن أداء مهامها المطلوبة في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المجرمين الذين تآمروا وساهموا في سقوط الموصل والتستر عليهم، بعد تشخيصهم من خلال اللجان التحقيقية، وبشكل خاص اللجنة التحقيقية لمجلس النواب العراقي»، مشيرا الى أن «الحكومة المركزية لم تتخذ إجراءات لمعالجة نتائج الدمار ومتابعة الضحايا، كما تخلت عن إنجاز التعويض السريع والعادل للمتضريين».

وأشار البيان إلى وجود «آلاف النازحين العاجزين عن العودة الى مناطقهم، مع سيطرة الصراع السياسي لقوى المحاصصة على كل مقدرات المدينة وحياة ومصالح مواطنيها، فضلا عن استشراء الفساد في إدارة وتنفيذ المشاريع الخدمية والإنتاجية»، داعيا القوى والهيئات الوطنية الشريفة إلى «التصدي لهذا الوضع الشاذ ومطالبة الحكومتين المركزية والمحلية لانجاز مهامها في تجاوز المحنة، ومنح المواطنين حقوقهم، وكف ايدي قوى واحزاب المحاصصة والفساد واذرعها المسلحة ومكاتبها الاقتصادية عن التحكم بالمدينة». كما توجه البيان بالتحية إلى الأجهزة العسكرية والأمنية والقوات المسلحة بكل فصائلها، مستذكرا الشهداء الأبطال.

***************************************************************

كل خميس.. مجالس المحافظات مجالس خدمة أم هيمنة ونفوذ؟

جاسم الحلفي

لم يتلمس المواطنون إنجازًا لمجلس واحد من مجالس المحافظات الخمسة عشر، التي جرى انتخابها يوم 18 كانون الأول 2023. لم نرَ أي شيء منها، لا على صعيد الخدمات ولا على صعيد الرقابة، كما لم نسمع خبرًا عن برامجها أو مشاريعها وخططها. ولم تفلح المجالس حتى بطرح رؤيتها، وبدلاً من رؤية الإنجاز، تسربت إلى مسامعنا احاديث عن شبهات فساد مسّت بعض المجالس، فيما كان استلام الرواتب الفعل الوحيد لبعضها الآخر. وهذا ما نبّه اليه المراقبون بقولهم أن هذه المجالس في هذه الحقبة الزمنية من عمر النظام السياسي، هي عبارة عن حلقة زائدة لا نفع فيها.

وأنت تراقب صمت الغالبية العظمى من الـ285 شاغلًا لمقاعد مجالس المحافظات، وتقارنها بما تستذكره من صخب حملاتهم الانتخابية التي ملأت الدنيا ضجيجًا، والتي تنافس فيها أكثر من 6 آلاف مرشح توزعوا على 134 قائمة انتخابية، ضمن 39 تحالفًا انتخابيًا، بالإضافة إلى حوالي 60 مرشحًا مستقلًا، يتأكد لك الاستنتاج بأن الوهم لا غيره أصاب من كان يعتقد أنها الحلقة المهمة في تنفيذ الخدمات والسهر على متابعتها من جانب، ومن جانب آخر هي الخطوة الضرورية لبناء النظام اللامركزي، وانها استحقاق دستوري واجب التنفيذ.

وقبل الخوض في الاستحقاقات الدستورية الخاصة بالكرامة والضمانات الاجتماعية والمساواة والعدالة، التي لم تتوقف عندها طغمة الحكم يومًا بعدما أمسكت السلطة بقبضة من حديد، يلفت انتباهك صمت أعضاء مجالس المحافظات إلا ما تسرب عن صفقات يشوبها الفساد، كما عبرت رسالة السيد حميد الياسري، مسؤول أنصار حشد المرجعية يوم 7 حزيران 2024، حول فساد مجلس محافظة المثنى وتهديده بتنفيذ اعتصام شعبي عام أمام مجلس المحافظة. وما تسرب أيضًا عن ترتيبات لتوزيع أراضٍ على أعضاء مجلس محافظة بغداد. وأنت تشهد كل ذلك، يتأكد عندك الاستنتاج بأن همّ طغمة الحكم هو توزيع السلطة بين اركانها، واقتسام الغنيمة. ويتأكد لك ان المجالس بالنسبة اليها في هذه الحقبة، وقد احكمت السيطرة عليها، لا تعدو كونها حلقة بيروقراطية لا معنى لها، وحلقة إفساد لا موجب لها. وتتيقن أن من كان يعتقد صادقًا بأنها استحقاق دستوري، غاب عنه مبدأ أساسي في بناء نظام الديمقراطي، هو مبدأ الايمان بالديمقراطية وتبنيها فكرًا وسلوكًا. وأن من يطبق الدستور هو المؤمن حقًا بالبعد الديمقراطي للدستور، والذي لا يتعامل مع مواده بانتقائية، مع أن عددًا من مواد الدستور واجبة التعديل بعد ان أصبحت خارج نطاق الخدمة، وغدت معيقة وتزيد الأوضاع توترًا.

المدهش هو البيان الذي أصدره السيد حميد الياسري، آمر لواء حشد المرجعية، يوم 9 حزيران، بعد لقاء جمعه برئيس الوزراء بصحبة 20 شخصية أكاديمية وعشائرية مثلوا محافظة المثنى. إذ جاء في البيان ما ينسف مضمون وجود مجلس المحافظة، دستوريًا وقانونيًا، حيث عطلت فقرات البيان الصلاحيات الإدارية والمالية والرقابية لمجلس المحافظة، ليقتصر نشاطه كما يبدو على استلام الرواتب وامتيازات المقعد ليس أكثر.

لقد تفاخر منظرو طغمة الحكم وإعلاميوها كثيرا، مدعين أن المجالس في هذه الحقبة ستقدم لنا مظهرًا عصريًا للديمقراطية، وشكلًا متقدمًا من اللامركزية. لكننا لا نبصر اليوم، وبعد ستة أشهر من الانتخابات، سوى وسيلة إضافية تتيح للطغمة المزيد من الهيمنة على السلطة، ومنفذ آخر لنهب المال العام. والدليل على ذلك هو التنافس حينا والصفقات فيما بينهم حينا آخر، للاستحواذ على منصب المحافظ.

***********************************************************

الصفحة الثالثة

في اليوم العالمي لمناهضة عمل الاطفال  أيّة تحديات تواجه الطفولة في العراق؟

بغداد – نورس حسن

يخرج محمود حسين (12 عاما) صباح كلَّ يوم متوجها الى سوق الهواء الشعبي في منطقة الزعفرانية، ليبيع اكياس النايلون الى من يرغب من المتبضعين، ويساعدهم في حمل ما يشترون من سلع وخضراوات، ليعود في نهاية اليوم ومعه مبلغ لا يتجاوز 10 آلاف دينار. يعطيها لوالدته التي تدبر متطلبات المنزل، كون والده مقعدا، ولا يقوى على الحركة.

في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، يبدو أنه لا توجد مكافحة حقيقية لعمل الأطفال في العراق؛ فالواقع يشير إلى تحوله إلى ظاهرة رائجة تكيّف معها المواطنون، حتى وصلت حد الاستغلال من بعض الجهات، وصولا إلى تأسيس شركات للتسول، وظهور أعمال يكون الطفل أداتها الرئيسة.

محمود.. يعمل ويدرس

يقول محمود لـ”طريق الشعب”، ان والده مقعد وانه طالب مدرسة ويعمل في آن واحد: “باستثناء ايام الامتحانات اتفرغ للدراسة ولا اخرج للعمل، حتى تمكنت هذا العام من تحقيق الاعفاء بكامل المواد الدراسية”.

ويضيف، “انا في السوق لا أبيع الأكياس فقط، إنما أساعد النساء على نقل أغراضهن من المحال التجارية إلى بيوتهن”، لافتا الى القول “حين دخلت السوق اول مرة، لم أكن أعرف أحداً، حتى أنني تعرضت للضرب من قبل أطفال في نفس عمري باعتباري منافساً جديداً لهم. ومع مرور الوقت، أصبحوا أصدقائي. الكثير من الاطفال يعملون في السوق، سواءً بمجال بيع الأكياس أم أعمال أخرى كحمالين، وفي توصيل الطلبات أو الشاي”.

وزارتان تتحملان المسؤولية

تقول عضو لجنة المرأة والأسرة والطفولة البرلمانية كفاح السوادني: ان “كل ما يطرح دخل اللجنة بخصوص مناهضة عمالة الأطفال هي مجرد أفكار، لم ترتقِ بعد الى مستوى مقترحات قانونية”.

وتضيف لـ”طريق الشعب”، ان “العراق وعلى الرغم من انه في مقدمة البلدان المصادقة على الاتفاقيات الدولية لمناهضة عمالة الأطفال، إلا انه يفتقر إلى جدية الجهاز التنفيذي في تطبيق بنود هذه الاتفاقيات، الامر الذي جعله في مقدمة البلدان التي تعاني من انهيار واقع الطفولة”.

وتذكر، أن “هناك الكثير من المتنفذين يعملون لتحقيق مصالحهم الخاصة، بعيدا عن المصلحة الوطنية”، محملة وزارتي الداخلية والعمل مسؤولية عدم محاسبة المخالفين للاتفاقيات والقوانين الدستورية، التي تصب في مصلحة الطفل.

قانون حماية الطفل

رئيسة لجنة المرأة والاسرة والطفولة البرلمانية دنيا الشمري، قالت لـ”طريق الشعب”، ان “اللجنة تحرص على الاسراع في اقرار قانون حماية الطفل، الذي يتضمن فرض عقوبات على الاسر وارباب العمل، الذين يستغلون الاطفال في اعمال ومهن صعبة وخطرة، من بينها التسول”.

واضافت الشمري، ان “الحكومة، ولمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عمالة الاطفال، عملت على اتخاذ عدة اجراءات لتحسين دخل السر المتعففة، منها المنحة الطلابية ومساندتهم في توفير متطلبات التعليم لابنائهم”.

أسباب عمالة الأطفال

بدوره، عدّ رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، هذا اليوم “فرصة للتأكيد على المشاكل التي تُعيق تطور الطفولة في العراق”.

وقال الغراوي في حديث مع “طريق الشعب”: أن “الأطفال في العراق ما زالوا يعانون من مشاكل وعوائق مرتبطة بحقوق الإنسان، إضافة الى تحديات مجتمعية عديدة”.

وأضاف، ان “العراق يحتل المرتبة الرابعة في عمالة الاطفال بعد اليمن والسودان ومصر”، مشيرا الى ان نسبة عمالة الأطفال في السودان تصل الى 12.6 في المائة، وفي اليمن إلى 13.6في المائة، وذلك للفئات العمرية التي تتراوح بين (4- 15) عاما، وينطبق ذلك على مصر والعراق أيضًا؛ ففي مصر يعمل نحو 1.2 بالمائة ضمن الفئة العمرية من 4 - 15 عامًا. أما في العراق، فتصل النسبة إلى 4.9 في المائة لذات الفئات العمرية.

وتابع الغراوي، أن “الأسباب المؤدية لارتفاع عمالة الأطفال تشمل النزوح، العنف الأسري، وضعف التشريعات القانونية، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي تُسهم في ارتفاع معدلات البطالة والفقر”، مضيفا انه “على الرغم من المصادقة على الاتفاقيات الدولية، تبقى نسب عمالة الأطفال في العراق مرتفعة، ما يُحتم الحاجة إلى بذل جهود أكبر لحماية حقوق الأطفال وضمان مستقبل أفضل لهم”.

مهن خطرة

فيما قال رئيس جمعية حماية وطوير الاسرة حقي كريم: ان “غياب قانون التعليم الإلزامي وارتفاع نسب الطلاق في مقدمة الأسباب التي ادت الى ارتفاع نسب عمالة الأطفال، واستغلالهم من قبل عصابات التسول، إضافة الى اضطرار الكثير من العوائل الذين يعانون من فقر شديد لتوجيه أطفالهم الى العمل”.

وتطرق كريم الى مخاطر العمل التي تواجه الطفولة في العراق، قائلا: ان “هناك ما بين 30 -40 بالمائة من الأطفال يعملون في مهن صعبة، منها ورش تصليح مركبات الحمل الكبيرة والنجارة والحدادة”.

وذكر انه “على الرغم من الزيارات المتكررة لفرق تفتيش وزارة العمل إلى ورش عمل الحدادة التي تزدحم فيها عمالة الأطفال، لم نلحظ أية إجراءات رادعة بحق المخالفين”، منبّها الى ان هناك الكثير من الاطفال تعرضوا الى اصابات عمل، ومنهم من توفي بسبب مخاطر العمل، بينما لم يلقوا اي تعويض او رعاية صحية”.

ونبّه الى وجود ضرورة ملحة ان تعمل الحكومة على مناقشة برامج عمل كفيلة بتغير واقع الطفولة في البلاد في مقدمتها جعل التعليم الزامي وتحسين الواقع الاقتصادي للاسر، خاصة وان البلاد من الدول التي صادقت على اتفاقيات مناهضة عمالة الاطفال.

دورات صيفية ترفيهية

بدورها، أكدت الباحثة الاقتصادية حوراء الياسري في تصريح صحفي، أنّ “شوارع العاصمة بغداد والمحافظات مليئة بالأطفال العاملين والمتسوّلين، بسبب الوضع الاقتصادي المتردّي السائد في العراق”، موضحا أنّ “التقارير الدولية تبيّن أنّ نحو أربعة ملايين عراقي هم تحت خط الفقر، غالبيتهم من الأطفال”.

ولفتت إلى أنّ إحصاءات وزارة التخطيط تفيد بأنّ عمالة الأطفال تمثّل ما بين 1 و2 في المائة من سوق العمل، محذرة من أنّ “عمالة الأطفال تمثّل خطراً كبيراً، لأنّها وصلت إلى المرحلة الأشدّ سواءً في تاريخ البلاد، بسبب قوانين الدولة المشلولة التي لم تعالج أصل المشكلة المتعلقة بالوضع الاقتصادي المتردّي لعائلات كثيرة تزجّ بأبنائها في سوق العمل”.

وذكرت الياسري، أنّ “قوانين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق تنصّ على معاقبة المتسبّب في تشغيل الأطفال بعقوبة تتراوح ما بين غرامة مالية ووقف التصريح المعطى لربّ العمل، أو حتى وقف النشاط”، مضيفةً أنّ “قانون الاتّجار بالبشر يعاقب من يستغلّ شخصاً لا يعي حقّه، مثل الأطفال، بالسجن أو الغرامة المالية”.

وشرحت، أنّ الحدّ يكون من خلال “العمل على تحسين الوضع المعيشي للعائلات المتعفّفة، عبر منحهم القروض الميسّرة، ومراقبة ربّ الأسرة، والاستحصال على تعهّدات خطية بعدم زجّ أطفاله في سوق العمل مقابل تلك القروض”.

وشدّدت الياسري على “وجوب أنّ يكون لوزارة الشباب والرياضة في العراق دور مهم، من خلال زيادة الأنشطة الرياضية التي تستقطب الأطفال بالتنسيق مع وزارة التربية وتكثيف تلك الانشطة خلال العطلة الصيفية، وإعداد دورات صيفية ترفيهية. كذلك تفعيل برامج التعليم المسرّع لإعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة بالقدر الممكن”.

إهمال حكومي

وفي السياق، أفاد مدير مركز الشباب في الزعفرانية سمير عبد الله، ان “مراكز الشباب التابعة الى وزارة الشباب والرياضة كانت في السابق تطلق في العطلة الصيفية العديد من البرامج الرياضية والثقافية والفنية، لاستقطاب الاطفال كلا حسب اهتماماته وموهبته”، منبها الى ان المركز وقبل منح بنايته لمستثمر حولها الى كلية اهلية، كان يضم مدربين لتعليم الاطفال السباحة والملاكمة، وفيه قاعة مخصصة لدورات تعليم الحاسوب، وفن المسرح الصامت والأناشيد والرسم، اضافة الى فرق كرة الطائرة والقدم والسلة”.

واستهجن عبد الله، “اهمال المؤسسات الثقافية والرياضية والترفيهية ومحاربتها عبر احالة مؤسساتها الى الاستثمار من قبل القطاع الخاص، كتحويل مراكز الشباب التي كانت تستقطب الاطفال الى بارك لوقوف السيارات بدلا من دعمها وتأهيلها”، مشيرا الى ان ذلك “ساهم في انخراط الاطفال ضمن توجهات اخرى، نتيجة الفراغ، بل وصل حال البعض منهم الى التورط في انشطة غير قانونية، من قبيل السرقة والتسوّل، وجمع القمامة وبيع المخدرات”.

***********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

هل عولجت عوامل صعود داعش؟!

كتب عباس كاظم مقالاً لموقع المجلس الأطلسي أشار فيه إلى أنه ورغم سقوط داعش فإن الظروف التي أدت إلى ظهور هذا التنظيم الإرهابي ما زالت فاعلة في العراق. فرغم الإشادة بالانتخابات العامة التي جرت وتجري، باعتبارها مؤشراً على التحول الديمقراطي، ورغم ما يحققه فيها روؤساء الحكومات المتعاقبة، من ما يمكن تسويقه كتفويض كبير لهم، فإن أغلبهم يفتقرون إلى الشعبية والتأييد بين المواطنين.

ظهور داعش

وذكر المقال بأن العام 2014 كان مثالاً على هذه الحالة، ففي خضم الخلافات بشأن تشكيل الحكومة، قامت جماعة إرهابية تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بمداهمة مدن محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، واستولت على كامل الأراضي في عملية واحدة وخلال ساعات، مخلفة انهياراً شاملاً لعدد من فرق الجيش العراقي، ومعلنة عن نيتها في إقامة دولة اسلامية وفق تفسيرها لذلك.

ورغم الشلل الذي أصاب الحكومة العراقية واستمرار انهيار القوات المسلحة ونقص الدعم العسكري من المجتمع الدولي، تمكن العراقيون واصدقاؤهم من إحباط التهديد الوجودي الأكبر الذي واجهه العراق منذ تأسيسه في عام 1920. واعتبر الكاتب دفاع العراقيين عن ديمقراطيتهم الناشئة، وإن كانت معيبة وغير مؤكدة، وتطوع عشرات الآلاف، ودعوة المرجعية الدينية العليا، واستعادة قطعات من القوات المسلحة لتماسكها، ودعم المجتمع الدولي، عوامل هامة لتحقيق ذلك. وأعرب الكاتب عن اعتقاده بان عدم استسلام العراقيين في تلك اللحظات الحرجة، أنقذ أحلامهم الديمقراطية من نهاية كارثية تشبه إلى حد كبير ما حدث في أفغانستان في ظل ظروف مماثلة في عام 2021.

العراق بعد انهيار داعش

وذكر المقال بأن العراق وفي السنوات التي أعقبت هزيمة داعش عام 2017، تمكن من إحراز تقدم في مواجهة التحديات الخطيرة، حيث أُعيد تنظيم القوات المسلحة لمنع حدوث انهيار أمني مماثل، حتى باتت هذه القوات محط الثقة محلياً ودولياً، وصار ممكناً للحكومة الحالية البحث عن أشكال جديدة للتعاون الثنائي مع الدول التي كانت تشكل التحالف الدولي، إضافة إلى الطلب من الأمم المتحدة إنهاء مهمة بعثتها (يونامي)، بحجة أن العراق لديه الآن مؤسسات ناضجة للتعاون مباشرة مع المنظمات الدولية مثل الدول الأخرى، وهو الطلب الذي صّوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع بالموافقة عليه.

تحديات قائمة

واشار الكاتب إلى أن ما يحتاجه العراق لضمان نجاحه على طريق الأمن والحكم الرشيد، هو معالجة الظروف التي ساعدت المجاميع الإرهابية على النجاح، وفي الصميم منها ثقافة الفساد السائدة وضعف الاقتصاد. وذكر الكاتب بأن هذين التحديين هما الأكثر إلحاحاً اليوم. فبقاء الاقتصاد ريعياً في البلاد، يعتمد بشكل كامل على عائدات النفط، التي لا تكفي لدعم التكاليف التشغيلية الحكومية أو ترك أموال إضافية للاستثمار في بناء اقتصاد قوي، يعّد الخطر الأول على مستقبل التنمية فيها. ولهذا فالسبيل الوحيد أمام العراق للخروج من المستنقع الاقتصادي الحالي هو اقتصاد متنوع يشجع الاستثمار والقطاع الخاص، ويخلق بيئة صحية يمكن للشركات الخاصة أن تزدهر فيها، مع بقاء الحكومة العراقية جهة تنظيمية في معظم القطاعات.

كما لابد، حسب المقال، إيلاء نفس الاهتمام للتهديد الخبيث المتمثل في الفساد. فبعد عقدين من التغيير السياسي، تعايشت النخب السياسية العراقية مع ثقافة الفساد الراسخة، التي ساهم فيها العديد من المسؤولين رفيعي المستوى. وقد حرم الفساد المالي والسياسي والإداري الممنهج الشعب العراقي من فرصة بناء دولة فاعلة وشفاء مجتمع عانى من صدمة خمسة عقود من الحروب والعقوبات الاقتصادية الدولية والإرهاب. ولا تزال الجهود المبذولة لمكافحة الفساد محدودة النطاق ولا تستهدف سوى مرتكبي الجرائم غير المهمين.

*************************************************************

عين على الأحداث

چا وينه حچيك ذاك؟

مع اقتراب الحرارة إلى نصف درجة الغليان، ومع التراجع المهول في ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة، كشف بعض الخبراء عن وجود عجز في انتاج الكهرباء يصل إلى 30 بالمائة، حيث تبلغ حاجة البلاد 35 ألف ميغاواط، فيما تزعم السلطات بأنها تنتج 24 ألف ميغاواط حالياً. هذا وفيما تصاعد غضب الناس المكتوين من عذابات هذه المشكلة، راحوا يستذكرون بسخرية وعود وزارة الكهرباء، بأن هذا الصيف سيكون أفضل من سابقه، مناشدين من بقي لديه ضمير، أن يرفع صوته محتجاً على نهب مليارات الدولارات في هذا القطاع، وأن يطالب بإصلاحه ومعالجة تسعيرة ونظام عمل المولدات الأهلية.

