اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بيان الحزب الشيوعى العراقي.. إجحاف آخر بحق ثورة 14 تموز 1958 المجيدة

تفاجأنا مع غيرنا الكثير من المواطنات والمواطنين العراقيين بأن مشروع قانون العطلات الرسمية لسنة 2023 الذي احالته الحكومة إلى مجلس النواب لمناقشته وإقراره لم يتضمن وضع ثورة 14 تموز 1958 ضمن قائمة الأعياد الرسمية، كما لم يحدد اليوم الوطني لجمهورية العراق، فيما أُضيفت أعياد جديدة.

لقد سبق أن احالت الحكومة إلى مجلس النواب في عام 2008 مشروع قانون للعطلات الرسمية يشتمل على يوم اعلان الجمهورية في 14 تموز، إضافة إلى جميع أيام العطل الأخرى.

ان هذا المشروع مثير للانقسام اجتماعيا وسياسيا، ويتجاهل واحدا من أهم الأحداث في تاريخ الدولة العراقية الحديثة، يوم انبثاق وميلاد العراق الجمهوري في اعقاب ثورة 14 تموز عام 1958. ومما يثير الاستغراب أن يصدر مشروع العطلات الرسمية بهذه الصيغة من حكومة تؤكد أنها تسعى إلى الحلول وإعلاء شأن الهوية الوطنية وتكريم رموزها والاحتفاء بالمناسبات الوطنية. فالإهمال العمد ليوم 14 تموز يعكس مساع لطمس معالم الثورة ومحو ذكراها الراسخة في وجدان بنات وأبناء شعبنا، إذ مازالت  ملامح إنجازاتها الكبيرة شاخصة تشهد على اصالتها المعبرة عن إرادة ملايين العراقيين الذين استقبلوها بفرح غامر.

فلم تكن ثورة 14 تموز حدثا عابرا، ورد فعل انتقاميا او ارادويا، بل جاءت كضرورة موضوعية، وحاجة أملتها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهيمنة أقلية حاكمة مستبدة ربطت العراق بالأحلاف العسكرية وانتهجت سياسة معادية ليس لشعبنا فقط، بل ولمصالح وشعوب المنطقة.

انه لمن العجب ان لا تحتفي الحكومة الحالية بهذه الثورة الكبرى التي حررت البلاد من القيود الاستعمارية واخرجت العراق من حلف بغداد، وصفّت القواعد العسكرية الأجنبية في الحبانية والشعيبة وحررت بلادنا من قيود الإسترليني، واستعادت السيادة والاستقلال الوطنيين. وهذه الثورة لا غيرها هي من سنّ قانون رقم 80 لسنة 1961، محررة بذلك 99.5 في المائة من الأراضي العراقية التي كانت خاضعة للشركات الأجنبية الاحتكارية.

فكانت ثورة 14 تموز واقعا فرضته تلك الظروف بهدف إنقاذ الوطن والشعب، وهي حققت إنجازات هائلة لعموم العراقيين خلال عمرها القصير.

ان ثورة حررت العراق من قيوده، واطلقت الفرص ووفرت الإمكانات لبناء عراق جديد، يتوجب ان تُكرّم مع رموزها الوطنية وان يُحتفى بها، وان الأخطاء والثغرات والنواقص، لا تحجب حقيقة الثورة وماهيتها واصالتها ورسالتها وضرورتها، كما هو شأن الثورات الكبرى في العالم.

وان الحكومة ومجلس النواب مطالبان بالتراجع عن الصيغة الحالية لمشروع قانون العطل الرسمية ومعالجة الثغرات فيه وإعطاء ثورة 14 تموز مكانتها اللائقة بها والمستحقة، والاحتفاء بها كمعلم وطني شامخ.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

17-5-2024

***********************************************************************

فعاليات احتجاجية تندد بالجرائم الصهيونية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد وعدد من المحافظات العراقية فعاليات احتجاجية نددت بالعدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني؛ إذ نظم العشرات من الناشطين تحت نصب الحرية، وسط العاصمة بغداد، وقفة احتجاجية للتنديد بالجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.

وحمل المشاركون في الوقفة أعلاما فلسطينية للتعبير عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

ازدواجية المعايير الغربية

وخلال الوقفة، ألقى سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي، سلام نوري كلمة نيابة عن اللجنة المنظمة للوقفة. جاء في كلمته: «مضت 8 أشهر، والحرب المجرمة على قطاع غزة مستمرة بدون توقف، وسط صمت المجتمع الدولي والعربي الرسمي وعجز مجلس الأمن والمنظمات الدولية عن اتخاذ قرارات تحمي الشعب الفلسطيني وتؤمن حقوقه».

وأضاف «نقف اليوم مرة أخرى لنعلن ونجدد تضامننا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والحراك الطلابي العالمي في الجامعات الأمريكية والأوروبية والعربية، وفي مختلف دول العالم، الداعم للقضية الفلسطينية. وندين بشدة ازدواجية المعايير الغربية في تعاطيها مع القضية ومع الحراك الطلابي العالمي المناهض لجرائم الحكام الصهاينة ونهجهم الدموي».

وأشار نوري إلى أن «قمع المتضامنين مع القضية الفلسطينية في أوروبا وأمريكا يشكل سابقة خطرة أماطت اللثام عن زيف دعاة الديمقراطية وحرية التعبير».

وأكد في كلمته «ضرورة احترام حق الشعوب في التعبير عن آرائها في تضامنها مع القضايا العادلة، ونشدد على ضرورة احترام هذا الحق الذي طالما تذرعت به أمريكا للنيل من خصومها»، داعيا «طلبة وشعوب البلدان العربية إلى المزيد من فعاليات التضامن والدعم لأسطورة الصمود الفلسطيني وإدانة المواقف المتخاذلة ودعاة التطبيع مع دولة الاحتلال والإبادة الجماعية».

ودعا البيان «الحكومة العراقية إلى التحرك بصورة أفضل واتخاذ كافة السبل الممكنة لدعم إيقاف الحرب في فلسطين، بكافة الطرق والوسائل عبر المسار الدبلوماسي والضغط على المجتمع الدولي لتحقيق السلام العادل»، مندداً بـ»العدوان الجاري والتوغل الإسرائيلي وجرائم الإبادة في رفح»، معرباً عن «التضامن الكامل والمبدئي مع شبيبة وطلبة وشعب فلسطين في نضالهم من أجل حقوقهم المشروعة للخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».

وقفات تضامنية

وفي محافظة ميسان، نظم اتحاد الشبيبة الديمقراطي في ميسان مع تنسيقية التيار الديمقراطي وتحالف قيم وبحضور رئيس اتحاد نقابات العمال في ميسان والحزب الشيوعي العراقي وقفة تضامنية ضد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وللتضامن مع الحراك الطلابي الأوروبي والأمريكي وفي دول العالم ضد حرب الإبادة الجماعية المستمرة على الشعب الفلسطيني في شارع دجلة وسط مدينة العمارة.

وفي قضاء الشطرة، في محافظة ذي قار، نظمت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في الشطرة مرسماً فنياً للأطفال بعنوان أطفال الشطرة يرسمون لغزة.

***************************************************************

راصد الطريق.. إنما الأمم الأخلاق .. ما بقيت؟

تَسبّب خبر القبض على مديرة مدرسة ومشرفتين تربويتين وموظف في تربية واسط، متهمين بالدعارة والابتزاز الجنسي، في صدمة حقيقية. فهل هؤلاء هم ممن ينتظر قيامهم بتربية الأجيال قبل تعليمها؟

وبعد أن كشفت التحقيقات الأولية أن المتهمين جزء من شبكة ابتزاز جنسي تعمل منذ 2020، أشارت مصادر أمنية إلى اعترافاتهم باستغلال عشرات الطالبات منذ ذلك الحين في أعمالهم الدنيئة.

إن هذا الذي حدث وما قد يحدث لاحقاً لا يمكن إلقاء اللوم فيه إلا على منظومة المحاصصة والفساد، وما سببت من ويلات للعراقيين بفعل تسليطها الفاسدين وعديمي الاستقامة على مقدرات الناس، وبالتالي فإن عملية بناء الإنسان هي آخر ما يهمها. لهذا نرى الإهمال المتعمد للقطاعات الحيوية، واولها قطاع التربية والتعليم، الذي لم يسلم هو ايضا من انتشار المخدرات وتعاطيها.

إن التغافل عما يحدث والاستهانة به يشكلان مؤشرا حقيقيا على أن الفاسدين والمتنفذين لا يأبهون للناس، وانما ينظرون إليهم كمشاريع انتخابية أو كقوة عسكرية يستخدمونها في وقت الحاجة. وإلا بماذا نفسر التعامل مع هذه المواضيع كأنها مجرد حدث اعتيادي.

وسننتظر لنرى ان كانت ستجري «طمطمة» للقضية هذه المرة ايضا!؟

**********************************************************************

مخاض عسير في البرلمان لاختيار رئيسه الجديد

بغداد ـ طريق الشعب

 

لم يزل مجلس النواب حتى وقت كتابة هذا الخبر عاجزا عن اختيار رئيس جديد له بعد جولتين شهدتا منافسة محتدمة بين النائبين سالم العيساوي ومحمود المشهداني، حيث ذهب الى جولة ثالثة حاسمة.

وبحسب الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، حصل النائب سالم العيساوي على 158 صوتاً، والنائب محمود المشهداني 137، والنائب عامر عبد الجبار 3 أصوات.

بينما بلغت الأصوات الباطلة 13 صوتاً. وبعد الانتهاء من إعلان النتائج، أذن رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، لأعضاء المجلس بـ«أخذ استراحة»، وبعدها اتخذ قراراً بالذهاب إلى جولة ثالثة.

وفي أثناء ارسال الجريدة الى الطباعة، كانت بعض الكتل السياسية تحاول منع استئناف جلسة المجلس وتأجيل موضوع اختيار الرئيس الجديد الى موعد آخر.

**********************************************************************

الصفحة الثانية

العراق.. الخامس عربيا في استهلاك الكهرباء

بغداد ـ طريق الشعب

احتلّ العراق المرتبة الخامسة عربيا والـ50 عالميا من اصل 211 دولة مدرجة في الجدول كأكبر مستهلكي للكهرباء في العالم، وفقا لمجلة CEO WORLD الأمريكية.

وقال التقرير الامريكي، إن الصين أكبر مستهلك للكهرباء في العالم، حيث استخدمت أكثر من 8539.69 تيراواط/ساعة، وتليها الولايات المتحدة باعتبارها ثاني أكبر مستهلك، حيث تم استخدام أكثر من 4128.18 تيراواط/ساعة في ذلك العام، وجاءت الهند في المركز الثالث بهامش كبير.

واضاف، إن العراق حل بالمرتبة الخامسة عربيا بعد كل من مصر حيث استخدمت 176.72 تيراواط / ساعة، تلتها الإمارات حيث استخدمت 161.89تيراواط /ساعة ، تلتها الكويت حيث استخدمت 78.7 تيراواط / ساعة ، تلتها الجزائر حيث استخدمت 77.79 تيراواط / ساعة.

واحتل العراق المرتبة الـ 50 عالميا حيث استخدم أكثر من 52.12 تيراواط/ساعة. فيما احتلت مونتسيرات وسانت هيلانة في المراتب الاخيرة حيث استخدمت بـ 0.01 تيراواط/ساعة، بحسب التقرير.

**********************************************************************

بصريون يطالبون بالخدمات وفرص العمل.. سواق الشاحنات يواصلون التظاهر  في عدد من المحافظات

بغداد ـ طريق الشعب

يواصل أصحاب الشاحنات تنظيم التظاهرات في عدد من المحافظات، احتجاجاً على عرقلة مسيرهم وإجبارهم على إنزال حمولتهم بشكل متكرر أثناء تنقلهم، فيما طالبت وقفات احتجاجية لأهالي البصرة بالخدمات وفرص العمل ومعالجة التلكؤ في المشاريع الخدمية.

خيام الاعتصام

وقطع سوّاق الشاحنات في محافظة نينوى، يوم الخميس، طريق الموصل - أربيل بشكل مؤقت، احتجاجا على تعقيدات مرور سيارات الحمل والشاحنات، ونصبوا خيام الاعتصام لاعتراض طريق الصهاريج الحكومية.

‏وقال مصدر امني في المحافظة، إن «سواق الشاحنات قطعوا بشكل مؤقت طريق الموصل - أربيل ضمن قضاء الحمدانية (شرق الموصل) إلا أن تدخلاً للقوات الأمنية أفضى إلى فتحه».

‏وأضاف المصدر أن «سواق الشاحنات نصبوا خياماً قرب قرية شيخ أمير ضمن قضاء الحمدانية وأعلنوا اعتصاما مفتوحا احتجاجا على العراقيل التي تواجه سواق الشاحنات عند دخولهم من وإلى الموصل والمحافظات العراقية الاخرى». 

‏وتابع المصدر أن «سوّاق الشاحنات المعتصمون والذي يتراوح عددهم من 100 إلى 150 شخصا يعترضون طريق الشاحنات والصهاريج الحكومية التي تقوم بنقل المنتجات النفطية إلى المحافظة من خلال عرقلة سيرها ورميها بالحجارة، في إشارة إلى نوع من التظاهر والاحتجاج على القرارات والتعقيدات المتخذة ضدهم».

.. وفي ديالى

كما قطع العشرات من سائقي الشاحنات، في اليوم ذاته، طريقا استراتيجيا لفترة وجيزة شمال شرق ديالى، رافعين 3 مطالب.

وقال احمد هيثم سائق شاحنة، ان «العشرات من سائقي الشاحنات قطعوا طريق بعقوبة - المقدادية قرب تقاطع أبو جسرة 24كم شمال بعقوبة لفترة وجيزة».

وأضاف، ان «مطالب سائقي الشاحنات تتمحور في 3 محاور رئيسية هي رفع القيود على حركتهم بين المحافظات والاستجابة لشكاواهم والتضامن مع أقرانهم في بقية المحافظات الأخرى».

سائقون: نتحمل أجورا إضافية

ونظم عدد من السائقين وقفة جديدة على الطريق الرابط بين الديوانية والمحافظات الشمالية، مطالبين بإيجاد حل لهم بسبب السيطرات التي تحملهم تكاليف عالية بسبب تفريغ وتحميل البضائع.

يقول عصام أبو أحمد: نواجه عرقلة كبيرة بسبب تعامل أصحاب السيطرات، ونتحمل أجورا إضافية بسبب تفريغ وتحميل البضائع لأكثر من 5 مرات خصوصاً الخضراوات التي لا تتحمل تأخيراً في تلك السيطرات. فيما يقول حازم أبو موسى ان هناك صعوبات كبيرة بسبب تلك السيطرات، ولا يوجد من يصغي لنا من الحكومة لمعالجة هذه المشاكل.

ويضيف، «نحمل بضائع متنوعة كـ(المواد الغذائية، الماء، الرز، الطابوق، والمواد الإنشائية، المشتقات النفطية)، وفي جميعها نواجه المشاكل.

ويشير إلى ان «الشاحنات تمثل مصدر رزق آلاف الأسر وهم يواجهون مصاعب جمّة في الحركة على الطرق الخارجية وتظاهراتهم هي رسالة احتجاجية متواضعة».

بصريون يهددون

نظم أهالي ناحية الثغر شمالي البصرة، تظاهرتين للمطالبة بالخدمات، وأخرى تخص العمل في حقل مجنون النفطي وبوابته.

