اخر الاخبار

الصفحة الأولى

قوى المحاصصة تحاول تغييب تاريخ العراق الناصع والمشرّف.. ثورة ١٤ تموز الوطنية راسخة في وجدان الشعب ومحاولة طمسها مآلها الفشل

بغداد ـ طريق الشعب

برغم ما حققته ثورة ١٤ تموز المجيدة من مكاسب وإنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية لم تزل مضيئة حتى الان، يحاول البعض طمس هذه المناسبة وتغييبها من ذاكرة العراقيين، الذين عانوا من الفقر والجوع والتخلف والتبعية في مرحلة ما قبل عام ١٩٥٨، قبل ان تنفجر الثورة بوجه النظام الملكي ومن يقف وراءه، مدعومة بتأييد شعبي قلّ نظيره، أسهم في شلِّ تحركات القوى المعادية للثورة داخلياً واقليمياً وعالمياً.

ويوم امس صوت مجلس النواب، على تعديل قانون العطل الرسمية المُرسل من الحكومة، والذي لم يتضمن عطلة 14 من تموز.

وكان الحزب الشيوعي العراقي، قال في بيان له إنه «تفاجأ بأن مشروع قانون العطلات الرسمية الذي أحالته الحكومة إلى مجلس النواب لمناقشته وإقراره لا يتضمن وضع ثورة 14 تموز 1958 ضمن قائمة الأعياد الرسمية، ولم يحدد اليوم الوطني لجمهورية العراق وقد أُضيفت له أعياد جديدة».

لنحترم تاريخنا!

قال عضو مجلس النواب السابق القاضي وائل عبد اللطيف: «استغرب كثيراً هذا التصرف ومحاولة تغييب هذه الثورة الوطنية المعبأة بالمنجزات»، معتبرا ان عدم احترام هذا اليوم خطأ جسيم، ففيه تحرر العراق فعلاً، وأصبحت له سيادة وقرار وطني.

وأضاف عبد اللطيف في حديث مع «طريق الشعب»، أن «الحقد الذي تكنه بعض الاطراف للحزب الشيوعي العراقي، لا ينبغي ان ينسحب لإلغاء مناسبة وطنية وتاريخية يعتز بها الشعب، ويفترض ان يدرج هذا اليوم ضمن العطل الرسمية للدولة».

وأشار الى ان «إنجازات عبد الكريم قاسم كانت كبيرة، وما حققته للعراق يدفع الجميع لاحترام 14 تموز، والاحتفاء بالثورة»، متسائلا «ما هي منجزات منظومة المحاصصة والفساد، في مقابل ما حققه قاسم في أقل من خمس سنوات».

وخلص الى القول: «ان هذه المحاولات لن تنجح، فهذه الثورة خالدة في وجدان العراقيين. يفترض بنا ان نتمسك بتاريخنا ونحترمه لا ان نهمشه ونغيبه».

الثورة خالدة بمنجزاتها

ودان المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي أثير الدباس، هذا الفعل القبيح، الرامي الى الغاء يوم مهم من تاريخ الدولة العراقية، مشيرا إلى أن «هذه الثورة غيّرت مسار البلد، وحررت الشعب من الاقطاع والعبودية، وذهبت بنا الى مسار الحرية».

وقال الدباس في حديث مع «طريق الشعب»: ان «مشروع القانون الذي قدّم الى مجلس النواب، أول مرة، كان يتضمن وجود عطلة ليوم 14 تموز، لكن فيما بعد تم سحبها من المشروع»، لافتا الى ان «الغاية من ذلك هو محو آثار وفكر ومنهاج هذه الثورة التحررية».

وأضاف أن «سحب مناسبة الثورة من قائمة العطل الرسمية للدولة، محاولة بائسة لتغييب كل ما هو وطني»، مردفا ان تلك المحاولات لن تمحوها من ذاكرة العراقيين.

واختتم تصريحه بأن «ثورة 14 تموز المجيدة اسقطت الحكم الملكي، وحققت قفزة كبيرة على المستوى الوطني، وخلصت الشعب من معاناة ومآسٍ كبيرة».

اليوم الوطني الوحيد

من جانبه، عدّ السياسي زهير ضياء الدين، أن «ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، هي اليوم الوطني الحقيقي الوحيد الذي شهده العراق، اليوم الذي غيّر نظام الحكم الملكي الى جمهوري، وخلصنا من نظام استعماري مرتبط بالأحلاف الاجنبية».

وقال ضياء الدين لـ»طريق الشعب»، إنّ «الثورة كانت من ثمار جبهة الاتحاد الوطني التي قامت عام 1957 والتي ضمت مختلف القوى الوطنية، وكان من ضمنها الحزب الشيوعي العراقي، ومن خلال الضباط الاحرار استطاعت هذه الثورة المجيدة ان تحقق اهدافها».

واكد ان» الموقف من هذه الثورة اليوم يثير العديد من التساؤلات والاستغراب من سحب يوم وطني بامتياز يهم كل عراقي من الذاكرة العراقية؟»، لافتا الى ان «انجازات الثورة بعد كل هذه العقود ما زالت شاخصة، وتمثل علامة بارزة في تاريخ العراق الحضاري والعمراني».

وتابع ضياء الدين قائلاً: «للأسف يحاولون اليوم اطفاء هذا النور الساطع في تاريخ العراق، واهمين ان الشعب العراقي بذاكرته وقواه الوطنية سينسون او ان تهتز عزيمتهم. سنتمسك بقوة بهذا التاريخ باعتباره إحدى العلامات المضيئة في التاريخ الذي يمثل الحقيقة، بينما هم قابعون في مزابل التاريخ».

ثورة وطنية لا نزعة فردية

أما ‏الكاتب والصحفي فلاح المشعل، فذكر أن ثورة 14 تموز «اشتركت في التخطيط لها وتأييدها خمسة أحزاب سياسية عراقية سميت بجبهة الاتحاد الوطني، وبالتنسيق والتشاور مع عدد من الضباط الأحرار»، مشيرا الى ان «عبد الكريم قاسم لم يكن من أمر بقتل العائلة الملكية، بل كان غاضباً لهذا الحدث الإجرامي، الذي قام به ضابط أرعن ومندفع بتأييد من عبد السلام عارف».

‏وأضاف قائلا لـ»طريق الشعب»، ان «14 تموز كانت ثورة شعبية تقدمية انفجر بها الشعب العراقي وبلغ مرحلة الهستيريا، كما وصفها لي أحد من عايشوها، وهذا يعني أنها لم تكن انقلاباً، بل ثورة شعبية قاعدتها فقراء الوطن من العمال والفلاحين والشباب والمرأة، وهؤلاء جميعاً اشتركوا في تأييدها وإنجاحها، ما يعني إنها كانت ثورة بطابع وطني عام، وليس نزعة فردية لعبد الكريم قاسم، الذي عرف بالنزاهة واليد النظيفة، ما يجعله أشرف حاكم مر بتاريخ العراق الحديث».

*******************************************************************

راصد الطريق.. الى قانونية التربية نرجع.. أم الى الدستور!

كُشف النقاب عن كتاب مذيّل بتوقيع وزير التربية وموجه إلى مديريات وزارته والمدارس ورياض الأطفال، يُلزم الموظفين بتوقيع تعهد بعدم انتقاد الشخصيات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه «ظاهرة غير أخلاقية»!

نلاحظ منذ مدة توالي محاولات تكميم الأفواه وملاحقة المواطنين بحجج واهية، تُستخدم فيها قوانين وضوابط تتنافى مع مبادئ الدستور ونصوصه الواضحة. وخلال ذلك يجري اعتماد قوانين موروثة من حقبة النظام المقبور، وبطريقة صارخة في فجاجتها.

وبالعودة لكتاب الوزير، نسأل كيف سمحت الدائرة القانونية لنفسها بإدراج الانتقاد ضمن التصرفات غير الأخلاقية؟ وبأيّ حقٍ تلزم الوزارة مربي الأجيال بتوقيع تعهد منافٍ لكل مباديء الديمقراطية؟

وعودة الى ما نؤكده دائماً، من أن العراق لا يمكن أن يديره إلا مؤسسات رصينة، تكفل حرية االرأي والمعتقد والتعبير، وتحفظ كرامة المواطن، ولا تصادر رأيه مقابل دنانير معدودات تافهات. 

ومعلوم أن الموظفين يستلمون رواتبهم لقاء ما يقدمون من خدمات للدولة وللمجتمع، ولا سلطة لأحد عليهم في حياتهم وآرائهم السياسية والفكرية.. إلا إذا كان للحكومة ومن يقف وراءها من المتنفذين رأي آخر، ونظرة لعمل هؤلاء باعتباره منّة ومكرمة!

*********************************************************************

تظاهرات تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات وتثبيت أصحاب الأجور اليومية

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت ثلاث محافظات تظاهرات احتجاجية رفعت مطالب متعددة ابرزها توفير فرص العمل والخدمات وتثبيت أصحاب الأجور اليومية. فيما جدد اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة في السليمانية تهديدهم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان، بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم.

واقدم العشرات من المتظاهرين في ناحية خور الزبير التابعة الى محافظة البصرة، على اغلاق الطريق الرئيس المؤدي الى ميناءي ام قصر وخور الزبير، مطالبين بتوفير فرص العمل.

****************************************************************

الصفحة الثانية

1235 نازحاً يعودون الى مناطقهم في بابل وسنجار

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، امس الاربعاء، عودة 1235 نازحا الى مناطقهم في محافظتي بابل ونينوى.

وقال بيان للوزارة، ان 450 نازحاً من قضاء المسيب عادوا إلى مناطق سكناهم الأصلية في قرى الإسكندرية (منطقة البحيرات)، بحضور مسؤولين حكوميين وعدد من شيوخ ووجهاء المنطقة.

وأضاف البيان، ان “الوزيرة ايفان جابرو قامت بزيارة منازل الأسر العائدة في مناطق العودة للإطلاع على أوضاعها”، مؤكدة عزمها مخاطبة الجهات المعنية لإعادة ترميم المنازل وتوفير كافة الخدمات لهم.

واشار البيان الى التوجيه بتقديم كافة الدعم للعائدين، وشمولهم بالسلع المعمرة والمساعدات الإغاثية لتوفير العيش الكريم لهم.

وفي بيان آخر، كشفت الوزارة عن عودة أكثر من 785 نازحاً إزيدياً من مخيمات النزوح في محافظة دهوك إلى مناطقهم الأصلية في سنجار.

وذكرت الوزيرة، أن النازحين عادوا من “مخيمي ايسيان ومامرشان في محافظة دهوك بشكل طوعي إلى مناطق سكناهم الأصلية في قضاء سنجار”.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد حذرت في 13 أيار الجاري من أن خطط إغلاق مخيمات النازحين في إقليم كوردستان بحلول 30 تموز، ستهدد حقوق الكثير من سكانها من أهالي سنجار.

******************************************************************

تظاهرات تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات وتثبيت أصحاب الأجور اليومية.. ذوو الاحتياجات الخاصة في السليمانية يهددون بمقاطعة الانتخابات بالنسبة للعراق

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت ثلاث محافظات تظاهرات احتجاجية حملت مطالب متعددة ابرزها توفير فرص العمل والخدمات وتثبيت أصحاب الأجور اليومية. فيما جدد اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة في السليمانية تهديدهم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان، بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم.

احتجاج واسع في البصرة

واقدم العشرات من المتظاهرين في ناحية خور الزبير التابعة الى محافظة البصرة، على اغلاق الطريق الرئيس المؤدي الى ميناءي ام قصر وخور الزبير، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال أحد منسقي التظاهرة، ان تظاهرتهم استمرت لساعات قبل التفاوض مع القوات الامنية المتواجدة على نقل مطالبهم الى الجهات المعنية، مبينا ان تظاهراتهم ستتجدد في حال جرى تسويف مطالبهم التي تتضمن التشغيل في الشركات العاملة ضمن ميناءي ام قصر وخور الزبير.

كشف أحد ممثلي الحراك الشعبي في قضاء الصادق شمال البصرة عن مباشرة اللجنة التي شكلها الفريق التابع لرئاسة الوزراء مع ممثلين عن الحراك في القضاء بمتابعة المشاريع التي تنفذ بعد مطالب الأهالي.

وقال إنّهم قدموا مطالبهم إلى مستشار رئيس الوزراء فيما يخص القائمقامية ودوائر القضاء، لافتا إلى أن هناك مطالب أخرى قدمت إلى مستشار رئيس الوزراء وبانتظار النظر فيها للموافقة عليها.

وأشار إلى أنهم أمهلوا الحكومة أربعة أشهر لتنفيذ مطالبهم، وقد انقضى منها شهر واحد، وبقي ثلاثة أشهر، وسيتم استئناف الاعتصام بشكل أكبر، إذا لم تنفذ الحكومة تلك المطالب.

وتظاهر العشرات من سكنة المنازل العشوائية في البصرة على مقربة من مبنى مجلس المحافظة بمنطقة حمدان ضمن الطريق الخارجي لقضاء أبي الخصيب، مطالبين بإيجاد بدائل توفر لهم المأوى قبل الشروع بإزالة دورهم المتجاوزة.

وقالوا، إن الدستور العراقي كفل لهم حق السكن، وإن على السلطات في الحكومة المحلية توفير الأراضي السكنية والتسهيلات الأخرى كبدائل قبل أن تفكر في إزالة ما يؤويهم.

وجدد خريجو كليات الهندسة في المحافظة تظاهراتهم امام مبنى الحكومة المحلية، للمطالبة بتوفير فرص العمل، وعدم تجاهل مطالبهم المشروعة.

الأجور والخدمات في المثنى

وفي محافظة المثنى، جدد أصحاب الأجور اليومية في شركة المشاريع النفطية تظاهراتهم المطالبة بالتثبيت على الملاك الدائم، منتقدين صمت الحكومة المحلية ومجلس المحافظة وعدم استجابتهم للمطالبة المشروعة. وفي السياق، نظم العشرات من أهالي حي الكرامة في المحافظة وقفة احتجاجية، مطالبين الحكومة المحلية بتوفير الخدمات لمنطقتهم.

ذوو الاحتياجات الخاصة

وجدد اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة في السليمانية، تهديدهم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم.

وقال رئيس الاتحاد سامان حسين، خلال مؤتمر صحفي، أثناء تجمع احتجاجي لذوي الاحتياجات الخاصة: “قبل أيام تجمع وطالب نحو 2000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في سراي السليمانية، بزيادة رواتبهم أسوة بأقرانهم من أبناء الوسط والجنوب، لكن حتى الآن لم يستجب أي طرف سياسي حكومي لتلك المطالب، ولم تتلقَ مطالبنا أي دعم من قبل أحد”.

وأضاف، أن “نحو 80 ألف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة ينتظرون تحسين أوضاعهم المعيشية هم وعوائلهم بزيادة رواتبهم الشهرية التي لا تكفي للعيش الكريم”.

وبيّن، أن “هذا البيان والتجمع والموقف سيكون الأخير في حال عدم الاستجابة لمطالبنا، وسيكون ذوو الاحتياجات الخاصة وعوائلهم بعيدين عن أي طرف سياسي، وعن انتخابات برلمان كردستان في حال بقيت الأمور على أحوالها”.

وأكد حسين، أن “على الأطراف السياسية والحكومية أن تتبنى قضيتنا دون منية، وأن يكون من ضمن واجباتهم الأخلاقية الرسمية”.

***********************************************************

قوى المحاصصة تحاول تغييب تاريخ العراق الناصع والمشرّف

‏وتابع قائلا: ان “ثورة 14 تموز أحدثت تغييرا بنيويا في القوانين المدنية وسلطة القضاء وتحرير ثروات البلاد من الشركات الاحتكارية وتأميم النفط ومشاريع الاصلاح الزراعي، وإنهاء مرحلة الاقطاع وغيرها من القرارات والقوانين التي جاءت لمصلحة الأكثرية من الشعب العراقي. تلك التغييرات الجوهرية تعطي لها صفة الثورة على واقع كان يتسم بالسكون والتفاوت الطبقي الصارخ”.

‏وزاد بالقول ان “ثورة تموز اولت لكرامة المواطن العراقي أهمية كبيرة، حين وفرت له مساكن جديدة كما في مدينة الثورة/ الصدر حاليا، والشعلة ونواب الضباط، والمعلمين وبقية شرائح المجتمع”، مشيرا الى ان “تلك المبادرات الإنسانية والمعيشية لم تكن موجودة في العهد الملكي، ولا بعد زمن عبد الكريم قاسم، بينما يشهد التاريخ أنه مات وليس لديه دار سكن، ولا لأهله أو أخوته”.

‏وأردف قائلا: “نعم، ان الثورة كان فيها أخطاء، وأبرزها الفوضى في القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن العقلية العسكرية المتصدية للحكم لم تبلغ مرحلة النضج السياسي والثقافي والإداري في حينها”، مضيفا ان هناك “نزقا سياسيا لدى بعض المستجدين في عالم السياسة، الذين لم يعملوا مقاربات موضوعية دقيقة لزمن ثورة 14 تموز وأسبابها وأحداثها وظروفها الداخلية والخارجية، فتراهم يشتمونها بروح ملكية أكثر من الملك”.

“تُذكرهم بفشلهم” 

قال الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان: “اذا تحدثنا عن ثورة 14 تموز فالحديث طويل جداً، فعلى اقل تقدير نقلت العراق من حكم ملكي متخلف الى جمهوري سعى لخدمة ابناء الشعب، اضافة الى الاجراءات الكثيرة التي اتُخذت في عملية الاصلاح وتشريع القوانين، وفي مقدمتها قانون الاصلاح الزراعي لتطوير القطاع الزراعي، وقوانين اخرى مثل قانون العمل والضمان الاجتماعي للعمال. كذلك خروج العراق من حلف بغداد، والخروج من منطقة الاسترليني”.

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن كل هذه “اجراءات تقدمية يسارية، وعند النقاش فيها نجد انها مليئة بالمنجزات، مثل قانون رقم 80 لحصر الاراضي غير المستثمرة من الشركات النفطية، التي كانت ضربة قاتلة لشركات النفط الغربية الفرنسية والهولندية والبريطانية والامريكية”.

وتابع، أنّ “من المؤسف ان تجري محاولات لطمس انجازات ثورة 14 تموز التي انتصرت للشعب العراقي وانتزعت حقوقه واعادتها اليه، واصبحت شعلة في المنطقة، التي باتت تتطلع لإجراء تغييرات جذرية في جوهر الانظمة المتخلفة. ونال العراق بعدها استقلاليته الحقيقية بكل بمعنى الكلمة”.

وزاد في قوله: إن “الانجازات كبيرة خصوصاً في مجال الصحة والتعليم ورفع الاجور وتقليل نسب الفقر”، معللا محاولات طمس هذه الذكرى “بكونها تذكر الطبقة السياسية بفشلها الذريع خلال عقدين في تحقيق ربع ما حققته الثورة بظرف 4 سنوات فقط”.

وواصل حديثه بان “منظومة المحاصصة والفساد لم تنجز خلال عشرين عاما اقل من 5 في المائة مما انجزته ثورة تموز المجيدة، التي اعتبرت في وقتها ثالث ثورة بعد ثورتي اكتوبر والصين”.

واشار الى ان “الانجاز الاقتصادي كان كبيرا في مختلف المجالات، اضافة لبناء 70 مشروعا صناعيا ما زالت قائمة حتى الان”.

14 تموز ترعب المتآمرين

فيما قال عضو التيار القاسمي واثق حمد الحمامي، إنَّ “ذكرى ثورة 14 تموز في العراق تحمل في طياتها مشاعر فخر واعتزاز للشرفاء من أبناء الشعب، برغم التحديات والمؤامرات التي حاولت النيل من إرثها وأهدافها النبيلة. هذه الثورة التي قامت ضد الظلم والاستبداد، وحملت راية الحق، لا تزال رمزا للصمود والعزة في وجه القوى الرجعية والإقطاعية، وأولئك الذين سعوا لتشويه اسمها الناصع بالتعاون مع فتاوى دينية وأجندات خارجية”.

وقال في تدوينه تابعتها “طريق الشعب”، انه “برغم مرور أكثر من ستين عامًا، يبقى اسم ثورة 14 تموز مرعبًا لهؤلاء المتآمرين، الذين يحاولون عبثًا محوها من الذاكرة الوطنية ومنع الاحتفال بيومها كعيد وطني. لكن، وكما أظهرت الأجيال المتعاقبة، فإن إرادة الشعب أقوى من المؤامرات، والثورة تظل تنبض في قلوب الشرفاء فقط، وليس العملاء والخائنين”.

وخلص الى القول: “لقد خسر المتآمرون رهاناتهم. ستبقى ثورة 14 تموز رمزًا خالدًا للإرادة الشعبية والنضال من أجل الحرية والعدالة”.

*************************************************************

كل خميس.. رئاسة البرلمان وعراك الديكة

جاسم الحلفي

السخرية المرّة هي رد الفعل الشعبي على العراك الذي شهده مجلس النواب مساء السبت الماضي. فقد بانت خيبة الامل ازاء المشهد المخزي للنواب الذين لم يجدوا غير العراك والشتائم البذيئة طريقة لحسم صراعهم مع بعضهم. الصراع الذي لا علاقة له بخدمة الشعب، وانما بالتنافس على النفوذ الذي يضمنه موقع الرئيس.

تتغير تحالفات المتنفذين وتتبدل مساوماتهم وتتحول ولاءات كل طرف منهم في جلسات انتخاب رئيس مجلس النواب، وتشتد حمى “البازار” ومعها سعار بيع وشراء أصوات من يعرضون أصواتهم لمن يدفع اكثر. وهذا كان قد حصل مرارا حسب المعلومات والاخبار المتناقلة، وحدث في جلسة 13 كانون الثاني 2024، التي انتهت بعراك ومشادات كلامية وبفشل المجلس في انتخاب رئيس له، بعد منافسة حامية بين شعلان الكريم مرشح حزب تقدم، وسالم العيساوي مرشح عزم، ومحمود المشهداني المدعوم من دولة القانون، فتشتت الأصوات ولم يحرز أيّ منهم عدد الأصوات الذي يضمن له المنصب.

ويبدو ان الهدف من الاخلال بصفقة (التوافق) الذي رسخته طغمة الحكم كأسلوب لتقاسم السلطة والمنافع، هو افشال انتخاب رئيس للبرلمان، كي يبقى شاغرا فيدار بالوكالة كما الحال منذ الغاء عضوية رئيسه السابق محمد الحلبوسي، وسحب المنصب منه بموجب قرار المحكمة الاتحادية التي حكمت عليه يوم 14 تشرين الثاني 2023 بالتزوير. وقد حصل ما حصل في جلسة 18 أيار الجاري، بعد ان تغيرت المساومات وتبدلت المواقع وفقا للمصالح الشخصية والحزبوية، واصبح محمود المشهداني ممثلا لحزب تقدم بعد ان كان منافسا له في جميع الانتخابات السابقة.

ورسخ الفشل في انتخاب رئيس المجلس، الذي منحت المحاصصة واعرافها موقعه لأحزاب الطغمة التي تدعي تمثيل (السنة)، رسخ الانقسام الحاد بين الأحزاب المذكورة وأظهر اخلالها الفاضح بمبدأ المواطنة، حيث لا يمكن ان يفوز بالمنصب أي مرشح يرفض هذا العرف المخل. فاذا تجرأ نائب وطني رافض للمحاصصة على ترشيح نفسه، فانه يصبح مادة للتندر، ولا يحصل الا على بضعة أصوات، كما حصل للمرشح النائب عامر عبد الجبار.

وعكس الفشل، من جهة أخرى، تشتت أدعياء تمثيل الشيعة، وهم يصوتون لهذا الطرف او ذاك. وبدا ان انقسام نواب (الاطار التنسيقي) وتوزع أصواتهم بين المتنافسين، لم يأت تعبيرا عن تباين اجتهادات أطراف الاطار، وتقاطع انحيازات المرشحين، وانما كان توجها غايته تشتيت الأصوات، كي لا يحصل أيّ من المرشحين على 165 صوتا او اكثر بما يضمن فوزه بالمنصب. ذلك ان المنصب يدار حاليا بالوكالة من قبل النائب الأول لرئيس المجلس محسن المندلاوي القريب من الاطار. وبمنطق كون المناصب غنائم، لا يجد الاطار مصلحة له في الاستعجال بتسليم موقع الرئاسة، ما دامت الفرصة سمحت له بمسك المنصبين المهمين في النظام السياسي، المنصب التنفيذي - رئاسة مجلس الوزراء، والمنصب التشريعي - رئاسة مجلس النواب.