ضد الدستور

احتل العراق، وفق منظمات حقوقية، المرتبة الرابعة عربياً، في عمالة الأطفال بعد اليمن والسودان ومصر، حيث بلغت النسبة 4.9 بالمائة من الصغار، وذلك بسبب انخفاض دخل الأسرة وارتفاع معدلات البطالة والفقر والنزوح والعنف الأسري وضعف منظومة التشريعات القانونية الخاصة بحماية حقوق الطفل. هذا وفي الوقت الذي قدّر فيه عدد الإطفال العراقيين في سوق العمل المليون طفل، انتشرت بين هذه الفئات العمرية الصغيرة المخدرات والسرقة والتسول والتهرب المدرسي، فيما قيّمت وزارة العمل الحالة بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد، مما يعّد اعترافاً بتخلي حكومة المحاصصة عن مسؤولياتها الدستورية تجاه الإطفال وبالتالي تجاه مستقبل العراق.

عقدٌ على المأساة

مرت الذكرى العاشرة لسقوط مدينة الموصل الحبيبة بيد عصابات داعش الإرهابية وما أسفر عنه من جرائم مروعة ضد الناس والعمران. ورغم احتفاء المدينة والوطن كله بالقضاء على داعش، فإن الكثير من الآثار السلبية للمأساة لما تزل موجودةً، كعدم استقرار الوضع الأمني وتفشي الفساد والسلاح المنفلت، والضعف الشديد في المنظومة الصحية، وعدم تطبيق مفردات العدالة الانتقالية، وفرض الإتاوات والعمولات على مشاريع الإعمار، وتغول بعض الفاسدين وسيطرتهم على عدد من العمليات التجارية غير المشروعة، وتخلف التعليم وتفاقم أزمة السكن ونهب عقارات المسيحيين، وعدم معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تعيق عودة المهاجرين بسبب الإرهاب.

من أين يبدأ الإعوجاج؟!

حددت لجنة الاستثمار النيابية، سبب ارتفاع أسعار الوحدات السكنية الاستثمارية، بعدم وجود عقد ملزم للمستثمر مع وزارة المالية، مما يتيح له بيع الوحدات إلى آخرين ليتمكنوا من بيعها بدورهم بأي سعر يشاؤون. وحمّلت اللجنة مسؤولية هذه الثغرة لهيئات الاستثمار، التي لم تراقب الأرقام المختلفة بين الواقع وبين الجدوى الاقتصادية التي حددت للمشروع، ولم تتخذ أي اجراء عقابي أو حتى مجرد إنذار للمخالفين. هذا ويعتقد الناس بأن من الصعب أن يقتنع المرء بحدوث هذه الأخطاء، جراء الإهمال وحسن النية، وأن يتناسى حجم الفساد الذي ينخر هذا القطاع ويسبب كل هذا الفشل في حل أزمة السكن. 

نجاحات رغم التخريب

تجاوزت كمية المواد المخدرة المضبوطة خلال النصف الأول من هذا العام، الطن ونصف الطن، ليتجاوز حجم المؤثرات العقلية المصادرة خلال العامين الماضيين، خمسة أطنان، ولتبلغ الأحكام القضائية الصادرة بحق مدانين خلالهما عشرة إلى اربعة عشر ضعفاً مقارنة بعامي 2022 و2021. كما تم تفكيك 20 شبكة دولية و204 محلية. هذا وفيما يشيد الناس بنجاحات قواتنا الأمنية في مكافحة هذه الأفة الخطيرة، يطالبون بفضح هذه الشبكات وداعميها وقطع دابر الفساد الذي يغذيها ووضع برامج توعوية، وخاصة بين الشباب للحد من ضحاياها، ورفع درجات الحيطة في المدارس والجامعات، الأكثر استهدافاً في الأونة الأخيرة.

*******************************************************************

الصفحة الرابعة

مختصون وصفوه بأنه خطِر سياسيا وأمنيا مشروع البصرة ـ العقبة «هبة مجانية» من الحكومة العراقية الى دول المنطقة

بغداد ـ محمد التميمي

أثار مشروع خط نقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى ميناء العقبة الأردني، جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية، بشأن الغاية من إنشائه وجدواه الاقتصادية للعراق، والتحديات الأمنية المحتملة التي تواجهه، الأمر الذي جرّده من أية مقومات تجعله مشروعا واضحا ومفيدا للعراق والعراقيين.

تكلفة عالية

وقال الخبير في الشأن النفطي الدكتور بلال خليفة، ان تحديات كثيرة تواجه هذا المشروع، لعل أبرزها ما يخص الجانب الأمني، كونه يمتد من البصرة مروراَ بحديثة، ومن ثم دخوله الاردن وحتى ميناء العقبة، حيث يصعب مروره بصحراء المنطقة الغربية حيث ينشط داعش، وفي الداخل الأردني يواجه تحديا أمنيا أيضا.

وأضاف خليفة في حديث مع «طريق الشعب»، أن «ميناء العقبة يبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي حوالي 4 أميال بحرية. وفي حال عبوره الى مصر كما تقول بعض الاخبار، فهو حتماَ سيمر بالمياه الاقليمية للكيان الصهيوني، وبالتالي يجب ان نجلس معهم وتفاوض ونتفق على الترانزيت».

وزاد بالقول: إن الحكومة تقول ان الهدف من هذا المشروع هو استهداف الاسواق الاوروبية لبيع النفط، مبيناً ان «العراق ينتج اكثر من 4 مليون برميل: مليون منها للاستهلاك المحلي والباقي يصدر الى خارج البلد. تذهب منها بحدود مليون برميل الى الهند، و700 ـ 800 الف إلى الصين، وجزء الى كوريا الجنوبية. بما معناه ان الحصة الكبرى من بيعنا للنفط هي في السوق الآسيوي، اي اكثر من 2 مليون ونصف المليون برميل. ويتبقى من هذا كله 700 الف تذهب الى مختلف الأسواق الأوروبية والأمريكية والأفريقية».

ماذا عن طريق التنمية؟

ونبه الى ان «السوق الرئيس للنفط العراقي هو أسيا. واذا أنشئت منصة جديدة لتصدير النفط، فان عملية مرور السفينة عبر مضيق باب المندب الذي يعاني من مشاكل كثيرة، ومن ثم الى مضيق صفيران وتيران قرب الحدود الإسرائيلية، ستكون المسافة اكثر، ما يعني أن الكلفة ستكون اعلى بكثير بالنسبة للمستهلك؛ فعلى سبيل المثال ان السوق الصيني سيفضل الشراء عبر ميناء الفاو، كونه سيكون بكلفة أقل»، مشيرا الى أنه «لدينا منفذ الى السوق الأوروبي عبر ميناء جيهان، وبالتالي يفترض بنا حل هذه المشكلة مع تركيا، لرفع السعة التصديرية».

وتساءل خليفة عن «مدى حاجتنا الى مد انبوب العقبة لاستهداف السوق الاوروبية، في الوقت الذي تتبنى فيه الحكومة مشروع طريق التنمية، الذي يشمل مسارات عديدة للنقل البري والسككي والخدمات (النفط، الغاز، الطاقة المتجددة، الكابل الضوئي وغير ذلك).

وأكد ان هناك «حاجة ملحة لإعادة التفاوض وتقييم الانبوب الممتد الى بانياس عبر سوريا، وتحديد اضراره لاصلاحه، كونه اقرب الى السوق الأوربية، اذا ما كنا فعلاً نستهدف السوق الاوربية، اضافة الى ان كلفته ستكون اقل».

تطبيق قسري مع الكيان!

من جهته، قال الخبير النفطي حمزة الجواهري، ان «المشروع جرى تحريكه من قبل رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي في العام 2013، وتفاعل معه أسلافه، لكنه لم يُشرع بتنفيذه حتى جاءت صفقة القرن التي فرضها ترامب على الدول العربية من أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني الخبيث».

وأضاف الجواهري في حديث مع «طريق الشعب»، ان «هذه الصفقة اعتبرت خط البصرة ـ العقبة حجر الزاوية في مسألة التطبيع مع الكيان، لان هذا المشروع سوف يمنح الكيان الصهيوني القوة لمسك العراق من اليد التي تؤلمه، وليفرض عليه الأمر الواقع، كون العراق هو العقدة المستدامة أمام التطبيع الكامل مع بقية البلدان التي ما زالت ترفض التطبيع، وترفض الكيان، وتعتبر القدس عاصمة فلسطين».

وتابع الجواهري، ان «مرور السفن التي تنقل النفط من ميناء العقبة إلى البحر الأحمر لا بد لها من المرور عبر خليج العقبة ومضايق تيران، التي تسيطر عليها إسرائيل والدول الخمسة التي تتحكم بمضيق تيران بتفويض من الأمم المتحدة. وبهذه الطريقة سيكون المشروع عبارة عن حصان طروادة للتطبيع القسري مع الكيان».

الجدوى الاقتصادية للمشروع

وبالنسبة للجدوى الاقتصادية لهذا المشروع، قال انه «يمثل خسارة فادحة للعراق؛ فالتكلفة الأولية للمشروع تصل الى ٢٨ مليار دولار، وعند التشغيل يخسر العراق ما يزيد على ٧ مليارات دولار، وفقا للتقديرات بحدها الأدنى، والتي تستمر إلى اكثر من ٣٠ سنة».

وعن مستوى المخاطر، أوضح ان «الأنبوب يمر عبر وادي حوران الذي تسيطر عليه داعش، وتمنع القوات العراقية من العمل في الوادي بشكل تام. كما ان الخط في الجانب الأردني يمر في مناطق نفوذ الاخوان المسلمين والقاعدة وداعش، لذا فإن اي تفجير قد يسبب كوارث، ولا يمكن إصلاح الخط بسهولة. نحن نتحدث عن خسارة كميات كبيرة من النفط».

وخلص الى القول: ان الخيار الأفضل هو الاستمرار في تصدير النفط عبر الخليج الذي تعتبره دول العالم الكبرى جزءا من امنها القومي.

مصدر تمويل جديد للأردن

من جهته، قال الباحث في الشأن الاقتصادي، احمد عيد: انه «في ظل الأحداث والتوترات الإقليمية يعتبر الأنبوب النفطي العراقي باتجاه العقبة من البدائل الناجحة لتصدير النفط، لتجنب الخروقات المتكررة التي تتعرض لها ناقلات النفط عبر البحر، سواء كانت في الخليج العربي، او عن طريق ميناء عدن باتجاه البحر الأحمر».

وبيّن قائلا لـ»طريق الشعب»، انه في العام ١٩٨١ طرحت فكرة الأنبوب ثم أعيد طرحها في عام ١٩٨٣، وفي فترة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق قبل الغزو الأمريكي كانت الناقلات النفطية تنقل النفط باتجاه ميناء العقبة كمنفذ، بعد اتفاقية النفط مقابل الغذاء والدواء في حينها، لذا فانه «من الناحية الاقتصادية أكثر جدوى من النقل البحري والبري، لأنه يختصر الوقت والمسافة ويضمن وصول الكميات النفطية بأمان. كما يجعل العراق من البلدان التي تمتلك منافذ تصدير متعددة تصب في مصلحته لسد بلدان أوربا وأمريكا» بحسب رأيه.

وذكر عيد، ان «الكلفة التقديرية للمشروع لا تتجاوز 10 مليارات دولار، بطاقة تصديرية تصل إلى 3 ملايين برميل نفط يومياً، ويستفيد الأردن من هذا المشروع من خلال الرسوم المفروضة على الخط ضمن الأراضي الأردنية، بالإضافة إلى اعطاء حصة نفطية الى عمّان، يتفق عليها الجانبان».

وأردف عيد كلامه بأن هناك «إصرارا امريكيا على إكمال المشروع، في الوقت الذي اوقفت فيه واشنطن مساعداتها المالية لعمان، وأخذت تبحث عن مصادر تمويل جديدة للأردن، من بينها القطاع المصرفي الأردني الذي استحوذ على نسبة كبيرة لدى المصارف العراقية».

نحتاج لتنويع منافذنا 

من جهته، قال المدير السابق لإدارة المشاريع والتعاقدات في وزارة النفط، احسان العطار: إن مشاريعنا يجب أن تتم وفق خطوات محددة وبطريقة علمية، وتحديد الهدف من المشروع سواء كان مصفى أم خط انبوب، وبعد تحديد الهدف يخضع لدراسة جدوى فنية واقتصادية».

واضاف قائلا لـ»طريق الشعب»، أن «الهدف من مشروع العقبة قد يكون اكبر من زيادة الطاقة التصديرية، فنحن لدينا منافذ، لكن قد تكون الغاية منه خلق مرونة عالية واحتياط لما قد يحدث من تقلبات جيوسياسية، كون العراق جزءا من 49 دولة ليست لديها سواحل لا على البحر او المحيط».

وحذّر من «التعاطي مع هذه المشاريع على انها هبة سياسية، وأن نعطي كميات من النفط بشكل مجاني الى البلدان التي يمر عبرها هذا الانبوب».

وخلص الى القول: ان «كمية النفط التي تشتريها اسواق اوروبا من النفط العراقي قليلة، لأن لديها أسواقا أخرى تفضلها على العراق، أما السوق الاسيوي فهو المشتري الأكبر للخام العراقي».

***********************************************************

وقفة اقتصادية.. السياسة السعرية وأبعادها الاجتماعية

إبراهيم المشهداني

يواجه العراقيون بصورة متنامية في حياتهم اليومية صعوبة الحصول على شروط الحياة المعيشية اللائقة وفي مقدمتها بضائع الاستهلاك اليومي الكفيلة بإدامة حياتهم وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تضاعفت بشل خطير وما زالت وبنسب تزيد عن نسبة انخفاض قيمة الدينار العراقي وهو الخطوة الأبلغ ضررا التي أقدمت عليها الحكومة العراقية وبررت ذلك في حينه بتوفير الكتلة النقدية الضامنة لتسديد رواتب الموظفين ودعم النمو الاقتصادي عبر تنشيط حوافز المنافسة في قطاع الانتاج.

نظريا، مستوى الأسعار يتحدد في السوق من خلال تقاطع منحني العرض والطلب فإذا زاد العرض وظل الطلب ثابتا فإن الأسعار تأخذ في الانخفاض إلى أن يتحدد توازن جديد والعكس إذا انخفض العرض وزاد الطلب فإن هذا المستوى سيرتفع حتى يتحقق توازن جديد وهذه القاعدة تنطبق على الطلب أيضا، غير أن العرض والطلب يتأثران بعوامل عدة من بينها تنامي عمليات التنمية الاقتصادية في القطاعات السلعية بالإضافة إلى السياسات المالية والنقدية والقيمة الحقيقية للعملة الوطنية المتداولة في السوق، فإن انخفاض قيمة الدينار العراقي إزاء الدولار أدى إلى إضعاف القوة الشرائية للمواطن من جهة وإلى ارتفاع الأسعار من جهة أخرى بالنسبة للسلع المستوردة بشكل خاص .

والحكومة بحكم صلاحياتها تتدخل في رفع أسعار بعض السلع في السوق أما لضائقة مالية وهذه ترجع إلى السياسة السعرية التي تنتهجها بعيدا عن عوامل العرض والطلب، أو لنصائح مؤسسات دولية معروفة مما تنعكس نتائجها على بقية القطاعات الاقتصادية والخدمية، فعلى سبيل المثال أقدمت الحكومة على رفع أسعار المنتجات النفطية للبنزين بنوعيه المحسن والممتاز ما قادت إلى زيادة تكاليف النقل وبالتالي ارتفاع أجور النقل بالتبعية، مع أن أسعار هذه المادة منخفضة على المستوى العالمي وخاصة الدول المنتجة للبترول. وليس بعيدا عن هذا الاجراء إقدام الحكومة على فرض ضرائب جديدة  على 125 جهة في القطاع الخاص وتوسيع دائرة الغرامات والرسوم كما فعلت بعد ازمة عام       2014، والحكومة تدرك آثار هذه القرارات والإجراءات على الشرائح الاجتماعية الأوسع في المجتمع،  وان تواتر هذه القرارات من حيث نتائجها  سيزيد  من عدد العراقيين تحت خط الفقر البالغ عددها حاليا 13 مليون نسمة، وتأتي في ذات الوقت من أن الدولة عاجزة عن تحسين الخدمات أو رفع الأجور والرواتب بما يقابل هذه الأعباء التي فرضتها الحكومة، ولا يسع المواطنون من تحمل أعبائها الثقيلة، تأتي هذه التدابير لتوفير 20 تريليون دينار إلى موازنة 2024 من مصادر غير نفطية ألزمت الحكومة نفسها بتوفير هذا المبلغ .

   إن ارتفاع مستويات الأسعار بشكل عام أو في بعض هياكلها سيؤدي بالضرورة إلى ارتفاع معدلات التضخم  وحسب تصريحات وزارة التخطيط فان نسبة التضخم أقل من 7 في المائة للفترة من آب 2021 لغاية آب 2022 وهو رقم يقل عن تصريح سابق يشير إلى نسبة 8 في المائة، أما معدلات التضخم القطاعية فهي تشكل 11 في المائة في المواد الغذائية ومعدلاته في أسعار السكن والماء والكهرباء 10 في المائة وفي مستوى النقل 17 في المائة أما في الخدمات الطبية والصحية فتبلغ 28 في المائة بالمقارنة مع تموز في عام 2019  ولنتصور معا الأعباء المعيشية التي تتحملها  الطبقة المتوسطة أو الفقيرة سواء بسواء .

  ويتضح مما تقدم ان أسعار المواد الاساسية اجمالا  قد ارتفعت، ومن ذلك كله يتبين  حجم الخلل في السياسة الاقتصادية للدولة وبضمنها السياسة التجارية، مما يتعين وضع استراتيجية واقعية قابلة للتنفيذ في مختلف جوانب الاقتصاد العراقي مع وضع سياسة سعرية جديدة الهدف منها قبل أي شيء آخر رفع قدرة المواطن العراقي الفقير على تحصيل قوت يومه وضمان حقه في العيش الكريم  وفقا للائحة حقوق الانسان  التابعة للأمم المتحدة   والمطالب الشعبية التي يزخر بها الشارع العراقي وهذا كله  لم يتحقق ما لم تكن هناك سياسة اقتصادية متكاملة مخططة لها وسائلها وأساليب تحقيقها.

*************************************************

الصفحة الخامسة

تُطلّ على الشوارع وتلاصق مباني سليمة المباني الآيلة للسقوط تهدد سكان الموصل

متابعة – طريق الشعب

لا تزال آثار الدمار شاخصة في مختلف مناطق مدينة الموصل، رغم مرور 7 سنوات على انتهاء معركة استعادة المدينة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. وتبدو ملامح الحرب واضحة عبر انتشار عدد كبير من المباني الآيلة للسقوط، لا سيما في مركز المدينة الذي يعرف باسم المدينة القديمة.

ويتخوف السكان من انهيار مبانٍ متضررة أو مدمرة على أخرى سليمة مجاورة أو على طرقات يسلكها المارة، لا سيما أن بعض هذه المباني تسبب في حوادث خلال السنوات التي أعقبت الحرب، أدت إلى إصابات ووفيات.

4 آلاف مبنى متضرر

يقول المهندس في دائرة مشاريع نينوى أحمد العباسي، أن “هناك نحو 4 آلاف مبنى متضرر في المدينة القديمة، منازل وعمارات ومحال تجارية”.

ويوضح في حديث صحفي أن “المدينة القديم مقسّمة إلى 12 منطقة تضم نحو 12 ألف مبنى، تضرر أكثر من 30 في المائة منها بسبب تعرضها لقصف جوي أو مدفعي أو تفجير سيارات مفخخة، أو بسبب وقوعها في أماكن شهدت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة خلال استعادة المدينة من إرهاب داعش”.

ويشير إلى أن “المباني الآيلة للسقوط تشكل خطرا على المدنيين، خاصة انها تطل على أزقة وشوارع وتجاور مباني سليمة”، منوّها إلى أن “بعض تلك المباني مهدد بالسقوط بسبب التقادم، خاصة تلك المشيّدة من الحجر والطين والجص”.

ويلفت العباسي إلى ان “السلطات المحلية لم تتخذ أي إجراءات لمعالجة مشكلة هذه المباني، بحجة وجود أولويات أكثر أهمية في ملف إعادة الإعمار”.

بين الحرب والتقادم والإهمال

من جانبها تقرّ مديرية بلدية الموصل بوجود مبانٍ كثيرة آيلة للسقوط في المنطقة القديمة، بعضها بسبب التعرض للقصف والتفجيرات، وآخر بسبب التقادم وانتهاء العمر الافتراضي.

ويقول مسؤول الإعلام في البلدية علاء الحيدر، أن “هناك عقارات متروكة ومهملة. ومع التقادم في العمر تصبح هذه المباني متهالكة ومعرضة للانهيار. وأي بناء له سقف زمني يرتبط بصلاحية مواد التشييد. لذا لا يمكن تصنيف المباني المتهالكة كلها بأنها آيلة للسقوط بسبب العمليات الحربية”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا: “جرى تشكيل لجنة لمعالجة أوضاع المباني الآيلة للسقوط وفق المادة 59 من نظام الطرقات والمباني رقم 44 لسنة 1935، والذي أُخضع لتعديلات. وتحدد اللجنة الأجزاء الآيلة للسقوط، ثم تحوّل الملف إلى لجنة إعداد الكشف، وبعدها يُحول إلى شعبة المشاريع التابعة للبلدية من أجل تنفيذ أعمال الإزالة على نفقة بلدية الموصل”، مبينا أن “العقار الآيل للسقوط يُحجز في دائرة التسجيل العقاري حتى تسديد أجور الإزالة”.

ويشير الحيدر إلى أن “عمل اللجان المتخصصة واجه مشكلات على صعيد تأخير تزويدها بلائحة العقارات الآيلة للسقوط، وفقدان ملفات في دائرة التسجيل العقاري، ما منع إبلاغ أصحابها، وأخرّ إجراءات الإزالة”.

