اخر الاخبار

الصفحة الاولى

بيان الحزب الشيوعي العراقي.. 14 تموز 1958 يوم لا ينسى وثورة شعب لا يمكن التنكر لها

صادق مجلس النواب يوم الأربعاء ( ٢٢-٥-٢٠٢٤) على قانون العطل الرسمية الذي تقدمت الحكومة بمشروعه. وجرت المصادقة في جلسة حضرها، وفقا للبيان الصادر عن الدائرة الإعلامية للمجلس،  ١٦٧ من مجموع الأعضاء البالغ٣٢٩ نائبا.

واذا كان ضروريا تحديد العطل الرسمية وتنظيمها، والتركيز خلال ذلك على المناسبات التي تهم الشعب العراقي واطيافه المتعددة وتعزز وحدته الوطنية،  فقد جاء مشروع القانون بصيغته التي قدمتها الحكومة متضمنا ثغرات جدية،  لم تتم معالجتها رغم اللقاءات مع الشخصيات السياسية والنيابية والمناشدات التي بادرت اليها وأطلقتها اطراف عدة،  بينها حزبنا الشيوعي العراقي.

وقد خلا القانون بصيغته المقرّة من أيّ اشارة الى أي يوم وطني عراقي،  ولا الى أيّ رمز او مَعلم وطني يذكّر بالوحدة الوطنية العراقية. ومن جانب آخر كان لافتا هذا الحضور الضئيل في جلسة التصويت،  والذي لم يتجاوز نصف النواب الا بواحد او اثنين، ما يؤشر حالة عدم توافق بشأن مشروع القانون،  الذي يفترض ان يحظى باجماع وطني او يقترب منه، وأن لا يكون محكوما بلحظة التوازنات السياسية الراهنة.

ومن ناحية ثالثة سبقت لنا الاشارة قبل التصويت على مشروع القانون،  الى انه لم يدرج ثورة ١٤ تموز ضمن قائمة الأعياد والعطلات الرسمية. والمؤسف ان مجلس النواب لم يعالج هذا النقص عند مناقشته القانون وإقراره.

اننا نرى في تجاهل هذا اليوم الوطني الكبير (14 تموز 1958) اجحافا شديدا في حق تاريخ العراق وشعبه:

  • فهذا اليوم هو يوم انبثاق الجمهورية العراقية وميلادها في اعقاب ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ المجيدة، والتي هي محطة كبرى وحدث بارز في تاريخ الدولة العراقية الحديثة. وفي حين ان الدستور العراقي النافذ يثبت كون العراق دولة جمهورية، نرى مجلس النواب يتجاهل ذكر يوم اعلان الجمهورية.
  • ان ثورة ١٤ تموز منحت العراق سيادته واستقلاله الوطنيين الكاملين، وخلصته من الاحلاف الاستعمارية، وأنهت وجود القواعد العسكرية الأجنبية في الحبانية والشعبية، وحررت بلادنا من قيود الإسترليني. أفليس انهاء الوجود العسكري الأجنبي هو ما تكاد اليوم تجمع عليه مختلف الاطياف السياسية، وتسعى الى تحقيقه، في انسجام مع الموقف المعلن للحكومة؟
  • لقد ظل يوم اندلاع ثورة الجيش والشعب يعتبر عطلة رسمية تقرها وتعلنها الحكومة سنويا. فلماذا تم الغاؤه الآن في المشروع الذي غدا قانونا ؟
  • ان ثورة ١٤ تموز، رغم كل ما واجهها من صعوبات وتحديات، وما رافقها من ثغرات ونواقص، شأن الاحداث والثورات الكبرى في العالم،  لا تزال منجزاتها الكبيرة شاخصة حتى اليوم،  تشهد على اصالتها ونبل أهدافها وصدق تعبيرها عن إرادة ملايين العراقيين الذين استقبلوها بفرح غامر شمل البلاد من شمالها الى جنوبها،  ومن غربها الى شرقها. وهي راسخة في وجدان وضمير ملايين العراقيين،  فلماذا يراد طمس ذكراها المجيدة وقوة مثالها الملهم؟
  • كما ينبغي أن لا ننسى جريمة اغتيال تلك الثورة في انقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 الذي قاده حزب البعث بدعم سافر من وكالة المخابرات الأمريكية،

ان هذا القانون المقر قفز على الواقع والحقائق التاريخية،  وتجاهل حتى ما سبق للحكومة العراقية ان تبنته من مشروع للعطلات الرسمية عام ٢٠٠٨،  والذي تضمن اعتبار ١٤ تموز عيدا وطنيا وعطلة رسمية.

لقد طمست الحكومة بمشروعها،  ومجلس النواب بالقانون الذي أقره،  حدثا تاريخيا مهما،  ومعلما وطنيا شامخا،  ورمزا للسيادة والاستقلال الوطنيين،  وارتكبا خطأ كبيرا تتوجب معالجته وتصحيحه عاجلا. فمثلما صوّت مجلس النواب على إضافة عطلة رسمية جديدة الى القانون بعد الانتهاء من التصويت عليه كاملا،  فان عليه ان يفعل الامر ذاته بالنسبة الى ١٤ تموز،  اليوم الكبير والحدث الأبرز في التاريخ المعاصر لبلادنا.

وسنواصل مع القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية وسائر أبناء شعبنا، وكل بنات وأبناء شعبنا،  الضغط والعمل بمختلف الاشكال الجماهيرية والقانونية والدستورية،  لتصحيح هذا الخطأ المجحف بحق ثورة ١٤ تموز الخالدة،  واعادة ادراجها ضمن العطلات الرسمية التي يقرها القانون، والاحتفاء بها وبرموزها الوطنية،  لتبقى معلما وطنيا كبيرا للتحرر والاستقلال والوحدة الوطنية ولضمان استقلال القرار الوطني العراقي،  ولتظل مثلا ملهما لتحقيق المنجزات الحقيقية للشعب،  لعماله وفلاحيه وكادحيه،  ومختلف فئاته واطيافه.

ان ذكرى ثورة ١٤ تموز باقية حية،  راسخة في وجدان الشعب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٣-٥-٢٠٢٤

*************************************************************************

الصفعات الدولية للصهاينة تتوالى.. والعدل الدولية تأمر بالوقف الفوري للعدوان على رفح

متابعة ـ طريق الشعب

أمرت محكمة العدل الدولية حكومة الاحتلال الإسرائيلية، امس الأول الجمعة، بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وانسحاب قواتها، استجابة للقضية التي رفعتها جنوب إفريقيا، واتهمت فيها الدولة العبرية بارتكاب إبادة جماعية.

منع الإبادة الجماعية

وذكر نص قرار المحكمة، أنه «وفقا لمعاهدة منع الإبادة الجماعية فإن أي عمل إضافي في رفح قد يؤدي إلى دمار جزئي أو كلي».

واعتبرت المحكمة، أن «الهجوم البري على رفح تطور خطير يزيد معاناة السكان»، مشيرة إلى أن «إسرائيل لم تفعل ما يكفي لضمان سلامة وأمن النازحين».

وقال رئيس محكمة العدل الدولية، القاضي نواف سلام: «يجب على إسرائيل أن توقف على الفور هجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح قد يلحق الضرر بالسكان الفلسطينيين في غزة ويؤدي إلى تدميرها المادي كليا أو جزئيا».

وأعلن سلام عن تصويت المحكمة لصالح إصدار أمر بفتح معبر رفح وضمان إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن عدد من القرارات الأخرى التي صوتت عليها المحكمة، وطلبت المحكمة من «إسرائيل» تقديم تقرير بعد شهر حول التزامها بتنفيذ أوامر «العدل الدولية».

ورحّب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بالقرار، وقال إن «الرئاسة ترحب بالقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية، وهو يمثل إجماعا دوليا على المطلب بوقف الحرب الشاملة على قطاع غزة».

منبوذ عالميا

وذكر تحليل لشبكة «سي أن أن» الأمريكية، أنه «لم يسبق أن تعرضت إسرائيل لمثل هذا الضغط الدولي المكثف والمستمر من جبهات متعددة بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين».

وقال التحليل، إنّ نتنياهو انضم هذا الأسبوع إلى صفوف زعماء العالم الذين يوصفون بالمنبوذين دوليا عندما أصبح هدفا للمحكمة الجنائية الدولية، التي يسعى المدعي العام فيها كريم خان إلى إصدار مذكرة اعتقال ضده وضد وزير دفاعه يوآف غالانت للاشتباه في ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

كما أنها أمرت أمس الأول الجمعة دولة الاحتلال بالوقف الفوري لعمليتها العسكرية المثيرة للجدل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلة إن الوضع الإنساني هناك كارثي ومن المتوقع أن يتفاقم أكثر.

***************************************************************

الموازنة الاستثمارية في جداول 2024 «غير عادلة»

بغداد ـ طريق الشعب

رغم ارتفاع قيمة الموازنة إلى 211 ترليون دينار، إلا أن تخصيصات المحافظات منها انخفضت بنسبة كبيرة، حيث وصل الانخفاض في بعض المحافظات إلى حوالي 80% مقارنة بالعام الماضي، وهو الأمر الذي لاقى اعتراضات كبيرة من قبل مختصين ونواب.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كشف في مؤتمر صحفي عقب جلسة مجلس الوزراء، الأحد الماضي، عن تفاصيل جداول الموازنة، مبينا ان «الجدول (أ) تضمن الإيرادات بمجمـوع (144.336) تريليون دينار، والجدول (ب) يخص النفقات المخططة الكلية بمجموع (210.936) تريليون دينار»، فيما «بلغ العجز المخطط للموازنة (63.599) تريليون دينار».

واشار الى ان «الجدول (ج) هو جدول القوى العاملة الممولة مركزياً، وبلغت (4.079906) موظف، وبلغت النفقات الحاكمة (10.042) تريليون دينار»، موضحا ان الموازنة الاستثمارية لعام 2024 بلغت «(54.298) تريليون دينار، وقد تصل إلى 55 تريليون دينار»، أما تخصيصات المحافظات لبرامج الحكومات المحلية بتخصيص استثماري فقد بلغت «(10.633) تريليون دينار في عام 2023، وموّلنا (3.333) ترليون، بناءً على الطلبات الأصولية من المحافظات».

*****************************************************************

راصد الطريق.. هل يشبعون.. ويكفّون؟

فيما يواجه معظم المحافظات أزمات متلاحقة، سواء في تجهيز البنزين، او بسبب اقتحام مجهولين مؤسسات حكومية والعبث بمستنداتها، او لجوء سكان العشوائيات المهددة «مساكنهم» بالإزالة للتظاهر احتجاجا، او بسبب قلة فرص العمل ومشاكل الكهرباء والماء وغيرها، يُقدم مجلس محافظة بغداد على خطوة مثيرة للاستغراب والاستهجان: اتخذ قرارا بتشكيل لجنة لتوزيع أراض سكني على أعضائه!

وإزاء الرفض والضغط الشعبيين اعلن أحد أعضاء اللجنة الانسحاب منها، قائلا ان اسمه أدرج دون علمه. وعبّرت أطراف داخل المجلس عن استنكارها للفعل، بعد أن عرفت شدة الرفض الشعبي لهذه الخطوة البائسة.

ان ما جرى يبيّن عمق المآزق التي تشهدها مجالس المحافظات، بل ومنظومة المتنفذين كلها، البعيدة كليا عن هموم المواطنين واحتياجاتهم، والمنشغلة بتأمين مصالح أعضائها والقريبين منهم عائليا او حزبيا او عشائريا .. الخ.

هكذا وبدلاً من معالجة أشكال المعاناة المتفاقمة للمواطنين، نراهم ينصرفون الى توزيع الأراضي وتقاسم المنافع مع «الأوْلى بالمعروف» من الاقربين.

هل يأتي يوم ينظر فيه المتنفذون عامة بمسؤولية إلى قضايا الناس ومطالبهم الملحة، فيهتمون بها قليلا ويكفّون عن اتخام انفسهم واعوانهم بالمكاسب والامتيازات غير المشروعة؟

ومتى يا تُرى؟!

**********************************************************

الصفحة الثانية

التخطيط: التعداد العام في تشرين الثاني المقبل

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة التخطيط إجراء التعداد العام في جميع المحافظات بما فيها إقليم كوردستان، خلال تشرين الثاني المقبل.

وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهندواي، إن الوزارة ستجري التعداد العام في عموم المحافظات العراقية في 20 تشرين الأول القادم، مضيفاً ان محافظات إقليم كردستان مشمولة أيضاً.

وذكر الهنداوي، أن التعداد يحوي سؤالاً عن ديانة المواطنين، لكنه لا يسأل عن القومية.

وأضاف، أنّ وزارة التخطيط اختارت خلال أيار الجاري، منطقة ريفية وأخرى حضرية في كل محافظة لاختبار عملية التعداد السكاني، وذلك بغية تحديد التحديات والمشاكل التي قد تواجه العملية، والعمل لحلها الآن.

وتابع، أن التعداد له فوائد وأهداف عديدة، أهمها الحصول على قاعدة بيانات تنموية دقيقة يتم من خلالها تحقيق التوزيع العادل للثروات.

وكان الهنداوي قال في وقت سابق: إن عدد من سينفذون التعداد العام للسكان سيتراوح بين 120 – 130 ألف عداد، و”هم من المعلمين والمدرسين في كل محافظات العراق الذين سيفرّغون بالكامل من قبل وزارة التربية للتعداد العام وسيتم تدريبهم خلال العطلة الصيفية”.

 وأجري التعداد العام للسكان في العراق أعوام 1927 و1934 و1947 و1957 و1965 و1977، ولم يشمل الأخير محافظات إقليم كوردستان.

************************************************************

ابودشير تشكو الإهمال.. وسهل نينوى يستغيث من «جهات مسلحة» .. من الموصل الى البصرة أزمة السكن تدفع المواطنين للاحتجاج

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، فيما تركزت مطالبها خلال الأيام الثلاثة الماضية حول توفير الخدمات والبدائل قبل إزالة المنازل المتجاوزة وإصدار سندات الطابو للقطع الموزعة على الموظفين وكف أيدي الجماعات المسلحة عن أراضي المواطنين.

ابودشير والبلديات

ونظمت حشود من المواطنين من أهالي منطقة أبو دشير الثانية، جنوب بغداد، تظاهرة أمام امانة بغداد، مطالبين بالخدمات من ماء وكهرباء ومجاري وتبليط.

واحتشد أهالي المنطقة من شيب وشباب وأطفال ونساء.

ومن المفارقات ان احد المتظاهرين هو وابنه وحفيده، قال انه اشترى قطعة ارض منذ ان وزعت عام 2000 على ضباط ومراتب الجيش العراقي حينها، وبعد 24 عامًا، لا يوجد لديه أمل سوى ان يستفيد منها حفيده، لأن حتى ابنه اصبح كبيرا في العمر، ولم يستطع السكن بالمنطقة، والحصول على الخدمات.

وحمل أهالي المنطقة لافتات تذكّر حكومة السوداني بالشعار الذي الزمت بها نفسها والمتمثل بـ»حكومة الخدمات»، حيث قالوا انهم لم يروا الخدمات منذ 25 عامًا، وبعد مرور عامين على حكومة الخدمات، لم يحصلوا سوى على الوعود من أمانة بغداد، بالرغم من اكتمال مخططات وتصاميم الأراضي.

وقال اهالي المنطقة، ان قطع أراضيهم طابو صرف، ومهملة منذ ربع قرن، فيما يتسارع المسؤولون والجهات الحكومية وأمانة بغداد لخدمة المناطق الزراعية والتجاوز، بالرغم من ان اراضيهم ضمن حدود امانة بغداد وتابعة لقاطع بلدية الرشيد وتقع خلف مناطق السيدية والتراث، ويدفعون كامل الرسوم والضرائب عند بيع وشراء القطع من قبل المواطنين.

وخرج أهالي منطقة البلديات، شرقي بغداد، في احتجاجات ليلة أمس الاول الجمعة، مطالبين بعدم هدم دورهم المتجاوزة.

الاحتجاجات كانت لأهالي نحو 500 منزل في منطقة مخازن الأسمنت في حي البلديات، القريب من مدينة الصدر.

وطالب المحتجون بإيقاف عملية هدم منازلهم المتجاوزة، والتي تم تخصيص أراضيها لبناء مجمع تابع لموظفي وزارة الصناعة، عبر أحد المستثمرين.

كف أيدي المسلحين

ونظم موظفو وزارة العدل (الدوائر العدلية) في البصرة وقفة احتجاجية امام الكباسي الصغير في قضاء شط العرب، مطالبين الجهات المختصة بإيجاد حل لمشكلتهم المتمثلة بإصدار سندات الطابو لقطع الاراضي المخصصة لهم منذ عام 2016 وبشكل رسمي وقانوني وبموافقة بلدية شط العرب.

وأوضحوا، ان بلدية شط العرب وقسم الاملاك  يماطلان حتى الان وبالرغم من وجود قرارات قضائية واوامر من المحافظ وسندات أصولية من دائرة تسجيل البصرة وبعدد 825 قطعة ارض في المقاطعة 106 في منطقة الكباسي الصغير.

فيما نظم العشرات من سكان مناطق جنوب شرق الموصل، وقفة احتجاج على منعهم من البناء من قبل جهات متنفذة «مسلحة».

وأشار مراسل «طريق الشعب»، الى ان العشرات من أهالي مناطق جليوخان وقزه فخرة (جنوب شرق الموصل)، نظموا وقفة احتجاجية امام مبنى محافظة نينوى، مطالبين بحقوقهم بالبناء على اراضيهم.

واضاف، ان أغلب المحتجين من عوائل الشهداء والمصابين ممن تسلموا قطع أراض من الدولة منذ أكثر من عشر سنوات لكنهم يواجهون بمنعهم من البناء من قبل جهات مسلحة.

ازمة البنزين

ومنذ يومين تشهد بعض المحافظات أزمة بنزين خانقة، حيث تمتد طوابير السيارات لمسافات طويلة، أملاً في الحصول على الوقود، بسبب إضراب العاملين في شركات نقل المشتقات النفطية، من البصرة وحتى محافظات الوسط، احتجاجاً على الروتين الذي يعانونه في نقل الوقود، وسوء تعامل السيطرات معهم، بالإضافة إلى اعمال الصيانة الجارية في مصفى كربلاء.

*****************************************************************

ردود فعل غاضبة على محاولات النيل من ثورة 14 تموز المجيدة

بغداد ـ طيق الشعب

تتواصل ردود الفعل الغاضبة على تصويت مجلس النواب العراقي على قانون العطل الرسمية، من دون ان توضع ذكرى ثورة 14 تموز 1958 المجيدة، ضمن أيام العطل.

المجلس العراقي للسلم والتضامن استغرب في بيان حصلت عليه “طريق الشعب”، من لجوء مجلس الوزراء الى رفع يوم ثورة (14 تموز 1958) يوم إعلان تأسيس الجمهورية العراقية، من قائمة الأعياد الرسمية، كما كان الحال عليه في مشروع قانون العطلات الرسمية الذي قدمته الحكومة عام ۲۰۰۸، مستهينة بمشاعر عشرات ملايين العراقيين من ابناء الشعب بمختلف انتماءاته القومية والدينية وفئاته وشرائحه الاجتماعية وقواه ومنظماته السياسية الوطنية والديمقراطية والقومية التقدمية الذين واصلوا الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية واليوم المجيد في التاريخ المعاصر لشعبنا على مدى أكثر من ستة عقود.

وقال البيان، إنّ هذه الخطوة الغريبة جاءت على خلفية حنين أصحابها للنظام الملكي الذي أنهته ثورة ١٤ تموز، بعد أن واصل هذا النظام عملية ارتهان مصالح العراق ومستقبله وإرادة شعبه بإرادة التاج البريطاني الاستعماري المحتل لقرابة أربعة عقود.

وأشار إلى ان هذا الإجراء المرفوض شعبيا يعبر عن حساسية أصحابه من كلمة “الجمهورية” ورغبتهم في محوها من ذاكرة العراقيين وتاريخهم النضالي المشرق والاستهانة بوحدة البلاد ودستورها، الذي تؤكد المادة الأولى منه أن (جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي برلماني ديمقراطي. وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق).

وبيّن، أن 79 في المائة من الناخبين العراقيين صوتوا بنعم على دستور العراق الحالي الذي يؤكد “جمهورية نظام الحكم” وعليه نستطيع ان نعرف حجم التحدي والاستفزاز لمشاعر العراقيين، الذي يحمله القانون، ومخاطر الطريق الضال والشائك الذي تريد جهات وشخصيات سياسية مهيمنة دفع العراق إليه.

واكد البيان، ان ثورة 14 تموز التحررية تذكر باستمرار بذلك الوهج الذي اخرج ملايين العراقيين تأييدا لها، ولم يخب ظنهم؛ فمنجزاتها لا يمكن طمسها بقرارات فوقية آنية لا تحتكم الى المسار التاريخي لثورة حررت العراق من الاحلاف العدوانية، وأجْلت القوات الأجنبية، وحررت أمواله من هيمنة الإسترليني وأراضيه من سطوة الشركات النفطية، منوها الى انه لا يمكن لأبناء شعبنا نسيان ذلك اليوم الذي شعروا لأول مرة فيه بالمساواة وحق الشراكة بين العرب والكرد كما ثبته الدستور المؤقت، ولا يمكن نسيان المنجزات الاقتصادية والقرارات لصالح الفقراء وتحرير الفلاحين وبناء المدن والمدارس والمستشفيات، كما لا يمكن نسيان الانتقالة الكبرى نحو المدنية والاعتراف بالحقوق الإنسانية للمرأة وإطلاق الحريات العامة.

ودعا المجلس ممثلي جميع المنظمات والجمعيات المهنية والنقابية والإعلامية والثقافية، التي عاشت أعراس وأعياد تأسيسها وانطلاقتها الجماهيرية العلنية وتمتعت بنسائم الحرية لأول مرة غداة ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨، من أجل التحرك في أنشطة متنوعة ورفع الصوت عالياً لإيقاف ورفض التوجهات التي تستهدف النيل من النضال الوطني لشعبنا، وتزوير هباته وثوراته ومحطاته الوطنية المضيئة وتاريخه الناصع.

التنكر لتاريخنا النظيف

من جانبها، أكدت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين ان احتفالات العراقيين في 14 تموز من كل عام، ما هو إلا تمسك بتاريخهم الناصع والنظيف الذي يرفض الخنوع والإذلال، ويتطلع إلى الحرية والرفاهية كغيره من شعوب الأرض التي تعيش في ظل قوانين تحترم وتحمي الإنسان وحقوقه.

وأشارت الرابط في بيان حصلت عليه “طريق الشعب”، إلى أنه في كل عام يستذكر الشعب العراقي ثورة الرابع عشر من تموز بفخر واعتزاز وأمل في المستقبل، فهذه الثورة التي حررته من النظام الرجعي التابع للاستعمار البريطاني، والخاضع للأحلاف العسكرية الأجنبية، ومن النظام الإقطاعي الذي يشبه نظام العبودية في تعامله مع طبقة الفلاحين والمزارعين، وكذلك من التمييز العرقي بين قوميات العراق المتآخية، راسخة في ضميره وحاضرة في وجدانه.

وأضاف البيان، أن احتفالات العراقيين في 14 تموز من كل عام، ما هي إلا تمسّك بتاريخهم الناصع والنظيف الذي يرفض الخنوع والإذلال، ويتطلع إلى الحرية والرفاهية كغيره من شعوب الأرض التي تعيش في ظل قوانين، تحترم وتحمي الإنسان وحقوقه.

ونوه إلى ان ثورة الرابع عشر من تموز وخلال أربع سنوات، حققت الكثير من المنجزات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المهمة والتي ما لم تستطع ان تحققها قوى المحاصصة والفساد خلال 21 عاما من حكمها للعراق. وبيّنت، أن محاولة طمس وتغييب يوم 14 تموز من قبل القوى المتنفذة والمتحاصصة، حيث صوّت البرلمان العراقي قبل أيام على تعديل قانون العطل الرسمية والذي لا يتضمن عطلة 14 تموز، ما هو إلا تغييب لتاريخ الشعب العراقي في كفاحه المتواصل ضد الاستغلال والاستبداد والتبعية، وعدم احترام للمنجزات الهائلة التي حققتها الثورة للطبقات الفقيرة التي كانت تعاني من استغلالها وسرقة قوتها اليومي. وأكدت، انه ليس غريبا ان تتخذ المنظومة الحاكمة مثل هذا القرار الذي لا ينصف التاريخ العراقي النزيه، فقد عودتنا على الانتكاسات والتراجعات والتنكر لكل ما هو مضيء في حياة العراقيين منذ عام 2003 وحتى الان.

******************************************************************

اعتذار وتصويب

تعتذر “طريق الشعب” لقرائها الكرام عن خطأ في نص الفقرة الثانية من تصريح السياسي زهير ضياء الدين، الوارد ضمن تقريرها الرئيسي على الصفحة الاولى لعدد الخميس الماضي، وترجوهم قراءة الفقرة كما يلي:

إنّ “الثورة كانت من ثمار جبهة الاتحاد الوطني التي قامت عام 1957 والتي ضمت مختلف القوى الوطنية، وكان من ضمنها الحزب الشيوعي العراقي، ومن خلال الضباط الاحرار استطاعت هذه الثورة المجيدة ان تحقق أهدافها”.

*******************************************************************

اضاءة.. أين اليوم من سبقوكم في السعي لتكميم الافواه؟

محمد عبد الرحمن

لم تعد هناك حاجة الى ابراز دليل او برهان عند القول ان هناك مساعٍ لا تكف لخنق الحريات وتقليص هامش الديمقراطية وتأطير حياة الناس وتنميطها، على وفق رغبات وتوجهات المتنفذين وبمختلف الاشكال والإجراءات.

ولا نريد الرجوع الى ما تعرض له المعارضون والمنتفضون والناشطون منذ شباط ٢٠١١ ، مرورا بانتفاضة الشعب الكبرى في تشرين الأول ٢٠١٩ ، حيث اشتغل  كاتم الصوت لازهاق أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى ان لهم رأيا فيما يجري ويحصل ، ومن منطلق الحرص الوطني على بلدهم ومصلحة شعبهم وتوقهم الى رؤيته كريما مكرما ، وليس محطما  بادوات القهر والاستبداد والفساد والمحاصصة. فكان ان سقط مئات الشهداء والمصابين والمغيبين ضحايا لوقوفهم مع شعبهم ، ولأنهم رفعوا شعار “نريد وطن”.