والمفارقة في كل هذا أن مجلس النواب المنقسم في انتخاب رئيس له، سرعان ما يتوحد ويقف وقفة رجل واحد، حينما يشعر ان مصالح الطغمة بمجموعها تتعرض للتهديد من جانب الشعب.

***************************************************************

الصفحة الثالثة

مطالبة الحكومة بالتدقيق في حالات مزدوجي الرواتب و «الفضائيين»..  الإغراق في التوظيف لن يتوقف قبل الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد

بغداد ـ طريق الشعب

في الوقت الذي تتعهد فيه الحكومة بإجراء إصلاحات اقتصادية، وبتبني نهج يختلف عمّا دأبت عليه الحكومات السابقة، تفتح الباب، من جهة أخرى، على مصراعيه أمام التعيينات التي تثقل كاهل الدولة، وتزيد من حجم الإنفاق في موازنتها التشغيلية، ولا تسعى الى إيجاد حلول لمعضلة البطالة المقنعة في دوائر الدولة، التي يشكو المراجعون من تردي مستوى خدماتها.

ولا يخفى على أحد أن منظومة المحاصصة والفساد المتشبثة بالسلطة، تستغل، منذ عقدين، هذا الملف، لتكريس زبانيتها وشراء الولاءات عبر الوظيفة الحكومية، واستغلال معاناة الشباب وحاجتهم، وبالتالي فإن تبني الحكومة لسياسات اقتصادية تنموية واضحة وفعالة، واجراء إصلاحات اقتصادية باتا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مع إلغاء تدريجي لسياسات التوظيف والإغراق فيه، وتعزيز الإيرادات غير النفطية.

توصيات عديدة

وكان صندوق النقد الدولي دعا أخيرا العراق إلى تصحيح أوضاعه المالية تدريجياً والغاء التعيينات لتحقيق الاستقرار في الديون على المدى المتوسط وإعادة بناء الاحتياطيات المالية.

جاء ذلك على هامش اختتام مشاورات المادة الرابعة التي أجراها المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي (IMF)، مع العراق، حيث جرت دراسة تقييم الموظفين، قبل أن يوصي المجلس بالسيطرة على الأجور العامة والإلغاء التدريجي للتوظيف الإلزامي.

ومن المتوقع أن تعقد مشاورات المادة الرابعة المقبلة مع العراق، في الدورة القياسية التي مدتها 12 شهراً، وفق تقرير وجداول صندوق النقد الدولي.

وشدد الصندوق على “الحاجة إلى سياسات اقتصادية كلية سليمة وإصلاحات هيكلية لتأمين المالية العامة والديون، والاستدامة، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وتحقيق نمو مستدام وشامل بقيادة القطاع الخاص”.

وأكد، أنّ “هناك حاجة إلى تعديل مالي تدريجي، لكن كبير، لتحقيق استقرار الدين على المدى المتوسط وإعادة بناء هوامش الأمان المالية. وتشجيع السلطات على تركيز السيطرة على قوائم الأجور العامة، والإلغاء التدريجي لسياسات التوظيف الإلزامية، وتعبئة الإيرادات غير النفطية، مع توجيه المساعدات الاجتماعية بشكل أفضل”.

وجرى الاتفاق خلال المشاورات على “التنفيذ الفوري لإصلاحات إدارة الجمارك والإيرادات، والتنفيذ الكامل لحساب الخزانة الموحد، والرقابة الصارمة والحد من استخدام الأموال من خارج الميزانية والضمانات الحكومية”.

مزايدات سياسية

عضو اللجنة المالية النيابية، جمال كوجر، أكد ان هناك ترهلا وظيفيا وتكديسا للملايين من الموظفين في دوائر الدولة العراقية، حتى وصلنا الى مرحلة باتت فيها كل الحلول شبه مستحيلة.

ودعا كوجر في تصريح لـ”طريق الشعب”، الحكومة الى “تدقيق متعددي ومزدوجي الرواتب والفضائيين”، معتقدا أن “سياسة الإغراق الوظيفي ستستمر في ظل استمرار المنظومة التحاصصية في السيطرة على سدة الحكم بالبلاد”.

وقال كوجر، إن السياستين المالية والنقدية تقامران بمستقبل العراق؛ فدولة الكويت ستعلن افلاسها بسبب كثرة التزاماتها في الموازنة التشغيلية، فيما ستتحمل الحكومة العراقية عجزا كبيرا اذا ما وصلت أسعار النفط الى ادنى مستوى.

وأضاف، أن قيمة الموازنة التشغيلية تزيد على 70 تريليونا، إذ تذهب بحدود 60 تريليون دينار الى الرواتب والالتزامات الشهرية، معتبرا ذلك “شيئا مخيفا”.

بشكل سلبي

المحلل للشأن الاقتصادي احمد عبد ربه، قال ان الموازنة العراقية تعاني من ازمة كبيرة: اتساع الجانب التشغيلي على حساب الجانب الاستثماري. للأسف، بدأنا اليوم نواجه مشكلة يفترض على الحكومة تداركها.

وحذر عبد ربه في حديث مع “طريق الشعب”، من احتمالية انخفاض اسعار النفط، وبالتالي فان اقتصادنا الريعي سيتضرر كثيرا، الامر الذي يلزم الحكومة بأخذ عدد من التدابير لتدارك أية أزمة محتملة، مشيرا إلى ان “العالم يتجه نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، وهذه الخطط ممكن ان تؤثر في أسعار النفط، وتؤدي الى تراجعها”.

وذكر أن “الدولة العراقية لا تحتاج الى هذا الكم الهائل من الموظفين، نعم، هناك دوائر تعاني من نقص الموظفين، في مقابل تخمة وظيفية في دائرة أخرى، وهذا يحتاج الى هيكلة وإعادة تدوير، بما يعزز إنتاجية العمل الوظيفي في القطاع العام”.

واعتبر عبد ربه، ذهاب إيرادات النفط الى الإنفاق التشغيلي على حساب التنموي، سياسة ممنجهة تستهدف القضاء تماما على الاقتصاد الوطني.

عملية عبثية

فيما وصف مناف الموسوي، المحلل السياسي والاكاديمي، ملف التعيينات والعقود بأنه عبارة عن رشى تستخدمها المنظومة السياسية لرفع رصيدها الانتخابي، وهذا الامر ذاته احد العوامل التي ساهمت بتعميق ازمة البطالة وتعاظمها، حتى وصلت الى مديات وارقام مخيفة، تهدد الدولة العراقية، في حال حدوث اي ازمة اقتصادية.

وقال الموسوي لـ”طريق الشعب”، إن “عملية إضعاف وتقويض المشاريع الصناعية وايقاف الزراعة وعدم وجود قانون يحمي المواطنين العاملين في القطاع الخاص، كل ذلك يدفع بالمواطن والخريج الى الرغبة في الوظيفة الحكومية”، مشيرا إلى ان ذلك خلق مشاكل كثيرة وترهلا وظيفيا وإشكاليات كبيرة معروفة للجميع.

وأضاف، انه “لا توجد هناك استراتيجية خاصة في عملية التعيين، ولا توجد أولويات حقيقية بالنسبة إلى ما تحتاجه الدولة العراقية، كما ان هناك توقفا للكثير من المشاريع خصوصا المشاريع الصناعية، التي كان من الممكن ان تكون منافسا او عاملا نستفيد منه في إيجاد صناعة وطنية”.

وخلص إلى أن هذه الحكومات “لم تعط موظفي القطاع الخاص الامتيازات نفسها التي يتمتع بها موظف الحكومة. بينما لا توجد هناك ضمانات حقيقية للموظفين الذين يعملون بالقطاع الخاص، وبالتالي نتج عن ذلك استغلال لأصحاب الصناعات الخاصة او أصحاب القطاع الخاص العاملين والموظفين في هذه الشركات”.

******************************************************************

عين على الأحداث

راح نحتاج 10 سنين!

أحالت الحكومة موازنة العام الجاري إلى مجلس النواب لإقرارها، مرتكبة مخالفتين دستوريتين هما تأخير في الإحالة زاد عن 8 أشهر عن الموعد الذي ينص عليه القانون، وعدم تقديم الحسابات الختامية للعام الماضي مع الموازنة. هذا وفيما أظهرت الجداول عجزاً فاقت نسبته 30 بالمائة وللسنة الثانية على التوالي، زاد الإنفاق التشغيلي ليصل إلى 75 بالمائة، وبقي الإنفاق الإستثماري عند مستوى 56 ترليون دينار. الناس الذين اغضبتهم هذه الفوضى، دهشوا من قدرة الحكومة على أن تعّد بتنفيذ 1201 مشروعا متلكئا في العامين القادمين، فيما لم تنجز وباعترافها، سوى 120 مشروعا في عام واحد.

صيت الغنى

جاء العراق في المرتبة 40 من بين نحو 98 دولة على قائمة البلدان التي تصّدر معظم السلع والخدمات في العالم. وقد بلغت قيمة الصادرات العراقية خلال العام الماضي 120 مليار دولار. هذا وقبل أن يستكمل الناس فرحتهم بهذا الخبر، كشفت الأنباء عن أن معظم هذه الصادرات لم تكن سوى صادرات النفط الخام التي فاقت المليار برميل، فيما استوردت البلاد ما قيمته 105 مليار دولار، حسب البنك الدولي، و71 مليار دولار، حسب هيئة الكمارك، وفق سياسة الاستيراد المنفلت المتبعة في ظل الاقتصاد الريعي، والتي لم تسبب تدهورا في الإنتاج الوطني فحسب، بل وأهدرت ثروات الأجيال القادمة. 

ألم تكن الزيارة ناجحة؟!

كشفت لجنة المياه والزراعة النيابية عن فشل العراق في الحصول على حصته المائية العادلة من الجانب التركي، مما أُبقت معه البلاد أسيرة أزمة الجفاف. وأكدت اللجنة على أن الرئيس التركي لم يعّد مضيفيه عند زيارته لبغداد مؤخراً، بزيادة حصص المياه للعراق، بل اكتفى الجانبان بتشكيل لجان مشتركة للنظر في ملف زيادة حصص بغداد المائية، فيما ساهمت الأمطار الأخيرة في تقليل خطورة أزمة الجفاف دون أن تنهيها. هذا ويشير المراقبون إلى أن انتزاع حقوقنا من المياه لن يتحقق بالتمنيات بل يتطلب ضغطاً سياسياً واقتصادياً على الجيران واستثمار القانون والمنظمات الدولية ذات الصلة في المفاوضات.

مؤشر مخيف جديد

احتل العراق المرتبة 85 من أصل 218 دولة، بمؤشر جودة التعليم الجامعي عالميًا، والذي أعدته منصة «انسايدر مونكي» بالاعتماد على معايير ثلاثة هي عدد الجامعات المصنفة ضمن أفضل 1000 جامعة، ومتوسط ترتيب الجامعات في هذا التصنيف، ونصيب الفرد من الإنفاق الحكومي على التعليم. هذا وفيما تفوقت 11 دولة عربية والكثير من الدول النامية كباكستان وبنغلاديش على العراق، حذر الخبراء من مخاطر هذا التدهور على مستقبل الأجيال ومسار التنمية في البلاد، داعين إلى الإسراع في وضع استراتيجية تعليمية مختلفة تنقذ جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، ورصد مخصصات مالية كافية لها وإيلاء مهام تنفيذها للكوادر الكفوءة.   

شوف الدناءة

لم تمر سوى أيام قلائل على الإعلان عن منح المتقاعدين سلفاً مالية، حتى باشر المتنفذون وأزلامهم الفاسدون باختلاق المصاعب لعرقلة العملية وإجبار المتقاعدين، الراغبين بتحسين ظروف معيشتهم السيئة عبر إقتراض السلف، على دفع الرشاوى. وتشير المعلومات إلى أن العديد من السلف المالية لهيئة التقاعد لا يتم منحها للمتقاعدين، بل يتم تحويلها إلى سماسرة يحاولون الالتفاف على طرق منحها واقتطاع 15 بالمائة منها مقابل «خدماتهم»، في وقت لا يفّعل فيه الموقع الرسمي لهيئة التقاعد العامة سوى لمدة نصف ساعة يومياً، كما هو الحال مع المواقع الرسمية الأخرى كموقع تحويل العملة للمسافرين.

****************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

من مخاطر التغيير المناخي في العراق

نشر المعهد الفرنسي لأبحاث العراق مقالاً للكاتب فابريس بالانش حول العلاقة بين العنف والتغيير المناخي، أشار فيه إلى أن تقرير البنك الدولي في العام الماضي، اعتبر العراق خامس أكثر دول العالم تضرراً من ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية لأسابيع طويلة في الصيف، وحيث انخفضت كميات المياه على مدى السنوات العشرين الماضية من أكثر من 2000 متر مكعب للفرد سنويًا إلى أقل من 500 متر مكعب. وأضاف المقال بأنه ومع استمرار تناقص هطول الأمطار وقيام تركيا وإيران بتخفيض الإطلاقات في دجلة والفرات وروافدهما مثل نهر ديالى، تزايدت احتياجات العراق من المياه خاصة بعد أن تضاعف عدد سكانه خلال العقود الثلاثة الماضية.

مشاكل بلا حلول 

وأشار المقال إلى أن تزايد الأثار السلبية للتغيير المناخي في الآونة الأخيرة، حيث يعاني الناس من قسوة أشهر الصيف، في ظل انتاج متدن للطاقة الكهربائية وتهالك شبكات نقلها وتوزيعها وارتفاع أعداد العوائل التي تعيش دون مستوى الفقر إلى الحد الذي يُفقدها القدرة على شراء الطاقة من المولدات الأهلية، أو قضاء الصيف في إقليم كردستان، حيث تتمتع المنطقة الجبلية بظروف مناخية أقل قسوة. واعتبر الكاتب التدهور الكبير الذي باتت تعاني منه الزراعة جراء هذا التغيير أمراً أكثر خطورة، حيث أدت الحرارة المرتفعة وطريقة الإرواء بالغمر إلى رفع مستوى الملح وفقدان الكثير من الأراضي الصالحة للإنتاج الزراعي، فيما يتسرب أو يتبخر 90 بالمائة من المياه التي تدخل نظام الري، دون أن تتمكن الدولة الضعيفة من التحكم بتنظيم عملية التوزيع وترشيد إستهلاك الماء، أو حماية الإنتاج الزراعي المحلي من المنافسة مع السلع المستوردة.

وذكر المقال بأن هذه المشاكل سببت نزوحاً مكثفاً لا يمكن إيقافه، من الريف إلى المدينة، حيث يهجر الشباب الزراعة وينتقلون للعمل في الخدمات بالمدن أو الانضمام إلى الفصائل المسلحة، مما خلق تجمعات للفقراء حول المراكز الحضرية الكبيرة وأحياناً في وسط المدن القديمة المتهالكة. وأضاف الكاتب بأن أغلب هؤلاء يعتمدون على دعم الأحزاب السياسية وزعماء القبائل للبقاء في هذه التجمعات، عسى أن يحصلوا على سندات الملكية فيها، الأمر الذي أدى إلى حدوث توترات اجتماعية وتدهوراً شديداً في الخدمات العامة وفي التلوث البيئي. وضرب الكاتب مثلاً على ذلك في مدينة البصرة، حيث يعيش 40 بالمائة من السكان في هذه التجمعات وحيث تعاني المدينة من أزمة سكن حادة.

الأرباح اولاً

وأشار المقال إلى غياب أية استراتيجية تعني بتقلبل التأثيرات السلبية للتغيير المناخي في هذه التجمعات وحتى في الأحياء المشيدة حديثاً، كاستخدام مواد عازلة مثلاً، وذلك لأن المستثمرين يبحثون عن تعظيم أرباحهم فقط ويستخدمون مواد بناء رديئة، مما يؤدي إلى تدهور سريع، منبهاً إلى ضياع فرصة استثمار إعادة إعمار الموصل، في إقامة مشاريع تساهم في تكييف السكن مع الظروف المناخية الجديدة.

ونصح المقال بتخصيص الموارد الكافية لحل مشكلتي ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه، بحيث يمكن تكييف البيئة وكميات المياه المتوفرة، وتقليل الصرف على استيرادات الغذاء الضخمة والإعتماد الكامل على صادرات المواد الهيدروكربونية، وهدر ثروة البلاد على الاستهلاك بدلا من الاستثمار في المستقبل، فلن تتمكن الدولة، حسب تعبيره، من القيام بوظيفتها الريعية لأكثر من بضع سنوات، قبل ان تتمزق على نحو بشع. واختتم مقاله بالتحذير من تواصل الهجرة القسرية بسبب التغيير المناخي وما ستؤدي اليه من عنف وتوترات لا يحمد عقباها.

******************************************************************

الصفحة الرابعة

احصوا العوامل الطبيعية والبشرية المهددة للتنوع البيئي.. مختصون حددوا مخاطره: العراق يفقد تنوعه البيولوجي الفريد

بغداد ـ محمد التميمي

تحظى البيئة العراقية، جنوبا وغربا وشمالا، بتنوع بيولوجي فريد من نوعه، لكنه يواجه خطر الانقراض، نتيجة لعوامل طبيعية وبشرية، تحتاج الى اهتمام حكومي ودولي يحفظ للبلاد تنوعها البيئي الفريد.

ويشمل التنوع البيولوجي (التنوع البيئي) جميع أشكال الحياة على الأرض، والى جانب مجموعة واسعة من الكائنات الحية وحتى الدقيقة منها مثل البكتيريا والفيروسات إلى الكائنات الفقرية الأكبر والأكثر تعقيداً مثل الحوت الأزرق، يشمل أيضاً التنوع الجيني داخل هذه الأنواع وفي ما بينها. ويأخذ التنوع البيولوجي في الاعتبار تنوع النظم البيئية التي تعيش فيها هذه الأنواع، ويخلق هذا التنوع شبكة معقدة ومترابطة من العلاقات البيولوجية، التي بدورها تشكل أنظمة بيئية معقدة وديناميكية داخل بيئتنا.

ويتأثر التنوع البيولوجي بعوامل طبيعية أو بشرية، تساهم في انحسار هذا التنوع، لا سيما في المناطق التي تتأثر بشدة بهذه الظروف.

وفي الوقت الذي يُحتفى به باليوم العالمي للتنوع الأحيائي من أجل التشجيع على قضايا التنوع الأحيائي في 22 أيار من كل عام، تواجه بيئتنا الاحيائية مهددات كبيرة وخطرا كبيرا يداهمها من كل حدب وصوب.

تراثنا الثمين

المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي تقول: ان «التنوع البيولوجي يمثل منفعةً عامةً، وتراثاً ثميناً للغاية تجمَّع على مدى ملايين السنين، ورأس مال ننقله إلى الأجيال المقبلة، ويشمل المجموعة الاستثنائية لأشكال الحياة الموجودة على كوكب الأرض، فضلاً عن البيئات الطبيعية التي تنمو فيها هذه الأشكال، أيّ النظم الإيكولوجية. ويعتمد وجودنا في حد ذاته على التنوّع البيولوجي الذي يوفّر جميع الموارد الطبيعية اللازمة لتنمية الفرد».

فقدانه يترك أثرا جسيما

الأكاديمي والخبير البيئي د. شكري الحسن قال: ان التنوع الاحيائي المتكامل والمترابط والمنتعش يدل على ان النظام البيئي معافىً وسليم، وان التكامل والترابط شرط اساس لتعافي النظام البيئي.

وأضاف في حديث مع «طريق الشعب»، أنّ التنوع الاحيائي يمد سلسلة الحياة ويجعلها متفاعلة، لذلك كل منطقة حينما يكون فيها تنوع احيائي نابض فهذا معناه ان هذه المنطقة في وضع طبيعي وخال من المشاكل.

وتابع الحسن، ان «التنوع الاحيائي في العراق مميز، ويتناغم مع بيئتنا الصحراوية والجبلية وبيئة الاهوار، لكن بصراحة تعرض وما زال هذا التنوع الى تحديات وتهديدات في السنوات الاخيرة، نتيجة للمشاكل التي مرت على البلد من حروب، اضافة الى تفاقم تداعيات التغيّر المناخي مثل التصحّر وشح المياه وندرتها وتجريف البساتين وانحسار البحيرات».

وأشار الى ان كل هذه العوامل «أثرت على التنوع الاحيائي والقت بظلالها السلبية عليه، ولهذا السبب اختفت لدينا الكثير من الاحياء او تناقصت اعدادها، واصبحت مهددة في الانقراض سواء كانت هذه الاحياء برية ام برمائية ام مائية».

وحدد الحسن في السياق مهددات التنوع الاحيائي بقوله: ان أبرز هذه التهديدات هي النشاطات البشرية غير المسؤولة، مثل تجريف الاراضي الزراعية والبساتين، فضلاً عن التوسع الحضري والذي يكون غالباً على حساب المناطق الطبيعية، فهذا يمثل تهديدا كبيرا للتنوع الاحيائي، فضلاً عن التلوث الذي يحجم من وجود بعض الاحياء، ويخلق بيئة غير مناسبة لمعيشتها، وبالتالي تتأثر اعدادها».

واضاف بالقول: ان «التغيرات المناخية لها أثر جسيم على وفرة وتواجد الاحياء وعلى تكاثرها»، مشيرا الى ان «الاهوار من بين أكثر البيئات تضرراً من التغيّر المناخي، فقد كانت تشهد في السابق تنوعا احيائيا هائلا، وأدى ذلك الى اختفاء وتناقص اعداد كثيرة من الكائنات الحية النباتية والحيوانية التي كانت تتواجد في هذه المنطقة بالسابق نظرا لأنها خسرت موطنها الطبيعي الذي تعرض للتدمير».

وخلص الى القول ان «فقدان التنوع الاحيائي يزيد من مصاعب دعم الحياة، فالمنطقة التي تفقد تنوعها الاحيائي تتعرض لمشكلات كبيرة وخسائر اقتصادية وصحية وفقدان لموارد تمثل مصدر رزق لجماعات سكانية وحرمان من مزايا يقدمها التنوع الاحيائي، علاوة على الخلل والاضطراب البيئي الذي سيظهر نتيجة فقدان التوازن الطبيعي، الذي يقودنا الى الكثير من المشاكل والتحديات البيئية».

ضعف في مواجهة التغير المناخي

الباحث في الشأن البيئي احمد صالح نعمة، اكد ان «بلدنا من البلدان الغنية بتنوعها الاحيائي نتيجة تضاريسه المختلفة بين جبال وصحراء واودية وبساتين ومسطحات مائية كبيرة جدا. ولهذا يعد العراق بلدا فريدا من ناحية التنوع الاحيائي النادر؛ حيث توجد بعض الاصناف داخل العراق غير موجودة في بلدان اخرى.

وقال نعمة في حديث مع «طريق الشعب»، إن «الحفاظ على الاصناف النادرة او على الحياة البيولوجية هو حفاظ على التنوع البيولوجي بشكل عام، على اعتبار ان بعض الحشرات والطيور تعتاش على بعضها؛ وبالتالي هذه النسبة والتناسب في الطبيعة يجب ان تبقى متوازنة».

وأضاف، انه «لا يمكن السماح بتدهور نوع معين لأن ذلك سيؤدي الى هدم درجة من السلم الغذائي او التنوع البيولوجي، وأن اي خلل في درجات هذا السلم سيؤثر على بقية السلم على اعتبار انه سلم غذائي واحد».

وأشار نعمة الى انه «حينما اختفت الاعماق في الاهوار اختفت معها القواقع وأدى ذلك الى اختفى سمك القطان معها، على اعتبار ان القطان يعتاش بشكل مباشر على القواقع، وحين تم تجفيف الاهوار اختفى كلب الماء».

