اخر الاخبار

 

الصفحة الاولى

وقفات احتجاجية وحراك نسوي مناهض لتعديل “الاحوال الشخصية”

رفض شعبي متواصل لـ «انتهاك حق المرأة والمحضون»

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل عدد من المنظمات والشخصيات رفضها مشروع تعديل المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية, من خلال تنظيم الوقفات الاحتجاجية واصدار المواقف المطالبة بضرورة سحب مقترح التعديل من مجلس النواب، فيما أكدت اللجنة القانونية في مجلس النواب ان مشروع تعديل القانون لايزال في مراحلة الاولى وسوف تؤخذ جميع الآراء في الاعتبار.

وقفات احتجاجية

وفي العاصمة بغداد، نظم عدد من الشخصيات الحقوقية والنسوية، وقفة احتجاجية في ساحتي النسور والفردوس، لرفض مقترح التعديل, معتبرين محاولة سحب حضانة الاطفال بعد الطلاق من الام “انتهاكا صارخا لحقوق الامومة”.

ونظم فريق نسويات البصرة، وقفة اخرى لرفض التعديل المتعلق بحق حضانة الطفل بعد انفصال الزوجين، موجهات اصابع الاتهام الى مجلس النواب في محاولة سحب حضانة الطفل من الام بعد عمر 7 اعوام.

وحملت الناشطات المشاركات في الوقفة لافتات تؤكد ان مجلس النواب يسعى الى مجاملات سياسية ودعايات انتخابية مع قرب حلول موعد الانتخابات.

وفي ميسان، نظمت مجموعة من النساء وقفة ثالثة في حديقة الرصيف المعرفي، لرفض سحب حضانة الاطفال من الأمهات.

مذكرة احتجاج

ووجهت شبكة النساء العراقيات، مذكرة الى رئيس مجلس النواب، تطالب بـ”السحب الفوري لمشروع قانون تعديل قانون الاحوال الشخصية”.

وجاء في المذكرة “تابعنا باستغراب وقلق شديدين تبني مجلس النواب مقترح مشروع قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية للقراءة الأولى، في جلسته المنعقدة بتاريخ 1 /7 /2021، الذي يعد انتهاكا صارخا لمبدا المساواة، وكفالة الامومة والطفولة، التي نص عليها الدستور”، مشيرة الى أن “مشروع التعديل يمزق النسيج الاجتماعي، وله عواقب سيّئة على وضع العلاقات الشخصية في اطار الأسرة”.

تنظيم المقترحات

في المقابل, اكد رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب، ريبوار طه في حديث صحفي, ان “تعديل قانون الأحوال الشخصية لا يزال في بداية الطريق، حيث تمت قراءته قراءة أولى وسيتم تنظيم المقترحات وعرضها على البرلمان في القراءة الثانية من خلال تقرير تعده اللجنة”.

وأضاف ان “الآراء الموجودة داخل مجلس النواب، ستأخذ بنظر الاعتبار. وبعد القراءة الثانية، يتم الرجوع إلى اللجنة القانونية ليتم الاجتماع باللجان المختصة كلجنة المرأة والأسرة والطفل ولجنة الشؤون الدينية واللقاء بالمختصين، وكذلك منظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى الوقفين الشيعي والسني، فضلا عن وزارة الأوقاف في إقليم كردستان، حيث تجمع كافة الآراء، ومنها تتم الصياغة النهائية من اجل تمرير التعديل”.

الاخلال بقوانين رصينة

وقال تحالف دعم تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325، في بيان بصدد المقترح البرلماني، ان على الحكومة أن تفكر في حلول ناجعة إزاء “معدلات الطلاق التي وصلت (6100) حالة طلاق وتفريق في شهر نيسان 2021 فقط”.

واضاف أن على الجهات المعنية أنْ تجد معالجات حقيقية “بدلا من الذهاب الى الاخلال بقوانين رصينة، تنظم حياة العراقيين مثل قانون الاحوال الشخصية العراقي، وتحت ذرائع كثيرة كان الهدف منها تشويه هذه القوانين وافراغها من الضمانات والحقوق التي توفرها للأفراد وللأسرة”.

ونبّه التحالف في بيانه الى ان هذه المحاولات “تسعى لزعزعة القوانين التي تنظم حياة العراقيين وتوحدهم خصوصا أنها تخالف المادة 14 من الدستور العراقي التي تؤكد على سواسية العراقيين اجمع امام القانون. كذلك المادة 29 من الدستور التي تؤكد على ضرورة حماية حق الامومة والطفولة، بما يضمن الرعاية المناسبة والحياة الكريمة”.

يجب مراجعة مصلحة المحضون

وأقامت نقابة المحامين العراقيين، أول من أمس الثلاثاء، ندوة موسّعة لمناقشة مشروع تعديل المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية المرقم 48 لسنة 1959. 

وقال نقيب المحامين العراقيين ضياء السعدي، الذي ترأس الندوة، إن نقابته “لا بد أن تكون عنصرا مهما في خط التشريعات الوطنية العراقية، كون المحامين هم أكثر الشرائح ذات الاهتمام المباشر بالقانون، وأن وجودهم إغناء لحركة التشريع في البلد”. 

واستعرض السعدي “بعض الملاحظات الخاصة بمشروع التعديل المطروح”، مشددا على “ضرورة مراعاة مصلحة المحضون أولاً، كما أقره الفقه القانوني، فضلاً عن الجوانب الاجتماعية والأسرية”.  

وخلص الاجتماع الى “تشكيل لجنة مختصة بدراسة التعديل ورفع التوصيات إلى مجلس النواب العراقي، على ضوء ما طرح من آراء في الندوة”. 

*********

التيار الديمقراطي

يستعد لعقد مؤتمره الثالث

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت اللجنة العليا للتيار الديمقراطي، مؤخرا، اجتماعا موسعا مع لجانها التنسيقية في بغداد والمحافظات والخارج، وبحضور رؤساء الأحزاب السياسية المنضوية في التيار وعدد من أعضاء التنسيقيات المتشكلة حديثاً.

وتناول الاجتماع الذي عقد عبر الدائرة الالكترونية، وقام بتغطيته المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، محاور جدول الأعمال ومنها: التقرير السياسي، التقرير الإنجازي، مسودة تعديل النظام الداخلي، فيما جرى التوقف أمام التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الثالث.

وأكد عدد من الحضور على الدور المتنامي والكبير للفكر المدني والديمقراطي، خصوصا وأن الحركة الاحتجاجية قد ساهمت بشكل واضح في تجلياته.

وجرت مناقشة التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الثالث. وقد خوّل الاجتماع المكتب التنفيذي بتشكيل اللجان الخاصة بالوثائق، وكذلك بتشكيل اللجنة التنظيمية للمؤتمر، وتم الاتفاق على أن يكون عقد المؤتمر علنيا في أوائل أيلول القادم، وأن تتبع الآليات الديمقراطية عند اختيار مندوبي التنسيقيات في الداخل والخارج، مع ضمان حضور فاعل للشخصيات الديمقراطية المستقلة ودعوة الشخصيات المدنية والديمقراطية في الهيئات الإدارية للاتحادات والنقابات وبعض منظمات المجتمع المدني، وكذلك ضمان تمثيل مناسب للنساء والشباب وممثلي الحركات الاحتجاجية.

**********

لمناسبة مئوية تأسيس الشيوعي الصيني

الشيوعي العراقي يشارك في القمة العالمية

بغداد ـ طريق الشعب

بحضور الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وعدد من قيادات الحزب، شارك الحزب الشيوعي العراقي يوم أمس الاول الثلاثاء (6 تموز 2021) في قمة الأحزاب السياسية بمناسبة مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

وانطلقت فعاليات القمة السياسية العالمية التي عقدت في جمهورية الصين، بكلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية وأمين عام الحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، وحضرها قرابة 500 حزب شيوعي ويساري، ممثلين عن 165 دولة عبر دائرة تلفزيونية مشتركة، بسبب جائحة كورونا.

واستمرت مجريات وقائع القمة خمس ساعات، ألقيت فيها كلمات التضامن والاحتفاء.

**********

راصد الطريق

متى يماط اللثام عن قتلة الهاشمي؟!

مرت  هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الباحث والخبير الدكتور هشام الهاشمي، وما زالت الوعود تغدق بشأن الكشف عن هذه الجريمة النكراء وابعادها ودوافعها، والمنفذين لها ومن يقف وراءهم، من جهات داخلية او خارجية او معا.

ففي حين قال احدهم بان الدوافع والجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال لا يمكن كشفها بسهولة، فان خلية الاعلام الأمني قالت في هذه الذكرى الحزينة والمؤلمة “اننا مستمرون في عملية متابعة مجريات القضية، مهما طال الزمن”، مؤكدة أن “الحيثيات متوفرة، والجهد مستمر من قبل القوات الأمنية وسنصل في النهاية الى المذنبين”.

والسؤال الذي يلح باستمرار هو: متى تتحقق هذه الوعود ويتم الكشف عن قتلة الشهداء والمنتفضين وأصحاب الراي والفكر من المدنيين !؟ لقد سبق الشهيد الهاشمي الشهداء كامل شياع وهادي المهدي وغيرهم العشرات، ومضت على جريمة اغتيالهم عقود وما زال القاتل المعلوم مجهولا.

هذه جرائم اغتيال سياسي بامتياز، فهل تتوفر الإرادة السياسية للكشف عنها ؟ للأسف حتى الان لم نتلمس وجود مثل هذه الإرادة الشجاعة .. وبقيت الوعود وعودا !

**********

فارق سعر النفط يوفر 29 تريليون دينار

بغداد ـ طريق الشعب

توقعت اللجنة المالية البرلمانية، أمس، أن يوفر فارق سعر النفط المقر في الموازنة نهاية العام الحالي نحو 29 تريليون دينار، بعد تحسن اسعار النفط بالأسواق العالمية. وقال مقرر اللجنة أحمد الصفار، في تصريح طالعته “طريق الشعب”، إن “كل ما يرد في قانون الموازنة العامة للدولة من أرقام وبيانات يعد في الواقع تقديرات كونها وضعت لمدة قادمة، وهذه الأرقام قد تتطابق مع الواقع وقد تختلف معه، وفي أغلب الأحيان يحصل الاختلاف”. وأوضح إن “الموازنة بنيت على سعر برميل 45 دولاراً، في وقت كان السعر المتداول هو 50 دولاراً، أي بفارق خمسة دولارات، ومن خلال المتابعة تأكد ان سعر البرميل الواحد قد يصل الى 100 دولار في كانون الأول المقبل”.

************

الصفحة الثانية

مسح القوى العاملة في المحافظات

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة التخطيط، امس الأربعاء، عن انطلاق أعمال مسح القوى العاملة في جميع المحافظات.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة عبدالزهرة الهنداوي، في بيان ورد ـ”طريق الشعب”، إن “أعمال مسح القوى العاملة انطلقت بجميع المحافظات، والذي ينفذه الجهاز المركزي للإحصاء، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية (ILO)”.

وأوضح، أن “مسح القوى العاملة في العراق لسنة 2021، يمثل أهمية كبيرة، في الوقت الراهن، لأنه سيوفر رصداً مهماً لواقع بيانات العمالة ومؤشرات البطالة، وتفاصيل مهمة عن واقع سوق العمل”، مؤكداً أن “المسح سيشمل الحضر والريف، في جميع المحافظات”.

ودعا الهنداوي، “الأسر المشمولة بالمسح الى التعاون مع الباحثين والادلاء بالبيانات الدقيقة”، لافتاً الى أن “جميع البيانات سيتم التعامل معها بسرية تامة ولا يتم استخدامها إلا للأغراض الاحصائية والتنموية، مطمئناً المواطنين بأن الباحثين الذين سيقومون بزيارة الأسر سيزودون ببطاقات تعريفية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء”.

**************

كل خميس

مائة عام من الكفاح..

كريم احمد الداود

جاسم الحلفي

بلغ عمر رفيق الدرب القائد الشيوعي الكبير كريم احمد الداود هذه الأيام المائة عام، قرن كامل ومواقف تهدف الى حياة اجمل تليق بالإنسان, وهذا ما  يسر الروح. البهجة تتسرب الى روحك وتفرض نفسها على مزاجك وتحسنه، حينما يبلغ احد أحبائك عمرا مديدا. فكيف اذا كان هذا الانسان قد نذر نفسه وجندها متطوعا للشأن العام؟

تعرض (أبو سليم)، في سبيل القضايا التي آمن بها وتبناها الى شتى أنواع الضغط والاكراه والعسف لكنه بقى صامدا مكافحا من اجل العدالة الاجتماعية مدافعا بلا هوادة عن حق الانسان بحياة حرة كريمة.

مضى في مسيرة قاسية، وأيام صعبة، ولحظات خطرة، وهو يبشر بان )الانسان أثمن رأسمال(، ويقف ضد كل ما يحطّ من كرامة الانسان وينال من حقه بالعيش الرغيد، فاضحا ناهبي ثروات الشعب، وراهنيها الى مصالح الاجنبي.

قاد وخاض كفاحا مضنيا من اجل ان يكون الانسان حرا كريما، متصديا للسلطات التي بطشت، وهو يحمل حلما يتمثل بارتقاء تعليم المواطن وتمكينه. قرن كامل ثمانية عقود منه وهو يكافح ضد الطغيان والجور والظلمات، واصل إعطاء الدروس قبل ان يخط الحروف على سبورة المدرسة ليعلم طلاب كويسنجق طلاسم الحرف، ومعه الكلمة ذات الدلالة والمعنى والتي على الانسان احترامها سيما ان تمت صياغتها بفكرة هدفها ليس تفسير الوضع القائم وانما تغييره، مستندا في ذلك على مقولة كارل ماركس (لم يفعل الفلاسفة شيئًا سوى تفسير العالم بطرائق شتى، لكن الأهم هو تغييره). وقد شكلت عنده هذه المقولة أساسا لكفاحه المتفاني في الميدان ومع المناضلين للخلاص من الجور والظلم والحرمان، ملتزما بمبادئ وقيم إنسانية راقية غير قابلة للتفريط، ظل حتى اليوم متمسكا بها.

تاريخه الخاص هو جزء من تاريخ المكافحين للتغيير، المتطلعين الى الغد السعيد، تاريخ حافل لا يمكن ان يستوعبه كتاب، مهما كانت براعة المؤلف، فالكفاح اليومي، والفكر اليومي، والنشاط اليومي، عنده، كما عند اقرانه من الجيل الثاني من المؤسسين، هو كما السيل الجارف لا يمكن ابصار الجزيئات التي يحركها. وهي من السعة بحيث تستحيل الإحاطة بها. وهكذا ومع قراءتي  لكتابه (المسيرة) الصادر عن دار شهاب في اربيل عام ٢٠٠٦،  لمرتين، لم اجد فيه كل تاريخه، فقد تواضع واختصر الكثير، لم يدون، بطولاته، مبادراته، القوة التي تملأ روحه وتشد عزم رفاقه، حتى في أوقات الهزائم والانكسارات, ربما يعد ذلك امر طبيعيا في تاريخه المجيد اجده وكأنه كتبه كشهادة مستعجله للتاريخ، كسجل يحفل بمواقفه التي اعتقدَ انها الأساسية، وآرائه  ووجهات نظره، لو كان الكفاح والهم اليومي امهله لتوسع به. لم يكتب كل ما أراد، فالزمن الضاغط فرض ضروراته عليه.

اجتهد (أبو سليم) في مواقفه، أصاب واخطأ، وكأي شجاع صاحب رأي لم يستسلم، وكافح بضرواه كأي مناضل مجتهد لم يعلب منهجه. صاحب إرادة صلبه لكنها لا تنكسر لأنها مطاوعة مرنة.

ان الحياة المديدة لكريم احمد (أبو سليم)، وهو يحتفل بمئويته هي بمثابة منار يضيء الطريق لمن يناضلون من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية... ومن اجل “وطن حر وشعب سعيد”.

**************

صحفيون يرهنون شرعية الحكومة والقضاء بملاحقة قتلة الناشطين

عام على رحيل الهاشمي.. متى ينفذ الوعد الحكومي؟

بغداد ـ عبدالله لطيف                   

في مساء السادس من تموز 2020، توقفت سيارة دفع رباعي امام احد المنازل في زيونة شرقي بغداد، ولحقها ملثم كان قد ترجل من دراجة نارية، يحمل سلاحاً، وافرغ رصاصاته في صاحب المركبة: الخبير الأمني والاستراتيجي، هشام الهاشمي، الذي لعب دوراً بالغ الأهمية في تحليل وتفكيك عمليات التنظيمات الإرهابية في العراق.

كان وقع نبأ اغتيال الخبير الأمني والاستراتيجي مزلزلا على رؤوس العراقيين، فإضافة الى دوره الفعال في محاربة التنظيمات الإرهابية، كان موقف الهاشمي مسانداً لانتفاضة تشرين، وهذا ما عزز مكانته في قلوب العراقيين.

وتصدر وسم #هشام _الهاشمي،  تفاعلات المدونين في العراق، في ذكرى اغتياله الأولى. وتضمنت التغريدات عبارات شجب وتأبين، واستذكارا لمواقف الهاشمي، وإعادة نشر تغريداته الأخيرة.

ومساء الثلاثاء، قرر مجموعة من الإعلاميين تنظيم وقفة استذكارية للشهيد، في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد.

مَنْ قتل هشام؟

وتقول الصحفية والناشطة المدنية، أفراح شوقي، لـ”طريق الشعب”، إنّ “احدى المليشيات المتنفذة في العراق المعروفة، هي من قتلت هشام الهاشمي، وكانت مدركة أنّها ستفلت من العقاب”.

وتضيف شوقي التي تعرضت للاختطاف من جهة مسلحة قبل ان يطلق سراحها وتغادر العراق، أنّ “المنفذين اقوى من سلطة الدولة، ويتباهون بسلطانهم بكل وقاحة”، مبينةً أنه “طالما الحكومة ضعيفة وغير قادرة على مواجهتهم، ستواصل الميليشيات استعراض ما لديها من قوة”.

وتربط شوقي اغتيال الهاشمي بـ”نشاطه الأمني” في تصديه لتلك الجماعات المسلحة الإرهابية “اعلامياً وبحثياً”، مضيفة انه شكل “مصدرا خطرا على وجود الجماعات المسلحة والداعشية”.

وتلفت الصحفية إلى أن “عاما كاملا مرّ على الوعد الذي أطلقه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بالقصاص من قتلة الهاشمي، لكن ما زال المجرمون احرارا طلقاء، يمارسون القتل والقمع والتهديد”.

وختمت حديثها بالقول: إنه “لا شرعية لحكومة لا ترعى ارواح مواطنيها.. ولا شرعية لقضاء يغض الطرف عن القتلة والمجرمين”.

“فقيدنا هشام”

وكتب الصحفي والكاتب رياض محمد، مقالاً مطولاً عن هشام الهاشمي، تابعته “طريق الشعب”. وفي جزء منه، يقول إنّ “ما يثير الانتباه في اغتيال هشام ان الرجل الذي كشف كل شيء عن تنظيم داعش من الداخل للعالم كله، لم يقتل خلال السنوات الثلاث المرعبة والدامية في حرب العراق مع التنظيم، لكنه قتل الان وقد تمتع العراق وبغداد بأمن نسبي لا بأس به”.

ويوضح محمد انه “بغياب هشام القسري المؤلم لنا جميعا، خسر العراق والتحالف الدولي ما يمكن وصفه بوحدة المعالجة المركزية لهذا التحالف ضد داعش”.

مرجع الصحفيين

الصحفي في مكتب فرانس برس في بغداد، عمار كريم، يصف صديقه الهاشمي بأنه كان “الموسوعة التي لا تبخل عليك بمعلومة أو نصيحة، محترف، ذكي، صاحب ظهور شبه يومي كمحلل على شاشات عربية وعالمية، الى أن أصبح مرجعاً لمعشر الصحافيين”.

ويقول كريم في مقال كتبه في الذكرى الاولى لرحيله، إن “هذا العالم الراحل كان هدف كل صحافي أجنبي يصل إلى العراق. (هل يمكن أن نلتقي بالهاشمي؟) كانوا يسألون، وهو لا يرفض طلباً رغم ضيق جدول مواعيده”.

ويوضح أن “أبحاثه ساهمت في تفكيك تنظيمات داعش الإرهابية خلال سنوات المعارك في سوريا والعراق. وقد عمل مستشارا لكبار قادة الدولة ومنظمات دولية عدة”.

وناصر هشام الهاشمي انتفاضة تشرين ودافع عن أحقية مطالب المتظاهرين الذين ينتمون بمعظمهم الى جيل الشباب، وندّد بتصرفات المجموعات المسلحة، وبقمع التظاهرات التي تخللها مقتل مئات المتظاهرين. بحسب ما قاله كريم.

**************

عمال شركة الحفر والمزارعون يشتكون من التهميش الحكومي

الاحتجاج المطلبي متواصل.. لا خدمات ولا فرص عمل

بغداد  ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات في عدد من المحافظات، للمطالبة بتوفير الخدمات والرعاية الصحية وفرص العمل، فيما تظاهر عدد كبير من عمّال شركة الحفر العراقية، احتجاجا على محاولة تهميش الشركة وتحويلها الى خاسرة.

