اخر الاخبار

الصفحة الأولى

ناشطون يدعون الى حماية شاملة وفعالة لها.. الطفولة في العراق.. إهمال دائم واضطهاد أسري يهددان مستقبلها

بغداد ـ طريق الشعب

يعد الأطفال اكثر الشرائح السكانية تأثرا بما تواجهه البلاد من أزمات وتحديات أمنية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية وصحية، الامر الذي جعل هذه الشريحة تفقد حقوق طفولتها، وزُجَّ بها ضمن القوى العاملة، أو في الصراعات الأسرية، وسط جهل مجتمعي وإهمال حكومي مستديم لقطاعات التعليم والصحة والرفاهية الخاصة بهم، طبقا لأحاديث باحثات في شؤون الطفولة.

ويحتفل باليوم العالمي لحماية الأطفال في 1 حزيران منذ عام 1950.

أطفالنا.. معيلو أسرهم

وفي هذا الصدد، قالت الأكاديمية في مجال علم النفس التربوي  د. ايناس هادي: «اننا في اليوم العالمي للطفل، نحتفى به بجميع الأطفال حول العالم، والطفل العراقي بشكل خاص، كما نسلط الضوء على حقوقه وأحلامه واحتياجاته»، مؤكدة ان «من واجبنا أن نضمن لهم بيئة آمنة وصحية، تتيح لهم النمو والتطور بشكل سليم. يجب أن نتذكر أن الاستثمار في الأطفال هو استثمار في مستقبل البشرية».

وأضافت قائلة لـ»طريق الشعب»: إنّ «الطفل العراقي اليوم يواجه العديد من التحديات الصعبة، بعد سنوات من الصراعات والاضطرابات. حيث انه يعاني تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة تؤثر على حياته اليومية ونموه السليم»، مبينة ان «من أبرز المشاكل التي يواجهها الأطفال العراقيون هو الفقر، نقص التعليم، وسوء الخدمات الصحية. كما أن العديد من الأطفال يعانون من آثار نفسية، نتيجة العنف والنزوح المتكرر».

وفصّلت هادي الحديث عن هذه التحديات قائلة: إن «الفقر والبطالة أهمها، حيث تعاني الكثير من العائلات العراقية من الفقر، ما يضطر الأطفال للعمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، وهذا هو أحد أبرز أسباب تسرب الأطفال من الدراسة. ومن جانب آخر هناك عنف ونزاعات مسلحة، تؤثر بشكل مباشر على الأطفال، ما يعرضهم لخطر الإصابة أو حتى الموت».

وأردفت أنه «برغم الجهود التي تبذل، لكن لا يزال هناك نقص في الوصول إلى التعليم الجيد والبيئات التعليمية الآمنة. كذلك الحال بالنسبة للصحة، حيث نقص الرعاية الصحية والظروف المعيشية السيّئة، التي تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة للأطفال العراقيين».

ونبّهت هادي إلى عدة مخاطر محدقة بالأطفال تتمثل «بالإتجار بهم. للأسف، يعد الاتجار بالأطفال واستغلالهم من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الأطفال العراقيون»، موضحة ان «اشكال هذا الاستغلال تشمل العمل القسري، التسول، وحتى في الأعمال الإجرامية. العديد من الأطفال العراقيين يضطرون للعمل في أعمال شاقة لا تناسب أعمارهم، ما يؤثر على صحتهم ونموهم النفسي والجسدي».

عنف.. استغلال.. اتجار

من جهتها، حددت الصحفية ريا الخفاجي مجموعة من المشاكل التي تحوم حول الطفولة في البلاد، أهمها ضعف البيئة القانونية الخاصة بهم، مؤكدة ضرورة إقرار قوانين وتشريعات تحمي حقوقهم وتراعي مصلحتهم بالدرجة الأساس.

وقالت الخفاجي في حديث مع «طريق الشعب»، انه «يجب ان تتوفر بيئة قانونية تدعم الأسرة والطفل على وجه الخصوص، عن طريق مناهضة العنف داخل الأسرة، عبر تشريع قانون مناهضة العنف الأسري، للحد من هذه الظاهرة التي بدأت تأخذ مساحة ومدى كبيرا».

وأضافت قائلة: إنّ «السلطة التشريعية لا تفهم دورها بالشكل الكافي، حيث إنها وحتى اللحظة تمتنع عن تشريع هذا القانون برغم أهميته ولأسباب عدة معروفة، بدفع من القوى السياسية المتنفذة، التي تقف بوجه تشريعه برغم ان القانون يدعم الأسرة».

ولفتت إلى أن «التشريعات القانونية تستغل وتشوه أي موضوع يخص الطفل والمرأة في البلاد، إضافة إلى ذلك نشهد أيضاً التلويح بمسودات قانونية مثل الإصرار على تعديل المادة 57، وتهديد العديد من الناشطات في هذا المجال، اللواتي صرحن بالضد من هذا التعديل. وبرغم الرفض الواسع لهذا التعديل إلا أن أحزاب السلطة تدفع وتقف مع هذا التعديل الذي يعمّق المشكلة، لا يحلها».

وأشارت إلى ان «المشاكل الأسرية على مرأى ومسمع الطفل، والناجم أغلبها عن الفقر، وسط عدم توفر فرص عمل جيدة للأب أو الأم، حتى يتمكنوا من تربية طفل محصّن من أية عقد نفسية. ولهذه الأسباب نفسها يتم زج الأطفال في سوق العمل بسن مبكر ويتعرضون الى عنف وتعسف في الشارع».

قوانين معطلة

أمّا الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل د. طاهرة داخل، فتجد أنّ «الدولة التي تراعي وتضع مصلحة حماية وحقوق الطفل في مقدمة اولوياتها، وتكرس قوانينها وادواتها لحمايته، ستغدو دولة ذات شأن كبير. وهذا مفهوم حقيقي ونظرية لبناء الانسان».

وفيما إذا كان النظام السياسي قد حمى الطفولة، تعتقد داخل في حديثها لـ»طريق الشعب»، أن هناك الكثير من القوانين التي تحمي الطفل لكنها لا تزال تنتظر التشريع حتى الان في مجلس النواب، بضمنها قانون العنف الاسري، الذي لم يشرع حتى اللحظة برغم انه موجود بين أروقة البرلمان منذ العام 2011.

وتضيف قائلة إن «الحال ذاته بالنسبة لقانون رعاية الطفولة، الذي اهمل بالكامل، بينما تضمن مواده وبنوده الحماية والوصاية المؤسساتية على الطفل، وإبعاده عن العنف والإساءة والاستغلال، والحفاظ على صحته وتعليمه ومطبوعاته الأدبية وتنمية مهاراته ومواهبه».

وتشير إلى أنّ «قانون هيئة رعاية الطفولة هو الآخر لم يشرع بعد، فهذه الهيئة تعد النواة المهمة في وزارة العمل، وتنضوي فيها 11 وزارة، إذ تهتم بمختلف المواضيع التي تخص الطفل العراقي ومتعلقاته. وفيه الكثير من الحماية القانونية للشخصية المعنوية والأصيلة للطفل العراقي».

وأشارت الى ان هناك ضعفا في تفعيل وتطبيق القوانين الموجودة، مثل: «قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969، ففيه الكثير من المواد التي تصب في مصلحة الطفل، والتي لو فعلت وطبقت بالشكل الصحيح، فستكفل حماية الطفل. وفي ذات الوقت هناك ايضا جهل لدى الناس بمعرفة القانون وحقوقهم».

*****************************************************************

لنحافظ على متنزه الزوراء ونطوّره كمتنفس حيوي لأهالي بغداد

رائد فهمي

يبدو ان هناك مشاريع يجري تداولها لتحويل اجزاء من متنزه الزوراء إلى مشاريع استثمارية.

والمتنزه كان قد تعرض إلى الإهمال، ولم ينفذ سوى نصف تصميمه الأساسي. كما تعرض للضرر بسبب «الاستعمال الجائر» من قبل الجمهور، حسب تعبير المعمار والأكاديمي موفق الطائي، وانعدام الصيانة الدورية، وبناء أكشاك لا تنسجم مع جمالية المنتزه وتصميمه الاساسي.

 ومؤخرا نبّه مختصون الى انه تم القضاء على الفضاءات الخضراء في المتنزه خلافا للتصاميم الأساسية، إضافة إلى القرار غير المدروس باقتطاع حوالي ثلث الزوراء لإقامة المبنى الجديد للمتحف العراقي. فاذا ما نفذ هذا المشروع، فسيكون على حساب المساحات الخضراء المتبقية، كما سيترك أثره السلبي على الأجزاء الأخرى للزوراء، لان تصميم المتنزه يتناول مساحته بصورة متكاملة.

من جانب آخر، سبق ان خصصت في منطقة الارضروملي ارض لإقامة المتحف، وهي مناسبة اكثر لكونها ملاصقة للمتحف القديم، ولأن الأرض في المنطقة مهترئة وبحاجة إلى تطوير، بعكس ارض متنزه الزوراء.

ويجدر التذكير بان معظم المتنزهات في البلديات الأربع عشرة التي تتكون منها بغداد، تمت تصفيتها. ويبدو ان دور الزوراء جاء الآن، ما يستدعي العمل في المستويين الرسمي والشعبي على مراجعة وإيقاف تنفيذ مثل هذه المشاريع والتوجهات، حفاظا على ما تبقى من البيئة الحضرية، ولحماية المناطق الخضراء من زحف الاستثمار العقاري، الباحث عن الربح قبل أي شيء آخر.

***********************************************************

راصد الطريق.. الكهرباء .. 12 ساعة انقطاع والصيف في اوّله!

لم يمض يومان على الايعاز لوزارة الكهرباء باستنفار جهودها استعدادا لذروة الصيف، والتنبيه الى أن سكوت المسؤول عن الخلل في المنظومة يعد تخريباً متعمداً، حتى تهاوت ساعات التجهيز إلى 12 ساعة يومياً وحتى اقل! 

كأن الكهرباء أخذت اجازة بعد سويعات من إعلان افتتاح وتشغيل 200 محطة لفك الاختناقات في شبكات الطاقة، وعن حزمة مشاريع ثانية تمنى المواطنون ان تنقذهم من لهيب الصيف.

لكن ما هي أسباب هذا التراجع، وتصاعد نذر جهنم القيظ اذا بقي الوضع على حاله؟

 صُرف 84 مليار دولار واكثر على القطاع منذ 2003، والكهرباء تراوح مكانها وقد تتراجع.

ولا أمل في تحسن الحال ما دمنا نعتمد على الغاز المستورد وعلى الطاقة المستوردة والتي لها كما يبدو حساباتها الخاصة!

فمتى يقتنع المسؤولون بان ملف الطاقة لا يقل أهمية عن بقية الملفات السيادية، كونه يمس حياة الناس الذين سئموا من الوعود الزائفة.

مثلما سئموا إلقاء كل حكومة مسؤولية تردي حال الكهرباء على الحكومة التي سبقتها، فيما كلها ومنذ ٢٠٠٥ تغرف وتغرف من المنهج ذاته ولا تشبع او تغيّر!

************************************************************

تظاهرة مرتقبة لموظفي الشركات النفطية

بغداد ـ طريق الشعب

وكشف عدد من موظفي القطاع النفطي في البصرة، عن توجههم للخروج بتظاهرات اليوم الأحد، بسبب تضمن موازنة 2024 فقرات «تمس برواتبهم واستحقاقاتهم»، ووجود سعي لجعل الشركات النفطية «خاسرة».

وقال عدد من منظمي التظاهرة، إن» هناك حراكًا شعبيًا من اعضاء مجالس ادارة الشركات النفطية والموظفين للتظاهر اليوم، بعد محاولات للنيل من الاستحقاقات واجبة الدفع للموظف النفطي»، مبينين أنهم «لن يسمحوا باستهداف ارزاق عوائلهم والسعي لجعل الشركات النفطية خاسرة بحجة تعويض مبالغ مالية لدعم مشاريع الحكومة الاتحادية من جسور وغيرها، وان القرار لن يمر في تصويت البرلمان يوم الاثنين المقبل».

************************************************************

الصفحة الثانية

العراق يحقق الاكتفاء الذاتي في محصول الحنطة

بغداد ـ طريق الشعب

اعلنت وزارة التجارة، امس السبت، تحقيق الاكتفاء الذاتي لمحصول الحنطة للموسم 2024 من خلال الكميات المسوقة من المزارعين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة محمد حنون، في بيان إن “الموسم التسويقي لمحصول الحنطة 2024 يحقق اهدافه من خلال كميات القمح المسوقة من الفلاحين والمزارعين التي ستسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على المنتج الوطني، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي العراقي”.

وأضاف أن “عمليات التسويق واسعة النطاق مستمرة في محافظات الموصل وكركوك وديالى، فضلاً عن محافظات أخرى، في حين بدأت تتضاءل عمليات التسويق في المحافظات الوسطى والجنوبية بعد استكمال عمليات تسليم المحصول حسب إحصائيات وزارة الزراعة خلال الموسم الزراعي”.

وتابع حنون، قائلاً إن “نجاح عمليات التسويق وحصر المخالفات التي حصلت في مواسم سابقة أسهم في إبداء التسهيلات كافة للمزارعين بما يحقق الاكتفاء الذاتي، و الذي أسهم في دخول العراق كدولة منتجة لمحصول الحنطة، الذي تشكل اولوية استراتيجية في تحقيق الأمن الغذائي”.

هذا وافتتحت خلال الأسبوع الماضي، الشركة العامة لتجارة الحبوب في وزارة التجارة ساحة “روفيا”، بمحافظة نينوى. فيما سلّمت أولى كميات الحنطة المسوقة، وذلك في سياق السعي لزيادة الطاقات الخزنية في المحافظة.

كما سبق ان توقعت وزارة التجارة، وصول الكميات المستلمة خلال الموسم التسويقي الحالي إلى 7 ملايين طن.

*******************************************************

تظاهرة مرتقبة لموظفي الشركات النفطية احتجاجات غاضبة في البصرة والمثنى

بغداد – طريق الشعب

شهدت محافظة البصرة خلال اليومين الماضيين، تظاهرات ووقفات احتجاجية لموظفي ديوان المحافظة وشركة توزيع كهرباء الجنوب وجامعة البصرة والخريجين، فيما يعتزم عدد من موظفي القطاع النفطي داخل المحافظة الخروج اليوم الأحد بتظاهرة كبيرة، رفضا لوجود فقرات في موازنة 2024 «تمس رواتبهم واستحقاقاتهم».

وفي المثنى، احتجت نقابة المعلمين على استقطاع مبالغ من رواتب المدرسين.

تظاهرة بصرية متوقعة

وكشف عدد من موظفي القطاع النفطي في البصرة، عن توجههم للخروج بتظاهرات اليوم الأحد، بسبب تضمن موازنة 2024 فقرات «تمس برواتبهم واستحقاقاتهم»، ووجود سعي لجعل الشركات النفطية «خاسرة».

وقال عدد من منظمي التظاهرة لوكالات الأنباء، إن» هناك حراكًا شعبيًا من اعضاء مجالس ادارة الشركات النفطية والموظفين للتظاهر اليوم، بعد محاولات للنيل من الاستحقاقات واجبة الدفع للموظف النفطي»، مبينين أنهم «لن يسمحوا باستهداف ارزاق عوائلهم والسعي لجعل الشركات النفطية خاسرة بحجة تعويض مبالغ مالية لدعم مشاريع الحكومة الاتحادية من جسور وغيرها، وان القرار لن يمر في تصويت البرلمان يوم الاثنين المقبل».

موظفو ديوان المحافظة

وفي البصرة أيضا، خرج العشرات من موظفي ديوان المحافظة في تظاهرة غاضبة أمام مبنى الديوان وطالبوا بمقابلة المحافظ أسعد العيداني الذي وافق في وقت سابق على توزيع قطع أراض سكنية عليهم، وتخصيص المقاطعة السكنية رقم (55) لهم، لكن الروتين الاداري والاجراءات بين الدوائر المعنية لم تسفر عن اية نتائج ايجابية رغم مرور ثمانية أشهر بحسب ما أفادوا.

وقال أحد الموظفين الذين شاركوا في الوقفة، أنهم «يعانون من عدم تعاون دوائر البلدية والتسجيل العقاري على الرغم من المراجعات المستمرة بهذا الشأن»، مبينا ان حضورهم امام دار الاستراحة «يأتي لاطلاع المحافظ على هذه التفاصيل من اجل اتخاذ قرار يضمن حصولهم على حقوقهم».

منتسبو كهرباء الجنوب

من جانب آخر، تجمع العشرات من منتسبي شركة توزيع كهرباء الجنوب في البصرة في محيط ساحة الزعيم عبد الكريم قاسم، مطالبين بتوزيع اراض سكنية عليهم، وصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة.

وأفاد المحتجون لوسائل الإعلام، بأنهم «موظفون على الملاك الدائم منذ عام 2006 ولغاية 2024 ولم يشملوا باستلام أي قطع سكنية، بالإضافة إلى عدم احتساب الساعات الإضافية لهم». وبيّن المتحدثون أنهم «يعانون من التهميش وعدم الرد على مطالبهم من أي جهة كانت، سواء من وزارة الكهرباء أو نواب المحافظة، رغم أن عددهم يبلغ 30 ألف موظف».

تظاهرة أمام رئاسة جامعة البصرة

وفي الأثناء، احتج موظفو جامعة البصرة على تأخر صرف رواتبهم وطالبوا بمخصصات الخطورة والأراضي السكنية أيضا.

وتجمهر عدد منهم أمام مبنى رئاسة الجامعة رافضين التأخر بصرف رواتبهم منذ أكثر من 45 يوما وهي مدة قابلة للزيادة، فضلا عن عدم اضافة الفروقات للمنتسبين المستحقين.

وفي تصريحات صحفية، أكد الموظفون حقهم باستلام قطع الأراضي السكنية منذ 5 سنوات، لكن الجهات المعنية لم تلتفت اليهم. وفيما تلقي الجامعة الأمر على عاتق الحكومة المحلية، تقوم الأخيرة بنفس الأسلوب والمتضرر الأكبر والضحية هو الموظف.

وطالب المحتجون رئاسة الجامعة بالنظر في معاناتهم ووضع الحل الأمثل للمشاكل التي تواجه المنتسبين، لافتين إلى أن عددهم يبلغ 3700 موظف.

خريجون يطالبون بفرص العمل

هذا ونظم عدد من الخريجين من كافة الاختصاصات تظاهرة أمام مجلس محافظة البصرة، مطالبين بالاستثناء من الدرجات الوظيفية أسوة بباقي المحافظات بعد «الوعود التي تلقوها من رئيس الوزراء في زيارة الأخيرة للمحافظة».

وشدد المحتجون على أنهم سيستمرون بالتظاهر، وقد يلجأون إلى الاعتصام المفتوح لحين تحقيق المطالب.

استقطاع مالي من رواتب التربويين

واحتجت نقابة المعلمين في محافظة المثنى على قيام مديرية التربية باستقطاع مبالغ مالية من رواتب الكوادر التدريسية، معتبرة هذا الاستقطاع «غير قانوني» تحت أي شكل من الأشكال.

وقال عدد من أعضاء النقابة في تصريحات صحفية، إن «مديرية التربية قامت باستقطاع مبالغ متفاوتة من جميع المدرسين والمعلمين، وإن بعض تلك المبالغ وصلت إلى 150 ألف بحجة الضريبة ورسم الطابع»، مبينين أن «احتجاجهم يستند على قرارات حكومية سابقة تمنع أي استقطاع من رواتب الموظفين إلا بتشريع قانوني من قبل مجلس النواب».

**************************************************************

بيان رابطة المرأة العراقية .. بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل حزيران 2024

على امتداد السنوات الماضية ازدادت ممارسات العنف الموجهة ضد الأطفال في العراق بطريقة ملفتة للانتباه وأصبحت الأسرة التي تعتبر الملاذ الآمن للطفل هي البيئة الاولى التي يتعرض فيها للعنف بأشكاله المختلفة، ما يثير تساؤلات عن فاعلية وجود تشريعات لحماية حقوق الطفل ضمن القوانين العراقية وبيان أوجه التقصير فيها ، وعن دور التغييرات التي شهدها المجتمع في السنوات الأخيرة والتي أدت إلى ارتفاع مؤشرات تفكك البناء الأسري بطريقة جعلت الطفل ضحيّة، ولازالت المؤشرات مخيفة على الرغم من اطلاق حكومة العراق وبالتعاون مع اليونيسف الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة في 26 أيار 2023. والتي تعتبر نهجًا شاملاً متناسقا لتنمية الطفولة المبكرة يعترف بالمراحل المختلفة في تنمية الطفل، ويُحمل السلطات المعنية ومقدمي الخدمات والمجتمعات مسؤولية تأمين احتياجات الأطفال الصغار، وتعزيزها وحمايتها.

يحتلّ العراق المرتبة 61 من أصل 163 بلدًا في مؤشر اليونيسف عن مخاطر المناخ على الأطفال. وتم تصنيفه حسب تقرير الأمم المتحدة للبيئة العالمية رقم (GEO-6) باعتباره خامس دولة معرضة لنقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى، ويتوفى 25 طفل من بين 1000 مولود قبل بلوغ الخامسة ويرتفع المعدل الى الثلث في الاسر الاكثر فقراً بالمقارنة مع اغناها، و46% من الاطفال لايكملون الدراسة الاعدادية‘ في حين 1 من كل 10 فتيات لاينتقلن من المدرسة الابتدائية الى الثانوية، بينما تفتقر 50% من المدارس العراقية الى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية الاساسية، وهناك 81% من الاطفال دون السن 14 يتعرضون الى الانضباط العنيف، و 7% من الفتيان والفتيات الذين تتراوح اعمارهم بين 5 – 17 سنة منخرطين في عمالة الاطفال، وتم تسجيل 200 انتهاك جسيم بحق الاطفال في غالبيتها ادت الى الوفاة، ويعيش حوالي طفل واحد من كل طفلين في فقر متعدد الابعاد، وهذه المؤشرات تدعو الى وضع حقوق الطفل العراقي في أولوية اهتمامات الدولة.

رابطة المرأة العراقية وعلى المستوى الوطني والمحلي تؤكد ان على الدولة أن تتبع الممارسات الفضلى بالاعتماد على وثيقة سياسات موحدة لحماية الطفل ومضاعفة آليات الوقاية لخلق مجتمع متوازن، وأهمية وسائل التوعية عبر الاعلام ومنظمات المجتمع المدني والتي تلعب دور الشريك الاستراتيجي في التعريف بالحقوق والتربية الأسرية، وشمول المناهج الدراسية على حقوق الانسان والطفل تحديدا في المدارس الابتدائية والثانوية، لتوعية الطلاب واستحداث المكتبات المدرسية ليمارس الأطفال المطالعة لتنمية مداركهم، وانشاء صندوق للشكاوى للأبلاغ عن الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال في مديريات حماية الاسرة وعدم الاستهانة بأية حالة، والاهتمام بالصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، وضرورة تدريب المعلمين والطلبة والمجتمع على معرفة حالات العنف الجنسي والقضاء عليها، والحث على مبدأ العدالة في التعامل بين الأولاد والبنات، وتعزيز ثقة الفتيات بأنفسهن وبقدراتهن عبر التشجيع والدعم ، والعمل على الاهتمام بالبنى التحتية وتوفير الاجواء الدراسية الصحيحة واتباع الأساليب التوجيهيّة التي تُركّز على سلوك الطالب ونتائجه ، واعتماد دليل إرشادات لحماية الأطفال من المخاطر في سياقات اللجوء والنزوح الداخلي، وتفشّي الأمراض المعدية والمخدرات ومواجهة خطر الفقر والمناخ.

وعلى المستوى الاقليمي نواصل تضامننا مع القضية الفلسطينية ونطالب دول المنطقة العربية والعالم بايقاف الحرب الوحشية وجرائم الابادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني على قطاع غزة ورفح واجزاء مختلفة من فلسطين والتي راح ضحيتها حتى الان اكثر من 15239 طفل شهيد ، 17000 طفل يعيشون بدون والديهم أو احدهم ، بالاضافة الى الآف الاطفال النازحين وغيرهم من الجرحى والمصابين بامراض معدية نتيجة النزوح، والاسراع بتقديم كل اشكال الدعم الصحي والغذائي والخدمي، لقد حان الوقت لأيقاف العنف والانتهاكات في فلسطين ومحاسبة مسببيه وحماية الاطفال ووقايتهم من مخاطر الانتهاكات في العراق وكل العالم.

رابطة المرأة العراقية

الاول من حزيران 2024

*************************************************************

اضاءة.. نذير شؤم 

محمد عبد الرحمن

يلاحظ في الفترة الأخيرة اتخاذ إجراءات من شانها تقليص الهامش الديمقراطي، وتقزيم الحريات، وتضييق مساحة المشاركة في اتخاذ القرار، وفرض الامر الواقع على طريقة “ تريد ارنب اخذ ارنب .. تريد غزال اخذ ارنب “، والامعان في تشظية النسيج الوطني العراقي. وامتد الامر الى مساع لفرض نمطية واحدة على الجميع بعكس الدستور، الذي تؤشر مواده بوضوح التعددية القومية والدينية والمذهبية في المجتمع، فيما يجري فرض قوانين تخل وتتقاطع مع فقرات من المادة الدستورية الثانية.