وعد ان «العراق فيه قصور من ناحية مواكبة التغير المناخي، وليس مواجهته فجأة، فالعراق لم يواكب التغير المناخي منذ 50 عاما»، مبينا انه «لم يتم اتخاذ اجراءات وقائية لمواكبة التغير المناخي، وبالتالي حدث ما حدث»

واوضح، ان «التغير المناخي يؤثر على التنوع الاحيائي: جزء من التغير المناخي يتعلق بشح المطر الذي ضرب العراق خلال الاعوام الاخيرة ابتداء من عام 2017 وصولاً الى عامنا الحالي، وهذا أثر على تواجد الغطاء النباتي الافقي الاخضر».

ونبه الى ان «هذا النوع من الغطاء يعد معلفاً كبيرا جدا لبعض الطيور والحيوانات والزواحف، وبالتالي تأثرت الثروة الحيوانية بشكل كبير وتأثرت الاهوار في جنوب العراق، وبالتالي تضرر النظام البيولوجي».

وخلص الى ان «العواصف الغبارية اثرت ايضاً على النظام الحشري. كذلك النظام البكتيري، تضرر بشكل كبير جداً».

الضرر بالغ

الى ذلك، فصّل مدير معهد نيسان المختص بالشأن البيئي فلاح الاميري، الحديث عن مهددات التنوع البيولوجي في العراق، ووزعها الى نوعين؛ مهددات ترتبط بالتغير المناخي ومهددات ترتبط بالتلوث البيئي.

وبالنسبة لمهددات التغير المناخي قال الاميري لـ»طريق الشعب»، انها «كثيرة مثل تغير نسب الرطوبة، وارتفاع درجات الحرارة وسقوط اشعة الشمس وسرعة الرياح وزيادة نسبة الغبار والاتربة التي تجذبها بعض موجات الرياح العالية، ومستوى سقوط الاشعة الفوق البنفسجية على سطح الارض في العراق.. كل هذه هي مهددات من آثار التغيّر المناخي».

وفيما يتعلق بالتلوث البيئي قال: انها تشمل «التلوث الناتج عن تدخل الانسان، منها ما يتعلق بتراكم النفايات او التخلص منها عبر رميها في الانهار واستخدام البلاستيك. كذلك رمي المياه الثقيلة في الانهار والسموم والكيماويات واثار الاستخراج النفطي على التربة وعلى المياه، ورفع نسبة الكربون في الهواء والعوالق الكربونية بسبب الاستخراجات النفطية او الصناعات».

ونبّه الاميري الى ان «فقدان التنوع الاحيائي يولد مخاطر كبيرة بضمنها انه يؤدي الى انقراض بعض الانواع من الكائنات الحية، ويؤثر على النظام الغذائي والنظام الزراعي وجودة الهواء وحتى نسبة ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة».

وتابع بقوله: «للأسف الشديد فقدنا ونفقد الكثير من نظمنا البيئية الفريدة نتيجة ما يحصل من تغيرات مناخية، والتأثير الأكبر الذي تعرضت له بيئتنا جاء نتيجة لتجاوز دول الجوار على حصصنا المائية، والذي أفقدنا الكثير من النظم المهمة».

وخلص الى القول: ان هناك «دراسات حديثة تشير الى تغير جذري في بيئة شط العرب، إذا تحولت الاسماك فيه بنسبة ٧٥% إلى أسماك البيئة البحرية، ما يعني تغير نظام النهر وتدهور بيئة المياه العذبة التي كانت تميزه».

********************************************************************

وقفة اقتصادية.. القطاع الصناعي الخاص في منهاج الحكومة

إبراهيم المشهداني

تشكل الحركة التصنيعية وخاصة الصناعات الخفيفة المتمثلة بالصناعات الانشائية والغذائية والكيماوية وصناعة السجاد اليدوي والأثاث والصناعات النسيجية وصناعة الملابس والأواني المنزلية على اختلافها وورش الحدادة والمشروبات الغازية وغيرها الكثير، موضوعا مهما يستدعي دراسة ملفه باهتمام غير عادي من قبل الحكومة من أجل أن يكون مكملا للقطاع الصناعي الحكومي وملبيا لحاجة الطلب المحلي الاستهلاكي على طريق إنهاء ظاهرة إغراق السوق العراقية بالمنتجات الرديئة.

ومن الطبيعي أن نلحظ ابتلاء السوق العراقية بأنواع لا حصر لها من المنتجات الأجنبية رخيصة الثمن ولكنها لا تصمد طويلا أمام استعمالها من قبل المنتجين والمستهلكين، وهذا الوضع فرضه الطلب العالي ورخص أسعاره وغياب المنافسة المحلية من القطاع الصناعي الخاص الذي تعرض إلى الشلل من جراء هروب رأس المال الوطني إلى خارج العراق، حيث تتوفر البيئة الانتاجية الملائمة، وضعف القدرة المالية للصناعيين العراقيين وعدم تبني الدولة برنامجا اقتصاديا محددا يعطي أهمية استثنائية لتطوير هذا القطاع وتنميته وتمكينه على مقاومة المستورد من السلع الرديئة.          

إن ما يدفعنا للبحث في هذا الموضوع الاقتصادي الهام اعتبارات عدة يقف في مقدمتها الوضع الاقتصادي المعتل الذي لم يثبت قدرته على مواجهة الحاجات المتفاقمة التي فرضتها أشكال متعددة من الضغوط والتحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي لمواجهة ظاهرة نزوح لم يعهدها العراق في تاريخه الحديث، والاعتبار الآخر التوجه الحكومي في تكريس خططها على المشاريع الخدمية دون الإنتاجية المباشرة، ويعتبر جزءا من ترشيد الانفاق التكلفة الاقتصادية الباهظة المترتبة على الاستيراد العشوائي للبضائع والسلع الرديئة، والاعتبار الثالث غياب دور القطاع الخاص على استيعاب الآلاف من العاطلين عن العمل من مخرجات العملية التعليمية، وبالتالي سد نافذة مهمة يتسرب من خلاها الشباب إلى ممارسة الأعمال غير المشروعة كاللوذ إلى تناول المخدرات او الاتجار بها المحرمة قانونيا واخلاقيا.

 من هذه المنطلقات ولأجل المساهمة في تفعيل دور القطاع الصناعي الخاص ليكون رافعة مهمة من روافع الاقتصاد الوطني نطرح بعض المقترحات لعلها تسهم في معالجة اوضاع هذا القطاع الحيوي في إطار المنهاج الحكومي المرتقب:

  • تفعيل دور القطاع المصرفي العراقي في تنشيط الاستثمار في القطاع الصناعي الخاص من خلال تعزيز السياسة الادخارية التي تعتبر المرحلة الأولى في الاستثمار وهذا أفضل ألف مرة من ممارسات المضاربة المالية الضارة، فضلا عن دورها في التخفيف من ظاهرة التضخم في الاقتصاد ويمكن تطوير فكرة إعادة هيكلة المصارف الحكومية إحدى المعالجات الواعدة.
  • اتخاذ خطوات طالما جرى التأكيد عليها سواء من قبل الحكومة او البنك المركزي في تقديم التسهيلات الائتمانية لتنشيط دور القطاع الخاص وخاصة الصناعي بهدف تعافي الاقتصاد الإنتاجي المنطوي على ذاته ودعم المبادرات الصناعية.
  • تفعيل القوانين الاقتصادية المعطلة مثل قانون حماية المنتج الوطني وقانون التعرفة الكمركية وقانون المنافسة وقانون منع الاحتكار وغيرها لخلق بيئة مناسبة أمام الصناعيين من أجل حركة تشغيلية ديناميكية تعزز الانتاج الوطني وترفع من نسبة مساهمته في الانتاج المحلي الاجمالي.
  • العمل على تشجيع الصناعيين العراقيين في ادخال التكنولوجيا في العملية الانتاجية من أجل رفع مستوى الانتاج من حيث الكم والنوع وهذا يدخل في خطوة استرتيجية مهمة تتمثل في خلق بيئة تكنولوجية تطور الصناعة العراقية بقطاعيها العام والخاص وهذا يتم من بين أمور عديدة تشجيع الاستثمار الاجنبي.
  • اتباع سياسات ضريبية ونقدية ومراجعة أسعار الصرف على طريق منع التضخم وتشوهات الأسعار بما تصب في نهاية الامر في خدمة الصناعات الوطنية.
  • العمل الجاد في توفير الطاقة الكهربائية لما لها من أهمية في تقليل تكاليف الانتاج وبالتالي تشجيع الصناعيين على تفعيل دورهم في تنمية الصناعة الوطنية ويتحدد دور الدولة في هذا المجال مراجعة وضع وزارة الكهرباء وسياساتها التي لم تحقق تطورا ملموسا على امتدا السنوات الماضية رغم الانفاق الهائل الذي يزيد على 80 مليار دولار وما زالت بحاجة إلى المزيد من الأموال.

*************************************************************

الصفحة الخامسة

في عراق النفط والروتين الإداري القاتل.. دوائر حكومية تقدم خدماتها في بيوت متهالكة!

متابعة – طريق الشعب

يشكو مواطنون في بغداد ومحافظات أخرى، من استمرار اعتماد الحكومة مباني وبيوتا قديمة متهالكة، كدوائر رسمية، مبينين أن بعض هذه الدوائر آيل للسقوط، وانها بشكل عام لا تصلح أن تكون دوائر رسمية، كونها لا تتسع أعداد مراجعيها ولا حتى موظفيها، ولا تتضمن أبسط الخدمات التي يحتاجونها من قاعات انتظار ودورات مياه ومسقفات تحمي من أشعة الشمس والمطر.

يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني في مراجعو الكثير من دوائر الدولة، روتينا إداريا قاتلا يهدر الوقت والجهد، والمال أحيانا، إضافة إلى المحسوبيات وسوء التعامل والفساد الإداري.

وكانت الحكومات المتعاقبة، منذ 2003، قد توجهت إلى استئجار منازل يملكها مواطنون أو استخدام أخرى سكنية تابعة للدولة، لتكون دوائر رسمية فرعية. وزعمت حينها ان هذه الإجراءات ترتبط بالحاجة الماسة إلى استحداث دوائر جديدة تستوعب متطلبات المواطنين، في ظل عدم توفر مبانٍ جاهزة. ومن أبرز تلك الدوائر التي شغلت منازل، هي دوائر كتاب العدول والمجالس المحلية ودوائر النفوس والمرور، فضلا عن دوائر البطاقة التموينية.

وقد أفادت الحكومة وقتها بأن هذه الإجراءات مؤقتة. غير ان الأمر لم يكن كذلك. إذ واصلت استخدام تلك المباني، كونها أقل كلفة من إنشاء مبان جديدة – حسب ما يراه متابعون. 

وتعتبر مباني هذه الدوائر غير صحيّة وغير مناسبة. وبسبب ضيقها يكتظ فيها المراجعون بشكل خانق، ما يُصعب على كبار السن والمرضى مراجعتها، خصوصا انها لا تحتوي على قاعات انتظار مكيفة. إضافة إلى ذلك، تشهد تلك الدوائر تأخيرا في إنجاز المعاملات، على اعتبار أن أعداد موظفيها قليلة بناء على صغر حجم المبنى، فيما أعداد المراجعين كبيرة.

ولم يتوقف الأمر على استخدام المنازل، إنما تعدى ذلك إلى إنشاء مبان لدوائر ومدارس من الكرفانات الجاهزة وألواح السندويتش بنل، التي تعد خطرة جدا نظرا لاحتوائها على مواد سريعة الاشتعال.  

ومن المفارقات، وحسب ما يجري تداوله باستمرار عبر وسائل إعلام، ان مواطنين ميسورين في مدن عديدة اضطروا إلى إهداء الحكومة منازل كي تحولها إلى داوئر إدارية أو مراكز صحية أو مدارس، لا سيما في المناطق الريفية، في ظل عدم قيام الحكومة بتوفير تلك المباني. فقبل شهور مثلا تبرع مواطن من قضاء أبو غريب غربي بغداد، بمبنى إلى الحكومة كي تحوّله إلى مركز صحي يخدم أهالي منطقة الكطوم في ناحية بوابة السلام، والمناطق المجاورة لها.

نموذج في البصرة

قبل نحو أسبوع، أبدى مواطنون في مدينة البصرة امتعاضهم من دائرة الكتاب العدول في حي الجمعيات، والتي هي عبارة عن منزل صغير متهالك. وقدموا شكاوى إلى وزارة العدل، مطالبين بتغيير المبنى.

وناشد المواطنون عبر إذاعات محلية وعلى صفحات تواصل اجتماعي، إنهاء العمل الرسمي في المنزل الصغير القديم، واستحداث مبنى جديد يستوعب عدد المراجعين “إذ لا يمكن أن يستمر العمل في هذا المنزل” – حسب ما ذكروه في شكواهم.

لكن لم يصدر أي رد رسمي من قبل وزارة العدل والجهات المسؤولة عن متابعة شكاوى المواطنين. وكما معلوم أن السلطات تلتزم الصمت المطبق في شأن هذا الملف المتفاقم منذ سنوات، والذي لم تجد له أي حلول.

لا يمكن أن يستمر الحال!

ولا يختلف الحال في بغداد وبقية المحافظات عما في البصرة. فهناك أيضا دوائر حكومية تشغل منازل، ومنها مراكز صحية ومدارس.

وفي حديث صحفي، يقول عضو مجلس محافظة بغداد إبراهيم الزيدي، أن “الفكرة الأساس من إنشاء دوائر رسمية في منازل سكنية هي خدمة المواطنين، وأن تكون الدوائر قرب مناطق سكنهم”، مضيفا قوله أن “هذه الفكرة جيدة لكنها يجب أن تكون مؤقتة وغير دائمة. فالدوائر ذات تصاميم خاصة، ولا يمكن في أي حال تحويل تصميم بيت إلى تصميم دائرة”.

ويتابع قائلا أنه “قُدمت فكرة استخدام البيوت القديمة كدوائر على مدى سنوات طويلة، وحالياً يجب أن تنتهي في أقرب وقت. إذ يعاني الموظفون أيضاً في هذه الدوائر التي يصعب العمل فيها. فهي لا تستوعبهم ولا تستوعب مراجعيهم”، مبينا أن “موظفي هذه الدوائر يعانون الفوضى وعدم التنظيم، ما يجبرهم على ترك العمل لساعات من أجل تنظيم طوابير المراجعين”.

المخصصات المالية لا تكفي!

حتى الآن، لا يبدو ان هناك خططا حكومية لإفراغ تلك المنازل المتهالكة من الدوائر الرسمية، واستحداث مبان جديدة بدلا عنها.

ووفقا للمسؤول في وزارة التخطيط محمد الهاشمي، فإن “المشكلة تتمثل في التراكمات التي تسلمتها الحكومة الحالية من الحكومات السابقة. إذ تحتاج كل البنى التحتية للمؤسسات الحكومية إلى توسيع، لكن المخصصات المالية لا تكفي لفعل ذلك”!

ويضيف في حديث صحفي، ان “الحكومة الحالية تعمل على توفير الخدمات وتطوير العمل المؤسساتي، لكنها لا تستطيع أن تنجز كل المطلوب. فالموضوع يتعلق بالمخصصات المالية، وهو أمر صعب للغاية ويتطلب وقتاً وأيضاً أموالاً كثيرة لمعالجة التراكمات التي استمرت سنوات طويلة”.

ويوضح الهاشمي أن “الحكومة لا تملك حالياً خططاً للمدى القريب لاستبدال هذه الدوائر بمبان جديدة. فهي لا تستطيع بناء مبنى جديد وفقاً للمواصفات الحديثة بدلاً من كل دائرة”، مشيرا إلى ان “الحكومة تخطط حالياً لإنجاز مبانٍ مهمة فقط، واستحداث دوائر في مراكز رئيسة، وهي تحتاج إلى وقت للتخلي عن استخدام الدوائر الفرعية التي تنتشر داخل المناطق السكنية لخدمة المواطنين”.

ويؤكد أن “الحكومة تهدف إلى تقديم الخدمات، وتعتبر توجهاتها وخططها جيدة لإحداث تغيير في مستوى الخدمات، لكنها تحتاج إلى وقت لتنفيذها”.

***************************************************************

لا أثرَ للخدمات في «كفاءات السيدية»!

متابعة – طريق الشعب

تعاني منطقة كفاءات السيدية جنوب غربي بغداد، تدهورا خدميا واضحا. وعن ذلك يقول عدد من السكان في حديث صحفي، أن منطقتهم تخلو من أي شكل من أشكال الخدمات، وان الواقع الخدمي في الحي الزراعي المقابل لمنطقتهم، أفضل بكثير. ويوضح السكان أن مجاري المنطقة مصابة بانسدادات وتكسرات، ما يتسبب في طفحها باستمرار، خصوصا خلال فترات الأمطار، مضيفين أن محولات الطاقة الكهربائية متهالكة، وتتسرب منها شحنات، الأمر الذي يشكل خطورة على المارة.

وعلى الرغم من أن فرق الجهد الخدمي باشرت أعمال صيانة شاملة في الحي منذ 9 شهور، إلا أن السكان يؤكدون أن الفرق لم تبذل أي جهد في تأهيل الشوارع وشبكة الكهرباء حتى الآن.

وتضم هذه المنطقة شارعاً رئيساً يربط بين حي شهداء السيدية وشارع العلوة، لكنه يعاني تخسفات وتكسرات كبيرة تضر كثيراً بالسيارات، فيما يتحول إلى بركة ماء واسعة بعد كل زخة مطر. يقول المواطن علي خالد: “سئمنا من المناشدات. ففرق الجهد الخدمي تدخل المنطقة بين الحين والآخر وتجمع الملاحظات وتغادر دون أن تنفذ أي مشروع تأهيلي”، مبينا في حديث صحفي أن “أهالي المنطقة يعانون تهالك شارعهم الرئيس، الذي أصبح طريقاً وعراً بسبب التخسفات الممتدة على طوله، وهو طريق مهم ليس لسكان المنطقة وحسب، بل أيضا لسكان الأحياء المجاورة”. أما المواطن لؤي ثجيل، فيقول أن “منطقتنا أصبحت سيئة جداً من الناحية الخدمية، لدرجة أن حي السكن الزراعي المقابل لها، بات أفضل منها بكثير، رغم كونها نظامية وتعتبر سكنية وفقا للتخطيط العمراني”.

ويستغرب المواطن من “عجز الجهات الحكومية المعنية، عن تبليط شارعنا الرئيس، الذي لا يحتاج أكثر من 4 قلابات من السبيس لترتيبه على الأقل”!

ويشير ثجيل إلى أن “الكهرباء في منطقتنا تنقطع كثيرا، خارج جدول الانقطاعات، وذلك بسبب تهالك الشبكة وأعمدتها التي تسرّب شحنات كهربائية إلى الأرض خلال الأمطار”.

******************************************************************

مواطنون في الناصرية: الكهرباء سيئة جدا والجدول الصيفي طُُبّق قبل موعده

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي مدينة الناصرية من تردي الكهرباء الوطنية، مشيرين إلى انها سيئة جدا، وأن جدول القطع الصيفي المبرمج طبق منذ نيسان الماضي، قبل موعده المقرر سنويا في مطلع حزيران.

في حديث صحفي، يقول رئيس لجنة الطاقة في مجلس ذي قار عزة الناشي، أن الجدول الصيفي طُبق في ذي قار هذا العام مبكرا، منذ 25 نيسان، ومن المفترض أن يبدأ في مطلع حزيران، مبينا أنه “كحكومة محلية نعمل على تفعيل قرار البرلمان لعام 2019 بإعلان ذي قار محافظة منكوبة، من أجل زيادة ساعات التجهيز الكهربائي”.

ويلفت إلى ان “المحطتين الحرارية والمركبة في ذي قار، تنتجان 850 ميغاواط، في حين تحتاج المحافظة إلى 1800 ميغاواط للوصول إلى تجهيز 4 ساعات مقابل ساعتين إطفاء. علما أن المحافظة مزودة حاليا بـ1200 ميغاواط”.

من جانبه، يقول المواطن سعد الركابي، أنه “في كل صيف نعاني أزمة الكهرباء، وحتى في الشتاء شهدنا انقطاعات متكررة، ولا نعرف ما سبب ذلك”، مضيفا في حديث صحفي أنه “لا يوجد جدول تشغيل، واذا ما جاءت الكهرباء فإننا لا نعرف متى ستنقطع، وهذا الأمر أربك حتى أصحاب المولدات الأهلية”.

فيما يقول المواطن فلاح سجاد، أنه “منذ 2003 وحتى يومنا هذا، نشعر أن وضع الكهرباء يزداد سوءا عاما بعد آخر. ففي الشتاء يضعون اللوم على السخانات، والآن ما ان ظهرت أولى بوادر الصيف حتى بدأ الانقطاع بحجة زيادة تشغيل المكيفات”.

وكان مجلس النواب قد قرر في جلسته المرقمة 22 في 18/12/2019 اعتبار ذي قار محافظة منكوبة، وذلك على خلفية الهجوم الذي شنته القوات الأمنية على المتظاهرين نهاية تشرين الثاني من العام نفسه، وخلف 50 شهيدا ونحو 500 جريح في مجزرة مروعة عرفت في ما بعد باسم “مجزرة جسر الزيتون”. وبموجب ذلك القرار تعهدت السلطات بمعالجة الجرحى، فضلا عن توفير وظائف ودعم الإسكان ومعالجة مشكلة الكهرباء.

******************************************************************

صحة كربلاء تسيّر مستشفى ميدانيا لخدمة الحجاج

كربلاء - سليم كاظم

أفاد مُعاون المُدير العام لدائرة صحة كربلاء ماجد الميالي، أمس الأربعاء، بأن دائرته سيَرت مُستشفى ميدانياً مُصغراً، و 8 عجلات إسعاف فوري بالتزامن مع انطلاق أولى رحلات القوافل البرية للمتوجهين إلى “الديار المقدسة” عبر منفذ عرعر الحدودي، مبينا ان محل تواجد المستشفى سيكون في منطقة المشكاة (محطة استراحة الحجاج)، وهو مجهز بمُختبر للتحليلاتٍ المرضيةٍ وعجلةٍ خاصةٍ بالعمليات، إضافة إلى مفرزتين طبيتين من مستشفى عين التمر وقطاع المركز.

وتابع قائلا ان “عجلات الإسعاف الفوري وُزِعَت بواقع عجلتين تم نشرهما على طريق كربلاء – قضاء عين التمر، ومثلهما في المُستشفى العام للقضاء، إضافة إلى مُرابطة 4 عجلاتٍ بالقربِ من المُستشفى الميداني لتقديم الخدماتِ الطبيةِ والصحيةِ لحُجاج المُحافظة ونظرائهم من المحافظات الأخرى، وجميعها مُجهَزة بمُختلف الأدويةِ والمُستلزماتِ الطبية، خاصة المُنقذة للحياة”.

وأشار الميالي إلى ان “المُستشفى وعجلات الإسعاف ستبقى مُرابطة في أماكنها لحين الإنتهاء من تفويج الحجاج حسب المنهاج المُعد مُسبقاً من قبل الهيئة العليا للحج والعمرة”.

يُشار إلى إن دائرة صحة كربلاء تُواصل منذ السابع من الشهر الجاري فحص وتلقيح أكثر من 1600 حاجّ وحاجّة، من الذين سيُؤدّون فريضة الحج، من خلال تهيئة 7  مراكزٍ صحّيةٍ لإتمام هذه العملية. حيث تم تشكيل لجنة في المراكز الصحية آنفاً لفحص المُقبلين على الحج بدنياً وتلقيحهم باللقاحات المُعتمدة في موسم الحج هي: ( الإنفلونزا الموسمية، السحايا الرباعي المُقترن وثنائي الكبار). كما تم تزويدهم بالبطاقات الصحية التي تُثبت سلامتهم من الأمراض الإنتقالية وجاهزيتهم صحياً ونفسياً والتأكد من قابلياتهم البدنية وسلامتهم العقلية لضمان أدائهم مناسك الحج بشكلها الصحيح.

*********************************************************

معلمون في الموصل: نصحح الدفاتر الامتحانية في قاعات بلا كهرباء

متابعة – طريق الشعب

أفاد معلمون ومعلمات في مدينة الموصل، بأنهم يواجهون صعوبة في تصحيح الدفاتر الامتحانية للصف السادس الابتدائي، مبينين أن مركز التصحيح الذي يعملون فيه، والذي يقع في حي الضباط، بلا كهرباء.