وقال علي وحيد المالكي، أحد منظمي التظاهرة: نطالب بإقالة مدير الناحية وذلك لتقصيره في مهام عمله، كما نطالب بفتح بوابة رقم 2 في حقل مجنون لتساهم في شمول أبناء الناحية بالوظائف. كذلك نطالب بترحيل الناحية إلى قضاء واستحداث ناحيتي الصريفة والعلوة.

واضاف، ان «أحد أهم مطالبنا هو إنشاء مستشفى أو وحدتي طوارئ وولادة مع إنشاء بنى تحتية»، مهددا بأنه في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم «فسنذهب إلى الاعتصام أمام مديرية الناحية».

كما نظم أهالي السنيدية في المحافظة وقفة احتجاجية على تلكؤ عمل الشركة المنفذة لمشاريع خدمية في منطقتهم، مطالبين بعزلها ومراقبة الأعمال الإنشائية لتجاوز اية عرقلة أو تلكؤ.

********************************************************************

محلية الحزب الشيوعي العراقي في النجف تساند مطالب المتظاهرين وتتضامن مع أهالي حي العسكري

منذ أكثر من اسبوع تتواصل الاحتجاجات المطلبية في النجف، حيث يرفع المتظاهرون شعارات تندد بغياب فرص العمل للعمال العراقيين، وكذلك تطالب بتوفير الخدمات وتعديل سلم الرواتب وشمول العقود الاخيرة للأجور اليومية وفق القرار 315، اسوة بإقرانهم، وتوزيعهم على الدوائر الحكومية، بشكل عادل وفق اختصاصاتهم وليس بشكل عشوائي.

كما يطالب المتظاهرون بتخصيص القطع السكنية للعمال والموظفين في مديريتي البلدية والصحة (الصد الاول) والتعامل بشكل مباشر مع البلدية وفق الاجراءات القانونية الاصولية.

من المؤسف ان نجد الجهات المسؤولة في المحافظة تتجاهل هذه التظاهرات، ومطالب المتظاهرين فيها.

اضافة الى ضرورة توفير البديل للأهالي الساكنين في الحي العسكري (منطقة التجاوزات)، قبل قيام القوات الامنية بالاعتداء عليهم وضربهم وتهديم البيوت التي يسكنوها على رؤوسهم، وهو تصرف غير انساني.

نحن في محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي نعلن تضامنا مع المطالب المشروعة للمتظاهرين، وندعو الجهات المسؤولة الى الاستماع لهذه الاصوات وتنفيذ مطالبها وفق الحقوق التي نص عليها الدستور والقوانين النافذة، كما ونستنكر التصرفات والسلوكيات غير الانسانية للقوات الامنية من اعتداءات وضرب للمتظاهرين والمواطنين.

محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي

15 ايار   2024

*****************************************************************

التيار الديمقراطي في النجف يدعو الى توفير البدائل ويستهجن تجاهل  تنفيذ المطالب المشروعة

تشهد محافظتنا منذ أيام احتجاجات مطلبية تخص حقوق شريحة واسعة من العمال والموظفين، وكذلك المطالبة بتوفير الخدمات، إلا أنها مع الأسف تقابل بالتجاهل من جانب الجهات المسؤولة، بل والاعتداء على المتظاهرين وعلى المواطنين الذين يسكنون العشوائيات دون التفكير بإيجاد البديل لسكن هذه العوائل الفقيرة.

أننا في تنسيقية التيار الديمقراطي في محافظة النجف الاشرف نعلن وقوفنا إلى جانب المحتجين في مطالبهم المشروعة، ونستنكر وندين الاعتداءات عليهم تحت أية ذريعة. كما نطالب ممثلي المحافظة في مجلس النواب وفي مجلس المحافظة بالدفاع عن حقوق أبناء المحافظة ايفاء بوعودهم الانتخابية.

تنسيقية التيار الديمقراطي

في محافظة النجف الاشرف

************************************************************************

اضاءة.. ما أشبه اليوم بالبارحة !

محمد عبد الرحمن

يوم ١٥ أيار من كل عام  يثير المزيد والمزيد من السخط والحنق والاشمئزاز لما لحق ويلحق بالشعب الفلسطيني الذي ارتكبت بحقه خطيئة تاريخية كبرى ، أطرافها ما زالت تعمق تداعياتها وتثخن من جراح هذا الشعب المكافح والصامد .

جهات عدة ساهمت في عدم نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة والعادلة، ولعل وعد بلفورالذي اغدقته بريطانيا ، دولة الانتداب آنذاك التي تخلت عن مهامها واعطت ما لاتملك، كان نقطة البدء والشروع في وقوع النكبة. فيما ارتكب الحكام العرب خطايا لا تغتفر وتبين بجلاء ان ما يهمهم هو الحفاظ على عروشهم وسلطانهم، فيما شعب فلسطين وعموم الشعوب العربية يدفعون ثمن تلك المواقف المتخاذلة، والمتماهية مع ما تريده وتخطط له دول الاستعمار والاستكبار، خصوصا أمريكا وبريطانيا ، اللتان ما انفكتا تدعمان بكل الوسائل والطرق الدنيئة الدولة المسخ التي ولدت من رحم وعد بلفور .

واليوم كما بالامس يصدع الحكام  رؤوس المواطنين  في البلدان العربية والإسلامية بالحديث عن فلسطين ودعم شعبها ، في مواقف مرائية لم ترتق في أي مكان الى مستوى الدعم الفعلي والحقيقي. والانكى انه في هذه الأيام التي يرتكب فيها  الصهاينة جرائم بشعة ويواصلون حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري وسياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة وضد عموم شعب فلسطين ، يواصل  حكام دول عربية عدة سياسة الانفتاح والتطبيع مع دولة الاحتلال. لا بل لم تبادر اية سلطة في دول الانبطاح والتطبيع الى قطع علاقاتها او على الأقل تعليقها مع دولة الاجرام والتقتيل، احتراما للشهداء الذين يتساقطون كل يوم بل كل ساعة ودقيقة وبينهم الأطفال والنساء، على العكس هم يمعنون في ملاحقة الداعمين والمتضامنين الحقيقيين مع نضال الشعب الفلسطيني.

ومن غرائب الأمور ان نجد هذا التضامن والدعم والاسناد في دول أخرى، ومن طرف شعوب وطلبة أمريكا واوربا وغيرهما، فيما الويل والثبور لمن يتجاوز ما رسمه الحكام والمتنفذون في بلداننا. وليست مستغربة هذه المواقف على الاطلاق، فمن يضطهد شعبه ويحرمه من حقوقه لا يُتوقع منه ان يقدم دعما ملموسا ويمتلك إرادة سياسية تنتصر لحقوق الشعوب الأخرى.

ولا غرابة أيضا، فقد حصل هذا سابقا. ففيما كان الحديث صاخبا أيام النكبة عن تجييش الجيوش لنصرة فلسطين وتحريرها من النهر الى البحر، كان الحكام يقيمون المجازر ويعلنون الاحكام العرفية وينصبون المشانق ويفتحون المعتقلات والسجون للشيوعيين والوطنيين. ألم تفعل ذلك سلطات العهد الملكي في بلادنا التي يتباكى البعض على ايامها؟  وكما هو معروف هي من حلّ عصبة مكافحة الصهيونية ولاحق مؤسسيها واوقف جريدتها “العصبة”، الصوت المدوي لكشف حقيقة الصهيونية ومشاريعها الاجرامية.

ونقول اليوم باطمئنان وثقة ان من حق الشيوعيين والتقدميين والوطنيين الحقيقيين، ان يفتخروا بمواقفهم إزاء القضية الفلسطينية، فقد زكتها الحياة وهم ظلوا  ثابتين على دعمهم للشعب الفلسطيني. واليوم فقط يعترف البعض ويقولون: ياليتنا شاركنا الشيوعيين موقفهم ووافقنا واقمنا دولة فلسطين وفقا لقرارات الأمم المتحدة.

لقد ارتُكبت أخطاء وخطايا بحق الشعب الفلسطيني، حرمته من إقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على ارضه، فمن ينصف هذا الشعب؟

ونقول إزاء المجازر التي ترتكب بحقه اليوم انه يتوجب على الشعوب العربية وقواها الحية والوطنية الفاعلة، مواصلة الدعم لصمود شعب فلسطين الذي اصبح ملحا ان يوحد قواه ومواقفه لدحر مشاريع الصهاينة، ولجم شهيتها المفتوحة على القتل والعدوان ، وان يتم توسيع دائرة التضامن والدعم الدوليين، وعدم انتظار شيء جدي  يأتي من الحكام ، لا من مؤتمر المنامة ولا من غيره  .

ويبقى اليقين راسخا بان إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر، مهما طال الزمن .  

******************************************************************************

الصفحة الثالثة

النازحون يفضلون الخيمة على منازلهم المدمرة  ومعنيون يحددون متطلبات العودة الطوعية

بغداد ـ طريق الشعب

أثار قرار الحكومة العراقية تحديد نهاية تموز المقبل موعداً نهائياً لإغلاق مخيمات النزوح، موجة من الانتقادات، فعلى الرغم من أهمية إنهاء مسلسل المعاناة المستمر منذ 10 سنوات وضرورته، إلا أن مختصين انتقدوا الإصرار على إغلاقها في ظل عدم توفير بدائل ناجعة لهؤلاء الناس.

ومن بين أبرز متطلبات العودة توفير الامن الذي تفتقده مناطق النازحين وتهيئة البنى التحتية المدمرة، وتوفير الخدمات المعدومة في تلك المناطق، التي تأثرت بتداعيات داعش.

تهديد لحقوقهم

واعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” خطط إغلاق مخيّمات النازحين في إقليم كردستان العراق بحلول 30 تموز المقبل، ستهدد حقوق الكثير من سكان المخيمات خصوصاً أهالي منطقة سنجار الشمالية.

وأشارت في تقرير لها الى ان “سنجار ما تزال غير آمنة وتفتقر إلى الخدمات الاجتماعية اللازمة لضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لآلاف النازحين الذين قد يضطرون إلى العودة قريبا. ووفقا لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، تستضيف المخيمات الـ23 المنتشرة في الإقليم حاليا حوالي 157 ألف شخص، الكثير منهم من سنجار”.

وفي العام الماضي، اتهمت هيومن رايتس ووتش في تقرير لها الحكومة العراقية “بالتقاعس” عن دفع التعويضات المالية المستحقة لآلاف الايزيديين وغيرهم من سكان منطقة سنجار جراء الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم من قبل تنظيم داعش.

الظروف غير مناسبة

مدير دائرة الهجرة والمهجرين واستجابة الأزمات في اقليم كردستان ديان جعفر قال: ان “إقبال النازحين على التسجيل للعودة ضعيف، كما ان حكومة إقليم كردستان لديها سياسة ولن تغلق اي مخيم بشكل قسري، وتركت للنازحين حرية القرار بالعودة، ومتى ما قرروا ذلك سنقدم لهم كافة التسهيلات”.

ويشير الى ان “الظروف اليوم غير مهيّأة، وهناك قلق من عديد من النواحي سيما الأمنية والبنى التحتية والخدمات وقضية التعويضات، فالكارثة التي حلت على اهالي سنجار لم تكن قليلة، فحتى اللحظة هناك 2500 اسير لدى تنظيم داعش الإرهابي وهم غير محررين، ناهيك عن ان اغلب بيوتهم مهدمة وليس لديهم بيوت تأويهم اذا ما عادوا”.

ويفترض جعفر أن يُعقد مؤتمر بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم، بالتنسيق مع النازحين ودراسة كيفية او آلية الرجوع الى مناطقهم بإرادتهم، مردفا أن ابزر متطلبات عودة النازحين هي “توفير الامن وبسطه بشكل أساسي؛ فحتى وقت قريب لا تزال الطائرات التركية تقصف المنطقة والضحايا هم المدنيون، إضافة الى توفير كافة الخدمات التي يحتاجها اهالي سنجار وتأهيل البنى التحتية المدمرة”، مبينا أن “البرلمان أقر ان مدينة سنجار مدمرة بنسبة 80 في المائة”.

ويجد جعفر أن “ملف النازحين ملف إنساني وحكومة الإقليم تتعاطى مع هذا الملف من هذا المنطلق”، مبينا ان أعداد “النازحين داخل الحدود الجغرافية لمدينة دهوك وزاخو يبلغ 330 الف نازح يسكنون المخيمات اي ما يقارب 60 الف عائلة”.

اغلقوها بعد توفير البدائل

الخبير في الشأن الامني والاستراتيجي، عماد علو يقول ان هناك مؤشرات لسحب بعثة الامم المتحدة كوادرها بعد طلب الحكومة العراقية انهاء عملها. بما معناه تراجع الدعم الدولي لهذه المخيمات. بينما تكاليف ادامة هذه المخيمات كبيرة، وتتطلب جهودا واموالا طائلة قد لا تستطيع الحكومة تدبيرها”.

ويضيف حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلا: إن “وزارة الهجرة والمهجرين والجهات المعنية لم توفر البدائل لهؤلاء النازحين من اجل عودتهم طوعياً، خصوصاً في منطقة سنجار التي لا تزال غير مستقرة، وتشهد اضطرابات ومرتبكة أمنياً، فالعامل الأمني مهم وضروري، وأحد اهم المتطلبات”.

ولفت الى ان “ملف المخيمات اصبح نافذة من نوافذ الفساد، حيث ان هناك تقارير تابعناها في الآونة الاخيرة تتحدث عن فساد وهدر في الأموال، التي كانت تخصص للنازحين من قبل جهات عديدة، وبالتالي فإن اغلاقها سينهي حالة الفساد، لكن هذا لا يعني اغلاقها دون توفير بدائل للنازحين”.

وانتقد علو عدم التفكير بالبدائل قبيل اتخاذ هذا القرار بالقول: “نعم، لقد طال امد وجود هذه المخيمات، ومن غير الصحيح استمرار معاناة المواطنين فيها، ولكن توفير البدائل الناجعة وتهيئة الظروف المناسبة مسألة مهمة وضرورة. نحن مع إغلاقها شريطة توفير البدائل المناسبة لهؤلاء الناس”.

*******************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

تطور قطاع الطاقة في العراق

حول آفاق تطور قطاع الطاقة في العراق، كتب سايمون واتكينز لموقع Oilprice مقالاً أشار فيه إلى أن المشروع المشترك لإمدادات مياه البحر (CSSP) يعّد حاسماّ في تمكين البلاد من زيادة إنتاجها من النفط الخام بشكل كبير. وأضاف بأن تأخر المشروع لأكثر من عقد من الزمان، جاء بسبب المنافسة الشديدة بين شركة إكسون موبيل الأمريكية وشركة البترول الوطنية الصينية، هذا التنافس الذي انتهى بانسحاب الأمريكان، مما ترك الباب مفتوحاً ليصبح CSSP جزءاً من مشروع الغاز المتكامل رباعي المحاور والذي تبلغ قيمته 27 مليار دولار أمريكي، والموكل تنفيذه لشركة TotalEnergies الفرنسية.

احتياطيات هائلة

وأعرب واتكينز عن اعتقاده بعدم وجود سبب وجيه يمنع العراق من أن يصبح واحداً من أكبر ثلاثة منتجين في العالم، بعد السعودية وأمريكا ومتقدماً على روسيا، بسبب امتلاكه احتياطياً يقدر بنحو 145 مليار برميل رسمياً، وأكثر من ذلك بكثير من الناحية غير الرسمية (تشير بعض التقديرات بأن احتياطياته تزيد عن 215 مليار برميل)، في الوقت الذي ترى فيه وكالة الطاقة الدولية أن مستوى الموارد القابلة للاستخراج في جميع أنحاء العراق (بما في ذلك إقليم كردستان) يبلغ حوالي 246 مليار برميل (الخام وسوائل الغاز الطبيعي).

