اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

لا تختلف في شيء عن سابقاتها.. الحكومة تقر جداول موازنة 2024 .. اقتصاديون: السياسة المالية تقود البلاد نحو الهاوية

بغداد ـ طريق الشعب

مع إعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، امس الأول الاحد، تفاصيل جداول موازنة العام 2024 المرسلة إلى البرلمان، قال مختصون في الشأن الاقتصادي ان الإدارة المالية للحكومة تقود العراق نحو الهاوية، في ظل ارتفاع حجم الانفاق غير المبرر.

وأضاف المختصون، أنّ الموازنة الحالية كسابقاتها اعتمدت على الريع النفطي كأساس للإنفاق، مع تأشير ان الإنفاق في الموازنات الاستثمارية هو الآخر يوجه الى قطاعات غير إنتاجية، وعليه فأنه لا يؤدي الى خلق عملية تنمية اقتصادية.

تفاصيل الموازنة

وقال السوداني في مؤتمر صحفي، أمس الأول الأحد، عقب جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية الخاصة بجداول موازنة 2024، إن «قانون الموازنة العامة الاتحادية رقم (13 لسنة 2023)، يستوجب إعداد جداول الموازنة وتقديمها إلى مجلس النواب، وهي المرّة الأولى التي يصدر بها قانون موازنة مالية اتحادي يغطي 3 سنوات.

وشدد على أن «مهمة الحكومة ومجلس النواب والمجالس المحلية في المحافظات التأكد من خلوّ المشاريع الخدمية من الهدر»، مشيراً إلى أن «الموازنة الثلاثية، ساعدت الحكومة في تفعيل المشاريع المتلكئة والمتوقفة، البالغة 1321 مشروعاً، كما منحت الثقة للشركات المتعاقدة بالاستمرار في العمل وعدم التوقف».

وبيّن انه «جرى استئناف العمل في (471) مشروعاً، وإنجاز 120 مشروعاً تم تسليمها».

وأكد ان «الحكومة أتمّت جداول الموازنة لإرسالها إلى مجلس النواب، وتضمنت الجدول (أ) الإيرادات بمجمـوع (144.336) تريليون دينار، والجدول (ب) يخص النفقات المخططة الكلية بمجموع (210.936) تريليون دينار»، مبينا ان «العجز المخطط للموازنة بلغ (63.599) تريليون دينار، والجدول (ج) هو جدول القوى العاملة الممولة مركزياً، وبلغت (4.079906) موظف، وبلغت النفقات الحاكمة (10.042) تريليون دينار».

وأشار الى ان «الجدول (هـ) يوزع تقديرات الموازنة على الأبواب الرئيسية للموازنة، ويوزع الجدول (و) النفقات حسب القطاعات والأنشطة»، مبينا ان «الموازنة الاستثمارية لعام 2024، (54.298) تريليون دينار، وقد تصل إلى 55 تريليون دينار»، منوها الى ان «تخصيصات المحافظات لبرامج الحكومات المحلية بتخصيص استثماري بلغت (10.633) تريليون دينار في عام 2023، وموّلنا (3.333) تريليونا، بناءً على الطلبات الأصولية من المحافظات، حيث ان المتبقي من التخصيصات (7.333) تريليون دينار في حساب أمانات، تحت تصرف حكومات المحافظات».

وتابع السوداني: «أنفقنا في 2023 ما نسبته 24 في المائة في الموازنة الاستثمارية، وقد أحدثت ورشة عمل كبيرة في كل القطاعات الإنشائية والبنى التحتية»، مبينا ان «67 في المائة من الموازنة كانت إنفاقات تشغيلية وفي محاربة الفقر، انعكس ذلك على المستوى المعيشي للمواطن».

زيادة في الانفاق

وحول المعطيات الأولية للموازنة، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة المعقل نبيل المرسومي ان «الإنفاق وصل إلى 210 تريليونات دينار، أي أكثر من العام الماضي، ووجدنا أن العجز قد ارتفع إلى 66 ترليون دينار»، موضحا أن «الإنفاق الاستثماري ظل كما هو عليه وهو الأقل بنسبة 26 في المائة إنفاق استثماري ونسبة 77 في المائة إنفاق تشغيلي».

*******************************************************************

الحكومة العراقية تعلن الحداد على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه

بغداد ـ طريق الشعب

عثرت فرق البحث، أمس الإثنين، على حطام طائرة الهليكوبتر التي سقطت، أمس الأول الأحد، وهي تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير حسين عبداللهيان، ومسؤولين آخرين، بعد تحطمها في منطقة جبلية بشمال غرب البلاد.

وكانت مروحية رئيسي ضمن موكب من ثلاث مروحيات تقله رفقة مسؤولين آخرين، حيث كان قادما من زيارة أجراها، إلى محافظة أذربيجان الشرقية، دشن خلالها افتتاح سد مائي رفقة نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، على الحدود بين البلدين.

وأعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند، أمس الاثنين، العثور على جثامين كل من كانوا على متن طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة (إرنا)، أنه جرى نقل الجثامين إلى سيارات الإسعاف، تمهيدا لنقلها إلى تبريز، عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية، التي تحطمت بها الطائرة.

وكان على متن المروحية الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، فضلا عن إمام الجمعة في مدينة تبريز، علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، ورئيس الفريق الأمني للرئيس الإيراني، مهدي موسوي، أيضا طيار ومساعده، وتقني طيران.

وجاء ذلك بعد مرور نحو 12 ساعة على سقوط مروحية الرئيس الإيراني في منطقة وعرة قرب الحدود مع أذربيجان، بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف.

وشغل رئيسي منصب رئيس الجمهورية منذ انتخابه في 18 حزيران 2021. وولد رئيسي في تشرين الاول 1960 في مدينة مشهد، وقضى معظم حياته المهنية في النظام القضائي، وتولّى مناصب أبرزها المدعي العام لطهران ثم المدّعي العام للبلاد ورئاسة السلطة القضائية اعتبارا من العام 2019.

وأعلنت الحكومة العراقية الحداد العام في البلاد، اليوم الثلاثاء، على رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه في حادثة سقوط مروحيتهم في شمال إيران.

وقال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي في بيان طالعته «طريق الشعب»، «وقوفاً مع الشعب الإيراني الشقيق وقيادته، في هذه الأوقات العصيبة، وتضامناً مع مشاعر الحزن والألم، برحيل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، في الحادث الأليم، تعلنُ الحكومة العراقية الحداد العام في جميع أنحاء العراق، ليوم الثلاثاء».

وأعادت حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأذهان إلى حوادث طيران قضى فيها العديد من الرؤساء والسياسيين البارزين في العالم سواء خلال القرن الماضي، أو في العقود الأخيرة.

*******************************************************

راصد الطريق.. متى تقلب الناس الطاولة؟

بعد أن تحول برلماننا في جلسته السبت الماضي لانتخاب رئيس جديد، إلى حلبة مصارعة اصيب فيها نواب وسال دم بعضهم، تقرر عقد الجلسة التالية غدا الأربعاء، دون تضمين اجندتها نقطة الانتخاب.

بعض النواب يتحدثون عن اتفاق رؤساء الكتل على عدم انتخاب رئيس جديد، إلا اذا قدمت الكتل “السنية” مرشحا واحدا فقط.

لن نعود الى تفاصيل جلسة السبت، وبخصوص اشتراط ترشيح شخصية واحدة نسأل عما يتبقى من الممارسة الديمقراطية، إن أوكل الأمر إلى رؤساء الكتل المتنفذين، ليُحلّوا تحاصصهم وتوافقهم محل الدستور والقانون؟

وما دور النواب من ثم وهم يمثلون أعلى سلطة تشريعية في البلاد؟

منذ اللحظة الأولى لانتخاب البرلمان الحالي، بدا جليًا أنه عاجز عن أداء مهامه. وما تبع ذلك من استقالات جماعية أثبت بشكل قاطع أن اطالة عمر هذا البرلمان ببنيته الحالية لا تخدم العراق وشعبه. خصوصا وهو يمثل غالبية الخاسرين أصلا في الانتخابات، والمرهون دورهم بمن وما هو خارج البرلمان.

باختصار: لا حلول مع بقاء المحاصصة، ومن تجلياتها هذا الذي حصل ويحصل في البرلمان.

فمتى تقول الناس كلمتها الفاصلة.. وتقلب الطاولة!

************************************************************

مدعي عام الجنائية الدولية يطلب إصدار مذكرة توقيف في حقّ نتنياهو ووزير حربه

متابعة ـ طريق الشعب

طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أمس الاثنين إصدار مذكرة توقيف في حقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت للاشتباه بارتكابهما جرائم حرب، فيما انتقدت فصائل فلسطينية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق ثلاثة من قادة الحركة الفلسطينية معتبرة إياها «مساواة بين الضحية والجلاد».

**********************************************************

الصفحة الثانية

دخول ضمان التقاعد الاختياري للعمال حيز التنفيذ

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، امس الاثنين، دخول ضمان التقاعد الاختياري حيز التنفيذ بعد نشرها في جريدة الوقائع العراقية.

وبحسب بيان للوزارة، نقلا عن الوزير احمد الاسدي: “تم اصدار فئات دخل الاشتراك في ضمان التقاعد الاختياري، وذلك بعد نشرها في جريدة الوقائع العراقية ودخولها حيز التنفيذ”.

واكد الاسدي إن “الوزارة ملزمة بتنفيذ فقرة الضمان الاختياري في قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال بعد المصادقة عليها ونشرها في الجريدة الرسمية”.

وأوضح الوزير، إن “شريحة واسعة من العمال لم تكن لهم حصة من هذا القانون سابقا، ولكن اليوم سيكون لهم راتب تقاعدي، كما ستدفع الحكومة التوقيفات التقاعدية بنسبة 15 ‎%‎ أي ثلاثة اضعاف ما يدفعه العامل عن ضمان نفسه وهو ما يسمى بـ(الضمان الاختياري)”.

من جانبها بينّت المدير العام لدائرة التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال خلود حيران إن “الخدمة في التقاعد الاختياري تبدأ من تاريخ تقديم الطلب، وان التسديد سيكون شهريا وفقا للفئة التي يتم اختيارها”.

وأشارت الى انه “بإمكان المشترك في خدمة التقاعد الاختياري من فئة الى فئة أخرى بعد مرور سنة، داعية المشاركين بالضمان الاختياري كافة الى الالتزام بتسديد المبالغ شهريا عن الفئة التي يختارونها من أجل ضمان حقوقهم وضمان حياة كريمة لهم ولعوائلهم”.

*******************************************************************

الولايات المتحدة الأمريكية «حامل القلم» بالنسبة للعراق

هادي عزيز علي

في لقاء للسيد فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية مع سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السيدة الينا رومانسكي قال لها السيد الوزير: (إن الولايات المتحدة “حامل القلم “ بالنسبة للعراق)، ومصطلح حامل القلم (Penholder) مصطلح جديد لم يسمع به الغالب من الناس لا بل لم يسمع به البعض من المختصين في القانون الدولي، وعليه ولما كان هذا المصطلح حديث العهد في التداول فإنه لم يدخل لدينا في مناهج التدريس الجامعي المتعلقة بالقانون الدولي.

وعن بداياته قيل إن المناقشات والحوارات وتبادل وجهات النظر المتعلقة به بدأت في سنة 2004 قبل ان يتبلور مفهومه القانوني وتستقر أحكامه لدى هيئة الأمم المتحدة والعاملين فيها سنة 2018.

وقيل بشأنه أيضا إن بعض الدول الفاعلة في مجلس الأمن الدولي تقوم به وهي ثلاث دول: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وفرنسا، كما ذهبت بعض وسائل الإعلام البعيدة عن الاختصاص في هذا الموضوع إلى القول إن هذا المصطلح هو نوع من أنواع الوصاية التي يفرضها مجلس الأمن على بعض الدول، ويعد العراق واحدة من تلك الدول. فلا بد والحالة هذه من الوقوف على الملامح الأولى لتشكيله بغية الوقوف على معناه والمقصود به ومدى فاعليته في مرحلة التداول والتطبيق:

قبل الدخول في مفهوم (حامل القلم) ومغزاه لا بد من الإقرار بأن هذا المفهوم لا يعد نوعا من أنواع الوصاية – كما قيل - لكون الأخيرة قد فصلت أحكامها وشروطها وأسبابها بموجب أحكام المادة (السابعة والسبعون) من الفصل الثالث عشر من ميثاق الأمم المتحدة.

ان نظام الوصاية قد حدد وبشكل دقيق الأقاليم التي يطبق عليها المشمولة بأحكامه وهي الأقاليم التي كانت تحت الانتداب في الفترة التي كانت تهيمن فيها عصبة الأمم على الوضع الدولي حينئذ. 

أو تلك الأقاليم التي اقتطعت من الدول الأعداء نتيجة الحرب العالمية الثانية، وأخيرا الأقاليم التي تضعها في الوصاية بمحض اختيارها دول مسؤولة عن ادارتها. ولا وصاية على غير ما ذكر اعلاه مطلقا. ومعلوم أن نظام الوصاية لا يشمل الأقاليم التي أصبحت أعضاءً في هيئة الأمم المتحدة إذ أن العلاقات بين أعضاء هذه الهيئة يجب أن تقوم على احترام مبدأ المساواة في السيادة (المادة الثامن والسبعون) من الميثاق ولا مساغ قانوني لأي نص من النصوص الواردة تحت أحكام الوصاية في ميثاق الأمم المتحدة ينطبق على العراق حتى يقال إنه يخضع إلى نوع من أنواع الوصاية، وبالنتيجة فإن مصطلح (حامل القلم) هذا لا علاقة له من قريب أو بعيد بنظام الوصاية المبسوطة أحكامه في الفصل الثالث عشر من ميثاق الأمم المتحدة.

 لا أتفق  مع من يقول إن المناقشات والحوارات بدأت عن هذا المصطلح سنة 2004، لأن المؤشرات والوقائع الدولية تقول بغير ذلك، إذ أن تشكيل الملامح الأولى لهذا المصطلح كممارسة داخل مجلس الأمن بدأت من قبل العضو الدائم للولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن بعد غزو النظام العراقي لدولة الكويت والدور الذي عهد به للولايات المتحدة الأمريكية في الصياغات الخاصة بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالغزو التي بدأت بقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 660 في 2 آب 1990، اذ كانت هناك مساهمة فاعلة في الصياغة للجانب الأمريكي في القرار المذكور، ولم يكتف الجانب الأمريكي بالصياغة بل تدخل في وضع المضامين قبل صياغتها.

تعززت تلك الملامح  لهذا المصطلح بعد إعلان مجلس السوفييت الأعلى قراره  المرقم ( 125 – هـ) لسنة 1991 المفضي إلى انتهاء الوجود القانوني لدولة اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية ودخول العالم حقبة سياسية جديدة تحمل العديد من التداعيات والآثار السياسية، منها على سبيل المثال انتهاء حقبة الحرب الباردة، وتفرد القطب الواحد الذي بشر به فوكوياما بنهاية التاريخ، فضلا عن الهزة العنيفة  التي تعرضت لها منظمة الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها والتي تعد الأكثر تأثرا بهذا الحدث المزلزل والذي أفضى  قطعا إلى طبيعة وظيفية جديدة ومختلفة للمؤسسة الأممية والتشكيلات الملحقة بها .

 في هذه المرحلة بالذات  دارت المناقشات والمفاوضات والمساومات  والمداخلات والأساليب المقترحة للوضع الجديد الذي أدى إلى توصيات مفضية إلى طريقة العمل في المؤسسة الدولية من حيث طريقة  توزيع الأدوار على العاملين في مجلس الأمن الدولي وتقسيم العمل الداخلي فيه، وهي مرحلة متقدمة لـ (حامل القلم )  خاصة وأن هناك تزاحما ناشطا للقوى الفاعلة في المنظمة الدولية بعد غياب الاتحاد السوفيتي والذي يوجب وجود تعامل تحكمه المتغيرات من حيث أعداد الموضوعات المطلوبة لقرارات مجلس الأمن ووضع الصياغات المطلوبة لها من خلال تكليف الجهة المختصة بذلك، اي تحويل الموضوعات المطروحة وصياغتها على شكل نصوص أو قواعد قانونية تأخذ شكلها النهائي  على شكل  قرارات لمجلس الأمن أو إعلاناته أو بياناته  المنوي إصدارها.

في هذه المرحلة بالذات اي مرحلة غزو النظام العراقي لدولة الكويت وآثاره المتزامنة مع انتهاء الوضع القانوني لاتحاد الجمهوريات السوفيتية، هنا وفي هذه المحطة بالذات تشكل موضوع (حامل القلم) وبموجبه تتكفل دولة فاعلة في مجلس الأمن او أكثر وتأخذ على عاتقها مسؤولية إعداد الصياغات المطلوبة لقرارات مجلس الأمن الدولي وإصدارها المتعلقة بهذه الدولة أو تلك. في هذه المرحلة بالذات تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية أن تأخذ على عاتقها حمل القلم بالنسبة للعراق اي ان تضع الصياغات لقرارات مجلس الأمن واصدارها المتعلقة بالعراق وإصدارها، أي أنها صاحبة الصلاحيات لهذا العمل المنوط بها وبمباركة المؤسسة الدولية لها، وهذه العملية بكاملها هي التي يطلق عليها (حامل القلم)، أي أن الولايات المتحدة الأمريكية حملت القلم في مجلس الأمن الدولي لتوظيفه في صياغة القرارات والإعلانات والبيانات التي يصدرها مجلس الأمن المتعلقة بالعراق.

لم يتوقف الأمر على هذا التوظيف حسب بل امتد إلى أنشطة أخرى يقوم بها الجانب الأمريكي كاستقبال البعثات وإدارة المناقشات وترؤس الاجتماعات المتعلقة بالجانب العراقي. ومصطلح “ حامل القلم “ لم يقتصر على الجانب الأمريكي بل تم استخدامه من قبل القائم بأعمال السفارة البريطانية في ليبيا “نيكولاس هوبتن “في أيلول من سنة 2019 باعتبار أن بلاده تتولى صياغة المشروعات والقرارات المتعلقة بالوضع المأزوم في ليبيا.

الولايات المتحدة الأمريكية (حامل القلم) بالنسبة للعراق مرت في مرحلتين: الأولى عندما كانت خصما للعراق التي بدأت بعد الغزو العراقي لدولة للكويت اعتبارا من تاريخ صدور قرار مجلس الأمن الدولي 660 في 2 آب 1990، وطيلة فترة الحصار التي انعكست سلبا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية على الشعب العراقي وسواها من الاوضاع الأخرى، إلى القرار 1472 والمؤرخ في 28 آذار 2003 والتي طلب فيها مجلس الأمن موظفيه مغادرة العراق قبل الغزو الأمريكي.

خلال هذه الفترة تمكن حامل القلم الأمريكي ان يصوغ ما يزيد على الستين قرارا عن مجلس الأمن تخص العراق منها على سبيل المثال القرار المرقم 670 في25 ايلول 1990 وبموجبه وضع العراق تحت أحكام الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة. والقرار المرقم 687 في 2نيسان 1991 اذ يناهز عدد صفحاته على العشر صفحات حجم A 4 والذي يعد أطول قرار يصدره مجلس الأمن الدولي وبموجبه وصل العراقي إلى مرحلة المجاعة وتدهور الوضع الصحي بسبب شحة الدواء.

ومن ضمن القرارات أيضا الصادرة في هذه الفترة ايضا القرار المرقم 706 في 15 آب 1991 وموضوعه النفط مقابل الغذاء.

أما المرحلة الثانية فقد جاءت مقسمة على حالتين الأولى عندما كان العراق تحت الاحتلال الأمريكي  والثانية بعد مغادرة القوات الأمريكية للعراق، ففي هذه المرحلة كانت الولايات المتحدة الأمريكية “ حامل القلم” بامتياز إذ تمكنت من صياغة قرارات عديدة لمجلس الأمن الدولي تتعلق بالشأن العراقي، ومن القرارات المهمة في هذه المرحلة هو القرار 1483 المؤرخ 22 آيار 2003، وبموجبه يناشد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقديم المساعدات إلى العراق الرامية إلى إعادة إعمار مؤسساته وتلبية النداءات الإنسانية للشعب العراقي في الغذاء واللوازم الطبية ولزوم الالتزام باتفاقيات جنيف 1949 واتفاقية لاهاي 1907، وتحديد مواقع تواجد الكويتيين ورعايا الدول الأخرى بعد 2 آب 1990، وإعادة الممتلكات العراقية التي أخذت من العراق بما فيها تلك التي اخذت من المتاحف.

بعد ذلك صدر القرار رقم 1500 في 14 آب 2003 المتعلق ببعثة الأمم المتحدة (يونامي) والدور المرسوم لها من قبل الأمم المتحدة.

والقرار 1859 في 22 كانون اول 2008 بشأن إيداع عائدات مبيعات المنتجات النفطية والغاز الطبيعي في صندوق تنمية العراق، فضلا عن قرارات تتعلق بنشاط الدولة الاسلامية في العراق والانتصار عليها، وأخيرا وليس آخرا القرار المرقم 2621 في 22 شباط2022 عن إيفاء العراق بالتزاماته الدولية بتعويض جميع أصحاب المطالب الذي منحتهم لجنة التعويضات عن الخسائر والأضرار نتيجة لغزو العراق الكويت.

هذه اذن خلاصة المخاض للدور الأمريكي المتمثل في إعداد وصياغة قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة بالشأن العراقي باعتباره حاملا للقلم في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

**************************************************************************

شيوعيو بابل يزورون عائلات الشهداء

الحلة - طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب ورابطة المرأة العراقية في محافظة بابل، عائلة الشهداء وصال وجميلة وبشرى وإبراهيم محمد شلال، في منزلها.

وكانت في استقبال الوفد شقيقة الشهداء السيدة نجاح محمد شلال. وقد استذكر الجانبان الشهداء ولحظة اعتقالهم وإعدامهم. وفي الختام قدم الوفد إلى عائلة الشهداء باقة ورد باسم الحزب، مع نسخة من كتاب “شموس ساطعة”، الذي يتحدث عن شهيدات الحزب. وفي السياق، زار الوفد عائلة الشهيد عباس خضير الشمري (أبو سالم)، الذي استشهد وهو يواجه الحرس القومي بعيد انقلاب 8 شباط 1963. واستقبلت ابنة الشهيد الرفيقة سليمة عباس (أم حيدر)، الوفد بترحاب. وتحدثت إليه عن نضال والدها ورفاقه. فيما نقل الوفد إليها تحيات الحزب واعتزازه بالمواقف البطولية للشهداء. وقدم لها باقة ورد.