مخاطر تهدد حياة السكان

العميد في الدفاع المدني وعضو لجنة متابعة المباني الآيلة للسقوط في نينوى عماد نوري، يحذر من بقاء هذه المباني على حالها، كونها تهدد حياة السكان. ويقول في حديث صحفي ان “مباني المدينة القديمة معرضة للسقوط بفعل قدمها من جهة، ومن جهة أخرى بسبب العمليات الحربية”، مبينا أن “ملف معالجة تلك المباني لم يُحسم حتى الآن بسبب عدم قيام الكثيرين من أصحابها بتسجيلها لدى اللجان الخاصة. والسبب قد يعود إلى وجود ورثة في الأملاك، وهجرة أصحاب أملاك من المكون المسيحي”.

ويتابع نوري قائلا: “قامت اللجنة الخاصة بمتابعة الملف خلال الفترة الماضية، بتسجيل بعض المباني المدمرة، ثم نفذت بلدية الموصل عمليات لإزالتها بالتعاون مع أحد المستثمرين. وترافق ذلك مع حجز الأملاك حتى تسديد صاحب العقار تكاليف الإزالة.

وأخيراً، توقفت هذه الأعمال  بسبب وجود مبانٍ كثيرة آيلة للسقوط، تتطلب إزالتها توفير مبالغ مالية كبيرة”.

إعمار المباني يقع على عاتق المستأجرين!

أما عضو مجلس محافظة نينوى سمية الخابوري، فتقول أن “مباني كثيرة في المنطقة القديمة تضررت بفعل العمليات العسكرية، وهي لا تزال آيلة للسقوط في أي لحظة في حال عدم إعمارها أو إزالتها”، لافتة في حديث صحفي إلى أن “تأخر معالجة المباني المهدمة بالسقوط يرجع إلى أن الوقف السني الذي يملك عدداً كبيراً منها يرفض تبني إعمارها، وهو يطلب ذلك من المستأجرين، ما يثقل كاهل المواطنين الذين لا قدرة لهم على دفع مبالغ إعادة الإعمار”.

وتؤكد أن “معالجة المشكلة تتطلب تدخلاً حاسماً من مجلس محافظة نينوى ومجلس النواب والحكومة المركزية، إلى جانب الوقف السني نفسه وهيئة الاستثمار الخاصة به”، مشيرة إلى ان “لجنة الأوقاف في مجلس نينوى ستحرك الملف من أجل تسريع حسمه”.

وتلفت إلى ان “العديد من المباني المدمرة عمّرتها منظمات أو جمعيات أو محسنون، لكن العدد منها لا يزال على حاله، ولم تصل إليه يد الإعمار”.

الحكومة المحلية أهملت الملف

إلى ذلك، يحمّل الناشط الموصلي سيف آل حمدان الحكومات المحلية المتعاقبة في نينوى مسؤولية إهمال ملف المباني الآيلة للسقوط.

ويقول في حديث صحفي أن “الأهالي، وبعد انتهاء الحرب، كانوا يأملون من الحكومة أن تبذل جهدا في إعمار المناطق المتضررة، خاصة في الجانب الأيمن من المدينة، لكن الجميع فوجئ بأن الإعمار في ظل الحكومات المحلية السابقة اقتصر فقط على حملات تبليط الشوارع وتنظيم الأرصفة”.

ويلفت آل حمدان إلى ان “من أبرز المشكلات التي تبقي ملف المباني المدمرة قائماً، هي تأخر صرف مبالغ التعويضات للمتضررين من العمليات العسكرية”، داعيا الحكومة المحلية إلى وضع ملفي إعمار المدينة القديمة وتعويض المتضررين على رأس أولوياتها، مع مراعاة تراث المدينة الذي تعكسه مباني المنطقة القديمة.

******************************************************************

أزمة بنزين تضرب الأنبار

متابعة – طريق الشعب

شهدت محطات تعبئة الوقود في محافظة الانبار، أمس الأربعاء والأيام السابقة له، وقوف طوابير طويلة من العجلات في انتظار التزود بالبنزين.

ووفقا لما نقلته وكالات أنباء، فإن المحافظة تشهد حاليا أزمة وقود، وأن بعض أصحاب المحطات أبلغوا المواطنين بوجود شح في البنزين المحسّن والعادي.

وأوضحت الوكالات أن مسؤولي المحافظة لم يعلقوا على الأزمة حتى الآن، وسط مطالبات بإنهائها وجهها إليهم مواطنون.

*********************************************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية ومعها منظمة الحزب في الشامية بالتعازي والمواساة للرفيق غازي لفتة عطية العابدي (ابو لقاء)، بوفاة اخيه كريم (أبو سعد). وتعزي اللجنة المحلية في هذا المصاب، أيضا الرفيق سامي حاتم العابدي، لكون الفقيد عمّه.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته وذويه.

  • ببالغ الحزن والأسى، تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ألقوش نبأ رحيل الرفيق كورئيل ايشو خاميس، في فرنسا، عن عمر ناهز 72 عاما إثر وعكة صحية لم تمهله كثيرا.

الذكر الطيب للفقيد والتعازي الصادقة إلى أشقائه وابنيه صارم وايشو وابنته انتصار وجميع رفاق دربه وأصدقائه.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الرفيق حسين صباح (ابو علي).

والفقيد من مناضلي الحزب ومن المساهمين في غالبية نشاطاته بعد 2003.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط عائلة صديق الحزب محسن جابر شياع الدخاني (أبو شدراك)، بوفاته.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى، الرفيق عبد الحسين ناصر السماوي بوفاة خاله اثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف بوفاة صديق الحزب الشخصية الوطنية والاجتماعية الشيخ رسول صبي الخالدي، حفيد شهيد ثورة العشرين كاظم صبي الخالدي.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

***************************************************************

الصفحة السادسة

تحقيق أممي: الاحتلال الصهيوني ارتكب جرائم ضد الإنسانية في غزة

متابعة – طريق الشعب

يتجدد القصف الوحشي العدواني على قطاع غزة منذ 251 يوما ارتكب خلالها جيش الاحتلال جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، ولاتزال آلته الحربية المدمرة، بدعم من مختلف الدول الأوروبية والولايات المتحدة، تحصد المزيد من جرائم القتل، وفي الـ 24 ساعة الماضية ارتكب جيش الاحتلال 3 مجازر كان ضحيتها 40 شهيدا و120 مصابا.

 فيما أبلغت حركة حماس الوسطاء بردها على اقتراح وقف النار، ودعا قيادي في الحركة إلى الضغط على حكومة الاحتلال لإجبارها على وقف الحرب.

إبادة جماعية

قالت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة «مثل الإبادة».

وذكرت اللجنة في عرض سيقدم أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل أنه «تم استهداف رجال وصبيان فلسطينيين عبر جرائم ضد الإنسانية، مثل الإبادة والاضطهاد، بالإضافة إلى جرائم القتل والنقل القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو القاسية».

فيما اتهمت دولة الاحتلال الإسرائيلي، لجنة التحقيق بممارسة تمييز منهجي في حقها، وأكدت سفيرتها لدى الأمم المتحدة في جنيف ميراف إيلون شاحر في بيان أن «لجنة التحقيق أثبتت مرة جديدة أن تحركاتها تأتي كلها خدمة لأجندة سياسية تركز على مناهضة إسرائيل».

فيما قالت اللجنة: إن «إسرائيل عرقلت عملها ومنعت محققيها من الوصول إلى مناطق في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة».

«قائمة العار»

وفي سياق الإدانات المتتالية لدولة الاحتلال الصهيوني، أدرجت الأمم المتحدة قوات الجيش والأمن الإسرائيلي في «القائمة السوداء» والتي يطلق عليها (قائمة العار) للأطراف التي ارتكبت انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة خلال العام 2023.

وذكر تقرير أممي، ينشر اليوم الخميس، أن «الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ارتفعت بنسبة 155 في المائة خلال 2023، إذ تم تسجيل 7837 انتهاكا ضد 4247 طفلا فلسطينيا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية».

وبين التقرير أن « الانتهاكات ارتكبها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون غير الشرعيين»، وأوضح أن «الجيش وقوات الأمن الإسرائيلية مسؤولة عن 5698 من تلك الانتهاكات».

وذكر التقرير أن «إسرائيل اعتقلت 906 أطفال فلسطينيين، كما يعرقل الجيش الإسرائيلي وصول الأطفال إلى المساعدات الإنسانية في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية».

تلقت وابلا من الصواريخ

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن أكثر من 170 صاروخا أطلق من جنوب لبنان باتجاه مناطق الجليل وشمالي غور الأردن والجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلتين، وهو أكبر عدد من الصواريخ يطلقها حزب الله في يوم واحد منذ عملية طوفان الأقصى في العام الماضي. وذلك في رد على اغتيال أحد قادة حزب الله. وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن 21 فريق إطفاء و8 طائرات تواصل محاولة إخماد الحرائق الناجمة عن الصواريخ التي أطلقت من لبنان.

وقال حزب الله إنه استهدف بالصواريخ مصنع ‌‏بلاسان للصناعات العسكرية في ‏مستوطنة سعسع وقيادة الفيلق الشمالي بقاعدة عين زيتيم والمقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في عميعاد ومقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ وقذائف المدفعية، إضافة إلى ثكنة زرعيت.

كما أعلن الحزب أنه قصف مواقع الرمثا ورويسة القرن والسماقة والراهب في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلة، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة.

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق إن حرائق اندلعت في الشمال نتيجة سقوط بعض تلك الصواريخ، وأكد أن دفاعاته اعترضت عددا من الصواريخ، في حين سقط بعضها بمواقع عدة.

*******************************************************************

الانتخابات الفرنسية المبكرة: اليسار يتحالف.. واليمين يتحد مع المتطرفين

باريس- وكالات

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤتمراً صحفياً، أمس الأربعاء، بعد خسارة حزبه الفادحة في الانتخابات الأوروبية، التي حل على إثرها الجمعية الوطنية ودعا إلى انتخابات تشريعية مبكرة.

وأوضح ماكرون في مؤتمره الصحفي، خلفيات قراره المفاجئ، وهاجم فيه عددا من الأحزاب الفرنسية خاصة حزبي «التجمع الوطني» (يمين متطرف) وفرنسا الأبية (يسار).

فيما أكد في مقابلة مع مجلة فيغارو، أمس الأول، أنه «يرفض الاستقالة مهما كانت نتيجة الانتخابات المبكرة»

تحالف أحزاب اليسار

أعلنت أحزاب اليسار الأربعة الرئيسية – فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي والخضر والحزب الشيوعي، مساء الاثنين، أنها اتفقت مجددا على تقديم ترشيحات موحدة منذ الدورة الأولى تحت اسم «الجبهة الشعبية» وذلك رغم بروز انقسامات بينها خلال حملة الانتخابات الأوروبية.

ودعت هذه الأحزاب إلى المسيرات احتجاجية نهاية هذا الأسبوع بدعوة من النقابات الرئاسية.

وأكدت رئيسة حزب الخضر مارين توندولييه أنًه «تم التوصل إلى اتفاق يساري وذلك خلال المشاركة في مظاهرة في ساحة الريبوبليك في باريس ضد صعود اليمين المتطرف عقب الانتخابات الأوروبية».

من ناحية أخرى، أكد رئيس القائمة الاشتراكية رافايل غلوكسمان موقفه الحازم من حزب فرنسا الأبية بزعامة جان ميلانشون، وعلى الرغم من أنه استبعد ترشحه لمنصب رئيس الوزراء في حال فوز اليسار، إلا أنه لن يدعم ترشحه، مقابل دعمه المحتمل لرئيس نقابة الكونفدرالية الديموقراطية الفرنسية للعمل لوران برجيه لمنصب رئيس الوزراء، وهو اقتراح لم يحظ حتى الآن بتأييد أحزاب اليسار الأخرى.

وانتقد رئيس الوزراء الفرنسي هذا التحالف، واعتبر الاتفاق بالمقزز كونه يضم حزب فرنسا الأبية الذي اتهمه باتخاذ مواقف مبهمة بشأن معاداة السامية.

واستؤنفت، الثلاثاء المحادثات لتوضيح البرنامج المشترك والبت في مرشح هذه الأحزاب لمنصب رئيس الوزراء، فيما أشاد ميلانشون في تغريدة عبر منصة x»» بتخلي حزبه عن الأحقاد والسعي لبناء الوحدة الشعبية.

اليمين يتحالف مع اليمين المتطرف

وأحدثت دعوة رئيس حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي إلى تحالف غير مسبوق مع اليمين المتطرف صدمة داخل حزبه، وشكلت تطورا لافتا جديدا في فرنسا.

وانهالت الانتقادات اللاذعة على سيوتي وجرى اتهامه بـ «الخيانة والكذب ومراعاة المصلحة الشخصية».

وقال سيوتي في مقابلة تلفزيونية: «نحن بحاجة إلى التحالف، مع الحفاظ على هويتنا، مع حزب التجمع الوطني ومرشحيه»، وهو ما استدعى انتقادات حادة من كوادر عدة في حزبه نددوا بهذه الانعطافة غير المسبوقة.

وعلى الفور، استقال عدد من مسؤولي الحزب المحليين ونحو 10 من أعضاء مجلس الشيوخ

وكانت الصدمة قوية داخل حزب الجمهوريين الذي قرر مغادرته مسؤولون منتخبون محليون على إثر هذه التصريحات، وقال رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه: «لن أوافق، بأي حجة كانت، على اتفاق مع التجمع الوطني يخالف مصلحة فرنسا وتاريخنا».

في المقابل، رحب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقرار سيوتي، وقال رئيس الحزب جوردان بارديلا: «سيحصل اتفاق بين التجمع الوطني والجمهوريين»..

******************************************************************

على الرغم من تصدّر اليمين حزب العمل البلجيكي يواصل نجاحاته

رشيد غويلب

في التاسع من حزيران الجاري صوّت الناخبون البلجيكيون وانتخبوا ممثليهم في البرلمانين الوطني والأوربي وبرلمانات المناطق. وتمكن حزب العمل الماركسي من مواصلة نجاحاته التي دشنها في العقدين الأخيرين. فقد حصل في انتخابات البرلمان البلجيكي على 15 مقعدا، بزيادة 3 مقاعد على الانتخابات السابقة. وفي برلمان منطقة الفلمنك، حصل على 9 مقاعد، مقابل 4 مقاعد سابقا. اما في انتخابات البرلمان الأوروبي فأصبح حزب العمل أقوى حزب يساري في بلجيكا، بحصوله على 10,7 في المائة من مجموع الاصوات.

مفاجأة

وحقق الحزب في العاصمة الفلمنكية أنتويرب مفاجأة بحصوله على قرابة 22 في المائة، حتى أصبح ثاني أقوى حزب، متقدمًا بفارق كبير عن القوميين الفلمنكيين اليمينيين المتطرفين، الذين منحتهم التوقعات قوة أكبر.  وصرح رئيس كتلة حزب العمل البرلمانية في فلاندرز، خوسيه ديسي، لصحيفة محلية يومية: “انها نتيجة مذهلة».

في حملته الانتخابية توجه الحزب إلى جمهور واسع. وقال خوسيه دييسي موضحا: «ليس إلى الشباب فقط، بل أيضًا للعديد من العاملين في الموانئ وصناعة البتروكيماويات. كانوا مترددين في الاختيار بيننا وبين القوميين الفلمنكيين، لكننا ما زلنا قادرين على إقناع الكثير من الناس». وسيكون الهدف المقبل لحزب العمل في الانتخابات المحلية في تشرين الأول المقبل، وفق القيادي في الحزب وزعيمه السابق بيتر ميرتنز: « تشكيل ائتلاف يساري في برلمان مدينة أنتويرب من شأنه أن يلغي سياسة العقارات السيئة» المنتهجة حاليا..

نجاحات مستمرة

وجاءت نجاحات حزب العمل البلجيكي استمرارا لتطور ملفت للانتباه في سنوات يتراجع فيها اليسار في أغلب البلدان الأوربية. وكانت استطلاعات الراي التي سبقت هذه الانتخابات قد بيّنت ان الحزب يتغلغل ويتجذر في جميع مناطق البلاد، وأن نتائجه ستتضاعف في فلاندرز، وانها في والونيا وبروكسل تتجاوز 15 بالمائة، مقارنة بانتخابات 2019.

وقال رئيس حزب العمل راؤول هيديبو في المؤتمر الانتخابي لحزبه في أوائل آذار الفائت: «نرى أن المزيد والمزيد من الناس يريدون التغيير من اليسار»، و»إن أغلبية كبيرة من السكان تريد فرض ضريبة على المليارديرية، ونحن الحزب الوحيد الذي يطرح هذا المطلب. وبالنظر إلى الوضع الليبرالي الراهن، ولكن أيضا في ضوء كتلة الكراهية القومية في شمال البلاد، فإننا نمثل البديل الاجتماعي الذي ينمو بشكل عام ويعطي الأمل».

البرنامج الانتخابي

تضمن برنامج الحزب الانتخابي 1309 مقترحات، موزعة على 56 فصلا، غطت 4 ملفات رئيسية: العدالة الضريبية، والقوة الشرائية، وسياسة المناخ الاجتماعي ومكافحة امتيازات السياسيين.

وفي تحديد أولوياته اعتمد الحزب بشكل خاص على استطلاع كبير قام باجرائه. ويقول رئيس الحزب: «لقد أجرينا منذ أيلول الماضي 104.098  استطلاعاً، بمعنى 104.098حوارا أجريناها في الأشهر القليلة الماضية. وكنا آذانا صاغية للمواطنين في الموقع أو في الشركات أو عبر الإنترنت. وليس هناك حزب آخر يفعل ذلك. هذه ثروة هائلة.  فالكثير من الناس يشاركون لأنهم يريدون بديلاً، وهذا إنجاز ديمقراطي حقيقي حققناه بواسطة هذا الاستطلاع الكبير، ونحن فخورون به للغاية».

تجربة تستحق الاهتمام

وفي وقت تعيش فيه قوى اليسار الجذري في أوربا حالة تراجع ومصاعب جمة، ويصعب على أكثرها الوصول إلى إجابات ناجعة على الأسئلة المطروحة، يواصل حزب العمل البلجيكي نجاحاته الجماهيرية والانتخابية. وتقف وراء هذا النجاح جهود متميزة ووضوح فكري، وعملية تجديد متواصلة في بنى الحزب وآلياته وأدواته، مكنته من التحول من حزب ماركسي صغير لم تتجاوز عضويته 800 في عام 2003، إلى حزب يضم أكثر من 25 ألف رفيقة ورفيق.

وتعود جذور حزب العمل البلجيكي إلى الحركة الطلابية في عام 1968. ويؤكد قادته أنه ظل طيلة العقود الأولى من تاريخه حزب كادر ماوي صغير، يركز على العمل داخل المصانع. وفي عام 2008 قرر الحزب الانفتاح وتجديد نفسه سياسيا وفكريا وتنظيميا. وبنى الحزب توجهاته على طرح بديله بوضوح وعدم تبديد الجهد والوقت في سياسات تجريبية، بل اعتماد مقولة « مع الناس ومن أجلهم»، وجمع بين التحليل الملموس والممارسة، ومثل الخيار الوطني الجامع في بلد متعدد القوميات والثقافات، وها هو يسير منذ 16 عاما على سكة نجاح متصاعد.

صعوبة تشكيل الحكومة

على الصعيد الوطني، حصلت أكبر كتلة برلمانية، كما هو الحال في فلاندرز، هي كتلة «التحالف الفلمنكي الجديد» على 24 مقعدًا، بخسارة مقعد واحد، تليها مباشرة كتلة الفلمنكيين القوميين، التي حصلت على مقعدين إضافيين. تمامًا مثل حركة الإصلاح الليبرالية اليمينية البالونية، بزيادة ستة مقاعد، وأصبح لدى اليمين المتطرف الآن 20 مقعدًا. وحقق الاجتماعيون المسيحيون أكبر زيادة بحصولهم على 14 مقعدا، مقابل 5 سابقا.

ومرة أخرى سيواجه تشكيل الحكومة مفاوضات صعبة، بسبب عدم توفر أكثرية للأطراف الفائزة. لقد استقال رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو، لكنه سيبقى في منصبه حتى يتم انتخاب خليفته، بعد ان تراجعت مقاعد حزبه الليبرالي الفلمنكي المفتوح من 12 إلى 7 مقاعد.

***********************************************************

التقارب مع روسيا: رسالة الجيش السوداني في بريد المجتمع الدولي

السودان - قرشي عوض

حتى الآن لا يمكن قراءة الموقف الروسي من حرب السودان خارج نص الكلمة التي قدمتها ممثلة روسيا في مجلس الأمن في جلسته الأخيرة بشأن السودان، والتي لم تتجاوز التشديد على اعتبار النزاع شأنا داخليا يجب حله في إطار وطني عبر الحوار.  ودعت إلى وقف التدخل الخارجي والضغوط الدولية. وهذا موقف لا جديد فيه ولا يختلف عن المواقف التي أعلنتها كل من إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، وطالبتا فيها بحل النزاعات الأفريقية داخل البيت الأفريقي.

لكن رغم ذلك سارع الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش، للمطالبة باعطاء روسيا قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، وتفعيل الاتفاقيات السابقة بهذا الشأن والتي وقعتها حكومة الرئيس السابق عمر البشير مع القيادة الروسية. ثم سافر نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إلى موسكو وقال في تصريحات صحفية انهم بصدد بحث آفاق التعاون مع روسيا وتطويرها إلى اتفاق استراتيجي.

ولكن قيل لاحقا ان الزيارة إلى موسكو كانت مجرد رسالة في بريد الجهات الدولية والإقليمية التي تدعو للتفاوض، وتمارس مختلف الضغوط من اجل إجبار الطرفين على الوصول الي اتفاق ينهي الحرب، ويفتح طريق توصيل المساعدات الإنسانية، ويؤمن مسارات الخروج للعالقين في المناطق المشتعلة.