تظاهرات في البصرة

وفي محافظة البصرة, اغلق عدد من اصحاب الاجور اليومية العاملين ضمن الـ30 الف درجة وظيفية، المنسبين إلى شركات وزارة الكهرباء, مقار شركات انتاج وتوزيع ونقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، احتجاجاً على عدم موافقة الوزارة على التعاقد معهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “محافظ البصرة اوعز الى اغلب الدوائر بالتعاقد مع جميع اصحاب الاجور باستثناء المنسبين على وزارة الكهرباء, بسبب رفض الوزارة التعاقد معهم، بحجة عدم وجود تخصيص مالي”, مشيرا الى أن “عدد المنسبين إلى وزارة الكهرباء يبلغ 3 الاف يعملون منذ 7 اشهر بدون أجور”.

وتظاهر المئات من كوادر شركة الحفر العراقية امام مقر الشركة في البرجسية غرب البصرة, احتجاجا على تهميش الشركة ومحاولات ترسيخ خسائرها بشكل متعمد من خلال استثنائها من عقود حفر الابار النفطية.

اعتقال للصحفيين

وشهدت محافظة ذي قار, احتكاكات بين القوات الامنية ومتظاهرين امام مجلس المحافظة، إثر مطالبتهم بإقالة معاوني ومستشاري المحافظ.

وقال مراسل قناة (ان ار تي) نور السعيدي, ان “القوات الامنية قامت باحتجاز زميله راسم السعيدي، مراسل قناة دجلة داخل مبنى المحافظة”, مشيرا الى “تعرضه للضرب من قبل القوات الامنية بسبب اداء واجباته المهنية”.

القطاعات الصحية تتظاهر

في الاثناء, نظم العشرات من موظفي القطاع الصحي في سوق الشيوخ, وقفة احتجاجية، مطالبين بتوفير الاطباء الجراحين والادوية والمستلزمات الطبية للقضاء. وطالبت تنسيقية ذوي المهن الصحية في القضاء، عبر بيان لها طالعته “طريق الشعب”, بـ”تواجد طبيبات الخفر في صالات الولادة، بصورة دورية، مع توفير مواد علاج الأسنان”.

وكان العشرات من اهالي حي الغدير في القضاء، نظموا تظاهرة أمام مبنى دائرة البلدية والقائمقامية، احتجاجا على انعدام الخدمات.

في غضون ذلك, نظم عدد من  الكوادر الصحية والادارية في صحة المثنى، وقفة احتجاجية في عدد من المراكز الصحية والمستشفيات في المحافظة, مطالبين بإحتساب مخصصات الخطورة، ورفع التسكين، وتحسين مستوى الخدمات الطبية.

تهديد من المزارعين

من جهتهم, هدد عدد من مزارعي محافظة واسط، بغلق سايلو الكوت المركزي وحقل الاحدب النفطي، وقطع الطرق في حال استمرار اهمال الجهات المعنية لملف الزراعة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, أن “المزارعين طالبوا بضبط اسعار المبيدات والأسمدة الكيماوية وايجاد حل لمشكلة انخفاض مستويات نهر دجلة”, مؤكدين “ضرورة ايفاء الحكومة بقرارها زيادة سعر محاصيل الحنطة بمقدار 50 الف دينار للطن الواحد”.

تظاهرة للخريجين

الى ذلك, نظم العشرات من خريجي المعاهد النفطية، تظاهرة امام مقر وزارة النفط في بغداد، مطالبين بالاسراع في اجراءات التعيين المركزي.

وقال المتظاهر صلاح محمد لـ”طريق الشعب”, ان “قبولنا في المعاهد النفطية جاء على اساس حاجة الشركات النفطية للأيدي العاملة, لكن بعد مرور حوالي عام على تخرجنا، ما زلنا عاطلين عن العمل”, مؤكدا ان “اغلب خريجي المعهد النفطي هم من الطلبة المتفوقين في دراستهم”.

*************

الصفحة الثالثة

بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة العليا للتيار الديمقراطي العراقي

لنعمل معا لنجاح انعقاد المؤتمر الثالث

عقدت اللجنة العليا للتيار الديمقراطي اجتماعا لها، صباح السبت 3 تموز 2021 في بغداد، وبحضور عدد من تنسيقيات بغداد والمحافظات إضافة إلى ممثلين عن تنسيقيات الخارج عبر تقنية الاجتماع الافتراضي، وبحضور السادة رؤساء الأحزاب السياسية المنضوية في التيار وعدد من أعضاء التنسيقيات المتشكلة حديثاً.

وقد تناول الاجتماع المحاور المدرجة في جدول عمله ومنها: التقرير السياسي، والتقرير الإنجازي والذي تضمن أيضا نشاط تنسيقيات الخارج، وكذلك مسودة تعديل النظام الداخلي، وتوقف أمام التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الثالث.

ابتدأ الاجتماع أعماله بالدعوة من قبل المنسق العام للتيار الديمقراطي للوقوف دقيقة صمت تكريما لأرواح شهداء الشعب والوطن وللراحلين من أعضاء التيار الديمقراطي وأصدقائه في الأشهر الماضية.

وناقش الاجتماع التقرير السياسي، بروح الحرص والمسؤولية، وقد طُرح عدد من الملاحظات والمقترحات، حيث أكد البعض على ضرورة أن يعكس التقرير تحديد وضع العراق أمام المتغيرات الدولية والإقليمية، وكذلك أهمية النظر إلى التحالفات الاجتماعية، وفتح القنوات مع  المتضررين من الطبقة الوسطى جراء توقف آلاف المشاريع الصناعية وتأثير انخفاض قيمة العملة العراقية أمام الدولار الأمريكي، والزيادات الكبيرة التي طرأت على أسعار السلع المستوردة في ضوء تصاعد أسعار النفط العالمية. وانصب بعض الملاحظات على أهمية تقييم التجربة السابقة التي شهدت توقفات في نشاط التيار بعد تباين المواقف السياسية إزاء الانتخابات السابقة، وجرى التأكيد على أهمية احترام الاجتهادات السياسية والالتزام بالمنهج الذي تأسس بموجبه التيار الديمقراطي، باعتباره حاضنة للحركة الديمقراطية في العراق وضرورة فهم التمايزات بما يجعل الوحدة التنظيمية للتيار أكثر قوة وصلابة وبما يستجيب لمتطلبات العمل الوطني المشترك.

وتناول الاجتماع أيضا التقرير الإنجازي، بروح نقدية عالية لتجاوز بعض التحديات والصعوبات والعمل على أن يتحول التيار الديمقراطي إلى تيار مجتمعي واسع يستقطب الحركات الاحتجاجية التي انتفضت على الواقع الراهن وإيجاد أفضل وسائل التواصل معها، والتي يمثل الشباب والطلبة القسم الأعظم من بنيتها، وقد أكدت بعض الملاحظات على أهمية مأسسة عمل التيار وعدم وضع القيود أمام تحرك تنسيقياته، والتنسيق في ما بينها لغرض التعارف وتبادل الخبر والتجارب، وكذلك النزول إلى الشارع بين جماهير الشعب وعدم اقتصار العمل على المكاتب والمقرات على أهميتهما، والابتعاد عن العمل الموسمي ووضع الخطط والبرامج للسنوات الأربع القادمة.

وتوقفت بعض الملاحظات عند الضعف والتقصير في مجال الإعلام ومنابر التواصل الاجتماعي لقوى التيار الديمقراطي، مشيرة الى إن هذه الوسائل هي منصات مهمة في التعبئة الجماهيرية وفي إيصال المواقف السياسية للتيار لمجمل الأحداث والوقائع، وضرورة توظيف الصلات الاجتماعية لتمتين أواصر العلاقة والتواصل بين أعضاء التيار.

وتوقف الاجتماع بشكل نقدي أمام التلكؤ في إعادة تشكيل بعض التنسيقيات في المحافظات وضرورة تجاوز الإخفاقات والمعوقات التي تحول دون تصدر نشاطاتها لعموم المحافظة ولاسيما انه كانت للبعض منها أدوار ايجابية ومؤثرة في ميدان عملها.

وطالب بعض المتحدثين بضرورة تفعيل دور اللجان المشكلة من قبل المكتب التنفيذي وأن يكون له دور أكبر في زيارة المحافظات ومساعدة بعض التنسيقيات بتجاوز صعوباتها.

وقد أكد عدد من الحضور على الدور المتنامي والكبير للفكر المدني والديمقراطي، حيث أن الحركة الاحتجاجية قد ساهمت بشكل واضح في تجلياته، وضرورة تجاوز حالة الإحباط لدى البعض، بعد فشل القوى المهيمنة على السلطة في بناء دولة مدنية معاصرة، وأن الحاجة ماسة إلى بلورة هذا الاتجاه وفق أطر سياسية تنظيمية، وان يكون التيار الديمقراطي إحدى هذه التجليات، إذا ما أحسن توظيف قدراته بالشكل المناسب.

وصوت الاجتماع بالموافقة على طلب انضمام تحالف العمل الوطني إلى التيار الديمقراطي مع التأكيد على مواصلة العمل المشترك لحين انعقاد المؤتمر الثالث للتيار.

وتناول الاجتماع مسودة التعديلات على النظام الداخلي التي طرحت للنقاش أكثر من مرة، وهي بحاجة إلى تعميق النقاش حولها، لتكون جاهزة أمام أعضاء المؤتمر.

وقد وردت بعض الملاحظات بخصوص الصلة بين اللجنة العليا والمكتب التنفيذي والتنسيقيات، وكذلك حول طبيعة تشكيل المكتب التنفيذي، والحرص أن يكون للشخصيات الديمقراطية المستقلة الدور المؤثر في هياكله التنظيمية، مع ضمان فاعل لممثلي التنسيقيات وللنساء والشباب والحركات الاحتجاجية.

وقد تم التوقف أمام تركيبة هياكل التيار الديمقراطي ومواقفه، وضرورة إبداء المرونة، كونها مظلة جامعة لعموم أعضائه، وتمتع مكوناته بالاستقلالية الفكرية والسياسية والتنظيمية، مع إيجاد المناخ المناسب للمزيد من الحوارات والمناقشات الداخلية للوصل إلى المواقف المشتركة، بما لا يخل بقواعد العمل داخل التيار الديمقراطي للمباديء والأهداف المشتركة، التي على أساسها انبثق وظهر على الساحة السياسية العراقية.

وناقش الاجتماع بشكل مستفيض التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الثالث،  وقد خول الاجتماع المكتب التنفيذي بتشكيل اللجان الخاصة بالوثائق وكذلك بتشكيل اللجنة التنظيمية للمؤتمر، وتم الاتفاق أن يكون عقد المؤتمر علنيا وبدعوة عدد من الشخصيات السياسية وبمشاركة وسائل الإعلام، وأن موعد الانعقاد عند  أوائل أيلول القادم، وأن تتبع الآليات الديمقراطية عند اختيار مندوبي التنسيقيات في الداخل والخارج، مع ضمان حضور فاعل للشخصيات الديمقراطية المستقلة ودعوة عدد من الشخصيات المدنية والديمقراطية في الهيئات الإدارية للاتحادات والنقابات وبعض منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان والمرأة والبيئة وغيرها، وكذلك ضمان تمثيل مناسب للنساء والشباب وممثلي الحركات الاحتجاجية.

واتفق الاجتماع على عرض الوثائق للنقاش العام العلني، من أوائل تموز حتى منتصف شهر آب 2021 ليتسنى للجان المشكلة إجراء التعديلات عليها.

واختتم الاجتماع أعماله بالدعوة الى متابعة الأوضاع السياسية المعقدة الجارية في البلاد واتخاذ المواقف المشتركة إزاءها، والتنسيق والتعاون بين مكوناته من أجل تنشيط اللجان والتنسيقيات للذهاب معا للمؤتمر الثالث، بأجواء مفعمة بعزم وإصرار لإنجاح المهام الموكلة له.

اللجنة العليا للتيار الديمقراطي

3 تموز 2021

مرة أخرى يرتفع ذات الزعيق المقرف!

د. إبراهيم إسماعيل 

في ظل النضال ضد الأزمة الشاملة التي يعاني منها نظام المحاصصة والفساد، ومع تنامي الوعي الجمعي بضرورة تغيير الحال، وتصحيح مسار العملية السياسية، بشكل تحل فيه الهوية الوطنية الجامعة محل المحاصصة، وتصان فيه السيادة، وتضمن مستويات مناسبة من تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والخاصة، وتحمى الثروة الوطنية وتستثمر لخدمة جميع العراقيين، وتزامناً مع تطور وتنوع أشكال الحراك الشعبي المعارض، الذي يخوضه أبناء العراق من كل الأطياف الإجتماعية والفئات الطبقية، ومع إقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية المبكرة، والتي أيقنت قطاعات جماهيرية واسعة، بعدم جدواها أو تعليق أي آمال عليها، الا إذا ما توفرت الشروط الضرورية لإنجاحها، والتي بادر الحزب الشيوعي العراقي إلى تشخيصها، بدأ الزعيق مرة أخرى ضد الحزب، سواءً في عودة الإسطوانة المشروخة التي تحاول تشويه موقف الشيوعيين من الدين وتسعى لتكفيرهم، أو في نبش الماضي وتزوير الأحداث والمواقف التي أعقبت ثورة 14 تموز 1958.

ويتوقع أصحاب هذا الزعيق المقرف والمكرر، للأسف، النجاح في تسويق بضاعتهم الفاسدة، عبر إستغلال إنشغال الناس بهمومهم المعاشية الصعبة وعزوفهم عن الإهتمام بالأمور السياسية المباشرة، أو عبر الإعتماد على تقادم تلكم الأحداث وضعف الذاكرة جراء ظروف التخلف الإجتماعي الذي كرسته حروب وجرائم النظام البائد، والذي عمقه ووسعه نظام المحاصصة والفساد.

وإذا كان طبيعياً أن يأتي هذا الزعيق من بوق أمني، لم يحتمله حتى أسياده البعثيون فطردوه من الخدمة لإسباب لا تشّرف أحداً، فإن المثير للدهشة والسخط، مشاركة قناة الدولة في هذا الزعيق، عبر إفتعال لقاء مع أحد الديناصورات البعثقومجية، ليشتم الشيوعيين بإعتبارهم معادين للدين، ولإنهم قتلوا “ظلماً” نفراً من المختلفين معهم في الموصل إثر حركة الشواف.

ورغم دهشتي من هذا اللقاء، فقد واصلت الإستماع لهذه الشتائم وبعض العنتريات، معتقداً، أو موهماً نفسي، بأن القناة لم تستضف هذا المواطن، كي يشتم فصيلاً وطنياً، بل لأن له ربما، مساهمة مهمة في تاريخ البلاد، وإن حديثه عن خطأه مفيد للأجيال الجديدة. لكن خيبة أملي تضاعفت حين إعترف الرجل بإنه كان مجرد ملازم في الجيش ولم يكن له أي دور يذكر حينها، ماعدا الوشاية بالعسكريين من شيوعيين ووطنيين وديمقراطيين!

فإشتدت حيرتي! إذن، لماذا نستضيفه ونصرف على هذه الإستضافة غير المجدية مالاً (فالقناة تُمّول من ثروة العراقيين) وجهداً ووقتاً، ونساهم بتشويه التاريخ وتبييض صفحة جلادي شباط الأسود، الذين ينص دستور البلاد على تجريمهم؟!

ورغم يقيني بأن هذا الزعيق سيلقى مصير حملات سبقته وذهبت أدراج الخزي، فيما بقي الشيوعيون زهوراً على صدور العراقيين ونبضاً لقلوبهم الطيبة، وددت الإشارة لنقاط سريعة، قد تهم منصفا ما، باحثا عن الحقيقة:

  • يميّز الشيوعيون دوماً، بين الدين كمعطى ثقافي وحضاري وتراثي محترم، وكحاجات روحية مقدسة للأفراد بشكل عام، وبين الفكر السياسي الديني، الذي يطرح نموذجاً ومثالاً للسلطة، ويسعى لتأطير المجتمع بكل السبل المشروعة ـ وأحياناً غير المشروعة ـ لكي تُقبل سلطته. وهنا يتعامل الشيوعيون بكل إحترام مع الدين والمتدينين، في ذات الوقت الذي يخوضون فيه صراعا ديمقراطياً سلمياً مع الفكر السياسي الذي يتلفع بعباءة الدين، ويطرحون خلال هذا الحراك السياسي، تصوراتهم حول إدارة البلاد، بشكل يخدم أبناءها. وقد أثبتت تجربة السنوات الماضية، حق الشيوعيين وغيرهم في الكفاح ضد الأزمات الشاملة التي أوقعت قطاعات واسعة من اصحاب هذا الفكر البلاد فيها.
  • إن كثيرا من المتدينيين يستمدون من الدين مبادئ العدالة والخير، وقد ينخرطون في العمل السياسي والنضال الوطني الديمقراطي،على أساس تلك المباديء، دون أن يدعوا إلى نموذج سياسي مبني على أساس الإيديولوجية الدينية، ودون أن يطالبوا بدولة الخلافة أو الإمامة، رغم كونهم متدينيين. ومن ضمن هذا الجمهور نجد رجال الدين المتنورين الذين يجدون توافقاً فكرياً في دعوتهم للإصلاح الديني، وإنخراطهم في العمل السياسي داخل أحزاب وطنية ديمقراطية، كالحزب الشيوعي العراقي. وكذلك إنخراط غالبية الفلاحين المتدينين في النضال، ولهذا فالحركات الدينية تختلف عن جمهور المتدينين وتسعى لطرح نموذج أخر للتدين.
  • إن من أبرز ما يؤخذ على الشيوعيين مقولة ماركس (الدين أفيون الشعوب)، التي نجح الخصوم في تشويهها وإجتزائها، فهي تشير في الحقيقة، إلى التأثير الإيجابي للدين على الفرد في مجتمع يكون الإنسان فيه مضطهداً. وتعتبر الدين عزاءً يعوض المضطهد نفسياً عما فقده بسبب إضطهاد المستغِلين له في الحياة الإجتماعية. أي أن الدين هو زفرة المضطهدين في ذلك العالم، كي لا يختنقوا، زفرة يمكن أن تكون حلما بالعدالة في المخيلة إذا ما غابت عن الواقع.
  • رغم عدم مسؤولية الحزب عن أخطاء حدثت بشكل فردي، إبان تفجير ثورة 14 تموز المجيدة، أو دفاعاً عنها في ما بعد، فقد أدان الشيوعيون هذه الأخطاء وإعتبروها، مخالفة لمنهجهم الإنساني وأخلاقهم الأصيلة، التي شهد لهم بها كل العراقيين، وعلى مدى عقود طويلة.
  • غير إن حدوث هذه الأخطاء الفردية، لا يبرر الجرائم البشعة التي إرتكبها دواعش تلك السنوات، وكانت الأخطاء، التي أشرنا لها، رد فعل غير سليم عليها. فكم شيوعي تم إغتياله في الموصل، وكم عائلة تم تهجيرها، وكم عرض إنتهك ونساء سبين وأموال نهبت. ثم ألم يستكمل هؤلاء الدواعش جرائمهم بعيد إنقلابهم الأسود عام 1963، وطيلة أربعين عاماً جثموا فيها على صدر بلادنا وقتلوا وشردوا وعذبوا طلائعها وأبناءها الخيرين، من شيوعيين وإسلاميين وديمقراطيين ووطنيين، فلماذا يتم التركيز على ردود فعل بعض الضحايا ضد قتلة محترفين، أدمنوا الإجرام؟ أسئلة برسم كل منصف يريد أن يستجلي الحقيقة، لأنه هو من يهمني وليس أي حاقد موتور، فأنا مدرك بأن الحقد يحرق مستبطنه فقط، عاجلاً أو آجلاً.

الصفحة الرابعة

في الذكرى الرابعة لتحرير المدينة

ركام الحرب لا يزال جاثما على صدور أهالي الموصل

بغداد ـ طريق الشعب

تزامناً مع الذكرى السنوية الرابعة لإعلان الانتصار على عصابات داعش الارهابية في الموصل، يؤكد ناشطون ومراقبون، استمرار التحديات والعراقيل لإعادة بناء المحافظة، التي شهدت خسارة ما يقارب 20 مليار دولار، نتيجة العمليات العسكرية.

خسائر كبيرة وجهود بطيئة

ويتحدث المواطنون في الموصل، عن بطء الجهد الحكومي في إعادة المحافظة إلى ما كانت عليه قبل وقوعها في قبضة الإرهابيين على أقل تقدير. إضافة إلى أنه من غير المنطقي أن تبقى المحافظة بهذه الهموم الثقيلة، وقد مر على إدارة البلد 3 رؤساء للحكومة المحلية، وقريبا سيكون موعد الانتخابات التي يفترض أن تأتي برابع، على حد قولهم.

ويوضح عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، فلاح القس، إن الموصل تشهد الآن تقديم بعض الخدمات الأساسية، لكنها دون مستوى طموحات أبناء المحافظة.