هذا المنحى الشديد الوضوح الآن بشان خطوات ممنهجة للانفراد بالسلطة بوسائل متعددة، من فرض القوانين مرورا بالتعليمات والتوجيهات الى احتكار المناصب، ليس الأساسية منها وحسب بل وحتى الوظائف العادية في مؤسسات الدولة، سيقود مهما قيل واعلن الى تشديد  قبضة نمط حكم اقلية، يحصر بيده كل السلطات ويهيمن على المال والسلاح والاعلام، ويحتكر القرار السياسي والاقتصادي والأمني .  

وعندما يذهب الحديث الى التعددية بمعناها الاشمل، ويمتد الى التعددية الفكرية والسياسية، فالامور تبدو “ أقمش “، ويبرز بجلاء التهميش والاقصاء. ومن وسائل تحقيق ذلك اعتماد منظومة انتخابية  تفرض موازين قوى على الأرض، تقلص باستمرار مساحات التعددية والمشاركة الفعلية في إدارة شؤون البلد. والحال ان المتضرر الأكبر هو القوى المدنية والديمقراطية، والحياة المدنية في العراق بكل تجلياتها، والمزيد من العقبات الجدية في طريق  بناء نظام ديمقراطي حقيقي

 وواضح اننا امام فهم قاصر وغريب للديمقراطية، التي يحرص المتنفذون على ان تكون باتجاه واحد، بما يعزز الهيمنة والنفوذ والاحتكار. والنتيجة هي دولة اللادولة، وغياب المؤسسات، وتماهي السلطات، بل ووصولها حالة من التخادم المتبادل. ومن شأن ذلك أيضا بروز عدم القدرة على انفاذ القانون، وعدم شموله الجميع، وحتى إن نُفذ يكون أعرجا، تغلب عليه الاستثناءات .. وما اكثرها في وقتنا الراهن.

تساعد في ذلك اليوم هذه الوفرة المالية النسبية جراء ارتفاع أسعار النفط عالميا، والاعتماد عليها في مباشرة مشاريع خدمية لا تخلو من اهداف سياسية وانتخابية ودعائية. ولا شك ان كل هذا يجري مع استمرار سياسة التوظيف الزبائني، وعدم تنمية القطاعات الاقتصادية الإنتاجية، وانه سيشدد الطابع الريعي للدولة ويعمق مركزيتها، ويسهم في اضعاف المجتمع المدني.

وهذه الإشارات ليست بنت اليوم، انما عناصرها تراكمت على مدى سنوات سابقة، فيما هي ايضا ليست بمعزل عن تركة النظام الدكتاتوري المقبور، ولا عن الحصار الجائر الذي فرض على شعبنا، وعن الحرب والاحتلال واهتزاز منظومة القيم الأخلاقية والتدخلات الخارجية الفجة في شؤون وطننا، والتي  تتواصل بكل السبل وعلى قدم وساق. فيما يضاعف المتنفذون سلبياتها وتداعياتها، بدل السير بخطوات عملية للخلاص منها. فهم وجدوا فيها ضالتهم للسيطرة والتحكم، واستمرأوا نهج المحاصصة والتخادم المكوناتي، الذي اهتز قليلا أخيرا، وقد يكون ذلك مؤقتا، بفعل تغيرات سياسية وتزايد نزعات الاحتكار. ولا بأس في التغطية على كل ما يجري باسم الدين والمذهب والمكون، دون ان يعني ذلك استعدادا للتخلي عن هذا النهج الذي ثبت فشله، فهو بقرة حلوب للمتنفذين، المتشبثين بالسلطة.

قد يقول البعض ان ما ذكر أعلاه  يتنافى ويتقاطع مع التعددية في مجلس النواب وفي تركيبة الحكومة، وربما في مجالات أخرى. نعم هذا صحيح من حيث الشكل، ومعه يبرز السؤال الاتي : من يمتلك القرار الفعلي ومن القادر على اتخاذه وتطبيقه ؟ واذا كانت تراعى سابقا بعض الجوانب الشكلية في التوافق والمشاركة، او التظاهر بهما، فقد جرى تجاوزها ذلك في حالات عدة، وعلى المكشوف .

وهنا يتوجب التحذير المبكر من أن تضييق مساحة الديمقراطية، وفرض نزعة الاحتكار والهيمنة والامر الواقع، سيكون ضررهما واسعا وكبيرا على الوطن والمجتمع، وعلى  مختلف أطياف الشعب ومكوناته. انه بحق نذير شؤم للجميع.

وأخيرا يتوجب القول ان هذا ليس من القضاء والقدر في شيء، ولا من طبيعة الاحوال، وانما هو فعل فاعل، تحفزه المصالح الضيقة والانانية. لذا يتوجب تحشيد كل الطاقات والإمكانات، لدحر هذا النهج الخطر والمدمر وإلحاق الهزيمة به، قبل ان يتمكن ويطغي.

**********************************************************

الصفحة الثالثة

الصيدليات تتزاحم في كل مكان.. وطلبة الصيدلة قلقون على مستقبلهم المهني

بغداد – تبارك عبد المجيد

يزداد عدد الطلبة في كليات الصيدلة في مختلف مناطق البلاد، بينما تنتشر الصيدليات بشكل عشوائي في كل مكان، الامر الذي يثير قلق هؤلاء الطلاب حيال مستقبلهم المهني، معتقدين ان فرص العمل في مجال تخصصهم ستكون شحيحة.

تحذيرات

يقول نائب الأمين العام لنقابة الصيادلة، د. مصطفى الهيتي، إن «النقابة قد نبهت منذ عام 2019 بخصوص مشكلة زيادة عدد طلبة الصيدلة، وتم إرسال تقارير بهذا الشأن إلى رئاسة الوزراء. وعلى إثر ذلك، تم تشكيل لجنة برئاسة وزارة التخطيط، وعقدت أكثر من 11 اجتماعًا على مدار ثلاث سنوات، واتخذت قرارات رفعتها إلى رئاسة الوزراء»، مستدركا بالقول « لكن لم يتم تبني هذه القرارات على الرغم من اهميتها».

ويضيف الهيتي خلال حديث مع “طريق الشعب»، أن «الاتجاه نحو زيادة عدد الكليات الأهلية يعكس سياسة الدولة، وأن اللوم لا يقع فقط على وزارة التعليم العالي»، مشيرا الى ان «المشكلة لا تتعلق بأعداد خريجي اقسام الصيدلة بل في نوعية وجودة التعليم المقدم، حيث أن خريجي الصيدلة يعانون من نفس المشاكل التي تواجه خريجي الهندسة والزراعة وغيرها من التخصصات العلمية».

ويشدد على ضرورة التحرك لوضع معايير معينة في هذا الصدد، منبها إلى ان هناك «مناقشة تجري في البرلمان بشأن تحديد الأعداد التي تحتاجها وزارة الصحة وإجراء امتحان كفاءة للتخلص من المحسوبية».

ويبين، أن هناك العديد من الكليات الحكومية والأهلية التي لا تمتلك أساتذة متخصصين في العديد من الأقسام، ما يزيد من صعوبة الوضع التعليمي. كما يشير إلى وجود ضغوط سياسية من اجل فتح جامعات أهلية أو حكومية جديدة.

ويؤشر الهيتي عدم وجود انصاف في عملية توزيع الخريجين؛ حيث تتمركز 60 في المائة من الكوادر الطبية في بغداد، التي تشكل 23 في المائة من سكان العراق. بينما يفتقر باقي سكان المحافظات إلى الكوادر الجيدة.

ويختتم الدكتور الهيتي بالتأكيد على أن العراق يفتقر إلى «خارطة طبية صحيحة، مما يجعل من وضع خطة لرسم السياسة الطبية في العراق، حاجة ملحة».

قلق طلابي

يقول أحمد حمزة أحمد، طالب في قسم الصيدلة بإحدى الجامعات الاهلية ويعمل في صيدلية خاصة، أن «نقابة الصيدلة أعلنت سابقًا عن تجاوز عدد الصيادلة الحاجة الفعلية، ما يؤدي إلى غياب الحاجة إلى تعيين كافة الخريجين الجدد».

ويضيف أحمد في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، أن «غالبية الطلاب يتوقعون العمل كمندوبين طبيين أو في مشاريع تجارة دوائية». كما أشار إلى وجود أقسام في بعض المنظمات وشركات القطاع الخاص تستقطب خريجي الصيدلة، او العمل في مهن تبتعد عن الصيدلة تماماً.

ويشير إلى ان بعض الطلاب يعانون من قلة الحماس لمواصلة الدراسة من اجل الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه.

ويقدم حمزة نصيحة لطلبة لمرحلة الإعدادية بأن يتفقدوا بقية الأقسام الدراسية الأخرى، مشيرا إلى أهمية الخروج من قوقعة الدراسة المحصورة في المهن الطبية.

ويؤكد «وجود العديد من الصيدليات التي أصبحت تفوق الحاجة الفعلية في السوق، ما يجعل الوضع يحتاج إلى إعادة تقييم».

ويبلغ عدد الكليات الأهلية في العراق 70 كلية وجامعة، ويزداد الإقبال عليها سنوياً؛ ففي عام 2018 استقبلت نحو 21 ألف طالب، فيما وصل العدد عام 2021 إلى 179 ألفا، وان اغلب اقسامها ترتبط بالمهن الطبية.

وبسبب كثرة تلك الجامعات التي باتت تنتشر بين حي وآخر، أصبحت تعرف بـ «الدكاكين»، وبالرغم من أهميتها الا انها أصبحت نقمة على واقع التعليم في البلاد، حيث يترأسها شخصيات تمثل واجهات لأحزاب متنفذة تستهدف تحقيق الربح من تلك المشاريع، لا غير.

تغيير الاهداف

ويبلغ عدد كليات الصيدلة في العراق 57، منها 40 كلية أهلية، وهذا العدد لسكان لا تتجاوز نسبتهم الـ 45 مليون نسمة.

يقول الناشط في مجال التعليم علي حاكم: أن «الكليات الطبية في العراق تشهد تحولًا خطرًا يهدد مستقبل القطاع الصحي في البلاد. ويكمن الخطر في تزايد أعداد الطلبة الذين يلتحقون بهذه الكليات ليس بدافع خدمة المجتمع والحفاظ على حياة الناس، وإنما سعياً وراء فرص التعيين المركزي والحصول على وظائف».

ويضيف حاكم لـ «طريق الشعب»، أن «الهدف الأساسي من التعليم الطبي هو إعداد أطباء ومهنيين صحيين قادرين على التعامل مع حياة الناس بكل مسؤولية. إلا أن ما يحدث اليوم هو تحول في الهدف، حيث أصبحت الكليات تركز على ضمان التعيين بدلاً من تقديم تعليم نوعي. تجار التعليم استغلوا هذا الوضع وبدأوا فتح كليات طبية جديدة، تعد طلابها بوظائف مضمونة دون التركيز على جودة التعليم».

ويوضح أن «المشكلة بدأت في المعاهد والكليات ذات الاختصاصات الطبية الثانوية مثل التخدير والتحليلات. ومع تزايد أعداد الخريجين في هذه التخصصات، تقلصت فرص التعيين بشكل كبير. الآن، انتقلت المشكلة إلى مجالات مثل الصيدلة وطب الأسنان، حيث أصبح هناك فائض كبير من الخريجين الذين لا يجدون فرص عمل مناسبة».

ويتابع بالقول، أن «التعيينات المركزية، التي كانت من المفترض أن تسهم في توزيع عادل للوظائف، أثرت بشكل سلبي على وعي المجتمع. الأهل يدفعون بأبنائهم نحو الكليات الطبية بسبب المكانة الاجتماعية وفرص التعيين، ما جعل حتى العائلات المتوسطة والفقيرة تنظر إلى التعليم الطبي كاستثمار ناجح، بغض النظر عن الكلفة الباهظة أو التأثيرات السلبية على جودة التعليم».

ويستدرك بالقول أن «نتيجة لهذه السياسات، بدأت جودة التعليم الطبي في العراق تتدهور، ما أثر سلبًا على سمعة الشهادات الطبية العراقية في الخارج».

ويحمل حاكم الحكومة المسؤولية الكبرى عن هذا الوضع، حيث يجب عليها إعادة النظر في سياساتها التعليمية. كذلك، يقع جزء من المسؤولية على تجار التعليم الذين استغلوا هذا الوضع لتحقيق مكاسب مالية. وأخيرًا على العائلات التي دفعت بأبنائها نحو هذا الاتجاه دون النظر إلى العواقب طويلة الأمد».

*********************************************************

عين على الأحداث

غفلتنا وحرص الآخرين

دعت منظمة “التعليم” الدولية إلى بناء نظام تعليمي عام وعادل في العراق، يساهم في تمكين المعلمين والمهنيين التربويين، ويضمن احترامهم وتقدير جهودهم. واعتبرت المنظمة الأزمات والصراع المسلح والتحديات الاقتصادية، أسباباً جدية في تخلف التعليم بالبلاد مما أجبر 70 ألف معلم و700 ألف طالب على ترك التعليم والدراسة. وتوقع التقرير أن تشتد هذه المصاعب جراء نقص التمويل، حيث لم يخصص له سوى 5.7 بالمائة في الموازنة، مما سيزيد من اكتظاظ الفصول الدراسية وغياب المباني المدرسية والافتقار إلى إجراءات السلامة والموارد التعليمية الكافية، ودعا إلى التعاون مع نقابات المعلمين في العراق لإنقاذ البلاد من الكارثة.

بيش فالحين؟

احتل العراق المرتبة 68 من أصل 85 دولة في مستوى معيشة السكان حسب موقع “نامبيو” للإحصائيات للعام 2024، فسجل 29.4 نقطة، وهو ما يعتبر مستوى متدنيا جداً في جودة الحياة بالعالم. كما كشف الموقع عن تدهور في الخدمات الصحية، حيث حل العراق بالموقع 91 من أصل 94 دولة في نوعية الرعاية الطبية، وفي الموقع 80 من أصل 146 دولة بمؤشر الجريمة فسجل مؤشر سلامة لم يتعد 55.3 بالمائة. هذا ويبقى سؤال الناس مشروعاً عما إذا كانت الأبواق التي ما فتئت تطبل لمنظومة المحاصصة قد اطلعت على ذلك أم ان عطايا السلطان تغشي الأبصار وتعطل العقول.

حتى الهوه خربتوه

حل العراق في المركز الثاني بقائمة أعلى دول العالم تلوثاً لعام 2023 وفقاً لدراسة أعدتها شركة IQ Air السويسرية، وذلك بعد تضاعف تلوث هوائه من 39.6 إلى 80.1 ميكروغرام في المتر المكعب خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أي بما يعادل ثلاثين مرة أعلى من توصيات نقاوة الهواء التي حددتها منظمة الصحة العالمية. هذا وحدد المختصون أسباب تزايد هذا التلوث بعدم معالجة النفايات اليومية البالغة أكثر من 23 مليون طن وانتشار محارق النفايات قرب المدن وعدم وجود الطمر الصحي البيئي وعمليات استخراج النفط وحرق الغاز وانتشار المعامل وسط وقرب المدن مثل معامل الطابوق والإسمنت ومحارق المستشفيات.

إلى متى؟!

شهدت بغداد عدة حالات انتحار أقدمت عليها شابات في مقتبل العمر، ضمن مسلسل لا تبدو له نهاية حتى الآن، فيما علل مختصون هذه الظاهرة بتزايد نسبة الزواج المبكر للفتيات وتفاقم المشاكل العائلية جراء البطالة والفقر وغياب الخدمات الأساسية. وقد أشارت التقديرات إلى أن هذه الأسباب تقف أيضاً وراء ارتفاع حالات الطلاق، خاصة بين العائلات حديثة التكوين. هذا ورغم تكرار مطالبات الناس “لأولي الأمر” بالتدخل السريع والجاد لمعالجة المشاكل عبر حصر تسجيل الزيجات في المحاكم والحزم في الإلتزام بالعمر القانوني للزواج وتوفير خدمات الإرشاد الاجتماعي للعوائل الشابة، يبدو أن لا حياة لمن تتم مطالبته.

صارت حسرة

وصفت خلية الإعلام الأمني عمليات استهداف معهد “كامبرج” وشركة “كتر بلر” ومطعم “ك اف سي” وشركة بيبسي في بغداد، بأنها محاولات يائسة للإساءة إلى سمعة العراق والتوجه الملموس للإعمار وخدمة المواطنين وكذلك إلى مكانة وتضحيات قواتنا الأمنية، التي وعدت بملاحقة من يعبث بالأمن والسلم المجتمعي ويتجاوز على القانون والممتلكات العامة والخاصة. الناس الذين يقدرون عالياً تضحيات قواتنا المسلحة بكل صنوفها ويشّدون على يديها في مساعيها المعلنة لحماية البلاد والعباد، يتمنون عليها أن تكشف، ولو مرة واحدة، عن المجرمين بعد أن تلقي القبض عليهم، لتجعلهم عبرة لمن يعتبر ولتأكيد مصداقية إجراءاتها.

**********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

تحديات التواصل الإقليمي للعراق

كتب عمود شكري مقالاً لموقع ملتقى الخليج الدولي حول الجغرافيا السياسية والتحديات التي تواجه سعي العراق لتحقيق التواصل الإقليمي، أشار فيه إلى أنه ومن أجل المضي قدماً بمشروع طريق التنمية الطموح، يتعين على العراق أن يتغلب على العديد من العقبات، بما في ذلك تخلف البنية التحتية وتفشي الفساد والمخاوف الأمنية وحساسية الموقع الجيوسياسي.

آمال وخطوات

وذكر الكاتب بأنه وتزامناً مع زيارة الرئيس التركي لبغداد، أعلن العراق رسمياً عن بدء تفعيل مشروع “طريق التنمية” على مستوى المنطقة، والذي سيربط البلاد بقطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا، في الوقت الذي اقتربت فيه بغداد من الانتهاء من بناء ميناء الفاو الكبير، الذي سيصبح على الفور أكبر ميناء في الشرق الأوسط وسيعزز مكانة بغداد الجيوسياسية كحلقة وصل تجارية أساسية بين آسيا وأوروبا.

وأضاف المقال إلى أن من أهداف مبادرة طريق التنمية، ترسيخ العراق كلاعب إقليمي رئيسي، وإرسال موجات صادمة عبر بيئة التنمية في منطقة الخليج، حيث لا يكتفي المشروع بتحدي الممرات التجارية الراسخة مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا فحسب، بل يمكن أن يُحدث ثورة في الاتصال الإقليمي ويحفز التنويع، مما يؤكد الدور الحاسم الذي سيلعبه في تنمية البنية التحتية في المنطقة.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن المشروع قد يؤثر على ديناميكيات القوة بين العراق وإيران، حيث سبق وتنافس البلدان على الهيمنة على شبكات النقل الإقليمية، وحيث فقدت طهران بعض المزايا في هذه المنافسة، بسبب الاضطرابات السياسية والعقوبات الدولية الثقيلة وتدهور البنية التحتية المحلية، مقابل بروز العراق بسرعة كبديل قابل للحياة ومجهز بأحدث المرافق مثل الفاو. وأضاف بأن صناع القرار في طهران باتوا يدركون هذا التهديد للمكانة التجارية لبلدهم، ولهذا فمن المنتظر – حسب الكاتب - أن يتحول الصراع على طرق التجارة إلى مفاوضات حول الطاقة أو حتى القضايا الأمنية. كما توقع الكاتب أن يكون لطريق التنمية دور في تشكيل البيئة اللوجستية الدولية خارج منطقة الخليج، عبر ابتعاد العديدين عن مبادرة الحزام والطريق الصينية.

متطلبات صعبة

وأشار المقال إلى مجموعة العوامل التي يمكن ان تعيق طموحات العراق بان يكون اللاعب الرئيسي في المنطقة، كضعف البنية التحتية وحدة التنافس الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة، وخشية الأخيرة من تزايد استثمارات الصين في العراق واعتبارها تهديداً لتوازن القوى الإقليمي، وهي مشاكل معقدة قد يجد العراق بسببها صعوبة في تنمية اقتصاده، وسيضطر إلى التفاوض لتخفيف التأثير السلبي للديناميات المعقدة للصراعات الإقليمية على السلطة.

واعتبر الكاتب هذه الجهود والتحديات بسيطة قياساً بما سيجنيه العراق من تطور اقتصادي وتعاون إقليمي يسهم في تحويل المستقبل الاقتصادي للبلاد ويعزز الرخاء فيها وفي المنطقة المحيطة.

ومن بين مجموعة تلك التحديات ذكر المقال الحاجة لضخ أموال كبيرة و المواءمة بين المصالح الوطنية والمشاكل الإقليمية والداخلية و معالجة الاضطرابات السياسية الدائمة والقضايا الأمنية التي لا تزال تعاني منها البلاد وحل التجاذبات مع أربيل وتأمين ثقة المستثمرين لتوفير الموارد اللازمة ومواجهة الضغوط التي يمارسها الداعمون الدوليون للمشاريع الإقليمية الأخرى مثل مبادرة الحزام والطريق أو IMEC وأخيرا، القضاء على التهديد الأكبر لنجاح طريق التنمية والمتمثل بالفساد وعدم كفاءة الدولة العراقية نفسها، وهو ما يستلزم تغييرات شاملة تعزز المساءلة، وتحسن الشفافية، وتعزز أنظمة الحكم.

فوائد مهمة جداً

وشرح المقال الفوائد الاقتصادية والمجتمعية لطريق التنمية، فتطرق إلى تحديث شبكة النقل وتحسين تدفق البضائع وتعزيز اتصال البلاد بالأسواق الدولية وتوسيع الاستثمارات في الموانئ والقطارات والطرق، وجذب رأس المال الأجنبي، مما يزيد من تحفيز النمو الاقتصادي عبر مجموعة متنوعة من الصناعات، وبالتالي تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. كما سيوفر المشروع 250 ألف فرصة عمل جديدة.

**************************************************************

الصفحة الرابعة

دعوات لتنشيط الرقابة على الإنفاق والإستيراد غير الضروري.. الحكومة تستنجد بـ«المدوّر المالي» لخفض العجز في موازنة 2024

بغداد ـ محمد التميمي

يعلل مراقبون للشأن الاقتصادي، تأخر إقرار موازنة 2024 إلى محاولات حكومية لخفض العجز، محذرين من استمرار اعتماد الحكومة على إيرادات النفط في تعزيز خزينة الدولة، وبالتالي فان انخفاض أسعاره يضع البلد على أعتاب أزمة ماليّة كبيرة، قد تجد نفسها فيها غير قادرة على دفع رواتب الموظفين.

وبعد تصويت الحكومة على جداول الموازنة لعام 2024 في 19 أيار المنصرم، أُحيلت الموازنة إلى مجلس النواب، حيث ستخضع لمناقشات من جديد يبدو أنها ستضيف المزيد من التأخير قبل إقرار تلك الموازنة، التي مر على تأخرها قرابة ستة أِشهر.

ووفقا لوزير التخطيط محمد تميم فان عجز موازنة العام الحالي ارتفع إلى أكثر من 80 تريليون دينار مقارنة بـ 63 تريليون دينار في العام الماضي، وذلك خلال اجتماع عقده مؤخرا مع اللجنة المالية النيابية.

وقال تميم: إن إجمالي موازنة عام 2024، بلغ نحو 228 تريليونا، وأن الحكومة عملت على تقديم جداول موازنة عام 2024 في أسرع وقت ممكن، لتفادي الآثار السلبية التي قد تنجم عن تأخر ذلك.

عجز مخطط غير حقيقي

وقال عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر، إن «العجز الذي يجري الحديث عنه هو عجز مخطط غير حقيقي؛ انما العجز الحقيقي هو عجز حاصل يثقل كاهل الحكومة بمبلغ معين. بينما العجز المخطط نستقرئ من خلاله سيناريوهات عدة»، مشيرا الى انه «في حال صرفت هذه الموازنة 100 في المائة، فسيكون لدينا عجز 64 في المائة».

وأضاف قائلاً لـ»طريق الشعب»، انه «اذا وصلت اسعار النفط الى 70 دولارا، فعجزنا سيكون 64 مليار دولار، لكن السؤال الذي يطرح: هل سعر برميل النفط سيصل الى 70 دولارا؟ في العام 2023 كنا قد خططنا على أساس سعر 70 دولارا. بينما سعر البرميل الحقيقي كان اكثر من 75 دولارا، كما ان الموازنة لم تصرف بنسبة 100 في المائة».

وتابع، انه «في حال واجهنا عجزا حقيقيا، فينبغي على الحكومة تخفيض صرفها، علاوة على ان جداول الموازنة سيدرج فيها كيفية سد هذا العجز».