وربطت الحكومة ذلك بتنفيذ الدعم السريع لمخرجات منبر جدة في ايار قبل الماضي، بالخروج عن الأعيان المدنية ومنازل المواطنين وفك الحصار الذي تضربه على معسكرات الجيش. في حين يريد الدعم السريع ضمانات دولية لانفاذ هذه المطالب، تتمثل في دخول قوات أفريقية تفصل بين الطرفين، وتؤمّن المرافق العامة بعد انسحاب القوات المتقاتلة مسافة ٥٠ كيلو مترا في اتجاهين مختلفين من الخرطوم. و٢٠ كيلومتر من عواصم الولايات.  وهذا اقتراح سبق أن طرحه الاتحاد الأفريقي ورفضته الحكومة.  مما جعل الأوضاع تراوح مكانها واطال أمد جولة المفاوضات. وتأتي المناورة بالعلاقات الروسية في إطار سعي الحكومة لإقناع جهات بعينها بأنها لن تستجيب لأي ضغوط تفرض عليها أجندة لا تقبل بها.

ويبدو ان الخارجية الأمريكية لم تتسلم الرسالة السودانية.  وبحسب قناة الشرق فإنها أعلنت أن التقارب السوداني الروسي وإعطاء روسيا نقطة مراقبة على البحر الأحمر، من شأنه أن يطيل النزاع السوداني ويحوله إلى نزاع إقليمي يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وهذا يعني أنها لن تقف مكتوفة الأيدي. خاصة وأن إدارة بايدن تواجه نقدا في الكونغرس لموقفها تجاه النزاع السوداني، والذي وصفه بعض النواب بالمتهاون  وأنه افقد أمريكا هيبتها في القارة الأفريقية

**************************************************************

الصفحة السابعة

تحت أشعة الشمس الحارقة نساء يحاربن الفقر على قارعة الطرق

بغداد – نورس حسن

يدفع الفقر العديد من النساء إلى الجلوس طيلة النهار على الأرصفة وتحت أشعة الشمس الحارقة، لبيع البضائع المعروضة أمامهن، رغم المردود المالي القليل والتعب الجسدي.

وتعتبر ناشطة نسوية، انتشار النساء البائعات على الأرصفة تعبيرًا عن الارتفاع الشديد لنسب الفقر، وعدم كفاية رواتب الرعاية الاجتماعية.

قصص يومية

وعلى الرغم من بلوغ المواطنة تهاني أم علي الرابعة والخمسين من العمر، إلا أنها تضطر إلى الجلوس يوميًا على رصيف الشارع التجاري مقابل مول زيونة، لتبيع أعمالًا يدوية الصنع، وأدوات تجميل، إضافة إلى السجائر.

أم علي التي ترغب في حياة هانئة وهي في متوسط العمر، لم تستطع تحقيق ذلك، بعدما فقدت زوجها وهو معيلها الوحيد مع بناتها في حادث سير.

جهدت أم علي في الحصول على مصدر رزق ثابت من الجهات المعنية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، لكن ذلك لم يسفر عن نتيجة إيجابية، وما زال طلبها الرسمي من دون جواب.

وتقول لـ “طريق الشعب” إن “الوارد المالي من عملي على الرصيف قليل بسبب الانتشار الكبير للدكاكين والبسطيات، كما أن السيطرات الأمنية هي الأخرى تلاحقنا وتعمل على تهديدنا برفع البسطيات التي هي مصدر رزق الكثير من العوائل دون توفير البديل”.

وتتحدث المواطنة أم علي عن واقع حالها وتذكر أن “فرص العمل قليلة على الرغم من محاولتي، وأن إيجاد بديل عمل غير البسطية بحاجة إلى إمكانيات مادية كبيرة أعجز عن توفيرها، فإيجارات المحال التجارية تتجاوز الدفعة الأولى 3 ملايين وأيضًا تلحقها متطلبات الكهرباء والضربة”.

استغلال بشع

ويستغل البعض من أصحاب المحال التجارية حاجة الكثير من النساء إلى العمل بفرش بسطياتهن أمام محالهم التجارية، عبر ابتزازهن بدفع مبالغ مالية شهرية أو منحهم نسبة من الأرباح اليومية مقابل الموافقة على فرش البسطية أمام محالهم.

وفي هذا السياق، تقول أم شيماء لـ “طريق الشعب”، وهي إحدى بائعات الخضار في السوق، إن لكل سيدة مكانًا معلومًا “ويجري الاتفاق عليه مع أصحاب المحال، الذين يسمحون لنا بافتراش الرصيف أمام محالهم، شريطة ألا تضايق بضائعنا الزبائن، ولذا نحاول تقليص المساحة التي نشغلها”.

وتضيف “بعض أصحاب المحال التجارية يطلبون أجرةً للموافقة على افتتاح بسطيات أمام متاجرهم، لكن هناك البعض منهم يتعاونون مع النساء البائعات بحكم الظروف المعيشية الصعبة التي تواجههن واضطرارهن إلى العمل على الرصيف”.

ومع ساعات الصباح الأولى، تنطلق المواطنة قبيلة حمادي إلى علوة الخضار الرئيسية للتبضع، وافتتاح بسطيتها، على أن يكون كل شيء جاهزًا قبل الساعة 6 صباحًا.

المواطنة قبيلة (60 عامًا) وهي المعيلة الوحيدة لأسرتها بعد وفاة زوجها تقول لـ “طريق الشعب” إن معظم النسوة البائعات تجاوزن الستين عامًا، وهن من الأرامل أو بلا مُعيل، ولا يحصلن على رواتب الرعاية الاجتماعية.

وتفيد، أعمل في هذه المهنة منذ أربعة أعوام، ولدينا زبائن ثابتون، نعاني في فصل الصيف من الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، لكننا اعتدنا على الأمر”.

دخل محدود

وتطرقت السيدة إلى رواتب الرعاية الاجتماعية وتذكر أنها “شملت قبل عامين براتب الرعاية الاجتماعية، إلا أنه قليل ولا يسد شيئًا من متطلبات البيت”.

وتبيع المواطنة أم أركان، وقد جلس إلى جانبها ابنها في منطقة الزعفرانية، السكائر والعلكة وملابس الأطفال.

وتوضح أن “الدخل اليومي لا يتجاوز العشرة آلاف دينار من عملي على البسطية، وأنه على الرغم من الارهاق الشديد فإن الحاجة المادية تفرض المواصلة”.

بدورها، عدت الناشطة النسوية أبرار الساعدي أن “انتشار ظاهرة بائعات البسطيات، يُشير إلى ارتفاع نسب الفقر ومعاناة المرأة الاقتصادية”.

وتقول لـ “طريق الشعب”: “جميع الإجراءات الحكومية للنهوض بواقع العوائل الفقيرة، ترقيعية ودون المستوى المطلوب”، موضحة “فرواتب الرعاية الاجتماعية لا تسد شيئًا من متطلبات الأسرة مع الارتفاع الشديد في أسعار معظم المنتجات، حتى الغذائية منها”.

وتنبه الساعدي إلى أن “واقع المرأة بحاجة إلى نهضة قانونية كبيرة، تضع حدًا لجميع الانتهاكات والاستغلال التي تتعرض له”.

***************************************************

عين المرأة.. أرامل العراق .. بين الارقام والظلم ومرارات الحياة

انتصار الميالي

لم يكن اختيارها ان تكون أرملة، لكن الحروب والارهاب والسياسات غير المسؤولة وظلم الحكومات، جعلتها تصارع شظف العيش من اجل البقاء، رغم كل التحديات والويلات في بلد الثروات والامتيازات التي ينعم بها المسؤولون، بعيداً عن الشعور بالمسؤولية اتجاه شريحة هي اليوم بأمسّ الحاجة للدعم والرعاية والشعور بالأمان.

الحديث هنا ليس عن أرملة واحدة، بل عن جيش من الارامل يصل الى مليونين، يكافحن بكل الطرق لمواجهة صعوبات الحياة. وهذا الجيش يرعى ويربي أكثر من 8 ملايين يتيم، وبين الارقام هنالك نساء يتعرضن للظلم والعنف بكل الاشكال التي نتصورها، وربما لم نسمع عنها بعد؟!

وبعيدا عن الغرق في الارقام هناك اعداد كبيرة منهن أجبرن على العمل غير المنظم، وفيهن من اخترن العمل في الأسواق، وهذا بحد ذاته يحتاج الى جرأة وصمود أمام المضايقات والانتهاكات وظلم المجتمع. ومنهن من اخترن العمل في البيوت، أو في بيع الفواكه والخضراوات. واختار غيرهن البيع في الطرقات، أو التسول عند التقاطعات. مشاهد مؤلمة لا يمكن ان تتوقعها في بلد مثل العراق، خيراته قادرة على جعل الجميع ينعمون بالرفاهية والاستقرار، لكنه مصاب بتخمة الموازنات غير العادلة، التي تذهب لتأمين رفاهية المسؤول وضمان امتيازاته أكثر مما تذهب لخدمة الشعب وتوفير العيش الكريم له.

المرأة العراقية عموما والارملة خصوصا واقعة تحت طائلة الظلم الاجتماعي والتجاهل وعدم الاهتمام ، بدءا بالتقاليد العشائرية والممارسات المجحفة وصولا إلى بعض احكام القضاء التي تدعو لحل مشاكل الأرامل بالزواج منهن، وهذا ليس حلاً واقعياً. بالاضافة للإهمال الحكومي الواضح، وغياب الخطط الفعالة لمعالجة هذا الملف المهم. فلانتشال شريحة الارامل من الضياع والجوع المدقع، لابد من أجراءات حقيقية لتعزيز حقوقهم وحمايتهن من الاستغلال والابتزاز، ومن ضمنها اعتماد إصلاحات اجتماعية واقتصادية تضمن حصول الأرامل على الميراث والأرض والرواتب وغيرها من أشكال الحماية الاجتماعية والصحية، ودعم قدرتهن على إعالة أنفسهن وأسرهن والعيش بكرامة من خلال الحصول على فرص التعليم والتدريب والعمل الملائم والأجور المتساوية، ووقف الوصمات الاجتماعية التي تستبعد او تميز او تؤدي الى ممارسات ضارة وعنيفة ضد الارامل،  إضافة الى تحسين ظروفهن من حيث السكن، ليحصلن على المكان الآمن والملائم، ويعشن حياة مستقرة قائمة على احترام انسانيتهن.

*************************************************************

مركز حقوقي: 50 ألف حالة عنف أسري في العراق خلال ثلاث سنوات

بغداد –طريق الشعب

أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان فاضل الغراوي أن عام ٢٠٢٤ سجل ارتفاعا ملحوظا بمعدلات العنف الأسري حيث سجلت وزارة الداخلية 14 ألف حالة عنف أسري خلال النصف الاول من عام 2024.

وقال الغراوي في بيان، ان “عام ٢٠٢٢ شهد تسجيل ٢١ ألف حالة عنف أسري في حين شهد عام ٢٠٢٣ تسجيل ١٥ ألف حالة”. وبين ان “نسبة العنف المسجلة لدى مجلس القضاء ووزارة الداخلية هي ليست النسبة الحقيقية كون أغلب المعنفين يرفضون الذهاب إلى تسجيل بلاغات بسبب الخوف وبسبب الاعراف المجتمعية والتي قد تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف خلال الثلاث سنوات التي تم تسجيلها”.

وأضاف الغراوي أن “نسبة العنف الأسري الموجه ضد الاطفال تعد الأعلى تلتها نسبة العنف الأسري الموجه ضد النساء وبعد ذلك كبار السن في حين سجلت نسبة العنف الأسري الموجه ضد الرجال فقط ١٤ بالمائة من مجموع العنف الأسري”.

وبين ان “اسباب ارتفاع العنف الأسري تعزو إلى ارتفاع متطلبات المعيشة وقلة فرص العمل والضغط النفسي والازدحام السكاني وقلة الثقافة الزوجية والتأثر بما يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي من العنف إضافة إلى تعاطي المخدرات وضعف المنظومة القانونية”.

وطالب الغراوي الحكومة والبرلمان بالإسراع في تشريع قانون العنف الأسري وقانون حماية الطفل وقانون مناهضة التعذيب، كما طالب الفعاليات كافة بإصدار تقارير ودراسات عن أسباب ارتفاع ظاهرة العنف الأسري وإطلاق سياسة وطنية لحماية الأسرة والطفل من ظاهرة العنف الأسري.

*************************************************************

تكاليف مالية باهضة.. معاناة إضافية للمصابات بالأمراض السرطانية

بغداد – طريق الشعب

لا تقتصر معاناة مرضى الأمراض السرطانية على إصاباتهم فحسب، بل تمتد لتشمل تكاليف العلاجات الباهظة وندرة أجهزة الفحص في القطاع الصحي الحكومي، مما يؤدي إلى وفاة العديد من ذوي الدخل المحدود.

الخوف لا يفارق نور صادق منذ وفاة والدتها بسرطان الثدي قبل عام، حيث يحاصرها كابوس أن تواجه ذات المصير، خصوصًا مع ارتفاع معدلات التلوث في البلاد.

قصص مأساوية

تقول نور لـ “طريق الشعب” إن والدتها، بعد إصابتها بسرطان الثدي، خضعت لعملية استئصال الثدي، بالإضافة إلى جرعات كيميائية كانت تتلقاها شهريًا، لكن معاناتها انتهت بالوفاة في مستشفى مدينة الطب.

وتضيف أن “تكاليف علاج والدتها ‘تجاوزت الـ 25 مليون دينار خلال عام واحد، حيث يُطلب من المريض الحصول على علاجات وفحوصات من المراكز الصحية الخاصة، نظرًا لعدم توافرها في المستشفيات الحكومية، وقد تصل أسعارها إلى أكثر من مليون دينار”.

وأكدت أن معاناة مرضى السرطان تنبع أيضًا من تكاليف العلاج المرتفعة جدًا وعدم توافره في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية.

وتذكر نور أن “الأجهزة الطبية الخاصة بفحوصات مرضى الأمراض السرطانية محدودة، ويتوجب على المريض الانتظار لأيام، وقد تصل إلى عدة أشهر، حتى يحين دوره لإجراء الفحص الطبي المطلوب”.

وتنبه إلى أن “المعاناة لا تقف عند هذا الحد، فتعطل الأجهزة في المستشفيات الحكومية يزيد من معاناة المرضى بشكل عام، وليس مرضى الأمراض السرطانية فقط، مما يجبر الكثيرين على اللجوء إلى القطاع الخاص الذي يفرض أسعارًا مرتفعة بسبب ضعف الرقابة الحكومية على هذا القطاع”.

جلسات الاشعاع

المواطنة إلهام الكرخي، البالغة من العمر 55 عامًا، هي واحدة من المئات من النساء المصابات بسرطان الرحم. تذكر أن تشخيص إصابتها تأكد قبل خمسة أشهر، وهي الآن تتلقى العلاج عبر تناول الحبوب الكيميائية، على الرغم من خضوعها لعملية استئصال الرحم، وتخضع أيضًا لجلسات العلاج الإشعاعي بسبب انتشار المرض.

وتقول الكرخي لـ “طريق الشعب” إن “نتائج الفحوصات الأخيرة بعد آخر جرعة كيميائية كانت إيجابية، إلا أن جلسات الإشعاع التي خضعت لها في أحد المراكز الصحية الأهلية كانت باهظة الثمن”.

وتضيف: “هناك أجهزة فحص يحتاجها مرضى الأمراض السرطانية، تتوفر في مراكز القطاع الخاص فقط ومقابل مبالغ كبيرة جدًا، مثل جهاز الكشف عن الأمراض السرطانية (PET-CT) الذي تتجاوز تكلفته 900 دولار”.

وتتساءل: “إن تأمين الأدوية يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا عليّ، ويستهلك الكثير من تفكيري، على الرغم من كوني أستاذة جامعية متقاعدة، فكيف هو الحال بالنسبة للمواطنين ذوي الدخل المحدود؟”

وتفيد أنه على الرغم من توفير مستشفى مدينة الطب لبعض العلاجات بأسعار رمزية، إلا أن مرضى الأمراض السرطانية بحاجة إلى المزيد من الدعم، موضحة: ‘أضطر لشراء أدوية أخرى للتعامل مع الأعراض الجانبية من القطاع الخاص، فضلًا عن تكاليف الفحص الدوري وزرع العينات التي تتجاوز المليون دينار في كل مرة’.

وتتساءل مرة أخرى: “لو أن عائلتي تعجز عن تأمين هذا المبلغ، فماذا أفعل؟” وتكمل تساؤلاتها قائلة: إن “تكاليف العملية الجراحية تتراوح بين 10 إلى 15 مليون دينار، فكيف يمكن توفيرها من قبل العائلات محدودة الدخل؟”

وترى الكرخي أن “هناك الكثير من العائلات التي تعجز عن علاج مرضاها المصابين بأمراض خبيثة، بسبب التكاليف المالية الكبيرة، فضلًا عن قلة العلاجات التي يعتمد عليها في شفاء المريض من مرضه”.

صعوبات في تأمين العلاج

تواجه غالبية مرضى السرطان صعوبة في تأمين العلاجات، نظرًا لارتفاع تكلفتها التي تفوق دخل الفرد الشهري، وعلاوة على ذلك، فإنها غير متوفرة في المراكز الحكومية.

يقول الدكتور إبراهيم علي، المختص في علاج الأورام السرطانية، لـ “طريق الشعب” إن “القطاع الصحي الحكومي يعاني من محدودية التخصيصات المالية المخصصة لمرضى السرطان”، محذرًا من “إهمال كبير في القطاع الحكومي فيما يخص توفير العلاجات، حيث تتوفر معظمها في القطاع الخاص، مما يؤدي إلى إرهاق الكثير من المرضى”.

بالنسبة لندرة أجهزة الفحص الطبية، يذكر أنها “تمثل واحدة من أكبر التحديات التي نواجهها”، مشيرًا إلى أن “عدد الأجهزة المتاحة في المراكز الحكومية محدود وغير كافٍ بالمقارنة مع عدد الحالات الجديدة التي تصل يوميًا إلى المستشفيات”.

ويؤكد الدكتور إبراهيم على أهمية الكشف المبكر في إنقاذ حياة المصابين، قائلًا: “يساعدنا الكشف المبكر على إجراء عمليات جراحية بسيطة وبتكاليف أقل، مقارنةً بتكاليف العلاج ومتطلباته ومستوى خطورته في المراحل المتقدمة من المرض”.

وينبه إلى “ضرورة ملحة لتحمل الحكومة كامل التكاليف المالية لعلاج مرضى السرطان، حتى في القطاع الخاص، خاصةً وأن الحالة النفسية للمريض تلعب دورًا كبيرًا في استجابته للعلاج، وأن الضغوط المالية على المريض قد تؤدي إلى نتائج سلبية”.

**********************************************************

المنظمات النسوية  في فلسطين تواصل العمل ضد الاحتلال الصهيوني

متابعة – طريق الشعب

كشف تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بأن الحرب الاستعمارية على غزة قد تركت تداعيات كارثية على النساء والفتيات في مختلف المجالات. كما أنتجت تحديات هائلة للمنظمات التي تقودها النساء الفلسطينيات.

ورغم عملها في أكثر المناطق خطراً في غزة والضفة الغربية، فإن هذه المنظمات تعمل بشكل قاعدي مكنها من الوصول للنساء والفتيات.

وسلط التقرير الضوء على التزام هذه المنظمات الثابت بإنقاذ الأرواح، ودعواتها إلى استثمارات عاجلة ومنسقة في أنشطتها على الأرض.

في هذا الإطار فقد قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتوثيق كيفية تدهور حياة النساء والفتيات في مختلف المجالات، حيث تم إصدار ثلاث نشرات حتى الآن، ركزت على الأمن الغذائي والمياه والمأوى والصحة والسلامة، فيما تركز النشرة الرابعة على المنظمات التي تقودها النساء. وأطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة نشرتها الرابعة بعنوان «أصوات تنبع من القوة: مساهمات المنظمات التي تقودها نساء في الاستجابة الإنسانية على الأرض الفلسطينية المحتلة»، الصادرة في 11 حزيران/ يونيو الجاري، والتي تُركز فيها على المنظمات التي تقودها النساء وتعمل في قطاع غزة والضفة الغربية.

تواصل هذه المنظمات العمل في غزة والضفة الغربية، بالرغم من التحديات والمخاطر الأمنية الهائلة التي تواجهها. وفي غزة، تواجه هذه المنظمات حسب التقرير «مخاطر تهدد سلامة العاملات/ين فيها الشخصية، مع العلم بأن معظمهم من النازحين او من الفاقدين لعوائلهم».

وبيّنت التقرير أن الاحتلال الصهيوني قد قتل في غزة 11 من موظفي/ات هذه المنظمات، وأصيب 32 بجروح جراء القصف. مما زاد من الضغط النفسي على المتطوعين.

*****************************************************************

الصفحة الثامنة

الاستملاك الطائفي لماضي البلاد في ورقة بحثية الافتراس الثقافي لتراث العراق واستغلاله

إعداد: «الطريق الثقافي»

حين تقع العين على كلمة “افتراس” تتبادر الى الذهن في الحال صور النهش والالتهام اللذين تمارسهما الضواري، فيما الدم يقطر من انيابها واشداقها. لكن هذه الكلمة بالذات هي ما وجد كاتبو الورقة البحثية التي تحمل العنوان اعلاه (مع عبارة ملحقة: الاستملاك الطائفي لماضي العراق) انها تعبر بأمانة عن واقع التعامل مع التراث الثقافي في البلد اليوم.

لقد انجزت الورقة  في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) في لندن، وصدرت عنه سنة 2022. الا انها لم تحظ للأسف بما تستحق من اهتمام.

في أدناه عرض مكثف لأبرز ما عالجت من قضايا وما  خرجت به من خلاصات.