كذلك زار الوفد عائلة الشهيدين كاظم الجاسم وقيود كاظم الجاسم، فاستقبلته بالورد والترحاب.

وخلال الزيارة دار بين الطرفين حديث حول المسيرة النضالية للقائد الفلاحي كاظم الجاسم إبان العهد الملكي، لحين استشهاده مغيبا في أقبية الأمن العامة، بالرغم من المطالبات الأممية بإطلاق سراحه.

واطلع الوفد على مكان اختباء الرفيق في سنوات العمل السري، وعلى بستانه الذي كان مأوى لقيادة الحزب بعد انقلاب شباط الأسود. وخلال الزيارة ألقت الشاعرة حسينة بنيان ابيات شعر بحق الشهيد. أعقبتها ابنة الشهيد والرفيقة خولة رحيم بقراءة أبيات من الشعر تعبر عن نضال الشيوعيين.  وقدم الوفد في ختام الزيارة، باقة ورد إلى عائلة الشهيدين.  وزار الوفد أيضا عائلة الرفيق زهير ناهي (أبو الشهيد ظافر). واستذكر معها أيام العمل السري والصعوبات التي واجهها الشيوعيون خلال سنوات من النضال المرير. كما استذكر ابنها الشهيد. وفي الختام، أهدى الوفد عائلة أبو ظافر باقة ورد.  إلى ذلك، زار الوفد عائلة شهيد ثورة تشرين الرفيق حيدر القبطان. وقدم هدايا لأطفال الشهيد.

وأعربت العائلة عن اعتزازها بالحزب وتواصله المستمر، الذي يشعرها بأن حيدر لا يزال يعيش بين رفاقه وأصدقائه.

وضم وفد المحلية كلا من الرفيقات مائدة جميل، حسينة بنيان، سهام جاسم، خولة رحيم، وهلة محمد، نجاح الصفار، خولة ذو الفقار، سليمة صميدع. ومن رابطة المرأة السيدة أم شوكت، وزينب حسين وحوراء حيدر القبطان ورقية حيدر القبطان.

***********************************************************************

الحفل الفني المركزي  لمنظمة الحزب الشيوعي في السويد

ستوكهولم - عاكف سرحان

وسط البهجة والفرح وتزيين القاعة بشعارات الحزب احتفل الشيوعيون وأصدقاؤهم، بالعيد التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وذلك في صالة الجمعية المندائية في ستوكهولم امس الأول السبت.

وقد أحيا الحفل الفنان وسام الماجد وفرقته الموسيقية بأغاني الحزب والأغاني الطربية، ودي جي الفنان بسام الزهيري المنوع بالأغاني الكردية والأثورية والعربية.

ورحب الرفيق بهجت هندي، عريف الحفل، بالرفيقة نرمين نجم الدين مامو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني وبالحضور ودعاهم للتمتع بفقرات الاحتفال بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. وتخلل الحفل توزيع ميدالية الذكرى التسعين لتأسيس الحزب على الأصدقاء المتبرعين لبناء بيت الحزب في بغداد، من قبل الرفيقين جاسم هداد، وفيصل الفؤادي. وكذلك كانت هناك فقرة للعبة اللوتو.

وبمناسبة بلوغ الدكتور خليل عبد العزيز عمر التسعين، أصر أن يحتفل مع ميلاد الحزب التسعين سوياً، وقد أطفأ الشمعة التسعين من عمره وسط وغبطة وفرح الحاضرين.

وقد تفاعل الحضور بالمشاركة بالدبكات العربية والكردية والطرب الأصيل، إلى ساعة متأخرة من الليل.

******************************************************************

الصفحة الثالثة

تدخلات عشائرية تمنع هدمها ومدير الناحية طالب بـ «قوة خارجية» لملاحقة اصحابها.. «كور» الطابوق تخنق أهالي الحيدرية.. والجهات المعنية عاجزة عن إزالتها

بغداد – تبارك عبد المجيد

يتسبب الدخان الأسود المتصاعد من “كور” معامل الطابوق في ناحية الحيدرية شمال محافظة النجف، في ارتفاع معدلات الاختناق والإصابات بأمراض مختلفة، بالرغم من المطالبات الحثيثة من قبل الاهالي وحتى الجهات الحكومية المحلية بإزالة تلك الكور، لكن تدخلات عشائرية تمنع ذلك.

اختناق

يقول الصحفي محمود رياض، أحد سكان ناحية الحيدرية، إنّ “الناحية تشهد العديد من حالات الاختناق بين السكان. كما تعاني من ارتفاع في عدد مرضى السرطان”، بسبب معامل الطابوق العشوائية وغير النظامية.

ويضيف رياض لـ “طريق الشعب”، أن “بعض هذه المعامل ينسب إلى طويريج، والبعض الآخر يقع شمال ناحية الحيدرية التي تتبع إدارياً محافظة النجف”. وأشار إلى أنه في العديد من المرات “تم تسجيل أكثر من 100 حالة اختناق في يوم واحد، نُقل بعضهم إلى مستشفى الحيدرية، وآخرون تم نقلهم إلى مستشفى الحكيم والصدر في النجف”.

وينبه رياض إلى وجود العديد من المطالبات والمناشدات من قبل الأهالي وممثلي المنطقة في مجلس المحافظة، لازالة تلك المعامل، إلا أن سلطة المال ونفوذ مالكي هذه المعامل تحول دون ذلك.

ويؤكد رياض أن “المناطق الريفية هي الأكثر تضرراً، حيث سُجلت العديد من الحالات السرطانية خلال السنوات الأربع الماضية”، معرباً عن أسفه لغياب إجراءات الوقاية للحفاظ على بيئة صحية وضمان سلامة المواطنين، لافتا الى ان المواد المستخدمة في تلك المعامل، غير شرعية، بسبب خطورتها البيئية والصحية.

محاسبتها!

وفي السياق ذاته، يقول محمد الكرعاوي، وهو مواطن من ناحية الحيدرية يعمل في مستشفى الحيدرية، أن “معامل الطابوق في الناحية مستمرة في العمل منذ عقود”، مؤكداً عدم وجود أية إجراءات تُتخذ لتقليل الانبعاثات الغازية والدخان، أو إيجاد حلول أخرى.

ويضيف الكرعاوي في حديث مع “طريق الشعب”، أن “الدخان الكثيف من معامل الطابوق (الكور) يُعد من الظواهر السلبية وغير القانونية المستشرية منذ زمن، وهذه المعامل مستمرة بالعمل دون تطبيق الإجراءات اللازمة لتقليل هذه الانبعاثات، ما يؤثر سلباً على صحة الإنسان والحيوان”.

وطبقا للكرعاوي، فان كثيرا من الاهالي اضطروا الى تغيير مكان سكنهم بعيداً عنها.

ويدعو المتحدث الى “متابعة الصهاريج غير المرخصة التي تنقل مادة النفط الأسود للمعامل، وتوجيه نقاط التفتيش الأمنية بعدم السماح بمرورها إلى تلك الكور”.

ويختتم حديثه بأن “مستشفى الحيدرية العام يستقبل العديد من حالات الاختناق وأمراض العجز التنفسي، وأن أغلب هذه الحالات سببها دخان معامل الطابوق”.

معامل «غير قانونية»

من جانبه، قال مسؤول شعبة التوعية والإعلام البيئي في مديرية بيئة النجف، حيدر سالم: إن “معامل الطابوق (الكور) تحظى بمتابعة المديرية التي يكون دورها رقابياً واستشارياً، حيث يتم إجراء زيارات ميدانية وتوثيق كافة التفاصيل، ثم تُرفع لاحقاً إلى الجهات المعنية”.

وأضاف سالم في تصريح لـ”طريق الشعب”، أن “معامل الطابوق (الكور) في ناحية الحيدرية هي مشاريع تجاوز، أي أنها لا تملك أي رخص أو موافقات قانونية”، مؤكداً أن الحل يتمثل في إزالتها، وهذه مسؤولية الجهات الأمنية.

وأكد أن محاولات جرت لإزالة تلك الكور من قبل مديرية البيئة ومسؤول الناحية، لكنها فشلت بسبب التدخل العشائري والضعف الأمني، مؤكدا أن “مدير الناحية طالب في وقت سابق بتدخل جهات أمنية من خارج المنطقة، لابعاد الضغوط العشائرية التي تتعرض لها الجهات الامنية الماسكة للمنطقة”.

وبيّن سالم، أن أصحاب هذه المعامل يستخدمون وقوداً ضاراً بالبيئة وموادَ سامة وملوثة جداً، وبعضهم يعمل في الخفاء أيام العطل، مشيرا الى أن أراضي الكور هي عقارات تابعة للدولة ومخصصة للزراعة، وقد تم سابقاً اعتقال مجموعة من أصحاب الكور ومحاكمتهم.

وعن إجراءات مديرية البيئة، ذكر أنها “تقوم بعملية الرصد والمراقبة بشكل مستمر، ما أسفر عن تراجع كبير في الحالة بعد ارتفاع أعداد معامل الطابوق بشكل ملحوظ. تمت مفاتحة الادارات المحلية للعمل على إزالة التجاوزات، ومخاطبة الجهات الأمنية لمتابعة هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منها”.

*********************************************************************

أفكار من اوراق اليسار.. العراق بين عهدين

إبراهيم إسماعيل

كلما اشتدت أزمة منظومة المحاصصة وافتضح زيف ما وعدت به من خيرات، وكلما تحدى الحراك الشعبي القمع والترهيب والسلاح المنفلت وشراء الذمم، تصاعد العواء، تارة لإشعال نار الفتنة الطائفية وبث الأفكار الشوفينية والعنصرية في محاولة لإذكاء الاستقطاب، وتارة لتزوير التاريخ بغية حجب ما به من صفحات مشرقة ولتبرئة بعض الطغاة والمجرمين. ولعل من أبرز تلك الصفحات التي يراد التعتيم عليها وتشويهها، ثورة 14 تموز، حيث يُخطط ومنذ فترة طويلة، لإلغاء الاحتفاء بها كعيد، يبتهج فيه العراقيون باستذكار ما حققته.

وإذا كنت لا أجد معنى لمناقشة العفلقيين وأيتامهم، ممن أجرموا بحق الثورة ودأبوا على الإساءة لها، أو للرد على بعض المتثاقفين، ممن استحلوا فكرة الليبرالية، دون أن يفقهوا مضمونها أو يتمثلوا قيمها في متبنياتهم، وعلى الببغاوات العاملة بالقطعة مقابل ما يُصرف لها من عطايا السحت الحرام، فإن حماية الأجيال الشابة من التدليس، تتطلب منا جميعاً صيانة الذاكرة الجمعية للناس.

إن مقارنة سريعة بين العهد الذي افتتحته ثورة 14 تموز وبين العهد الذي يريد شطبها من تاريخنا، كافية لمعرفة من يستحق أن يحتفي به شعب العراق. ففي ذلك اليوم من عام 1958، فجرت جماهير الشعب ثورة شعبية حررتنا من هيمنة الإستعمار البريطاني ومن قيود حلف بغداد، وأشاعت الحريات وحققت إجراءات مهمة على طريق العدالة كقانوني الإصلاح الزراعي والعمل، وعلى طريق الاستقلال الاقتصادي كقانون التخلص من التبعية للجنيه الإسترليني وقانون رقم 80 لاستعادة ملكيتنا للنفط، وعلى طريق التنمية الاجتماعية كقانون الاحوال الشخصية وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة واحترام علويتها وتأمين الشراكة العربية الكردية في هذا الوطن. إن جردة بسيطة لما تحقق في أربع سنين، سترينا كيف تحسن دخل الناس بنسبة 52 بالمائة، وكيف زادت ميزانية التعليم بنسبة 400 بالمئة والصحة بنسبة 200 بالمائة، وكيف بُنيت 2334 مدرسة و776 مركزاً لمحو الأمية و21 مستشفى و49 حياً سكنياً، وحتى أقيمت مدينة الطب وجامعة بغداد وملعب الشعب ومعرض بغداد وميناء أم قصر و22 جسراً و14 مشروعاً للري والبزل وثلاثة سدود وثلاث مزارع كبرى للدولة و51 مصنعاً، وكيف شملت التغذية المدرسية نصف مليون تلميذ. 

وبالمقابل، سجلت ذاكرة العراقيين منذ عقدين، ما غمرتهم به منظومة المحاصصة من أزمات، انتُهكت بها سيادة البلاد، وأهدرت ونهبت بسببها ثروات العراقيين، وأوصل فيها أحد عشر مليوناً منهم إلى ما دون مستوى الفقر، و حُرم بها أولادهم من التعليم المجاني الذي استبدل بعشرات المؤسسات الأهلية الفاشلة، وحّولت بسببها مستشفياتهم إلى مسالخ بشرية وسُرقت الأموال المخصصة لتطبيبهم وتوفير الأدوية لهم، وتم التفريط بحقوق البلاد المائية ودُمرت زراعتها بحيث لم تعّد تساهم سوى بأقل من 5 بالمائة من الدخل القومي، و أُبقيت مصانعها خرائب حتى لم تعد مساهمة الانتاج الصناعي تتجاوز 2 بالمائة، وأُغرقت أسواقها بالسلع الرديئة المستوردة، ووقع بسببها الملايين في ظلام الأمية، وجرى سلب حقوق النساء وشرعنة العنف الأسري ضدهّن.

كما سجلت ذاكرة العراقيين ايضاً، سببين لحقد الأوليغارشية الحاكمة وحلفائها من البيروقراطيين والطفيليين وسراق المال العام والكومبرادور والإقطاعيين الجدد، على 14 تموز، أولهما ثأر تاريخي بسبب ما أعادته الثورة من حقوق لأصحابها الشرعيين من الشغيلة والفلاحين، وثانيهما محاولة منع الأجيال الشابة من أن تستمد من الثورة قوة المثل التي تحفزها على اجتراح مآثر مشابهة.

وتبقى الإشارة إلى أن أهم ما ستسجله ذاكرة العراق التي لا تغفر، مواقف كل الوطنيين المدافعين عن العيد الوطني، 14 تموز، وعناوين من لم يتخل عن حمايته.

******************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق في اليوم العالمي للمتاحف

بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، والذي يصادف 18 أيار من كل عام، كتب هوا شيا مقالاً لوكالة شينهوا الصينية، أشار فيه إلى أنه ورغم مرور 21 عاماً على الاحتلال الأمريكي للعراق، فإن الجروح التي سببها النهب المبرمج للآثار والذي أعقب الغزو، مازالت نازفة، فيما يشكّل ما شُفي منها ندوباً قاسية.

حضارة عظيمة

وتحدث المقال عن حضارة العراق القديمة، والتي يعود تاريخها لآلاف السنين وتختزن كنوزاً كثيرة، وكيف أوجدت حالة الفوضى التي سببها الإحتلال، فرصاً كبيرة لنهبها وتهريبها سواء من المتاحف أو من المواقع الأثرية غير المحمية. وأضاف الكاتب بأن القوات الأمريكية كانت قد تمركزت في منطقة العلاوي وسط مدينة بغداد، حيث يقع المتحف الوطني، لكنها لم تحرك ساكناً، وهي تراه يُنهب بشكل مخطط له، من قبل العصابات والمافيات، مما أدى لفقدان ما يقارب 15 ألف قطعة أثرية، لم يتم استعادة الكثير منها حتى الآن.

وأشار الكاتب إلى أن الانسحاب غير المسؤول للقوات الأمريكية من العراق في نهاية عام 2011 قد أدى هو الآخر إلى حدوث فراغ أمني مفاجئ، أتاح فرصة مهمة لجماعة داعش الإرهابية كي تنمو وتتطور، وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق العام، 2014، ومنها محافظة نينوى، التي تعرض متحفها ومدينتا الحضر والنمرود الأثريتين، التابعتين لها، إلى التدمير وإلى نهب وتهريب العديد من آثارها التاريخية.

محاولات الاسترداد

وأكد المقال على قيام المؤسسات العراقية ذات الصلة، وعلى مدى سنوات طويلة، ببذل جهود كبيرة وبالتعاون والتنسيق مع الدول الأخرى، من أجل استعادة بعض الآثار المنهوبة والمهربة، والتي قدرتها وزارة الخارجية بآلاف القطع الأثرية والمخطوطات والكتب واللوحات الفنية اللامعة.

لكن خبراء ومراقبين عراقيين، ابلغوا الكاتب بأنه ورغم هذه النجاحات، فإن هناك تحديات كبيرة تواجه السلطات العراقية، بما في ذلك استمرار السرقات والحفريات العشوائية، خاصة في المواقع الأثرية البعيدة عن المناطق الحضرية أو في الأماكن غير الخاضعة للرقابة الحكومية، مؤكدين على الحاجة لحماية المواقع الأثرية وتقديم دعم مالي وتقني ولوجستي من الحكومة للعاملين في هذا القطاع.

سياحة أم مغامرة

ولصحيفة (مجتمع نيويورك) كتبت شارون هوكس تقريراً عن السياحة في مهد الحضارات، أشارت فيه إلى أن فكرة زيارة الآثار العراقية، التي يرجع تاريخها لآلاف السنين، ما زالت تبدو مغامرة غير محسوبة النتائج لدى الكثيرين، لاسيما حين يتم في العراق إطلاق الصواريخ من السماء للأرض أو بالعكس، أو يستخدم جيران هذا البلد أرضه وسماءه أحياناً في تصفية بعض حساباتهم السياسية.

لكن الكاتبة نقلت لقرائها تجربتها الغنية في زيارة بابل وقيادة السيارة ذهاباً وإياباً من العاصمة، والتمتع لستة أيام في مشاهدة المواقع القديمة والثمينة واللقاء بالسكان الكرماء والودودين.

كما شددت الكاتبة في تقريرها على أن زيارة هذه المواقع التاريخية يساهم كثيراً في دراسة تاريخ العالم وفهمه، لأن وسط العراق هو المكان الذي ببساطة ابتدأ منه التاريخ، قبل 6-7 الاف سنة وعلى الأراضي الخصبة في بلاد ما بين النهرين. وأشارت إلى أنه وقبل الإنجازات المصرية واليونانية والرومانية، كان السومريون في بلاد ما بين النهرين يبنون قصورًا ومعابد عملاقة من الطوب والطين، ويبتكرون القوس والقبو والعجلة والتهوية وأنظمة الكتابة وغيرها من المميزات الأساسية التي «تمت إعادة اكتشافها» لاحقاً. ورغم ما تعرضت له المتاحف العراقية في بغداد والناصرية، من تخريب ونهب، فإنها ما زالت تضم مجموعة متنوعة رائعة من التحف التي تعّد من أقدم الأشياء على وجه الأرض.

*****************************************************************

الفحة الرابعة

المسح الشامل قد يضاعف أعدادها وينعش القطاع السياحي.. «التخصيصات المالية» تظلم المواقع الأثرية في الأنبار

بغداد – طريق الشعب

تعد محافظة الأنبار واحدة من المناطق الثقافية والتاريخية المهمة في المنطقة؛ اذ تحتضن مجموعة من المواقع الأثرية ذات الأهمية البارزة، والتي تواجه تحديات كبيرة بسبب قلة التمويل والإهمال، الامر الذي يهدد بتعرضها للاندثار.

قلة التخصيصات المالية

يقول رأفت الهيتي، ناشط في مجال البيئة والآثار من محافظة الأنبار، أن «المعالم الأثرية والتراثية في المحافظة تواجه خطر التدمير نتيجة التعرية والأعمال العسكرية والهجمات الإرهابية التي تعرضت لها»، محذرا من الإهمال المستمر لهذه المعالم، الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان شواهد تاريخية ثمينة، وجزء لا يتجزأ من تراث المنطقة والبلد.

ويضيف في حديث مع «طريق الشعب»، أن «المحافظة تحتضن العديد من الشواخص العريقة في مدن هيت، الفلوجة، القائم، والخالدية، وغيرها من مدن المحافظة»، مشيرا الى أنه «على امتداد نهر الفرات الذي يخترق مدينة الرمادي، نهضت حضارات تعود لحقب مختلفة موغلة في القدم، وقد تركت شواهد لا تزال قائمة، تعود لحضارات سومر وآشور، وصولاً إلى الحقبة العباسية الأولى والثانية، وحتى الفترة العثمانية الى ما قبل نحو 100 عام».

ويبين الهيتي، أن سبب عدم وجود عمليات تأهيل أو صيانة يعود إلى «قلة التخصيصات المالية الممنوحة من قبل جميع الحكومات»، مردفا أن «قطاع الآثار والتراث مهمل في كافة المحافظات العراقية».

ويشير الى أن «العديد من المواقع تعرضت للسرقة، وأخرى اندثرت بفعل عوامل طبيعية»، موضحا أن نسبة كبيرة من المواقع تعرضت للأذى بسبب الحروب، إذ استخدم موقع قرب الفلوجة ثكنة عسكرية للجيش العراقي، حيث لم يكن الجنود يعرفون انه موقع أثري، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة به.

وطبقا لتصريحات حكومية، يبلغ عدد المواقع الأثرية في الأنبار نحو 438 موقعًا، يتوزع معظمها على جانبي نهر الفرات، بينما تنتشر بعض هذه المواقع في صحراء الرطبة.

وتعتبر قلعة هيت ومنارتها أبرز الشواهد التاريخية التي ما تزال أطلالها تؤكد تاريخ الأنبار العريق.

نقطة اتصال بين العراق والشام

من جانبه، يقول منقب الآثار حيدر جنيد: إن «موقع الأنبار يعزز من أهمية هذه المنطقة، نظراً لكونها نقطة اتصال بين العراق وبلاد الشام، كما تحتوي على الصخور والقير، وهي مواد استخدمتها الحضارات القديمة في وادي الرافدين للبناء. بالإضافة إلى ذلك، يعد نهر الفرات مصدرا حيويا للمعيشة في العصور القديمة، حيث نشأت حوله العديد من القرى والمدن التي اعتمدت على الزراعة وتربية الحيوانات».

ويضيف جنيد لـ «طريق الشعب»، انه لم تجر أية عملية مسح اثري لمعظم مساحة المحافظة»، مشيرا الى أن «المواقع الأثرية في الأنبار تغطي فترات تاريخية متنوعة، بدءًا من العصور الحجرية وصولاً إلى العصور الإسلامية.

ويواصل حديثه، أن «العراق كان مراكز استيطان بشري منذ العصور الحجرية وعصر فجر السلالات، وتستمر إلى الفترات الإسلامية المتأخرة. مثال على ذلك قلعة هيت الأثرية في الأنبار، التي تشير المصادر إلى أنها كانت مأهولة منذ عصر سرجون الأكدي، واستمر الاستيطان فيها حتى اليوم».