ويقول القس لـ”طريق الشعب”، إن “الخدمات التي تقدم إلى المحافظة خلال الفترة الحالية، يمكن اعتبارها مطمئنة إلى حد ما، خصوصا وأنها تشمل مناطق متفرقة، لكنها تبقى بنظر الأهالي غير كافية ولا تواكب حجم الخراب الكبير الذي الحقه الإرهاب والعمليات العسكرية بالموصل”، لافتا إلى إن “التخصيصات المالية التي تقدم لإعادة الإعمار، تكون ضئيلة ولا تدفع بشكل كامل وإنما على شكل وجبات، مع الأخذ بنظر الاعتبار إن جزءا من منها يأتي عن طريق المنظمات الدولية”.

ويضيف المتحدث أنه “بعد مرور 4 أعوام على تحرير الموصل، ما زالت نتائج ملف اجتياح المحافظة وإسقاطها بيد الإرهاب غامضة، ولم يكشف عنها رغم الحديث المتواصل من قبل جهات حكومية ونيابية عن أهمية ذلك. وأتوقع أن يعود الحديث مجددا مع اقتراب موعد الانتخابات للاستفادة السياسية والابتزاز لا أكثر. بينما يبقى المتورطون في مأمن وفق هذا المشهد المأساوي”، مشيرا إلى “وجود الكثير من الموصليين في مخيمات النزوح رغم قرار وزارة الهجرة بإعادتهم. علما أن أعدادا ليست بالقليلة منهم لا تقبل بالعودة لأسباب تتعلق بعدم توفير مستلزمات العيش الكريم في المناطق التي هربوا منها، وأخرى ذات صلة بالانتقام العشائري الذي يجب أن تحله الدولة بشكل قانوني، وان تحمي الأبرياء وغير المتورطين بالإرهاب”.

خسائر هائلة

وفي ما يتعلق بحجم الخسائر في البنية التحتية للموصل، يقول الناشط المدني أسامة النعيمي: إن الحد الأدنى منها يصل إلى 20 مليار دولار وفق تصريحات مسؤولين في المحافظة.

ويضيف النعيمي في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “ما حصلت عليه الموصل حتى الآن لا يصل إلى ملياري دولار، وهذا يبين حجم العمل المطلوب لإعادة الوضع من جديد، فيما تبقى الصراعات السياسية والتدخلات التي تفرضها جهات متنفذة هي العائق الأكبر أمام امنيات الاهالي وتطلعاتهم، فضلا عن ضعف تخصيصات الموازنة، والكثير من المشاكل الكبيرة”.

وبحسب الأرقام المتداولة، تشير تقديرات بعض المنظمات الدولية إلى فقدان حوالي 8 آلاف مواطن، واستشهاد ما يقارب 11 ألف آخرين بسبب العمليات العسكرية، بينما رصدت حوالي 85 مقبرة جماعية، كان التنظيم الإجرامي سببا رئيسيا في وجودها.

وفي تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، فان تكاليف إعمار الموصل لعشر سنوات (2017 ـ 2027) قدرت بحوالي 100 مليار دولار.

مشاكل كثيرة

وعلى صعيد ذي صلة، يؤكد سعد العكَيدي، وهو أحد أهالي الجانب الأيمن من الموصل، بأنه “غير سعيد” بذكرى التحرير، “لأن الواقع ما زال عسيرا والمدينة لم تشهد أي إعمار حقيقي، ولم يجر تعويض المتضررين، فضلا عن وقوع المحافظة بيد الجهات السياسية المتنفذة التي تريد ان تتقاسمها”.

ويشير العكَيدي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “الواقع الصحي متردٍ بشكل كبير في أحياء المحافظة، ولم تتمكن الحكومة من إعادة تعمير وبناء المستشفيات، ومعالجة ما لحق بها من تخريب وتدمير خلال العمليات العسكرية”، موضحا أن “الكثير من أهالي المدينة يضطرون إلى السفر باتجاه أربيل والسليمانية من أجل زيارة الأطباء وإجراء العمليات الجراحية، أو مراجعة المستشفيات الأهلية في الموصل. كما أن المدينة تعاني من نقص الجسور وشبكات الطرق، ومنذ أربع سنوات، تعتمد على جسرين حديديين”.

ولفت إلى أن “من المشاكل التي يعاني منها الأهالي، القصور في ملف تعويض المتضررين وضحايا العمليات العسكرية، إذ لا تزال المئات من العوائل تنتظر معاملاتها المتوقفة”، مستغرباً من دعوات الحكومة لعودة النازحين من دون “تعويض المتضررين أو تعمير المناطق التي تعاني من عدم وجود المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي. كما أن بعض الأحياء تعاني من مشاكل سياسية وأخرى تتمثل بالصراعات بين الوقفين الشيعي والسني”.

مشكلات عالقة

من جانبه، يقول الباحث والمختص في الشأن السياسي فراس ألياس، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “استحقاقات المدينة لفترة ما بعد التحرير كانت معقدة جداً، إذ سرعان ما واجه الأهالي أزمات متعددة على صعيد الخدمات والأمن والاقتصاد، والتي جاءت بمجملها نتيجة لحالة الصراع السياسي في المدينة بين القوى التقليدية والقوى الوافدة مع معارك التحرير”.

ويضيف، أن “المدينة لم تشهد أي تقدم يمكن ان يؤخذ به على صعيد أي ملف من الملفات، وهو ما جعل الواقع العام في المدينة في حالة تراجع مستمر، في ظل عجز حكومي واضح عن تصحيح الأوضاع”، داعيا الى “تعويض المتضررين والشروع في ملف إعادة الإعمار والبحث في ملف المغيبين ومحاسبة المتسببين في سقوط المدينة”.

وحول أسباب عدم محاسبة المقصرين في موضوع سقوط الموصل، يذكر ألياس أن “حالة الصراع السياسي وظروف الحرب على التنظيم الارهابي، فضلاً عن الظروف التي شهدها العراق في مرحلة ما بعد داعش، جعلت من ملف الموصل ملفا ثانويا مقابل صعود ملفات أخرى أكثر تأثيراً”.

وحول استمرار معاناة الاهالي في المدينة، يقول الاكاديمي علي أغوان، إنه “بعد تحقيق النصر العسكري على عصابات داعش الارهابية، ما زال اهالي الموصل ينتظرون تحقيق النصر الحقيقي والشامل من خلال اعادة البناء والاعمار، ومعالجة مشكلة مخيمات النازحين”، مشيراً الى أن “أسباب سقوط المدن في يد التنظيم ما زالت موجودة”.

ويضيف أن “المؤشرات تؤكد أن الامور ما زالت معقدة في الموصل، خاصة في ظل إهمال المدينة من قبل الحكومات المتعاقبة، التي لاتذكرها الا في اوقات الكوارث والانتخابات فقط، فضلا عن استمرار وجود القوى السياسية الفاسدة في المحافظة”، موضحا أن “السيطرة على المحافظة تتقاسمها احزاب متنفذة من داخل المدينة وخارجها، وفصائل وافدة لها خلال عمليات التحرير، تجمعها علاقة وطيدة اساسها المصالح المشتركة في ما بينها”.

ويبين الأكاديمي أغوان، أن “المحافظة بعيدة عن القرار السياسي، انما تتحكم بها زعامات سياسية من خارجها، ولا وجود للزعامات الموصلية الحقيقية، خاصة ان الزعامات الكلاسيكية في المدينة لا يمتلكون اي مقبولية من الاهالي”.

يحدث في العراق

«أم الربيعين».. الحدباء في عيون اهلها بعد سنوات الاهمال والدمار

خصص المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي حلقته من برنامج “يحدث في العراق” للحديث عن اوضاع محافظة نينوى، ضيف فيها الصحفية والباحثة سهى عودة والناشط في مجال حقوق الانسان حسام عبد الله والناشط السياسي وسام حازم، واداراها عضو اللجنة المركزية للحزب علي صاحب.

نقدم في ما يلي مقتطفات من هذه الندوة الهامة:

المركز:  بعد سنوات التحرير وسنوات الخلاص من داعش كيف تصفين المحافظة بشكل عام، هل خرجت المحافظة من الصدمة، هل عولجت الاشكاليات السابقة قبل احتلالها من قبل التنظيم الارهابي.

سهى عودة: افضل ما حصل هو الخلاص من تنظيم متطرف مثل تنظيم داعش، بعد ما عاشت المدينة والمحافظة ككل في السنوات التي مضت، لكن اليوم الحياة بطيئة الاداء الحكومي بطيء واداء الاعمار واعادة الاعمار بطيء جدا، هناك فوضى ادارية، فوضى في مؤسسات الدولة نفسها، الناس حياتهم عبارة عن فوضى وكأن الموضوع أصبح اننا تعودنا بان لا عودة للاستقرار، الوضع غير مستقر تماما وبالتالي تكون له تأثيراته على حياة المواطن، اضافة الى ان الاهالي نازحون بالمخيمات سواء تحدثنا عن الاهالي في مركز المدينة او نتحدث عن المواطنين من بقية الاقليات.

المركز: كيف تقيم الوضع داخل محافظة نينوى؟ كيف تقيم تجربة الحكومة المحلية، خصوصا وانها شهدت عددا من التغييرات ؟.

وسام حازم: العمل على ارض الواقع كان مسنودا في بدايات التحرير من بعض المنظمات مع الدعم الحكومي والذي كان دعما بسيطا، اذا تحدثنا اليوم كمشاريع استراتيجية  لدينا مستشفى في الموصل ولا تزال مدمرة، الجسور اغلبها مدمرة هناك فقط الجسر القديم تم اعادة تأهيله لجسر حديد، اما بخصوص الجانب الايمن فهو مدمر لغاية الان، وخاصة الاحياء التي تكون على ضفاف دجلة، لغاية الان الخدمات فيها قليلة، لكن بالمقابل الحكومة بدأت بالاونة الاخيرة خصوصا في الشهور الستة الاخيرة بدأت باكساء الشوارع في بعض المناطق الموجودة في الجانب الايمن.

المركز: بعد المرارات التي شهدتها المحافظة ما زال هناك خطاب للتطرف كما اشرت، ما هي المبادرات لايقاف هكذا نوع من الخطاب؟ او لمعالجته لا نقول ايقافه بمعنى الحل العسكري فقط والامني انما بالوعي؟.

حسام عبد الله: المبادرات المطروحة في مواجهة خطابات الكراهية الموجودة هي مبادرات مجتمعية مبادرات مدنية، الحكومة بعيدة كل البعد عن هذا الملف، يجب ان يكون هناك تفعيل لدور الادعاء العام في متابعة هذه القضايا في متابعة هذه الملفات وان يدعو الى القاء القبض على من يقوم بهذه الافعال حتى يكون رادع للاخرين ويكون هناك نوع من الخوف من عدم تكرار هذه الخطابات وعودة المدينة الى سابق عهدها.

المركز: عملية التحريض رافقتها مجموعة من العمليات التي كانت تستخدم المدنيين والبنى التحتية بشكل او باخر كمصدات استخدمها التنظيم بشكل جدا واسع من اجل صد تقدم القوات الامنية، هذا خلف دمارا هائلا في الموصل القديمة، هل من المعقول بعد كل هذه السنوات لا يوجد شيء ملموس على ارض الواقع؟.

سهى عودة: بخصوص المشاريع التي نفذت، في الحقيقة ما نفذ لا يكاد يذكر، اليوم فرحانين الناس ان هناك نافورة راقصة في الموصل لكن الحقيقة عندما تذهب ستجد الاسواق غير موجودة، ما تم اعماره من سوق السراي هو اعادة اعمار من قبل الاهالي انفسهم ، الجانب الايمن مشلول تماما, الاسواق التجارية هناك مشلولة تماما الحركة متوقفة فيها حتى النقل العام متوقف، كان هناك كراج مخصص للنقل العام هذا غير موجود الان، الناس رافضة للعودة لان الايمن مشلول، مطار غير موجود للان.

المركز: الان هناك قوة وافدة للمحافظة وهناك قوة تقليدية سياسية في المحافظة وهاتان القوتان تمتلكان السلاح والنفوذ وهذا مؤشر في بعض الاحيان ان تكون هناك اشتباكات في ما بينهم او ممكن تحدث احتكاكات هنا وهناك كيف ترى الوضع في المحافظة في ظل هذا الصراع الدائر؟.

وسام حازم: اذا حصلت توافقات سياسية بداخل المحافظة لا تتصور ان يحدث صراع، اذا حدث صراع سيكون على شيء اخر هناك خلاف على بعض المناصب او خلاف على بعض صفقات الفساد الذي يحدث داخل المحافظة، الآن وضع الموصل الامني جيد وهذا بالدرجة الاساس بسبب تعاون المواطن الموصلي مع الاجهزة الامنية، المواطن الموصلي يعرف حق المعرفة انه عندما يحدث صراع بين الكتل المتنفذة داخل الموصل سينعكس على الواقع الامني.

المركز: قبل اشهر تم توقيع اتفاق حول تطبيع الاوضاع في مدينة سنجار وحل الاوضاع مما يعني ما زالت  الى الان الاوضاع غير مستقرة ما هو الحل؟

حسام عبد الله: من أول يوم تم توقيع هذه الاتفاقية كان لدينا جملة من الملاحظات، على رأس هذه الملاحظات لا يمكن تنفيذ بنود هذه الاتفاقية ان لم يكن هناك توقيتات زمنية محددة تبين مسؤوليات الاطراف وحقوق الاطراف،ثانيا الاتفاقية بنيت على توافق سياسي ليس للجميع وانما لجزء كبير من الفاعلين السياسيين الموجودين في سنجار، ثالثا في ظل هذا الجو العام الموجود في سنجار من الصعوبة ان تتحقق او يتم تطبيق هذه الاتفاقية لانه لا زالت الحكومة العراقية قاصرة في البدء في اولى خطوات تطبيق هذه البنود بدءا من موضوع تعددية القوات الامنية انتهاء بموضوع ملف الخدمات وعودة النازحين، بما يعني ان الاتفاقية جاءت ركيكة ولا يمكن تطبيقها،  وكان من المفترض ان تكون الاتفاقية باتفاق جميع الاطراف في سنجار لتحقق خطوات فعلية على ارض الواقع.

المركز: الكثير من اللقوى المتنفذة في المحافظة لديها اذرع عسكرية، بشكل او باخر كيف تقيمين هذا الوضع، الا تشعرين اننا على جبل من البارود ممكن في اي ساعة ينفجر؟.

سهى عودة: اي حركة تحصل في اي محافظة سوف تتأثر بها نينوى، واي حركة تحصل في نينوى بقية المحافظات سوف تتأثر، واذا كانت موجودة بعض الاتفاقات من اجل مصالح معينة فهي موجودة لحين ان يتم الاختلاف على المصالح، الوضع غير مستقر والرؤية ضبابية، نحن لا نريد اخافة الناس لكن انا اعتقد ان المواطن يعرف هذه التفاصيل ولديه اطلاع كافً على الموضوع، البعض يسميها توافقات سياسية وهي تسمية اعلامية ويحبذها السياسيون لكن هي اتفاقات من اجل مصالح معينة مرهونة عادة بزمن الى ان تنتهي المصلحة، وتعدد القوى الامنية اللي تسيطر على الاراضي مع استمرار الاشتباكات كل هذا يوضح ان الوضع له مؤشرات غير مستقرة، واذا شهدنا استقرارا فهو مؤقت لا اكثر.

الصفحة الخامسة

وعود المسؤولين “حبر على ورق”!

“كابوس” الكهرباء يقضّ مضاجع العراقيين تحت لهيب تموز

بغداد – وكالات

 مثلما يحصل في فصل الصيف من كل عام، ازدادت الكهرباء الوطنية تدهورا من حيث التجهيز والنوعية، مع بداية ارتفاع درجات الحرارة مطلع حزيران الفائت، ليدخل المواطن في دوامة البحث عن بدائل لتعويض الطاقة المفقودة.

وبالمقابل، لا يزال الغضب الجماهيري على تردي الكهرباء، قائما في الكثير من مدن وقصبات المحافظات الجنوبية والوسطى، والذي واجه في بعض المناطق قمعا حكوميا، بدل التحرك الجاد لوضع حل جذري للمشكلة.  

وكانت المولدات الاهلية، ولا تزال المنقذ الأول للمواطن من لفحة الحر، إلا أنها في الوقت نفسه، تسلب ما يتبقى من راتبه أو دخله الشهري. إذ وصل سعر الأمبير الواحد لدى هذه المولدات، إلى 25 ألف دينار، ما يعني أن المواطن الذي يشترك في 5 أمبيرات، عليه أن يدفع شهريا 125 ألف دينار، وهذا مبلغ ربما يعادل ربع راتب الموظف البسيط، ونصف الدخل الشهري لأكثر الكسبة من المواطنين.. كل ذلك يحصل في وقت لا تزال فيه وعود المسؤولين بتوفير الطاقة الكهربائية خلال الصيف “حبرا على ورق”!

كابوس الانقطاع

يصف المواطن عباس زاهد، وهو سائق سيارة أجرة، الانقطاع المستمر للكهرباء بـ “الكابوس”، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن ما يحصل عليه من دخل يذهب معظمه إلى جيوب أصحاب المولدات “الذين باتوا يتسابقون في رفع سعر الامبير، نتيجة عدم توفر الكهرباء الوطنية في معظم الأحيان”.

ويؤكد، ان “الكهرباء في العراق اصبحت معضلة لا يمكن حلها”، مضيفا أن وعود تحسن الطاقة الكهربائية التي يطلقها سنويا المسؤولون في وزارة الكهرباء، ليست سوى “تخدير وحبر على ورق”.

فيما يقول المواطن عمار حسين، ان “وزارة الكهرباء في كل عام، تدعي أن الصيف المقبل سيكون الأفضل في تجهيز الطاقة الكهربائية، الا انها، وبمجرد دخول الصيف، تبدأ بتسويق المبررات لعدم قدرتها على الإيفاء بوعدها”.

ويبين حسين في حديث صحفي، ان “المواطن اصبح في حيرة من أمره. فهو يدفع اجور الكهرباء مرتين، مرة لصاحب المولدة الاهلية، وأخرى للجباية الحكومية”.

اجندات داخلية وخارجية

من جانبه، يشير الخبير الاقتصادي محمد الحسني، إلى ان “الفساد المستشري في مفاصل الدولة، هو السبب الرئيس لبقاء مشكلة الكهرباء من دون حل”، مؤكدا في حديث صحفي، أن “ما تم تخصيصه من أموال لإصلاح المنظومة الكهربائية خلال الفترة الماضية، يمكن أن يكفي لإنشاء مدن عصرية متكاملة”.

ويضيف، انه “لا يمكن حل أزمة الكهرباء بالكلام فقط. فالأمر يحتاج إلى شركات كبيرة، تقدم معالجات جذرية لمشكلات انتاج الطاقة ونقلها وتوزيعها”، معتقدا أن “هناك أجندات داخلية وخارجية مستفيدة، تدفع باتجاه عدم تصليح وتطوير المنظومة الكهربائية”.

وينوّه الحسني إلى أن “كل دول العالم اتجهت حاليا للحصول على الطاقة الكهربائية من الطاقات النظيفة، إلا في العراق الذي لا يزال حتى الوقت الحاضر، متأخرا عن الدول بآلاف السنين!”.

بين التفجير والحرارة

إلى ذلك، يقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، ان “التفجيرات الارهابية التي طالت بعض أبراج نقل الطاقة، كانت سببا في ازدياد ساعات انقطاع الكهرباء”، مضيفا في حديث صحفي، أن “ارتفاع درجات الحرارة، ساهم هو الآخر في زيادة ساعات الانقطاع مع إقبال المواطنين على زيادة استهلاك الطاقة، فضلا عن محدودية تجهيز الغاز المستورد من إيران مقارنة بالعام الماضي”.

وكانت وزارة الكهرباء قد أكدت في وقت سابق، على لسان وزيرها، أن إنتاج منظومة الطاقة الكهربائية في البلد، سيصل الى 22 ألف ميكا واط مع بداية حزيران (الفائت)، وأن المواطن سيلمس تحسنا في تجهيز الكهرباء. ومقابل ذلك، وصف الكثير من الاختصاصيين، حديث الوزير بأنه “احلام وردية في ظل تردي واقع المنظومة الكهربائية”!

****************

لماذا التضارب في القرارات يا إدارة محافظة النجف؟!

قبل فترة أصدرت اللجنة الزراعية في محافظة النجف، برئاسة النائب الأول للمحافظ، قرارا بتجديد العقود الزراعية التي أصبحت ضمن حدود البلدية. وقبل أيام أصدر المحافظ كتابا يقضي بعدم تجديد هذه العقود. وهذا تضارب واضح وصريح في القرارات!

وإزاء هذا الموضوع، هناك جملة من الأسئلة تطرح نفسها:

- هل من الصحيح تجريف الأراضي الزراعية وإقامة الوحدات السكنية عليها، وبالتالي تعريض الأمن الغذائي والبيئي للخطر؟

- أمن المعقول الاستمرار في البناء الأفقي لمعالجة أزمة السكن، والعالم كله تحول إلى البناء العمودي الذي يعد اختصارا للأرض والنفقات وحماية للبيئة؟

- معلوم أن التخطيط العمراني للمدن يصدر بقانون، ووفق ضوابط ومحددات. إذ لا يحق لأي جهة ما، من الوزير إلى مدير البلدية مرورا بالمحافظ، التجاوز على هذا التخطيط. فلماذا هذه التجاوزات إذن؟

- هل من الصحيح استثمار مسألة التوسع السكاني للأغراض الانتخابية، والتجاوز من خلال ذلك على كل القوانين والتعليمات والضوابط الإدارية الحكومية في هذا الشأن، وتغيير حدود البلدية وهي ضمن ضوابط التخطيط العمراني!؟

- كم من المزارعين عملوا على استصلاح أراضيهم، وبالأخص الزراعية منها. ماذا سيكون مصير هؤلاء وعائلاتهم في ظل هذه القرارات؟

ان هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات من لدن المحافظ ورئيس اللجنة الزراعية في المحافظة، فضلا عن مدير الزراعة ورئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف.

