اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

مراقبون يحذرون: أسباب الفشل السياسي والأمني لا تزال قائمة.. 10 سنوات على سقوط الموصل.. هل اتعظت المنظومة الحاكمة؟

بغداد ـ محمد التميمي

في الذكرى العاشرة لسقوط الموصل بيد عصابات تنظيم داعش الإرهابي، لم يزل الأهالي يقاسون تداعيات لحظة الانهيار، كأنها حصلت يوم أمس: فلم تكترث المنظومة السياسية المتنفذة لكلّ ما حصل من جرائم إنسانية، تتحمل هي أولا المسؤولية الكبرى عنها، بل راحت تحاول أن تحقق لنفسها مكاسبَ جديدة على ركام تلك الجرائم والإبادات والتغييب القسري.

وقد شهدت السنوات العشر الماضية محاولات من قوى السلطة لتسويف التحقيقات في أسباب السقوط، وإخفاء الحقائق والتستر على المتسببين الحقيقيين بذلك الانهيار.

«فلول الإرهاب»

ولمناسبة الذكرى العاشرة لسقوط مدينة الموصل، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن «عصابات داعش الإرهابية ارتكبت قبل عشر سنوات، وفي ظلِّ ظروف مُلتبسة، ودعمٍ من قوى الشّر والكراهية في العالم، جريمتها وعدوانها على أهلنا في الموصل، ورُوِّع سكّانها بهجمةٍ همجيةٍ تغذيها الأهداف الدنيئة وخُرافة الوهم، والعداء لكل خطوةِ مُشرقةِ حققها الشعب العراقي على إثر سقوط الدكتاتورية».

وأضاف في بيان طالعته «طريق الشعب»، «نستذكر هذه المرحلة بالكثير من الألم للضحايا الأبرياء من كل أطياف وألوان الشعب العراقي، الذين استهدفهم غدر هذه العصابات الظلامية والقِوى التي تقف خلفها، لكننا نفتخر مُجدداً بالوقفة التلاحمية التي التفّ فيها شعبنا حول قواته المسلّحة بجميع صنوفها، وبذلَ دماءَ الشهداء الغزيرة من أجل تطهير الأرض».

وأضاف، «لم تعد فلول الإرهاب تشكّل خَطراً على وُجود الدولة العراقية، واليوم ينعمُ شعبنا بالأمن والاستقرار نتيجة تلك المواجهة العادلة وما قدّمه شهداؤنا الأبرار، ولتستمر وتيرة العمل بأفضل صورها، وبتصميم عالٍ على إحداث نهضة اقتصادية وإنسانية، وانتقالةٍ نوعيةٍ في حياة حرّة كريمة تليق باسم العراق».

شرخ وغياب للثقة

وفي المناسبة، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الموصل، د. مهند الراوي: ان «عشر سنوات مرت على احتلال مدينة الموصل من قبل تنظيم داعش الإرهابي. وبالرغم من تحريرها امنيا، إلا أنها ما زالت أسيرة القوى السياسية المتنفذة من خارجها، لان من اسهم في تحريرها امنيا اندمج بالعمل السياسي مباشرة في داخلها، ونتيجة لانشغال أهل المدينة بصدمة ما بعد التحرير، حصل فراغ سياسي كبير استثمرته بعض القوى السياسية، التي أصبحت اليوم تسيطر على مقدرات المدينة».

وعلل الراوي في حديث مع «طريق الشعب» أسباب إفلات من تسبب بسقوط أم الربيعين من العقاب، بأن من يمثل المدينة في السلطتين التشريعية والتنفيذية، غير حقيقيين، بل يحاولون تغييب المطالبة بفتح تلك الملفات، مشيرا الى انه «تم التحقيق مع كل الشخصيات ذات العلاقة سواء على المستوى السياسي أو الأمني، لكن لم يتم اتخاذ اي إجراء تدين أحدا بصورة مباشرة، نتيجة التدخلات السياسية».

واشار الراوي ان «هناك نوعا من التعافي الخجول على المستوى الخدمي. اما اجتماعيا واقتصادياً فما زالت المدينة تعاني من شرخ مجتمعي يزداد يومياً برغم ما يتم الحديث عنه في الإعلام بأن المدينة غادرت تلك الحالة، خاصة في ظل حالات الانتقام غير المباشرة، وغياب الثقة القائم على التوازن المجتمعي».

وأكد ان «غالبية القوى السياسية لديها فواعل اقتصادية تسيطر على موارد واقتصاد المدينة ومشاريعها الخدمية، للاستحواذ على المال العام»، مبينا أن «حملة إعادة الإعمار تسيطر ببطء شديد وتشوبها الكثير من شبهات الفساد. كما أنها يتحكم بها مزاج سياسي ينشط في مواسم الانتخابات».

من يحمي الجناة الحقيقيين؟

الناشط السياسي سعد عامر قال: انه بعد مرور عقد على حادثة سقوط مدينة الموصل بيد القوى الظلامية، تحاول المنظومة السياسية أن تنأى نفسها عن أي خراب حصل، إنما زاد وجودها من حالة الدمار التي تعيشها المدينة وأهلها.

وأضاف عامر، أن «أساس وسبب سقوط الموصل ومن قبل ذلك التوترات والمشاحنات والمشاكل التي كانت موجودة في المدينة، يتعلق بالمنظومة الحاكمة والتناحر بين الحكومة المحلية وحكومة المركز، الأمر الذي يسمح لقوى الإرهاب باستغلال الفوضى واقتحام المدينة».

وأكد أن هذه المنظومة «تحمي اليوم المتسببين الرئيسيين في سقوط المدينة، وتحاول ابعاد الجناة عن مشهد الجريمة».

وخلص المتحدث الى ان الموصل تعيش وضعا اقتصاديا سيئا، مشيرا الى ان «مليارات الدولارات دخلت الى نينوى بعد تحريرها من الارهاب في العام 2017، لكننا لا نرى اليوم غير تعبيد بعض الطرق وصبغ الارصفة»، فيما ذهبت تريليونات الدنانير في جيوب الفاسدين والقوى المتنفذة، بدلا من استثمارها في مشاريع استراتيجية وخدمية تخص قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والصناعة والسياحة وغيرها.

آثار الانهيار قد تمتد لعقود

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل د. مهند العبيدي، فيرى ان ما حصل لمدينة الموصل ليس شيئا عابراً، انما ستمتد آثاره لعقود مقبلة، بسبب الغزو الداعشي الهمجي.

وأكد العبيدي أن “المحافظة بحاجة إلى تدخل دولي يساعد في التعافي من الآثار، ويعوض المتضررين جرّاء الحرب، وصولاً إلى مرحلة إعادة هيكلة المجتمع”.

وأكثر ما يتساءل عنه أهالي الموصل، ويتسبب في حزنهم وقلقهم من المستقبل، هو عدم محاسبة أي جهة سياسية أو شخصية من المتهمين بسقوط مدينتهم وتدميرها في حرب استمرت نحو أربعة أعوام.

وطيلة السنوات الماضية، غُيّب ملف التحقيق في سقوط الموصل الذي ناقشه البرلمان. ورغم استضافته قادة في الجيش والشرطة ومسؤولين من المدينة وآخرين من بغداد، لم تتحقق المحاسبة أو أي مظهر من مظاهر المحاكمة، وتحديداً من المتهمين الكبار في هذه الكارثة.

وخلّف احتلال الموصل تداعيات أمنية وسياسية واجتماعية شملت جميع مدن العراق بلا استثناء، ناهيك عن دمار البنى التحتية، الذي كلّف، وفقاً لوزارة التخطيط، أكثر من 88 مليار دولار، كان نصيب الموصل منها كبيراً، بسبب تدمير أكثر من 56 ألف منزل، وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود.

القوى المتنفذة لم تتعظ!

المحلل السياسي داود سلمان قال: إنّ «القوى السياسية المتنفذة مسؤولة عن كلّ ما يجري داخل البلد سواء على مستوى الاقتصاد والأمن والسياسة والوضع المجتمعي»، مضيفا أن «سقوط الموصل لا يمكن ـ بأي حال من الاحوال ـ ان نعزوه الى سبب أو أحد خارج المنظومة السياسية، بل تعد هي المسؤول المباشر عن سقوط المدينة، ولا يمكن القبول بتبريراتهم».

وأضاف سلمان في حديث مع «طريق الشعب»، ان «مقاضاة الشخوص المسؤولة عن انهيار الأمن في الموصل وغيرها، مرهونة بتمكين الدولة من سيادة القانون واستقلالية عمل مؤسساتها التي تتحكم بها المحاصصة والفساد».

ولا يبدو للمتحدث أن «القوى المتنفذة قد اتعظت من هذه الجرائم النكراء التي جعلت العراقيين يدفعون الثمن باهضا، بل أن رجالها ما زالوا يحاولون استفزاز المجتمع بإثارة نعرات طائفية والتناحر والتقاتل، بالشكل الذي يضمن لها البقاء متصدرةً للمشهد السياسي، من حالة اللااستقرار والفوضى».

وخلص الى القول: ان «العوامل والمؤثرات والأزمات التي أوصلتنا الى ما حصل في حزيران عام 2014، لا تزال قائمة، وبالتالي من الممكن أن يعاد السيناريو بإخراج مختلف، لتبقى هذه القوى هي البطل، والشعب ضحيتها».

******************************************************************

راصد الطريق.. معضلة الانترنت.. متى تنتهي؟

أعلنت وزارة الاتصالات عن قرب الإطفاء التدريجي لخدمة الإنترنت بتقنية «الواي فاي» (الأبراج)، والانتقال إلى خدمة الـ(FTTH)، داعية المواطنين إلى الاشتراك بخدمات الكابل الضوئي.

تبدو تصريحات الوزارة حول هذا الانتقال متسرعة جدًا، أو ربما تجهل الوزارة بطء العمل في مشاريع الكابل الضوئي وتحويلها إلى مستثمرين ثانويين ومقاولين محليين غير متخصصين، ما زالوا يتعثرون في هذا المجال الذي يتطلب خبرات واسعة في التنفيذ والتشغيل.

معلومات متوفرة أكدت تعرض العديد من العاملين في هذا المجال للابتزاز، بما يجبرهم على «الدفع» مقابل السماح لهم بالعمل، وهو عمل يتقدمون فيه ببطء شديد.

نستغرب أيضًا عدم متابعة الشركات تنفيذ المشاريع وفقًا للمواصفات المطلوبة، فعملية مد الكابلات في الشوارع تخضع لقرار المسؤول عن العمال، وهو غالبًا غير متخصص.

 وحتى اللحظة يبدو أن تصريح الوزارة لا يستند إلى تقييم علمي، ويظهر أن موضوع التخلص من أبراج الإنترنت يحتاج إلى سنوات عديدة، وليس كما تدعي الوزارة انه سينتهي قريبًا.

ونود ان نلفت الانظار أيضا الى ان بعض المناطق التي اعلن عن تشغيل الكيبل الضوئي فيها، لم تصل فيها الخدمة الى الجميع.

***********************************************************

الصفحة الثانية

النزاهة تتقصى تضخم أموال المسؤولين المحليين في المثنى

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة، أمس الاثنين، عن إطلاق حملة للإبلاغ عن تضخم الأموال والكسب في المثنى، تشمل المحافظين ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية والمسؤولين في دوائر المحافظة السابقين والحاليين.

وذكرت الهيئة في بيان، أنه “استمراراً لحملتها للإبلاغ عن تضخُّم الأموال والكسب غير المشروع في قطاعات مُؤسَّسات الدولة المُختلفة، ومنها المحافظات ومجالسها المحليَّة، ونظراً للنتائج الكبيرة التي أسفر عنها تعاون المواطنين معها، تعلن هيئة النزاهة الاتحاديَّة إطلاق حملتها للإبلاغ عن تضخُّم الأموال في محافظة المثنى”.

وحددت مدة الحملة اعتباراً من يوم الاثنين (أمس) ولغاية الأول من شهر تموز المقبل، للإبلاغ عن التضخم والكسب غير المشروع في محافظة المثنى، لافتة إلى أن الحملة تشمل المحافظين ورؤساء المجالس المحلية وأعضاءها والمسؤولين بدوائر المحافظة السابقين والحاليين.

وحثت الهيئة المواطنين على الإبلاغ عن أي زيادةٍ في أموالهم (المسؤولين المحليين)، أو أموال أزواجهم وأولادهم لا تتناسب ولا تنسجم مع مواردهم الاعتيادية.

***************************************************************

ميسان غاضبة من وضع الكهرباء.. ووكلاء الغاز في النجف ينهون إضرابهم.. سوء الخدمات يدفع المحتجين الى الشوارع.. ومرضى السرطان يطالبون بتوفير العلاج

بغداد – طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين في مناطق متفرقة من محافظات ذي قار وميسان والنجف، فيما تظاهر مرضى السرطان أمام مبنى محافظة ذي قار مطالبين بتوفير مركز تخصصي والعلاجات والأجهزة الطبية للمصابين.

الناصرية

وشهد قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار، تظاهرة حاشدة ضد سوء الكهرباء، فيما غصت مدينة الناصرية بالمتظاهرين الخريجين المطالبين بملحق الاستثناء الخاص بتعيين 4000 خريج.

وقال أحد المتظاهرين في مقطع فيديو اطلعت عليه «طريق الشعب»، إنهم يعانون من قلة ساعات التجهيز وغياب دور قسم الصيانة لمعالجة الأعطال»، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى «محطة متنقلة لفك الاختناقات الحاصلة وتوفير مركبة لقسم الصيانة وكذلك الأسلاك الكهربائية»، مهددا بـ»عودة التظاهرات في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب».

جاء ذلك في وقت جدد فيه أهالي مدينة الصدر شمالي الناصرية لليوم الثاني على التوالي، تصعيدهم الاحتجاجي مطالبين بتحسين الواقع الخدمي في مناطقهم، حيث قاموا بقطع الطريق العام بسبب عدم استجابة الجهات الحكومية لمطالبهم، والتي من ضمنها استحداث مركز صحي وانشاء مدارس جديدة واكمال المتلكئ منها، وكذلك تبليط الشوارع.

اشتباكات

ووسط مدينة الناصرية، حصلت اشتباكات بين المتظاهرين المطالبين بالتعيين وبين قوات مكافحة الشغب.

وقال مصدر من المحافظة أن «اشتباكات حدثت أمام ديوان محافظة ذي قار بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين الخريجين المطالبين بملحق الاستثناء»، مضيفا أن «الاشتباكات أدت الى وقوع اصابات عديدة بين الطرفين».

واقدم متظاهرون على التجمهر امام بوابة ديوان المحافظة مطالبين باطلاق «ملحق الاستثناء»، واقدموا على قطع الشوارع الرئيسة، فيما أشار شهود عيان الى حدوث مصادمات بين المحتجين والعناصر الأمنية.

وتتلخص المسألة بمطالبة الخريجين باطلاق «ملحق الاستثناء» الذي منحه السوداني قبل اشهر لـ4 الاف درجة وظيفية من أبناء ذي قار، من اصل 9 الاف درجة مخصصة للمحافظة كعقود.

ويتنافس أكثر من 200 الف خريج وباحث عن العمل في ذي قار على هذه الدرجات الوظيفية، الامر الذي دفع بالخريجين للتظاهر أملًا بالحصول على استثناء جديد يمنحهم الدرجات دون التنافس وذهابها لغيرهم.

مرضى السرطان

وتظاهر العشرات من مرضى السرطان وذويهم، أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير مركز تخصصي وتوفير العلاجات والأدوية والأجهزة الطبية للمرضى المصابين.

وقال أحد المتظاهرين، ان «تظاهرتهم تطالب بشمولهم بقطع الأرض السكنية وزيادة المنح المالية لهم، واعتبار المتوفين من مرضى السرطان شهداء، ومنحهم حقوق الشهيد كاملة»، مشيرا الى انهم «يتحملون معاناة المراجعة في محافظات أخرى لأغراض الفحص والعلاج على الرغم من أوضاعهم الاقتصادية الصعبة».

ميسان

من جانب آخر، تظاهر العشرات من سكنة الاهوار الشرقية في محافظة ميسان، احتجاجا على تراجع ساعات تجهيز التيار الكهربائي، فضلا عن انقطاع مياه الاسالة التي تصل مناطقهم عبر أنابيب تمتد لمسافات طويلة.

وقال مواطنون خلال التظاهرة التي أقيمت على الطريق الرابط بين قضاء الكحلاء والاهوار الشرقية: انهم يطالبون بتوفير التيار الكهربائي باستمرار لمناطقهم وتقليل ساعات القطع غير المبرمج، لانهم يسكنون في مناطق تقع بالقرب من حقول الاستخراج النفطي، وتشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.

النجف

وفي محافظة النجف، أنهى وكلاء الغاز إضرابهم عن العمل الذي استمر ليومين بعد وعود من مديرية توزيع المنتجات النفطية، برفع مطالبهم إلى وزارة المالية. فيما دخلت سيارات توزيع الغاز (المسطحات) إلى الأحياء السكنية، وبدأ الوكلاء بتسليم قناني الغاز للباعة الجوالين.

وعلى مدار يومين طالب الوكلاء الجهات المختصة بإلغاء نظام التتبع (GPS) داخل عجلاتهم، وإلغاء أو تخفيض الضريبة السنوية التي تتراوح ما بين 700 - 800 ألف دينار، وإلغاء أجور ورقة السلامة البالغة 45 ألفاً لكل 3 أشهر، وشمل الإضراب جميع الأقضية والنواحي.

يُذكر أن البصرة كانت قد شهدت في وقت سابق، وقفة احتجاجية امام مكتب مجلس النواب في المحافظة ضد مشروع انبوب نقل النفط الى العقبة، حيث رفع المحتجون لافتات كتب عليها «تمرير التخصيص لانبوب البصرة الى العقبة يمثل انتكاسة للمصلحة الوطنية».

******************************************************************

جلسة حوارية بدعوة من تحالف قيم المدني

بغداد - طريق الشعب

جدد تحالف قيم المدني تأكيده أن حزب تنوير، ممثلا بأعضاء كتلة وطن النيابية، وأعضاء مجالس المحافظات الفائزين الذين لم يلتزموا بمبادئ التحالف، لم يعودوا شركاء في التحالف، وبالتالي ليس لديهم الحق في استخدام اسم تحالف قيم المدني في أي مناسبة.

وذكر التحالف في بيان حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “هؤلاء السادة لم يلتزموا بمبادئ التحالف ومنها رفض نهج المحاصصة، وانخرطوا في تفاهمات سياسية بعيدة عن برنامج التحالف المتفق عليه”.

وأشار البيان الى ان “الأحزاب المنضوية في تحالف قيم المدني صوتت على قرار إنهاء عضوية حزب تنوير في وقت سابق، وأبلغت المفوضية العليا للانتخابات بذلك من أجل المصادقة على القرار”.

بدعوة من تحالف قيم المدني .. عقدت جلسة حوارية ضمت عديدا من القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية والوطنية، وتباحثت في التحديات التي تواجه القوى المدنية.

وصدر عن الجلسة بيان ختامي أشار الى جملة من التحديات التي تواجه البلاد، والعملية السياسية، وأشروا وجود مساعٍ واضحة للتضييق على الحريات العامة، وتقويض بناء الديمقراطية في العراق، عبر تشريعات وإجراءات تنفيذية.

وناقش المجتمعون سبل استنهاض نشاط القوى المدنية والديمقراطية الوطنية على الصعيدين السياسي والمجتمعي. وخرج المجتمعون بالتوصيات الاتية:

١- دعوة جميع القوى المدنية والديمقراطية للجلوس إلى طاولة حوار وطنية، من اجل صياغة برنامج وطني متكامل.

٢- تشكيل فريق من الأكاديميين والإعلاميين والمدونين والناشطين من اصحاب الصوت الحر، للدفاع عن المشروع المدني والوطني ضد محاولات الشيطنة والتشويه من قبل قوى المحاصصة والفساد.

٣- تشكيل لجان لدراسة عدة ملفات تتعلق بحرية التعبير والشفافية والرقابة على المؤسستين التشريعية والتنفيذية، اضافة للتعديلات الدستورية.

٤- أقرّ المجتمعون دعمهم لجميع دعوات التظاهر والرقابة المجتمعية، من اجل حفظ المال العام ومواجهة قوى الفساد.

***********************************************************

الصفحة الثالثة

جاسم الفلاحي في حوار مع «طريق الشعب»: المؤسسات الحكومية تتحمل مسؤولية  98 في المائة من نسبة التلوث البيئي

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

قال المستشار الفني لوزير البيئة، د. جاسم الفلاحي، إنّ القطاع البيئي في العراق هو الأكثر قدرة على التعافي بالرغم من تصنيف العراق كواحد من أكثر الدول تأثرًا بالتغيرات المناخية.

الدور الحكومي

وأكد الفلاحي في لقاء خاص مع “طريق الشعب”، أنّ “الوزارة تسعى لجعل قطاع البيئة أولوية وزارية نظرا للتحديات البيئية الكبيرة والحقيقية التي يواجهها العراق، والتي ترتبط بحياة وصحة الناس”.

وأشار الفلاحي الى أنه “في السابق كان يتم التعامل مع القضايا البيئية بسهولة، واعتباره قطاعا ثانويا”، محذرا من تعاظم تأثيرات التغيرات المناخية، بسبب: “التلوث البيئي، الجفاف، ارتفاع درجات الحرارة، زيادة معدلات التصحر، قلة الأراضي الزراعية، والعواصف الغبارية والرملية”.

وذكر الفلاحي، أنّ “العراق يواجه تحديات ناتجة عن أكثر من أربعة عقود من الحروب، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني والاقتصادي، بالإضافة إلى مواجهة عصابات داعش نيابة عن العالم. ومع ذلك، يعد قطاع البيئة الأكثر قدرة على التعافي في العراق”.

وأشار الفلاحي إلى أن “الموازنة الثلاثية تضمنت لأول مرة تخصيص 10.8 مليار دولار لقطاع البيئة، تم توزيعها على الوزارات المعنية مثل النفط، الموارد المائية، الزراعة، الكهرباء، النقل، والإعمار”، منبها الى أن “العراق يصنف ضمن أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية، حيث يتعرض للجفاف وتراجع الإيرادات المائية بنسبة 90 في المائة، نتيجة لسياسات دول الجوار، ما زاد من معدل الجفاف وتدهور الأراضي الزراعية، ما انعكس سلباً على حياة الناس، خاصة في المناطق الجنوبية والأهوار”.

وأشار إلى أن الوزارة وضعت “رؤى للتعامل بواقعية مع هذه المشاكل، مثل الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع التغيرات المناخية التي تجسدت في وثيقة المساهمات الوطنية وخطتها التنفيذية للفترة من 2020 إلى 2025، وركزت على خفض الانبعاثات من قطاعي النفط والغاز، وقد تحقق ذلك فعليًا من خلال مشاريع استثمارية للغاز المصاحب الذي كان يحرق سابقًا ويسبب هدرًا اقتصاديًا كبيرًا. كما وضعت وزارة النفط سقفًا زمنيًا لايقاف حرق أي غاز مصاحب بحلول عامي 2028 أو 2030”.

ونوّه بإنشاء خمس محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتم توقيع العقود الخاصة بها، وهي خطوة مهمة. كما اشار الى مبادرة رئيس الوزراء باعتماد وسائل الري الحديثة في الزراعة وتشجيع المزارعين على اعتمادها.

وواصل حديثه بأن “الجزء الثاني من الاستراتيجية يركز على نقل التكنولوجيا الى قطاع الزراعة، وفق خطط علمية مدروسة”، مبينا أن الوزارة “أنجزت الاستراتيجية الوطنية لمواجهة تأثير التغيرات المناخية مع ملاحقها التنفيذية من خلال لجنة عليا يترأسها وزير البيئة، الى جانب عمل اللجنة التي تشترك فيها كافة الوزارات، ويرأسها وزير البيئة، حيث تعمل تحت إشراف رئيس الوزراء”.

وأنجزت الوزارة، وفقا للفلاحي، استراتيجية حماية وتحسين البيئة، وهي بانتظار إقرارها. كما تم إنجاز وثيقتي التصحر والغبار. وقامت بدمج البعد البيئي في كافة الخطط والبرامج الوطنية والتنموية.