وأرجع جنيد توقف عملية التنقيب إلى «الظروف الأمنية وقلة التخصيصات المالية»، مشيرا الى أن هذه «العوامل تعيق عمليات التنقيب في كافة المواقع الأثرية بالعراق».

فيما يقول مدير مفتشية الآثار والتراث في الأنبار، عمار علي: إن «المحافظة تحتضن العديد من الآثار التي تعود لمختلف الحضارات، ولكن ما يميزها هو اتساع الرقعة الجغرافية وانتشار المئات من المواقع الأثرية المكتشفة والمسجلة لدى الهيئة العامة للآثار والتراث».

ويشير الى أن «المسح الأثري للمحافظة لم يكتمل بعد، ولو أجريت أعمال مسح شاملة، فمن المتوقع أن يتضاعف عدد المواقع الأثرية المكتشفة»، مؤكدا ان محافظته تتميز بالأدوار التاريخية والحضارية من فترات ما قبل التاريخ وصولاً إلى العصور الحديثة.

ويعد علي أن اكتشاف النواعير في المنطقة كان «نقلة نوعية» في القطاع الزراعي، حيث انتشرت بعدها بشكل كبير لأداء وظائف متعددة.

وأكد أن «بعض المواقع الأثرية لم تُجر لها عمليات صيانة بسبب قلة التخصيصات المالية»، معربًا عن أمله في استكمال أعمال الصيانة في مواقع هامة مثل مدينة عانة الأثرية، وخان جريجب، وسور قلعة هيت.

*****************************************************************

المشاريع الخدمية في كربلاء.. الوزارية منها متلكئة والمحلية تفتقد الجودة

بغداد ـ طريق الشعب

في كربلاء لا يختلف واقع المشاريع الخدمية عن باقي المحافظات، إذ يرصد بشكل مستمر وجود حالات من الفساد وغياب الشفافية والمهنية في تقديم الخدمات، ما انعكس سلبا على جودة الخدمات في المدينة.

وبالرغم من إعلان الحكومة المحلية عن إنجازاتها في تنفيذ مشاريع الخدمات، إلا أن مسؤولين في مجلس النواب يجدونها أنجزت على حساب الجودة.

ضعف المراقبة

يقول نائب عن محافظة كربلاء محمد الخفاجي: إن «المشاريع المتلكئة في اغلب المحافظات تكون عادةً وزارية؛ اذ تُحال مركزياً من قبل الوزارات المعنية مثل الإعمار والإسكان أو الصحة أو التربية»، مؤكداً أنها تتسم «بضعف المراقبة والمتابعة المركزية».

ويضيف الخفاجي في حديث مع «طريق الشعب»، أن الحكومة المحلية لا تملك دوراً «سوى الإشراف من بعيد»، مشيرا إلى أن الحال ذاته ينطبق في كربلاء، حيث تشهد المشاريع المركزية تلكؤا كبيرا.

وبالحديث عن المشاريع المحلية، بيَّن أنها «تحال إلى شركات أجنبية ومحلية، وتنجز بسرعة»، مستدركا بالقول إنه «بالرغم من سرعة التنفيذ، إلا أنها تفتقد الجودة والرصانة، كما تغيب عمليات استدامة المشاريع».

ويكمل «نحن بحاجة إلى رفع مستوى مشاريعنا لتصبح على قدم المساواة مع المشاريع في الدول المتقدمة»، فيما عبّر عن رفضه الاكتفاء بمشاريع تعاني من التقصير والإهمال، يمكن ملاحظتها بسهولة».

ويؤكد وجود متابعة «لملف المشاريع مع وزارة التخطيط وبقية الجهات المعنية، وتم تصحيح بعض المسارات»، مشددا على أهمية متابعة صرف الأموال، حيث يرصد العديد من حالات هدر المال العام. ويختتم الخفاجي حديثه بالقول: أن معظم المشاريع التي تحال للتنفيذ في المحافظة تعد بسيطة.

فساد ومحاصصة

فيما يقول مهندس الطرق حسن فالح، مواطن من محافظة كربلاء، إن «الطرق في المدينة تخالف المواصفات المعتمدة، حيث يتم استخدام مواد غير جيدة وتصاميم طرق غير صحيحة»، مشيرا إلى أن الطرق تظهر عليها علامات التلف بعد فترة قصيرة من الانتهاء من الإنجاز، حيث تتلكأ وتظهر عليها حفريات.

ويضيف فالح لـ»طريق الشعب»، أن «هناك ضغطاً من قبل الشركات المنفذة لتجاوز الفحوصات التي تتعلق بالمواد، دون مراعاة جودة العمل، مما يؤدي إلى فشل في الانجاز وتكرار الإصلاحات، ما يؤشر وجود هدر وفساد في المال العام.  ويبين أن «الإهمال والتقصير من قبل المسؤولين في كربلاء متعمد. كما أن المشاريع التي تحال وتنفذ في المدينة لا تتناسب مع حجم الأموال التي تصرف»، مؤكدا أن «هناك غيابا لنسب انجاز المشاريع الحقيقية بالإضافة إلى الافتقار للكشوفات المطلوبة».

ويضيف أن «الفساد والمحاصصة اهلكا قطاع الخدمات في المدينة».

رصد

يقول مسؤول إعلام هيئة النزاهة علي محمد: إن «الهيئة تمكنت خلال الشهر الحالي من ضبط 11 متهما بالتجاوز على المال العام في محافظة كربلاء، ورصد مخالفات بمديريات الموارد المائية والطرق والجسور والتربية»، مؤكدا «رصد مخالفات في صيانة جسر الهندية الثاني».

ويضيف محمد لـ»طريق لشعب»، أنه «خلال الشهر السابق رصدت الهيئة هدرا في المال العام لمشروع ماء الهندية الجديد، والذي ناهزت كلفته 33 مليار دينار»، ويكمل أنه «تم رصد مخالفات في 4 مشاريع بلغت كلفتها 8 مليارات دينار، فيما تم ضبط المدير السابق لمكتب محافظة كربلاء متلبسا بالرشوة، حيث اعترف بتسلمه مبلغا تجاوز 6 ملايين دينار على دفعتين»، أما سبب اخذ الرشوة فيعود لادعاء المدير السابق إمكانية الحصول على استثناء لتمشية معاملة بيع عقار تابع للدولة لاحد المواطنين.

****************************************************************

اقتصاديون: السياسة المالية تقود البلاد نحو الهاوية

واضاف المرسومي في حديث مع “طريق الشعب” أن “الرواتب أيضًا قد ازدادت بحوالي 3 تريليونات دينار، حيث كانت 59 تريليونا، ووصلت إلى 62 تريليون دينار. ويبدو أن ما تسرب من أخبار يشير إلى أنه حتى موازنة تنمية الأقاليم والبترودولار قد تم تخفيضها في موازنة 2024 لصالح موازنة الوزارات، وهذا بالطبع من الممكن أن يثير لغطا كثيرا واعتراضات”.

وأضاف قائلًا: «حتى سعر برميل النفط قد تم رفعه في هذه الموازنة من 10 آلاف إلى 16 ألف دينار، وهذا قد يثير اضطرابات واحتجاجات من قبل المصافي، لأنه سيحولها من شركات رابحة إلى خاسرة».

وأكد أنه في ظل هذه المعطيات «فإن البلد يُقاد نحو الهاوية، فحجم العجز كبير والأكبر في تاريخ العراق، وقطعا سيُمول من خلال الاقتراض الداخلي أو الخارجي، وحتى لو انخفض العجز إلى النصف سيبقى المبلغ كبيرًا جدًا، ونلاحظ أن جل الإنفاق هو إنفاق تشغيلي وحتى الاستثماري قسم كبير منه يذهب لنفقات جولات التراخيص، والقسم الآخر استثمارات لا تؤدي إلى طاقات إنتاجية جديدة، كما هو الحال في استثمارات المجسرات أو المجاري والطرق، فالبرغم أهميتها الا إنها لا تخلق طاقات إنتاجية، ولا تؤدي إلى زيادة مهمة في الناتج الإجمالي، وبالتالي فان اقتصاد البلد لا يخلق فرص عمل، والأموال تُبذر في مناطق ونواح غير مجدية، وبالتالي وجدنا أننا نعتمد على النفط بنسبة أكثر من 94 في المائة في هذه الموازنة أو الموازنات السابقة».

المؤشرات الاقتصادية مقلقة

وفي ما يخص الحديث عن النمو الاقتصادي والصعود الإيجابي في الاقتصاد، قال إن «النمو الاقتصادي الحاصل في العراق سببه أسعار النفط، إذ لا يوجد هناك نمو اقتصادي حقيقي، ولا يوجد تنويع في الموارد، إذ لا يزال النفط هو المورد الرئيس للموازنة»، معتقدا أن «الحديث عن صعود اقتصادي متشعب هو أمر مبالغ به، لأن المؤشرات الاقتصادية لا تعطي انطباعًا إيجابيًا جدًا عما يحصل».

وخلص إلى القول إن «أسعار النفط المرتفعة تجعل الحكومة تنفق بارتياح، لكن هذا الإنفاق لم ولن يؤدي إلى خلق فرص عمل حقيقية للناس، ولن يؤدي إلى تطوير الطاقة الإنتاجية أو نوعية الخدمات»، مؤكدًا أن ما يحصل هو عملية ترقيع لبعض جوانب الحياة الاقتصادية في العراق. بينما نحن بحاجة ماسة إلى تنمية حقيقية تخلق طاقات إنتاجية في الزراعة والصناعة والخدمات، وأن ما موجود اليوم في العراق وعمليات الإعمار هنا وهناك لا تؤدي إلى وضع الاقتصاد في العراق على المسار الصحيح».

عجز كبير وخيالي

المختص بالشأن الاقتصادي، باسم جميل أنطوان، قال إن «الموازنة لا تزال سياسية وليست فنية، ففيها الكثير من المشاكل المتراكمة، وقد أكدنا سابقًا أنها يجب أن تكون سنوية، لانها تعتمد على ريع نفطي غير مستقر من ناحية الإيرادات».

وأضاف أنطوان في حديث لـ»طريق الشعب»، أن «العجز في الموازنة خيالي ومبالغ فيه، إذ هناك إنفاق كبير لا تقابله إيرادات، وكل هذا الإنفاق هو تشغيلي وليس استثماريا ولا بد من علاجه»، موضحًا أن «الحكومة تحاول خلق فرص عمل للعاطلين، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فالمشاريع الحالية من جسور وغيرها لا تُدر إيرادات على المدى القريب».

وأكد أن «المعطيات الحالية تشير إلى أن الموازنة الحالية لا تزال موازنة تقليدية ولا تختلف عن سابقاتها في شيء، حيث تلجأ الحكومة فيها إلى إرضاء الشارع وفتح تعيينات كبيرة تستنزف مبالغ من الموازنة. بينما الأجدر هو خلق فرص عمل حقيقية في القطاع الخاص لتخفيف العبء على القطاع العام».

تأثيرات سياسية

بدوره، قال عضو اللجنة المالية النيابية معين الكاظمي، أن الموازنة تحتاج إلى أكثر من شهر لإقرارها في البرلمان، بعد إرسالها من قبل مجلس الوزراء.

واضاف الكاظمي، أن «الموازنة تتطلب وقتًا لمراجعة الجداول والزيادات في الإيرادات والنفقات»، مشيرا الى أن «الاتفاقات السياسية تؤثر بشكل كبير في تحديد مصير العديد من القوانين، بما في ذلك الموازنة العامة»، مشيرًا إلى أن «اللجنة المالية ستسعى جاهدة لإبعاد الموازنة عن الصفقات السياسية، وإقرارها في أقرب وقت ممكن».

إيرادات الدولة

وكانت وزارة المالية كشفت عن حجم الإيرادات العراقية في الموازنة الاتحادية خلال ثلاثة أشهر.

ووفقا للجداول والبيانات التي أصدرتها الوزارة في شهر أيار الجاري لحسابات لأشهر كانون الثاني وشباط وآذار للسنة المالية الحالية والتي بيّنت أن النفط ما يزال يشكل المورد الرئيسي لموازنة العراق العامة حيث بلغت نسبة مساهمته 89 في المائة، مما يشير إلى أن الاقتصاد الريعي هو الأساس في موازنة البلاد العامة.

وأشارت جداول المالية إلى أن إجمالي الإيرادات في الأشهر الثلاثة الأولى بلغت 31 تريليوناً و187 ملياراً و625 مليوناً و445 ألفاً و38 ديناراً، وأن إجمالي النفقات مع السلف بلغ 3 تريليونات و678 ملياراً و245 مليوناً و419 ألف دينار.

وبحسب الجداول فإن إيرادات النفط بلغت 27 تريليوناً و675 ملياراً و924 مليوناً و540 ألف دينار، وهي تشكل 89 في المائة من الموازنة العامة، في حين بلغت الإيرادات غير النفطية 3 تريليونات و533 ملياراً و932 مليوناً و400 ألف دينار.

****************************************************************

الصفحة الخامسة

لا تزال تنتظر إكمال مستشفاها التخصصي..  إصابات السرطان تتصاعد في نينوى وكُلف العلاج تُنهك الأهالي

متابعة – طريق الشعب

 

تواجه محافظة نينوى واقعاً صحيا مأساوياً إثر ارتفاع عدد الإصابات السرطانية بين سكانها بشكل غير مسبوق، بينما تفتقر إلى مستشفى متخصص في علاج هذا المرض، الأمر الذي ينذر بفقدان السيطرة عليه، لا سيما أن المحافظة يسكنها 10 في المائة من مجموع سكان العراق.

وكان وزير الصحة صالح الحسناوي قد أفاد في تصريح صحفي إبان نيسان الماضي، بأن نينوى تحتضن أعلى نسبة إصابات بالأمراض السرطانية، قياساً الى عدد السكان. فيما وصف خبراء صحيون تصدر نينوى نسبة الإصابات بـ”المفاجأة”، لا سيما ان المحافظة عاجزة عن تقديم العلاج الكافي للمصابين، نظرا لخلوها من مستشفى تخصصي وأجهزة ومستلزمات للعلاج الإشعاعي. وبسبب خلو المحافظة من أجهزة العلاج بالإشعاع، يضطر المصابون بالسرطان إلى السفر لمحافظات كردستان  أو إلى بغداد أو محافظات الجنوب، لتلقي هذا العلاج. علماً أن السلطات المحلية كانت قد وعدت بتوفير أجهزة الإشعاع بعد تحرير المحافظة من تنظيم داعش الإرهابي عام 2017.

64 مصابا بين كل 100 ألف

في حديث صحفي، قال مدير مستشفى الأورام والطب الذري في الموصل، عبد القادر سالم، أن “إحصاءات الإصابات بالأمراض السرطانية التي صدرت هذا العام خاصة بعام 2022، باعتبار أن وزارة الصحة تصدر كل عام إحصاءً بعدد المصابين المسجلين قبل عامين”.

واضاف قائلا ان “الإصابات لا تحسب بعددها، إنما بنسبة حدوثها بين 100 ألف نسمة. ويتغيّر عدد الحالات بحسب التزايد السكاني. فنسبة حدوث المرض في العراق هي 92 حالة لكل 100 ألف نسمة. وفي نينوى 64 حالة لكل 100 ألف نسمة. وعند حساب عدد المرضى سيبدو أنه أكبر في نينوى، لأن عدد سكانها يشكل نسبة 10 في المائة من سكان العراق، وهذه النسبة مقارنة بعدد السكان أعلى بكثير منها لدى سكان محافظات أخرى مثل النجف التي سجلت 123 إصابة لكل 100 ألف نسمة”.

وذكر سالم أن نينوى سجلت 2926 إصابة بالسرطان في آخر إحصاء أجرته وزارة الصحة، وهو خاص بعام 2022. في حين جرى تسجيل 39 ألف إصابة في عموم العراق. ويؤكد أنه “لا زيادة في عدد الإصابات في البلاد. وبالنسبة لنينوى فمعدلات إصاباتها لا تزال ضمن تلك السنوية الطبيعية. اما الزيادة التي سُجلت فهي ترتبط بارتفاع عدد السكان من جهة، وبزيادة معدلات كشف المرض من جهة أخرى”.

وعن عدد الوفيات، بيّن ان “العراق سجل 11421 وفاة عام 2022، بينها 989 في نينوى. وهذه الوفيات لا تشمل جميع الإصابات المسجلة في العام نفسه، بل أيضاً إصابات سُجلت في أعوام سابقة”.

عن مستشفى السرطان

وفي شأن افتقار نينوى إلى مركز طبي تخصصي لعلاج السرطان، يقول سالم ان “المستشفى المخصص لهذه الأمراض قيد الإنشاء منذ سنوات. وقد شهدت أعماله تأخيراً كبيراً كونها تُنفذ بمنحة قدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). فقد كان يُفترض أن ينجز المستشفى الذي يقع في مدينة الموصل عام 2022، لكن ذلك لم يحصل. حيث بلغت نسبة الإنجاز 70 في المائة، ونحن نأمل أن يُنجز المستشفى نهاية العام الجاري، كي يتم تجهيزه بالأجهزة الطبية، وبينها أجهزة المعجلات الخطية التي تنتج دفقات من الأشعة السينية تُوجَّه نحو خلايا الأورام لتدميرها”.

ويلفت إلى انه “من المقرر أن تصل ثلاثة أجهزة معجلات خطية إلى المستشفى، أحدها على حساب محافظة نينوى، والثاني على حساب وزارة الصحة، والثالث على حساب صندوق إعمار المناطق المحررة”.

من جانبه، يقول محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، أن “المحافظة تحتاج بصورة ملحّة إلى إكمال تشييد مستشفى الأورام السرطانية، من أجل إنهاء معاناة المصابين الذين يضطرون إلى السفر لمحافظات أخرى من أجل تلقي العلاج”.

ويضيف في حديث صحفي قوله أن “نسبة إنجاز المستشفى تبلغ حاليا 70 في المائة. علماً أنه يُفترض أن يكون الأول والأكبر في المنطقة الشمالية في علاج وتشخيص الأمراض السرطانية”، لافتا إلى ان “الحكومة المحلية طلبت من ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيراً، الإسراع في إنجاز مبنى المستشفى وتسليمه، لأن الأمراض السرطانية تصاعدت بشكل كبير في المحافظة خلال السنوات الأخيرة”.

علاجات باهظة

في الوقت الحالي، يلجأ العديد من مرضى السرطان إلى العلاج في خارج البلاد، فيما إذا سمحت لهم أوضاعهم المالية. لكن المشكلة الكبرى تواجه الفقراء وذوي الدخل المحدود، فهؤلاء ليس أمامهم سوى مراجعة المستشفيات الحكومية، التي لا تقدم إلا الجزء اليسير من العلاج.

وتنقل وكالة أنباء “العربي الجديد” عن مصدر في هيئة صحة نينوى، قوله أن “المصابين يضطرون إلى أخذ جرعات العلاج بالإشعاع في المستشفيات الخاصة في بغداد وكردستان ومحافظات الجنوب، بسبب الازدحام الذي تشهده أجهزة “المعجلات الخطية” في المستشفيات الحكومية”، مبينا أنه “يتطلب من المريض، بعد أن يقدم على حجز الجهاز في مستشفى حكومي، الانتظار نحو 6 شهور حتى يأتي دوره”.

ويشير المصدر الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه، إلى أن “تكاليف العلاج بالإشعاع في المستشفيات الخاصة تبدأ من 6 ملايين دينار وصولاً إلى 22 مليون دينار”، لافتا إلى ان “العديد من المصابين يتلقون العلاج الكيميائي على نفقة الدولة، بينما يضطر آخرون إلى شراء جرعات العلاج على نفقتهم الخاصة بأسعار تتراوح بين 100 و400 دولار للجرعة، بسبب عدم توفرها باستمرار في دوائر الصحة الحكومية”.

ويذكر أيضاً أن “العديد من المصابين في نينوى غير مسجلين في إحصاءات وزارة الصحة، لأن تشخيصهم وعلاجهم يجري في دول مجاورة مثل الأردن وتركيا وإيران”.

مافيات تعمل لصالح المستشفيات الخاصة!

إلى ذلك، يتحدث الناشط سعد العامر عن تعرض مصابين بأمراض السرطان في نينوى إلى “الإذلال” بسبب اضطرارهم إلى السفر لمحافظات أخرى ودول مجاورة من أجل تلقي العلاجات غير المتوفرة في المحافظة، خاصة العلاج الإشعاعي.

ويلفت في حديث لوكالة أنباء “العربي الجديد”، إلى ان “هناك مافيات في المؤسسات الصحية تعمل على عدم تفعيل ملف علاج الأمراض السرطانية في نينوى، من أجل تنشيط أعمال القطاع الخاص. كما أن الأمر يتأثر بتدخلات سياسية تهدف إلى ربط وجود الأجهزة الخاصة بالعلاج في نينوى بفترة الانتخابات، لمحاولة استغلال الموضوع في الدعاية الانتخابية”.

ويوضح أن “الوعود التي أطلقتها السلطات المركزية والمحلية في شأن توفير أجهزة المعجلات الخطية في نينوى ذهبت أدراج الرياح، وشمل ذلك أيضاً الوعود بتصليح جهازين من هذا النوع في مستشفى جامعة الموصل، كانا قد تعرضا لأضرار خلال الحرب”.

وينتقد العامر “غياب الأولويات في خطط صرف الأموال على المشاريع. فشراء الأجهزة الطبية لعلاج الأمراض الخطيرة مثل السرطان، أكثر أهمية من تبليط الشوارع وإنشاء الحدائق وطلاء الأرصفة”.

**********************************************************************************

بعد سنوات من الانتظار.. سكان حي بغدادي يستقبلون الخدمات بفرح كبير!

متابعة – طريق الشعب

بعد سنوات على فرزه وتوزيعه كأراضٍ سكنية، شهد حي الأمن الوطن في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، دخول أول مشاريعه الخدمية حيز التنفيذ. حيث استقبل سكان المحلة 957 آليات أمانة بغداد بترحاب وفرح كبير، لتتم المباشرة بأعمال تأسيس شبكة المجاري، والتي ستليها مشاريع لتوسعة شبكة مياه الإسالة والشبكة الكهربائية، ثم إكساء الشوارع الفرعية وإنارتها.

وفي حديث صحفي، قال المواطن كرار عاشور، أن “آليات أمانة العاصمة دخلت إلى حيّنا بعد سنوات من الانتظار والمعاناة. فقد تمت المباشرة بحفريات مشروع شبكة المجاري، ما أفرحنا كثيرا”.

وأضاف قائلا أن “الأهالي استبشروا خيرا بالمشروع، آملين أن تستكمل بقية الخدمات”.