طموحات لم تك مبررة

وذكر المقال بأن متوسط تكلفة استخراج برميل من النفط يتراوح بين دولار واحد إلى دولارين، وهي من التكاليف الأدنى في العالم، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الوطنية المتكاملة بدأت طموحة، فكانت تخطط لإنتاج يصل ذروته إلى 13 مليون برميل يومياً خلال الفترة 2017 و2023 على أن يتراجع إلى 10 مليون برميل يومياً فيما بعد. وأضاف بأن اصحاب الإستراتيجية تواضعوا لاحقاً، فاعتمدوا انتاجاً متوسطاً لا يتجاوز 9 ملايين برميل يوميًا، معتبرين بان السيناريو الأسوأ سيحصل إذا ما وصل الإنتاج إلى 6 ملايين برميل يوميًا فقط. وقارن الكاتب بين هذه الأرقام والإنتاج العراقي الحالي البالغ نحو 3.9 مليون برميل يومياً، فإستنتج بأن هناك الكثير أمام العراق ليصل إلى الطموحات التي وردت في استراتيجياته الإنتاجية.

مشاريع حلول

وذكر المقال بأن من المخطط، أن يتم وعبر مشروع الغاز المتكامل رباعي المحاور، ضخ خمسة ملايين برميل يومياً من مياه البحر ونقلها في الأنابيب إلى منشآت إنتاج النفط في محافظات البصرة وميسان وذي قار، وذلك للحفاظ على الضغط في مكامنها النفطية الرئيسية وبالتالي تحسين عمر وإنتاج الحقول هناك. وأكد المقال على أن حقول كركوك والرميلة، يحتاجان حقنًا كبيرًا ومستمرًا للمياه، حيث انخفض ضغط الخزان في الأول بشكل ملحوظ بعد إنتاج حوالي 5 بالمائة فقط من النفط وكذلك في الرميلة حيث استخرج أكثر من 25 بالمائة من إنتاجها النفطي، مشيراً إلى أن الاحتياجات المائية تشمل معظم حقول النفط رغم إن هذه الاحتياجات تبقى الأعلى في جنوب العراق، متوقعاً أن يعادل الاحتياج الإجمالي لحقن المياه 2 بالمائة من إجمالي احتياجات البلاد من المياه.

مشكلة الفساد

وأشار الكاتب إلى أن السبب الرئيسي في انسحاب شركة إكسون موبيل هو الفساد المتفشي في قطاع النفط، والذي يتوقع أن يخلق مشاكل مستعصية لشركة توتال إنيرجيز الفرنسية، وهو ما يفسر ربما التأجيل المتكرر للتصديق النهائي على صفقتها مع العراق في مشروع الغاز المتكامل رباعي المحاور.

وعبّر الكاتب عن تشاؤمه من إمكانية إتمام المشروع كما هو مخطط له، مذّكراً بإقتراح مشروع الطاقة الشمسية ، الذي طرحته لأول مرة، شركة نفط الجنوب المملوكة للدولة في العراق، في عام 2011، ولم يتم تحقيق أي شيء ذي معنى فيه رغم مرور 13 عاماً على طرحه.

***************************************************************************

عين على الأحداث

وين الفلوس؟!

حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش من تطبيق قرار الحكومة القاضي بإغلاق 23 مخيماً يسكنها 150 ألف نازح في الإقليم بحلول 30 تموز. وعللت المنظمة تحذيرها بالمخاطر المتوقعة من العودة القسرية لمناطق غير آمنة وتفتقر إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية للحياة كالسكن والصحة والتعليم وفرص العمل، وخاصة في سنجار. هذا وفي الوقت التي أنكرت فيه وزارة الهجرة مسؤوليتها القانونية والأخلاقية عن توفير البيئة اللائقة للنازحين قبل أن تعيدهم لديارهم، تساءل الناس عن مصير الخمسين مليار دينار التي خصصت للإعادة الكريمة، وعن السر وراء صمت الحكومة على استمرار الفساد الهائل الذي يعاني منه هذا القطاع.

موازنة ما مدوزنة

تعاني جميع القطاعات الخدمية على الصعيد الوطني والمحلي من الشلل شبه التام بما في ذلك تعطل 1300 مشروع جديد وذلك بسبب تأخر إقرار الموازنة لخمسة أشهر، في مخالفة صريحة للقانون رقم 16 لسنة 2009 الذي ينص على أن الموازنة تعد قبل ثلاثة أشهر من نهاية السنة المالية، وتقر بعد إقرار الحسابات الختامية للسنة التي سبقتها. هذا وفي الوقت الذي يسبب فيه تأخر الموازنة فوضى في النفقات وغياب فرص التنمية المستدامة وزيادة في العجز المالي وفي التضخم، لا توجد مؤشرات على إكمالها قريباً، مما يؤكد على تواصل عتمة الخراب والفساد في ظل منظومة المحاصصة.   

السكن حق دستوري

أعلنت وزارة التخطيط عن الحاجة لإنشاء أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية للحد من الأزمة المتواصلة في هذا القطاع، معللة ارتفاع الأسعار بنظرية العرض والطلب، حيث لا يتناسب المعروض برأيها مع النمو السكاني المستمر والذي يرفع الحاجة بنحو 160 ألف وحدة سكنية سنوياً. هذا ويبدو أن تبريرات الوزارة أعجز من أن تقنع العراقيين المكتوين بأزمة السكن، لاسيما حين تجاهلت فشل الحكومة في الاستثمار السكني، حين منحت الأرض “للمستثمرين” مجاناً وأطلقت أياديهم في تحديد الأسعار، وسمحت لهم عملياً بغسل الأموال وتحقيق أرباح خيالية، تجاوزت 300 بالمائة، في حالة نادرة الحدوث في الأنظمة الرشيدة.

زمن ردي يا تل «ردي»

 

قامت القوات التركية المحتلة لأراض عراقية في كردستان ببناء قاعدة جديدة لها في تل “ردي” المطل على قرية كيستة في قضاء العمادية شمال محافظة دهوك. وقد منعت هذه القوات المعتدية، بآلياتها العسكرية وطائراتها الهليكوبتر، أهالي المنطقة من مغادرتها للقيام بأعمالهم في تربية مواشيهم والاعتناء بمزارعهم. هذا وفيما وصل عدد القواعد التركية 87 قاعدة عسكرية، تنتهك بها أنقرة سيادة العراق وحرمة أراضيه ويروح ضحيتها الآمنون من مواطنيه، تساءل الناس عن صمت “أولي الأمر”، المنوط بهم دستورياً حماية أراضي البلاد عما يجري، وسبب تخليهم حتى عن الرفض اللفظي الذي اعتادوا عليه.

السر المعلن!

أعلنت هيئة النزاهة، نتائج استبيان قامت به لرصد معدلات تعاطي الرشوة في دوائر التسجيل العقاري، والتي أظهرت استمرار انتشار هذه الظاهرة في دوائر هذا القطاع بمُعدّلاتٍ مُرتفعةٍ بلغت 24 بالمائة على صعيد البلاد، وحوالي 28 بالمائة في بغداد وحدها. وحددت الهيئة أسباب لجوء المواطنين إلى دفع رشوة، بالرغبة في سرعة انجاز المعاملات والخشية من فقدان الأوراق الخاصة بالملكية أو من تشديد الروتين. هذا وفيما اعترفت الهيئة بأن ضعف الرقابة والبيروقراطية وتضارب التشريعات وعدم وضوحها، من أهم أسباب انتشار ظاهرة الرشوة، ينتظر الناس الحل، فهم يعيشون عذاب المشكلة ويعرفونها جيداً، دون الحاجة لاستبيان.

***********************************************************************

الصفحة الرابعة

رواتب الرعاية الشهرية لا تكفيهم 7 أيام.. ذوو الاحتياجات الخاصة يشكون الاهمال الحكومي: متى تُطبق بنود الاتفاقيات الدولية الخاصة برعايتنا؟

بغداد – تبارك عبد المجيد

تتعرض فئات عديدة في المجتمع للتهميش والإهمال منذ فترة طويلة، حيث يجد أصحاب الاحتياجات الخاصة صعوبة في الحصول على مكان استراحة لائق لهم داخل المؤسسات الحكومية، وهو أقل ما يمكن أن توفره لهم الحكومة.

في غرفة الانتظار المكتظة بالمراجعين لإحدى الدوائر الحكومية، يجلس محمد البدري شاب في العشرينات من عمره، يعاني من إعاقة جسدية تجعله يحتاج إلى مساعدة في التنقل وإكمال المعاملات.

عادة ما يبحث محمد عن أماكن للاستراحة داخل أي مبنى حكومي، لكن لا يجد سوى مقاعد صغيرة ومزدحمة. كما انه يشكو عدم تخصيص ممرات خاصة للمعاقين، فيحاول الاستعانة بالموظفين والمراجعين للمساعدة على المشي.

يقول البدري لـ «طريق الشعب»، أن «ذوي الاحتياجات الخاصة، بغض النظر عن تفاوت مشاكلهم الصحية، يواجهون تحديات مؤلمة، حيث يعاني العديد منهم من الوحدة والعزلة وانعدام الثقة»، مشيرا إلى غياب سياسات الاندماج الاجتماعي.

ويضيف، أن «القوانين المحلية والمعاهدات الدولية المتعلقة بذوي الهمم والتي صادق عليها العراق، لم يتم تنفيذ أي جزء منها»، مؤكدًا عدم إنصاف التشريعات المحلية لذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد.

وطالب بضرورة توفير كوادر متخصصة في الدوائر الحكومية تتابع أصحاب الهمم وتساعدهم في انجاز معاملاتهم.

تهميش

وبحسب إحصاءات غير رسمية، يمثل ذوو الإعاقة نسبة 12 في المائة من المجموع الكلي للسكان، ما يعادل أكثر من 3 ملايين شخص. ويعتبر الرجال الفئة الكبرى بنسبة تبلغ 57 في المائة من إجمالي عدد ذوي الإعاقة.

يقول مدير المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي، أن «ذوي الإعاقة يتعرضون للتهميش في معظم مؤسسات الدولة، حيث يفتقرون تمامًا إلى أي آليات تسهل إجراءاتهم، سواء في غرف الانتظار أم أماكن الجلوس أم توقف السيارات. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلامات الدلالية والمساعدة الخاصة بالتنقل والترجمة مفقودة تمامًا، مما يزيد من تعقيد الأمور بالنسبة لهم».

ويشدد الغراوي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، على ضرورة الإيعاز لكافة دوائر الدولة بتطبيق الترتيبات التيسيرية لحاجة الأشخاص ذوي الإعاقة، وإلزام هيئات الاستثمار بالاستجابة لمتطلباتهم في جميع المشاريع الاستثمارية.

ويطالب بسحب الإجازة الاستثمارية في حال عدم تنفيذ هذه الترتيبات، داعيا الوزارات الى تخصيص يوم لغرض معايشة الاشخاص ذوي الاعاقة اثناء مراجعتهم لدوائر الدولة، والحرص على عدم امتهان كرامتهم.

ويؤكد، أن «ذوي الإعاقة يتعرضون الى انتهاكات يومية، منها ما يتعلق بقطاع التعليم، حيث لا يوجد منهج تعليم متكامل مخصص لهم»، مما ينعكس سلبا على واقعهم التعليمي، موضحا انه «إلى الآن، لم نشهد أي تطورات في التعامل مع الإعاقات الحركية والأنواع الأخرى. كما لم نر أي تنفيذ لقرارات مجلس الوزراء التي فرضت تعيين نسبة 10 في المائة من ذوي الإعاقة في المناصب الحكومية والإدارية».

وتشير الأرقام الصادرة عن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان إلى أن نسب توزيع الأشخاص ذوي الإعاقة حسب المحافظة تتفاوت، حيث ترتفع نسبتهم في محافظة بغداد لتصل إلى ما يقرب من 27 في المائة، تليها محافظة البصرة بنسبة 11.7 في المائة، ومن ثم محافظة بابل بنسبة 9.8 في المائة. أما أقل النسب فتظهر في محافظتي ميسان والمثنى.

وكشفت نتائج المسح الوطني للإعاقة، عن أعلى نسبة للإعاقة هي الإعاقة الحركية والتي تصل إلى 42 في المائة، تليها صعوبات التعلم بنسبة 21 في المائة، ثم تأتي الإعاقة البصرية بنسبة 15 في المائة، وبعدها الإعاقة السمعية بنسبة 9 في المائة. أما أقل نسبة للإعاقة فتعود للاعاقة العقلية وعدم القدرة على العناية الذاتية، والتي تبلغ 6 في المائة فقط من مجموع الأشخاص ذوي الإعاقة.

جهود تطوعية

وفي محافظة النجف، تبدي الشابة ياسمين اهتمامًا بإنشاء بيئة آمنة تجمع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسعى إلى تنظيم تجمعات أسبوعية تتضمن أنشطة وفعاليات متنوعة، بهدف دمجهم في المجتمع، وتخفيف شعورهم بالوحدة والعزلة.

تقول ياسمين علي، وهي رئيس فريق تطوعي يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، ان هناك ضرورة لإعادة النظر في القوانين السارية وتعديلها لتلبية احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحة أن التعديلات يجب أن «تكون متناسبة مع المتطلبات الاقتصادية والصحية والاجتماعية الحالية، بهدف تخفيف معاناتهم، وتمكين دمجهم بشكل أفضل في المجتمع؛ اذ بات راتب الرعاية الشهري لا يكفيهم لاسبوع واحد».

وتضيق في حديث مع «طريق الشعب»، أن «الفريق خلال السنوات الأخيرة بدأ يعمل على جانب التمكين السياسي والاقتصادي، ويفتح باب النقاش مع الجهات الحكومية لمناقشة القوانين وضمان تنفيذها، بالإضافة إلى السعي لتهيئة البنية التحتية للدوائر الحكومية، بما يتلاءم مع متطلبات ذوي الهمم».

وتبين، أن « الدعوات من قبل ذوي الهمم مستمرة منذ سنوات»، مطالبةً الحكومات المحلية والمركزية بتقديم الرعاية المطلوبة وتوفير متطلبات الحياة والسكن الملائم والرعاية الصحية.

وتشير إلى وجود العديد من الطاقات والمواهب المخبأة داخل هذه الشرائح المنسية والمهمشة، الامر الذي يدعو الى توفير احتياجات هذه الشريحة المهمة.

***************************************************************************

مواطنو الديوانية: أغلب المشاريع توقفت عند «الحجر الأساس» وتحولت الى مكب نفايات

بغداد ـ طريق الشعب

اشتكى عدد من المواطنين في محافظة الديوانية من تحوّل العديد من المشاريع الخدمية إلى أماكن لرمي النفايات، نتيجة لفشل وتوقف إنجازها من قبل الحكومة المحلية، معربين عن استيائهم من تردي واقع الخدمات الذي أثقل كاهلهم، وترك أثرًا سلبيًا على حياتهم اليومية، فيما تساءلوا عن مصير الأموال المخصصة لهذه المشاريع التي لم تكتمل.

مشاريع تحولت الى «نقمة»

وتعاني مدينة الديوانية من مشاكل عديدة، بحسب ما يقول محمد طه، وهو أحد سكان قضاء الدغارة، مضيفا أن «هناك تلكؤا كبيرا يطال المشاريع الخدمية، ما أدى الى انعكاس سلبي على واقع حياة السكان».

ويبين طه لـ»طريق الشعب»، أن «أغلب المشاريع أخذت ضجة إعلامية كبيرة عند وضع الحجر الأساس لها، لكن لم نر منها سوى ذلك الحجر. ولم يقف الأمر عند ذلك، بل تحولت إلى مكب للنفايات»، مشيرا إلى أنّها «باتت مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة ومنظرا غير محبب للمارين».