وتنقل وكالة أنباء “شفق نيوز” عن مصدر في تربية نينوى، قوله، أن مئات المعلمين والمعلمات يشكون من انقطاع الكهرباء الوطنية خلال تصحيحهم الدفاتر الامتحانية في المركز المذكور، مبينا أن المركز يضم مولدة كهرباء، لكنها غير قادرة على تغطية حاجة قاعاته الأربع من الطاقة الكهربائية.

ويلفت المصدر الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه، إلى ان في كل قاعة يعمل أكثر من 100 معلم ومعلمة، على وجبات تبدأ من السادسة صباحا حتى العاشرة ليلا.

***************************************************************

السماوة.. فوضى مرورية  عند «جسر آل معالي»

متابعة – طريق الشعب

شكا مواطنون وسائقو مركبات في مدينة السماوة، من وجود فوضى مرورية عند “جسر آل معالي” غربي المدينة، مبينين أنه بسبب هذه الفوضى تحصل حوادث اصطدام بين المركبات، الأمر الذي يشكل حركة السير لساعات.

وقالوا في حديث صحفي، أن هذا الجسر يُعد المنفذ الوحيد إلى مركز مدينة السماوة من جهة مناطق البادية والمملحة، وانه يشهد باستمرار زحامات خانقة بسبب عدم تنظيم حركة المرور.

فيما دعوا إلى الإسراع في إنجاز الطريق الرابط بين تلك المناطق ومركز المدينة، والذي ينتظرون إكمال ممره الثاني منذ سنوات.

**********************************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثانية فقيدها الرفيق علي كاظم زيارة، الذي توفي مساء الاثنين الماضي اثر نوبة قلبية.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والاسى تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق موسى كاظم (ابو عامر) بوفاة زوجته.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

******************************************************************

الصفحة السادسة

المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الاقصى.. صفعة جديدة للصهاينة.. ثلاث دول أوروبية جديدة تعترف بالدولة الفلسطينية

متابعة ـ طريق الشعب

اعترفت أيرلندا وإسبانيا والنرويج بدولة فلسطين، على أن يدخل القرار رسمياً حيز التنفيذ يوم الثلاثاء المقبل 28 أيار الجاري. وجرى الإعلان عن القرار بشكل متزامن من دبلن ومدريد وأوسلو. وفي أول ردود الفعل، رحبت الرئاسة الفلسطينية بالقرار.

مؤتمرات صحفية

في ثلاث عواصم اوروبية

وفي مؤتمر صحافي في العاصمة دبلن، أعلن رئيس وزراء أيرلندا سايمن هاريس أن بلاده تعترف بدولة فلسطين، في إعلان مشترك مع أوسلو ومدريد. وأضاف هاريس: «اليوم، تعلن أيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين»، مضيفاً أنه «يوم تاريخي ومهم لإيرلندا وفلسطين». وفي وقت متزامن، أعلنت إسبانيا والنرويج عن تحديد يوم الثلاثاء المقبل 28 أيار 2024 موعداً للاعتراف بدولة فلسطينية.

ومن أوسلو، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور إن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية، مؤكداً أنه «يتعين علينا الإبقاء على البديل الوحيد الذي يوفر حلاً سياسياً للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وهو دولتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن»، معتبراً أن «الاعتراف بفلسطين وسيلة لمساندة القوى المعتدلة التي فقدت تأثيرها في هذا الصراع الوحشي الطويل». كما شدد على أن هذا القرار «رسالة قوية إلى الدول الأخرى كي تحذو حذو النرويج وعدد من البلدان الأوروبية في الاعتراف بدولة فلسطينية»، وأن من شأن هذه الخطوة أن تؤدي «في نهاية المطاف إلى استئناف العملية نحو تحقيق حل الدولتين ومنحه زخماً جديداً»، خصوصاً أن «الحرب الدائرة في غزة جعلت من الجليّ أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية»، بحسب قوله.

وفي كلمة أمام البرلمان الإسباني في مدريد، حدد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الثلاثاء المقبل موعداً لاعتراف إسبانيا رسمياً بدولة فلسطينية، محذراً من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرّض للخطر حل الدولتين في الشرق الأوسط.

فلسطين ترحب بالقرار

ورحّبت الرئاسة الفلسطينية بإعلان أيرلندا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، مع استكمال إجراءات صدور مراسيم الاعتراف يوم 28 أيار الحالي. وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «وفا»: «نثمّن عالياً مساهمة هذا القرار من النرويج في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين».

وأضافت أن «مملكة النرويج دعمت حقوق الشعب الفلسطيني بثبات على مدار السنوات الماضية وصوتت لصالح هذه الحقوق في المحافل الدولية، ليأتي هذا القرار المبدئي تتويجا لهذه المواقف واتّساقا مع مبادئ القانون الدولي التي تقر بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاضطهاد والعيش بحرية وعدالة واستقلال».

وتعقيبا على الاعتراف الأوروبي، رحب الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بالاعتراف التاريخي من قبل إسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين. 

وأشاروا في بيان إلى أن «هذا الاعتراف يوضح لإسرائيل ومؤيديها الأميركيين أن الأغلبية الساحقة من العالم تعارض الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 57 عاماً، وحرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل في غزة».

وأضافوا أن «اعتراف الدول التاريخي في دولة فلسطين لا يشكل أزمة سياسية بل فرصة للسلام»، داعيا «كل الدول، وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وفرنسا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية، إلى الانضمام والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967. السلم والأمن في المنطقة غير ممكنين الا بضمان الاستقلال الفلسطيني والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المناضل ضد الاحتلال!».

اقتحام الأقصى

استدعت إسرائيل سفيرَيها في أيرلندا والنرويج «لإجراء مشاورات طارئة» بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطين. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان «أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنروج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات». وبحسب كاتس، فإن «الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فتتّخذ خطوات ضدها». وقال كاتس إن «أيرلندا والنرويج تعتزمان توجيه رسالة إلى الفلسطينيين والعالم أجمع بأن الإرهاب يجدي نفعاً». وأضاف «أن الخطوة الملتوية لهذه الدول هي ظلم لذكرى ضحايا السابع من أكتوبر/تشرين الأول»، على حد تعبيره.

وردا على الاعتراف الأوروبي، قام الوزير الإسرائيلي الفاشي ايتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى برفقه مستوطنين للمرة الأولى منذ عملية طوفان الاقصى.

وباعتراف الدول الأوروبية الثلاث، ارتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى 147 دولة من أصل 193 دولة عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي عام 2014، أصبحت السويد التي تضم جالية فلسطينية كبيرة أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في أوروبا الغربية تعترف بدولة فلسطينية. واعترفت بالدولة الفلسطينية في وقت سابق ست دول أوروبية أخرى هي بلغاريا وقبرص والجمهورية التشيكية والمجر وبولندا ورومانيا.

*************************************************************

حزب الشعب الفلسطيني يدعو إلى تعليق عضوية دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة

رام الله ـ طريق الشعب

رحب حزب الشعب الفلسطيني، أمس الأربعاء، بالإعلان الثلاثي الأوروبي لكل من اسبانيا وايرلندا والنرويج والمتمثل في الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

واعتبر حزب الشعب أن هذا الاعتراف جاء ليعكس التحول الهام في الرأي العام العالمي ومنه الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة بعد ثبوت زيف وبطلان الرواية والدعاية الصهيونية والصمود الأسطوري لشعبنا في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية والإبادة الجماعية التي ترتكبها وبشكل خاص في قطاع غزة، وسلسلة من الاعترافات بدولة فلسطين وحقوق شعبها.

وأكد الحزب في بيانه، على أن هذا الاعتراف وإن كان متأخراَ، فهو حق طبيعي وسياسي وقانوني لشعبنا، ويتماشى والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مشدداَ على مواصلة كل الجهود من أجل وقف العدوان الحربي على شعبنا وفك الحصار عنه كأولوية وطنية ودولية عاجلة، واستكمال عملية الاعتراف بدولة فلسطين، والمضي قدما نحو انتزاع قرار من مجلس الأمن لتحديد موعد زمني لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من أراضي دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وهي كامل الأراضي المحتلة عام 1967 كما اعترفت بها الأمم المتحدة عام 2012.

وفي ختام بيانه، قال حزب الشعب إن استمرار «اسرائيل» كقوة احتلال وأداة إرهاب وارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، في الاستهتار بالمؤسسات الدولية وقراراتها، يستوجب العمل على سرعة تعليق عضويتها فوراَ في الأمم المتحدة، حتى تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم ١٨١.

**********************************************************

الصين تفرض عقوبات على 12 شركة أمريكية

بكين ـ وكالات

أعلنت الصين أمس الأربعاء فرض عقوبات على 12 شركة أميركية عاملة في مجال الدفاع ومديرين تنفيذيين بسبب سياسة «الإكراه الاقتصادي» التي تعتمدها واشنطن حيال شركات صينية، وبيعها أسلحة لتايوان.

ومن بين هذه الشركات، لوكهيد مارتن ورايثيون فضلا عن عشرة كوادر.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان «فرضت الولايات المتحدة بشكل عشوائي عقوبات غير قانونية وأحادية الجانب على عدد من الكيانات الصينية... فيما تواصل بيع أسلحة لمنطقة تايوان» معلنة «إجراءات مضادة» من جانب بكين.

ونددت بـ»بسياسة ترهيب أحادية الجانب وإكراه اقتصادي يمس بشكل خطر بالحقوق والمصالح المشروعة والقانونية للشركات والمؤسسات والأفراد الصينيين».

ورأت الوزارة أن مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها «تنتهك بشكل خطر مبدأ الصين الواحدة وتشكل تدخلا خطرا في شؤون الصين الداخلية يمس بقوة في سيادتها وسلامة أراضيها».

ويوم الاثنين الماضي، فرضت الصين عقوبات على ثلاث شركات أميركية تبيع أسلحة لتايوان تزامنا مع تنصيب رئيس تايوان الجديد لاي شينغ-لي.

**********************************************************

ردا على هزيمة أردوغان في الانتخابات المحلية .. تركيا.. أحكام انتقامية ضد رموز معارضة كردية

رشيد غويلب

بعد أكثر من أربع سنوات، أُعلنت في 16 أيار الجاري الأحكام في “محاكمة كوباني” في أنقرة. وتعد محاكمة كوباني، التي أشرف عليها رجب طيب أردوغان، واحدة من أكبر المحاكمات السياسية الصورية في تاريخ الجمهورية التركية. وكانت الدعوة المرفوعة ضد قيادة حزب الشعوب الديمقراطي ومتهمين آخرين تتعلق بالاحتجاجات في المناطق الكردية في تركيا في تشرين الأول 2014 ضد الهجوم على كوباني من قبل ميليشيا داعش، بدعم سري من الحكومة التركية.

ووجهت الاتهامات إلى 108 شخصية سياسة وناشطي المجتمع المدني، بضمنهم جميع أعضاء قيادة حزب الشعوب الديمقراطي في حينه. وجرى اتهامهم بعشرات عمليات القتل، فضلا عن «التحريض على العصيان» و»تقسيم وحدة البلاد وسلامتها». واستندت لائحة الاتهام إلى تغريدة نشرها حزب الشعوب الديمقراطي على تويتر في 6 تشرين الأول 2014، عبر فيها عن التضامن مع مدينة كوباني، التي تحاصرها قوات داعش الإرهابية، والدعوة إلى احتجاج. مفتوح ضد الحكومة التركية. لقد طالب الادعاء العام بأحكام مشددة بالسجن المؤبد، وحرمان المتهمين من أية فرصة لنيل حريتهم.

أحكام جائرة

لقد صدرت الأحكام القاسية على المتهمين، الذين ظل 18 منهم رهن الاعتقال منذ سنوات، فيما ردد الدفاع «عاشت مقاومة كوباني». وطالت الأحكام الصادرة 36 متهماً؛ حكم على 24 منهم بالسجن وتمت تبرئة الجميع من تهم القتل. وتم فصل الإجراءات المتخذة ضد بقية المتهمين. وتعتبر الأحكام الصادرة ليست نهائية.

وحُكم على الزعيمين السابقين لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش وفيغين يوكسيكداغ، المسجونين منذ تشرين الثاني 2016، بأحكام استثنائية 42 و30 عامًا وثلاثة أشهر على التوالي.

وتلقى الاقتصادي الماركسي ألب ألتينورس والناشطة زينب كرمان من الحركة النسائية الكردية حكماً بالسجن لمدة 22.5 عاماً، كما حكم على رئيس بلدية ماردين أحمد تورك البالغ من العمر 81 عاماً بالسجن لمدة عشر سنوات. وأدين عدد من الناشطات النسويات، وعمدة آماد الأسبق، ولكن تم إطلاق سراحهم، لاحتجازهم لسنوات طويلة. وتمت تبرئة 12 متهما بسبب الشيخوخة والخرف، أو لتركهم العمل في صفوف حزب الشعوب الديمقراطي.

أحكام سياسية

قالت تولاي حاتم أوغلو، الرئيس المشارك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، خلف حزب الشعوب الديمقراطي بعد حظره: لقد „كان حكماً سياسياً وليس قضائيا. تماماً مثل لائحة الاتهام التي اقرت في القصر وفي مقر حزب القوميين الفاشيين حليف حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان». لقد صيغ هذا القرار أيضًا من قبل نفس المراكز. ولم يعد هناك نظام قانوني في تركي».

وقارنت الأحكام الصادرة بمحاكمات المجالس العسكرية في العقود الأخيرة، وتابعت: «لقد صدرت الأحكام باسم الانتقام. الانتقام من النصر على داعش في كوباني. وأظهرت الأحكام إلى أي جانب تقف: إلى جانب مجموعة إرهابية». معادية للشعوب والمرأة والإنسانية، جلبت ضررا كبيرا على الشرق الأوسط. لقد قلنا إما أن تصدر الأحكام لصالح الشعوب والديمقراطية أو لصالح داعش والفاشية والإرهابيين، ومن المؤكد، لن يتمكن أحد من كسر مقاومتنا للفاشية».

وأكد الرئيس المشارك للحزب تونغر بكرهان، ما طرحته رفيقته واصفا المحاكمات بوصمة عار في جبين القضاء التركي، وأن الهدف هو طرد حزب الشعوب الديمقراطي والثوريين والديمقراطيين من البلاد.

 من جانبه انتقد أوزغور أوزيل، سكرتير حزب الشعب الجمهوري (كماليون) أكبر أحزاب المعارضة التركية الأحكام بشدة. بالمقابل شكرت قيادة حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» أحزاب المعارضة وقوى اليسار، مؤكدة على تعزيز العمل المشترك بين جميع معارضي حكومة أردوغان. وشهدت ديار بكر تظاهرة احتجاجية، شارك فيها المئات ضد القرارات الصادرة على الرغم من حظر التظاهر.

انتقاما لهزيمته الانتخابية

 جاءت الأحكام الصادرة، في جانب منها، انتقاما لهزيمة أردوغان في الانتخابات المحلية الاخيرة. وفي النصف الأول من الشهر الحالي فقط، تم اعتقال 372 ناشطا كرديًا ويساريًا في تركيا. وتم وضع 108 منهم في حبس احتياطي دائم.

وكان أردوغان قد مني بهزيمة ساحقة في الانتخابات المحلية في اذار الفائت. وللمرة الأولى منذ تأسيسه في عام 2002، جاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم ثانيا بحصوله على 35,5 في المائة من الأصوات، مقابل أكثر من 37 في المائة لحزب الشعب الجمهوري. وفاز حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بـ 75 مجلسًا بلديًا، أي أكثر بعشر مرات مما فاز به في الانتخابات المحلية السابقة.

من الجدير بالذكر، أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أرجعت اعتقال المتهمين حينها لدوافع سياسية وأمرت بالإفراج عنهم عدة مرات. وفي كانون الأول 2022، أقرت المحكمة، في الدعوى التي أقامها صلاح الدين دميرتاش ضد الحكومة التركية بأن التغريدة على التويتر، التي استند اليها الادعاء العام التركي كانت «ضمن حدود الخطاب السياسي»، ولا يمكن تفسير التغريدة على أنها دعوة إلى العنف، وطالب القضاة الاوربيين بالإفراج الفوري عن الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي.

*****************************************************************

إيران تشيع إبراهيم رئيسي وأمير عبد اللهيان

طهران ـ وكالات

توافد أمس الأربعاء قادة ومسؤولين من 50 دولة من بينها العراق للمشاركة في حفل تأبين الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وتقديم العزاء.  وذكر التلفزيون الإيراني، أن نحو 50 وفدا رفيع المستوى ستشارك في مراسم العزاء، التي ستقام مساء اليوم بحضور الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر ووزير الخارجية بالإنابة علي باقري.

وتشارك عشر دول على مستوى زعمائها في التشييع، ونحو 20 دولة أخرى على مستوى الوزير والبقية على مستوى رؤساء البرلمان والمبعوثين الخاصين. وانطلقت صباح أمس الأربعاء مراسم رسمية لتشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، في مصلى جامعة طهران وسط المدينة، بحضور عدد كبير من مسؤولي البلاد ومشاركة شعبية حاشدة وضيوف أجانب. وأدى المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجنازة على رئيسي ورفاقه على أن يتحرك بعد ذلك المشيعون من ساحة «الثورة» صوب ساحة «أزادي» (الحرية) غربي طهران. وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت، الاثنين الماضي، وفاة إبراهيم رئيسي ومرافقيه في تحطم مروحية كانت تقلّهم في طريق عودتهم من الحدود بين إيران وجمهورية أذربيجان إلى مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية.

 **************************************************************************

الحزب الشيوعي الفرنسي يدعو الى استقلال كاليدونيا الجديدة

متابعة – طريق الشعب

دعا السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل، الأحد الفائت، إلى منح «شكل من أشكال الاستقلال» لكاليدونيا الجديدة.

وقال روسيل، في لقاء مع وسائل الإعلام الفرنسية، إنه «سواء تعلق الأمر بكاليدونيا الجديدة أو بولينيزيا (وهو إقليم فرنسي)، فإنني أؤيد أن تأخذ هذه الشعوب مصيرها بأيديها، وأن تنخرط في عملية إنهاء الاستعمار، التي يجب أن تؤدي إلى شكل من أشكال الاستقلال»، وفق تعبيره.

وأضاف روسيل أنّ «أولئك الذين يعيشون في الجزيرة اليوم يريدون أن يكونوا قادرين على العيش هناك معا، والأمر متروك لسكان كاليدونيا الجديدة لاتخاذ قرار بشأن هذه العملية».

وأكد الزعيم الشيوعي أنه يجب الدفع في هذا الاتجاه، حتى لو كان ذلك يعني تنظيم استفتاء رابع على الاستقلال، وإذا كان هذا هو ما قرروه فيجب أن نطبقه».

ودعا فابيان روسيل مع ذلك إلى «الحفاظ على علاقات أخوية وثيقة وسلمية مع مجتمع كاليدونيا»، لا سيما في مسائل الدفاع، معتقدًا أنه «إذا كانوا مستقلين تمامًا، فلن تكون لديهم الوسائل اللازمة لتشكيل جيشهم الخاص».

**********************************************************

الصفحة السابعة

ماذا يقول عمال المهن الحرة المشمولون بالضمان والتقاعد الاختياريين؟

بغداد – طريق الشعب

أعرب عدد من عمال المهن الحرة، عن دهشتهم من مجموعة الشروط التي وضعتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مطلع هذا الأسبوع، للاشتراك في الضمان الاجتماعي، فيما وصف عمال نقابيون الشروط بالغامضة مطالبين الوزارة بإصدار تعليمات واضحة وتفصيلية لآليات تطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، ومنبهين إلى أن أجور بعض العمال لا تتجاوز 250 ألف دينار شهرياً في وقت حصرت فيه الوزارة أحقية الشمول بضمان التقاعد الاختياري بالذين يتقاضون رواتب شهرية لا تقل عن 350 ألف دينار.

أجور أقل من الحد الأدنى

“ ابيع علاليك (اكياس النايلون) بسوق المخضر، ويومّيتي 5 آلاف دينار، ما تكفي عائلتي”، بهذه الكلمات بدأ المواطن محمود إبراهيم (18 عاما) حديثه لـ “طريق الشعب” مشيراً إلى أنه المعيل الوحيد لعائلته بعد وفاة والده قبل عامين وهو في نفس الوقت طالب في الصف السادس الاعدادي.

لا يعلم محمود شيئاً عن قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، إلا أنه، ووفق شروط وزارة العمل، لا يُشمل بالضمان الاجتماعي، بسبب تدني أجور عمله الشهرية والتي لا تتجاوز 150 ألف دينار.

أما المواطن مصطفى أبو رضا وهو عامل في ورشة لتصليح السيارات فيقول لـ”طريق الشعب” إنه يعمل في هذه المهنة منذ سبعة أعوام ولم يحظ بأي فرصة للتعيين أو الشمول بالضمان الاجتماعي للعمال. ويضيف “ اتقاضى عن عملي في الورشة 500 ألف دينار شهرياً، وهي لا تكفي سوى لتسديد الاشتراك الشهري في مولد الكهرباء ودفع إيجار الشقة التي أسكنها مع عائلتي”.

ويرى أبو رضا أن “خطوة توسيع شمول العمال بالضمان الاجتماعي جيدة إلا أن أغلب عمال القطاع الخاص والمهن الحرة يتقاضون أجور عمل بسيطة وحتى أقل من الحد الأدنى، وهم غير قادرين على تسديد مستحقات الاشتراك في الضمان”.

قانون يهمل سنوات العمل !

ووفق التعليمات التي أصدرتها الوزارة، فإن عدد سنوات الخدمة التي تحتسب للتقاعد الإختياري تعتمد على موعد تقديم الطلب، حيث يعتبر تاريخ تقديم الطلب بداية للخدمة، الأمر الذي تسبب بخيبة أمل لدى الكثير من عمال القطاع الخاص ممن تجاوزت سنوات عملهم العشرين عاماً.

وفي هذا السياق يقول جعفر صادق (48 عاما) وهو مندوب مبيعات في إحدى شركات القطاع الخاص، إنه يعمل لصالح الشركة منذ أكثر من 10 اعوام، ولم يشمل بالضمان الاجتماعي للعمال، كما هو حال باقي زملائه على الرغم من مطالبتهم بذلك.

ويفيد لـ “طريق الشعب” أن “هناك الكثير من العمال في القطاع الخاص يعملون منذ سنوات طويلة دون أي شكل من أشكال الضمانات المستقبلية، ومنهم من تعرض إلى إصابات بليغة جعلته عاجزاً عن العمل، وقد تم تسريحهم مقابل مبالغ مالية بسيطة كمكافأة لنهاية الخدمة”.

تعليمات غير منصفة

ويرى أنه “ليس من الانصاف اعتبار تاريخ التقديم للضمان هو بداية الخدمة التقاعدية”، مطالبا “اعتبار بداية عمل العمال بالقطاع الخاص بداية للخدمة، خاصة وأن هناك عمالا يعملون منذ سنوات طويلة وبحكم أعمارهم باتت سنوات بقائهم في العمل قليلة، وبالتالي فهم يستحقون رواتب تقاعدية تليق بسنوات عملهم، ليتدبروا من خلالها متطلبات عوائلهم ومصاريف علاجهم”.

بدوره وصف الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار، قائمة فئات دخل الاشتراك في ضمان التقاعد الاختياري بـ “الغامضة”. وقال لـ”طريق الشعب” إن “القائمة على الرغم من أنها تتعلق بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، تفتقر إلى الضمانات الاجتماعية والصحية، واقتصرت على منح العمال رواتب تقاعدية لا أكثر”.

وتساءل الصفار خلال حديثة عن المعالجة القانونية التي ستتبعها الوزارة لمشكلة العمال في القطاع غير المنظم والذين يتقاضون أجور عمل أقل من 350 ألف دينار، مؤكداً على أن “القائمة تخلو من اي مبادرات تشجيعية إلى العمال للاشتراك بالضمان الاجتماعي، فضلا عن افتقارها إلى المخصصات المالية للتعويض عن إصابات العمل”. وينبه الصفار خلال حديثة إلى ان “الاتحادات والنقابات العمالية، تطالب بأحقية العمال في الحصول على مخصصات مالية للضمان الاجتماعي والصحي إضافة إلى الراتب التقاعدي”.