ودعت البيئة وزارة التربية الى تشكيل لجان مشتركة وإعداد مناهج تعزز التربية البيئية، وتوجيه طلبة الدراسات العليا بإنجاز أطروحات تتناول إيجاد حلول للمشاكل البيئية في العراق.

وفي ما يخص مبادرة البيئة ـ الكهرباء فان الوزارتين اتفقتا على “تحسين كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك”، طبقا لقول الفلاحي.

وذكر، أن هناك أكثر من 13 ألف بناية لا يوجد فيها عداد، ما يسبب استهلاكًا مفرطًا.

وأعرب الفلاحي عن أسفه لأن “أكثر الجهات الملوثة للبيئة هي المؤسسات الحكومية، حيث تشكل 98 في المائة من نسبة التلوث البيئي”، مشيرا الى أن الوزارة تجري الآن تعديلات على قانون حماية وتحسين البيئة وقانون والعقوبات العراقية لتشديد العقوبات على القوانين التي تتعلق بالبيئة”.

وخلص الى أن هناك تجريفًا متعمدًا للغطاء النباتي والأراضي الزراعية، في مقابل تقاعس الجهات ذات العلاقة عن ايقاف هذه المخاطر المحدقة بالبيئة.

**************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

النفط يمهد لترابط أمتن بين العراق والصين

كتب سيركان تشاليشكان مقالاً لصحيفة (ذي دوبلومات) حول تطور العلاقات بين العراق والصين، والتي كان أبرز مؤشراتها توسيع الاستثمارات الصينية في قطاع الطاقة العراقي مؤخراً.

مستورد رئيسي

وأشار المقال إلى أن الصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، حيث تستورد أكثر من 11 مليون برميل يومياً. وإلى جانب روسيا والسعودية، يأتي العراق كثالث أكبر مصّدر للنفط إلى الصين، في وقت وصل فيه حجم التجارة بين البلدين إلى 50 مليار دولار، ومن المتوقع، حسب تصريح السفير العراقي في بكين، أن يتجاوز هذا الحجم ليصل إلى 55 مليار دولار بنهاية العام الجاري، مما يبدو معه بديهياً أن يصبح العراق دولة استراتيجية للغاية في الشرق الأوسط، وإن تسعى بكين لتعظيم المصالح الاقتصادية المتبادلة معه.

تقاسم منافع بعيداً عن العسكرة

وبدلاً من ترسيخ وجود عسكري في الشرق الأوسط، تنتهج الصين، حسب المقال، خططاً لتوسيع العلاقات السياسية وتعزيز الصلات الدبلوماسية لزيادة نفوذها. ويأتي ذلك عبر طرق عديدة منها الاستثمارات في مبادرة الحزام والطريق، والحفاظ على المصالح المشتركة دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتجنب تأثير الصراعات والأزمات الإقليمية على المصالح الاقتصادية المشتركة، والتي تتمحور إلى حد كبير حول النفط.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن فوز الشركات الصينية بمعظم العقود التي تم منحها مؤخراً لتراخيص التنقيب عن النفط والغاز في العراق، سيأخذ العلاقات بين البلدين إلى ما هو أبعد من مجرد شراء وبيع النفط، وسيخلق ترابطاً سياسياً بينهما، لاسيما إذا ما علمنا بأن عائدات النفط تشكل أكثر من 90 في المائة من الدخل العراقي.

لقد فازت الصين، التي كانت إحدى الدول الرائدة بالفعل في تشغيل حقول النفط والغاز في العراق، بحقوق استغلال 10 حقول أخرى للنفط والغاز في عطاءات التراخيص الأخيرة، والتي يأمل وزير النفط العراقي أن ترفع احتياطي العراق النفطي المؤكد إلى 160 مليار برميل. وبصرف النظر عن هذه المغانم الجديدة، فإن شركة الصين للبترول والكيماويات (سينوبيك)، هي المشغل الرئيسي لأربعة حقول نفط رئيسية أخرى في العراق.

تغير الديناميكيات

وأضاف المقال إلى أنه ورغم تأهل أكثر من 20 شركة بينها مجموعات أوروبية وعربية وعراقية لعطاء التراخيص، فقد كانت الصين الجهة الأجنبية الأكبر والمرخصة، حيث فازت بالمناقصة الخاصة بعشرة حقول للنفط والغاز. إن حقيقة بقاء الشركات الأوروبية في الظل وعدم مشاركة الولايات المتحدة في المناقصة على الإطلاق، هي إشارة واضحة، حسب الكاتب، إلى الديناميكيات المتغيرة في مجال الطاقة العالمية. فعلى سبيل المثال، انسحبت شركة إكسون موبيل من مشروع حقل غرب القرنة النفطي في العراق في فبراير من هذا العام ونقلت أنشطتها التشغيلية إلى شركة بتروتشاينا، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على هذا التحول.

وأشار المقال إلى توقعات سابقة حول مشاركة الولايات المتحدة في هذه الجولة من المناقصات لمنع اعتماد العراق على الغاز الإيراني، تلك التوقعات التي ترددت أثناء وبعد الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن، ودعواته الشركات الأمريكية للاستثمار في حقول النفط والغاز العراقية.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن تصميم الشركات الصينية الدقيق والذي أثمر عن الحصول على تراخيص حقول النفط والغاز، أمر بالغ الأهمية، إذ أصبحت الصين اليوم تشتري ما يقرب من نصف النفط العراقي وباتت المشغل الرئيسي لحقول النفط بكفاءة، مما يوفر فرصاً أكبر لبكين لتحويل قضية الطاقة إلى حجر الزاوية الذي لا غنى عنه في الترابط بينها وبين بغداد.

*******************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. حدائق ماركس

إبراهيم إسماعيل

اقترنت نهاية الحرب الباردة مع حملة كبرى بشرت بانتصار الرأسمالية وبنهاية الماركسية كفكرة اجتماعية، قبل أن تفضح الأحداث عجز مطلّقي هذه الفرية عن تصديقها، إذ بقي كارل ماركس، الفيلسوف والاقتصادي والمؤرخ وعالم الاجتماع والقائد الثوري والزعيم العمالي، أكثر الكتاب جاذبية، ليس بين المسترشدين بمنهجه فحسب، بل وبدرجة مقاربة في مؤسسات الفكر الرأسمالي.

كثيرة هي الدراسات التي فسرت إشراقات ماركس هذه، لكن حين بُرر ذبح أطفال غزة بالدفاع عن «الحضارة»، وحين زادت حظوظ معتوه عنصري، بالفوز برئاسة أقوى دولة في العالم، بعد ادانته بأربع وثلاثين جريمة، منها إرشاء ممثلة إباحية، وحين صوّت ثلث الفرنسيين لصالح لوبين، سليلة من قتل في يوم واحد 45 الف متظاهر جزائري، وحين خُدع العراقيون فاستبدل حلمهم بالعدل والحرية، بنظام أقلية، يتقاسم فاسدوه وفاشلوه السلطة والثروة، أصبح ضرورياً الاهتمام بتناغم ماركس مع قيم البشر كأرقى الكائنات، وملامسته الذات الإنسانية، بثرائها الروحي والمعرفي، وإطلاق ما فيها من مشاعر النبل والمقاومة ضد كل ما يمسخها، وفضحه لأوهام رأت في تلك الذات شراً فطرياً.

لم يعتبر ماركس القيم والأخلاق معلقة في الهواء، بل ربط بين جوهرها وبين إلغاء الاستغلال، وكشف عن تفاعلها مع الوظائف الاجتماعية التي تؤديها، معرّفاً بما يستعبد الشغيلة ويمنعها من تحرير عقلها وإرادتها في بناء عالم أفضل، وفاضحاً النزعة الاستهلاكية واغتراب الإنسان والأكاذيب الليبرالية حول الحريات والحقوق، ومؤكداً على ضرورة تلبية احتياجات الناس الأساسية وتبصيرهم بسبل تغيير الحياة الاجتماعية وتقليل أوقات العمل لصالح فرص المتع الروحية والمادية، مشّيداً رؤيته على تفسير الواقع من أجل تغييره وتدقيق المعارف عند تطبيقها. وقد فتح هذا كله كوّة في ظلمة التوحش الرأسمالي، ليشاع من خلالها التناغم الجمالي بين الناس، والدعوة لإنهاء الكراهية والطمع والخنوع، ولأنسنة التضامن الأممي ولإسقاط النزعات العدوانية وجعل البشر أكثر تضامناً وابداعاً.

وكمثقف عضوي وسليل عوائل مترفة، اختار ماركس، وكذلك زوجته، حياة الفقر والشقاء ثمناً لحريته في النضال من أجل ما يؤمن به، دون أن يتباهى بتلك التضحية أو تدفعه للتعصب أو للإنتهازية، فبقيّ زوجاً عاشقاً وأباً رؤوماً وصديقاً مخلصاً، ولم يتردد في تحمل العذاب والتشريد، حين مُنع من العمل مراراً ونُزعت عنه الجنسية ونفي من المانيا إلى فرنسا ومنها إلى بلجيكا ثم إلى فرنسا ثانية، ويوم تسلل إلى المانيا من جديد ليعتقلوه وينفوه إلى فرنسا، التي طردته هي الأخرى لينتقل إلى لندن، ويعيش فيها أقسى ظروف يمكن تصورها، في كوخ صغير رفقة زوجته وبناته الثلاث، حتى ماتت طفلته دون أن يجد ثمناً لعلاجها.

وكأكاديمي بارز، كان العلم بالنسبة لماركس حركة ديناميكية - تاريخية وقوة ثورية، وكان سروره عظيماً، كما قال عنه أنجلز وهو ينعاه، بأى اكتشاف جديد في حقل العلوم، خاصة حين يحدث تغييرا ثورياً مباشراً. وبديهي القول اليوم بأن الثورة الصناعية الرابعة من روبوتات ورقمنة وذكاء اصطناعي وإمكانيات السيطرة على الطبيعة وتسخير خيراتها لصالح الإنسان، تطورات متسقة تماماً مع أهدافه.

ولم يكن ضمير ماركس الأدبي، كما قال صديقه بول لافارغ، أقل صرامة عن ضميره العلمي، فهو لم ينشر شيئاً مالم يعالجه بكل دقة ويغيره عدة مرات ليتطابق مع الشكل، ولم يقبل أن يطلق سراح عمل لم يستكمل تماماً، وهو ما انعكس في صياغته لنتاجاته الفكرية وفي نصوصه الأدبية كروايته (العقرب وفيليكس) ومسرحيته الشعرية (دراما اليم) وفي مشاعر العشق الهائل للمرأة التي شاركته حياته ورافقته بقناعة في عذاباتها.

*******************************************************

الصفحة الرابعة

الهلال الأحمر يؤشر «تجاهلا حكوميا» لتحذيراته.. دوائر الحكومة أبنية متهالكة تفتقر لأبسط شروط السلامة

بغداد ـ طريق الشعب

يكتظ العديد من الدوائر الحكومية بالمراجعين نتيجة بطء الروتين الاداري والتلكؤ في إنجاز العمل الوظيفي، الامر الذي يجعل المواطن يضطر الى دفع الرشى للابتعاد عن تلك البنايات المتهالكة، التي تعود ملكية الكثير منها الى القطاع الخاص، وحيث لا يفكر المسؤول الحكومي في ترميم البنية التحتية خارج غرفته او مكتبه الإداري.

أبنية متهالكة

ويؤكد عضو جمعية الهلال الأحمر حيدر نوري، ان البنية التحتية للمباني الحكومية تشهد مشاكل جسيمة، ما يعرض سلامة الموظفين والمراجعين للخطر، لافتاً إلى وجود بنايات ضيّقة ومتهالكة وتكتظ بالناس.

ويبين نوري لـ «طريق الشعب»، أن «بعض المباني الحكومية تفتقر للصيانة كما ان إدارتها ضعيفة، إضافة إلى وجود نقص في المرافق الخاصة بذوي الهمم، مؤكدا القول «حذرنا كثيرا من وجود مخاطر في البنية التحتية وبعض المستلزمات، لكن لا أحد يبالي بتلك التحذيرات».

 وينبه الى أن اغلب الدوائر الحكومية لا تمتلك سلم طوارئ، بل أن السلم العادي لا يبدو مريحا وطبيعيا، وفيه الكثير من المشاكل، مشددا على «ضرورة تحسين وضع البنية التحتية للمباني الحكومية، لضمان سلامة الأفراد، وتوفير بيئة آمنة للجميع».

مشاكل صحية

يقول عبد الرضا (موظف في احدى دوائر العلوم والتكنولوجيا): إن «الدائرة تفتقر إلى التأهيل والترميم بشكل كامل، كما تغيب إجراءات السلامة والصحة المهنية، خاصة في المختبرات الكيماوية، حيث تعرض العديد من العاملين إلى مشاكل في التنفس، ناهيك عن القوارض التي تتجول في أروقة البنايات».

وأضاف، أن «بناية المدراء هي وحدها من يتم تأهيلها».

مكان لا يليق بالبشر

من جانبه، عبّر المواطن محمد شاكر عن تذمره الشديد من الانتظار لساعات تحت اشعة الشمس بسبب اكتظاظ غرفة الانتظار في إحدى دوائر الأحوال الشخصية ببغداد، حيث لم يجد مكانا يليق بإنسانيته.

ويضيف لـ «طريق الشعب»، أنه «لا توجد مراعاة لكبار السن او ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة الى استمرار الروتين والبيروقراطية في انجاز المعاملات».

ثلاثة تصنيفات!

يقول بلال سمير، أكاديمي متخصص بالهندسة المعمارية، أن مباني الحكومة يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أصناف رئيسية: الأول يتضمن المباني التي شُيّدت قبل عام 2003 كمقرات لتشكيلات حكومية معينة. وهذه المباني تعكس طبيعة العمل الإداري الصارم في تلك الحقبة، حيث كانت تُحال تصاميمها وتنفيذها إلى مكاتب وشركات هندسية رصينة ملتزمة بالعقود وتخشى عقوبة التقصير.

ووفقاً لسمير فإن هذه المباني تميزت بالتوجه المعماري الرسمي، حيث كانت التعليمات تقتضي استخدام عنصر القوس في الواجهات الخارجية، كونه يمثل جزءاً مهماً من عمارة بغداد التراثية والتاريخية.

ويضيف بلال لـ «طريق الشعب»، أن بعض هذه المباني لا يزال قائماً بحالة معمارية وإنشائية مقبولة، بينما بدأ بعضها الآخر يتهالك أو لم يعد يلائم المتطلبات الحديثة للمؤسسات الحكومية.

أما الصنف الثاني، فيقول بلال انه «يشمل المباني التي شُيّدت بعد عام 2003، والتي تعكس النظم الإدارية المتشعبة والافتقار إلى توجهات ورؤى موحدة، مشيراً إلى ان الكثير منها لم يجر إنشاؤها تحت إشراف مهندسين معماريين.

ويشير المهندس المعماري الى ان «الصنف الثالث والأخير يضم المباني المؤجرة من القطاع الخاص، حيث يرى بلال أن هذه المباني قد تكون الأسوأ من الناحية المعمارية، حيث يتم اختيارها بناءً على موقعها الجغرافي الملائم للخدمات التي تقدمها المؤسسة الحكومية المؤجرة. ومع ذلك، فإن دفع مبالغ كبيرة كبدل إيجار وعدم ملكية المبنى تجعل إدارة تلك المؤسسات غير حريصة على إعمار المبنى والعناية به من الناحية الإنشائية والمعمارية.

مؤسسات جديدة

وبالحديث عن تأهيل البنية التحتية للمؤسسات الحكومية، يقول المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان، د. نبيل الصفار: أن موضوع نقل الدوائر الحكومية الموجودة داخل العاصمة بغداد مطروح منذ فترة على طاولة النقاش الحكومي، ولا تزال الدراسات مستمرة بشأنه، موضحاً أنه «لم يتم اتخاذ قرار نهائي حتى الآن، لكن هناك توجهات أخرى بدأتها الحكومة، من بينها فك الاختناقات المرورية وبناء المدن السكنية خارج مراكز المحافظات والمدن الرئيسية».

ويضيف الصفار في حديث خص به «طريق الشعب»، أنّ «الحكومة شرعت في إنشاء خمس مدن جديدة على الأطراف، وهو ما سيسهم بشكل كبير في تقليل الزخم داخل العاصمة ومراكز المحافظات»، كما ان مشاريع فك الاختناقات هي جزء من هذه الخطط.

وختم الصفار حديثه بالإشارة إلى: أن المرحلة المقبلة ستشهد استكمال المشاريع الحالية، مع إنشاء مدن سكنية جديدة خارج مراكز المحافظات، وستكون هناك دوائر حكومية رئيسية في هذه المدن لتلبية احتياجات السكان، بما يتماشى مع رؤية الحكومة في إنشاء مثل هذه المدن».

مشاهد حكومية مخجلة

تقول انتصار الحيالي (مراجعة في احدى مديريات التربية ببغداد)، ان هذه الدوائر تستقبل يوميا مئات المراجعين، لكنها تفتقر لوجود ابسط احتياجات المراجعين من مرافق أو ممرات صحية أو أماكن للاستراحة والانتظار.

وتضيف الحيالي لـ»طريق الشعب»، ان هناك مشاهد مزرية في تلك الدوائر: المراجعة من الشباك الذي لحم بجانبه المكيف ليزيد الجو لهيبا، كما ان بعض الممرات يتزاحم فيها الاثاث المكتبي العتيق.

وتشير الى ان غالبية المدراء العامين في الدوائر الحكومية يعيشون في مقاطعات خاصة، ويقف على ممراتها رجال أمن تمنع الوصول اليهم، الا أصحاب الوساطات والرشاوى.

وتتساءل المراجعة: الا ينظر المدير العام لتلال النفايات التي تتراكم في محيط المديريات، وقرب بواباتها الرئيسية، مؤكدة ان أقسام التخطيط والمتابعة عادة ما تنشغل بترتيب الصفقات التي ينتهي ريعها في جيوب المدراء العامين وحاشياتهم.

رأي الباحث الاجتماعي

بدورها، قالت الباحثة الاجتماعية ناهدة عبد الكريم: ان «العنصر البشري العامل في دوائر الدولة ومؤسساتها العامة يعد المحرك الرئيس للنشاط الإداري، فمن خلاله تحقق الادارة نشاطها في تنظيم العمل وضمان سيره»، مردفة أن ذلك مرهون بتوفير الوسائل التي تبعث الراحة، ومن اهمها النظافة وتنظيم هيكل المؤسسة من الداخل والخارج وكذلك مواكبة التطور في الترتيب المكتبي.

وأضافت عبد الكريم، ان هناك العديد من الخلافات بين المراجعين تحدث بسبب الاختناقات التي يسببها التأخر في إنجاز المعاملات ضمن الوقت المحدد، الى جانب عدم توفر مساحة كافية للمراجعين وجميع هذه المنغصات تؤثر سلبياً في نوعية اداء العاملين في تلك الدوائر وتزيد عليهم الضغـــــــوط النفســـــية».

****************************************************************************

المعنّفات يواجهن التحرش الجنسي في بعض مراكز الشرطة.. ناشطات: دوائر الحكومة تكافح العنف الأسري بأسلوب عشائري

بغداد ـ طريق الشعب

دانت ناشطات في مجال تعزيز حقوق النساء، عمل المؤسسات الأمنية في مجال حماية النساء، فيما كررن مطالبهن بتشريع قانون العنف الأسري.

الشرطة المجتمعية

تقول الكاتبة والصحفية أماني الحسن، أن «هناك اعتقاداً شائعاً بأن الشرطة المجتمعية تمتلك السلطة الكاملة للتعامل مع قضايا العنف الأسري، لكنها لا تؤدي عملها بشكل كامل». فيما اشارت إلى أن «القليلين يعرفون أن هذا القسم تابع لدائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، وليس لجهة مستقلة».

وتضيف الحسن في حديث مع «طريق الشعب»، أن «هذا القسم وُجد لعرقلة وصول النساء إلى المحاكم للحصول على حقوقهن. وأنه بالرغم من كونه مجرد دائرة مساندة للمحاكم، فإن طرق توظيف الرجال فيه تجعله مسانداً للعنف المجتمعي الذي تمارسه العديد من المؤسسات الحكومية ضد النساء.

وتشدد على أن الإدانة يجب ألا تقتصر على الشرطة المجتمعية، التي تفتقر إلى أي سلطة، بل يجب أن تشمل جميع الوزارات والأقسام والمحاكم التي تملك السلطة لحماية النساء، لكنها لا تقوم بواجبها.

 تجاهل العنف الأسري

تقول الناشطة السياسية طيبة حميد: إن «الفتيات والنساء في العراق يتعرضن لمختلف أنواع العنف في ظل تجاهل ملف العنف الأسري من قبل السلطة التشريعية لسنوات تحت قبة البرلمان، لأنه لا يتماشى مع مصالح مشاريع دول الجوار في العراق».

وتضيف حميد في حديث لـ»طريق الشعب «، أن بعض المؤسسات الحكومية تسهم بشكل كبير في زيادة معاناة الناجيات من العنف الأسري، حيث يتم في كثير من الأحيان إعادتهن إلى معنفيهن تحت مسمى «الصلح»، الأمر الذي يزيد من طغيان المعنِفين.

وتنتقد حميد شعب وأقسام تمكين المرأة في الدوائر الحكومية، مؤكدة أنها لم تؤدِ واجبها في مساعدة وتمكين النساء والفتيات من ضحايا العنف الأسري، مشيرة إلى ان مسؤولي الجهات الرسمية المعنية يتعاملون مع قضايا العنف الأسري بأسلوب عشائري لا قانوني.

وتشير حميد إلى، أن كثيرا من النساء يواجهن تحرشا جنسيا عندما يتوجهن الى مراكز الشرطة لتقديم الشكوى ضد أزواجهن، وبالتالي تصبح هذه الدوائر شريكة في الجرائم، وليس في مكافحتها.

غير منظمة

أما القانوني عمر البياتي (يعمل لدى إحدى محاكم بغداد)، فقد أعرب عن قلقه من عدم «وجود قانون ومظلة قانونية تشريعية حقيقية تستطيع أن تحمي الأسرة في العراق»، إذ لا يزال قانون العنف الأسري غير مشرع. انه مجرد مسودة مركونة على رف برلماني.

وكانت الحكومة السابقة صوتت في شهر آب من عام 2020، على مسودة مشروع قانون الحماية من العنف الأسري، واحالته الى البرلمان، قبل ان تتناوشه التجاذبات السياسية والدينية.

ويشير البياتي في حديث مع «طريق الشعب»، الى عدم وجود مرجع تشريعي لعمل الشرطة المجتمعية، ما يجعل عملها غير فاعل. كما لا توجد قوانين تحدد مهامها وواجباتها.

وينبه الى ان انحدار المستوى الأخلاقي لدى أوساط مجتمعية أدى إلى ظهور مشاكل كثيرة داخل الأسرة، فكلما زاد الوعي القانوني والحقوقي، تضمحل تلك المشكلات، مؤكدا ان بعض النساء كسرن حاجز الصمت ولجأن الى القانون والجهات المعنية لكشف ما تتعرض له من عنف أسري، الامر الذي يبيّن ان هناك ضرورة حتمية لتشريع قانون العنف الاسري بالشكل الذي يضمن خلق جدوى حقيقية من تشريعه.

ويشير الى انه لاحظ في حادثة معينة حصلت معه، وضع امرأة معنفة في سجن الإصلاح مع نزيلات، معتبرا ذلك «انتهاكاً خطيرا لحقوق المرأة».

****************************************************************************

جهود فردية تستحق الثناء في مواجهة القصور الحكومي عراقي يحوّل منزله إلى ملاذ لمرضى متلازمة داون

بغداد – طريق الشعب

يفتقر أصحاب متلازمة داون إلى الاهتمام الحكومي، في حين نجد أن هناك مبادرات إنسانية فردية أو تقوم بها منظمات المجتمع المدني، في ظل تقديرات غير رسمية تتحدث عن وجود ما يقارب مليون شخص مصاب بهذه المتلازمة في العراق.

ومتلازمة داون هي اضطراب ورثي يسببه الانقسام غير الطبيعي في الخلايا مما يؤدي إلى زيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم 21. وتسبب هذه المادة الوراثية الزائدة تغيرات النمو والملامح الجسدية التي تتسم بها متلازمة داون.