وفي ما يخص اقرار الموازنة اكد كوجر ان ذلك «مرهون بقرار من الاطار التنسيقي».

نفقات غير منضبطة

وحول سبل خفض عجز الموازنة، بيّن المستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، عدة طرق تستهدف تنشيط الايرادات غير النفطية.

وقال صالح في تصريح لـ»طريق الشعب»، ان هناك سبيلين لتحقيق ذلك «أولهما البحث في الفرص الضائعة في كل مصادر الإيرادات غير النفطية المتاحة، مثل الرسوم، فالوعاء الضريبي وعاء كبير في الحقيقة، إذ نحن بحاجة إلى التمديد وبلوغ كل أركان الوعاء الضريبي الضعيفة في العراق».

وأضاف ان «هذه المهمة ليست بالهينة، فهناك إنفاق كبير بالبلد، بما معناه ان هناك دخولا وإيرادات كبيرة ونشاطا اقتصاديا كبيرا غير خاضع للضريبة»، مشيراً إلى ان «توسيع القاعدة الضريبية بطريقة لا ترهق المواطن هو أحد الحلول في سبيل تعزيز الإيرادات غير النفطية».

واكد «أننا بحاجة إلى خريطة تبحث الكثير من الفرص الضائعة والتي يمكن ان تعوض الكثير من العجز»، داعيا الى «ضبط الانفاق اذ ان هناك الكثير من النفقات غير المنضبطة، وعادةً ما يتكرر لدينا الانفاق، ونحن لسنا بحاجة اليه، وهذا ما يستدعي تقوية الدولة للرقابة الداخلية؛ فمؤسسة الرقابة الداخلية في كل وزارة وفي كل هيئة، يجب ان تؤدي دورها الفعال في السيطرة على الانفاق، وعدم تكرار النفقات غير الضرورية وان تعيد فحص كل النفقات التي يمكن ان نسميها غير ضرورية».

ولفت مستشار رئيس الوزراء الى ان هناك حاجة للسيطرة على الانفلات في الاستيرادات؛ فيجب ان تصدر قوائم استيرادات منتجة، استيرادات تهم حياة الناس، ومنع السلع التي تستغرق مليارات الدولارات بدون فائدة حقيقية منها»، مردفا «صحيح ان هذا خارج الموازنة، لكنه جزء من سياسة ضبط التصرفات المالية في الاقتصاد».

واكد صالح ان «هناك نفقات تشغيلية لا قيمة لها وغير ضرورية، تصل الى المليارات، ويمكن تعويضها من نشاطات أخرى. كما ان تعظيم الايرادات وضبط الانفاق مسألة مهمة، في التعزيز المالي».

سيناريوهات عدة

رئيس مركز بغداد للتنمية الاقتصادية، د. محمد صباح ينتظر الأرقام النهائية والحقيقية هي التي ستصدر من مجلس النواب عقب المصادقة على جداول موازنة 2024، واقرارها بشكلها النهائي.

وقال صباح في حديث لـ»طريق الشعب»: انه «قبل ان يرسل مجلس الوزراء الموازنة الى مجلس النواب، كان الحديث يدور حول عجز بحدود 83 تريليون دينار، واليوم انخفض الى 62 تريليونا».

وأضاف ان «هناك عدة طرق علمية لمعالجة العجز في الموازنة، اولاها معالجة العجز بعجز: مثلما هناك عجز في الموازنة، ستقوم وزارة المالية عند تنفيذ الموازنة بتوزيع مفرداتها بشكل عجزي على المشاريع والوزارات والدوائر المشمولة في الموازنة. كما يمكن للحكومة اللجوء الى اصدار سندات واسهم من خلال وزارة المالية والبنك المركزي العراقي، للحصول على واردات غير نفطية».

وأشار الى انه بإمكان الدولة أيضا اللجوء الى الاقتراض الداخلي والخارجي، مردفا «في الوقت الحاضر سيكون الاقتراض الخارجي صعبا، لأنه مرت ستة اشهر عدم اقرار الموازنة، وبالتالي فان هذا النوع من الاقتراض يتم دائما من خلال تقديم طلب الى البنك الدولي او صندوق النقد الدولي او المنظمات الدولية، وغالبا ما يكون الاقتراض على شكل مشاريع تنموية واستثمارية تنفذ من قبل المؤسسات و المنظمات الدولية في العراق. وهذا الموضوع يحتاج الى فترة دراسة ومناقشات واستفسارات ما بين الطرفين، ربما تستمر الى شهر حزيران او تموز من العام القادم.

وواصل حديثه بالقول: «انه في ما يتعلق بالاقتراض الداخلي فلدينا الان بحدود 34 تريليونا، وما مخطط في الموازنة العامة لعام 2024 سيكون الاقتراض ايضا بحدود 30 - 35 تريليونا، وبالتالي سيكون حجم الديون الداخلية 65 _70 تريليونا، في حال انخفضت اسعار النفط».

ونوه صباح بان هناك أموال مدورة بحدود 13 تريليون من العام الماضي، سواء من مشروع قانون الامن الغذائي الطارئ او من صندوق تنمية الاقاليم، موضحاً ان «المدور من أموال قانون الامن الغذائي الطارئ بحدود 6 تريليونات، بينما تنمية الاقاليم بحدود 7 تريليونات، ولدينا أيضا مدور بحدود 1 تريليون 573 مليارا. كما لدينا بحدود 16 تريليونا وهي عبارة عن فوائض تحققت نتيجة ارتفاع اسعار النفط  فوق الـ 70 دولارا»، مؤكدا ان «كل هذه المبالغ ستضاف الى الموازنة العامة لعام 2024».

وخلص الى القول ان «الشرط الاستثماري لأغلبية المشاريع بحاجة الى اعادة دراسة جدوى وتخطيط واحتساب مواد اولية جديدة وايدي عاملة جديدة، ويتطلب وقتا كبيرا. ونتيجة لهذا لا اعتقد ان الشق الاستثماري سيدخل حيز التنفيذ، وبالتالي سيكون العجز اما عجزا مخططا 3 في المائة او عجزا حقيقيا كالسنوات السابقة».

**************************************************************

الدفع الإلكتروني يصطدم بضعف الانترنت وانعدام ثقة المواطن

بغداد ـ طريق الشعب

يواجه تطبيق نظام الدفع الالكتروني منذ إعلان وزارة النفط اعتماد في محطات تعبئة الوقود، مشاكل وجدلا شعبيا خاصة من قبل أصحاب سيارات الأجرة، الذين يعربون عن شكوكهم ومخاوفهم من احتمالية الاحتيال.

ويعد أحد أبرز الأسباب وراء هذا التردد هو انعدام الثقة في النظام المصرفي، إضافةً إلى غياب الوعي الكافي بثقافة الدفع الإلكتروني. ومع استمرار هذا التباين في الآراء والمواقف، يبدو أن الجدل حول تبني نظام الدفع الإلكتروني في محطات الوقود سيظل مستمرًا في الأيام القادمة.

استقطاع

عصام مجيد، سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 45 عاما، أعرب في حديث لـ «طريق الشعب» عن قلقه وقلق العديد من المواطنين من استخدام البطاقة المصرفية في محطات الوقود.

وقال مجيد، إن السبب الرئيس وراء هذا التخوف هو «توقعات المواطنين باستقطاع مبالغ أكبر من قيمة البنزين عند إدخال البطاقة لجهاز السحب، نظراً لعدم كفاءة معظم العاملين في محطات الوقود في التعامل مع أجهزة الدفع الإلكتروني، او لوجود خلل في البطاقة او الية الدفع».

واضاف مجيد، ان تطبيق هذه الالية لم يسبق بتنظيم دورات تدريبية لهؤلاء العاملين من اجل تحسين مهاراتهم في هذا المجال، بالإضافة إلى ضرورة توعية المواطنين وتوفير البطاقات المصرفية بشكل مجاني، بدلاً من فرض رسوم تتجاوز 10 الاف دينار للحصول على البطاقة. فيما أشار إلى أن هذا «الوضع أدى إلى ظهور نوع جديد من التجار الذين يقومون بسحب البنزين من محطات الوقود بطرق متنوعة وبيعه في الطرقات للأشخاص الذين لا يمتلكون بطاقات مصرفية أو يخشون استخدامها».

وفي ختام حديثه، انتقد مجيد القرار باعتباره مستعجلاً، كما أن البنية التحتية في العراق ليست جاهزة بعد للتعامل الإلكتروني بشكل كامل، ما يعوق الانتقال من النقد إلى الدفع الإلكتروني، لافتا إلى أن العديد من المواطنين، وخاصة غير الموظفين، لا يملكون بطاقات الماستر كارد التي تُعد أساسية للتعامل مع الجباية الإلكترونية بشكل جيد.

يشار إلى أن القطاع المصرفي العراقي مهمل من قبل المواطنين الذين فقدوا الثقة به. وبحسب أرقام البنك الدولي فإن 23 بالمئة فقط من الأسر العراقية لديها حساب في مؤسسة مالية، وهي نسبة من بين الأدنى في العالم العربي، ولاسيما أن أصحاب تلك الحسابات هم من موظفي الدولة الذين توزع رواتبهم على المصارف العامة نهاية كل شهر، لكن هذه الرواتب أيضا لا تبقى طويلا في الحسابات، إذ سرعان ما تتشكل طوابير أمام المصارف من الموظفين الذين يسحبون رواتبهم نقدا ويفضلون إبقاءها في بيوتهم.

تجربة حديثة

يقول المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، ان «الحكومة العراقية قررت اعتماد نظام الدفع الإلكتروني في التعاملات المالية»، مؤكداً أن «هذه الخطوة تمثل مسؤولية المصارف».

 وأوضح جهاد في حديث خص به «طريق الشعب»، أن «الأعداد الكبيرة من المستخدمين وانقطاع الكهرباء هي من العوامل الرئيسة التي تتسبب في تأخير عمليات الدفع»، نافيًا وجود أي فشل في النظام ذاته «حيث يتم تداول العشرات من الدنانير يومياً عبر محطات التوزيع».

وأضاف، أن «أي تأخير يحدث يعود إلى الأعداد الكبيرة والتجربة الجديدة، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء الذي يؤثر على عملية الدفع»، مبينا أن «المصارف والكهرباء هما السبب في التأخير، وأنه لا يوجد أي فشل في النظام».

وواصل القول: أن مثل هذه التجارب الجديدة قد تواجه مشاكل في البداية، مردفا أن تلك المشاكل خارج إرادة وزارة النفط، معتقدا انها «ستُحل مع مرور الوقت واستمرار التجربة».

مشاكل فنية وثقافية

من جانبه، يقول الخبير المالي والاقتصادي إبراهيم الشمري: إن «الدفع الإلكتروني يعد من المواضيع المهمة والاستراتيجية التي تبنتها الحكومة العراقية. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الدفع يعد تجربة جديدة للشعب العراقي، فإن البرنامج قد يواجه بعض المشاكل الفنية أو الثقافية نتيجة لعدم تأقلم المجتمع مع مفهوم الدفع الإلكتروني».

ويضيف الشمري لـ «طريق الشعب»، أنّ «تجربة الدفع الإلكتروني في شراء البنزين المحسن قد حققت نجاحًا نسبيًا، إلا أن نجاحها قد يكون أكثر وضوحًا في السيارات أو الآليات التي تعتمد على البنزين المحسن، وخاصة السيارات الفاخرة.

ويؤكد الشمري، أن الدفع الإلكتروني لا يساهم مباشرة في تحقيق التنمية الاقتصادية، موضحًا أن «آلية الدفع الإلكتروني تهدف بالأساس إلى الحد من تهريب العملة والسيطرة عليها، وتعزيز التحول الرقمي والإلكتروني. ومع ذلك، لا يوجد ارتباط مباشر بين الدفع الإلكتروني وتحقيق التنمية الاقتصادية».

ويشير الى أن الدافع الرئيس لتبني الدفع الإلكتروني هو «السيطرة على الكتلة النقدية المكتنزة في المنازل وسحبها إلى المصارف»، منبها إلى أن «هذا هو الهدف الرئيس والاستراتيجي من الدفع الإلكتروني».

يذكر أن تجربة الدفع الإلكتروني بدأت في محطات الوقود، وجرى تزويدها بالأجهزة اللازمة، بعد أن حدد البنك المركزي العمولة المستحصلة، خاصة إذا كان الدفع والاستلام بين مصارف مختلفة، وهذا منذ منتصف العام الماضي.

وكان مجلس الوزراء، صوت أواخر العام الماضي، على حزمة من الإجراءات التنفيذية تخصّ الدفع الإلكتروني ونقاط البيع الإلكترونية POS، وتضمنت إيداع المكافآت والحوافز والأرباح السنوية وأجور الساعات الإضافية الممنوحة للموظفين والمكلفين بخدمة عامة، بنسبة لا تقل عن 20 منها في حساباتهم المصرفية، على أن يتم استخدامها للدفع الإلكتروني حصرًا وعدم جواز سحبها نقدا، بالإضافة إلى إلزام المصارف وشركات الدفع الإلكتروني بتوفير تطبيق إلكتروني (مجاني) على الهاتف النقال، يتيح للزبائن الدفع بواسطة الهاتف والاستعلام عن أرصدتهم وتعاملاتهم المالية.

لماذا دفع إلكتروني؟

وفي السياق ذاته، قال المراقب للشأن الاقتصادي أحمد عبد ربه، أن توجه العراق نحو مشروع الدفع الإلكتروني، يعد «مساراً صحيحاً»، ويرجع سبب لجوء الحكومة إلى هذا المشروع إلى «نقص السيولة المالية الكبيرة، خاصة في موضوع الدينار، وتراجع طباعة العملة المحلية نتيجة عدم وصول العائدات الدولارية من الولايات المتحدة. هذا التراجع في النقد دفع الحكومة إلى الإسراع في إنجاز مشروع الدفع الإلكتروني».

واستبعد عبد ربه، اتباع الحكومة هذا المشروع بهدف «التطوير».

وأضاف عبد ربه لـ «طريق الشعب»، أن المشروع يمكن أن يدعم الاقتصاد من خلال تقليل التعامل بالعملة المزورة والتالفة، ويقلل من احتمالية السرقة. ومع ذلك، هناك ملاحظة سلبية على هذا المشروع، حيث لا يمكن أن تكون جميع محطات التعبئة والأسواق معتمدة بالكامل على الدفع الإلكتروني، ويجب أن تكون هناك نافذة للدفع النقدي.

وأشار عبد ربه، إلى أنه «من الضروري أن تكون هناك مميزات لحاملي بطاقات الدفع الإلكتروني، مثل خصومات بسيطة أو إصدار البطاقات بشكل يسهل الحصول عليها، ما يشجع المواطنين على استخدامها بدلاً من النقد».

ضعف الانترنيت

يحاول الباحث علي نجم العبدالله كتابة بحث يتناول نظام الدفع الإلكتروني في العراق بين الفرص والتحديات.

ويقول لـ «طريق الشعب» إن أبرز التحديات التي تواجه هذه الآلية تتمثل في «ضعف الثقافة الرقمية واستخدام التكنولوجيا الحديثة (التطبيقات) لدى الكثير من المواطنين، ولا سيما كبار السن».

ويشير العبدالله في حديث لـ «طريق الشعب»، إلى «وجود حالات استغلال من قبل بعض العاملين في محطات التعبئة، حيث يقومون بزيادة سعر التعبئة بذريعة أن عملية جمع الأموال لا تقبل الأرقام العشرية ويجب أن تكون الأجور متوازية مع العملة النقدية. على سبيل المثال، إذا كانت قراءة التعبئة في جهاز التعبئة تشير إلى (٢٣٤٨٠) دينارا، فان عامل التعبئة يكتب (٢٤٠٠٠) في أجهزة الـ POS، والزيادة هنا واضحة، وهي أشبه بالسرقة».

ويضيف، أنه «عند تعبئة بطاقة الماستر ومثيلاتها يتم أخذ مبلغ من صاحب الشركة أو المكتب كعمولة، رغم أن مجلس الوزراء وشركة كي كارد صرحا بعدم وجود عمولة عند تعبئة المحفظة أو البطاقة الإلكترونية».

ويكمل قائلاً: «هناك أخطاء كثيرة تقع عند دفع الأجور باستخدام البطاقة وجهاز الـ POS، بسبب ضعف شبكة الإنترنت، حيث يتم استقطاع المبلغ مرتين نتيجة تكرار عملية الدفع».

*****************************************************************

الصفحة الخامسة

أصحاب حقول: نتعرض إلى خسائر والحكومة لا تدعمنا .. ديالى تُخفّض إنتاج البيض فيما  يستمر تهريبه من الخارج

متابعة – طريق الشعب

تعد محافظة ديالى من أبرز المحافظات في إنتاج بيض المائدة ولحوم الدواجن. إذ تضم أكثر من ألف حقل دواجن أهلي، استطاعت خلال السنوات الأخيرة تحقيق اكتفاء المحافظة من هذه المنتجات مع تصدير الفائض إلى المحافظات الأخرى.

لكن بسبب غياب الدعم الحكومي عن هذه المشاريع، وفتح باب الاستيراد أمام البيض ولحوم الدواجن سواء بصورة رسمية أم غير رسمية، تعرض الكثيرون من أصحاب الحقول إلى خسائر كبيرة، ما اضطروا إلى تقليل إنتاجهم، وبالتالي ارتفعت أسعار هذه المنتجات.

ومنذ أكثر من عام لم ينخفض الإنتاج الشهري للبيض في ديالى إلى أقل من 15 مليون بيضة. فحقول الدواجن في المحافظة تنتج أحيانا 17 إلى 20 مليون بيضة في الشهر الواحد، بجهود ذاتية من قبل مربي الدواجن والمستثمرين.

وعلى الرغم من إنتاج ديالى الوفير من البيض، لكنه لا يسد حاجة استهلاك المحافظة، حتى ان أسعاره ترتفع هناك كحال المحافظات التي لا تضم أي حقول دواجن. إذ يبلغ سعر الطبقة بين 6 و7 آلاف دينار معظم شهور السنة.

1384 حقل دواجن

خلال نيسان الماضي بلغ إنتاج ديالى من البيض قرابة 15 مليون بيضة. إذ تضم المحافظة نحو  1384 حقل دواجن متخصص في إنتاج البيض واللحوم، بعضها مجاز وآخر غير مجاز – وفقا لرئيس شعبة الدواجن في المستشفى البيطري في المحافظة أرشد مجيد، الذي يقول في حديث صحفي أن “ديالى تعد من أبرز المحافظات في قطاع الدواجن، لكن إنتاجها عشوائي يعتمد على مشاريع خاصة غير منظمة وغير متطورة، ولا تحمل مواصفات قياسية، خلاف ما موجود في إقليم كردستان، الذي يشتهر في تنظيم هذا القطاع المهم”.  ويضيف مجيد قائلا أن “البيض كالدولار أسعاره تحدد وفق بورصة تشمل جميع أنحاء العراق. ولهذا أحياناً ترتفع أسعاره وتنخفض كمياته في السوق. إذ لا سلطة للحكومة على أصحاب الحقول”، مشيرا إلى انه “يجب على الحكومة تنظيم عمل مشاريع الدواجن للسيطرة على أسعار منتجاتها، على أن يشمل ذلك توفير مجازر حكومية، ومتابعة المشاريع بشكل مستمر”.

ويؤكد مجيد أن “أسعار البيض واللحوم تستقر في ديالى والعراق بشكل عام حال ارتباطها بالحكومة مباشرة. إذ إن الاخيرة تقوم بوضع أسعار ثابتة توفر هامش ربح للمستثمر، وتضمن عدم استغلال المستهلك”.

لا دعم حكوميا

من جانبه، يقول محمد الشمري، وهو صاحب حقل دواجن في ديالى، أن “العمل في مشاريع الدواجن بات مكلفا يثقل كاهلنا نتيجة عدم توفر دعم حكومي، فضلا عن غلاء الأعلاف وصعوبة الحصول على الوقود”، مبينا في حديث صحفي أن “ضعف الدعم الحكومي دفعنا إلى تقليل إنتاج الأفراخ، وتقليص عدد قاعات تربية الدواجن في الحقول، كي نتجنب الخسائر. فإدخال رؤوس أموالنا كاملة في مشاريع الدواجن، يعتبر مجازفة في ظل غياب الدعم الحكومي”.

ويشير إلى ان “حقول ديالى معروفة بجودة انتاجها من البيض واللحوم، لكننا لا نستطيع تحقيق ربح جيد، بفعل غلاء الأعلاف والوقود وارتفاع أجور النقل”، لافتا الى أنه “بسبب عدم توفر مجازر كافية في ديالى، نضطر أحيانا إلى جزر الدجاج في مجازر تقع في محافظات بعيدة، وهذا يكلفنا أجور نقل كبيرة”.

دخول المستورَد بصورة غير رسمية

في سياق متصل، يذكر حسن الكرخي، وهو أيضا صاحب حقل دواجن في ديالى، أن “غالبية  مربيي الدواجن قلصوا انتاجهم الى النصف، واضطروا إلى تسريح قرابة 60 في المائة من عمّالهم، وذلك بسبب استمرار دخول البيض ولحوم الدجاج المستوردة، الى جانب ضعف الدعم الحكومي”.

ويلفت في حديث صحفي إلى أن “الغريب في الأمر، هو ان الحكومة حينما تمنع استيراد البيض ولحوم الدجاج، تبقى هذه المنتجات المستوردة تُغرق الأسواق، وهذا دليل على انها تدخل بشكل غير رسمي عن طريق التهريب”.

بضاعة الشخصية الفلانية!

إلى ذلك، تنقل وكالة أنباء “شفق نيوز” عن مصدر حكومي في ديالى، قوله أن “أكثر ما يضر الإنتاج المحلي للدواجن في المحافظة، هو المنتج المستورد أو المهرب، لا سيما من الجارة إيران، والذي يباع بأسعار منخفضة ويتم وضع ملصقات عليه لإظهاره كمنتج محلي”.

ويضيف المصدر الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه، أن “الاجراءات الأمنية في السيطرات موجودة، لكن العديد من أصحاب الحقول ذكروا انهم شاهدوا شاحنات تحمل بضاعة مستوردة تدخل بلا أوراق رسمية. وقالوا انه عند سؤال عناصر الأمن سائقي تلك الشاحنات عن عائدية البضاعة، تكون الإجابة بأنها تعود للشخصية الفلانية، فتمر من السيطرات عبر اتصالات مع جهات متنفذة. فيما ينتظر أصحاب الحقول فترات طويلة للحصول على الموافقات الرسمية من أجل تمرير بضاعتهم إلى المحافظات”!

ويشير إلى ان “شاحنات البيض والدجاج ستستمر في الدخول من دول الجوار وتؤثر على المنتج المحلي ما لم تسيطر الجهات الحكومية على هذا القطاع المهم، وتنظم عمله”.

وكان مجلس الوزراء قد قرر نهاية نيسان الماضي رفع قيمة الرسم الكمركي الى 70 في المائة‎ على بيض المائدة المستورد، لدعم المنتج المحلي.

وبحسب بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء، فإنه “ضمن إجراءات الحكومة في حماية المنتج المحلّي ودعم الصناعة الوطنية، وضمان توفير فرص العمل في المشاريع الاقتصادية المهمة، قرر مجلس الوزراء فرض رسم كمركي إضافي بنسبة 50 في المائة على بيض المائدة المستورد، فضلا عن أصل الرسم الكمركي البالغ 20 في المائة، المقرّ بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 23672 لسنة 2023”.

ويؤكد محمود الطائي، وهو باحث في الشأن الاقتصادي، أن “قرار مجلس الوزراء ربما يساهم قليلا في دعم المنتج المحلي، لكن في حال مُنع التهريب”، لافتا في حديث صحفي الى أن “المشكلة ليست في دخول المنتج رسميا، بل في دخوله مهربا عبر طرق نيسمية بمساعدة جهات متنفذة”!

ويدعو الطائي الى “ضرورة إهتمام الحكومة بقطاع الدواجن، باعتباره أمن غذائي وأي خلل فيه يؤثر على المواطن بشكل مباشر”.

******************************************************

اگول.. المعقول واللامعقول في الامتحانات الوزارية!