عن الافتراس وأبعاده

الافتراس ـ حسب الورقة ـ هو الاستغلال المدمر للموارد الثقافية لأغراض سياسية، وهو يشمل الاستحواذ على تلك الموارد ومصادرتها، وإعادة هيكلة المواقع الثقافية والدينية والمدن والبلدات بأكملها من قبل المؤسسات الفرعية التي استولت عليها المصالح الحزبية (مثل عمليات الترميم التي لا تراعي الطابع الثقافي والبعد الزمني الإنساني) فضلاً عن الوصاية على مدينة سامراء ذات الأهمية التاريخية، وما يماثلها من أعمال في مرقد النبي ذو الكفل الأثري في محافظة بابل. بل ويتجاوز الاستغلال ذلك الى إعادة كتابة التاريخ من قبل النخب الطائفية النافذة في البلاد بعد 2003.

يمتاز العراق بامتلاكه اكثر من 1500 موقع أثري، وما يفوق ذلك بكثير من المحفوظات والمخطوطات والآثار الثقافية واللوحات الفنية ذات الأهمية الوطنية. ومع هذا يعاني البلد من خسارة ثقافية غير مسبوقة في الإرث المادي، كذلك في  الإرث المعنوي الذي هو تجسيد لهويات الناس وتكريس اعتزازهم بتاريخهم الذي تآكل هو الآخر وتصدع. وهذا ليس بسبب الدكتاتورية والصراعات فحسب، إنما بسبب نظام المحاصصة الذي فرضه الاحتلال بتقسيمه السلطة على أساس تسييس الهويات الثقافية المتنوعة في البلاد وتمزيقها. ومما فاقم المشكلة أن التراث الثقافي أصبح مورداً إقتصادياً وسياسياً، وغدا بالتالي محط تنافس محموم بين الجماعات السياسية والدينية. فالموارد ببساطة لا تذهب للدولة، وبالمحصلة للشعب، إنما هي غنائم تذهب إلى مؤسسات فرعية وغالبا يتعذر الوثوق بتلك المؤسسات التي تتحكم بها المصالح الحزبية.

البدايات وما تلاها

وقد بدأت عملية الإفتراس الثقافي في اجواء عدم الاستقرار التي اعقبت اندلاع  الإنتفاضات غداة حرب الخليج 1991، عندما تعرضت متاحف العراق في محافظات الجنوب للنهب من قبل السراق وعصابات الجريمة المنظمة، وغمرت الآلاف من القطع الآثارية الأسواق الدولية للآثار. كما دمرت العقوبات الدولية التي فُرضت منذ أوائل التسعينات حتى عام 2003 التراث الثقافي في العراق، بفعل انخفاض تمويل الدولة لحمايته وحفظه وترويجه إلى مستويات لم يسبق لها مثيل. وكان من عواقب ذلك مغادرة خبراء التراث البلاد، بعد ان لم يعودوا قادرين على  اكتشاف المزيد، أو الترويج للتراث الموجود وإظهاره للعالم.

وبعد 2003 اصبحت الهجمات المسلحة على معالم التراث الثقافي سمة مشتركة للمشهدين السياسي والأمني، ودفعت تلك الاعتداءات على المجموعات والرموز الدينية، مثل مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010 قطاعات كبيرة من الطوائف المسيحية العراقية إلى الفرار من البلاد.

 واعتباراً من عام 2014 شنّ تنظيم داعش هجمات على أماكن العبادة والمقابر والمتاحف في مدينة الموصل، وعلى الرموز الأخرى للمجموعات العرقية والدينية والثقافية في البلاد. وكان تنظيم داعش يسعى بذلك طبعا إلى إعادة تشكيل العراق بما يتماشى مع أجندته كتنظيم أصولي.

شهادة تنقل الورقة عن ناشط بهائي قوله:

“العراق بلدنا، نحن عراقيون وهذا منبتُنا، لقد تعرضت طائفتنا للهجوم باستمرار ولم يتم توفير الحماية لنا، الجماعات الدينية المتطرفة تعتبرنا زنادقة، لقد اضطرّ العديد منا إلى الإختفاء عن الساحة ومعظمنا غادر البلاد، وعائلاتنا الآن مشتتة في بلدان مختلفة، إذ يُنظر إلينا من خلال معتقدنا وليس كمواطنين عراقيين”.

لقد أدّت عملية محو التراث الثقافي في شكلها المتطرف إلى تسوية مواقع أثرية ودينية وثقافية بأكملها بالأرض، فضلاً  عن ارتكاب جرائم بحق الأيزيديين والتركمان الشيعة وكذلك بحق السكان العرب الشيعة والسنة.

ومن المفارقات انه على الرغم من السياسة الإقصائية ثقافياً التي مارسها تنظيم داعش، فانه استغل الآثار العراقية كمصدر للدخل. ولا يزال جزء كبير من التراث المادي وغير المادي في المحافظات المتضررة، في حالة حطام.

ولئن سعت الجماعات المسلحة متمثلة بداعش والقاعدة إلى إعادة تشكيل المشهد الثقافي وبالتالي السياسي في العراق عن طريق العنف، فإن افتراس التراث من قبل النخب السياسية العراقية جرى ايضاً في ظل الحماية القانونية من جانب الدولة.

واتخذ هذا الإفتراس شكل الإستملاك التدريجي وإعادة التنظيم، إذ واصلت الأحزاب السياسية الطائفية في البلاد إجراء التغييرات في بابل وبغداد وأربيل وسامراء، بهدف إقامة إقطاعيات عرقية ودينية مرسّمة الحدود علناً. وبهذا المعنى فإن السيطرة على الثروات الثقافية وإدماجها في الروايات الطائفية المتنافسة، هي في حد ذاتها أشكال من العنف الرمزي، ترتبط بإقامة حدود متباينة عن قصد بين التاريخ المشترك والمجتمعات أصلاً.

الطائفية المدمرة

وتبين الورقة في العموم ان “المجتمعات العراقية” (وتعني الاطياف القومية والدينية والمذهبية المتنوعة) تعرضت للدمار بسبب الطائفية ونتائجها التي لا تعد ولا تحصى. وان التراث الثقافي وقع ضحية لهذه المشكلات، وكان اداة لها في الوقت عينه، مع تدخلات مسيّسة تضر بالتماسك الاجتماعي والعلاقات المجتمعية.

لقد أدت سياسة المحاصصة داخل الوكالات الحكومية العراقية إلى السعى للسيطرة على الوزرات من اجل استغلال مواردها. وما يعنينا هنا من تلك الوزارات، وزارة السياحة والآثار (وقبلها وبعدها وزارة الثقافة والسياحة والآثار)، التي مُنحت السيطرة عليها لمختلف الأحزاب السياسية المتعاقبة الشيعية والسنية والكردية.

بالإضافة إلى الإستغلال الممنهج للموارد من جانب تلك الأحزاب، تم أيضا تهميش دور الوزارة مراراً، وتجاهل دورها كمؤسسة مهمة فاعلة، وأدت مخصصات الميزانية غير الكافية لاسيما لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، إلى تقليص القدرة على تلبية إحتياجات العراق بشأن التراث الثقافي.

وينطوي استغلال الموارد من الممتلكات الثقافية على الافادة المالية من عقود توسيع مواقع التراث وترميمها، وقد افادت المؤسسات السياسية الدينية بالفعل من الفرص في هذا المجال. وتشير الورقة في هذا الشأن الى الفساد المستشري في مكاتب الاوقاف الدينية المدعومة  من طرف الأحزاب السياسية المهيمنة.

تحديات

إن أهم التحديات التي يواجهها التراث الثقافي العراقي اليوم، هو عدم توفر التمويل الضروري للحفاظ على الآثار والموروث التاريخي والثقافي وإعادة تطويرها والافادة منها. يضاف اليه  تحدي  العوامل البيئية وآثارها على المعالم والمباني، وتحدي إنعدام الإستقرار والأمن وما يؤدي إليه من تدمير للموروث العمراني، وتحدي الحاجة إلى توظيف حراس أمن للمواقع الاثرية والتراثية. وأخيرا ـ وهذا هو الأهم ـ تحدي النظام السياسي القائم على المحاصصة.

احياء روح الموصل

من جانب آخر تلقى التراث الثقافي العراقي في السنوات الماضية، عبر اليونسكو،  تمويلاً لا يستهان به من الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الاوربي ودول اخرى، بهدف اعادة بناء بعضٍ من اهم معالم مدينة الموصل الثقافية، التي دمرها تنظيم داعش.

بفضل هذا الدعم المهم وانطلاقا منه قدمت منظمة اليونسكو مبادرة “إحياء روح الموصل” الرامية الى إعادة بناء جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء، وترميم كنيستين، ومشاريع ترميم واسعة اخرى، اضيفت اليها لاحقا اعادة انشاء بعض البيوت التاريخية في مدينة البصرة.

ولكن تبين في ما بعد أن المشروع محفوف بالمشاكل، وبالفعل تعرض الى إنتقاد واسع في العراق لتجاهله التاريخ المعماري الغني لمدينة الموصل، ولعدم إشراك الخبرات العراقية والمؤسسات المهنية فيه، ومنها نقابة  المهندسين التي تضم أكثر من مائتي ألف منتسب.

وفي النهاية قدمت مبادرة الاحياء المذكورة  فائدة محدودة، خاصة وانها  تعاملت مع هيئة الآثار والتراث العراقية  والمؤسسات المحلية الاخرى ذات العلاقة باعتبارها مجرد جهات ميسِّرة بدلاً من كونها شريكاً فاعلاً.

المحاصصة وراء المصاعب

وفي شأن المبادرات المحلية داخل العراق لحماية التراث، تشير الورقة الى الدعوات المتزايدة من قبل خبراء التراث العراقي، بمن فيهم الأكاديميون، لتوحيد سياسة التراث في جميع أنحاء البلاد. غير إن هذا ـ كما تضيف الورقة ـ أمر صعب للغاية امام واقع التشظي السياسي المؤسسي والمحاصصة. فضلاً عن ان إضفاء الطابع الطائفي على جزء كبير من التراث يُصعّب الأمر، حيث يُنظر إلى التراث العباسي مثلا على إنه ليس عراقياً، وإنما يخص جماعة عراقية معينة!

خلاصات

لعل أبرز ما أمكن رصده في الورقة البحثية، من خلال كل ما سبق، هو التالي:

  • إن أهم عامل يتيح الافتراس الثقافي ويكرسه هو نظام المحاصصة الطائفية والاثنية المعتمد في حكم البلاد وادارتها، وهو نظام تقاسم السلطة بحسب التقسيمات والحصص الطائفية والقومية. وان انقاذ التراث الثقافي لا يبدو ممكنا ما بقيت المحاصصة مكرسة ومطبقة.
  • ان إضفاء الطابع الطائفي على التراث الثقافي يؤدي إلى تكريسه لتحقيق المكاسب الخاصة، والحد من دوره كمنفعة عامة متاحة لجميع العراقيين، كما يؤدي الى تفاقم التوترات الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد.
  • ان لا سبيل للتحكم في ما يجري على الساحة التراثية، ما لم يتم توحيد السياسات الخاصة بميدان التراث بما يخدم المصلحة العامة، مع تأمين الحماية للهيئة العامة للآثار والتراث وتطويرها وتمكينها ماليا وقانونيا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عن “الطريق الثقافي” - العدد 142

*******************************************************************

قراءة في البرنامج الصادر عن المؤتمر الخامس والأربعين لحزب اليسار السويدي

طريق الشعب ـ ستوكهولم

عقد حزب اليسار السويدي مؤتمره الخامس والاربعين في مدينة يونشوبنك للفترة بين5-8 أيار واقر برنامجا جديدا للحزب بعد مناقشات طويلة.

حول سياسته الخارجية ناقش المؤتمر مجموعة محاور منها فلسطين، أوكرانيا، الناتو والاتفاقية الأمريكية السويدية DCA.

فلسطين

في الشأن الفلسطيني أكد الحزب دعمه الدائم ومنذ سنوات طويلة لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة وتأسيس دولته المستقلة. ويرى الحزب أن حل الدولتين هو الأفضل حاليا لحل المشكلة الفلسطينية. وطرحت في المؤتمر اقتراحات أخرى مثل دولة واحدة ديمقراطية إلا أن هذه المقترحات قد رفضت. في البيان الخاص بالقضية الفلسطينية والوضع في غزة دعا المؤتمر إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وفرض عقوبات وإجراءات أخرى ضد إسرائيل مثل العقوبات الاقتصادية وعدم تصدير السلاح، وطالب بإصدار مذكرة اعتقال دولية بحق بنيامين نتنياهو، كما دعا إلى تحشيد القوى الدولية ضد الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الامم المتحدة. ووصف حزب اليسار ما يجري في غزة بأنه كارثة إنسانية بكل المعاني وأن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة لا تكتفي بذلك بل تهاجم الضفة الغربية وتهدد بتوسيع الحرب ومهاجمة لبنان. الحزب يستنكر دعم الحلفاء الغربيين لإسرائيل رغم جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ويعبر عن تقديره لدعم شعوب العالم لنضال الشعب الفلسطيني من خلال التظاهرات التي شملت أكثر دول العالم. كما ينوه الحزب بالتظاهرات المستمرة داخل اسرائيل المضادة لرئيس الوزراء نتانياهو، وفي نفس الوقت يعتبر حماس منظمة إرهابية، وأدان هجوم السابع من اكتوبر على إسرائيل وقال في وقتها إن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها لكنه يقول إن ما يحصل الآن ليس له علاقة بالدفاع عن النفس بل هو جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.

أوكرانيا

في الشأن الأوكراني يدين الحزب الغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ في 24/02/2022 والذي غير كل شيء في السياسة الدولية. وان السياسية العدوانية لروسيا تجاه دول الجوار يمكن ملاحظتها من خلال احتلال روسيا لجزيرة القرم منذ عام 2014. حزب اليسار يؤكد دعمه الشامل لأوكرانيا ضد الاحتلال، من أجل الحرية والديمقراطية. جدير بالذكر أن الحزب غير سياسته المعروفة ضد تصدير السلاح وهو الآن إلى جانب (تقديم ما هو مطلوب) من دعم انساني واقتصادي وعسكري إلى أوكرانيا. يعترف الحزب بأن أوكرانيا تعاني من مشاكل منذ فترة منها الفساد المستشري ولكنه يعتبرها دولة ديمقراطية حرة. ويشير الحزب إلى اتفاقه مع الحكومة السويدية اليمينية في موقفها من أوكرانيا ويشدد على اتخاذ عقوبات اقتصادية على روسيا منها منع تدفق صادرات الطاقة الروسية إلى أوربا عن طريق بحر البلطيق ويعتبر ذلك أيضا جزءا من سياسته البيئية. الحزب يطالب بمحاكمة الرئيس الروسي وطاقمه وتحميلهم مسؤولية الاحتلال ويعتقد بأن السلام يعني مغادرة روسيا من كل شبر في أوكرانيا بشكل كامل.

الناتو

عارض حزب اليسار عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي بشدة وكان يطالب بأجراء استفتاء شعبي غير ان أغلبية احزاب البرلمان قد قررت أن تتخذ السويد موقفها من خلال موافقة البرلمان، وأن إجراء الاستفتاء في هذا الأمر المعقد هو (إجراء غير عملي). والآن وبعد أن اصبحت السويد عضوا في الناتو فأن الحزب لا يطالب بالانسحاب من الناتو ويرى الحزب ان بإمكانه لعب دور المعارض الايجابي وان يعمل على بناء شكل من أشكال التوازن داخل الحلف من خلال تعاون السويد مع بلدان الشمال الاوربي. كما يطالب الحزب بأن تستمر السويد في اتباع سياسة مستقلة فيما يتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية وعدم أتباع سياسة الناتو طوال الوقت، أي أن على السويد أن تفكر بمصلحتها الذاتية. الحزب يرمي اللوم على تأرجح موقف الحزب الاشتراكي الديموقراطي السويدي من الناتو وتغير موقفة في ليلة وضحاها من ضد إلى مع الانضمام وكذلك موقف حزب ديمقراطي السويد العنصري الذي تغير موقفه ايضا.

عضو واحد من أصل سبعة اعضاء من السويد يمثل حزب اليسار الآن في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، ويقول بأنه يمارس سياسة المعارضة داخل الحلف وأنه يرغب بتشكيل تحالف يساري معارض داخل هذه الجمعية.

من جانب آخر وافق الحزب على الميزانية الدفاعية التي طرحتها الحكومة اليمينية لزيادة النفقات العسكرية التي تستهدف في غضون سنوات قليلة، تخصيص 2.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للميزانية الدفاعية.

اتفاقية DCA، اتفاقية الدفاع مع الولايات المتحدة

وهي اتفاقية ثنائية (فقط بين الولايات المتحدة الأمريكية والسويد) وهي تسير “في اتجاه واحد”، اي أن يتم فقط السماح لتواجد قوات الولايات المتحدة الأمريكية في السويد، وليس العكس! الحكومة السويدية كانت قد وقعت على الاتفاقية في ديسمبر 2023 وستتم دراستها في البرلمان واتخاذ القرار بشأنها في 18 حزيران هذا العام وهي تسمح للولايات المتحدة الامريكية باستخدام 67 قاعدة عسكرية في السويد. الغرض من هذه الاتفاقية هو تسهيل تواجد القوات الأمريكية في السويد (لفترة أطول من الزمن) وهي تشمل إضافة إلى لعسكريين، الأقارب، الموردين، الأمن، المباني، الخ، مواضيع الجرائم والعقوبات، الضرائب/الجمارك، السجل المدني...

حزب اليسار رفض هذه الاتفاقية DCA بأكملها وسيصوت بلا في البرلمان عند مناقشتها لكن للأسف توجد أغلبية برلمانية موافقة.

أما الحجج الرئيسية لحزب اليسار  ضد DCA فهي:

  1. لا نريد ولسنا بحاجة لقوات أمريكية متمركزة في السويد على الإطلاق لذلك لا داع لعقد مثل هذه الاتفاقية.
  2. الاتفاقية لا تتضمن أي قيود على إدخال الأسلحة النووية للسويد.
  3. لا نريد أنظمة خاصة تطبق فقط على الجنود الأمريكيين المتمركزين في السويد بل ان يكون الجميع تحت سلطة القانون السويدي.
  4. بالتأكيد لا نريد أنظمة خاصة للجنود الأمريكيين وأقاربهم في النظام القضائي فيما يتعلق بالجريمة.

يذكر ان الاتفاق يستند دائما على موافقة السويد على وجود قوات أمريكية على الأراضي السويدية، والسويد هي من تقرر الأنشطة التي يمكن القيام بها! ولكن…الغرض من الاتفاقية هو تسهيل وإزالة العمليات الإدارية والقدرة على اتخاذ القرارات بسرعة وبشكل سري. لذا…ماذا تعني الموافقة السويدية؟ هل سيمكن للسويد أن تقول يوما ما لا لأي شيء؟

وبهذا الخصوص فإن العديد من الصحفيين أعلنوا معارضتهم لهذه الاتفاقية ووصفوها بانها استسلام طوعي، وأن السويد ستكون دولة محتلة بطلبها. وكانت الحكومة السويدية ترغب بعدم اطلاع الجمهور على محتوى الاتفاقية قبل اقرارها من قبل البرلمان غير ان الصحفيين تمكنوا من الاطلاع عليها وفضح محتواها.

*******************************************************************

الصفحة التاسعة

الإيطالي أنتونيلي يخلف هاميلتون في مرسيدس

شتوتغارت ـ وكالات

أكدت تقارير صحفية، أن الإيطالي اليافع أندريا كيمي أنتونيلي سيقود سيارة فريق مرسيدس خلفا للبريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم 7 مرات في سباقات سيارات فورمولا-1، العام المقبل.

وتوصل الفريق الألماني، بحسب صحيفة «بيلد» لاتفاق مع السائق الإيطالي الواعد، فيما يستعد هاميلتون للرحيل عن مرسيدس للانضمام إلى فيراري الموسم المقبل في خطوة صادمة لعالم فورمولا-1، ومن المقرر أن ينضم أنتونيلي (17 عاما) للسائق البريطاني جورج راسل في تشكيلة الفريق.

**********************************************************************

العراق ينجز المهمة ويتقدم بالتصنيف الدولي

متابعة ـ طريق الشعب

نجح منتخب العراق في تحقيق الانتصار السادس له على التوالي في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، بتغلبه على فيتنام بنتيجة 3-1، سهرة الثلاثاء.

وجاءت ثلاثية المنتخب العراقي عن طريق اللاعب حسين علي في الدقيقة (12) وعلي جاسم في الدقيقة (71) وأيمن حسين في الدقيقة (90) في اللقاء الذي احتضنه ملعب البصرة الدولي بحضور جماهيري غفير.

وبهذا الفوز وصل رصيد المنتخب العراقي إلى النقطة 18 في صدارة ترتيب المجموعة السادسة من التصفيات، فيما توقف رصيد فيتنام عند النقطة السادسة في المركز الثالث.

الارتقاء في تصنيف فيفا

نجح منتخب العراق في تحقيق هدفه الأهم قبل قرعة التصفيات الآسيوية الحاسمة نهاية حزيران الحالي، إذ استثمر خسارة المنتخب السعودي أمام ضيفه الأردني (2-1) في مباراة أجريت بذات التوقيت.

وبفوزه على فيتنام وخسارة السعودية، دخل المنتخب العراقي فعليًا في التصنيف الثاني بقرعة تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة إلى كأس العالم، حيث سيرتقي إلى المركز الـ 55 عالميا مقابل هبوط المنتخب السعودي إلى المركز الـ 56.

للمرة الأولى في تاريخ العراق، ينجح منتخب أسود الرافدين في تخطي التصفيات الآسيوية المزدوجة بالعلامة الكاملة، حيث وصل رصيد العراق إلى النقطة 18 بعدما انتصار في 6 مباريات كاملة.

مشوار العراق في هذه التصفيات كان مميزًا، حيث تلقت شباكه فقط هدفين في المقابل، نجح أسود الرافدين في تسجيل 17 هدفًا في 6 مباريات وهي حصيلة تهديفية جيدة، إذ أصبح المنتخب العراقي خامس أكثر منتخب يسجل في التصفيات المزدوجة بعد كل من اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وقطر.