فيما قال المواطن عدنان جليل، أنه “خلال السنوات الماضية ناشدنا كثيرا تزويد منطقتنا بالخدمات. لكن التنفيذ تأخر كثيرا، بالرغم من كون منطقتنا طابو سكنيا صرفا”.

**************************************************************

شوارع رديئة ومجارٍ منسدّة في حي المعالف

متابعة – طريق الشعب

بين حين وآخر، يضطر سكان حي المعالف جنوب غربي بغداد، إلى جمع الأموال لاستئجار آليات أهلية لمعالجة طفح المجاري وتراكم النفايات في الحي.

ويشكو عدد من سكان المحلة 843 في الحي، من غياب الجهد البلدي عن منطقتهم منذ سنوات، مطالبين الجهات المعنية، بالإسراع في تأهيل شبكة المجاري المتهالكة، والتي تتسبب في غرق المنازل بمياه الصرف الصحي، نظرا لانسدادها بصورة متكررة، لا سيما خلال موسم الأمطار.

يقول المواطن صلاح عطية، أن «مشكلة المعالف، وتحديدا المحلة 843، هي تهالك المجاري»، مبينا في حديث صحفي أن «المجاري غالبا ما تطفح. وبسبب انخفاض مستويات المنازل عن مستوى الشارع، كثيرا ما تغرق بمياه الصرف الصحي».

ويناشد المواطن الجهات المسؤولة «النظر إلى حال منطقتنا. فشوارعنا متخسفة وفيها تكسرات جسيمة، ومجارينا متهالكة».

أما المواطن حيدر عبد الزهرة، فيقول أنه «منذ سنوات طويلة لم تدخل منطقتنا أي من آليات البلدية، سواء لغرض تأهيل شبكة المجاري، أم تبليط الأزقة المتردية»، مبينا أنه «عندما تطفح المجاري يضطر السكان إلى جمع مبالغ مالية لاستئجار آليات لغرض فك انسداد المجاري وسحب مياهها».

فيما تقول المواطنة أم رسول، أنهم سئموا من مناشدة المسؤولين ودون جدوى، مضيفة قولها: «نريد حلا لمشكلة المجاري وغيرها من المشكلات الخدمية، مثل تراكم النفايات قرب المنازل».

وتشير إلى أنهم في كل مرة يجمعون الأموال لاستئجار آليات لمعالجة المجاري أو رفع النفايات، لكن بعض السكان جزعوا من تكرار هذه الحالة، وبعضهم صار يرفض دفع المال.

***********************************************************************

السيافية الثانية.. لا خدمات لا مدارس  ولا مركز صحي

بغداد – طريق الشعب

شكا أهالي منطقة السيافية الثانية التابعة إلى ناحية الرشيد في قضاء المحمودية، افتقار منطقتهم، وهي زراعية، إلى مجمل الخدمات الأساسية. وقال المواطن مبدر حميد، من أهالي المنطقة، أن منطقتهم لا توجد فيها مدرسة متوسطة ولا إعدادية. كما انها تعاني عدم وجود مركز صحي، ما يضطر الأهالي إلى نقل مرضاهم لمستشفى قضاء المحمودية، الذي يبعد عن منطقتهم مسافة بعيدة تصل إلى عشرات الكيلومترات.

وأضاف قائلا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن المنطقة تفتقر لوجود وحدة بيطرية، رغم كونها زراعية وتربى فيها أغنام وأبقار ودواجن. فيما أوضح أن الشوارع الرئيسة المؤدية إلى المنطقة، غير مبلطة، وتمتلئ بالأوحال خلال مواسم الأمطار.

وباسم أهالي المنطقة، ناشد المواطن الجهات المعنية متابعة واقعهم الخدمي، وتوفير متطلباته.  

*************************************************************

قلقون على أبنائهم الطلبة ميسانيون يطالبون ببناء جسور للمشاة

متابعة – طريق الشعب

طالب أولياء أمور طلبة في محافظة ميسان، الحكومة المحلية بإنشاء جسور لعبور المشاة أو وضع مفارز مرورية، على الشوارع الرئيسة التي تقع عليها مدارس، وذلك قبل بدء الامتحانات الوزارية.

وقال عدد من أولياء الأمور، في حديث صحفي، أنهم يبقون قلقين على أبنائهم طيلة فترة ذهابهم إلى مدارسهم، مشيرين أن هناك العديد من المدارس في مركز المحافظة، تقع على طرق تشهد حركة مرورية سريعة، وزحامات تدفع بعض السائقين المتهورين إلى المخالفة والسير “رونك سايد”، ما يشكل خطرا على المارة. وذكر عدد من الطلبة في حديث صحفي، أنهم يواجهون خطورة كبيرة اثناء عبورهم الشوارع العامة، ومنها شارع منطقة العمارات في مدينة العمارة، والذي تقع عليه إحدى المدارس المتوسطة، مبينين أن الشارع عريض والسيارات والدراجات تمر منه مسرعة جدا، الأمر الذي يقلقهم ويجعلهم أحيانا يقفون طويلا في انتظار فرصة للعبور.

 

*************************************************************************

البصرة.. تلكؤ مشروع البنى التحتية في «سكة عون»

متابعة – طريق الشعب 

نظم جمع من أهالي منطقة “سكة عون” الواقعة في مدخل طريق قضاء أبي الخصيب، أخيرا، وقفة احتجاجية على تلكؤ مشروع البنى التحتية في منطقتهم.

وذكر عدد من المحتجين في مقطع فيديو نشرته وكالات أنباء، أن عمل الشركة المنفذة للمشروع متلكئ منذ 18 شهرا، وغير مطابق للمواصفات الفنية المطلوبة، مطالبين بسحب العمل من الشركة.

وشدد الأهالي على أهمية إنجاز شبكة مجاري مياه الأمطار، فضلا عن إيصال أنابيب مياه الإسالة إلى المنازل، وقشط الأزقة الفرعية قبل تبليطها بالحجر المقرنص.

**************************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان عقيلة الشهيد المناضل صاحب ملا خصاف (ام فيصل)، التي توفيت إثر صراع طويل مع المرض.

والفقيدة امرأة مناضلة صابرة كانت عونا وسندا لزوجها الشهيد الخالد.

لها الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق مظهر عودة عباس (ابو احمد)، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

*****************************************************************************

الصفحة السادسة

أيرلندا تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين

دبلن ـ وكالات

أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال أيار الجاري.

وذكر هاريس في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا المجاعة الأيرلندية الكبرى بين عامي 1845 و1852 بالعاصمة لندن، أن موقف أيرلندا من قضايا الشرق الأوسط وغزة وإسرائيل واضح.

كما أكد على ضرورة وقف العنف فورا ووصول المساعدات الإنسانية بدون عائق بسبب الكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة. وأشار هاريس إلى أن أيرلندا تتحرك مع الدول التي تريد الاعتراف بدولة فلسطين.

وفي هذا السياق، أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن إسبانيا ستعترف بدولة فلسطين في 21 أيار الجاري، مشيرا إلى أن دولا أوروبية أخرى مثل مالطا وسلوفينيا وأيرلندا في طريقها للاعتراف بدولة فلسطين.

ويذكر أن بوريل قد صرح في التاسع من أيار الجاري بأن إسبانيا وأيرلندا تنويان الاعتراف بدولة فلسطين في 21 أيار، مشيرا إلى أن سلوفينيا قد تتخذ الخطوة نفسها في ذلك اليوم أيضا.

وأضاف أن دولا أوروبية أخرى قد تعترف بفلسطين أيضا، ومن بينها بلجيكا. ويقود رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حملة دبلوماسية منذ تشرين الثاني 2023 لإقناع الدول الغربية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية من أجل وضع حد للنزاع في الشرق الأوسط، وذلك في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتجدر الإشارة إلى أن 8 أعضاء في الاتحاد الأوروبي يعترفون بدولة فلسطين وهم: بلغاريا، بولندا، التشيك، رومانيا، سلوفاكيا، المجر، إدارة جنوب قبرص الرومية، والسويد.

******************************************************************************

مصر تشكو تراجع إيرادات قناة السويس

القاهرة ـ وكالات

قال وزير المالية المصري محمد معيط إن تقديرات بلاده تشير إلى تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 في المائة، بسبب توترات البحر الأحمر القائمة.

وذكر الوزير المصري أن «هناك تقديرات بتراجع عوائد قناة السويس بنحو 60 في المائة بسبب التوترات بمنطقة البحر الأحمر، وفي المقابل تتزايد المصروفات العامة».

وأضاف الوزير: «بدأنا مرحلة تصحيحية لمسار الاقتصاد المصري لتجاوز الآثار السلبية بالغة القسوة للتحديات الخارجية والداخلية والحد من المخاطر المحتملة، في ظل تصاعد تداعيات الحرب في أوكرانيا وغزة وغيرها من مظاهر عدم الاستقرار بالشرق الأوسط، بما في ذلك حالة الاضطراب بمنطقة البحر الأحمر». وأوضح معيط أنه إدارة المالية العامة للدولة تتم في ظروف صعبة «مش عارفين الأزمات العالمية والإقليمية رايحة على فين؟». وكشف أن الموجة التضخمية المترتبة على الأزمات العالمية والإقليمية رفعت الفاتورة الاستيرادية بنحو ٤ مليارات دولار شهريًا، لافتًا إلى أن الإنفاق على دعم الموارد البترولية ارتفع جدًا ويقترب من ٢٠٠ مليار جنيه نتيجة لزيادة الأسعار العالمية وتكاليف الشحن وتغير سعر الصرف أمام الدولار.

وتعتبر قناة السويس من أهم القنوات والمضائق حول العالم، وهي أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وتعد من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة لمصر.

وحققت القناة في العام المالي 2022-2023 عائدات مالية بلغت 9.4 مليارات دولار، وهي أعلى إيرادات سنوية تسجلها، وبزيادة قدرها نحو 35 في المائة عن العام السابق.

***********************************************************************

رفضٌ لمساواة الضحية بالجلاد.ز مدعي عام الجنائية الدولية يطلب إصدار مذكرة توقيف في حقّ نتنياهو ووزير حربه

متابعة ـ طريق الشعب

طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أمس الاثنين إصدار مذكرة توقيف في حقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت للاشتباه بارتكابهما جرائم حرب، فيما انتقدت فصائل فلسطينية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق ثلاثة من قادة الحركة الفلسطينية معتبرة إياها «مساواة بين الضحية والجلاد».

جرائم ضد الإنسانية

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، يتحملان المسؤولية عن الجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وأضاف أن الأدلة خلصت إلى أن مسؤولين إسرائيليين حرموا بشكل ممنهج فلسطينيين من أساسيات الحياة، وأن نتنياهو وغالانت متواطئان في التسبب في المعاناة وتجويع المدنيين في غزة.

وأشار إلى أنه «استنادا إلى الأدلة التي جمعها مكتبي وفحصها، لدي أسباب معقولة للاعتقاد أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع في إسرائيلي يوآف غالانت، يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت على أراضي دولة فلسطين اعتبارا من الثامن تشرين الاول 2023 على الأقل».

وتشمل الجرائم، وفق المدعي العام، «تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب، وتعمد إحداث معاناة شديدة، أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، والقتل العمد، وتعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين باعتباره جريمة، والإبادة أو القتل العمد، والاضطهاد باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وأفعالا لا إنسانية أخرى».

وفي المقابل، قال خان إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد أن كلا من رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، والقائد العسكري للقسام محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إسرائيل، حسب تعبيره.

ردود الأفعال

وفي ردود الفعل داخل إسرائيل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول قريب من نتنياهو قوله إن إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين «وصمة عار على مستوى عالمي».

أما الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، فوصف طلب المدعي اعتقال المسؤوليْن الإسرائيليين بأنه «في حد ذاته جريمة ذات أبعاد تاريخية».

وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير نتنياهو وغالانت بتجاهل المدعي العام «المعادي للسامية» وبتصعيد الهجوم ضد حماس.

ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إعلان المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت بأنه «كارثة».

مساواة الضحية بالجلاد

وفي الجانب الفلسطيني، قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس لرويترز إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق ثلاثة من قادة الحركة الفلسطينية «مساواة بين الضحية والجلاد».

وأضاف أن قرار المحكمة يشجع إسرائيل على الاستمرار في «حرب الإبادة». وانضمت فلسطين إلى نظام روما الذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، وعليه لدى المحكمة صلاحيات لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين بتهمة جرائم الحرب التي ترتكب على أراض فلسطينية.

الأهم هو أن من شأن قرار الاعتقال أن يصعّب على المسؤولين الإسرائيليين من السفر إلى 123 دولة موقعة على نظام روما خشية الاعتقال والتسليم للمحكمة.

وأكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في وقت سابق من الشهر الجاري أنّه لن يرضخ لنفوذ «أقوياء» هذا العالم، في إشارة إلى تهديدات تستهدفه في قضايا مرتبطة بالحرب في غزة.

وفي بداية أيار الجاري، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية تحذيراً إلى «الأفراد الذين يهدّدون بالانتقام» منها أو من موظفيها، مؤكدة أنّ مثل هذه الإجراءات يمكن أن تشكّل «اعتداء على مجرى العدالة».

وحذر أعضاء جمهوريون بمجلس الشيوخ الأمريكي، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان من إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، وهددوه بـ«عقوبات ثقيلة».

************************************************************************

بريطانيا.. القضاء يسمح لصاحب «ويكيليكس» بالطعن في قرار تسليمه لواشنطن

لندن ـ وكالات

قضت المحكمة البريطانية العليا في لندن أمس الاثنين، بالسماح لمؤسس موقع ويكيليكس بتقديم طعن على احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة.

ووافقت المحكمة العليا جزئيا على طلب الاستئناف المقدم من أسانغ (52 عاما) الأسترالي المولد، وبذلك، تم تجنب تسليمه الفوري إلى الولايات المتحدة بشكل مبدئي.

وكان محامو أسانغ أقنعوا هيئة المحكمة خلال جلسة استماع استمرت قرابة الساعتين بأن من حق الأسترالي عرض حججه في إجراء استئناف كامل.

وكان قاضيان قد أرجأا قرارا في آذار الماضي بشأن ما إذا كان بإمكان أسانغ، الذي يحاول تجنب الملاحقة القضائية في الولايات المتحدة بتهم التجسس المتعلقة بنشر آلاف الوثائق السرية والدبلوماسية، نقل قضيته إلى جلسة استئناف أخرى.

وفي تلك المناسبة، حكمت السيدة فيكتوريا شارب والقاضي جونسون بأنه سيكون قادراً على تقديم استئناف ضد التسليم لثلاثة أسباب، ما لم تقدم الولايات المتحدة ضمانات «مرضية».

وكانت الضمانات المطلوبة هي السماح له بالاعتماد على التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة، الذي يحمي حرية التعبير؛ وأنه لن «يتضرر أثناء المحاكمة» بسبب جنسيته؛ وأنه لن يتم فرض عقوبة الإعدام عليه.

تجدر الإشارة إلى أن القضية تتعلق بالدرجة الأولى بمسألة ما إذا كان يمكن لأسانغ، بصفته مواطنا أجنبيا، أن يستند إلى الحق في حرية التعبير في الولايات المتحدة في حال محاكمته هناك.

يذكر أن أسانج محتجز في بريطانيا منذ عام 2019 بعدما ظل متحصنا داخل سفارة الإكوادور على مدار سبعة أعوام قبل ان تلغي حكومة الإكوادور وضع اللجوء السياسي الخاص به وتطرده من السفارة في لندن.

وكانت طلبت الولايات المتحدة من السلطات البريطانية تسليمها أسانج حتى تتم محاكمته في 17 تهمة بالتجسس وتهمة واحدة تتعلق بإساءة استخدام الحاسوب.

وقال المدعون الأمريكيون إن أسانغ ساعد بشكل غير قانوني محلل المخابرات بالجيش الأمريكي تشيلسي مانينغ في سرقة البرقيات الدبلوماسية السرية والملفات العسكرية التي نشرتها «ويكيليكس» لاحقًا، ما يعرض الأرواح للخطر.

*****************************************************************************

في أحدث تقرير لمعهد ستكهولم للسلام العالمي .. الحروب والتوترات تزيد من الإنفاق العسكري العالمي

رشيد غويلب

أشار أحدث تقرير لمعهد ستوكهولم العالمي لأبحاث السلام «سيبري» بشأن الإنفاق العسكري العالمي الصادرة في 22 نيسان2024 إلى أن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي في عام 2023، بلغ 2443 مليار دولار، بزيادة حقيقية قدرها 6,8 في المائة مقارنة بعام 2022. وهذه أكبر زيادة، مقارنة بالسنة السابقة منذ عام 2009. وقد زادت البلدان العشرة الأوائل في عام 2023، انفاقها العسكري، تتقدمها الولايات المتحدة والصين وروسيا.

أوكرانيا وروسيا

ارتفع الإنفاق العسكري الروسي بنسبة 24 في المائة ليصل إلى 109 مليارات دولار في عام 2023، أي بزيادة قدرها 57 في المائة منذ عام 2014، وهو العام الذي ضمت فيه روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2023، كان الإنفاق العسكري الروسي يمثل 16 في المائة من مجموع الإنفاق العام، وكانت نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي 59 في المائة.

وجاءت أوكرانيا في عام 2023 ثامنا في تسلسل الإنفاق العسكري، بعد ان ارتفع إنفاقها العسكري بنسبة 51 في المائة ليصل إلى 648 دولار، وبهذا كانت نسبة الإنفاق العسكري إلى الناتج الإجمالي المحلي 37 في المائة، ونسبة من مجموع الإنفاق العام 58 في المائة.

كان الإنفاق العسكري لأوكرانيا في عام 2023 أعلى من الإنفاق الروسي بنسبة 59 في المائة. وتلقت أوكرانيا أيضًا ما لا يقل عن 35 مليار دولار من المساعدات العسكرية هذا العام، بضمنها 25,4 مليار دولار من الولايات المتحدة. وبلغ مجموع ما أنفقته أوكرانيا والمساعدات التي تلقتها قرابة 91 في المائة من إنفاق روسيا.

الناتو

ظلت الولايات المتحدة الممولة الأكبر للناتو، في حين يعمل الأوربيون على زيادة حصتهم. وفي عام 2023، بلغ إنفاق الدول الأعضاء الـ 31 في الناتو 1341 مليار دولار، أي 55 في المائة من الإنفاق العسكري العالمي. وارتفع الإنفاق العسكري الأمريكي بنسبة 2,3 في المائة، ليصل إلى 916 مليار دولار هذا العام، أي 68 في المائة من مجموع الإنفاق العسكري للناتو. وفي عام 2023، زاد معظم أعضاء الناتو الأوروبيين إنفاقهم العسكري. وبلغ مجموع حصتهم من إجمالي إنفاق الناتو 28 في المائة، وهي أعلى نسبة منذ 10 سنوات. أما نسبة الـ 4 في المائة المتبقية فقد جاءت من كندا وتركيا. لقد حقق 11 بلدا عضوا في الناتو نسبة 2 في المائة المخصصة للجيش. وحقق 28 عضوا في الناتو هدف تخصيص 20 في المائة من الإنفاق العسكري على المعدات الحربية، وكانت هذه النسبة في 2014، 7 في المائة فقط.

الصين

الصين، ثاني أكبر مستثمر في مجال التسلح في العالم، وحسب التوقعات انفقت 296 مليار دولار على الجيش في عام 2023، بزيادة 6 في المائة، مقارنة بعام 2022. وتلك هذه هي الزيادة التاسعة والعشرون على التوالي في الإنفاق العسكري الصيني. وشكلت الصين نصف إجمالي الإنفاق العسكري في منطقة آسيا والمحيطات (أوقيانوسيا). وقد ربط العديد من جيران الصين الزيادات في إنفاقهم بإنفاق الصين العسكري المتزايد.

وأنفقت اليابان 50,2 مليار دولار على جيشها في عام 2023، بزيادة 11 في المائة، مقارنة بعام 2022.  وارتفع الإنفاق العسكري في تايوان بنسبة 11 في المائة في عام 2023، ليصل إلى 16,6 مليار دولار.

الشرق الأوسط

بسبب الحرب والتوترات، زاد الإنفاق العسكري، وفق التقديرات في الشرق الأوسط بنسبة 9 في المائة ليصل إلى 200 مليار دولار في عام 2023، وهو أعلى معدل نمو سنوي تم تسجيله في المنطقة في العشر سنوات الأخيرة.

وارتفع الإنفاق العسكري الإسرائيلي، وهو ثاني أكبر إنفاق في المنطقة بعد المملكة العربية السعودية، بنسبة 24 في المائة ليصل إلى 27,5 مليار دولار في عام 2023. وترجع الزيادة في الإنفاق إلى حد كبير إلى حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بعد الهجوم الذي نفذته حماس في تشرين الأول 2023.

أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي

ارتفع الإنفاق العسكري في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي بنسبة 54 في المائة في عام 2023 ع، مقارنة بعام 214. بسبب تزايد الجريمة المنظمة، والتوسع في استخدام القوات العسكرية ضد العصابات الإجرامية في العديد من بلدان المنطقة. وارتفع الإنفاق العسكري لجمهورية الدومينيكان بنسبة 14 بالمائة في عام 2023 ردًا على تزايد عنف العصابات في هايتي المجاورة.

وفي المكسيك، بلغ الإنفاق العسكري 11,8 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 55 في المائة عن عام 2014. وارتفعت مخصصات الحرس الوطني- وهي قوة عسكرية تستخدم للحد من النشاط الإجرامي، من 0.7 في المائة من الإنفاق العسكري في المكسيك في سنة تأسيسه 2019، إلى 11 في المائة في عام 2023.

وشهدت بلدان مثل الهند، الكونغو الديمقراطية، بولندا، البرازيل، الجزائر، وابرأن، ارتفاعا في نفقاتها العسكرية، لا يتسع المجال لتناولها.

****************************************************************

الصفحة السابعة

بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي..  فاو تريد إنشاء بنك للبذور في العراق

متابعة ـ طريق الشعب

كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، عن سعيها لإنشاء بنك جديد في العراق لاتخاذ خطوات واسعة نحو الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي والحفاظ على المواد الوراثية النباتية.

بنك البذور

وذكر موقع « reliefweb»، في تقرير أن «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في العراق، تخطو بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، خطوات واسعة نحو الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي والحفاظ على المواد الوراثية النباتية في العراق من خلال الجينات مكون البنك (بنك البذور)»، مبينًا ان «هذه المبادرة تعد إحدى مكونات المشروع الممول من منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي بعنوان «استعادة وتعزيز مرونة النظم الغذائية الزراعية».