جهود ذاتية

يتحدث حسام الإزيرجاوي، مسؤول معهد يد الرحمة لذوي الاحتياجات الخاصة، عن التحديات الكبيرة التي تواجه هذه الشريحة، حيث يشير إلى أن «الأطفال المصابين بمتلازمة داون يجدون صعوبة في التعايش مع أقرانهم بالمجتمع بسبب اختلافاتهم الشكلية والحركية والسلوكية».

ويقول الإزيرجاوي: إن «هذا الاختلاف يجعلهم عرضة للتنمر والاستغلال من بعض الناس لأغراض قبيحة، وذلك بسبب افتقارهم للإدراك العقلي اللازم للدفاع عن أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى رعاية خاصة من الأهل تشمل التعليم والنظافة والمراقبة المستمرة».

وعن دور الحكومة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة فئة متلازمة داون، يعرب الازيرجاوي لـ «طريق الشعب»،  عن أسفه لعدم توفر دور أو معاهد كافية لهذه الشريحة المظلومة في عموم البلاد، وخاصة في الأقضية والنواحي، مبينا أنه «على الرغم من محاولات توفير صفوف خاصة لهم في المدارس الحكومية، إلا أن وزارة التربية لم توافق على ذلك. وفي محاولة للفت الانتباه إلى هذه القضية، نظم الأهالي تظاهرات طالبوا خلالها بحقوق أطفالهم، لكنهم قوبلوا بتجاهل حكومي وانشغال السياسيين بمصالحهم الشخصية».

وكان الإزيرجاوي قد نظم مهرجانات بالتعاون مع عدد من القنوات الفضائية لتسليط الضوء على قضايا ومشكلات هذه الشريحة.

حسام الإزيرجاوي، وهو أب لطفل مصاب بمتلازمة داون، تحرك بشكل فردي بعد أن فقد الأمل في استجابة الحكومة. واعتمد على نفسه وجهوده الشخصية، حيث عمد إلى تحويل جزء من منزله الى معهد لاحتضان المصابين بمتلازمة داون، في منطقة النهروان بأطراف بغداد.

ويحتوي معهد الإزيرجاوي على قاعة للياقة البدنية مجهزة بشكل كامل، وسبورة ذكية كبيرة لتعزيز التعليم التفاعلي. كما يقدم المعهد وجبات غذائية متوازنة لضمان صحة الأطفال ورفاهيتهم.

ويستفيد من خدمات المعهد المجانية ما يقارب ٣٥ طفلاً، ما يخلق بيئة تعليمية متنوعة وشاملة.

طريقة التعامل

يقول مسؤول هيئة ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في الديوانية، د. سامر سمعة: إن «معهد الرجاء للعوق العقلي يعد إحدى دوائر الهيئة، ويعنى بثلاث شرائح من ذوي الإعاقة: متلازمة داون، التوحد، وبطيئي التعلم»، مضيفا أن «المراحل الدراسية في المعهد تتمثل في مستويات بسيطة ومتوسطة وأساسية».

ويضيف سمعة لـ «طريق الشعب»، أن طريقة التعامل مع ذوي متلازمة داون في المعهد تتم من خلال مجموعة من التربويين والمختصين الذين يتواجدون بشكل يومي. وتتضمن الجهود جوانب بحثية وتربوية، وتهدف إلى تعديل السلوكيات الأساسية لهذه الشريحة.

ويتابع بالقول: إن «متلازمة داون هي إحدى الإعاقات التي يعتبر فيها الشخص غير خطر مقارنة ببعض الحالات الأخرى»، مشيرا إلى أن «بعض المتلازمات تكون بمستوى بسيط، ما يتيح إمكانية تطوير مواهبهم في مجالات مختلفة، مثل الرسم والموسيقى. ويبدأ تحفيز تلك المواهب من الأسرة، ثم يستكمل في المعهد».

تجاهل التوصيات القانونية

من جانبه، ابدى مسؤول الشعبة القانونية في دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة في النجف، سبحان الفتلاوي، قلقاً من الأوضاع الراهنة في معاهد العوق العقلي في المحافظات.

وقال الفتلاوي لـ»طريق الشعب»، أن «أغلب هذه المعاهد لم تلتزم بالتوصيات القانونية الضرورية. كما لا يوجد دور حقيقي للباحثين الاجتماعيين»، مضيفا أنه «بعد انفصال الهيئات عن الوزارة وارتباطها بالمجالس المحلية، قدمت الهيئة بعض التوصيات المهمة، من بينها تزويد المختصين والأهالي بطرق التعرف الى مخاوف الأطفال المصابين بمتلازمة داون والتوحد، وأعداد دورات تدريبية للمدرسين الذين يفتقرون في الغالب إلى التخصص المطلوب؛ اذ اغلب المدرسين هم بعيدون تماما عن التخصصات المطلوبة».

ويؤكد الفتلاوي ضرورة «إعداد كوادر متدربة ومتخصصة للتعامل مع هذه الفئات واستيعاب مشاكلهم السلوكية والبحث عن حلول مناسبة»، منبها الى أن «أغلب مدراء معاهد العوق العقلي يفتقرون إلى التخصص. وينبغي أن يتواجد أشخاص معنيون لتقديم الدراسات والبحوث التي ترصد المشاكل وتطرح حلولًا لها».

ويصف الفتلاوي حال المراكز بأنها «دون المستوى المطلوب»، لافتا الى «وجود حالات طلاق تحدث بسبب ولادة أطفال ذوي متلازمة داون، حيث لا يزال هناك عدم تقبل مجتمعي لهذه الحالات»، وبالتالي «من المهم إجراء فحوصات قبل عقد الزواج للكشف عن أية تشوهات محتملة قد تصيب الجنين».

ويختم الفتلاوي حديثه بالدعوة إلى ضرورة أن «تمتلك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية رؤية واضحة تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تصدر توجيهات إلى كافة المعاهد لتسجيل الأهالي أبنائهم من ذوي متلازمة داون، لمعرفة الأعداد ونوع الحالات ومعرفة الأسباب والعلاج، في محاولة للحد من هذه المشاكل الصحية مستقبلًا».

ويختتم المتحدث كلامه بأن «بعض الأهالي يفكرون في الحصول على راتب أكثر من البحث عن العلاج».

**************************************************************

الصفحة الخامسة

رغم الملاحقات الأمنية مصانع المنتجات المغشوشة تنتعش في بغداد والمحافظات

متابعة – طريق الشعب

وسّعت السلطات الأمنية في العراق عمليات ملاحقة مصانع المنتجات المغشوشة التي زاد نشاطها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، في بغداد وبقية المحافظات. وتقوم هذه المصانع بتزييف ماركات عالمية بمواد مصنّعة محليا ذات مواصفات رديئة، ثم تطرح منتجاتها في الأسواق، لتباع بسعرها الأصلي أو أقل منه. فيما تواجه الجهات المعنية صعوبات بالغة في السيطرة على هذه الظاهرة.

وغالبا يجري إنشاء مثل هذه المصانع داخل المنازل، رغم ان القانون يمنع النشاطات الصناعية في الأحياء السكنية، نظرا لتأثيراتها السلبية المباشرة على السكان. وقد اتقن أصحاب تلك المصانع تقليد الماركات العالمية، وطرها في الأسواق على أنها بضائع مستوردة.

وتشمل المصنوعات المغشوشة مواد إنشائية وكهربائية ومساحيق غسيل ومواد تجميل وزيوت محركات وغيرها، لكن أخطرها المصنوعات الغذائية، كونها ذات مساس مباشر بصحة الإنسان. وباتت المواد المقلدة هي الرائجة في السوق، حتى اختلط الأمر على المستهلك. إذ لا يفرق بينها وبين المنتج الأصلي إلا من له خبرة في ذلك. وقد انتفع أصحاب تلك المصانع من ضعف الإجراءات الأمنية في ملاحقتهم خلال السنوات الماضية.

ضبط مصنع كبير للزيوت المقلّدة في البصرة

نهاية أيار الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني في البصرة، ضبط أحد أكبر مصانع المنتجات المقلّدة في البلاد.

وقال الجهاز في بيان صحفي، أنه “بعد ورود معلومات استخبارية عن وجود مصنع في منطقة الزبير، يقوم بإنتاج زيوت المحركات المغشوشة بكميات تصل إلى آلاف اللترات وبماركات تسويقية عالمية شهيرة، قامت مفارز الأمن الاقتصادي في جهازنا، بعد استحصال الموافقات القضائية، بمداهمة موقع المصنع”.

وأكد أنه “تم إلقاء القبض على 5 متهمين من جنسيات أجنبية يعملون في المصنع. كما تم غلق المصنع أصوليا وإحالة المتهمين إلى الجهات المعنية”.

إغلاق عشرات المصانع

من جهته، قال المقدم في وزارة الداخلية علي اللامي، ان “القوات الأمنية تتتبع مصانع المنتجات المغشوشة في عموم البلاد بحسب التوجيهات العليا، وقد تم بالفعل إغلاق عشرات المصانع في العام الجاري، معظمها في بغداد”، مبينا في حديث صحفي أن “تلك المصانع استطاع أصحابها أن يؤسسوها داخل المناطق السكنية من دون الحصول على رخص للعمل، وهم بذلك يتهربون أيضا من الضرائب، فضلا عن كونهم يعتمدون الغش التجاري”.

وأوضح ان “الحصة الكبيرة لتلك المصانع التي أغلقت توجد في بغداد، فضلا عن المحافظات الأخرى، الجنوبية تحديدا، منها ميسان وذي قار والبصرة والديوانية وغيرها”، مشيرا إلى أن “أصحاب تلك المصانع يحالون إلى القضاء وتتخذ بحقهم إجراءات قانونية وعقوبات وغرامات، ويوقعون تعهدات بعدم إعادة إنشاء تلك المصانع إلا برخص رسمية”.

ولفت اللامي إلى ان “هناك مصانع مرخّصة رسميا تعمل في الغش التجاري. إذ تتعاون مع جهات تطبع لها ماركات عالمية لتضعها على منتجاتها. وقد تم أيضا القبض على عدد من أصحاب هذه المصانع، وإغلاق مصانعهم”، مبينا أن “الصعوبات التي نواجهها تكمن في ارتباط بعض أصحاب تلك المصانع بجهات سياسية وحزبية وجماعات مسلحة. إذ يتمردون على القانون، وهو ما يتطلب من الحكومة دعم الأجهزة الأمنية في تطبيق القانون على هؤلاء”.

مهارات في التقليد

من جهته، قال عضو غرفة تجارة بغداد زيد الطائي، أن “انتشار المنتجات المغشوشة في البلاد طغى على المنتجات الأصلية. إذ يصعب على المواطن الحصول على منتج غير مغشوش”، موضحا في حديث صحفي أنه “بعد انتشار تلك المصانع أصبح عمر أي منتج يدخل البلاد من شركات رصينة لا يتجاوز العام الواحد فقط، وبعدها يختلط بالمنتجات المقلدة له. فهناك عراقيون ينشئون مصانع تقلد المنتج الأصلي، ويضعون عليه ملصق الماركة العالمية. كما ان هناك مصانع عديدة تقلّد منتجا واحدا”.

وأشار إلى أن “هناك من يقومون باستيراد بضاعة رديئة من الصين، لا تختلف في الشكل عن البضاعة الأصلية، ثم يثبتون عليها ملصقات الماركات العالمية ويطرحونها في السوق. والأمر ينطلي على المستهلك. فالتمييز بين المنتج الأصلي والمقلد بات شبه مستحيل إلا على أصحاب الخبرة”.

ورأى الطائي أن “مهارة الغش والتزييف انتشرت بشكل واسع في السنوات السابقة”، معربا عن أمله في أن تتمكن حملات الملاحقة الأمنية من تضييق الخناق على تلك المصانع والحد من انتشارها.

مخاطر صحية

الاختصاصي في الكيمياء الصناعية وليد العزي، ذكر من جانبه ان “هناك مخاطر كبيرة يتعرض لها المواطنون جراء استهلاك المنتجات الغذائية ومواد التجميل المغشوشة”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “هذه المواد تشكل خطرا صحيا على المواطنين، خاصة في ما يتعلق بتزييف تاريخ انتهاء الصلاحية”.

وشدد على أهمية ملاحقة تلك المصانع والحد من انتشارها، لما لها من أخطار صحية وأضرار مالية على المواطن.

مواطن: 5 لترات زيت محرّك كلفتني 800 دولار!

إلى ذلك، تحدث المواطن محمد سالم لـ “طريق الشعب”، عن ظاهرة غش زيت المحركات، والتي انتشرت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، مبينا أن هناك مصانع تقوم بإنتاج زيوت مغشوشة من ماركات عالمية شهيرة، لا يمكن للمستهلك تمييزها عن المنتج الأصلي، إلا إذا كان من ذوي الخبرة.

وقال انه حصل قبل شهور ان استبدل زيت محرك سيارته، من الماركة نفسها التي اعتاد على استخدامها، لكن ما ان قطع في السيارة بضعة كيلومترات حتى توقف المحرك، فتبين انه تعطل بشكل تام.

وأضاف قائلا: “نقلت السيارة إلى ورشة التصليح، فأخبرني المصلّح بأن المحرك تعطل تماما، ويحتاج إلى استبدال مكابسه وجميع قطعه الأساسية، أو شراء محرك جديد. وان سبب العطل هو الزيت، الذي تبيّن بعد فحصه انه مغشوش”. وأكد المواطن انه اضطر إلى شراء محرك جديد بسعر 800 دولار “وهذه ضريبة 5 لترات من الزيت المغشوش”!

************************************************************

في البلديات شارع أم علوة  لبيع السمك والدجاج؟!

متابعة – طريق الشعب

شكا مواطنون في منطقة البلديات شرقي بغداد، من تحوّل «شارع المصرف» الكائن في المحلة 738، إلى علوة لبيع السمك والدجاج والخضراوات. وقال أحدهم في منشور له على فيسبوك، أن الباعة يحتلون رصيفي الشارع وجزرته الوسطية، ويشغلون مكبرات الصوت، منذ الصباح حتى المساء، للترويج لبضاعتهم، الأمر الذي يثير الضوضاء في المنطقة. وأشار إلى أن الشارع بات مليئا بالأزبال والقاذورات من مخلفات بيع الدجاج والسمك، وان المواطن لم يعد يجد رصيفا يسير عليه، ما يضطره إلى السير في الشارع بين المركبات، معرضا نفسه لخطر الدهس، لافتا إلى ان هذا التجاوز يحدث بعلم القسم البلدي في المنطقة، والذي يتبع بلدية الغدير. وطالب المواطنون برفع هذه التجاوزات عن الرصيف والجزرة الوسطية، مع توفير أماكن بديلة لعمل الباعة، كي لا تُقطع سبل معيشتهم.

***********************************************************

أبو الخصيب محرقة المستشفى تنفث دخانها على منطقة سكنية

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة، من الدخان الملوث الصادر عن محرقة النفايات الطبية في مستشفى القضاء العام، مبينين أن المحرقة تقع وسط منطقة سكنية.

وقالوا في حديث صحفي ان المستشفى يقوم بحرق النفايات الطبية يوميا، ويصاحب الاحتراق دخان كثيف مضر بالصحة والبيئة، مبينين أن الأهالي قدموا بلاغا بالأمر إلى الجهات ذات العلاقة.

وطالبوا بنقل المحرقة إلى موقع آخر، لكن إدارة المستشفى لم تستجب لمطلبهم. 

******************************************************************

الأهالي يتهمون البلدية برميها! نفايات وأنقاض تغلق مدخل منطقتين غربي بغداد

متابعة – طريق الشعب

تحوّل مدخل منطقتي المحيريجة والمعامير في ناحية بوابة السلام التابعة إلى قضاء أبو غريب غربي بغداد، إلى مكب للنفايات والأنقاض. وفيما يتهم سكان المنطقتين آليات البلدية برمي تلك المخلفات في المدخل، قرب “جسر الخمس بيوت”، تقول البلدية أن هذا التصرف فردي! وتعد هاتان المنطقتان من المناطق الزراعية، وتقعان بمحاذاة خط سريع أبو غريب – الفلوجة. فيما يقع مدخلهما عند الجسر المذكور، الذي أصبح محيطه مكبا للنفايات والأنقاض. حيث تعمد آليات تابعة للبلدية وأخرى أهلية إلى رمي تلك المخلفات على الأرض – حسب ما يذكره عدد من الأهالي في حديث صحفي. يقول المواطن زامل الزوبعي، أنهم يشاهدون آليات البلدية وهي تفرغ النفايات والأنقاض عند المدخل، مبينا أن الأهالي بلغوا البلدية بالأمر. فيما يقول المواطن رسول المعموري، أن الآليات تفرغ حمولاتها عند الفجر وفي وقت الغروب، وانه قبل فترة أغلق الطريق بالأنقاض فاضطر الأهالي إلى فتحه بالاستعانة ببلدوزر (شفل). ويتساءل: هل ان واجب البلدية رفع النفايات والأنقاض، أم وضعها وسط  الطريق؟! إلى ذلك، يقول مدير بلدية أبو غريب مصطفى الشمري، أن آليات البلدية لا ترمي هذه المخلفات في مدخل المنطقتين، إنما من يقوم بذلك أشخاص من السكان، مضيفا: “إذا قامت إحدى آلياتنا برمي النفايات في هذا الموقع، فالأمر غير مقبول أبدا، ولا يعدو كونه تصرفا فرديا”.

************************************************************

اگول.. عن النفايات ومخاطرها

ماجد مصطفى عثمان

منذ 2003 بدأت ظاهرة تراكم النفايات في أزقة بغداد وشوارعها الرئيسة وأسواقها، تتسع بشكل لافت للنظر، ما خلف ضررا كبيرا على الواقعين البيئي والصحي. فيما لم تول الحكومات المتعاقبة وأمانة بغداد ودوائرها الخدمية، الاهتمام المطلوب بهذه الظاهرة، ولم تضع حلولا ناجعة لمعالجتها والحد من آثارها. حتى باتت هذه المشكلة مصدر قلق للسكان، لا سيما في المناطق الشعبية التي يظهر فيها الإهمال الخدمي على أشده.

وتتراكم النفايات أيضا، وبشكل كبير، في الأحياء العشوائية، التي اتسعت كثيرا، حتى احتلت مساحات واسعة من محيط العاصمة ومركزها أيضا. فهذه الأحياء غير مشمولة بخدمات البلدية، ما أصبحت أشبه بالمطامر الصحية، بفعل تراكم النفايات فترات طويلة دون معالجة.

وبالإضافة إلى الروائح الكريهة التي تخلفها، تحتوي النفايات على مواد عضوية سامة ممرضة، كما انها ملاذ للحيوانات السائبة والقوارض والحشرات.

ومن أبرز أسباب انتشار النفايات في الشوارع والساحات العامة، هو عدم رفعها بانتظام من قبل آليات البلدية، وعدم توفر أعداد كافية من حاويات جمع القمامة، ما يضطر المواطنين إلى رميها على الأرض.

وكشفت النفايات عن حجم البؤس الذي تعيشه أعداد كبيرة من العراقيين. إذ تتجمع حولها منذ الصباح الباكر مجموعات من النساء والأطفال والشباب، لتبحث عن بقايا أطعمة، أو مواد بلاستيكية ومعدنية قابلة للبيع، غير مكترثة لسمومها وروائحها الكريهة.  

وتكشف مشكلة النفايات عن عجز أمانة بغداد عن إدارة هذا الملف بالشكل الصحيح. فلا حاويات كافية لجمع الأزبال، ولا آليات قادرة على تغطية جميع مناطق العاصمة. إذ يجري الاعتماد على شاحنات صغيرة وعربات يدوية يدفعها عمال النظافة، مقابل أجر يومي زهيد لا يتجاوز 10 آلاف دينار. في حين يرفض بعض سائقي الكابسات تسلم النفايات من المواطنين، إلا إذا دفعوا لهم مبلغا من المال. وفي حال رفض المواطن الدفع، ستبقى نفاياته مكومة أمام منزله!

ومن الظواهر السلبية الأخرى، هي ظاهرة ترك مخلفات البناء على الشوارع والأرصفة، بعد الانتهاء من بناء أو ترميم المنازل. وغالبا تمتنع كابسات البلدية عن رفع هذه الأنقاض.

يتطلب من الجهات المعنية الوقوف عند هذه الظاهرة ومعالجتها بصورة جادة، حفاظا على صحة المواطنين وسلامة بيئتهم.

**********************************************************

إلى رئيس الوزراء

من المدير المتقاعد حبيب زيدان عطية، تلقينا رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هذا مضمونها:

ذكرت المادة 14 من الدستور: “العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز في كافة المجالات ومن ضمنها المجال الاقتصادي”. فيما نشرت صحف بغدادية إبان آذار الماضي، خبرا مفاده بأن عدد مزدوجي الرواتب، ممن يتسلمون راتبين إلى خمسة رواتب، بلغ عددهم أكثر من 300 ألف مواطن، تدفع لهم الدولة سنويا 3 ترليونات دينار، أي أكثر من 3 آلاف مليار دينار.

وإضافة إلى ذلك يتسلم المسؤولون في الدولة رواتب خيالية وظيفية وتقاعدية، منذ 2003 وحتى الآن. وان أغلب هؤلاء المسؤولين ليست لديهم خدمة تقاعدية.

لذلك، ولكي تسود العدالة في البلد وتقل الفوارق الكبيرة بين الرواتب، نقترح ان تتم زيادة رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين بحدود 400 ألف دينار شهريا، لتحسين أحوالهم المعيشية المتدنية. وان يكون الحد الأدنى للراتب التقاعدي هو 800 ألف دينار شهريا.

*********************************************************

أهالي الدسيم: يئسنا من التبليط .. احدلوا الشوارع على الاقل!

متابعة  - طريق الشعب

يشكو أهالي منطقة الدسيم شرقي بغداد، من تهالك شارعهم الرئيس وأزقتهم الفرعية، مطالبين بتأهيل الشارع الرئيس، أو تعديله على الأقل ليكون مناسبا لمرور المركبات.

وقال المواطن حسن الكناني، أن “شوارع منطقتنا متهالكة وسيئة جداً. لا نريد اكساءها إذا كان ذلك غير ممكن، فقط نتمنى أن تأتي الشفلات والحادلات لتقوم بتسوية شارعنا الرئيس. فهو مليء بالحفر والتخسفات، ما أضر كثيرا بالمركبات”.

وأوضح في حديث صحفي، أن “الشارع الرئيس لم يبق منه سوى مسار واحد، لكون المسار الآخر متهالكا لدرجة كبيرة وغير صالح لمرور المركبات”. وأكد المواطن أنه “لم تزرنا طيلة السنوات الماضية أية جهة مسؤولة، لا من المحافظة ولا من البلدية”.

***************************************************************

الصفحة السادسة

المتطرف بن غفير يطلب ضمّه إلى مجلس الحرب الصهاينة يمعنون في العدوان ويدمرون نصف مباني غزة وسط تعليق توزيع المساعدات الإنسانية

متابعة ـ طريق الشعب

تواصل العدوان الوحشي الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ 248 على التوالي، كاشفا عن ليلة دامية جراء القصف العنيف، تاركا وراءه شهداء وجرحى في شمال وجنوب القطاع المدمر بفعل همجية العدوان.

جرائم مستمرة

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، إلى 37 ألفاً و124 شهيداً، إضافة إلى 84.712 مصاباً، فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن أكثر من نصف المباني بالقطاع دمرت مع مواصلة الاحتلال عدوانه.

وزارة الصحة الفلسطينية قالت، في بيان مقتضب، أمس الاثنين، إن الاحتلال ارتكب خمس مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 40 شهيداً، و218 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

كما أشارت إلى أنه «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

واستُشهد عدد من المواطنين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، جراء قصف الاحتلال الجوي والمدفعي على مناطق عريبة، وخربة العدس، والحشاش شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

وفي غزة، اُستشهد مواطنان، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في حي الشجاعية شرق المدينة، في حين أطلقت زوارق الاحتلال الحربية عشرات القذائف صوب شاطئ مدينة غزة، فيما فتحت مدفعيتها النار تجاه منازل المواطنين في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، وحي الزيتون، جنوب شرق المدينة.

وفي دير البلح، وسط القطاع، شنت طائرات الاحتلال الحربية غارات جوية على المدينة، ومنطقة أبو العجين، تزامنا مع قصف مدفعي شرقا.