وفي اثناء الانتفاضة الباسلة ، وقبلها وفي تقليد سيء لما كان يرتكب سابقا ، جرى انتزاع “براءات” ممن اعتقلوا او اوقفوا ، وفقا لطريقة رأس القمع البوليسي في العهد الملكي بهجت العطية ومن سبقه ولحقه في الممارسة الإرهابية ذاتها ، فاجبر العديد من الناشطين وأصحاب الرأي ، الذين سلموا من التصفيات الجسدية ، على توقيع تعهدات خطية بان لا يعودوا ثانية الى التظاهر او دعم المتظاهرين باي شكل .

و”على هالرنة طحينج ناعم” يجري التفنن في المضايقة والملاحقة وفرض الرأي الواحد ، والويل والثبور لمن لا ينصاع .

واستنساخا لتجارب أنظمة قمعية سابقة ابتلى بها العراق وشعبه ، جرى ويجري التركيز على منظومة التربية والتعليم وعلى العاملين فيها. وليس في هذا ايضا افتراء على احد ، فالبراهين  حدث ولا حرج ، وآخرها  الكتاب الصادر عن وزارة التربية والمعمم من مديرياتها في المحافظات، والذي يقدم الدليل القاطع على ما نقول.

هذا الكتاب الصادر عن الدائرة القانونية في الوزارة يلزم العاملين في القطاع “عدم النشر في مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تهجم وانتقاد الى شخصيات سياسية .. كونها ظاهرة غير أخلاقية وحضارية. وبخلافه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الموظف المخالف حال ثبوت قيامه بالنشر والتشهير، والزام كافة الكوادر التربوية والتدريسية بالتوقيع على تعهد خطي بعدم نشر مثل تلك الأمور غير التربوية “. هذا أيضا ما تضمنته استمارة “التعهد الشخصي” الذي “ابتدعته” بعض المديريات.

لا يظننّ احد ان هذا كتاب مستل من أرشيف وزارة التربية أيام الحكم الدكتاتوري او العهد الملكي السعيدي وما شاكل ، فهو طازج صادر في ١٦ايار الحالي. فهل يحتاج نصه المكارثي الى تعليق؟ وكم من مادة دستورية نسفها هذا الاعمام الذي يعكس ضيقا بالرأي الاخر المختلف؟ واذا كان التشهير العمد بهدف التسقيط مرفوض من حيث المبدأ، فلماذا هذا الخوف النقد البناء الهادف الى التصحيح والتقويم؟

من المؤكد ان مثل هذه الممارسات وما سبقها في مجالات عدة ، يشكل مصادرة لحرية الرأي والتعبير ولحرية الضمير والعقيدة والفكر والاجتهاد. انها مساع محمومة للتغطية على  النواقص الفاحشة وحماية المسؤول عنها ومن يقف وراءها، ولاسكات أي صوت وقمع أي موقف يدعو الى  الإصلاح والتغيير وفتح آفاق جديدة يستحقها شعبنا ووطننا.

ان على أصحاب هذه الممارسات اللاديمقراطية ومن يحركهم ويدعمهم ، ان يتمعنوا مليا في مصائر من سبقوهم على هذا الطريق ، وأين انتهوا اليوم. وعليهم ان يتذكروا دوما ان “دوام الحال من المحال” ، وانها لو “بقيت لغيركم لما وصلت اليكم” !

*************************************************************

الصفحة الثالثة

الحكومة تخفّض تخصيصات المحافظات بنسبة كبيرة.. والبرلمان يسأل: لماذا؟.. اقتصاديون: الموازنة الاستثمارية في جداول 2024 «غير عادلة».. والمديونية والعجز تحدٍ كبير للحكومة

بغداد ـ طريق الشعب

رغم ارتفاع قيمة الموازنة إلى 211 ترليون دينار، انخفضت تخصيصات المحافظات منها بنسبة كبيرة، حيث وصل الانخفاض في بعض المحافظات إلى حوالي 80% مقارنة بالعام الماضي، وهو الأمر الذي لاقى اعتراضات كبيرة من قبل مختصين ونواب.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كشف في مؤتمر صحفي عقب جلسة مجلس الوزراء، الأحد الماضي، عن تفاصيل جداول الموازنة، مبينا ان «الجدول (أ) تضمن الإيرادات بمجمـوع (144.336) تريليون دينار، والجدول (ب) يخص النفقات المخططة الكلية بمجموع (210.936) تريليون دينار»، فيما «بلغ العجز المخطط للموازنة (63.599) تريليون دينار».

واشار الى ان «الجدول (ج) هو جدول القوى العاملة الممولة مركزياً، وبلغت (4.079906) موظف، وبلغت النفقات الحاكمة (10.042) تريليون دينار»، موضحا ان الموازنة الاستثمارية لعام 2024 بلغت «(54.298) تريليون دينار، وقد تصل إلى 55 تريليون دينار»، أما تخصيصات المحافظات لبرامج الحكومات المحلية بتخصيص استثماري فقد بلغت «(10.633) تريليون دينار في عام 2023، وموّلنا (3.333) ترليون، بناءً على الطلبات الأصولية من المحافظات».

وذكر انه بقي تحت تصرف حكومات المحافظات من التخصيص (7.333) تريليون دينار في حساب أمانات، في حين جرى تخصيص ما يقرب من (8) تريليون دينار للمشاريع المستمرة، بضمنها تخصيصات في 2024.

ونبه الى ان الزيادة في تسديد المديونية وصلت الى «حدود 3.9 تريليون دينار، في عام 2023، كان تسديد المديونية 12.751، وفي عام 2024، سددنا 16.725 تريليون».

قلة تخصيصات المحافظات

وتعقيبا على ذلك، قال عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى الكرعاوي: أن «إحدى المشاكل التي تم تثبيتها في اجتماع اللجنة المالية النيابية الأخير هي قلة التخصيصات المالية للمحافظات»، مبينا أن «قلة التخصيص ستخلق مشكلة في موضوع إنجاز المشاريع، ففي حال عدم قدرة المحافظات على تغطية نفقات المشاريع المستمرة، فإنها بالتأكيد ستتوقف».

وأضاف الكرعاوي في تصريح صحفي، أن لجنته «أرسلت بيان استفسار إلى وزارة التخطيط من أجل تبيان تخفيض الأموال المخصصة لبعض المحافظات إلى 80% عن تخصيصات العام الماضي».

وحول موضوع ارتفاع فاتورة الرواتب في الموازنة، أشار الكرعاوي إلى أن «المشكلة متراكمة في الموازنة الاتحادية، والسبب في ذلك هو استمرار سياسة التوظيف وعدم إيجاد حلول خارج القطاع العام وتنشيط القطاع الخاص والاستثماري»، مؤكدا أن «اللجنة المالية ستستضيف الجهات المعنية في الحكومة خلال اليومين القادمين من أجل الاستيضاح عن خططهم في دعم القطاع الخاص وموضوع توفير الإيرادات غير النفطية بهدف تقليل الضغط على الموازنة التشغيلية وتوفير فرص عمل».

لا توجد سيولة مالية

بدوره، أوضح النائب مصطفى سند أن مسألة التصويت على جداول الموازنة، سواء أن تحقق أم لا، لا تعني إيقاف العمل بها، حيث أن الموازنة الثلاثية جاءت لمعالجة مشاكل الموازنات السنوية.

وقال سند في مقطع صوتي: إن الموازنة الثلاثية هي عبارة عن جداول تتم المصادقة عليها ولا يوجد مبرر لإيقاف الصرف، ولدينا معلومة بعدم وجود السيولة اللازمة، حيث موازنة 2023 كانت بحدود 206 ترليون دينار، في حين الإيرادات 140 تريليونا.

وأضاف، أن الحاجة الفعلية هي 17 تريليون للشهر الواحد، في حين أن الإيرادات النفطية 9 تريليونات ونفقات التراخيص، بالإضافة إلى إيرادات الضريبة والكمارك وخارج حسابات نفط الإقليم، يكون المجموع بحدود 10 تريليونات.

وأكد أنه من هذا المنطلق فإن التصويت من عدمه لن يجدي نفعا لوجود عجز في الموازنة، مضيفا أن «موازنة 2023 تم التصويت عليها ولم يكن هنا تمويل، وأن بعض المحافظات والوزارات موّلت بنسبة 30% من استحقاقاتها، ولا توجد موازنة تشغيلية.

الموازنة الاستثمارية غير عادلة

من جانبه، عدّ المحلل الاقتصادي نبيل المرسومي أن هناك توزيعا غير عادل للموازنة الاستثمارية في موازنة عام 2024. فمحافظة المثنى، التي تعتبر الأكثر فقرا في العراق، حصلت على أدنى تخصيصات استثمارية بحوالي 54 مليار دينار فقط، أي ما يعادل 42 مليون دولار أمريكي، تليها محافظة النجف بـ 62 مليار دينار، ثم محافظة كربلاء بـ 63 مليار دينار.

وأشار المرسومي إلى أن هذا التوزيع غير العادل يتناقض مع حقيقة أن النفط ملك للشعب العراقي، مما يستوجب توزيعًا عادلًا للموارد على جميع المحافظات.

العجز.. تحدٍ خطير

فيما اعتبر الخبير في الشأن الاقتصادي نوار السعدي، ان العجز المالي المتوقع يمثل تحدياً خطيراً لاستدامة الدين العام.

وقال السعدي، إن «الاستقرار الاقتصادي والمالي يرتكز على وضوح وتوجيه النفقات والإيرادات الحكومية»، لافتا الى ان «تأخير الموازنة يمكن أن يؤدي إلى تعثر التخصيصات المالية للمشاريع الاستثمارية والخدمية، ما يعرض استمرارية التنمية الاقتصادية للتوقف».

وأضاف ان «التوقعات بشأن زيادة العجز المالي المقدر وارتفاع النفقات العامة الفعلية مقابل انخفاض الإيرادات يعكس تحديات كبيرة في إدارة السياسات المالية والاقتصادية».

ولفت السعدي الى أن «زيادة متطلبات الرواتب وتذبذب بنود الموازنة بسبب أسعار النفط والطابع الريعي للاقتصاد يجسدان تحديات إضافية تعكس تحديات هيكلية وهي تحديات معقدة تتطلب تدابير عاجلة وفعالة».

وأكد الخبير في الشأن المالي والاقتصادي انه «من الضروري أن تكون الموازنة العامة مرنة وتتيح التعديلات اللازمة لمواجهة التحديات المتغيرة في البيئة الاقتصادية، ويجب على الحكومة العمل بجدية على تحسين إدارة الموارد والحد من الهدر والفساد المالي والإداري».

***************************************************************

عين على الأحداث

ندري بيها!

قيّمت حرية التعبير في العراق بأنها مقيدة للغاية في تقرير دولي أصدرته مجموعة Article 19 المعنية بالحريات، واستخدمت فيه 25 مؤشراً، صُنفت على ضوئها 161 دولة في فئات خمس (حرة، أقل تقييداً، مقيدة، مقيدة للغاية، تعيش أزمة). وتضمنت مؤشرات التقييم، القدرة على التعبير عن الرأي والوصول إلى وسائل الإعلام الحرة والمشاركة في انتخابات نزيهة. العراقيون الذين يعيشون ويعرفون الواقع قبل أن يقيّمه لهم الأخرون، يدركون بأن لا ديمقراطية حقيقية في ظل منظومة المحاصصة وتفشي الفساد وانفلات السلاح وضعف الدولة والعمليات الانتخابية القاصرة، ويحذرون من محاولات قوننة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل سلطات مشكوك بشرعيتها.

ليش احنه عايزين تلوث؟

قدمت منظمات غير حكومية من تسع دول، شكوى جنائية ضد شركة النفط الفرنسية “توتال إنرجي” بتهمة تعريض حياة الآخرين للخطر عمداً، والقتل غير العمد، وإهمال معالجة كارثة تغير المناخ وإلحاق الضرر بالتنوع البيولوجي. هذا وأثار الخبر قلق العراقيين بعد أن كانت الشركة المذكورة قد فازت بعقد في بلادنا بقيمة 27 مليار دولار، يتضمن 4 مشاريع متمثلة برفع انتاج النفط في حقل ارطاوي وإيقاف حرق الغاز واستثماره بكمية 600 مقمق يوميًا، فضلا عن تحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، لأن لا أحد يعرف ما إذا كانت هناك اشتراطات في العقد، تمنع تخريب بيئتنا.

منو يحميهم؟!

اتهمت لجنة النزاهة النيابية، شركة “بزنس انتل” الكندية المعنية بحماية مطار بغداد الدولي، بالقيام بعمليات مشبوهة وعدم دفع رواتب موظفيها لثلاثة أشهر متتالية، فيما وردت أنباء عن قيام الشرطة باعتقال المفوض السابق للشركة في بغداد بتهمة اختلاس 8 ملايين دولار من الشركة، وأظهرت وثائق داخلية وخارجية للشركة تورط بعض الجهات المسؤولة عن الملاحة وإدارة المطارات بهذا الفساد. هذا وفي الوقت الذي تثير هذه الأخبار سخط العراقيين من بلوغ الفساد مستوى الاستهتار بحياة الناس وأمن البلاد، تساءلوا عن سبب عدم قيام مجلس النواب بفضح الفاسدين وإحالتهم للقضاء، تنفيذاً لمهمته الرقابية، بدل النواح في وسائل الاعلام.

خو ما رجعت حليمة؟

كشف محامون وحقوقيون لقناة بي بي سي الإخبارية، عن تعرض السجناء والمعتقلين لممارسات تعذيب نفسي مروعة كالإيحاء بالقتل والحبس الانفرادي والابتزاز وإجبار السجين على تعذيب شخص آخر أو إجباره على مشاهدة اعتداء جنسي أو حرمانه من النوم، وذلك لانتزاع الاعترافات بالقوة منه. هذا وفيما تعيد هذه الممارسات إلى الأذهان ما كان يجري في زمن الطاغية المقبور، يدينها الناس بأقوى العبارات لكونها ممارسات مخالفة للدستور والقانون وللقيم الانسانية والدينية والاجتماعية، مطالبين الحكومة بتفعيل القوانين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وفضحهم للرأي العام وتحسين أوضاع السجون وضمان تطبيق العدالة، وبالتساوي على الجميع.

هيه وين الكهرباء؟

كشفت الاحصائيات الدولية عن بلوغ استهلاك العراق 52 تيراواط كهرباء في الساعة سنويًا، وهي كمية متدنية قياساً بعدد السكان، حيث لم تتجاوز 1.2 ميغاواط ساعة للفرد، مقابل 1.5، 2.4، 2.5، 11.0، 13.5 ميغاواط ساعة للفرد في الأردن وتركيا وإيران والسعودية والكويت على التوالي. هذا وفي الوقت الذي تقترب فيه أشهر الصيف القاسية وتتدهور ساعات التجهيز بالطاقة ويرفع أصحاب المولدات من أسعار الأمبيرات، لاسيما بعد فشل الحكومة في فرض تسعيرتها، يكتشف الناس بأن إنفاقنا على الطاقة فاق إنفاق الجيران، دون أن نتمكن مثلهم من العيش في رفاهية، بسبب تحكم المتنفذين اللصوص فينا.

***********************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

بغداد – أنقرة..  نقاط الاتفاق وصعاب الخلاف

حول مستقبل العلاقات العراقية التركية، نشر موقع (اتالاير) دراسة للكاتبة ناتاليا مادينا، أشارت فيها إلى أن بغداد وأنقرة، قد قررتا وبعد سنوات من التوتر الشديد، التعاون في تحقيق المصالح ومواجهة التحديات، عبر شراكة اقتصادية واسعة، رغم اختلافهما الحاد حول قضية تقاسم المياه.

زيارة متعددة الأبعاد

وأعربت الكاتبة عن اعتقادها بإن التواصل بين أنقرة وبغداد تجاوز قضية المياه، فقد وقع ممثلو الجانبين على حزمة من الاتفاقيات المتعلقة بالطاقة والاقتصاد والأمن، حيث تمتعت الأخيرة بأهمية خاصة، بسبب المنظمات المسلحة التي يُعتقد بأنها تهدد أمن البلدين. وأشارت إلى الكلمات التي تبادلها الجانبان، حيث صرح رئيس الحكومة العراقية بأن بغداد لا تسمح لأي قوة باستخدام أراضيها كقاعدة انطلاق ضد دول الجوار كما لا تسمح بأي انتهاك لسيادتها، فيما أعلن الرئيس التركي عن إنشاء لجان مشتركة دائمية لتأمين المستلزمات الفنية في إطار الحرب ضد الإرهاب.

وبعد أن استعرضت الكاتبة ما مرت به العلاقات النفطية بين البلدين في السنوات الأخيرة، ذكّرت بسعي بغداد لإعادة تأهيل خط أنابيب كركوك - جيهان، الذي كان يضخ في السابق 50 في المائة من الإمدادات العالمية، ليضخ حوالي 350 ألف برميل من النفط يومياً إلى تركيا، وهو أمر لا تدعمه شركات النفط ولا حكومة إقليم كردستان، التي تعتمد بشكل شبه كامل على عائدات النفط من اتفاقيات تقاسم الإنتاج مع الشركات الأجنبية. 

وأكدت الكاتبة على أن زيارة أردوغان إلى بغداد أعطت زخما قويا للخطة الخاصة بطريق التنمية، والذي ستشترك فيه إلى جانب البلدين، كل من الإمارات وقطر، والذي يمكن أن يشكل مشروعاً منافساً لخط الملاحة الدولي عبر قناة السويس، معربة عن اعتقادها بأن الزيارة جعلت الخطة تسير بسلاسة.

المشكلة الأصعب

وذكرت الكاتبة بأن زيارة الرئيس التركي الأخيرة لبغداد كانت ستعّد بمثابة ميلاد مرحلة جديدة في العلاقات التركية العراقية، خاصة بعد أن أسفرت عن التوقيع على معاهدات أمنية وطاقية واقتصادية بين البلدين، وخلقت أجواءً بدت ايجابية لحل الخلافات حول نقص المياه في العراق. غير إن الاكتفاء باتفاق ضعيف يقضي بتشكيل لجان ثنائية لمعالجة هذا النقص، خيّب آمال المراقبين، ولاسيما الطرف العراقي، وكشف عن عدم استعداد اردوغان لاقتراح حلول مادية لأزمة المياه، في الوقت الحالي على الأقل.

واشارت الكاتبة إلى أن أزمة المياه لم تكن موجودة في الماضي، بل كانت البلاد تفتخر بوفرة المياه، إلى الحد الذي لم تكن مضطرة معه إلى استخدام طرق الري الحديثة، وهو ما راحت تتذرع به الحكومة التركية في بعض الأحيان، لإلقاء اللوم في مشكلة الجفاف على الاستخدام غير الأمثل للموارد المائية في العراق، وكذلك لعرض خدمات شركاتها الوطنية، التي تدّعي بأنها ذات تقنيات وخبرات وكوادر، قادرة على المساهمة في إنقاذ العراق من الأزمة.

واوضحت الكاتبة بأن مشكلة الجفاف هي بالدرجة الأولى قضية وطنية، باتت تمثل أولوية قصوى بعد معاناة السنوات الأخيرة وعواقبها الوخيمة، وهو ما دفع بوزارة الموارد المائية لإتخاذ خطوات مهمة للحد من الكارثة كتنظيم تدفق المياه وتبطين الأنهار والجداول وإنشاء أنظمة الري الحديثة وترشيد الاستهلاك. وأضافت بأن الأمر قد يتحول أيضاً لقضية دولية، فهناك الكثيرون، غير العراق، ممن يقلقون من المشكلة المتمثلة بمعاناة 40 مليون انسان من آثار الجفاف، جراء بناء تركيا للسدود على نهري دجلة والفرات، واستغلال إيران المكثف للأنهار الرافدة التي تربط الأراضي الإيرانية بالأراضي العراقية، وهو أمر يمكن أن يحسّن من الموقف التفاوضي للعراق.

*********************************************************************

الصفحة الرابعة

التحرش في العراق: قصص صامتة وقانون ضعيف ومجتمع لا يرحم

بغداد – تبارك عبد المجيد

ظلت غالبية قصص التحرش حبيسة صدور ضحاياها، التي تدرك أن كشفها قد يضعها في خانة الإدانة، في ظل عادات وتقاليد مجتمعية لا ترحم النساء.

وطبقا لمراقبين، فان القانون العراقي لم يضع نصوصا خاصة بحالات التحرش بشكل واضح وصريح، الأمر الذي يجعل تلك الظاهرة تتفاقم في الواقع وفي مواقع التواصل الاجتماعي.

العلاج النفسي

وتستغرب العديد من الفتيات عند تصفحهن مواقع التواصل الاجتماعي وجود رسائل وصور تخل بالآداب العامة من أشخاص مجهولين او قد يكونون معروفين.

تقول الباحثة النفسية إيناس هادي، لـ «طريق الشعب»: إن «اغلب حالات التحرش انتقلت الى مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لا تزال موجودة في الشارع، وأماكن العمل والدراسة»، معتبرة أن «آثار التحرش التي تترك على الفتيات سواء ما كان منها بالقول أو الفعل يصعب ان تزول، وتحديدا تلك الأفعال التي تنتج من الأهل والأقارب».

وتضيف، أن «الفتيات عادة ما يتخوفن من البوح أو الحديث عند تعرضهن للتحرش، بسبب الخوف من ردود الفعل»، مردفة انه «خلال الفترات الأخيرة شهدنا خروج العديد من الفتيات عن الصمت؛ حيث أصبحن يقدمن الشكاوى، ويلجأن إلى الطب النفسي. كما يقاومن ويوبخن بقوة من يتعرض لهن في الأماكن العامة وحتى الخاصة».

وتشدد على أهمية عدم تهاون الأهالي مع حالات التحرش التي يتعرض لها أطفالهم او فتياتهم، مشيرة الى وجود حالات تحرش طالت الذكور من الأطفال: «عدم اللجوء الى العلاج النفسي قد يحول الضحية إلى متحرش في المستقبل».

غياب الإحصاءات

وتغيب الإحصاءات الرسمية المتعلقة بأعداد ضحايا التحرش، وترجع الجهات المعنية السبب في ذلك إلى خصوصية الأفراد. فلا توجد سوى أرقام صادرة عن جهات غير حكومية.

تقول الناشطة النسوية مرح إياد: إن ٧٠ في المائة من حالات التحرش تحدث في الأسواق ووسائل النقل ومؤسسات الدولة وحتى القطاع الخاص. وبالرغم من وجود مواد قانونية تحد من التحرش في أماكن العمل، الا ان المشكلة تكمن في غياب الآليات الواضحة وعدم وعي الأفراد بالقوانين. وتصف إياد القوانين العراقية بأنها «شبه مشجعة على التحرش، إذ لا يُعقل عدم وجود قانون يتحدث عن التحرش، أما المواد المتواجدة فهي خفيفة ولا تتناسب مع جسامة الفعل الجرمي».

وعن سبب إلزام بعض الفتيات بالصمت، تبين إياد لـ «طريق الشعب» أن «العديد من حالات التحرش تُعتبر قضايا غسل عار، وإحدى الحالات كانت لطفلة لم يتجاوز عمرها السابعة، مما يبرر سبب صمت النساء وخوفهن»، مشيرة إلى أن «بعض أفراد الأجهزة الأمنية يتواطؤون مع المتحرشين، من خلال دفع النساء إلى الصمت عن الابتزاز والتحرش الذي يتعرضن له».

وترى مرح، أن «المجتمع يساهم في استمرار مفاقمة ظاهرة التحرش. ففي السنوات الأخيرة، تلقيت العديد من الشكاوى من أستاذات، طالبات جامعيات، وطبيبات، ومعلمات، وموظفات يبحثن عن حلول لمشكلات التحرش دون اللجوء إلى القضاء. فهن يعرفن أن إخبار عائلاتهن سيؤدي إلى حرمانهن من متابعة العمل أو الدراسة، بالإضافة إلى تعرضهن للعنف وتشويه السمعة».

وتؤكد مرح وجود «حملات تدعو إلى إقرار قوانين رادعة لظاهرة التحرش، بالإضافة إلى مطالبات بجعل تشريع هذه القوانين جزءًا من التعهدات السياسية خلال الحملات الانتخابية».

مصطلح التحرش

يقول المحامي مصطفى الجبوري: إن «التحرش يُعد أحد الظواهر الشائعة في العراق والمنطقة عامةً»، مبينا أن «مصطلح التحرش لم يرد في قانون العقوبات العراقي مطلقا، وذكر مرة واحدة في قانون العمل»، حيث يعتبر مصطلحاً حديثاً، وفقا للجبوري.

ويضيف الجبوري لـ «طريق الشعب»، أن «عقوبة التحرش وفقا قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، أدرجت ضمن جرائم (هتك العرض)، وهي جزء من المادة 401 و402».

وتنص المادة 401 على أن «يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 اشهر وبغرامة لا تزيد على 50 دينار او بإحدى هاتين العقوبتين من اتى علانية فعلا مخلا بالحياء». اما المادة 402 فعقوبتها لا تتجاوز 3 اشهر و 30 الف دينار، لكل من طلب أمورا مخالفة للآداب، ومن تعرض لأنثى بالقول او الفعل في مكان عام.

ويعلق الجبوري على تلك المواد القانونية، بالقول أنها «لا تعتبر رادعا حقيقيا للحد ومنع التحرش»، حيث يجد ان هذه المواد لا تكفي لمكافحة الظاهرة.

وبتعدد أسباب التحرش تتعد الاثار السلبية على الضحايا، ولعل ابرزها «تدهور الحالة النفسية للضحية والتي قد تجعلهم يسلكون طرقا منحرفة مستقبلا ما لم يتم تدارك المشكلة، مما يتطلب توفير مساحات امنة للعلاج والإصلاح النفسي، يقع عاتقها على الحكومة بشكل اساسي»، بحسب الجبوري.