عبد الكريم عبد الله بلال

مهندس زراعي

****************

الآفات الزراعية تفتك ببساتين واسط

الكوت – شاكر القريشي

شكا العديد من اصحاب البساتين في محافظة واسط، من تفشي الآفات الزراعية والأمراض التي تصيب الأشجار، خاصة النخيل، في بساتينهم، موضحين أن هذه المشكلة تأتي بسبب عدم قيام وزارة الزراعة بإطلاق حملات لمكافحة الآفات الزراعية من خلال «الطيران الزراعي»، مثلما كان معمولا به في السابق.

وفي حديث لـ «طريق الشعب»، أوضح كاظم جابر الشمري، أحد أصحاب البساتين، أن وزارة الزراعة في زمن النظام المباد، كانت تطلق خلال شهري أيار وحزيران من كل عام، حملات لمكافحة الآفات الزراعية التي تصيب النخيل وأشجار الحمضيات، مبينا أنه «منذ 2003 وحتى الآن، لم نر مثل هذه الحملات، ما دعا الكثيرين من المزارعين إلى إهمال بساتينهم والشروع بتجريفها وتقطيعها وبيعها كأراض سكنية، بعد أن فتكت بها الآفات الزراعية».

مسؤول قسم الوقاية في مديرية زراعة واسط، المهندس الزراعي محمد لامي الدليمي، ألقى من جانبه الضوء على المشكلات التي تعانيها بساتين واسط، خاصة في ما يتعلق بالآفات الزراعية والمستلزمات الزراعية وتسويق المنتج.

وذكر لـ «طريق الشعب»، أن أصحاب البساتين في واسط يوجهون اليوم إلى وزارة الزراعة جملة من المطالب آملين أن يتم تنفيذها عاجلا، وأهمها إعادة العمل بحملات المكافحة الزراعية السنوية، للقضاء على آفتي «الحميرة» و»الدوباس» اللتين تفتكان بالنخيل، ودعم الفلاح بكميات إضافية كافية من المبيدات الزراعية المستخدمة لرش الأراضي، وشمول أصحاب البساتين بتوزيع الأسمدة الكيمياوية، فضلا عن إنشاء مراكز حكومية لتسويق التمور، وتوفير مستلزمات مناحل العسل، وتعويض أصحاب المناحل المتضررة بسبب التلوث البيئي والانبعاثات الغازية من شركات النفط والكهرباء في المحافظة 

***************

تعليمات جديدة يجب التدخل لإلغائها

ناصر حسين

يوم الأربعاء الموافق 23 حزيران الماضي، بثت شاشات التلفاز ونشرت معها جريدة “الصباح” في عددها لليوم نفسه، خبرا يفيد بأن مجلس الوزراء في جلسته الاعتيادية الرابعة والعشرين التي عقدت الثلاثاء الموافق 22 حزيران، قرر منح المواطنين سلفا لشراء دور او بناء دور وبدون فوائد. وان البنك المركزي بادر إلى تمويل المصرف العقاري وصندوق الاسكان بأكثر من ترليون و800 مليار دينار لهذا الغرض، على أن يكون التسديد خلال 20 عاما.

لكن المفاجأة كانت في تعليمات المصرف العقاري التي صدرت بهذا الخصوص, إذ قررت ان يكون التسليف بفائدة تبلغ 30 في المائة من مبلغ القرض، والذي سيكون 100 مليون دينار.

السؤال المطروح الآن، هو: إذا كان مجلس الوزراء قد قرر ان تكون السلف بدون فوائد، لماذا يطلب المصرف العقاري فائدة 30 في المائة؟

ان التعليمات التي اصدرها المصرف العقاري والتي تضع هذه الفائدة على مبلغ القرض، تتعارض مع قرار مجلس الوزراء الذي نص على ان الاقراض سيكون بدون فوائد، والتسديد خلال 20 عاما. فهذا يدعونا للتوجه بالنداء الى السيد رئيس الوزراء للتدخل من اجل الغاء تعليمات المصرف العقاري المشار اليها، وجعل الاقراض بدون فوائد كما تقرر.

*****************

مواساة

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق حسين حسن التميمي (ابو فرات)، الذي توفي بعد معاناة مع المرض.

 وكان الفقيد من الشيوعيين الذين واكبوا عمل الحزب منذ خمسينيات القرن الماضي، ومن الذين شاركوا في نشاطاته بعد سقوط النظام المباد.

له الذكر الطيب ولعائلته ومحبيه خالص العزاء.

************

الصفحة السابعة

الأزمة الاقتصادية تضرب مؤونة الجيش.. وقطر تقدم دعمها 

دياب: لبنان باتت على «شفير الكارثة»

متابعة ـ طريق الشعب َ 

دقت الازمة الاقتصادية في لبنان، ناقوس الخطر، بعد ان تجاوزت كل المصدات، لتضرب مؤونة الجيش اللبناني الذي أصبح يعاني نقصاً فيها.  وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسن دياب، أمس الاول، المجتمع الدولي عبر تمثيلياتهم الدبلوماسية في بيروت، بإنقاذ بلاده، التي باتت على “شفير الكارثة”.

كان ذلك في كلمة القاها أمام عدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية. وأعلنت قطر تقديم مساعدات غذائية للجيش اللبناني لمدة سنة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان.

نفق مظلم

ووجه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسن دياب،  دعوته إلى المجتمع الدولي عبر تمثيلياتهم الدبلوماسية في بيروت.

وقال دياب في كلمة ألقاها أمام عدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية، إن لبنان يعبر “نفقا مظلما”، مناشدا المجتمع الدولي “إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان”.

وشدد على عدم ربط المساعدة بالمطالب الدولية لتشكيل حكومة جديدة، لأن “الحصار المطبق لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب وحده ثمنا باهظا يهدد حياته ومستقبله”.

وحذر رئيس الحكومة، المجتمع الدولي من أن “اللبنانيين باتوا على شفير الكارثة”، داعياً “المجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه لبلاده بتشكيل حكومة جديدة، فيما يغرق البلد في انهيار اقتصادي غير مسبوق، لم يعد تداركه ممكنا”.

وأوضح قائلا: “أصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان، لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله”.

وأشار دياب إلى أن “الأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون تدفع الوضع نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء”، معتبرا أن “الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة”.

وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال قادة الدول والمجتمع الدولي “المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان” الذي بات “على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي”.

وبيّن مخاطباً الدبلوماسيين “أدعوكم إلى أن تساعدوننا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان”.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا متسارعا، صنفه البنك الدولي الشهر الماضي على أنه من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ العام 1850. وقد فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من آب، فضلاً عن إجراءات مواجهة فيروس كورونا.

ولا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، ويغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ نحو 11 شهراً، دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار المرفأ.

ويشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر تنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي للبنان، إلا أن فرنسا، التي تقود ضغوطاً دولية لتشكيل حكومة جديدة، والأمم المتحدة نظمتا منذ أيلول مؤتمرين دوليين، قدما مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الانفجار ومنظمات المجتمع المدني، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.

جيش من دون مؤونة

ونشرت صحيفة “تليغراف” البريطانية تقريرا عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وتوصلت إلى خلاصة أن هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار المؤسسات ومن بينها الجيش اللبناني. وجاء تقرير الصحيفة الذي كان بعنوان “يمكن للجيش اللبناني أن يمنع الانهيار الكامل للبلاد - إذا استطاع الاستمرار في إطعام جنوده”.

وقال: “وسط انهيار اقتصادي مدمر في لبنان، لم تعد المؤسسة العسكرية اللبنانية قادرة على إطعام جنودها اللحوم”، مشيرة إلى أن “مؤتمرا دوليا انعقد هذا الأسبوع سعى إلى الحصول على تبرعات للجيش اللبناني من مواد غذائية إلى الإمدادات الطبية وقطع غيار المعدات والوقود”.

وأضافت الصحيفة أنه “وسط التضخم المفرط وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود والغذاء في لبنان، لم يكن السياسيون اللبنانيون مستعدين لتنفيذ الإصلاحات، تاركين الجيش اللبناني كواحدة من المؤسسات القليلة في البلد المحاصر، التي تتمتع بدعم واسع نسبيا”.

وبحسب التقرير، حذّر قائد الجيش جوزاف عون الأخير من أن “الجنود يعانون الجوع مثل بقية السكان”. وأثار مخاوف من أن الانهيار قد ينذر بالانزلاق إلى الهاوية.

وأضاف أن “الحكومات الأجنبية تحجم عن توجيه المساعدات من خلال حكومة معروفة على نطاق واسع بأنها غير فعالة وفاسدة”.

وتابع التقرير أن “لبنان يواجه عواقب وخيمة إذا استمرت الأزمة”، مضيفا “كيف يمكن لجندي أن يعيل أسرة براتب لا يتجاوز 90 دولاراً؟”.

دعم قطري

من جهتها، أعلنت قطر عن تقديم مساعدات غذائية للجيش اللبناني لمدة سنة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية “قنا” بأن الوزير أكد أن “الدوحة ستقوم بدعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام”.

وأكد الوزير القطري دعم بلاده للبنان وشعبه وجيشه، مشيدا بدور الجيش اللبناني خلال أزمة انفجار مرفأ بيروت.

وجدد الوزير دعوة قطر لجميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، والإسراع في تشكيل حكومة جديدة من أجل إرساء الاستقرار في لبنان.

حزب الشعب الفلسطيني في وثيقة سياسية: نحو مسار جديد

القدس ـ طريق الشعب

في أعقاب القرار الذي اتخذته اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني بالانسحاب من الحكومة الفلسطينية، يوم السابع والعشرين من حزيران 2021، نشر الحزب الوثيقة السياسية التي كانت اللجنة المركزية قد اعتمدتها في نهاية العام الماضي.

وورد في تقديم هذه الوثيقة الشاملة أنها “شكلت ولا تزال الاساس لمواقف الحزب اللاحقة وتؤكد التطورات والاحداث الراهنة صحة ما ورد في مضمون هذه الرؤية وضرورات مواصلة العمل بوجهتها.

وأشارت الوثيقة الى أن هذه القرار جاء “في سياق مراجعة سياسية شاملة أجرتها الهيئات  القيادية للحزب في إطار تحديد مكونات الاستراتيجية السياسية لحزب الشعب الفلسطيني، والتي ركزت بالأساس على التمسك بإنهاء الاتفاقات مع الاحتلال وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية ومواصلة مسار 19 /5 /2020 وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال، والدفاع عن الحريات العامة والخاصة ورفض أي شكل من أشكال الانتهاكات، والتأكيد على اعتماد سياسة تعزيز الصمود وتعميق المقاومة الشعبية، بالإضافة لأهمية انهاء الانقسام وانجاز الوحدة الوطنية وتفعيل وتعزيز دور منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني”.

وأكدت الوثيقة أنه “في هذا الإطار أجرى الحزب العديد من اللقاءات الوطنية لاعتماد هذه الاستراتيجية، التي نضعها الآن بين أيدي شعبنا بكل مكوناته وقواه وأطره وفعالياته الوطنية كافة”.

وأشارت الوثيقة الى أنه “على مدار الفترة الماضية أجرى المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزبنا عملية مناقشة وتقييم واسعة أفضت لمراجعة شاملة تناولت مختلف الأوضاع والتطورات السياسية وما اتخذه الحزب من مواقف تجاهها. كما بحث المكتب السياسي بعمق المستجدات والمنعطفات التي طرأت على المسار السياسي الفلسطيني خاصة في ضوء التحديات الخطيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا التي ظهرت بصورة جلية في (صفقة القرن) التي أطلقها الرئيس الأمريكي الخاسر دونالد ترامب”.

وقد جاءت هذه المراجعة والتقييم الشامل “في سياق تحديد وترسيخ التوجهات الفكرية والسياسية والاقتصادية للحزب على أبواب المؤتمر العام الخامس للحزب، وقد شكلت عناصر هذه الاستراتيجية السياسية الأساس لمواقفنا التي عرضناها في المجلسين المركزي والوطني لمنظمة التحرير وفي اللجنة التنفيذية والأساس لدعمنا وتمسكنا بما اتخذه المجلسان الوطني والمركزي بهذا الخصوص والذي عبرت عنه كذلك قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والقيادة الفلسطينية وأعلنها الرئيس أبو مازن في الاجتماع القيادي في 19 /5 /2020 ومن ثم في اجتماع الأمناء العامون في 3 /9 /2020”.

وأوضحت الوثيقة أن “هذه التوجهات والقرارات التي خضعت للأسف لمبدأ المناورة والتفرد بحيث جرى الارتداد عنها والإعلان عن العودة للعلاقات مع دولة الاحتلال لما قبل 19 /5 /2020 دون أي نقاش أو قرار بهذا الصدد من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية”.

ان جوهر قرارات المجلس المركزي والوطني ومنطوقها هو اعتبار الاتفاقات الموقعة مع دولة الاحتلال (منتهية) وفي مقدمتها اتفاق أوسلو وذلك بسبب الانتهاك الاسرائيلي الفاضح لهذه الاتفاقات من جهة وبسبب عجزها عن تحقيق الهدف منها وهو إنهاء الاحتلال من الجهة الأخرى.

ووفقا لهذا الاستخلاص ولطبيعة المرحلة التي يعيشها شعبنا فان القضية المركزية ظلت كما هي وهي إنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا في تقرير المصير واستقلال دولة فلسطين وضمان حق العودة، وان جوهر العلاقة بين الشعب الفلسطيني وبين دولة الاحتلال لا يقوم على واقع (السلام) الذي لم تحققه هذه الاتفاقات، وإنما على واقع مقاومة الاحتلال والتصدي لوجوده ولممارساته العدوانية اليومية ضد شعبنا، وفي مقدمتها التطهير العرقي في القدس والتوسع الاستعماري الاستيطاني والضم في الضفة وخاصة في القدس والاغوار، وحصار وخنق قطاع غزة.

وقد أكد حزبنا “ضرورة بناء جبهة موحدة وقيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية والتحضير من أجل انتفاضة شعبية شاملة، تنهي الاحتلال وتجعل من قضية إنهاء الاحتلال القضية المركزية امام جدول الأعمال الفلسطيني والدولي بعد ان أصبحت قضية هامشية خاصة في ظل انحدار الموقف الرسمي العربي، وفي ظل التوترات الاقليمية وتوازناتها. كما أكد حزبنا على تطوير حملة مقاطعة دولة الاحتلال، وعلى السعي من اجل بناء جبهة شعبية عربية ضد التطبيع”.

وأكدت الوثيقة أن “تحقيق هذه الاستراتيجية يتطلب تطوير كل عناصر القوة اللازمة والآليات الملائمة لها في ظل تحليل ومراجعة لوضع كل المكونات الفاعلة في الوضع الفلسطيني وصياغة موقف حزبنا بالتعاطي معها على ضوء تجربته وكذلك على ضوء تحديات المرحلة من جهة ومتطلبات تحقيق هذه الاستراتيجية من جهة أخرى. وألقت الوثيقة الاضواء على المحاور الأساسية التالي:

اولا: منظمة التحرير الفلسطينية.

ثانيا: السلطة الفلسطينية.

ثالثا: المقاومة الشعبية.

رابعا: اشتراطات التمويل الأوروبي للمؤسسات الأهلية

خامسا: الانتخابات”.

 

التطرف اليميني بات مقبولا على نطاق واسع في هولندا

ترجمة: د. هاشم نعمة

لم يعد التطرف اليميني، على عكس الماضي، يؤدي إلى العزلة الاجتماعية. إذ باتت أفكاره لها صدى في السياسة، بحسب طالبة الدكتوراه نيكي ستركنبورخ. 

يُسأل الناشط اليميني المتطرف هانز عما سيغيره في هولندا إذا وصل إلى السلطة. “إذا اضطررت إلى تطبيق كل آرائي العرقية ... فسيكون ذلك حقا حمام دم كامل.” تتنهد صديقته وهي تهز رأسها من على الأريكة، “لا أعتقد أنك ستكون قائدا محبوبا أيضا.”

إنه مشهد من الكتاب الجديد للصحفية السابقة ستركنبورخ، المعنون “لكن لا يمكنك قول ذلك”. تصف فيه أن أشخاصا مثل هانز انتهى بهم الأمر إلى عزلة اجتماعية قبل 25 عاما. يظهر البحث العلمي أن أعضاء الأحزاب اليمينية المتطرفة والراديكالية السابقة مثل مركز الديمقراطيين وحزب المركز 86 (تأسس هذا الحزب عام 1986 وحُل عام 1998) غالبا ما فقدوا وظائفهم وزوجاتهم، ولم يبق لهم سوى القليل من الأصدقاء.

وتشير ستركنبورخ، التي ستدافع عن درجة الدكتوراه عن اليمين الراديكالي والمتطرف في هولندا قريبا، إلى أن هذا الأمر بات مختلفا في الوقت الحاضر. كان هانز في الماضي عضوا في مجموعات النازيين الجدد مثل اتحاد الشعب الهولندي والدم والشرف. اليوم، هو ناشط مستقل يشارك في جميع أنواع الاحتجاجات اليمينية المتطرفة. في إحدى المرات، حاول هو وأصدقاؤه منع حافلة مجموعة عمل إلغاء بيت الأسود (هي مجموعة عمل هولندية تسعى لإلغاء ما تعتبره تفسيرا عنصريا خلال احتفالات بابا نويل السنوية بعيد الميلاد). بعد بضعة أسابيع، شارك في مظاهرة مناهضة للفاشية وذلك لإثارة الشغب.

لم نتوقع منك ذلك

يحكي هانز في الكتاب أن مديره في العمل شاهده في إحدى المظاهرات في التلفزيون، لكن هذا لم يسبب له أي مشاكل. “أوه، لم نكن نتوقع منك ذلك”. وبحسب ستركنبورخ، فإن هذا ينطبق على معظم عشرات النشطاء الذين تحدثت إليهم. وهي تقول: “إن بيئتهم تشجعهم بدلاً من أن تثبط عزيمتهم”. ستركنبورخ هي نائب رئيس قسم التحليل في المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب. وهي ترى من خلال احتجاجات كورونا، أن هناك دليلا إضافيا على ادعائها بأن المتطرفين اليمينيين مقبولون على نطاق واسع اليوم؛ هناك، يسير المواطنون المحترمون بشكل أخوي إلى جانب أعضاء في مجموعات يمينية متطرفة مختلفة وهم يصرخون “نحن هولندا”.

المتظاهرون المناهضون لكورونا

تقول ستركنبورخ: “كان ذلك غير وارد في التسعينات”. تشير إلى مقتل ماريان فاتسترا في عام 1999 في كولوم في مقاطعة فريسلاند. إذ سعى مركز الديمقراطيين والحزب الوطني الجديد إلى الانضمام إلى السكان الذين كانوا يبحثون عن الجاني في مركز لطالبي اللجوء. هؤلاء الناس لم يكونوا سعداء على الإطلاق بذلك؛ لأنه لا أحد يريد أن يحسب على هذه الجماعات”.

وبحسب ستركنبورخ، لا يزال عدد الناشطين اليمينيين المتطرفين في هولندا لا يزيد عن 250. لكن التصريحات المتطرفة من قبل السياسيين، وفقا للباحثة، أخرجتهم من عزلتهم. لا يتردد صدى أفكارهم فقط مع الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب الحرية ومنتدى الديمقراطية، ولكن أيضا مع أكبر حزب حكومي هو حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (هو حزب رئيس الوزراء الحالي مارك روته الذي هو في هذا المنصب منذ عشر سنوات، وحصل حزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في آذار 2021 على أكبر عدد من المقاعد لكن ذلك لا يؤهله لتشكيل الحكومة بمفرده إلا ضمن إتلاف يضم أحزابا أخرى).

في مجلس النواب، تمت مناقشة العلاقة المزعومة بين الشعوب ونسبة الذكاء، ويبدو أن الوزير ستيف بلوك (وزير الخارجية السابق) أشار في اجتماع خاص إلى أن الشعوب المختلفة لا يمكنها العيش معا، وقد طرح رئيس حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية السابق كلاس دايكهوف، خططا لمعاقبة الأشخاص في الأحياء التي تعاني من مشاكل بشكل أكثر صرامة.

في عملها الجديد في المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب، قالت ستركنبورخ إنها ستبقى بمعزل عن التحليلات السياسية بشأن اليمين المتطرف، إذ أن مبدأ البحث العلمي هو أنك لا تؤذي من تتحدث معه. لذلك أنا لا أقول “شكرا لك على إخباري بكل شيء عن اليمين المتطرف والراديكالي وبعد ذلك سأعمل لصالح الحكومة”.