تعليق توزيع المساعدات

وأعلنت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، تعليقا مؤقتا لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر الرصيف البحري الأميركي العائم قبالة سواحل غزة، وذلك بسبب مخاوف أمنية.

وأشارت ماكين خلال مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية إلى أن اثنين من مستودعات المنظمة في غزة تعرضا للقصف خلال عملية تحرير الرهائن، مما أسفر عن إصابة أحد الموظفين.

كما أوضحت أنها تشعر بقلق كبير بشأن سلامة الموظفين بعد الحادثة، التي وصفتها بأنها واحدة من أكثر أيام الحرب دموية، وأكدت أنهم يريدون التأكد من توفر بيئة آمنة وظروف مستقرة قبل استئناف العمليات.

ورغم ذلك، شددت المسؤولة الأممية على أن العمل مستمر في باقي مناطق القطاع، حيث يبذلون قصارى جهدهم في الشمال والجنوب.

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من نصف المباني في قطاع غزة دمرت نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

جاء ذلك خلال بيان نشرته الوكالة على منصة «إكس» أمس الاثنين، حيث ظهر أن «أكثر من نصف المباني في غزة دمرت « بحسب بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية (يونوسات).

استقالة غانتس وآيزنكوت

وعلى الجانب الآخر، قال إعلام عبري، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدرس حل مجلس الحرب؛ إثر استقالة الوزيرين فيها بيني غانتس وغادي آيزنكوت.

ومساء الأحد، اتهم غانتس وآيزنكوت، الشريكان بحزب «الوحدة الوطنية» (12 نائبا من أصل 120 بالكنيست)، نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه السياسية الخاصة، مع دعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة «في أقرب وقت ممكن».

كما اتهماه بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب المتواصلة على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول الماضي، ولا سيما القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى من القطاع.

وقالت صحيفة «هآرتس»، في نبأ مقتضب: «يدرس نتنياهو حل مجلس الحرب بعد استقالة غانتس».

ولا تمثل استقالة غانتس وآيزنكوت خطرا كبيرا على حكومة نتنياهو، فحزبهما لم يكن جزءا من ائتلافه الحاكم، الذي يحتفظ بالأغلبية البرلمانية بـ 64 نائبا، أي بزيادة ثلاثة نواب عن الحد الأدنى.

لكن الاستقالة، ستترك مجلس الحرب، التي تم تشكيله في 11 تشرين الاول الماضي، دون تمثيل من أي حزب آخر غير «الليكود» (يمين) بزعامة نتنياهو.

وتألف مجلس الحرب من الأعضاء نتنياهو وغانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، بالإضافة إلى مراقبين هم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وآيزنكوت وزعيم حزب «شاس» أرييه درعي.

خضوع لبن غفير

وتمثل استقالة غانتس وآيزنكوت انفراجة لحزبي «القوة اليهودية»، برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، و»الصهيونية الدينية» بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وكثيرا ما أعرب الحزبان، وهما من اليمين المتطرف، عن عدم رضاهما عن كون قرارات الحرب بيد حكومة حرب لا تضم ممثلين عنهما.

وفي أكثر من مناسبة، دعا بن غفير وسموتريتش، وهما من أشد الداعمين لاستمرار الحرب على غزة، إلى الانضمام لمجلس الحرب أو على أقل تقدير حلها.

وبينما وصف سموتريتش الاستقالة بـ «خطوة غير مسؤولة»، سارع بن غفير إلى دعوة نتنياهو، عبر منصة «إكس» مساء الأحد، إلى ضمه لمجلس الحرب.

وبخلاف بن غفير، الذي لم يخدم أصلا في الجيش، فإن غانتس هو وزير دفاع سابق ورئيس سابق للأركان، كمان أن آيزنكوت رئيس سابق للأركان.

وفي الحكومة الإسرائيلية ثلاثة أجسام لاتخاذ القرارات هي: مجلس الحرب، والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، والحكومة الموسعة.

وتتهم المعارضة نتنياهو بالخضوع لبن غفير وسموتريتش، اللذين يرفضان إبرام اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهددا مرارا بالاستقالة وإسقاط الحكومة.

ويتمسك نتنياهو بالاستمرار في منصبه، ويرفض دعوات متصاعدة منذ أشهر لإجراء انتخابات مبكرة؛ بزعم أن من شأنها «شلّ الدولة» وتجميد مفاوضات تبادل الأسرى لفترة قد تصل إلى 8 أشهر.

**********************************************************************

انتصار للطلبة.. جامعة بريطانية تقرر سحب استثماراتها من بنك يمول شركات الأسلحة الإسرائيلية

لندن ـ وكالات

أعلنت جامعة سوانزي البريطانية عزمها سحب استثماراتها البالغة 5 ملايين جنيه إسترليني من بنك باركليز في غضون الشهرين القادمين، وجاء القرار استجابة لمطالب المعتصمين الذين بقوا في ساحات الجامعة لمدة 28 يوما رفضا لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة واستثمار جامعاتهم في شركات يعدونها داعمة للعدوان الجاري على الفلسطينيين.

وقد عبر طلاب الجامعة في منشور لهم على صفحة المجتمع الفلسطيني بجامعة سوانزي على منصة إنستغرام عن ترحيبهم بما وصفوه بالانتصار المهم الذي أتى إثر المطالب التي وضعوها، ومن ضمنها سحب الاستثمارات من الشركات غير الأخلاقية، حسب وصف المنشور.

وإضافة إلى ذلك فقد صاغت إحدى شركات إدارة الأصول التي تعاونت معها الجامعة سياسات استثمار جديدة تمنع أي استثمار مستقبلي في شركات تصنيع الأسلحة وشركات الأسلحة النووية.

وأوضح الطلاب في المنشور ذاته أنهم ينتظرون تأكيدا عقب سحب الاستثمارات بصورة نهائية.

لكن المنشور أضاف أن الجامعة لم تستجب بعد لأحد مطالب المتظاهرين الرئيسية، وهو إعلان الجامعة دعوتها للوقف الفوري لإطلاق النار.

***********************************************************************

اعتراض روسي جزائري على بنود مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة

واشنطن ـ وكالات

طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي التصويت على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي أعلنه الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي.

وقال المتحدث الرسمي باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيت إيفانز، إنه إذا تم تقديم الدعم الدولي للمقترح المكون من 3 مراحل، فإن عملية وقف إطلاق النار ستتسارع، ومع تحقيقه فإنه سيتم إطلاق سراح الأسرى وستنسحب إسرائيل من المناطق المدنية بغزة وفق شروط الاتفاق.

كما أضاف أن «إسرائيل قبلت بالفعل الاتفاق، والآن لدى مجلس الأمن الفرصة للتحدث بصوت واحد ودعوة حماس إلى قبوله».

ويؤكد مشروع القرار أهمية التزام الطرفين ببنود الاقتراح بمجرد التوافق عليه، كما يرحب باستعداد أمريكا ومصر وقطر للعمل لضمان استمرار التفاوض حتى التوصل إلى كل الاتفاقات.

ونقلت وكالة فرانس برس، عن مصادر دبلوماسية، أن عدداً من أعضاء المجلس أبدوا تحفظات شديدة على النسختين السابقتين للنص الأمريكي، خصوصاً الجزائر التي تمثل المجموعة العربية، وروسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو).

ونهاية أيار الماضي، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تقديم تل أبيب مقترحاً من ثلاث مراحل يشمل وقفاً لإطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع.

وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح»، وإنما فقط «مناقشة» تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكداً أنه «يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها».

*********************************************************

السودان.. الصراع على السلطة والنفوذ يغلق المستشفى الرئيسي بالفاشر

الخرطوم ـ وكالات

أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن قوات الدعم السريع هاجمت المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر السودانية، مما أدى إلى خروجه من الخدمة.

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن المستشفى الجنوبي كان الوحيد في الفاشر القادر على التعامل مع الأعداد الكبيرة من القتلى والمصابين الناتجة عن الاشتباكات اليومية.

من جهته، صرح رئيس عمليات الطوارئ في المنظمة ميشيل-أوليفييه لاشاريتي بأن إطلاق قوات الدعم السريع النار داخل المستشفى يعد عملا مشينا.

وحذرت وكالات الأمم المتحدة من «خطر مجاعة وشيك» يواجه الشعب السوداني، فبحسب الأمم المتحدة فر نحو 130 ألف شخص من منازلهم في الفاشر بسبب القتال في نيسان أيار الماضيين.

والفاشر الواقعة في إقليم دارفور بشمال غربي السودان تؤوي أكثر من 1.8 مليون نسمة، بمن في ذلك النازحون، وأصبحت المدينة أحدث جبهة في الصراع المستمر منذ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبين 10 أيار الماضي و6 حزيران الجاري استقبل المستشفى 1315 جريحا، في حين توفي 208 أشخاص داخله، وبالإضافة إلى ذلك لا يستطيع عدد كبير من الأفراد الوصول إليه بسبب القتال.

وفي وقت سابق، بدأ المستشفى عملية إجلاء المرضى عقب تعرضه للضرر 3 مرات منذ 25 أيار الماضي، كما تمكن باقي المرضى والموظفين من الفرار.

*******************************************************

ملامح عامة لانتخابات البرلمان الأوربي.. أوربا تتجه يمينا

متابعة – طريق الشعب

انتهت في التاسع من حزيران الحالي انتخابات البرلمان الأوربي التي شملت 27 بلدا، جرت عمليات الاقتراع في بلدان الاتحاد، خلال أيام 6 -9 حزيران. وسنسعى في هذا التقرير إلى حصر النتائج والملامح العامة لهذه الانتخابات، التي ستشهد الأيام والأسابيع المقبلة تتابع تحليلات واستخلاص الدروس من نتائجها، من قبل الأحزاب المشاركة فيها، ومؤسسات البحث والفكر في أوربا وخارجها، على اختلاف طبيعتها والمناهج الفكرية والسياسية التي تتبناها.

تمخضت هذه الانتخابات بشكل عام بتعزيز مواقع اليمين واليمين المتطرف وهذا ما تعكسه المقاعد التي حصلت عليها الكتل الرئيسية في البرلمان الأوربي والتي جاءت وفق بعض المصادر بالشكل التالي:

حافظت كتلة اليمين المحافظ على تصدر الكتل بحصولها 184 مقعدا وبزيادة قدرها 8 مقاعد، وجاءت كتلة الديمقراطيين الاجتماعيين ثانيا بحصولها على 139 دون تغيير، وحصلت كتلة تجديد أوربا الليبرالية على 80 مقعدا بخسارة 22 مقعدا. وحصلت أحزاب اليمين المتطرف المنضوية إلى كتل او تلك التي لا تزال خارجها على قرابة 170 مقعدا. ومعروف أن اليمين المتطرف موزع على كتلتين رئيستين هما كتلة «المحافظين والاصلاحين الأوربيين»، تضم حزب «إخوة إيطاليا» (فراتيلي ديتاليا) بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وحزب القانون والعدالة البولندي، وحزب فوكس الإسباني، والتي حصلت على 73 مقعدا بزيادة 4 مقاعد وحافظت كتلة الهوية التي تضم حزب «التجمع الوطني» الفرنسي، وحزب الرابطة الإيطالي، من 49 إلى 62 مقعداً. وقد استبعدت الكتلة مؤخراً حزب البديل من أجل ألمانيا من صفوفها. ومن شأن مكاسب الحزب الألماني الانتخابية أن تؤدي إلى تضخم عدد النواب غير المنخرطين في كتل. كما أن حزب «فيدس»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء القومي المجري فيكتور أوربان هو أيضاً من بين الأحزاب غير المنخرطة في كتل.

تعتبر كتلة الخضر في البرلمان الأوربي من أكبر الخاسرين لحصولها على 52 مقعدا بخسارة 19 مقعدا. وحصلت كتلة اليسار على 36 مقعدا بخسارة مقعد واحد.

في الإطار العام لم يغير صعود اليمين المتطرف على أكثرية اليمين التقليدي وقوى الوسط في البرلمان الأوربي التي ستشكل أكثرية حسابية، كما أن نجاحات اليمين المتطرف في البلدان الصغيرة ستكون غير مؤثرة مثل نضيرتها في إيطاليا وفرنسا ولمانيا.

خسائر كبيرة لأحزاب حاكمة

حصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني الذي يقود التحالف الحاكم على أسوأ نتيجة انتخابية أوربية في تاريخه 14,2 في المائة، ويأتي ذلك مع تراجع شعبية المستشار الألماني في استطلاعات الراي العامة.

تميزت الانتخابات في المانيا أيضا، باحتلال حزب البديل من أجل المانيا المركز الثاني، وحصول تحالف «سارا فاكنكنشت» المنشق عن حزب اليسار على 6 مقاعد في البرلمان الجديد، في حين حصل حزب اليسار على 3 مقاعد فقط.

الهزيمة الأكبر لحقت بحزب الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي أعلن عن حل مجلس النواب (الجمعية الوطنية)، ودعا إلى انتخابات مبكرة في 30 حزيران الجاري، وذلك بعد تقدم اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية، ردا على تسيد اليمين المتطرف (حزب ماري لوبان) نتائج الانتخابات في فرنسا أكثر من 32 في المائة، أي ضعف ما حققه حزب الرئيس الفرنسي.

نجاحات يسارية في شمال أوربا

على الرغم من أن قوى اليسار والتقدم تعيش حالة تراجع عامة، إلا أن أحزاب اليسار والخضر حققت مكاسب في دول الشمال في الانتخابات الأوروبية الأحد، في حين تراجعت الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفق ما أظهرت النتائج الرسمية واستطلاعات الرأي. ففي فنلندا، حقق حزب «تحالف اليسار» تقدماً بحصده 17.3 في المائة من الأصوات، بزيادة 4 في المائة مقارنة بعام 2019.

وقالت زعيمة «تحالف اليسار» لي أندرسون: «لم أكن أحلم قط بمثل هذه الأرقام». بالتالي، سيحصل الحزب على ثلاثة مقاعد من أصل 15 مخصصة لفنلندا في البرلمان الأوروبي، مقارنة بمقعد واحد فقط خلال الانتخابات الأوروبية السابقة. وتراجعت شعبية «حزب الفنلنديين» اليميني المتطرف المشارك في الائتلاف الحكومي، بحصوله على 7.6 في المائة من الأصوات، بخسارة 6,2 في المائة، ولن يحصل إلا على مقعد واحد.

في السويد، حقق حزب الخضر تقدما بحصوله على 15.7 في المائة من الأصوات، بزيادة قدرها 4,2 نفي المائة،. وحصل حزب اليسار على 10,7 في المائة، بزيادة قدرها 4 في المائة، بينما سجل اليمين المتطرف الذي يمثله «حزب ديمقراطيو السويد» تراجعاً بمقدار 1,4 في المائة، بحصوله على 13,9 في المائة. وحافظ الاشتراكيون الديمقراطيون على موقعهم في المقدمة بنسبة 23.1 في المائة.

نتائج أخرى

حصلت قوى اليسار الإسباني (تحالف سومار، وحزب بودموس) على ما مجموعه 8 بالمائة بخسارة 2 في المائة مقارنة بانتخابات 2019. وحل حزب فوكس اليميني المتطرف ثالثا بحصوله على 9,62 في المائة بزيادة أكثر من 3 في المائة. وفاز حزب الحرية اليميني المتطرف بالانتخابات الأوروبية في النمسا بحصوله على 25,5 بالمئة من الأصوات.

*********************************************************

الصفحة السابعة

قرار نفي 14 تموز كعيد وطني: جذور «الانتقام التاريخي» و الإرادة الوطنية!

فخري كريم

من يقرأ الأحداث جيداً لن يجد قرار إلغاء عيد العراقيين في 14 تموز مفاجئاً ولا غريباً. إن أعداء الشعب القدامى ولدوا أشباههم في الكراهية والانتقام. إنهم أنفسهم من يراهن الآن على مرور الزمن لتوظيف النسيان وتحويله إلى واقع. إنهم أنفسهم من يواصل ذبح الذكرى وقيمها في التحرر الوطني.

لا.. ليست مصادفة.. الحالة الراهنة تتحدث بحقيقة قديمة. مؤامرة الماضي تلتحم بأحقاد جرى تجديدها دائماً. ومن يريد لنا أن ننسى يمارس نفس أساليب أنظمة الماضي الكريهة. نحن في نفس الامتحان القديم، وما مرّ ليس مصادفة. ها نحن نسحب شريط الزمن ونتعرف على أحقاد تاريخية لم تهدأ للانتقام من النور التموزي.

إن ما أصابنا وعطّل إرادة العراق وأتى على خيرة عقوله، وكفاءاته، وخيراته، لم يأت عفواً أو مصادفة، بل هو مخطط له منذ صعود البعث إلى السلطة في الثامن من شباط من العام 1963. ما دُبِّر في تلك الصبيحة المشؤومة للإطاحة بسلطة ثورة الرابع عشر من تموز 1958، لم يكن ليمرّ لولا تضافر جهود شبكات المخابرات الأميركية والبريطانية، وهذا ما أكّده قائد البعث آنذاك، وظهر في اعترافات غيره من رموز حزبه، والمشاركون معهُ في الانقلاب، مع القوى التي أسفرت عن نفسها بوضوح المتمثلة برموز الإقطاع والشرائح الاجتماعية والاقتصادية المتخادمة مع الاستعمار.

منذ ذلك التاريخ صنعت المؤامرة والعنف المرافق لها قدراً ظل يلاحقنا، وطناً وشعباً، دون توقف أو هدنة، بل لازمنا مثل ظلنا، فكان الانتقام من ثورة 14 تموز العام 1958 ومن قيادتها، ومن القوى والأحزاب والحركة الجماهيرية التي أسهمت في التمهيد لها وفي احتضانها والدفاع عنها. كان هذا الانتقام رداً على ثورة فاجأت القوى الإمبريالية ولم تكن في حسبانها.

لقد تمكن الضباط الأحرار بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم من القيام بحركة مباغتة، وتمهيدٍ سياسي شامل من خلال إحاطة قيادات أحزاب جبهة الاتحاد الوطني علماً بالإجهاز على النظام الملكي وإعلان الجمهورية العراقية، وشلّ التحرك الأميركي - البريطاني برعاية كميل شمعون من شواطئ بيروت لإجهاض الثورة. لقد تمكنت هذه الحركة من الإطاحة بالنظام الملكي رغم صيحة نوري السعيد الشهيرة «دار السيد مأمونة»، وبالرغم من جاهزية شبكات التجسس المخابراتية الأميركية والبريطانية، وتغلغل وكلائها في المنطقة.

كانت هذه المباغتة تقويضاً للستراتيجية الأميركية البريطانية وحلفائها في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وتهديماً للقاعدة الأساس التي سمّت الحلف العسكري على اسم عاصمته “حلف بغداد”، والانتقام منها فيما بعد جسد بأبعاده السياسية المرسومة، نذيراً متوعداً لقوى حركة التحرر الوطني في العالم العربي، خشيةً من التجاسر والتجاوز على منطقة نفوذه ومصالحه الحيوية ومرتكزات وجوده.

لقد جاء انتصار ثورة تموز في مركز العمليات السياسية والعسكرية لحلف بغداد ليجهض ستراتيجية الحلف في احتواء العالم العربي والحيلولة دون امتداد التمرد الثوري الذي تصاعد من مصر ثورة يوليو - تموز 1952 وإطفاء بؤرة النهوض في البلدان العربية التواقة للتحرر والتقدم والاستقلال الوطني. لكنّ المدَّ الثوريّ الذي انبعث صبيحة الثورة مع إعلان البيان، شكّل جدار أمان وحماية لها، وكرّس مقوّماً أساسياً لبناء الجمهورية الأولى المتمثّل في الاستفتاء الشعبيّ العاصف لها، عبر خروج ملايين العراقيين على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومكوناتهم وهم يهتفون للثورة ويعلنون الدفاع عن الجمهورية الوليدة.

ومنذ اللحظات الأولى لانتصار الثورة بدت مظاهر الفرز السياسي في الشارع كأنّهَ كان مبيتاً من قوىً أرادت مصادرة الإرادة الشعبية وإخضاعها لنوازع لم تكن من صلب قوى الثورة، وتحوّل ذلك الفرز الأولي في الشارع وفي قيادة الثورة إلى بؤرة مشاغلة سلبية خطيرة، التقطتها القوى المتضررة في الداخل، وهي من إفرازات قوى النظام البائد، والدوائر الأجنبية التي انهارت ركيزة حلفها ومصالحها الحيوية. وصار البعث من تلك اللحظة بؤرة تحالف جميع القوى المعادية للثورة والجمهورية. وسرعان ما اتخذ التحالف المذكور شعار “يا أعداء الشيوعية اتحدوا” للإيحاء بشيوعية النظام الجمهوري الجديد، وتأليب أوسع القوى في الداخل والخارج ضدها، والاستنفار للعمل لإسقاطها.

لم ينفع أنّ الحزب الشيوعي العراقي كان الحزب الوحيد الذي تمَّ تغييبهُ عن عضوية مجلس وزراء الثورة رغم مشاركة كلّ الأحزاب الأخرى، وتمثيل حزب البعث بشخص أمينه العام فؤاد الركابي، في ظل التأليب “القوماني” بتحريضٍ من قيادة البعث، ودعمٍ مؤسفٍ من الرئيس جمال عبد الناصر الذي خُدع من قبل حزب البعث الذي لوّح لهُ بشعار الوحدة الفورية، وانضمام العراق الفوري، دون شروط سوى التماثل المطلق مع نظام الاتحاد الاشتراكي في مصر!

 ظلّ الفرز في الشارع السياسي يتسعُ ويتعمّقُ ليتخذ حراكهُ شعار «وحدة فورية» من قبل البعث وبوقه الأثول عبد السلام عارف، مقابل «اتحاد فيدرالي» الذي طالبت به القوى الديمقراطية والحزب الشيوعي دعماً للنهج الذي تبنته قيادة الثورة وحكومتها، إذ لم يكن شعار الوحدة ضمن توجهات الضباط الأحرار.

ورغم الفرز السلبي وما رافقهُ من أخطاء وخطايا، تابعت حكومة الثورة نهجاً وطنياً واضحاً، وأنجزت مهاماً تأسيسية بصيغة قوانين تشريعية راسخة وأطلقت مشاريع بُنى تحتية في مختلف المجالات والميادين، واستطاعت أن تسنَّ أهم القوانين التي أرست أسس سيادة العراق واستقلاله السياسي والاقتصادي بخروجها من منطقة الإسترليني وتشريع قانون شركة النفط الوطنية، وسنّ قانون الإصلاح الزراعي، وقانون الأحوال الشخصية، وسوى ذلك من منجزات ثورية. لتشكّل هذه المنجزات التجسيد الحي للمفاهيم والقيم والشعارات التي تبلورت عبر الحراك الثوري طوال عقود من النضال في العهد الملكي، ولترسي بذلك أسس هويةٍ وطنيةٍ تقدميةٍ تمهّد لبناء دولة المواطنة الحرة، دولة القوانين والحريات والمساواة والتآخي القومي المؤسساتية التي ضمنها الدستور المؤقت، كمرجعٍ تشريعي قابل للتطور، وبشكل متلازمٍ مع تقدم مسار الثورة، ونضوج قيادتها وقاعدتها السياسية والاجتماعية..

من يريد أن يعرف ويتفهّم الأسباب والدوافع التي تقف وراء ما أصاب العراق والعراقيين من انتكاسة الثورة، وانقلابها على مسارها الديمقراطي، تمهيداً للإجهاز عليها، وتصفية منجزاتها التقدمية، وذبح قيادتها، وإسقاط الجمهورية التأسيسية، عليه أن يتذكّر الترابط الوثيق بين “المباغتة” التي تميزت بها ثورة 14 تموز 1958 وتقويضها لستراتيجية حلف بغداد،  و”الانتقام التاريخي” الذي أضمرته الـ CIA بالتعاون والتخطيط والتنسيق مع المخابرات البريطانية وتواطؤات عربية “قومانية” وإسرائيلية، وشرعت بتنفيذها بدءاً من تعبئة واحتضان وتمكين كل قوى الثورة المضادة بقيادة حزب البعث وحلفائه.

 لقد كان الانقلاب الفاشي في 8 شباط هو التتويج العملي للانتقام التاريخي. ولم يكن فصل الختام في تلك الستراتيجية، بل تحول إلى محور الانعطاف والردة التي باتت تتسارع بوتائر دموية شديدة الوقع مأساوياً، ليس على مصائر شعب ثورة 14 تموز وتطلعاته نحو عراق مختلف ديمقراطي مفتوح على التقدم والمعافاة، بل وعلى العالم العربي والمنطقة بأسرها.