ويشدد الجبوري على أهمية «نشر التوعية والثقافة في المجتمع من خلال المدارس والجامعات ودور العبادة وحتى في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص».

وعن سبب اخراج المتهمين بالتحرش براءةً، يوضح الجبوري أنه «غالبا ما يكون هناك صعوبة في اثبات التحرش من قبل الضحايا، تحديدا التحرش بالقول»، مبينا أن «الأدلة يجب ان تقترن بدلالة عينية وشهود عدد 2».

***************************************************

قرية الرحبة النجفية: إرث تاريخي وثقافي يعاني من الإهمال الخدمي!

بغداد – طريق الشعب

تتشابه جميع قصص الحرمان التي تعيشها القرى والنواحي البعيدة عن مراكز المدن، فكلما بعدت القرية بُعد عنها اهتمام المسؤولين، حيث تعيش غالبيتها بظروف قاسية، وتعاني الإهمال ونقص الخدمات، مثل قرية الرحبة التي تقع على بعد 35 كم جنوب غرب مركز محافظة النجف.

تحمل قرية الرحبة النجفية بين جنباتها، أهمية دينية وتراثية واقتصادية، وتتميز بأراضيها الزراعية الواسعة ومنازل سكانها المتباعدة، الا انه رغم تميزها واهميتها المتعددة تشهد إهمالا قاسياً.

قرية منسية

وبالرغم من تعدد جوانب الإهمال في القرية الا ان جواد علي (مواطن يسكن الرحبة)، يركز على قطاع التعليم، ويقول لـ «طريق الشعب»، أن «القرية تفتقر للمدارس، حيث اجبر العديد من الأهالي الى جعل أولادهم يتركون الدراسة بخاصة الفتيات، بسبب بعد المدارس المتوفرة وعدم القدرة على تحمل تكاليف النقل»، ما يؤشر وجود نسب امية في القرية تحديدا بين الفتيات.

ويبين جواد، أنه من عائلة امتهنت الزراعة وتربية المواشي، مستدركا بالقول أنه، «على اثر الجفاف وتراجع تربية المواشي بسبب قلة الامطار وارتفاع أسعار العلف وغياب الدعم الحكومي، تركنا مهنة الزراعة، وبعنا الارض الى اشخاص من خارج المحافظة وهو حال غالبية سكان قرية الرحبة».

ويشير الى انه يعمل الان في متجر لبيع الاصباغ في مركز المدينة، مضيفا أن «القرية تعاني من تذبذب تجهيز التيار الكهربائي، وعدم توفر مياه الشرب، حيث نعتمد على سيارات حوضية للحصول على الماء، وعند عطلها او توجهها إلى منطقة اخرى، فإن القرية تحرم من الماء».

ويؤكد جواد «غياب الاهتمام الحكومي لقرية الرحبة وسكانها. ولم نر سوى الوعود المتكررة التي تكثر قبيل الانتخابات، ولم يصلنا حتى بقايا الخدمات!».

وذكر ان «هذا الحال ينطبق على بقية قرى النجف ونواحيها».

أهمية تاريخية

وفي السياق ذاته، يقول زيد حبيب من محافظة النجف (باحث في الشأن التاريخي)، أن «القرية تحتوي على قصر الرحبة الذي يعود تاريخه إلى العهد العباسي»، لكنه يشهد اهمالا ونسيانا كبيرا من قبل الجهات المعنية.

بالإضافة الى الأهمية الثقافية والتراثية تمتاز القرية بالأهمية الدينية.

ويضيف حبيب لـ «طريق الشعب»، أن «القرية تضم مراقد دينية متعددة وعيون ماء تعود لمئات السنين، وعلى أثرها سكن الناس فيها وأصبحت من وقتها منطقة زراعية، ما يجعلها مقصدا سياحيا واقتصاديا، الا انه غير مستثمر للأسف الشديد».

وتمتاز الرحبة بالمعالم التاريخية والسياحية التي تؤهلها لتكون من المرافق السياحية المهمة على مستوى العراق، وليس على مستوى النجف فقط. فعلى سبيل المثال هناك عيون الماء القديمة التي أعاد احياءها السيد محمود الرحباوي، وشيّد بجانبها قصر الرحبة في القرن الثامن عشر الميلادي.

ويضيف حبيب، أن «الرحبة كانت محطة للقوافل التي تأتي من البادية إلى النجف لشراء المحاصيل الزراعية مثل الحنطة والشعير. وشكلت ملتقى للعديد من الشخصيات الدينية والثقافية».

ويوضح، أنه «بعد القصف الأمريكي عام 1991 تحول واقع حال المنطقة، ولم نر أي تحسن في وضعها منذ ذلك الحين؛ حيث سببت الهجمات ضررا للزراعة. واستمر ذلك حتى بعد عام 2003، إذ لم تلتفت الحكومات المتعاقبة إلى هذه القرية».

وشدد على أهمية «تكثيف جهود التنقيب وإعادة تأهيل عيون الماء الأثرية، بالإضافة الى تحسين الخدمات في المنطقة، خاصة ان مواطنيها يشتكون من الإهمال الكبير».

وتعد قلعة الرحبة واحدا من الاماكن السياحية المنسية في محافظة النجف، وكان طريق الحج البري الذي فتح عام 1936 يمر من هناك، وهي أول نقطة يقف عندها الحاج لفحص جوازات السفر. وكانت تلك الفترة من الايام الذهبية التي انتعش فيها اقتصاد الرحبة.

عن قصر الرحبة

يقول مسؤول مديرية الآثار والتراث في محافظة النجف، أحمد علي، أن «قصر الرحبة يعد أحد الصروح التاريخية العريقة في العراق، ويرجح البعض أنه يعود للحقبة العباسية، بينما يقول آخرون إنه يعود للحقبة العثمانية». وهو أحد الأبنية الكبيرة والضخمة في محافظة النجف بعد خان الحمام الأثري.

ويشرح علي لـ «طريق الشعب» تفاصيل عن قصر الرحبة قائلاً: «يتكون من طوابق متعددة، ويتميز بالنقوش والرسومات التي تزين جدرانه». ويشير إلى أن الهيئة العامة للآثار والتراث تسعى لإعادة صيانته وتأهيله ليكون مقصدًا سياحيًا للزوار.

ويضيف، أن «القصر يعد واحداً من الخانات في طريق زبيدة (طريق الحج القديم) بعد مسجد الكوفة».

******************************************************************

تنسيقية أكاديميون ديمقراطيون: عزل نقيب الأكاديميين مخالف للقانون

بغداد ـ طريق الشعب

أعربت تنسيقية أكاديميون ديمقراطيون/ التيار الديمقراطي العراقي عن استغرابها من عقد نقابة الأكاديميين مؤتمرها العام بشكل مخالف للقانون، ولا يخدم مهنة التعليم العالي والبحث العلمي.

وقالت التنسيقية في بيان لها: «تفاجأنا مع الكثير من التدريسيين بعقد المؤتمر العام لنقابة الأكاديميين، يوم الجمعة المصادف 17/ 5/ 2024، وانتخاب الأستاذ المساعد الدكتور علي مسير ياسين من كلية التربية البدنية/ جامعة بغداد نقيبا لهذه النقابة، بعدما تم عزل النقيب السابق الأستاذ المساعد الدكتور مهند هلال، بحجة شموله بالاجتثاث، مؤكدة ان الأخبار المتداولة تشير الى ان عزل الدكتور ياسين كان «نية مبيّتة».

ولفت البيان الى ان «قانون النقابة يشترط الإعلان عن عقد المؤتمر بفترة زمنية مناسبة، وأن يجري فتح الترشيحات لمن يرغب في شغل منصب النقيب، كما إن اعضاء المؤتمر العام ينبغي أن يكونوا من المنتخبين في كلياتهم وجامعاتهم، وفي المحافظات كافة عدا الإقليم».

ونوّهت التنسيقية بان «النقيب السابق تم انتخابه في اول مؤتمر بعد تأسيس نقابة الاكاديميين العراقيين عام ٢٠١٧، ومن ثم تمت اعادة انتخابه في العام ٢٠٢١، فهو اذن بقي نقيبا ما يقارب سبع سنوات»، متسائلة «اذا كان بالفعل يخضع للاجتثاث فلماذا اذن هذا الانتظار الطويل؟».

وشددت على ضرورة أن «يتميز عمل النقابة بالاستقلالية وعدم الخضوع لأي جهة اخرى، وان يكون هدف النقابة الأول هو (الارتقاء بمهنة التعليم العالي والبحث العلمي في خدمة الوطن وأجيال الأمة) كما جاء في قانون التأسيس».

*******************************************************************

الصفحة الخامسة

ذوو “متلازمة داون” مليونا معاقٍٍ منسيون ولا رعاية كافية لهم

متابعة – طريق الشعب

رغم غياب الإحصاء الدقيق والرسمي لأعداد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في العراق، ممن لديهم ما يُعرف بمتلازمة داون، إلا أن هناك أرقاما تتحدث عنها وكالات أنباء ربما تكون قريبة من الواقع، وهي تفيد بوجود نحو مليوني شخص مصاب بهذه الإعاقة في البلاد، أي ما يعادل 4.5 في المائة من عدد السكان الذي يناهز 43 مليون نسمة.

هناك جمعيات ومنظمات إنسانية تهتم بتطوير مهارات بعض هؤلاء الأشخاص ورعايتهم مجانا، لكنها لا تحصل على أي دعم حكومي، وتعتمد على تبرعات محدودة يقدمها الأهالي وفاعلو الخير والميسورون.

وكانت “أكاديمية المحاربين” في محافظة البصرة، التي تعنى برعاية ذوي الإعاقة الذهنية مجانا، من بين الجمعيات الأكثر اهتماماً بتقوية مهارات ومواهب أطفال متلازمة داون، لكنها أوقفت نشاطها أخيراً. وكتبت مديرتها الصيدلانية والناشطة تالا الخليل على “فيسبوك”: “يؤسفنا أن ننقل خبر إغلاق أكاديمية المحاربين حتى إشعار آخر. لم نفكر يوماً في إغلاق الأكاديمية لولا مواجهتها عجزاً مالياً كبيراً. نعجز منذ فترة عن قبول العديد من الأطفال الجدد الذين يحتاجون إلى التسجيل في الأكاديمية كوننا نمتلك مكاناً ذا مساحة صغيرة، إضافة إلى عمل عدد قليل من الأفراد في الكادر المتخصص بسبب افتقادنا المبالغ المالية الكافية للاستعانة بعدد مناسب. كما اننا لا نستطيع تغطية نفقات الخدمات المقدمة”.

وأشارت إلى أن “الأكاديمية تتلقى طلبات لتسجيل عشرات الأطفال الجدد يومياً، ما يُعيق توفير خدمات مناسبة لبقية الأطفال”.

وتابعت الخليل في المنشور: “تلقينا وعداً من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وأيضاً من وزير النفط حيان عبد الغني، ببناء أكاديمية أكبر. وصدر قرار في هذا الشأن قبل 6 شهور، وكرر السوداني تعهده السابق، ونحن ننتظر الآن اتخاذ التدابير اللازمة بأقصى سرعة ممكنة. وبالنسبة إلى الأكاديمية فهي لم تتلقَ أي دعم منذ بداية العام الحالي، وتراكمت ديونها الخاصة بتوفير احتياجات الأطفال وتدريسهم. وان الإغلاق الحالي هو لحماية الأطفال والأكاديمية من تكاليف أكبر”.

يشار إلى ان تالا الخليل أحرزت في شباط الماضي لقب “صانعة الأمل الأولى في الوطن العربي”، في الدورة الرابعة لمبادرة “صناع الأمل” التي ترعاها “مؤسسة مبادرات محمد بن راشد المكتوم” العالمية في الإمارات. وتعد هذه المبادرة الأكبر من نوعها عربياً لتكريم أصحاب البذل والعطاء نظير جهودهم الإنسانية ومبادراتهم المجتمعية.

هذه الشريحة غير موجودة!

في حديث صحفي يقول عضو “شبكة رعاية الطفولة” في العراق، عامر محمود، أن “أكاديمية المحاربين في البصرة أغلقت لأسباب مالية وأخرى تتعلق بالإهمال الحكومي المقصود أو غير المقصود، في رعاية الأطفال ممن لديهم متلازمة داون”.

ويضيف قائلا ان “هذه الشريحة المعاقة تبدو خارج اهتمامات الحكومات المتعاقبة، وكأنها غير موجودة أصلاً، رغم انها تحتاج إلى اهتمام بالغ واستثنائي”، مبينا أن “الإهمال الحكومي يشمل تعليم هؤلاء المعاقين ومنح المرتبات الكافية للمتفرغين في رعايتهم”.

ويشير محمود إلى أن “الحكومات لم تصدر أي قرارات تخدم ذوي متلازمة داون وتدعم المؤسسات الصحية والاجتماعية التي تتابع أوضاعهم. كما لم تصدر تعليمات ببناء مقار لتأهيلهم، والاهتمام باحتياجاتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم”.

القانون يقرّ بدعمهم

من جهته، يقول رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان أرشد الصالحي، أن “ذوي متلازمة داون يستحقون وقفة حكومية وبرلمانية جادة لدعمهم وتوفير احتياجاتهم في كل المجالات. علماً أن القانون العراقي أقرّ بدعم هذه الشريحة، في حين يشير الواقع الحالي إلى زيادة الحاجة لدعمها”.

ويوضح في حديث صحفي أنه “يجب إعادة النظر في موضوع رعاية ذوي متلازمة داون، خصوصاً أن نسبتهم تزداد مع الزيادة السكانية”.

وينص القانون العراقي على تأسيس هيئة رعاية ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وهي تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتقدّم الخدمات للمعاقين، ومن بينهم ذوو متلازمة داون الذين يعرفون أيضاً بتسمية “ذوي الهمم”. وتقوم هذه الهيئة بإعادة دمج المعاقين في المجتمع، وتخصيص راتب يبلغ 250 ألف دينار قابلة للزيادة، للشخص المعين المتفرغ.

كما خصص القانون مقعدين لقبول ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في الدراسات العليا لكل اختصاص، ونسبة واحد في المائة من مقاعد الحج لهم ولمرافق واحد لكل معاق. كما يمنح المعاق إعانة شهرية تتناسب مع نسبة العجز التي تحددها لجنة طبية اختصاصية. ويعطي القانون أيضا منحاً مجانية لقبول ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في الجامعات والمدارس الأهلية. لكنّ أوساطاً مدنية وناشطين في مجال حقوق الإنسان يرون أن هذا الدعم الذي يقر به القانون وتقدمه الهيئة، أقل من الاحتياجات الفعلية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومنهم ذوو متلازمة داون.

تقصير حكومي

من جانبها، تقول الناشطة في مجال حقوق الإنسان سارة مجيد، أنّ “من لديهم متلازمة داون يحتاجون إلى مزيد من الرعاية الصحية والطبية كالعلاج الطبيعي والعلاج النطقي وغيرها، إضافة إلى برامج تعليمية متخصصة تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم، وتساعد في دمجهم في المجتمع وسوق العمل والأنشطة الاجتماعية والترفيهية والثقافية”.

وترى في حديث صحفي أن “الحكومة مقصّرة من ناحية توفير الرعاية الصحية والطبية والتعليم والسكن لهذه الشريحة، التي تتعرض أيضا إلى نظرة اجتماعية سيئة، وتواجه تعاملا بفوقية من قبل المجتمع والحكومات”.

وتلفت الناشطة إلى ان “هناك منظمات إنسانية محلية تعمل على رعاية ذوي متلازمة داون، وتقدم لهم خدمات تأهيلية متنوعة. كما تنفذ برامج لرفع الوعي المجتمعي في شأن هذه الإعاقة”، مستدركة “لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لهذه الشريحة وللمنظمات التي ترعاها”.

*****************************************************************

قرية في عفك تحوّل حوض شاحنة الى جسر!

متابعة – طريق الشعب

اضطر سكان قرية آل بريسم التابعة إلى قضاء عفج في الديوانية، إلى إنشاء جسر من حوض مركبة حمل نوع مرسيدس قلاب، على مشروع أروائي يفصلهم عن الشارع العام الرابط بين عفج وقضاء آل بدير.

وفي حديث صحفي يقول عدد من السكان، أن هذا الجسر قاموا بإنشائه على حسابهم بتكلفة مليوني دينار، بعد أن يئسوا من قيام الجهات الخدمية بإنشاء جسر نظامي، مبينين أن هناك قنطرة لعبور المشروع الإروائي، لكنها تبعد عنهم بمسافة تصل إلى كيلومترين.

من جانبه، يقول المواطن أبو علي، أحد سكان القرية، أنهم اضطروا إلى إنشاء هذا الجسر المبتكر، الذي يبلغ طوله 8 أمتار، بعد معاناة استمرت سنوات طويلة، مشيرا إلى ان القرية بحاجة ماسة إلى جسر نظامي يجنب أهاليها السير على طريق ترابي لمسافة بعيدة، من أجل الوصول إلى القنطرة.

 فيما يقول المواطن علي، أن منطقتهم منسية وتعاني إهمالا خدميا واضحا. إذ لا توجد فيها شبكة كهرباء نظامية. فيما مياه الإسالة ضعيفة، مؤكدا أن المسؤولين يتذكرونهم فقط في فترات الحملات الانتخابية، وبعدها يغيبون عن الأنظار!

*******************************************************************

حي المنتظر في الكوت 700 منزل بلا خدمات

متابعة – طريق الشعب

طالب أهالي حي المنتظر في مدينة الكوت، الحكومة المحلية بتزويد حيهم بالخدمات الأساسية، مبينين أن الحي يضم اليوم نحو 700 منزل، وهو لا يزال يفتقر للخدمات، ولا توجد فيه مدرسة إعدادية. إذ يضطر الطلبة إلى قطع مسافة 15 كيلومترا للوصول إلى أقرب إعدادية.

يقول مختار الحي مجيد غانم، أن “منطقتنا زراعية تحولت إلى سكنية، وهي حديثة نسبياً، وعدد نفوسها يتجاوز الألف نسمة”، مبينا أن المنطقة تعاني نقصا حادا في الخدمات، من تبليط ومجار وماء وكهرباء.

ويشير في حديث صحفي، إلى ان حكومة واسط وعدتهم بتأهيل شوارعهم، ولا يزال السكان في انتظار تنفيذ الوعد. فيما يلفت إلى انهم ناشدوا مديرية التربية افتتاح مدرسة إعدادية في الحي، لكنها لم تستجب لمناشدتهم، مبينا أن هذا السبب اضطر الكثيرين من الطلبة إلى ترك الدراسة، كون أقرب مدرسة إعدادية للمنطقة، تبعد عنها نحو 15 كيلومترا.

************************************************************

أهالي ناحية الرشيد: مشروع المجاري وهمي.. التقطوا الصور ثم انسحبوا!

متابعة – طريق الشعب

فوجئ سكان المحلة 859 في ناحية الرشيد جنوبي بغداد، بانسحاب جميع آليات أمانة بغداد بعد يوم واحد من دخولها موقع العمل، لإنشاء خط ناقل للمياه الثقيلة يخدم الأحياء السكنية.

وقال عدد من السكان في حديث صحفي، أن “فرق البلدية ومجاري بغداد تحاول إيهام المسؤولين الحكوميين بتنفيذها المشروع. فهي اكتفت بتصوير الآليات في موقع العمل، ونشر الصور على صفحاتها الرسمية، ثم سحبت آلياتها وغادرت الموقع نهائيا”.

وأشاروا إلى أن كوادر العمل علقت لافتة كبيرة مكتوب عليها أن المشروع ينفذ برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبتوجيه أمين بغداد وإشراف ومتابعة مدير عام دائرة مجاري بغداد. فيما هددوا بالتظاهر أمام مبنى أمانة العاصمة.

وتعاني المحلة 859، منذ 20 عاما، عجزا كبيرا في شبكة مجاريها، ما يتطلب إنشاء خط ناقل للمياه الثقيلة. وبعد مطالبات وجهها أهالي المحلة لأمانة بغداد، وصلت آليات الجهد الخدمي إلى المنطقة صباح السبت الماضي، وتجمعت في موقع العمل، واحتفى السكان بمراسم افتتاح المشروع بحضور الوكيل البلدي لأمانة بغداد ومدير مجاري العاصمة ومدير بلدية الرشيد، غير ان السكان فوجئوا بانسحاب جميع الآليات بعد مغادرة المسؤولين موقع العمل!

وقال المواطن رائد خليل، أنه “استبشرنا خيراً بقدوم آليات الأمانة لبدء العمل في مشروع المجاري، لكننا فوجئنا بانسحابها مباشرة بعد مغادرة المسؤولين والتقاط الصور والسيلفيات معهم”، مشيرا إلى ان “البلدية نشرت على صفحاتها خبرا عن بدء العمل بالمشروع، مرفقا بالصور. وهو أمر غير حقيقي”! وأوضح في حديث صحفي، أنه “يبدو أن بعض المسؤولين في البلدية يوهمون الحكومة بمشاريع غير واقعية، وهذا أمر يستفز السكان. لذلك قررنا التظاهر أمام مبنى أمانة بغداد يوم الخميس 23 أيار”.

فيما دعا المواطن طالب عباس، رئيس الوزراء إلى “التدخل شخصيا في هذا الأمر، لأن الجهات المسؤولة عن المشروع استخدمت اسمه في إعلان بدء العمل. فهل يقبل السيد السوداني بذلك؟!”.

وأكد أنه “سنتظاهر جميعا للمطالبة بحقوق منطقتنا، وبمحاسبة المسؤولين البلديين الذين يمارسون التلاعب من أجل تنفيذ مشاريع وهمية، والاستفادة من المبالغ المخصصة لتلك المشاريع، فيما المواطن هو الخاسر الأكبر”!

************************************************************************

كادحون متجاوزون في الزعفرانية: وفّروا لنا بدائل قبل أن تزيلوا بسطاتنا

متابعة – طريق الشعب

تلقى عدد من أصحاب المحال والأكشاك والبسطات المتجاوزين على أرصفة شارع المستشفى في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، بلاغا من البلدية يلزمهم برفع تجاوزاتهم في غضون أيام.

وفيما وصف هؤلاء الكادحون إجراء البلدية بـ”التعسفي”، طالبوا بإيجاد بدائل تتيح لهم كسب قوتهم، مؤكدين انهم مستعدون لإزالة تجاوزاتهم في حال وفرت لهم البلدية ما يضمن عدم قطع سبل معيشتهم.

وخلال السنوات الثلاث الأخيرة انتشرت محال صغيرة وبسطات متواضعة على بعض أرصفة الزعفرانية، ومنها رصيف شارع مستشفى الزعفرانية العام. ويشير عدد من الباعة إلى انهم يضطرون إلى هذا التجاوز كونهم غير قادرين على استئجار محلات نظامية، بسبب ارتفاع ابدال الإيجار مقارنة بالمردود المالي البسيط الذي يجنونه من عملهم.

ويبلغ عدد البسطات والمحال المتجاوزة على رصيف شارع المستشفى، نحو 20 محلا وبسطة لبيع الأسماك والمواد الغذائية والمنزلية. ولا يملك هؤلاء الباعة المتجاوزون أي مصدر دخل آخر غير عملهم هذا. فيما هددتهم البلدية بإزالة محالهم وبسطاتهم إذا لم يرفعوها خلال أيام.

***********************************************************

منطقة الغدير البغدادية.. حفروا التبليط ولم يجدّدوه

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي منطقة الغدير شرقي بغداد، من عدم تجديد تبليط شوارعهم بعد أن حفرتها إحدى الشركات لغرض مد كابلات الكهرباء تحت الأرض، مبينين أن الشركة حفرت التبليط ودفنت الكابلات، ثم ردمت الحفريات بالتراب، في الوقت الذي كانوا يأملون فيه من البلدية، أن تقوم بتجديد التبليط، أو على الأقل إكساء مكان الحفر بالإسفلت.

وقبل أكثر من عام باشرت شركة استثمارية بحفر العديد من شوارع منطقة الغدير لغرض مد كابلات الكهرباء تحت الأرض، بدءا من ساحة ميسلون ومقترباتها باتجاه فلكة كنيسة مار كوركيس، مرورا بشارعي المحلتين 704 و706. وكان يُفترض بالبلدية، بعد أن أكملت الشركة مد خطوط الكهرباء، أن تقشط الشوارع وتجدد تبليطها، لكن ذلك لم يحصل.

***************************************************************

أهالي حي الفروسية البغدادي: شاحنات تكبّ الأنقاض قرب منازلنا

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من سكان المحلة 679 (حي الفروسية) في بغداد، من قيام شاحنات تحمل أنقاضا بتفريغ حمولاتها في ساحة فارغة قريبة من منازلهم، أمام مرأى نقطة التفتيش، مبينين أن حيهم، وهو تابع إلى منطقة الغزالية، قريب من “ساحة اللقاء”، ويعتبر مدخلا للعاصمة من الجانب الغربي. 

وأوضحوا في حديث صحفي، أن الساحة تحوّلت إلى مكب كبير للأنقاض، وانهم وجهوا نداءات إلى البلدية بشأن هذا هذا التجاوز، لكنها لم تتخذ أي إجراء.

ووفقا للسكان، فإن هذه الساحة، وهي تعود لنادي الفروسية الذي يحمل الحي اسمه، تعتبر واجهة لمنطقتهم، كونها تحاذي خط سريع أبو غريب، موضحين أن فرق البلدية كانت قد باشرت بإنشاء مشروع مجاري منطقة البكرية المقابلة لحيّهم، على هذه الساحة، لكنها أوقفت عملها من دون معرفة الاسباب، وبعدها خُصصت الأرض لإحدى الوزارات كي تنشئ عليها معملا للبلوك والمقرنص إضافة إلى مخازن، لكن ذلك لم يتم، بسبب اعتراض الأهالي، على اعتبار أن المنطقة سكنية وليست صناعية.

وأشار السكان إلى أن الساحة أصبحت مدخلا غير نظامي للمنطقة من جهة الخط السريع، ولكونها مهملة استغلتها الشاحنات المحملة بالأنقاض في تفريغ حمولاتها، أمام مرأى نقطة التفتيش، مؤكدين انهم اجروا لقاءات عديدة مع مدير عام البلدية ومديري دوائر معنية أخرى، وأبلغوهم بمشكلة الأنقاض، لكن كل ذلك لم يفض إلى حل.  