وأضاف إنه «يحظى مكون بنك البذور في هذا المشروع بأهمية قصوى لأنه يعالج التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في العراق بسبب التحديات التي مرت بها البلاد. وتتمثل الأهداف الرئيسية في إعادة تأهيل بنك بذور أبو غريب في بغداد، الذي بدأ العمل منذ عام 1977 ولكنه عانى من أضرار في البنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع إلى إنشاء بنك بذور جديد في إقليم كردستان العراق في محافظة السليمانية».

وفي هذا الأسبوع، أجرى فريق من الخبراء من منظمة الأغذية والزراعة وإيكاردا زيارات ميدانية وعقد اجتماعات مع مسؤولين عراقيين لتعزيز هذه الجهود.

فحص البنية التحتية

وفي بغداد، قام فريق الخبراء بفحص البنية التحتية لبنك الجينات ومحطة الأبحاث، مع التركيز على التقييم الدقيق للمعدات وقدرات الموظفين. وبعد ذلك، عُقدت اجتماعات مثمرة مع كبار المسؤولين في وزارة الزراعة، ركزت على الوضع الحالي والتحديات والفرص وأهمية إعادة تأهيل بنك الجينات.

وأكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، صلاح الحاج حسن: «إن استعادة وإنشاء بنوك الجينات هي خطوات حاسمة نحو حماية التنوع البيولوجي الزراعي في العراق وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة. وتظل منظمة الأغذية والزراعة ملتزمة بالعمل بشكل وثيق مع السلطات العراقية والشركاء لتحقيق هذه الأهداف». كما نوه بالتعاون مع الحكومة العراقية والاتحاد الأوروبي، مؤكدا على أهمية الجهود التعاونية في تعزيز الاستدامة الزراعية والقدرة على الصمود.

وفي أربيل، التقى فريقا منظمة الأغذية والزراعة في العراق وإيكاردا مع وزيرة الزراعة والموارد المائية في إقليم كردستان العراق، بيگرد طالباني، وفريقها لمناقشة إنشاء أول بنك للجينات في إقليم كردستان.. يمثل هذا الاجتماع بداية جهد مشترك للحفاظ على الموارد الوراثية النباتية للمحاصيل في العراق.

تعزيز القدرة الزراعية

وفي هذا الصدد، قالت الوزيرة: «إن تعاوننا مع منظمة الأغذية والزراعة يمثل معلما هاما في جهودنا لتعزيز القدرة الزراعية في العراق. وإنشاء بنوك البذور أو الجينات سوف يلعب دورا محوريا في الحفاظ على تراثنا الزراعي والتكيف مع التحديات المستقبلية.»

وفي إطار مواصلة جهودهم في السليمانية، انخرطت فرق منظمة الأغذية والزراعة في العراق وإيكاردا مع نظرائهم الرئيسيين لمناقشة البنية التحتية والمشتريات وتقييمات الموقع لبنك الجينات. تم إجراء زيارة موقعية في حديقة هواري شار لتقييم المرافق لضمان التنفيذ السلس.

وقد تم إنشاء فريقي عمل لتنسيق الجهود بين أصحاب المصلحة المحليين وتسهيل التنفيذ السريع لعنصر المشروع.

***************************************************************

عن «الواقع الزراعي في النجف وسبل النهوض به»

النجف – أحمد عباس

ضيّفت تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف صباح السبت الماضي، مستشار الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية أحمد عبد علي القصير، الذي تحدث في ندوة عنوانها “الواقع الزراعي في النجف وسبل النهوض به”.

الندوة التي احتضنتها قاعة نقابة المهندسين الزراعيين في النجف، والتي حضرها جمع من المهتمين في الشأن الزراعي، أدارها عضو التنسيقية د. حيدر خطاب، بينما تناول فيها الضيف محاور مختلفة، منها الوضع المائي والأمن الغذائي والتحديات التي تواجه العملية الزراعية.

وأوضح القصير أن الخطة الزراعية الشتوية المقررة للنجف، تشمل 336 ألف دونم، مع 30 ألف دونم تُزرع بالخضر، و25 ألف دونم بساتين، و212 ألف دونم للمحاصيل الصيفية، مبينا أن في ريف النجف ينشط اقتصاديا نحو 852.133 نسمة، حسب إحصاء عام 2016.

ثم تحدث عن الوضع المائي في البلاد، وعن انخفاض الإيرادات المائية عند الحدود، مشيرا إلى انه في العام 2015 كانت كمية المياه الواردة تصل إلى 43.7 مليار متر مكعب، ثم انخفضت هذه الكمية كثيرا حتى وصلت إلى 28.5 مليار متر مكعب.

وطرح القصير جملة من التوصيات للنهوض بالواقع الزراعي في النجف، أبرزها ترشيد استهلاك المياه عبر تبطين الجداول والسقي بالتنقيط، وصيانة التربة، واستخدام التكنولوجيا الزراعية، وإطلاق خطة وطنية للبحث الزراعي، وتدعيم القدرات التنافسية للمنتجات الزراعية، والحفاظ على الأرض الزراعية من التبوير والتجريف والاستخدامات غير الزراعية، وتوفير الأسمدة، وإطلاق نشرات وبرامج إرشادية زراعية، فضلا عن تشجيع صغار الفلاحين والمزارعين على تشكيل تعاونيات تنظم إنتاجهم وتساعدهم في تسويقه.  

********************************************************************

البوادي والصحاري العراقية والاستثمار الأمثل فيها 

عبد الكريم عبد الله بلال*

أشارت المادة ٣٣ من الدستور العراقي إلى أنه:

أولاً:- لكل فرد عراقي الحق للعيش في ظروف بيئية سليمة.

ثانياً:- تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع الأحيائي والحفاظ عليهما.

تبلغ مساحة البوادي والصحاري العراقية حوالي ٢٠٠ الف كيلومتر مربع، وقد بلغ عمر البوادي العراقية حوالي ٨٠٠٠ عام اي قبل الميلاد بحوالي ٦٠٠٠ عام، وطيلة هذه السنين كانت مصدرا أساسيا للثروة القومية، وكذلك المصدر الاساسي لتوفير الغذاء للثروة الحيوانية وتحقيق جانب أساسي من الأمن الغذائي  كما وردت في قانوني الرعي رقم ٦  لسنة ١٩٦٥ ورقم ٣ لسنة ١٩٨٣، وقد عرفها القانونان بأنها المناطق جنوب الخط المطري ٢٠٠-٢٥٠ ملم، ومن حيث نسبة تساقط الأمطار، أي أن كمية الأمطار تكفي لرطوبة التربة فقط عدا مناطق الوديان التي تزداد فيها نسبة التساقط المطري. ويستمر التعريف من انها المناطق التي ليست ذات جدوى اقتصادية للزراعة وبالتالي منع الزراعة فيها، وكذلك حفر الآبار الارتوازية حيث سيؤثر ذلك على الخزين الاستراتيجي وكذلك الخزين المتجدد الذي هو اعلى من الخزين الاستراتيجي مع العلم أن الخزين الإستراتيجي لا يتجدد ،ومتحرك والذي تبلغ كميات المياه الجوفية فيه المتحركة حوالي ٥ مليار متر مكعب، وهذا لكل العراق، ويتغير بتغير الظروف المناخية من شدة الأمطار ودرجات الحرارة والجفاف، وكميات المياه الواردة في نهري دجلة والفرات مع الاسف الشديد كما هو ملاحظ في العقود الاخيرة انه تم حفر اكثر من ١٠٠ الف بئر  ٨٠ بالمائة  منها غير مجازة، تصريح لمدير عام الهيئة العامة لمشاريع الري في ٢٠٢٣/٩/١٤ بغداد اليوم،  وكذلك تصريح الاستاذ عوني ذياب وزير الموارد المائية عندما كان الناطق الرسمي باسم الوزارة بتاريخ ٢٠٢١/٥/٤من ان الخزين الإستراتيجي قد انخفض، وكالة الانباء العراقية .

ليس هذا وحسب فقد تعرضت البوادي العراقية لظروف قاسية جداً لأسباب عديدة منها المناخ الجاف والقاسي المهيمن عليها مع تكرار مواسم الجفاف في السنين الاخيرة مع زيادة الحمولة الرعوية مما أدى إلى انتهاء النباتات الحولية نتيجة استمرار الرعي وعدم السماح لها بإنتاج البذور لكي تنبت عند توفر المياه، وهذا أيضاً أدى إلى قلة النباتات المعمرة.

مضاف لما ذكرناه الحروب في العقود الاخيرة ودخول الآليات الضخمة  كالدبابات والمدرعات  الامريكية وغيرها أثناء الحروب على العراق نتيجة سياسات النظام البائد مما أدى إلى تفتيت التربة وتجريفها مع وجود التيارات الهوائية العالية التي أدت إلى الكثير من العواصف الترابية والتي أثرت بيئياً على عموم مناطق العراق وعلى الصحة العامة للمواطن العراقي، وهذا هو السبب الرئيسي  الذي دفع بالمشرع لقوانين الرعي في العراق بعدم السماح للزراعة ودخول المحراث لتفتيت التربة فيها ووضع عقوبات صارمة على كل من يتجاوز على أراضي المراعي وزراعتها ومنها العقوبة بالسجن لمدة عام اضافة  للغرامة او العقوبتين معاً، وكذلك على من يقوم بحفر بئر دون إجازة  فإن هذه العقوبة تنفذ بحقة.

إضافة لذلك فأن من أهداف قوانين الرعي هي:

اولاً:- تحديد المساحات لأغراض الرعي.

ثانياً:- تنظيم الرعي وفق أسس علمية.

ثالثاً:- حماية النبات الطبيعي.

رابعاً:- صيانة الموارد المائية في المراعي الطبيعية وتنظيم استغلالها.

خامساً:- تأمين الخدمات اللازمة للمراعي الطبيعية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

سادساً:- القيام بالدراسات والأبحاث لتطوير المراعي وحمايتها.

ورغم هذه الضوابط والمحددات التي وضعتها قوانين الرعي وكون البوادي مصدر من مصادر الثروة القومية ومصدر لتوفير الغذاء للثروة الحيوانية العراقية كونها من مستلزمات الأمن الغذائي ومتخصصة فيه، نرى كما نوهنا خلال العقود الأخيرة تجاوزات كثيرة على هذه البوادي والصحاري ومن اهمها:

أ- حفر أكثر من مائة ألف بئر فيها منها ٨٠ بالمائة غير مجازة وهو ما أثر على المياه الجوفية المتجددة والخزين الإستراتيجي أضافة إلى زيادة نسبة الملوحة فيها.

ب- التجاوز على الأراضي فيها من قبل الغير والقيام بالزراعة وحفر الآبار فيها.

ج- قيام وزارة الزراعة بتأجير أراضي البوادي والصحراوية استثناء من قانون الرعي وهذا غير جائز وبمساحات بملايين الدونمات في محافظات البصرة والسماوة والنجف والانبار، وطرد وعدم السماح لمربي الأغنام والماعز من الرعي فيها مع العلم ان اعداد الأغنام قد بلغت ستة عشر مليون واربعمائة الف رأس والماعز مليون وأربعمائة الف رأس مما اضطرهم للتظاهر في محافظة السماوة ولكن دون جدوى، وهذا دفعهم للخروج والهجرة إلى بوادي دول الجوار الأردن وسوريا والسعودية والكويت مما رفع سعر لحوم الأغنام العراقية إلى ٢٤ الف دينار للكغم الواحد بعد ان كانت ١٢ الف دينار مما شكل عبئاً اقتصادياً إضافياً على كاهل المواطن أضافة إلى التأثير البيئي نتيجة تفتت التربة بواسطة استخدام المحراث ثم تجريفها نتيجة التيارات الهوائية الشديدة وتحولها إلى عواصف ترابية نتيجة هذا التجريف للتربة، مما يؤثر على صحة الانسان العراقي في عموم العراق حيث أصبحت في السنوات الاخيرة شديدة وترابية وبأوقات متقاربة ولا يؤثر ذلك على الانسان بل أن الحيوان والنبات لا يسلم منها  أيضاً، و التنوع الاحيائي فيها بدأ يتغير وحيث تم جرد ١١٥ نوعا من النباتات الرعوية والطبية والسمية والعطرية مع ٤٠ نوعا من الطيور وكذلك ١٥ نوعا من الزواحف وهذا مثبت في البومات في المحمية الطبيعية في النجف. ان انتهاء هذه الكائنات الحية من الصحاري والبوادي سيؤثر حتماً على البيئة عموماً ومن ثم تأثيراتها على الانسان.

د- قيام دول الجوار بحفر الآبار والزراعة بالمناطق الحدودية المحاذية للأراضي العراقية لأغراض الزراعة، حيث قامت السعودية بزراعة وانتاج ٨ مليون طن من الحنطة وعلى الرغم من فشل التجربة بسبب ان التكاليف كانت أكثر من وارد الانتاج لسعر الطن عالمياً   مما خفض من مناسيب المياه وزيادة نسبة تملحها بالأخص في باديتي السماوة والنجف، ولم يكن هناك اي اعتراض من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ٢٠١٠-٢٠١٧.

إن هذا الحال يتطلب من الحكومة العراقية ووزارتي الزراعة والموارد المائية القيام:

اولاً:- تفعيل قانون الرعي رقم ٣ لسنة ١٩٨٣ والالتزام به وعدم التجاوز عليه وخرق مواده وبنوده.

ثانياً:-  محاسبة الغير من قام بالتجاوز على أراضي البوادي والصحاري وزراعتها او من قام بحفر آبار غير مجازة وهي حوالي ٨٠ ألف بئر والعمل على غلقها.

ثالثاً:- الغاء كافة العقود الاخيرة التي أعطيت استثناء من قانون الرعي والتي تبلغ ملايين الدونمات حيث تأثيراتها على البيئة وصحة الانسان العراقي وكذلك تأثيرها على الأمن الغذائي للمواطن وبالتالي على عموم العراقيين اقتصادياً نتيجة هجرة مربي الاغنام إلى دول الجوار وتهريب الأغنام العراقية ذات الاصناف والجودة العالية إلى خارج الوطن.

رابعاً:- التعامل مع دول الجوار وفق قوانين المياه الدولية وعدم السماح لهم بالاستثمار في المناطق المحاذية لحدود البوادي العراقية لما له من تأثيرات على ارتفاع وانخفاض مناسيب المياه الجوفية العراقية وكذلك تملحها.

خامساً:- تفعيل دائرة التصحر والمراعي وتوفير الموازنات والمستلزمات اللازمة لعملها.

سادساً:- وضع الخرائط اللازمة للمراعي والصحاري العراقية لدى الهيئة العامة للأراضي العراقية والهيئة العامة للمساحة وعدم تركها في مديريات الزراعة عرضة للاجتهادات ومن ثم التجاوزات عليها.

سابعاً:- وضع خطوط الرعي المحددة جنوب الخط المطري ٢٠٠-٢٥٠ ملم متر في البوادي والصحاري وعدم السماح بعد ذلك بالتجاوز عليها وكما ورد في قانون الرعي.

ثامناً:- عدم السماح بالتجاوز على الآبار الحكومية المخصصة للشرب وسقي الحيوانات ومحاسبة المتجاوزين وفق القانون وتكليف مسؤولي الهيئات الادارية للنواحي والاقضية المحاذية للبوادي او من ضمنها صلاحية تنفيذ القوانين والتشريعات اللازمة لذلك.

تاسعاً:- تنشيط البحث العلمي في مجال التصحر وتقديم الدعم اللازم له مع ايفاد المتخصصين من المهندسين الزراعيين إلى الدول المتقدمة علمياً في مجال التصحر وكيفية الاستخدام الأمثل للرعي في البوادي مثل استراليا والصين و……

واخيراً تبقى صحة الانسان وتحقيق الأمن الغذائي له والبيئة النظيفة هي من اهم المعاير لتطور لشعوب وان حجة الاستثمار الزراعي في البوادي والصحاري هي حجة واهية لأنها متخصصة لتوفير الرعي والغذاء للثروة الحيوانية العراقية وليس من حق أحد بعد ثمانية آلاف عام على نشوء البوادي الرعوية على تغيير هذا التخصص لأن هذه الارض ليست ملكاً للأجيال السابقة والحالية بل هي ملك للأجيال القادمة ايضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــ

*مهندس زراعي استشاري

******************************************************************

أربيل تُسوّق 600 ألف طن..  من المنتجات الزراعية الى المحافظات

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن مسؤول بوزارة الزراعة في حكومة إقليم كردستان، أن العام الماضي شهد تسويق 600 ألف طن من الفواكه والخضروات من أربيل إلى مدن وسط وجنوب العراق.

وقال مدير عام زراعة أربيل، هيمن سيد مراد: «العام الماضي، تم إرسال وتسويق أكثر من 600 ألف طن من الفواكه والخضروات إلى مدن وسط وجنوب العراق وستستمر العملية هذا العام».

وأضاف: «قمنا العام الماضي أيضاً بتصدير 12 ألف طن من البطاطس إلى خارج إقليم كردستان والعراق».

وأكد هيمن سيد مراد، أن «زيادة إنتاج وتسويق المحاصيل الزراعية يعد من إنجازات الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان، وقد انعكس اهتمام الحكومة إيجاباً على القطاع الزراعي».

وأوضح أنه «يتم الآن في الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كردستان تسويق قسم من منتجات المزارعين، كما هناك العديد من المصانع، على سبيل المثال هناك مصنع حرير لتصنيع عصير الطماطم إلى جانب العديد من مصانع الاستثمار الصناعي الزراعي التي ساهمت في تطوير الزراعة وتسويق محاصيل المزارعين».

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

***************************************************

مزارعو ناحية سركران متخوفون من عدم استلام الصوامع لمحاصيلهم

متابعة ـ طريق الشعب

يتخوف مزارعو ناحية “سركران” جنوب محافظة كركوك من عدم استلام الصوامع لمحاصيلهم بسبب عدم تسجيل أراضيهم في المخطط الزراعي، مطالبين الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنيبهم خسائر كبيرة.

مع بدء موسم الحصاد في ناحية “سركران” جنوب محافظة كركوك، يتخوف مزارعو الناحية من عدم استلام الصوامع لمحاصيلهم بسبب عدم تسجيل أراضيهم في المخطط الزراعي، لاسيما وأنه لم يتم إلغاء قرارات مجلس قيادة الثورة البعثية.

وقال ممثل الفلاحين في المنطقة محمد سركراني ” بعد زيارة وفد البرلمان العراقي قمنا بحصاد محاصيلنا وقام المستوطنون العرب الذين استقدموا إلى المنطقة من قبل النظام البائد بإزالة الخيم التي نصبوها لمنعنا من الحصاد ومغادرة المنطقة، ونحن مستمرون في الحصاد منذ 3 أيام إلا أن ذلك ليس كافياً”.

وشدد على ضرورة إلغاء قرارات مجلس قيادة الثورة البعثية من قبل البرلمان العراقي إلى جانب تنفيذ القرار رقم 29 الخاص بدولة رئيس الوزراء والمعنية بإعادة الاراضي الزراعية إلى أصحابها وتنفيذ المادة 140.

وأضاف ” بسبب المشاكل العالقة في المنطقة لم تسجل الأراضي الزراعية في المخطط الزراعي، ما قد يتسبب بعدم استلام الصوامع لمحاصيلنا، وفي هذه الحالة يجب أن نبيع المحاصيل في الأسواق الحرة وبسعر أقل الأمر الذي سيتسبب لنا بخسائر كبيرة، وقد حاولنا كثيراً ولكن دون جدوى فلا قرار حتى الآن بتسلم المحاصيل منا.

وتتبع لناحية “سركران” كل من قرى “شغانة، بلكانة، سربشاخه، كابره، خرابة” وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية فيها 50 ألف هكتار تنتج سنوياً 40 – 50 ألف طن من القمح والشعير.

*****************************************************************

الصفحة الثامنة

١٤ تموز ١٩٥٨ يوم عراقي لم يشبهْهُ يوم  

مسلم عوينة

إنّهُ يوم العراق.. يوم سهوله.. يوم جباله.. يوم نخيله.. يوم دجلة الخير وفرات النعيم.. إنّهُ يوم أيامهِ.. يوم تلاقت الجموع من كلّ طيفٍ ولون.. مِن كلّ ملّةٍ ونحلةٍ على أرض الرافدين.. حشود تشدّ إزر حشود تحتضنهم أرضهم الطيبة المعطاء.. اندفعت الحشود إلى الشوارع والساحات، ملبيةً نداء جيشها، جيش العراق الذي أعلن إشراق اليوم المُنتَظَر.. كلّ القلوب كانت تتلهّف.. تنتظر اليوم الموعود، وإذا بالصوت الهادر ينطلق من إذاعة بغداد في صبيحة يوم ١٤ تموز المبارك معلناً البيان الأول « بعد الاتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات المسلحة الوطنية، أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته وفي سبيل المنافع الشخصية.. « كانت الثورة تعتمل في النفوس منتظرةً القدحة الأولى التي قدحها جيش العراق الباسل في فجر ١٤ تموز ١٩٥٨، فاندفعت الجماهير من كل حدبٍ وصوب ملتفّة حول الثورة ومؤازرة لها.. إنها ثورتها.. وتتواصل إذاعة البيان الأول « أيها الشعب.. إنّ الجيش هو منكم وإليكم، وقد قام بما تريدون، فما عليكم إلّا أنْ تؤازروه، واعلموا أنّ الظفر لا يتمُّ إلّا بترصينه والمحافظة عليه من مؤامرات الاستعمار وأذنابه».. خطاب الجيش هذا مفعم حسّاً وطنيّاً ، ووعياً عميقا بضرورة الوحدة الوطنية، وأنْ يصبح الجميع عيناً على كل مخرب، ويواصل البيان « وعليه فإننا نوجه اليكم نداءنا للقيام بإخبار السلطات عن كلِّ مفسدٍ ومسيئ و خائن لاستئصاله» خاطب الجيش جماهيره، والتفّت الجماهير حول جيشها بانيةً سدّاً منيعاً أحبط أيّ تحرّك رجعي للانقضاض على الثورة … ويواصل البيان « إننا في الوقت الذي نكبر فيكم الروح الوطنية الوثابة والأعمال المجيدة، ندعوكم إلى الخلود والسكينة والتمسك بالنظام والتعاون على العمل المثمر في سبيل مصلحة الوطن «.