 لقد كان انقلاب 8 شباط الأسود، منعطفاً «تحوليّاً» بطابعه الكارثي، أدى إلى نكوص حركة التحرر الوطني وتقلص برامجها التعبوية وتوجهات قواها، ودفع أحزابها وحركاتها الجماهيرية إلى التفكك والانحدار، ورسّخ انحسار دور الأحزاب والتنظيمات المؤثرة، وحوّلها عبر التضاؤل المستمر في مساحة حرية نشاطها وتهميشها وعزلها عن جماهيرها، إلى ملاحق محدودة التأثير على الأنظمة الانقلابية «العسكرتارية» وذلك عبر رضوخها للأمر الواقع، تحت وهم دعم ما هو وطني، وفي أحيان تقدمي، والأنكى من كل ذلك «اشتراكي..!» وهذا ما حدث في عراق ما بعد انقلاب شباط في عهد الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف وصولاً للوثوب المشبوه بوسائله الذي كشف عنه تصفية العناصر التي نفذت انقلاب القصر في 17 تموز بعد بضعة أيام في 30 تموز من العام 1968. وقد اتضح مما جرى، أن الدور الموكل للبعث هو الإجهاز على ما تبقى من قوى النهوض بالبلاد، وتهميشها وتحويلها إلى أطر تعيد اجترار أخطائها التاريخية.

 كانت المرحلة الأولى من مخطط الانقلابيين هي إعلان براءة مشفوعة بتعهدات مؤكدة لكنها مراوغة من ارتكابات البعث الإجرامية الكبرى في 8 شباط 1963. بيد أنّ تلك البراءة الإيحائية ظلت تحمل طابع الوعيد «المبطن» بأنّ أيَّ تحدٍ معارضٍ لسلطة البعث سيواجه بذات الأساليب التي شهدتها أقبية التعذيب والموت في قصر النهاية. وبالفعل لم تتوقف أجهزة النظام الجديد عن الملاحقات والاعتقالات وتعذيب المعتقلين، بل وتصفيتهم جسدياً في عهدهم الجديد. وكان الموقف من تصفية «القيادة المركزية للحزب الشيوعي» بالنسبة لهذه السلطة الانقلابية هي «بروڤة» عملية لتأكيد استمرارية نهجها الفاشي دون أي تغيير، ما خلا طبيعتها «الاحتوائية» عبر الاستمالة السياسية المخادعة، واعتماد السياسة الخارجية كأداة إيهام بإظهار الطبيعة التقدمية الجديدة للبعث والانحياز إلى «المعسكر الاشتراكي» والاتحاد السوفيتي يومذاك. ولم تكن سلسلة قرارات النظام التي توجت بإبرام اتفاقية التعاون والتحالف مع الاتحاد السوفيتي، والتحالف المميّز مع كوبا، والعلاقة الشخصية الدافئة بين صدام وكاسترو، سوى جانب آخر من مظاهر الوهم، والإيهام بتغيير طبيعة سلطة البعث الجديدة و»التكفير» عن الجرائم التي اقترفتها في عهدها الفاشي الأول في العام 1963.

لقد أظهرت هذه السلطة من خلال ما مارسته من تعذيب وحشيٍّ وقتلٍ، وإظهار المُعَذّبين على شاشة التلفزيون الرسمية، الوجه الحقيقي لها كنذيرٍ لمن يتوهم ويتمادى على سلطتها ونفوذها. وهذا النذير وما أظهرته الممارسة المعلنة بوقاحة على الملأ لهي تفقأ العين بوضوحها، وتشكل عبرةً لمن اعتبر.

تلك الخديعة التي مارسها البعث مع الشيوعيين شكلت إغراءً تاريخياً، دفع الحزب وكوادره وقاعدته الحزبية والجماهيرية نتيجتها الآلاف من المعتقلين، والشهداء، والمنكسرين الملتاعين بـإيمان كامن، لا يكسرهُ إلا ضعف الطاقة الجسدية على تحمل العذاب!

ولمن فاتته مشاهد الانحطاط السياسي المتتالي بكل ما انطوت عليه من عنفٍ وتدميرٍ وتفسّخٍ للقيم والتقاليد، ومن تفكّكٍ للمنظومات الاجتماعية بكلّ ما تحملهُ من عناصر التكافل والتظافر، ومن تصدّعٍ لهياكل الدولة وأجهزتها ومؤسساتها، فيكفيه أن يستذكر الجيل المكّبل بأهوال الحرب العراقية الإيرانية، وحروب الخليج المتتالية، والهزائم التي نتجت عنها، وما تبدد من ثروات البلاد، وأرواح مئات الآلاف من العراقيبن . ولعله يستعيد مع أفراد أسرته وذويه وأقربائه، معاناة الحصار، والفقر والآفات الأخلاقية والاجتماعية التي تسببها، ليتعرف فيها إلى ثقافة كانت تسود مثلما تسود اليوم ثقافة الفساد وتجلياته، وكما تترسخ الآن مظاهر الحكم المنفلت من أيّ قيدٍ أو قيّمٍ رشيدة.

لقد شهدت عودة البعث الثانية في العام 1968 الحاضنة والبيئة الممهدة لاستكمال “الانتقام التاريخي” من العراق والعراقيين، فتمّ تبديد كامل الثروة العراقية، وجرى تدمير البنى التحتية، وإزهاق أرواح ملايين العراقيات والعراقيين في مسالخ النظام وأقبية التعذيب والموت، وفي الحروب العبثية الداخلية والخارجية، وفي مجاعات الحصار الداخلي والخارجي. لقد تمّ إفراغ “الدولة” من جميع مقومات وجودها وهياكلها الدستورية، حيث باتت متوحدة مصيرياً مع “كيان وديمومة” القائد الضرورة الأوحد، وباتت سهلة المنال بعد أن فقدت كلّ مقومات وهياكل وجودها، بحيث أخذ بنيانها وحضورها يتداعى مع انسلاخها عن قاعدة وجودها المتوحدة مع القائد وإرادته المهيمنة..

لقد أصبح العراق بعد آخر مغامرات الطاغية بيئةً طاردةً للإرادة الوطنية التي تقوم في الدفاع عن كينونته،  وبيئة جاهزة للانهيار والتفكك، وبات شعب العراق بما تلبّسهُ من يأسٍ وأحاط به من شعورٍ بالهوان والعزلة مستعداً لقبول الخلاص، دون اشتراطٍ أو تحفظ على هوية “المخلّص”، أيّ مخلّص كان !

لم تنفع كلُّ دعوات رفض الحرب كوسيلة للخلاص، ولم تتحقّق أيٌّ من المناشدات لتوحيد القوى العراقية على ما هي عليه من ضعف وتنافر في الأهداف والوسائل، ولم يرتدع الطاغية ولم يبدِ أيَّ قدرٍ من المرونة والتبصر والاستعداد لتجنيب البلاد والعراقيين من المصير المنذر بالخراب والانهيار، والذهاب إلى المجهول.

في تلك البرهة العراقية الكسيرة بتنا في مرمى الخراب الكليّ، وأصبح “شبه الدولة” المرتهنة للطاغية، مستسلمةً لأقدارها، مفتوحةً على الخراب الكامل، لتتحول خلال أيام من عبور أوّل دبّابة أميركية على جسر الجمهورية إيذاناً بالانكسار التام للبقايا “الشكلية” من الإرادة الوطنية الجسورة التي كانت وراء معجزة صناعة ثورة 14 تموز 1958، ومن ثم لتتداعى شبه الدولة وتتحول الى خرائب وفضلات على قارعة الطريق…! لتكتمل بذلك فصول الانتقام من العراقيين تمهيداً لمسخ إرادتهم، من خلال مصادرتها وذلك بتمكين أشباه رجال آتين من خلف حدودٍ مشتبه بنواياهم، مجبولين على الارتهان لكل ما يشيع الفساد والنهب والجريمة المنظمة والسلاح المنفلت والميليشيات الولائية الوقحة اللاوطنية. وهم مصممّون على الإمعان في تصفية كل مظهر من شأنه أن يؤسس لإرادة عراقية تعيد دولة قادرة على أن تستعيد سيادتها، وتكرّس ولاء شعبها للوطن .

ويكفي لمن يظل حائراً أمام تساؤله المرير:

لماذا ألغى البرلمان الاحتفاء بثورة 14 تموز بوصفه عيداً وطنياً.. بما يحمله من رمزية تعبر عن الوحدة الوطنية الحقيقية، وعن تاريخ الانتقال من الملكية إلى الجمهورية..

لماذا ترافق هذا الإلغاء مع إضافة عيد الغدير بما يثيره من تنافر في احترام “دلالاته المذهبية” لدى مكون يشكّل الأكثرية السكانية التي لم تعد محرومة من أي طقس وحضور..

لماذا تبقى قرارات “مجلس قيادة الثورة” البعثية بكل ما ترمز إليه ساريةً حتى الآن ..

لمن يرغب بالاستزادة ليس عليه سوى البحث عن الخلفية الحزبية والسياسية لأبرز رجالات الصدفة، ومواقعهم في بُنى “الخرابة” التي يراد لها أن تُعدّ دولة..(...).

إن الانتقام مستمر، لكنّ الثورة ولّادة، وسيشهد كلُّ تمّوز قادم احتفالاتٍ وطنيةً تقاوم وتستعيد وتؤشر إلى آتٍ لا ريب فيه!

ـــــــــــ

  • مقتطفات

*****************************************************************

ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ ثورة شعب لتحرير وطن.. لا يمكن الغاؤها

صادق النداوي

 المتصفح للتاريخ يجد ان ثورة تموز ولدت من رحم ثورة العشرين العظمى التي هبت فيها جماهير الشعب وعلماء الدين في النجف وكربلاء والكاظمية وعشائر الوسط والجنوب وكل مكان حاملين ما لديهم من السلاح مطالبين بالحرية والاستقلال واقامة حكم وطني بإخراج قوات الاحتلال البريطاني. وقيام قوات الاحتلال بكل ما لديها من أسلحة لإخماد انتفاضة الثوار والقضاء عليها.

وعملت سلطة الاحتلال على خداع الشعب بتنفيذ مطلب بتأسيس الدولة العراقية فقامت بإنشاء حكومة ملكية عبر تنصيب فيصل بن الحسين ملكا ومعه بقايا متنفذي العهد العثماني مدعومة من بعض شيوخ العشائر العملاء من اقطاعيين الذين حصلوا على امتيازات من تلك السلطات، فكانت حكومة منزوعة الإرادة خاضعة لأوامر المحتل.

واستمرت سلطة الاحتلال والحكومة التابعة لها بتعزيز سيطرتها السياسية والاقتصادية والعسكرية على العراق وبممارسة القمع والاضطهاد بكافة انواعه على الشعب، وعقد الاتفاقيات لربط العراق بعجلتها ومنها اتفاقية ١٩٣٠ التي قاومها الشعب بأحزابه وقواه الوطنية، واستمرت السلطات بممارسة سياسة الاضطهاد والقمع والفساد كما زادت غطرسة الاقطاعيين واضطهادهم   للفلاحين. كل هذا ادى إلى تراكم الرفض لدى الشعب وانتشار الوعي الوطني التحرري لدى الجماهير الكادحة من شغيلة اليد والفكر.

 في عقد الأربعينيات عملت السلطة البريطانية على ترسيخ  وتوسيع  سيطرتها على العراق  لمواجهة تنامي نفوذ الاتحاد السوفيتي  وحركات  التحرر، فعمدت مع الحكومة العميلة برئاسة صالح جبر على عقد اتفاقية بورتسموث مما دفع الشعب العراقي بأحزابه وقواه  الوطنية التقدمية  والقومية بإعلان الثورة الثانية في كانون٢ ١٩٤٨  المطالبة بإلغاء الاتفاقية، وبدماء الثوار وتضحياتهم  في ساحة الوثبة والشوارع  وعلى جسر  الشهداء ،  الغيت الاتفاقية  واسقطت حكومة صالح جبر وانتصرت الانتفاضة او ثورة الشعب كما وصفها  الباحث  حنا بطاطو  في كتابه عن العراق .

وبازدياد الوعي الوطني لديها استمرت جماهير الشعب بالانتفاضات والمقاومة الواحدة بعد الأخرى في المدن والريف وفي الاهوار مقدمة الشهداء ومنها انتفاضة الحي الشعبية ١٩٥٦.

لقد أثمر ذلك الحراك الجماهيري الثائر تلك الانتفاضات وأدى إلى رفع الوعي والحماس لدى مجموعة من الضباط فقاموا بتشكيل (حركة الضباط الاحرار)، وكذلك قامت الاحزاب الوطنية الديمقراطية والقومية بتشكيل جبهة الاتحاد الوطني ١٩٥٧، والعمل بعزم وارادة بتحرير الشعب من استبداد الحكم الملكي الاقطاعي العميل وتحرير الوطن من الحكم الاستعماري. وهكذا تفجر البركان وولدت الثورة صبيحة ١٤ تموز١٩٥٨.

وما أن أذيع البيان الأول للثورة حتى نزلت الجماهير من مختلف فئات الشعب من كادحين ومثقفين إلى الشوارع معربة عن فرحتها و دعمها  وحمايتها  للثورة التي وصفها السفير البريطاني  في بغداد (بالرعاع )، واعلنت قيادة الثورة قرارات وطنية تحررية  سياسية واقتصادية واجتماعية  منها  إعلان  الجمهورية العراقية  وإخراج قوات الاحتلال  وقواعده وتحرير البلد  من الجنيه الاسترليني  و إصدار قانون الاصلاح الزراعي   وقانون النفط والأحوال الشخصية وغيرها وتشيد المدن للإسكان  وتطوير مجالي الصناعة والصحة، وانجازات ديمقراطية للمنظمات  الجماهيرية، لذلك تعرضت ثورة الشعب منذ لحظة إعلانها إلى تحرك القوات العسكرية  الاستعمارية، كما جهدت شركات النفط والمخابرات الأمريكية والبريطانية والقوى الرجعية من بقايا النظام الملكي من الاقطاعيين  ومعهم القوى القومية بالتآمر على الثورة لإسقاطها، فتمكنت من ذلك بانقلاب ٨ الدموي ١٩٦٣ووصول  البعثيين وحلفائهم بالقطار الامريكي. وما ان أعلن البيان حتى هبت جماهير الشعب زاحفة للدفاع عن الثورة وقادتها من مدينة الكادحين “الثورة” وعمال الشيخ عمر والكاظمية وكافة مدن العراق لإيمانهم بان ثورة تموز هي ثورة الشعب والكادحين، ولم يكتف الانقلابيون بضرب وزارة الدفاع بل توجهت عناصر الحرس اللاقومي لإطلاق الرصاص على نصب الحرية الذي يمثل رمزا لنضال الشعب.

إن جميع شعوب العالم تحتفل بثوراتها التحررية فهؤلاء الفرنسيون يحتفلون ببعيد ثورتهم، وثورة اكتوبر الروسية وكويا والصين وغيرها، اما أنتم فكيف تقدمون على الغاء عطلة ثورة حققها الشعب بالدماء والتضحيات؟

ستظل ثورة ١٤تموز الخالدة ١٩٥٨ ثورة الشعب التحررية التي هزت اركان الدول الاستعمارية خالدة وشمسا مشرقة وعيدا وطنيا على مر الزمن.

**************************************************

الصفحة الثامنة

دروس كيسنجر وشوارزكوف في إبادة أهالي غزة ورفح

اد . حاكم محسن محمد الربيعي

الحروب التي تحصل بين الدول باختلاف الأسباب المؤدية إلى حدوثها تأخذ بنظر الاعتبار الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي اتفقت عليها  الحكومات، ومنها برعاية هيئة الامم المتحدة،  بحيث تصبح ملزمة للأطراف المتحاربة من الناحية الادبية والاخلاقية والانسانية على الأقل،  وعلى وفق ذلك هناك تقاليد وسياقات تفرض تفادي التعرض للمدنيين والاحياء السكنية  بالقصف الجوي أو المدفعي، وتجنب التعرض للأطفال والنساء والشيوخ، ومراعاة الاسرى،  لكن هذا التقليد لا ينطبق على بعض الأطراف المتحاربة لأنها لا تؤمن بحقوق الانسان ولأتعرف معنى الانسانية وتتعامل مع الآخر بعدوانية مقيته وكأنها تحارب حيوانات وحشية، بل هي  تنظر إلى الآخر بهذه النظرة وكما قالها، وزراء في حكومة الكيان الصهيوني اللقيط،  وما قامت به القوات الامريكية مع الفيتناميين والعراقيين، وما يقوم به الكيان الصهيوني المدعوم من الأمريكان والأوربيين مع الفلسطينيين في قصف غزة ورفح ، الا تعبير عن هذه الهمجية، والرسالة التي وردتني من البروفسور الدكتور عباس صيهود الفتلاوي المقيم في إسكتلاندا، توضح كيف يتعامل الأمريكان وتلاميذهم الصهاينة والتي تعبر عن الموقف الوطني للرجل الفيتنامي ( لي دوك ثو )المفاوض عن  حكومة فيتنام الشمالية، وكان هذا الفيتنامي بطلًا في حرب التحرير ضد الفرنسيين والأميركيين، والذي  يقابله بالمفاوضات عن الحرب القذرة الامريكية على فيتنام طوال عام 1972 و1973 في باريس، كيسنجر وزير خارجية أمريكا، الذي هاتف سيده نيكسون في مساء اليوم الرابع من ديسمبر عام 1972 وأخبره بأن لي دوك ثو صلب الرأس ويحتاج لمبرر قوي لتقديم تنازلات، سأل نيكسون كيسنجر ما المبرر الذي يقترحه؟ فأجاب كيسنجر على الفور ‘‘الكثير من B52‘‘.وهي طائرات قصف عملاقة وثقيلة، ‏وبالفعل أرسلت الطائرات ولمدة الأسابيع الثلاثة الأخيرة من ديسمبر 1972 بدأت الطائرات الاميركية من ذلك الطراز قصفًا جنونيًا على هانوي وعلى المدنيين الذين كانوا الهدف الأول، وكان العدد21 ألف قتيل سقطوا، بل تفحموا حتى ذابوا من القنابل الحارقة والنابالم، ويروي أحد الناجين في وثائق أذاعتها شبكة PBS قبل سنوات، بأنه شاهد أربع سيارات وقد تحولت جميعها لما يُعادل حجم صندوق، سأله المذيع وماذا عن عائلتك؟ أجاب والدمع يتحجر في عينيه ؛ كانوا داخل ذلك الصندوق، حيث حققت أميركا هدفها.

 عاد « لي دوك ثو‘‘ لطاولة التفاوض مع كيسنجر، وكان توقيع اتفاق السلام في يناير 1973. ‏ومن المضحكات المبكيات أن لجنة نوبل للسلام منحت الجائزة مناصفة لهنري كيسنجر ولي دوك ثو، لكن ثو رفض استلامها وكان يعلم في قرارة نفسه أن الجائزة ممسوخة، وأن له ثأر مع الأميركيين لم ينته بعد. وبالفعل رفض الجائزة وعاود الحرب إلى أن استولى على فيتنام الجنوبية بعد أن خرجت منها الولايات المتحدة، ووحّد بلاده. ولكن واشنطن قتلت 21 ألف روح إضافية في قصف جنوني فقط لإجبار لي دوك ثو على العودة لمائدة التفاوض، اذ قتل كيسنجر الناس حرقًا، و منح نوبل للسلام على هذه الفعلة الحقيرة، وما  طالب به كيسنجر، فعله  المجرم القاتل شوارزكوف وبإيعاز من المجرم بوش الابن سيء الصيت مع الجنود العراقيين المنسحبين من الكويت عام 1991، فما الذي يستنتج من هذا السلوك الهمجي الامريكي الصهيوني في التعامل مع الشعوب، لا حقوق انسان ولا انسانية ولا حرية ولا ديمقراطية لا لدى الأمريكان ولا الأوربيين، إلا ما يرتبط بمصالحهم، حيث يستمر الصهاينة بقتل الفلسطينيين أهل الارض بنفس طريقة كيسنجر و شوارزكوف، دروس قتل قذرة عومل بها الفيتناميون والعراقيون، يجري التعامل بها مع أهالي غزة ورفح العزل، وأمام أنظار العالم،  فأين حقوق الانسان وحريته في عالم تسوده همجية الحروب .

***********************************************************

محاولات الهيمنة الأميركية

ترجمة وإعداد: حازم كويي

لم تكن الولايات المتحدة قط القوة المهيمنة على المحيط الأطلسي فحسب، بل على المحيط الهادئ أيضاً. ومنذ ظهورالصين كقوة اقتصادية ومع سياسات القوة الجديدة ، فإن واشنطن تسير على طريق المواجهة بدلاً من التعاون .

وللاستفادة من النمو الاقتصادي في شرق وجنوب شرق آسيا، سعت الولايات المتحدة إلى زيادة الوصول إلى الأسواق هناك، من خلال مبادرات مثل منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) والتي تأسست في عام 1989، والشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) في عام 2016. وكان هذا الأخير محور مبادرة إدارة باراك أوباما المعروفة باسم “المحور نحو آسيا”. وكان المقصود منها إعادة تنظيم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بعيداً عن الشرق الأوسط وأوروبا ونحو آسيا الناشئة. لكن دونالد ترامب، خليفة أوباما، أنسحب على الفور من الشراكة عبر المحيط الهادئ. ولجأت إدارة بايدن بدورها مرة أخرى إلى الصين المتزايدة الحزم. ولكن بدلاً من الشراكة، أتجهت سياسة الولايات المتحدة هذه المرة إلى المواجهة.

وفي ظل تهديد مزعوم من جانب كوريا الشمالية، فإن السياسة الأمنية الأميركية تبرر وجود 28500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية. لكن الصين هي الهدف الفعلي للاستراتيجيين في البنتاغون.

لايزال التدفق التجاري الثنائي بين الولايات المتحدة والصين كبيراً، لكن النزاعات العديدة حول التجارة والاستثمارات والملكية الفكرية تؤدي إلى توتر العلاقات. ورغم وجود درجة معينة من التعاون العسكري في التسعينيات، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالشفافية وتجنب الصراع، فقد أصبحت المواقف من الجانبين في الآونة الأخيرة أكثر تشدداً. ويتعلق الأمر بشكل خاص بالمواجهات المحتملة والحقيقية في مناطق مثل ممرتايوان وبحر الصين الجنوبي.

وتساهم الصين ذاتها بجزء كبير في هذه الديناميكية. وفي السنوات الأخيرة، زادت البلاد إنفاقها العسكري بنحو سبعة في المئة سنوياً. وقد أشتبكت مع جيرانها بشأن المياه المحيطة بها. وبشكل عام زاد الخطاب القومي بشكل كبير في عهد الرئيس شي جين بينغ. ولكن من الصحيح أيضاً أن الصين تواجه سياسات تعمل ضد طموحاتها. في عام 2017 أعادت الولايات المتحدة إحياء المبادرة الأمنية الرباعية مع أستراليا والهند واليابان لمواجهة جهود الصين على طول الساحل الآسيوي وفي المحيط الهادئ.

وأصبحت هذه الجهود منذ ذلك الحين جزءاً من إستراتيجية أوسع لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، تشمل كوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين وشركاء آسيويين آخرين. وبالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالأمن، فإنها تنص أيضاً على التعاون الاقتصادي والمشاركة الدبلوماسية والمبادرات المناخية.

وتتوقع وزارة الدفاع الأمريكية صراعاً طويلاً مع الصين. في عام 2010، قُدمت عقيدة جديدة للمعركة الجوية والبحرية للتحضير لحرب محتملة، وفي هذه العملية زادت أيضاً من إمكاناتها العسكرية. وتدعو ميزانية الدفاع المطلوبة لعام 2024 والتي تبلغ قيمتها حوالي 842 مليار دولار إلى زيادة بنسبة 40% في الإنفاق على قدراتها في المحيط الهادئ.