فخري أمين

ما الغرض الذي ترمي إلى تحقيقه وزارة التربية من تنظيم امتحانات عامة، للسادس الابتدائي والثالث المتوسط والسادس الإعدادي؟ ما معنى أن تكون الأسئلة موحدة، ومعايير التصحيح والتقييم موحدة هي الأخرى؟

أعتقد أن الوقوف على مستويات الأداء للمدارس في البلاد، ومقدار استيعابها لمفردات المنهج، وتأشير درجة النجاح للعملية التعليمية برمتها في الأخير هو الهدف من ذلك. فكل هذا يبدو معقولا، لكن غير المعقول هو أن تُعد أسئلة امتحانية مختلفة لمدارس المتميزين والمتميزات التي تعتمد اللغة الإنكليزية في الدراسة وفي أداء الامتحانات. إذ يُفترض في حال صفاء القصد وسلامة النية التعليمية في التعامل مع مدارس المتميزين، أن تتطابق أسئلتها مع أسئلة بقية المدارس، عدا فارق واحد، وهو أنها تُكتب باللغة الإنكليزية وتكون الإجابات عنها باللغة نفسها لكي تعطي مؤشرات دقيقة عن المستوى الحقيقي للتعليم في تلك المدارس. لكن الذي يحدث الآن في امتحانات الثالث المتوسط لهذه المدارس، أقرب إلى الفانتازيا! أسئلة أصعب بكثير من تلك المخصصة للمدارس العادية، تؤدي في النهاية إلى ترجيح كفة المدارس العادية، وإلى إلحاق غبن كبير بمدارس المتميزين، والإساءة إلى طلبتها. وستكون نتائج هذه السياسة اخطر بكثير بالنسبة لامتحانات السادس الإعدادي. حيث يخلق الفرق في الأسئلة فرصا أفضل لطلبة المدارس العادية للحصول على أعلى المعدلات والترشح إلى أفضل الكليات، بينما يكون طلبة المدارس المتميزة من المتفوقين عادة ضحية هذه السياسة غير المفهومة.

ليس ثمة ما يبرر هذه السياسة في التمييز في وضع الأسئلة، غير أن تكون ثمة مميزات لخريجي مدارس المتميزين تبرر هذا الاختلاف، وتعطيه معنى ما. أو ان ثمة نية وزارية للإساءة إليها وحمل الطلبة على الانصراف عنها. ومن الأفضل في هذه الحالة إلغاء هذه المدارس بقرار وزاري، وتحويلها إلى مدارس عادية مثل كل مدارس البلاد! 

***************************************************

كربلائيون: متى تُفعّل الإضافة والنقل في مشروع البطاقة التموينية؟

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من المواطنين في محافظة كربلاء، وزارة التجارة بتفعيل إجرائي الإضافة والنقل في مشروع البطاقة التموينية الجديد.

وقال المواطن محمد هاشم في حديث صحفي، أن “مشروع أتمتة البطاقة التموينية الجديد، سمعنا عند انطلاقه بأنه يحمل ميزات عديدة، منها القضاء على الفساد واختزال الوقت والجهد والحفاظ على المال العام، لكننا حتى الآن لم نلمس ثمرة هذا المشروع”، متسائلا: “هل يُعقل منذ نيسان 2023 إلى الآن لم يتم تفعيل إجرائي نقل الأشخاص وإضافة الأطفال إلى البطاقة التموينية، باستثناء شطب أسماء المتوفين؟!”.

وأشار إلى ان “الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية ودائرة البطاقة التموينية في كربلاء، أفادتا بأن إجراءات النقل والشطر وإضافة الأطفال متوقفة، ولم تحددا موعدا لتفعيلها”، مطالبا بالإسراع في تفعيل هذه الإجراءات. 

جدير بالذكر، أن مشروع أتمتة البطاقة التموينية يهدف إلى تحويل البطاقة الورقية الى الكترونية من خلال تطبيق الكتروني يستخدمه الوكيل والمواطن. ووفقا لوزارة التجارة فإن هذا التطبيق سيسهل عملية تسليم المواد التموينية، وإنجاز المعاملات التي تخص التعديلات، مثل إضافة الأشخاص أو حذفهم. 

**************************************************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والألم تعزي نقابة عمال الميكانيك والمطابع والتعدين في البصرة عائلة ورفاق وزملاء العامل النقابي رياض صالح مهدي، بوفاته.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه ورفاقه الصبر الجميل.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى عائلة الرفيق مهدي عزيز (ابو صلاح) بوفاته.

والفقيد أحد مناضلي الحزب من الرعيل الاول في مدينة الرميثة، وكان نزيلا في سجن “نكرة السلمان” بعد انقلاب شباط الاسود، وبقي متمسكاً بقيم حزبه حتى وفاته.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان .

كما تعزي اللجنة المحلية صديق الحزب ماجد وادي بوفاة والدته.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

*****************************************************************

الصفحة السادسة

  إقرار ضمني بفشل العدوان الإسرائيلي بايدن: مقترح جديد لوقف الحرب  والإفراج عن الأسرى وإعادة إعمار غزة

متابعة – طريق الشعب

أكدت مصادر طبية فلسطينية ارتفاع عدد الضحايا الأطفال بسبب سوء التغذية والحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الصهيونية إلى 37 طفلاً في قطاع غزة، وسط تحذيرات من عودة شبح المجاعة بفعل شح المواد الغذائية.

وقالت المصادر، إن الطفل عبد القادر السرحي (13 عاما) استشهد، أمس، في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، نتيجة التجويع، مشيرة إلى أن «العشرات يفارقون الحياة بصمت، نتيجة المجاعة دون أن يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات».

استمرار مناهضة العدوان الإسرائيلي

ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم؛ إن «شرطة نيويورك اعتقلت عددا من النشطاء خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لفلسطين ومناهضون للعدوان الإسرائيلي على غزة.

وذكرت الوكالة، أن المتظاهرين سيطروا على أجزاء من متحف بروكلين في مدينة نيويورك، وعلقوا لافتة فوق المدخل الرئيسي، واحتلوا جزءا كبيرا من الردهة، واشتبكوا مع الشرطة.

وفي ذات الرفض المستمر لحرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين، شهدت مباراة اسكتلندا ودولة الاحتلال الإسرائيلي ضمن تصفيات كأس أوروبا 2025 للسيدات في كرة القدم احتجاجات واسعة بالقرب من ملعب المباراة، قبل أن يتمكن أحد الأشخاص من تجاوز الطوق الأمني، والولوج إلى الملعب وتقييد نفسه بواسطة سلاسل بعارضة المرمى.

وارتدى الشاب المتضامن مع فلسطين، قميصا أسود كُتب عليه باللون الأبيض، بالخط العريض، جملة «بطاقة حمراء لإسرائيل».

وفي سياق التضامن أيضاً، شهدت العاصمة الإيطالية روما، الجمعة، تظاهرة احتجاجية حاشدة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وتجمع حوالي ألفي شخص عند مدخل جامعة سابينزا في روما ضد حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.

وقام الطلاب بنصب خيام وتنظيم فعاليات لدعم فلسطين، وتمدد بعضهم على الأرض أمام الحرم الجامعي محاكين الأحداث التي شهدتها غزة، كما تم تشغيل أصوات القنابل المسجلة خلال قصف غزة عبر مكبرات الصوت، للإشارة إلى معاناة الفلسطينيين.

وفي وقت لاحق، سار المتظاهرون نحو ميدان تيبورتينا، حاملين لافتات تتضمن عبارات تندد بالإبادة الجماعية في غزة وأخرى تطالب بالحرية لفلسطين.

في الأثناء، أفادت وكالة رويترز بأن السلطات المصرية اعتقلت عدة طلاب كانوا يحاولون الترويج لحملات المقاطعة والتضامن مع الفلسطينيين.

خطة جديدة لوقف العدوان

بعد فشل العديد من المقترحات لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن مقترحا جديدا ودعا إلى قبوله، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ترحيبه بالمقترح.

وقال غوتيريش؛ إنه «يشجع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى»، وتابع: «لقد شهدنا الكثير من المعاناة والدمار في غزة، وحان الوقت للتوقف».

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن كشف، مساء الجمعة، عن تفاصيل مقترح إسرائيلي جديد شامل، يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى.

وقال بايدن في كلمة بالبيت الأبيض؛ إن المقترح «جديد تماما»، ويحتوي على ثلاث مراحل، ويتضمن إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، دون تفاصيل إضافية حول المشمولين في الصفقة المحتملة، فضلا عن عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم مع وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع» وهذا يكون ضمن المرحلة الاولى

وحول المرحلة الثانية، قال بايدن: «من المفترض أن يتم خلالها تبادل كل الأسرى الأحياء، بما في ذلك الجنود الإسرائيليون». وأضاف أن «المرحلة الثالثة تشمل إعادة إعمار كبير لقطاع غزة».

ونوه بايدن إلى أن «إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ هجوم آخر على غرار 7 أكتوبر»، وهو ما يعني إقرارا ضمنيا بالفشل.

وحث بايدن قيادة الاحتلال الإسرائيلي على التمسك بالمقترح، ومحاولة إنجاحه. وقال: «إذا رفضت حماس المقترح الإسرائيلي الجديد، فإن إسرائيل ستواصل حربها في غزة»

فيما جدد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التأكيد على أن القضاء على «حماس» يعتبر شرطا أساسيا لوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب، وذلك في رده على الخطاب الذي ألقاه بايدن

وأضاف، إن «فكرة موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار قبل استيفاء هذه الشروط هي فكرة غير مقبولة».

فيما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، نظراءه من السعودية والأردن وتركيا إلى الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لدفعها إلى قبول المقترح.

من جانبها أعلنت حركة حماس في بيان، أنها «تنظر بإيجابية إلى مقترح وقف إطلاق النار بصورة دائمة وانسحاب الاحتلال من غزة»، وقالت: إن «الموقف الأميركي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب هو نتاج صمود الشعب الفلسطيني، مشددة على موقفها في التعامل إيجابيا مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من غزة».

احترام القانون الدولي!

قال مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه يجب تفادي المعايير المزدوجة إزاء الوضع في غزة وقرار محكمة العدل الدولية.

وأضاف -خلال منتدى شانغريلا للأمن في سنغافورة- أن هناك أسئلة ينبغي أن نجيب عنها بشأن أوكرانيا وغزة ومسألة احترام القوانين الدولية، إذ أنه من الواضح أن القانون الإنساني الدولي لم يعد يُحترم بالقدر الكافي.

ولقي مقترح وقف الحرب على قطاع غزة ترحيباً منه وأعلن دعمه لخارطة الطريق المعلنة.

***************************************************************

جنوب إفريقيا.. نهاية وشيكة لحكم حزب المؤتمر الوطني

جوهانسبرغ - وكالات

حصل حزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي يحكم جنوب افريقيا منذ ثلاثين عاماً على 40 في المائة من الأصوات مع فرز أكثر من 97 في المائة من مراكز الاقتراع، وهو الحد الذي سيخسر معه غالبيته المطلقة في البرلمان للمرة الأولى.

وحصل التحالف الديموقراطي الذي يعدّ أكبر أحزاب المعارضة على 21,7 في المئة من الأصوات، تبعه حزب الرئيس السابق جاكوب زوما الذي حصل على 14,8 في المئة بينما حصل حزب «المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية» اليساري المتطرّف على نحو 9 في المئة من الأصوات.

وبلغت نسبة المشاركة 58.6 في المائة مقارنة مع 66 في المائة في الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في العام 2019.

وسيتمّ الإعلان عن النتائج النهائية خلال نهاية الأسبوع.

فمنذ أول انتخابات متعدّدة الأعراق في العام 1994، يحصل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي على غالبية كبيرة في كلّ عملية انتخابية، لكنّ خيبة أمل 62 مليون مواطن في جنوب إفريقيا تغلّبت هذه المرة على الولاء للحركة التي حرّرت البلاد من نير الفصل العنصري.

وتوجّه ملايين الناخبين إلى صناديق الاقتراع الأربعاء، واصطفوا في طوابير طويلة في بعض الأحيان حتى وقت متأخّر من الليل، للتعبير عن غضبهم.

من المفترض أن يبقى الحزب في الجمعية الوطنية. لكنّه سيخرج ضعيفاً من الانتخابات التشريعية، وسيضطرّ لأن يسعى إلى عقد تحالفات لتشكيل حكومة ائتلافية، ولا يزال الخبراء والمراقبون يجدون صعوبة في توقّع التحالفات، لكنّ الجميع متفقون على أنّ المفاوضات التي ستجرى بعد إعلان النتائج النهائية لن تكون سهلة.

وسيضطر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي على الاختيار بين العمل مع التحالف الديموقراطي الليبرالي الذي تعهّد بـ»إنقاذ جنوب إفريقيا» عبر الخصخصة وإلغاء القيود التنظيمية. ولم يغلق زعيمه جون سينهاوزن الباب تماماً أمام هذا الاحتمال؛ أو التقارب مع حزب “المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” ومطالبه المثيرة للجدل مثل إعادة توزيع أراضٍ على السود وتأميم القطاعات الاقتصادية الرئيسية.

وأخيراً، سيكون على الحزب الحاكم تحديد ما إذا كان مستعداً للمشاركة مع حزب «اومكونتو ويسيزوي»بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما.

*************************************************************

الشيوعي المصري: رفع سعر الخبز «هجوم جديد» على الفقراء

القاهرة – طريق الشعب

قال المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري، إنه حذر مراراً من الخضوع لشروط صندوق النقد الدولي الذي يؤدي الرضوخ لها إلى كوارث وأزمات اقتصادية -اجتماعية عانت منها كثيرا شعوب العديد من البلدان التي سارت على نفس هذا النهج المدمر، وما زالت تعاني من آثارها الخطيرة الأغلبية العظمى من فقراء الشعب المصري وكادحيه».

وذكر بيان للحزب حصلت «طريق الشعب» على نسخة منه، أن « هذه السياسات النيوليبرالية المعادية لمصالح الجماهير الشعبية والكادحين الفقراء ليست قدرا محتوما ولا هي في الأساس تعود إلى أسباب خارجية، كما أن الانصياع لها ليس هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة كما يردد المسؤولون الكبار في النظام الحاكم، إنما هو تعبير  صريح عن سياسات تعبر عن مصالح أقلية ضئيلة للغاية من الشعب المصري التقت مصالحها مع مصالح هذه  المؤسسات الاقتصادية الدولية التي تمثل مصالح الدول الامبريالية والمؤسسات والشركات الرأسمالية الاحتكارية المعولمة».

واكد البيان، أن «قرار الحكومة الأخير برفع سعر رغيف العيش المدعم من 5 قروش إلى 20 قرشاً أي بزيادة تصل إلى 400 في المائة هو اعتداء صريح على الفقراء والكادحين الذين يمثلون أكثر من ثلاثة أرباع الشعب المصري».

وتابع: الحلول كثيرة والدراسات موجودة، والخبراء مستعدون ولكننا نفتقد الإرادة السياسية الجادة وذلك لاستمرار سياسات التبعية وانحياز السلطة للأغنياء وكبار رجال الاعمال وحرصها في كل أزمة عامة او نوعية على تحميل الفقراء بأعبائها باتباع التوجيهات المشؤومة لصندوق النقد الدولي».

وأضاف المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري، أن « النظام لم يكتف بذلك بل قام ببيع أصول وممتلكات الشعب المصري وأعلن عن تحويل المستشفيات العامة إلى مستشفيات استثمارية يديرها لفترة طويلة رأسماليون لا يستهدفون سوي تحقيق أعلى ربح ممكن، دون الالتفات لمدى خطورة خصخصة بعض هذه المشروعات وبيعها لدول أجنبية وما هي إلا واجهة تخفي شخصيات ومؤسسات ودول تتربص بالشعب والدولة المصرية».

من جانب آخر لم تتخذ السلطة اي إجراءات تحمل الأغنياء وكبار الرأسماليين أي أعباء ناتجه عن الأزمة الطاحنة كتطبيق سياسة ضريبية عادلة من خلال زيادة الضرائب على هذه الفئات، وفرض ضرائب تصاعدية عليهم، حتى أنها قررت تأجيل الضريبة على الأرباح الرأسمالية إلى العام القادم!!

وأكد البيان عدم صحة المراهنة على استمرار صمت الناس وتحملهم هذه الأعباء الجديدة طويلاً دون أي أمل في التغيير او الإصلاح، مشدداً على أهمية الإصلاح السياسي المعروفة خطواته والتغيير في النهج الاقتصادي للتخلص من التبعية الاقتصادية.

**************************************************************

تطور خطير في حرب أوكرانيا .. السماح باستخدام أسلحة الناتو لضرب أهداف داخل أراضي روسيا

رشيد غويلب

شهدت الحرب في أوكرانيا تصعيدا خطيرا، لم يفاجئ الكثيرين، لقد سمحت دول الناتو الرئيسية باستخدام أسلحتها في مهاجمة أهداف داخل الأراضي الروسية. جاء ذلك في تصريحات للرئيس الأمريكي بايدن. ويبدو أن بايدن حصر الموافقة في الدفاع عن مدينة خاركوف الأوكرانية القريبة من الحدود. وإذا واصلت روسيا قصفها، فإن الولايات المتحدة تحتفظ بحق السماح باستخدام أسلحتها ضد أهداف بعيدة عن الحدود. وتبع ذلك تصريحات مماثلة للمتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبستريت، ولا تحتاج المانيا إلى حصر استخدام أسلحتها، لأنها بالأساس أسلحة قصيرة المدى. وجاء القرار بحجة أن الهجمات على المواقع الروسية من قبل الجيش الأوكراني تأتي في إطار الحق في الدفاع عن النفس.

ضغوطات مستمرة

وكان السكرتير العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد مارس ضغوطاً للوصول إلى هذا القرار. وشدد على أنه على عكس قصف الأهداف العسكرية على الأراضي الروسية، لم تعد كييف قادرة على الدفاع بشكل كاف ضد الهجمات الصاروخية على خاركوف بالقرب من الحدود الروسية في شمال شرق أوكرانيا.

وسبق هذا التصعيد مناقشات مكثفة شارك فيها مستشارو الأمن القومي بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى وألمانيا يومي الأربعاء والخميس الفائتين بشأن استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. ولا تزال مسألة ما إذا كان ينبغي لأوكرانيا أن تكون قادرة على استخدام هذه الأسلحة لمهاجمة أهداف عسكرية في روسيا محل نقاش داخلي بين دول الناتو. وكانت أوكرانيا قد طالبت بذلك منذ فترة طويلة. من جانبه طالب الرئيس الفرنسي ماكرون بشدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية داخل الأراضي الروسية خلال زيارته لألمانيا يومي الاثنين والثلاثاء الفائتين.

واستهدفت الأسلحة الغربية حتى الآن بشكل أساسي المواقع الروسية في المناطق الإدارية في شرق أوكرانيا التي احتلتها موسكو وقامت بضمها في ايلول 2022. لقد تم استخدام هذه الأسلحة على نطاق واسع هناك.  وقاموا بشكل متكرر بضرب أهداف مدنية. وتعرض الناس للقتل أو الإصابة. في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام روسية أن أنظمة أسلحة غربية استخدمت أيضًا في الهجمات الأوكرانية على منطقة بيلغورود شمال كييف. ومنذ ربيع 2022، لقي أكثر من 140 شخصاً حتفهم نتيجة القصف هناك، بضمنهم قرابة 50 هذا العام. وتم تدمير أجزاء كبيرة من المنطقة. وأعلنت السلطات المحلية عن تضرر أكثر من 5 آلاف شقة ومنزل خاص في عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.

الرد الروسي

وفي روسيا، قال رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما، أندريه كارتابولوف، إن بلاده سترد بقوة على الهجمات المحتملة بأسلحة أمريكية. وحذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف يوم الجمعة من أن روسيا لا تخادع فيما يتعلق بالأسلحة النووية التكتيكية، والتي، على النقيض من الأسلحة النووية الاستراتيجية، مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة وليس المقصود منها تدمير العدو بشكل كامل. وحذر أحد المقربين من بوتين من أن الصراع قد يتصاعد إلى حرب شاملة. كما هدد أحد البرلمانيين الروس البارزين الغرب بحرب غير متكافئة.

وفي الوقت نفسه، هدد وزير الخارجية الروسي لافروف منذ فترة طويلة بأن موسكو قد تحصل أيضًا على أسلحة الدمار الشامل في أي وقت. ولكن من المأمول أن تؤدي التدريبات الروسية البيلاروسية على «استخدام الأسلحة النووية التكتيكية» إلى جعل معارضي روسيا «يعودون إلى رشدهم». وفي الوقت نفسه، ادعى لافروف أن قاذفات إف-16 لن تغير الوضع في أوكرانيا: «سيتم تدمير هذه الطائرات، وكذلك أنواع أخرى من الأسلحة التي تزودها دول الناتو لأوكرانيا.»

وفي الجبهة، أطلقت كل من روسيا وأوكرانيا صواريخ على أهداف في المناطق النائية للعدو. وفي أوكرانيا، تعرضت محطة فرعية في العاصمة كييف وأهداف مختلفة في خاركوف للقصف. وقالت أوكرانيا إنها دمرت محطات عبارات للشحن عبر مضيق كيرتش والعديد من المنشآت النفطية على الجانب الروسي.

مواقف معارضة

ويؤكد الغرب دائمًا على ضرورة دعم أوكرانيا عسكريًا، وإلا فإن روسيا قد تهاجم دولًا أخرى والاتحاد الأوروبي بأكمله. كما دافعت القوات المسلحة الأوكرانية عن حرية الغرب. ويتم تجاهل حقيقة أن الخطر الذي يواجه الدول الغربية، هو أن تجد نفسها في حرب مع روسيا يتزايد بشكل كبير، بسبب قرارات السماح باستخدام الأسلحة الغربية داخل الأراضي الروسية. وقد لفت عضو مجموعة حزب اليسار الألماني في البرلمان الاتحادي ديتمار بارتش الانتباه إلى ذلك. وقال يوم الجمعة إن قصف المواقع في روسيا «يعرض أمن جمهورية المانيا الاتحادية للخطر بشكل صارخ». وحذر بارتش من أن «أولئك الذين أكدوا بالأمس أن الأمر كله يتعلق بأسلحة دفاعية، يطالبون اليوم بإطلاقها كأسلحة هجومية، سيطالبون غدا بإرسال قوات الناتو والجيش الألماني إلى الجبهة غدًا».

**********************************************************************

الصفحة السابعة

بيان المثقفين العراقيين

يُتابع المثقفون العراقيون بقلق شديد العمليات الممنهجة الجارية منذ عقدين لتجريد الدولة العراقية من مقومات وجودها، ومنها تعويم والغاء رموزها السيادية، التي نخشى ان تكون مقدمات لتقويض الدولة المدنية، وشرذمتها بخلق كيانات بديلة ذات هويات فرعية ضيقة، وولاءات طائفية وعرقية وقبلية، روجت لها بعض القوى المهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد منذ سقوط الدكتاتورية بمختلف الوسائل، ومنها خلق الازمات، والفتن لتوفير حاضنات اجتماعية لها، وفي الوقت ذاته دأبت على عرقلة استكمال بناء دولة الحرية، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والرخاء الاقتصادي، التي كانت حلم مئات الآلاف من الشهداء والمناضلين من مختلف شرائح المجتمع العراقي.

لقد رصد المثقفون العراقيون في وقت مبكر نوايا هذه القوى في البرلمان، وداخل الدولة التنفيذية منذ أن تعاضدت واتفقت على عدم إقرار مشروع قانون علم الدولة العراقية، ونشيدها الوطني بالمماطلة والتسويف، واختلاق الذرائع لبقاء البلد بلا علم، ولانشيد وطني!، ويتجسد هذا التعاضد الآن برفع عيد تاسيس الجمهورية العراقية في ١٤ تموز من قانون العطل الرسمية الذي اقره البرلمان مؤخرا، ليتم الأجهاز على رمز سيادي آخر ويصبح العراق بلد بلا علم، ولا نشيد وطني، ولا عيد وطني!.

 ان مثل هذه التوجهات وبهذه القصدية، اقرار واضح ومقلق بوجود نوايا مسبقة لتهديم الدولة العراقية، ومحاولات مستمرة لتمزيق نسيج المجتمع العراقي بقوانين أخرى قد نتفاجـأ بها في أية لحظة!.

وبصرف النظر عن تباين الأراء، والجدل الحاصل بشأن ثورة الرابع عشر من تموز\ ١٩٥٨، إلا ان ما لايقبل الجدل،ان هذا اليوم، هو يوم تأسيس جمهورية العراق، والذي أستوجب الاحتفال به، مثل جميع البلدان التي تحتفل بيوم تأسيسه.

ان عدم الاعتراف بعيد تاسيس الجمهورية، يعني وجود نوايا مضمرة بعدم الاعتراف بالجمهورية نفسها، وتجاهل مشاعر ملايين العراقيين الذين يرون ان هذه الجمهورية هي التي حققت الاستقلال للعراق، ووضعت أسس الدولة المدنية، وأقرت مباديء الحرية والعدالة الاجتماعية، بفضل قانون الاصلاح الزراعي الذي خلّصهم من نير الاقطاع، كما أن قرار ثورة 14 تموز بإصدار قانون رقم 80 الذي تم بموجبه تحرير ثروة البلاد النفطية من هيمنة الاستعمار وشركاته الاحتكارية، كان له الأثر البالغ في تحرير الاقتصاد العراقي، ولو لاه لما تمتعت القوى التي تناوبت على حكم العراق، ومنها الاحزاب الحالية بهذه الثروات الوطنية، التي أخفقت طوال العقدين الماضيين في تقديم أي إنجاز يُخرج الاقتصاد العراقي من آحاديته.