وضع رجال الثورة دماءهم في أكفهم وانطلقوا محققين رغبة شعب العراق في الخلاص من سيطرة الرجعية والإقطاع وحكم الظلم والجور ، ولبناء وطن مزدهر، متقدم وحضاري يعيش فيه الشعب مستظلًّاً  بالاستقلال والحرية والرفاه … و يواصل البيان «أيها الشعب، لقد أقسمنا أنْ نبذل دماءنا و كل عزيز علينا في سبيلكم، فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم ، وأنّ الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه ، وهذا لا يتم إلّا بقيام جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة، وترتبط برباط الأخوّة مع الدول العربية والإسلامية،  وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة، وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن، وبمقررات مؤتمر باندونغ، وعليه فإن الحكومة الوطنية تسمّى منذ الآن — الجمهورية العراقية — وتلبية لرغبة الشعب فقد عهدنا رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس … « وينتهي البيان بتوقيع « الزعيم الركن  عبد الكريم قاسم  القائد العام للقوات المسلحة الوطنية»

انبثقت جمهوريتنا في هذا اليوم المجيد على يد مؤسسها وقائد الثورة الشهيد الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، فهو يومنا الوطني.. عيدنا الوطني وليس أي يوم سواه من الأيام المجهولة العديمة الطعم واللون والرائحة، التي لا تشعر الجماهير بطعمها.. هذا هو يومنا.. هو عيد سقوط النظام الملكي الرجعي المستند على الإقطاع وعتاة الرجعيين، والذي كان يسعى بجد وإخلاص لخدمة مصالح الاستعمار البريطاني.. عيد تأسيس الجمهورية العراقية التي غدت منذ لحظاتها الأولى منارا للتحرر ونقطة اجتذاب وتفاعل مع قوى الحرية ودول مؤتمر باندونغ ونالت اعتراف المجتمع الدولي بأسره، حتى غدت قطباً رئيساً من أقطاب دول عدم الانحياز.

لقد صفّقت أكف العراقيين جميعا، عدا الرجعيين وأعداء التقدم، صفقوا ليومهم العظيم الذي هو ثمرة آلامهم وتضحياتهم.. ثمرة وثباتهم وانتفاضاتهم وما عانوه من ويلات، ثمرة وحدة قواهم الوطنية عسكرية ومدنية، هو يومهم الذي وضعوه في السويداء من قلوبهم، فالتفوا حول الثورة وحول أهدافها المعلنة « الإصلاح الزراعي.. قانون العمل والضمان الاجتماعي.. قانون تحرير الثروة النفطية.. قانون الأحوال الشخصية.. حماية الصناعة الوطنية.. حل أزمة السكن بالتوسع في تنفيذ مشاريع السكن في مختلف أرجاء البلاد.. التوسع في بناء المدارس والمستشفيات، تسهيل قبول الطلاب في الدراسة الجامعية بإلغاء تقديم شهادتي حسن السلوك وعدم المحكومية كشرط للقبول في الدراسة الجامعية، إلى غير ذلك مما يصعب حصره في هذا المجال.. «  واتخاذ مسار تحرري في السياسة الخارجية، فأُعلن الانسحاب من حلف بغداد العدواني والابتعاد عن التكتلات العدوانية الساعية إلى زعزعة الأمن الدولي والسلام العالمي والتضامن والتعاون الاقتصادي والسياسي مع المنظومة الاشتراكية ودول عدم الانحياز، غير أنّ الفئات العميلة والرجعية وبقايا النظام الذي تهاوى وكل من لم يرقْ لهم أنْ ينهض العراق ، وهم القوى الداخلية و الخارجية المعادية للشعب ولثورته، اتحدوا وتعاونوا على خلق الظروف المناسبة لإسقاط هذه التجربة الفتية ، وأدركوا أنّ خير السبل الذي يسهّل لهم الوصول إلى  غايتهم القذرة هو العمل على زرع الشقاق والنزاعات داخل المجتمع وتهديم الوحدة الوطنية، وهذا ما حصل، فكان يوم ( ٨ شباط المشؤوم ١٩٦٣ ) الذي أجهز على آمال وأحلام الجماهير، ولم تكتف قوى الشر بتلك المأساة الهائلة بل أنها راحت تبذل المحاولة تلو الأخرى لمحو  يوم ثورة ١٤ تموز من ذاكرة الشعب، لكنها ستبوء بالفشل وتبقى جماهير شعبنا تعتز بيومها .. بيوم ثورتها باعتباره أعظم مأثرة من مآثرها المعاصرة، ومصدر إشعاع بتلك المبادئ النبيلة، مبادئ الوحدة الوطنية، وبناء عراق حر، مزدهر، مرفّه.

عاشت ذكرى ثورة ١٤ تموز العظيمة.

١٤ تموز هو يومنا وعيدنا الوطني.

المجد والخلود لشهداء ثورة ١٤ تموز وقادتها الأماجد.

المجد والخلود لشهداء الوطن.

يا ليلة الاثنين ما من ليلةٍ

جاءت بمثلكِ مِنْ فرادى أو ثُنى

هذا العراق وهذه ضرباتهُ

كانتْ لهُ من قبل ألفٍ ديدنا

اليوم عاد القاهريّ لأهلِهِ

وابنُ الشآم لبيتهِ فتبغدنا

وبذلك فإنّ مَن يعادي هذه الثورة ويحاول محو ذكراها سيجد نفسه مصطفّا مع أعداء الشعب من العملاء والرجعيين وأعداء الحضارة والتقدم.

*********************************************************************

الصفحة التاسعة

شفيونتيك تواصل التحليق بالصدارة

لندن ـ وكالات

واصلت البولندية إيجا شفيونتيك، هيمنتها على صدارة التصنيف العالمي الصادر أمس الإثنين، بعد تتويجها بلقب بطولة روما يوم السبت الماضي.

وشهدت المراكز العشرة الأولى تغييرا واحدا فقط بارتقاء اليونانية ماريا ساكاري مرتبة واحدة لتتواجد في المركز السابع عالميا، في الوقت الذي تراجعت فيه الصينية كينوين زهينج إلى التصنيف الثامن.

وارتقت الأمريكية دانيلي كولينز 3 مراكز لتتواجد في التصنيف 12 عالميا، مستفيدة من وصولها إلى نصف النهائي قبل السقوط أمام البيلاروسية أرينا سابالينكا.

***************************************************************

دوري نجوم العراق.. صراع ثنائي على الصدارة والنوارس تحاول اللحاق

بغداد ـ طريق الشعب

تُستكمل اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء مباريات الجولة الثلاثين من دوري نجوم العراق، بإقامة ثماني مباريات على ملاعب بغداد والمحافظات.

وفي تمام الساعة الرابعة عصرًا، يستقبل الميناء، صاحب المركز الثاني عشر، على أرضه فريق بغداد الذي يحتل المركز التاسع عشر. يسعى الميناء للخروج من دوامة التعادلات، مستغلًا أداء فريق بغداد الضعيف هذا الموسم لتعميق جراحه.

وعلى استاد الشعب الدولي، يحل فريق نادي الكرخ، الذي يحتل المركز السادس عشر، ضيفًا على المتصدر الشرطة في تمام الساعة السادسة والربع مساءً. يطمح القيثارة في الحفاظ على صدارته، متجنبًا أي مفاجآت قد يقدمها الكرخ، الذي يُعرف بإحداثه المشاكل للفرق ذات الشعبية الكبيرة.

وفي الساعة الثامنة والربع مساءً، يزور الطلبة، صاحب المركز الحادي عشر، نفط الجنوب الذي يحتل المركز السابع عشر، في استاد الميناء.

وفي نفس التوقيت، يستضيف استاد النجف الدولي ديربي الفرات الأوسط، حيث يلتقي نفط الوسط، صاحب المركز الأخير، مع نادي النجف الذي يحتل المركز الرابع.

تُستكمل باقي المباريات يوم الأربعاء، حيث يستضيف القوة الجوية، صاحب المركز الثاني، نادي الكهرباء الذي يحتل المركز الثالث عشر، في تمام الساعة السادسة والربع مساءً على استاد الشعب.

وفي ذات التوقيت، يستقبل كربلاء، صاحب المركز الرابع عشر، على ملعبه فريق نفط ميسان، الذي يحتل المركز العاشر، والذي يُظهر أداءً متألقًا هذا الموسم. ويستضيف استاد زاخو مباراة مثيرة بين زاخو، صاحب المركز الخامس، ونادي أربيل، صاحب المركز الخامس عشر، في تمام الساعة الثامنة والربع مساءً.

وتُختتم مباريات الجولة بقمة كروية يُتوقع أن تشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا، عندما يستضيف فريق دهوك، صاحب المركز السادس، فريق الزوراء، صاحب المركز الثالث.

*****************************************************************

أتالانتا عقبة جديدة أمام حلم ألونسو التاريخي

ليفركوزن ـ وكالات

يحلم تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن، بإكمال موسمه التاريخي، بلقبين جديدين، بعدما حسم لقب البوندسليغا لأول مرة في تاريخ النادي الألماني.

وتوج ليفركوزن بلقب الدوري الألماني بلا أي هزيمة، ويستعد حاليًا لخوض نهائي الدوري الأوروبي أمام أتالانتا، وبعدها يلعب نهائي كأس ألمانيا أمام كايزر سلاوترن يوم السبت المقبل.

ويريد ألونسو تحقيق ثلاثية تاريخية في بداية مشواره كمدير فني، ليؤكد أنه قادم بسرعة الصاروخ لاحتلال مكانة مميزة بين المدربين في عالم الساحرة المستديرة.

لكن يبقى أتالانتا عقبة كبيرة أمام ألونسو لحصد اللقب الثاني مع ليفركوزن، في المباراة المرتقبة بين الفريقين يوم الأربعاء المقبل، في نهائي الدوري الأوروبي.

على الجانب الآخر، يمني أتالانتا نفسه بحصد اللقب الأوروبي لأول مرة في تاريخه، ما يبشر بمباراة ممتعة بالنسبة للجماهير.

**************************************************************************

إلغاء المباراة الودية.. ضربة اقتصادية جديدة لبرشلونة

برشلونة ـ وكالات

تغيرت خطط برشلونة بشأن المباراة الودية التي كانت مقررة للفريق في كوريا الجنوبية ضد نادي سيؤول، في نهاية الشهر الجاري.

وكانت إدارة برشلونة قدد قررت خوض المباراة من أجل زيادة إيرادات النادي الكتالوني ومواجهة الأزمة الاقتصادية، حيث حدد الأسبوع الأخير من شهر أيار الجاري، لخوض المباراة.

لكن صحيفة «آس» أكدت أنه جرى إلغاء الفكرة بسبب ضيق الوقت وجدول الفريق المضيف.

وأضافت: «المباراة الودية لن تجرى بسبب جدول الفريق المضيف، الذي لديه مباريات في الدوري يومي 28 و31 ايار، بينما سينهي برشلونة الموسم يوم 26 ايار».

وختمت: «لم يكن من الممكن العثور على موعد مناسب لإقامة المباراة، وهذا بالطبع مشكلة لبرشلونة، الذي يحتاج لكسب المال بصورة ملحة في ظل أزمته الاقتصادية».

******************************************************************************

قرار حاسم يُبقي مدرب منتخب العراق في منصبه

بغداد ـ وكالات

كشفت مصادر في الاتحاد العراقي لكرة القدم، عن اتخاذ الأخير قرارًا حاسمًا، أسهم بنسبة كبيرة في بقاء مدرب منتخب العراق خيسوس كاساس على رأس الطاقم التدريبي لأسود الرافدين.

وشعر الشارع الرياضي العراقي بقلق كبير، بعد انتشار أنباء تفيد بأنّ كاساس قد اقترب من الرحيل عن «أسود الرافدين» وتدريب المنتخب الكوري الجنوبي، خلفًا للمدرب يورغن كلينسمان.

وقالت مصادر صحفية إن «الاتحاد العراقي لكرة القدم، نجح بالفعل في إقناع كاساس بالبقاء مدربًا للمنتخب العراقي، وعدم النظر إلى العرض المقدم من كوريا الجنوبية، بعدما اتخذ قرارًا بالإبقاء على المترجم المصري محمد عبد الحافظ، حيث كان الاتحاد قد قرر إقالته في وقت سابق».

وأضافت المصادر: «الاتحاد العراقي وبعد اجتماع له يوم الخميس الماضي، قرر الإبقاء على المترجم المصري بطلب من كاساس، كون الاتحاد في السابق لم يكن يرغب بالإبقاء على عبد الحافظ نتيجة مقاطع الفيديو التي قام بنشرها عبر حساباته الرسمية، ما أدّى إلى استياء الشارع الرياضي العراقي منه».

وبينت المصادر: «كاساس أبلغ الاتحاد العراقي بأنه يريد عبد الحافظ معه وأنه لا يرغب إطلاقًا باستبداله، الأمر الذي دفع الاتحاد إلى اتخاذ قرار حاسم بالإبقاء على المترجم رغم عدم قناعته به، كل ذلك من أجل عيون كاساس وإرضائه للبقاء مدربًا على رأس منتخب العراق كون المدرب الإسباني بإمكانه فسخ العقد نتيجة عدم وجود شرط جزائي يعيق خروجه».

****************************************************************************

فهد طالب يدعو للاعتماد على حسين حسن في الأولمبياد

متابعة ـ طريق الشعب

في أول حديث له مع وسائل الإعلام منذ تعرضه للإصابة، كشف حارس المنتخب الوطني الدولي، فهد طالب، عن آخر تطورات علاجه من الإصابة التي لحقت به خلال مشاركته في بطولة كأس آسيا الأخيرة.

وذكر طالب أنه “بعد إجراء العملية الجراحية في مستشفى أسبيتار بالعاصمة القطرية الدوحة في الخامس والعشرين من شباط الماضي، يخضع الآن لعملية التأهيل ويستعد للعودة إلى الملاعب في ذات المستشفى”.

وأضاف أنه “يتطلع للعودة السريعة إلى الملاعب بمجرد جاهزيته وموافقة الفريق الطبي المشرف على تأهيله لمزاولة اللعب مجددًا”.

وتقدم طالب بالشكر إلى رئيس اتحاد كرة القدم، عدنان درجال، وأعضاء الاتحاد لتواصلهم المستمر معه طوال فترة إصابته، مؤكدًا أن “مدرب حراس المرمى للمنتخب الوطني والكادر التدريبي بقيادة خيسوس كاساس يتواصلون معه باستمرار ويطمئنون على حالته الصحية، حيث قام المدرب كاساس بزيارته في قطر للاطمئنان على صحته”.

وأكد طالب أن “مدرب حراس مرمى فريق الطلبة، الكابتن حسين كامل، يتابع حالته الصحية وتقدمه في التأهيل باستمرار”.

وحث طالب الكادر التدريبي ولاعبي المنتخب الأولمبي على تقديم أداء يليق بسمعة الكرة العراقية خلال مشاركتهم في أولمبياد باريس، مشيرًا إلى أهمية تشريف الكرة الآسيوية والعربية في هذا المحفل الدولي، وتمنى “الاعتماد على حارس المنتخب الأولمبي، حسين حسن، خلال الأولمبياد لإعداد حارس جديد لمستقبل الكرة العراقية”.

********************************************************************

وقفة رياضية.. يا سادة لا تهملوا حراسة المرمى

منعم جابر

أيام كنا نمارس لعبة كرة القدم في الشارع أيام طفولتنا كنا نضع بين لاعبينا الأضعف والأقل كفاءة حارساً للمرمى، أما صاحب كرة اللعب (صاحب الطوبة) فإنه مهاجم الفريق، تذكرت هذه الحكايات بعد أكثر من نصف قرن من الزمان وأنا أتابع أحد البرامج الرياضية على شاشة التلفاز ووجدت المدرب والزميل الإعلامي والحارس الدولي السابق إبراهيم سالم وهو يتحدث بحسرة وألم عن الإهمال العالي وعدم التواصل لوظيفة (حارس المرمى) في الفرق الرياضية وعموم المنتخبات الوطنية، فقد تم تسمية مدرب لحراس المرمى قبل سنوات قليلة بينما الفرق المتقدمة شعرت واحست بأهمية حارس المرمى ضمن الفريق، أما نحن فقد عرفنا بأن اللاعب (حارس المرمى) نصف الفريق، وان تدريبه والاهتمام به وتنسيب مدرب خاص به من الواجبات المهمة والضرورية. وفعلاً تأخرنا عن الركب العالمي في اختيار مدرب لحراس المرمى للإشراف والتدريب عليهم والتعامل معهم ومعرفة حالتهم النفسية ومنحهم جرعات من الشجاعة والجرأة والتحفيز، لكن هذه المهمة الفنية والتدريبية ظلت ومنذ سنوات قاصرة على التطور حيث بقي مدربو حراس المرمى دون تطوير وتحفيز، مما أبقى حضورهم محدوداً وغير مؤثر، علماً أن جهودهم كانت كبيرة وعالية ودورهم كان مؤثراً، حيث تحول بعض حراس المرمى إلى أبطال متميزين ومساهمين كبار في الإنجازات والنتائج وذلك بفضل عمل وجهود مدربي حراس المرمى المجتهدين. لذا أتوجه إلى أحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم بان يخططوا لإرسال مدربي حراس المرمى العراقيين والعاملين مع الفرق والمنتخبات العراقية إلى دورات تطويرية متقدمة ومعايشات مع فرق أوربية وأندية عالمية، وأن يستثمر اتحادنا الكروي علاقاته بالليغا الإسبانية وتواجد المدربين الإسبان لإرسال مدربي حراس المرمى إلى الأندية الإسبانية وغيرها من الفرق الأوربية للاطلاع والتعرف على أساليب التدريب الحديثة وآخر المستجدات التدريبية في تدريب حراس المرمى. ومن خلال هذه الزيارات والمشاهدات والمعايشة الميدانية سنحصل على مدربين لحراس المرمى أكفاء يتمتعون بمعلومات تدريبية حديثة وعلوم رياضية متجددة تواكب آخر المستجدات في علوم التدريب الرياضي. لأن علوم التدريب متجددة وهناك تطورات كبيرة في الساحة العالمية وأن بقاء المدرب العراقي رهين ما تعلمه قبل أكثر من عقد متخلفاً عن آخر المستجدات والمعلومات العلمية والرياضية.

إن وظيفة مدربي حراس المرمى صارت اليوم وظيفة حساسة وواقعاً مؤثراً وفعالاً ولم تعد هذه الوظيفة والواجب هو عمل تشريفي وكمالي بل أنه واجب شاق وجهود مضنية يتحملها مدرب حراس المرمى فإن نجح وأجاد فله الشكر والتقدير وإن أخفق وفشل فعليه الحساب والتقريع. لذا أقول لأحبتي في اتحاد كرة القدم بأن تهتموا وتعملوا كل شيء لأن حارس المرمى نصف الفريق بل في بعض الأيام والمباريات يشكل فريقا كاملاً، وعلينا أن نقدم لمدرب الحراس العون والمساعدة لأن ينجح في صناعة حارس مرمى شجاع وفدائي. وان تكون معلومات مدربي حراس المرمى العاملين مع الأندية العراقي على تماس مباشر بآخر وأحدث علوم تدريبات حراس المرمى في العالم خاصة بعد أن صارت قدرات الحراس الفنية والتكتيكية والمهارية على مستوى عال ومتقدم وأصبحت خطط اللعب ومساهمة حراس المرمى لا تقل أهمية وواجبات على بقية لاعبي الفريق. أملنا ان نشاهد حراس مرمى على مستوى عال ورفيع ويشاركون بقدراتهم الفنية بنجاح وتقدم فرق أنديتهم والمنتخبات العراقية.

*******************************************************************

الصفحة العاشرة

المقدّمات النثرية في قصائد مظفر النوّاب.. المُتمم الاستباقي لفكرة القصيدة والشعر ..

ريسان الخزعلي

من الملامح التجديدية في شعر الشاعر الكبير / مظفر النوّاب/..، كتابة مقدمات نثرية قصيرة ومكثّفة – غير مسبوقة - لمعظم قصائده الشعبية في مجموعته الرائدة (للريل وحمد) والمجموعة – القصيدة ( حجّام البريس ) وبعض القصائد اللاحقة ، ومثل هذه المقدمات  هي َ

المفاتيح الذهبية لفتح مغاليق صناديق شعره المليئة بالأسرار .

إنَّ القصيدة الشعبية في نمطيتها التلقائية التقليدية قبل عام 1956 - تاريخ بداية كتابة قصيدة “للريل وحمد” ..، لم تكن قد توافرت على هكذا ملمح ٍ فني ، وبذلك يكون النواب هو صاحب التأصيل الأول في إضافة المقدمات النثرية كإستهلالات  للقصيدة الشعبية ، بعد ان كان السبّاق في تجديد هذه القصيدة وتحديثها . لم يكتفِ النواب بهذه المقدمات ، بل إفتتح مجموعته ( للريل وحمد ) بنص مسرحي بالفصحى مجتزأ من مسرحيته ( الشاعر ليس استيراداً ) ، ليؤكد البعد الدرامي فيما يقوله شعراً ( الصوت 10 : كم يتعذب ؟ الصوت 9 : مَن قالَ له يبقى حيّاً في الأيام ؟ مَن يبقى حيّاً يتعذب ) ..، كما اضاف مقدمة نثرية كمفتتح ثان ٍ للمجموعة (ماأظنُّ ارضاً رويت بالدم والشمس كأرض ِ بلادي ، وما أظنُّ حزناً كحزن الناس فيها . ولكنها بلادي ، لا ابكي من القلب ولا أضحك من القلب ، ولا أموت من القلب ، إلّا فيها ) .