***************************************************************

مواساة

  • تنعى منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في الصويرة والزبيدية/ اللجنة المحلية للحزب في واسط، الرفيق التربوي حميد عيدان (أبو شهيد)، وهو من معتقلي ١٩٦٣.

له الذكر الطيب ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

*********************************************************

الصفحة السادسة

فشل الحرب الانتقامية.. ونتنياهو منبوذ دوليا.ز الصفعات الدولية للصهاينة تتوالى و«العدل» الدولية تأمر بالوقف الفوري للعدوان على رفح

متابعة ـ طريق الشعب

أمرت محكمة العدل الدولية حكومة الاحتلال الإسرائيلية، امس الأول الجمعة، بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة سحب قواتها، استجابة للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا، واتهمت فيها الدولة العبرية بارتكاب إبادة جماعية.

منع الإبادة الجماعية

وذكر نص قرار المحكمة، أنه «وفقا لمعاهدة منع الإبادة الجماعية فإن أي عمل إضافي في رفح قد يؤدي إلى دمار جزئي أو كلي».

واعتبرت المحكمة، أن «الهجوم البري على رفح تطور خطير يزيد معاناة السكان»، مشيرة إلى أن «إسرائيل لم تفعل ما يكفي لضمان سلامة وأمن النازحين».

وقال رئيس محكمة العدل الدولية، القاضي نواف سلام: «يجب على إسرائيل أن توقف على الفور هجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح قد يلحق الضرر بالسكان الفلسطينيين في غزة ويؤدي إلى تدميرها المادي كليا أو جزئيا».

وأعلن سلام عن تصويت المحكمة لصالح إصدار أمر بفتح معبر رفح وضمان إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن عدد من القرارات الأخرى التي صوتت عليها المحكمة، وطلبت المحكمة من «إسرائيل» تقديم تقرير بعد شهر حول التزامها بتنفيذ أوامر «العدل الدولية».

ورحّب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بالقرار، وقال إن «الرئاسة ترحب بالقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية، وهو يمثل إجماعا دوليا على المطلب بوقف الحرب الشاملة على قطاع غزة».

نتانياهو منبوذ عالميا

وذكر تحليل لشبكة «سي أن أن» الأمريكية، أنه «لم يسبق أن تعرضت إسرائيل لمثل هذا الضغط الدولي المكثف والمستمر من جبهات متعددة بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين».

وقال التحليل، إنّ نتنياهو انضم هذا الأسبوع إلى صفوف زعماء العالم الذين يوصفون بالمنبوذين دوليا عندما أصبح هدفا للمحكمة الجنائية الدولية، التي يسعى المدعي العام فيها كريم خان إلى إصدار مذكرة اعتقال ضده وضد وزير دفاعه يوآف غالانت للاشتباه في ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.

كما أنها أمرت أمس الأول الجمعة دولة الاحتلال بالوقف الفوري لعمليتها العسكرية المثيرة للجدل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلة إن الوضع الإنساني هناك كارثي ومن المتوقع أن يتفاقم أكثر.

فشل الحرب الانتقامية

ويرى التحليل، أن الاحتلال فشل في حربه الانتقامية، ولم يستطع تحقيق أهدافه حيث لا يزال كبار قادة حركة حماس طلقاء، ولا يزال 125 أسيرا محتجزا في القطاع.

وذكر التحليل، أن الضغوط على إسرائيل تتواصل لحملها على إنهاء الحرب من كافة الجهات: الجامعات الأمريكية، والمحاكم الدولية، والمشاهير الأمريكيين، وحلفاء إسرائيل الغربيين، وحتى عائلات الأسرى.

وكان أهم الضغوط ذلك الذي قد يكون الإجراء القانوني والدبلوماسي الذي تم اتخاذه ضد الاحتلال هذا الشهر.

ويسعى مسؤولو دولة الاحتلال جاهدين لاحتواء التداعيات، واتهموا منتقديهم بمعاداة السامية وتعهدوا بعدم التراجع في مواجهة الضغوط الدولية وفق الشبكة.

وتابع التحليل، أنه «لسنوات عارض المسؤولون الإسرائيليون الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، خشية أن يؤدي ذلك إلى تمكين الفلسطينيين من تقديم إسرائيل إلى المحاكم الدولية وإضعاف موقفها في مفاوضات السلام المستقبلية».

ولذلك فقد فشل الفلسطينيون في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بسبب اعتراضات الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل والمدافع الرئيسي عنها على الساحة العالمية.

دعم دولي للفلسطينيين

ومع ذلك، فإن التصويت غير الملزم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 أيار، أظهر دعما دوليا ساحقا لقيام دولة فلسطينية مستقلة، ما ترك الولايات المتحدة وعددا قليلا من حلفاء إسرائيل في عزلة.

ومع استمرار إسرائيل في رفض احتمالات الاستقلال الفلسطيني، فقد اختارت بعض الدول التصرف بشكل مستقل.

وأعلنت إيرلندا وإسبانيا والنرويج هذا الأسبوع عن خطط للاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، قائلين إنهم يأملون أن تؤدي هذه الخطوة إلى حث الدول الأوروبية الأخرى على أن تحذو حذوها.

ويقول التحليل، انه «بصرف النظر عن الجهود الدولية لإنهاء الحرب، يتعرض نتنياهو أيضا لضغوط شديدة محليا للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادة الأسرى».

وبحسب التحليل، فإن ذلك أدى إلى حدوث صدع بين حلفاء إسرائيل الغربيين وتحالف متزايد من دول الجنوب العالمي التي تمتد من آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية التي تطالب بصوت عال بشكل متزايد بمحاسبة إسرائيل على أفعالها في غزة.

كذلك أدى القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية بمتابعة أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت إلى إحداث انقسام بين حلفاء إسرائيل الغربيين.

وفي حين نددت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بهذه الخطوة، فقد أكدت دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا ودول أخرى استقلال المحكمة ولم تستبعد إمكانية اعتقال مسؤولين «إسرائيليين» إذا دخلوا أراضيها بعد صدور مذكرة قضائية.

وكانت الاستجابة لطلب مذكرة التوقيف شرسة بشكل خاص في الكونغرس الأمريكي، حيث تجري الآن جهود بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية، وربما بما في ذلك فرض عقوبات».

وعلى الصعيد الميداني، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار محيط مستشفى كمال عدوان، وإطلاق النار على بوابة المستشفى، كما كثفت عملياتها العسكرية على مواقع عدة في قطاع غزة، بينها رفح.

**********************************************************************

أوكرانيا تعترف بوضع «بائس» وروسيا تنجح في حرب الاستنزاف.. قراءة عسكرية – سياسية لتطورات الحرب في أوكرانيا

اعداد: عادل محمد

تعترف أوكرانيا علنا، أن وضعها العسكري بائس. ومع افتتاح الجبهة الجديدة في منطقة خاركوف،  يبدو أن الجيش الأوكراني قادر بالكاد على الصمود في وجه الضغط العسكري الروسي المتزايد.

 منذ 10 أيار الحالي، وحتى قبل أن يبدأ هجوم شمال خاركوف الأخير، كانت القوات الأوكرانية في الشرق تتراجع. وتمكن الجيش الروسي من زيادة وتيرة تقدمه بعد احتلال بلدة أفديفكا المحصنة (إحدى ضواحي دونيتسك)، لان خطوط الدفاع الأوكرانية الحالية ليست قوية مثل سابقاتها التي تم بناؤها في سنوات 2014 – 2022. وفي نهاية نيسان، لم يكن ممكنا احتواء الاختراقات الأولى للقوات الروسية غرب دونيتسك، من قبل قوات النخبة الأوكرانية المنهكة، إلا بصعوبة ومقابل خسائر فادحة.

وعلى خلفية الوضع المتوتر في دونباس، بدأ الهجوم الروسي في الشمال. ومن أجل وقف تقدم القوات الروسية شمالي خاركوف، كان على كييف، وفي سياق عملية إعادة انتشار قواتها، أن ترسل احتياطيها الشحيح لصد الهجوم الجديد، على حساب قوتها العسكرية في الشرق (دونباس، لوغانسك، خيرسون). والآن أصبح لدى الكرملين العديد من الخيارات المفتوحة أمامه. ولم ينشر الجيش الروسي سوى جزء صغير من قواته المتجمعة على الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا (50 ألف إلى 70 ألف رجل في منتصف أيار)؛ وهناك تكهنات حول توسيع منطقة القتال في منطقة سومي التي تعاني من تزايد نيران المدفعية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام خاركوف لمشاغلة الجيش الأوكراني، وتعزيز القوات الروسية في دونباس او المناطق المحيطة بها، وشن هجوم كبير هناك. ولم يعد لدى كييف أي خيارات أو احتياطيات للرد بشكل مناسب على المزيد من التصعيد العسكري الروسي.

لقد انتهت المرحلة التي اقتصرت فيها الهجمات على شبكة الطرق، في حين أن شحنات الأسلحة الغربية، التي أفرجت عنها واشنطن في نيسان الفائت، ما زالت غير جاهزة لتكون فعالة على الخطوط الأمامية. ولا يشكل نقص الذخيرة وأنظمة الأسلحة سوى مشكلة ثانوية. ويبقى العامل الحاسم يكمن في تضاؤل الموارد البشرية في حرب الاستنزاف القاسية والمدمرة، التي فرضتها روسيا على أوكرانيا فيما الخسائر البشرية تقترب من مليون. إنها سلسلة من معارك الاستنزاف التي تبدو ثابتة (باخموت، أفدييفكا)، والتي تسمى في الخطوط الأمامية „مطاحن اللحوم»، حيث تتحول أجساد الجنود الى ثمن للوقت.

واضح إن روسيا متفوقة إلى حد كبير في هذا النوع من الحروب، حيث الاحتياطيات البشرية هائلة، وبدأت حسابات بوتين التي تعتمد على حرب الاستنزاف تؤتي ثمارها. أذ تمتلك روسيا مئات الآلاف من القوات الجديدة تحت تصرفها لشن هجوم كبير خلال الصيف على أوكرانيا، التي تواجه مشكلة في حشد قوات الاحتياط في الوقت المناسب.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذ كييف الآن هو التدخل العسكري المباشر والشامل للناتو، وهو تطور صعب الحدوث، لأن دوامة التصعيد قد تؤدي إلى حرب نووية. وفي بداية أيار الحالي، استدعت وزارة الخارجية الروسية سفيري فرنسا وبريطانيا العظمى لتحذيرهما من أي خطوات تصعيدية واستفزازات، وكان الأوروبيون، وخاصة الرئيس الفرنسي ماكرون، قد طرح علناً سيناريوهات مختلفة لتدخل قوات أوروبية، للضغط على روسيا.

وبالإضافة إلى ذلك، أعلن الكرملين في بداية الشهر الحالي عن مناورات عسكرية يتم فيها التدريب على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. وليس أمام الجيش الروسي، الذي يعاني من الفساد، سوى فرصة ضئيلة لدحر قوات حلف الناتو في حرب تقليدية. مما يجعل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية أمراً محتملاً. لكن الأمر نفسه ينطبق أيضًا على قوات الناتو التي تجد نفسها عرضة لضربات نووية روسية.

وفي الوقت الحالي، تبدو موسكو متأكدة من ان التدخل الغربي في أوكرانيا سيبقى محصورا بالوجود غير الرسمي المحدود للقوات الخاصة والمدربين، ولن يكون هناك تدخل عسكري كبير من قِبَل الغرب في أوكرانيا.

ولم يكن استبدال وزير الدفاع سيرجي شويغو، أقرب حلفاء بوتين، دليلا على ضعف عسكري، بل لأن المؤسسة العسكرية الروسية متفوقة. فشويغو يعتبر فاسدًا ولا يحظى بشعبية كبيرة في القوات المسلحة، وقد انتقد كثيرا بسبب مسارات الحرب، وبالمقابل يبقى بوتين خارج أي انتقاد، وفقا لهرمية السلطة، على الرغم من مسؤوليته عن اندلاع الحرب. وبالنظر لاستقرار الوضع العسكري والسياسي الداخلي، جرى نقل وزير الدفاع ليترأس مجلس الأمن القومي.

ويبدو أن الرجل الجديد في وزارة الدفاع، الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف، يشير إلى أن الكرملين سوف يستمر ويكثف تكتيكاته السابقة في حرب الاستنزاف. إنها إلى حد ما حرب اقتصادية عكسية، حيث تُستخدم القدرات الإنتاجية التي أعيد إحياؤها للمجمع الصناعي العسكري الروسي لتدمير البنية الأساسية في أوكرانيا وإمكاناتها الإنتاجية. ويبدو أن بيلوسوف برز كممثل للتكنوقراط، الذين حققوا الاستقرار الاقتصادي في روسيا وتعزيز صناعتها العسكرية بعد اندلاع الحرب على الرغم من العقوبات الغربية القاسية.

ــــــــــــــــــــــ

عن مقالة بقلم فون توماس كونيتز نشرت في موقع «شيوعيون» الألماني في 22 أيار 2024

***************************************************************

إيطاليا تعلن استئناف تمويل وكالة الأونروا

روما ـ وكالات

أبلغ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن روما ستعاود تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفق ما أعلن مكتب الوزير أمس السبت.

وقال تاياني: «أبلغت السيد مصطفى أن الحكومة أعدت تمويلاً جديداً للشعب الفلسطيني بإجمالي 35 مليون يورو… ستخصص خمسة ملايين منها للأونروا».

وسيخصص الجزء المتبقي البالغ 30 مليون يورو لدعم مبادرة “الغذاء من أجل غزة” التي أطلقتها إيطاليا بالتعاون مع عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف في بيان “قررت إيطاليا معاودة تمويل مشاريع محددة تهدف الى مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، لكن فقط بعد ضوابط صارمة تضمن عدم استخدام حتى فلس واحد لدعم الإرهاب”.

التقى مصطفى تاياني ثم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني في أول زيارة له إلى أوروبا منذ أن عينه الرئيس محمود عباس رئيسا للوزراء في آذار.

وخلال اجتماعها بمصطفى أكدت ميلوني التي تتولى بلادها الرئاسة الحالية لمجموعة السبع، دعم روما كافة الأطراف للتوصل إلى “وقف إطلاق نار مستدام” في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وشددت ميلوني أيضا على أهمية إعادة إطلاق عملية سياسية نحو حل الدولتين.

****************************************************************

قرابة نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر

بيروت ـ وكالات

ذكر تقرير للبنك الدولي، صدر حديثًا، إنّ معدل الفقر في لبنان ارتفع أكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي إلى 44 في المائة من مجموع السكان.

وخلص التقرير الذي استند إلى دراسة استقصائية للأسر أُجريت مؤخرًا وشملت محافظات عكار وبيروت والبقاع وشمال لبنان ومعظم جبل لبنان، إلى أن واحدًا من كل ثلاثة لبنانيين في هذه المناطق طاله الفقر في عام 2022، مما يسلط الضوء على ضرورة تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وخلق فرص العمل للمساعدة في التخفيف من حدة الفقر ومعالجة أوجه عدم المساواة المتنامية.

ويتناول التقرير، الصادر بعنوان «تقييم وضع الفقر والإنصاف في لبنان 2024»: التغلب على أزمة طال أمدها»، الحالة الراهنة للفقر وعدم المساواة في البلاد.

ويوثق التقرير أثر الأزمة الاقتصادية والمالية على الأسر، وديناميكيات سوق العمل.

ويعتمد التقرير، على دراسة استقصائية للأسر أُجريت بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بين كانون الأول 2022 وأيار 2023، وشملت اللبنانيين والسوريين وغيرهم من الجنسيات الأخرى (باستثناء اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات) في خمس محافظات في لبنان.

*****************************************************

اللوبي الصهيوني يدعم مالياً ثلث نواب حزب المحافظين البريطاني

لندن ـ وكالات

كشف تقرير نشره موقع «ديكلاسيفايد يوكي» البريطاني، في نهاية الأسبوع، أن ثلث نواب حزب المحافظين البريطاني تلقوا دعما ماليا من جماعات مؤيدة لإسرائيل.

وجاء في التقرير أن جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل موّلت زيارات النواب المحافظين إلى إسرائيل 187 مرة، بما فيها زيارات تمت خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.

ومن أهم الجماعات المؤيدة لإسرائيل التي دعمت النواب، هي مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، التي زعمت أن 80 في المائة من نواب المحافظين هم أعضاء فيها، وموّلت زيارات النواب إلى إسرائيل بمبلغ يزيد على 330 ألف جنيه إسترليني.

وقال الصحافي الخبير بيتر أوبورون عن مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، إنها «باتت تشبه مخفر شرطة لبنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة».

وبحسب البيانات المتوفرة لدى ديكلاسيفايد، فإن المجموعة مولت 118 نائبا حاليا في البرلمان لزيارة إسرائيل في 160 مرة، وقدمت أكثر من 330 ألف جنيه، ومن هؤلاء نائب رئيس الوزراء أوليفر دودين، ووزير الداخلية جيمس كليفرلي، ووزير العدل أليكس تشولك، هذا قبل تعيينهم في الحكومة.

وشاركت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتمويل 22 زيارة وقدمت 8 آلاف جنيه. كما مولت حكومة إسرائيل، وبشكل مستقل، وزيري المالية السابقين نديم زهاوي وكواسي كوارتينغ، ووزير الظل للمناخ النائب جون ويتينغديل.

ويأتي الكشف عن دور اللوبي الصهيوني، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن موعد الانتخابات العامة في تموز المقبل، ووسط تكهنات بخسارة المحافظين أمام حزب العمال، الذي بات يحضر نفسه لتولي الحكومة.

**************************************************************

الصفحة السابعة

بعد قانون العطلات الرسمية الجديد.. «تفليش» الدولة العراقية يتواصل

عبد الستار البيضاني

يبدو ان عملية (تفليّش)الدولة العراقية قائمة على وفق مخطط مسبق، في ظل وضع إعلامي رث تخلى عن مهماته بوصفه ركيزة مهمة في بناء دولة مدنية ديمقراطية، حيث تم تحييده وإفساده بشراء الذمم او ضمان سكوته بالامتيازات وبالقمع والترهيب!

فبعد ان مرت خطوة الغاء عيد تأسيس الجمهورية العراقية في ١٤ تموز من دون ردود افعال تناسب عملية تجريد الدولة من عيد تأسيسها، وتعويم علمها ونشيدها الوطني، وهي من رموز سيادة الدولة ووجودها، يجري العمل الان على إصدار قانون جديد يسمى ( قانون مجلس قبائل وعشائر العراق ) يُشكل بموجبه مجلس مركزي ، ومجالس محلية في المحافظات تضم شيوخ القبائل والعشائر بصلاحيات قانونية وميزانية مالية ، وحسب ما اطلعنا عليه في مسودة القانون ان الغاية من إصدار القانون هي ( حماية وحدة العراق وسيادته وثوابته الوطنية )!، وكأن البلد بلا قوات واجهزة أمنية وعسكرية تضم ملايين الأفراد وتُصرف عليها مليارات الدولارات من الميزانية العامة !.

وانا اقرأ مسودة القانون عادت بي الذاكرة إلى لقاء تداولي ليس للنشر دعانا اليه رئيس الجمهورية الأسبق الدكتور فؤاد معصوم مع مجموعة من الصحفيين العراقيين المخضرمين، يوم ٢٠ / ١١/ ٢٠١٤ أشار في سياق استعراضه للأوضاع في البلاد إلى وجود سعي لتدمير مناطق الجنوب بعد ان تم تدمير مناطق الغربية بدعم دول إقليمية، وذلك بخلق فتن وصراعات عشائرية وقبلية يعملون على استمرارها بتمويل الاطراف المتقاتلة من المصدر نفسه!

لا أستطيع التغلب على تشاؤمي باننا كشعب فقدنا حيويتنا وارادتنا وخضعنا لعصابات الفساد والجريمة بمختلف تسمياتها واتجاهاتها، بدليل اننا دعونا الى العمل على منع تمرير قانون العطل الذي تضمن إلغاء عطلة تأسيس الجمهورية العراقية ، وأشرنا إلى خطورته ودوافعه إلا انه مر بسهولة وبسرعة غير معتادة ، برغم ان إلغاء مناسبة تأسيس الجمهورية يعني ضمنا إلغاء الجمهورية نفسها، ونعتقد ان قرار الغاء مناسبة تأسيس الدولة ، هو (جس نبض ) قبل تقديم قانون مجلس قبائل وعشائر العراق ، ولا نستبعد بعد طرح وتمرير هذا القانون ان يُطرح قانون يعمل على ( عودة الإقطاع ) !، خاصة وان الوضع الان مهيأ بعد ( فرهدة ) الأراضي العراقية بحجة الاستثمار وتوزيعها على المتنفذين مثلما كانت توزع الإقطاعيات !!..

ومع اعتزازنا واحترامنا بعشائرنا الكريمة وأدوارها الوطنية في المراحل العصيبة التي مرت بها، إلا انه من حقنا ان نتساءل؛ ما جدوى وجود هذا المجلس بوجود مجلس النواب، ومجالس المحافظات والكثير من المجالس التي استحدثت لأغراض المناصب؟

وكوننا من أبناء هذه العشائر ونعرف ما تعرض له المجتمع العراقي من تشظي وتدخل الحكومات السابقة قبل وبعد ٢٠٠٣ في العشائر العراقية، ما أدى إلى تعدد الرئاسات للعشيرة الواحدة حتى ظهرت تسميات تهكمية لبعض هؤلاء، ترى من سيكون هو الممثل الحقيقي لهذه العشيرة أو تلك في المجلس المركزي او المجلس المحلي ؟، نخشى ان يؤدي هذا إلى المزيد من التشظي وحدوث صراعات وانشقاقات جديدة تهدد النسيج المجتمعي.

ندعو جميع الفعاليات الاجتماعية والمهنية والسياسية والمدنية إلى الوقوف ضد هذا القانون قبل ان يخرج من الأدراج إلى التصويت، لأنه ببساطة يعني نهاية الدولة المدنية المأمولة، وسنترحم على أيام الدعوات إلى تقسيم البلاد إلى أقاليم …

الموضوع لا يحتمل الجدل، دعونا نرصن مؤسسات الدولة بدلا من شرذمتها..

ومن موقعي كمواطن بسيط احذر من سوء العاقبة، وأدعو إلى التصدي لهذه المشاريع ووعي خطورة نتائجها ودوافعها..

**************************************************************

أبوابكم سوف تُطرق من جديد !! فكيف تستجيبون؟

يوسف ألو

المتتبع للشأن العراقي هذه الأيام بشكل خاص أي ما بعد انتفاضة شعبنا بسبب نقص الخدمات بشكل عام والكهرباء بشكل خاص يلاحظ أن اغلب الكتاب والمثقفين العراقيين بشكل خاص والمخلصين والشرفاء من الكتاب والمثقفين العرب ( وهم قلة ) بشكل عام ممن تعاطف مع شعبنا في محنته المستمرة بالحقيقة منذ عقود من الزمن وليس في هذه الفترة او المرحلة، أبدوا اهتماما واضحا وبشكل جدي للمعاناة، وتعاطفوا بشكل واضح وحقيقي مع معاناة الشعب وآلامه وأمانيه بالرغم من وجود أغلبهم خارج العراق أي في المهجر، ويظهر هذا جليا من خلال المقالات التي نشرت وبغزارة في المواقع الألكترونية المختلفة والصحف والمجلات المحلية منها ( العراقية ) والعربية والعالمية، كذلك ما تقدمه القنوات التلفزيونية المساندة منها والمناوئة من برامج مختلفة تتناول الأزمة من جميع أبعادها حتى أصبحت مادة دسمة لنشرات الأخبار اليومية حيث اختلفت مضامينها من نقد مباشر وصريح وبالأسم أحيانا وأخرى بشكل غير مباشر وبشكل عام، بينما أخرى كانت تعالج الأزمة وتطرح الحلول والآراء المختلفة والتي كان أغلبها يصب بمصلحة الشعب العراقي بأستثناء من كان عدوا دائميا لشعبنا وحاول ويحاول بأستمرار زج شعبنا في محن ومآزق وادخاله في متاهات يصعب الخروج منها، وبالتالي فهو صاحب المعاناة الكبرى التي فعلا تتطلب هكذا اهتمام اعلامي وصحافي وادبي وفكري لم يسبق له مثيل خاصة في الفترة التي تلت سقوط الصنم ، وراحت تلك المقالات التي حملت أسماء لامعة لها خبرتها ومكانتها على الساحة الأدبية والثقافية والأعلامية في العراق والعالم، تطرق أبواب من يهمهم أمر شعبنا وتارة تهمس بآذانهم وتارة أخرى تدغدغ مشاعرهم عسى ان تتمكن من تحريكها، والأخرى وهي المدوية تلك التي راحت تطرق أبوابهم بشكل مباشر وبقوة وهمة واضعة مصلحة الشعب فوق اي اعتبار سياسي كان أو ( قيادي ) غير مبالية بالمناصب مهما كان حجمها ونوعها واسمها وأي كان صاحبها دون تمييز، لأن التجربة المريرة التي مر بها شعبنا ولايزال أثبتت بالملموس بأن لاوجود لمن يحمل هما واحدا من هموم ومعاناة شعبنا في جعبته كونه قد أفرغها بعد انتهاء الانتخابات كي يتخلص من ثقلها وعبئها الذي قبله دون قيد او شرط وهو يتقدم للحصول على حصته من الكعكة !! ولكن اللعبة لم تنته بل زادت حدة والتهب سعيرها وقد تحرق الرابحين في باديء الأمر ومن ثم تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن لمن تبعهم ووالاهم وشملته الحصة!