الصفحة الثامنة

الشراكة مع القطاع الخاص

د. لطيف جبر كوماني

كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول المشاركة أو الاشتراك مع القطاع الخاص في المشاريع الاقتصادية العامة التي طالها الفشل أو الخسارة، وقد ذهب البعض إلى أن الدولة متجهة إلى بيع الأصول الاقتصادية أو بعضها لنرى قريبا بيع محطات الكهرباء أو آبار النفط!

ولابد وسط الكلام المذكور من توضيح بعض الأمور المتعلقة بالقطاع العام والقطاع الخاص والمشاركة بينهما. وإذا كانت الشراكة مطلوبة لضخ رأس المال الخاص في المشاريع الاقتصادية ولجمع مزايا القطاعين كما يقال – في اقدام القطاع العام على المشاريع ذات الأهمية في حياة المواطنين لأنه لا يبحث عن الربح في الغالب أنما توفير المواد والخدمات كما ذكرنا، وفي المرونة التي يتصف بها القطاع الخاص في الإدارة بعيدا عن البيروقراطية – فالقطاعان موجودان منذ تأسيس الدولة العراقية.

القطاع العام في بعض الوحدات التي أطلق عليها مسميات عديدة (المصلحة، المنشأة، المؤسسة) فكانت (مصلحة الموانىء، والسكك والكهرباء) ثم ظهرت وحدات اقتصادية صناعية، أطلق عليها المنشآت والمؤسسات، حتى تداخلت المسميات والمفاهيم، وفي العام 1964من القرن الماضي جرى تأميم العديد من الوحدات الاقتصادية التي كانت مملوكة للأفراد لتصبح شركات عامة مملوكة للدولة.

اما المشاركة بين القطاعين فاتخذت شكل الشركة المختلطة حيث يتشارك رأس المال المملوك للدولة مع رأس المال المملوك للأفراد، وكانت الشركات المختلطة تتكون وفق قانون خاص بها يبين حجم رأس المال وكيفية تقسيمه وحصة كل من القطاعين واحتساب الأرباح وتوزيعها والرقابة على الشركات المذكورة فتكونت وفق هذا الإجراء شركة مختلطة للنقل البحري.

وفي ثمانينات القرن الماضي (القرن العشرين) وكأثر لقانون إصلاح النظام القانوني رقم (35) لسنة 1977، صدر العديد من القوانين :(قانون الإثبات لسنة 1979 وقانون النقل لسنة 1983وقانون الشركات لسنة 1983 وقانون التجارة لسنة 1984). وقد نظم قانون الشركات المذكور النشاط الاقتصادي الخاص والمختلط، حيث تنص ((المادة الثالثة)) من القانون على أن:

((يسري هذا القانون على الشركات المختلطة والخاصة)) وبذلك ولأول مرة يكون تنظيم نشاط الشركات المختلطة خاضعا لقانون واحد يسري على جميع الشركات من هذا النوع، بعد أن كان لكل شركة قانونها الخاص بها كما ذكرنا.

إلا أن هذا القانون لم يحقق الغرض من مشاركة القطاعين وهو زج مدخرات الأفراد في النشاط الاقتصادي، لأن القانون لم يترك للقطاع الخاص إلا نسبة ضئيلة في الغالب ، حيث تنص المادة 7/أولا” من القانون على أن ((تتكون الشركة المختلطة باتفاق شخص أو أكثر من القطاع الاشتراكي مع شخص أو أكثر من القطاع الخاص برأس مال مختلط لا تقل نسبة مساهمة القطاع الاشتراكي فيه عن 51%))، وعليه فإن المتروك للقطاع الخاص لا يتجاوز 49% في أحسن الاحوال، في حين كان الواقع العملي يؤشر تجاوز مشاركة القطاع الاشتراكي (ال80%)في بعض الشركات، وهذه ليست الغاية المرجوة من تكوين شركات مختلطة.

وقد عدلت نسبة مشاركة القطاع العام بتعديل لقانون (1983) صدر سنة 1989، وتبنى التغيير بعد ذلك قانون جديد للشركات وهو قانون رقم (21) لسنة 1997 الذي حل محل القانون رقم (36) لسنة 1983 ،وأصبحت مشاركة القطاع العام في الشركة لتكون مختلطة على أن لا تقل عن 25% ،فالمادة (7/اولا”) من القانون وهو النافذ حاليا “ تنص على أن ((تتكون الشركة المختلطة باتفاق بين شخص أو اكثر من القطاع الاشتراكي مع شخص أو أكثر من غير القطاع المذكور، برأس مال مختلط لا تقل نسبة مساهمة القطاع الاشتراكي فيه عن (25%) خمس وعشرين من المئة......).

أذن مشاركة القطاع الاشتراكي انخفضت لتكون 25% فأكثر حتى تصبح الشركة مختلطة، وقد ورد استثناء يجوز فيه مشاركة القطاع العام برأس مال بعض الشركات بأكثر من 25% ومع ذلك لا تتحول الشركة إلى مختلطة وهو استثناء أعطي لبعض الشركات أو الهياكل العامة لأن لديها فائضا نقديا تريد توظيفه في الشركات المساهمة من دون أن تكون لديها نية المشاركة في إدارة الشركة، وهذا الاستثناء اقتصر على شركات التامين أو أعادة التامين الحكومية وعلى دائرة الضمان الاجتماعي للعمال (المادة 8/ثانيا”-2).

ويجوز استثناء جهات أخرى بموافقة مجلس الوزراء كما جاء في ثالثا”, وعلى الرغم مما في نصوص قانون 1997 من خلل يفتح باب الانتقاد وكما بينا حول بعضها، ومن جهة أخرى التدخل المخل للدولة آنذاك لنصوص وضعتها، على سبيل المثال المادة (113) من قانون 1983 الملغي وتقابلها المادة (121) من قانون 1997، حيث تنص المادة المذكورة:

اولا”: يكون لكل شركة مدير مفوض من أعضائها أو من الغير من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال نشاط الشركة يعين وتحدد اختصاصاته وصلاحياته وأجوره ومكافأته من مجلس الادارة في الشركة المساهمة والهيئة العامة في الشركات الاخرى.

ثانيا”: لا يجوز الجمع بين رئاسة أو نيابة رئاسة مجلس ادارة الشركة المساهمة ومنصب المدير المفوض فيها ولا يجوز للشخص ان يكون مديرا” مفوضا” لأكثر من شركة مساهمة واحدة.))

إلا أن ما كان يحصل في الواقع العملي أن يعين المدير المفوض للشركة المساهمة المختلطة بمرسوم جمهوري (يصدر الأمر من ديوان الرئاسة)، ويأتي المدير المفوض وهو يشعر بأنه فوق المالكين والعاملين في الشركة، وامعانا” في الشعور بالفوقانية، يعين هيئة استشارية من رؤساء الأقسام الفاعلة في الشركة، الشؤون الادارية، والانتاج والرقابة.. الخ.

ويحصل كأنما صراع قوى بين قطبين؛ رئيس واعضاء مجلس الادارة وهم المالكون لرأس المال، والمدير المفوض والهيئة الاستشارية من جهة اخرى.

وعلى الرغم من هذه الانتقادات فكان يوجد في ثمانينات القرن الماضي عدد من الشركات المختلطة الناجحة، حيث يوجد حوالي (22) شركة مختلطة. في المحمودية لوحدها توجد شركتان، الأولى شركة القمصان المختلطة وشركة الدراجات المختلطة، وتوجد في بغداد شركة للكارتون، وشركة المعدات الكهربائية، وشركة الخياطة في الوزيرية، اضافة إلى شركات اخرى ناجحة.

في تسعينات القرن الماضي، عندما انهارت العملة أثر ذلك على الوضع الاقتصادي ككل، وما حصل أثناء التغيير في 2003 وما رافق ذلك وتبعه من تخريب وتدمير وبيع لم يعد هناك قطاع مختلط. أما الشركات العامة وهي الأخرى نالها ما نالها من تخريب وبيع وتدمير، فان هذه الشركات مرت في إدارتها وفي هيكيليتها بمراحل، نتناول وضعها الحالي من الناحية القانونية.

فصدر لها قانون أطلق عليه قانون الشركات العامة رقم 22 لسنة 1997. وقد بين هذا القانون كيفية تأسيس الشركة العامة وملكية رأس مالها والرقابة عليها.

فقد جاء في المادة الاولى من القانون وبمناسبة توضيح بعض المسميات، ((الشركة العامة، الوحدة الاقتصادية الممولة ذاتيا” والمملوكة للدولة بالكامل التي تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي والاداري وتعمل وفق اسس اقتصادية.))

وليس في القانون ما يسعف تكوين شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص. يمكن الافادة من الفصل التاسع الذي جاء تحت عنوان (تحول الشركة العامة) المواد من (35-38) حيث تنص المادة (35) على أنه:

((يجوز تحول الشركة العامة إلى شركة مساهمة بموافقة مجلس الوزراء)). وتنص المادة 38 على أن ((تحدد مساهمة القطاع الاشتراكي في الشركة الجديدة وفق الاحكام القانونية النافذة.)) أما المادتان (36 ،37) فهي إجراءات.

ولتوضيح المادتين (35 ،38) فان النص جاء مطلقا”، يجوز تحول الشركة العامة إلى شركة مساهمة، والمساهمة جاءت مطلقة بلا قيد وعليه قد تكون (مساهمة خاصة) أو مساهمة مختلطة، فاذا كانت مساهمة خاصة، فهذا يعني أنها تتحول إلى القطاع الخاص وبالتالي مملوكه له بالكامل أو أن تظل حصة مملوكة إلى القطاع العام ولكن بنسبة تقل عن 25% من رأس المال الإسمي أو تزيد على هذه النسبة ولكن تستثنى من التحول إلى القطاع المختلط بقرار رئاسة الوزراء الذي ينفذ المادة (35).

وأما أن تكون الشركة مختلطة عندما يسمح بمشاركة القطاع العام وفق النسبة المشروطة لتكون الشركة كذلك. وعليه ليس أمام اشتراك القطاع العام مع القطاع الخاص إلا صيغة الشركة المختلطة التي بينت أحكامها نصوص القانون رقم (21) لسنة 1997، أو تحول الشركة العامة إلى شركة مختلطة بموجب قرار يصدر من مجلس الوزراء استنادا” إلى الرخصة المخولة له بموجب المادتين (36،37) من قانون الشركات العامة.

ولا نرى في اعتماد صيغة الشركات المختلطة ما يعيب أو أن فيه ضررا  للاقتصاد الوطني، إذا أحكمت النصوص التي تعالج الامر وطبقت بدقة وشفافية، وأديرت من قبل اشخاص أكفاء ومخلصين ويتصفون بالنزاهة.

الصناعة الوطنية

وفخ الاستيراد

فراس زوين

في كتابه “قصة الفلسفة” يرى الكاتب ويل ديورانت (إن الأمل في الغاء الحروب وبلوغ مجتمع تتحقق فيه العدالة الاجتماعية يكمن في تطور الصناعة ... اذ أن الصناعة تؤدي إلى الديمقراطية والسلام، وعندما تتوقف سيادة الحرب، سوف ينهض التطور الاقتصادي وتنشأ بذلك آلاف المشاريع الاقتصادية ... ) إن هذه العبارة التي مضى عليها قرابة قرن ونصف من الزمان، والتي نطق بها الفيلسوف هنري سبنسر المولود عام 1820 قد يعتبرها الكثير من الناس البديهيات التي لا تحتاج إلى اثبات، ولكنها مع ذلك كانت غامضة وعصية على الفهم بالنسبة للحكومات العراقية في العقدين الأخيرين، فلا تزال الصناعة والزراعة تعاني وتئن تحت وطأة العديد من الاخفاقات الاقتصادية المستمرة. ولن اتطرق في هذا المقال سوى إلى واحدة منها وهي سياسة (فخ الاستيراد)، التي تعد واحدة من أهم أسباب التراجع او التخبط الاقتصادي الذي رافق العراق منذ عام 2003 ولغاية الآن.

 إن فخ الاستيراد يعني تشجيع الاستيراد المفرط وغير المبرر والسماح لدخول كل أنواع السلع والمنتجات بغض النظر عن جودتها ورصانتها أو مكان أو جهة انتاجها، ولعل كل هذا  تم برعاية العوامل الاقتصادية والإنتاجية بل وحتى السياسية الساندة التي جعلت من الاقتصاد العراقي اقتصاداً ريعياً بامتياز، وسمحت بإضعاف القدرة التنافسية للسلع الوطنية في ظل ضعف الأجهزة الرقابية الحكومية وعدم وجود حماية سعرية وكمية لبعض المنتجات التي تعاني من منافسة شديدة من بلدان أخرى، من أجل حماية العمالة الوطنية والدفاع عنها، أدت إلى تراجع حصتها من السوق المحلي امام المنافسين الاجانب وبما يسمح لهم من اتباع سياسة الاغراق السلعي الذي أدى إلى القتل المعنوي للعمل والعامل، تحت سقف الفساد الإداري و اللامبالاة الاجتماعية طوال السنوات السابقة.

ولعل القارىء الكريم يرى في هذا الكلام بعض المبالغة والاجحاف، فإن العمل السياسي الواقعي والحقيقي، في ظل الواقع المتناقض يفرض الانشغال عن التنظير الاقتصادي أو الاجتماعي، ولكن هل يمنعهم هذا من القاء نظرة ولو خاطفة وبسيطة على السوق ليشاهدوا بأم اعينهم كيف أن استيراد أي مادة يمكن صناعتها محلياً تعني خنق الايدي العاملة، فعلى سبيل المثل أن صناعة 100 باب خشبية قد تستلزم عشرات الايدي العاملة ما بين تقطيع الخشب وصناعة الباب وصبغها وتركيبها في مكانها بينما يكفي تاجر واحد لاستيراد 1000  باب خشبية وحرمان هذه العشرات من سبب عيشها الذي تقتات وتحفظ كرامتها به، ولعل الصورة تكون أكثر وضوحًا اذا علم القارئ أن في العراق أكثر من 17 ألف معمل ومصنع عملاق وكبير ومتوسط، يشكل القطاع الحكومي والمختلط منها نحو 56 %. يهدف إلى سد حاجة البلاد الذاتية وتصدير الفائض، بدءاً من الحديد والصلب والإسمنت ومواد البناء مرورا بالمواد الكهربائية والصناعات التحويلية والنسيجية ومجال البنى التحتية انتهاءً بالصناعات الثقيلة، كانت تشغل مئات الآلاف من العمال والفنيين والخبراء وكلهم تم الاستعاضة عنهم بعدة تجار ودفعهم إلى الشارع تدفعهم رياح السخط والغضب.

 إن الاستمرار في التغاضي على سياسة الاستيراد، بالرغم من سلبياتها التي لم تعد تخفى على احد، وفي ظل ضعف القوانين الضامنة لحقوق ملايين العاملين والتي لم تدفع إلى استنزاف ثروة البلاد وخنق الصناعة الوطنية المنتج المحلي فقط بل ساهمت بشكل مباشر في خلق طوابير من مئات آلاف العاطلين عن العمل، بسبب التخبط والارتجال في القرارات الاقتصادية، مع ضعف الأداء السياسي للحكومات المتعاقبة ان هذا أدى في نهاية المطاف إلى نوع من الصراع الجماهيري القابل للانفجار في أي وقت بوجه الطبقة السياسية التي عجزت عن توفير ما هو حق للموطن من استقرار أمني واقتصادي واجتماعي واكتفت بمكاسبها الشخصية على حساب الصالح العام.

باق وأعمار الطغاة قصار

لمناسبة الذكرى الـ 58 لانتفاضة الرشيد الباسلة

محمد علي محيي الدين

كانت حركة حسن سريع أو انتفاضة معسكر الرشيد، أو ثورة تموز الثانية، درسا شيوعيا جديدا. فقد تمكنت مجموعة من الشيوعيين البواسل الذين يفتقرون إلى التجربة والممارسة، من وضع لبنة جديدة لها هالتها الخاصة في البناء الشامخ للحزب الشيوعي العراقي. ورغم افتقارها للتنظيم وللتخطيط السليم المدروس، إلا أنها والحق يقال جسدت ثورية الشيوعيين العراقيين وقدرتهم على التعامل مع الأحداث.

وتدفعنا هذه التجربة للتفكير بصوت عال، في سبب عدم استثمار الشيوعيين إمكانياتهم العسكرية في عهد عبد الكريم قاسم، عندما كان لديهم مئات الضباط من مختلف الرتب وآلاف المراتب، وعشرات القادة العسكريين القادرين على استلام السلطة في ظل قاعدة شعبية عريضة، يفتقر إليها الكثير من قادة الانقلابات في تاريخ العراق والأحزاب والتجمعات التي استطاعت استلام السلطة رغم ضعف قواعدها الشعبية وإمكاناتها الحزبية والقيادية. وكان يتوفر للحزب الشيوعي في تلك الفترة قادة من الطراز الأول في مبدئيتهم العالية وعقليتهم المبدعة القادرة على التعامل مع الحدث، وفي تاريخهم النضالي المشرف، قادة منهم قائد القوة الجوية جلال الأوقاتي، ومدير الحركات العسكرية طه الشيخ أحمد، ووصفي طاهر الضابط المؤثر في السلطة آنذاك، وبعض قادة الفرق وأمراء الألوية والأفواج، الى جانب ضباط من مختلف الرتب المتوسطة والصغيرة، يشغلون أماكن قادرة على المشاركة وإحداث التغيير. هل كان وراء ذلك ضعف في القيادة، أو ظروف خارجية، أم حسابات داخلية، أم السبب في طبيعة الحزب الفكرية التي تجعله ينأى بنفسه عن استعمال القوة للوصول الى السلطة.

هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها، فقد ضاعت فرص عديدة كان الحزب من خلالها قادرا على استلام السلطة وأحداث التغيير المطلوب. وبعيدا عما قيل ويقال من تبريرات في هذا الصدد، ومنها الاختلافات الناشئة داخل القيادة، و”التكتل الرباعي” و”مؤامرته” للإطاحة بالشهيد سلام عادل، والخشية من ردود الفعل الدولية والإقليمية، وتأثيرات الاتحاد السوفيتي في رؤيته الإبقاء على نظام قاسم نظرا لطبيعة التوازنات الدولية، أو عدم الغدر بقاسم الذي وضع في خانة البرجوازية الوطنية، أو الخلط بين شعبيته وشعبية الحزب، وما الى ذلك من أسباب ومبررات كثيرة قيلت ولا زالت تقال، إلا أني أرى ان العامل الحاسم للفشل في هذا الجانب يكمن في الخلل التنظيمي، حيث الاعتماد على الأساليب المتبعة في البلدان الأخرى في بناء المنظمات على أسس طبيعية، والاعتماد على المنظمات الجماهيرية، ومحاولة إبعاد الجيش عن التدخل في شؤون الحكم وإدارة الدولة. فكان الاحرى أن يكون التنظيم العسكري ذا استقلالية تبقيه بعيدا عن هيمنة القيادة المدنية. بمعنى آخر أن يكون الارتباط التنظيمي لمنظمات الحزب العسكرية بقيادة مستقلة ترتبط بشكل مباشر بسكرتارية اللجنة المركزية أو المكتب السياسي، وأن يتولى مسؤولية التنظيم العسكري العسكريون أنفسهم، بموجب النظام العسكري وضبطه وأخلاقياته المعروفة، وأن يكون لكل وحدة عسكرية تنظيمها الخاص المرتبط بالقيادة الحزبية العسكرية، ويكون تنظيم الضباط بمعزل عن تنظيم المراتب، ويكون لهم عضوهم المرتبط باللجنة المركزية، الذي ينقل إليهم تعليمات الحزب وايعازاته، لا أن يتولى المدنيون مسؤولية الخطوط العسكرية، فإذا انتقلت الوحدة من مكانها الى مكان آخر أهمل التنظيم وترك سائبا لشهور حتى يتم الاتصال به بطريقة من الطرق، وهو ما حدث كثيرا في التنظيمات العسكرية.

والأمر الآخر هو أن طبيعة العسكري – خصوصا تلك الأيام - لا تسهل له الانقياد الى قيادة مدنية، وتفضل التعامل مع الرتب السكرية بحسب الرتبة والقدم. لكن الملاحظ أن الحزب أعتمد على الرتب الدنيا وأهمل الرتب الكبيرة. وقد قيل أن عبد الوهاب الشواف كان شيوعيا منظما، لكن إهماله من قبل الآخرين وبالذات القوى القومية ممثلة بـ عبد السلام عارف، لم تؤمّن له المنصب الذي يتلاءم وتاريخه، وهو كان مرشحا لمنصب كبير من قبل الأطراف الحزبية المؤثرة، إلا أن معارضة عارف حالت دون حصوله على المنصب مما جعله يتحرك باتجاه آخر مضاد للثورة وللحزب، وكان ما كان من مؤامرته المعروفة التي كانت أحداثها وبالا على الشيوعيين العراقيين.