العديد من البنود الكبيرة في ميزانية البنتاغون، منها الصواريخ الحديثة والطائرات المقاتلة، والأسلحة الفضائية، والغواصات النووية من الجيل التالي ومدمرتين، وفرقاطتين أخريين، مخصصة للاستخدام ضد الصين، وتشمل الإضافات الجديدة الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يُخطط برنامج جديد يسمى مبادرة Replicator لإنتاج أسراب من الطائرات بدون طيار ذاتية التحكم لمواجهة الحجم الهائل للمعدات العسكرية الصينية.

والولايات المتحدة ليست وحدها في جهودها لاحتواء طموحات الصين. في قمة الناتو لعام 2023 في ليتوانيا، ألتزم أربعة مشاركين من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا، بالاقتراب أكثر من التحالف الأمني عبر الأطلسي. كما إنضم عدد من الدول الأوروبية إلى المبادرة الأمريكية لتقييد بعض صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين. وعلى العكس من ذلك، مارست الولايات المتحدة الضغوط على حلفائها لحملهم على الحصول على المواد الخام المهمة مثل المعادن النادرة من دول أخرى غير الصين.

ومع ذلك، فإن التركيز الجديد على آسيا، والذي يهدف إلى مواجهة الصين عسكرياً وأقتصادياً، يُقابل بالشكوك في بعض الأماكن.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرقل إقتراحاً بفتح مكتب لحلف شمال الأطلسي في اليابان. إن بعض الذين يخشون أن تتحول الحرب الباردة مع الصين إلى حرب ساخنة يدفعون نحو المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والصين، على سبيل المثال في مكافحة تغير المناخ. لكن من ناحية أخرى، فإن سياسة بايدن، التي تحاول، مثل الإدارة السابقة، الضغط على البضائع الصينية من خلال العقوبات التجارية والتعريفات الجمركية، لا تولد مقاومة دولية تذكر.

ويبدو أن الولايات المتحدة تعتقد أن المواجهة مع الصين أمر لا مفر منه، لقد أصبح الكونغرس أقل التزاماً بالتعاون. أجزاء كبيرة من أجهزة الأمن الأمريكية ترى الحرب في

أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس في المقام الأول على أنهما إلهاء خطير عن مهمتهما الرئيسية: درء التهديد المشتبه به من الصين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: كراس صدر عن مؤسسة روزا لوكسمبورغ  في ألمانيا الاتحادية عن التسلح في العالم.

 

***********************************************************

في جنوب السويد الشيوعيون العراقيون يحتفلون بالعيد الـ90

مالمو – صلاح الصكر

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جنوب السويد، حفلا فنيا في مناسبة الذكرى الـ90 لتأسيس الحزب، حضره عدد كبير من الشيوعيين وأصدقائهم ومؤازريهم.

وبعد أن رحب الفنان صلاح الصكر بالحاضرين، قرأ رفيقه الفنان سلام الصكر مقطعا من قصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب “حجام البريس”، ثم دعا الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقى الرفيق إياد الزبيدي كلمة باسم منظمة الحزب، دعا فيها إلى وحدة الصف الوطني والديمقراطي من أجل التغيير الشامل. أعقبته الفنانة شروق بأداء مجموعة من الأغنيات السياسية، ليعتلي المسرح الفنان آشور المهنا والعازف سلوان المهنا، ويقدما أغنيات عراقية.

وساهم الفنانان الكرديان دريا غفور وروبار في تقديم أغنيات كردية تعبر عن وحدة الشعب العراقي بقومياته وأطيافه.

وفي سياق الحفل، تم تقديم أوسمة ورسائل تثمين لعدد من الرفاق والأصدقاء الناشطين في الفعاليات الجماهيرية والحزبية. فيما تلقى الحفل برقيات تهنئة بالمناسبة من جهات وشخصيات عدة، بضمنها القاضي زهير كاظم عبود، والبرلمان الكردي الفيلي العراقي.

*******************************************************

الشيوعيون يتفقدون د. فاتن الجراح

 بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، د. فاتن الجراح في منزلها في بغداد، وذلك للاطمئنان على وضعها الصحي بعد خضوعها لعملية جراحية تكللت بالنجاح.

ونقل الوفد إلى د. فاتن تحيات قيادة الحزب ورفاقه، وتمنياتهم لها بالشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية.

وأعربت د. فاتن من جانبها عن شكرها للحزب على تفقده رفاقه وأصدقائه، متمنية له التقدم والازدهار.

وضم الوفد كلا من الرفيقين فاضل الموسوي وعباس حسن والرفيقة خيال الجواهري.

***********************************************************

شيوعيو ديالى يطمئنون على صحة رفاقهم

 بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق هاشم (أبو حيدر)، في مستشفى بعقوبة، حيث يرقد هناك للتعافي من عملية جراحية أجريت له أخيرا وتكللت بالنجاح. وتفقد الوفد الوضع الصحي للرفيق، وتمنى له الشفاء العاجل والعودة إلى ممارسة نشاطاته المعهودة.

كما زار الوفد الرفيق الحاج خليل (أبو عمر) في منزله، للاطمئنان على وضعه الصحي بعد خضوعه لعملية قسطرة.

وتمنى الوفد للرفيق وافر الصحة والعافية، والعودة إلى مواصلة حضوره اليومي في مقر اللجنة المحلية.ؤ

*****************************************************************

الصفحة التاسعة

زفيريف يلوّح بالانسحاب من بطولة شتوتغارت

شتوتغارت ـ وكالات

لوح الألماني ألكسندر زفيريف بإمكانية الانسحاب من بطولة شتوتغارت التنس على الملاعب العشبية التي انطلقت أمس الإثنين، بعد خسارته المباراة النهائية بعد 5 مجموعات أمام الإسباني كارلوس ألكاراز. وقال زفيريف، المصنف الرابع عالميا بعد إهدار اللقب الأول في بطولات جراند سلام مساء الأحد: «فرص مشاركتي في البطولة كبيرة مثل التخلف عنها من أجل الفوز بنهائي جديد. سنرى ما سيحدث». ويعد زفيريف هو المصنف الأول ببطولة شتوتغارت، وأعلن منظمو البطولة أنه سيتم إعفاؤه من الدور الأول، ولن يخوض مباراته الأولى حتى يوم الخميس المقبل. ولم يشارك اللاعب الألماني في البطولة التي تعد بمثابة إعداد لبطولة ويمبلدون منذ 2019. وخاض زفيريف المصنف الرابع عالميا 3 مباريات طويلة من 5 مجموعات خلال فترة قصيرة في باريس. وقد يحتاج اللاعب الألماني لفترة راحة ووقت لتجاوز خيبة أمله، علما بأن بطولة ويمبلدون ستنطلق في الأول من تموز المقبل.

*************************************************************

في ختام المرحلة الثانية من التصفيات المزدوجة الأسود يواجهون فيتنام والطموح نحو العلامة الكاملة

متابعة ـ طريق الشعب

كثف المنتخب العراقي، تدريباته في البصرة في مراكز التدريب التابعة للمدينة الرياضيّة، تحضيرًا لمواجهة فيتنام اليوم الثلاثاء في ختام جولة التصفيات المُشتركة لنهائيات كأس آسيا 2027، والتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

ويريد العراق تحقيق العلامة الكاملة لأول مرة في تاريخ مشاركاته في تصفيات كأس العالم، بعد ان حقق الفوز في المباريات الخمس الماضية.

وقال الإسباني خيسوس كاساس خلال مؤتمر الصحفي: «مواجهة فيتنام بمثابة إنهاء المرحلة الأولى التي خضناها من التصفيات ونريد منح السعادة لجمهورنا رغم أن أهمية المباراة كبيرة بالنسبة للمنافس لأنه يطمح إلى التأهل من خلالها».

وأردف المدرب الإسباني: «اللعب في البصرة على أرضنا وبين جماهيرنا يزيد من الشغف لكل لاعبينا وهو الأمر الذي يظهر في رغبتهم الجادة وتفانيهم في التدريبات من أجل خوض المباراة».

وأشار مدرب المنتخب العراقي، إلى جاهزية جميع اللاعبين وعدم وجود أي إصابات بصفوف الفريق، ثم أضاف: «في كل مباراة أبحث عن الدافع والحافز للاعبين، وحتى لي شخصيًا أبحث عن الدوافع الشخصية، وأحاول أن أعكسها أيضًا على اللاعبين».

وسيقود الطاقم الدولي الإماراتي المكون من عمر آل علي، حكم الساحة، ومحمد أحمد الحمادي، حكم مساعد أول، وجاسم عبد الله، حكم مساعد ثانٍ، وسلطان محمد صالح، حكم رابع.

وحول الأداء الفني للمنتخب الوطني العراقي، أكد المدرب حسن أحمد ان «المهمة ستكون سهلة في مواجهة المنتخب الفيتنامي، لا سيما ونحن مطمئنون للصعود إلى النهائيات الآسيوية الحاسمة، ومع ما يقدمه لاعبونا من مستوى تصاعدي مقنع من مباراة لأخرى».

وأكد أن «كاساس وصل إلى قناعة باللاعبين وأعتقد أنه نجح لغاية الآن بالرغم من عدم قناعة البعض ببعض أسماء اللاعبين إلا أن للمدرب وجهة نظر وهو أعلم بفريقه، ربما يعلم مدى فائدة لاعبيه وإمكانية الاستفادة منهم في المراكز التي يلعبون فيها».

وأضاف أن «كاساس يعمل بجد ومهنية ويستحق الدعم لإنجاح مهمته مع المنتخب لبلوغ كأس العالم»، لافتا إلى أن «الفرصة مواتية لمنتخبنا لبلوغ كأس العالم لاسيما أن كل الظروف متوفرة للمدرب وأبرزها الدعم الحكومي واللعب على ملاعبنا وزيادة مقاعد منتخبات آسيا المتأهلة لكأس العالم والدور الإيجابي الذي يقوم به رئيس الاتحاد عدنان درجال وتوفير الطيران الخاص وغيرها من الأمور الأخرى التي تسهم في دعم المنتخب في مهمته».

*******************************************************************

الهولندي ماكس فيرستابن يفوز بجائزة كندا الكبرى

مونتريال ـ وكالات

فاز سائق ريد بول، الهولندي ماكس فيرستابن بطل العالم في الأعوام الثلاثة الأخيرة، بالمركز الأول في سباق جائزة كندا الكبرى، المرحلة التاسعة من بطولة العالم للفورمولا واحد، على حلبة «جيل فيلنوف» في مونتريال، وذلك للعام الثالث تواليًا. وقطع فيرستابن الذي انطلق من المركز الثاني واستعاد نغمة الانتصارات بعد حلوله سادسًا في جائزة موناكو الكبرى في المرحلة الثامنة، مسافة السباق بزمن 1.45:47.927 ساعة متقدمًا على البريطانيين لاندو نوريس (ماكلارين) بفارق 3.879 ثوانٍ وجورج راسل بفارق 4.317 ثوانٍ ولويس هاميلتون (مرسيدس) بفارق 4.915 ثوانٍ.

خاض فيرستابن الذي حقق فوزه السادس هذا الموسم والستين في مسيرته الاحترافية، السباق بذكاء كبير ونجح في خطته عندما دخل إلى المرأب في اللفة 26 قبل نوريس بلفة واحدة وخرج في الصدارة التي حافظ عليها حتى اللفة 46 عندما دخل المرأب للمرة الثانية.

لكن السائق الهولندي استعاد الصدارة مباشرة في اللفة التالية مفسدًا خطة نوريس الذي وسع الفارق إلى 21 ثانية في اللفة 47 قبل أن يدخل المرأب في محاولة منه للخروج أولًا في سعيه إلى الفوز الثاني في مسيرته الاحترافية، لكن فيرستابن استفاد من الأرضية المبللة عند خروج البريطاني، فحافظ على المركز الأول حتى النهاية. وقال فيرستابن بعد الفوز: «لقد كان سباقًا مجنونًا إلى حد ما، حدثت أشياء كثيرة. لقد خضنا سباقًا رائعًا، وعمل الفريق بشكل جيد جدًا». وأضاف: «دخلنا إلى المرأب في الوقت المناسب وسيارة الأمان خرجت في اللحظة المناسبة بالنسبة لنا، لقد استمتعت كثيرًا. لا يزال لدينا مجال كبير للتحسن، لكن الشيء الأكثر أهمية هو الفوز».

وكرر فيرستابن إنجازه في إيميليا رومانيا عندما حقق الفوز الثالث تواليًا له في السباق الإيطالي، وعادل إنجاز البرازيلي نيلسون بيكيت في مونتريال وبات على بعد 4 انتصارات من صاحبي الرقم القياسي على الحلبة الكندية الألماني مايكل شوماخر والبريطاني لويس هاميلتون.

ووسع فيرستابن الفارق في صدارة الترتيب العام من 31 نقطة إلى 56 بينه وبين مطارده المباشر سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو مستفيدًا من اضطرار الأخير إلى الانسحاب في اللفة 43 من السباق بسبب مشكلة في المحرك، في خيبة أمل كبيرة للفريق الإيطالي الذي انسحب أيضًا سائقه الثاني الإسباني كارلوس ساينس في اللفة 54.

*************************************************************

7 أوسمة للعراق في بطولة العالم بالمواي تاي

متابعة ـ طريق الشعب

حصد منتخب العراق بالمواي تاي سبعة أوسمة نحاسية في منافسات بطولة العالم باللعبة، التي اختتمت فعالياتها في العاصمة اليونانية أثينا، بمشارك أكثر من مئة منتخب.

وقال رئيس اتحاد اللعبة، مصطفى جبار علك في بيان أمس الاثنين، إن «اللاعبين مصطفى التكريتي وعلي الكناني والمصطفى وسام وحسين نعيم وعلاء فاضل، أحرزوا الأوسمة النحاسية في فعالية الواي كرو، فيما حصل الرباعي محمد ماجد وخالد جواد ومجتبى محمد ومهند محمود على وسامين نحاسيين في فعالية المواي بوران للزوجي».

وأضاف علك أن «أبطال منتخب المواي تاي قدموا مستويات أكثر من رائعة، وتفوقوا على نظرائهم من المكسيك واليونان وروسيا والسويد وفرنسا والفلبين وصربيا وبولندا وكازاخستان والصين».

*********************************************************

سولاقا يدعو الجماهير إلى مساندة المنتخب ودعمه

متابعة ـ طريق الشعب

طول فارع وبنية جسمانية مميزة، إلى جانب تنظيم دفاعي محكم، تدخلات حاسمة، وإجادة لضربات الرأس، كلها صفات يتمتع بها ريبين سولاقا، نجم خط دفاع منتخبنا الوطني ونادي سيؤول الكوري الجنوبي، جعلته يقدم مستويات متميزة منذ انضمامه لتمثيل المنتخب الوطني.

خلال تواجده في البصرة ضمن بعثة المنتخب لمواجهة فيتنام في ختام المرحلة الثانية من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، أكد اللاعب عزمه على إسعاد الجماهير العراقية بالتعاون مع زملائه اللاعبين، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق طموحات العراقيين.

أشار سولاقا إلى أنه شعر بالإجهاد خلال الشوط الثاني من مباراة العراق وإندونيسيا، وطلب التغيير من الكادر التدريبي بسبب صعوبة الأجواء والرطوبة العالية، موضحًا أنه كان بعيدًا عن الملاعب لمدة شهر كامل مع ناديه الكوري بسبب الإصابة.

عبر سولاقا عن سعادته بالتواجد في البصرة واللعب أمام الجمهور العراقي الداعم والمساند في كل الظروف، مشيرًا إلى اشتياقه لزميله المصاب ميرخاس دوسكي، الذي وعد بالتواجد في البصرة لتشجيع المنتخب.

تمنى سولاقا أن يحقق الفريق العراقي الفوز في مباراة فيتنام وأن يحصد العلامة الكاملة لإسعاد الجماهير العراقية المساندة من كل أنحاء العراق.

وبخصوص المستوى المتميز الذي ظهر به أمام إندونيسيا وإنقاذه لأكثر من فرصة محققة، أكد أن الفريق يعمل ككتلة واحدة ولا يمكن تحقيق النجاح من خلال الاعتماد على المستوى الفردي فقط، مؤكدًا أن جميع عناصر الفريق مكملون لبعضهم البعض.

************************************************************

وقفة رياضية.. الأندية الرياضية ومسؤوليتها في تطوير الفئات العمرية

منعم جابر

كتبنا كثيراً عن البناء الرياضي وما هي الطرق المناسبة للنهوض به، وهنا سأتحدث عن واقع الأندية الرياضية لأنها الأساس الذي تقوم عليه الرياضة بكل تفاصيلها، فمن خلال الأندية تظهر كل القيادات الرياضية وتتقدم وتنجح كل الألعاب، ومن خلالها تتم صناعة البطل الرياضي.

هنا سأحاول أن أمر بشكل سريع على هموم ومشاكل الأندية، وأولها هو القانون النافذ، حيث صدر هذا القانون رقم 18 لسنة 1986، وعُدل بالقانون رقم 32 لسنة 1988، أي مضى على صدروه ما يقرب من أربعين عاما، وتغيرت الأحوال وتبدلت فلسفة النظام السياسي، لكن الحال ظلّ على ما هو عليه، من يشرف عليها ومن يحاسبها عند الخطأ؟ ومع دخول الاحتراف ظلت هذه الأندية مشمولة بالمنح والدفعات السنوية، وهل تلك الأندية تابعة إلى وزارة الشباب والرياضة ام إلى اللجنة الأولمبية الوطنية؟ أين الحل؟

أما الموضوع الآخر، فهناك الكثير من الأندية الرياضية التي تم تشييدها في ثمانينيات القرن الماضي واليوم تحولت إلى خرائب، بعد أن طالها الإهمال والتقصير، وأهملت ساحاتها وملاعبها ومنشآتها، وخرجت عن الخدمة.

والسؤال هنا، كيف تستطيع هذه المؤسسة الرياضية أن تقدم أبطالاً لمختلف الألعاب؟ والحقيقة التي نعرفها جميعاً أن تخلف رياضتنا هو بسبب واقع انديتنا وسوء إداراتها. فالمطلوب هو العمل على وجود أندية حقيقية ومتطورة وناجحة نستطيع من خلالها تحقيق الإنجاز الرياضي المطلوب، وان نبني رياضة صحيحة.

ولأن قيادات الأندية هي العامل الأساس في تطور ونهوض أنديتها، فهي بحاجة إلى المختصين من الأكاديميين للتواجد في إدارات الأندية وتدريب فرقها والاشراف على إداراتها، عند ذاك نطمئن على أنديتنا ورياضتنا.

***********************************************************

بعد اعتذار أربيل دهوك تستضيف التجمع الثالث للدراجات الهوائية

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للدراجات، أمس الاثنين، تغيير مكان إقامة بطولة الأندية «التجمع الثالث» من مدينة أربيل إلى دهوك.  وقال المنسق الإعلامي ساجد سليم إن الاتحاد الفرعي في أربيل قدم اعتذاراً رسمياً بسبب عدم قدرته على استضافة البطولة بسبب مشاكل إدارية ومالية.

وأكد سليم أن اتحاد أربيل أبلغ عن عدم جاهزيته لاستضافة المرحلة الثالثة من البطولة بسبب أزمة مالية.

وأشار إلى أن الاتحاد المركزي قام بنقل البطولة من أربيل إلى دهوك بعد الحصول على الموافقات الرسمية من الاتحاد الفرعي لدهوك، الذي أبدى استعداده لاستضافة البطولة.

وأكد أن موعد البطولة لم يتغير وستقام وفقاً للترتيبات المتفق عليها، والتي تم تحديدها في الاجتماع الأخير خلال شهر آب المقبل بمشاركة جميع الأندية العراقية المشاركة في سباقات البطولة. تجدر الإشارة إلى أن بطولة الأندية للدراجات في المرحلة الثانية أُقيمت في محافظة ذي قار خلال شهر نيسان الماضي.

*********************************************************

الصفحة العاشرة

الطفولة قصيدة في حياة الشاعر طارق حسين

د. وليد جاسم الزبيدي

 

المقدمة/ عرفتُهُ انساناً، مخلصاً لثقافته، له حضورٌ متميز في المحافل والمهرجانات، ويحمل طاقة ايجابية في التعرّف والتواصل مع الآخر. التقيتُهُ مرّاتٍ في محطات ولقاءات ثقافية، سمعتُهُ شاعراً للقصيدة الفصحى والعامية التي يبدعُ فيها أكثر. في أمسية السبت من أماسي (منتدى المحاويل الثقافي) قدّمَ الشاعر (طارق حسين) نفسه شاعراً لقصيدة الطفل وهذه اضافة لمواهبه وفنونه، وهي معلومة أخرى لي.

قصيدة الطفل الأولى-عصر الحضارات-/

(ديلي لول / يالولد ياابني دلول/ عدوّك عليل/ وساكن الجول).

هناك بعض الآثاريين يُرجعُ البدايات الأولى لقصائد الطفل الى العهد السومري وما كانت تقوم به الأم السومرية من تنغيم وتهويدات لطفلها كي ينام وعبارة (ديلي لول) من المفردات السومرية المعجونة في لغتنا العربية (سواء العامية أو الفصحى) فمعنى كلمة (ديلي لول ) كما يشير اليه عالم الآثار السويدي (المصدر :  “معجم اللغة السومرية”_ أكي ولدمر سوبيرغ”   عالِم الآشوريات السويدي الشهير والأستاذ المختص باللغة السومرية بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية)  :

(ديلي)  : مقطع سومري يعني الوحيد والفريد والمميَّز الذي لا مثيل له، (لول): التربيت بحنان وبدافع الحُب. فيكون المعنى الأساسي من هذه العبارة المتوارثة منذ آلاف السنين عبر الاجيال في بلاد الرافدين هو :

يا صغيري الوحيد والذي لا يماثلهُ طفل آخر ،  أُمّك تربِّت بكل حنان على ظهرك لتنعم بالنوم الهادئ. ). وهناك الكثير من التراتيل الدينية والتعويذات التي كشفتها اللقى قي مختلف الحضارات الانسانية، تؤكد وجود أهمية في رعاية الطفل وتربيته ونشأته.

قصيدة الطفل في تراثنا العربي/  من تراثنا العربي والاسلامي نستحضر البذرة التي نمت بعدما انتقلت عبر العصور، والتي شكلت ذخيرة للأدب بأنواعه.

استخدام الرجز : يقولُ الدكتور صفاء خلوصي في كتابه(د. صفاء الخلوصي ، فن التقطيع الشعري و القافية ، 1966).

الرجز لغةً : الاسم ( رجز ) و هو ضرب البعير بين فخذيه للقيام .. كما انه مرض يصيب الناقة فترتعش أرجلها و تتقارب و سمي الرجز الشعري وفقا لتقارب أجزائه و قلة حروفه .

الرجز اصطلاحا :هو فن من فنون الشعر العربي و يطلق عليه ( مطية الشعراء ) لسهولة نظمه و سرعته و لخفته ، و يعتبره بعض النقاد الانطلاقة الابتدائية للشعر العربي .

سبب التسمية :ان تفعيلة هذا البحر الشعري هي ( مستفعلن مستفعلن ) ، و بها تتوالى الحركة و السكون ثم الحركة و السكون و هو ما يشبه سير الناقة بتثاقل و رعشتها حيث تسير وتسكن حتى تسمى بالرجزاء لفعل ذلك .

قيل بأن اصل الشعر رجزا ، و أن فحول شعراء الجاهلية كانوا في بدايتهم راجزين كالمهلهل و أمرؤ القيس . و اعتبار أن بداية الشعر رجزا يعززه المنطق القائل بان سهولة الكلمات تديم تواصلها بين الناس ، و لا أبالغ لو وصفت الأرجوزة عند العرب قديما كالشعر الشعبي عندنا حاليا ، فالتعقيد باستخدام الكلمات و الصعبة يبعدها عن مخازن الذاكرة . لقد لقي فن الأرجوزة عناية كبيرة في العصر الأموي ، و ظهر كشعر تعليمي في اللغة العربية ، و قد انبرى لهذا الفن مجموعة من شعراء العصر الأموي كالعجاج و ابن رؤبة ، و يرى الدكتور شوقي ضيف ( في كتابه : العصر الجاهلي من تاريخ الأدب العربي ) أن فن المقامة في العصر العباسي تولد من فن الأرجوزة في العصر الأموي . و يتميز فن الارجوزة بأن عباراته قصيرة ، و أقرب الى الغناء ، و يسهل على القارئ و السامع حفظه ، كما يتميز بتقطيع العبارات و الجمل الاعتراضية .