ان المثقفين العراقيين المتمسكين بخيار الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، يحذرون من ما يتردد عن وجود قانون لتأسيس مجلس للقبائل والعشائر العراقية، يمثل ردةً تكرس قيم غادرها المجتمع، ويرسخ التمييز بين أبناء الشعب بما يخالف الدستور والقيم المدنية ويمهد لعودة الاقطاع وتقاليده، وإذ يرصدون بقلق شديد هذه الاجراءات والقرارات، يجدون في قرار إلغاء عطلة يوم تاسيس الجمهورية العراقية، تجاوزا سافرا وفظا على مشاعر الملايين من العراقيين، ويطالبون البرلمان والحكومة التراجع عنه، وتعديل القانون المصادق عليه ليتضمن اعتبار يوم 14 تموز عطلة رسمية وعيدا وطنيا، والعمل على اقرار قوانين رموز الدولة العراقية المدنية المتمثلة بالعلم العراقي، والنشيد الوطني.

الموقعون:

(تم ترتيب الأسماء حسب الحروف الابجدية، والتوقيع مفتوح للمثقفين الراغبين بالتوقيع وذلك بنسخ البيان واضافة الاسم وإعادة نشره) •ابراهيم البهرزي شاعر •احسان شمران الياسري صحفي وخبير مالي •الدكتور احمد الزبيدي استاذ جامعي •اسماء الدليمي اعلامية •اسيل عامر عازفة موسيقية •الدكتور صبيح كلش فنان تشكيلي •الدكتور أكرم مطلك اكاديمي •اياد السعيد اعلامي •الدكتورايمان فارس اكاديمية •أديب العتابي صحفي •باسم حسين اعلامي وناشط مدني  •تضامن عبدالمحسن إعلامية •جاسم الحلفي كاتب وسياسي  •الدكتور جاسم الدباغ معماري واكاديمي •جليل حيدر شاعر •الدكتور جمال العتابي كاتب وناقد تشكيلي •جمال الهاشمي شاعر •الدكتور جواد الأسدي مسرحي •الدكتور جواد الزيدي استاذ جامعي •جواد الشكرجي ممثل •الدكتورة جوليانا داود يوسف مترجمة •الدكتورحاتم الصكر ناقد •الدكتور حسان عاكف طبيب •حسن كريم عاتي روائي •الدكتور حكمت داوود وزير مفوض متقاعد •الدكتور حمزة عليوي اكاديمي وناقد •الدكتور حميد الكفائي اكاديمي وإعلامي •حميد قاسم شاعر •الدكتور حيدر علي طبيب اخصائي جراحة •خالد السلطان ناقد مسرح  •الدكتور خالد السلطاني مهندس معماري  •خالد خضير الصالحي ناقد تشكيلي •خالد زهراو سينمائي •الدكتور خزعل الماجدي شاعر وباحث •رجاء القيسي شاعرة •رضا الاعرجي صحفي •رعد عبود ناشط مدني •رعد كريم عزيز شاعر  •رفاه رؤوف مهندسة  •رنا صباح ناقدة •ريم قيس كبة شاعرة •زعيم النصار شاعر •الدكتور ستار عواد استاذ جامعي •ستار كاووش فنان تشكيلي •الدكتور سعد الشذر صاحب ديوان الشذر في لندن •سعد جاسم شاعر •الدكتور سعد محمد التميمي استاذ جامعي •سعدون جابر فنان •سلام ابراهيم روائي •سلام الصكر مخرج مسرحي •سلام حربة روائي وسينارست •سلوى زكو كاتبة صحفية •سناء عبدالله جميل ناشطة مدنية •شاكر حامد اعلامي •شاكر راضي مترجم •شروق العبايجي رئيسة الحركة المدنية الوطنية •شميران أوديشو رئيسة تحرير جريدة نضال المرأة •صادق الطائي باحث •صباح الشمري مهندس رجل اعمال •الدكتور صباح علال صحفي •صباح هرمز ناقد •صفاء العتابي فنان تشكيلي •صلاح الصكر مسرحي •ضياء سالم كاتب واعلامي •الدكتور طالب الجليلي طبيب وكاتب •طالب عبدالعزيز شاعر •طه الشبيب روائي •طه رشيد اعلامي •طه وهيب فنان تشكيلي •عامر عبود صحفي •عامر كامل تلشط مدني •الدكتور عباس عبود إعلامي •عبد علي اليوسفي روائي •الدكتور عبدالآله كمال الدين ناقد وباحث اكاديمي •عبدالجبار العتابي صحفي وشاعر •عبدالحسين شعبان مفكر •عبدالرحيم ياسر رسام كاريكاتير •عبدالسادة البصري شاعر •عبد الستار البيضاني روائي •عبدالهادي مهودر اعلامي •عزام صالح مخرج •عزيز خيون فنان مسرحي •علاء المفرجي ناقد سينمائي •علي حسين كاتب صحفي •علي عزيز السيد جاسم صحفي •الدكتور علي مهدي سياسي •علي نوير شاعر •عماد عاشور فنان تشكيلي •عمر السراي شاعر •عواطف الحلي كاتبة اطفال •الدكتور عواطف نعيم كاتبة وفنانة مسرحية •الدكتور فاتن الجراح مخرجة مسرحية •الدكتور فاضل سوداني فنان مسرحي وباحث •الدكتورة فاطمة الثابت دكتوراه علم اجتماع  •الدكتورة فاطمة الجراح طبيبة متقاعدة •فالح حسون الدراجي شاعر •الدكتور فرج ياسين قاص واكاديمي •الدكتور فلاح الخطاط اكاديمي ومصمم •فلاح العاني مدير عام سابق •قصي البصري فنان •قيس حسن اعلامي •الدكتور كاظم المقدادي أكاديمي وإعلامي •كاظم عبود ناشط مدني •كاظم غيلان شاعر •كريم السلمان ناشط مدني •كريم صدام لاعب كرة قدم دولي •كريمة الاسدي مترجمة وناشطة مدنية •الدكتورة لاهاي عبدالحسين أكاديمية •الدكتورة ليلى محمد ممثلة واكاديمية •ماجد السفاح شاعر وباحث  •الدكتورة مثنى العسل طبيب جراح اختصاص •محسن شريدة مستشار مكتب السلام العالمي •محمد السلامي ناشط مدني وحقوقي •محمد خلف لاعب كرة قدم دولي •محمود فهمي فنان تشكيلي •مطيع الجميلي فنان تشكيلي •مفيد الجزائري وزير سابق •مقداد عبدالرضا مسرحي •مناهل الجراح ناشطة مدنية •مها البياتي صحفية •ناهدة جابر قاصة •نجم الساعدي ناشط مدني •نضال ابراهيم اعلامية •نضال القاضي روائية •نضال عبدالكريم ممثلة •نعمان جبار استاذ جامعي •نعيم شريف شاعر •هاشم غانم مهندس استشاري •هيثم بهنام بردى روائي •ياسين النصير ناقد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* وقع المزيد من المثقفين على هذا البيان في الايام الماضية ووصل مجموعهم حتى يوم امس الى اكثر من 400.

**************************************************************

بيان جمهرة المثقفين والأكاديميين والإعلاميين حول إنكار الهوية الجمهورية للعراق

السادة المحترمون

رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد

رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني

رئيس مجلس القضاء فائق زيدان

رئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي

فوجئ الرأي العام العراقي، بأخياره ومفكريه ومثقفيه وحملة المعارف الوطنية النيرة، الأكثر حرصا على سلامة البلاد وتجنيبها الهزات والصراعات، لجهة القرار الاستفزازي باستبعاد يوم الجمهورية العراقية من أعياد البلاد، واجبة الاحتفاء، والذي مرّ على السلطة التشريعية وعناوين الإدارة الرسمية الدستورية، وعلى غيبوبة التحسب والانتماء الوطني لدى الطبقة السياسية المتنفذة، الموغلة بهوس التكسب والفساد والمصالح الضيقة.

وإذ يستفز مشاعرنا ومكامن غيرتنا الوطنية هذا التعدي الصارخ على هوية العراق الجمهورية وعلى إرادة الملايين التي انضمت إلى ثورة 14 تموز الوطنية فإننا نتابع بقلق مشوب بالخوف والرفض هذا التتابع المهووس بالخطوات الاجرائية والتشريعية والكيفية في إفراغ العراق من هويته التاريخية، كدولة من قوميات وأديان وطوائف وعقائد وانتماءات مختلفة، ومتضامنة، ومتساوية الحقوق، وذلك لإحلال دولة مشوّهة الهوية، رهينة لسطوة العشائر والسلاح والتطرف الطائفي.. الأمر الذي يشكل منزلقا خطيرا إلى هاوية الانشقاق المجتمعي، والتحول إلى ساحة مفتوحة لغرباء العالم والمنطقة، يفترسون هويته وثرواته، ويصفون حساباتهم، ويعقدون صفقاتهم، في حاضرته.

اننا نطالب الرئاسات المعنية برعاية الدستور العراقي والضامنة لتطبيقه بوجوب احترام الهوية الجمهورية للبلاد وتثبيت الاحتفال بيوم ثورة 14 تموز، ونوقع هنا للفت الأنظار، وعلى التزام مُعلن، نبلغه إلى المسؤولين، وإلى شعبنا، بأن نقف بمواجهة محاولات مسخ هوية وطننا وإهانته، وذلك باستخدام جميع الوسائل الدستورية النافذة والتي اعطتنا حق التعبير الحر عن الرأي، ورفض مشيئة الاستبداد والانكفاء.

الموقعون:

  • عبد المنعم الأعسم- صحفي (بريطانيا) •د. محمد الربيعي- بروفسور ومستشار (بريطانيا) •خانم زهدي- ناشطة نسوية (هولندا) •رضا الظاهر- كاتب (بريطانيا) •البروفسورة سلوى السام– أكاديمية (بريطانيا) •د مصباح كمال- باحث أكاديمي (بريطانيا) •البروفسور صباح جاسم– أكاديمي (بريطانيا) •د حميد الخاقاني– شاعر وأكاديمي (المانيا) •فاضل السلطاني شاعر وكاتب (بريطانيا) •القاضي زهير كاظم عبود- باحث وكاتب (السويد) •زهير الجزائري– روائي وإعلامي (بريطانيا) •جبر علوان- فنان تشكيلي (ايطاليا) •فيصل لعيبي– فنان تشكيلي (بريطانيا) •عبد الكريم گاصد- شاعر وكاتب (بريطانيا) •14 صلاح الحمداني- كاتب وشاعر وفنان مسرحي (فرنسا) •الدكتور خالد السلطاني- معمار وأكاديمي (الدنمارك) •فراس البصري- فنان تشكيلي (كندا) •سلوى الجراح– روائية وإعلامية (بريطانيا) •د. عقيل الناصري- باحث وكاتب (السويد) •يحيى علوان- شاعر وكاتب (المانيا) •جبار ياسين- كاتب وشاعر (فرنسا) •محمد فرادي- فنان تشكيلي (الولايات المتحدة) •د علي عبد الأمير– بروفسور (هنغاريا) •عبد اللطيف السعدي- كاتب وصحفي (ايطاليا) •فراس ناجي– كاتب (استراليا) •د علاء صبيح- استاذ جامعي وناشط مدني (تشكيا) •فالح الحمراني- أكاديمي، كاتب وصحفي (روسيا) •د سمير إبراهيم زيدان- دكتوراه في الإخراج السينمائي (النرويج) •يوسف ابو الفوز- صحفي وروائي (فنلندا ( •د سلام يوسف- أستاذ أدب مقارن (الولايات المتحدة) •د سوسن عبد الكريم عبد المجيد- دكتوراه اتصالات (كندا) •سعاد الجزائري– كاتبة وإعلامية (بريطانيا) •32- كاظم الداخل- فنان تشكيلي (السويد) •غسان فيضي- فنان تشكيلي (فرنسا) •حامد الحمداني- باحث وكاتب (السويد) •عصام الياسري- صحفي (المانيا) •رسمي كاظم- فنان تشكيلي (ايطاليا) •الدكتور فاضل السوداني- فنان ومخرج مسرحي (الدنمارك) •د شيلان قادر- طبيبة اخصائية (المانيا) •مي شوقي– فنانة مسرحية (هولندا) •خالد الحلي– شاعر (استراليا) •محمد الشمري- رئيس رابطة الجالية العراقية (هنغاريا) •42- الأستاذ قصي الصافي (الولايات المتحدة) •زكي رضا- كاتب (الدنمارك) •حسين فليح- فنان (السويد) •د علاوي الحداد- دكتوراه في الكيمياء (السويد) •فاروق عمر- فنان تشكيلي (السويد) •سامي كمال– فنان (السويد) •48- د مؤيد عبد الستار– كاتب (السويد) •سعاد هندي- فنانة تشكيلية (السويد) •جاسم طلال- إعلامي (السويد) •د غالب محسن– كاتب (السويد) •فرات المحسن- كاتب (السويد) •بهجت هندي- فنان مسرحي (السويد) •رياض محمد- فنان وشاعر (السويد) •سوسن العسكري- فنانة تشكيلية (السويد) •فوزي صبار طلاب- كاتب (السويد) •حمودي عبد محسن– كاتب (السويد) •صبحي مبارك- كاتب (استراليا) •خليل الحلي- صحفي (استراليا) •وداد فرحان- اعلامية (استراليا) •ياسين الناشي– أديب (استراليا) •علاء مهدي– إعلامي (استراليا) •63- أحمد المرواني– شاعر (الدنمارك) •ناهد جبر– قاصة (الدنمارك) •سامي الجيزاني- فنان تشكيلي (الدنمارك) •جاسم الحلوائي- كاتب وناشط سياسي (الدنمارك) •الدكتور شابا أيوب- استاذ جامعي (الدنمارك) •داود أمين- كاتب وصحفي (الدنمارك) •نضال عبد الكريم- فنانة مسرحية (الدنمارك) •مزهر بن مدلول- كاتب وصحفي (الدنمارك) •انتظار الحيدر- ناشطة نسوية (هولندا) •ذياب الطائي- كاتب (هولندا) •د هاشم نعمة- باحث وكاتب (هولندا) •حسين سميسم- كاتب (هولندا) •فارس الماشطة- مسرحي (هولندا) •عبد الهادي الراوي- مخرج سينمائي (هولندا) •هادي الخزاعي– مسرحي (هولندا) •ستار كاووش- فنان تشكيلي (هولندا) •عبد الله الماشطة- مهندس استشاري (هولندا) •سامر الماشطة- مهندس تصاميم (هولندا) •راجح الحيدر- ناشط مدني (هولندا) •د مجيد علوان العامري (النرويج) •83- عبد الرزاق محسن كاظم- ناشط مدني (النرويج) •صگر صلاح الصگر- مترجم (النرويج) •شوان وحيد- مخرج مسرحي (النرويج) •ماجد جابر الشمري- مخرج سينمائي (النرويج) •صفاء جبار الساعدي- عازف موسيقي (النرويج) •عبد الأمير الخطيب- فنان وصحفي (فنلندا ( •منقذ القيسي– مهندس متقاعد (فنلندا) •فؤاد عزيز- نحات (ايطاليا) •عبد اللطيف السعدي- كاتب وصحفي (ايطاليا) •عبد المنعم التميمي- شاعر (ايطاليا) •أديب علي- صحفي (ايطاليا) •علي العساف- فنان تشكيلي (ايطاليا) •روناك شوقي- فنانة مسرحية (بريطانيا) •د سلمى السداوي- أكاديمية (بريطانيا) •صادق طعمة- فنان تشكيلي (بريطانيا) •مهدي الشمري- فنان تشكيلي (بريطانيا) •علي رفيق- مخرج سينمائي (بريطانيا) •قاسم عبد- مخرج سينمائي (بريطانيا) •د أحمد جهلاني- أكاديمي (بريطانيا) •د رضوان الوكيل- دكتوراه طب (بريطانيا) •الدكتور لينارد يعقوب– طبيب الامراض القلبية (بريطانيا) •فيصل عبد الله- كاتب وصحفي (بريطانيا) •هاشم الهاشمي– اقتصادي (بريطانيا) •عبد الاله توفيق- أكاديمي (بريطانيا) •د علي شوكت- أكاديمي (بريطانيا) •ستار الخفاجي– أكاديمي (بريطانيا) •كاويان محمود- فنان تشكيلي (فرنسا) •محمود درويش- فنان تشكيلي (فرنسا) •د وثاب السعدي- سياسي واقتصادي (فرنسا) •د فراس مصطفى- أكاديمي ودبلوماسي سابق (فرنسا) •صباح العلوي- أستاذة جامعية (فرنسا) •مهدي الحافظ- مهندس وناشط مدني (فرنسا) •هناء الوحاش- مهندسة وناشطة نسوية (فرنسا) •علاء مهدي- مهندس نفط وناشط مدني (فرنسا) •د حسين كركوش- كاتب عراقي (فرنسا) •د جواد بشارة- سينمائي وباحث علمي (فرنسا) •د فؤاد الصفار- أكاديمي (فرنسا) •د محمد الاسدي- استاذ جامعي (تشكيا) •د أكرم مطلك- استاذ جامعي (تشكيا) •المهندس خالد العلي- ناشط مدني (تشكيا) •الدكتور صباح موردا- طبيب (تشكيا) •المهندس فؤاد الجلبي- ناشط مدني (تشكيا) •د شاكر موسى عيسى- دكتوراه اقتصاد (كندا) •د انتصار هزليل الناصري- دكتوراه كيمياء (كندا) •نوال ناجي يوسف- ناشطة ديمقراطية (كندا) •د ثامر الصفار- دكتوراه في البيئة (كندا) •عصام الصفار- اعلامي (كندا) •طه حمود نعمان- ماجستير هندسة (كندا) •د موفق وهاب احمد- طبيب (كندا) •باسل جعفر نجم- ماجستير هندسة (كندا) •نبيل رومايا- رئيس الاتحاد الديمقراطي العراقي (الولايات المتحدة) •المهندس نامق ناظم ال خريفا- سكرتير اتحاد الكتاب والادباء الكلدان (الولايات المتحدة) •كمال يلدو- إعلامي (الولايات المتحدة) •إسماعيل محمد اسماعيل- شاعر (الولايات المتحدة) •همام عبد الغني- شاعر (الولايات المتحدة) •د شاكر رحيم حنيش- أكاديمي (الولايات المتحدة) •الأستاذ محمد حسين النجفي (الولايات المتحدة) •الأستاذ نجاح يوسف (الولايات المتحدة) •د مفيد الناصح- أكاديمي (هنغاريا) •د صفاء الهلال- أكاديمي (هنغاريا) •د كنعان محمد- أكاديمي (هنغاريا) •د خليل الحركاني- فنان مسرحي وأكاديمي (هنغاريا) •د حسين جهاد- أكاديمي (هنغاريا) •د عبد الباقي الجزائري- رئيس أطباء (هنغاريا) •د حيدر عبد الكريم- رئيس أطباء (هنغاريا) •د علي الخالدي- طبيب اختصاص (هنغاريا) •د شهاب الدوري- صيدلاني (هنغاريا) •د كريم الخفاجي- اقتصادي (هنغاريا) •د محمد جمال- اختصاص علوم زراعية (هنغاريا) •د ماهر خضير- اختصاص علوم زراعية (هنغاريا) •د مؤيد عبد العال- اختصاص علوم زراعية (هنغاريا) •ستار الريحاني- سينمائي (هنغاريا) •د منير عيسى- أكاديمي (هنغاريا) •حسين الموسوي- فنان سينمائي (المانيا) •مثنى محمد- اقتصادي وناشط حقوقي (المانيا) •ماجد الخطيب- كاتب مسرحي (المانيا) •حسن حسين- إعلامي (المانيا) •د. علي إسماعيل جودة- أكاديمي (المانيا) •د. رمزي ياقو- أكاديمي متقاعد (المانيا) •د دكران يوسف- مهندس جيولوجي ومترجم (روسيا) •جاسم الصفار- أكاديمي ومترجم (روسيا) •سمير الظاهر- أكاديمي وناشط سياسي (روسيا) •نصرت كاظم عبد الكريم- أكاديمي ودبلوماسي متقاعد (روسيا) •حسن النداوي- ناشط سياسي (روسيا)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الاسماء اعلاه هي لأوائل الموقعين على البيان، وبعدها استمرت عملية التوقيع على موقع الحوار المتمدن، حتى بلغ العدد الكلي للموقعين عصر أمس السبت 4600.

***************************************************************

بيان ثالث

أصدرت مجموعة منظمات عراقية ومثقفين عراقيين آخرين في الخارج والداخل بيانا طالبوا فيه «باستعادة تثبيت يوم تأسيس الجمهورية العراقية عيدا وطنيا جامعا».

وسننشر في عدد قادم نص البيان وأسماء الموقعين عليه.

***************************************************************

أمام نصب الزعيم «فريق الربيع» الكروي يعلن طاقمه الجديد

الصويرة – طريق الشعب

اعلن «فريق الربيع»، أحد الفرق الشعبية لكرة القدم في قضاء الصويرة بمحافظة واسط، أخيرا، طاقمه الجديد لخوض المباريات في بطولات العطلة الصيفية.

وأطلق الفريق إعلانه أمام نصب الزعيم عبد الكريم قاسم عند مدخل القضاء، وذلك اعتزازا بقائد ثورة تموز، وتنديدا بعدم إدراج يوم 14 تموز في قانون العطل الرسمية الذي صوّت عليه البرلمان أخيرا.

من جانبها، ثمّنت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الصويرة اعتزاز «فريق الربيع» بالثورة وقائدها. فيما أكد كابتنا الفريق، حسين محسن وعلي الحمداني، ان اختيار فريقهما موقع نصب الزعيم مكانا لإعلان طاقمه الجديد، ما هو إلا تثمين لدور الزعيم في ثورة تموز الوطنية. 

هذا وقدمت منظمة الحزب في الصويرة لوح تقدير إلى الفريق.

*****************************************************************

الصفحة الثامنة

رضا الظاهر في كتاب جديد إبسن: الحداثة.. الجماليات.. الشخصيات النسائية

كمال فهمي

بـكتابه الجديد (إبسن: الحداثة.. الجماليات.. الشخصيات النسائية)، الصادر، مؤخرا، عن دار أبجد للترجمة والنشر والتوزيع، يضيف الكاتب رضا الظاهر مساهمة جديدة متميزة الى انجازاته الابداعية متمثلة بكتبه وأبحاثه الهامة.

ويضم الكتاب، الذي صمم غلافه الفنان القدير الدكتور فلاح حسن الخطاط، ويقع في حوالي 250 صفحة من القطع المتوسط، 7 فصول تبدأ بمقدمة ضافية تحمل عنوان (أسئلة إبسن)، وتغطي أكثر من 30 صفحة. وتركز فصول الكتاب السبعة على هنريك إبسن باعتباره رائدا للحداثة، وتدرس جمالياته، وتحلل شخصياته النسائية، ليستخلص الكاتب في الفصل الأخير أن إبسن مايزال معاصرنا. وفي خاتمة الكتاب نجد ملحقا يتضمن التسلسل التاريخي لحياة إبسن وقائمة بما أنجز من أعمال مسرحية.

ومما جاء في نص الغلاف الأخير أن «هذا الكتاب يسعى الى إضاءة أسئلة إبسن، وموقعه كرائد للحداثة في المسرح، ومنهجه الجمالي، وواقعيته، ومواقفه في سياق تحليل البنية الاجتماعية، ونظرته الى الحرية، وكشفه لاضطهاد النساء وندائه لتحريرهن.

ومن الطبيعي أن تضيء مقاربتنا النقدية هذه الموضوعات عبر تحليل عدد من مسرحياته وشخصياته النسائية المميزة، لنستخلص، في خاتمة المطاف، أن إبسن مايزال معاصرنا.

إن مواصلة مسارح العالم تقديم مسرحيات إبسن حتى أيامنا الحالية، حيث نوشك أن ننهي الربع الأول من القرن الحادي العشرين، هي أسطع دليل على أن إبسن يحتل المكانة الأعظم بعد شكسبير».

ويذكر المؤلف أن مسرحية إبسن المميزة (بيت الدمية) أثارت ضجة عند ظهورها الاسكندنافي عام 1879. ففيها، وفي المسرحية التي تلتها (الأشباح) – 1892، وفي سائر مسرحياته، سلط إبسن الأضواء على المواقف التي تركها المجتمع المنافق من دون بحث أو تساؤل. وجسدت تصورات بطلات مسرحياته حول المجتمع ووضعهن فيه وضوحا مايزال دراماتيكيا على نحو مذهل.

ويشير الظاهر الى أن إبسن، أكثر من أي كاتب مسرحي آخر، أسس الواقعية كأسلوب حي في المسرح. وكانت الواقعية بالنسبة له أسلوبا مسرحيا، وموقفا فلسفيا. فنحن نجد الواقعية فاعلة في حوار إبسن ومشاهده وخلقه للشخصيات، وكذلك في نقد مسرحياته العميق للمثل البرجوازية. ولم يكن إبسن أول كاتب مسرحي واقعي، لكنه يبقى الأكثر تأثيرا بين من مارسوا هذا المنهج.