وحركة حسن سريع رغم ما رافقها من أخطاء، يمكن أن نعزو السبب الأكبر في فشلها الى ضعف الاتصال بين التنظيم العسكري والتنظيم المدني، والى إهمال عضو الارتباط متابعة عملية كبيرة بهذا الحجم. ولو كان هناك تحرك حزبي مدني رافق الحركة، لتغير مسارها وربما حققت غرضها. هذا من جانب، والجانب الآخر هو الأخلاقية الشيوعية التي لا تتلاءم وطبيعة المرحلة. فقد ألقي القبض على وزيرين من وزراء الحكومة الانقلابية، ولكن منفذي الثورة لم يتخذوا الإجراء المناسب بحقهما، وتحولت قضية سلامتهما وبالا على الحركة والقائمين بها. فالتعامل الثوري في مثل هذه الحالات له أهميته البالغة، وكان لهذين الوزيرين الذين أنقذتهما الأخلاق الشيوعية تعاملهما البشع مع الشيوعيين الذين تمسكوا بتلك الاخلاق، بل أصبحا مصدر الخطر عليهم والمطالبين بإنزال أقصى العقوبات بالثوار.

إن العنصر الحاسم في اللحظات الحرجة والمنعطفات المهمة هو الجرأة، الجرأة التي لا تحسب لشيء سوى نجاح القضية، والتي تنطلق من كون التعامل بالطريقة ذاتها مع الخصم ومقاومته بمثل أسلحته كفيلاً بالنجاح والفوز، أما التردد والحساب المنطقي البارد  فليسا من صفات الثوار الحقيقيين. وعلى من يمسك بالرمح أن يطعن، لأن خصمه في الحالة ذاتها لا يتوانى عن الطعن وتوجيه الضربة القاضية لخصمه.

الصفحة التاسعة

ملاحظات على مشروع النظام الداخلي

الذي سيقدم إلى المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

فرحان قاسم

قبل أن أدخل في التفاصيل لا بد من طرح أسئلة تكون مقدمة منطقية لتناول وثيقة النظام الداخلي وستكون الإجابات اللاحقة على تلك الأسئلة هي الجزء الأهم من ملاحظاتي على مشروع النظام الداخلي.

-1 هل يجوز اعتماد وثيقة نظام داخلي صدرت من مؤتمر عقد قبل أربع سنوات أساسا لوثيقة نظام داخلي تصدر عن مؤتمر قادم؟ ومن المعروف أن هذه الوثيقة هي نتاج نفس الآلية في المؤتمرات السابقة للحزب ويعود هيكلها الأساسي إلى الهيكل الذي أعده الرفيق الراحل فهد معتمدا على الطريقة اللينينية في بناء الحزب الشيوعي.

-2 ان هذا المشروع لا يختلف عن النظام الداخلي الذي اقره المؤتمر العاشر سواء من حيث عدد المواد الذي اعتمده وهي (21) مادة ولا من حيث تسلسل تلك المواد وعناوينها ومضامينها. فما فائدة تشكيل لجنة إذا كانت مهمتها إعادة صياغة هذه الوثيقة على ضوء ملاحظات تقدمها المنظمات أو رفاق في المنظمات؟  إن مثل هذه المهمة يمكن أن يقوم بها رفيق واحد، لأن مهمة اللجان الحقيقية هي صياغة وثيقة نظام داخلي جديده تطرحها هذه اللجنة على التنظيم وخارج التنظيم لفتح نقاشات حولها، وليس مهمتها حذف هذه العبارة أو إضافة هذه الكلمة أو العبارة الواردة من ملاحظات متفرقة. فوثيقة النظام الداخلي تعكس حركة التنظيم الراهنة، أي في لحظة متحركة وليس إجراء حذف وإضافة هنا وهناك على وثيقة مضى عليها سنوات استندت إلى تصميم تجاوز عمره قرنا من الزمان، بعيدا عن حركة واقع الحزب التنظيمي الراهن.

-3 ان ما يزكي أي نص ومنها الوثائق هو الممارسة. فالوثيقة كما أكد الرفيق فهد هي “ علم يدرس ولا يصبح أي جزء من حقيقة إلا لدى اختباره في بودقة التطبيق “. فهل زكت وقائع حركة تنظيم حزبنا هذه الوثيقة؟ هل ساهمت هذه الوثيقة في “ رعاية مواهب أعضائه وإطلاق طاقات منظماته “ وفي “ تمسك جميع منظمات الحزب بمبدأ العمل الجماعي “ وفي تعزيز “ النقد والنقد الذاتي “ و “ مكافحة البيروقراطية في التعامل بين منظمات ورفاق الحزب “ وخلق الكادر؟ الخ من المهام الملقاة على الرفاق كما طرحتها الوثيقة كأهداف وهي منتشرة في جميع ثنايا الوثيقة. إن ما حصل في الغالب العكس تماما فتقارير (لتم) المقدمة إلى المجالس الاستشارية والرسائل الداخلية لاجتماعات اللجنة المركزية أكدت وبوضوح وصراحة أن هناك تراجعا في مختلف المفاصل التنظيمية والفكرية.

-4 هل ما يطرح هنا وهناك من تبريرات لهذا التراجع صحيح، مثل الجواب الجاهز بان الخلل في التطبيق وليس في النص؟ هل وصل بنا الأمر أن نبحث عن تبريرات وأجوبة جاهزة دون الغوص في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الخلل؟

-5 لماذا فشلت كل محاولات قيادة الحزب ولجنة التنظيم المركزية (لتم) بالذات في معالجة ظواهر التراجع في العمل الحزبي؟ وهذا حصل قبل الانتفاضة والكورونا لكي لا يطرح هذان العاملان كمبرر مضاف إلى التبريرات السابقة. فكم ورشة عقدت تحت اشراف قيادة الحزب لمناقشة قضايا الكادر وتطوير استخدام وسائل التواصل في العمل الحزبي وكم دورة لاعداد وتطوير الكادر الخ من الجهوذ الكبيرة التي بذلت دون فائدة ملموسة تنعكس على عمل المنظمات.

-6 سبق لي ان طرحت رأيي في أكثر من مجلس استشاري، وفي ورش ولقاءات عديدة عقدت لدراسة أسباب التراجع الحاصل على مختلف الصعد الحزبية وقلت إن السبب يكمن في سياسة الحزب، ولا يكمن السبب في الجوانب الفنية.  والوثائق البرنامجية الصادرة عن المؤتمرات الثامن والتاسع والعاشر وطريقة صياغة تلك الوثائق مرتبطة أصلا بالرؤية السياسية للحزب بعد الاحتلال. وهذا هو السبب الحقيقي الذي يكمن في التراجع التدريجي لعمل الحزب منذ 2003، لان الشارع العراقي أدرك بحسه العفوي ان قادة البلد بعد 2003 ما هم الا أدوات فاسدة لمشاريع إقليمية ودولية، وأي قوة سياسية تتعامل معهم بصيغة أو بأخرى لن تجد لها صدى بين أوساط شعبنا. لهذا واجهت وثائقنا رغم الجهود المضنية في اعدادها، صعوبة واستحالة أحيانا في التطبيق وخصوصا برنامج حزبنا ونظامه الداخلي وتقريره السياسي. والنظام الداخلي بهيكليته الراهنة عاجز عن تحريك المنظمات وتفعيل عملها لتحقيق اهداف الحزب الكبيرة.

النظام الداخلي يتضمن (21) مادة ومن يدرس هذه المواد بدقة وموضوعية -أقول يدرس وليس يقرأ – فأنه سيكتشف أن في جميع هذه المواد فقرات كاملة لم تجد طريقها للتطبيق وأحيانا حصل العكس وأقصد حصلت خروقات غير قليلة للنظام الداخلي. وهذا يذكرني بأهمية ما طرحه الرفيق الراحل فهد “ التنظيم من أسس الحركة وليس لبابها فهو تابع لها مرتبط بنظريتها الثورية يتكيف وفق خططها وهو ككل علم يدرس ولا يصبح أي جزء من حقيقة إلا لدى اختباره في بودقة التطبيق وان التنظيم يتطور وينمو ويتكامل وفق سنة الديالكتيك. هو ككل شيء في الكون وفي المجتمع متحرك وغير منفصل عن الظروف المحيطة به “.

فلماذا واجهت فقرات النظام الداخلي هذا الاستعصاء في التطبيق؟ الا يعكس ذلك حاجة ماسة لاعادة النظر بصياغة وثيقة نظام داخلي تتميز بواقعيتها وسهولة تطبيقها وقدرتها على تحريك التنظيم؟

في السطور الاتية ساتناول ظاهرة الاستعصاء في النظام الداخلي في قسم من الفقرات ذات الأهمية البالغة كما أراها ولن اتناول جميع مواد النظام الداخلي لأن ذلك ما لا تحتمله هذه الورقة، والأدلة الملموسة على هذا الاستعصاء كثيرة لا مجال لذكرها.

الفقرة (ز) من المادة الأولى “ ممارسة النقد والنقد الذاتي ضمن الأطر التنظيمية”: لا انفي أن هناك ممارسة للنقد تحديدا هنا وهناك ولكنها في الغالب تأتي متأخرة وبعد استفحال الأمور ما تسبب خسارات غير قليلة للحزب، ولكن الإشكال في عدم ممارستها على الاطلاق في لحظات تاريخية سببت للحزب خسائر كبيرة. وان لدي عشرات الأمثلة وأغلب الرفاق لديهم منها ما هو أكثر.

الفقرة (6 ب) من المادة الأولى: (رجوع الهيئات القيادية إلى الرأي العام الحزبي عند بحث القضايا الأساسية المستجدة وذلك باجراء استفتاء داخلي وطرح الوثائق الخاصة بتلك القضايا للمناقشة الحزبية العامة قبل اتخاذ قرارات بشأنها) هل تم تطبيق هذه الفقرة؟ في تجربتي التحالف مع العراقية ومع التيار الصدري؟ الجواب لا والتبريرات غير مقنعة منها ضغط الوقت. ما جرى ليس الرجوع إلى الرأي العام الحزبي وانما اقتصر على مستوى معين من الهيئات، ولم تطرح أية وثائق ولم تتم أية مناقشات حزبية عامة قبل اتخاذ القرار. أما في تحالف سائرون فقد جرى الاستفتاء في بعض الحالات عن طريق التلفونات.

الفقرة (3 د) من المادة الأولى: (حق المنظمات الحزبية وأعضاء الحزب في الاعتراض على قرارات الهيئات القيادية ....... والهيئة القيادية ملزمة بالنظر فيه خلال شهر واحد من تاريخ استلامه ...) لا حاجة لي لكي أثبت أن الكثير من الرسائل تهمل ولا تتم الإجابة عليها أصلا، وقسم من الرسائل لا تصل إلى الهيئة التي وجهت اليها الرسالة وانما تحصر بين رفيقين أو ثلاثة من أعضاء م س بتبرير أن المكتب السياسي يمتلك حق توجيه الرسائل من عدمه وهذا ما حصل معي في أكثر من رسالة.

في المادة الأولى تعابير عامة وانشائية أكثر من كونها دليل عمل ملموس مثل ما ورد في الفقرة (5 د) “ اعتماد الشفافية .... وتوفير المعطيات الضرورية بما يمكن العضو من المساهمة في الحياة الحزبية الداخلية “ ويوجد مثل هذه العبارات ذات الطبيعة الانشائية الكثير الذي نجده في عدد من المواد والفقرات.

المادة 3 في حقوق عضو الحزب الفقرة (3) “ نشر وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في المنابر الإعلامية للحزب “ كما هو معروف تواجه بعض الكتابات اعتراضات وأحيانا يتم تجاهلها فيضطر أولئك الرفاق والأصدقاء إلى اللجوء إلى منابر أخرى للنشر أو ينشرونها على صفحاتهم في الفيس. وتترك هذه الحالة - ولا أريد أن أقول ظاهرة – ردود فعل سلبية من قبل بعض الأصدقاء والرفاق.

المادة 6 فقرة (2) “ يعد مستقيلا من الحزب كل من تخلى عن الالتزام بشروط العضوية “ هل طبقت بعض المنظمات هذه الفقرة؟ العكس يحصل أحيانا حيث يستدعى قسم من هؤلاء إلى المؤتمرات الانتخابية للإدلاء بأصواتهم كقوة تصويتية احتياط لدعم هذا أو ذاك من الرفاق رغم انهم لم يدفعوا بدل الاشتراك ولم يحضروا الاجتماعات الحزبية أصلا.

المادة 7 إجراءات الانضباط الحزبي: تواجه هذه المادة صعوبات جمة في التطبيق أولا وهناك خروقات أيضا تحصل.  فالمنظمات في الغالب لا تمارس هذه الإجراءات لأسباب عديدة، وفي بعض الحالات تتخذ بعض المنظمات إجراءات ضد أحد الأعضاء مثل طرد أحد الأعضاء، وتفاجأ المنظمة التي اتخذت قرار الطرد بأن هذا الرفيق تمت اعادته للحزب من قبل هيئة قيادية ورحل إلى منظمة أخرى دون علم منظمته الاصلية.

المادة 8 حقوق وواجبات الخلية: جميع فقرات هذه المادة تواجه استعصاءات في التطبيق فالخلايا بشكل عام تعاني من خلل في عملها ولا تنطبق عليها الصورة النموذجية الواردة في هذه المادة. 

المادة 9 (فقرة 5) الخاصة بالمنظمات الأساسية والمادة 10 (فقرة 4) الخاصة بالمنظمات الفرعية: “ تشرف اللجنة على نشاط أعضاء الحزب في المنظمات النقابية والمهنية والابداعية وغيرها من المنظمات غير الحكومية وعمل ممثليه في المجالس البلدية وتنظم عملية اختيار المرشحين عبر الآليات الديمقراطية “ هاتان الفقرتان رغم اهميتهما إلا أنهما لا تعدوان ان تكونا صورا نموذجية في الذهن إذ لا متابعة حقيقية في التطبيق.

المادة 11 الخاصة بالمنظمات المحلية (فقره 3) مهام اللجنة المحلية: معظم المهام لم تجد طريقها للتطبيق في معظم المحليات وخصوصا الفقرة (و) المتعلقة بتقوية صلات الحزب مع الجماهير وتشرف على نشاط أعضائها في المنظمات النقابية والمهنية والابداعية وغيرها من منظمات غير حكومية .....

المادة 14 المتعلقة بالية العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني : بعد المواقف التي اتخذها الحزب الشيوعي الكردستاني وخصوصا موقفه من الاستفتاء والذي يتقاطع مع موقف الحزب الشيوعي العراقي ، واستنادا إلى مواقف كثيرة أخرى تشير إلى غلبة الروح القومية الضيقة لدى بعض أعضاء قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني، ما يتطلب وقفة جديدة وصريحة مع رفاقنا في الحزب الشيوعي الكردستاني وأجد نفسي مضطرا إلى الاستعانة بما ورد في تقرير اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في اذار عام 1990 “ هذا لا يعني بطبيعة الحال إقامة حزب شيوعي على أساس قومي في كردستان العراق . فحزبنا الشيوعي العراقي نشأ وسيبقى حزبا امميا يضم المناضلين العرب والاكراد ومن الأقليات القومية ممن يؤمنون بالفكر الماركسي اللينيني ويكرسون حياتهم وطاقاتهم النضالية لخدمة قضية الطبقة العاملة العراقية وكل شغيلة اليد والفكر من أبناء شعبنا ..... إن الدعوة إلى إقامة حزب شيوعي كردي في العراق لا تعني غير تقسيم التنظيم الشيوعي في العراق على أساس قومي وإلحاق الضرر بالحركة الشيوعية”. اثبتت حركة الواقع في العراق بعد مرور أكثر من عشرين سنة على صحة تحليل اللجنة المركزية آنذاك، ولكن الظروف التي أعقبت عام 1990 وانهيار التجربة في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية وخضوع كردستان إلى قرارات مجلس الأمن ونيلها ما يشبه الاستقلال الحقيقي عن العراق إضافة إلى عوامل ذاتية تتعلق بإلحاح وإصرار بعض الرفاق الاكراد في قيادة الحزب قادت إلى تشكيل الحزب الشيوعي الكردستاني.

ان الفقرتين (1 و2) من المادة 14 صيغتا بشكل عمومي ولا تساعدان الرفاق بالخروج بنتائج ملموسة تعينهم على تحليل طبيعة العلاقة بين الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني، وتحتاج هذه المادة إعادة صياغة كاملة.

المادة 15 الخاصة بالتعددية القومية والدينية في المجتمع العراقي: هل اثبتت التجربة بعد المؤتمر العاشر جدوى تشكيل هيئات اختصاص لتطوير نشاط الحزب بين تلك المكونات. ما أعرفه أن صراعات غير مبررة لانها ذاتية الدوافع جرت بين أعضاء تلك المختصات سببت الكثير من الأضرار لحزبنا خصوصا في الانتخابات.

اعتقد ان هناك حاجة ماسة لاعداد نظام داخلي جديد يعد من قبل لجنة ، يتم طرحه على جميع المنظمات والأصدقاء وينشر في الجريدة للنقاش، يعيد النظر بهيكلية النظام الداخلي الحالي مستندا إلى المتغيرات الكثيرة التي طرأت سواء على اليسار العالمي أو على دور الأحزاب الشيوعية في ظل العولمة الرأسمالية، وتأخذ اللجنة بنظر الاعتبار الدور الكبير المنتظر والمؤمل لحزبنا الشيوعي العراقي بعد انكشاف الصراع التناحري الحقيقي في المجتمع العراقي، و فضائح وفظائع التحالف المهيمن من قوى الإسلام السياسي الشيعي والسني، والأحزاب المتلفعة “ بالعلمانية “ والأحزاب القومية الكردية وانحيازها المكشوف للكتل الفاسدة. إن الحاجة ماسة لنظام داخلي محدود الصفحات والمواد، لا يخوض في التفاصيل، الأهم فيه هو انيكون أساسا لبناء حزب جماهيري يمثل غالبية أبناء شعبنا يستند إلى الفكر الماركسي في تحليل الظواهر.

الصفحة العاشرة

فضاء شعبي

وطن  لطيور الماء

النسغ الشعبي اللذيذ

ريسان الخزعلي

وطن لطيور الماء، توصيف إخباري، ليس من اجتراحي، وإنما  هو عنوان مجموعة شعرية بالفصحى للشاعر العراقي المبدع علي جعفر العلّاق. والعلاق ذو منجز كبير، شعريّاً ونقدياً، ولهُ في ذلك أعمال كثيرة قبل وبعد (وطن لطيور الماء) من بينها: (لا شيءَ يحدث لا أحدَ يجيء، فاكهة الماضي، شجر العائلة، أيام آدم، سيد الوحشتين، نداء البدايات ،المملكة الغجريَّة، حداثة النص الشعري). والشاعر على تماس مع توهجات الشعر الشعبي العراقي الحديث، انتباهاً وتفاعلا وتطويعاً  . كما أنه كتب الشعر الشعبي في بدايات تفاعله الشعري  . ففي مجموعته المُشار إليها يوّظّف بعض التوهجات  الشعبية في العديد من قصائده بتطويع فني غير خفي. في قصيدة (مرثية الأخطاء المتكررة) التي يُهديها الى الشاعر عريان السيد خلف

يقول:

مثلما تهجرُ الحنطةُ الساحليةُ، ها انني مهملٌ.

والإحالة هنا واضحة الى بيت الدارمي:

بين الجرف والماي حنطه ازرعوني

لا كَالوا الله وياك لا ودّعوني.

 

والشاعر في هامشه يُشير الى هذا التطويع الشعري قائلاً: «ثمة أغنية عراقية، تتحدث عن العاشق الذي يُترك مثلما الحنطة وحيداً بين الجرف والماء، هذه الأغنية كانت مدخلاً الى المقطع الثاني من القصيدة».

وفي قصيدة (سيدتي الصغيرة) يقول:

 

اتريدينَ أنْ تهبطي بقعة

 ليس يسقط فيها الندى؟

إنَّ أرضَ السماوةِ

مفتوحة ً للحنين المرفّهِ والخطرِ العذبِ.

 

ويتكرر مثل هذا المعنى في مقاطع القصيدة والاستعارة واضحة من الشعر الشعبي:

اخذني إو طير بيّه للسماوه،

 إو ذبني ابكَاع ما بيهه نداوه

هلي والناس صارولي عداوة،

 بس الوالدة الحنّت عليّة.

والشاعر يوضح في هامشه: بنى الشاعر هذه القصيدة على أغنية قديمة، تطلب فيها المرأة من حبيبها، أنْ يأخذها الى السماوة، ويهبط بها على أرضٍ لا نداوة

فيها.

وفي قصيدة (الثريا كتاب) يقول الشاعر:

 

أمسِ غرّبتِ الريحُ،

والغيمُ لملمَ أطرافه، أيكم رأى مَن أحِبُّ؟

 

والإشارة هنا واضحة الى بيت الشعر الشعبي الذي أصبحَ من ضمن كوبليه لأغنية عراقية قديمة:

هب الهوه إمن الغربي

والغيم لم اطرافه،

وآنه امضيّع وليفي،

انشد عله مِن شافه.

ويوضح الشاعر في هامشه: «تستفيد القصيدة، في مقطع ما، من إحدى الأغاني القديمة تتحدث عن الريح التي تهب من الغرب، والغيم الذي لملمَ أطرافه والحبيبة التي تُحلّف الناس: إنْ كان أحدٌ قد رأى مَن تحب.

في (وطنٌ لطيورِ الماء) يمنحنا الشاعر المبدع علي جعفر العلاق تماساً شفيفاً مع جماليات الشعر الشعبي العراقي من دون إخفاء ليكون النسغ اللذيذ المُضاف ، وبذلك يُؤكد لنا، أنَّ الشعر َ طيّعٌ في اللغة واللهجة على السواء ...