ويضيف طه، أن «هذه المشاريع التي كان من المفترض أن تحسن من واقع الخدمات في الديوانية، أصبحت عبئا إضافيا على المواطنين، وتزيد من معاناتهم اليومية بدلا من تخفيفها».

ويحمّل طه الجهات الحكومية كامل اللوم، حيث بالرغم من أنه يعتقد أن المواطن هو جزء من هذه المشكلة، فإن غياب الرقابة والمتابعة وإهمال الخدمات والمشاريع يجعله يشدد على أن التقصير بالكامل ينبع من الجهات المسؤولة.

ويصف طه هذه المشاريع في مدينة منكوبة ومنهوبة بأنها «مقابر نموذجية»، متسائلا عن مصير الأموال التي خصصت لهذه الخدمات؟

وتشهد الديوانية سنوياً إحالة العشرات من المشاريع إلى التنفيذ ضمن الخطة الاستثمارية لمختلف الوزارات وخطة تنمية الأقاليم التي تنفذ من قبل الحكومة المحلية، ومع ذلك، فإن هذه المبادرات لم تحقق أي تغيير يُذكر في الواقع الخدمي.

صراعات سياسية

من جانبه، يقول الناشط المدني مؤيد صلاح إن «محافظة الديوانية لا تخلو من الصراعات السياسية والحزبية التي جعلت من المدينة حلبة للتنافس غير العادل وعلى حساب المصلحة العامة»، مبيناً أن «تلك الصراعات انعكست على واقع الخدمات خاصة في المناطق النائية التي تعد منسية من قبل المسؤولين».

ويضيف مؤيد صلاح أن «البنية التحتية في انهيار شامل»، مطالبا بإبعاد الصراعات السياسية عن المدينة والالتفات إلى تقديم واجباتهم بمهنية وشفافية. وعلى الرغم من أنه يؤكد أن هذا «المطلب لم يتحقق من قبل الطبقة الحاكمة في الوقت الحالي»، إلا أنه يشير إلى أنه «لن يكون هناك نهضة شعبية لانتشالهم من السلطة التي منحها لهم الشعب».

وعلى الرغم من نقص الأنشطة الترفيهية وندرة المتنزهات في المدينة، إلا أن الأماكن المتاحة تحولت بشكل مقلق إلى مرمى للنفايات، مثل مدينة ألعاب السعاد. ويثير هذا الوضع تساؤلات حول دور البلدية والاستثمار والحكومة المحلية في محافظة الديوانية حيال هذه الأماكن. ولم يقتصر انتشار النفايات على المتنزهات والمناطق الخدمية، بل توغل إلى الأحياء السكنية، حيث تحولت أجزاء كبيرة منها إلى مستنقعات ومكبات للنفايات، وفقاً لصلاح.

المواطن يتحمل المسؤولية!

من جانبه، يؤكد مسؤول الاعلام في بلدية الديوانية مصطفى المياحي، أن «هناك مشاريع خدمية تحولت الى مساحات لتجمع النفايات»، محملا الأهالي مسؤولية رمي النفايات في أراضي تلك المشاريع.

ويقول: إن «تنظيف هذه المشاريع من النفايات ليس من مسؤولية البلدية».

ويقر المياحي بوجود تقصير في عمل البلديات، لكنه يعزوه الى «النقص الحاد في أعداد العمال والاليات المخصصة للتنظيف، ما يربك عمل البلدية ويجعل الخدمات متأخرة، خاصة في المناطق الشعبية التي تعد منتجا كبيرا للنفايات».

وتعاني محافظة الديوانية من مشاكل متنوعة بجميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها، فضلا عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة بحسب إحصائيات وزارة التخطيط لعدم وجود مشاريع بترو دولار أو منافذ حدودية سوى القطاع الزراعي الذي يعاني الإهمال والتراجع نتيجة قلة الدعم الحكومي.

وبحسب تصريحات حكومية فأن 25‎ في المائة من المشاريع متلكئة داخل المحافظة، فيما يذكر أن قيمة هذه المشاريع تصل إلى مئات المليارات من الدنانير.

****************************************************************

هل وصلت الدعارة الى التربية والتعليم؟

هندي الهيتي

بتنا لا نتفاجأ بالأخبار الكارثية التي تردنا تباعا عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .. فقد أصبحت اخبار الفساد المالي وسرقة أموال الدولة شيئا مألوفا لا يسترعي انتباهنا بعد ان توالت اخبار الفساد الأخلاقي التي تفاجأ بها أبناء الشعب العرقي ولم يتصورا يوما اننا سوف نصل الى مثل هذه المرحلة من التدهور.. وقد جاءت اخبار هذا النوع من الفساد الأخلاقي بالتتابع الذي ابعدنا عن الصدمة المجتمعية التي كادت ان توقع بنا في مهاوي الجنون .. بدأنا نسمع ان امرأة عشيقة او صديقة لسياسي كبير تعتدي وبوضح النهار امام الناس على موظف يؤدي واجبه الرسمي وتهدده بالفصل متحزمة بمنصب عشيقها او صديقها .. ثم توالت الاخبار عن كشف شبكة دعارة وابتزاز يديرها مسؤولون كبار في وزارات مهمة وحساسة تقوم بإيقاع فرائسهم من المنافسين لهم في المنصب او منافسين سياسيين من خلال نساء ساقطات وبغاء محترفات اعطوهن أسماء غريبة عن مسامع المجتمع العراقي مثل الفاشنيستات يستدرجون الضحية الى بيوت وشقق للدعارة ويقوموا بتصوير فريستهم وهو في وضع اباحي ثم يهددونه بدفع مبالغ مالية كبيرة او بنشر صوره عير الاعلام مما يضطر الضحية بسلوك درب الفساد المالي للتستر على سلوكه المشين..

وقبل ان ينسى الشعب العراقي هذه الفضائح المخجلة التي يمارسها مسؤولون كبار في مناصب مهمتها حماية المواطن، والذي لايزال ينتظر نتائج التحقيق بشأنها، تتفجر قنبلة أخلاقية فضائحية أكثر خطورة واشد وقعا وتنذر بكوارث لا يحمد عقباها خاصة وهي تمس سمعة مؤسسة عريقة وخطيرة لها تأثيرها الكبير على كل اطياف المجتمع العراقي وأعني مؤسسة التربية والتعليم. يقال ان تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا عندما اعلموه بالفساد الذي استشرى في المجتمع الإنكليزي بعد الحرب العالمية الثانية سألهم كيف هو حال التعليم والقضاء؟ اجابوه بانها بعيدة عن الفساد. اجابهم اذن لا خوف على المملكة. وهناك مزحة تداولت عند العراقيين عن السرقات التي حدثت في زمن أحد رؤساء العراق    واجابهم (بالمال ولا بالعيال). اسوق هذه الاحداث وقلبي يعتصر قيحا وخوفا حقيقيا على مجتمعنا العراقي الذي ينحدر الى هاوية لا مستقر لها.

فقد تناقلت وسائل الاعلام يوم 17/5/2024 اخبار عن   شبكة دعارة في تربية محافظة واسط توقدها مشرفة تربوية ومديرة مدرسة في احدى مدارس واسط. ان هذا الخبر ان تأكدت المعلومات حوله ينذر بهاوية أخلاقية تمس اهم مؤسسة تربوية يؤتمن فيها العراقيون على بناتهم واولادهم ويرسلوهم اليها للتربية والتعليم فيها وهم مطمئنون على مستقبل جيل ما زال صفحة بيضاء طيع التشكيل يمكن اعداده اعدادا يمكن ان يؤمن للعراق مستقبله على مختلف الصعد ويصون عاداته وتقاليده الاصيلة. ان وصول الفساد الى هذا القطاع الحيوي ينذر بمستقبل مخيف لا يمكن السكوت عنه وان خروج الأمهات والاباء وكل أبناء المجتمع في انتفاضة شعبية أصبح واجبا وطنيا لوقف هذا التدهور وكشف من يقف وراءه. ان طمطمه أوراق هذا الخبر وغيره والسكوت عنه والتغاضي عن عدم إيجاد حلول أساسية حقيقية لا ترقيعيه يعتبر خيانة وطنية فهذا الامر يتعلق بمصير بناء واعداد أجيال من العراقيين ويتعلق بمستقبل وطن ووجوده. علينا جميعا كمواطنين واحزاب وطنية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات مهنية وخاصة نقابة المعلمين العراقية مطالبة بالوقوف بكل جدية وإخلاص ومبدأيه لوضع حد نهائي بالمكاشفة ومحاربة كل شبهة فساد في قطاع التربية والتعليم التي بدأت بتزوير الشهادات العلمية والغش بالامتحانات وسرقة وكشف الأسئلة الامتحانية لتصل الى تشكيل شبكات دعاوة توقع بالمدرسات والمعلمات والطالبات.

********************************************************************

الصفحة الخامسة

وضع قاسٍ في النجف!.. 600 عائلة متجاوزة مهددة بالتشرد بعد قرار هدم بيوتها

متابعة – طريق الشعب

وثقت شبكة “964” الخبرية حالة تشرد قاسٍ يطاول نحو 600 عائلة نجفية، بعد الشروع بتنفيذ قرار يقضي بهدم بيوتها المتجاوزة في “قرية الغدير” و”الحي العسكري” شمالي النجف.

وجاء تنفيذ القرار في توقيت حساس متزامن مع الامتحانات الوزارية. ولا يدري الطلبة كيف سيخوضون امتحاناتهم وهم يلملمون أثاث أهاليهم المتهرئ ليتوجهوا إلى المجهول!

ودخلت شرطيات إلى المنازل المتجاوزة، لإجبار النساء على المغادرة. وعن ذلك تحدثت سيدة للشبكة الاخبارية عن تعرض النساء لإهانات قاسية، بينما يتفرج الرجال على سقوف منازلهم وهي ملتصقة بالأرض!

أما السلطات، فتقول انها لا تملك خيارا آخر، فهذه الأراضي المتجاوز عليها، مخصصة لإنشاء مجمع “قصر العدالة” مع شوارع رئيسة. فيما المتجاوزون يسألون عن حقوقهم كمواطنين عراقيين بالحصول على سكن. ويؤكدون انهم كانوا سيوافقون لو قامت الدولة بتمليكهم مساكن في أي مجمع سكني تبنيه كحل بديل. إذ انهم مستعدون لدفع أثمان تلك المساكن بالتقسيط.

ويطالب المتضررون بوقف هذا القرار فورا، مناشدين رئيس الوزراء والمرجعية الدينية التدخل.

“مصيرنا الشارع”!

تتساءل أم عباس، إحدى سكان التجاوزات: “أين لي أن أذهب أنا وأطفالي؟ هل نسكن في الشارع؟! البلدية لم تبلغنا بأنها ستهدم المنازل. كما انها هددت كل من يرفض المغادرة بهدم منزله فوق رأسه”!

وتطالب هذه المرأة كل الجهات الحكومية المعنية، بـ”النظر إلى حالنا”، متمنية من رئيس الوزراء التدخل لتخليصهم من محنتهم هذه “فالشارع أصبح مصيرنا”.

أما أم حامد، فتتساءل: “ألسنا عراقيين؟ أليس من حقنا العيش على هذه الأرض؟ هل من المنطقي أن نذهب نحن وأطفالنا إلى الشارع؟!”، مطالبة البرلمان ورئاسة الوزراء والمحكمة الاتحادية، التدخل في أمرهم.

لا تعويض

من جانبه، يقول المتجاوز أكرم علي، أن “البلدية جلبت آلياتها وطالبتنا بالمغادرة لتقوم بهدم منازلنا، دون أن تمنحنا أي تعويض”، لافتا إلى ان “القوات الأمنية باشرت بإطلاق النار فور اعتراض الأهالي. فيما اصطحبت البلدية عدداً من الشرطيات كي يدخلن إلى المنازل للتأكد من خلوها من الأهالي”.

بينما يقول أبو حسن، أنه “في أوقات الانتخابات يتجول المرشحون في المنطقة، ويدعوننا لانتخابهم. وما إن يفوز النائب حتى يبدأ بالدعوة لإزالة التجاوزات”، متسائلا: “ما ذنب هذه العائلات؟ ما الذي سيحل بها؟ كان على الحكومة، في أقل تقدير، أن تبني لنا مجمعا سكنيا ندفع ثمنه أقساطا”.

ويشير إلى ان “هناك أكثر من 600 عائلة مهددة بالتشرد في حال لم تجد الحكومتان المحلية والمركزية حلاً لهذه المشكلة”.

شيوعيو وديمقراطيو النجف يستنكرون طريقة تنفيذ القرار

وعلى إثر تنفيذ قرار هدم البيوت المتجاوزة من دون تعويض المتجاوزين، أصدرت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف وتنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة، بياني استنكار (ننشر نصيهما في صفحة أخرى).

وطالبت المحلية في بيانها بـ”ضرورة توفير البديل إلى الأهالي الساكنين في الحي العسكري (منطقة التجاوزات)، قبل قيام القوات الأمنية بالاعتداء عليهم وضربهم وتهديم البيوت التي يسكنونها على رؤوسهم، وهو تصرف غير إنساني”.

فيما أدانت التنسيقية في بيانها: “الاعتداء على المتظاهرين وعلى المواطنين الذين يسكنون العشوائيات دون التفكير بإيجاد البديل لسكن هذه العوائل الفقيرة”.

الحملة ستتواصل

ويظهر أن حملات رفع التجاوزات ستتواصل، وحتى الآن لا تبدو هناك بادرة حقيقية لتعويض المتضررين بالشكل الذي يتيح لهم الاستغناء تماما عن التجاوزات. كأن يُمنحوا وحدات سكنية أو قطع أراض مخدومة وسلفا للبناء.

بدوره، يقول مدير إعلام بلدية النجف بشار السوداني، أن “البلدية أطلقت حملة لتأهيل وتطوير شوارع الحي العسكري. كما ان هناك مشروعا لإنشاء قصر العدالة، وهو مجمع يضم محكمة النجف، ومحاكم أخرى”، مبينا أن “هذه المنازل تعتبر مُتجاوزة على المشاريع المفترض إقامتها في تلك المنطقة، وسبق أن وجهنا أكثر من إنذار إلى السكان، لكنهم لم يستجيبوا. وعلى إثر ذلك باشرت البلدية برفع التجاوزات، بالتعاون مع القوات الأمنية”.

إلى ذلك، يقول مدير إعلام شرطة النجف مفيد الطاهر، أن “قيادة الشرطة وفرت الحماية لمفارز البلدية التي عملت على رفع التجاوزات. وقد قمنا باعتقال عدد من المخالفين والمتجاوزين”، مؤكدا أنه “سنواصل مرافقتنا مفارز البلدية إلى أن تنتهي حملة رفع التجاوزات في هذه المنطقة”.

وتتسع ظاهرة السكن العشوائي في مختلف مدن البلاد في ظل استمرار أزمة السكن، وغلاء أسعار المنازل والأراضي، وعدم اتخاذ الحكومات المتعاقبة أي إجراءات لمعالجة هذه الأزمة المزمنة الآخذة في الاستفحال.

ورغم تأكيد الحكومة الحالية أن حل أزمة السكن يندرج ضمن أولوياتها، لكن إجراءاتها لا تزال غير منسجمة مع حجم الأزمة المتفاقم، وغير قادرة على التعامل مع تداعياتها الكبيرة والخطيرة.