وعلى هذا الاساس فإن الإرجوزة مدرسةٌ تعليمية، حيث توخّى معظم علماء العرب والمسلمين وضعَ علومهم على شكل ارجوزة لسهولة الحفظ وقابليتها على التنغيم ولقصر عباراتها واستخدام المفردات البسيطة المفهومة.

  والأمهات المسلمات في بقاع الأرض (من خلال التراث الفكري الاسلامي) استمرت معهن وتجذرت تنويمات وتهويدات الطفل، الهدهدة والترقيص، وفيها من التعويذات وذكر، ما له صلة بالإلهي والمقدس، ومن الأنبياء والأولياء الصالحين..

 ومن خلال هذا السرد التاريخي السريع، نقتطفُ حقيقةً، أن أغلب ما قيل في الطفل من نصوص، لكاتب مجهول، تتناقل الأجيال الكلمات دون ذكر للكاتب أو المؤلف.

الحاضر والطفل:منذ خمسينات القرن العشرين، بدأت تباشير قصيدة الطفل الجديدة، وتكاد (الحلة) محافظة بابل تتسيّد الموقف، إذ انبرى لها (باقر محمد محمود سماكة الربيعي)، ومن قصائده( البلبل الفتّان/ عندي خروفٌ ابيضُ/ تعالَ ياسميرُ/ ..) وكذلك الشاعر محمد الوادي، ومن شعراء قصيدة الطفل الذي يمكن عدّهم (على سبيل المثال لا الحصر)، سليمان العيسى، فاروق سلوم، عبد الرزاق عبد الواحد،سعد جاسم، وغيرهم من الشعراء.

لماذا أدب الطفل والقصيدة تحديداً؟

من أخطر وأصعب أنواع وأشكال الكتابة في الآداب العالمية أجمعها، أن تكتبَ للطفل، لأنك تحتاج الى مؤهلات وشروط خاصة في كيفية وطريقة توصيل الرسالة، حسب فئة عمرية تحمل ما تحمل من عناصر الذكاء والبحث والسؤال في كل شيء، ومحاولة استكشاف عوالم جديدة تظهر أمامه أو في خاطره.

وهذا ينعكسُ ايضا على المسرح والموسيقى والرسم والفنون السمعية والبصرية الأخرى، لا تقتصر على النّص بأي شكل كان.

وكانت أخصب فترة مرت في هذا الأدب والفن، بداية سبعينات القرن الماضي، أيام تأسيس واصدار مجلّتين مختصة بالطفل هما (مجلتي والمزمار) وما تلاها من اصدارات لدواوين شعرية وقصص وحكايات محلية ومترجمة.

طارق حسن والطفل/ بينما تقرأ لـ (طارق حسين) كأنك تقرأ روحية طفل، واحاسيسه، حيث تتماهى في ذاته لتكوّن لغةً وموسيقى أدوات لإيصال الرسالة، كونه اعتمدَ في احساسه قبل كل شيء، صدق المشاعر، وما يمتلك من ثقافة، وفوقها جميعا، مناصرته للسلام والحرية، ولغدٍ أفضل.

ومن أشعاره : - بالعلم والعمل

(أجل أجل/ بالعلم والعمل/تزدهر الشعوب/وترتوي القلوب/بنسمة الأمل...)

ونص آخر: (- عصفور الحرية):

(الصياد :  عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة ./

العصفور :تبا لتلك اليد التي تفضي إلى مقبره .).

وفي اللغة العامية: (المدرسة ):

(هيا بنا للمدرسه/ نقره علوم الهندسه/هيا بنا يولاد / نرسم وجه بغدادبين الحقول المشمسه.) في هذه النصوص تقرأ روحاً وثّابة مؤمنة بقضية وتترجمها بأشكال وألوان من الكتابة والفن، تراه بسيطة كنسمة، عميقة المعاني ودلالاتها لم تكن مخفية، يختار القافية واللون الشعري والكتابي بما يتلائم مع الموضوع. وكذلك تستشف لغة الحوار وطريقة ادارته في النصوص.

 الشاعر (طارق حسن) سيظل حاملاً راية قصيدة الطفل حتى في كتاباته الشعرية للكبار، فيها الحبكة، والمنولوج، والقفلات التي يجعلها نواعيره التي تستفز الآخر ليكون حرفه جمرةً وزهرة.

***************************************************

بستاننا الوطـن الام

صلاح العوفي

تقديـــــــــــــم:

لا أظنُّ، أنَّ مهاجراً وفيًا، تستطيعُ  الهِجرةُ، أن تُلغي مِن ذاكرتهِ، تفاصيلَ الأيام التي عاشها في وطنه الأم.. فهي ذِكرياتٌ، تلازمُنا مدى الحياة، تُرَسِّخُها فِينـا غريزةُ مسقطِ الرأسِ..الغريزةُ، التي تَشدُّنا إلى أرضِنا.. تلك الأرضُ، التي كان إخضرارُ نخيلِهـا، أمَلَنـا.. وشواطئُ أنهارِها، أماسينــا.. وزقزقةُ عصافيرِها، أغانينــا.. ودفءُ أمَّهاتِـنـا، جَنَّـتَـنــا.. وإبتسامـةُ عيـونِ الحبيبـةِ، عِشقَنــا.. أمّا صياحُ الديكِ فجرًا، فهو بدايةُ يومِنا ..! والآن معًا، إلى تلك الذكريات، بلهجتنا العراقية المملوحة، من خلالِ سفرة إفتراضية، الى بُستانِنا الكبير (الوطن الأم)، أيام زمان..!ا

القصيدة :

وَي خَيط الفجر ، إيصيح الدیچ  بالبستان..

تِطلَـع  شَمِـس ، تِرسِـم  وطـن  عالبيان..

وَكْتِ  العَصِر ، إتْلِـم  المَحَبَّـه الجيران.. 

يْحِل  الليل، إيسَولِـف  حَچَّـة  الديوان:

كـانْ  يـا  مـا  كان ، گبل  هـذا  الزمان..

لَمْنَــه  وَطَن ، مِن چـان الوطن  بستـان..

بستانَّه ، كلِّـش حِلو   چان وفتّان..

مِن  كثرة  دَلالَـه ، بالثِمَــر مَليـــان..                     

النَّخَــل.. إعـذوگـه   تِـتْـلولَــح   تراچـي..     

والعِنَــب .. يِلتَف  گلایــد ، عالأغصان..               

التفّاح.. مِنَّهْ  العروس، إخدودهَه  تْغـار.. وإتغار الشِفايـف ، مِن  حُمـرَة  الرمّان..  

السِــدِرْ حاضِـن ،  إعشوش  البـَلابل..

لِعشوش  الحَمامات  الگُمر  سهــران..

بستانّـه.. إمعَطَّــر إبجوري  وياسمين..

والشواطي إمعَطِّرَه

إبوَرد الرَّيحان..          

بستانـَّــه ،كِحِل لِعيون

الحدَيثات..

وعيـونَـه  الجميلـة ، تِحـرِس  الصبيان..   

إزغـار نلعـب والفـرح

 يلعب وْيانَه..

إنغَنّــي غِنـوات الطفولة    بكِـل أمان..

على  غِنـوَة  “دلي اللّول”، نُغفَه  وإنّام..

على نَبض الأمَّهات ، إتلِمنَه الأحضان..            

إبضحكه حِلوَه ، أُمْنَـهْ  تِندَهْنَه  الصُبح..

لهـذا  بَوسَـة ، ولذاك دَغْـدوغَــة  حَنـان..

نِنهَــض  ونُفْطِـــر، مِـن 

خُبِز  تَنُّورنَه..

بِيــهْ  طعم  أُمْنَه  وطَعم  ذاك  الزمان..

وَيْ  كتُبنَـه، الشمـس

 تاخذْنَهْ  الصُبح..

للمدارس ، دار نِقرَه ، ودُور وَي داران.. 

بستانَّـه ،عَلَم مـا بين البساتين..   

أبد ما يِقبَـل  يِظل

مِن غير عنوان..                        

وَلا  يِقبَل  مَذَلَّه  ويِـدِگ بيبــــان..

لَــنْ  هُوَّه  المضيف

ورَنَّـة  الفنجان..

وَلا  يِقبَـل  ظـلام  الليل

يِطْفِي  النور..

لن “سومر”، خَـط  أول حَرف  للإنسان..    

يَمتَـه  تِـرِد  يـا  مَوطِني

 تِبتِسم..

“بابل”  تِـرِد مفروشه

وَرِد  ألـوان..

وِتْلِمنَـه  يـا  موطنـي ، شَـدَّة  وَرِد..

نِتوَحَّــــد  إبخَيمِتَـك .. والدِيـن  للديّان..

إنعَلّي  العَلَم حَد الشمـس  والگمــر..

نِنشِـد  “نَشيـد الوطـن” ، بأعذب ألحان:

موطنـي .. يـا  موطنـي

دُم سالماً وغانماً .. يا قِبلة البلدان..

**************************************************************

صوتك ملحمة عمري

حازم جابر

وإنته هناك .... آنه أتنفس شعر منـّك

واعيش انسان

يا أول سفينه تشوفها عيوني

وشراعي وياك

وإنته هناك

اشوفنك علم عالي

يرفرف فوگ روحي

او فوگ تاريخ الشعر الگاك

حزنك بچه ليلي هواي

صوتك ملحمة عمري

ونزيـــــــفي الجاي

*******************************************************

سبّاح الگلب 

هيفا العامري /امريكا

سويتلي واهس

صدگ ..

 إمنتغزلت بأشعاري  …

انت ..

يسباح  الگلب ..

يل حاضنك ..

عشاري  …

يرسملك .. 

الضحچة شمس ..

ويجيبك لحد ..

داري  …

مفرفح عليك ..

من الزغر ..

گلبي ..

گلب بصرواي  …

عاشگ ..

 يحب كل النخل ..

البرحي ..

والخضراوي  …

بجذوعه ..

كاتبلي شعر  ..

وگلوب ..

بيها أسراري  …

ماريد ..

حبنه ينكشف ..

وتنعرف ..

كل اخباري  …

أكتمها ..

بعماق البحر  ..

ما اسيسنها ..

إبجاري  …

**************************************************************

عتب

فاضل النفاخ

اعرفت  ليش  كلوبكم ..

سوده بسواد  اظنونكم …

ادري نواياكم دغش ..

من گبل لا  مااشوفكم  …

 ماينخدع كلبي ابد ..

بس مستحيل يخونكم … 

اتنطّر اليوم اليجي  ..

والندم عالي إوجوهكم …

السكته أوله والحجي  ..

ماينفع وي  اسلوبكم …

ملعون شيطان البشر ..

يلعب لعب بعقولكم …

عايش على فرق تسد  ..

لازم يهدم ابيوتكم  ...

اعرفت  ليش كلوبكم ..

سوده بسواد إظنونكم …

**************************************************************

صرخة ضمير الى صديقي الكاتب عبد الحسين خلف الدعمي

سفاح ابو وليد

شفتك محترّگ جيت انه اطفيّك

وبوجهي الخجلً لو ردًت اواسيك

اجيتك شايل بروحي العطش ماي

هلبّت بالعطش تروّه و ارضيّك

نهًض بيّه الگلب شايل جرًح ناس

وبواهّس تعًب اركضً واتانيك

شراكًه ابكل مصيبه اتحزًم اوياك

واذا باعك گراج ابغربتي اشريك

محطه انه وعليً مرًن قطارات

وضلوعي سچچ صارن واراويك

تهزني امعزتك واكطع مسافات

والخطوًات يمً بابك كواريّك..!

جرحك مشتعل والدمع بيه نار

والدنيه بعدها ابدمً توصيّك

صرًخ بيّه الضمير ابومضّة السيف

واضنوني وطبعهنً صدگّن بيك

الصبر مريود بسً ياثكل الجبال

،تصدً بيك المنايا وترجّع اعليك

يهلگضيت عمرك جود بالجود

ونگيص الماي يعله باًول الزود

وملامح غربتًك بالوجًه تحچيك

اشوفك بالهموم اشكال والوان

وانته بذاك حالك باقي انسان

ولاتطلب منً الاخرً يجازيّك

اكبرًت مابين اه وبين عثرات

اوصرّت عالگاع خطوًه ونار تحديًك !

صفنّت انه اعله طبعك حيره والبيك .،

..شريعة ماي متعلي اعله صيهود

تلاگن نهرك ونهري اويه الاسفار

وحدرّ كل سيف نغفه بگنطرًة ماي

ومتى بجنخ الشمس نعبرّ للفياي..!؟

..وعلى انغام الاماني  اندوزن العود..!

احزنت منً شفتًك ابهلحال مبخوت..،

شرّف ليًه التقيًك انسان منحوت..

،تغسلّ گلبك ابنور الوطّن خّد

غريب ابطور حزنّك صبرًك اشكد .!؟

شكول اًنه الذي اتعديت خمسين..!؟

.. ولا واحد بچاني وفصًل اسوّد..!

************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

كاميران كمال/ ايزيدي ينشر الثقافة الماركسية

في فضاء قاعة آشور التي أقيم فيها مهرجان ابي تمام الشعري في الموصل، أثارت الانتباه الكتب النوعية التي عرضها الشاب الايزيدي كاميران كمال في الهواء الطلق من بين جميع باعة الكتب.

فالكتب التي عرضها كانت ماركسية في الغالب الى جانب عدد من الكتب التقدمية الرصينة الاخرى.

كاميران كمال افتتح اول مكتبة في سنجار قبل دخول داعش ونكبة سنجار، ثم بعدها، واطلق عليها اسم “ارشينا/ ارض السلام”. وطموح كاميران هو نشر الفكر الماركسي بين سكان سنجار. لهذا لا يبيع الكتب التقدمية حسب، وانما يقدم استعارة مجانية للقراء، وهمّه ان يقدم غذاء معرفياً معمقاً ويشجع القراءة، ولا يشغله ابداً ان يعود الكتاب اليه بعد الاستعارة ام لا، وانما يهمه ان يُقرأ الكتاب وان يكون مصدراً للثقافة.

وقد قدم أهالي سنجار دعماً مادياً وكتباً مجانية، بهدف توسيع هذا المشروع التأسيسي المضيء.

***************************************************************

ماركيز .. تشكيلياً

أسامة ختلان

ألقت الكاتبة الامريكية إليزابيث بيري الضوء على تأثير رواية “مائة عام من العزلة” على الفنون البصرية. منذ نشر غابرييل غارسيا ماركيز روايته في عام ١٩٦٧، كشفت بيري عن إلهام هذه الرواية لعدد من الفنانين بصورها الواضحة ومواضيعها المخلدة.

ويعد هذا العمل الرئيسي لماركيز تجسيداً سحرياً لقصة تحتفظ بخيال الأجيال من الكُتَّاب والفنانين، مثل مواضيع مرور الزمن، ودورة الحياة، والذاكرة، والموت. وتمثل اللوحات الرائعة المستوحاة من هذه الرواية تجربة فنية مميزة من المشاهد البارزة التي أبدعها مايكل يونغ إلى السلسلة المذهلة التي قدمها سيلين سينار.

ماركيز ( ١٩27 – ٢٠١٤ )، كان كاتباً كولومبياً عرف باستخدامه للواقعية السحرية، وتتناول رواياته مواضيع معقدة مثل مرور الزمن والذاكرة والحب. صورته موثقة في لوحة من رسم كارلوس دوكيه عام ٢٠١٨، تصوِّره وهو في وضعية التأمل، وتُظهر اللوحة الحياة والعمق الذي يتجسد في أعماله.

وخلال الفترة من عام ١٩٩٦ إلى عام ٢٠١٦، أبدع الفنان بيدرو فيلالبا أوسبينا طبعة مخصصة مزخرفة من رواية “مائة عام من العزلة”. تتميز هذه الطبعة بصفحات فصول مضيئة ورسوم ملونة، وتعرف باسم (طبعة محبي الكتب).

تتيح هذه الطبعة للقارئ استكشاف الحبكة المعقدة للرواية بطريقة بصرية، و تقدم بعلبة عرض معقدة مع منصة للقراءة. تمتد الرواية عبر أربع كتب مغطاة بالكتان، وتحتوي على أكثر من ٥٥ مشهداً محفوراً وعدد لا يحصى من الرسوم التوضيحية التي تعيد القصة للحياة.

جانب آخر، قدم الفنان مايكل يونغ سلسلة من اللوحات المذهلة التي استلهمتها من رواية “مائة عام من العزلة”، وهي تعكس الصور الواقعية للمواقف الخيالية في الرواية، حيث يظهر العمل المستوحى من الرواية التفصيلية والملونة للمشاهد البارزة، ويسلط الضوء على العالم الساحر لماكوندو.

وصفت الفنانة أني بيتروسيان لوحتها المستوحاة من الرواية، والتي أبدعتها عام ٢٠١٨، تقول:” عندما قرأت رواية “مائة عام من العزلة” لماركيز، كانت لدي الشعور بأن السماء في ماكوندو حمراء. “ وبيتروسيان فنانة معاصرة أرمينية متخصصة في الرسم بأساليب تتراوح بين الواقعية والتعبيرية الكونية.

كما قدمت وجهة نظر فريدة حول الرواية المشهورة لغارسيا ماركيز، باستخدام الأكريليك والغواش على الورق لصور ملونة تظهر إعداد القصة وشخصياتها بأسلوب شعبي تمثيلي.

كذلك قدم الرسام رايان إنزانا رسماً توضيحياً سريالياً لرواية “مائة عام من العزلة” عام ٢٠١٧. تم تكليفه بإنشاء هذا العمل من قبل صحيفة وول ستريت جورنال، وأسفر عن لوحة سريالية ملحوظة تدمج العديد من عناصر الرواية بأسلوب فريد. ومن بين الأعمال المستوحاة من الرواية أيضاً، كاسا بوينديا للمصممة الجرافيك التركية سيلين سينار، التي أنشأت سلسلة من الرسوم التوضيحية الواقعية السحرية في عام ٢٠٢٠، تعكس جوهر الرواية بأسلوبها الفريد والجذاب، حيث أضاف أشكالا غيمية وجودية للرسم التوضيحي، مما يعزز تفسيراً آخر مخلصاً للأجواء السريالية والسردية للرواية بطريقة فنية رائعة.

تعد لوحة “منزل بوينديا” (2020) التي قامت بها الفنانة سيلين سينار من أعمال الفن الساحرة المستوحاة من رواية “مائة عام من العزلة”. والفنانة سينار هي المصممة الجرافيكية التركية، التي قدمت سلسلة من الرسوم التوضيحية في عام 2020، مستوحاة من هذه الرواية. وقدمت فيها 31 رسماً مختلفاً لتوضيح الأحداث، معتمدة على أسلوب فريد يجمع بين الواقعية والسحرية التي تميزت بها كتابات ماركيز.

فيما تصوّر لوحة “كاسا بوينديا” لسيلين سينار موقعاً مهماً في الرواية، وهو منزل عائلة بوينديا.

تظهر في الرسم أشكال غيمية تتناثر في جميع أنحاء المشهد، قد ترمز إلى شبح بروودنسيو أغيلار في الرواية، وتذكِّرنا أيضًا بدورة الحياة الحتمية المتمثلة في الموت، كما يظهرها جارسيا ماركيز من خلال أجيال عائلة بوينديا. بشكل عام، تُضيف سلسلة سينار لعام 2020، المبنية على “مائة عام من العزلة”، تفسيرًا جديدًا ومتفانيًا للغاية للأجواء السريالية والسردية المميزة لهذه الرواية إلى التراث الفني.

*******************************************************************

نون النسوة

قصة قصيرة.. في المدى القريب

تماضر كريم

في مكتبة المدى، بشارع المتنبي، مررتُ بوجوه المشاهير، مثبتةً على الجدار العتيق، كتّاباً ورسامين وسواهم، تفرستُ في بعض منها وأنا اصعد الدرجات الأسمنتية المتآكلة، وصولاً لرفوف الكتب المكتظة بتنسيق عال. قرب الموظف المسؤول عن مساعدة الزبائن، لمحتها هي، الكاتبة المشهورة، ذات القوام الممشوق والشعر الطويل، بدت ملفتة بكنزتها الصوفية ذات اللون الوردي الغامق، وبنطلونها الجينز الضيق الآخذ بالإتساع قرب الساق.

إنها موضة حديثة لم أحبها يوماً. كما في الصور تماماً، ملامحها جادة، بذلك الأنف المستقيم، والخدين الضامرين، ونبرة صوتها النرجسية. استطعتُ أن أراها بوضوح من مكاني بين رف كتب محمود درويش، ورف كتب ادونيس، حيث كانت تشرح للموظف شيئاً ما.

بدا الموظف مهتماً كثيراً بحديثها، شكل عينيه الجذلتين، بات ملفتاً،  وهو يصغي بابتسامة منبهرة إلى صوتها وهي تتحدث إليه والكتاب في يدها. تناولتُ ( أثر الفراشة) من على الرفّ، وبدأتُ بمطاردة الكلمات. جزء مني كان يراقبُ الكاتبةَ الشهيرة، وآخر في أثر فراشة درويش، فيما كنتُ أتحسس بأطراف أصابعي روايتي الأولى في حقيبتي اليدوية. بعد أن تُنهي الكاتبة صفقتها مع موظف المكتبة سأذهب اليه لأُريه ما بحوزتي من كتاب، قالت عنه أمي أنه علامة فارقة، وأنا أثق بكلام أمي، فهي مثقفة، قرأتْ جميع كتب جرجي زيدان في مكتبتنا، حتى أنها اقترحت عليّ تغيير عنوان الرواية من (الحلم الأخير) الى ( آخر الأحلام). خرج الموظف من مكانه خلف مكتبه الصغير، وسار مع الروائية إلى مكانٍ ما، كانت تشرح له كيف يضع كتابها في المكان الذي اختارته تماماً، حيث يكون في  مرمى أنظار الداخلين للمكتبة.  وضع الموظف كتابها  بتؤدة وأناة، كما يتم وضع الأحجار الثمينة في تيجان الملوك، وما إن استقر الكتاب هناك، حتى ابتسمت الكاتبة برضىً، وفخر، للكتاب وللموظف، ثم غادرت دون أن تلتفت لأحدٍ أو شيءٍ ما، لكنها قبل أن تغادر، وفي اللحظة الأخيرة قالت للموظف بصوت هادئ لكنه مسموع: ثمانية آلاف.

عرفتُ فوراً أنه سعر كتابها المقترح.

دون تردد، وبرغبة مبهمة، ذهبتُ فوراً لرؤية كتابها في مكانه الذي اختارته بعناية. كان الكتاب بارزاً  هناك بعنوانه الذي بات يتردد مؤخراً على الألسنة. فكرتُ في(آخر الأحلام) بقلب حقيبتي، وفي أنسب العبارات التي سأقولها للموظف وأنا أريه كتابي الأول، ثم بعد فترة سيتصل بي حتماً، لأزوّده بالمزيد من النُسخ.  لم يكن روّاد المكتبة كثيرين في تلك الساعة المبكرة من نهار يوم الجمعة، إنها الساعة التي أُحب، حيث جولتي بين الرفوف المثقلة بالعناوين والضاجة بحياة خفية .

ظن الموظف عندما وقفتُ قريباً منه أنني مجرد زبونة، كدتُ أقول له: “تباً..أنا كاتبة، ألا يبدو هذا واضحاً؟! انظر لملامحي العميقة! ألم تنتبه لعينيّ اللتين أتعبهما سهر القراءة والكتابة حتى استحال التعبُ بريقاً! أنت شخص غبي” لكنني لم أقل سوى: “لا أحتاج لأي كتاب .. شكراً، أنا مؤلفة..انظر” أريته كتابي بعد أن سحبته بسرعة من الحقيبة.

كان الكتاب في يدي، وقد وقعت عليه حزمة أشعة نفذت من شبّاك المكتبة، بدا وحيداً جداً مثل شخص فاته القطار، لم يلتفت الموظف ناحيتي ليشاهده في يدي مثل علمٍ بيد جندي يقاوم الهزيمة. ظل ينقر على أزرار الحاسوب أمامه وهو يخبرني بصوتٍ خالٍ من أي انفعال: “ اسف ست .. هليام موقفين التعاملات مع الكتّاب”.  “تقصد الكتاب المغمورين”؟! لم أستطع قولها، شيء ما في حلقي حال دون النطق بها.  “لن أعود الى هنا” هذا هو قراري، تعساً للكفاح من أجل الأحلام. لكن لابأس بجولةٍ أخيرة، ستكون شبيهة بوداع موشّى بالهزيمة.