****************

{جمر أخضر} يوقد الموروث في الأدب الشعب 

عبد الكناني

البحث في تفاصيل الادب الشعبي ومحاولات استجلاء عوالمه المتنوعة، امر يحتاج الى المام كبير ومتابعة دقيقة وقدرة خاصة على التمييز والامساك بالعناصر التي تؤدي الى حصيلة عميقة عما كتب اوقيل في هذا الاطار، وهذا ما نجده في كتاب الباحث د.علي حداد “جمر اخضر - قراءات في الادب الشعبي العراقي” الذي تميز بشموليته وجمالية تحليله، إذ سلط الضوء على هذا اللون الشعبي، مقدما خلاصات عن تغلغله في الوجدان الشعبي العراقي فضلا عن اقترابه من هموم الفرد العراقي.

يقول حداد: حين ظهرت وسائل الاتصال الحديثة وادوات اللهو والتسلية المتنوعة،  اثرت في مساحة التعامل مع التراث الشعبي عامة - ومنه الادب - ليس في المدينة التي تبدو فيها الصورة جلية فقط، بل  في البيئات الاخرى جميها.

ويستشهد الباحث بنماذج من الادب الشعبي العراقي وفي اغراض متعددة ويكشف في الوقت ذاته عن ان شعر العتابة لون تفرع من فن - القوما - واول من قاله ابا الحسن الحريري في العصر العباسي  مما يعني انه فن قديم ومن نماذجه:

ياليلة قضيتها حلــــــوة    مرتشفا مــــن فمها قهوة

تسكر من قد يبتغي سكره   ظننتها من طيبها لحظة

ياليت لاكان لها آخر

وعود ابعدت وانساك   غمك يهلراي

تخطر لي بالماعون   وبشربة الماي

مضيفا ..” اذا كنا قد عددنا الشعر الشعبي من ابرز مجالات الادب الموصوف بتلك السمة الايقاعية واكثرها التماسا لقيم الروح الشعبية وحضورا في الوعي الشعبي بعامة، فان الحديث عن تلك السمة لايكاد يكون له من التشخيص كما هو الحال عليه فيه.

مبينا ان” للشعر الشعبي ايقاعاته المنضبطة على وفق قياسات موسيقية تختلف في بعض تشكيلاته عن ايقاعات الشعر الفصيح واوزانه، وهو امر يضع في الذهن تساؤلا عن مصدرية تلك الايقاعية المغايرة والمسببات التي جاءت بها على تلك الصيغ وهي تعايش الموسيقى والايقاعات الشعرية الفصيحة في البيئة العربية ذاتها.

وياخذنا بمقتطفات من الشعر الشعبي:

مثل  يلما تهز عزمك هزايز

يلنفتخر بيك وننابز

شوف هاي الزلم كامت تبارز

وهاي الفصايل الك حافز

انهض لعد خصمك وناجز

من تنجتل بالخلد فايز

عيببن عليك تكول عاجز

****************

الى عراقي

 “ارفعوا اصواتكم بوجه الظلاميين “

 سامي عبد المنعم

  يهل تحسب زمانك دوم عالكيف

  الوكت ويامن انصف حته وياك

  اشكثر جاسك برد والوادم ابصيف

  وخذاك العرگ وانته ابلبة اشتاك

  خلصت العمر بالحيف ياحيف

  على الوحدك ابنص الدرب خلاك

  البلم من ينزرف شيفيده تجذيف

  وعين الماتشوفك شهر تنساك

  چنت تلوي الحديد وساعدك سيف

  اتداريها ابصبر من تگصي دنياك

  ايوصفونك ابوكت الضيج توصيف

  شهم واللي ايضكه الوكت ينخاك

  ايحلفون ابصفاتك صاحب الزين

  سخي وتبذل حياتك للي خاواك

  اتسابگ شيمتك لو جالك الضيف

  مثل بيرغ وفه عالباب يلگاك

  چان امن النذل بس حصتك ارغيف

  او فلل وقصور يبني ابتعب يمناك

  چنت سيف وصرت متغصب اسويف

  خلف وانته امن الشينات حاشاك

  نذل نشف خضار الگاع تنشيف

  وخبز اسود بدال العنبر اغذاك

  هسه اهل المحابس داروا اعليك

  سمچه اتناهشتها سنون تمساح

  گبل سفاح واحد چان واليك

  هسه ابكل كتر مليون سفاح

  گبل چان الوطن سهران بالليل

  رغم كل المآسي اتدور الاقداح

  چان الخوف لذه اتواكح الريح

  ولو چم گمر من عدنه انطفه وطاح

  چان الامل بينه ايزيل الهموم

  هسه اهل المدس نسونه الافراح

  ممنوع الغنه وحفلات الاعراس

  وعلى اضفاف النواسي منعوا الراح

  بس مسموح قمع الفكر والبوگ

  همه اهل الارض والشعب فلاح

  گبل طلفاح واحد بيها بغداد

  هسه احنه ابتلينه بالف طلفاح

  القصور اللي انبنت من جوع الاطفال

  سكنها البرلماني امن الصنم طاح

  همه اتزنگنو واتغير الحال

  او صفينه احنه سفينه ابغير ملاح

 

*****************

قصائد قصيرة

حسين جهيد الحافظ

خلك جرح

بعيوني شلتك ضوه

وابروحي شلتك روح

گمطتك ابرمش الجفن

و انفاسي جوري اتفوح

ما ردتك اتضمد جرح

ابودي كلي أجروح

ما دام انته الجرح

خليني اظل أجروح

 

طبع گلبي

 

بعد كلبي ٠٠٠٠

مثل ما جان ٠٠٠٠٠٠٠

يعزف نغمته ونه

يخط امن النده جلمات

يطك الفرح من حزنه

ترف واتهزه النسمه

يغازل بالهوه النجمه

ونينه للفرح نغمه

يسولف بالصدك طبعه

مو بالكان ياما كان

بعد كلبي ٠٠٠

مثل ما جان٠٠!

 

اعتذار

 

اعتذر منك جي حفظت اسمك

او كتبت ابذكرياتي شوگ

او رسمت احروفه شذرة حب

او احضنته ابمحبه طوگ

طرت وياه صبح فيروز

فوك الفوگ

غنيته موال ونايل او جوبي

او عتابه اتلوگ

أمان اسمك كتبته ابعالم الوجدان

ما ظنيت يطلع بوگ

 

*****************

من ذاكرة الابداع

حبك بطول الوطن

رحيم الغالبي

انه انرسم خارطة

اتفصل بطولك مدن

كد القهر والحزن

كد المحبة انرسم

كد الفرح بالنهر

للجرف من يبتسم

انت حمامة سلم

فيرو ز غنت الك

بأول صبح..وألندى

طيرة انت ماتنلزم

تاريخ ألك ينحني

من العدو ما تنهزم

لعين الوطن..

كلش صلب ...قدمت

..بالمشنقة وتبتسم

صح اعثرت مهرتك

والعثرة طبع الزلم

تعثر وتنهض رغم

حقد الزمن.. والوكت

بوسة عله كد السمه

بوسة اعلة هيجي اسم

بوسة اعله كد الوطن

بوسة اعله رغم الالم

او ناس

..ماتفتهم

انته شعار الوطن

انته حمامة سلم

طارت

..تحط للسلم

 

*****************

مرثية

 (الى سليل الشجن السومري الاصيل)

الملحن جعفر جاسم

في ذكراه السنوية

محمد خضير ابو رافد

رحل من جان للنغمات عنوان

مو هينه الطرب ودعله فنان

رحل من جان گلبه  اوتار للعود

درس حدر الوطيه اوبعد ما يعود 

عمت عين الوكت فرهدنه فرهود

بعد جعفر رمانه ابير الاحزان

راح الجان سلوى الصوت الاوتار

عزف لحن الخلود ابدار الابرار

گطع  بينه اومشى  للموت خطار

مو هينه القدر من ياخذ انسان

ولك ياموت ليش اويانه بذات

گطعت  امن الفرح كل المسرات

فصلّت  الحزن للروح بدلات

امنين انجيب  للبستات ميزان

عمت عين المنيه تاخذ الزين

اوتسد باب الفرح خوف اوحياطين

عفيف اشلون خده ايلامس الطين

گلب  والسان  للنسمات بيبان

صوتك جان نغمه اتسامر الليل

توزع للحسن شوك اومواويل

ولك ياموت صاحت نجمة اسهيل

اخذت الجان للنغمات ربان

عودك جان نفحة ورد عودك

نسايم للفرح والحب وجودك

احساس الناس محتاج الجهودك

تطيب الذاكرة ابنفحات الالحان

حسافه اوحيف مات اليوم جعفر

عليه گلب  المحب ذاب اوتفطّر

حتى العود صاح الله واكبر

سكت من شاف ماكو وتر رنّان

***************

نظرة في كتاب

«روائع الأمثال العراقية»

هناء العبودي

كتاب (روائع الامثال العراقية) للدكتور عباس الترجمان، يتحدث فيه المؤلف عن مدينة النجف الأشرف وما تمتاز بها لهجتها من قرب الى الفصحى عن اللهجات العربية الأخرى، من حيث اللفظ ومخارج الحروف.

واهم ما في هذا الكتاب الكلمات الدخيلة والتي اصبحت متداولة في الاوساط الشعبية، كان هذا التداخل نتيجة التعاقب الاستعماري عبر آلاف السنين، اضافة الى الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية، غير ان الأثر الاكبر هو الأثر الثقافي البالغ، لا سيما في القرون الاخيرة من تعاقب الاحتلال، وقد ترك هذا اثراً مشهودا في اللهجة العراقية ومنها اللهجة النجفية، اما عن سبب اشتهار الكلمة الاجنبية اشتهارا جعل منها كلمة سهلة التناول والتداول للتعبير واداء المعنى المقصود، فزجت نفسها في اللهجة زجا، وهذا ينطبق على اسماء الصناعات الحديثة والمبتكرات الجديدة والآلات التي ظهرت، ولم تكن قبل هذا مما اضطر الشعب العراقي الى التفوه باسمها الأجنبي مع قليل من التحوير او من دونه، فشاعت هذه الكلمات في الاوساط الشعبية بمختلف اصعدتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

الصفحة الحادية عشر

شظيةٌ واحدةٌ مزقتني..

علي كاظم

ولكنها قتلت جميع عيالي

مزقتني القنابل..

مزقتني احلامكم..

مزقتني إنسانيتكم..

لم تمزقني القبلات..

لكنها قتلت جميع اطفالي..

كلوا خبزي الزؤام

كلوا باطمئنان

فكل شئ ملطخ بالدماء

إنتهى ألمي بقتلي.. ونجوت من العيش معكم بأعجوبة!.

*****************************

محنة اطروحة دكتوراه عراقية

الفكر الإشتراكي في الأدب العراقي

د. عدنان عبيد المسعودي

كان ذلك عنواناً لإطروحة الدكتوراه التي تقدم بها الباحث عبد اللطيف عبد الرحمن الراوي عام 1976، الى جامعة بغداد. والتي كان للأستاذ سعدون هليل الفضل في الاهتمام بتلك الأطروحة الفذّة من أقبية الإهمال والنسيان، بما بذله فيها من جهدٍ حثيث، وصبرٍ مؤثل، حتى أخرجها إلى النور في حلّتها الجديدة الصادرة مؤخرا، عن (دار سطور)، والتي أطّر لها بمقدمةٍ معبّرة، زيّنها بسطورٍ من الحقيقة، وكلماتٍ من صدق، وعرفان، وشّى فيها عرفانه، وأبدى فيها إعجابه للباحث السيد عبد اللطيف الراوي، والذي جاءت إطروحته لتأكيد حقّ الأدب الماركسي أن يكون المؤسس لوعي الجماهير، ويقظة الشعب ضد وحشية جلاديه..

وهي أولّ إطروحة صريحة في الأدب الماركسي.. وكان الباحث الراوي قد إتخذ من مفهوم الإشتراكية غطاء أو تقيةً، خصوصاً وأنّ الأطروحة قد وضعت فوق طاولة لجنة من الأساتذة الموالين لطغمة البعث، والمشكّلة بموافقة نوري محمود القيسي/ عميد كلية الآداب، جامعة بغداد آنذاك، ذلك ان هذا الأنموذج من الأساتذة الذين إنتخبهم البعث خصيصاً لهذه المهام اللاعلمية، والذين أصبحوا أدوات رخيصة لتنفيذ مآرب البعث، وبفضلهم شَهدت مؤسسات التعليم الجامعية العراقية إنحطاطاً علمياً وأخلاقياً غير مسبوق.

 أخذت اللجنة المشكلة بوصاية القيسي، والتي ضمت عناصر من الأساتذة المشهود لهم بمعاداة الفكر الماركسي،  تماري الباحث وتجادل، وتتقصى في السفاسف والمهاترات؛ على الرغم مما أضمرت منذ البدء النيّة في حجب الثقة عن حقّ الإطروحة في نيل الإستحاق المذكور؛ خصوصاً بعد  أن تأكدت  من إعتذار د. الياس فرح ( عضو القيادة القومية ) عن حضور جلسة المناقشة؛ حرجاً وخوفاً من حضور مناقشات إطروحة، تُشيد بجهود الأدباء الماركسيين في بثّ عناصر الثورة والوعي ضد الإحتلال والتبعية الرجعية.

وعلى الرغم من الأصالة التي أبداها الباحث في الدفاع عن المباديء والقيم التي تحملها إطروحته، والتي إستمرت لساعات غير معهودة فوق الوقت المحدد لأطاريح الدكتوراه؛ مع كلّ ذلك أخفقت لجنة المناقشة، في تقييم موضوعي وعادل؛ فأوصت برفض حق الباحث في نيل شهادة الدكتوراه. ومن الجديرٌ بالذكر أن نشيد بدفاع الدكتور الراحل صلاح خالص الذي إعترض على قرار اللجنة الأنف؛ وبناء على تلك المقدمات المجحفة حرر د. صلاح خالص مذكرةً تفصيلية، بيّن فيها  ضغوط وملابسات تشكيل لجنة غير مؤهلة للأمانة العلمية؛ مما دفع وزير التعليم العالي أنذاك غانم عبد الجليل، أن يطلب من د. علي جواد الطاهر المشرف على الإطروحة، تشكيل لجنة جديدة تلافياً لملابسات تلك الفضيحة.

أصرّ العلّامة العراقي د. الطاهر، على رفض مقترح الوزير بتشكيل لجنة أخرى، معتبراً الأطروحة مستوفية لمؤهلات نيل شهادة الدكتوراه، وأوصى الوزير بقرار إستثنائي بإقرار حق الباحث بجدارة الدكتوراه.

تلك الممارسات السيئة التي سنّتها شريعة البعث، في توظيف أساتذة موالين لها في رئاسات الأقسام أو عمداء الكليات، فضلاً عن رئاسة الجامعات، أفضت في نتائجها الكارثية إلى تدمير الروح العلمية، وتحطيم روح البحث الرصين؛ بعد أن تسلّط على تلك الجامعات والكليات والأقسام أساتذة غير أكفاء وغير مؤهلين لبناء أسس جامعات علمية رصينة؛ ذلك التقليد السيء والشريعة الباطلة؛ أصبحت منذ ذلك التاريخ المشؤوم وإلى اليوم، عقيدة سائدة في كلّ الجامعات العراقية، وتقليد دائم وملازم لها.

إنتهج الراوي في إطروحته، منهجاً تاريخياً  في عرض وتقييم مراحل بداية تشكّل وعي جديد، وقيم إنسانية جديدة، في ظلّ مجتمع سكوني، عانى ويلات الخضوع، والتغييب لإرادته، وإلغاء تام لهويته القومية والوطنية، ولرسالته الإنسانية؛ فالعراق طيلة أكثر من أربعة قرون خلت، ظلّ رهيناً لمعتقلات الظلم والإستبداد، والوطن كلّه لم يكن أكثر من ولاية عثمانية تستوفي شعبه  ضرائب وطغيان عات،  وبمباركة من مرجعيات كهنة المعابد الذين أوصوا الناس بقدسية طاعة عصا الجلّاد.

لقد أرعبهم كثيراً، ولادة وعي جديد. من هنا ولِد نورٌ لم يكن في حسبان كلاب السطلة ولم يمرّ في أدب كهنة المعابد، ولا في مروياتهم العبثية، أن يتساوى الرق المستعبد، مع السيد سليل الحسب المقدس، ذلك الدم المؤله  والمنقّى.

كيف يتجرّأ الماركسيون فيعطوا للعبد حقّ وإمتياز السيد النبيل؟

الماركسيون، يطالبون الإقطاعي، الذي يعطي للكاهن (حقّه المقدس)، بأمرٍ إلهي، فيما لا يعطي للفلاح ولرقّ الأرض حقهم في الأرض وفي العمل..!

الماركسيون لا يفسدون العمال، عندما يطلبون منهم أن يثوروا ضد أصحاب المصانع والشركات المستغلِة لحقوقِهم، الآكلة لقوتِهم...!! كما يبث الماركسيون وعياً جريئاً، فيطلبون من الشعب أن ينتفض ويتحرر..

بدأ الراوي عرضَه التاريخي بتمهيدٍ إستوفى فيه تجذّر أساسيات أوّل حلقة إشتراكية إنبثقت بعزمِ وإصرار جيل الرواد الذين كان في طليعتهم حسين الرحال، الذي عاد إلى الوطن من المانيا  بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، يحمل معه أفكاراً ثورية، وإشتراكية، بعد أن إطلع على أدبيات الماركسية والتي أقتبسَ أنواراً منها أثناء إقامته في أوربا، خصوصاً وهو يتقن إضافة للغة الألمانية، اللغتين الفرنسية والإنكليزية؛ مما أتاحَ له الاطلاع بشكلٍ جيد على أفكار ومفاهيم النزعة الإشتراكية بمصادرها المتوفرة أنذاك، والتي أتاحت له فهم وتحليل طبيعة النظام الإجتماعي الطبقي القائم على إمتصاص دماء الطبقات المسحوقة من عمّال وفلاحين وعاطلين عن العمل ومهمشين، ومنبوذين إجتماعياً.

وقد إنبثقت مع حسين الرحال أول حلقة تنويرية في بغداد، إستقطبت عدداً من الشباب الريادي المؤمن بالتغيير، ومنهم عبدالله جدوع، محمود أحمد السيد، مصطفى علي، سليم فتاح، إبراهيم القزاز، وغيرهم. تداولت هذه النخبة الريادية أفكاراً ماركسية، وعمّقت لدى أعضائها مفاهيم الوعي الطبقي، وبذرت حقائق الصدام والصراع بين الأغنياء المترفين، والفقراء المحرومين.

لم يعد ذلك الصراع، صراعاً ميتافيزيقياً يدور في مطلق الغيب، وفقاً لمقررات الوعي الماركسي الجديد، على العكس تماماً، يحرص الوعي الطبقي المبكر لحلقة حسين الرحال على تفكيك نظم الغيب والتغييب الذي كانت تمارسه طغمة الإستبداد الديني المتخندق مع الرجعية والملكية والإستعمار، على انكار حقائق الصراع والإستعباد وتهميشه إلى صراع ميتافيزيقي – زرادشتي، لتغييب الوعي وتزييف حركة التاريخ. ومنذ البدء كانت قراءة الأدبيات الماركسية القليلة والتي يضطلع الرحال على ترجمتها أحياناً ، ديدن أعضاء الحلقة الماركسية الأولى، وعلى قلّتها؛ فقد ولّدت وعياً إستثنائياً مبكراً، أنزل الصراع من برازخ الغيب إلى الأرض، وعجّل بضرورةِ المواجهة ضد طبقات الهيمنة والإستبداد.

كانت مصر مصدر أكثر الأفكار والنظريات الإشتراكية، التي دأب الرعيل الثوري الأول على قراءة الجرائد والمجلات والحوليات التي تصل منها إلى العراق.

وهكذا إستمرّ الرعيل الأول من أجيال الوعي والثورة، بالقراءة، والبحث والتقصي، وإنعقدوا حولَ طاولات البحث والنقاش.

إنبثقت عن حلقة الرحال في الطور الثاني من مراحل تبلور الفكر الماركسي في العراق، حلقة ماركسية أخرى، ضمت عضوية شباب ثوريين مثل : زكي خيري، عبد القادر إسماعيل، عبد الله جدوع، عبد محمد رفعت، يوسف إسماعيل، عبد الفتاح إبراهيم، حسين جميل، نوري روفائيل، جميل توما، عزيز شريف، رشيد مطلق، وعاصم فليح، الذي أصبح أول سكرتير للحزب الشيوعي العراقي، عام 1934.

باشر هؤلاء الرواد الذين حملوا رسالة مصير شعب يواجهون قوى الظلام، او البقاء مغيبين في حضائر التدجين والخنوع، بمهمة إعداد كوادر رسالية مسلحة بالقراءة والوعي، وسرعان ما وسّع هؤلاء الرواد إتصالتهم لسيتقطبوا شعراءً وطنيين، وإدباء رساليين من أمثال حسين صدقي الزهاوي، والرصافي، والجواهري، محمد رضا الشبيبي، وذا النون أيوب، وغيرهم ممن ألهبوا وعي الشعب، وحرّضوه على الإنحياز لقضية الوطن...