ويرى المؤلف أن استيعاب إبسن في الحياة الثقافية في مختلف أنحاء العالم يجري تجسيده عبر استمرار تقديم مسرحياته، وإن الاتجاهات والأجواء النرويجية لمسرحياته لم تمنع عشاقه في أواخر العصر الفكتوري (برنارد شو، إدموند غوس، وإليانور ماركس) من الادعاء بأنه إبسنهم. وفي أيامنا الحالية يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة لدائرة قرائه الواسعة وجمهوره المسرحي الهائل.      

ويقول الكاتب «إن مسرحيات إبسن، التي اتسمت بغنى الموضوعات وجمالية الخصائص الفنية، تنبأت بالتطورات الكبرى في القرنين العشرين والحادي والعشرين. فصورت مشاعر اغتراب الفرد عن المجتمع، والأغلال التي تكبل فرديته. وكشف إبسن عن ضغوط الحياة الحديثة بتصويره الصراعات الداخلية التي تحبط المرء وتؤدي الى تدميره».

ويضيف أن من بين القيم الأساسية لدى إبسن قيمة الحرية، التي كان يعتقد أنها ضرورية للانجاز الذاتي. ويميز إبسن، على نحو خاص، التناقضات بين القابلية والرغبة، والارادة والظروف، وامتزاج تراجيديا وكوميديا البشر والفرد.

وحسب رضا الظاهر يظل سؤال علاقة إبسن بالنسوية، سواء أشار المرء بشكل خاص الى حركة النساء في مطلع القرن العشرين أو بشكل عام الى النسوية كآيديولوجيا، سؤالاً مثيراً للجدل. فالرأي الذي يدعم إبسن كنصير للاتجاهات النسوية يمكن أن ينظر إليه متجلياً على امتداد طيف واسع من المواقف مع إبسن كاشتراكي بمعنى ما في طرف وإبسن كإنساني في الطرف الآخر.

ويذكر الكاتب أن الناس في مختلف أنحاء العالم شاهدوا نسخاً كثيرة من مسرحيات إبسن على المسرح، أدتها ممثلات هن أنفسهن مجسدات تجربة مسرحية عظيمة. ولكن بالنسبة لنا فإن المأثرة العظمى تتمثل في أن إبسن، على الرغم من كونه رجلاً، يعبر عن غضب النساء عبر الأجيال. ولعل الرجل المسرحي الآخر الذي فعل هذا هو برتولد بريخت. وبالتالي فان إبسن وبريخت يظهران مآسي الرأسمالية عبر إضاءة الظلم الذي تسببه للنساء، وبالتالي يساعداننا في فهم العالم من أجل تغييره.

وفي الفصل الخامس الذي يحمل عنوان (مصائر الشخصيات النسائية)، وعلى امتداد ما يقرب من 50 صفحة، يحلل الظاهر، على نحو نقدي منهجي، أبرز الشخصيات النسائية في مسرحيات إبسن: نورا (بيت الدمية)، لونا هيسل (أعمدة المجتمع)، السيدة ألفنغ (الأشباح)، بيترا ستوكمان (عدو الشعب)، ريبيكا ويست (روزمرشولم)، هيلده فانغل (البنّاء العظيم)، إليدا فانغل (حورية البحر)، وهيدا غابلر (هيدا غابلر).

ويضيء الكاتب تعاطف إبسن العميق مع شخصياته النسائية، مذكّرا بملاحظاته الأولى حول مسرحية (بيت الدمية) حيث قال «إن المرأة لا يمكن أن تكون نفسها في المجتمع المعاصر. إنه مجتمع ذكوري، على وجه الحصر، بقوانين كتبها رجال وبمجلس وقضاة يحكمون على السلوك الأنثوي من وجهة نظر ذكورية».

وفي الفصل الأخير (إبسن معاصرنا) يقول المؤلف الظاهر إنه «بعد ما يقرب من قرن ونصف من الزمان ما تزال مسرحية إبسن الشهيرة (بيت الدمية) تقدم على مسارح العالم بأشكال ورؤى جمالية متنوعة، وماتزال تلهم السينما والفنون عموما، ناهيكم عن النساء المكافحات من أجل حرياتهن وحقوقهن. فلماذا تبدو لنا أحداث ظهرت عام 1879 مألوفة في أيامنا ونحن في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين؟»

ويضيف أنه «ماتزال النقاشات محتدمة بشأن دور النساء في المجتمعات المتغيرة، وماتزال هذه المسألة وثيقة الصلة بالحراك الاجتماعي الراهن. صحيح أن الواقع الاجتماعي تغير، غير أن القضايا التي ناقشتها (بيت الدمية)، من الأدوار العائلية الى القيم الأخلاقية، ماتزال راهنة. وما كان صادما في زمنه بشأن فعل نورا، مايزال صادما في زماننا».

ويضيء المؤلف حقيقة إن (بيت الدمية) تركز، في جوهرها، على الصراع بين الرجال في السلطة والناس الذين تحت حكمهم. وبعد ما يقرب من قرن ونصف من الزمان مايزال جوهر هذا الصراع قائما. وما تزال قصة (بيت الدمية) هي ثاني مسرحية من حيث سعة الاخراج والتقديم على المسرح بعد (هاملت) شكسبير.

هذا وللكاتب رضا الظاهر، المعروف بعموده النقدي الأسبوعي (تأملات) الذي ظل ينشر كل ثلاثاء على مدى تسع سنوات في صحيفة (طريق الشعب) وصدر في كتب عدة، العديد من الأبحاث والدراسات والمقالات في الثقافة الجمالية ونقد الرواية، فضلاً عن أربعة كتب مترجمة في هذا الميدان هي: “الدون الهادىء ليس هادئاً”، “جماليات الصورة الفنية”، “الوعي والابداع – دراسات جمالية ماركسية”، و”الثقافة الروحية والتفكير الجديد”.

وفي إطار مشروعه النقدي درس العلاقة بين المرأة والأدب، ككاتبة وكشخصية في الرواية، وله في هذا المجال ثلاثة كتب: (غرفة فرجينيا وولف.. دراسة في كتابة النساء) و(الأمير المطرود.. شخصية المرأة في روايات أميركية) و(أمير آخر مطرود.. شخصية المرأة في روايات بريطانية).

وفي إطار بحثه في الماركسية والثقافة لديه كتابه الصادر عام 2005 والموسوم (موضوعات نقدية في الماركسية والثقافة).

وأصدر، عام 2009، كتابا عن روزا لوكسمبورغ هو (النسر المحلق.. تأملات في مثال روزا لوكسمبورغ)، كما أسهم في إضاءة الحراك الاحتجاجي من خلال كتابه الموسوم (اقتحام السماء.. تأملات في الحراك الشعبي)، الصادر عام 2016.

وفي عام 2021 أصدر الظاهر كتابه (ماركس.. هل كان على حق؟)، فيما أصدر عام 2023 كتابه الموسوم (اضطهاد النساء.. مقاربة نقدية).

********************************************************

الصفحة التاسعة

ألكاراز يواصل التقديم في رولان غاروس

باريس ـ وكالات

أبدى الإسباني كارلوس ألكاراز، رضاه الشديد عن المباراة التي خاضها مساء الجمعة أمام الأمريكي سيباستيان كوردا في رولان جاروس وحقق فيها الفوز بصعوبة، وأكد أنه على عكس الدور السابق لم يفقد تركيزه في أي لحظة. وتمكن ألكاراز، المصف الثالث عالميا، من التأهل لدور الـ 16 في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس للعام الثالث على التوالي، بفوزه على الأمريكي سيباستيان كوردا، المصنف 28 عالميا، بنتيجة 6-4، و7-6 (5)، و6-3. وصرح اللاعب الإسباني: «فخور بالحفاظ على تركيزي حتى النهاية»، مؤكدا أنه شعر بأنه على ما يرام في الملعب. وقال: «أعتقد أنني لعبت مباراة جيدة، وشعرت أنني بحالة جيدة، وسددت الكرة بشكل جيد، وتحركت بشكل جيد. لقد كانت مباراة صعبة، لكنني أغادر راضيا جدا عن الطريقة التي أدرت بها اللحظات الصعبة». وذكر ألكاراز أنه استعاد ضربات راحة اليد التي استخدمها «بكثافة كبيرة»، بعدما فقدها خلال الأسابيع الأخيرة. وأكد اللاعب الإسباني بأن جميع المرشحين للفوز باللقب يظهرون تحسنا في المستوى مع مضي المباريات في البطولة.

**************************************************************

الشرطة ينفرد في صدارة دوري نجوم العراق وكبوة جديدة للقوة الجوية

 بغداد ـ طريق الشعب

انفرد فريق الشرطة بالصدارة برصيد 73 نقطة بعد اختتام الجولة الـ 32 لدوري نجوم العراق لكرة القدم مستفيدا من خسارة منافسه القوة الجوية أمام نوروز الذي احتفظ بالمركز الثاني رغم الخسارة برصيد 66 نقطة.

وجاء الزوراء ثالثاً برصيد 63 نقطة بعد سلسلة انتصارات حققها عقب تسلم عصام حمد قيادة الفريق خلفا للمصري حسان البدري، في حين قفز النجف إلى المركز الرابع برصيد 56 نقطة مستفيدا من فوزه على زاخو في مباراة فض الشراكة على المركز الرابع ليتراجع زاخو للمركز الخامس برصيد 55 نقطة.

وحل فريق دهوك بالمركز السادس برصيد 49 نقطة، ثم نوروز سابعاً برصيد 48 نقطة، ثم النفط ثامناً برصيد 43 نقطة، ويأتي خلفه الحدود تاسعا برصيد 42 نقطة، ثم الطلبة عاشرا برصيد 41 نقطة ولديه مباراة مؤجلة.

وحل نفط ميسان بالمركز الـ 11 برصيد 39، والكهرباء بالمركز الـ 12 برصيد 34 نقطة، يليه الميناء بالمركز الـ 13 برصيد 34 نقطة بنفس رصيد الكهرباء لكن بفارق الأهداف، ثم أربيل بالمركز الـ 14 برصيد 32 نقطة، بعده كربلاء بالمركز الـ 15 برصيد 32 نقطة.

وفي المراكز الخمسة الأخيرة، جاء الكرخ بالمركز الـ 16 برصيد 31 نقطة، يليه نفط البصرة بالمركز الـ 17 برصيد 28 نقطة، ثم القاسم بالمركز الـ 18 برصيد 25 نقطة، يليه أمانة بغداد بالمركز الـ 19 برصيد 22، وأخيرا نفط الوسط بالمركز الـ 20 برصيد 15 نقطة.

*********************************************************

بطولة كمال أجسام بالتعاون مع شيوعيي ديالى

بعقوبة – طريق الشعب

شهدت القاعة الرياضية المغلقة في ملعب ديالى، أول أمس الجمعة، بطولة كمال أجسام لفئتي الكلاسيك والفيزيك، نظمها اتحاد كمال الأجسام في المحافظة بالتعاون مع اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى.

البطولة التي حضرها رئيس اللجنة الأولمبية في ديالى، وجمع من محبي رياضة كمال الأجسام، شارك فيها أكثر من 50 لاعبا.

وفي ختام البطولة، وزعت اللجنة المحلية قلادات وشهادات تقدير على اللاعبين الفائزين. بينما كُرمت اللجنة المحلية بلوح تقديري، ووُزعت على أعضائها الحاضرين شهادات تقدير من قبل رئيس اتحاد كمال الأجسام في ديالى الكابتن محمد إقبال حسين.

*********************************************************

10 صروح مبهرة.. تعرف على ملاعب يورو 2024

برلين ـ وكالات

تقام نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم هذا الصيف بين 14 حزيران و14 تموز، في 10 ملاعب موزّعة على 10 مدن ألمانية.

وساهمت 9 من الملاعب الـ 10 في استضافة مونديال 2006، باستثناء دوسلدورف أرينا.

اللافت أن ميونخ، ستستضيف مباريات في البطولة للمرة الثانية توالياً، بعدما كانت ضمن 11 مدينة تستقبل مباريات النسخة الماضية صيف 2021.

الملعب الأولمبي

استقبل الملعب الذي يعتمده فريق هرتا برلين (درجة ثانية حالياً)، أولمبياد 1936، نهائي مونديال 2006 ونهائي دوري أبطال أوروبا 2015. ويحتضن نهائي كأس ألمانيا دون انقطاع منذ 1985. وسيكون ملعب نهائي كأس أوروبا 2024 في 14 تموز.

أليانز أرينا

افتتح الملعب الذي بناه فريقا بايرن ميونخ وميونخ 1860 عام 2005، قبل أن يستحوذ بايرن على الملكية كاملة. احتضن افتتاح مونديال 2006 ونهائي دوري أبطال أوروبا 2012 عندما تفوّق تشيلسي على المضيف بايرن ميونخ بركلات الترجيح. كما استضاف مباريات في كأس أوروبا 2020 صيف العام 2021.

وسيكون ملعب المباراة الافتتاحية بين ألمانيا واسكتلندا في 14 حزيران وإحدى مبادرتي نصف النهائي. يقطن ميونيخ 1.6 مليون نسمة وهي ثالث أكبر مدينة في ألمانيا. وجهة مليئة بالتاريخ، المعارض الفنية، المتنزهات ومعقل شرب الجعة.

سيجنال إيدونا بارك

يُعدّ ملعب بوروسيا دورتموند من الأشهر في العالم بفضل «الجدار الأصفر» لمشجعيه المتفانين. افتُتح عام 1974 وشهد عملية تجديد في رئيسة في 2003. استضاف مباريات هامة من بينها نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2001 بين ليفربول وألافيس.

وسيحتضن إحدى مباراتي نصف النهائي في كأس أوروبا 2024. وتُعدّ دورتموند القلب الثقافي لإقليم الرور. اشتُهرت قبل خمسين سنة بالفحم الصلب والجعة، لكنها تطوّرت وأصبحت مركزاً رئيساً للتكنولوجيا.

شتوتغارت أرينا

أعيد تجديد الملعب وتحديثه أكثر من مرّة منذ بنائه في 1933. استقبل مباريات في مونديالي 1974 و2006، كأس أوروبا 1988 ونهائي كأس أوروبا لأبطال الدوري في 1959 و1988، بالإضافة لمونديال 1993 لألعاب القوى.

شتوتغارت هي إحدى أهم المدن الصناعية ومقرّ شركتي مرسيدس وبورشه لصناعة السيارات. لكن زوّارها بمقدورهم الاستمتاع بالنبيذ والمطاعم المميزة التي تقدّم حساء الفطائر (فلادلهزوبه) المحلي.

فولكسبارك شتاديون هامبورغ

 افتتح الملعب أولاً عام 1953، لكن تمّ تجديده في 2000. استضاف مباريات في كأس أوروبا 1988 ومونديالي 1974 و2006.

هامبورغ هي ثالث أكبر مدينة أوروبية من خارج نادي العواصم. تملك مرفأً عالمياً مرموقاً، تاريخاً ثقافياً غنياً، هندسة معمارية مذهلة وحياة ليلية تجعلها محط أنظار الكثير من السياح.

دوسلدورف أرينا

يعتمده فريق فورتونا دوسلدورف الذي شارك في الدرجة الأولى آخر مرة موسم 2019/2020. استضاف الملعب الذي كان يُعرف سابقاً تحت اسم راينشتايدون مباريات دور المجموعات في كأس أوروبا 1988.

يقطن في دوسلدورف، عاصمة شمال الراين-فستفاليا، 650 ألف نسمة وفي مدينتها القديمة أكثر من 250 حانة للجعة ومطعماً، فوُصفت بـ»أطول حانة في العالم».

استاد كولن

أعيد بناء الملعب الخاص بنادي كولن الهابط إلى الدرجة الثانية، استعداداً لمونديال 2006، بعد افتتاحه في 1923 وخضوعه لمرحلة تجديد أولى في 1975. استقبل مباريات في كأس أوروبا 1988، كأس القارات 2005 ومونديال 2006.

منذ 2010، يحتضن دون انقطاع نهائي كأس ألمانيا للسيدات، بالإضافة إلى مباريات كرة قدم أميركية، هوكي على الجليد وحفلات موسيقية.

فرانكفورت أرينا

افتُتح ملعب نادي آينتراخت فرانكفورت في أيار 1925. استضاف مباريات في مونديال 1974 بينها الافتتاح، كأس أوروبا 1988، كأس القارات 2005 وكأس العالم 2006.

وتُعدّ فرانكفورت مركزاً عالمياً للتمويل والتجارة، تقع على ضفاف نهار ماين. هي خامس أكبر مدينة في ألمانيا وأكسبها أفقها المميز لقب «مانهاتن».

لايبزيغ ستاديوم

يملك نادي لايبزيغ ملعباً متطوّراً يتميّز بسقف حديث افتُتح عام 2004. أعيد بناؤه داخل هيكل ملعب تسنترال شتاديون القديم، الأكبر في ألمانيا الشرقية سابقاً. استضاف مباريات في مونديال 2006.

وتعجّ لايبزيغ بالتاريخ وسكنها في الماضي الموسيقي يوهان باخ. عرفت تظاهرات سلمية في 1989 استحوذت مزاج الشارع مع توجّه ألمانيا لإعادة توحيد الشطرين.

أرينا أوف شالكه

افتُتح الملعب في 2001 وهو مقرّ نادي شالكه بطل ألمانيا 7 مرات والمشارك راهناً في الدرجة الثانية. يتمتع بسقف قابل للطي ومستطيل أخضر يمكن سحبه. استضاف نهائي دوري أبطال أوروبا 2004 وربع نهائي كأس العالم 2006.

*****************************************************************

سباق العشاري.. سعدون يحصد الذهب في بطولة غرب آسيا

البصرة ـ طريق الشعب

حصد لاعب منتخب العراق لألعاب القوى عبد السجاد سعدون ذهبية سباق العشاري ضمن منافسات بطولة غرب آسيا الجارية احداثها في مدينة البصرة.  

وتمكن اللاعب سعدون، من جمع 6883 نقطة ليحل أولا متقدما على اللاعب السعودي محسن الدبوس والذي جمع 6882 نقطة فيما حل الكويتي عبد الله الأمير ثالثاً بـ 6655 نقطة.

كما جاءت العداءة العراقية آسيا قادر ثالثا في فعالية رمي الرمح بعد رميها الرمح لمسافة بلغت 38،42 م لتحصل على الوسام النحاسي.

فيما حققت اللاعبة العراقية الشابة منى رائد، رقماً قياسيا عراقياً لفئة الشابات بفعالية رمي الرمح بمسافة 38.23 متجاوزة الرقم السابق 36.59.

وبهذه النتائج يكون رصيد العراق في البطولة 5 ذهبيات ومثلها فضيات و6 برونزيات.

وإلى غاية الآن لم يتمكن أحد من المشاركين العراقيين في الدورة من تحقيق رقم يؤهله إلى أولمبياد باريس.

*************************************************

وقفة رياضية.. المطلوب حماية حكام كرة القدم

منعم جابر

تصرفات الجماهير الحاضرة إلى ملاعب الكرة تغيرت كثيراً مما ألفناه بالأمس حيث صارت الكلمات النابية والقاسية ضد اللاعبين ظاهرة شائعة أو ضد البعض من الجماهير دون رادع أو خشية أو خوف أو تردد، وبهذا وجدنا أن تواجد حماية رسمية ممكن أن تلعب أدوار حساسة وفاعلة للحد من هذه الظاهر المتفشية في الملاعب، حيث نجد أنه من الممكن تواجد هكذا حماية للضبط وعدم الاعتداء والإساءة للحكام أو للاعبين من قبل هكذا نوعية من الجماهير غير المنضبطة أو (المخمورة) والمسيئة بكل الاشكال والانواع. ووجود حماية للملاعب والسعي للضبط والالتزام مبدأ عام متواجد في كل ملاعب الدنيا ولهذا نجد أن توفر الحمايات واجب وطني ومسؤولية أخلاقية يتطلب توفرها لتجنب الإساءة وسوء التصرف، وممكن لحماية الملاعب أن تبعد البعض من السيئين من جمهور الملاعب وخاصة في المباريات الجماهيرية والتي تحضرها عشرات الألوف من الجماهير، ولعل المهمة الأساسية لضبط الملاعب وإيقاع تصرفات الجماهير الحاضرة وضمان عدم الإساءة إلى الحضور وعدم الإساءة إلى الحكام لأنهم الأساس المهم في إدارة المباراة وعدم الإساءة لهم لأنهم بشر وبحاجة إلى التصرفات المحترمة وعدم الإساءة والاعتداء لأنهم يتخذون قراراتهم ويصدرون أحكامهم بجزء من الثانية مما يتطلب منهم إصدارها بأريحية ودون انفعال وبعيداً عن  التشنج، وهذا لا يمكن أن يتحقق بوجود إساءات مقصودة وتصرفات عدوانية يصدرها هذا أو ذاك من الجماهير او حفنة من المشجعين لأسباب عاطفية او انحياز لفريقهم أو لأسباب أخرى نعرف الكثير منها، لقد عُرف حكامنا بكرة القدم بأنهم يقدمون مستويات راقية وعالية المستوى عندما يقودون مبارياتهم خارج العراق مما يعكس امكانياتهم وقدراتهم العالية، بينما نجدهم وفي بعض الحالات دون المستوى المطلوب في ملاعبنا وعند المباريات الحساسة والجماهيرية، أقول إن السبب الرئيسي هو الانفعال والخوف والتردد مما يسبب أخطاء بعضها كبير وقد تبدو (قاتلة)، وكرة القدم لعبة أخطاء يحصل فيها الكثير من العيوب والنواقص وهناك حكمة تقول (المرء يخطأ ولكن يجب أن لا يكون الخطأ عظيماً) وحكامنا يقدمون مستويات جيدة ومتميزة ولكن البعض من جماهيرنا لا تقبل أبداً إلا بفوز فريقها المفضل، نعم وبفضل (الفار) تقلصت الأخطاء وتجاوزنا الكثير منها.

أحبتي يا جماهير الفرق الجماهيرية عليكم أن تشجعوا فرقكم وان لا تنسوا أن حلاوة كرة القدم بانها للفوز والخسارة فعليكم بان تتقبلوا الخسارة كما تقبلون الفوز، وهذه حلاوة كرة القدم أما أن تطالبون وترغبون الفوز فقط وعلى الدوام فهذا تعدٍ على حلاوة كرة القدم، وان تساهموا بخلق حلاوة اللعبة وقبول نتائجها وان تحترموا حكامها والمشرفين عليها وان تضعوا حداً للمسيئين ومن يتصرف خارج الروح الرياضية وقيمها.

****************************************************************

الصفحة العاشرة

 الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق واشكالياته الكبرى.. الدولة الريعية/ الآثار والنتائج

د. صالح ياسر

إحدى النتائج المهمة للنظرية الريعية، كما يرى بعض الباحثين (1)، تتمثل في أن المجتمع المدني في الدول الريعية قد أسقط مطالبه عن الدولة، لأنه لا يرى من حقه التأثير في السياسة. كما أن الدولة من هذا النوع نجحت، بشكل ما، في التخلص من وشائجها المدنية. وهذه «الاستقلالية» عن المجتمع المدني مرتبطة بمداخيل النفط الكبيرة المدفوعة مباشرة للدولة.

أما على الصعيد الاقتصادي فإن السياسات التي تقوم عليها الدولة الريعية تفرز العديد من المشكلات الاقتصادية، تتمثل بدايتها في الاعتماد على أنظمة اقتصادية مهترئة واتكالية تميل نحو السلوك الاستهلاكي غير المنتج، وهذا بدوره يقود الى خلل في توزيع الدخل إذ أنه يقوم، في مثل هذه الدول، على المزايا السلطوية الناتجة عن النظام السياسي للدولة بدلاً من أن يقوم على أساس من التوزيع حسب الإنتاجية. والأمر لا يتوقف عند الخلل المتمثل في انعدام التوزيع العادل للثروات بل يؤدي إلى ظهور أمراض اقتصادية تنشأ عنها اختلالات اجتماعية. فمثل هذا النوع من الاقتصاديات يعتبر بيئة خصبة للفساد المالي والإداري والسبب هنا لا يتناول الجانب الأخلاقي بقدر ما يتناول ما تفرزه السياسات التي تتبعها الأنظمة وما ينتج عنها من نظم اقتصادية.

وعلى الصعيد السياسي يلاحظ ثمة تنازل عن الصوت الانتخابي الديمقراطي مقابل الحصول على تعويضات مصدرها الريع المركزي للبلاد اي التنازل عن دفع الضرائب مقابل التنازل عن الصوت الانتخابي. ومن أبرز افرازاته:

- ظهور توجهات لتركيز السلطة والثروة على خطوط أسرية وعشائرية وطوائفية ومناطقية (2).