وقفتُ أمام تلك العارضة ذات المكان المميز، المكان الذي اختارته الكاتبة، وما أن مددتُ يدي نحو كتابها حتى سمعتُ تلك الضجة التي أربكتني، ضجة انهيار الكتب وسقوطها على الأرض كما لو كانت لوحة سريالية بتلك الألوان المتفاوتة والعناوين الشاخصة كأنها أعيُن معاتِبة.

نزلتُ فوراً إلى الأرض لأحمل الكتب التي بدت لي كأنها تستغيث. كدت أبتسم للفكرة لولا وجود الموظف الشاب الذي سارع هو الآخر لحمل الكتب وإعادة صفّها. كنتُ محرجةً جداً، متفاديةً النظر إلى وجهه. لم أكترث لطلبه لي أن أترك له وحده مهمة رفع الكتب وتنظيمها.

 تذكرتُ أن في الحياة كما في الروايات لاشيء بلا مغزىً، سقوط الكتب مثلاً واختلال الأمكنة.  وفي تلك اللحظات الهامة علينا أن نكون أذكياء كفاية.

استغرق ترتيب الكتب وقتاً، لم نتبادل فيه الحديث أنا والموظف الشاب أبداً، كنا منهمكين، ومرتاحين أخيراً أننا أعدنا الكتب الى الرفوف. بدا كلّ شيء كما كان، عدا أن عنواناً جديداً

برز من بين العناوين، لأنه صار في الوسط تماماً، وستقلّبه أيادٍ كثيرة اليوم.

عاد الموظف الى مكتبه الصغير وإلى الزبائن الذين بدأوا يتوافدون، فيما عدت بضع خطوات  إلى الوراء لتأمل الكتاب الجديد في مكانه بالمنتصف، كأنه القلب من الجسد.

ثمة شعور بالرضا والسلام بات يغمرني، وأنا أهمُّ بالمغادرة، لكني قبل أن اخطو خارجاً

حملتُ روايتيْ الكاتبة إلى مكانٍ قصيٍّ وآمن حيث لن تقع على الأرض مجدداً.

قرب الباب وأنا خارجة، نظرت الى نفسي في المرآة الطويلة بمقدمة المكتبة كما في كلّ مرة قبل أن أغادر، عدلت من وضع كنزتي الوردية الغامقة وأرجعت بعض خصلات شعري الطويل للوراء، ثم نزلتُ بخفة عبر الدرجات الإسمنتية القديمة حيث تخففتُ أخيراً من ثقل كتابي” آخر الأحلام”.

***************************************************************

سايكولوجيا.. لعبة الامنيات

منار غالب حسين / جدة

هل تمنى أحدنا يوما شيئا ووجده، أم تحقق له ما أراد ؟!

ليس بالضرورة ؛ فالأمنيات تشعرنا بالراحة واننا علي قيد الحلم !

انها لعبة بيننا وبين القدر، وعادة ما تفوز الأقدار بهذه اللعبة حتى نخفي ضجرنا ، من اسئلة وجودية، لا نملك القوة  بأن نقفز على المستحيل ليحدث ما نتمنى .

نحن نستمع لعاشق في ضوء القمر يقول لقد تمنيت هذه اللحظة وهاهي بين يدي !

نشير بإصبعنا بلا ملل على أننا مقيدون بالواقع مثل العبيد المستضعفين !، والفوز بأمنية ماهي الاّ صِدفة تمنيتَ ما يشاؤه لكَ القَدَر ، لم تتحقق الامنيات لملايين الحالمين الكسالى الذين يعانقون جلد الذات أو تحميل الآخر مالا يدري عنه أصلا .

نقف عند من توافقت أمنيته مع القدر ، ورآها رؤي العين ، ننعته بالمحظوظ .

هل علينا ان نحلم ونتمنى على قدر طاقاتنا حتي لا نصاب بالخيبة العظمى !

ماهي الا أمنيات نريدها و نسعي وراءها تحيي الأمل بداخلنا ، بهجة تخالج القلب ، كما هناك أمنيات صعبة لا نملك حق طلبها كتغيير أحداث كائنة في الماضي، أو التعلق بأمنيات مستقبلية مستحيلة .

هل الحلم عادة غير ممكن و من المستحيل تحقيقه لا أعتقد.. لن اتطرق للأمنيات الشريرة أبدا لأنها شر تصنعه النفوس المريضة وهي غير جديرة بالذكر .

فيلم والت ديزني أمنية wish انتاج ٢٠٢٣ وهو العام الذي اتمت هذه الشركة عامها المائة .

فيلم مغامرة فلسفي يثير القضية التي لم يقف عندها أحد وهي الأمنية وتأثيرها علي الاشخاص،

الأمنيات هي حيوات  !

هل حقا هي كذلك حالة لا يمكن شرحها ، يقال أنه في قديم الزمان كان هناك ملك يحكم مدينة انتقل اليها بعد أن أوتي قدرة على تحقيق أمنيات الآخرين بعد قراءتها ، وقد جاءته هذه القدرة الاستثنائية متأخرة بعد أن خسر أقرب الناس اليه لذا عاش ساخطا بوجه وسيم ، يقيم احتفالا كل عام يجمع فيها أهل القرية ويختار أربعة منهم يأخذ أمنياتهم ويخبرهم انها لم تتحقق ، ويحقق أمنية بسيطة لأحدهم حتى يقنع الآخرين أنه يحقق الأمنيات وهو في الحقيقة يجمع الأمنيات في بلورة سحرية، لغرض مجهول ، حتى تنكشف النوايا ويظهر المخبوء أنه بشكل ما يزداد قوة حين يلتهم أمنية ما ، فالأمنية قوة و دافعا للحياة

أهل القرية البسطاء المسالمين لا يعلمون مدى الشر الذي يحدث أن يعيش بلا أمنية فهي بمثابة الأمل ، انه يأخذ منهم السبب الذي يعيشون من أجله ويفتحون أعينهم للشمس هو السعي في تحقيق الحلم .

هل يمكن ان نتمنى تحقيق امنية لأحد آخر !

الشابة البسيطة ذات السبعة عشرة ربيعا تمنت أمنية جدها الذي يبلغ المائة عام امنيته غامضة ان يعزف على الغيتار المكسيكي في حفلة سلام ومحبة في القرية واهلها الطيبين .

ماذا لو سرقوا امنياتك وجعلوك يائسا حزينا، يقول الملك مبررا ما يفعله أنه أخذها منهم ليستطيعوا العيش بلا يأس، ( من اليأس أن نعيش بلا أمنية أو حلم )، ثم يضيف ساخرا أنّهم بنهاية الحال لن يحققوها بلا مشيئته !

يا له من حزن عظيم حين نفقد الأمل في تحقيق أمنية عشنا عليها طويلاً ونحن نفكر فيها..

فهل ننسى أمنية لم تتحقق ام تظل عالقة في الذاكرة كخيبة ودودة؟

يبدوا ان تحقيق الامنيات عند البسطاء بأحلامهم الأسهل امر ممكن!

وهل فكرنا في أمنية تكون بيننا وبين كل الكائنات عبر لغة نفهمها وماذا اذا تكلم الحيوان والنبات الن تنشأ بيننا وبينها علاقة؟ لن نستطيع طهيها وأكلها.. أن هناك وجودا للحب الحقيقي والذي يظل حلما نأخذه معنا الي حياة ثانية .

هل علينا ان نؤمن بالممكن والا نتمنى المستحيل الذي لا يناسب الواقع، كأن نحلم بالطيران كطائر مثلا..

ماذا عن الأمنيات التي يمكن تحقيقها بالعمل والاجتهاد.. هل نظل نسميها أمنيات تتغير الى مسمى جديد طموح ورغبات .

ماذا عن الامنيات التي يكفينا ان نحتفظ بها مع علمنا انها لن نتحقق نظل نحلم بها ونخلط الحقيقة بالخيال ونراها طوال الوقت كأحلام اليقظة ، تعيننا على تقبل واقع مرير نهرب بها من الضعف الى القوة الدافعة للحياة .

الحياة ضعف وقوة وانتهازية وأحلام مؤجلة … كذلك.

**************************************************************

حياة النساء قصيرة

فرات إسبر*

أرسمُ في  مهبّ  الزَّمان ،

ما تبقى لي من متاهاتٍ  

لا أنا قمرٌ ولا أنا شمسٌ 

أنا  فوضى ،

ونساءٌ بأسماء مُستعارة .

وجه ُ الأيام  مصفٌّر 

ليس من لفحة ِ الشمس 

ولا من نور ِ القمر

إنه  من عضات القدر .

بكيتُ  حتى جرى نهرٌ

مدتْ  سحابة  رأسها  وبَكتْ 

أيتها السعادة بأي  الِنبَال   أرميك ؟

الجسد ُ  ترابٌ

العظام لها  عمرُ الجبال

والحواس ُ تنطفىء.  

إلى أين أعود ؟

المنفى بلادي 

وأقدامي  ضياعي

وكلُّ  المفاتيح لم تكن لي .

يا بذورَ  السعادة 

كيف  سيكون السفر  المشتهى ،

هل إلى الأرض الغريبة

أم إلى السماء البعيدة ؟

الطريق  سيجه ُ عابد ٌ متصوف، 

لا صنعةَ  له سوى رسم الأسى على الدروب، 

علامات نقطعها كاليتامى  في حضن  الحياة . 

الكواكب  في  جسدي  تنتحرُ 

وتسقطُ  على قشرة الأرض  الكاذبة

الصمت علامة  

والنطقُ  علامة

فيا خالق  الأكوان زدني  علما ً 

أن صفاتي  من صفات  التراب

أحضن ُ البذرة

وتنمو في داخلي

أنا   المرأة ،

التي رمتْ كل النِبال لتصطاد َ السعادة  

و تطمعُ  بالجنَّة الزاهرة 

وإذا  ما فاض  صدرُ المرأة  الواسعة

تنهض،

تغسل وجه الصباح

تملأ  الفراغ في بطن ِ الأرض

وصدرِ السماء 

وتصرخ :

حياة النساء قصيرة 

تنتهي  إلى رماد ٍ أو حطب  .

ارتفعي  أيتها  المتخيلة 

في ذهن  الوردة تنمو الكلمات 

الذاكرة غبار الماضي

ومن  كتاب  النسيان تعلمتُ الحروف.

لقد فزت في لعبة التوهم

وتملكتُ صفات الواهمين 

الأنهارُ تجري بين أصابعي 

وأشتهي  سرقة النوم من عين  الهاجرة .

 

ـــــــــــــــــــ

*شاعرة من سورية

**********************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في اتحاد الأدباء العراقيين.. القاص سلام القرني وحديث عن كتابيه الجديدين

متابعة – طريق الشعب

ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء الماضي، القاص سلام القريني، للحديث عن كتابيه الجديدين الصادرين ضمن منشورات الاتحاد: «د. هاشم سعدون الطعان». وهو مجموعة مقالات للمحقق والأديب الراحل د. هاشم الطعان، و»المحجوز»، وهو عبارة عن رواية قصيرة.

الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري حضرها جمع من المثقفين والأدباء. فيما أدارها القاص كاظم الجماسي، واستهلها بالقول: «اننا اليوم نلتقي بكاتب عراقي قدم لبغداده من كربلاء.. كاتب توزعت سنوات عمره على أرحام عدة، حيث الناصرية والحلة والبصرة والموصل والنجف والكوت وبغداد فكربلاء»، مضيفا أن القريني «مواطن نسجت خيوط حياته بوجع ونكهة عراقية خالصة. كابد هموم الوطن وقدم من أجل حريته وسعادته الكثير، فتمظهر ما كابده في أعمال سردية تستحق منا التوقف والاهتمام».

بعد ذلك، استذكر القريني المحقق والأديب والمناضل الفقيد د. الطعان. وتحدث عن كتابه الذي ضم مقالات للفقيد.

وقال: «لا أريد الخوض في سيرته الذاتية. فقد وقفت عندها مقدمة الكتاب التي كتبها د. سعيد عدنان».

وأضاف قائلا: «سأتوقف أمام عدد من الاعتبارات. فقد تذاكرنا أنا ود. سعيد جانباً من الثقافة العراقية، مما أغفل ونسي ودفع أعلامه عن صدارة المشهد، وكان منهم الطعان، الذي أوذي وسجن ونُحّي عما هو له، لصدقه وإخلاصه ولفكره السياسي في مقارعة الظلم والطغيان وسعيه من أجل وطن حر وشعب سعيد». وبين القريني أن «الطعان كان أول طالب دكتوراه في العراق يشرف على أطروحته العلامة إبراهيم السامرائي. وكان الأول على دفعته، ويوم توفي كتب أستاذه السامرائي في مجلة (الثقافة) كلمة في رثائه انطوت على الإشادة بفضله وموضع الخسارة في فقده».

وأشار إلى ان «الطعان لم يكتف باشتغاله البحثي داخل أروقة المؤسسة الثقافية، بل نقل منجزه من الخاص إلى العام متخذا من الماركسية منهجاً، مؤمناً بمبادئها النبيلة للخلاص من استغلال الإنسان لأخيه الانسان، عاملا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي».

وشهدت الجلسة مداخلات حول كتاب القريني عن الطعان، افتتحها أستاذ الادب العربي د. سعيد عدنان الذي كتب مقدمة الكتاب، مشيرا إلى ان «الطعان كان لغويا بارعا اثبت أن الأدبية العربية والشعرية أصبحت واحدة قبل الإسلام. وهو بذلك يعد محققا كبيرا».

كذلك ساهم في المداخلات وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، الكاتب أمين الموسوي،  رئيس اتحاد الأدباء الناقد علي الفواز والكاتب سعيد الروضان. وقد ثمّن الجميع التاريخ النضالي والثقافي للطعان وشكروا القريني على جهوده.

في اتحاد الأدباء العراقيين

القاص سلام القريني وحديث عن كتابيه الجديدين

*****************************************************************

العثور على قطعتين أثريتين في الديوانية

متابعة – طريق الشعب

اعلنت وزارة الداخلية أول أمس الأحد ، عن عثور مفارز حماية الآثار والتراث في الديوانية على قطعتين أثريتين في موقع نيبور الأثري بقضاء عفك. وقالت الوزارة في بيان صحفي، أن المفارز عثرت على القطعتين خلال جولاتها التفتيشية، مبينة أن القطعتين عبارة عن جرّتين تعودان لفترتين زمنيتين مختلفتين.  وأوضحت أنه تم تسليم القطعتين أصوليا إلى مفتشية الآثار في الديوانية.

******************************************************

العمارة تحتضن مهرجان التراث النسوي الأول

 متابعة – طريق الشعب

احتضنت حدائق “متنزه النخيل” في مدينة العمارة، السبت الماضي، مهرجان التراث النسوي النوعي الأول، الذي أقامته الشعبة النسوية في مديرية شباب ورياضة ميسان.  المهرجان الذي حضرته شخصيات رسمية وثقافية، وجمع من العائلات، تضمن معارض للكتاب وبازارات للأعمال اليدوية والأدوات التراثية وفعاليات فنية، ساهمت فيها نساء وشابات من بنات المحافظة.  وفي سياق المهرجان جرى تكريم بطلة الرماية الدولية فاطمة عباس وهيب، والحكم الدولي في لعبة الوثب الطويل اسراء ستار.

************************************************************

جمعية التشكيليين تفتتح معرض «طبيعة عراقية»

متابعة – طريق الشعب

افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، مساء السبت الماضي على قاعة مقرها في بغداد، معرض “طبيعة عراقية” 2024، بحضور جمع من الشخصيات الفنية والثقافية ومتابعي المشهد التشكيلي.  شارك في المعرض 60 فنانا وفنانة من مختلف المحافظات، عرضوا لوحات جسدوا فيها مناظر طبيعية من مناطقهم، وفق أساليب فنية متعددة.  وحظيت اللوحات بإعجاب العديد من الزائرين. إذ رأى البعض أن المعرض يطرح تجارب إبداعية مهمة.  هذا ويستمر المعرض فاتحا أبوابه أمام الزائرين، حتى يوم 1 تموز المقبل.

******************************************************

يوميات

  • ينظم الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، هذا اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان «لغة الأوساط الثقافية في المواقع الالكترونية»، يديرها د. صالح الصحن.

تبدأ الجلسة في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • يضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، السبت المقبل، د. أحمد الزبيدي، ليلقي محاضرة بعنوان «الفحولة النقدية حول نازك الملائكة».

المحاضرة التي من المقرر أن يديرها د. عمار المسعودي، تبدأ في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس. 

***********************************************************

في باريس حفل تكريم للشاعر شوقي عبد الأمير

باريس – طريق الشعب

دعا رئيس معهد العالم العربي في باريس، جاك لانغ، إلى حضور حفل تكريم مدير المعهد الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، ومنحه “وسام الفارس” في الفنون والآداب، وذلك يوم الجمعة 28 حزيران الجاري في العاصمة الفرنسية.

وكانت وزارة الثقافة الفرنسية قد اختارت الشاعر عبد الأمير شخصية العام 2023 الثقافية في فرنسا، وقررت منحه “وسام الفارس” في الفنون والآداب.

ووقتها قالت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك مخاطبة الشاعر العراقي: “لقد اختارت بلادنا تكريمكم لمساهماتكم في نشر الفنون والآداب في فرنسا والعالم العربي”، وأضافت أن “هذا التكريم يهدف إلى مكافأة الشخصيات التي تميزت بإبداعها في ميادين الثقافة، وبدعمها ونشرها المعارف والمؤلفات التي تشكل ثروة في موروثنا الثقافي”.

***********************************************************

أمسية شعرية – فنية في مقر شيوعيي البصرة

البصرة – ماجد قاسم

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة بالتعاون مع “ملتقى المعرفة” للثقافة والفنون، الخميس الماضي، أمسية شعرية – فنية، وذلك على شرف الذكرى الـ90 لميلاد الحزب.

الأمسية التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم. فيما أدارها الشاعر محمد الحمداني.

وخلال الأمسية قرأت الشاعرات إيثار محسن وسرى حداد وشذرة العنود والشاعر عدي الخزاعي، قصائد منوعة. فيما قدم الفنانان كريم البزوني وحسين فالح، عزفا وغناء.

كذلك عرض الفنان رحيم الدهينم لوحتين فنيتين أنجزهما بالأسلاك الحديدية.

وقبيل الختام قرأ الشاعر عبد السادة البصري قصيدة يحيي فيها رفاق الحزب في مناسبة العيد الـ90.

*********************************************************************

العثور على قطعتين أثريتين في الديوانية

متابعة – طريق الشعب

اعلنت وزارة الداخلية أول أمس الأحد ، عن عثور مفارز حماية الآثار والتراث في الديوانية على قطعتين أثريتين في موقع نيبور الأثري بقضاء عفك. وقالت الوزارة في بيان صحفي، أن المفارز عثرت على القطعتين خلال جولاتها التفتيشية، مبينة أن القطعتين عبارة عن جرّتين تعودان لفترتين زمنيتين مختلفتين.  وأوضحت أنه تم تسليم القطعتين أصوليا إلى مفتشية الآثار في الديوانية.

*************************************************************

العمارة تحتضن مهرجان التراث النسوي الأول

 متابعة – طريق الشعب

احتضنت حدائق “متنزه النخيل” في مدينة العمارة، السبت الماضي، مهرجان التراث النسوي النوعي الأول، الذي أقامته الشعبة النسوية في مديرية شباب ورياضة ميسان.  المهرجان الذي حضرته شخصيات رسمية وثقافية، وجمع من العائلات، تضمن معارض للكتاب وبازارات للأعمال اليدوية والأدوات التراثية وفعاليات فنية، ساهمت فيها نساء وشابات من بنات المحافظة.  وفي سياق المهرجان جرى تكريم بطلة الرماية الدولية فاطمة عباس وهيب، والحكم الدولي في لعبة الوثب الطويل اسراء ستار.

***********************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • ايمان الهاشمي مليون دينار عراقي و800 دولار أمريكي.
  • وليد عليوي اسماعيل (ابو عيسى) 500 ألف دينار عراقي.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

********************************************************

ليس مجرّد كلام.. وتستمرّ التظاهرات والاحتجاجات ..

عبد السادة البصري

 هل تساءل أحد من المسؤولين والسياسيين مع نفسه يوماً : لماذا لم تنقطع التظاهرات والاحتجاجات منذ سنوات وحتى هذه اللحظة ؟!

ومن يتأمّل في السنوات المنصرمة والأيام الحاليّة باحثاً عن السبب ، بالتأكيد سيجد أن هناك أسباباً كثيرة تخبو وتظهر غيرها ، اذا لم نقل أنها مزمنة لم يعثر على أي حلّ لها ولا بارقة أمل في معالجتها ، بسبب  التخبّط والعشوائية في اتخاذ القرارات، وقبل كل شيء بسبب المحاصصة التي شرعنت الفساد وفتحت الأبواب على مصاريعها للنهب والخراب والبطالة والمحسوبية وانتشار المخدّرات، التي ستودي بالبلاد الى نفق داكن الظلمة والى ضياع الشباب.

كل عام يتخرّج الآلاف من أبنائنا الطلبة من الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية ، اضافة لمَنْ هم بلا عمل أصلاً من العاطلين الذين لم يكملوا تعليمهم ، ولا ننسى اصحاب الشهادات العليا الذين أفنوا العمر في البحث والدراسة كذلك.

هؤلاء وغيرهم بحاجة الى تعيين في دوائر الدولة أو ايجاد حل لما يعانون من شظف العيش والبطالة والتسكّع التي ستودي ببعضهم الى الانحراف والانجرار وراء أمور لا تحمد عقباها. ولكن اذا لم يجدوا آذاناً صاغية وضمائر صاحية تأخذ بأيديهم الى الطريق السليم وتجعلهم فاعلين في المجتمع من خلال ايجاد فرص عمل لهم ، ودراسة آلية تعيينهم ليكونوا بناة مستقبل البلاد، فسيضيعون حتماً أو يبحثون عن كوة أمل في حل من خلال طرح مطاليبهم وشكواهم بالتظاهرات والاحتجاجات، التي تصل في بعض الاحيان الى المصادمات مع القوات الأمنية، حين تقابل تظاهراتهم بالعنف وكأنهم مجرمون مخرّبون للأسف ، حيث ينظر لهم المسؤول بعنجهية ولا مبالاة، ما يجعلهم عرضة للضرب والمطاردة وما يتمخّض عنهما من أمور مؤسفة حقاً !!

هؤلاء ابناؤنا ومستقبل وطننا ، علينا أن نقف متأملين حياتهم منذ أن دخلوا المدرسة الابتدائية وصولاً الى التخرّج الجامعي ، وندرس طموحاتهم وما هو مترتّب وواجب علينا تجاههم، ولاعطائهم الفرصة ليبنوا حياتهم ويكونوا رجالا فاعلين في هذا  البلد. وعلينا ألا ننسى أبداً أن البلدان تُبنى بعقول وسواعد أبنائها، فاذا ضاع هؤلاء الابناء ضاع البلد حتماً.

لهذا يجب أن تكون هناك حلول حقيقية ناجعة ومدروسة بشكل واعٍ، لمعالجة مشاكلهم المزمنة والمتزايدة يوماً بعد آخر، وانهاء معاناتهم وقلقهم ازاء حاضر بائس وخوفهم من مستقبل مجهول، وبالتالي استمرار تظاهراتهم ومطالباتهم .

وعلينا أيضا أن نجد حلاً لأزمات البطالة ومشاكل السكن والكهرباء والماء والسلاح المنفلت وتردي الخدمات في شتى مجالاتها، وتفشّي المخدّرات وانتشار المحتوى الهابط من الفاشنستات والبولوكرات، وما شابهها من أمور تعكس بؤس ما نعيش فيه من خراب وضياع .

التظاهرات والاحتجاجات لم ولن تنتهي ما بقي الحال على ما هو عليه ، بل ستزداد وتتفاقم وبالتالي نقف عاجزين أمام الغضب الجماهيري.

ومن الممكن تماما أن تُرتكب حماقة استخدام السلاح واسقاط ضحايا، كما حدث في انتفاضة تشرين وما تلاها من جرائم بحقِّ الشباب، المطالبين بأبسط حقوقهم في وطن ولدوا حالمين بالعيش سعداء فيه.