لقد قال الشعب كلمته قبل انتفاضة تشرين وسف يقولها ويؤكدها لأن المثقفين والكتاب والإعلاميين الشرفاء والوطنيين هم ضمير الشعب الحي والنابض والذين بقوا لازالوا متيقظين كي يصونوا الأمانة التي قطعوها على أنفسهم بأن يكونوا أوصياء وأمناء على مصالح الشعب المسلوبة بالطرق المعروفة للقاصي والداني، وهم الشريحة التي قبلت لنفسها التحدي مع الظلم لأنصاف الظالم ليس بسلاحها ولا بمالها بل بفكرها ومبادئها وبقلمها وكاميراتها وهي التي تمكنت وتتمكن من كشف الكثير من ألاعيب المتصيدين بالماء العكر أصحاب المصالح الشخصية والفؤوية من الوصوليين الذين تمكنوا من خداع الشعب بخطاباتهم الرنانة ووعودهم الخاوية والتي ما لبثت أن انكشفت حقيقتها ! فالينتفض شعبنا من جديد ليؤيده ويسانده كل مخلص ووطني شريف يآزره في محنته من موقعه ويقول كلمته بصوت عال وواضح معلنا انتهاء فترة الصمت التي طالت ولم يعد يتحمل بعد اليوم الغيظ والجور الواقع عليه ويلتهب الشارع العراقي مطالبا بحقوقه المشروعة التي سلبت منه لمدة عقدين من الزمن الصعب بأسم الحرية والديمقراطية بعد ان كانت مسلوبة لعقود طويلة بكتم الأفواه والقتل والتشريد والاستبداد والتسلط الأعمى.

هنا سوف يحاول من يتربع على عرش الحكم وسلطاته فتح الأبواب التي تطرق بقوة بحياء معبرين في الوقت نفسه مساندتهم التي لامحال منها لمطالب الشعب التي يعترفون باحقيتها ( بخجل ) أيضا، وهم على علم بها منذ اللمسة السحرية الأولى للكرسي العجيب الذي أطفأ ضمائرهم كما يبدو ولكن بالتاكيد الطرق ستزداد قوته وسيسمع صوته من هو في دهاليز القصر بعدها لابد من فتح الأبواب على مصاريعها وحينها يكون الحساب عسيرا، فأبواب الحق المشروع التي تفتح بهذه الطريقة سوف لن تغلق ألا بعد الائتمان على محتوياتها ووضعها بأيد أمينة تريح شعبها وتجعله ينام قرير العين بشكل دائم، لذا عليكم ان تعودوا لرشدكم وتحاسبوا ضمائركم لتنيروا الدرب لشعبكم الذي اختاركم بالخطأ !!.                                                                        

*********************************************************************

الأخوّة العربية الكردية في الشعر النجفي

أ.د. باقر الكرباسي

إن الحديث عن مدينة النجف الاشرف، هذه المدينة المعطاء تتوزعه جوانب عديدة، فهي مدينة تتنفس الشعر وفيها المنطق والفقه والعمل والسياسة والتنوير، وحين تذكر النجف يقترن ذكرها بقائمة لها أول وليس لها آخر، إنّها مدينة ولود فبين عالم رباني وفقيه زاهد أديب شاعر أو مجاهد ثائر أضافوا إلى الحياة معاني عديدة، هذه المدينة المقدسة قدِّر لها أن تصبح محطاً لأنظار العالم الاسلامي يهاجر إليها الآلاف من طلاب الفضيلة للتفقه والاشتغال العلمي، سميت هذه المدينة بمدينة الوافدين، اذ انّ الوافد اليها لا يؤثر فيها بقدر ما يتأثر بشمائل أصلها والطابع العام لسكانها، فالعشائرية والنخوة ورعاية الجار والكرم والضيافة سمات بارزة يلمسها كل وافدٍ إليها.. وفي عصرنا الحديث أصبحت النجف في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي مركزاً مزدهراً للحوار الفكري ومحجة لطلاب العلم والمعرفة من أصقاع العالم الإسلامي، وكونها مصدر جذب للعلماء والمفكرين وفيها نبغوا  فإنّ المدينة بمكتباتها ومتاجر الكتب فيها ونقاشاتها وحلقاتها الادبية صارت مع الزمن للعديد من الطلاب والشباب المكان الذي اكتشفوا فيه أفقاً ثقافياً للنهضة العربية الموجودة، ومفكريها من إسلاميين ومجددين -علمانيين ويساريين- يتجسد ذلك في نتاجاتهم الشعرية والأدبية والفكرية، فقد كان الشعر وقراءته سمير جلساتهم، إضافة إلى ادخال المطابع إلى المدينة أدى إلى زيادة النتاج الأدبي فظهرت تبعاً لذلك الصحف والدوريات وأصبحت أداة رئيسة لنشر الفكر والمعرفة، ومن جهة أخرى كان لوصول بعض المجلات والكتب العصرية من لبنان وسورية ومصر مثل مجلة العرفان لأحمد عارف الزين والهلال لجرجي زيدان والعصور الاشتراكية لإسماعيل مظهر، كل ذلك كان له أثر كبير في تأليف المنظومة المعرفية للشباب النجفي المتحضر وكسر أطواق الجمود عنده ، ففي بداية العشرينيات من القرن الماضي بدأت ثورة المعرفة أي بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917، فدخلت الأفكار الاشتراكية إلى الدول العربية ومنها العراق فتناولها العراقيون بشغف وفهموها فهماً صحيحاً، والنجف كانت من ضمن المدن العراقية التي دخلت هذه الافكار فكانت رائدة للتنوير والاصلاح والتجديد والامثلة كثيرة ... إنها مدينة حراك ثقافي في صباحاتها ومساءاتها، ولذلك لم يكن بعيداً على شعرائها وكتابها أن ينشدوا قصائد ويكتبوا مقالات ودراسات عن الأخوة العربية الكردية منذ ذلك الوقت ولحد الآن ... ومن ذلك :

قدّم الشيخ محمد رضا الشبيبي الرجل الذي لا غبار على وطنيته، قدم مذكرة قبيل وفاته بشهر إلى رئيس الوزراء آنذاك عبد الرحمن البزاز أوضح فيها القضايا والمشاكل التي تواجهها البلاد، وطالب الشبيبي في مذكرته بدرس القضية الكردية درساً دقيقاً لصيانة الوحدة الوطنية وحقن الدماء وإعادة السلام والطمأنينة إلى الربوع الشمالية لأن العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن ... (أعلام الأدب الحديث في العراق) مير بصري ج1/1994/ص108 وأوضح السيد مصطفى جمال الدين – الشاعر الدكتور- في قصيدة له عنوانها (الفكر الخصيب) بمناسبة أربعينية علامة العراق  وشاعره الفذ الشيخ محمد رضا الشبيبي، أوضح فيها أننا سنبقى شركاء في هذا الوطن مهما طال بنا الزمن لأننا لم ينس بعضنا لبعضنا الآخر وما مرَّ العرب مرَّ على الاكراد ايضاً .. مطلع قصيدته:

كذبوا .. لن يموتَ فكرٌ خصيبُ

                             وعلى كل خاطرٍ منه طيبُ

ويقول فيها :                            

يا سنيناً شاب الزمان بها

                       رُوحاً .. وما شاب عزمنا والوثوبُ

ورياحاً مزَّقتنا ولكن

                         ما نسى ضيعة الشمال الجنوبُ

وسياطاً قد آلمتنا جميعاً

                       ما نجى ضاربٌ ولا مضروبُ

وفي قصيدة اخرى للشاعر جمـــال الـــدين عنوانهـا (حلم الأمة) ألقاها في دمشق عام 1994 مطلعها:

بماذا اعزّي والردى أخرس الفَما

                            ونادى بليغَ الدمع أن يتكلما

وفيها ايضاً:

ثلاثين ندعو العُربَ فيها لـ (وَحدةً)

                                            حصيلتها : انَّ العراقَ تشرذما

و (حريّة) ذاق الجنوبُ وبالها

                                  وَعَبَّ الشمال (الغاز) حتى تسمّما

اي أن ما ذاقه الجنوب في هذا البلد ذاق الشمال أمرّ منه فكان ذلك الزمن عادلاً في ظلم الناس جميعاً ..

وفي قصيدة اخرى لشاعرنا السيد مصطفى جمال الدين عنوانها الشاعر وأنا مطلعها:

عِم صباحاً ديوان شعري ذوى ليلُكَ

                            اذا اشرقت عليك العيونُ

وتلقاك فجرها ضاحك الجفــن

                           وحيّاك لمحُها المفتونُ

إلى أن يقول:

وحدة العربِ لم تكن وحدةَ الحكام

                                   يوماً وانما هي دينُ

وَحَّدَتْنا جذورنا وكتاب الله

                                    فينا وارضنا والمعينُ

(بردى) في شفاهنا (دجلةُ الخير)

                                            ومن (بنَجويننا) (قاسَيونُ)

اما الشاعر محمد حسين المحتصر والذي رحل قبل اسبوعين عن عمر ناهز التسعين عاماً يقول في احدى قصائده التي اعطاها عنوان (عطر آذار) مطلعها:

نبأٌ .. لا أقول عنه جليل

                                            اي شيء يقال فيه قليلُ

وفيها ايضاً:

واختلاف الاخوان أمرٌ قبيحٌ

                                            وقبيحٌ ان لا تكون حلولُ

وقبيحٌ ان تستمر الخصومات

                                              فيمتد عمرُها ويطولُ

ويغذي جذورها أجنبيٌّ

                                            مستفيدٌ وحاقدٌ ودخيلُ

إلى أن يقول شاعرنا المحتصر:

نحن شعبٌ عشنا على هذه الارض

                                            زماناً ، شعبٌ وديعٌ أصيلُ

ليس بين السهول والجبل الشامخ

                                            شيء تغاظ منه السهولُ

كلها أرضنا ونحن بنوها

                                            ولنا الماء جارياً والنخيلُ

فلماذا هذا التطاحن والعنفُ

                                            أضاقت بزراعيها الحقولُ؟

الفرات الذي يسيل سيبقى

                                            أبدَ الدهر بالحياة يسيلُ

والتراب الذي ندوس عليه

                                            خيره وافر الجني موصول

ومراد النفوس اصغر من أنْ

                                            نتعادى فقاتلٌ وقتيلُ

اما الجواهري الكبير فله في الأخوة العربية الكردية أكثر من إشارة في قصائده بل في واحدة منها يعنونها (كردستان) أو (موطن الابطال) ألقاها في مؤتمر الطلبة الاكراد في ميونخ بألمانيا تحية لنضال الشعب الكردي: مطلعها:

قلبي لكردستان يُهدى والفَمُ

                    ولقد يجودُ بأصغريه المعدَمُ

ويقول فيها:

سلّم على الجبل الأشمِّ

                          ولأنت تعرفُ من بنيه ومن هُمُُ

وتقصّ كلَّ مدبِّ رجلٍ عنده

                           هو بالرجولة والشهامةِ مُفعمُ

والثم ثرىً بدم الشهيد مخضَّباً

                            عَبِقاً يضوع كما يضوع البرعمُ

إلى ان يقول:

يا ابن الشمالِ ولست وحدَك انّها

                              الستُ الملايينَ التي تتهضَّمُ

يا خير ضلعٍ لست وحدَك انه

                                جسدٌ بكل ضلوعِهِ يتألَّمُ

عانى واياك الشدائد لم تَلِنْ

                                منه قناةٌ كل يومٍ تُعجَمُ

وفي نهايتها يقول الجواهري:

يا أيها الجبلُ الأشمُ تجلةً

                                            ومقالةً هي والتجلَّةُ توأَمُ

شعبٌ دعائمُهُ الجماجمُ والدمُ

                                            تتحطم الدنيا ولا يتحطَّمُ

 

وللأستاذ الدكتور عبد الإله الصائغ قصيدة عنوانها (حلبجة أميرة المدن) يقول فيها:

حبيبتي حلبجة جئتك اليوم حاملاً لك باقة وردٍ وقصيدة شعر

لن ابكيك حبيبتي سامحيني

فأنا لا أحب البكاء

لن ارثيك مليكتي فأنا لا أحسن الرثاء

أدري أنهم زرعوا الويل في ازقتك وبيوتك

مزارعك وباحاتك

أدرى ان خمسة الاف ملاك من سماواتك

اختنقوا بدخان البعث العنصري

رأيت امّاً حلبجاوية تحتضن أطفالها الميتين

امّاً حلبجاوية ماتت بصمت القديسات

إلى ان يقول:

انت تنتظرين زبانية الجحيم الذين اغتالوك معلقين

على أعواد المشانق في باحتك

كما تنتظر النجف والناصرية والبصرة والعمارة

كما تنتظر الموصل والديوانية

الذين اغتالوا فتيان المقابر الجماعية

والفتيات معلقين على جذوع النخل واعمدة الكهرباء

حلبجة انت والنجف توأمان

شهداؤك وشهداؤها

يدبكون الساعة في الفراديس دبكات كوردية

والعذراوات يفرقن على الراقصين خبز العباس

لأنك عزيزة

لأنك طاهرة لأنك عظيمة

لأنك مسالمة

لأنك كبيرة

لأنك كوردية

وكذلك يوجد شعراء من النجف الأشرف مدينة التسامح والاخوة أنشدوا للأخوة العربية الكردية شعراً جسدوا فيه المعاني السامية بين العرب والكورد.

***********************************************************

نحو وزارة للأمومة والطفولة

خليل ابراهيم العبيدي

 

تتعالى اليوم المطالبات بإنشاء وزارة للطفل، وهذا المطلب يجد صداه جراء ما يتعرض له الطفل في بلدنا من عنف وإهمال وتشرد، والحق أن تلك المطالبات لم تأت من فراغ، بل جاءت بعد نتائج وخيمة لأفعال انتهكت حرمات البراءة، وان هذه التعديات لم تكن لتحدث لولا تعرض الأم هي الأخرى لأفعال شنيعة تجاوزت القوانين والشريعة.

إن المرأة في العراق بدءا من الأب والزوج بل وحتى الأبناء مرورا بالمحلة والعشيرة وصولا إلى الدولة لم تكن بالعموم إلا محلا للازدراء أو موضوعا للتنكيل أو التقليل من شأنها، تارة بالفصول المخالفة للقوانين والأصول، وتارة بالتعنيف الذكوري تفريغا لهموم الرجل جراء أعباء الحياة، وتارة بالطرد والتشريد، إضافة إلى الترمل جراء الحروب أو التغييب القسري لواليها الغائب.

إن تراكم الكم الهائل من الأرامل والمطلقات والذي لا تمتلك الدولة له إحصاء دقيقا، والذي كما تراه بعض الجهات يفوق ال 5 ملايين امرأة، وأن تزايد عدد الأيتام والقاصرين والمشردين من الأطفال، والذي هو الآخر يفوق الخمسة ملايين، يتطلب منا وقفة تأمل حقيقية ودراسة جادة للوقوف على مخرجات ما سيتركه هذا الكم المعطل من البشر الخارج عن التنظيم الأسري والاجتماعي والخارج حتى عن القيد القانوني، نعم ما سيتركه من آثار مدمرة على محيطه الوطني أو على الأقل على مكان عيشه، وهو نادرا ما كان يليق بحياة البشر، أو ما سيدفع بالكثير منهم للتنمر أو الانحراف، وهذا هو وحده كفيل بأن تقوم الدولة ، والجامعة، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومراكز البحوث بوضعه تحت المجهر للوصول إلى حلول مناسبة، منها ما نقترحه نحن، هو إنشاء وزارة باسم وزارة الأمومة والطفولة، يتكون هيكلها الداخلي من وحدات متخصصة بالسكن والتعليم والتهذيب، وان يشرع لها قانون خاص يتكفل بالإنسان من الولادة إلى وصوله مدارس وزارة التربية.

إن هذة المطالبة ستختصر الرعاية الاجتماعية بمحور وزارة متخصصة تكفل الأم المرأة من حيث التربية والعمل والسكن اللائقين وترعى الطفل حتى يكون عضوا نافعا، وهو أمر تنظيمي ليس إلا، لكنه سوف ينقذ المجتمع من كتلة بشرية سائبة لا يعلم أي منا مسارها الخطير في بلد يكاد يلملم جراحاته.

***************************************************************

الصفحة الثامنة

الاعتراف بالدولة الفلسطينية: إعلان رمزي لكنه يعزز الحق الفلسطيني

د.ماهر الشريف

تشتد العزلة الدولية الخانقة التي تواجهها حكومة الحرب الإسرائيلية؛ فبعد أيام على قيام مدّعي عام محكمة الجنايات الدولية كريم أحمد خان بإصدار مذكرتَي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهي مذكرات تنتظر مصادقة قضاة المحكمة الثلاثة عليها، بادرت ثلاث دول أوروبية إلى إعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في 28 أيار/مايو الجاري.

ثلاث دول أوروربية تعترف بدولة فلسطين

كما كان متوقعاً، أعلن رؤساء حكومات إسبانيا والنرويج وإيرلندا، يوم الأربعاء في 22 أيار/مايو الجاري، مبادرة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، على أن يدخل هذا الاعتراف حيز التنفيذ في 28 من هذا الشهر. وقال رئيس الوزراء النرويجي جوناس غار ستور في مؤتمر صحفي في أوسلو: “لقد قررت الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين”، مقدّراً أن هذا الاعتراف هو مؤشر على “دعم القوى المعتدلة التي تقف في الخلف في صراع مروع وطويل الأمد”، ومؤكداً  أنه “لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط إذا لم يكن هناك اعتراف بالدولة الفلسطينية”، وأن هذا الاعتراف “لم يعد في إمكانه انتظار التوصل إلى حل سلمي”، وأن “علينا أن نحيي البديل الوحيد الذي يقدم حلاً سياسياً لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو قيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن”. وأضاف نظيره الإيرلندي، سايمون هاريس، في وقت واحد تقريباً من دبلن: “إن حل الدولتين هو المسار الوحيد الموثوق به لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وفلسطين”، معلناً أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية، وقال: “اليوم، تعلن إيرلندا والنرويج وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين”، مشيداً بهذا اليوم باعتباره “يوماً تاريخياً ومهماً لإيرلندا وفلسطين”. بينما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في خطاب ألقاه أمام البرلمان: “لقد استغرق الأمر عدة أشهر حتى تتمكن الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي من المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة وتأكيد دعمها حل الدولتين، ولكن يجب أن نكون صادقين وندرك أن هذا ليس كافياً، وقد حان الوقت لترجمة الكلمات إلى أفعال، لنقول لملايين الفلسطينيين الأبرياء الذين يعانون إننا معهم وإن هناك أملاً”. وأضاف بيدرو سانشيز أن ائتلافه الحكومي سيعلن رسمياً قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية يوم الثلاثاء في 28 أيار/مايو الجاري، وذلك “انسجاماً مع الروح السلمية للشعب الإسباني وعزمه على تعزيز السلام”، وحتى “يتمكن الإسبان من القول إنهم كانوا على الجانب الصحيح من التاريخ”، معرباً عن ثقته “في أن دولاً غربية أخرى ستحذو حذو إسبانيا قريباً”، وذلك بغية “إعادة إطلاق عملية السلام” على قاعدة حل الدولتين. وكان بيدرو سانشيز قد أخذ على عاتقه، منذ فترة من الزمن، الدعوة في أوروبا لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك من منطلق “قناعة أخلاقية”، وباعتباره “قضية عادلة” و “الطريق الوحيد” للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونشر، في آذار/مارس الفائت، بياناً مشتركاً  مع رؤساء حكومات إيرلندا وسلوفينيا ومالطا أعربت فيه هذه الدول عن استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ثم قام، في شهر نيسان/أبريل الماضي، بزيارة إلى النرويج وإيرلندا، تكللت بإعلان مدريد وأوسلو ودبلن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية “بالتنسيق الوثيق” فيما بينها، على حد تعبير رئيس الوزراء النرويجي جوناس غار ستور.

من ناحية أخرى، اعتمدت حكومة سلوفينيا، في 9 أيار/مايو الجاري، قراراً يفيد بأن البرلمان سيوافق على الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل 13 حزيران/يونيو القادم، وأعلن رئيس الوزراء، روبرت غلوبوت، “أن مرسوم الاعتراف بدولة فلسطين هو جزء من جهودنا لوضع حد في أقرب وقت ممكن للفظائع في غزة”. وستنضم هذه الدول الأريع، أي إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا، إلى السويد التي اعترفت بدولة فلسطين في سنة 2014، وإلى دول أوروبية أخرى كانت قد اعترفت بدولة فلسطين، بعد إعلانها في المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 1988، وهي جمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص.

ضغوطات على الحكومة الفرنسية كي تعترف بالدولة الفلسطينية

ويبدو أن رئيس وزراء إسبانيا كان يأمل بأن تنضم فرنسا إلى هذه الدول الأوروبية الثلاث وتعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية، وخصوصاً أن رئيسها إيمانويل ماكرون كان قد أكد، في 16 شباط/فبراير الفائت، أثناء استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الإليزيه، أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات بالنسبة لفرنسا”، وأيدت بلاده في وقت سابق من هذا الشهر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا مجلس الأمن إلى نقل عضوية فلسطين من دولة عضو مراقب في المنظمة الأممية إلى دولة كاملة العضوية. لكن وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، قدّر أن الشروط غير متوفرة لكي تحذو فرنسا حذو إسبانيا وإيرلندا والنرويج، مؤكداً أن “هذا القرار يجب أن يكون مفيداً، أي أن يسمح بخطوة حاسمة إلى الأمام على المستوى السياسي، وألا يكون مجرد مسألة رمزية أو مسألة تموضع سياسي”. وجاء موقفه هذا مخالفاً لموقف نحو 500 شخصية من عالم الثقافة دعوا، بمبادرة من الكاتبة نادية بنجلون والناشط السلمي عوفر برونشتين، بمن فيهم عالمة الاجتماع الإسرائيلية الفرنسية إيفا إيلوز والمسرحي اللبناني الكندي وجدي معوض، في بيان نشر في صحيفة “لوموند”، في 16 أيار/مايو الجاري، رئيس الجمهورية الفرنسية والمجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين دون مزيد من التأخير، معتبرين أن هذا “الاعتراف يجب أن يشكل بالفعل الخطوة الأولى للمفاوضات التي ستؤدي إلى مرحلة تاريخية جديدة في المنطقة”، وذلك بعد أن “وصل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي دام حتى الآن أكثر من قرن من الزمان، إلى ذروة غير مقبولة وغير مسبوقة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما تلا ذلك”. وأضاف موقعو هذا البيان: “لقد عرفنا منذ زمن طويل أن المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية هي جوهر الاستقرار في الشرق الأوسط وأن تسويتها السياسية أمر أساسي لضمان ذلك”، معتبرين أن فرنسا، منذ عهد الرئيس فرانسوا ميتران، تكرر بقوة “الحاجة إلى التعايش بين دولتين: دولة إسرائيل، ضمن حدود آمنة ومعترف بها... ودولة فلسطين، ذات سيادة حقيقية على أرضها، إلى جانبها”، ولا “يمكن فهم هذا التعايش، في رأينا، إلا بين دولتين ديمقراطيتين مسالمتين، تنبذان العنف من أجل البناء على  سلام دائم”.                                                                                                                            

حكومة الحرب الإسرائيلية غاضبة وتنتقم من الفلسطينيين

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأربعاء، في 22 أيار/مايو الجاري استدعاء سفراء إسرائيل لدى إيرلندا والنرويج “للتشاور”، وذلك في أعقاب قرارهما الاعتراف بدولة فلسطين، واتهم في بيان صادر عن مكتبه هاتين الدولتين، فضلاً عن إسبانيا، يإرسال “رسالة إلى الفلسطينيين وإلى العالم أجمع مفادها أن الإرهاب يجبي الثمن”، مؤكداً أن “إسرائيل لن تبقى صامتة بشأن هذه القضية”، وأن هذا الاعتراف “يقوّض حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، ويمكن أن يعرقل الجهود الرامية إلى إعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وأنه سيجعل وقف إطلاق النار “أقل احتمالاً “ من خلال “مكافأة جهاديي حماس وإيران”. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد حذرت، يوم الثلاثاء في 21 أيار/مايو، في رسالة مصورة إلى العاصمة الإيرلندية دبلن نشرت على شبكة التواصل الاجتماعي “إكس” من أن “الاعتراف بدولة فلسطينية قد يحوّلكم إلى بيدق في يد إيران وحركة حماس”، وأن هذا الإجراء “لن يؤدي سوى إلى تأجيج التطرف وعدم الاستقرار”، وسيكون بمثابة “مكافأة للإرهاب”، من شأنها “أن تجعل الحل التفاوضي للحرب في قطاع غزة أقل احتمالاً”.

وعقب هذه الاعترافات، سارعت حكومة الحرب الإسرائيلية إلى الانتقام من الفلسطينيين، إذ أعلن وزير الحرب يوآف غالانت، يوم الأربعاء في 22 أيار/مايو الجاري، إلغاء سريان قانون “فك الارتباط” بشمال الضفة الغربية، الذي نص على تفكيك أربع مستوطنات قريبة من مدينتَي جنين ونابلس، بالتوازي مع قرار “فك الارتباط” بقطاع غزة وتفكيك المستوطنات المقامة فيه الذي تمّ تنفيذه في سنة 2005 في عهد رئيس الوزراء السابق أريئيل شارون، بما يسمح  بتوسيع النشاط الاستيطاني ويمكّن المستوطنين من العودة إلى مستوطنات سانور وغانيم وكاديم، وذلك بعد أن كانوا قد عادوا، في العام الماضي، إلى مستوطنة حوميش، وذلك بعد أن أقرّ الكنيست تعديلاً على قانون “فك الارتباط”. من ناحية ثانية، ستقوم حكومة الحرب الإسرائيلية بالضغط على الفلسطينيين من خلال أموال الضرائب التي تجنيها لصالح السلطة الفلسطينية، كما من المتوقع أن يضاعف وزراؤها استفزازاتهم تجاههم، كما فعل الوزير إيتمار بن غفير يوم الأربعاء نفسه عندما اقتحم باحات المسجد الأقصى، لأول مرة منذ ثمانية أشهر، وهاجم في تصريحاته الدول الأوروبية الثلاث التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.