***************************************************************

وقفة رياضية.. إدامة ملاعب كرة القدم مهمة وطنية

منعم جابر

كنا قبل سنوات نمتلك ملعباً واحداً لكرة القدم تحت مسمى (ملعب الكشافة)، ثم أهدى لنا ورثة العراقي الأرمني المستر كولبنكيان ملعب الشعب.

واليوم هناك الكثير من الملاعب الحديثة التي تملأ المدن والمحافظات، وتحولت هذه الملاعب إلى قبلة للرياضيين وزوار الوطن، وهناك توجهات لزيادة هذه الملاعب، ولكن هذه الملاعب بحاجة إلى إدامتها ورعايتها والإشراف عليها، خاصة وانها تتعرض للاندثار ما لم تتم إدامتها وصيانتها بشكل مستمر، إذا ما علمنا أن أهم عنصر من عناصر أية لعبة هو أرضية الملعب ونوعيتها، وأن الواجب الوطني يتطلب الإشراف عليها بشكل دائم وحمايتها من النواقص والعيوب والظروف الجوية من حر وبرد، ما يؤثر سلباً على ارضيتها، وهذا لا يتم إلا من خلال العمل المتواصل تحت اشراف مهندسين زراعيين مختصين وعارفين بفنون الإشراف على الملاعب.

ونرى ان من الأفضل هو اختيار شركات متخصصة في إدامة الملاعب وصيانتها ورعاية أرضياتها ومنحها الاهتمام المطلوب، عندها سنتمكن من إدامة أرضيات ملاعبنا بشكل دائم.

عليه، أقول للمسؤولين في وزارة الشباب والرياضة عليكم باختيار المهندسين الزراعيين المختصين بإدامة الملاعب والتعاقد مع شركات او مكاتب من أجل الأشراف عليها وكما يقول المثل العراقي (انطي الخبز لخبازته).

إن خبرتنا في الاشراف على الملاعب والساحات الرياضية ما زالت محدودة وليست بالمستوى المطلوب، الأمر الذي يتطلب رعاية هذه الملاعب والساحات والاشراف عليها عن طريق المختصين من كوادر هندسية متخصصة في هذا المجال، فنحن لا نملك الخبرة الكافية لصيانتها ورعايتها، وعلينا أن نعطي الجهد والإشراف بيد المختصين، وأن نرسل بعض المختصين من العاملين في الأشراف على الملاعب إلى خارج العراق لزيادة خبرتهم وتجربتهم الميدانية في هذا المجال، عند ذاك سنتمكن من تحقيق النجاح المطلوب، وهنا نؤكد بأن إدامة الملاعب والإشراف عليها مهمة وطنية لا تقل عن المهمات الأخرى.

********************************************************

بورزينغيس يصر على اللعب امام دالاس مافريكس

بوسطن ـ وكالات

 

قال كريستابس بورزينغيس لاعب بوسطن سلتيكس، إنه عازم على اللعب أمام دالاس مافريكس في المباراة الثالثة من نهائيات دوري السلة الأمريكي للمحترفين «أن بي أيه»، رغم مخاوف الإصابة الجديدة التي أثارت الشكوك حيال لياقته البدنية.

وأعلن سلتيكس، أن بورزينغيس تعرّض لإصابة «نادرة» في ساقه اليسرى في المباراة الثانية، الأحد الماضي، ما سيدفع الفريق للتعامل معه بقاعدة «كل يوم على حِدَة» قبل المباراة الثالثة في دالاس، في وقت متأخر من اليوم الأربعاء.

وساهم العملاق العائد من إصابة أبعدته عن الملاعب لمدة شهر في تقدم سلتيكس في السلسلة 2-0، إلا أنه سقط ضحية الإصابة مجددا، وهي «تمزق في الشبكية الوسطى ما ينتج عنه خلع الوتر الخلفي في ساقه اليسرى».

وعلى الرغم من أن بورزينغيس (2.18 متر) شوهد وهو يمشي بشكل طبيعي في التمارين، إلا أن فريق سلتيكس قال إنه لن تتم المخاطرة باللاعب.

**********************************************

مباريات مؤجلة.. أربيل يستضيف الطلبة والجوية في اختبار صعب أمام زاخو

بغداد ـ طريق الشعب

يستضيف فريق أربيل نادي الطلبة على ملعب فرانسو حريري يوم غدا الجمعة في إطار مباراة مؤجلة لحساب الجولة الرابعة والعشرين من منافسات دوري نجوم العراق. ويريد الضيوف تحقيق الفوز على هاولير المتعثر هذا الموسم بهدف الارتقاء بسلم الترتيب، فيما يريد أربيل الهروب من المراكز المهددة بالهبوط.

يخوض فريق القوة الجوية مباراة صعبة عندما يحل ضيفا على زاخو في ملعبه يوم السبت المقبل في مباراة مؤجلة لحساب الجولة الثالثة والعشرين من دوري نجوم العراق.

ويهدف الصقور إلى تحقيق الفوز وتجاوز ازمة النتائج السلبية في الفترة الأخيرة، فيما يريد زاخو تحقيق الانتصار والاقتراب من المربع الذهبي.

**************************************************

جراء تعرضه للكسور عملية جراحية للدراج الألماني بوخمان

برلين ـ وكالات

خضع الدراج الألماني إيمانويل بوخمان لعملية جراحية، عقب تعرضه لكسور في حادث تصادم، خلال سباق سويسرا الدولي للدراجات، حسبما أعلن فريقه (بورا هانزجروه).

وقال الفريق، على حسابه الخاص بمنصة إكس (تويتر سابقا) للتواصل الاجتماعي: «كشفت الفحوصات إصابة بوخمان بكسر في الترقوة والفخذ.. ولذلك كان يحتاج للخضوع لعملية جراحية بسبب الإصابة».

وأصيب بوخمان (31 عاما) عندما تعرض لحادث، قبل وقت قصير من خط نهاية المرحلة الثانية من السباق، الذي يأتي ضمن التحضيرات لسباق فرنسا الدولي، يوم الاثنين الماضي.

ولا يزال من غير الواضح، متى يمكن لبوخمان المنافسة مرة أخرى.

وظهرت خلافات بين بوخمان وفريقه مؤخرا، بعد انتقاده المسؤولين على وسائل التواصل الاجتماعي، لعدم اختياره للمشاركة في سباق (جيرو دي إيطاليا) الشهر الماضي، مما دفع رالف دينك، مدير (بورا هانزجروه)، للقول إن بوخمان لن يتواجد مع الفريق، بعد نهاية الموسم الحالي.

********************************************************

بعد السعودية.. العراق يستعد لاستضافة البطولة الآسيوية للكيوكوشنكاي

متابعة ـ طريق الشعب

أكد رئيس الاتحاد العراقي والآسيوي للكيوكوشنكاي عمار عدنان وهيب، أنه تم عقد اجتماعات مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية السعودية لإدارة وتنظيم البطولة الآسيوية، المقرر انطلاقها في شهر آب المقبل بالرياض. وذكر وهيب أن “الاتحاد الآسيوي وافق على إقامة البطولة الآسيوية في العاصمة السعودية، الرياض”، مُشيرًا إلى أن “النسخة الثانية من البطولة ستُقام في العاصمة بغداد”. وأضاف أن “الوفد السعودي وافق على كافة الشروط التي وضعها الاتحاد، وقد طلبنا تقديم الدعم لبعض الدول الفقيرة بهدف زيادة المشاركة في البطولة”، مُوضحًا أن “البطولة ستُنظم وفقًا للوائح الاتحاد الدولي، وسيحضرها رئيس الاتحاد الدولي وسكرتيره، بالإضافة إلى الأمين العام للاتحاد الآسيوي”. وأشار وهيب إلى أن “ اللجنة العراقية التي ستتولى التحضير للبطولة المقبلة سيتم تشكيلها خلال الأيام القادمة”، مُطالبًا “وزير الشباب والرياضة بدعم مشاركة العراق في هذه البطولة واستضافتها”، مُنوهًا إلى أن “العديد من الدول العربية أبدت استعدادها للمشاركة في النسخة الجديدة من بطولة الكيوكوشنكاي في بغداد”. وختم بالقول إن “هناك مبادرة لإنشاء الاتحاد الخليجي للكيوكوشنكاي بالتعاون مع السعودية والكويت”.

**************************************************************

الجمعة.. اندية الممتاز تتنافس على بلوغ دوري النجوم

بغداد ـ طريق الشعب

تنطلق غدا الجمعة مباريات الجولة الأولى للأدوار النهائية لمنافسات الدوري الممتاز التأهيلية لدوري نجوم العراق للموسم المقبل 2024-2025. وتشارك في هذه المرحلة 8 أندية تأهلت للأدوار الحاسمة، حيث ستتنافس على بطاقتي الصعود لدوري نجوم العراق لكرة القدم. وتقام الجولة الأولى من الأدوار النهائية في الساعة 4:45 عصرا، حيث يستضيف فريق الناصرية فريق الرمادي، ويواجه فريق الكرمة فريق الجولان، بينما يلاعب فريق ديالى فريق المصافي، ويستضيف فريق بيشمركة السليمانية فريق الاتصالات. وقد قسمت الفرق الثمانية على مجموعتين، تضم المجموعة الأولى فرق الناصرية والجولان والرمادي والكرمة، بينما تضم المجموعة الثانية فرق ديالى وبيشمركة السليمانية ومصافي الوسط والاتصالات. وسيخوض بطل كل مجموعة المباراة النهائية لتحديد بطل الدوري، حيث سيصعد الفريقان معا إلى منافسات دوري نجوم العراق للموسم المقبل.

***************************************************

لونين على طاولة آرسنال

لندن ـ وكالات

يستعد الأوكراني أندريه لونين، للدخول في خيار صعب بخصوص تقرير مستقبله مع ريال مدريد هذا الصيف، بين الرحيل أو البقاء كحارس احتياطي.

لونين استغل غياب البلجيكي تيبو كورتوا عن معظم فترات الموسم الماضي بسبب إصابة بقطع في الرباط الصليبي، ليكون الحارس الأساسي لريال، حيث تألق بشكل لافت وساعد الفريق على الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني بفضل تصدياته الحاسمة، ليكون أحد أبطال الموسم تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي.

شبكة «كادينا كوب» قالت إن هناك بعض العروض القادمة للأوكراني، أبرزها من نادي آرسنال الإنجليزي الذي يبحث عن منافس لدافيد رايا، في ظل الرحيل المتوقع لآرون رامسديل.

وهو الأمر الذي يجعل لونين يفكر جديًا في فكرة مغادرة سانتياغو برنابيو قبل عام على نهاية عقده، لأنه لو جدد سيوافق بذلك على لعب دور البديل لكورتوا. المفاجأة هنا هي عرض آرسنال على لونين دورًا أساسيًا بالفريق، رغم اعتماد ميكيل أرتيتا على رايا وثقته فيه، بعدما أطاح برامسديل من أجله في بداية هذا الموسم.

وحتى لو لم تتم الصفقة بين آرسنال وريال مدريد، أو رفض لونين الانتقال للمدفعجية، ستكون أمامه العديد من العروض الأخرى بمختلف الدوريات الأوروبية.

********************************************************************

الصفحة العاشرة

السينما السياسية ولدت خلال ثورات شبيبة أوروبا أواخر الستينيات

إبراهيم العريس

نعرف طبعاً أن السياسة في السينما كانت موجودة ومعترفاً بها وربما منذ السنوات الأولى التي وجد فيها “الفن السابع” وراح يكتسب شعبيته وجماهيريته بشكل لم يسبق لأي فن من الفنون أن فعله. لكننا نعرف كذلك أن تعبير “سينما سياسية” كعنوان لنوع سينمائي محدد كان عليه أن ينتظر نحو قرن من الزمن قبل أن يفرض حضوره. ولعل في مقدورنا اليوم أن نقول، من منظور تاريخي على الأقل، إن لذلك الحضور موعداً محدداً هو عام 1969 ومكاناً محدداً هو دورة ذلك العام من مهرجان “كان” السينمائي الذي يعقد عادة في تلك المدينة الفرنسية الساحلية الجميلة على الشاطئ الجنوبي الشرقي لفرنسا. بل أكثر من ذلك فعلى رغم أن أفلاماً سياسية عدة عرضت ونجحت في تلك الدورة، فإن ثمة عنوان فيلم محدد يخطر بسرعة على البال ليعتبر دائماً الفيلم – العلامة على ولادة ما لذلك النوع السينمائي “الجديد” وهو فيلم “زد” للسينمائي الفرنسي من أصول يونانية كوستا غافراس والذي ساهمت جزائر ذلك الزمن في إنتاجه يوم كانت الجزائر رائدة في حراك كبير طاول سينما القضايا الإنسانية الكبرى في العالم. ولئن تفرد “زد” وبرز بين أفلام عدة فإن ظروفاً عدة هيأته لذلك. ومعظمها مرتبط على أية حال بما كان قد حدث في العام الفائت وامتدت تأثيراته إلى دورة 1968 من المهرجان الكاني نفسه لتعود وتلقي ظلها على الدورة التالية التي نحن في صددها.

ولادة سياسة سينمائية

ففي ذلك الحين، أي منذ ربيع عام 1968، كانت الانتفاضات الشبابية والطلابية تعم مدينة باريس بل مدناً عدة ومتفرقة في العالم أجمع وفي معظم قارات ذلك العالم، وبشكل لم يسبق له مثيل حتى في “الكومونة الباريسية” وثورات 1848 في شتى أنحاء أوروبا. وكان كثر من كبار مثقفي فرنسا وغيرها قد أعلنوا مساندتهم ذلك الحراك وبخاصة في أوساط السينمائيين. ومن هنا انتقلت العدوى الثورية إلى مهرجان كان تحت رعاية أقطاب الموجة الجديدة الفرنسية ولا سيما منهم فرنسوا تروفو وجان لوك غودار ورفاقهما من شبان التمرد والتجديد وكانت النتيجة أن توقف المهرجان، إذ تضامن سينمائيو العالم الحاضرون مع السينمائيين الفرنسيين وألغيت فعاليات تلك الدورة. ومن هنا كان من الطبيعي للعام التالي 1969 أن يتأثر بذلك المناخ كله. وبخاصة أن العالم كان يشهد اضطرابات سياسية واجتماعية ما كان يمكنها إلا أن تفعل فعلها. وهكذا غلبت السينما المفعمة بالسياسة على كل ما عداها ووصل التأثير إلى النتائج التي تمخض عنها ختام المهرجان. فإذا بالجائزة الكبرى تذهب إلى فيلم احتجاج بريطاني هو “إذا” للندسي أندرسون المعروف كأحد أقطاب السينما الحرة البريطانية، وجائزة المحكمين الكبرى إلى فيلم “أدالين” للسويدي بو وايدبرغ، وهو يتحدث عن ثورة عمالية شهدتها السويد عام 1931، وجائزة أفضل تمثيل نسائي إلى الفنانة البريطانية المنشقة دائماً فانيسا ردغريف عن دورها في فيلم “إيزادورا” لكارل رايس وهو عن راقصة مدهشة – هي إيزادورا دانكان - كانت من دعاة الثورة والنضال خلال الثلث الأول من القرن العشرين، فيما حصل جان لوي ترينتينيان على جائزة أفضل تمثيل رجالي عن دوره كمحقق غاضب ونزيه في فيلم “زد” الذي أشرنا إليه أعلاه. وهو الفيلم نفسه الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيما نال المتمرد البرازيلي المخرج غلاوبر روشا – وهو أحد مؤسسي وأقطاب السينما الجديدة في البرازيل -، على جائزة الإخراج عن فيلمه “أنطونيو داس مورتس”؛ بل حتى نال الفيلم الأميركي “إيزي رايدر” لدنيس هوبر جائزة العمل الأول هو الذي كان يعتبر في حد ذاته ثورة حقيقية في السينما بل حتى المجتمع الأميركيين. فهل في إمكان أحد أن يجد في تاريخ السينما مثل هذا القدر من الأفلام السياسية الثورية، مجموعاً في أي مهرجان من المهرجانات.

ضجة في مؤتمر صحافي

لا شك أن الأمر يبدو حتى يومنا هذا عجيباً. ومع ذلك كان الاهتمام الأكبر من نصيب “زد”. وحتى في هذا المجال، لئن كان الفنان والمغني الكبير الفرنسي من أصول إيطالية إيف مونتان قد أخفق في الحصول هو شخصياً على أية جائزة فإن رضاه كان كبيراً عن مجمل الجوائز ولا سيما تلك التي حققها “زد” فهو في نهاية الأمر بطل ذلك الفيلم. هو نفسه زد الذي أعار عنوان الفيلم اللقب الذي كان معروفاً به البطل الذي يروي الفيلم حكايته. كما أنه كان هو وراء دخول الجزائريين على خط المساهمة في إنتاج الفليم يوم لم يكن كوستا غافراس نفسه اسماً كبيراً في عالم السينما وضمانة يستند إليها أي عمل. كوستا غافراس سيصبح كذلك منذ عرض “زد” في دورة “كان” لعام 1969. بل وبشكل أكثر تحديداً منذ انعقاد المؤتمر الصحافي الخاص بالفيلم بعد عرضه الأول هناك. وربما إلى حد ما بفضل ما حدث في ذلك المؤتمر الصحافي. ما حدث حينها كان بسيطاً، على أية حال، وكان يمكنه أن يظل كذلك ويمر مرور الكرام على شكل سؤال وجواب بين صحافي فضولي يبدو أنه كان يتوخى الاستفزاز وبين مخرج الفيلم، لولا أن إيف مونتان الذي كان حاضراً في المؤتمر بصفته بطل الفيلم، غضب من الاستفزاز الذي يبديه الصحافي ووقف ليجيب عليه بحدة لا شك أنها رسمت من فورها قانوناً يتعلق بنزاهة النجوم ومكانتهم في عالم الاستعراض بل حتى في عالم السياسة نفسه.

حين غضب إيف مونتان

كان السؤال واضحاً في سذاجته حيث ذات لحظة وقف الصحافي المذكور وطلب الكلام موجهاً إلى المخرج كوستا غافراس سؤاله متهماً إياه بأنه قد جاء بنجوم سينمائيين من المستوى الأرفع والشهرة الأوسع كي يستغل وجودهم كوسيلة “غير نزيهة” لدعم الأدلجة المطلقة للفيلم، مؤكداً أن “الحس السليم كان يقتضي منه إسناد الأدوار إلى ممثلين غير معروفين تاركاً للجمهور اختيار موقفه الأيديولوجي على هواه”. وفي محاولة منه لتوجيه دفة النقاش نحو موضوع الفيلم ومسعاه فيه إلى تأليب الجمهور على اتخاذ موقف واضح من الدكتاتورية العسكرية التي كانت تحكم اليونان حينها، أراد كوستا غافراس أن يواصل خطبته، لكن إيف مونتان بقميصه الأبيض الرياضي وصوته الجهوري وقامته المتمردة، قطع على مخرجه حديثه ونظر إلى الصحافي بغضب وقال: “في الحقيقة أننا نحن معشر النجوم الكبار كما يسمينا هذا السيد، سئمنا من أمثاله من الصحافيين الذين لا يعتبروننا أكثر من أحذية طال استعمالها! إن هذا الفيلم عمل كبير له أصداء تعم العالم كله. فهل تعلمون أنه لولا وجودنا فيه لما كان في مقدوره أن يوجد. ونحن بدورنا لولا انخراطنا إلى جانب قضايا الحرية والتقدم لا يمكننا أن نوجد... ولست أفهم يا سيدي ما الذي قد يزعجك حين ترى أن النجوم الكبار أي الفنانين الكبار يمكنهم أن يكونوا شرفاء ومناضلين وأصحاب قضايا...”.

النجم ورسائله المتنوعة

ومن هنا سيقول كثر أن أهم ما فعله إيف مونتان بتدخله في تلك اللحظة بالذات وعلى تلك الطريقة الغاضبة والمنفعلة، إنما كان نوعاً من إعلان بداية انخراط “أنصاف الآلهة” الذين كانهم نجوم السينما والغناء والاستعراض، في حراكات ديمقراطية ونضالات من أجل الحرية. وهو ما كان قد سبقهم إليه كبار المثقفين في فرنسا وغيرها في سلاسل تمتد من فولتير وروسو إلى إميل زولا فسارتر ناهيك بمعظم الفلاسفة والمفكرين (وبخاصة منهم من جمعهم المؤرخون تحت مسمى “فرنش ثيوري” – من الذي برزوا في ميادين كانت تعتبر غير ميادينهم حتى تبدلت الأوضاع تحديداً مع انتفاضات شبيبة 1968، واعتبر أمثال ميشال فوكو ورولان بارت وجيل دولوز وفيليكس غاتاري وكلود ليفي ستروس – سواء شاؤوا ذلك أم أبوه – الآباء الروحيين لتلك الانتفاضات سائرين في ذلك على خطى سارتر نفسه).

فبالنسبة إلى إيف مونتان الذي لا شك قد ذكرته تلك اللحظة السينمائية بشبابه حين وصل إلى فرنسا في بدايات ذلك الشباب وعاش حياة النجومية ليتحمل لاحقاً ملامة أخيه الذي كان بقي في مسقط رأسهما الإيطالي مناضلاً في سبيل التقدم والحرية، فإذا بتلك الفرصة التي أتيحت له في “كان”، تمكنه من توجيه رسالة متعددة المعاني بالتأكيد إلى أخيه، في وقت وجه فيه إلى العالم رسالة تعيد الاعتبار إلى كرامة النجوم ودورهم في المجتمع!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 24 نيسان 2024

***********************************************************

لافتة إدوارد سعيد والحراك الطلابي

خالد اليملاحي

تشهد الجامعات الأميركية، منذ أيام، احتجاجات طلابية مكثفة، للتنديد بحرب الإبادة في غزّة، والتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في مأساته التي طال أمدها. فمِن شرق الولايات المتّحدة إلى غربها، ينظّم الطلاب مخيمات جامعية شعبية في جو من الالتزام والجدية مثير للانتباه، وذلك بالرغم من حملات التخويف والمضايقة المستمرّة. وتطالب هذه الحركات الطلابية الجامعات بسحب الاستثمارات من المؤسسات والشركات التي تدعم الاحتلال وتشارك، من قريب أو بعيد، في الحرب المدمرة على غزّة.