الوزارة عاجزة

من جانب آخر تفيد المحامية والمختصة في الشأن العمالي سماح الطائي أن “الوزارة تعجز حتى الآن، وعلى الرغم من مرور عدة أشهر على تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، عن إصدار تعليمات واضحة لتنفيذ القانون”، موضحة لـ”طريق الشعب” أن “قائمة فئات الشمول الاختياري تتضمن تعليمات تناقض واقع حال العمال، خاصة وأن الكثير منهم يتقاضون أجور عمل أقل من الحد الأدنى”.

وترى “ أن قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، ووفق التعيمات غير منصف للكثير من الشرائح العمالية، من الذين قضوا سنوات عمرهم وهم يعملون دون ضمان”.

وطالبت الطائي “وزارة العمل باعادة صياغة تعليمات القانون والأخذ بنظر الاعتبار الضمانات الصحية للعمال”.

هذا وأعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية، أحمد الاسدي، الاثنين الماضي، إصدار قائمة فئات دخل الاشتراك في ضمان التقاعد الاختياري، بعد نشرها في جريدة الوقائع العراقية ودخولها حيز التنفيذ.

وذكر الأسدي في بيان، أن “شريحة واسعة من العمال لم تكن لهم حصة من هذا القانون سابقا، ولكن اليوم سيكون لهم راتب تقاعدي”، لافتاً إلى أن “الحكومة ستدفع التوقيفات التقاعدية بنسبة 15 بالمائة”.

من جانبها أوضحت المدير العام لدائرة التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال خلود حيران، بحسب بيان لها بأن “الخدمة في التقاعد الاختياري تبدأ من تاريخ تقديم الطلب”، مبينة أن “التسديد سيكون شهريا وفقا للفئة التي يتم اختيارها”.

واشارت إلى أنه “بإمكان المشترك في خدمة التقاعد الاختياري الانتقال من فئة إلى فئة أخرى بعد مرور سنة”، داعية “المشاركين بالضمان الاختياري كافة إلى الالتزام بتسديد المبالغ شهرياً عن الفئة التي يختارونها من أجل ضمان حقوقهم وضمان حياة كريمة لهم ولعوائلهم”.

**************************************************************

إضراب عمال السكك الحديد في باريس يثير قلق اللجنة المنظمة لأولمبياد 2024

متابعة – طريق الشعب

بدأ عمال السكك الحديدية في العاصمة الفرنسية باريس، اول أمس (الثلاثاء) إضرابهم عن العمل، للضغط على شركة السكك الحديدية الوطنية لتحقيق مطالبهم، الأمر الذي أثار قلق اللجنة المنظمة لاولمبياد باريس 2024، كما أن العاملين في بعض المستشفيات يفكرون في الانضمام إلى الإضراب خلال الأولمبياد أيضا.

ويواجه المسافرون في باريس اضطرابات سير كبيرة، الأمر الذي دفع الشركة التي تدير السكك الحديدية حول باريس إلى توجيه دعوة لاجتماع عاجل مع النقابات العمالية بغية إبرام اتفاق بشأن ظروف العمل والمكافآت خلال الأولمبياد.

وبحسب أرقام رسمية فأن «الإضرابات العمالية ستؤثر على جميع خطوط نقل الركاب، حيث يعمل قطار واحد من كل قطارين على الخط المتجه من الشمال للجنوب وقطار واحد أو قطارين من كل 5 قطارات يعملان على الخطوط الأخرى. ولم يتأثر الخط الممتد من الغرب إلى الشرق نسبياً، نظرا لأن شركة أخرى مسؤولة عن تشغيله».

وتمثل النزاعات العمالية في قطاعات البنية الأساسية الحيوية، من المشاكل الرئيسية التي تواجه منظمي الألعاب الأولمبية هذا العام في باريس.

وتعقد الحكومة اجتماعات مع نقابات الخدمة العامة منذ العام الماضي لمحاولة ضمان تغطية دورة الألعاب الأولمبية، التي تقام في الفترة من 26 يوليو/تموز إلى 11 أغسطس/آب المقبلين في منتصف موسم العطلات في فرنسا.

*****************************************************************

عمال يشكون من إجراءات الطرد التعسفي والوزارة تؤكد عدم تسجيل شكاوى

بغداد – طريق الشعب

تتزايد عمليات الطرد التعسفي للعمال في القطاع الخاص، نتيجة قرارات أصحاب العمل أو بسبب مشاكل مالية. وغالباً، ما تتخذ القرارات بحسب المتضررين دون إنذار مسبق لهم او حتى دون منحهم مخصصات مالية كمكافأة نهاية الخدمة، تعينهم على تدبير متطلبات حياتهم اليومية إلى حين ايجاد بديل عمل مناسب.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعلن فيه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مؤخرا، عدم تسجيل أي حالة تسريح قسري للعمال في المشاريع التجارية أو الاستثمارية منذ إقرار قانون التقاعد والضمان الاجتماعي.

أحد المتضررين، ليث فاخر، البالغ من العمر 35 عاماً، وخريج جامعة بغداد، كان يعمل مهندساً في إحدى شركات الهاتف النقال، قبل أن يتم إبلاغه صباح 12 كانون الثاني الماضي بإنهاء خدماته، ومنعه من دخول فرع الشركة في بغداد، دون أن يعرف أسباب فصله عن العمل، فاضطر للاستعانة بمحامٍ لتقديم شكوى.

يقول ليث في حديثه لـ»طريق الشعب» «كنت أعمل في الشركة منذ أربعة اعوام ولم يتم منحي نسخة من عقد العمل على الرغم من مطالبتي به لعدة مرات، بدعوى أن المستشار القانوني غير مخول من صاحب الشركة بمنحي نسخة». ويتابع «قدمتُ شكوى أمام محكمة العمل إلا أن الشركة وبعد استدعاء ممثل عنها وبحضور المحامي أنكرت تجديد عقد عملي بعد العام الأول». ويضيف «كما ان الشركة حرصت ايضاً على عدم تجديد باجات عمل جميع العاملين، الأمر الذي عزز موقفها أمام المحكمة التي طلبت مني شهودا لتحويل مسار القضية لصالحي، إلا أن زملائي امتنعوا عن الحضور خوفا من تعرضهم للطرد وبالتالي خسارة العمل في وقت يصعب فيه الحصول على عمل بديل». المستشار الإعلامي لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية كاظم العطواني، أفاد بهذا الخصوص بأن « الوزارة لم تسجل أي حالة تسريح قسري للعمال في المشاريع التجارية أو الاستثمارية منذ إقرار قانون التقاعد والضمان الاجتماعي، لأن مسألة إنهاء عقد العامل وتسريحه لا تتم إلا بعد استحصال موافقة وزير العمل أحمد الأسدي، ويتعرض المخالف للمساءلة القانونية».

وبهذ الصدد يقول المحامي خالد العبيدي المتخصص بقضايا العمال وأصحاب العمل والشركات أمام محكمة العمل في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» إن «تقديم الشكوى يتم وفق أحكام قانون العمل النافذ، الذي يمنح العامل الذي أنهيت خدمته، الطعن بقرار إنهاء خدمته خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تبليغه، وفي حال لم يقدم الطعن خلال هذه المدة يعد متنازلاً عنه، علماً أن الطعن يكون أمام لجنة إنهاء الخدمة التي تشكل بتعليمات يصدرها الوزير أو أمام القضاء».

ويحذر من أن «هنالك ثغرة أساسية يستغلها بعض أصحاب العمل وتضيع على المتضررين حقوقهم، إذ أن قانون العمل لا يُلزم صاحب العمل بتوقيع عقد مُسجل مع العامل يُجدد سنوياً، وكذلك لا يشترط عليه دفع الأجر بانتظام ودون تأخير، ويتم استغلال ذلك بإنكار تمديد العقد أو وجود ديون مستحقة للمتضرر».

بدوره، يشدد رئيس المرصد العراقي لحقوق العمال والموظفين عباس كاظم رباط، على «وجود تقصير بتوعية العمال بحقوقهم القانونية»، ويقول لـ «طريق الشعب» إنه «على الرغم من حرص محكمة العمل بحسم قضايا الطرد التعسفي للعمال لصالح العامل، إلا أن الكثير من العمال يلجأون إلى العشائر لاستحصال الحقوق القانونية».

وينبه رئيس المرصد إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية خاصة بعد دخول قانون التقاعد والضمان الاجتماعي حيز التنفيذ، وعلى الاتحادات والنقابات العمالية العمل سوية بهذا الاتجاه».

وتعليقا على تصريح الوزارة بعدم تسجيل شكوى الطرد التعسفي يقول إن «هناك الكثير من الانتهاكات القانونية التي يتجنب العمال التبليغ عنها، وبذلك يصعب رصد عدد الانتهاكات المختلفة التي يتعرض لها العمال سواء بالطرد التعسفي أو العمل لساعات طويلة مخالفة لقانون العمل أو منح العمال أجورا أقل من الحد الأدنى».

*******************************************************

لحظة عمالية.. عندما لا تلتزم الوزارة بوعودها

نورس حسن

داخل محله الصغير في سوق بغداد الجديدة، يجلس حيدر سالم (60 عاما) متأملا أدوات الحلاقة التي قضى معها أكثر من أربعة عقود، انتهت باجتياح مرض الصدفية يديه كلتيهما، وأضطراره الى تحويل محله إلى مرافق صحية (دورة مياه)، بعد أن يئس من الحصول على الضمان الاجتماعي أو البديل الذي يوفر لعائلته حدا ادنى من العيش الكريم.

ينظر أبو حوراء إلى أدوات الحلاقة بحسرة وهو يستعيد ذكريات الماضي، ويشعر بالقلق إزاء المستقبل المجهول الذي ينتظر بناته الأربع، بعد أن بلغ من العمر عتيا ونخرت العلل جسده.

وتكاد الدموع تطفر من عينيه وهو يتحدث قائلا: “لا أخشى على نفسي، فأنا أعيش آخر أيام حياتي بين المرض والألم لما انتهيت اليه.. للأسف بعد أربعين عاما من العمل في واحد من أغنى بلدان العالم النفطية، لا أجد ضمانا اجتماعيا استند اليه، ولا اشعر انني سأموت مرتاحا ومطمئنا الى ما سيحل ببناتي الأربع وزوجتي من بعدي. فأتساءل من لهن بعدي في حال وفاتي؟”.

هذا الواقع لا يواجه المواطن أبو حوراء وحده، فهناك الكثير من عمال المهن الحرة الذين ظلوا يأملون خيرا من الضمان الاجتماعي، بعد الوعود التي اطلقتها الجهات الحكومية أيام تشريع القانون، وفي مقدمتها توسيع شمول العمال بالضمان، والوعد بأن تتساوي رواتب الضمان التقاعدية للعمال مع رواتب التقاعد للموظفين.

غير ان الآمال والوعود تلاشت بعد تشريع القانون!

ففيما كان عمال المهن الحرة ينتظرون دخول القانون حيز التنفيذ، خرجت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بلائحة تتضمن الفئات التي يحق لها الاشتراك في ضمان التقاعد الاختياري، موضحة انها فئات عمال المهن الحرة الذين يتقاضون رواتب لا تقل عن350 الف دينار شهريا. فهؤلاء هم من يحق لهم الاشتراك في الضمان الاجتماعي.

وطبيعي ان ذلك سبب خيبة امل كبيرة لشرائح واسعة من العمال غير المنظمين، الذين يتقاضون أجور عمل تقل عن الحد الأدنى الذي حددته الوزارة بـ 350 الف دينار.

ولم يقتصر عدم الوفاء بالوعود على هذا، بل وتجاوزه الى اهمال العمال الذين قضوا سنوات عمرهم يكدون، دون ان يشملوا بالضمان الاجتماعي. فقد اعتبرت الوزارة استنادا الى لائحة الضمان الاختياري، ان “تأريخ تقديم الطلب هو بداية الخدمة في التقاعد الاختياري”.

وقد تسبب هذا في حرمان شريحة واسعة من عمال القطاع الخاص بصورة خاصة، من الشمول بالضمان الاجتماعي، فصاروا يتساءلون عن المستقبل القاتم الذي ينتظرهم وعوائلهم، فيما هم جميعا يعانون من الانهاك وسوء الأحوال الصحية والكآبة.

**************************************************************

العمل تكشف عن إجراءات لمعالجة ملف العمالة الأجنبية

بغداد – طريق الشعب

كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مؤخراً، عن إجراءات جديدة لمعالجة ملف العمالة الأجنبية في البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة نجم العقابي، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” إن “الوزارة، تعمل على الحد من العمالة الأجنبية والسماح فقط بدخول العمالة الماهرة ممن يحملون شهادة خبرة صادرة من قبل وزارة الخارجية والسفارة”. وأوضح بأن “إجراءات الوزارة، تمثلت بتوزيع استمارة استبيان على الشركات الإستثمارية الأجنبية العاملة في البلاد، ومعرفة الاختصاصات التي ترغب بها تلك الشركات، بغية تدريب العمالة الوطنية على هذه المهن”. وأضاف “ إن من بين الإجراءات، الزام العامل الأجنبي تدريب العامل الوطني لمدة شهر”.

*********************************************************

من الذاكرة

  • أيار 1920: سقوط أول شهيد عمالي في بغداد شيعته الجماهير ومنحته لقب شهيد الوطن، ولم تتوفر المعلومات الكافية عن شخصية الشهيد وسبب الاستشهاد.
  • أيار 1953: أول إضراب لعمال مشروع مصفى النفط في الدورة، فاز العمال ببعض مطالبهم. وفي نفس السنة أضرب عمال السكك ليوم واحد احتجاجا على تأخير دفع رواتبهم فحققوا مطلب عدم تأخير دفع الرواتب. ثم أضرب عمال اللاسلكي في الميناء لمدة تسعة أيام حتى تحققت اغلبية مطالبهم.
  • أيار 1957: إضراب عمال شركة الغزل والنسيج العائدة للوصي، وعمال (البلوكات) في شركة (زبلن) في تكريت، وعمال معمل الطابوق العائد إلى عبد الحميد عريم في الرمادي.

******************************************************************

الصفحة الثامنة

فرنسا لم تتنكر لثورة 14 تموز

خليل إبراهيم العبيدي

 14 تموز، هو اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية، إنه يوم مميز لشعب حمل الهراوة ليدحر بها حراس سجن الباستيل صبيحة يوم تموزي رائع في أجواء باريس أو قصر فرساي، حيث كان الملك لويس السادس عشر وزوجته يقيمان، وحيث حاول الملك الهروب بعد الثورة التي أجج أوارها الخطيب روبسبير. وفي العام ١٧٨٩ حيث وضع الشعب الفرنسي حدا للظلم، وضع العراقيون في ذات اليوم الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨ حدا لسجن نقرة السلمان الذي اختاره المحتل البريطاني لثوار شعب رفض الاحتلال، فإذا كان سجن الباستيل في باريس بين المروج والأشجار، فإن نقرة السلمان في صحراء يجف عندها دم الإنسان وتكثر فيه الأفاعي وانواع الزواحف، والسجين الهارب منه هالك لامحالة، فهل استكثر المحتل الجديد على شعبنا ثورته الوطنية.

إن محاولة استئصال هذا الجزء من التاريخ، وإبعاد الأجيال اللاحقة عن تسلسله إنما يراد منه ايضا وبعد أيام إلغاء ثورة العشرين لأنها ايضا كانت ضد الإنكليز، والحق أن ابو ناجي كما قالها أجدادنا، ما ايعوف العراق.

إن تمسك العراقيين بثورة ١٤ تموز لا يختلف أبدا عن تمسك الفرنسيين بثورة ١٤ تموز، لأن المبررات واحدة والظلم كان واحدا والاختلاف في التاريخ، والغريب أن يوم توقيع معاهدة ١٩٣٠ مع بريطانيا يراد من ورائه شرعنة الاحتلال البريطاني آنذاك، وأن تلك المعاهدة كانت سلسلة قيدت العراق بشكل جديد للانتداب، ومهدت الطريق للاستقلال الكاذب، والعضوية الشكلية في عصبة الأمم.

إن اعتبار الثالث من تشرين الأول يوما وطنيا للعراق إنما هو افتراء على الحقيقة، فقد كان يوما خادعا للحكام ولم يكن خادعا للشعب، والدليل عندما أراد صالح جبر تجديد معاهدة١٩٣٠، خرج العراقيون عن بكرة أبيهم عام ١٩٤٨ ضد تلك المعاهدة التي أبقت الجيوش البريطانية في الموصل والشعبية وسن الذبان، فأي تزوير للتاريخ تريدون، وعن أي استقلال تتحدثون، وعن أي أهداف ترمون.

إن ثورة تموز فجرها الجيش، ولكن نفذ تفاصيلها الشعب، لم يسقط الجيش النظام، بل الشعب، وبسبب التمرد العارم على النظام تلك الصبيحة، منع الجيش التجول ، نعم الشعب ( وأنا شاهد) كان وراء قانون الإصلاح الزراعي بعد أن كانت كل الارض بيد الإقطاع المتحالف مع الملكية والضباط الذين جاءوا على ظهر الدبابة البريطانية عام ، ١٩١٧ ، وتملكوا السلطة والأرض والمال ، والشعب كان وراء خروج العراق من منطقة الإسترليني، أتدرون لماذا ، لأنه لم يك الا مالك للوعي الكامل لمصالح بلاده، وكان الشعب وراء إلغاء حلف بغداد الذي أراد أن يبتلع سوريا ويضمها إلى الاحلاف البريطانية، وكان الشعب وراء قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨ لعام ١٩٥٩، وكان الشعب وراء وضع يد الدولة على آباره النفطية التي كانت تعبث بها الشركات البريطانية في قانون رقم ٨٠ لسنة ١٩٦١ ٠ وكان الشعب وراء إنشاء منظمة الدول المصدرة للنفط ( أوبك ) عام ١٩٦١ ، وكانت الثورة وراء انتصار الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي ، وكانت الثورة وراء إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ،  وكان الشعب وراء نهضة صناعية كبرى أجهضها انقلاب  البعث الاسود في شباط عام ١٩٦٣ .

إن من يريد مسح تلك الحقبة من تاريخ العراق إنما يريد أن يلجم التاريخ ويسود صفحة جيل كان من أكثر الأجيال وعيا بتحركات بريطانيا آنذاك، وان بقاياه اليوم هم من يتصدون للاحتلال الأمريكي الذي أمرنا بتعويض الكويت عن خسائر الحرب لأنها حرب عدوانية، وينكر علينا مطالباتنا بتعويضنا عن احتلاله للعراق وتدمير مرتكزاته وقتل أبنائه، وهي حرب هي الأخرى عدوانية لم تكن بموافقة مجلس الأمن ولم تكن وفقا لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة. ولكم اليوم في المطالبة بخروج القوات الأمريكية مثالا على خبث المحتلين، كيف كانت ردود أفعالهم وذلك بتسهيل إعادة داعش إلى نشاطها المخرب، والله يستر من قادم الأيام، كفوا عن الوهم والايهام، والحليم تكفيه إشارة الإبهام.

******************************************************************

السويد بين عصرين..  الحياد وعضوية حلف الناتو

 عبد العزيز ججو

كانت السويد البلد المعروف بالحياد الإيجابي الذي تجنب الحروب لفترة 200 عاماً رغم انقسام العالم إلى كتلتين بعد الحرب العالمية الثانية. وتميزت سياسة البلد بالوقوف ضد إشعال الحروب ومع حركات التحرر من الهيمنة العسكرية والاستعمار المباشر، وآخرها موقف السويد من حرب فيتنام الذي أغضب أمريكا في حينها والذي دفع ثمنها رئيس الوزراء السابق أولف بالمه. تميز المجتمع السويدي لغاية التسعينيات بالإنتاج الصناعي المدني السلمي المتعدد. وهو الشعب الذي عانى قبل قرنين من المجاعة والصعوبات، وكانت القيم الاشتراكية الديمقراطية تؤكد على الإنتاج والعدالة الاجتماعية والتي تأسست على أكتاف الحركة العمالية وصارت نموذجاً يتطلع اليه الكثيرون في العالم والذي أكسبها سمعة عالمية. لكن بدأ العد التنازلي من حينها والتحول باتجاه اليمين وربط اقتصادها أكثر وأكثر بالرأسمال العالمي وتحول الصناعات إلى عسكرية، ومساهمتها بالأعمال العسكرية لحلف الناتو في المنطقة واضحاً وليس آخرها الحرب على ليبيا والدمار الذي لحق بالبلد. لقد تخلت كلياً عن مبادئ الحياد وأصبحت عضواً في حلف الناتو، والأسوأ أنها عقدت اتفاقية ثنائية مع أمريكا تسمح لها باستخدام 17 قاعدة على أراضيها وبدون أية تحفظات او خضوعها لأي قانون سويدي بما في ذلك وضع أسلحة نووية على أراضيها مما يجعلها هدفاً في حالة نشوب خلاف في المنطقة، على عكس النرويج التي ترفض وضع أسلحة نووية على أراضيها وهي البلد الذي انضم للناتو مبكراً. لقد تحولت السويد من بلد محب للسلام وضد الحروب طرفاً في صراع دولي سيكلفها الكثير وبدايتها العودة لعسكرة الاقتصاد ونتائجها الاقتصادية التي يدفعها المواطنون. هذه القرارات تم اتخاذها من قبل حكومة اليمين وبقية الأحزاب بما في ذلك الاشتراكي الديمقراطي دون الأخذ بالاعتبار رأي المواطنين في مثل هذا القرار المصيري.

******************************************************************

شهادات يهودية تدين الجرائم الصهيونية

رضي السمّاك

منذ تفجر الانتفاضة الطالبية في الجامعات الأميركية ، ثمة مئات عشرات الشهادات الحية لطلبة وأساتذة وساسة يهود وثقتها القنوات الفضائية العالمية والعربية في أيام مختلفة من أيام الانتفاضة طلبة الجامعات، وكل تلك الشهادات-بلا استثناء- إذ تستنكر بشدة الإبادة الإسرائيلية بحق أهالي قطاع غزة، ترفض أن تحتكر الدولة العبرية التحدث باسم يهود العالم أجمع، وخصوصاً حينما يجري الحديث باسمهم لتبرير جرائم الإبادة بما لحق باليهود في «الهولوكوست» والتي ابتذلتها الدعايتان الإسرائيلية والأميركية والغربية أيما ابتذال، وما فتئت تجترهما منذ أكثر من ثلاثة أرباع القرن، ومثلها إشهار الاتهام تجاه صاحب أي موقف مناوئ للجرائم الإسرائيلية بأنه «معاد للسامية»! وهنا بالضبط مكمن حالة الفزع والهستيريا التي تنتاب حالياً حكام إسرائيل والطبقة الحاكمة وكبار حلفائها من الدول الغربي، وذلك لما تنطوي عليه انتفاضتهم من يقظة في الوعي والضمير تقوّض احتكار الإعلام الإسرائيلي والغربي للسردية التي يُراد منها منه تضليل عقول الملايين من الشعوب الغربية وفرضها عليها لأطول أجل ممكن بلا منازع، بمعنى لا وجود للتعددية الثقافية والسياسية لليهود في العالم، وأن إسرائيل هي الناطق الوحيد باسم يهود العالم أجمع. ولا شك فيه أن هذه اليقظة غير المسبوقة تاريخياً لها أبعاد ونتائج في منتهى الخطورة على مستقبل دولة الكيان الصهيوني في فلسطين العربية.

سنكتفي هنا بثلاث شهادات لساسة وفنانين يهود وسنستبعد شهادات الطلبة اليهود الذين شاركوا في الانتفاضة الطالبية:

الأولى: وهي للمرشح الرئاسي الأميركي اليهودي السناتور بوني ساندرز الذي بالرغم من فقده معظم أفراد أسرته في» الهولوكوست» إلا أنه رفض بحزم وصف كل من يدين «الهولوكوست» الحالية التي ترتكبها إسرائيل بحق غزة بمعاداة السامية.