في حين لم يصادق البرلمان على قانون العشوائيات منذ عام 2017. وقد  جرى ترحيله إلى الدورة البرلمانية الحالية. حيث عُرض في قراءة أولى خلال جلسة عادية عقدت في تشرين الأول الماضي، ثم أعيد إلى الحكومة بعد اعتراض غالبية الكتل السياسية على بنوده.

*************************************************************************

مبانٍ مدرسية من ورق في بابل!

متابعة – طريق الشعب

انتشر في اليومين الماضيين مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه النائب المستقل أمير المعموري وهو يتجول في مبنى مدرسي تم إنجازه منذ العام 2014 في محافظة بابل، ولم يفتتح حتى الآن. ومن خلال تفحصه المواد الإنشائية المستخدمة في إنجاز المبنى، يكشف النائب عن حجم الفساد الذي طال هذا المشروع، إلى جانب 7 مشاريع مماثلة في المحافظة، بلغت تكلفتها مجتمعة نحو 16 مليار دينار. وفي الفيديو الذي اطلعت عليه “طريق الشعب”، يسحب النائب بأطراف أصابعه إحدى قطع السيراميك المستخدم في تغليف جدران الصفوف، وما أن يسحبها حتى تتساقط الأخريات! أما السقوف الثانوية، فمعظم قطعها متساقطة، وهياكلها متهالكة، بينما الجدران منجزة بمواد رديئة. ما يعني ان هذه المدرسة لو افتتحت، لتهاوت على رؤوس التلاميذ! وعلى هذا الفيديو علق الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. إذ ذكر بعضهم ان مثل هذه المشاريع المدرسية جرى تنفيذه وقتها في محافظات عديدة، من بينها النجف والديوانية. فيما رأى بعض آخر أن معظم المشاريع التي نفذت في بابل رديئة ويشوبها الفساد.

وطالب معظم المعلقين، الحكومة المركزية بمحاسبة كل الجهات المعنية بتنفيذ هذه المشاريع الرديئة، من مسؤولين حكوميين ومقاولين.

****************************************************************

المياه الثقيلة تحاصر منازل أهالي البلديات

متابعة – طريق الشعب

يشكو سكان الشارع 34 في منطقة “يو ان” بحي البلديات البغدادي، من غرق شارعهم بالمياه الثقيلة، بسبب انسداد شبكة المجاري، مبينين أن المياه الآسنة تحاصر منازلهم منذ فترة طويلة.

ويوضح عدد من سكان المحلة 732 في المنطقة، انهم ناشدوا بلدية الغدير مرارا معالجة مشكلة طفح المجاري، لكنها لم تستجب لهم، مبينين انهم يضطرون إلى استئجار حوضيات أهلية لتقوم بسحب المياه.

وتقع على الشارع 34 منازل ومبان تجارية، وهو لم يكن يعاني مشكلات خدمية، لكن بسبب تهالك شبكة المجاري وانسدادها المتكرر، انتشرت على أجزاء كثيرة من الشارع برك مياه ثقيلة، تصدر عنها روائح كريهة وتتجمع حولها الحشرات.

ووفقا لما يؤكده السكان في حديث صحفي، فإن طفح المجاري المستمر تسبب في تآكل اسفلت الشارع ورصيفه، مطالبين الجهات المعنية بمعالجة هذه المشكلة عاجلا، وتخليصهم من أضرارها الصحية والبيئية. 

*******************************************************************

«شارع الكنيسة» البغدادي من سكني إلى صناعي!

متابعة – طريق الشعب

يعرب سكان شارع الكنيسة في حي الحمراء غربي بغداد، عن انزعاجهم من ضجيج ورش تصليح السيارات التي انتشرت في شارعهم، مشيرين إلى منطقتهم في البداية كانت سكنية، ثم تغيرت هويتها إلى تجارية فصناعية، وصولا إلى ترفيهية.

ويمتاز حي الحمراء بموقعه، حيث يربط بين منطقة اليرموك وحي حطين، ويحاذيه شارع الربيع التجاري. ويشق المنطقة شارع رئيس محدد وفق التخطيط العمراني بالطابع السكني والتجاري، لكنه تحول بعد ذلك إلى صناعي بفعل افتتاح ورش لتصليح السيارات على امتداده.

ويشير أهالي المنطقة إلى انهم يعانون أوضاعاً صعبة بعد أن طال الإهمال شارعهم العام والأزقة المتفرعة عنه، مبينين أن مركبات الوافدين على الشارع يجري ركنها في الطرقات بشكل فوضوي، ولأكثر من مسار، ما يخلف زحاما شديدا. فيما يرمي أصحاب الورش مخلفاتهم من الزيوت الثقيلة وغيرها في المجاري، الأمر الذي أضر بناها التحتية. 

أما في المساء، فيلفت الأهالي إلى ان المنطقة تتحول إلى ترفيهية. فهناك محال لبيع المشروبات الكحولية يتجمع عندها الشباب، وأحيانا يحتسون الكحول في الشارع ويرمون نفاياتهم على قارعة الطريق وأمام منازل السكان.

في حديث صحفي، يقول مختار المنطقة ياسين إسماعيل، أن زبائن الورش الصناعية يركنون مركباتهم على الطريق، ما يؤثر على الحركة المرورية، مشيرا إلى ان المنطقة تحولت من طابعها السكني والتجاري إلى الصناعي.

ويلفت إلى ان الأهالي سبق ان رفعوا شكاوى لمركز شرطة المأمون، عن قيام شباب بركن مركباتهم في الشارع ومغادرتها، أو وقوفهم قرب المنازل وتسببهم في إزعاج المواطنين، مشيرا إلى ان الشرطة تستجيب وتمنع هؤلاء من الوقوف، لكن بعد أن تذهب يعودون مجددا.

ويطالب المختار بتخصيص دوريات ثابتة للشرطة المحلية وشرطة المرور في المنطقة. كما يطالب البلدية بمتابعة أصحاب الورش ومنعهم من رمي مخلفاتهم في فتحات المجاري.

من جانبه، يقول المواطن حسين علي، أن “الأهالي يعانون كثيرا الضجيج الصادر عن ورش تصليح السيارات خلال فترات الصباح. أما في الليل فيتأزم الأمر. إذ يتجمع العديد من الشباب والمراهقين عند محال بيع المشروبات الكحولية، وبعضهم يركنون مركباتهم قرب المنازل، ويحتسون الكحول داخلها ويشغلون مسجلات الصوت دون مراعاة للسكان”.

إلى ذلك، تقول مديرة إعلام بلدية المنصور هدى كامل، أن “حي الحمراء يحظى باهتمام كاف في ما يتعلق بالجهد البلدي”. لكنها تلفت إلى انهم يعانون تجاوزات أصحاب المحال، التي طالت مفاصل خدمية في الحي، مثل شبكة المجاري وشبكة مياه الإسالة.

وتؤكد أنه “ستتم إزالة جميع التجاوزات بعد إجراء كشف ميداني على الشارع”.

****************************************************************

السماوة.. تكرار الحرائق في «الشنابرة» بسبب القصب

متابعة – طريق الشعب

شكا مواطنون في منطقة الشنابرة شمالي السماوة، من انتشار نبات القصب بكثافة عند النهر الذي يمر من منطقتهم، مبينين أنه بسبب القصب باتت حوادث الحريق تتكرر في المنطقة.

وأشاروا إلى ان القصب يعد من النباتات سريعة الاشتعال، وما أن يرمي أحدهم عقب سيجارة بقربه، حتى تنشب فيه النار سريعا، مؤكدين أنه قبل أيام حصل حريق شديد، وكادت النيران تصل إلى منازلهم لولا ان الأهالي تداركوا الأمر وأخمدوها.

وطالب الأهالي بإزالة القصب وكري النهر، لافتين إلى انهم سبق ان طالبوا دائرة الموارد المائية بشمول النهر بحملات الكري، لكنها لم تستجب لهم. 

***********************************************************************

متى تستيقظ الضمائر ؟

بعض الناس المتنفذين منحوا ضمائرهم إجازة طويلة الأمد، والبعض الآخر “محظوظ” لأنه لا يملك ضميراً اصلاً، والطرفان شكلا إئتلافاً، أسهم بجدية وحماس في غمط حقوق المواطنين، وإلحاق الضرر بهم.

وان من إبداعاتهم (التي تحسب لهم من أولياء نعمتهم) عرقلة معاملات الشيوعيين، سواء كانوا من عوائل الشهداء، أو من السجناء السياسيين. بل حتى معاملات التقاعد التي هي حق لا يقبل التجاوز عليه بأية حال من الأحوال، لم تسلم من العرقلة والحقد الدفين، في حين يجري تسهيل ذلك لآخرين، وان كانوا لا يملكون الوثائق التي يقدمها الشيوعيين.

معاملتي التقاعدية مضى عليها تسع سنوات لم ترَ النور لحد الآن، وكنت معلماً في الريف لسنوات طويلة، وقدمت مع المعاملة كل ما طلبوا من وثائق وزيادة. ولكن دون جدوى (وثيقتان من الحزب الشيوعي العراقي جاء فيهما أنني عضو في المكتب السياسي للحزب/ وثيقة اللجنة التنفيذية للبيشمرگة/ وثيقة من ممثلية إقليم كردستان في بغداد/ وثيقة من مؤسسة الشهداء (أخي شهيد)/ وثيقة من مديرية تربية واسط/ كتب من أمن واسط والأمن العامة تتضمن المطاردة وأوامر بالقاء القبض/ كتاب من دائرة عقارات واسط تشير الى مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة).

ومع كل ذلك جاءني كتاب من الجهة المعنية، ينطبق عليه المثل القائل (تمخض الجبل فولد فأراً) وينص على انه (بعد تدقيق الاضبارة الخاصة بالسيد محمد جاسم محمد علي والمداولة وجدت لجنة التحقق أن السيد المذكور آنفاً (غير مشمول) بأحكام قانون المفصولين السياسيين المرقم (24) لسنة (2005) المعدل، لعدم تقديمه أدلة قانونية تؤيد تركه الخدمة عام 1978 لأسباب سياسية أو مذهبية أو عرقية)!!!

ومن ها المال حمل جمال.

المعلم

محمد جاسم محمد اللبان

*************************************************************

“حي الرسالة” البغداديمشروع مستشفى متوقف منذ 2003

متابعة – طريق الشعب

طالب سكان حي الرسالة جنوب غربي بغداد، بإكمال مشروع المستشفى الوحيد في منطقتهم المتوقف منذ 2003، والذي باتوا يسمونه بـ”الهيكل”، على اعتبار ان مستوى الإنجاز الذي وصل إليه لم يتجاوز ركائز الهيكل.

ويقع هذا المستشفى في نهاية شارع قطر الندى من جهة حي المواصلات. وبسبب عدم وجود مستشفى في المنطقة، يضطر السكان عند حصول حالات مرضية طارئة إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى مستشفى اليرموك. أما “الهيكل”، فهو اليوم موقع للسكن العشوائي.

يقول المواطن محمد سعد، أن “وزارة الصحة مطالبة بإكمال بناء هذا المستشفى. فمنطقتنا والمناطق المجاورة لها لا تضم أي مستشفى”، ويشير في حديث صحفي إلى ان “هذا المستشفى لو تم بناؤه، سيخفف عنا عناء نقل مرضانا إلى مستشفى اليرموك، البعيد جدا”.

فيما يقول المواطن نواف علي، أن “الهيكل بوشر ببنائه قبل 2003، وتوقف البناء وقتها من دون أن نعرف الأسباب. لكنه اليوم تحول إلى سكن عشوائي”، لافتا إلى أن “موقع المشروع استراتيجي، وفي حال تأهيله سيخدم جميع مناطق جنوب غربي بغداد”. 

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في وزارة الصحة، قوله أن “الوزارة لديها خطة لزيادة عدد المستشفيات في بغداد. أما مستشفى الهيكل، فكان يفترض أن يُستأنف بناؤه عن طريق المنحة الكويتية. لكن الأمر لم يتم خلال الحكومات السابقة، لأسباب مختلفة، منها التجاوزات داخل المبنى”، مشيرا إلى أن “المشروع في الوقت الحالي قيد الدراسة”.

************************************************************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بالتعازي الصادقة للصديق العزيز الاعلامي عماد الخفاجي، بوفاة والدته، داعية له وللأخوة عبد العال ومقداد وصباح بالصبر والسلوان، وللفقيدة الذكر العطر دوما.
  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الصويرة، الرفيق قاسم العثماني في هولندا وأخوته، بوفاة عمهم المربي الفاضل كامل مطلك العثماني (أبو خلدون).

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*************************************************************

الصفحة السادسة

مع نفاد المساعدات الانسانية الصهاينة يواصلون حرب الابادة في غزة

متابعة ـ طريق الشعب

في وقت تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 225 تواليًا، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار وعمليات النزوح المتواصل، بفعل استمرار العدوان البري في عدد من المحاور.

وشنت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف، أمس السبت، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.

اجتياح بري

وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح وجباليا، وأجزاء أخرى من القطاع، فيما تقوم المقاومة بتنفيذ عمليات والتصدي لقوات الاحتلال في شتى محاور القتال، ما كبده خسائر كبيرة، كان آخرها الإجهاز على نحو 15 جنديا في حي التنور شرق رفح، من قبل مقاتلين من كتائب القسام.

وقالت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء في الحرب إلى 35386 و79366 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

نفاد المساعدات

من جانبه، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس السبت، إنه لم يبق شيء تقريبا لتوزيعه في قطاع غزة.

وأضاف المكتب، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن وضع المياه والصرف الصحي يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للناس اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسد احتياجاتهم.

وأكدت منظمات إغاثية وانسانية أن التوغل في رفح زاد من عرقلة توصيل المساعدات، مع إغلاق معبر المدينة الجنوبية على الحدود المصرية – وهو قناة حيوية للمساعدات الإنسانية – الآن.

وأغلق معبر رفح مع مصر والذي يعد البوابة الرئيسية للبضائع والأشخاص الذين يدخلون غزة، منذ أن أعلنت إسرائيل السيطرة عليه في 7 أيار.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من أيار.

وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش في جنيف “تمكنا من توزيع بعض الإمدادات لكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات”.

اغتيال 100 عالم

من جانب اخر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن مجازر الاحتلال الإسرائيلي طالت أكثر من 100 عالم وأكاديمي فلسطيني من أساتذة الجامعات والباحثين، بينهم رؤساء جامعات فلسطينية.

وأوضح المكتب في بيان، أن هؤلاء العلماء والأكاديميين استشهدوا بنيران وصواريخ جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه وثق أسماء أكثر من 100 عالم وأكاديمي.

وشدد على أن استهداف هذه الشريحة من المجتمع الفلسطيني، يحمل رسالة واضحة «تهدف إلى القضاء على العلماء والباحثين في القطاع التعليمي بشكل كامل».

ومن بين الشهداء رؤساء جامعات، مثل الدكتور سفيان تايه، رئيس الجامعة الإسلامية، والدكتور سعيد الزبدة، رئيس الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وكذلك أساتذة إعلام وقانون في الجامعات، وكليات طب وهندسة، ومختصون في مجال هندسة الكهرباء، ورجال دين من بينهم الدكتور يوسف جمعة سلامة وزير الأوقاف الأسبق، وآخرون مختصون في مجال علم الأمراض (الباثولوجي)، وعلم الحاسوب.

تدمير 103 مدارس

وأشار المكتب إلى أن ذلك يأتي فيما قامت قوات الاحتلال بتدمير أكثر من 103 جامعات ومدارس بشكل كلي، إضافة إلى تدمير 311 جامعة ومدرسة بشكل جزئي. وأدان المكتب بأشد العبارات اغتيال الاحتلال فئة العلماء والأكاديميين وأساتذة الجامعات والباحثين، لافتا إلى أنها فئة متميزة في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.