خاتمة

يظل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحده محدود الأثر، وهو ما أشار إليه دوغلاس براودفوت، السفير الكندي السابق في مدينة رام الله  لراديو كندا، بقوله: “إننا لا نبني دولة بالاعتراف بالدولة”، لكن هذه المبادرة “ليست عديمة الفائدة، بل على العكس من ذلك”، وأضاف: “من الصحيح أن الاعتراف بدولة فلسطين هو أمر رمزي بحت، ومع ذلك، تكون الرموز في بعض الأحيان مهمة جداً”، إذ يشكل هذا الاعتراف “ضغطاً معيناً على إسرائيل، ويجعلها تفهم أن للصبر حدوداً”، ناهيك عن أنه يمثّل “انتكاسة جديدة” لإسرائيل، وخصوصاً أنه “يأتي بعد اثني عشر يوماً من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة”، ولكن أيضاً “بعد أيام قليلة من طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه”. ولعل اللجوء إلى فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، والعمل على حجب الأسلحة عنها، قد يعززان هذه الخطوة الرمزية ويجعلانها ذات أثر أكبر.

*******************************************************************

«يلقبونني بالشهيد الحيّ» ناجٍ من مجزرة دير ياسين يروي تفاصيلها المروعة   

داوود أسعد، رجل فلسطيني نجا من مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين إبان النكبة عام 1948.

ارتبط اسم قرية دير ياسين الفلسطينية بإحدى أبشع المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في حق الفلسطينيين إبان النكبة. أحد الناجين يسترجع الذكرى الأليمة لهذه المأساة.

لا تزال الكوابيس تراود داوود أسعد عن اليوم الذي هاجمت فيه العصابات الصهيونية قريته الفلسطينية دير ياسين، بالقرب من القدس قبل 76 عامًا.

رأى أسعد، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 16 عامًا، بأم عينيه من نافذة قريته وهي تحترق. وبينما كان الرجال من أقربائه يقاومون الميليشيات الصهيونية التي كانت تطلق النار عليهم، هرب الفتى أسعد.

لكن مسلحي الميليشيات قتلوا في دير ياسين أكثر من 100 فلسطيني، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في ما أصبح يُعرف بمجزرة دير ياسين، التي وقعت في 9 نيسان 1948.

فقد أسعد 27 فردًا من عائلته في ذلك اليوم، بما في ذلك جدته وشقيقه عمر البالغ من العمر عامين.

ويقول أسعد: «جدتي كان اسمها آمنة (...) وكان شقيقي عمر على كتفيها وهو في الثانية من عمره. تم إطلاق النار عليها بدم بارد. وأًسرتْ والدتي وشقيقتي التي كانت تبلغ من العمر ست سنوات».

«الشهيد الحيّ»

ويتابع أسعد القول: «أخذوا عمّي الذي كان معهم وأوقفوه أمام حائط، وأطلقوا عليه ثماني رصاصات في رأسه هكذا».

أما داوود أسعد، فيقول إنه نجا بأعجوبة: «وضعت نفسي على الأرض وبدأت أزحف على بطني. وفي كل مرة أصعد هكذا (...) كنت عندما أرفع رأسي إلى الأعلى، أرى الرصاص يأتي باتجاهي (...) كانوا يحاولون قتلي.»

يضيف داوود أسعد: «لا أدري كيف نجوت. لقد أطلقوا عليّ لقب الشهيد الحي.»

تسببت تلك المجزرة والهجمات الأخرى على القرى الفلسطينية وحرب عام 1948 التي صاحبت تأسيس إسرائيل إلى ما يسمى بالنكبة، والتي أدت إلى نزوح حوالي 700 ألف فلسطيني فروا أو أُجبروا على النزوح من أراضيهم، التي أصبحت تعرف الآن بإسرائيل.

وقد اكتسبت ذكرى النكبة أهمية جديدة هذا العام، حيث تم تهجير أكثر من ضعف هذا العدد داخل غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع.

فرّ أسعد، الذي يبلغ من العمر الآن 92 عامًا ويعيش في بلدة مونرو بولاية نيوجيرسي الأمريكية، في البداية مع آخرين إلى قرية عين كارم بعد هروبهم من دير ياسين.

انتشرت أخبار المذبحة إلى القرى المجاورة، مما أثار الخوف بين الفلسطينيين من احتمال تعرضهم لمجازر مماثلة، وأدى ذلك إلى نزوح جماعي للفلسطينيين من منازلهم وأرضهم.

يقول الرجل الفلسطيني المسّن الذي عايش مجزرة دير ياسين: «لقد فعلوا ذلك لأنهم أرادوا إخافة الناس، وبسبب ذلك هاجر 750 ألف شخص أو تركوا منازلهم (...) خوفًا من أن يحدث لهم ما حدث في قريتي دير ياسين». ويتابع: «كانت مذابح محسوبة (...) لم تحدث هكذا دون سبب.. أرادوا إخافة الناس ليستولوا على الأرض».

بالنسبة لأسعد، فإن صور الأطفال الذين قتلتهم أو أصابتهم الغارات الجوية الإسرائيلية في الأشهر القليلة الماضية في غزة، تعيد إلى ذاكرته المشهد الأليم لشقيقه البالغ من العمر عامين وهو جثة هامدة في عام 1948.

ويقول أسعد: «ما حدث في قريتي هو نفس ما يحدث في غزة. ولكنني حقًا لا أستطيع أن أفهم لماذا (يستهدفون) هؤلاء الأطفال الصغار». ويتابع متسائلًا: «ماذا فعلوا؟ لماذا كان عليهم أن يموتوا، صغار مثل هؤلاء؟»

«لن أنسى»

المجازر التي عايشها داوود أسعد في صباه، ومأساة الشعب الفلسطيني التي ما زالت مستمرة حتى بعد مرور 76 عامًا على النكبة، تجعله يشعر بالحزن، فيقول: «لكنني رجل مؤمن وأعرف القرآن وأعرف ما سيحدث. أعلم أن بعد العسر يسرا».

وحتى الآن، لا زال داوود أسعد، الذي وُلد عام 1931، يحلم بما حصل في دير ياسين، ويبكي أحيانًا: «لا أنسى هذا أبدًا. يمكنني أن أسامح، ولكنني لا أنسى أبدًا.»

ــــــــــــــــــــ

المصدر: يورو نيوز

****************************************************************

الصفحة التاسعة

باولو فونسيكا قريب من تدريب ميلان الايطالي

ميلان ـ وكالات

أكدت تقارير صحفية إيطالية، امس السبت، أن نادي ميلان حسم اتفاقه مع المدرب الجديد ليقود الفريق في الموسم الجديد.

وأعلن ميلان خلال اليومين الماضيين رحيل ستيفانو بيولي من منصبه كمدرب للفريق عقب نهاية الموسم الجاري، ليغادر بعد رحلة استمرت 5 سنوات مع الروسونيري. ووفقا لصحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» الإيطالية، فإن باولو فونسيكا المدير الفني السابق لروما، سيكون مدرب ميلان الجديد، بداية من الموسم المقبل. وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق بين المدرب البرتغالي وميلان على وشك الاكتمال، لافتة إلى أن الطرفين يعملان حاليا على تحديد التفاصيل الأخيرة. وأشارت إلى أن الأسبوع المقبل قد يكون موعد توقيع فونسيكا على عقود انضمامه للروسونيري، حيث سيكون الإعلان بعد المباراة الودية ضد روما.

**************************************************************

طائرة خاصة تقل منتخبنا الوطني إلى جاكارتا نهاية الشهر المقبل.. سحب قرعة تصفيات كأس العالم

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أمس السبت، عن تحديد قرعة المرحلة الثانية من التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام في يوم 27 من شهر حزيران القادم في العاصمة الماليزية كوالالمبور بمشاركة مدرب المنتخب الاسباني كاساس ممثلا عن العراق.

ويمتلك العراق 12 نقطة من مبارياته التي خاضها في التصفيات التأهيلية، والمتبقي له مباراتان أمام إندونيسيا وفيتنام يومي (6 - 11) من شهر حزيران المقبل، واللتان لا تؤثران في التصنيف.

وتضم القرعة 18 منتخباً متأهلاً من المرحلة الثانية بالتصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات مونديال 2026 وكأس آسيا 2027، تقسم إلى ثلاث مجموعات، فيما ضمنت منتخبات التأهل إلى النهائيات، وهي العراق، قطر، الإمارات، وإيران، واوزبكستان، أستراليا، اليابان فيما سيتم حسم تأهل الفرق المتأهلة بعد خوضها المباراتين المتبقيتين من التصفيات.

من جانب اخر، ستنقل طائرة خاصة وفد المنتخب الوطني المسافر إلى إندونيسيا للقاء منتخبها لحساب الجولة الخامسة من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2026.

وأشار مصدر مطلع في الاتحاد العراقي لكرة القدم أن «المنتخب سيغادر في الثاني من حزيران المقبل على متن طائرة خاصة سوف تقل جزءًا من الوفد العراقي».

وأضاف المصدر أن «الطائرة ستقل اللاعبين المحليين بالإضافة إلى المحترفين بشار رسن وصفاء هادي».

وتابع أن «باقي اللاعبين سيصلون تباعًا إلى العاصمة الإندونيسية جاكارتا في أقصى تقدير يوم الثالث من حزيران». ويستضيف المنتخب الإندونيسي نظيره العراقي يوم 6 حزيران المقبل، ضمن منافسات الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026، وتنطلق صافرة بداية هذه المباراة في تمام الساعة 12:00 مساءً بتوقيت بغداد. وتقام مباراة منتخب أسود الرافدين أمام نظيره الفيتنامي يوم 11 حزيران المقبل، ضمن منافسات الجولة السادسة من تصفيات كأس العالم 2026، وتنطلق صافرة بداية هذه المباراة في تمام الساعة 9:00 مساءً بتوقيت بغداد، ويستضيف ملعب “مدينة البصرة الرياضية” أحداث هذا اللقاء.

****************************************************

بعد وصول فليك.. كيميتش على أبواب برشلونة

برشلونة ـ وكالات

أشار تقرير صحفي إلى احتمال عقد نادي برشلونة الإسبانية لصفقة كبرى، الصيف المقبل، بعد وصول الألماني هانسي ديتر فليك إلى تدريب الفريق الكتالوني، خلفًا لتشافي هيرنانديز.

ووفقًا لما ورد عن منصة «Sportbible» نقلا عن صحفي شبكة «ريليفو» الإسبانية، ماتيو موريتو، فإن اهتمام برشلونة بضم جوشوا كيميتش، متوسط ميدان بايرن ميونخ، بات مؤكدًا، في ظل تعاقد البرسا الوشيك مع فليك.

وأعلن برشلونة، أمس الجمعة، انفصاله عن مدربه تشافي هيرنانديز، فيما تجزم تقارير صحفية متنوعة بأن فليك سيكون المدرب القادم للبلوغرانا، وسط توقعات بإعلان الأمر رسميًّا غدا الاثنين.

ويُعد فليك من أكبر المعجبين بكيميتش، وقد عمل الاثنان معًا خلال إشراف المدرب الألماني على العارضة الفنية لبايرن ميونخ، بين عامَي 2019 و2021.

وينتهي تعاقد جوشوا كيميتش مع بايرن ميونخ بانقضاء الموسم الحالي 2023-24. وبعدما تعثرت مفاوضات التجديد بين الطرفين، خلال الفترة الماضية، قد يجد بايرن ميونخ نفسه مُضطرًّا لبيع الدولي الألماني، خلال سوق الانتقالات الصيفية القادمة، بهدف تحقيق ربح مالي، بدلًا من الاستسلام لمغادرة اللاعب مجانًا صيف العام المقبل 2025.

ولن يمانع بايرن ميونخ عرض اللاعب للبيع، في حال قرر الأخير عدم تجديد عقده مع النادي. ويرتبط كيميتش «إعلاميًّا» بإمكانية الانتقال إلى مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، لكن يبقى برشلونة بمثابة الوجهة المُفضلة للدولي الألماني، حسب ما يفيد به مراقبون.

ويدرك بايرن ميونخ اهتمام برشلونة بضم كيميتش، وقد يسعى قادة العملاق البافاري لإبرام صفقة تبادلية، من خلالها يتحصلون على توقيع لاعب الوسط الهولندي فرينكي دي يونغ أو المدافع الأوروغواياني رونالد أراوخو.

ومن المعروف أن بايرن ميونخ مهتم بالتعاقد مع ثنائي برشلونة (دي يونغ، أراوخو)، رغم تأكيد تقارير صحفية على وجود رغبة لدى اللاعبَين في البقاء داخل قلعة «كامب نو».

*************************************************************

شنيشل يفند كل الأخبار حول استدعاء اللاعبين إلى الأولمبياد

متابعة ـ طريق الشعب

قال مدرب المنتخب الاولمبي راضي شنيشل، أمس السبت، إنه لا يخطط حالياً للكشف عن قائمة أسماء اللاعبين الذين سيمثلون العراق في أولمبياد 2024 ممن هم تحت 23 سنة من بينهم ثلاثة فوق السن القانوني.

وقال شنيشل، في حديث صحفي: «لم نعلن عن الأسماء لحد الآن بسبب النظرة البعيدة في اختيار الأبرز وفسح المجال للذين نراهم الأنسب لتمثيل العراق في أكبر محفل أولمبي».

وأضاف،» لا يمكن أن أعلن عن أي اسم في الوقت الحالي في القائمة النهائية سواء خارج السن القانوني او داخله فإن الاعلان عنها حالياً ليس من المهنية فربما تحدث إصابة لبعض اللاعبين أو تراجع المستوى للبعض الآخر وأمور فنية عديدة تجعلني لا أكشف عن القائمة الآن».

وأكد شنيشل، بانه «يستغرب إعلان بعض وسائل الاعلام عن لساني تسمية اللاعبين الخارجين عن السن القانوني او الأسماء التي تم اختيارها ضمن القائمة النهائية رغم أنها محترمة وربما يكون البعض منهم ضمن القائمة إلا أنني لم أحسم الأسماء بشكل نهائي لحد الآن».

وأوقعت القرعة الاولمبي العراقي في المجموعة الثانية إلى جانب الأرجنتين، المغرب، أوكرانيا.

وتنطلق مسابقة كرة القدم في 24 تموز المقبل أي قبل يومين من حفل الافتتاح، وستقام المباراة النهائية على ملعب بارك دي برانس في العاصمة باريس في 9 آب.

***********************************************************

نادال والرقصة الأخيرة على الملاعب الرملية في رولان غاروس

باريس ـ وكالات

اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، موجة من الحزن في 24 أيلول عام 2022، بعد الصورة الشهيرة لثنائي أساطير التنس، السويسري روجيه فيدرر، والإسباني رافاييل نادال، وهما يبكيان إلى جانب بعضهما البعض في اللقاء الأخير الذي خاضه فيدرر قبل اعتزاله.

هذه المنافسة عاشت لسنوات طويلة، وأصبح كلاهما المثل والقدوة لكل نجوم العالم، وليس التنس فحسب.

وبعد اعتزال فيدرر بعامين، لم يصل الأمر للنهاية بعد بالنسبة لنادال، الذي سيخوض منافسات فردي الرجال ببطولة فرنسا المفتوحة للتنس «رولان غاروس» وهي البطولة التي من المرجح أن تكون الأخيرة في مسيرته بعد سنوات من العطاء.

ورغم احتلاله المركز 276 عالميًا في تصنيف الرجال، يبقى نادال اسمًا مهمًا في عالم كرة المضرب، ويبقى دائمًا مرشحًا للفوز بالبطولات حتى مع اقترابه من دخول عامه الـ 38 في الثالث من حزيران المقبل.

كانت بداية قصة نادال مع بطولات «غراند سلام» في عام 2002، حينما وصل للدور قبل النهائي من بطولة ويمبلدون للشباب، وبعد ذلك أصبح أصغر لاعب يصل للدور الثالث من بطولة الكبار في العام التالي، حيث كان عمره 17 عامًا فقط.

وفي عام 2005، توج نادال بأول ألقابه في بطولة فرنسا المفتوحة «رولان جاروس»، عندما كان عمره 19 عامًا، ليصبح أصغر لاعب في التاريخ يتوج بلقب من بطولات «جراند سلام»، وتبدأ مع ذلك قصة لم تكتب نهايتها حتى الآن.

إنها قصة عشق البطولات ومطاردة الأرقام؛ حيث أنه احتكر لقب فرنسا بين 2005-2008، قبل أن ينهي روجر فيدرر احتكاره في 2009، لكنه عاد مجددا للفوز باللقب في العام التالي وواصل التتويج بالبطولة التي تقام في الملاعب الرملية حتى 2014، ثم أعقب ذلك فترة احتكار أخرى بين 2017 و2020.

وبعد انتشار جائحة كورونا، فاز نادال بلقب «رولان غاروس» مرة واحدة فقط عام 2022، وهو العام نفسه الذي شهد تتويجه ببطولة أخرى من «غراند سلام» متمثلة في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس.

وكانت المرة الأولى التي فاز فيها نادال بلقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس عام 2009، وانتظر 13 عامًا أخرى للفوز باللقب الثاني.

وفي ويمبلدون، حقق نادال اللقب مرتين، الأولى عام 2008، والثانية عام 2010، كما توج بلقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس 4 مرات أعوام 2010، و2013، و2017، و2019.

نادال ولد عام 1986 في مدينة مايوركا الإسبانية، ووالده رجل أعمال، فيما كان عمه توني نادال لاعب تنس سابق، وعمه الآخر ميجيل أنخيل نادال لاعبًا لكرة القدم، حيث سبق له اللعب في ريال مايوركا، وفي برشلونة في تسعينيات القرن الماضي.

وربما يكون نادال في عامه الأخير بملاعب التنس، لكن بطولة «رولان غاروس» عشقه الأول والتي أكسبته لقب ملك الملاعب الرملية، ستكون مكافأة رائعة لنهاية مسيرة كبيرة لنجم كبير خلد أسمه بحروف من ذهب في عالم التنس.

******************************************************************

وقفة رياضية.. لنتعلم من الآخرين كيف نقود رياضتنا

منعم جابر

لقد أصبحت الرياضة العراقية نموذجاً للارتباك والفوضى وتقاطع الآراء وكثرة المشاكل والخلافات، مما ضيع على الوطن أكثر من نصف قرن من الزمان في ظل الحقبة الديكتاتورية، حيث قاد أزلام وأبناء النظام المقبور رياضة الوطن وأبعدوا الكفاءات والقدرات الوطنية، وبعد التغيير عام 2003 ساد المشهد الرياضي الارتباك والفوضى وسيطرت الطائفية والحزبية الضيقة والعشائرية والمناطقية وتحول الوطن إلى اقطاعيات وشلل وجماعات، يسعى كل منها إلى مآربه ومصالحه الخاصة.

فالقطاع الرياضي يعاني الإهمال وعدم الاهتمام والتمزق والفرقة والاختلاف، وهنا أقول لقادة الرياضة في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية التي مر عليها الكثير من الوزراء والمسؤولين، إلا انها لم تحقق المطلوب منها ولأسباب متعددة، في مقدمتها الخلافات والاجتهادات، عليكم ان تتعلموا كيف يدير قادة الرياضة في مختلف بلدان العالم استراتيجيات التخطيط الرياضي من خلال البرامج والأهداف التي يرسمونها في عملهم ويسعون لتحقيقها.

والسؤال هنا لقادة الرياضة: ماذا قدمتم للأندية الرياضية، وهل عملتم على تطوير إداراتها وبنيتها التحتية؟ هل اطلعتم على تجارب دول وشعوب أخرى واخذتم ما حققت هذه الشعوب من انجازات على الصعيد الرياضي؟

إذاً المطلوب اليوم هو دراسة تجارب الشعوب والأمم المتقدمة التي تشبه واقعنا ونسعى للتعلم منها كاليابان والصين التي شاركت في دورة لوس انجلوس الأولمبية عام 1932 برياضي واحد فقط، لكنها عادت وشاركت في دورة لوس انجلوس عام 1984، أي بعد 52 عاماً واستطاعت ان تحقق ما مجموعه 32 ميدالية منها 15 ذهبية، هكذا هي الإرادة الحقيقية للشعوب.

أحبتي قادة الرياضة مطلوب منكم ان تدرسوا تجارب الشعوب وتتعلموا منها، ومن لا يتعلم عليه ان يغادر الساحة..

************************************************************************

ريال مدريد يحسم موقفه من شراء خوسيلو

مدريد ـ وكالات

كشفت تقارير صحفية، عن موقف ريال مدريد الإسباني، من تفعيل خيار الشراء النهائي في عقد لاعبه خوسيلو المعار من إسبانيول.

وكان خوسيلو قد انتقل إلى ريال مدريد في الميركاتو الصيفي الماضي، قادمًا من إسبانيول على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم مع وجود خيار للشراء.

وساهم خوسيلو في تأهل فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث سجل ثنائية في شباك بايرن ميونخ الألماني في آخر الدقائق من المباراة التي جمعت الفريقين في إياب دور نصف النهائي.

وبحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو” نقلًا عن شبكة “سكاي سبورتس”، فإن ريال مدريد سيقوم بتفعيل خيار شراء عقد خوسيلو من إسبانيول والتعاقد مع اللاعب لمدة موسم.

وأوضح التقرير أن ريال مدريد سيدفع مبلغ 1.5 مليون يورو لصالح إسبانيول قيمة شراء عقد اللاعب، وهو المبلغ الذي سيساعد النادي الكتالوني والذي يمر بأزمة مادية كبرى.

واستطاع خوسيلو تسجيل 17 هدفًا وصناعة 3 آخرين في مختلف المسابقات هذا الموسم بقميص ريال مدريد، علمًا بأنه سبق له اللعب للفريق الأول قبل ما يزيد عن 10 أعوام، قبل أن يغادر النادي إلى إنجلترا وألمانيا ومن ثم العودة لإسبانيا.

********************************************************************

الصفحة العاشرة

الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق واشكالياته الكبرى.. مفهوم الدولة الريعية

د. صالح ياسر

استخدم الاقتصاديون، في مطلع القرن العشرين، مفهوم “الدولة الريعية” لوصف تلك الدول الاوربية التي كانت تقدم القروض الى الحكومات غير الاوربية.

ولكن منذ أواخر ستينات القرن الماضي، تمّ تطوير مفهوم “الدولة الريعيّة”، مع أعمال روبرت مابرو (أحد أهم خبراء الطاقة علي مستوي العالم). وفي أوائل السبعينات من القرن نفسه وبعد “الطفرة النفطية” وارتفاع أسعار هذه السلعة وتدفق الريوع النفطية بشكل كبير على البلدان المنتجة للنفط عاد النقاش مجددا حول هذه القضية انطلاقا من سؤال هو: ماذا يعني هذا الدخل الكبير المتأتي من انتاج النفط بالنسبة الى هذه البلدان؟ ومن بين المقاربات المنهجية لفهم هذا النوع من الدخل تلك التي اقترحها آنذاك الباحث الإيراني حسين مهداوي (1) من خلال المفهوم الذي طرحه عام 1970، والذي قام على مسلّمتين أساسيّتين:

- أن الدولة الريعيّة لا تحصل على مواردها من الضرائب التي تفرضها على مواطنيها، وبالتالي فهي لا تخضع إلى محاسبة هؤلاء، فتصبح “مستقلة سياسياً” انطلاقاً من “استقلالها الضريبي”؛

- والثانية أن هذه الدولة تعتمد سياسات توزيعية تؤدي إلى إخراج السكان من الحيز السياسي وبالتالي من أية مطالبة بالديموقراطية.

إن “الدولة الريعية” بحسب مهداوي، اذن، هي تلك التي “تعتاش على عائدات من الخارج، إما من بيع مادة خام او تقديم خدمات استراتيجية (قناة السويس مثلا)، او من ضرائب تُجبى على تحويلات من الخارج”. فالدولة الريعية اذن تعتمد على دخل لا يتم كسبه عن طريق الإنتاج والعمل.

ومقاربة مهداوي تنظر الى دخل النفط بوصفه ريعاً خارجيا، أي ايجاراً تتقاضاه هذه البلدان من تأجير اراضيها الى الشركات النفطية، وهو ريع خارجي غير مكتسب ولم يتولد من العمليات الانتاجية للاقتصاد الوطني. ويتبع ذلك، منطقيا، أن الدولة التي تعيش او تعتمد في معاشها على الريع الخارجي هي دولة ريعية. والدولة الريعية ليست بالضرورة متصلة بالنفط، فإسبانيا مثلا (في نهاية القرن 16) تعطينا “نموذجا” تاريخيا لدولة ريعية اعتمدت في معاشها على ذهب وفضة الامريكيتين.

ومن الاهمية بمكان إدراك الصفة الخارجية لهذا الريع الذي يمثله الدخل النفطي، فهو اشبه بهِبة خارجية اجنبية، ولكنها هبة مستمرة ومنتظمة. ولهذا يمكننا ان نفهم لماذا لم تكن الاسر الحاكمة في البلدان النفطية ترغب في مضايقة شركات النفط بالإلحاح على زيادة حصة بلدانها. ولم تكن هناك صلة بين انتاج النفط كنشاط اقتصادي وقطاعات الاقتصاد الوطني، لا من حيث العمالة والتوظيف، ولا من حيث استهلاك النفط محلياً، ولا من حيث تأثيره على الصناعة المحلية، ولا من حيث توظيف الفائض من الدخل محليا حتى بداية الثمانينيات من القرن العشرين عندما ظهرت بعض الصناعات “التحويلية 

استنادا الى الملاحظات السابقة يمكن القول ان الدولة الريعية هي تلك التي تعتاش على عائدات من الخارج، أما من بيع مادة خام أو تقديم خدمات استراتيجية، أو من ضرائب تجبى على تحويلات من الخارج من نوع عائدات قوى عاملة في الخارج (دولة شبه ريعية)، وذلك من دون عمالة كبيرة موظفة في الاقتصاد المحلي في انتاج هذه العائدات، وما يميز هذه الدولة، بحكم طبيعتها، أنها تنزع الى إعاقة التحول الديمقراطي. وهي بصيغة اخرى تعيق تطور المجتمع المدني، خارج اطار الدولة وهيمنتها، وفي علاقة استقلال نسبي معها ويمولها من الضرائب.