أما مقدمات القصائد في ( للريل وحمد ) فقد جاءت على النحو الآتي :

على ماء الصبح احبته ُ..على ماء الليل ، كان للهجر قمر ، ومرَّ قطار – قصيدة “ للريل وحمد “ . 1959 – بدأ الاقطاعيون بنهر الكحلاء ، وابتدأت الردّة – قصيدة “ مضايف هيل “ .  1961 – الدولة مدانة لأنها قتلت سعود – قصيدة “  عشاير سعود “ . ثم جاء الليل..ثم جاءت الريح – قصيدة “ جايتنه مزنه” . ولايزالون يرون في الأعراس مهراً يعبر في آخر الليل – قصيدة “ مامش مايل “ . 1964 – أغنية عن النبع الذي يسهر – قصيدة “زرازير البراري” . كفى رياء..كنّا ننتظر الحزن – قصيدة “ عودتني” . وانتظرت عرسها المستحيل – قصيدة “ ياريحان” . 1952 – طفل ميّت على الماء ، فلاحو ازيرج هزموا الحكومة ، تعرضت جموع الفلاحين الثائرة لنيران الاسلحة الحديثة ، الثوار يتراجعون نحو الاهوار ، سفينة تأتي في نهر الهدّام – قصيدة “ سفن غيلان ازيرج “ . 1962 - الأيام تذهب ..وانت تذهب ..ويظل العشق والحنين والرصاص في الأغنية – قصيدة “أيام المزبّن “. 1960 – ولمّا عادت المشاحيف محملة بالحزن ، أين الجرف يا رائحة القصب – قصيدة “ فوكَ التبرزل “ . 1964 – عن الأيام التي لاتمر مرّةً أخرى –قصيدة “ جنح إغنيده “ . 1961 – الميمونة ، أُوقف الفلاحون ،اُشعلت النار في بيوت القصب، وعلى نار البيوت استبيحت البنات، واكتفينا ببرقيات الاحتجاج– قصيدة “جَد ازيرج “ . 1965- لقد سُرقنا مرّتين –قصيدة “ باكَوك “ . 1961 – كان هو والعبارة يذهب ويأتي بين الضفتين..كيف نحب الذي يذهب ويأتي؟! . أما في المجموعة – القصيدة

( حجّام البريس ) فقد كتب الشاعر مقدمتين، الأولى على صفحة الغلاف الأول : ليس الحزن أن تحزن ، انما أن لاتحزن ، إنهم يوزعون منشورات وردية عن الجريمة ، أولئك الذين استلموا حصتهم . انكم شركاء اصيلون في قتل حجّام البريس وبهذا تمت ادانتكم .

أما المقدمة الثانية فقد جاءت في استهلال القصيدة : ليكن ..قد حمل الأسم الذي يليق بالانسان حتى النهاية .

و بالأنصات العميق والتمعن الدقيق في هذه المقدّمات الاستهلالية ، وملاحظة دلالة الزمان والمكان ، يكون الاعتقاد جازما بأنها المفاتيح الذهبية لفتح مغاليق صناديق النواب الشعرية ، وانها التأثيث الأول لموضوع القصيدة ، كونها لم تأتِ إضافات تزويقية ، وانما التمهيد التاريخي المُحمّل بالجماليات الفنية ، هذا التمهيد الذي يقود الى اكتشاف السرّية الشعرية واسباب هذا البوح الشعري الممتليء بالتجربة الحياتية الراصدة للتحولات السياسية والاجتماعية والنفسية . إنَّ / النواب / يُقيم صلاته الشعرية مع الحياة بوعي ثقافي عال ٍ ، لذلك نراه يجد في النثر قوّة  تقود الى الشعري ، وهكذا شعّت مقدماته النثرية وكأنها المتمم  الاستباقي لفكرة الشعروضروراته الفنية العالية...

************************************************************

فضاء شعبي.. أين مظفر ؟

إنعام كجه جي

لم نكن نعرف أين نشتري دواوينه، لكنّ قصائده كانت تصلنا منسوخة بخطّ اليد ومخبأة في جيوب زملائنا في كلية الآداب، مثل المنشورات السريّة. ففي تلك الظهيرات الساطعة لبغداد 1970، حين كانت الثنائيات العاشقة تتمشّى تحت الأشجار الرؤوم لحي الوزيرية، بين كلية التربية وأكاديمية الفنون، فإنّ البنات لم يكنّ ينتظرن سماع كلمات غزل تقليدية بل أبياتاً عامية لم يطرق الآذان مثلها من قبل. من الشاعر؟ مظفر النواب. كنا نحفظ عن ظهر قلب أبياتاً للرصافي والجواهري والسياب، إلى أن جاءنا زميلنا رياض الوادي، في جيب قميصه الملاصق للقلب، بتلك القصيدة الملعونة المباركة الشتّامة المقذعة المارقة الغاضبة الجارحة المتمرّدة السافرة المحرّضة والمختلفة. مختلفة عن كلّ ما عرفنا من شعر، وخارجة عن كلّ اللياقات والنصوص. ومن يومها، انزرعت «القدس عروس عروبتكم» على الألسن وأخذت مكانها بين المحفوظات. كان سعيد العويناتي، زميلنا البحريني في قسم الصحافة، أكثر المأخوذين بالقصيدة. دفع حياته ثمناً لانتمائه لليسار. ثم صارت قصائد مظفر النواب تأتينا على الحنجرة الملتاعة الياس خضر، مغنّي «للريل وحمد» الذي يستحق أن يكتبوا في هويته، في خانة المهنة: مقطّع نياط القلوب.

ثم جاءت «جنح غنيدة» و«ألمح عمتي من بعيد/ وتضمني بعبايتها/ عمّة الشمس ماتت وأنت ما ردّيت/ عمة الشمس ماتت وآنا ما ردّيت/ رديلي الفرح/ ردّيت/ معضد باب يبجّيني وأحن حنّة حمامة بيت». كم كررناها بالغناء حيناً، وبالهمس الرهيب تارة، وبالدمع مرّات. صار مظفر النواب أُسطورة أول الشباب، نتلفّت نبحث عنه، فنسمع أنه في بيروت، في دمشق، في عدن، مع ثوار إريتريا، مع فدائيي فلسطين، هو في الخرطوم... المنافي تدور والسنوات تترى والشاعر الذي عبر ثلاثينه على «جنح عصفور» بلغ الثمانين ولم يعد «العمر طوفة طين»، كما كتب لغنيدة، حلوة الحلوات. وبغداد دخلها الأميركان وبابها كان مردوداً وقفله مستعصياً و«ما رهمن ولا مفتاح». في بيته الريفي في النورماندي، أهداني الرسام أرداش كاكافيان نسخته المهترئة من ديوان مظفر. كان ثملاً دامع العينين وهو يروي وقائع اعتقالهما في بغداد، مع حشد من الرفاق. لم يكن الفنان الأرمني يومها سوى فتى بسروال قصير، راح مع رفاقه الكبار «بين الرجلين». وفي ذلك البيت الذي استضاف شعراء كثيرين، قرأنا قصيدة بلند الحيدري التي يسأل فيها: «أصحيح يا مظفر/ ظل ذاك الغصن رغم الموت/ أخضر؟». فقد ظلّ مظفر النواب الغائب الحاضر في كل مكان. كم ارتفعت قامتي، وأنا أصل إلى باريس للدراسة، أن أجد زملائي من تونس وموريتانيا والجزائر وسوريا يحفظون قصائد مظفر النواب ويتغنون بها في الجلسات. هذا شاعر من عندنا منح لمفرداتنا العامية فصاحة نابعة من بلاغتها. وكانت صديقة عراقية تفرش أمامي، رسائل ومناديل ورقية موقعة بخط الشاعر، كتب لها فيها ما يقوله الرجل وهو يبحث عن المرأة المستحيلة والوطن المستحيل. لماذا لا تنشرين هذه المخطوطات؟ تلملم «فاء» كنزها الصغير وتسكت كما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح. ما أيسر القفز من باريس إلى لندن. نسمع أن مظفر النواب سيقيم أمسية هناك فنسرع ونحجز أماكننا في القطار السريع. قطار حديث يعبر تحت بحر «المانش» في ساعتين ونيف، لا يشبه «الريل» المذكور في القصيدة المشهورة إلا في طيف الشجن الذي يرافق قاطع المسافات، السارح وراء النافذة. نصل ونتوجه من المحطة إلى القاعة الفخمة للجمعية الملكية. نجلس في المقاهي ننتظر موعد الحفل. لم نأتِ لنتفرج على المدينة بل من أجله وحده. نصغي إلى الشاعر الذي عثر على الحنجرة المثقفة للباحث سعدي الحديثي، دكتور برتبة مُنشد، وشكّل معه ثنائياً لطيف الانسجام. لم يعد يقرأ شعره كما نحيب الندابين. يلقيه بصوت أجش تاركاً لحادي العيس التغزل بـ «زين الأوصاف» في البادية. لست أفضل من يكتب عن مظفر النواب ولم أعرفه عن قرب. لكنني مثل كلّ العراقيين أحببت شعره وشغلتني صورة الشاعر المنفلت الضارب في المتاهات. في المنامة، سمعته مع سعدي الحديثي لآخر مرة، وقد احتشدت الصالة بجمهور خليط. وجهاء جدد وسياسيون معتزلون ومناضلون مخضرمون ومثقفون توّابون تطربهم الكلمة وتشجيهم أصداء ما فات. وعندما ارتفع صوت الشاعر بمطلع «مرينا بيكم حمد»، انفجر التصفيق وصرخة الاستحسان. كنا كلّنا نحفظ القصيدة، وننتبه لمفارقات الاسم.

*******************************************************************

«تعقيبات نوابية»

ناظم السماوي

صاح الصوت وكت غروب

مظفر مات

(عمر وتعده الثمانين لا يفلان)

وصاح الصوت وكت غروب

مات النوخذه وتاهت سفن غيلان

وصاح الصوت وكت غروب

حنو البوب

تره حنة مظفر حنة اعراريس

حنة شمس حزبه وعاشك البيبان

ومن كد النجابه والمحبة والترافه البيك

بسجنه مظفر ويبجي على السجان

*************************************************************************

يمبجي حكام العرب

حمزة الحلفي

ياريس وتاه الشعر

من بعدك وبح صوته

مو موته عاديه متت

موتتك اكبر موته

ماشفت ميت بالنعش

يبجي عليه تابوته

يمبجي حكام العرب

عيلت نذل متفوته

أثارك ابگد السما

مايحتويهن متحف

ايام المزبن گضن

تگضن ييام اللف

**************************************************************************

ياطعم .. كل العراق

سامي عبد المنعم

منهو يگدر يقره گلبك ..

غير نرگيلة حزن والريل

وشوية اغاني

على المامش ..

شايل إسنين العمر

شدة أماني

ذايب إبحب الناس ..

والدنيا گصيفه

گلبك التعبان مابطل نزيفه

ياطعم .. كل العراق

الدايخ إبليل البنفسج

يامضايف هيل ..

يامنجل صويحب

زنجر إمنلحزن ...

چي مااخذ حيفه

*********************************************************************

باجر نعزي الشعر

علي الجبر

باچر التابوت يبچي

وتنسحن روح الگبر

باچر يغطي الشمس دمع

الفجر

باچر الموكب يمر

عالنهر والغيم وعيون

الجسر

باچر تغرّد عصافير الوطن

بكل حزنها وكل وجعها بكل

شجن

للسهر للريل للضويات

لنجوم الظهر

باچر تغنّي البلابل للبساتين

السكن بيها العطر

باچر نودّع گمرنا

باچر نجدّد صبرنا

باچر نضيع بعمرنا

باچر نطفّي بحنين الماي

لسعات الجمر

باچر نعزّي الشعر

**************************************************************************

مظفر وعشق البلابل

يوسف المحمداوي

 

عذرا سيدي النواب منك ومن صاحبك صويحب

لاني ساودعك كما تشتهي الروح ...

مظفر من يموت البلبل يداعي...

شجايبلي خبر خايب يهالساعي

مظفر من يموت البلبل يداعي

ميلن لاتنگطن كحل فوگ الراح

مظفر رازقي ومعطر بتفاح

حگ دمع النخل فوگ الجذع من ساح

راح المرعب السلطة والاقطاعي

مظفر مايموت البلبل يداعي

……..

شكبر حبك بروح الناس يالنواب

يثائر بالشعر من شاب لمن شاب

لاتابت محبة الهور اله ولاتاب

تلگاه الگصب يلطم ويالناعي

مظفر من يموت البلبل يداعي

………

بيرغ ماحنه ساريته لحد يوم

بنفسج عافية لو حسن وطن مكلوم

شط ثوار فنك يالتريد تعوم

نواب الشعر مركبي وشراعي

مظفر مايموت البلبل يداعي

……..

راجع للوطن هزته احلام الشوگ

زرازيرك يعاشگ علگن ليفوگ

وميزانك يعرف الباگ والمبيوگ

احس مرات ذيب ومره احس راعي

مظفر من يموت البلبل يداعي

……..

ون الهور كله ون جبل حمرين

راح العاشر الانصار واهل الطين

گطان بجنوبي وبشمالي التين

ثمانينك علوم ادرس الواعي

مظفر مايموت البلبل يداعي

************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- هوس العمق وروايات أخرى/ للكاتب الألماني البارز باتريك زوسكيند صاحب رواية “العطر”. ترجمة طلعت الشايب. اصدار دار دال- دمشق.

- لا جديد على الجبهة الغربية/ رواية ايريش ماريا ريمارك. ترجمة د. عماد مبارك. اصدار دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- البث الحسي والفكري في ومضات الشاعر العراقي يحيى السماوي، تأليف سعدي عبد الكريم. اصدار: دار تموز ديموزي- دمشق.

- ارصفة الجمر/ شعر: عامر عبد الأمير. اصدار: اتحاد الادباء والكتاب في العراقي- بغداد.

- غناء ملائكة السماء/ رؤى في حداثة الشعر. تأليف إسماعيل إبراهيم عبد. اصدار: دار الصحيفة العربية- بغداد وبيروت.

- في مديح القارئ السيء/ تأليف مكسيك ديكو، ترجمة جلال العاطي ربي. اصدار: صفحة 7/ السعودية.

******************************************************************

لغَزّة كلُّ هذا الشجن 

شاكر السامر / اسطنبول

اِستَعِري أيَّتُها الأرضُ

ففوقكِ ثلجُ لا يذوبُ ..

يسيلُ على خصريهِ وردٌ

وفوق النهدينِ قداسٌ يموجُ

أيُّها الوجهُ الذي يشبهُ وجهَ مَن أهوى حبيبةً

اِذ رأيتُكِ على هيئةِ ملاكٍ طاهر

ورضيعُكِ المتمزّقُ

في أعماقِ الحفر ..

كَفَنٌ شريدُ .

بالدمِ تغمرُ قماطَهُ الحتوفُ

وطفلُكِ الآخر ُ عبقريُّ الصوتِ

يتناثرُ كالزهر ..

تصفعُهُ القذائفُ العمياءُ حيناً ،

وحيناً يحرقهُ الجوعُ

وينثرهُ العطشُ الوبيلُ

بكاءً يرهقُهُ الصعودُ .

والزيتونُ والرمانُ

 وسربُ من يمامٍ شهودُ  ،

و شهدُ تينِنا الأسمر والبرتقالُ ورطبُ النخلِ 

اذ يتفحّمُ أو يذوبُ ،،

و مجدُنا من ثرى بابلَ

يصهلُ بريحٍ  عنيدةِ البأسِ موالاً يفيضُ.

إذَنْ .. لنعيدَ الكَرّةَ عليهم ..

فهُمْ .. وهُمْ “Netanyahu”     و بالنكبةِ الكبرى

قد أعادوا و عادوا ،  وأستعادوا من دبرِ القرودِ رقصاً فوقَ أشلاءِ الجراحِ  سكوبٌ..

بركانَ حقدٍ ..

ورماداً قدّسوهُ

ما لهُ من نفادٍ ..،

بل رجوعُ ..

و وعّاظُ التطبيعِ شمّروا

عن  لحاهم بالخيانةِ والنهيقِ في أُمّةِ الصفقاتِ والحرماتِ والرغالاتِ

والنكاحِ الملوّثِ بفتاوى المسوخِ  البليدِ

وأشباهِ الحشودِ المسودّةِ

والعراقُ مكبّلٌ بالبنودِ والصدودِ

والشيطانِ  الرجيم .

مِن الف بابلَ

و المَلكُ العظيمُ يسوقُهم للمدائنِ حاشرينْ ،

ويتلو عليهم قوانينَ الإلهِ

والنبأِ المبينْ .

وأنا الصائحُ في سما البلدانِ   هُدهُداً يجوبُ

خُذوني اليها ..

عساني أعودُ … لأُمِّ المدائن غزة ..

شراع الصاعدين ليلاً للسماء

لا يذلهمُ الألم ،

والصمودُ في النهار شعارُ الفاتحينَ للشمسِ

بروجَ الياسمين ، اذ تضع حملَها غزةُ تحت ركامِ الشاهقاتِ قسراً ، تهزّها الناسفاتُ والعاصفاتُ وتأكلُ من لحم ابنائها وتزدادُ ريّاً بالدماء .

أغداً القاها رُطَباً جَنيّا .. والأرغفةُ الساخناتُ من تنّور أُمّي لا تنالُها أيدي الصغار .. وغزةُ يكسرُ ضلعَها الأقربون فلي وطنٌ لا تغيبُ عنهُ الخطايا .. وما زال مرتبكاً ..

أَ أَعودُ لبغدادَ

لأجبرَ خاطري مُكبّلاً بالوعودِ ،

بسطوعِكِ فينا غنّى النهارُ ظهرُكِ المستقيمُ طريقي

وعمودُكِ الشامخُ

مالهُ أيَّ انكسار  ..

وذي سطوةُ الجمالِ

على شفتيكِ مرسى الضفافْ ..

وصدرُكِ المعتّقُ بنبضِ السؤالِ  عنيدُ  .. 

ذاكرتي وذكرياتي التي أعيشُ هي الوطنْ

وليس الحدودُ الفاصلةُ بين الرمالِ والصخورِ  والشجنْ

اذ تغتالني في وضحِ العودةِ الى الاقامةِ في البعيدِ النائي قُربَ البحارِ والسفنْ ..

وما مِن الى عينيها

طريقٍ  هَدى

يجودُ بالمورياتِ قدحاً ،

ليُغرّدَ في فمي فجرُ الصباحِ 

العندليبُ

ويقذفني من بطنِ التعاسةِ

والانتظارِ تشرينٌ جديدُ .

اِستعري أيّتُها الأرضُ

لأسطعَ على جبلٍ شموخٍ 

في “الأقصى” لهُ في النفوسِ

كلُّ هذا الخُلودِ

.. خُلودُ

*************************************************************************

العذاب والظلم.. في «حرائق الذاكرة/ بين الزنزانة وقاعة المحكمة» *

احمد خلف 

تسعى الرواية العراقية الحديثة الى تأسيس نهجها الخاص وصوتها المتفرد ذلك ان معظم ما انتج من رواية عبر الفترة الماضية هو اشبه بالوثيقة ضد السلطة او جلاوزتها ولا تختلف رواية “حرائق الذاكرة” للروائي خضر عبد الرحيم ، عن بقية زميلاتها من الروايات العراقية ، التي تنهج نهجا صريحا وواضحا في ادانة فترة الظلم والاضطهاد  .

هذه الرواية تعتمد البنية الحكائية ، لكن لايمكن ان تلخص اي لا يصح اختصارها ببضعة سطور ، فليس للعذاب والقسوة والجور والظلم ان يتم اختصاره بالكلمات، انه عذاب عراقي وصوت استغاثة شاب لم يبلغ العشرين من العمر ، غيبوه في دهاليز الظلام واقبية الأمن العامة سابقاً. انها نشيد مأساوي او صيحة تمرد على قوانين الاجحاف وخيانة القلب الجائر والعقل المنحرف ، النشيد الكظيم الذي قدمه خضر عبد الرحيم بقدر ما يعتمد نهج السيرة الروائية انه في حقيقته رواية تجربة لا يمكن اهمالها لانها تجربة تشملنا جميعاً بين شاهد او فاعل او مساهم في الدفاع عن الحقيقة التي تم ابتذالها )) خفّ الورم قليلا بعد ايام بمساعدة الزبد الذي اثبت فاعليته في الحد من تورم الاطراف العفنة وشفاء الندوب التي احدثتها الكلابات في الاطراف والظهر ، كانت الزنزانة اشبه بفرن كبير تشوي بداخلها ارواحنا واحلامنا.  وها هي تقول اشياءها بوضوح ولا تميل الى بهرجة عالمها او تقدمها كزينة يحتفى بالوانها القزحية ، بل هي تحذو حذو بطلها الواقعي، كان للمكان اسماء حقيقية بل معروفة على الواقع البغدادي، حيث نجد اسماء شخوص الرواية اسماء حقيقية بل واقعية  ، حيث يرد اسم المؤلف في التحقيق ، بل واسم الشاعر حميد قاسم ، وهذا تأكيد على جانبها الواقعي، ان هذا النوع من الروايات يتوجه بالادانة الصادقة ، قبل ان يخطط الى انشاء رواية ذات سمات تجريدية ، في هذا النوع تتكفل الذات موضوعها بكل شجاعة لأدانة جلادها ومغتصب حريتها ،  ومن الملاحظ ان اللغة تنسجم مع ايقاع السرد ، بحيث تختلط لدينا قابلية الفرز بين اللغة الساردة وبين مجريات الاحداث، ومرد ذلك تعامل السارد مع الاحداث بكل براءة البطل المستلب ، والرواية تشتغل على محاكمة معاكسة للمحكمة التي عقدت للسارد/ البطل خضر ، انها تدين الجلاد الذي لا يملك من اتهام للمعتقلين سوى الاختلاف في الفكر فقط : (( لم تهتز قناعاتنا بالفكر الذي اخترناه طريقا واضحاً لحياتنا ، وأمنا به كوسيلة لتحقيق غايات اجتماعية كبرى ، في رفع الحيف والظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية)).

ان “حرائق الذاكرة” تدخر لمتلقيها حفنة من العاطفة التي يفتقدها العديد من رواياتنا الحديثة، ولعل موقف الأب بعد اطلاق سراح ولده خضر ، موقف لا يحتمله القاريء مهما كانت شكيمته شديدة البأس، وتصور لنا الرواية بمزيد من مشاعر الود بين الاب وولده ، بعد اطلاق سراح الابن من معتقله : (( ... تماهيت مع دموعه وحسراته التي تكسرت في صدره، وذبت من فيض ابوته التي لا يرقى اليها احد، التصقت به كمن يعتصم من الحزن والفراق بفيض حنان لا يدانيه حنان في الارض)) اما الأم فقد اصيبت بنوع من الهلوسة ، غير مصدقة ان ابنها خضر قد اطلق سراحه ، وحل بين احضانها من جديد . النبرة الروائية التي تنشدها هذه المدونة هي نبرة ادانة لمرحلة مازال العديد منا يحمل نقدا لاذعا لها ، وقد عملت الرواية على ذلك نيابة عنا جميعا ، وكأن الروائي قد تعهد وتطوع بكل شجاعة واصرار  للانابة عنا ...

ان السؤال الذي يطرح نفسه على المؤلف خضر عبد الرحيم هو: ماذا بعد “حرائق الذاكرة”؟  نحن نأمل ان يكتب روايته الثانية لنعلن عن بهجتنا بولادة روائي يدرك مهماته الضرورية للتأليف والكتابة المتجددة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*اصدار دار السرد، بغداد 2024.