ودعا كل الجامعات والقطاعات التعليمية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجريمة التي تأتي في إطار الإبادة الجماعية.

وحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عما وصفها بـ “الجريمة التاريخية”، وقال إن “الاحتلال يقتل ويغتال العلماء والإدارة الأمريكية منخرطة في الإبادة الجماعية، بل وساهموا في استمرار هذه الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 120,000 شخص ما بين شهيد وجريح ومفقود ومعتقل”.

وطالب المكتب الحكومي في غزة دول العالم الحر وكل المنظمات ذات العلاقة بالتربية والتعليم، وكذلك التعليم العالي، بإدانة هذه الجريمة، وممارسة الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة ضد الطلبة وضد المدارس والجامعات وضد العلماء والأساتذة والباحثين وضد المسيرة التعليمية بشكل عام.

**********************************************************************

ليبيا.. قتلى وجرحى في اشتباكات بمدينة الزاوية

طرابلس ـ وكالات

شهد يوم أمس السبت خلافات بين التشكيلات المسلحة في مدينة الزاوية غربي ليبيا،

وأسفرت اشتباكات بين فصائل مسلحة، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف التشكيلات نتيجة تصاعد الخلافات بينها. وأكد مصدر من مدينة الزاوية (غرب العاصمة الليبية طرابلس) أن «فرق الهلال الأحمر الليبي أجلت العائلات الواقعة في نطاق الاشتباكات التي انطلقت في مناطق جنوب المدينة، منها منطقة أبوصره والتاجوري عكرة، بالإضافة إلى طريق البرناوي».

وبحسب ذات المصدر، فإن «الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة، ولم يتم الإعلان الرسمي عن حصيلة القتلى».

وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد، واحدة شرقي البلاد مكلفة من البرلمان، وأخرى في الغرب وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، إذ ترفض الحكومة في طرابلس غربي البلاد، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.

*****************************************************************

قبيل انتخابات البرلمان الأوربي.. في أوربا العمل المشترك مع اليمين المتطرف ليس محرما

رشيد غويلب

سارع البرلمان الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوربي، حتى قبل بدء حملة انتخابات البرلمان الأوربي، التي ستجرى في حزيران المقبل، إلى حل القضايا الأكثر سخونة والأكثر أهمية، بهدف التوصل إلى اتفاقيات بشأن سياسة الهجرة، والدعم العسكري الكامل لأوكرانيا، وميثاق الاستقرار، الذي لم يعد أحد ملفات الحملة الانتخابية.

ويدعي الديمقراطيون الاجتماعيون والليبراليون والخضر، أن الوقت مناسب جدا، لأن البرلمان المقبل سيكون أكثر يمينية من البرلمان الحالي، ولكن حقيقة موقفهم، هي دعم مشاريع اليمين واليمين المتطرف السياسية، وخصوصا تحصين حدود أوربا وإبعاد اللاجئين، وإبرام الاتفاقات مع أنظمة غير ديمقراطية، تعمل على قطع الطريق على اللاجئين واحتجازهم مقابل أموال ومشاريع الاتحاد الأوربي، بالإضافة إلى الانسحاب من الصفقة الخضراء.

تجاوز المحرمات

حتى قبل أن تتخذ رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين قرارا واضحًا بشأن التحالف المحتمل مع اليمين المتطرف، كسر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، خلال منتدى الديمقراطية في كوبنهاغن، في 14 أيار، المحرمات: «ما يهم حقا هو السياسات، والجوهر، وليس التسميات. و «في المجلس كانت هناك شكوك قبل الانتخابات في بعض الدول الأعضاء، ولكن رأينا لاحقا، إمكانية العمل مع حكومات هذه البلدان، حتى لو شارك حزب يميني متطرف في الائتلاف”. وخلال الأسابيع المتبقية قبل بدء عمليات الاقتراع في 9 حزيران، أخذ كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي في الاعتبار تقدم اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي. والآن أصبحت عوامل الاتفاق تنحصر في: تأييد واضح لحلف شمال الأطلسي، ولحرب أوكرانيا ومناهضة روسيا.

صعود اليمين المتطرف

منذ عام 2010، يستمر صعود اليمين المتطرف، وتتمتع أحزابه بتمثيل قوي في برلمانات بلدان الاتحاد الأوروبي، باستثناء أيرلندا ومالطا. ويقود المتطرفون (الفاشيون الجدد) حكومتي المجر وإيطاليا، وحتى الأمس القريب بولندا أيضا. وفي فنلندا وسلوفاكيا، يشارك اليمين المتطرف في الحكومة؛ ويدعمها في السويد.  وفي 16 ايار، وبعد مرور قرابة ستة أشهر على الانتخابات العامة في هولندا، اتفق النازي الجديد خيرت فيلدرز وثلاثة أحزاب يمينية أخرى على تشكيل ائتلاف حكومي، على أن يتولى رئاسة الحكومة شخصية من خارج البرلمان. وفي النمسا، يتوقع أن يفوز حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف في الانتخابات التي ستجري في أيلول المقبل، وبالتالي يقود الحكومة الجديدة. في 9 من أصل 27 دولة، تجاوزت نسبة اليمين المتطرف الآن 20 في المائة.  وبالمقابل تواصل أحزاب اليمين التقليدي بشكل متزايد تبني مواقف اليمين المتطرف وتنفتح عليها.

مديح لحكومات الفاشيين الجدد

منذ الانتخابات الإيطالية في أيلول 2022، يدعو زعيم «حزب الشعب الأوربي» (تجمع أحزاب اليمين المحافظ الاوربية)، إلى العمل المشترك مع حزب «إخوة إيطاليا» الفاشي الجديد وزعيمته رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا مِلوني. في النهاية تم تحديد ثلاثة مبادئ واضحة تدعو الأطراف الأخرى على أساسها إلى التعاون. تأييد أوروبا، تأييد أوكرانيا، دعم الحكومات، ومناهضة روسيا. الملتزمون بهذه الشروط يمكنهم أن يكونوا شركاء. والفاشيون الإيطاليون يستوفون هذه الشروط.

في حديث لتلفزيون ولاية بافاريا الالمانية، أوضح فيبر أيضًا سبب حاجته إلى جورجيا ميلوني لتمرير الحلول الأوروبية. ولو لم تتعاون حكومة ميلوني في إقرار اتفاق الهجرة الأخير، فإن التسوية التي يأمل فيبر من خلالها «ا في النهاية لحصول على مزيد من السيطرة على الحدود الخارجية»، كانت ستفشل.

وعود منكوثة

لقد كان التكامل الأوروبي بمثابة وعد بالسلام، وبسوق كبيرة قائمة على المنافسة، وبالمواطنة المشتركة، بل كان الأمل بأوروبا اجتماعية يلوح في الأفق. واليوم تدور حرب على الأبواب، وقد أثبتت «التجارة الحرة» أنها تشكل عائقاً، في مواجهة ديناميكية الصين الاقتصادية. «حماية الحدود» و»وإبعاد اللاجئين» و»الأمن الداخلي» و»الحمائية» و»السيادة» هي مصطلحات شائعة اليوم يستخدمها الجميع، بما في ذلك الليبراليون والديمقراطيون الاجتماعيون والخضر.

ومع استثناءات قليلة، لم يعد اليمين المتطرف يدعو إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي بعد فشل خروج بريطانيا منه، ولكنه يدعو إلى تغييره من الداخل. وهذا يعني إفراغه: أوروبا الانتقائية، حيث يأخذ الجميع ما يناسبهم، أجهزة صرف آلي مفيدة للمصالح الوطنية المفترضة، على المدى القصير.، حيث تصبح الصفقة الخضراء عدوا يجب محاربتها. هذا هو التحول الذي أحدثه حزب التجمع القومي اليميني المتطرف في فرنسا، الذي لم يعد يطرح مطلب الخروج من منطقة اليورو، كما فعلت مارين لوبان قبل بضع سنوات. يستعد زعيم الحزب الشاب جوردان بارديلا للتحالف مع اليمين الكلاسيكي في ضوء الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.

ولصعود اليمين المتطرف تأثير سلبي آخر: تحويل الانتخابات الأوروبية في حزيران المقبل إلى 27 انتخابات وطنية حيث يكون مركز النقاش السياسي محليا في كل دولة، في حين يطوي الإهمال الأفق الأوروبي.

*****************************************************************

النمسا تستأنف تمويل الأونروا

فيينا ـ وكالات

أعلنت النمسا السبت أنها ستستأنف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الذي تم تعليقه بعد اتهامات إسرائيلية بأن موظفيها قد يكونوا متورطين في هجوم 7 تشرين الاول. وجاء في بيان لوزارة الخارجية النمساوية أنه «بعد تحليل تفصيلي لخطة العمل (المقدمة من الأونروا) لتحسين أداء المنظمة» قررت النمسا «صرف الأموال». وأضافت الوزارة أنه تم تخصيص تمويل بقيمة 3,4 مليون يورو في موازنة 2024 ويجب سداد الدفعة الأولى خلال الصيف. وتابعت «سيتم استخدام جزء من الأموال النمساوية في المستقبل لتحسين آليات الرقابة الداخلية في الأونروا». وذكرت النمسا أنها «ستراقب عن كثب» تنفيذ خطة العمل مع الشركاء الدوليين الآخرين، مشددة على أن «الثقة فقدت». وأضاف البيان أن النمسا زادت بشكل كبير دعمها للفلسطينيين في غزة ومنطقتها منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر، حيث قدمت مساعدة إنسانية بقيمة 32 مليون يورو لمنظمات أخرى للإغاثة الدولية. في كانون الثاني، اتهمت إسرائيل نحو 12 موظفا من الأونروا من أصل 13 الفا في غزة التي تنسق جميع المساعدات في القطاع، بالمشاركة في عملية طوفان الاقصى. ونهاية نيسان خلصت مجموعة تقييم مستقلة إلى أن إسرائيل لم تقدم «دليلا» على الاتهامات المزعومة، مشددة على أن الأونروا تفتقر إلى «الحياد» في غزة. في الأسابيع التي تلت الاتهامات الإسرائيلية، علقت حوالي 15 دولة بينها النمسا بالإضافة إلى المانحين الرئيسيين كالولايات المتحدة وألمانيا والسويد واليابان، مبلغ 450 مليون دولار (414 مليون يورو) لتمويل الوكالة.

*******************************************************************

مليونا سوداني يفقدون وظائفهم بسبب الحرب

الخرطوم ـ وكالات

أفادت الغرفة الصناعية في السودان، أمس السبت، بأن الحرب الدائرة منذ نحو عام أفقدت أكثر من مليون و800 عامل وظائفهم منذ بدايتها. ونقل موقع «أخبار السودان» عن الغرفة التجارية، أن «حجم الخسائر التي تعرض لها القطاع الصناعي بولاية الخرطوم، تجاوز 50 مليون دولار، حيث توقف 90 في المائة من المصانع عن العمل في البلاد». وأوضح معاوية البرير، ممثل الغرفة التجارية أن «القطاع الصناعي تعرض إلى خسائر ضخمة وتوقف أكتر من مليون و800 ألف عامل وموظف عن العمل»، مشيرا إلى أن «الجانب الأهم هو العمل على إعادة تشغيل المصانع وإرجاع العمالة المتوقفة عن العمل من الفئات والمهنيين والشباب والعاملين». ولفت جبريل إبراهيم، وزير المالية السوداني، إلى أن «الحرب دمرت كل المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية في ولاية الخرطوم». وفي وقت سابق، أفادت الأمم المتحدة، أنها لم تتلق سوى 12 بالمائة فقط من تمويل يقدر بـ 2.7 مليار دولار، مطلوبة لتوفير مساعدات للسودان، لافتة إلى أن البلاد على «شفا مجاعة». ووصف ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، للصحفيين، نقص التمويل بأنه «كارثي». وقال المسؤول الأممي: «من دون وصول المزيد من الموارد بسرعة، لن تتمكن المنظمات الإنسانية من تكثيف جهودها في الوقت المناسب لدرء المجاعة». وأضاف: «لقد حان الوقت لكي يفي المانحون بالتعهدات التي قطعوها، وأن يكثفوا جهودهم ويساعدونا في مساعدة السودان وأن يكونوا جزءًا من تغيير المسار الحالي الذي يؤدي إلى حافة الهاوية».

*******************************************************************

الصفحة السابعة

جولة التراخيص الثنائية الأخيرة خيبة أمل لحكومة السوداني وعبءٌ اقتصادي كبير لا مبرر له على الإطلاق

أحمد موسى جياد*

نظمت وزارة النفط ولثلاثة أيام متواصلة (11-13 مايس/ايار) جولتي التراخيص “الخامسة+ والسادسة”، تضمنت عرض 29 حقلا ورقعا استكشافية نفطية وغازية.  تهدف هذه المداخلة إلى تقييم هذه الجولة الثنائية وقد استندت بشكل أساسي على التصريحات الرسمية المنشورة على موقع وزارة النفط وتوثيق نصوصها، وإلى التقارير اليومية الصادرة عن “تقرير نفط العراق IOR”، وعلى متابعتي المتواصلة وقاعدة المعلومات الواسعة عن تطورات القطاع النفطي العراقي التي أحتفظ بها وأحدثها باستمرار وعلى معلومات وفرها الأخ عبد المهدي العميدي- المدير العام الأسبق لدائرة العقود والتراخيص البترولية في وزارة النفط. وقد توصلت إلى ما يلي:

أولا: انعدام الضرورة الحتمية لعقد هذه الجولة الثنائية

لا يوجد ولم تقدم حكومة السوداني ووزارة النفط أي مبرر قطاعي أوفني أو اقتصادي أو مالي مسند بالأدلة المادية أو التحليل الرصين أو البيانات الموثقة لعقد هذه الجولة الثنائية في هذا الوقت. بل على العكس، كان من المفروض أن يتم التركيز وتكثيف جهود الوزارة وإعطاء الأولوية على معالجة الاشكالات التي يعاني منها القطاع النفطي وخاصة في 1- مواصلة تطوير وإنتاج حقول جولات التراخيص الأولى والثانية، 2- حل الاختناقات في وتوسيع طاقة منافذ التصدير الجنوبية، 3-الزام شركة غاز البصرة على تنفيذ التزاماتها بالطاقة الإنتاجية المتفق عليها تعاقديا، 4- المعالجة الجدية لمعضلة حرق الغاز المصاحب التي تتزايد حدتها بتزايد انتاج النفط، بدلا من اللجوء إلى التعاقد مع شركات لا تمتلك المؤهلات المطلوبة لتنفيذ مثل هذه المشاريع ( مثل شركة غاز الحلفاية). ونفس الأمر ينطبق على تطوير الحقول الغازية (مثل حقل غاز عكاز الذي أحيل إلى شركة أوكرانية مغمورة) 5- وفي مجال التصفية، التأكيد على أن يكون انتاج مصفى كربلاء مطابقا للمواصفات الفنية التي أحيل تنفيذ المشروع على أساسها. ثم لماذا تصمت وزارة النفط عن الإشارة إلى مصفى ميسان الاستثماري الذي أحيل إلى الشركة المفلسة ماليا وغير المؤهلة فنيا وهي شركة ستاريم السويسرية!! وأخيرا التوجيهات الخطيرة جدا والخاطئة بالمطلق التي تقضي بتقديم “الضمانات السيادية” لشركات هزيلة، التي ستعرض جميع الأصول المالية والعينية العراقية للملاحقة القانونية وستشكل سابقة خطيرة ستطلبها الشركات الأجنبية مستقبلا؛ فكيف تم ذلك ولماذا لم تتحرك الجهات المالية والقانونية المعنية ضد تقديم “الضمانات السيادية”!!؟؟

أليس من الأجدى والأجدر أن تركز الحكومة والوزارة على معالجة هذه المعضلات، بدلا من الهروب إلى الأمام بالإكثار من التعاقدات وتبديد الجهود، واعتبار ذلك إنجازا!!!!