الثانية: وقد أدلت بها الناشطة الحقوقية اليهودية الأميركية سوزان بنجامين المعروفة بجرأتها وثباتها على مواقفها المبدئية في نصرة القضية الفلسطينية، وكان آخر موقف لها صرختها المدوية في وجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أثناء كلمة له داخل الكونجرس، قائلة بصوت عال: إن ما تعرضت له من طريقة اعتقال مخزية لا شيء قياساً لدعمكم لجريمة الإبادة في غزة.

الشهادة الثالثة: وتتمثل في لقاء أُجري مع المخرج اليهودي الأميركي، إيرلين أكسلمان والذي عمل مع زميله وسام إيلرتسن على مدى سبع سنوات في صنع وإخراج واحداً من أخطر الأفلام الوثائقية داخل الولايات المتحدة لعام 2023، إن لم يكن الأخطر على الإطلاق، ويتناول الفيلم الذي جاء بعنوان» العقيدة الإسرائيلية» قصة ما تلقاه شابان يهوديان أميركيان من تلقين منهجي لرضع العقيدة الصهيونية منذ طفولتهما للولاء الأعمى المقدس للدولة الصهيونية، وصولاً لصحوتهما على الحقيقة التي زلزلت قناعاتهما حول تلك المسلمات التي كانت راسخة لديهم تجاه الدولة المقدسة، وجاء هذا التحول في ضوء المناقشات المتفجرة والدائرة في المجتمع الأميركي فيما يتعلق بجوهر الأيديولوجية العنصرية الصهيونية والتي أدانتها الأمم المتحدة 1975 بهذه الصفة، وما فتئت تمارسها الشعب الفلسطيني بزعم أنه شعب بلا أرض وبلا قضية. ويؤكد المخرج ِأكسلمان بأن « 40 بالمائة من اليهود دون سن الأربعين يصنفون إسرائيل بأنها ترتكب جرائم» وأن مئات الألوف من اليهود إنما تشكلت صحوتهم الجديدة على حقيقة مظلومية الشعب الفلسطيني وما ترتكبه إسرائيل بحقه من جرائم، وهذه الصحوة إنما جاءت بفضل «السوشيال ميدياً»، مضيفاً بأن «ما يحدث بحق الفلسطينيين مروع « ونرفض أن يُرتكب باسمنا.

*****************************************************************

الثقة المفقودة والقوة العسكرية ليست كل شئ

ترجمة وإعداد: حازم كويي

تُظهر الحرب في أوكرانيا أن الجغرافيا السياسية الروسية تريد التصرف على قدم المساواة مع الولايات المتحدة. الدورالأوربي ثانوي. والنظام العالمي المتعدد الأقطاب لا يُبشر بعد بالاستقرار.

إذا نظرنا من الخارج، فإن بعض أتفاقيات السلام يتم التوصل إليها بشكل مفاجئ إلى حد ما، كما حصل في عام 1979، حين دعا الرئيس الأمريكي جيمي كارتر نظيره المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، حيث جمع الخصمين إلى المنشأة الترفيهية الرئاسية كامب ديفيد، في ميريلاند للتفاوض على انفراج بين الدولتين، والتي أسفرت عن اتفاقية بين الدولتين، رغم أنها لم تجلب سلاماً شاملاً ودائماً للمنطقة.

وما ينطبق على الرؤساء في حالات، يمكن تطبيقه على الدول. وفي الواقع، وفقاً للمؤرخ ماتياس بيتر، فإن الثقة هي «مورد الدبلوماسية». وتنشأ بمجرد أن تضمن المعلومات الموثوقة حول نوايا الشخص الآخر لتجنب سوء الفهم وسوء التقدير. جزء منه هو قول وداعاً للتفكير بالأبيض والأسود. ويرى بيتر أن محور الانفراج الدولي في الحرب الباردة، هي عملية هلسنكي التي بدأت عام 1972 ومؤتمرها حول الأمن والتعاون في أوروبا (CSCE)، وكانت بمثابة صعود وهبوط في بناء الثقة. وقد تجلت فوائد هذه الثقة في الأزمات التي أحاطت بالقرار المزدوج الذي أتخذه حلف شمال الأطلسي في عام 1979 والغزو السوفييتي لأفغانستان في عام 1980.

كانت البُنية الأمنية التي أُنشئت في التسعينيات بين دول مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا والبُنية الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا تتآكل بالفعل على مدار العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وشملت اللحظات الرئيسية والمحاولات الخرقاء الأولى لأوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وضم روسيا لشبه جزيرة القرم كإنتهاك للقانون الدولي، ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

المحلل العسكري الروسي بافل فيلغنهاور كتب عام 2019 أن “معاهدة الأجواء المفتوحة” لعام 1992، وهي جزء من تلك البُنية الأمنية القديمة، ترمز في المقام الأول إلى “الثقة بين المعارضين السابقين في الحرب الباردة، اليوم لم تعد هناك ثقة [بعد الآن]”. إن انسحاب الولايات المتحدة في عهد ترامب عام 2020، وروسيا في عهد بوتين عام 2021 من المعاهدة أدى إلى فقدان الثقة.

وهذا يوضح أيضاً مدى أهمية أن تكون روسيا على المستوى الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. ومن أجل وضع الولايات المتحدة في مكانها وإعادة روسيا إلى مكانتها كقوة عظمى، يسعى بوتين جاهداً إلى إقامة نظام عالمي مُتعدد الأقطاب يضم الولايات المتحدة والصين والجنوب العالمي. ولم يذكر كيف يمكن أن يكون لذلك تأثير إستقرار، وربما لا يكون مهتماً بذلك. وفي كل الأحوال فإن الدور الثانوي الذي تلعبهُ أوروبا في هذا الأمر يقتصر على كونها ميداناً لإستعادة العظمة الإمبراطورية.

هناك أمثلة متكررة حول كيفية رغبة كل من روسيا والولايات المتحدة في تعزيز وضعهما كقوى عظمى، ومن خلال القيام بذلك، ينتهك القانون الدولي المعمول به، على سبيل المثال مع غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، أو مؤخراً، مع الهجوم الروسي على أوكرانيا في عام 2022.

روسيا تُفضل التفاوض على حل سلمي لإوكرانيا بشكل مباشر وفقط مع الولايات المتحدة الأميركية وعلى رأسها الحكومة في كييف، حيث لا ينبغي للبرلمانات الوطنية في الدول الأوروبية - أو تلك في آسيا الوسطى - أن تقرر بعد الآن إنتماءاتها في السياسة الخارجية.

 وفي سياق طموحها للتحول إلى قوة عظمى، تعمل روسيا أيضاً على إضعاف المنظمات الدولية. ومن غير المؤكد أن المزيد من العضوية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ((OSCE، التي خلفت أتفاقية هلسنكي (KSZE )وهي(وثيقة صدرت عن مؤتمر هلسنكي الذي انعُقدَ عام 1975 في مدينة هلسنكي عاصمة فنلندة، وذلكَ من أجل خلقِ أسسٍ جديدة للأمن والتعاون بين الدول الأوروبية) .

تعمل روسيا على شل المنظمة التي تعتبر بالغة الأهمية لتنظيم الصراعات والتي يتم فيها إتخاذ القرارات.

وينطبق مبدأ الإجماع من خلال عدم دفع رسوم العضوية، وعدم الموافقة على الميزانيات، وعرقلة مهمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا، والتهديد بمنع إتخاذ قرارات عاجلة بشأن الموظفين. فقط الوجود في الأمم المتحدة يعتبر آمنا، لكن خياراتهم للعمل تضعف بسبب حق النقض الروسي في مجلس الأمن.

كما أن آفاق السلام ونزع السلاح معقدة أيضاً بسبب الوضع الداخلي في روسيا ولهجة الاتصالات الرسمية.

وعلى مدار عقدين من الزمن، نجح بوتين في تدمير المُجتمع المدني الروسي الذي نما منذ البيرويسترويكا في عهد غورباتشوف.

لم يعُد بإمكان النقاد التعبير عن أنفسهم، أما الذهاب إلى المنفى أو الموت.

ويُهيمن على التلفزيون الحكومي وابل من الدعاية الحربية، حيث يصدر أعضاء الحكومة تهديدات جامحة. وبسبب وسائل الإعلام الخاضعة للرقابة، فلا يوجد مخرج آخر.

لم يتم حتى مناقشة تفكير القوة العظمى وبدائل مجتمع الحرب. ولا يقتصر الأمر على بوتين فقط. وفقا لعالمة الاجتماع كاترينا بلوم، فإن طبقة من القوى القمعية المُحافظة بقيادة بوتين تطورت في روسيا منذ التسعينيات. وهي الآن مستقرة إلى الحد الذي يجعل البوتينية قادرة على الاستمرار حتى في غياب بوتين.

ومن غير الواضح حالياً، كيف يمكن تحقيق تخفيف التوترات بما يتوافق على الأقل مع الذي كان سائداً في السبعينيات. ومع ذلك، يجب على حكومات جميع الدول المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر أن تحاول تعزيز اتفاق السلام. والأمر غير المؤكد على الإطلاق هو مدى معقولية الربط بين مفاوضات السلام في أوكرانيا ومفاوضات نزع السلاح في اوربا ككل أو ما إذا كان ذلك يشكل عبئاً زائداً. في إحدى الحالات كما في الحالة الأخرى، لاتستحق كلمة “الثقة” أن تُذكر في الوقت الحالي. من خلال “المصداقية”سيتم تحقيق الكثير.

*********************************************************************

الصفحة التاسعة

حسين حسن: حققت حلم الطفولة

متابعة ـ طريق الشعب

أكد حارس منتخبنا الأولمبي حسين حسن سعادته الكبيرة باستدعائه للمنتخب الوطني، مؤكداً أنه حقق حلم طفولته الذي طالما كان يراوده بالدفاع عن شباك المنتخب الوطني. وقال حسن إن «حلم الطفولة قد تحقق بتمثيل المنتخب الوطني وأطمح إلى تقديم مستويات تليق بسمعة حراسة المرمى العراقية». وأضاف حسن أن «الكادر التدريبي للمنتخب الوطني تواصل معي خلال المشاركة في بطولة آسيا تحت 23 في قطر، فقد أكد كاساس أنه يرى أنني حارس المستقبل وأفصح عن رغبته في إعدادي للمستقبل». وأشار حسن إلى «عزمه على عدم تخييب آمال كاساس وتقديم مستوى يؤهلني لتسجيل اسمي في قائمة حراس المرمى العراقيين». وحول مشاركته الأساسية من عدمها في أولمبياد باريس، أكد حسن أن «القرار الأول والأخير للكادر التدريبي، وسواء اشترك جلال حسن أو محمد حميد فأنا فخور بارتداء فانيلة المنتخب والدفاع عن شباكه واللعب مع حراس كبار سبق لهم تشريف الكرة العراقية».

*******************************************************************

26 لاعبا في قائمة كاساس لمواجهتي إندونيسيا وفيتنام.. انتقادات واستغراب من استدعاء لاعبين وتجاهل آخرين

متابعة ـ طريق الشعب

اثارت قائمة الإسباني خيسوس كاساس، مدرب منتخب العراق، والتي ستلعب مباراتي الجولتين الخامسة والسادسة في التصفيات الآسيوية المزدوجة، المؤهلة إلى كأس العام 2026 وكأس آسيا 2027، موجة من الاستغراب والانتقاد بعد استدعاء عدد من اللاعبين يراهم النقاد والجماهير لا يقدمون ما يشفع لهم للاستمرار في المنتخب وتجاهل آخرين يقدمون أداء متميزا.

6 لاعبين جدد

وأعلن كاساس القائمة الرسمية للمنتخب العراقي في مواجهتي إندونيسيا وفيتنام في التصفيات المزدوجة، وتتألف من 26 لاعبًا وهم كل من: جلال حسن، حسين حسن، علي كاظم، كميل سعد، ريبين سولاقا، أكام هاشم، فرانس بطرس، زيد تحسين، مناف يونس، أحمد يحيى، أحمد مكنزي، حسين علي، مصطفى سعدون، أمير العماري، أسامة رشيد، صفاء هادي، محمد الطائي، علي جاسم، ماركو فرج، بشار رسن، لؤي العاني، زيدان إقبال، إبراهيم بايش، يوسف الأمين، أيمن حسين، ومهند علي.

وقرر كاساس ضم لاعبين جدد إلى قائمة فريقه في أي مناسبة أو تجمع أو بطولة، إذ شهدت القائمة وجود 6 لاعبين لأول مرة مع «أسود الرافدين».

الحراس حسين حسن وعلي كاظم وكميل سعد واللاعبون ماركو فرج ومحمد الطائي وأحمد مكنزي، وجوه جديدة ستلعب لأول مرة مع منتخب العراق، ومن المؤمل أن يمنحهم كاساس عدة دقائق للعب في مواجهتي إندونيسيا وفيتنام، على أمل الاستقرار على عدد منهم في قادم الاستحقاقات.

قاسم والسعيد خارج الحسابات

تأكدت أيضًا إحدى عادات كاساس بإعلانه عن القائمة الأخيرة لأسود الرافدين، إذ يثبت للجميع بأنه لا يسامح ولا ينسى المواقف تجاه مجموعة من اللاعبين.

لاعب النجف محمد قاسم، يعد حاليًّا أحد أفضل اللاعبين في دوري نجوم العراق ويقدم مستويات ثابتة، لكن كاساس قرّر صرف النظر عن استدعائه بسبب موقف سابق يتعلق باعتراضه على الجلوس في دكة البدلاء أثناء مباراة بين منتخب العراق الأول والرديف في البصرة قبل مونديال 2022، الأمر ذاته ينطبق على لاعب ساندفيورد النرويجي دانيلو السعد، الذي يقدم مستويات أكثر من رائعة في النرويج، لكن كاساس لم يسامحه على فعلته بترك وفد المنتخب العراقي في كأس آسيا-قطر 2023.

على الرغم من غضب الشارع الرياضي على عدد من اللاعبين وعدم الرضا بمستوياتهم، لكن كاساس لا يسمع لهذه الطلبات والأمنيات، وإنما يفعل ما يفكر به فقط.

استبعاد قوقية واستدعاء رسن!

قائمة منتخب العراق شهدت حضور عدد من أسماء اللاعبين الذين يمثلون المنتخب العراقي منذ سنوات طويلة، مثل بشار رسن وصفاء هادي.

كاساس عوّد الجماهير العراقية بأنه لا يرضخ للضغوط، ومع كل هجمة تشنها الجماهير على أي لاعب، تجد المدرب يتمسك بدعمه تمامًا كما حصل مع أيمن حسين في فترة ما، قبل أن يعود بقوة ليكون هداف العراق الأول، لكن وبحسب محللين، فإن عدم استدعاء اللاعب حسن عبد الكريم «قوقية» لا يوجد تفسير له، لأن اللاعب يعيش أفضل أيامه.

وسيواجه منتخب العراق منتخبي إندونيسيا وفيتنام يومي 6 و11 حزيران المقبل في التصفيات الآسيوية المزدوجة، وستكون المباراة تحصيل حاصل نظرًا لتأهله للمرحلة الحاسمة من التصفيات، وأيضًا بلوغه كأس آسيا 2027.

*****************************************************************

كروس يختار وريثه في ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

اختار توني كروس نجم ريال مدريد، وريثه في الفريق الملكي، بعدما أعلن أمس الاول الثلاثاء، اعتزال كرة القدم بنهاية الموسم الجاري، في قرار صادم لزملائه ومحبيه.

ويقدم كروس مستويات مبهرة مع ريال مدريد هذا الموسم، وأكدت تقارير عديدة أنه في طريقه للتجديد لمدة موسم آخر، لكنه فاجأ الجميع وأعلن اعتزاله.

وانهالت رسائل الوداع على النجم الألماني، كانت إحداها من زميله الإنكليزي جود بيلينغهام، الذي نشر صورة جمعته بكروس، عبر حسابه على إنستغرام، وعلق عليها: «عام واحد لم يكن كافيًا، شكرًا لك على كل ما قدمته للعبة، كان من دواعي سروري أنني استمتعت بكرتك وشخصيتك كمشجع وأكثر من ذلك كزميل».

وأضاف: «لا يزال هناك المزيد من العمل للقيام به هذا الموسم (مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند يوم 1 حزيران المقبل)، لكن أتمنى لك كل التوفيق في كل ما هو قادم لك ولعائلتك.. أسطورة».

وسارع كروس إلى الرد على منشور زميله، قائلًا: «شكرًا صديقي، لقد كان المزيد من السنوات معًا ستكون غير عادلة! استمتعت بكل دقيقة منذ انضمامك! أنت أكثر من جاهز لتولي القيادة! في سن العشرين».

********************************************************

تيباس في بغداد لافتتاح مقر «الليغا» وحضور الكلاسيكو

متابعة ـ طريق الشعب

كشف الاتحاد العراقي لكرة القدم، عن موعد وصول رئيس رابطة دوري المحترفين الإسباني خافيير تيباس إلى العاصمة بغداد لافتتاح مبنى مقر «الليغا»، وحضور كلاسيكو الزوراء والقوة الجوية بدوري نجوم العراق «وسط اهتمام خليجي». وقال عضو اتحاد الكرة فراس بحر العلوم، إن تيباس سيصل بغداد يوم 26 من الشهر الحالي لافتتاح المقر نهاية الشهر، والذي يعد حدثاً مهما هو الأول بتاريخ الكرة العراقية. وأكد أن اتحادي البحرين وسلطنة عمان طلبتا البرنامج الذي وضعناه مع الليغا الاسباني، وهذا يؤكد مدى نجاح تخطيط الاتحاد العراقي لبناء كرة قدم العراق.

وأشار إلى أن افتتاح المقر في العراق سيشهد نقلا تلفزيونيا مباشرا عبر القنوات الإسبانية والأوروبية، سيما وان افتتاح مقر الليغا في العراق يعد الأول من نوعه بتاريخ القدم في العراق. واوضح ان اتحاد الكرة استبق حضور تيباس بعقده اجتماعاً ثنائياً عبر المنصة الالكترونية مع رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال، مبينا أن الاجتماع تمحور حول الذكرى السنوية للعقد المبرم مع رابطة الليغا الاسبانية، والفوائد المستخلصة من الشراكة والتعاون المستقبلي، وتعضيد نقاط القوة بين الطرفين وكذلك الاستعدادات الخاصة لمباراة الكلاسيكو بين الزوراء والقوة الجوية المقبلة التي سيحضرها تيباس، وكيفية التهيئة المناسبة لها، وإخراجها بصورة مميزة تكون مختلفة عن بقية المباريات، وأنموذجاً لمباريات الموسم المقبل.

***************************************************************

العزلة تتسع.. مباراة سيدات اسكتلندا وإسرائيل تقام خلف أبواب مغلقة

متابعة ـ طريق الشعب

قرر الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم، إقامة مباراة منتخبي سيدات اسكتلندا وإسرائيل في تصفيات بطولة أمم أوروبا 2025 لكرة القدم، دون حضورٍ جماهيري، بسبب إمكانية حدوث احتجاجا جماهيري، إذ كان من الواضح أن هذا القرار جاء بسبب حملة تهدف إلى مساندة فلسطين ومعارضة الاحتلال الإسرائيلي، وسط حرب الإبادة المستمرّة، خصوصاً أن مشجعين كثّراً في اسكتلندا يدعمون القضية الفلسطينية، على غرار جزء كبير من مناصري نادي سلتيك. وقال الاتحاد الاسكتلندي عبر موقعه في بيان رسمي: «نظراً لمعلوماتٍ استخباراتية محدّثة، وبعد مشاوراتٍ أمنيةٍ مكثّفة مع جميع الأطراف الرئيسية، يُؤسفُ الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم أن يؤكد أن المباراة القادمة في تصفيات كأس الأمم الأوروبية للسيدات 2025 بين اسكتلندا وإسرائيل في هامبدن بارك، يوم 31 أيار، ستُقامُ خلف أبوابٍ مغلقة، وستقامُ المباراة أيضاً خارج الأرض (الإياب)، المقرر لعبها بالمجر في الرابع من حزيران، خلف أبوابٍ موصدة». وذكرت صحيفة تلغراف البريطانية أن هذا القرار جاء بعد معلومات تفيد بأن المباراة أصبحت هدفاً لناشطين يعارضون ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي.

*******************************************************

السماح بإجراء تبديل إضافي في حالات إصابات الرأس في كوبا امريكا

متابعة ـ طريق الشعب

قال اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (الكونميبول) إنه سيسمح للفرق المشاركة في كأس كوبا أميركا الشهر المقبل بإجراء تبديل إضافي حال تعرض أحد اللاعبين لارتجاج أو إصابة بالرأس. وسيسري التغيير في القواعد أيضاً على البطولات الأخرى التي ينظمها الاتحاد عقب انطلاق بطولة كوبا أميركا التي تقام في الفترة من 20 يونيو حزيران إلى 14 يوليو تموز في الولايات المتحدة. وقال الكونميبول في بيان «بالإضافة إلى التغييرات الخمسة لكل فريق التي تسمح بها اللوائح، من المحتمل إضافة تبديل سادس لحماية اللاعبين.

«هذا تبديل إضافي حال الاشتباه في إصابة في الرأس أو ارتجاج. للقيام بذلك، يتعين إبلاغ حكم الساحة أو الحكم الرابع». ودعت العديد من الهيئات المعنية بالحفاظ على صحة وسلامة اللاعبين إلى إجراء تبديلات إضافية وقام مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بتضمينها في قوانينه في آذار لكنه ترك الأمر مفتوحاً لمنظمي المسابقات لتنفيذها تبعاً لقرار كل بطولة.

************************************************************

وقفة رياضية.. الإصلاح الرياضي.. وإبعاد قادة الاتحادات الفاشلة

منعم جابر

 

لا يمكن للإصلاح الرياضي أن يتحقق وينجح في ظل قيادات ومؤسسات رياضية فاشلة، لم تحقق أثناء عملها ومسيرتها الرياضية أي تقدم، بل فشلت وأخفقت في عملها لدورات انتخابية متعددة مما ضيع على رياضتنا سنوات طوال، ومع كل هذا الإخفاق إلا أن أمثال هؤلاء القادة والمسؤولين مصرين على الاستمرار بتبريرات شتى.

واليوم بوجود قيادة أولمبية جديدة، أجد نفسي وبحكم مسؤولياتي الصحفية في إصلاح القطاع الرياضي أن أقول كلمتي لمناسبة تسنم المسؤولية لقيادة جديدة ولعمل مستقبلي قادم أن تعمل القيادة الجديدة على إجراء إعادة ثقة بجميع القيادات الرياضية العاملة في المرحلة الماضية لغرض تجديد الثقة بقادة المؤسسات الرياضية واختيار الأكفأ والاحسن للفترة المقبلة، وإبعاد من لا يستحق التجديد له من العاملين في القطاع الرياضي.

إن هذا اليوم هو فرصة مناسبة لتجديد العمل الرياضي وابعاد الكسالى والمتلاعبين بالمال الرياضي العام، والسعي في البحث عن قيادات جديدة شابة.

لقد عشعش البعض في القطاع الرياضي ومؤسساته وأنديته لفترات طويلة وتحول البعض منها إلى مؤسسات (عائلية)، قادها الجد وتزعمها الابن ولعب فيها الحفيد، مع تراكم الأخطاء والعيوب لجميع العاملين في هذه المؤسسات وسكوت مطبق لجميع افراد الهيئة العامة. ومن يحاول ان يشق عصا الطاعة يكون مصيره الإبعاد والطرد، حيث اعتادت الهيئات العامة على السكوت وعدم التصريح والقبول بسياسة الأمر الواقع.

هنا أطالب قادة الأولمبية الجديدة ان تعطي اهتماماً استثنائياً للأندية الرياضية وتعمل على إصدار قانون جديد لها، لأن قانونها رقم 18 والمعدل بالقانون رقم 32 أصبح من القوانين البالية ولا يتناسب مع مرحلة ما بعد 2003، أما اليوم فنحن نعيش عصر الاحتراف والواقع الرياضي يتطلب منا العمل الجاد والدقيق من أجل تحقيق الإنجاز المطلوب.