**************************************************************************

مرّ الكوكب في سمائنا.. مرثية لروح كوكب حمزه

د . فاضل سوداني

مر الكوكب في زمن لا يتناسب مع  زمن البرابرة ، فهو يتعامل مع الجمال ووضوح الموقف السياسي والاجتماعي  في الحياة . مر الكوكب لكنهم لم يستطيعوا سرقة  زمنه لأنه يمتلك لغة الملائكة ، أنها تلك الأغنية التي كانت تضج في أمسيات العراقيين . مر الكوكب ليقلقهم فمنعوا العراقيين من سماعها ، لكنها لغة الكوكب تهمس في الروح  وتتواصل  سراً مع مبدعيه بحيث فتتحول إلى منشورسري لأنه  مر في سماء العراق  فأنار فجراً يستشعره العراقي فتتفتح روحه في صباح آمن ندي.

وهنا يكمن تفرد كوكب حمزه  في غنى روحه الموسيقية، عن طريق  تنوع  التراث الغنائي في مدن الجنوب العراقي ، مدن الأساطير والتعاويذ والسحر ، مدن مازالت عبقة برائحة الأهوار وأخرى بمسك مراقدها المقدسة. مدن على امتداد شواطئها  نسمع حنين صوت داخل حسن  ، وبين سعف نخيلها وضياع  المشاحيف  وتوهانها في غابات  القصب والبردي تنقل الريح ذلك الأنين الأبدي  لسلمان المنكوب كأنه صدى لحشرجات صوت  الإله العراقي  المذبوح  “تموز البابلي” . 

كل هذا أثر على الفنان فضلاً عن  أغاني الخشابة والتراث البصري المتوزع بين الإيقاع الأفريقي العنيف والرقص الهندي السريع،  وغناء بحارة السفن المحملة والعابرة  يم المحيطات المجهولة  و الإيقاع السريع لموسيقى الهيوه الراقصة.  وقد كانت مهمة فنية شاقة تقع على كوكب حمزه وزملائه الفنانين الذين أعادوا صياغة الإغنية السبعينية  وجعلوها عراقية التقبل والإستيعاب تؤثر في المدينة الحضرية قبل غيرها.

لم يقتصر تأثير الحان كوكب حمزة في وطنه وحسب وانما إمتد إلى خارجه لأن اي مستمع لأغانيه يكتشف بعداً سمفونياً  ومفردةً موسيقيةً خاصة  مشحونة المشاعر والأحاسيس كما هو الحال مع أغاني الراي المغاربية، والموسيقى والغناء اليوناني، وأغاني الغجر العالمية، والفلامنكو الأسباني ، وموسيقى الزنوج،   وهذا واضح في تنوع الإيقاع والغنى الروحي لأغانيه التي تعمقت أيضاً نتيجة لتأثرها بالتراث العاشورائي .

ولأن كوكب حمزة امتلك  موقفا من الحياة عبر عنه في أغانيه  الشعبية المثيرة للجدل لهذا فإنه شعر بغربة مضاعفة وهو في وطنه .هل ضيعه العراق أم نحن الذين ضيعناه  ام هو الذي أضاعنا ؟

لكني أراه الآن كحلم تراءى لي في البعيد ،حلم لا يتكرر، لكنه لن يُنسى أبداً . ها أنت في الذاكرة  يا كوكب كانسان وضع حياته على راحة يده مفتوناً بموسيقاه الحلمية ، ها انت ذلك النبيل والخجول  والدائم التواضع الذي كنت تحرجنا جميعنا بنبلك وتواضعك ، يا كوكب ها انا أراك:

كما في ازمنة الحلم أو الغياب

تتلألأ بنجومٍ تفتنك بسريتها.

النار أصل الوجود حالما تسكن البيت ،

كل  رؤيا نار ولا شئ أكثر توهجا من  بريق الفردوس .

 النار أصل الوجود ،تتوهج  لمجئ شعراء

يغنون مع  الريح  ولا شئ  آخر

لاشئ ياكوكب ، 

والأرض كابوس آدم وأنتَ من أوحى بالنبوءة.

 هناك فوق  أسوار بغداد صُلب المغني  كقديس غريب

إنتظرتْ نخلة سامقة وعلى ضفاف نهر آبد

أن يمرَ الموكب

إكليل الصفصاف على الجبين ، وهمس أُغنية مع الريح:

دعني أتمُ نشيدي قبل  حلمي  الأخير.

الغابات والبحار في عهدتك،

هناك سَتَسمّع موسيقى كونية فتمنح الأشياء شكلها ،

الكلام معناه ، الليل لغته ، القمر والنجوم أيضا.

تُخبئ مفاتيح الوجود في قبضة قلبك ،

لا ينفع البرابرة.  وما خلفته في الصحراء

ياكوكب أنت غنيت وأنت من أوحى بالنبوءة .

************************************************************************

تليق بنا بغداد.. الى الراحل المبدع حسين سرمك حسن صديقاً ...

علي رحماني

انت تغرقني بنهر طيبتك

ووجه مائك الجنوبي العليل

سحرتني طلتك البريئة

حين تسميها ((المحروسة ))*

وسعتنا تلك المغروسة بالروح

وسعت صدرك بنور الشغف المفتون

ملأتك حنينا وعشقا

نصوصا من قلق وسكون

وخضرة عشب تشد المسافات

والنهايات اغنية الحنين

اقرأ وهجك ...

وجدك ...حرقتك القائمة

تنبض بالشوارع والساحات

ومرايا أنتظاراتها  الباسمة

....

تليق بنا بغداد ...

او نليق بها

تضيق بنا ...

اذ نلوذ بها

....نلتقي عند ضفة النهر

والجسور تربط اشتاتنا 

مدانا يناغي حنين الفراق

واحتفال الحنين بها

...

حينما تتناقض

بهموم صورتها المثلى

وصدى صوتها المستحيل

تصير المسافات اغنية

صدى احتمال الغروب البعيد

ومداك الرؤى والسطوع

ندى نقائك الأبدي

مثل طل الصباح

وهو يرقى نخيل العراق

____________

*كان الراحل يسمي بغداد بالمحروسة في موقعه (( الناقد العراقي ))

*********************************************************************

 

الصفحة الثانية عشر

في بيتنا الثقافي.. عن الهجوم الكيمياوي على الأنصار الشيوعيين في ذكراه الـ37

بغداد – طريق الشعب

نظم منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع رابطة الأنصار الشيوعيين، السبت الماضي، جلسة في مناسبة الذكرى الـ 37 للهجوم الكيمياوي على الأنصار الشيوعيين، تحدث فيها ثلاثة أنصار من ضحايا الهجوم:  د. عزت أبو التمن ومحمد جاسم اللبان وراهي مهاجر.

الرفيق النصير مفيد الجزائري أدار الجلسة، وافتتحها مستذكرا الاعتداء الغادر بالسلاح الكيمياوي الذي ارتكبه النظام الصدامي المقبور في 5 حزيران 1987 ضد أنصار الحزب الشيوعي العراقي ومقرات قيادة قاطع بهدينان لقواتهم،في وادي زيوه على ضفة نهر الزاب شمالي دهوك.

أوضح أن الهجوم نُفذ حوالي الساعة 7 مساء، وكان الأنصار يتهيأون لتناول وجبة العشاء عندما عصف بالسماء هجوم مباغت لـ 4 طائرات حربية، كررتها بلمح البصر 4 طائرات اخرى، ورافق عبورها دوي انفجارات شديدة لصواريخ اطلقتها الطائرات المغيرة على الانصار ومقراتهم.

وبيّن أن الحدث كان مفاجئا تماما، وانه لم يمر وقت طويل حتى أخذت العيون تلتهب وتتقرح، وبدأ البعض يعاني صعوبة التنفس، بينما كان آخرون يعجزون عن مقاومة الرغبة بالتقيؤ. ومر وقت اضافي قبل ان يتضح للجميع انه هجوم بالسلاح الكيماوي، وان ما تم استخدامه بالضربة هو غاز الخردل السام. مضيفا أنه اثناء الهجوم توفي النصير جوقي سعدون حكيم (أبو فؤاد) إثر تعرضه إلى إصابة مباشرة بشظية من أحد الصواريخ، وبعده بيومين توفي النصير ريبير محمود عجيل (أبو رزكار)، متأثرا بإصابته الشديدة بالغاز المسموم.

ولفت الجزائري إلى ان الهجوم لم يكن الأول من نوعه الذي شنته قوات النظام الدموي ضد البيشمركة وسكان القرى الكردستانية، بل سبقته هجمات مماثلة حتى قبل أن يُعين صدام أواخر آذار 1987 ابن عمه المجرم المتمرس علي كيماوي حاكما مطلقا للاقليم، مضيفا ان هجوم 5 حزيران كان الاول الموجه ضد الانصار الشيوعيين حصرا.

وبيّن الجزائري ان السبب المباشر الذي دفع النظام المقبور إلى ارتكاب تلك الجريمة، هو التنامي الملحوظ والتطور الواسع لكفاح الأنصار الشيوعيين منفردين، وبالتعاون مع أخوتهم بيشمركة الأحزاب الأخرى المتحالفة مع حزبهم في جبهة “جود”، ضد النظام وقواته ومرتزقته.

بعد ذلك، تحدث النصير محمد جاسم اللبان عن الهجوم وقسوته، واوضح أن النظام الدكتاتوري حاول طيلة الفترات السابقة للهجوم ان يحد من نشاط حركة الأنصار والبيشمركه، التي كانت تتوسع وتنمو باستمرار من خلال احتضان الجماهير الكردية لها.

ولفت إلى ان صدام كان يركز على التصدي لقوات البيشمركة بشكل عام، وعلى الأنصار بشكل خاص، نظرا لثباتهم وقوتهم، ولأنهم تابعون إلى حزب له تاريخ عريق وتضحيات كبيرة.

واستذكر اللبان لحظة القصف الكيمياوي. وقال انه استهدف بشكل مباشر مقر المكتب السياسي للحزب الشيوعي، رغم وجود مقرات لأحزاب أخرى، مبينا انه من حسن الحظ، خلال فترة القصف كانت تجرى مباراة كرة قدم بين بعض فصائل الأنصار، فكان أكثر من 300 رفيقة ورفيق خارج موقع الهجوم. 

وأشار إلى ان “السلاح الكيماوي رهيب ومرعب. وقد اصبنا بسببه بالعمى لمدة اسبوعين او ثلاثة. وكنا نشعر وكأن زجاجا مطحونا يتحرك داخل عيوننا. كما كانت هناك آلام في المعدة والأمعاء. وحتى هذه اللحظة يعاني من أصيبوا بالضربة الكيمياوية من مشكلات صحية”.

أما النصير عزت أبو التمن، فقد استهل حديثه بالقول أنه “على الرغم من ان الحادثة تذكرنا بأوقات مأساوية، لكن فيها من الدروس ما جعلنا نستمر في الكفاح والنضال طيلة هذه السنوات”.

وأشار إلى ان السلاح الكيماوي محرّم، وهناك معاهدة لحظر استخدامه وقعتها 192 دولة، وبضمنها نظام صدام “لكن صدام ونظامه باشرا باستخدام الكيماوي بعد 6 شهور من بدء الحرب العراقية - الايرانية”.

ونوّه إلى ان صدام نفسه كان يشرف على استخدام السلاح الكيمياوي ضد الشيوعيين وقوات البيشمركة الاخرى. وهناك وثائق اعلنت بعد 2003 اظهرت ان الأوامر بالقصف جاءت منه شخصيا.

وختم أبو التمن حديثه قائلا ان “الشيوعيين في ذلك الوقت، وبالرغم من الصعوبات التي واجهوها، كانوا متماسكين ومتعاونين في التخفيف من اصابات بقية رفاقهم، وحتى عملياتهم العسكرية ازدادت ضد النظام”.

وتحدث أخيرا النصير راهي مهاجر عن تلك الهجمة الإجرامية، مبينا انها جاءت “كرد فعل على تطورات حصلت في المنطقة، بضمنها انتفاضة شقلاوة ضد النظام والتحرك الجماهيري المماثل في قضاء رانيا. وكان لرفاقنا في شقلاوة وعلى رأسهم الشهيد سعدون دورهم في قيادة تلك التحركات الباسلة”.

وتابع قائلا أنه “إثر تلك الاحداث عقدت اللجنة المركزية للحزب اجتماعا طارئا للنظر في تطويرها وتوسيعها، ما أثار مخاوف السلطة من إقدام الأنصار على اجتياح واحتلال مزيد من المدن والمعسكرات. فكانت ردة الفعل عنيفة باستخدام الكيمياوي”.

وبيّن أن “الضربة ركزت على مقراتنا دون مقرات بقية الأحزاب، وتحديدا على مقر الفصيل المستقل الذي كان معنياً بمتابعة العمل الحزبي في الداخل، والذي كان يضم عضوي المكتب السياسي عمر علي الشيخ وحميد مجيد موسى”.

ولفت الرفيق مهاجر إلى ان “السلطة شنت بعد الضربة حملة واسعة في البلاد عموما، للنيل من معنوياتنا ومعنويات الناس، وقام ازلامها بابلاغ عائلاتنا بأنها قضت على الشيوعيين.

الا انه لم تمر فترة طويلة حتى عاودت مفارز انصارنا النزول إلى القرى والتحرك في عموم الاقليم، وبددت كل تلك المخاوف”.

*******************************************************************

 واسط.. احتفاء بالشاعر والأديب حميد حسن جعفر

الكوت – نجم خطاوي

احتفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الجمعة الماضية، بالشاعر والأديب حميد حسن جعفر في مناسبة صدور روايته “طوارئ غرفة إنعاش”.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة “كازينو الهدى” في مدينة الكوت، حضرها جمهور من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي، إلى جانب ممثلين عن تنسيقية التيار الديمقراطي في واسط.

وأدار الجلسة القاص إسماعيل سكران، وافتتحها بتقديم نبذة عن سيرة المحتفى به، والحديث عن مكانته الأدبية والثقافية في واسط والعراق، معرجا على أبرز إصداراته في مجالات الشعر والقصة والنقد الأدبي.

بعد ذلك، ألقى جعفر الضوء على ظروف كتابة روايته، التي صوّر فيها تجربته الشخصية ومكابداته ومعاناته، وتشبثه بالحياة وإصراره على مواصلة تحقيق أحلامه الكبيرة، وطموحه إلى وطن ينعم بالسلام.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن المسيرة الإبداعية للمحتفى به، وهم كل من عيسى مسلم جاسم، نجم خطاوي، جبار الحمداني، طه الزرباطي ونعمة رشيد الشريفي. وقد أشاد الجميع بتجربة جعفر وجهوده الحثيثة في مواصلة فعل الكتابة الشعرية والسردية والنقدية. كما تناولوا روايته وما حوته من صور ومضامين.

وفي الختام، قدم سكرتير اللجنة المحلية فتاح طه، لوح تقدير باسم الحزب إلى الشاعر والأديب حميد حسن جعفر.

********************************************************

يوم الجمعة من كل أسبوع شارع الناصرية الثقافي يحفل بالفعاليات الفنية والأدبية

 الناصرية – جميل حيال القرغولي

يحتضن شارع الثقافة في مدينة الناصرية، يوم الجمعة من كل أسبوع، فعاليات ثقافية وفنية وأدبية منوعة، تستقطب أعدادا كبيرة من أبناء المدينة وأقضية ذي قار ونواحيها.

وشهد شارع الثقافة الجمعة الماضية، حفل توقيع للكتاب الموسوم “قمم موسيقية مغيبة”، لمؤلفه داود أمين.

وخلال الحفل الذي أداره الباحث والناقد حسين العامل، ألقى الفنان علي عبد عيد، الضوء على ما جاء في الكتاب، الذي يتناول سيرة حياة الفنانين كوكب حمزة وكمال السيد وطالب القره غولي.

كذلك احتضن الشارع جلسة في مناسبة يوم المتاحف العالمي 18 أيار، تحدثت فيها مديرة متحف الناصرية الحضاري. فيما عقد “فريق ستايش” الإبداعي الشبابي، ندوة بعنوان “فوائد الموبيل وأضراره”.

وتوزعت على أرجاء الشارع معارض فنية عديدة، منها معرض لمنتدى الثقافة والفنون في الناصرية، إلى جانب المعرض الدائم لفن الفوتوغراف، ومعرض لصور توثّق أشهر متاحف العالم، فضلا عن معرض لرسوم التلميذة الموهوبة فاطمة حسين السهلاني. 

وكالعادة كان ركن المكتبات حافلا بالإصدارات، بمختلف المجالات.

***************************************************************************

في مقر شيوعيي كربلاء .. احتفاء بالمصارع سجاد مكسر والكابتن عباس مكسر

كربلاء - غانم الجاسور

احتفت المختصة الرياضية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أخيرا، بالمصارع الدولي ولاعب المنتخب الوطني بالمصارعة الرومانية سجاد مكسر، وبمدرب لعبة المصارعة الدولي الكابتن عباس مكسر، تثمينا لجهوديهما المبذولة في رفع اسم العراق ومحافظة كربلاء عاليا في المحافل الرياضية الدولية.

وخلال جلسة الاحتفاء التي حضرها سكرتير اللجنة المحلية الرفيق صباح الحمد وعدد من الرفاق المهتمين في الرياضة، جرى الحديث عن إنجازات المحتفى بهما، ومنها حصول المصارع عباس على الميدالية البرونزية في بطولة آسيا للمصارعة التي أقيمت إبان نيسان الماضي في قيرغزستان.

بعد ذلك، جرى تكريم المحتفى بهما بلوحي الذكرى الـ90 لميلاد الحزب، مع باقتي ورد.

وفي سياق الجلسة، طالبت المختصة الرياضية الجهات الحكومية المعنية بالرياضة، إلى الاهتمام بشريحة الرياضيين، وتقديم الدعم اللازم لها.    

********************************************************************

في البصرة.. استذكار الفنان الكبير الراحل كوكب حمزة

البصرة – طريق الشعب

تحت شعار “لن يأفل الكوكب”، أقام “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة و”دار الأدب البصري”، الجمعة الماضية، أمسية استذكار للفنان الكبير الراحل كوكب حمزة، في مناسبة أربعينيته.

حضر الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمع من محبي الفقيد. فيما أدارها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، وافتتحها بعرض فيلم من إعداد اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، يُعرّف بالفقيد ومسيرتيه التربوية والفنية. 

بعد ذلك، ألقى الرفيق قاسم حنون تركي كلمة باسم محلية الحزب في البصرة، تحدث فيها عن أبرز محطات الفنان الفقيد. أعقبه الشاعر رافع بندر خضير بقراءة قصيدة للشاعر المغترب نزار ماضي، جار الفقيد لمدة 33 عاما.

وساهم الفنان نجم مشاري ونجله عازف العود د. علي مشاري في اداء بعض أغنيات الفقيد. تلاهما د. لؤي حمزة عباس والأديب محمد جواد عبد الجاسم القادم من الكويت، وهو ابن عم الفقيد وشقيق زوجته.

وعُرض في سياق الأمسية مقطع فيديو يظهر فيه الفنان طالب غالي وهو يرثي الفقيد في مجلس عزائه بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

وكان آخر المساهمين في الأمسية، الفنان د. ناصر هاشم، الذي أدى على العود باقة من أغنيات الراحل.

*****************************************************************

ليس مجرّد كلام.. على الطرقات ينتظرون غودو ..

عبد السادة البصري

كلما ألتقي أحدهم وأسأله: أين أنت الآن؟ يجيبني بأسى : والله عطّال.. بطّال!

 تظلّ الكلمة ترنّ في أذني كأنها طرقات (جاكوج) تحطّم كل صفائي وتأملاتي ، لأعود وأسأل:

 لماذا ؟ ألا يوجد عمل ما ؟ ما حصّلت تعيين ؟ فيأتيني الجواب أكثر قوّة من تلك الطرقات : أين هو العمل .. وكل شيء متوقّف عن الحركة؟ كأن الحياة غادرت أرضنا ومعاملنا، وصار العوز والقهر والبطالة ونزيف الدم هو المتحرك الفعلي في كل مكان؟

اتذكّر ان أخي الكبير حين اخفق في دراسته سيق إلى الجيش، وبعد تأديته الخدمة العسكرية تم تعيينه في شركة الموانئ التي كان تسمى حينها مؤسسة الموانئ العراقية، ليبدأ رحلة عملٍ لم تنقطع إلا بإحالته على التقاعد قبل أكثر من عقد من السنوات. بمعنى انه لم يكن عاطلاً بل قدّم خدمة لوطنه من خلال عمله اليومي في الموانئ، وغيره الكثير من الشباب الذين أصبحوا الآن كهولاً، منهم مَن غادر دنيانا ومنهم ما زال يعمل، كلّهم لم يكونوا عاطلين أبداً !! ولا يمكن أن ننسى العمّال والموظفين الذين قدّموا ويقدّمون الشيء الكثير والخدمة الجليلة لناسهم وأرضهم ولعوائلهم أيضاً.

لكننا منذ 2003 وحتى هذه اللحظة لم نسمع عن توظيف عمّال أو موظفين هنا وهناك إلا بشقّ الأنفس، أو عن طريق (الواسطة) وغيرها مما تعرفونه.  المصانع أكثرها متوقّف عن العمل، كذلك المشاريع الزراعية لم تؤدِ دورها المطلوب ، وتأخرت كل أنواعها أسوة بأختها الصناعة لنصبح مستوردين ومستهلكين لكل ما يُنتج زراعياً وصناعياً في دول الجوار وغيرها !

والطامة الكبرى هي سوسة الفساد والهدر المالي وسرقات القرن، مما ذهب أدراج الجيوب الفاسدة والصفقات المشبوهة !

 لنتأمل قليلاً وضع شبابنا الذين علّقوا شهاداتهم الجامعية على الحيطان، وصاروا زبائن للمقاهي والتسكّع على أرصفة الطرقات بلا تعيين، ولسان حالهم يقول : ذهب تعبنا كل سني الدراسة ادراج الرياح وصرنا نترقّب اطلالة (غودو) لينقذنا من هذا الضياع !!

بعد الدراسة والأحلام الوردية بمستقبلٍ يخدمون فيه الوطن باتوا بين ليلة وضحاها عطّالين لكنهم ليسوا بطّالين..، لأنهم سعوا  وما يزالون يسعون لأجل تعيينهم كي يقدّموا خدمة جليلة للبلد، ويكونوا بناة مستقبله وازدهاره.

“الباطلون” هم الفاسدون الذين نهبوا خيرات الوطن وتركوه والشعب يواجهان مصيراً مجهولا، فالعاطل عن العمل لم يكن يوما على باطلٍ، بل “الباطلون” هم أهل الباطل الذي تسبب في عطل الآخرين وجعل ابناءنا منتظرين على الطرقات.