في الفصل الثاني الذي كان عنوانه ( الفكر في الأدب )، أطلق د. الراوي قلمه حرّاً في إستعراض الرابطة الوثيقة بعلاقة الأدب بالفكر. وكثيراً ما يذكّرنا الراوي أن الأدب والفن ليس لهواً رومانسياً لذات عبثية يائسة، بل هو فكر ومسؤولية أخلاقية ورسالية، تأخذ على عاتقها مهمة تحرير الإنسان، وإيقاظه من غفلته وخيبته. إذا تخلّى الشاعر أو الأديب او الفنان عن مسؤوليته الأخلاقية، وتتبع أهواء ذاته، وألتحف غطاء أنانيته؛ فإنّ مثل هذا الأدب يخسر مبررات وجوده.

 *******************************

قصة قصيرة

هليـكوبـتر

فهد مرتيني - كندا - خاص

أفيق من نومي متلهفاً لسماعي هدير طائراتٍ حوّامة تجوب سماء مدينتنا، تعيدني إلى ذكريات طفولتي. كنا نتراكض مبتهجين في الحارات نهتف: “هيلاكوبتر.. هيلاكوبتر”، نلتقط قصاصاتٍ ورقيةً ملونةً تنثرها الحوامات في الجو في الأعياد والمناسبات الوطنية، أحملها إلى البيت لتقرأها لي أمي، أنصتُ مبتسماً وشارداً بمخيلتي الصغيرة على استيعاب معاني عباراتٍ كبيرة.

دويُّ الحوامات المميَّز وهي تخترق أجواء بلدتنا الهادئة يغمرني بسعادةٍ عارمةٍ. أتذكر تلك الأيام الحلوة عندما حطّتْ حوامةٌ على أرضٍ ترابيةٍ في أطراف البلدة، فتجمهر الناس حولها يشاهدونها صحناً فضائياً قادماً من كوكبٍ بعيد. يترجل من الكتلة الكبيرة مخلوقاتٌ من جنس البشر، كانت بالنسبة لي ذكرى مميزةً أن رأيت الحوامة عن قرب بحجمٍ لم أكن أتصورها به. من يومها صرت أهتم بالحوامات وأقرأ عنها، أتخيلها وأرسمها على دفاتري في المدرسة. كنتُ إذا أصابني الملل من رتابة الدرس، يكفي أن أسمع صوت حوامةٍ يخترق نافذة صفنا حتى يتحسن مزاجي. كم أعشق الحوامات، لها صريرٌ يتكتك في السماء قبيل ظهورها تحوم فوق المباني، مما يضفي على البلدة أجواءً من المرح والتفاؤل، فترى الأطفال يسارعون إلى الشرفات وسطوح المنازل لمراقبتها.

هدير الحوامات يدَوّي في سماء مدينتنا، أمي تصلي الفجر في غرفة الجلوس، وأبي يستمع إلى الأخبار. تَجهر أمي بالقراءة وتكبِّر كي يخفِّف أبي صوت مذياعه، يطلب مني أبي الذهاب لشراء الخبز من فرن حارتنا، تجهر أمي بالقراءة مرةً أخرى، أقوم بارتداء ملابسي فتكبِّر بصوتٍ مرتفعٍ ثم تقطع صلاتها:

- كلا، لا تذهب يا بني، الوضع غير مطمئن، يقولون بأنهم يمشطون البلدة بحثاً عن مطلوبين.

- لكني لست مطلوباً يا أمي، فما الداعي للقلق! “وجدتُ في ذلك فرصةً لإظهار رجولةٍ مبكرة”.

دويُّ الحوامات يتعالى، ولهفتي تزداد لرؤيتها عن قرب، وأمي تبدو قلقةً وهي تلفُّ وشاحاً حول رقبتي وتقرأ آياتٍ من القرآن تنفخها في وجهي! ودَّعتْني عند الباب وداع المحارب وهي توصيني، تقرأ مئة آيةٍ وتنفخها خلفي وأنا أغادر المنزل في أزقة حارتنا القديمة، الحارةُ التي تعودتُ أن تكون ملعباً بدائياً لكرة القدم مع رفاقي، بدَتْ اليوم مسرحاً لتصوير فيلمٍ حربي!، مدرَّعاتٌ وعرباتٌ أعرفها ولا أعرفها. وجدتها فرصةً لأجول في البلدة حيث تحطُّ حوامةٌ في الساحة العامة. أُدركُ قلقَ أمي، لكني لن أغيب كثيراً.

يستوقفني جنودٌ في الطريق. أنا أعرف أمي، ستبقى بباب المنزل تقرأ آيات القرآن وتنفخ لحين عودتي. الجنودُ يريدون بطاقتي الشخصيّة للتحقق من هويتي، يقتادونني إلى الساحة العامة حيث تحط الطائرة، سأراها أخيراً. بطاقتي صارت مع بطاقاتٍ أخرى بيد ضابطٍ كبير يجلس في الحوامة، يقتادني الجنود نحو الضابط ليدقق في هويتي الشخصية. الضابط يتفحص البطاقات. الجنود مضطربون، أمي تقرأ آيات القرآن، وأنا أمتع نظري برؤية الهليكوبتر.

أمي تنتظر عودتي، وأنا أنتظر الضابط كي يقرأ بطاقتي. الضابط متجهِّم الوجه وكتفه مثقلةٌ بالنجوم، أمي يقلقها تأخري. شيءٌ ما أغضب الضابط، أغضبه كثيراً. أبي يطلب من أمي أن تهدئ من انفعالاتها. البطاقات صارت داخل الطائرة، أمي تقرأ القرآن، وأنا صرت على ظهر شاحنةٍ خضراء، بيتنا يعجُّ بالأقارب والجيران. تبكي أمي، تبكي، قالوا لها أخذوه! كيف؟ لماذا؟ إلى أين؟ إلى متى؟ أسئلةٌ تُطرح إلى اليوم ولا أحد يعرف ما جرى! ربع قرنٍ مضى ولازالت أمي العجوز تقف بباب منزلنا بانتظار عودتي، تقرأْ آيات القرآن وتنفخْ.

**********************************

نَمْ قريرَ العينِ

يا صديقي رزاق!

خضر حسن خلف

في كلّ اتصالٍ عبرَ الاثيرِ أتفاجأُ

بنبرةٍ مختلفةٍ وحنونة

هي المزيجُ منِ العاطفةِ التي رعتْها أمي !

وما ألْبستْكَ “الغربةُ” من اشكالاتٍ

اعرفُ أنّكَ

تحاولُ أنْ تظفرَ بالدمعةِ الطافرةِ من الرمش

حين اتلعثم بحديثي عن الراحلين

وحين اذكّركَ” بالمعقل”

وما آلتْ إليهِ الشواخصُ !.

دَعْها لوحدِها تسقطُ على خدّكَ

فالجمالُ الذي تنشدهُ في رسوماتِك المؤجّلةِ

لا يأتي الا من احتباس اللواعج

وانت ادرى بهذا

فقد قلتَ لي ذاتَ مرّة :

“تتورمُ قصائدُك بالأسئلةِ

حتامَ ..؟.. إلى اين ..؟.. و كيفَ..؟!

فتتبعثرُ على الطرقاتِ مشاكسةً

فالسعادةُ لا تظفرُ بتلابيبها

إلا منْ خلالِ الآلامِ المنتجة

رزاق ! ..

أيُّها الولدُ الذي جريتَ خلفَ ...

وحيثُ يمرّرُ قوسُ قُزحٍ ألَقَهُ في السماء  

لقدْ رحلْتَ سريعاً ،

وما زال هناكَ متسعٌ من الوقتِ والجدلِ  !..

 ولكنّ

الألقَ الذي كنتَ تبحثُ عنهُ ما زالَ وجهتَنا في الحياةِ ! 

مازالَ يبعثُ في النفوسِ التوهج و

فنَمْ قريرَ العينِ يا عزيزي المجبول منْ طين سومر ! .

**************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

الدولة الوطنية والطائفية السياسية

عن “دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان “الدولة الوطنية والطائفية السياسية”، من تأليف د. لطفي حاتم.

يقع الكتاب في 216 صفحة من القطع المتوسط.

***************

في ضيافة “ملتقى جيكور” البصري

د. محمد عطوان يتحدث عن “الجدل في ظل نظام طائفي”

البصرة - داود الفريح   

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، الباحث د. محمد عطوان، الذي قدم محاضرة بعنوان “الجدل في ظل نظام طائفي”.

المحاضرة التي نظمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، استمعت إليها نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن السياسي. وقد أدارها الكاتب قاسم حنون، مستهلا حديثه بالقول: “تقتضي الضرورة التأكيد أن الطائفية السياسية تنتمي في الأصل إلى ميدان السياسة وليس إلى ميدان الدين والعقيدة. فهي فكر سياسي وليس تعبيراً عن سيادة أتباع مذهب معين أو عن التنوع المذهبي”.

وأشار إلى أن “الطائفية تنطوي على خطر يحيق بالمجتمع، ويقوض آماله في الاستقرار والتنمية والتقدم، ويؤدي إلى تصدع كيان الدولة وتشظي الهوية الوطنية، وصولا إلى نشوء استقطاب إقليمي يقوم على تحيزات مذهبية ومشاريع تضع الدولة الوطنية في مهب ولاءات فوق وطنية”.

بعد ذلك، افتتح الضيف محاضرته مبينا أن “الـ 18 عاما الماضية من تجربة الحكم في العراق، بدت كما لو انها كشفت عن المقاصد الايديولوجية للطائفية، أي انها اوهمتنا بفضح ما يجري من تزييف للواقع. وأمام هذا الفضح، لم يبق أمام القوى الاجتماعية والسياسية التي سعت للتحرر من استعمال الطائفية، سوى التعديل على برامجها السياسية داخل هذا النوع من السلطة المعتلة، التي خلطت ما بين الطائفي والسياسي وجعلت من هذا الخلط سلوكاً غرضياً لتعبئة الجماعات، وطريقاً لتمكين زعمائها من التسلّط لأطول مدة ممكنة”.

وأضاف قائلا، أن “الخطاب الطائفي قدم صورة إيهامية كما لو ان وعيا فلسفيا ماديا قد تشكل، وحرض على ضرورة تقويض المبنى القديم. فأوهمنا بوجود خطاب جديد قادر على قلب المُعادَلة التضليلية السائدة إلى جَدل مادي وبرامج عمل سياسية مممكنة”، مستدركا “لكن الواقع يشير إلى أن الجدل لا يزال يسير في دوائر آمنة، حيث لا معنى لحدوث انشقاقات بين كتل طائفية متماثلة، فهذا مؤشر على تراجع المقدرة على النقض السياسي بصيغته الاجتماعية المادية الرحبة. لذلك تبدو حقيقة الصراع السياسي ـ الاجتماعي زائفة، طالما أن التنويعات الفرعية لكُل طائفة تنطلق من معطى أيديولوجي مرجعي واحد، وتتحرك سياسياً وفلسفياً في ضوء المعطى نفسه”.

وأشار عطوان، إلى أنه “ليس بوسع العلاقات الإنتاجية المحلية الموجودة حالياً، والقوى المادية البشرية على اختلافها، تثوير الجَدل المادي الذي يتطور في التاريخ، ما لم تنهض قوى ثورية عابرة للطوائف تصرح بأنّ الأصل في التباين الاجتماعي طبقي  وليس طائفياً”.

وأثارت المحاضرة جملة من المداخلات بين الحاضرين، عقب عليها د. محمد عطوان بصورة ضافية.

****************

اتحاد أدباء النجف يقدم “قراءات في أدب الطفل”

النجف – طريق الشعب

عقد نادي أدب الطفل في اتحاد الأدباء والكتاب في النجف، الجمعة الماضية، جلسة بعنوان “قراءات في أدب الطفل”، ساهم فيها عدد من المتخصصين في الكتابة الموجهة للأطفال، في مجالات الشعر والقصة والأوبريت.

الجلسة التي أدارها الشاعر عادل الفتلاوي، تحدث فيها كل من الشاعر أحمد المحنا، الروائية سمية علي رهيف، القاص حسن رحيم والشاعر حسين علي رهيف، الذين طرحوا أفكارا وآراء ذوقية ونقدية حول الكتابة الأدبية الموجهة للأطفال، وسبل الارتقاء بها للمساهمة في تشكيل ذائقة الطفل وتنميته ثقافيا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو ألقوش يودعون الفقيد توما داود القس

ألقوش – طريق الشعب

شاركت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، في تشييع جثمان الرفيق والنصير الراحل توما داود القس (أبو نضال)، الذي فارق الحياة مساء الأحد 27 حزيران الماضي في مدينة دهوك، عن عمر ناهز الـ 90 عاما.

ووري جثمان الراحل الثرى في مقبرة "ناحية كاني ماسي" بدهوك، حيث مسقط رأسه, ثم كلل رفاقه ضريحه بالورد.

وفي اليوم الثالث على رحيل أبو نضال، زار وفد من رفاقه الشيوعيين العراقيين والكردستانيين والأنصار، عائلته في دهوك، وعبر لها عن التعازي والمواساة برحيله.

******************

اتحاد الطلبة العام فرع بغداد

يعقد مؤتمره الانتخابي

بغداد – طريق الشعب

تحت شعار “لتتوحد قوى الطلبة من أجل واقع أفضل”، عقد فرع اتحاد الطلبة العام في بغداد، مساء السبت الماضي، مؤتمره الانتخابي، وذلك بإشراف سكرتيره علي شغاتي ونائب السكرتير عبد الله لطيف.

وكان بين حضور المؤتمر مندوبون عن فروع الاتحاد وضيوف من قيادة الاتحاد السابقة.

وبعد أن وقف الجميع دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحركة الطلابية والوطن، واستمعوا إلى النشيد الوطني، انطلقت الجلسة الافتتاحية بتكريم قيادة الاتحاد السابقة، تثمينا لدورها في دعم الحركة الطلابية. وقد تخللت ذلك فعاليات موسيقية وشعرية.

بعدها تم انتخاب هيئة رئاسية لادارة اعمال المؤتمر وانتخاب لجنة الاعتماد، ليقرأ السكرتير، علي شغاتي، ورقة تلخص أبرز الإشكالات في واقع العملية التعليمية والتربوية، وسبل معالجتها.

ثم قدمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر، تقرير الاعتماد، فتم التصويت عليه مع استعراض أهم نشاطات فرع الاتحاد.

وانتهى المؤتمر إلى انتخاب لجنة جديدة لقيادة فرع الاتحاد، تضم تسعة أعضاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“مكتبة البصرة” تؤبن الشاعرة لميعة عباس عمارة

البصرة – باسم محمد حسين

أقامت “مكتبة البصرة” الأدبية، الأسبوع الماضي، حفل تأبين للشاعرة الرائدة الراحلة, أخيرا، لميعة عباس عمارة.

حضر الحفل, الذي أقيم على قاعة المكتبة في مركز مدينة البصرة، جمهور واسع من الأدباء والمثقفين.

وبعد أن وقف الحاضرون دقيقة صمت إكراما للفقيدة، التي غادرت الحياة في مقر إقامتها بولاية كاليفورنيا الأمريكية عن عمر ناهز الـ 92 عاما، ألقى مدير المكتبة، الأديب الشيخ علي العلي، كلمة رحب فيها بالحاضرين، وبضمنهم ممثلون عن هيئة اتحاد أدباء وكتاب ميسان، وعن الطائفة المندائية التي تنتمي لها الفقيدة.

وكانت للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، كلمة في الحفل ألقاها الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، لتتوالى عقبها قصائد وكلمات رثاء من قبل شعراء بصريين وميسانيين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“ترافه وليل”

في أم الربيعين

الموصل – طريق الشعب

أقامت مجموعة من الشعراء الشباب، من أعضاء “تجمع الأدباء والكتاب الشعبيين” في نينوى، الجمعة الماضية، أمسية شعرية بعنوان “ترافه وليل” حضرها جمع من متذوقي الشعر.

وشهدت الأمسية التي أقيمت على قاعة “ملتقى الكتاب” في منطقة المجموعة وسط الموصل، قراءات شعرية بين النبطي والدارج، ساهم فيها العديد من الشعراء الشباب، بضمنهم أحمد البغدادي وأنمار الدخيل.

وحملت القصائد مضامين إنسانية لا تخلو من الألم والمعاناة جراء تفشي الفساد وغياب الخدمات وتسلط الطارئين على المجتمع العراقي. 

وفي الختام، ألقى رئيس التجمع، الشاعر محمود أبو هاجر، كلمة أعرب فيها عن شكره لكل من ساهم في الأمسية وحضرها.

***************

شيوعيو كربلاء يستذكرون الباحث الراحل حسين الجبوري

كربلاء - طريق الشعب

اقامت اللجنة الثقافية التابعة للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، عصر السبت الماضي، حفل استذكار للباحث الراحل حسين علي الجبوري، تم خلاله توقيع كتابه الأخير الموسوم “فصول من تاريخ الهجو”، والصادر عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد.

حضرت الحفل الذي أقيم على قاعة اللجنة المحلية، عائلة الراحل إلى جانب جمع غفير من المثقفين. فيما استهله سكرتير اللجنة المحلية، الرفيق سلام القريني، بدعوة الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى “أحبة فقدناهم جراء وباء كورونا”.

 ثم تحدث بشكل موجز عن الراحل وكتابه الذي تبنت “دار الروّاد” طباعته، سعيا لنشر المعرفة.

بعد ذلك، قرأ القاص والناقد جاسم عاصي، ورقة تناول فيها منجزات الراحل، خلال مسيرته، والتي اضاءت “المسكوت عنه” في التراث الشعبي العراقي، مضيفا أن الجبوري كان يميل إلى استعمال مصطلح “الثقافة الشعبية” بدل مصطلح “التراث”.

وعرج عاصي على أبرز مؤلفات الراحل، والتي تجاوزت الـ 20 كتابا، مثل “قاموس المفردات الشعبية” و”القبلة” و”ختان النساء” و”الآلهة كالي” و”قاموس الأكلات الشعبية في العراق”.

وتحدث عن الراحل أيضا، صديقه الأستاذ علي الأعرجي، مشيرا إلى أنه – أي الجبوري – تميز بالدقة في اختيار مصادره والالتزام بالأمانة العلمية. أعقبه الباحث حسن عبيد عيسى بمداخلة تناول فيه خصال الراحل، خاصة كرمه وسعيه إلى مساعدة الدارسين ورفدهم بالمصادر والمعلومات.

وكانت للباحث المسرحي عبد الرزاق عبد الكريم، كلمة قصيرة أشار فيها إلى دور الجبوري في إصدار مجلة “كربلاء” التراثية.

وفي الختام، وقع نجل الراحل، تغلب الجبوري، نسخا من كتاب والده ووزعها على الحاضرين.

****************

خطاط عراقي يطوّر خطا عربيا برموز يابانية

بغداد – وكالات

طوّر الخطاط العراقي الشاب، طه دخان، خطا عربيا جديدا مستوحى من أسلوب الكتابة اليابانية، أطلق عليه تسمية “نيهو عربي”.

يقول دخان في حديث صحفي، إنه أراد أن يتميز بخط خاص به، فاختار الأسلوب الياباني في الكتابة، باعتباره أحد أشهر أساليب الكتابة التقليدية في العالم، فقرر أن يبتكر خطا جديدا مستنبطا من هذا الأسلوب، مضيفا أنه واجه صعوبات في البداية، لأنه لم يكن يمتلك مصادر كاملة ووافية حول بناء الخط الياباني أو الصيني، لكنه استمر في عملية البحث والدراسة، وتواصل مع فنانين يابانيين وصينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى نضجت فكرته.

وبحسب الخطاط الشاب، فإن قواعد الكتابة اليابانية تعتمد على نظامي المربع والمعين وحصر الكلمات والرموز داخل هذين الشكلين. أما الكتابة العربية فهي تعتمد على الخط العمودي والمستقيم والدائرة. لذلك قام بالمزج بين الطريقتين، وبناء حرف جديد يحمل النكهتين العربية والآسيوية - على حد تعبيره.

ولم تكن بداية دخان سهلة، فقد استمرت تجاربه مدة طويلة، حتى وضع قواعد ثابتة لخطه الجديد، يمكن تقليدها والكتابة على أساسها. وحين نشر أول أعماله الجديدة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المجلات، تفاعل الجمهور معه وأبدى إعجابه وتشجيعه – كما يؤكد – ما كان حافزا لاستمراره في مشواره هذا.

لكنه واجه أيضا شيئا من الرفض و”عدم الارتياح” من قبل بعض الخطاطين الذين استهجنوا الخط، واعتبروه مجرد “شخبطة” دخيلة على الخط العربي وتراثه.

وبالرغم من ذلك، بدأ “نيهو عربي” ينتشر عبر مواقع التواصل الناطقة باللغتين اليابانية والصينية.

ولم يقف طموح الخطاط الشاب عند هذا الحد، فهو لا يزال يواصل جهوده في تطوير أنواع جديدة من الخطوط العربية مقتبسة من خطوط تقليدية أخرى، كالمسماري والآرامي والعبري والهندي. وقد نشر أعمالا مشتقة من تلك الخطوط، خاصة بعد أن طوّر نوعين من الخطوط الآرامية - العربية الجديدة، أطلق عليهما “ناصوريا”