ثانيا: نتائج الجولة مخيبة للآمال الرسمية

تمت إحالة (13) مشروعا من أصل (29) مشروعا، من ضمن المشاريع المحالة رقعة الخليصية ضمن محافظتي نينوى والأنبار على الحدود العراقية – السورية، وهي رقعة غازية. كذلك تشير معلومات مشروع حقلي علان وساسان في محافظة نينوى إنهما حقلا نفط وغاز. هذا يعني ان بقية الحقول والرقع المحالة تحتوي على النفط.

هذا بنظري، وبنظر العديد من الآراء التي اطلعت عليها، شيء متوقع في ضوء تجربة عرض الحقول والرقع الاستكشافية الغازية خلال الجولات الخمس السابقة ومحدودية العروض المقدمة بشأنها، لأسباب معروفة. ولكن يبدو ان وزارة النفط لم تتعلم الدرس، وإن كانت تعلمت، فإنها لم توضح الأمر لرئيس مجلس الوزراء الذي يبدو انه يعتقد بسهولة إحالة وتطوير الحقول والرقع الغازية مثلما عليه الحال في الحقول والرقع النفطية. هذه النتائج تشكل خيبة أمل لرئيس وحكومة السوداني، واتمنى أن يكون لهذه النتائج تأثيرا على فهم موضوع الغاز بشكل أكثر دقة وواقعية ومعقولية، والكف عن ترديد الاطروحات الرغبوية الشعبوية!

وكما ذكر اعلاه، لدى العراق نفط كثير وبالتأكيد لا توجد ضرورة ملحة لإنفاق الأموال وتشتيت الجهود بهذا الاتجاه.

ومما يزيد الطين بلة، ان رقعة الخليصية وحقلي علان وساسان تمت احالتهم إلى شركة كار العراقية- وهذا سأناقشه لاحقا!!!

وفي هذا المجال أرى من المفيد الإشارة إلى توجيهات غريبة لرئيس مجلس الوزراء بإنشاء رصيف تفريغ دائم لاستيراد الغاز المسال (LNG) ضمن مشروع ميناء الفاو الكبير!!!!!

ثالثا: - الإحالة إلى شركات غير مؤهلة وخاصة أنها تقوم بدور المشغل

باستثناء عدد محدود جدا، فان بقية الشركات الصينية والشركة العراقية-كار التي تمت الاحالة إليها لا يمكن ان تمتلك مؤهلات وشروط ومتطلبات التأهيل التي اعتمدتها وزارة النفط خلال جولات التراخيص الأربع الأولى. كذلك يلاحظ عدم وجود تحالفات (كونسورتيوم)، مما يعني ان تقوم كل من تلك الشركات بدور المشغل الذي يتطلب، بدوره، التأهيل الذي له شروط وضوابط عديدة.

كذلك يلاحظ انعدام المنافسة في تقديم العروض؛ فقد تركزت المنافسة على حقل ديمة وذلك بتقدم خمسة عروض وحقل أبو خيمة بعرضين. ولم تكن هناك أي منافسة لبقية الحقول والرقع المحالة.

إن قيام وزارة النفط بالتعاقد مع شركات إسمية أو حديثة التشكيل او لا تمتلك الملاءة المالية والإدارية والتقنية تشكل، بقناعتي، مغامرة مكلفة وذات احتمالية عالية جدا بان تلحق الضرر البالغ بالمصلحة العراقية، وهذا لا مبرر لها على الاطلاق. فلماذا الإصرار على هذا السلوك؟؟؟؟

رابعا: العقود والنموذج الاقتصادي

لا زالت سرية!!

لغاية تاريخه لم تنشر وزارة النفط أي من العقدين الأساسيين المعتمدين في هذه الجولة الثنائية: العقد الخاص بالحقول المكتشفة غير المطورة، والعقد الخاص بالرقع الاستكشافية. كما لم تنشر الوزارة المعلومات الأساسية المتعلقة بالنموذج الاقتصادي ومؤشراته المالية لتلك العقود.

ولكن كثيرا ما يشار إلى أن النموذج الاقتصادي المعتمد هو نفس نموذج جولات التراخيص الخامسة بعد التعديل، دون ذكر تلك التعديلات ومبرراتها وتبعاتها وكلفتها المالية على العراق!!

المنطق الاقتصادي-القانوني والوقائع تشير إلى أنه عندما يعاد عرض الحقول والرقع الاستكشافية للاستثمار على أساس تعديل النموذج الاقتصادي او تغيير نوعية العقد، تكون النتيجة حتما لصالح الشركات النفطية على حساب المصلحة الاقتصادية للعراق.

تمثل جولة التراخيص الخامسة اللعينة، التي تمت بتوجيه وإصرار وزير النفط جبار لعيبي، أخطر هذه الأمثلة حيث فتحت الباب مشرعا أمام ممارسات مجحفة مضرة بالمصلحة الوطنية ومكلفة اقتصاديا وماليا. 1- فقد تخلى جبار لعيبي عن عقود الخدمة واستبدلها بعقود المشاركة في الأرباح (الوجه النقدي/المالي لعقود المشاركة في الإنتاج)، 2- وأدخل شركات صغيرة ليست ذات خبرة في تطوير الحقول، 3- وتجاوز على الضوابط المعمول بها وذلك بالسماح لشركة مدرجة في “القائمة السوداء” ومنحها، بطريقة مشبوهة، حقلين لم يدرجا أصلا ضمن ما تم تقييمه للعرض في تلك الجولة، 4- تقليل فرص “الجهد الوطني” في تطوير تلك الحقول وخاصة الحدودية.

شكلت تلك الجولة الخامسة اللعينة سابقة خطيرة بدأت آثارها الكارثية بالظهور تدريجيا، وخاصة بعد ان تبنت حكومة السوداني ووقعت عقود تلك الجولة. ثم تلتها “فضيحة 27 بليون دولار” لتبرير الاتفاقية مع شركة توتال انرجي، ثم مهزلة عقد “شركة غاز الحلفاية” لاستثمار غاز حقل بن عمر النفطي، والطامة الكبرى بإحالة حقل عكاز الغازي إلى شركة أوكرانية مغمورة، وأخيرا إحالة بعض الحقول والرقع الاستكشافية في هذه الجولة الثنائية إلى شركات ليست لها خبرة في تطوير الحقول النفطية والغازية، كما ذكر اعلاه.

خامسا: الربحية العالية للشركات النفطية على حساب مصلحة العراق

قبل تناول هذا الموضوع أود الاشارة إلى أن جميع بيانات وزارة النفط “عاجل” المنشورة على موقع الوزارة خلال أيام عقد الجولة لم تتضمن نسبة الربحية للعروض المقدمة او العروض الفائزة!!؛ أي أن الموضوع سري أيضا، والذي أصبح انعدام الشفافية في القطاع النفطي إحدى سمات حكومة السوداني ووزير النفط حيان!!

ولحسن الحظ قامت وسائل الاعلام التي حضرت وغطت مجريات هذه الجولة، ومنها “تقرير نفط العراق” الذي اعتمدته لأغراض هذه المداخلة، بنشر نسب الربحية للشركات الفائزة. وعلى ضوء تلك النسب سيتم تقييمها بالتحليل المقارن مع عقود الخدمة لجولات التراخيص الثانية (للحقول البكر-المكتشفة غير المنتجة تجاريا) والرابعة (للرقع الاستكشافية)، كما توضحه الملاحظات التالية:

  1. لأغراض المقارنة وتحليل تأثير نسب الربحية لابد من التأكيد دائما على أن أي زيادة في أسعار تصدير النفط تعود جميعها للعراق في عقود الخدمة، بينما تحصل الشركات النفطية على جزء من تلك الزيادة في الأسعار: كلما ارتفعت نسبة الربحية كلما ارتفع عدد الدولارات “ أي الربح الصافي” للشركات. لابد من التنبيه مقدما أن التحليل المقارن يعتمد على أجور الخدمة “دولار/برميل” لجولتي التراخيص الثانية والرابعة، و”نسبة الربحية/برميل” لهذه الجولة الثنائية، لذا ارجو الحذر وعدم الخلط بين الاثنين.
  2. كملاحظة عامة فقد كانت نسبة الربحية مرتفعة بشكل غير مبرر وغير معهود، مما تدعو للتساؤل كيف يمكن لوزارة النفط ودائرة العقود فيها ان تقبل بذلك وما هي التعديلات على عقد جولة التراخيص الخامسة اللعينة التي سمحت بذلك. وهذا يتطلب من وزارة النفط تقديم الحسابات المالية لهذه النسب مقيمةً على أساس دولار/برميل وانعكاساتها على كلفة انتاج البرميل وضمن سعرين افتراضيين لتصدير البرميل وصافي العوائد التي سيحصل عليها العراق.
  3. تراوحت نسبة الربحية للحقول المحالة في هذه الجولة الثنائية بين 6.2 بالمائة لحقل ديمه و29.16 بالمائة لحقل الظفرية. كلاهما حقلان نفطيان صغيران مكتشفان أي لا توجد مخاطر استكشافية، وكلاهما يقع في محافظات متقاربة: ميسان وواسط على التوالي. فما هو تفسير هذا التباين الكبير الذي يصل إلى 22.96 نقطة مئوية!! ثم قبول نسبة ربحية و29.16 بالمائة لحقل الظفرية إنما يعني أن نسبة الربحية المحتسبة من قبل وزارة النفط أعلى من ذلك. وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن كلفة انتاج البرميل من هذا الحقل، بالتحليل المقارن، ستكون مرتفعة لأن كلفة الانتاج تتضمن التكاليف الرأسمالية + الكلفة التشغيلية + حصة الشركة النفطية من الأرباح؛ وكلما ازدادت أسعار النفط ازدادت كلفة انتاج النفط من هذا الحقل. فما هو المبرر الاقتصادي للإنتاج من هذا الحقل بهذه الكلفة العالية والتي تتزايد بتزايد أسعار النفط؟؟؟؟؟؟

بالمقابل تضمنت جولة التراخيص الثانية حقول نفط عملاقة وكبيرة تباين إنتاج الذروة فيها بين 230 ألف برميل يوميا 1.8مليون برميل يوميا، وحقول نفط متوسطة تباين انتاج الذروة فيها بين 110 آلاف برميل يوميا و170الف برميل يوميا. أجور الخدمة الثابتة للمجموعة الأولى تتباين بين 1.15دولار/برميل و1.49دولار /برميل ولمجموع الثانية تتباين أجور الخدمة الثابتة بين 5و6 دولار/برميل.

يضاف إلى ذلك وبسبب طبيعة عقود الخدمة ونظامها المالي وحجم الحقول النفطية (اقتصاديات السعة) فان كلفة انتاج البرميل تتناقص وصولا لإنتاج الذروة وما بعدها وحجم العائد الصافي للعراق يتزايد بتزايد أسعار النفط.

يترتب على ذلك ان المبرر الاقتصادي يحتم أولوية الاهتمام بعقود جولات التراخيص الأولى والثانية ومعالجة ما يواجهها من إشكاليات لتامين الوصول إلى انتاج الذروة المتعاقد عليها في الأوقات المعدلة، بدلا من زيادة العبء على كادر وزارة النفط بتوقيع عقود كثيرة لمشاريع صغيرة ومكلفة.

ونفس الأمر ينطبق على الرقع الاستكشافية التي أحيلت في هذه الجولة الثنائية. فنسبة الربحية في هذه الرقع المحالة أعلى من تلك الخاصة بالحقول، وهذا أمر متوقع. ولكن تبقى مع ذلك عالية للغاية بشكل يدعو للتساؤل عن مستويات كلفة الإنتاج من هذه الرقع في حالة تطويرها لحقول منتجة. وتبعات ذلك إذا تضمن العقد شرط “استلم او ادفع”، وهذا أكيد!!!

باستثناء رقعة سومر الاستكشافية (في محافظة المثنى وبنسبة ربحية 17.85بالمائة)، تراوحت نسبة الربحية لبقية الرقع المحالة بين 25.16 بالمائة (لرقعة الفاو) و32 بالمائة (لرقعة الخليصية). وهنا أيضا أكرر نفس التساؤل- أين المنطق الاقتصادي في تطوير رقع استكشافية بهذه الكلف العالية؛ ألم تتعلم وزارة النفط من تجربة تطوير حقل القيارة المكلفة وتطبيق شرط “استلم او ادفع”!!؟؟

لحسن حظ العراق لم تتقدم أي شركة بعرض للرقعة البحرية شمال الخليج العربي، سواء في جولة التراخيص الخامسة عام 2018 وفي هذه الجولة الثنائية. أقول ذلك مستندا على حسابات وزارة النفط بتاريخ 25 نيسان 2018 والتي تشير ان كلفة انتاج البرميل، بضمنها ربحية الشركة، بلغت 49.83 دولار!!

ان ما يدعو للغرابة والتساؤل أنه تمت إحالة رقعة جبل سنام (في محافظة البصرة) بنسبة ربحية قدرها 30.9 بالمائة، في حين أن حسابات وزارة النفط بتاريخ 25 نيسان 2018، المشار إليها أعلاه، حددت نسبة الربحية بواقع 14بالمائة!!! فكيف تم ذلك وما تفسير هذا التباين الهائل ولصالح الشركة الصينية المتواضعة- جيوجيد. كالمعتاد انا أتساءل ولا أتهم.

قدمت شركة سينوبك الصينية عرضا للرقعة الاستكشافية علان في محافظة المثنى، ولم يتم قبول العرض لأنه أعلى مما قدرته وزارة النفط. لم توافق الشركة على تخفيض نسبة الربحية لما يتوافق مع ما حددته الوزارة، وترك الأمر. ربما تعيد الشركة حساباتها وتوافق لاحقا على ما طرحته الوزارة، كما حصل لأكثر من مرة في جولة التراخيص الأولى.

سادسا: تأهيل شركة كار العراقية/الكوردية

أجد من الضروري تسجيل الملاحظات التالية على هذه الشركة وما أحيل عليها:

  1. من الناحية الفنية والتقنية والخبرة العملية لا يرى العميدي ان هذه الشركة مؤهلة، فكيف تم ذلك. وأنا أتفق معه في هذا الخصوص.
  2. تقوم هذه الشركة بالإنتاج من قبة خورمالة/في حقل كركوك التي استولت عليها عائلة البرزاني، ولم تعترف الحكومة الاتحادية بهذا الاستيلاء غير الشرعي؛ فكيف تتجاهل وزارة النفط هذه الحقيقة ام أنها لا تعلم!!
  3. تتركز الحقول التي احيلت على هذه الشركة (ساسان وعلان) ورقعة الخليصية في محافظة نينوى. وهذا مدعاة للحذر الأمني والخطر الاستراتيجي المرتبط بما يروج له كمشروع “سهل نينوى” في توجهات الكيان الصهيوني. وفي هذا الخصوص أثيرت شبهات علاقة بين هذه الشركة وجهاز الموساد، وأحداث حصلت فعلا خلال حكومة الكاظمي. أرى ضرورة قيام وزارة النفط التأكد من الأجهزة الأمنية المختصة من هذا الأمر قبل توقيع العقود المتعلقة بنينوى.
  4. بما ان هذه الشركة عراقية، أجد من الضروري جدا حذف المواد المتعلق بالتحكيم الدولي من العقود التي ستوقع مع هذه الشركة؛ لان التحكيم بين الأطراف العراقية يجب، قانونيا، ان يتم امام الجهات العراقية المعنية. وفي حالة رفض شركة كار هذا الأمر، يتم الغاء إحالة حقول ديمه، سيسان وعلان ورقعة الخليصية على هذه الشركة.