وفي حالة ميزانية الدولة الريعية يبدو الحاكم الذي تشخصن الدولة فيه كأنه يصرف مالا من جيبه على المجتمع، وتبدو عملية الصرف الاجتماعي وكأنها “مكرمات”، أو عملية شراء ولاءات سياسية. وقد اشار العديد من الباحثين الى ان اكثر الدول الريعية اعاقة للديمقراطية هي تلك التي تعتمد على استخراج وتصدير مادة خام واحدة، ومن بينها اكثر الدول اعاقة هي في حالة كون هذه المادة الخام هي النفط.

والدولة الريعية تعد حالة تنتج فيها حصة الأسد من ميزانية الدولة من عائدات خارجية، ولكنها عائدات خارجية لا يوظف فيها عمل اجتماعي جدي من نوع تصدير مادة خام قائمة في الطبيعة، مثل حالة النفط ومعادن أخرى، أو من معونات اجنبية يحصلها الحاكم الكساب بـ “شطارته” أو بسياسته، أي مساعدات اجنبية ناجمة عن تحالفات سياسية استراتيجية أو تقديم خدمات أمنية وغيرها.

كما ان الدولة الريعية تنتج “دولة كبيرة”، اي دولة متضخمة النفقات والميزانيات، ومتضخمة اقتصاديا، وقدرات مالية لديها غير قائمة على جباية الضرائب. وبالعكس، دولة كهذه توزع امتيازات ومشاريع اعمار ومناقصات ووكالات على “النخبة” المرتبطة بها والموالية لها، سواء كان هذا الولاء سياسيا أم عشائريا أم كليهما... وفي حالة النفط طبعا هناك تضخم العائدات الذي يمكّن من شراء قطاعات من “النخب الثقافية” ممن كانوا مؤهلين للمساهمة في عملية بناء المجتمع المدني في العديد من البلدان العربية، كمجتمع يعيد انتاج ذاته في حالة تفاعل مع الدولة. وقد ترتب على قيام هذه الدولة الريعية، نشوء شبكة من علاقات التوزيع وإعادة توزيع المزايا والعطايا، بحيث انتظم المجتمع في شكل هرم من الشرائح الريعية المتتابعة التي تحصل على مزايا خاصة نتيجة لوضعها المتميز في هذا الهرم، وهي تقوم بدورها بإعادة توزيع جزء منه لحلقات تالية من هذه الشرائح.

وعندما تشكل العائدات النفطية المصدر الرئيسي للريع في دولة نفطية ريعية، فإن اعادة التدوير الداخلي للريع النفطي داخل الاقتصاد المحلي يؤدي الى توليد تشكيلة من الدخول الريعية الثانوية (أو المشتقة) من خلال برامج الانفاق العام مثل الانفاق على مشروعات البناء والتشييد، بما يولده من عمولات، وعائد على المضاربات العقارية، أو التحويلات أو مدفوعات الرفاه. ومن ناحية أخرى، تقوم الدولة الريعية بإعادة تدوير جزء من الريع النفطي من خلال استثماره في الخارج، عبر محفظة الاستثمارات المالية الخارجية. وكما تشير التجربة فإن اعادة التدوير هذه تؤدي الى تعميق الطبيعة الريعية للاقتصادات النفطية. ونتيجة ذلك ينشأ تحالف ثلاثي بين الدول و “صفوة” رجال الاعمال المحليين ودوائر رأس المال العالمي (المالي والمصرفي).

من الممتع قراءة محاولات في تطبيق نظرية الريع والدولة الريعية على اعاقة نشوء الديقراطية ليس في الحاضر فقط بل حتى تاريخيا. اذ يفسر بعض الكتاب نشوء الديمقراطية مبكرا في انكلترا ودول أوربا الشمالية الفقيرة التي اضطرت الى الاعتماد على الضرائب، وبالتالي على المجتمع، في مرحلة مبكرة لتمويل نفقاتها من قبل دول ريعية طورت سياسات توسعية استعمارية مبكرة مثل إسبانيا والبرتغال واعتمدت على الثروات وعلى ذهب المستعمرات في امريكا الجنوبية وافريقيا وذلك قبل ان تنشيء اقتصادا محليا حديثا، فتحول الاستعمار والريع المبكر الذي أتى به الى عائق امام نشوء ديمقراطية.(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش:

 (1) H.Mahdavy, ‘’ The Patterns and Problems of Economic Development in Rentier States: The Case of Iran “, in: M.A.Cook, ed., Studies in Economic History of the Middle East: From the Rise of Islam to the Present Day (London: Oxford University Press, 1970), pp. 428-467.

 (2) Thomas Janoski, Citizenship and Civil Society: A Framework of Rights and Obligations in Liberal, Traditional and Social Democratic Regimes (Cambridge, UK: New York: Cambridge University Press 1998), p.3.

*************************************************************

نظرة مختلفة الى الشيوعية

اعداد: رشيد غويلب

حقق الفيلسوف والاقتصادي سايتو كوهي رواجا كبيرا في اليابان منذ النجاح المفاجئ لكتابه المستوحى من الفكر الماركسي (هيتو شينسى نو شيهونرون)، والذي صدر بالإنكليزية بعنوان (ماركس في عصر الأنثروبوسين). في هذه المقالة يدافع عن رؤيته لمجتمع ما بعد النمو وما بعد الرأسمالية ويستكشف الخطوات العملية نحو هذا الهدف الطموح..

سايتو كوهي

أستاذ مساعد بكلية الدراسات العليا للفنون والعلوم بجامعة طوكيو. ولد عام 1987. حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة هومبولت في برلين. فاز كتابه لعام 2017 الذي حمل عنوان (الاشتراكية البيئية لماركس: رأس المال والطبيعة والنقد غير المكتمل للاقتصاد السياسي) بجائزة دويتشر التذكارية لعام 2018 وترجم إلى تسع لغات. وقد فاز كتابه الأكثر مبيعا في اليابان لعام 2020 (هيتو شينسى نو شيهونرون) (الرأسمالية في عصر الأنثروبوسين) بجائزة آسيا للكتاب. ومن ضمن مؤلفاته الأخرى: (فهم الرأسمالية من الصفر)، بالإضافة الى مذكراته.

في كتابه لعام 2020 (ماركس في عصر الأنثروبوسين)، يتناول سايتو كوهي عدم المساواة الاقتصادية وأزمة المناخ، ويحدد الرأسمالية باعتبارها المشكلة الأساسية، ويقدم رؤيته لنظم ما بعد الرأسمالية، وما بعد النمو. ويشير مصطلح الأنثروبوسين، وهو مصطلح جيولوجي، إلى الفترة في تاريخ الأرض التي كان فيها النشاط البشري ذا تأثير مهيمن على البيئة. وبلغت مبيعات الكتاب نصف مليون نسخة باللغة اليابانية، الأمر الذي وضع العالِم الشاب في دائرة الأضواء الإعلامية في اليابان و حاليا في الخارج أيضا.

نحو فهم جديد للماركسية

كطالب في جامعة ويسليان في ولاية كونيتيكت، ذهل سايتو بالهوة القائمة بين الأغنياء والفقراء في بلد يعتبر من أكثر الدول ثراء في العالم. لقد أغضبته رؤية معاناة الشرائح المجتمعية الأكثر ضعفا في أعقاب انهيار وول ستريت عام 2008. وفي عام 2009، التحق بكلية الدراسات العليا في ألمانيا وكرس نفسه لدراسة كارل ماركس.

وخلال دراسته العليا، عثر  سايتو على دفاتر ملاحظات غير منشورة من سنوات ماركس الأخيرة، ينتقد فيها الرأسمالية من وجهة نظر بيئية. وقد نشرت أطروحة سايتو حول هذا الموضوع في عام 2017 باسم (الاشتراكية البيئية لكارل ماركس: رأس المال والطبيعة والنقد غير المكتمل للاقتصاد السياسي)، والتي فازت بجائزة دويتشر التذكارية لعام 2018. وفي سن الحادية والثلاثين، أصبح سايتو أصغر وأول ياباني  يحصل على جائزة- وسام التكريم الدولي الأعلى للكتابات في أو عن التقليد الماركسي. وتمت الاستعانة به أيضا للمساعدة في تحرير دفاتر ماركس من خلال مشروع (ميغا، ماركس-اِنغلز-غيزامات أوسغابيه)، وهو مشروع دولي مستمر لنشر الأعمال الكاملة لكارل ماركس وفريدريك إنغلز في إصدار نقدي محدَّث..

وليس من المستغرب أن تثير دعوة سايتو لـ ” تقليص النمو الشيوعي “ انتقادات جمة من منتقدي الماركسية.

ويعارض سايتو بقوله أنه من الخطأ الجسيم مساواة الشيوعية السوفيتية والصينية برؤية ماركس. ويصر على أن ”تلك الأنظمة لم تكن أمثلة على الاشتراكية بقدر ما كانت أمثلة على الرأسمالية البيروقراطية التي تسيطر عليها الدولة. حيث يعتقد الكثير من الناس بأنهم إذا لم يريدوا الاشتراكية، فإن الخيار الوحيد هو الرأسمالية”.

ويقول سايتو إن الرؤية التي تبناها ماركس في سنواته الأخيرة كانت رؤية مجتمع شيوعي يتطور من خلال التوسع التصاعدي لـ ”المشاعات“ (السلع العامة) وجمعيات المساعدات المتبادلة للعمال. ويؤكد سايتو أن هذا المثال- الذي يسميه ”تقليص النمو الشيوعي“- هو الهدف النهائي للماركسية..

الناتج المحلي الإجمالي ليس مقياسًا للرفاهية

يشرح سايتو أن الرأسمالية تصر على النمو الاقتصادي المستمر، ولا يمكن للبشرية أن تحل أزمة المناخ أبدا بينما تواصل السعي لتحقيق النمو. وهو يرفض نتائج مؤتمر الأطراف واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتعهدات الأخيرة بتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050- باعتباره ”التمويه الأخضر“. (تضليل المستهلكين بشأن الممارسات البيئية للشركات).

لقد قادت الرأسمالية التوسع العالمي للصناعة، مما أدى إلى تسريع التدهور البيئي بشكل كبير. وقامت الشركات متعددة الجنسيات بنهب موارد البلدان النامية مع الاستفادة من العمالة الرخيصة. وبينما أفادت العولمة المستهلكين في العالم المتقدم، فإن ”دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية“ لا يزال غارقا في الفقر. فوفقا لمنظمة أوكسفام  العالمية ، فإن أغنى 10 في المائة  من سكان العالم ينتجون أكثر من نصف الانبعاثات المضافة إلى الغلاف الجوي بين عامي 1990 و2015، بينما ينتج  النصف الأفقر من البشر أقل من 10 في المائة فقط.

“فالأغنياء يطيرون في طائرات خاصة، ويمتلكون أعدادا من المنازل الفخمة، بل ويذهبون في رحلات إلى الفضاء الخارجي. أقل ما يمكنهم فعله هو استثمار بعض ثرواتهم في صحة كوكبنا. ويجب أن نفرض ضرائب باهظة على فاحشي الثراء وإعادة توزيع تلك الثروة مع التركيز على عمالنا الأساسيين”.

إن اعتماد الرأسمالية على النمو أمر يغذي الإنتاج والاستهلاك المتزايدين باستمرار، واللذين يسببان بدورهما مثل هذا الخراب البيئي. ويقول سايتو إن استخدام الناتج المحلي الإجمالي كمقياس لنجاح الاقتصاد يلخص هذا التركيز الخاطئ.

“ فنحن منشغلون بترتيب الناتج المحلي الإجمالي والنمو، لكن الناتج المحلي الإجمالي هو مقياس ضعيف لرفاهية الأمة وسعادتها. وهنا في اليابان، لدينا طعام لذيذ، وأطول معمرين في العالم، وشوارع آمنة، ووسائل نقل عامة ممتازة، ناهيك عن عوامل الجذب الكبيرة في ثقافتنا وفننا. ولكن لا تنعكس هذه الأصول في الناتج المحلي الإجمالي. وعليه فإن اعتماد مؤشرات القيمة غير المرتبطة بالناتج المحلي الإجمالي أمر سيكون خطوة إيجابية في حد ذاتها نحو تقليص النمو”.

توسيع نطاق المفاهيم المشتركة

يقول سايتو إن مفتاح التغلب على أزمة المناخ والحد من عدم المساواة الاقتصادية هو توسيع ”المفاهيم المشتركة“. وهو يدفع بقوله بأن رأس المال قد احتكر الموارد والثروة التي يجب أن تكون من نصيب الناس: “أعتقد أن البنية التحتية الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان وإمدادات المياه والطاقة الكهربائية يجب أن تتحرر من آلية السوق ومنطق المضاربة والاستثمار وأن تكون ملكا مشتركا للشعب”.

ويشير إلى التطورات المشجعة في المدن الأوروبية مثل باريس وبرشلونة. حيث تولت شركة قطاع عام  في عام 2010، بدلا من القطاع الخاص، وتبنت  مدنا أخرى لإجراءات مماثلة. وفي برشلونة تم تعزيز النقل العام وفرض قيود صارمة على المركبات الخاصة والتوسع  في المساحات الخضراء. وهو يرى في مثل هذه المبادرات نماذج طليعية لتوسيع المشاعات.

الأهمية الماركسية اليوم

ويقول: ”مع تفاقم الأزمة، يميل الكثير من الناس إلى تبني القيم المحافظة، حريصين على حماية مخصصاتهم. ومن المؤكد أن إطلاق حراك جماهيري مكرس لرؤية جديدة للشيوعية ليس بالأمر السهل في هذا المناخ. وعلاوة على ذلك، لا يمكن لمبادرات شاملة أن تذهب بعيدا في معالجة أزمة بهذا الحجم. وفي الواقع، هناك خطر متزايد من أن الناس سوف يتحولون إلى الحكم الاستبدادي. ولكن في مثل هذه الأوقات، هناك حاجة أكثر إلى التفكير السليم من الناحية النظرية في الطريق نحو تغيير المؤسسات القوية كالدولة والأسواق. ويضيف: “انها قضية معقدة. لكن هناك شيء واحد يمكننا قوله على وجه اليقين وهو أن الرأسمالية وصلت إلى طريق مسدود. ولهذا السبب يتعين علينا أن نكون أكثر إبداعا في رؤيتنا لحراك ومجتمع يمكنه الحفاظ على الديمقراطية وحماية رفاهية المستضعفين اجتماعيا”.

ويعتقد سايتو أن هناك حاجة إلى إعادة تقييم ماركس لإقناع المزيد من الناس بأن الرأسمالية هي السبب الجذري لشعورهم بالضغط الاقتصادي والتهميش والصراعات الحياتية. وهذا هو السبب في أنه يواصل الدعوة إلى “تقليص النمو الشيوعي”.

و”السؤال الآن هو كيف يجب أن نقوم بتغيير النظام الحالي؟ بمجرد أن نصل إلى النقطة التي يطرح فيها الجميع هذا السؤال، يمكن القول حينها أن هناك انفراجا. واعتقد أننا في مفترق طرق، وما سنفعله في العشر أو العشرين سنة القادمة سيحدد مصير البشرية”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن مقالة بعنوان: نظرة مختلفة للشيوعية- حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايتو كوهي، بقلم يوشيي تائيكو، نشرت في موقع (اليابان بالعربي) بتاريخ 24 نيسان 2023.

********************************************************************

التغيرات المناخية وأثرها في مستقبل أزمة المياه في العراق

تسلط هذه الدراسة التي قام بها عبد الوهاب كريم حميد، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان، وزهراء عباس هادي

أستاذة في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة بابل، العراق، الضوء على التغيرات المناخية التي تمثل تحديا خطيرا تشهده البلدان العربية، ومن بينها العراق الذي يصنف خامس دولة معرّضة لخطر هذه التغيرات؛ إذ إنه يعاني ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ونقص الأمطار في الشتاء، على نحو يؤدي إلى أزمة مياه وجفاف الأراضي وهجرة المزارعين. ويترافق ذلك مع سياسةٍ للدول المجاورة تؤثر فيه من خلال تقليل إمدادات المياه للبلاد. وتركز الدراسة على تأثير التغيرات المناخية في أزمة المياه في العراق، وعلى حلولها المستقبلية، معتمدةً، في استشراف تأثير هذه التغيرات وتداعيات السياسات المائية لدول الجوار، على المنهج الوصفي التحليلي لتشخيص ظاهرة التغيرات المناخية وأثرها في أزمة المياه، والمنهج القانوني لتحليل أثر المعاهدات والاتفاقيات الدولية في التزام الأطراف بها. كلمات مفتاحية: التغيرات المناخية، الأمن المائي، الموارد المائية، التنمية المستدامة، المستقبل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن “كتاب استشراف السنوي الثامن” - المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – 18 نيسان 2024  

****************************************************************

الصفحة الحادية عشر

مسرحية «خوف سائل» في مهرجان المسرح العالمي/ روسيا

 

المسرحية العراقية (خوف سائل) تأليف حيدر جمعة اخراج صميم حسب الله  سينوغرافيا علي محمود السوداني تمثيل يحيى ابراهيم ، رضاب احمد ، بهاء خيون، هشام جواد ، احمد المختار. تقنيات الصوت والفيديو احمد سلمان.

هذه المسرحية تشارك في مهرجان سانت بطرسبرغ / روسيا ضمن عروض  “ مهرجان المسرح العالمي بريانتسيف  الدورة 25 “ قد تم عرضها امس على خشبة مسرح البولشوي.

مسرحية ( خوف سائل) تحكي قصة عائلة تعيش في زمن الخوف متمثلا بعديد الاختراقات التي تواجهها منها ما هو مادي متمثلا بالغريب الذي يخترق عزلة العائلة، ومنها ما هو سائل متمثلا بما تحمله تكنولوجيا التواصل الاجتماعي وكاميرات المراقبة التي يراد بها حماية العائلة ولكنها تصبح رقيبا على العائلة الامر الذي يثير الرعب والخوف بين افرادها..

(خوف سائل) سبق وان عرضت في بغداد عدة مرات وحظيت باهتمام من المشاهدين والنقاد، وتولت دائرة السينما والمسرح انتاجها.

**********************************************************

ماركس الفلسفي.. ماركس الثوري.. فاعلية النقد في مشروع ماركس؛ هو ذاته جوهر مشروعه الفلسفي

علي حسن الفواز

تضعنا قراءة كارل ماركس الفيلسوف أمام معطيات تتجاوز قراءة ماركس الثوري، أو ربما يكون الثوري والنقدي هما جزءاً من فاعلية الفيلسوف الذي تدرّب على اسئلة الجدل الهيغلي، واغناه بالجدّة والحيوية والمساءلة والتجاوز، وباتجاه جعل من الممارسة الفلسفية لماركس مجالا حرا، في التعبير عن الافكار الجديدة، وعن الصدمات التي قوّضت كثيرا من مثالية هيغل..

الموقف من التغيير الذي اراده ماركس، كان صدمة لمفهوم “التفسير” الثقافي والسياسي الذي انحاز اليه هيغل، وهذه المغايرة هي التي اعطت لصفة الثورية عند ماركس بعدا اجرائيا، وتمثيليا لتحولات الوعي الضدي إزاء الاكراهات الطبقية، وما رافقها من سياسات قهرية، ومن استحواذ وعنف واستغلال، جعل من  الخطاب الماركسي أكثر تمثيلا لفاعلية الصراع الذي بدأت مظاهره تتضخم، على مستوى التوصيف الطبقي، أو على مستوى التوصيف الاجتماعي، وعلى مستوى تعرّفه على تاريخ الفلسفات الكبرى، وعلاقة هذه الفلسفات بالصراع الاجتماعي والسياسي، وعلاقتها بتمثيل التحولات الكبرى، بما فيها التحولات في الديمقراطية الأثينية، وفي مظاهر الاستبداد الروماني، وصولا الى مظاهر الاستبداد “القرووسطي” وتأثرها بالدوغما الكنسية، وبانهياراتها في المرحلة “ الوثرية- الكالفينية- والتي اجهضت كثيرا من مظاهر “التفلسف” وقتل بعضهم، ومنهم الفيسلوف الايطالي جوردانو برونو الذي أُعدم حرقا بتهمة الهرطقة.

ما كان لماركس الفيلسوف أن يكون ثوريا ونقديا لولا اطلاعه العميق على هذا التاريخ الأوربي “الاسود” ومقاربته لأطروحاتها الحديثة، لاسيما مع الفيلسوف ديكارت وصولا الى الفلاسفة الالمان فيخته وشيلنغ وكانط، وصولا الى هيغل، وعلى نحوٍ جعل من “ أنوية” ديكارت مدخلا للحديث عن القوة الخلاقة للأنا، عبر تحويلها الى قوة مُفكّرة داخل الطبقة، وداخل المجتمع، لأن “أنا” ديكارت ستظل على الرغم من حيويتها حذرة ومتعالية، وأن علاقتها بالوجود تكمن بالافكار وليس بالاعمال.. 

كما أن علاقته بالفلاسفة القوميين الالمان “فيخته وشيلنغ” لم تكتسب حيويتها سوى ما جعله يدرك أهمية أن يكون الخطاب الفلسفي فاعلا في التعبير عن “وعي الأمة” وحاجاتها، وأن يمارس وظيفة المحرّك الرافض للهيمنة، واعطاء الذات القومية قوة داخلية تدافع فيه عن تاريخها وعن مشروعها في الوجود والحرية وفي تمثيل الذات الالمانية، وحتى انحيازه الى فلسفة “كانط” كانت تمثيلا حرا ومشاغبا لا لسؤال النقد، بوصفه نقدا للميتافيزيقيا، ولسياسات الهيمنة، ولطبيعة الافكار المناورة التي طرحها في “نقد العقل النظري” أو في المقاربات التي اثارها في “نقد العقل العملي”، وبقدر ما كان كانط أكثر اهتماماً بالاشتغالات التأسيسية  لفاعلية العقل النقدي، إلّا أن مثاليته، وحصر مفهوم النقد بالافكار فقط، جعلها تبتعد كثيرا عن تشخيص مظاهر  القوة الطبقية التي تملكها السلطة..

مثالية الافكار ونخبويتها جعلت من ماركس يتجاوزها الى مقاربة اشتغالات الجدل الهيغلي، بحثا عن الفكرة التي تعزز وعيه بالتجاوز، وبمعرفة التاريخ وحركته المادية، وبما تصنعه قوة التفكير التي جعلها ماركس في مرحلة لاحقة قوة داعمة واساسية في أطروحاته عن الجدل، وعن نقد المفاهيم، بما فيها المجردة منها، مثل “الروح” والعمل على تغيير النظر الى العالم، عبر تغيير النظر الى الواقع، وتجاوز ثنائية “العبد والسيد” الهيغلية الى نسقٍ اكثر فاعلية في التعبير عن ثنائية الصراع الطبقي بين القوى المُستغَلة والقوى المُستغِلة، وعن خطورة تضخم رأس المال وفائض قيمته، والسلطة التي يصنعها بمؤسساتها ونظامها وغرضيتها القائمة توظيف ادوات الانتاج للسيطرة على قوى الانتاج..

الدفاع عن ماركس الفيلسوف، يعني الدفاع عن ماركس النقدي والثوري، لأن نقده ل”المثالية” يتجوهر حول نقد العقل ذاته، وحول توظيف المعرفة لتكون اداة نقدية في مواجهة تلك المثالية من جانب، وللنظرة المادية الضيقة والجامدة من جانب آخر، لاسيما اراء فيورباخ ومجاله النظري السكوني..

ماركس والواقعية الثورية

لا تعني اطروحات ماركس الاكتفاء بتثوير الفلسفة، والبحث عن تغيير مجرد للافكار، بعيدا عن “التفسير” لأن مفهوم التغيير المجرد سيكون أكثر ضررا في صياغة وجهات النظر، وفي ترسيم السياسات، وايجاد تداولية للمفاهيم الفاعلة، بما فيها مفهوم الصراع الطبقي والثورة.

إن التفسير عتبة اولى ل”التغيير” ولإعطاء النقد قوة عاقلة، تُعطي حافزا للقوى الحية دورا مهما في تحريك الفاعلية الثورية، وفي جعل الفلسفة قوة تواصلية مع الاقتصاد والسياسة والاجتماع، إذ إن حصر الفلسفة بتجريد المفاهيم يجعلها “ضيقة الأفق” ومكتفية بنخبويتها، وبأطروحاتها حول تفسير العالم..

كتاب ماركس “الرأسمال” فلسفي، وهذا ليس توصيفا مراوغا، إذ  لا يعني ربطه ب”الاقتصاد السياسي” فحسب، بل بصياغة نقدية للاقتصاد، الذي ينطلق من تصورات تجعل قرينا ب” الاقتصاد الاجتماعي” وبقيم العدالة والحق، ورغم أن بعضا من الدارسين يجد في هذا الطرح “مثالية جديدة” إلّا أن مقاربة السياق الذي طرح فيه ماركس افكاره ستكشف لنا عن الفاعلية الواقعية للتأسيس اولا، وجعل الاقتصاد السياسي تحت طائلة النقد ثانيا،  واغناء مفاهيم الاقتصاد بمفاهيم الفلسفة ذاتها ثالثا، حيث تكون تلك المفاهيم قريبة من المجتمع ومن الاقتصاد، وبما يجعلها تملك “نوعا من الواقعية الموضوعية” كما قال ماركس..