أننا كإعلام رياضي ندعو قادة الأولمبية الجديدة أن يساهموا في النهوض بالواقع الرياضي وان لا يقبلوا بالحال الرياضي كما ألفناه وان تتظافر كل الجهود الخيرة والشريفة من أجل نهضة رياضية شاملة بعيدا عن التكتلات والهيمنة، وقريباً من الوطن والوطنية.

أملنا كبير في قيادة رياضية أولمبية واعية تخدم رياضة الوطن وتدافع عنها.

***************************************************************

الصفحة العاشرة

إميل حبيبي وحيفا الزمن الأول

سمير حاج

إميل حبيبي (1921-1996) كاتب مديني، لصيق المكان، حامل صخرة “باقٍ في حيفا”، التي وضعها شارة على ضريحه، وهو الذي اندرجت على قصته القصيرة “بوابة مندلباوم” (1954)، نظرية الفضاء أو المكان، قبل أن يقوم الفيلسوف الفرنسيّ غاستون باشلار (1884-1962)، بوضعها ونشرها في كتابه المعنون The Poetics of space الصادر عام 1957، والذي ترجمه إلى العربية، الروائي الأردني غالب هلسا، تحت عنوان “جماليات المكان”، حيث يقول باشلار في تعريفه المكان: “..المكان الأليف. وذلك هو البيت الذي ولدنا فيه، أي بيت الطفولة. إنه المكان الذي مارسنا فيه أحلام اليقظة، وتشكّل فيه خيالنا. فالمكانية في الأدب هي الصورة الفتية التي تذكّرنا أو تبعث فينا ذكريات بيت الطفولة. ومكانية الأدب العظيم تدور حول هذا المحور”. (هلسا: ص7).

وحبيبي في “بوابة مندلباوم” - التي يحكي فيها خروج والدته “ أم وديع”، من مدينة الناصرة إلى دمشق عام 1954، عن طريق بوابة مندلباوم، للعيش مع أبنائها الذين طوّحت بهم نكبة 1948 إلى دمشق -، يفسر المكان بالعلاقة الروحية فيه، أي بالذكريات الحلوة والمرة، وبلمة الأهل والأصحاب في البيت، وطقوس زيارة المقابر، وجرن الكبّة، والتلويح بالسلام لأشجار الزيتون وشجرة المشمش، ولعتبة البيت التي وقفت عليها أمه، لتودع أبناءها العرسان وتغني لهم، وكذلك التفاتتها من بوابة مندلباوم إلى الوراء، لتوديع الوطن.

المتعارف عليه، أنّ الرواية ابنة المدينة، والعلاقة بين المدينة والروائي، تكون حينا صدامية وأخرى تناغمية، أي تتوزع بين الائتلاف والاختلاف.

علاقة حبيبي بمدينته حيفا، على النقيض من علاقة الروائيين الكبار، بالمدن التي عاشوها ونبذوها، أمثال جيمس جويس (1882-1941)، الذي نعت دبلن بأنثى الخنزير التي تأكل أبناءها، وتشارلز ديكنز (1812-1870) صاحب “قصة مدينتين” (1861)، الذي صور باريس أثناء الثورة الفرنسية بالعدائية والقمع، وجورج أورويل (1903-1950) في “متشرداً في باريس ولندن” (1933)، الذي وسمهما بالفقر.

 مدينة حبيبي التخييلية الأثيرة هي حيفا التي كانت، والتي أُخلِي أهلها وهُجّر أحبابها وغُيّرت أسماء شوارعها وبُدّلت أماكنها، أي تبدلّت هويتها. رغم ذلك، بقي حبيبي بانشطار شخصيته بين شخوص أعماله الروائية، منزعا فيها يشرب الحنظل وحاله تقول “لا تلوموا الضحية!”، وهو الذي رشف من نبعها، إبان الانتداب ماء زلالا. وحيفا من منظوره لم يتغير اسمها لأنه توراتي.

حامل حيفا

حمل حبيبي في أعماله الأدبية، صورة حيفا الجميلة، التي كانت تضج بأهلها وبيوتها وأسماء شوارعها وأماكنها العربية. لقد اختزلها في عمله إخطية (1985)، في سيمفونيات حزينة “ذهب الذين أحبهم، وبقيت إخطيّة..”.

و “أقفر من أهله شارع عباس. ذهبت سروة وإخوتها كما ذهبت، من قبلها، إخطية” - (الأعمال الكاملة ص 690).

حيفا إميل حبيبي، التي عاشها إبّان الانتداب البريطانيّ، وبقي فيها بعد نكبة عام 1948، حتى وفاته عام 1996، موصيا أن تُنقش على ضريحه أيقونته “باقٍ في حيفا”، كتب عنها وهي المسكونة فيه حتى النخاع، بحسرة ووجع، من خلال استرجاع شريط ذكرياته فيها. حيفا الزمن الأول، حاضرة من منظور حبيبي، مرايا حنين للماضي الجميل إبان الشباب، إنها في قاموسه مكانا مُشتهى عامرا بالأهل والأحبة، “وكنّا، كما كانت حيفا، في شرخ الشباب، وميعة الصبا، نملأ بهما أسواقها وحواريها” (إخطية).

 لم يشتبك حبيبي أو يتصادم مع مدينته الأثيرة حيفا، بقيت مستعادة في كتاباته خارطة ولوحة موناليزا، بأسماء شوارعها وأماكنها وعائلاتها العربية وحكاياتها، وجغرافيتها الجبلية من جبل الكرمل وشارع الجبل، وشارع الناصرة وحدائق البهائيين، ودرج الموارنة وجسر شل، وشارع عباس، وشارع العراق، وشارع الملوك وشارع الخوري، والحليصة، ووادي الجمال ووادي الصليب ووادي النسناس، و”ساحة الخمرة “ التي أصبحت تسمى “ ساحة باريس”، ومنارة اللاتين وكنيسة الكاثوليك، وميناء حيفا وسكة الحديد، وصهاريج شركة بترول العراق، كما حمل صحفها ونشرات الشيوعيين، خاصة “الاتحاد” و “نضال الشعب”، التي صدرت إبان الانتداب البريطاني على فلسطين. تبدأ “إخطية” باسترجاع جلطة مرورية، حدثت قبل أكثر من عشر سنوات من صدورها عام 1985، في ملتقى شارع “هحالوتس” وشارع “الأنبياء” في حيفا، ثم غمرت كل شوارع حيفا، بعد أن قام مخلوق فضائي (فدائي) ملثّم بالتسلل إلى حيفا. ثم يمتد الاسترجاع إلى فترة الانتداب البريطاني، حيث يستحضر حبيبي، عطية الآتي من الجنوب اللبناني إلى حيفا، ليعمل دبّاغا في “سوق الشّوام”، ثم ماسح أحذية ثم خطّاطا، فموزّعا لصحيفة “الاتحاد” الحيفاوية السريّة عام 1943، لقاء عشرين قرشا، فيحمل رزمة مناديا عليها “جريدة العمّال يا أساتيذ”، ليعود بعد قليل مهشما باكيا. ثم يضطر العام 1948 إلى ترك حيفا والالتجاء إلى وطنه لبنان، ويتساءل حبيبي عنه بحسرة ووجع “فهل هو عائش وأين هو عائش؟”.

حيفا المستعادة في كتابات إميل حبيبي، هي حيفا التي عاشها فيزيقيّا، وقضى فيها رائعة شبابه. حيفا الواسعة العامرة، التي كان يحج إليها القرويون من كل أنحاء فلسطين، والمنثورة بين جبل الكرمل والبحر، “..حيفا بنت الكرمل، وادي النسناس، المنخفض، من وديان الكرمل، وشاطئ البحر هو ساحل الكرمل. والكرمل هو كرم الله. والكرمل كريم لا تبخل أدغاله عن ستر العاشقين حتى لو جاءوا من جميع أنحاء فلسطين - وكانوا يجيئون - فلا يملأون كوزه السخي. ما كان أقصر الطريق بين شارع عبّاس وشاطئ البحر. وما أوسع الدنيا في ذلك الزمن. الكرمل كله لنا والبحر. حتى جنينة عباس كانت حلالا علينا، دنيانا كلها كانت حلالا علينا: السهل والجبل” - إخطية (الأعمال الكاملة 666-667).

حبيبي وبحر حيفا

حبيبي عاشق البحر والصيد، على غرار إرنست همنغواي صاحب “الشيخ والبحر” (1952)، يرسم بحر حيفا وصخوره، بلوحات شاعرية جميلة، من خلال استرجاع ذكرياته المعسولة، “وكنا في شهر أكتوبر. والنسمة شرقية دافئة. والبحر رائق المزاج، تتنائر أضواء النّجوم على صفحته الهادئة. ونظرنا أمامنا فإذا حيفا المتوهجة أصبحت حيفاءين : حيفا المتكئة على مسند الكرمل، وحيفا المستحمة في البحر، متجردة من أقراطها وعقودها وخواتمها”. (المتشائل –الأعمال الكاملة ص 249)

الحمير في وادي النسناس

 يشكل التمسك بالمكان والبقاء فيه، هوية ومسألة وجودية في نتاج إميل حبيبي، ويتأتى ذلك بأسلوب مباشر وصريح حينا، وأسلوب تراجيدي ساخر ولاسع، مشبع بالهمز واللمز أحيانا، كما في صورة الحمير في وادي النسناس، المرسومة بأسلوب أليغوري شبيه بـ “مزرعة الحيوان” لجورج أورويل، وحبيبي معروف بأسلوبه الساخر المرّ، حتى الحمير في عمله التخييلي “المتشائل”، تمسكت بالوطن وبقيت فيه رغم تشردها فيه. إن رسالة حبيبي واضحة، وهي البقاء في الوطن مهما كلف الثمن، هذا ما يرد في المتشائل “هل هي مأساة الحمير في وادي النسناس، التي ظلت أكثر من سنة سائبة: حمير من الطيرة وحمير من الطنطورة وحمير من عين غزال، وحمير من إجزم، وحمير من عين حوض وحمير من أم الزينات صينت من العقل، ومن لغط الإناث، فلم تهاجر،..”-(الأعمال الكاملة -216).

إنّ حيفا الانتدابية - السالفة التي عاشها حبيبي، حاضرة في كتاباته مكانا عامرا بأهله وذكرياته، وألق ماضيه وعبق تاريخه، وجمال بحره وكرمله القريبين من قبره، الحامل سيمفونيته التي رددها في حياته “باقٍ في حيفا”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الاتحاد” الحيفاوية – 3 أيار 2024

**********************************************************************

الفرنسية العراقية ليلى بياتي تفوز بجائزة سينما المتوسط

عبد الرحيم الخصار

توقع كثيرون أن تكون الجائزة الكبرى لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الذي اختتمت دورته الـ 29 السبت الماضي، من نصيب الفيلم الفلسطيني “بيت في القدس” لمخرجه مؤيد عليان، في سياق التضامن الثقافي والفني مع الوضع الفلسطيني الراهن، خصوصاً أن رئيس لجنة التحكيم لهذه الدورة هو المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. غير أن هذا الهاجس العاطفي لم يشكل الأولوية في التعامل مع أعمال سينمائية تنتمي إلى بلدان المتوسط وتراهن على الفوز بالجوائز، عبر ما تقترحه من قصص، وعبر الجهد الفني والتقني المبذول لنقل هذه القصص والقضايا إلى الجمهور.

هكذا كانت الجائزة الكبرى “تمودة” من نصيب “من عبدول إلى ليلى” للمخرجة الفرنسية العراقية ليلى البياتي (عراقية الأب، فرنسية الأم). يندرج الفيلم ضمن خانة السيرة، ويعالج مسألة الهوية، بحيث تحاول شابة في عامها الثامن عشر أن تذهب إلى بغداد متعقبة شجرة العائلة، هي التي ولدت في فرنسا، ولم تكن تعرف عن العراق سوى ما يحكيه لها والدها العراقي من أحداث متعلقة بزمن الحرب والحصار. لذلك تشكلت عندها صورة تراجيدية عن بلاد الأب. يقف الفيلم عند مسألة الشتات الذي تخلفه إشكالية الهوية، وموضوعة المقارنة بين عالم أوروبي وآخر عربي يفرّق بينهما ما لا يجمع بينهما كثيراً.

وعادت جائزة التحكيم التي تحمل اسم السينمائي المغربي الرائد محمد الركاب إلى الفيلم الأسباني “نساء” لمخرجته مارتا لايانا، بينما فاز الفيلم المغربي “أبي لم يمت” للمخرج عادل الفاضلي بجائزة العمل الأول، ونالت الممثلة المغربية أنيسة لعناية جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “مذكرات” لمخرجه محمد شريف الطريبق، وكانت جائزة أفضل سيناريو من نصيب الفيلم التركي “قصب” للمخرج جميل أجاجيك أوغلو، بينما عادت جائزة أفضل ممثل للتركي فاروق أوزكي عن دوره في فيلم “فاروق” للمخرج أسلي أوزكي.

تشكلت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة من الممثلة الفرنسية كوستالاجي مالاندا، وكاتبة السيناريو والمخرحة الإيطالية سيلفيا سكولا، والمخرج وكاتب السيناريو الروماني رادو ميلاهنو والكاتبة والمخرجة الفرنسية من أصول مغربية سيمون بيتون. وترأس هذه اللجنة المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. وضمت لجنة النقد الإعلامية التونسية شادية خضير والناقد السينمائي المغربي رشيد نعيم، والصحافي المتخصص في الشأن السينمائي الإسباني فرانسيسكوغرينيان.

احتفاء بالمرأة واهتمام بالشباب

وقد تبارى على جوائز المهرجان 12 فيلماً: “قصب” للمخرج التركي جميل أوغلو،  “فاروق” للمخرج التركي أسلي أوزكي، “بيت في القدس” للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان، “القاتلة” للمخرجة اليونانية إيفا ناثينا، فضلاً عن الفيلمين الإيطاليين  “الصيف الجميل” للمخرجة لاورا لوتشيتي، و”مجهول خالص”للمخرجتين ماتيا كولومبو وفالانتينا تشيكونيا، والفيلمين الإسبانيين “القرن” لخايوني كامبوردا، و”نساء” لمارتا ليانا، والفيلمين المغربيين “أبي لم يمت” لعادل الفاضلي، و”مذكرات” لمحمد الشريف الطريبق، والفيلمين الفرنسيين “فتى الملهى” لجياكومو أبروسيسي و”من عبدول إلى ليلى” للمخرجة العراقية ليلى البياتي .

وفي سياق الاحتفاء بالمرأة المخرجة، اختارت إدارة المهرجان أن يكون فيلما الافتتاح والاختتام لمخرجتين عربيتين لهما حضور في الحياة السينمائية الراهنة، هما التونسية كوثر بن هنية والمغربية أسماء المدير، فتم عرض فيلميهما السينمائيين “بنات ألفة” و”كذب أبيض” الصادرين في العام الماضي.

انفتح المهرجان كعادته على الأجيال الجديدة، وتوجه بأنشطته إلى الأطفال والشباب في المدارس عبر تنظيم عدد من الورشات والتمارين والماستر كلاس والعروض السينمائية، فتفاعلت هذه الفئة العمرية مع هذه الأنشطة بالكثير من الشغف، وهي لا تهدف إلى تقريب الفن السابع من الصغار، بل البحث بينهم أيضاً عن مواهب قد يكون لها شأن في مجالات السينما من كتابة وإخراج وتمثيل. وقاد مهرجان سينما المتوسط مبادرة مهمة حملت عنوان “أيام تطوان للصناعة السينمائية”، بحيث التقى السينمائيون الشباب مع مهنيين ومنتجين وصناع أفلام من عدة بلدان متوسطية من أجل تطوير مهاراتهم.

اختارت الدورة ال 29 أن تكرم واحداً من أبرز السينمائيين المغاربة، هو المخرج والممثل فوزي بنسعيدي، الذي وصفته إدارة المهرجان في كلمة التكريم أنه مخرج من طراز رفيع، يستحق أكثر من التفاتة عابرة، بل إن الاحتفاء به سيظل عالقاً في الذاكرة، تناغماً مع مستوى عطائه. ذلك أن أعماله، بطبيعتها المرهفة والغنية بعناصرها المتقابلة، تعالج موضوعات ذات أبعاد اجتماعية وثقافية عميقة. وأشاد المخرج الفلسطيني إيليا سليمان الذي قدم درع التكريم لبنسعيدي، بإبداعيته وأسبغ عليه صفة “مخرج كبير”. وفضلاً عن الفقرة التكريمية المخصصة له عرض المهرجان، على مدار أيامه، جميع أفلام المخرج المغربي المحتفى به.

فلسفة المتوسط

وفي تصريح خاص بـ “اندبندنت عربية” أكد عبد اللطيف البازي الكاتب العام للمهرجان ومسؤول العلاقات والإعلام، أن مهرجان تطوان لسينما المتوسط يراهن على تقريب الثقافات المتوسطية في نكران تام للشرطين الجغرافي والتاريخي، في إيمان تام بأن الثقافة المتوسطية تملك خصوصية وفرادة، وأن عبقرية المتوسط لا يمكن تجاوزها، سواء في السينما أو الأدب أو التشكيل. وأكد أن اللغة ليست حاجزا، بدليل أن الأعمال السينمائية التي اقترحها المهرجان تحظى بتقدير دولي، وتفاعل كبير لدى المتفرجين، بغض الطرف عن اللغة الناطقة بها، معتبراً أن لغة السينما توجد فوق الكلمات، وهي بالتالي لغة صورة وإشارات ورموز وحمولات رمزية لا حد ولا سقف لها. وأضاف الكاتب العام للمهرجان: “إن مخرجاً عالمياً مثل الفلسطيني إيليا سليمان ومخرجاً كبيراً مثل المغربي فوزي بنسعيدي ومخرجة مزدوجة الجنسية مثل الفرنسية العراقية ليلى البياتي، ينقلون جميعاً ثقافة المتوسط الراهن، ويدعون العالم إلى الإصغاء إلى رسائلهم الفنية. وهي رسائل تدعو إلى السلام والمساواة والمحبة ونبذ الكراهية والعنف والتقسيم المبني على معايير إثنية ودينية وثقافية. وما يراهن عليه مهرجان تطوان لسينما المتوسط، هو القطع مع كل أشكال التفكير الضيق، والانتصار لقيم إنسانية عالمية بعيدة عن الاعتبارات السياسية والاقتصادية”. ويضيف عبد اللطيف البازي، وهو شاعر ومترجم فضلا عن كونه ناشطاً ثقافياً: “يجب ألا ننسى أن منشأ الفلسفة كان متوسطياً، بالتالي فالسينما المتوسطية غالباً ما كنت تحمل روح الفلسفة في أحشائها، بعيداً عن السينما التجارية. بالتالي فالفلسفة كانت تطرح الأسئلة باطراد، ويبدو أن السينما المتوسطية كانت بمثابة أجوبة على أسئلة الفلسفة المتوسطية”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 6 أيار 2024

********************************************************************

«كارل ماركس: المجيء الثاني»: من سوهو إلى بيروت

أنس الأسعد

على جدران عديدة في شارع الحمرا ببيروت، وُضعت ملصقات مكتوب عليها: “كارل ماركس راجع”. قد يعتقد المارّة بالمكان الذي يشهد بتفرعاته منذ عام 2019 جولات من الصدام بين محتجّين من صغار المودعين وبين قوى مصرفية وسلطوية، أن هذه الملصقات تندرج ضمن المواجهة المستمرة مع السلطة، مثل مصلقات وكتابات مشابهة في شوارع العاصمة مناهضة لقوى الأمر الواقع وحكم المصرف، وأخرى ضد الإبادة الصهيونية في غزّة ومناصرة لقضية فلسطين.

لكن تلك الملصقات، التي تنبّه إلى عودة الفيلسوف الألماني (1818 - 1882)، ليست تهديداً سياسياً ميدانه الشارع فحسب، بل إعلان عن مواجهة تمتد إلى المسرح وتستدعي الفن لتقرأ واقعاً مأزوماً، وهذا ما تشتغل عليه مسرحية “كارل ماركس: المجيء الثاني” للمخرج اللبناني الشاب رالف العسراوي، والتي بدأ عرضها على خشبة “مسرح لبَن” في بيروت الأسبوعين الماضيين، وتُقدم عند الثامنة والنصف من مساء اليوم الخميس وغداً وبعد غد.

إشكالية العودة إلى ماركس بالذات، والنقض الساخر لمقولة “إن كان قد مات حقا؟”، أتت على صيغة مرافعة كوميدية مونودرامية أداها الممثل عامر فيّاض، واستغرقت ساعة تقريباً. قد يبدو أن استحضار صاحب “رأس المال”، وارتباط اسمه بأكبر الثورات التي شهدها العالم في القرنين التاسع عشر والعشرين، يسحب العرض إلى الاكتفاء بموقع معروف سلفاً؛ لذا نجد ماركس ذاته يدفع عن نفسه القدرة على الإحاطة بـ”ماركسيته”، أمام مريدِين متحمسين لذلك، وثوريين لم يلبثوا أن ينقضوا على ثورات باتت عائقاً أمام طموحاتهم الفردية، وقبل كل هذا وذاك، أمام ديكتاتوريّين سلبوا معنى انتصار “أبي إليانور” للإنسان وحريته.

ولئن كان العرض ينتصر لماركس وبه ضد الرأسمالية وتمثيلاتها السياسية والفكرية التسليعية، فإنه لا يخلو أيضاً من الالتفات إلى مواجهاته مع أسماء فلسفية وثورية مثل برودون وباكونين، أو إلى سلوكه وحياته الشخصية وحضور زوجته جيني وبناته الثلاث فيها، حيث يبدو ممتناً جداً لهن. لكن هل احتوت حياة الثائر المنفي إلى حي سوهو اللندني على فجوات ذكورية؟ يلمّح العرض فنياً إلى شيء من ذلك، من دون أن يغرق نفسه في محاكمة تفرط بالحس الساخر.

يبلغ “المجيء الثاني” ذروته حين يلتقط حساسية الحاضر الاستعماري الإبادي في غزّة، من خلال المشهد الذي يمثل “كومونة باريس” (1871) والطريقة الدموية التي قمعت بها، وكلفت قتل قرابة 20 ألف إنسان، (حتى تتخلص “عاصمة الأنوار” من “الفوضويين”).  هنا لا بد من الإشارة إلى أن خيار القائمين على العمل، العسراوي وفيّاض، بسرد حياة صاخبة ومحتدمة، وتكثيفها بإشارات كاشفة مأخوذة من واقع لبناني، يذكّر إلى حد ما بالعمل المسرحي الأشهر عن حياة الفيلسوف الألماني: “ماركس في سوهو” لهوارد زِن. بعد هذا، ماذا يعني أن تنقطع الكهرباء ليستكمل العرض بالاستعانة بأضواء الهواتف المحمولة لأكثر من 10 دقائق؟ يرتجل فيّاض: “حتى هَيْ ما حلّيتوها؟”.

في “المجيء الثاني” يعود شريك فريدريك أنجلز (1820 - 1895)، بشكلٍ سريع ولمّاح ولمدة ساعة واحدة فقط؛ عودة ربما أراد لها صاحباها أن تكون متزامنة مع “عيد العمال” في الأول من أيار، لكن الأكيد أنه ما كان لها أن تتحقق لو لم تضبط نفسها بموهبة فنية كالتي عاينّاها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 2 أيار 2024

*********************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة، صدرت مؤخراً الكتب الآتية:

- الأثر الأجنبي في المسرح العراقي (1980- 1990)/ دراسة مقارنة/ تأليف د. ضياء خضير.

- الافندي/ رواية عبد الجبار ناصر.

- فهد الأسدي/ الاعمال القصصية الكاملة.

- لم يكن بمقدور قلبي الكلام/ شعر هيثم الطيب.

- صيف اسمر/ شعر عمار المسعودي.

- سلالة اور الثالثة/ تاريخها وحضارتها/ تأليف بدر عبد الهادي الجبوري.

- قصيدة النثر العراقية ورهانات المستقبل/ تأليف د. جاسم حسين الخالدي.

- التناص في الموشحات الاندلسية/ تأليف د. خالد عبد الكاظم عذاري الماجدي.