وفي إطار متابعتي لهذه الحركة الطلابية الواسعة، لفتت انتباهي أخيراً صورة طالبة في نيويورك تحمل لافتة كتب عليها هذا السؤال: “يا جامعة كولومبيا، لماذا تطلبين مني أن أقرأ للأستاذ إدوارد سعيد إن كنت لا تودين أن أستعمله؟”. ولعل هذا السؤال في حد ذاته يستحقّ وقفة تأملية، لكونه يختزل مجموعة من الدروس المهمّة في الظرفية الراهنة.

أولاً، إن كون السؤال موجهاً مباشرة للجامعة إشارة واضحة إلى درجة الوعي السياسي والحس النقدي لدى الجيل الجديد من الطلاب. فتطلعات هذا الجيل وانتظاراته تتجاوز قاعات الدروس والمحاضرات، لتبحث عن تحقيق نوع من الانسجام بين التكوين الأكاديمي والانخراط في القضايا المجتمعية والسياسية، بما فيها القضية الفلسطينية. إذ إن سؤال اللافتة في الوقت نفسه استفهام استنكاري حول المغزى البعيد للبرامج والمناهج الأكاديمية، ودعوة ضمنية إلى التفكير الجاد في واجبات الجامعات والمؤسسات التعليمية تجاه طلابها، ولا سيما في ما يتعلق بتكريس مبادئ حرية التعبير والتجمع السلمي.

ثانياً، يبين سؤال اللافتة، بوضوح، أن شخصية إدوارد سعيد وأعماله لا يزال لها تأثير كبير في الجامعات الأميركية، خصوصاً في ما يخص المسألة الفلسطينية، وهذا ليس بالأمر المفاجئ. ذلك أن سعيد لم يكن مجرد أستاذ جامعي للنقد الأدبي والأدب المقارن في “جامعة كولومبيا”، وأحد مؤسسي الدراسات ما بعد الكولونيالية، بل جسد، أكثر من أي شخص آخر، نوعاً من الاستمرارية البنيوية بين العمل الأكاديمي والالتزام السياسي من خلال موقعه المتميز كمفكر فلسطيني-أميركي ومثقف شامل ومتعدد المواهب. ولعل دفاع سعيد المستميت عن القضية الفلسطينية ومجهوداته الكبيرة لتقريب الرأي العام الأميركي والغربي من هذه القضية وللتصدي لخطاب الكراهية قد آتت الآن ثمارها بشكل لا يقبل الشكّ. فعلى سبيل المثال، في مقدمة كتابه “مسألة فلسطين”، الصادر سنة 1979، يشير سعيد إلى أن هدفه وضع ما يسميه التجربة الفلسطينية أمام أعين القارئ الأميركي وحثه على التفاعل معها على المستويَين، الفكري والسياسي.

ثالثاً، إن في مساءلة الطالبة لجامعتها من خلال اللافتة دعوة ضمنية إلى ضرورة تقليص الفجوة التي تفصل بين الجامعة والمجتمع، وبين النصوص النظرية والممارسة الفعلية. كيف للجامعات أن تواصل تدريس أعمال إدوارد سعيد دون أن تأخذ بالاعتبار العلاقة الوطيدة بين أفكاره والتحولات التاريخية؟ إلى أي حد يمكن للمقررات الجامعية أن تبقى بعيدة عن التطورات الميدانية ونبض الشارع؟ أما حان الوقت لتقريب الجامعة من محيطها المجتمعي وتسليط المزيد من الضوء على الأصوات الفلسطينية، بما في ذلك من خلال الكتابات والإسهامات الموجهة للرأي العام؟ لا يقتصر الأمر هنا على الأعمال النقدية والدراسات السياسية، فالاهتمام المتزايد بالأدب والشعر الفلسطيني مثلاً، بما في ذلك في الولايات المتحدة وأوروبا من خلال تسارع وتيرة الترجمة، يشير بدوره إلى ضرورة التفكير في الجامعة كفضاء كفيل بمواكبة هذه الدينامية وتطوير المهارات النقدية والإبداعية للطلبة بشكل يساعدهم على فهم القضايا السياسية والتفاعل معها.

من جهة أُخرى، إن مشاهد اعتقال العديد من الطلبة والأساتذة في إطار الحراك الذي تعرفه الجامعات الأميركية منذ أيام، تعيد إلى الأذهان ما عاشه إدوارد سعيد من ضغوطات ومضايقات كان هدفها ربما التشويش على مساهماته الفكرية وإثارة الجدل حول أعماله. وقد تحدث سعيد في مرات عديدة عن هذا العنف الذي لحقه من جرّاء مواقفه الجريئة وثباته في نضاله الفكري والسياسي. أما اليوم، فإن الحضور الملحوظ لاسم إدوارد سعيد على اللافتات والشعارات التي يرفعها الطلاب ليس مجرد إشادة بإرثه الفكري أو تكريم رمزي عابرٍ لإسهاماته، بل رسالة تذكيرية بمسؤولية الأساتذة الجامعيّين والمفكرين والباحثين في نقل معرفة متجذرة في الواقع السياسي وبناء أسس فكر نقدي ملمّ بالخلفية التاريخية والبعد الأخلاقي لقضايا العصر، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب وناقد مغربي، أستاذ في قسم الآداب بجامعة شيكاغو

“العربي الجديد” – 8 أيار 2024

**************************************************************

«بيت كفافيس» يذكّر بأجمل  أوقات الشاعر اليوناني في الإسكندرية

حمدي عابدين

بعد عامين من بدء أعمال الترميم، بات بيت الشاعر اليوناني - المصري الشهير قسطنطين كفافيس بالإسكندرية جاهزاً لاستقبال الزائرين مجدداً بعد إعادة افتتاحه أخيراً. بيت كفافيس أو «متحف كفافيس» الذي يقع وسط الإسكندرية في شارع يحمل اسم الشاعر الراحل شهد أجمل سنوات عمره، وعاش فيه معظم حياته. وتم تحويل منزل كفافيس إلى متحف عام 1992 بمبادرة من المؤرخ والكاتب كوستيس موسكوف، وظل المتحف يستقبل محبي الشاعر إلى أن قامت «مؤسسة أوناسيس» اليونانية بتطويره وترميمه لإعادة افتتاحه.

يتضمن المتحف الذي افتحته إيكاتريني ساكيلاروبولو، رئيسة الجمهورية اليونانية، قبل يومين، المقتنيات والمتعلقات الشخصية للشاعر السكندري اليوناني الأصل قسطنطين كفافيس (1863 - 1933) بعد تطويره بدعم من «مؤسسة أوناسيس». ويضم الكثير من مقتنياته التي تتوزع بين مخطوطات قصائده التي كتبها بخط يده، وكتبه التي تضمنتها مكتبته الخاصة وبها أعمال كبار كتاب عصره، فضلاً عن المؤلفات الأخرى التي اهتمت بإبداعاته الشعرية، ومكتبه الذي كتب عليه قصائده، وغرفة نومه التي تشمل سريره المصنوع من النحاس، وباقي الأثاث الذي يغلب عليه الطابع الشرقي بقطعه العديدة المصنوعة من الأرابيسك.

وتم تقسيم محتويات المتحف وتنظيمها، بحيث تضم كل قاعة من قاعات المنزل جزءاً من المقتنيات، حسب تصريحات مديرته استافرولا اسبانودي لـ«الشرق الأوسط». وقد راعى العرض أن توضع البورتريهات والصور الخاصة بالشاعر اليوناني الأشهر في التاريخ المعاصر إلى جانب مخطوطات القصائد التي تم حفظها ووضعها في فاترينات خاصة تم إعدادها خصيصاً لهذا الغرض.

وأضافت اسبانودي أن هناك قاعات أخرى تضم غرفة نومه وسريره الذي تم تجديده، مع مراعاة الحفاظ على طابعه، ودون المساس بمكوناته. أما البورتريهات الشخصية فوُضعت في إطارات جديدة.

ووفق اسبانودي، فإن هناك كتيباً خاصاً يضم كل المقتنيات ومقسم لعدة أقسام تنوعت بين المخطوطات والأثاثات، فضلاً عن بيبليوغرافيا تضم دواوين كفافيس وتواريخ إصدار كل منها. يذكر أن الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس عاش في مدينة الإسكندرية فى الفترة بين عامى 1863 و1933، وطبع أول مجموعة شعرية في كتاب نشره عام 1904، وكان يتضمن 14 قصيدة، وتوالت بعد ذلك أعماله المطبوعة.

وكانت مجلة «الحياة الجديدة» تنشر له قصائد من عام 1908م وحتى 1918، وتجاوزت شهرته مدينة الإسكندرية ووصل إلى العالمية، لكنه ظل مرتبطاً بالمدينة المصرية التي عاش فيها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 14 أيار 2024

**********************************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- الدراجة الطائرة/ رواية للفتيان/ تأليف طلال حسن. اصدار: اتحاد الادباء والكتاب في العراق ودار مصابيح.

- حارس المنارة/ رواية فخري امين. اصدار: دار نون.

- ضوء وظل/ نصوص نواف خلف سنجاري. اصدار: اتحاد الادباء والكتاب في العراق.

- روايات قصيرة جداً/ حميد الحريزي- دار رؤى للطباعة والنشر.

- نظرية قصيدة النثر/ المرجع، الهوية، النص/ تأليف د. محمد صابر عبيد. اصدار: دار فضاءات.

- أولاد حمدان/ رواية راسم الحديثي. اصدار: دار النخبة- بغداد.

- اللوحة/ قصص د. خالد جواد. اصدار: دار ابجد- بابل.

- ثرثرة في مقهى ايفانستون/ رواية هناء عبيد. اصدار: دار فضاءات.

***************************************************************

التاريخ: تجلياتُه وأثرُه السردي

داود سلمان الشويلي

ابتداء لا يمكن الحديث عن الأدب، وخاصة الأدب السردي، وخصوصا الرواية، بمعزل عن التاريخ، فالامساك بهذا الجانب، اضافة لجوانب أخرى، هو الضمان الأكيد للاقتراب من النص الروائي، ومعرفة أسراره. 

للتاريخ تجلياته العديدة، والمتنوعة، وعلى المستويات المختلفة كافة، والأصعدة المتنوعة. فهو يتجلى في أكثر من مظهر انساني، ويأخذ أكثر من صورة لفعله، ويندرج في أكثر من موضع يتخذه، منذ أن نشأ الزمان، والمكان، في الكون، أو لنقل منذ أن نشأ هذا الكون فبدأ التاريخ يأخذ شكله، وتظهر تجلياته، وتتغير صوره.

يقول محمد براده: ((ورغم الحصار النسبي المفروض على الرواية الجديدة فإنها تظل مجال تحرر للمخيلة الفردية والجماعية، ترصد التاريخ الساخن وترسم من الداخل التاريخ المتميز للمواطن العربي الرافض للاحباطات والهزائم)). (الرواية العربية: واقع وآفاق – مجموعة كتاب- محمد براده –ص178 )

ونعني بتجليات التاريخ اظهاره بأكثر من مظهر وصورة وموضع، وهذه المظاهر المتعددة، والصور المختلقة، والمواضع المتنوعة، تتوزع على الأصعدة والمجالات كافة، في الانتاج السردي. ومن هذه التجليات:

- التاريخ بوصفه نتاجا حدثيا للانسانية.

- التاريخ بوصفه نتاجا جغرافيا للانسانية.

- التاريخ بوصفه نتاجا اقتصاديا للانسانية.

- التاريخ بوصفه نتاجا اجتماعيا للانسانية.

- التاريخ بوصفه نتاجا دينيا للانسانية.

- التاريخ بوصفه نتاجا معرفيا للانسانية.

- التاريخ بوصفه نتاجا ثقافيا للانسانية.

1 - التاريخ بوصفه نتاجا حدثيا للانسانية:

يتجلى التاريخ، ويظهر، بأحداث قد وقعت، ويأخذ صورا متنوعة، ومواضع عديدة، منها:

صور الأحداث الحقيقية. مثال كحرب الثمان سنوات بين العراق وايران، ذلك ان حقيقية الوقوع راجع الى الكثير من الروايات التي كتبت تحت شعار من أدب الحرب، والتي كانت نقلا عن تجارب ذاتية كان الكاتب طرفا فيها.

- صور الأحداث اللا حقيقة (الكاذبة، أو المتخيلة). راجع الروايات التي كتبت عن حرب الخليج الثانية كرواية عبد الخالق الركابي”ليل علي بابا الحزين”.

- صور للاحداث المركبة بين الصورة الأولى، والصورة الثانية، مع الانتباه لمن تكون الغلبة. مثال ذلك نقل أحداث احدى معارك الحرب العراقية الايرانية على لسان من لم يشارك فيها مشاركة فعالة، فهو يضيف، وينقص حسب خياله، أو أكثر من صورة نقلت له. أي تداخل فيها الحقيقي العام مع ما جاء به مخيال الكاتب النشط. 

2 -  التاريخ بوصفه نتاجا جغرافيا للانسانية:

يحدث هذا التجلي عندما تتغير معالم الجغرافية أثناء فترة تاريخية محددة مَن والى. ومثال ذلك هو معاهدة (سايكس بيكو) التي غيّرت خارطة الوطن العربي، وأحدثت دولا عديدة، وهذه الدول تحولت الى ممالك، وجمهوريات، وأمارات، وسلطنات. راجع رواية “لم يصلّ عليهم أحد”، للسوري خالد خليفة.

3 - التاريخ بوصفه نتاجا اقتصاديا للانسانية:

تتجلى مظاهر التاريخ بصور التحولات الاقتصادية في العالم، أو في منطقة، أو بلد. راجع رواية “الطامئون” لعبد الرزاق المطلبي.

4 - التاريخ بوصفه نتاجا اجتماعيا للانسانية:

تتجلى مظاهر التاريخ بصورة التحولات الاجتماعية في الرواية. راجع رواية داود سلمان الشويلي(التشابيه).

5- التاريخ بوصفه نتاجا دينيا للانسانية:

مثل التحولات التي حدثت بعد ظهور الأديان كافة، وعقائدها، وتجلياتها المتنوعة، أو تطرح قضايا دينية، أو عقيدية. راجع رواية فتحي غانم “بنت من شبرا”، ورواية زهرة عمر “الخروج من سوسروقة: رواية الشتات الشركسي”.

6- التاريخ بوصفه نتاجا معرفيا للانسانية:

مثل تاريخ التحولات التي وفرت المعرفة، والمعلومات، والخبرات العلمية الموثوقة بالأساليب، والوسائل المناسبة. راجع رواية (مائة عام من العزلة) لماركيز.

7 - التاريخ بوصفه نتاجا ثقافيا للانسانية:

يتجلى التاريخ في التحولات التي حدثت في المجتمع العربي إذ كان مجتمعا ثقافيا صاعدا، فتحول، ابتداء من فترة ستينيات القرن الماضي، الى مجتمع لم يعد كذلك، بل تحكمه الاساطير، والخرافات، واللامعقول. راجع رواية نجيب محفوظ (زقاق المدق) وشخصية زيطة.

لنتساءل: ما الذي استفاد منه الأدب بشقه السردي، وخاصة الرواية، من التاريخ، وتجلياته؟

التاريخ بتعريف بسيط هو الأرشيف الذي يضم ماضي الشيء، وتجلياته العديدة، والمتنوعة، كالنصوص الروائية، ومدارسها، وعناصرها، وتحولاتها، ومنتجيها، واصدارها، وكل شيء يدور حولها.

فالسرد الروائي الأجنبي يتجلى في وثائق التاريخ في أكثر من صورة، ومظهر، وموضع.

فعلى المستوى الأحداث فكل الروايات تحمل أحداثا متغيرة من الأفضل الى الأسوء، أو العكس.

أما على المستوى الجغرافي، فعند غابرييل غارثيا ماركيز، مثلا في روايته (مئة عام من العزلة) يتجلى التاريخ على المستوى الجغرافي، مع المدينة الخيالية التي تحولت من قرية الى مدينة ماكوندو.

وعلى المستوى الاقتصادي تاريخيا فان تأثير الاقتصاد واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار عن طريق التحولات التي جرت على العائلة الرئيسية فيها.

وعلى المستوى الاجتماعي حصل التغير في العائلة، والمجتمع أيضا.

أما على المستوى الديني فقد ظهرت صورة للايمان المطلق بأن كل شيء يحدث هو حقيقة يجب تقبلها، مثل ولادة مولود بذنب خنزير، إثر علاقة غير شرعية، أو طيران ريميديوس مع ملاءتها، وبفعل الريح، نحو السماء. وهكذا استطاع الروائي ان يحول الخيال الى واقع، وهذا من تجليات التاريخ الذي يؤرشف ما جرى من أيمان مطلق.

وحدث ذلك على الأصعدة المتبقية كافة، معرفيا وثقافيا وقد أرشفها التاريخ فأصبحت من تجلياته.

فعلى المستوى المعرفي أرشفت رواية (مائة عام من العزبة) لتاريخ الأحداث كأية رواية ناضجة. ولتاريخ المعرفة، من خلال المغناطيس، وما يقوم به، مثلا. وعلى المستوى الثقافي أرشفت تاريخيا لما توصل له شخوص الرواية من ثقافة عامة، وخاصة الخارجية والداخلية. وعلى المستوى الفني، والأدبي، هو هذا البناء الشكلي بمظهر الفني، وأرشفت ما تتضمنه الرواية من عناصر أدبية.

أما في السرد العربي فنجد ذلك عند نجيب محفوظ، إذ اختصر تاريخ مصر بكل تجلياته في رواياته العديدة، والمتنوعة المدارس الفنية كالتاريخية والواقعية والنفسية. وقد جسد وصور كل تحولات الحياة على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والدينية.

وعلى المستوى العراقي نجد التاريخ بكل تجلياته عند عبد الخالق الركابي في روايته  “ليل علي بابا الحزين”. حيث تجليات التاريخ على المستوى الأحداث، فنرى مظاهر وصور الحرب تتجلى في الرواية ليؤرشفها التاريخ. وكذلك حديثه عن تحولات منطقة (بدرة)على المستوى الجغرافي.

أما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فقد كانت هذه التجليات التاريخية حاضرة في الرواية عن طريق رمز نصب على بابا والآربعين حرامي، فقد جمع هذا النصب التحولات الاقتصادية والاجتماعية وهناك صور وتمظهرات في الرواية لهذه التجليات.

أما على المستوى المعرفي والثقافي، فقد جسدت الرواية تلك التجليات التاريخية بمظاهر، وصور عديدة ومختلفة. وقد أرشفت لتاريخ الأحداث كأية رواية ناضجة تتناول تاريخ المعرفة، وعلى المستوى الثقافي أرشفت تاريخيا لما توصل له شخوص الرواية من ثقافة عامة وخاصة وخارجية وداخلية. وعلى المستوى الفني، والأدبي، هو هذا البناء الشكلي بمظهره الفني. وأرشفت لما تتضمنه الرواية من عناصر أدبية متعارف عليها، وكذلك عند عبد الرحمن مجيد الربيعي وغائب طعمة فرمان.

************************************************************

أمْشِي  ليلاً وأغنّي

( عن مقام الزهيري )

عبد الزهرة الديراوي

أمْشي

وأعثرُ منْ همٍّ   بممْشايَ 

أجرُّ ليلي لغيبِ  العمْرِ   وحْدايَ

لا  الأهلُ  أهْلٌ  ، و لا  الخلانُ خلّايَ 

مَنْ  يتّبعْ  حَزَني  يهْربْ  لشكْوايَ   

يا صاحبَ  الحانِ  لا سكْرٌ  ولا خلانُ 

ولـمْ   تحـرّكـني  في  الـخمْرِ  ألــحـانُ

لـئـنْ   شَـرِبْنا ، فراعي الكأس حزْنانُ

رأسٌ على اليدِ يـَغْـفو ، وَهْوَ   يقْظانُ

:

يا دارُ بَـعْدَ  مشيبِ  العمْرِ  لا   دارُ

أيْنَ المـوّدة ،  والأحبابُ  قدْ   جاروا

قطافُ عمْري  لهـُمْ  لهوٌ ، و تذْكارُ

والحيْـلُ   تبـْتزّهُ   في  الدّهرِ  أطوارُ:

لي  وحْشةُ  النأي  عنْ أهْلي ، وخلّاني

أمْشِى ،  وفي  شَفَتي  مكبوتُ  أحْزَاني

أنا الصّحارى  تصدُّ  الضوءَ   كثباني

جرْحي لباس الليالي  ،  والدّجى  ثاني  :

الى  بقاعٍ   خَلتْ  رَجْـعُ   التفاتاتي

لمّا اعتدلْتُ رأيتُ  الخوفَ  في  الآتي

ولَـمْ  يكنْ حاضري من أمْسِ  غاياتي

عوالـمـي  سفنٌ   غرقى   بأمواتِ

لكي اطيح  بحكم الجانِ  ،  والأنـسِ

اعارضُ الريح ، والقادات  والكرْسي

ادعوا قبورَ الأولى عودوا من الرّمْسِ

الناسُ  في أرْضنا  خرْسٌ  بلا  نَفْسِ

**********************************************************************

كتابٌ جديد للباحث المغربي حسن المودن مَنْ قَالَ إنَّ النَّاقدَ قدْ مَات؟ ضدّ بارت، ماكدونالد، مانغينو

بمنشورات المتوسط في إيطاليا، صدرَ كتابٌ جديدٌ للباحث المغربيّ حسن المودن بعنوان: مَنْ قالَ إنّ النَّاقدَ قدْ مَات؟ ضدّ بارت، ماكدونالد، مانغينو.