- تطور النظام إلى نوع من حكم القلة أو «الطغمة»، فقد تكونت في العديد من البلدان الريعية شريحة صغيرة من الشيوخ والضباط ورجال الأعمال تختلف بقيمها وثقافتها السياسية المختلفة عن قيم المجتمع. وتمكن أفراد تلك الشريحة من خلال سيطرتهم على المواقع العليا التي تتدفق من خلالها الريوع النفطية من الإثراء الشخصي على حساب التنمية والأهداف الأخرى، وهكذا تم «خصخصة» الدولة من خلال الهيمنة عليها عبر هذه الشرائح.. وحل معيار الولاء محل معيار الكفاءة ومحاربة الفساد. ومن الواضح أن الريع قد لعب دورا ما في ظهور حكم القلة وفي إعاقة نمو الدولة وافتقارها إلى القدرة والشرعية. والملاحظ في بعض البلدان انه يجري تقديم «تبرير ديني» للفساد بوصفه انتزاعا لحق معلوم من «بيت مال المسلمين» في مقابل تأكيد وجوب طاعة «أولي الأمر»الاوليغارشية» كعلاقة تبادلية في المنافع والمزايا والموارد ضمن ترتيبات الحكم (كنوع من الرشوة والاستمالة)، بما يساهم في ترسيخ التهميش واللامساواة الطبقية/الاجتماعية (3).  ومن جهة أخرى فقد ساهم الريع النفطي، بطرق مختلفة، في ظهور أو على الأقل تقوية الجماعات غير الرسمية من جهة، وفي ظهور الصراعات العنيفة التي تخوضها بعض تلك الجماعات مع الدولة. فقد عمل الريع، سواء كان مصدره القابضون على السلطة أو الخارج، على تقوية الجماعات غير الرسمية وتعزيز استقلالها عن السلطة. كما ساهم في تكريس هشاشة الدولة وفشلها في التوزيع العادل للثروة، وبالتالي تشجيع بعض الجماعات غير الرسمية على التمرد عليها. وجاءت أزمة الاقتصاد الريعي بكل تفاصيلها وسياقاتها لتسهم بدورها في تحويل تلك الصراعات إلى صراعات مزمنة.

إن أخطر ما تعاني منه الدولة الريعية هي أنها ترسي أسس استمراريتها على ما تسيطر عليه من موارد وما تقدمه من خدمات، هذا اضافة الى أن أداءها يتوقف دوماً على مقدار ما تجبيه من ريوع وهي في العادة ضخمة.

ويجمع منظرو (الدولة الريعية) على أن نشاطات هذه الدولة تخلق حالة من الخضوع لدى المواطنين. فهؤلاء لا يرون أهمية للفوارق في توزيع الثروة، ولا تمثل هذه الفوارق حافزاً كافياً لمحاولة تغيير النظم السياسية. ومع تجنب التعميم، يكمن الحل بالنسبة للفرد الذي يشعر بالغبن لمشكلاته أساساً في المناورة لحيازة منافع أكبر بواسطة النظام القائم وليس في التعاون مع آخرين يعيشون حالته نفسها لأجل التغيير.

الملاحظة أعلاه مهمة جدا ويمكن لها ان تفسر سلوك قطاعات واسعة في بلدنا، العراق، والتي تعاني من مختلف آثار السياسات التي تنتهجها القوى المتنفذة التي تستند الى اقتصاد ريعي- خدماتي، ورغم كل تلك المعاناة إلا أنها لم تتح لحد الآن بلورة وعي يؤدي الى طرح بدائل للنظام الحالي بل ما زالت تراهن على حل مشاكلها في اطار النظام ذاته.

وأخيراً يلاحظ تنامي ظاهرة المضاربة بحيث ارتبطت فكرة الريع بهذه الظاهرة. فإذا كان الريع يرجع عادة الى بعض المزايا الخاصة وغير المرتبطة بالجهد، فإن ذلك سرعان ما يؤدي الى قيام عقلية المضاربة التي تسعى الى تحقيق فرص الربح في جو يتيح امكانيات الكسب دون جهد. فمثلا عرفت دول الخليج النفطية مراكز متميزة للمضاربة، خاصة في مجالات المضاربات العقارية ثم المضاربات المالية في أسواق الأسهم. وهي كلها لم تكن بعيدة عن سيادة العقلية الريعية في تحقيق المكاسب.

من الدولة الريعية الى الدولة التسلطية

قادت تجربة الدولة الريعية الى ظهور ما يطلق عليه ظاهرة الدولة التسلطية التي شملت المنطقة باكملها في هذه الفترة. وكانت من بين الأسباب التي إدت الى الانتفاضات الشعبية أو ما يطلق علية ابتداء ومنذ أوائل 2011 بـ «الربيع العربي».

وثمة جملة خصائص تميز الدولة التسلطية من بينها ما يلي (4):

  1. تسعى هذه الدولة الى تحقيق الاحتكار الفعال لمصادر القوة والسلطة في المجتمع لمصلحة الطبقة المسيطرة أو الائتلاف الطبقي المهيمن. ولكن الدولة التسلطية، خلافا لكل اشكال الدول المستبِدة، تحقق هذا الاحتكار عن طريق اختراق المجتمع المدني وتحويل مؤسساته الى «تنظيمات تضامنية» تعمل كامتداد لأجهزة الدولة.
  2. خلافا لكل اشكال الدول المستبِدة الاخرى، تخترق الدولة التسلطية النظام الاقتصادي وتلحقه بالدولة، وهذا ما قاد الى بروز «رأسمالية الدولة التابعة». والمقصود بذلك ان الدولة تقوم بالاستيلاء على الفائض الاقتصادي بدلا من الرأسماليين الافراد، وهي تابعة لأنها تدخل في علاقات اقتصادية وسياسية غير متكافئة مع الدول الرأسمالية المتطورة، مما يجعلها عرضة لتقلبات السوق الرأسمالي العالمي، حتى في أساسيات معاشها.
  3. والخاصية الثالثة للدولة التسلطية هي أن شرعية نظام الحكم فيها تقوم على استعمال العنف (أو القوة السافرة) والارهاب، أكثر من اعتمادها على الشرعية التقليدية وآلياتها.

خلاصة القول، إن الدولة التسلطية ليست نظام حكم فحسب، وإنما هي التعبير السياسي عن نظام اجتماعي – اقتصادي، اصطلح على تسميته برأسمالية الدولة التابعة، تمد الدولة فيه اخطبوط تسلطها الى النظام الاقتصادي فتحتكر ملكية وسائل الإنتاج، والى النظام السياسي فتحتكر وسائل التنظيم، والى النظام الاجتماعي فتقدم نفسها بديلا عن مؤسساته. وفوق ذلك تستبدل الآيديولوجيات المتنافسة بآيديولوجيا التسلط والإرهاب وقيمه بقيم الاستهلاك الترفي، وحضارته بـ «حضارة» الخوف والرعب. وتقوم الدولة التسلطية بكل هذا مع بقاء علاقات الإنتاج رأسمالية أو مبنية على مبدأ الاستغلال الطبقي، مهما موّه على تلك العلاقات.

ـــــــــــــــــــ

هوامش:

(1) قارن مثلا: Najmabadi, A. (1987) “Depoliticisation of a Rentier State: The Case of Pahlavi Iran”. In Beblawi, H. and Luciani, G. (ed)                                                                                  

(2) Comp: Sean, L.Yom, Oil , Coalitions, and Regime Durability: the Origins and Persistence of Popular Rentierism in Kuwait,Studies in Comparative International Development, vol. 46, no. 2, pp. 217-241, 2011.

(3)  لمزيد من التفاصيل انظر: فتحي العفيفي، «التعددية السياسية ومشكلة البيروقراطية السلطوية – دراسة في تحرير الاحتكار»، المستقبل العربي، العدد 253 (تموز/يوليو 2008)، ص 52.

(4) قارن: د. خلدون حسن النقيب، المجتمع والدولة...، مصدر سابق، 144- 153

***************************************************************

التمرد والمقاومة في الشرق القديم بلاد الرافدين وسوريا في الألف الثاني قبل الميلاد

عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات صدر كتاب (التمرد والمقاومة في الشرق القديم - بلاد الرافدين وسوريا في الألف الثاني قبل الميلاد)، للباحث الأكاديمي حكمت درباس. ويشتمل الكتاب على ستة فصول تتمحور حول تيمة التمرد والثورة والمقاومة في الشرق القديم وبلاد الرافدين والشام في الفترة 2000-1200ق. م. وما صاحبها من سقوط دول وقيام أخرى، ويقع في 328 صفحة، شاملة ببليوغرافيا وفهرسا عاما.

أسباب التمرد وأصحابه وإفرازاته وسماته

أما عن أسباب التمرد والمقاومة ودوافعهما، فقد رصد البحث منها أمثلة كثيرة وقعت غالبيتها في خانة «المحاولات الانفصالية» التي كانت تساندها دول كبرى، أو بعضها، في ذلك الزمان، أو حتى ترفض مساندتها، كما حدث حين راسل حكام كنعان الخاضعون لمصر ملك بابل طلبا لدعمه في الانتفاض على مصر لكنه رفض طلبهم كي لا يضحي بعلاقاته الطيبة مع ملكها.

وجاءت تمردات البدو في المرتبة الثانية، فهم كانوا تشكيلات سياسية أقل نضجا لم تنجح في التحول دولا منظمة، فمع سَوقهم إلى التجنيد الإجباري خلال عمليات التوسع وما نتج منه من تعطيل دورة حياتهم الاقتصادية التقليدية، تجمعوا في بلاد الرافدين وأطراف الشام ونجحوا في زعزعة الاستقرار، وأحيانا أطاحوا سلالات حاكمة بالتحالف مع قوى إقليمية، لكنهم كانوا دومًا يخرجون صفر الأيدي من أي صراع ويعودون تبعا لغيرهم كما كانوا.

أما العاديون من الناس، وهم السواد الأعظم، فلم تذكر النصوص تمردا يُذكر لهم؛ لأن التركيز ينصب على رؤوس التمرد عادة، ولا يعني هذا عدم انخراطهم في الحوادث، ولكنهم لم يكونوا ذوي أثر يُذكر في مجريات الأحداث.

وقد أفرزت حوادث التمرد ما نسميه في عرفنا الحالي ظاهرة «اللجوء السياسي»؛ إذ نجد أمثلة لبعض الناجين من زعماء التمرد فروا إلى دول مجاورة وحصلوا فيها على حق الإقامة، وكانت الأبواب توصد في وجوه بعضهم ويُعتبَرون غير مرحّب بهم، وكذلك نقرأ عن لاجئين سياسيين جرى تسليمهم في صفقات بين الحكام الكبار. ولم يكن التهجير يشمل الرؤوس فقط، بل إن رد فعل السلطة على المهزومين كان أحيانًا تهجير مناطق بأكملها، بل استبدال سكان آخرين بسكانها، وهي سياسة صيّرها الآشوريون نهجا في الألف الأول قبل الميلاد؛ ما خلّف جموعا غفيرة من اللاجئين، إضافة إلى عقوبات أخرى، كهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، وإحراقها، والتمثيل بجثث الخصوم لجعلهم عبرة لغيرهم، كتقطيع جسد زعيم التمرد والطواف به على المدن، أو بناء تلّ قبريّ على جثته لتتعظ به الأجيال التالية. ولم يكن مَن ينفذ هذه الإجراءات في معظم الحالات الحاكمَ بنفسه، بل كان يوكّل بها قبائل حليفة.

وفي المجمل، لم تكن ثمة في الشرق القديم وبلاد الرافدين والشام تمردات أو ثورات عارمة على غرار تلك التي عُرفت في الإمبراطوريات الكبيرة، ومنها الإسلامية؛ والسبب على الأرجح النطاق الجغرافي الضيق للسيطرة والإلحاق الذي لم يكن يسمح بتدمير مجتمعات وطبقات وتشكيل أخرى، كما حدث في ثورات جموع العبيد والأقنان وقوى السخرة في روما والإمبراطورية الإسلامية. كان مهد التمردات المناطق التي حُوِّلت طرفا وهُمّشت، ووقف وراءها السادة السابقون الذين حُوِّلوا أتباعا ومأمورين، وأحيانا عبيدا، كسوريا في عصر النفوذ الأجنبي، التي استثمر بعض زعمائها الصراع بين الحيثيين والمصريين ليستقلوا شكليا عن الطرفين.

الاستعانة بالدين قديما كما حديثا

وكانت الملوك تستعين أيديولوجيا في الصراع مع الخارجين عليها بالنصوص الدينية، وخصوصا «محفوظات ماري»، التي تضمنت نبوءات وكلاما ادُّعيَ أن مصدره الوحي والأنبياء، يصور الآلهة تقف الى جانب أصحاب السلطة وتؤازر الجيوش وتدوس الخصوم «الشريرين والغادرين والضالين» وتسحقهم. أما الطرف المتمرد، فاستخدم الخطاب الديني أيضا، فهناك إشارات إلى اجتماعات في المعابد وتلقي أوامر إلهية.

الإشارات الأولى إلى التمرد في الوثائق القديمة

كان التمرد شائعا في الشرق القديم، وأقدم إشارة إلى تمرد وردت في أحد نقوش حكام سومر وأكد في الألف الثالث قبل الميلاد، وفيه يدعو ملك لجش السومري إنمْتينا على خصمه أن «يقتله سكان مدينته بعد أن يتمردوا عليه». وشكل ما سُمّي «التمرد الكبير» على نَرام-سين الأكدي مصدر إلهام في العصر البابلي القديم، فأُعيد استنساخ النصوص المتعلقة به في عدة مدن، كما ذُكر التمرد في الأساطير والملاحم أيضا، ففي «قصة الطوفان» في الأسطورة (أتراحاسيس) ورد ذكر تمرد الآلهة الأدنى «أيجيجي» على الآلهة الأعلى مقاما «آنونّاكي» ، وفي (أسطورة التكوين) ورد ذكر تمرد الإلهة تِيامَت على الآلهة الأخرى.

أهمية الكتاب

يكتسي الكتاب أهمية استثنائية، فإلى جانب أنه يسد ثغرة كبيرة في حقل دراسات الشرق القديم، وتحديدا في العراق وسوريا، بعد أن باتت المكتبة العربية تعاني نقصا ملحوظا في الدراسات التاريخية واللغوية ذات العلاقة، فإنه يناظر آخر النشاطات البحثية الواسعة في الجامعات الغربية. ويعود سبب هذه الثغرة إلى ضعف الترجمة في العالم العربي الذي ساهم في تعميق المشكلة، وإلى التشوش الذهني عن فكرتَي التمرد والثورة في الأدبيات العربية الحديثة. فقد يحمل مصطلح «تمرد» دلالة سلبية في أذهان البعض، لتصوير السلطة إياه مساويا للعقوق، في حين يتخذ مصطلح «ثورة» في الغالب دلالة إيجابية، لما يستبطنه من البحث عن عدالة مفقودة، وهو فهم يعود غالبا إلى فترة التحرر من الاستعمار والثورات الفرنسية والبلشفية والصينية. ومع أحداث «الربيع العربي» ظهرت مفاهيم حول التمرد تصفه بأنه «ثورة» لكن مآلها كان الفشل، أما في الكتاب فيستخدم مصطلح «تمرد» بمعنى حيادي لا يحمل دلالة سلبية تنزع الشرعية عن طرف وتضفيها على آخر، كما توضع كلمتا «تمرد» و»ثورة» في الحقل الدلالي ذاته، وتحيلان إلى المعنى الأولي، وهو «رفض وضع ما» أو «الاحتجاج عليه». ويعرض الكتاب أيضا للتمرد بمعناه الواسع، ومن ضمنه الانقلابات في البلاط الحاكم، واحتجاجات الأطراف التابعة أو الموالية خارج حدود الدولة، وهي الكيانات المرتبطة بالدولة من خلال معاهدات الولاء. ويعتمد نظرية «تحليل النُّظُم العالمية « إطارا للبحث، وهي تقارب التاريخ من زاوية جدلية تركز على علاقة المركز بالأطراف، طورها إيمانويل فالرشتاين، الذي قسّم العالم في فترة بروز الرأسمالية الحديثة (بين سنتي 1450 و1640) ثلاث مناطق: مركزية وشبه طرفية وطرفية، تُحدَّد منزلة كلّ منها وفقا لدرجة تحكّمها في النظام العالمي، المركز فيها هو الصناعي المتطور، والطرف يمثل المنطقة المتخلفة الفقيرة المصدّرة للمواد الخام والمستغَلة من المركز، أما شبه الطرف ففي منزلة بين المنطقتين. وجاء بعد فالرشتاين من عدّل نظريته وطبقها على الأنساق ما قبل الرأسمالية، فقد صقل ديفيد ولكنسون نظرية «جدلية المركز والأطراف» فحدد سمات مناطق فالرشتاين الثلاث قبل الحداثة بأن المركز يمثل الثراء والتقدم والقوة، بينما يرتبط شبه الطرف بالمركز بقوة ويكون أقل أهمية منه وأضعف وأفقر وأكثر تخلّفا، ويكون الطرف ضعيف الارتباط بالمركز، ويضم البدو الرحّل وفلاحي الريف الذين يعيشون على الكفاف ولم يلتحقوا بالمدنية. أما جورج مودلسكي ووليام طومبسون، فقد أرجعا أصول النظام العالمي الجديد ألف عام، أي إلى إمبراطوريات أوراسيا وأفريقيا، كالإمبراطوريات الإسلامية، في حين أرجعه باري غيلس وأندري غوندر فرانك خمسة آلاف عام، بما يشمل فترة الدراسة: الشرق القديم، فترة نشوء الدول الإقليمية في بلاد الرافدين ومصر وسوريا وآسيا الصغرى وإيران. وعلى الرغم من اكتفاء غيلس وفرانك بالخطوط العامة للنظام العالمي آنذاك وإهمالهما التفصيلات، فإن كتاب التمرد والمقاومة في الشرق القديم - بلاد الرافدين وسوريا في الألف الثاني قبل الميلاد يعتمد رؤية هذين المؤلفين مع بعض التعديلات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بتصرف عن موقع (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) – 25 نيسان 2024

*****************************************************************

الصفحة الحادية عشر

أبو تمّام يذكرنا بالبردوني

افتتح في مدينة الموصل، مساء الخميس الماضي، مهرجان أبو تمام الشعري الذي يضئ قصائده اتحاد الادباء والكتاب في العراق .

أبو تمام، يعيد الينا ذاكرة مهرجانه الأول الذي أقيم عام 1971 وكان الق المهرجان وشخصيته الاثيرة الشاعر الكبير الراحل عبد الله البردوني، حيث قدم قصيدة اثارت اعجاب ودهشة الجمهور والنقاد والشعراء.

البردوني الذي لم يسمع به أحد من قبل، والذي ظهر بلا اناقة ولا ابهة ولا بهاء شخصي، بعينين منطفئتين ووجه مصاب بالجدري كان سيد الموقف ومفاجأة المهرجان عبر قصيدة قدم فيها الوجع الإنساني يعمق وأصالة وصور حية.

فيما كان المهرجان الأخير يقدم وجوهاً شعرية الفناها الى جانب شعراء شباب.. وهو من نعتز به من عطاء مزهر.

*********************************************************

ادورنو: الموسيقى والفلسفة

بهاء محمود علوان*

أغنى الكثيرُ من الفلاسفة الألمان الفكر المعرفي الإنساني عبر العصور المنصرمة بالعديد من الدراسات والبحوث المعمقة، التي أثارت جدلاً ونقاشات ساخنة ليس في ألمانيا فحسب، بل في شتى بقاع المعمورة. وقد أمتاز الفلاسفة الألمان بتعدد مواهبهم وكانوا يَلجون في مواطن شتى، وفي العديد من بحور المعرفة الإنسانية. وقدْ برزت أسماء كثيرة أثرت في المشهد الثقافي العالمي بنتاجاتها المعرفية، كما تنوعت اهتماماتهم في مجال الدراسات والابحاث والعلوم المعرفية. فنرى تارةً يكون الفيلسوف طبيباً، وتارةً أخرى يكون أديباً بارعاً يجيد فن القصة والرواية والمسرحية، وكتابة الشعر وكذلك الخوض في شتى صنوف الأدب التي كانت سائدة في عصره. وقد أسهمت نتاجاتهم بخلق الروح الثقافية المتقدة والباحثة عن معرفة الأشياء ومكنوناتها. حيث نجد: غوته وإبراهام ليسنك وتوماس مان، وهيردر وهيغل ونيتشه.

هؤلاء الفلاسفة والكُتاب العظام الذين تركوا لنا إرثاً إنسانياً كبيراً في شتى مجالات الأدب والفن والفلسفة، لم يقتصر دورهم المعرفي على فترة المعرفة والتنوير، مثل عصر التنوير الألماني، أو العصر الكلاسيكي، بل امتدت كذلك الى العصور الحديثة، حيثُ أسهمت الحداثة المعرفية الألمانية كذلك اسهاماً معرفياً كبيراً.

ومن الفلاسفة الكبار الذين عاشوا حتى وقت قريب الفيلسوف السويسري تيودور ادورنو (1903 -1969)، الذي كان شديد الولع بالموسيقى، عارفاً بأصولها ويحمل ذوقاً رفيعاً في اختيار الألحان والمقطوعات الموسيقية.

كان للشغف الكبير بالموسيقى لدى أدورنو، وحبه العميق لها، ومحاولاتهِ معرفة فلسفة الموسيقى، بل ودراستها بشكلٍ علمي وأكاديمي .. هذا الولع بالموسيقى مكّنهُ من الالتحاق بمعهد (الكونسرفاتور)، حيث درس التأليف الموسيقى كما تعلم العزف على الة البيانو. وكان لدراسة الموسيقى الأثر الكبير في كتاباته الفلسفية التي مكنتهُ من التركيز على أهمية الجمال في تطوير التاريخ والبحث عن الحقيقة.

هاجر أدورنو إلى أمريكا وعمل هنالك مديراً موسيقياً لمركز الابحاث التابع لأذاعه مدينة برنستون، وقد ركزَ تيودور أدورنو في أبحاثه على تحليل المذاهب الثقافية من منطلق نقدي واجتماعي، وكان واحداً من مؤسسي مدرسة فرانكفورت للفلسفة.

أن المتتبع لأعمال تيودور أدورنو يجد أن للموسيقى تأثيراً واضحاً في كتاباته وبالأخص عندما نقرأ نقدهِ لمسالة استهلاك الثقافة وتحويلها من (مصدر معرفة إلى وسيلة لترويج القيم السائدة في المجتمع) وخشيته من أن يقوم المجتمع الصناعي بتحويل الثقافة الحقيقية الى ثقافة استهلاكية.

كما قام أدورنو بالعمل كمستشار موسيقي للروائي والكاتب الألماني الكبير توماس مان وقد كانت لمؤلفات أدورنو الأثر الكبير في نشر الوعي الفلسفي ليس على نطاق ألمانيا حسب، وإنما في شتى بقاع المعمورة وله العديد من الكتب المهمة مثل جدلية (التنوير) الذي صدر في عام 1947 كما ألف كتاب (الشخصية التسلطية) الذي صدر عام 1950 ومن الكتب المهمة التي ألفها أدورنو، كتاب (فلسفة الموسيقى الحديثة)، حيثُ حظي هذا الكتاب باهتمام النقاد والمثقفين بصورة كبيرة.

 أن كل نظرية فكرية تحمل علامات المكان الاجتماعي الذي تنشأُ فيهِ والصور التي وصلت اليها الحضارة المعاصرة هي نتيجة لفلسفة التنوير التي استبعدت الجوانب المختلفة للعقل مثل العقل الخيالي والاسطوري وحصرتها في العقل التقني حتى اصبحت صورة العقل الاستهلاكي هي الصورة المركزية للحضارة الغربية. وكان (كتاب جديلة التنوير) من الكتب الاساسية التي تحمل بين طياتها الفكر الاساسي لفلسفة تيودور ادورنو. وهذا الكتاب ألفه كل من ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو، الذي يُعدُ من أشهر رواد النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت الفلسفية، وقد نُشرَ الكتاب لأول مرة في عام 1944.

ويحملُ بين طياتهِ أهم نصوص النظرية النقدية، حيثُ يعالج الكتاب ويشرح الحالة الاجتماعية والسياسية المسؤولة عن فشل عصر التنوير كما تشير مدرسة فرانكفورت. أن كتاب جدلية التنوير وكتاب الشخصية السلطوية (الذي شارك ادورنو في تأليفه أيضاً) وكتاب (الإنسان ذو البعد الواحد)، للكاتب هربرت ماركوزه، عضو مدرسة فرانكفورت، لها الأثر الكبير على مفاهيم الفلسفة، وعلم الاجتماع، وثقافة وسياسة القرن العشرين، وكانت مصدر إلهام لليسار الأوروبي الجديد في ستينات وسبعينيات القرن العشرين.