****************************************************************

عن الافارقة الذين اختُطفوا او بيعوا من اجل القتال لصالح اوربا.. قراءة في رواية «ما بعد الموت» لعبد الرزاق قرنح

محمد الأحمد

هذه الرواية واحدة من بين الروايات التي استطاع صاحبها نيل جائزة “نوبل” للآداب 2021م، بكل جدارة، وهي مكتوبة بالإنجليزية مع أن لغته الأم هي السواحلية المعتمدة في “تنزانيا”. بدأ في الكتابة في الحادية والعشرين، وأصدر عشر روايات منذ العام 1987م إضافة إلى مؤلفات أخر تتحدث عن مخلفات حقبة الاستعمار الألماني في بلده. قلم واع يعرف عماذا يكتب؟، ولماذا يكتب؟ هكذا تستدل اليه عندما تفتح كتبه، ومعظمها روايات، لكنها بخبرة الأستاذ في الأدب الإنجليزي المتخصص في مادة “ما بعد الكولونيالي” في جامعة “كنت”، كانتربري، وبقي حتى تقاعده قبل مدة. يمكن أن تُعتبر هذِهِ الرواية إضافةً إِلىٰ أرشيف الأدب الإفريقي العظيم، فإلىٰ جانب الموضوعات الّتي تسود أعمال “عبد الرزاق قرنح” مِن هجرة ونزوح وعنصرية ومرحلة ما بعد الاستعمار؛ تُصوّرُ هذه التجربة موضوعاً هامّاً ، لكن نادراً، ما يُسلَّط الضوء عليه، ألا وهو حيوات ومصائر الجنود الّذين جندهم المُستعمر إِلىٰ صفّه. إنّهُ انعكاسٌ حيّ لِكفاح وحياة المواطنين الأفارقة الّذين اختُطِفوا أو بِيعوا مِن أجل القتال لصالح أوروبا. يجد القارئ بانها “رواية توثّق ما كسب الإِنسان وما فقده، فِي سبيل النجاة”. جاءت الرواية “بلغة سلسة وحكاية مُنسابة يسلّط “قرنح” الضوء علىٰ ماضِ إفريقيا الاستعماري الدامي… وعن طريق حياة شخصياته المُعقّدة يكشف عن آثار سنابك خيول الاستعمار المتسُلطة، ويُقدّم دليلاً إِلىٰ عالم مفقود كيلا يُنسىٰ”. تدخلنا الرواية بين تلك التفرعات، واهوالها التعسفية، في التلاعب في تغير الهويات، بتداخل التقسيمات العرقية، فالبلدان التي يطأها الاستعمار لابد وان يترك فيها قنابله التي سوف تنفجر لتحقق الطائفية البغيضة، والتي تكون نتائجها مدمرة، وقرنح دقيق الملاحظة، في التأشير والتسمية، نعهده قد امسك بوعي بزمام تلك الفوارق وكشفها خاصة التي تريد النيل من كل استقلال. و”قرنح” (1948) روائي وأكاديمي تنزاني من أصول عربية “يمنية”، يقيم في المملكة المتحدة ويحمل الجنسية “البريطانية”. من أعماله: “ذاكرة الرحيل”، “ما بعد الموت”، “طريق الحجيج”، “دوتّي”، “الجنّة”، “صمتٌ مدهش”، “قلب الحصى”، “الهِبة الأخيرة”، “عبر البحر”، و”هَجْر”. إضافة إلى العديد من المقالات المتخصصة في الأدب. يقول عن نفسه: -”أنا بريطاني من زنجبار، أرحب بالهوية المزدوجة، واناهض الكولونيالية”، ويظهر ذلك الإصرار في متن رواية “ما بعد الموت” الصادرة عام 2020، يقدم “قرنح” للقارئ الغربي والعربي على السواء رؤيته لموضوع تاريخي شائك، يتعلق بالجنود الأفارقة الذين أجبروا على الانضمام إلى صفوف المستعمر، بحيث يعود بالزمن إلى حقبة الاستعمار الألماني والحرب العالمية الأولى، والمكان هو بلد في شرق أفريقيا هذه القضية التي تُعتبر من ضمن الموضوعات البالغة الأسى المسببة لألم إنساني غائر لدى أصحابها، وللمقربين منهم أيضاً، نتابع في هذه الرواية مصير شابين أُجبرا على الالتحاق في صفوف القوات الاستعمارية الألمانية، ويكشف الكاتب عن معاناة الأفريقي، الذي يقاتل من أجل القوى الغريبة التي تتنازع على أفريقيا. “ما بعد الموت” رواية منفتحة على التعددية اللغوية، حيث الكلمات باللغتين السواحلية والألمانية. وقد راعت المترجمة ببراعة وسلاسة اختيار الترجمة المناسبة لهذه المفردات، ضمن سياق المعلومات التاريخية والسياسية والجغرافية، التي يحفل بها النص.

تبدأ الرواية بجملة (كان “عمر خليفة” عندما التقى التاجر “عامر بياشارا” ستّاً وعشرين سنة). ثم يستدرجنا الى حكي حكاية كل منهما مع عائلته، وانحدارهما، من المنبع الى المصب، ببراعة روائي قدير يعرف ما على الروائي تدوينه. يقدم الكاتب “عامر بياشارا” رجلاً ضئيلاً انيقاً مهذب اللفظ والفعل، كيساً مواظبا على حضور الصلوات، يتبرع للمكلومين عندما تضيق الحياة بهم، ولا تفوته جنازة الجار. يحسب أي عابر انه ليّن الجانب، لكن الناس يعرفون الوجه الاخر، ويتكلمون عن دهاء وسائله وشائعات ثرائه. والكتمان والقسوة هي السمات الأساسية في أي تاجر يدير تجارته كأنه يدبر مؤامرة، كما كان يحلو للناس ان يرددوا. اما خليفة فيرى انه قرصان، لا غنيمة صغيرة في حسابه: يُهرِّب، ويقرض الأموال، ويُخزِّن ما قلَّ لاحتكاره). تركز الرواية على تعاظم رؤوس الأموال لتكون الحاكم المطلق في كيفية استغلال هؤلاء المجندين، وزرع الرعب والموت والنهب والخراب، بالثراء واستعباد السكان المحليين. لكن كلا البطلين يُدركان في قرارة نفسيهما أن الألمان والبريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين وغيرهم رسموا خرائطهم ووقعوا معاهداتهم كي يقسموا أفريقياً كحصص لنيل المكاسب الكبرى.

يمكننا القول انها رواية/ تاريخ “تنزانيا” منذ الحرب العالمية الأولى إلى الفترة المعاصرة. بداية من تاريخ تجارة قوافل التجار الهنود والاستعمار الألماني ثم البريطاني، وصولاً إلى حصول تنزانيا على استقلالها عام (1964). رواية مثيرة تستحق الوقوف، وكنز “ابستمولوجي” يشرح لقارئه تضاريس البلاد، ومصير العباد. قدمت هذه الرواية وثيقة عن تاريخ لم يكن مكتوباً في متون الكتب الظاهرة، انها رواية قالت ما يُمكن أن يحجبهُ كُتّاب التاريخ.

**********************************************************

قصة قصيرة.. على باب الله

شاكر كتاب        

 عندما كنتُ طفلاً استيقظتُ مرّةً فجراً مع أمي وأبي. اتذكر قوري الشاي على المنقلة او احيانا على المدفأة اذا توفر النفط. وعندما يغلي الشاي تصب أمي لأبي وتصب لمن استيقظ منّا نحن الأطفال شاياً خفيفاً جداً كنّا نسميه چاي العروس. ويتناول أبي فطوره وأنا أنظر إليه. ثم ينهض مسرعا وكان قد ارتدى بدلةً عماليةً زرقاء تتكون من قطعة واحدة يضع فيها ساقيه اولاً ثم يرميها على ظهره واحيانا تساعده أمي فيضع يديه فيها فيلبسها وبعدها يدخل الأزرار بسرعة في أماكنها ويرتدي حذاءً مطاطاً، ثم يغادر الغرفة وانا معه حتى الباب. وعند ألباب أسأله سؤالي اليومي: بابا وين رايح ؟ ليقول لي: حبيبي على باب الله. فيخرج وأخرج مع أمي نقف عند الباب نتابع سيره من الزقاق حتى الشارع ثم يسرع قليلاً ليصعد سيارة اجرة ستيشن وبعدها تتحرك وقبل ان تختفي ينظر الينا ويؤشر بيده مرتين مرة للوداع ومرة ان ادخلوا الى البيت.

تدفعني أمي أمامها وندخل ثم أصعد على سرير ابي لأنام قرب والدتي وفي أذني ترن عبارة أبي : “على باب الله”. تغطيني أمي فاسحب البطانية كي اخفي رأسي وأروح في رحلة افكر في باب الله. يا ترى كم هو كبير هذا الباب الحديدي او الخشبي؟ أكيد من خشب مثل باب بيت جدتي. باب كبير عالٍ جداً وقديم جداً. مرصع بالحديد. ومن بين احدى الرصعات تدلت حديدة مستديرة صنعت لمن يتمكن من الوصول اليها من الكبار ليطرق الباب. سيصل أبي الى باب الله. سيطرقه بهذه الحديدة كالتي على باب بيت جدتي. من سيفتح له الباب؟ كنت أسمع ان هناك ملائكةً عندهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع. سيفتح احدهم الباب. او سيطير ويعبر الباب ويأخذ بأبي بين أجنحته فينقله عبر الباب الى الداخل. وقبل الهبوط قد يأخذه في جولة من فوق النخيل والانهار الصغيرة. وقد يمر به من فوق القلعة العالية التي طالما حدثنا عنها أبي وكيف أن الباشا يسكن فيها مع عائلته وأطفاله يلعبون هناك. ثم يعود ليهبط بأبي إلى مكان العمل.

يندفع أبي مسرعاً. كانت هناك بساتين وأنهار صغيرة وعلى أحدها ماطور متوسط الحجم. اقترب منه أبي. أزال غطاء المحرك. سحب أنبوباً معينا من بطن المحرك. نظر اليه. مسحه بقطعة قماش قديمة موجودة لفحص الدهن قبل التشغيل. ثم نظر لا أدري أين. فرفع رأسه ونزل ثم استدار نحو النهر وبيده دورق ، ملأه بالماء وعاد به الى الماطور وراح يصب الماء فيه بحذر وهدوء. بعد قليل أعاد غطاء المحرك الى مكانه وأمسك بحبل يتدلى من جانب الماطور وسحبه بقوة فاشتغل المحرك فصاح الحارس الذي يقف وراء ابي يراقبه “صلوات على محمد”. ثم راح الماء يندفع من النهر الى الانهر الصغيرة ، المنتشرة في بطن المزرعة الكبيرة،  مرورا بالماطور فيتوزع على سواقٍ صغيرة عديدة وينتشر منها إلى كل البساتين بعد عبوره المزرعة. يا ترى هل هذه هي الجنّة وهل سيلتقي أبي فيها  بجدّي ؟ أقترب الحارس من أبي ربت على كتفه قائلاً يا بطل! يا بطل ! لم يلتفت أبي. ربت مرة ثانية وثالثة ورابعة. الى ان راح يصرخ. ومع صراخ الحارس قفزتُ من النوم وإذا بأمي تطبطب على رأسي لتوقظني إنهض بعد شوية لازم تروح للمدرسة.  ماما ما أروح للمدرسة. أروح على باب الله. قالت امي : من تكبر عود روح على باب الله. انهض.

**************************************************************

شعرية البوح في (اسئلة الفقد)

زهير الجبوري

في مرحلة صناعة السؤال والموقف في القصيدة الحديثة المعاصرة، نتبين طبيعة الوصول الى غايات الشاعر ذاته، فالقصيدة التي لها قصدية في المعنى، هي ذاتها القصيدة التي تثير السؤال، بمعنى ان ثمّة لعبة شعرية يريد الشاعر ايصالها عبر كتابته، وهذا يعطي مغزى فحواه ان الشعر ينحو منحى مغاير لما ألفناه سابقا حين تكون اللغة ذاتها ذات بناء تجريدي متعالٍ ..

(أسئلة الفقد) للشاعر عبد الهادي عباس واحدة من هذه التجارب التي تكشف للوهلة الأولى ان في الشعر الكثير من الموقف والأسئلة الوجودية، حيث انشداد الشاعر الى المضمون عبر اثارة الهاجس الذاتي، ينطوي على معنى وعن استغوار الآخر (الفقيد)، وهذا الأنشداد قد يصل حدّ التوجس الذاتي بلغة مسترسلة، إذ الغور بعمق اللغة الشعرية، هو الغور بعمق التفاصيل وأثرها، وما يلفت النظر اننا لم نقرأ في مطلع التجربة الشعرية (إهداءً) وهذا يعود الى عمق التفكير في جعل مشاركة القارىء مشاركة ضمنية، ليبقى السؤال الأشكالي: من الآخر الذي أسقطت عليه أسئلة الفقد..؟  ويمكن وصف هذه الكتابة ضمن مشروع (السير الذاتي) وعملية اسقاط ما في دواخل الشاعر عبر أدائية شعرية انطوت على مشروع (الكتاب الشعري)، حيث الفقرات المكتوبة عبر تواليات متتابعة، أخذت دورها في البناء والتلقي، فكانت (80) فقرة مرقمة ولها توهجات عالية الحس الذاتي، فمنذ الفقرة الأولى يظهر المبنى الدلالي حيث نقرأ:

وتبقى تشاغلني من بعيدٍ

وأبقى لصيقاً بظلي

وها أنذا متعب في فضاء روحي

قد تعاندني خطواتي .. ثمَّ أكبو

ويغرق رأسي بصمت مخيف>

لعل مسألة التشاغل التي بدأ بها الشاعر، هي ذاتها المعبرة عن مسألة (الفقد)، وهذه الرؤية الحلمية التي تحاول الأستعادة عبر اللغة الشعرية، هي تمنيات وما على الشاعر سوى التعبير عنها، ليبق الأثر ـ أثر الفقيد ـ مدعاة لعبة لغوية..

كما ان طريقة استدعاء الآخر/ الفقيد/ عبر (الفقد/ الشعري)، تبدو كأنها محاولة اصطناع بوحي، عبر شعرنة سردية، ربما تأخذ على عاتقها الشحن الذاتي، او في حقيقة الأمر تعبر عن منولوج داخلي لأحساس كبير واضطراب واضح، فالمناجاة في حقيقتها كوميديا سوداء، حيث نلمس ان سوداوية الشعور بالمعنى النصي يدور من فقرة الى اخرى عبر استلهامات ادائية لأستحضار المناسبات: (في أول أيام العيد / أعتدت أنْ أقبل يديكِ)، و(اليوم هو الأول من رمضان / يوم مختلف جداً / نستقبله بالصبر والطاعات)، والذات الغائبة (الفقد): (انتِ لا تأكلين ولا تشربين ولا تتنفسين ولا تقلقين ولا تتألمين ولا تبكين ولا تفرحين ، لا نهار يمرُّ عليك ولا نجمة تحرسك) ، والأثر/ الذكرى: (في البيت تنثين العطر كثيراً/ وتجيدين التحليق بلا أجنحة/ فلماذا أودعت فم النورسين/ وتركت الأبواب لنا شاحبة والحيطان؟) ص19، (وأحنُّ إليها / والبيت ينوح كثيراً) . هذه العلائق (الدراما شعرية) عبارة عن صرخة في آذان المتلقي، وكأن عرضا منودرامياً تشاكل عبر صورة أدائية في ذهنية القارىء، وهذا هو سرُّ انشادنا لملحمة (اسئلة الفقد)، التي تعد نقلة في تجربة الشاعر عبد الهادي عباس من حيث طريقة الكتابة الشعرية والبناء المقطعي المتراص..

الكتاب الشعري (أسئلة الفقد)، يقودنا الى مساحة عميقة في قراءة المعنى عبر اسلوب افتراضي صاغه الشاعر بغية تكريس مبناه الشعري، وهي من وظائف القصيدة التي تتمتع باللعب المجازي والأستعاري، ولعل ما قرأناه يعبر عن قدرة توالدية لصور شعرية متوالية، وان (الفقيد/ الآخر/ المنادى الغائب) يتقافز بين الجمل الشعرية وفقراتها الـ(80)، هذا التلذذ المتكرر والمشحون بروحية الشاعر، يخلق استعادة الآخر بطريقة رمزية، وكأن القصيدة مرآة سحرية تستعيد الغائب وتحاوره، هذا ما قام به الشاعر عبد الهادي عباس في اسئلته الفقدية، جدل القراءة وتأويل المعنى الشعري ..

ثيمة النص في (اسئلة الفقد) تأخذ على عاتقها جذر الشاعر في ما يسمى بـ(الشاعر الضمني)، الشاعر الذي يطرح الأشياء (مع امتلاكه وجودا معلنا داخل نصه)، ويدور في دوامة استنهاض اللغة الشعرية عبر كوامنها ودقائقها ويسخرها لنوازعه الذاتية، فهو الراوي ـ أي الشاعر ـ، وهو العليم ، وهو المناجي ، وهو الواصف ، وهو المعبر ، وهو المنكسر ، ومن خلال ذلك نمسك بكلية الموضوع على قدر من الأنسراح القصدي في بناء المشاهد والشواهد المعبرة عن الذات، فاستعادة الغائب/ الفقيد عبر رمزية شعرية يأخذ في الحسبان فعل الرغبة الروحية وتطهيرها عبر إشباع وصفي متفاوت بين هاجس ذاتي وايقاع رؤيوي هائم في فضاءات مفتوحة، نقرأ:

أقول : متى تستيقظ الغيمة من غفوتها

واهتدي إليها ..وتلتفت لمخطوطتي

وننتشي .. وربما نطير..

هذه الدراما التي قرأناها تتفاوت بين فقرة وأخرى بحسب صعود حدّة الموقف المكتوب عن غيره، فالفكرة هي ذاتها التي تجعلنا نصغي الى آخر ما يرده الشاعر من بوح، فما بين (استيقاظ الغيمة .. والانتشاء .. والطيران)، ثمّة صحوة ادراكية تحمل احساسا حاضرا في النص الشعري، نقرأ:

في بيتي .. العثرات تشاكسني

وطبول الوقت تلاحقني

والحيطان ثقوبٌ للنايات.

المعنى الشعري في (أسئلة الفقد) يكتمل عبر تراجيديا فيها غواية الأنصات والأحساس الشعوري المقحم بأسئلة فيها رؤيا متفاوتة في طيات الفقرات المكتوبة، كما يبدو ايضا ثمّة مناجاة مطلقة شارحة ومنبسطة في طرح المضمون، ولعلها لعبة شعرية مغايرة لدى الشاعر في تقديم تجربة تمتعت بمزايا واسعة في الألهام والتجلي، ثمَّ الحسي والهاجسي، فهي ملحمته التي ستبقى من بين تجاربه الشعرية السابقة، وحريُ بنا الأشارة اليها بوصفها واحدة من التجارب الشعرية التي فيها ميزات فنية معاصرة انطوت على آلية بنائية جديدة.

*****************************************************************

شذرات عمودية

سالم محسن

دُخانُ

القريَّةِ

يَتجهُ

نحو

الأعلى ..

لا

القيعان

الخَضراءُ

أصّفَرتْ

ولا

الأنهارُ

جفَّت

*

لَنْ

أَمنحَكِ

نظراتي

لِتزْدهرِي

أكثرَ ,

سأطرقُ

بابَكِ

ظهراً

و

أُهربُ

أَبحثُ

في

كلّ

الصفحاتِ..,

لا

أَجِدُ

إلاَّ

أثرٌ

يَدُّلُني

على

الاسئلة ..!!

*

الأمطارُ

توقفت

عَنْ

البيوتِ

الواطئة

يا

لها

من

أمنياتٍ

مستحيلة

*

مرةً

أخرى

وفي

أُسبوعٍ

واحدٍ ..

السقوفُ

الواطئةُ

سَتَدعو

الأمطارَ

لحوارِ

السماء

*

الاصدقاء

ما

عادُوا

كما

كانوا ..,

تَضّخَمتْ

أوزانهم

وانتَفَختْ

جيوبُهم

فلا

حَفظُوا

عهدا

و

لا

صانوا

وَعْداً

صاروا

 

كَوْمةً

منَ

زنابير ..!!

*

أبناءُ

النهرين

ما

كانوا

يَعطشوُن

ولا

يَمرضُون

ولا

يَجوعون

ولا

 يَعْرون,

فمِنْ

أين

جاءَتْ

هذهِ

اللعنةُ ..

أبناء

الأنهار ..؟

كانوا

على

الماءِ

يَمْشون ..!

*

أحَبَبْتُ

قمراً

يضيءُ

كلَّ

الجهاتِ

و

لا

يغيبُ

*

ليوَمٍ

ليومينِ

دونَ

أشعةِ

الشمسِ

أزهارُ

الصَّباحِ

سَتَذوي

*

أنقلُ

السعادةَ

على

كَتِفي

حَتى

أَصلَ

إلى

ألهِ

الجميع

*

تأتي

إليَّ

بكلّ

تفاصيلِها

الصغيرة

والكبيرة

ابنةُ

العامل

نتقاسمُ

اليومَ

والساعةَ

دونَ

ربحٍ

أو

خسارة

نتركُ

على

الارض

زهرةً

و

ظِلّ

****************************************************************

الصفحة الثانية عشر

افتتاح مكتبة صينية في السليمانية

متابعة – طريق الشعب

افتتحت أخيرا في مدينة السليمانية، مكتبة صينية تضم مؤلفات عن الصين باللغات الصينية والكردية والانكليزية. وتزخر هذه المكتبة، التي تقع في جامعة السليمانية، بكتب حول تاريخ الصين وفنونها وثقافتها وطبها التقليدي وموسيقاها.

وحضر مراسيم افتتاح المكتبة ممثلون عن القنصلية الصينية في كردستان، إلى جانب أساتذة وطلبة ومهتمون في الثقافة الصينية.  وفي حديث صحفي، قال القنصل الصيني ليو جيون أن «هذه المكتبة بمثابة نافذة ستسمح لمختلف الدوائر الاجتماعية في الإقليم بمعرفة البلاد الصينية، وستكون أيضا بمثابة منصة جديدة لتعميق التبادلات التعليمية والأكاديمية والثقافية».

وأعرب عن أمله في أن تعمل الصين وكردستان معا على بناء هذه المكتبة وإدارة استخدامها بهدف تحويلها إلى جسر ثقافي حقيقي يربط بين الجانبين.

وتضم أيضا محفوظات رقمية تحوي معلومات عن السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم في الصين.

**********************************************************

رسم حر للطبيعة على شط المحاويل

متابعة – طريق الشعب

نظم فرع جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في بابل بالتعاون مع معهد غوتة الألماني، أخيرا، فعالية رسم حر للطبيعة، وذلك على ضفاف شط قضاء المحاويل.  وشارك في الفعالية 25 فنانة وفنانا من بابل، جسدوا في لوحاتهم طبيعة المحافظة ومعالم أريافها.

وبعد انتهاء الفعالية، أقيم على قاعة الجمعية معرض للوحات الفنانين المشاركين، إضافة للأعمال المنفذة في «ورشة خزف الراكو والرسم على الفخار»، التي سبق ان نظمتها الجمعية خلال آذار الماضي.

هذا وحضرت المعرض مديرة معهد غوتة اناييس بويلكيه وجمع من الشخصيات الفنية والثقافية.

**************************************************

فيلم عراقي يقطف جائزة في مهرجان لبنان السينمائي

متابعة – طريق الشعب

فاز الفيلم الموسوم «أمي» للمخرج العراقي ياسر موسى، بإحدى جوائز مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة بدورته الثالثة، والذي اختتم الأحد الماضي بمشاركة دولية واسعة.

وأقيم المهرجان من قبل «جمعية تيرو» للفنون و»مسرح اسطنبولي»، على قاعة المسرح الوطني اللبناني المجاني في مدينة طرابلس. وقد شارك فيه 64 فيلما من 25 دولة عربية وأجنبية. 

وأحرز الفيلم العراقي جائزة تنويه لجنة التحكيم، ومثله أحرز فيلم «ليلى» للمخرجة بتول خليل معاز من لبنان.