يأتي هذا الكتاب بعكس ما ادعته دراسات سابقة: فهو ضدّ ما أَعْلَنَهُ رونان ماكدونالد، سنة 2007، في كتابه: موت الناقد، وهو ضدّ رولان بارت الذي أعلن سنة 1968 عن موت المؤلِّف.  ولابد من توضيح: أن تكون ضد موت المؤلِّف، هذا لا يعني أن تحتفظ بتلك الفكرة التقليدية عن المؤلِّف، وتمارس النقد البيوغرافي على الطريقة التقليدية، فأن تكون اليوم ضدّ موت المؤلِّف يعني أن تعيد المؤلِّف إلى الحياة، ولكن من خلال فكرة جديدة، من خلال نقد بيوغرافي بصورة مختلفة، من خلال نظرة جديدة إلى المؤلّف. وبالمثل، أن تكون اليوم ضد رونان ماكدونالد، الذي أصدر سنة 2007 كتابه: موت الناقد، معناه أن تقدّم ما يكفي من الحجج التي تكشف أن الناقد الأدبي لا يموت ولن يموت، لكنه يتجدد ويبتكر لنفسه في كل مرة أسباب الحياة: هناك صور جديدة للناقد الأدبي تتأسس بدلا عن تلك الصور التقليدية. وبالمثل أيضا، أن تكون في الوقت الراهن ضد دومينيك مانغينو، الذي أصدر سنة 2006 كتابه: ضدّ سان بروست أو نهاية الأدب( وكتابه هذا يستحضر كتاب مارسيل بروست: ضدّ سانت بوف ، معلنًا أنه ضدّهما معًا: سانت- بوف وبروست)، معناه أنك تفترض أنْ لا نهاية للأدب، وإذا ما انتهى معنى الأدب كما تأسّس على مدى قرون من الزمن مع سانت بوف فمارسيل بروست ثم دومينيك مانغينو، فإن الأدب لا يكفّ عن تجديد معناه.

وبهذا، فإن الجديد في هذا الكتاب- مقارنة بخطاب النهايات في النقد والأدب- أنه يكشف عن جوانب من هذا المعنى الجديد للأدب، وللنقد، وللناقد الأدبي، و للمؤلِّف الأديب: أي أنه يريد أن يوضّح أن هناك بدايات جديدة بعد تلك النهايات إنْ سلَّمنا بوجودها، وأنه بَدلَ خطاب النهايات، سيكون من الأفضل بلا شك أن نتحدث عن خطاب البدايات.

*******************************************************

قصة قصيرة.. زهرة

صارم داخل

في صباح يوم ما وحينما كانت مدينتنا المجهولة غافية بين احضان بساتين النخيل،  فاض  ماء نهر مدينتنا الصغير في موسم الجفاف فجأة،  ليصبح طوفانا  عارما ويغمر كل شيء  بين امواجه المتلاطمة الا مقبرة المدينة   فقد تحاشى النهر وادي المقبرة  ، دونما سبب منطقي وسرت شائعات عديدة ، واغربها كانت  حول قبر والدي مجهول المصير  الذي يرقد عند مدخل الوادي هناك منذ اكثر من عشرين سنة ، ديكنا الاعور  العاري الرقبة  ظل يصيح باضطراب خائفا من ثورة النهر  وهرب متنقلا من مكان الى اخر، حتى فقد صوته  وريشات ذيله واختباء في احد زوايا الدار. كانت الشمس خجولة ومترددة  وهي ترسل خيوط اشعتها ملونة الفوضى الأرضية. هرع الناس خائفين الى سطوح المنازل متضرعين و يتوسلون بالسماء وارواح موتاهم لأجل انقاذهم من  طغيان وجنون النهر المتمرد  والذي كان يحوم بين المنازل والازقة  كأفعى هائجة تطارد كل الديكة التي كانت تصيح  معلنة  عن قدوم  فجر جديد او حدوث خطر ما  .  وعند ظهيرة ذلك اليوم  ولدت امي في سطح دارنا بنت حلوة اسميناها زهرة ،في اليوم الثاني لولادة زهرة اخذت تركض في سطح الدار  فتلاشى خطر الفيضان  ظهر ديكنا الاعور عاري الرقبة يتمختر على سطح  الدار بعد ان نفقت كل الديكة وانبرى صائحا في كل وقت مثل كلب عجوز يرقد بعيدا عن دائرة الاهتمام والتأثير.

وفي اليوم الثالث بدأت زهرة بالكلام ورجع النهر وديعا ومسالما  كما كان صغيرا ،ذاع  الخبر في ازقة  المدينة  ومجالسها جاءت  بعض من جاراتنا لمشاهدة المولودة الغريبة، وبعد ان  شاهدن  زهرة تركض امامهن وتنادي على كل واحدة باسمها هربن من دارنا مسرعات مذعورات تاركات خلفهن ضحكات زهرة المتقطعة ، وفي المساء  ذاع خبر زهرة البنت المعجزة  في  كل ارجاء البلاد.. المساجد والشوارع والبارات  وتردد الخبر عدة مرات في نشرات الاخبار وبلغات عديدة  ،حضرن نساء من قرى ووديان قريبة من مدينتا  مصحوبات  بصواني الخبز والتمر و البخور والشموع  والحناء نذورا للبنت المعجزة وكل  امرأة كانت تسأ ل زهرة عن زوج او ابن اواخ او حبيب لها  فقد وهو يحاول  عبور النهر  ليلا الى الضفة الاخرى للمدينة ولم يرجع.. كانت زهرة تصمت لحظة ثم تضحك او تنام من شدة اللعب او تركض الى  الحمام لقضاء حاجة او تحلق  بعيدا في السماء مع اسراب الطيور المهاجرة  والعصافير الملونة ، ولتحط بعد ذلك على سطح الدار و تخربش على  التراب بريشة ذهبية لطائر مهاجر كلمات وارقام  بلا معنى واشكال ورموز غريبة، اما النساء فاعتبرن افعال  زهرة العفوية  اجابة او دليل على أسئلتهن  فتكون ردود افعالهن البكاء وهو الاغلب الاعم او الزغاريد والتهليل. منذ ولادة زهرة  تحول سطح بيتنا الى مزار وغابة من الرايات بألوان متنوعة و اصطبغت ابواب و شبابيك بيتنا بالحناء و امام باب بيتنا  اخذ اهل الحي ببيع الشموع  والحناء والبخور  للتعرف على البنت المعجزة  والتقرب منها ونيل احدى بركاتها حتى تحولت مقتربات بيتنا الى اسواق صغيرة لتجارة الملابس والبخور والشموع  وغيرها من مستلزمات النذور.

 في المساء كنت اجمع هذه الاشياء في كيس جنفاص واخرج لبيعها على اصحاب المحلات والاكشاك مرة اخرى في اليوم  العشرين اكتشفت الطفلة الصغيرة فتحة سلم توصلها لأسفل الدار. في اليوم الثالث والعشرين نزلت زهرة الى باحة الدار واخذت تلعب في اغراض المنزل كانت امي تصرخ  محذرة أياها  لا تقتربي من السلم أياك والاقتراب  من باب الدار. ظلت امي تصرخ حتى تلاشت مع صدى  صراخها وصعدت  امي الى السماء على ظهر ديكنا الاعور عاري الرقبة ولم ترجع ابدا ، وجدت زهرة ساعة ابي وغليونه وبقايا من علبة مكياج امي  ، وقفت زهرة امام المرآة الباهتة و العتيقة لأول مرة صبغت شفتيها بالأحمر ومسحت وجنتيها النديتين ببعض الاصباغ العتيقة  وخرجت الى الشارع ، صعدت زهرة في اول سيارة واقفة امام باب الدار وعبرت الجسر ومنذ ذلك اليوم ذبلت كل الازهار ولم يعد في المدينة أي نهر . 

***********************************************************

الصفحة الثانية عشر

يوميات

  • يفتتح اتحاد الأدباء والكتّاب في النجف، مساء هذا اليوم الخميس على قاعة الجواهري في مقره، مؤتمر القصة بدورته الخامسة، وذلك تحت عنوان “علاقة السرد القصصي بالدراما العراقية”.

المؤتمر الذي سيستمر حتى يوم غد الجمعة، سيتضمن ثلاث جلسات بحثية يساهم فيها كتاب سرد ونقاد وأكاديميون ومخرجون.

  • يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، د. أحمد الزبيدي، ليلقي محاضرة بعنوان “الفحولة النقدية حول نازك الملائكة”.

المحاضرة التي من المقرر أن يديرها د. عمار المسعودي، تبدأ في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس. 

**********************************************************

في ضيافة شيوعيي كربلاء كفاح الأمين يستعرض أوراقاً من تاريخ حركة الأنصار

كربلاء – غانم الجاسور

ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الاثنين الماضي، الكاتب كفاح الأمين، ليتحدث عن كتابه الجديد المعنون «بنادق الحرية/ أوراق من تاريخ الكفاح المسلح للحزب الشيوعي العراقي في كردستان (1984 – 1987)»، والذي يقع في 5 مجلدات. حضر الجلسة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، وعدد من عائلات شهداء حركة الأنصار الشيوعيين، وجمع من الرفاق.  في البداية، رحب سكرتير اللجنة المحلية الرفيق صباح الحمد، بالحاضرين. وأثنى على جهود الأمين في توثيق اسماء شهداء حركة الأنصار وكفاحهم المسلح ضد الدكتاتورية، في كتابه.  ثم قدم الرفيق فهمي مداخلة ذكر فيها أن الحركة الأنصارية صفحة مجيدة ومشرّفة من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، ومن العطاء والكفاح المميز الذي خاضه الرفاق الأنصار ببسالة وبطولة نادرة ضد الطاغية، مضيفا أن «توثيق هذه المرحلة أمر مهم بالنسبة للحزب وللأجيال القادمة من الشيوعيين. وقد بذل الرفيق كفاح الأمين جهودا شاقة في توثيق حوالي ألف شهيد في كتابه».   

وفي معرض حديثه عن كتابه، قال الأمين «أشعر بالفخر لكوني عشت مع الشهداء الأنصار سنوات الكفاح المسلح»، مبينا أنه «عندما التحقنا بالحركة الأنصارية كانت أعمارنا لا تتجاوز 25 عاما، وبيننا حوالي 150 رفيقا أعمارهم لا تتجاوز 18 عاما. وقد عشنا سوية في ظروف بالغة الصعوبة».

وأضاف قائلا: «كانت أحلام كل واحد منا تحمل نقيضين: نحلم بالحياة الكريمة من جهة، ومن جهة أخرى نحلم بالموت والشهادة»، مشيرا إلى ان «الرفاق كانوا يتسابقون في تنفيذ أية مهمة، مهما كانت صعوبتها».

وأشار الأمين إلى ان إنجاز كتابه كان عملا مضنيا استغرق منه 26 عاما من الكتابة والتصوير والتوثيق، و4 سنوات مع الرسامين الذين رسموا صور الرفاق. ثم تحدث عن الرفيقة المناضلة عائشة (أم حسن) وبطولاتها، لافتا إلى أن الكتاب يتضمن قصصا وحكايات عن بطولات الشهداء، وعن حياة الرفيقات النصيرات.

وفي الختام، أهدى الأمين نسخا من كتابه لعائلات شهداء الحركة الأنصارية من ابناء محافظة كربلاء.

***************************************************************

الفلوجة تقيم حفلاً لطلبتها المتفوقين

متابعة – طريق الشعب

احتضنت حدائق متنزه “الفلوجة لاند”، أخيرا، حفلا ساهرا لتكريم نحو 300 طالبة وطالب من أبناء القضاء، ممن تفوقوا في الحصول على معدل درجات أكثر من 98 في المائة للصفوف غير المنتهية.

وحضر الحفل عدد كبير من الأهالي، بضمنهم مدراء تربويون وإعلاميون.

وقال منظم الحفل أحمد طالب، أن هذا الحفل أقيم بجهود تطوعية من شباب ناشطين، وبرعاية المتنزه، مبينا في حديث صحفي ان الحفل يكرّم  الطلبة المتفوقين على مستوى الفلوجة، بمنحهم قلادات إبداع وتميّز وشهادات تقدير “فهؤلاء هم قادة المجتمع المستقبليين، الذين قد يصبحون أطباء أو مهندسين أو طيارين أو معلمين”. 

فيما قال المواطن أبو بكر، ان ابنته رزان في الصف الخامس الابتدائي حصلت على معدل 98.5، معبرا عن ترحيبه بمبادرة الاحتفال بالمتفوقين، والتي تحفزهم على المثابرة ومواصلة النجاح والتفوق.

**************************************************

البصرة تحتضن «مهرجان نظران» المسرحي الثالث

متابعة – طريق الشعب

انطلقت الاثنين الماضي في مدينة البصرة، فعاليات “مهرجان نظران” المسرحي بدورته الثالثة – دورة الفنان الراحل كارين أرشبير سفر.  المهرجان الذي تقيمه نقابة الفنانين في البصرة، يستمر حتى بعد غد السبت بمشاركة فرق مسرحية من البصرة. وقد افتتحت الفعاليات بعرض موسيقي لأوركسترا الطفل وكورال كلية الفنون الجميلة في البصرة بقيادة المايسترو قيس عودة.

بعد ذلك عرضت أولى مسرحيات المهرجان، وكانت بعنوان “أرصفة”. وهي من تأليف سعد هدابي وإخراج علي الأحمد وتقديم فرقة نقابة الفنانين.

أما اليوم الثاني، أول أمس الثلاثاء، فقد افتتح بجلسة نقدية حول مسرحية “أرصفة”، أعقبها عرض مسرحية “أرصفة” نفسها، لكن بإخراج ياسر مثنى، وتمثيل “فرقة اللوغوس” الفنية.

اليوم الثالث، الأربعاء، استهل بجلسة نقدية حول مسرحية اليوم السابق. ثم قُدم عرض مسرحي بعنوان “طائر لا يأكل لا يشرب لا يموت”، من تأليف وإخراج جعفر علي، وتقديم “فرقة شناشيل” المسرحية.

ومن المقرر أن تشهد أيام المهرجان المتبقية عروضا مسرحية وجلسات نقدية حولها، بواقع عرض إلى عرضين في اليوم الواحد.

وفي حديث صحفي، قال نقيب فناني البصرة فتحي شداد، أن هذا المهرجان يقام بجهود شبابية، ولم يتلق دعما من أي جهة، مشيرا إلى ان الفنانين الشباب يسعون إلى إحياء المسرح في البصرة، والذي أصبح شبه معدوم. 

***************************************************************

في «بيتنا الثقافي».. أطفال العراق بين الواقع واتفاقية حقوق الطفل الدولية

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد السبت الماضي، د. طاهرة داخل، التي قدمت محاضرة بعنوان «الطفل في العراق بين الواقع واتفاقية حقوق الطفل الدولية»، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في شؤون الطفولة.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارتها الناشطة سهيلة الأعسم، فيما افتتحتها د. طاهرة بالحديث عن اتفاقية حقوق الطفل الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، والتي صادق عليها العراق عام 1994، شارحة بعض بنودها التي تعرّف بحقوق الطفل ومسؤوليات الحكومة والمجتمع تجاهها.

وذكرت أنه في العراق لم تتم مراعاة الالتزام بالعديد من بنود هذه الاتفاقية، ومنها حق الحصول على المعلومات. إذ يحق للاطفال وفقا لهذا البند الحصول على المعلومات من الانترنيت والاذاعة والتلفزيون والصحف والكتب وغيرها، ما يتطلب من الحكومات تشجيع وسائل الإعلام على نشر المعلومات بلغات يتمكن جميع الأطفال من فهمها.

وأوضحت ان الطفل لديه استفسارات عديدة، وان عدم الإجابة عنها يُعتبر إساءة إلى حقه في التعبير.

وتحدثت المحاضرة عن العنف الذي تعرض له أطفال العراق بعد 2003. وقالت أنه في عام 2009، وبحسب دراسة ميدانية أجرتها هي نفسها مع دار ثقافة الأطفال، تبيّن أن العنف ضد الطفل تجذر لدى الأسرة العراقية، وهذا يُعد انتهاكا للطفولة وخرقا للاتفاقية المذكورة. 

وأشارت إلى أن اتفاقية حقوق الطفل تعمل على أن يكون للطفل المصلحة الفضلى في كل شيء، وان الدولة التي تصادق على هذه الاتفاقية عليها أن تضع مصلحة الطفل في أولوياتها، سواء في التعليم أم الصحة أم الترفيه أم الإعلام أم المؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية، مستدركة لكن الطفل في العراق لا يزال يتعرض للانتهاك والعنف، حتى في المؤسستين التعليمية والصحية.

وفي شأن الانتهاك التعليمي، قالت ان «هناك 32 نصا في المناهج الدراسية لمرحلة التأسيس، تبعث على العنف. وهذا يتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل».  

وذكرت المحاضرة أن الاطفال في العراق لا يعرفون شيئا عن حقوقهم التعليمية أو الصحية، أو حقوقهم داخل الأسرة، مشيرة إلى أن العراق لديه قوانين وتعديلات قانونية معنية بحقوق الطفولة، لا تزال تنتظر التشريع منذ سنوات.

كما نوّهت إلى ان هناك اتفاقيات وبروتوكولات دولية مهمة تصب في صالح الطفولة، لم يصادق عليها العراق حتى الآن.    

************************************************************

أعمال يدوية ولوحات معرض لنتاجات نزلاء «سجن الحوت»

متابعة – طريق الشعب

شهدت أروقة كلية الطب في جامعة العين بمدينة الناصرية، أخيرا، معرضا لنتاجات نزلاء سجن الناصرية المركزي (الحوت)، ضم مصنوعات يدوية ولوحات فنية وتحفا.

وحضر المعرض مسؤولون محليون وأساتذة وطلبة. وكان بين الحاضرين مستشار محافظ ذي قار حيدر سعدي، الذي قال في كلمة له أن مثل هذه النشاطات تساعد في إعادة دمج السجين بالمجتمع، فضلا عن تهيئته للانخراط في سوق العمل بعد اتمام محكوميته.

وفي حديث صحفي، قال مسؤول التدريب والتأهيل في السجن، كاظم جاسم، أن النتاجات التي عُرضت في المعرض، أنجزها السجناء في ورش النجارة والخياطة والألمنيوم والحدادة والأعمال اليدوية والرسم، الموجودة في السجن، مبينا أن الهدف من المعرض هو إيصال رسالة للمجتمع تفيد بأن إدارة السجن مهتمة بالنزلاء وتساعدهم في تعلم مهن قد تكون مستقبلا مصدرا لعيشهم، بعد انتهاء محكومياتهم.

********************************************************

اما بعد.. جنّات على مد البصر

منى سعيد

نواصل ما نشرناه الخميس الماضي حول مجوعة “وين” الساعية للتعريف بمناطقنا السياحية غير المكتشفة، أو التي لم يسلط عليها ضوء كافٍ لتشجيع ارتيادها والاستمتاع بجمالها، خصوصا في العطلة الصيفية الحالية.

ينتقل الإعلامي والفوتوغرافي الشاب أحمد عودة الى الحديث عن المواقع السياحية المهمة في المنطقة الغربية، إذ يذكر ان الأنبار تشتهر بنواعيرها التاريخية التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو. وفي مدينة هيت لابد من زيارة متحف الحاج عفتان، الذي حرص على جمع مقتنيات من تراث المدينة وآثارها فضلا عن توفير مكتبة عامرة. كذلك زيارة عيون مادة القير التي بيَّنت التنقيبات الأثرية انها استخدمت في انشاء أبنية ومعابد بابل القديمة، لأنها تعد من أجود الأنواع المقاومة للرطوبة. ثم زيارة هيت القديمة وبيوتها التراثية، وزيارة وادي حجلان في حديثة، والجسر العباسي القريب منه، إلى جانب زيارة عيون المياه الكبريتية.

أما الموصل فزاخرة بمواقعها التاريخية وأهمها منطقة الحضر، المبنية على الطراز الروماني والمشيدة أيام المملكة الآشورية، إلى جانب زيارة مراقد الأنبياء يونس وشيت وجرجيس ودانيال، وزيارة موقع لاماسو - آخر ثور مجنح تم الإعلان عن اكتشافه .

ونزخر ديالى بالمناطق الطبيعية الخلابة ، ومنها منطقة مندلي التي تزهو ببساتينها في فصلي الشتاء والربيع ، كذلك بساتين قرية الهويدر .

وتتمتع كردستان في العموم بطبيعة ساحرة بجبالها ووديانها وشلالاتها وثلوجها في موسم الشتاء. وفي السليمانية نزور متحف التراث الكردي، وآثار خنس برهول للملك الآشوري سنحاريب في قضاء الشيخان ، وبحيرة ( ناورولي) في حلبجة، بالإضافة لزيارة سَدَّي دوكان ودربندي خان والتخييم عند بحيرة سيروان ، وهي من أجمل المناطق التابعة لقضاء بيارة ، وتشتهر بزراعة الجوز الذي يعد من أفضل الأصناف الزراعية في كردستان، وفي الشتاء نتمتع بمناظر الثلوج وبمحاولات التزلج على سفوح الجبال. وحتى في موسم الخريف تحلو الرحلات لتلك المنطقة والتخييم عند بساتين هورمان وعيونها المائية .أما في أربيل فلابد من تذَّكر أغنية وديع الصافي “ جنّات على مد البَصر ما بينشبع منها نَظر” ، اذ يتمتع السائح بتسلق جبل هلكورد ثاني أعلى قمة جبل في العراق بارتفاع 3607 مترا ضمن سلسلة جبال حصاروست ، وبالتخييم عند جداول الماء وعند بحيرة فيلاو المدهشة التي تنتشر على جنباتها أنواع غريبة من أبصال الزهور الصفراء، والتي لا تظهر إلا في الشهر الخامس ، ثم زيارة وادي السكران في قضاء جومان.

تضاف اليها جميعا آثار خنس برهول للملك الآشوري سنحاريب بقضاء الشيخان، في محافظة دهوك.

وطبعا لابد من التركيز على العاصمة بغداد والبحث في متاحفها وبيوتها التراثية ومناطقها القديمة، بدءا من شارع المتنبي، والقشلة، مرورا بالميدان، والكنائس القديمة، وانتهاء بالباب الوسطاني لمدينة بغداد على طريق سريع محمد القاسم وغيره.