كما أن كتاب (الإنسان ذو البعد الواحد) مؤلف من عدة أقسام معظمها تدور حول الموضوع الواحد وهو إمكانية خلق عقل جديد يواكب روح الحضارة الحديثة والعصور الحديثة، ولكن هذه المواكبة لا يمكن أن تجري دون نقد لما مضى ولذلك ينصب النقد في معظمه على العقل القديم، أو على العقل الذي أدى في جانب منه إلى تجميد العقل، ويعني العقل كما هو عند هيغل وكما هو كذلك عند الفيلسوف (كانط)، و في الماركسية أيضا. ومن المعروف أن توجهات معظم أساتذة ومفكري ومؤلفي عصر مدرسة النقد التي تسمى بمدرسة فرانكفورت كانوا إلى حد يتفاعلون مع التوجه الماركسي أو المادي بشكل عام، وكانت لهم مثل هذه المنطلقات.

ـــــــــــــــــــــــــ

*أستاذ الادب الألماني الحديث في كلية اللغات- بغداد.

المصدر:

1- (Aesthetic Theory, Aesthetic Theory)

****************************************************************

نون النسوة

في بحة شكوك

د. وحيدة حسين

أنا مدغمة بين الحب والحب

أمشطُ صوتك على حبل أرق

وتعويذة سبت في وعيّ حوت

أتلفظ أسمك بتلفت ريح

وطمأنينة تين..

ويتناسى القلم زرقة أمسي

على غصن شوق  

وأن أغتسل الفرات تحت أصابعي   بحجة فرح كظم اخواته    

المتسللات من الملح

في غيبوبة أمنية

لا أعرف كيف أقترب من عينيك

وأشتق لي غرفة من أستراحة ندى

وأبرر للزجاج نافذة 

في عفة الموج..

وأثرثر دمعي الذي جف قبل ثلج..

وآيلول يخرج من خاتمي

لا أعرف كيف ألملم خيوطاً تتثاءب           كل هنيهة صحو

وأستجمع دروساً مضغتُ عنها

جبين ومسطرة

وادس ُالقلم وهو يتخيل

ألفة الدروب بين الف وباء

قنطتُ من صوتي المدور

بين عناء وتأخر صبح

ملأ الخوف خوفي..

من كبريت جيوب تشعُ بين

أصابعي ومراياك

لا أعرف كيف أحلل أوراقي

بمضاهاة حبر قلبي

وتضاريس سطورك

يتضور المعنى أنكساري

في بحة  شكوكك ..

ويتخلى الحب عن فسحة فرح

ينشبُ بين ماء ونار

تبدو عليُ شيخوخة نسرين

وأنا أُقشر وجهك من سلالم كبرياء

وأعدو خلف الشاطئ

لأرسم له شقتين تجيدان

تلفظي من رحم 

ما زالت تتعسر في التعرف عليُ

وأنا طوع حمامة في ضراوة رصيفك

************************************************************

أنهم يتوهمون

حسينة بنيان

أنهم يتوهمون

بيومٍ مُتمرّسٍ بالخديعةِ

فوق النسيان

خلاياهمُ الباردةُ

يفوقُ صقيعها

كلَّ الشماليات

القادمةِ من  أخرى

بوهمِ أسمها

ديجور الحريةِ العمياء

يتوهمون دوماً

بتلك الحكايةِ

وذاك العيدِ السومري

حين خطّهُ الاجداد

عالياً

فأخترقَ الكبرياء

كعمودٍ أسودٍ

يلهيهُ سكون الليل

عن نظرةِ أشمئزاز

النور قريبٌ

أقربُ من خطوةِ  نهرٍ

يتحدّى الجفاف

يتوهمون

لأطلاقِ  الفرحِ

فوق جراحٍ مازالت تنزفُ

من جبين الاعمام

وعند الجنائز الثكلى

من مرسوم ِالدفنِ

وآيات الذكر

رفاتُ الصحارى

يقذفُ تلك السقوف

الجامعةِ لأهوائهم المتخاذلةِ

كيف يحلو الهزيج المتصنّعُ

بشفاههم الغارقةِ

بدم العذارى

وبأعلامهم المنكوسةِ

وأسفلتهم المترعِ بالذُلِّ

عامٌ آخرَ

يُعيقُ العشقَ

ويحرقُ التربةَ

ويسحبُ عيونَ البئرِ

تلك السمراءُ المتسلّطةُ

على رقابنا

مُذ أوجدها الخالقُ

عند سكون الرمال

كيفَ لهمُ

أن يتباروا بالمتاريس المبرمةِ

على قلوبٍ تاهت

في موجِ الخيانةِ

فضاعَ العاشقُ

عند بوابتهِ الصامدةِ

وتاهت  العامريةُ

بين القبور الآيلةِ للأختفاء

قدِمَ العيدُ

والعيدُ قادمٌ

وأهلهُ مهاجرون

فتصّنعوا الخجلَ

لو يهربُ

من حاوياتكم الصدئةِ

ودعوا العاشقَ

يدنو رويداً

من خيمة فتاتهِ الموءودةِ

منذُ قرون

*****************************************************************

قصة قصيرة.. لقاء وسيجارة

شذى حسين جواد

بعد تردد واشتياق ولهفة لشيء لا أعرفه، التقيته وداخلي ألف سؤال وسؤال، ربما جواب واحد منه يغنيني عن تساؤلاتي المجنونة هذه، وانا أُقلّبُ احتمالات اليأس على طاولة لم يلبي النادل طلباتها بعد ،كاد الصمت يستفزني لولا تشبثي بما ستسفر عنه لحظات الترقب والهدوء، صمته كان قريباً جداً من العبث والتمرد، حتى استهويتُ مبادلته ذات اللعبة المجهولة..

نظر إلي بدهاء عاشق قائلا: آه!! كم تأخر النادل عن تلبية الطلب، فنجان قهوة، كوب ماء قطعة حلوى، أجبته بالدهاء نفسه: لا بأس دعه يتأخر، الوقت مازال مبكراً. أشعل سيجارته بطريقة توحي بأنه ينتمي إلى الجيل الذي أنتمي إليه ذاته. اعتذر النادل قائلا: عفواً على التأخير النسبي في تلبية طلبكِ سيدتي، أبداً، أبداً، لم تتأخر الوقت مناسب. تناولتُ فنجان قهوتي لارتشف رشفة التذوق، كي أتأكد من طعمها ومدى جودتها.

همست برضى: رائعة، إنها كما أحبها أن تكون، ارخيت فنجان القهوة وأنا أترقب صمته بلذة كادت تقتلني. إحْمَرَّ جمر سيجارته أَثَرَ نفس عميق كأنه يحاور ذاته ، عدت الى فنجانيَ أتلذذ بطعم قهوتي الممزوج بدخان سيجارته. علني أستطيع أن أخمن حديث صمته الممتع. رحلت بعيداً في أفكاري. تعالت سُحُب الدخان حتى قفزت معها أحلامي لتراقصها، نعم، قد تكون لحظة إستدراك لخريف عمر يكاد أن يضيع ، كضياع قطرات ماء عذب وسط بحرٕ أهوج ، عليَّ التمسك بها، ربما هي لحظة شغفي المضطرب.. أو قد تكون آخر المواسم. هو ينفثُ دخان سيجارته بلمسة كبرياء ودهاء، أصبح يستدرجني أكثر فأكثر من حيث لا يعلم. أصبحت أتوسل سيجارته، بأن تبوح لي ببعض مما يكنه صمته الماكر، حتى أخذت أراود سُحُب الدخان بعد ان دَبَتْ فيَّ مشاعر كادت أن تغيب عن الحسبان، كسرتُ جميع لياقات المكان.

مستغلة بدء الموسيقى بعزف إحدى المقطوعات العالمية الشهيرة، أظنها (الدخول الى الجنة) للموسيقار اليوناني (إفا نجيليس). دعوته للرقص بخبث امرأة عاشقة بطريقة أدعي أنني قد تحايلتُ بها على حب كاد أن ينطفيْ. ساد الصمت بيننا لمدة تزيد عن عدد ضربات قلبينا همَ ليزيح سيجارته عن شفتيه اللتين زادتا إصرارا على الصمت بيدٍ ترتجف بعض الشيء، أن المواسم لا يمكن لها أن تنتظر أحداً، هكذا بادرته علني  أيقظت بعض الصمت، بادرني ببلاغة غير معهودة، ارخى يده وضع سيجارته بمنفضة بيضاء اللون كانت تنتظر بشوق.. هي الأخرى تعشق سيجارته... تزاحمت رغبتي وبعض من جسدي المرتجف للالتصاق به... قطعتْ الموسيقى صمتنا لتقول لنا ماذا بعد تصاعد الدخان نحو السقف؟؟ مد يده اليمنى خلف ظهري حيثما يتطلبه الرقص وشبك بيدي اليسرى مددتُ يدي الى خاصرته حيث يتطلبه خريف العمر من جذوة فرح كي يُبعثُ الربيع من جديد، أنا أراقصه. لا زلت أراقب دخان سيجارته، عله يُفشي لي ببعض مما يدعي أنها لعبة التواري خلف الدخان. السيجارة لا تتوقد، الدخان لا زال يتصاعد، يراقص الفضاء على الموسيقى ذاتها، أيقنت أنني أراقص رجل مجنون بصمته الغامض لا يتكلم إلا عبر سيجارته وبلاغة دخانها.

أنا كذلك استلطفت لعبة الصمت وبدأت أعشقها، وأعشق هذا الجنون المباح لا زلت أراقصه، بل أراقص أحلامي الهاربة مع خيوط دخانه. لا. إني أراقص رغبتي بفرح عابث ربما إنها لحظة حظ حضرت للتو. تلاشت المسافة بيننا حد الغثيان. السيجارة لازالت متوقدة. الدخان يتصاعد منها كالسحب. والصمت يخبرني بأشياء لم تقال بعد. ادخرت أسئلتي للقاء ٱخر. وأكملت الرقص بذات الشغف.

****************************************************************

الصفحة الثانية عشر

 

جلسة في المنتدى العمّالي الثقافي  14 تموز ثورة شعب  لا يمكن التنكر لها

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

 

على إثر عدم اعتبار البرلمان العراقي الحالي يوم 14 تموز عيدا وطنيا للبلاد في قانون العطل الرسمية الذي صوّت عليه أخيرا، نظم المنتدى العمّالي الثقافي في بغداد، مساء الأربعاء الماضي، جلسة بعنوان «14 تموز يوم لا ينسى وثورة شعب لا يمكن التنكر لها»، تحدث فيها الرفيقان محمد جاسم اللبان والحقوقي محمد السلامي، وأدارها الرفيق جمال الطائي.

الجلسة التي التأمت في مقر اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، حضرها عدد من الشيوعيين وأصدقائهم، فيما استهلها الرفيق اللبان بالحديث عن ثورة 14 تموز 1958 ودور الحزب الشيوعي العراقي في التهيئة لها من خلال كونفرنس حزبي عقده في ايلول عام 1956، وتقرر فيه أن يتم تغيير نظام الحكم الملكي بالوسائل السلمية.

واستدرك «لكن بعد شهرين من الكونفرنس، حدثت انتفاضة تشرين الثاني 1956 ضد العدوان الثلاثي على مصر، وبعدها انتفاضة الحي في كانون الأول من العام نفسه، والتي أعدم النظام الملكي على إثرها أعدادا من الشيوعيين، لذلك انتهج الحزب سياسة جديدة في تغيير النظام، تتمثل في تغييره بالقوة، لوقف معاناة الشعب جراء إرهاب الدولة وقمعها وتغييبها الحريات العامة والخاصة».  ثم عرّج على الانجازات التي حققتها الثورة رغم عمرها القصير، ومنها إصدار قانون الاصلاح الزراعي والقانون المدني وبناء علاقات متوازنة مع الدول العربية ودول العالم، اضافة الى جذب الملايين من العراقيين للعمل السياسي بعد ان كانوا محرومين من ذلك، وتوفير فضاء حر لعمل النقابات والاتحادات والمنظمات الطلابية، واعادة بناء مؤسسات الدولة لتعمل في خدمة المواطن، إضافة إلى رفع المستوى المعيشي لعموم الشعب، وتقليل الفوارق الطبقية بين الريف والمدينة، وغير ذلك من الإنجازات التي تصب في صالح المواطن.

بعدها تحدث اللبان عن البرلمان الحالي وعمله المحاصصاتي وعدم اعتباره يوم 14 تموز عيدا وطنيا، مشددا على أهمية «استلهام التجارب والعبر من الثورة، وخلق رأي عام يدرك حقيقة نوايا النظام الحاكم، الذي يحاول القفز على منجزات الثورة ومحوها من ذاكرة الشعب. لذلك يجب العمل على تشكيل عوامل ضغط قوية، لتعطيل هذا القرار الجائر، الذي يقضي بعدم اعتبار يوم 14 تموز يوم استقلال العراق».

أما الحقوقي السلامي فقد تناول الموضوع من الناحية القانونية، مبينا أنه «في كل دول العالم هناك مناسبات سياسية وقومية ودينية، وعند الانتقال من مرحلة الى مرحلة اخرى يؤرخ هذا الانتقال».

وأوضح أن «العراق كان محتلا من بريطانيا منذ عام 1914، وحقق استقلاله بفعل ثورة 14 تموز، ومن ذلك الاستقلال الاقتصادي. حيث كان البلد مرتبطا بمنطقة الباون الاسترليني، واستطاعت الثورة إخراجه من هذه المنطقة»، مضيفا «أما على الصعيد السياسي، فقد نقلت الثورة البلاد من نظام ملكي إلى جمهوري. وبناء على هذه التحولات، لا بلد من اعتبار يوم 14 تموز يوما وطنيا».

وتطرق السلامي إلى بعض المواد الدستورية التي تتناقض مع قانون العطل الرسمية الأخير الذي صوت عليه البرلمان. ولفت إلى ان قانون العطل الذي أرسلته حكومة حيدر العبادي عام 2015 إلى البرلمان، جاء في مادته الأولى - الفقرة أولا (ز): «14 تموز إعلان جمهورية العراق»، مستدركا «لكن بعد فترة اقترح وزير الثقافة حسن ناظم، أن يكون يوم 3 تشرين الأول، وهو يوم دخول العراق إلى عصبة الأمم المتحدة عام 1932، يوما وطنيا للعراق، لتحاشي اعتبار يوم 14 تموز يوما وطنيا. لذلك رُفعت الفقرة (ز) من القانون».

ونوّه السلامي إلى ان المادة 12 من الدستور العراقي، تقر بـ»تُنظم بقانون الاوسمة والعطلات الرسمية والمناسبات الدينية والوطنية»، مستدركا «لكن الملاحظ ان قانون العطل الرسمية الأخير لا يتضمن مناسبات وطنية، فأغلب عطله الرسمية دينية. وهذا يعني أن القانون لا يتماشى مع مواد الدستور».

وأشار السلامي إلى انه بالإمكان رفع دعوى إلى المحكمة الاتحادية للنظر في قانون العطل كونه متعارضا مع الدستور، لا سيما ان العديد من الأحزاب والمنظمات والاتحادات، ومنها الحزب الشيوعي العراقي ورابطة المرأة العراقية، أصدرت بيانات ضغط لتعديل القانون واعتبار يوم 14 تموز عيدا وطنيا». 

جدير بالذكر، ان «نادي الكتّاب» في كربلاء عقد ندوة حوارية حول الموضوع ذاته، لنا عودة إلى تفاصيلها في عدد قادم. 

***********************************************************

انطلاق فعاليات «مهرجان أبي تمام» الشعري في الموصل

متابعة – طريق الشعب

تحت شعار «غزة جرح ثائر في الروح»، وبحضور ثقافي وشعبي كبيرين، انطلقت الخميس الماضي في مدينة الموصل فعاليات «مهرجان أبي تمام» الشعري السادس – دورة الأديب معد الجبوري، والذي يقيمه اتحاد الأدباء والكتاب في نينوى بدعم الاتحاد العام للأدباء والكتاب.

حفل الافتتاح الذي أقيم على أرض «آشور مول» في غابات الموصل، أداره الشاعر حسن مجيد. فيما استُهل بأوبريت شعري يلقي الضوء على سيرة حياة الشاعر أبي تمام.

بعد ذلك، ألقى وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني، كلمة، تلاه المستشار الثقافي لرئيس الوزراء الشاعر عارف الساعدي بكلمة.

ثم ألقى الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، كلمة شكر فيها رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة ومحافظة نينوى، على دعم المهرجان ومساندته.

فيما ذكر أنه «على هذه الأرض (الموصل) فاحت الأرواح الطاهرةُ، ورزح من الأهل جمعٌ كبيرٌ في ظلام القتلة، لكن، بمعول العمل، وأقلام المثقفين عادت الأرض لتعمر بالسلام، وأطل ربيعٌ ثالثٌ يمدّ يده لكل ربيع أخضر في أم الربيعين».

وأضاف قائلا أن «هذه الفعالية الكبيرة هي الرد الحاسم والقاصم لخراب الموت، وهي المدارُ الأوسع لضمان النهوض وطرد الأفكار الهدّامة».

وكانت لرئيس اتحاد أدباء نينوى الشاعر سعد محمد، كلمة أعلن فيها «تضامننا المطلق مع أخوتنا في غزة». بينما لفت إلى ان «نينوى أبت إلا ان تكون في مقدمة المدن الحضارية، بوصفها عمقا تاريخياً لبلاد الرافدين، والتي عندما جرحت وصل نزيفها لجميع أنحاء العراق حتى تداعت لها محافظات الوطن، بمختلف أديانها وطوائفها ومذاهبها وأعراقها، لتضمد جراحها».

وتخللت حفل الافتتاح قراءات شعرية للشعراء وليد الصراف، يحيى السماوي، مضر الآلوسي، الإماراتي محمد البريكي، هزبر محمود واللبنانية حنان فرفور.

واختتم الحفل بفقرة غناء تراثي للفنان رامز الرواي. 

وتستمر فعاليات المهرجان حتى يوم غد الاثنين، وتتضمن جلسات شعرية ونقدية نهارية ومسائية، يساهم فيها شعراء ونقاد من نينوى وبغداد وبقية المحافظات. 

**********************************************************

الكشفية بألفي دينار عيادة طبية خيرية  في تلعفر

متابعة – طريق الشعب

تقدم “عيادة الشفاء” الطبية الخيرية في بلدة تلعفر بمحافظة نينوى، خدمات شبه مجانية لأعداد كبيرة من المرضى. إذ تضم العيادة أطباء اختصاصيين في أمراض الأطفال والنسائية والباطنية، فضلا عن الجراحة. كما تقدم فحوصات مختبرية وعلاجا طبيعيا وأدوية، وكل ذلك مقابل ألفي دينار فقط.

وتتلقى العيادة دعما من “مؤسسة تركمن إيلي” للتنمية والإعمار. وهي منظمة مدنية تنشط في تلعفر وتعمل في مجال إغاثة العائلات المتعففة. يقول مدير مكتب المؤسسة في تلعفر، علي حبيب، انهم استحدثوا هذه العيادة لتقديم الخدمات الطبية والصحية للمواطنين، مبينا في حديث صحفي ان العيادة تضم وحدة للعلاج الطبيعي ومختبرا لفحص الهرمونات والفيتامينات والغدد، فضلا عن صيدلية.  ويشير إلى أنه “في مطلع حزيران المقبل سنستحدث وحدتين طبيتين، الأولى لطب الأسنان والأخرى للسونار. كما نسعى إلى تحويل العيادة لمستشفى خيري”، موضحا أن دوام العيادة 4 أيام في الأسبوع، من الثامنة والنصف صباحا حتى الواحدة والنصف بعد الظهر.

ويلفت إلى ان عدد مراجعي العيادة يصل شهريا إلى 600 مراجع من سكان تلعفر والنواحي والقرى القريبة. 

من جانبه، يقول تقني العلاج الطبيعي في العيادة، حسين محمد علي، أن “وحدتنا تقدم خدمات العلاج الطبيعي والتأهيل الطبي لأصحاب الجلطات الدماغية، فضلا المصابين بشلل الأطفال والانزلاق الغضروفي والسوفان والإصابات الرياضية. كما تقوم بتعديل تحدب المفاصل بعد الكسور، وذلك بأجهزة وتقنيات حديثة”.

أما مسؤول وحدة المختبر محمد حبيب، فيقول ان “المختبر يجري فحصا لهرمونات الغدة الدرقية والهرمونات النسائية وبعض الفيتامينات، فضلا عن نسبة السكر في الدم”.

مشيرا إلى انهم يخططون لتوفير فحوصات أخرى، ومنها الكيميائية.

ويبيّن ان هناك عائلات متعففة لا تستطيع إجراء هذه الفحوصات في المختبرات الأهلية. لذلك تلجأ إلى العيادة الخيرية، منوّها إلى انهم يجرون نحو ألف فحص مختبري شهريا، بصورة مجانية.

************************************************************

البصرة تحتفي بالشاعر الكبير ناظم السماوي

متابعة – طريق الشعب

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة بالتعاون مع “دار الأدب البصري”، أخيرا، بالشاعر الكبير ناظم السماوي وتجربته الشعرية، وذلك بحضور حشد من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها باحة اتحاد الأدباء، أدارها رئيس الاتحاد فرات صالح، وتحدث فيها السماوي عن مسيرته الشعرية، وعن الظروف التي رافقت كتابته أبرز قصائده، ومنها التي غُنّيت، أمثال “يا حريمة” و”دوريتك” و”نخل السماوة” و”حجيك مطر صيف”.  وقال أن أغنية “يا حريمة” التي غناها الفنان حسين نعمة، لها وقع خاص في نفسه، كونه يتذكر فيها حبيبته التي فارقها، والتي لا تزال في قلبه رغم بلوغه العقد الثمانين.

ثم قرأ مختارات من أشعاره، وسط تفاعل الجمهور.

وفي معرض تقديمه المحتفى به، قال رئيس الاتحاد أن للسماوي مكانته المهمة في فضاء الشعر الشعبي العراقي، وفي التاريخ النضالي.

وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، بضمنهم الملحن طارق شعبان، الذي وصف السماوي بالمدرسة، معرجا على تجربته الشعرية المهمة، وعلى مسيرته النضالية واعتقاله في سجن “نكرة السلمان”. فيما اعتبر الشاعر الشعبي عبد الله الشاوي، السماوي قامة من قامات الشعر والنضال.

***************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • شميران مروكل 500 الف دينار.
  • سعد الطائي1000 دولار استرالي.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

******************************************************

عدد جديد من «النصير الشيوعي»

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر العدد (23) حزيران 2024 من جريدة “النصير الشيوعي”.

تصدّر العدد مقال افتتاحي يطالب بسن قانون لإنصاف ضحايا القصف الكيمياوي الذي نفذه النظام البعثي المباد عام 1987 ضد الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان، إلى جانب بيان صادر عن الرابطة عنوانه “ثورة 14 تموز راسخة في الضمير وحاضرة في الوجدان”.  كما ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في الداخل والخارج، إضافة إلى كتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 16 صفحة ملوّنة. 

*************************************************

الحلة.. مهرجان فني باسم الفنان الراحل كوكب حمزة

متابعة – طريق الشعب

احتضنت قاعة شبكة الإعلام العراقي في مدينة الحلة، الثلاثاء الماضي، مهرجانا فنيا حمل اسم الفنان الكبير الراحل كوكب حمزة، أقامته “جمعية صوت الفنان الحر” في بابل. وهي مؤسسة ثقافية تعنى برعاية المواهب الفنية.

وتضمن المهرجان الذي حضره جمهور من الفنانين والمثقفين ومحبي الفن، فقرة موسيقية قدمتها “فرقة الموسيقار” الشبابية، وفقرات تشكيلية وسينمائية وشعرية، شارك فيها فنانون وشعراء من بابل، من كلا الجنسين. كذلك عرض فيلم وثائقي عن الراحل كوكب حمزة، حمل عنوان “الكوكب الخالد”، من إخراج فرزدق صبري.

وفي سياق المهرجان جرى تكريم عائلة الفنان الفقيد، والفنان المسرحي حسين مالتوس، والممثل حسين حنتوش، والعازف حسين السلطاني، والكابتن منتظر الكعبي. وفي حديث صحفي، قال رئيس الجمعية فرزدق صبري، أن جمعيتهم ارتأت ان تطلق على دورة مهرجانها الفني السنوي، اسم الفنان الراحل كوكب حمزة، تخليدا لذكراه، وردّا لجميله على مدينة الحلة التي حمل اسمها عبر إلحانه، إلى العالم”.

واضاف قائلا أنهم يعملون على تعريف الأجيال بالفنان كوكب حمزة، وبإنجازاته اللحنية.  من جانبه، تحدث الكاتب والممثل المسرحي أحمد عباس عن واقع المسرح في بابل، مبينا أن “هناك مساحة حرة متوفرة أمام الكاتب المسرحي والمخرج والممثل. فنحن نستطيع طرح ما نراه مناسبا للجمهور دون قيود”، مستدركا “لكن المشكلة في المسرح ليست الحرية فقط، إنما نحن نفتقد لمسارح نعرض عليها أعمالنا”.

إلى ذلك، أبدى العازف والمطرب عقيل العزاوي انطباعه عن المهرجان بالقول، أن “الأعمال الفنية التي قُدمت كانت ممتعة في ظل وجود طاقات فنية شابة من كلا الجنسين”.