فاعلية النقد في مشروع كارل ماركس هو ذاته جوهر مشروعه الفلسفي، فبالقدر الذي حرص عليه تواشجا مع تاريخ الفلسفة النقدية الالمانية، فإنه جعل من البحث عن قيمة ذلك النقد قرينا بالقيمة التي تحملها الافكار الجديدة، وبما يتركه أثرها من تمظهرات تعلب دورا في حركة التاريخ، وفي جعل الاقتصاد علما دافعا للتقدّم، ولجعل الفلسفة أكثر انفتاحا وتقبلا للمغايرة، بوصفها مجالا تفاعليا لصياغة المفاهيم، ولأن الاقتصاد السياسي حاكم قوي في تنظيم اليات الاجتماع والسلطة والثروة والقوة، فإن وضع هذا الاقتصاد في انساق فاعلة هي التي تجعله اكثر تأثيرا على التأطير الاجتماعي، وعلى اشباع حاجات الناس والتعبير عن مصالحهم، بما فيها مصالح استهلاك السلع والبضائع، وهذا ما يجعل الحاجة الى التغيير، قرينا بالحاجة الى التجاوز، والى ضبط ايقاع الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وحتى السياسي، وحتى ضبط ايقاع “الاسواق” وانماط الاستهلاك، وهنا تبرز حيوية ماركس الفليلسوف الذي ينظر الى هذه الايقاعات من خلال منطق تحولها الى “قوة ضغط واستبداد” أي إنها تدفع الى احياء علاقة فلسفة ماركس ب”الثورة” وبأن اطروحات ماركس النقدي، ستظل في جوهرها هي أطروحات ماركس الثوري، حيث البحث عن التغيير هو الشفرة التي تحرّك الافكار، مثلما تحرّك مصالح الأمم.. 

************************************************************

نص كردي.. أحيّي ذكراك

رسالة الى الشاعر شيركو بيكه س

ئاوات حسن أمين*

ترجمة: ماجد سوره ميري

يا شاعر التفاصيل

أيها الشبل البطل

يا محبوب الفقراء

والكلمات الجميلة

يا محب الانسان على الأرض

أحيي ذكراك

* * *

كان هدفك

في مفترق الكلمات

في تفاصيل المهنة

ان تكتب الشعر النابض بالحياة

الشعر المليء بالقوة

لأعداء الطفولة و

النساء في بلاد العشق

لتجعله خيمة رحمة للشعب

كان هدفك

ان تجعل منه سكينة حادة

لتقطع بها الأعداء إربا إربا

* * *

يا شاعر التفاصيل

يا زوادة مترعة في هذا الزمان

يا صرة مليئة بالحلويات والهدايا

للأطفال المشردين

يكفي أنك

جعلت من كاوه رمزا.

ومن (بري خان) حمامة

في انشودتين جبليتين

وجعلت من (ادمونز) جرذا

ومن (بیکەس) صقرا

يكفي أنك

اطفأت الظمأ بالجمر

وطرزت الفجر

بالأشعار الجميلة

يكفيك أنك

انقذت أغاني (برايموك)

من الموت

واعدتها الى الحياة

* * *

يا شاعر التفاصيل

أيها المتفرد

البارز في – وحدة- الشعر

أتذكر عندما كنت تقول لي:

الشعر يريد فرسانا

لا خبزا

يريد اسما

يريد -الشراب- غير المشوب بالماء.

انا اذكر

وكلماته تهز جمجمتي هزا

ومعانيها ترعش جسد الانسان

* * *

يا شاعر التفاصيل

انت غريب

تجوع.. تظمأ

والسفر بعيد فلا تترك

خلفك “قاموس الفكر”

في ملتقى الغربة

لعل قصيدة تولد

من دون تحديد محل الولادة

يا شاعر اليسر والعسر

والوجود والعدم

ــــــــــــــــــــــ

*شاعر كردي من السليمانية، مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية- بغداد.

*********************************************************

سايكولوجيا جدلية الحب والكراهية

د. ناهدة محمد علي

من أهم المشاعر الإنسانية التي يتميز بها الإنسان منذ خلقه هي مشاعر المحبة والكراهية ، وكلا الشعورين هما رد فعل مؤقت أو دائم حسب ثبوت وقوة الشخصية الفاعلة وحسب قوة الدافع المقابل ،فإذا كان الشخص طفلاً أو مراهقاً فمن الممكن أن تتغير مشاعر المحبة أو الكراهية الى اللا إهتمام أو تتغير الى العكس والسبب في هذا هو أن هذه المشاعر الإنسانية لا تنبعث إلا باستلام المعلومات الحسية من الذاكرة ، وذاكرة الطفل والمراهق تكون محدودة ، فقد يمتلك إحساساً مرهفاً منذ الولادة وقد يكون محباً للطبيعة وعلى هذا الأساس يحب الحدائق والمزارع وتبقى في ذاكرته صور ومناظر المزارع والأزهار والأشجار فهو قد يفضل اللون الأخضر لملابسه وورق حائط غرفته، ذلك ان ذاكرته مملوءة بردود الأفعال الإيجابية تجاه هذا اللون ، كما قد يحب المراهق طعاماً محدداً أو شراباً محدداً إرتبط في ذاكرته بأفعال محبذة ،كأن يحب المراهق (الكولا ) لأنه مرتبط في ذاكرته بإصطحاب أبيه له في طفولته الى الحدائق وقضائه وقتاً ممتعاً هناك وتبقى لديه الذكريات الجميلة التي عاشها في طفولته ،كما أنه قد يحب فتاة ما في مراهقته وشبابه لأن هناك في ذاكرته أجزاء محبذة ومرغوبة في تقاطيع وجه الفتاة كما أن لديه ردود أفعال إيجابية لطريقة سلوكها ومشيها وكلامها ومستوى معرفتها ونوع هذه المعرفة ،كل هذا مُخزّن على شكل ذكريات ،فقد تكون الفتاة تحمل أجزاء من وجه أُمه المحبب أو أجزاء من وجه نجمة سينمائية قد أُعجب بها وتدخل في هذا مستوى قراءاته ونوعها والتي تحدد مستوى رومانسيته أو واقعيته ،تحرره أو تحفظه وقد يحدد هذا نوع الملابس التي يحب أن يراها على فتاته ،ولهذا فإن القول المعروف ( بأن الحب قد يأتي من أول نظرة ) ليس صحيحاً لأنه في الحقيقة مجمع بطيء لردود أفعال سريعة تجمع كل ما هو محبذ لهذا الشخص أو ذاك ،يستخرجها سريعاً من مخازن الذاكرة وتجري موافقة العقل عليها، وعلى أن هذا الشخص أو المرأة مرغوبة ومحببة ويُعطى لها جواز المرور الى القلب .

إن الشعور الإنساني الإيجابي يربط البشر بسلسلة من الروابط بغض النظر عن البعد المكاني والزماني والحضاري. أن هناك محبَذات متفوقة وحديّة لدى شخص ما ومحبذات غير حديّة يمكن التساهل معها ، فقد يمكن أن يتساهل الشخص بالمستوى المعرفي للآخرين وقد يتساهل بالمستوى المادي ،وهو قد لا يتساهل بالمستوى الأخلاقي ويشكل هذا الإنطباع الأول حيث يعطي العقل الموافقة الأولية لكنه يجب أن يعطي الموافقة الثانية والي تمر بأفعال وردود أفعال مختلفة حسب نوعية الفرد لكي تثبت المشاعر الإنسانية تجاه شخص ما .

أما مشاعر الكراهية فهي أيضاً تمر بالذاكرة ،فقد يكره الإنسان اللون الأسود وإعمام كراهيته للجنس الأسود ولحالة الظلام ولهذا مسببات منطقية في مخازن الذاكرة لدى هذا الشخص، ذلك ان كرهه للظلام قد يكون سببه حادث مر في طفولته وقد يكون الثوب الأسود الذي إرتدته أُمه طوال حياتها ، وقد يكون حادثاً مريعاً مرَّ به وكان الفاعل رجل أسود ، فتُختزن الذكريات المظلمة في مخازن الذاكرة وتبقى كجدار فولاذي أمام قبول هذا الشخص باللون الأسود ، وقد يكره الإنسان تقاطيع محددة للوجوه البشرية والتي تذكره بتقاطيع شخص ما لديه معه تجربة حسية قاسية كأن يكون قد ضُرب من قِبل شخص ما أو عومل بشكل سيء في البيت أو في المدرسة أو في الشارع وقد يكون الشخص المكروه أحد المقربين ممن لديه ذكريات مؤلمة معه ، وقد يكون الأب الشرس أو أي شخص آخر أخاف الطفل أو المراهق فتُحفر تقاطيع هذا الشخص في الذاكرة والعقل الباطن فيرفض هذا الشخص كلما يتعلق بذلك الشخص الذي تسبب له بالإحساس القهري ، فإذا إقترب شخص يحمل أجزاءً من تقاطيع ذلك الشخص فإن المعلومات السريعة عن الماضي تستخرج وبسرعة ويُرفض الشكل الخارجي أو السلوك الخارجي لهذا الشخص المقترب ،وقد يحدث هذا في حالات التقديم الوظيفي وقد لا يجد الشخص المُقدِم مبرراً منطقياً لرفضه .

وقد يمتد إحساس الكراهية الى الطعام والشراب لأن الذكريات السيئة لأي طعام أو شراب قد يجعل تناوله مرفوضاً لأن الفرد بطبيعته يحب ما يريحه ويفيده ويقدم له الإحساس بالمتعة ويبتعد عن ما يقدم له الإحساس بالألم أو عدم الراحة .

إن أحاسيس الحب والكراهية هما الأساسين لكل العلاقات البشرية بين الأفراد فهي قد تقطع سلسلة العلاقات وقد تربطها سواء كانت بين غرباء أو معارف وبين المجتمعات ايضاً ،فإن مجتمع ما قد يكره طباع وتأريخ وطعام مجتمع آخر أو قد يحبه ولهذا أسباب كثيرة ذاتية لأفراد هذا المجتمع ومستوى ثقافته ونوعها وأسباب موضوعية تأريخية عميقة وجغرافية .

ويبقى إحساس المحبة إحساس سهل ومريح للنفس الإنسانية ولا يحرق الفرد فيه الكثير من الطاقة بل قد يمر فيه بإرتخاء عضلي وإحساس إنسيابي ومنعش وهو ايضاً مثمر وإيجابي لأنه يؤدي الى تحفيز الفرد على الإنتاج وعلى حب الخير لنفسه وللآخرين ،ولهذا يمكن أن يوصف بأنه إحساس قابل للفاعلية وغير رافض وهو كمن يفتح أبواب نفسه للآخرين وللعمل ولنشاطه اليومي وللطبيعة ،أما إحساس الكراهية فهو إحساس صعب وسلبي قابض للنفس الإنسانية ومنفذ سلبي للطاقة ،يصيب الإنسان بتشنجات عصبية هائلة وهو لأجل رفض إنسان وكراهيته يستهلك طاقة جسدية وعصبية كبيرة وهو إحساس غير فاعل وغير مُنتج ،إذ أنه يستهلك الطاقة البشرية من دون إنتاج وقد يدفع بالفرد الى الإنزواء والإبتعاد عن المجتمع . إن القدرة على الكراهية هي قدرة نسبية فقد تكون عالية كما القدرة على الحب وإذا كانت القدرة على الكراهية عالية فإنها قد تصل الى أكثر من شخص وقد تكون غير منطقية وغير مبررة أحياناً ،وقد تكون التربية الأُسرية والتعود على هذا الإحساس يجعل الفرد غير قادر على إيقافه ويصبح ايضاً غير راغب بإيقافه لأسباب مرضية وعصبية وهذا ما يدخل حيز المرض النفسي والعصبي ،وقد يتضرر مجتمع بكامله من أفراد من هذا النوع لديهم مخزون هائل من الكراهية والذكريات الرافضة تجاه شخص ما أو عدة أشخاص أو مجتمع بكامله أو ضد مفاهيم سياسية وإقتصادية وإجتماعية ما ،وإذا خرج هذا الإحساس من إطار الإحساس الى إطار ردود الأفعال القوية والوحشية حسب القدرة الفاعلة للشخص المعني، فإن هذا الشخص قد يدمر نفسه أو عائلته أو مجتمعه.

************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في حفل تسلم «الهيكل الشامخ» لبيت الشيوعيين.. رائد فهمي: الحزب الشيوعي حقيقة يصعب التنكر لها

احتفى الشيوعيين العراقيون، الخميس الماضي، بإنجاز المرحلة الاولى من بناء الصرح التنويري الشامخ، المقر الجديد لحزبهم في منطقة بارك السعدون وسط العاصمة بغداد، بحضور واسع لهم ولاصدقائهم وضيوفهم، بضمنهم ممثلون لسفارة جمهورية الصين الشعبية في العراق.

افتتح الحفل المبهج الرفيق مفيد الجزائري قائلا: “قبل 14 شهرا احتفلنا هنا بوضع الحجر الاساس لبيت الحزب، بيت الشعب. كانت الارض يبابا وكنا وقتها نحلم ونتخيل كيف سينهض هذا الصرح الجديد. تصورناه شاهقا شامخا، وإذ نلتقي اليوم هنا في احضانه نجده بحق شاهق شامخا”.

وتوجه الجزائري بالشكر الجزيل للحضور ولمن كانوا يتابعون وقائع الحفل منقولة عبر الشبكة العنكبوتية، “ فبفضل دعمكم وتبرعاتكم وسخائكم، استطاع العاملون في شركة “خطوات الدر للمقاولات” مباشرة الحفر في الارض وارساء الأسس، ثم النهوض طابقا فطابقا بهذا الهيكل الرائع الذي نحتفل بتسلمه اليوم”.

وتابع انهم اليوم “ ينتظرون المباشرة بالمرحلة الثانية للبناء، مرحلة استكماله عمليا. وهذا سيعتمد علينا مرة أخرى، بما سنقدم جميعا من دعم إضافي، ونحن نتطلع الى اليوم الذي نتسلم فيه المبنى كاملا بهيا، ونحتفل بافتتاحه بيتا كبيرا واسعا وعراقيا اصيلا، بيتا للشيوعيين وكل العراقيين”.

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، اكد في كلمته انه “ما كان لهذا المشروع ان ينطلق لولا الاستجابة السريعة من جمهرة واسعة من اعضاء وعضوات الحزب واصدقاء الحزب والقوى والحركات الوطنية الصديقة”، مبينا ان “بناء مقر للحزب الشيوعي ليس قرارا فنيا او ماليا فحسب، بل يعتمد على توقعاتنا وتصوراتنا للوضع العام في البلد ولمآلاته واتجاهاته القادمة. وهذا مؤشر على ثقتنا العميقة ان حزبنا باق وسيتوطد خلال السنوات القادمة، وان صرح الشيوعيين هذا هو صرح للوطنيين جميعا ، وسيبقى منطلقا وقاعدة ليس فقط لنشاط الشيوعيين واصدقائهم ، بل وللثقافة والوعي والتقدم في هذا البلد، وبالتالي سيظل يحتضن كل نشاط ثقافي واجتماعي وجماهيري، يصب في خدمة البلد والشعب والجماهير الكادحة والثقافة التقدمية”.

وقال فهمي ان “ هذا البناء وحّد الشيوعيين واصدقاءهم بغض النظر عن التباينات، فالحزب الشيوعي عمره 90 سنة، والاجيال التي دخلته عديدة والبعض ربما خرج منه، لكن هذا المشروع لا يختلف حوله اثنان. وفي هذا البعد نجده يعبر عن اعتزاز ورغبة الشيوعيين وانشدادهم الى الوطن”.

واستطرد الرفيق فهمي قائلا ان “الحزب شهد على مدى 90 عاما ما شهد من حملات قمع وتصفية، اضطرته الى التنقل والترحال بالمناضلين والامكنة. وكانت معظم مسيرته في العمل السري والبيوت السرية، لكنه هنا اليوم في العلن يبني صرحا كهذا، وهذا مؤشر على اوضاع البلد وايضا المزاج العام. ورغم الصراعات الجارية في البلد اصبح الحزب الشيوعي حقيقة سياسية وحقوقية وشعبية وثقافية، يصعب على اعدائه ان يتنكروا لها”.

واضاف ان “هذا مشروع استنهاض وثقة بالمستقبل، وعندما تصدينا اليه رغم الصعوبات المالية والمادية، كنا على ثقة كبيرة بالشيوعيين واصدقائهم وبمكانة الحزب ورصيده التاريخي، الذي يؤمّن له اشكال دعم واسناد متنوعة من جهات مختلفة، حريصة على البلد والمستقبل”.

وفي ختام كلمته اشاد رائد فهمي بالتبرعات السخية والاندفاع والحماس الذي جعل من الحلم حقيقة، موضحا انه “ما زالت امامنا محطات اخرى للبناء، تستدعي استمرار هذا الزخم، وكما كنا على ثقة ونحن نطلق المشروع، سنبقى واثقين من إنجازه”.

وتحدث بعد ذلك رئيس مجلس ادارة شركة خطوات المنفذة للمشروع، زيد الدجيلي، فعبر عن افتخار الشركة “بإنجاز هذا الجزء من الصرح الذي كان حلما، وستبقى الشركة لسنوات طويلة تفخر بهذا الصرح العملاق”.

اما الشاعر فالح حسون الدراجي فألقى من منصة الحفل شيئا من قصيدته المعروفة عن مقر الشيوعيين:

“لتشيّدونه بحجر

بدلوا الحجر بلّور

هذا المقر مو مقر

هذا منارة نور

هذا قصيدة وشجن

بيت وملاذ ووطن

بستان هذا الوطن

والشعب بي ناطور

هذا المقر مو مقر

هذا منارة نور

هذا المقر مدرسة

بي تدرس الاجيال

وهذا المقر مكتبة

للفلح والعمال

هذا المقر بي شمس

زفة نجوم وعرس

وع الباب تلكه الصبح

واكف الف عصفور

هذا المقر مو مقر

هذا منارة نور”.

وفي ختام الحفل، قال عضو المكتب السياسي للحزب، الرفيق عزت ابو التمن، ان “الهدف السامي لهذا الصرح دفع الكثيرين الى المساهمة في دعمه ماليا كما كانت هناك مشاركة في وضع تصاميمه وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العمل وتأريخ الحزب المجيد ووطنيته، ومع الجوانب الجمالية للمشروع والحرص على ان يتوفر فيه كل ما هو ضروري للعاملين فيه ولكل من يرغب في استخدامه لنشر الثقافة والعلم والوعي”.

وبيّن ابو التمن ان عملية البناء اصطدمت بسلسلة من الصعوبات التي اساسها الفساد في مؤسسات الدولة “حيث بذلنا جهودا كبيرة مع اعلى المستويات في الحكومة لتجاوز هذه العراقيل. وفي مجرى التحضير للمرحلة الثانية، تفاجأنا بتجاوز التكاليف ما توقعناه، وتوجب بذل جهود استثنائية من اجل توفيرها”.

واختتم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير “لجميع من ساهم في توفير المبالغ التي مكنتنا من انجاز المرحلة الاولى، وندعوهم الى جانب من لم يساهموا حتى الان الى زيادة الهمة وتوفير المبالغ المطلوبة لاستكمال المرحلة الثانية”.

************************************************************

في اتحاد الأدباء العراقيين .. احتفاء بالروائي محمد خضير سلطان ونتاجه الجديد

متابعة – طريق الشعب

احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، اخيرا، بالروائي محمد خضير سلطان في مناسبة صدور روايته الجديدة “العابد في مرويته الأخيرة”، وذلك في جلسة حضرها جمع كبير من الأدباء والمثقفين والمهتمين في السرد.

الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها الروائي حسين محمد شريف، وافتتحها بتقديم السيرتين الذاتية والأدبية للمحتفى به، وبالإلقاء الضوء على روايته الجديدة، مشيرا إلى قدرة هذه الرواية على دفع القارئ نحو طرح أسئلة فكرية.

وفي معرض حديثه، ذكر سلطان أن روايته مستقاة من الحياة والمجتمع وبنياته الاجتماعية، في ظل التحولات الكبيرة التي يعيشها ويثيرها المجتمع نفسه.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن رواية المحتفى به، بضمنهم الناقد فاضل ثامر الذي ذكر أن “رواية سلطان محتشدة بالثقافة والفكر والميثولوجيا. ويمكن القول انها تجنيس يراوح بين الميثولوجيا والرواية”، مبينا أن “الرواية حداثية وتجريدية بنكهة أساطير وادي الرافدين، ومنها أسطورة ملحمة الخلق وأسطورة ملحمة كلكامش”.  فيما قال الناقد إسماعيل إبراهيم عبد، أن “رواية سلطان إشكالية، وتحتاج إلى تأليف كتاب كامل لتحليلها. فالكاتب قدم في روايته أنموذجا ما بين التقني والثقافي، وأخذ من الإرث البابلي والآشوري الكثير. كما احتوت أنساق الرواية على الجانبين المعرفي والتداولي”. أما الناقد محمد زوير، فقد رأى أن “سلطان يشتغل على مشروع سردي كبير، وان كتابه الجديد مفتاح لكتابة مدونات سردية تهتم بالتحولات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العراق”.  فيما قال الكاتب حمدي العطار ان “سلطان لجأ إلى الغموض في كتابة روايته، وهذا يعيق استجابة القارئ لها”.

**********************************************************

أيتام عراقيون يقطفون جائزة أفضل تمثيل في مهرجان أردني

متابعة – طريق الشعب

قطفت “مدرسة دار الزهراء” للأيتام في النجف، جائزة أفضل تمثيل في مهرجان المسرح المدرسي العربي الأول في الأردن، والذي اختتم أول أمس الجمعة في العاصمة عمّان، بمشاركة 6 دول، هي: الأردن والعراق والكويت والسعودية وسلطنة عمان وقطر.

وحصدت المدرسة العراقية الجائزة، عن عمل مسرحي عنوانه “مطبخ آخر الليل”، من تأليف عمار سيف وإخراج هيثم الرفيعي وإشراف حيدر مجهول، وتمثيل التلميذين زيد أحمد ومهدي صباح، اللذين تناصفا بجائزة أفضل تمثيل في المهرجان. 

وأقيم المهرجان على مدى 5 أيام، برعاية وزارة التربية والتعليم الأردنية. واحتضنت فعالياته مسارح المركز الثقافي الملكي في عمّان.

وبالإضافة إلى العروض المسرحية، شهد المهرجان فعاليات مختلفة، منها مؤتمر مسرحي بعنوان “المسرح المدرسي وتأثيره التعليمي والتربوي”، شارك فيه كل من الفنانتين الأردنيتين جوليت عواد ولينا التل، والعماني ادريس النبهاني، والعراقي د. بشار عليوي، الذي قدم ورقة نقدية بعنوان “أثر المسرح المدرسي على المدرسة كمؤسسة اجتماعية”. وفي سياق المهرجان، نُظمت رحلة سياحية للوفود المشاركة إلى مدينة جرش الأثرية، ومخيم الأميرة بسمة الكشفي في دبين.

************************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • راهي مهاجر خضير 300 الف دينار.
  • انتصار الميالي 150 الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*******************************************************************

شاب من الهندية يحوّل الخردة إلى مجسمات فنية

متابعة – طريق الشعب

أقدم الشاب حيدر أحمد من قضاء الهندية في محافظة كربلاء، على صناعة مجسمات كبيرة لحيوانات، من خردة الحديد (السكراب). إذ صنع فيلا وأسدا وحصانا وتنينا. 

ويعمل حيدر مصلّحاً للدراجات النارية، وبالرغم من كونه لم يمتهن الحدادة يوما، إلا انه استطاع تطويع الحديد في صناعة مجسماته. فيما يطمح إلى عرض أعماله في ساحات مدينته. يقول الشاب في حديث صحفي، أنه سافر مرة إلى إحدى الدول، وشاهد مجسمات مصنوعة من الخردة، يتجمع حولها الناس منبهرين، ويلتقطون الصور معها، وحينها تولدت لديه فكرة صناعة مجسمات، مبينا أنه في العام 2019 بدأ يجمع الخردة من سكراب الدراجات النارية، فصنع مجسما على شكل فيل، ما دفعه إلى المواصلة، حتى صنع مجسما لتنين يبلغ ارتفاع 4 أمتار، وتبعه بمجسمات صغيرة وكبيرة لحيوانات أخرى.  ويلفت إلى ان مواقع التواصل الاجتماعي ساعدته في عرض أعماله خارج حدود محافظة كربلاء، وانه حاليا يعمل على مشروع لبيع المجسمات التي ينجزها، مبينا أنه لا يمتلك مساحة كافية لتصنيع أعداد كبيرة من المجسمات. فمساحة ورشته صغيرة ومجسماته كبيرة، الأمر الذي يضطره إلى عرض ما ينجزه في الجزرة الوسطية المقابلة للورشة.  ويؤكد حيدر ان الكثيرين من زائري كربلاء يمرون من أمام ورشته، وحينما يرون مجسماته يبدون إعجابهم بها، حتى ان موقعه أصبح نقطة دالة للمسافرين، منوّها إلى انه شارك في معرض “صناع النجاح” الذي أقامته الجامعة المستنصرية مطلع عام 2022.

****************************************************************

قتيبة النعيمي في مسابقة باريس للموسيقى الدولية

متابعة – طريق الشعب

أعلن المؤلف الموسيقي العراقي المغترب في بلجيكا، قتيبة النعيمي، عن اختياره للمشاركة في مسابقة باريس الدولية للموسيقى بدورتها الثالثة، والتي من المقرر إقامتها يوم 17 تشرين الثاني القادم في العاصمة الفرنسية.

وقال في حديث صحفي، أن المسابقة مخصصة للعزف على آلة الكلارنيت، وأنه سيشارك بقطعة موسيقية من تأليفه، يعزفها العازفون المتقدمون للمسابقة، ليتم في النهاية اختيار ثلاثة منهم للفوز بالجوائز الأولى.

وأضاف قائلا، أنه سيكون أيضا عضوا في لجنة تحكيم المسابقة، معربا عن سعادته بـ»تمثيل مملكة بلجيكا وبلدي العراق في هذا المحفل الدولي المهم».

وعن مشاريعه القادمة، قال النعيمي أنه سيشارك في محافل موسيقية تقام في بلجيكا وفرنسا وبعض الدول العربية، لافتا إلى ان «من اهم المشاريع التي اعمل عليها حاليا، هو مشروع يقام بالشراكة مع مجموعة من المؤلفين الموسيقيين الخليجيين، يتضمن إنشاء مكتبة وطنية خاصة بالأعمال الموسيقية التراثية الخليجية، ومن ضمنها العراقية. حيث نقوم بإعادة صياغة تلك الألحان بأسلوب علمي جديد، مع مراعاة هويتها الأصيلة، بهدف تصديرها إلى العالم».

وتابع قائلا أن «هذا المشروع يعد خطوة مهمة للتعريف بثقافتنا الموسيقية، لا سيما أن منطقتنا غنية جدا بتنوعها الموسيقي».