سابعا: تقزيم الجهد الوطني وتقليص مرونة العراق في التعامل مع متطلبات “أوبك+”

جميع عقود جولات التراخيص الخامسة وهذه الجولة الثنائية واتفاقية توتال انرجيز وعقد شركة غاز الحلفاية تقود حتما من الناحية الفعلية إلى تقليص وتقزيم الجهد الوطني في تطوير الحقول النفطية؛ يترتب على ذلك ثلاثة اخطار استراتيجية اقتصاديا: الأول- تزايد الاعتماد على الشركات النفطية الأجنبية في انتاج النفط، الثاني- الكلفة الباهظة للغاية عند تطبيق شرط “استلم او ادفع” لجميع عقود المشاركة في الأرباح، الثالث- تقليص مرونة العراق في التعامل مع متطلبات “أوبك+” لتخفيض الإنتاج حفاضا على مستويات أسعار النفط.

ثامنا: كلمات افتتاح وختام الجولة الثنائية

كانت كلمات افتتاح الجولة لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط مليئة بما يؤشر على الرغبوية والوعودية والشعبوية لا يسع المجال لمناقشتها. ولكن ما ذكره وزير النفط عند ختام الجولة ووعده بإعادة عرض الحقول والرقع الاستكشافية بجولة جديدة قادمة وإضافة حقول ورقع أخرى جديدة؛ والحبل على الجرار!! وبتنازلات جديدة وتعديلات إضافية على النموذج الاقتصادي وزيادة نسبة الربحية، وكلها لصالح الشركات النفطية على حساب مصلحة العراق.. ليس فقط أن وزارة النفط لم تع الدرس فقط، بل إصرار غريب على ممارسات خاطئة مكلفة كارثية لا مبرر لها على الاطلاق، لماذا؟؟؟؟؟؟

ختاما، لا شك ان نوايا الأخ السوداني وحكومته مخلصة ووطنية وهادفة، ولكن النوايا شيء والممارسة العملية شيء اخر. فكثرة توقيع العقود، معظمها مع شركات هزيلة، لا يشكل إنجازا على الاطلاق. وان الانعدام المتزايد للشفافية وترسخ السرية المقيتة في القطاع النفطي تثير شكوكا كثيرة مشروعة.

مما تقدم أرى ان جميع عقود جولات التراخيص الخامسة اللعينة وهذه الجولة الثنائية واتفاقية توتال انرجيز وعقد شركة غاز الحلفاية وعقد حقل غاز عكاز مع الشركة الأوكرانية تحمل الاقتصاد العراقي أعباء مالية ثقيلة للغاية وبدون أي مبرر على الاطلاق.

وكبديل أرى ان على الحكومة التركيز على حسن تنفيذ عقود جولات التراخيص الأربعة الأولى، المعالجة الفعلية والسريعة لتطوير طاقة التصدير في المنافذ الجنوبية، المعالجة الجدية لمعضلة حرق الغاز المصاحب. هذ هي الأولويات الثلاثة التي يجب التركيز على إنجازها خلال فترة هذه الحكومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* استشارية التنمية والأبحاث/ النرويج

18 أيار/مايس 2024

**********************************************************************

الصفحة الثامنة

حفيده يكشف لـ «طريق الشعب» عن نظرياته ومؤلفاته وطروحاته.. عبد الصاحب المختار.. مساع لتحويل منزله إلى مركز ثقافي علمي

بغداد ـ طريق الشعب

تدرس وزارة الثقافة تحويل بيت العلاّمة الراحل عبد الصاحب المختار الى مركز ثقافي، يضم مقتنياته وكتبه ومخطوطاته اليدوية إلى دائرة المخطوطات، ودار الكتب والوثائق، حيث سيكون المركز الرئيس في بغداد، وله أفرع في عموم محافظات العراق.

ولم يتبق الكثير على إقامة أول جلسة تأبين لهذه الشخصية التي تركت إرثاً كبيراً ومهماً لا يعرف عنه الكثير من شباب اليوم، أي شيء. انه ارث يستحق تسليط الضوء عليه بما فيه من تفاصيل.

المختار هو رجل حقوقي ومستشار عمل بالدواوين الشعرية، ودرس العروض من منتصف الستينيات. ولديه العديد من النظريات التي قدمها الى العديد من الدول العربية، واعترف بنظرياته مجمع اللغة العربية في القاهرة، والعديد من دول العالم. كما قدم نظرياته إلى جامعة الدول العربية في تونس. وطبعت نظريته ووزعت عربيا ودوليا.

وللتعرف اكثر الى هذه الشخصية، اجرت “طريق الشعب” حواراً مع المؤرخ رياض زيد عبد الصاحب المختار، وهو حفيد العلامة الراحل الذي عاد بنا الى الذكرة قبل عقود، ليروي لنا أدق التفاصيل.

حياته ودراسته

ولد عبد الصاحب المختار في بغداد سنة 1923 ودخل مدرسة العونية ثم الثانوية المركزية في بغداد، ثم درس في كلية الحقوق وتخرج منها في العام 1947. وعيّن محققا عدليا وكاتبا للعدل في محافظة النجف الاشرف، ثم نقل الى مديرية الطاقة العامة كمدقق، ثم مدير طابو الديوانية، وبعدها عمل في بعقوبة كمدير للواء ديالى، وعمل ايضا في مديرية طابو بغداد الكرخ.

يقول رياض: إنّ “الراحل درس أنظمة السجل العقاري في جامعتي هاورد وبوستن، ثم عين مدونا قانونيا، ومستشارا في مجلس شورى الدولة وخبيرا في المجمع العلمي العراقي وخبيرا في وزارة الثقافة والاعلام، وكان مديرا لطابو بغداد لمدة 13 عاما، وأوفد بزمالة الى مصر لدراسة حقوق الإنسان في التشريعات القضائية، ومارس المحاماة أيضاً”.

ويضيف حفيده لـ”طريق الشعب”، ان المختار تدرج بالوظائف الحكومية حتى صار قاضياً ومستشارا في مجلس شورى الدولة، وخبيرا في المجمع العلمي العراقي ووزارة الاعلام والعديد من الوظائف الاخرى بضمنها مدير طابو بغداد، كان اخرها منصب مستشار مساعد في مجلس الشورى. كما درس التسجيل العقاري في الولايات المتحدة والادارة العامة لدى الجامعة الامريكية في واشنطن، ودرس في جامعتي بوسطن وهوارد سنة 1966.

ويشير إلى، أنّ “عبد الصاحب المختار كان يكتب الشعر أيضا، ولديه قصائد جميلة جمعها ونشرها في ديوان شعر، لكنه تفاجأ بعد نشر ديوانه الأول ـ الق الجوى ـ بانه قد واجه موجة نقد كبيرة، ووصفت اشعاره بانها خارجة عن اوزان الخليل بن احمد الفراهيدي مكتشف علم العروض”.

مؤلفات عديدة

ومن مؤلفاته: دواوين نغم الهوى، عبق اللمی وأصداء الحياة. وانصرف لمدة طويلة تزيد على 30 عاما إلى دراساته الادبية والعلمية في ميادين مختلفة اتخذها مصادر لنظريته (دائرة الوحدة) التي اعد منها (البنية اللغوية) و(البنية الرياضية) و (النسبية العددية) وذلك بالاستناد الى موازين الشعر، وقام المختار بسفرات علمية واعلامية حول نتاجاته ولاسيما (دائرة الوحدة في اوزان الشعر العربي) في مختلف البلدان العربية والأوربية والأمريكية.

انطلاقة المختار

ويذكر رياض، أن رحلة جده بدأت مع البنية الرياضية وقبلها دائرة الوحدة، حيث كانت دائرة الوحدة هي نواة انطلاقه في عالم البحوث والدراسات، حيث كان ينظم شعرا، وكانت تلك القصائد التي ينظمها من وجهة نظره او كما يراها عبد الصاحب المختار، قصائد من أعماق مشاعره او قلبه.

ويواصل حديثه قائلاً انه “تفاجأ بعد نشر تلك القصائد بانها خارجة عن اوزان الخليل، وهذا ما حدا به الى البحث والدراسة والتقصي، فراجع وقرأ وطالع وبحث وفهرس جميع كتب الأدب العربي ودواوين العرب قبل الاسلام في الجاهلية وفي صدر الاسلام، والشعراء في العصر الاموي والعباسي”، مبيناً انه لم يترك ديواناً إلا وطالعه، فضلا عن المؤلفات الأدبية المهمة للجاحظ وللمبرد وكتب العَروض والبلاغة مثل كتب الشنتريني وابن جني وابن عبد ربه الاندلسي والزمخشري”.

ابتكارات فريدة

وبحسب المتحدث فإن “دائرة الوحدة كانت تقرأ مع عقارب الساعة لتعطيك بحورا. وتقرأ عكس عقارب الساعة لتعطيك بحورا ايضا. هذا الموضوع اخذ منه سنينَ حتى توصل الى اليقين في ذلك. وشكلت لجنة لمراجعة هذه النظرية في العراق في سبعينات القرن الماضي واشادوا بها”.

وقال: إن “عبد الصاحب المختار أوفد الى دول كثيرة، للإعلان عن هذا البحث، وحصل على شهادات عديدة من علماء متخصصين في الدول التي زارها كالولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وسويسرا والقاهرة والسعودية والبحرين وقطر والكويت والامارات. وكان ضيفا بدعوة من الجمعية الثقافية الهولندية العراقية”.

كما اعلن في لاهاي عن اكتشاف للبنية، وهذه هي الجزء الاخر الذي جاء بعد “دائرة الوحدة”، التي تتمحور حول بحور شعر الخليل وبعض الاوزان المهملة، وهي تكملة للخليل ولا تعارضه، انما تسير معه بشكل متوازٍ.

ما هي البنية الرياضية؟

ويواصل المختار حديثه أنه انطلاقا من دائرة الوحدة أعدّ جده دراساتٍ وبحوثا علم الرياضيات والفيزياء والهندسة، واحد اهم بحوث المختار هو البنية الرياضية، فقد كشف فيه عن العلاقة بين أوزان الشعر والغناء والموسيقى واللغة والعدد والهندسة، من خلال كشفه لدائرة الوحدة (الدائرة الأم) التي تجمع كل بحور الشعر وأوزانه. ومن دائرة الوحدة توصل إلى اكتشاف الهيكلية العامة للبنية الرياضية.

ودرس المختار أيضا قوانين الزمان والمكان والبعد الرابع، وحساب الجاذبية والهندسة الفضائية. وكانت لديه مساع لتحديد مواقع الأحداث الفضائية من حيث الزمان والمكان، ومعرفة أبعادها عن طريق الأعداد، بل ومعرفة مساحاتها وأشكالها، وما يجري بين تلك الأعداد من نسب.

وبشكل مبسط، فإن البنية الرياضية عبارة عن منظومة تكشف سر الاعداد والمثلث العددي الذي يمثل مختلف المعلومات الكونية ونظرية المجموعات وقانون النسبية المطلقة للزمان والمكان ومقدار المسافات والمساحات والجاذبية وإشارات السلب والايجاب والإحداثيات المتجاذبة والقاصرة، وغيرها.

وطبقا للمختار، فان “البنية الرياضية هي اساس العلوم، وهي أمٌّ للكثير من المبادئ الرياضية والفلسفية والهندسية، وتدخل ضمن إطار الموسيقى والمنطق”. وقد حصل عبد الصاحب المختار من خلالها على براءات اختراع في العراق وخارجه.

واستغرق المختار أكثر من 30 عاما ليربط البنية الرياضية مع العلوم. وقد طبعها بمجلدين بأكثر من 1600 صفحة.

**************************************************************

شيوعيو الحي يكرمون رفاقهم القدامى

الحي – طريق الشعب

استمرارا لفعاليات الذكرى الـ90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، زار وفد من اللجنة الأساسية للحزب في قضاء الحي بالتنسيق مع اللجنة المحلية في واسط، عددا من الرفاق القدامى في القضاء، وذلك لتكريمهم في المناسبة.

الوفد الذي ضم الرفاق خليل عبد الحسين، جواد كاظم، بشار قفطان وهمام قباني، وزع على الرفاق القدامى شهادات تقدير، تثمينا لمسيراتهم النضالية في صفوف الحزب.

وشمل التكريم كلا من الرفاق يحيى باقر الحيدري، منعم الحاج جاسم، حميد جاسم، بلاسم قاسم وحسين عبد الله عفريت.

كذلك زار الوفد المربي والشاعر والأديب نزار محمد غالي، للاطمئنان على وضعه الصحي. 

*************************************************************

شيوعيو ديالى  يتفقدون رفاقهم المرضى

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، عددا من الرفاق المرضى وكبار السن في قضاء المقدادية، لغرض الاطمئنان على أوضاعهم الصحية.

وشملت الزيارات كلا من الرفاق البيولوجي عبد الله عباس محمد، مجيد محمد كاظم وخير الله علي عسكور. 

وتمنى الوفد للرفاق الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية، والعودة إلى نشاطهم المعهود.

وقد ضم الوفد كلا من الرفاق سكرتير المحلية صالح المصرفي وعضو لجنة الرقابة المركزية ثامر هاشم وعضوي المكتب الإعلامي في المحلية طاهر وسالم.

*****************************************************************

الشيوعيون يهنؤون رئيس اتحاد أدباء ديالى بمنصبه

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة أسامة القيسي، وذلك لتهنئته بمنصبه الجديد.

وقدم الوفد باقة ورد إلى القيسي. وتبادل معه الحديث حول تحضيرات الاتحاد لـ “مهرجان تامرا” الشعري السنوي الرابع، الذي سيقام قريبا في المحافظة.

****************************************************************

الصفحة التاسعة

تشواميني يغيب عن نهائي دوري الأبطال وافتتاح اليورو

باريس ـ وكالات

ضربة قوية تلقاها فريق ريال مدريد الإسباني، باقتراب لاعبه أوريليان تشواميني من الغياب عن نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بوروسيا دورتموند. تشواميني تعرض لإصابة في القدم خلال إياب نصف نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونخ في 30 أبريل الماضي، وكان من المتوقع عودته خلال فترة تتراوح من 3 إلى 4 أسابيع. صحيفة «ليكيب» الفرنسية كشفت عن أنباء صادمة لجماهير ريال، بأن عملية التعافي لتشواميني لا تسير بالشكل المطلوب حتى الآن، مما يجعله بعيدًا عن اللحاق بنهائي الأبطال. ولذلك فمن المتوقع أن يستبعده المدرب كارلو أنشيلوتي من حساباته، إلا إذا حدثت مفاجأة وتمكن من اللحاق بالمباراة المقامة يوم 1 يونيو المقبل على ملعب ويمبلي. ولن يتوقف الأمر عند ذلك، لأن ليكيب قالت إن تشواميني قد لا يشارك في المباراة الافتتاحية لفرنسا في يورو 2024 أمام النمسا يوم 17 يونيو المقبل.

ومن المقرر أن يبقى ضمن القائمة المستدعاة في البطولة، مع إمكانية استبعاده وجلب جوردان فيرتو لاعب وسط مارسيليا بدلًا منه، وذلك لو شعر المدرب ديدييه ديشان بأي مخاوف حول لياقة تشواميني في البطولة بأكملها.

****************************************************************

زاخو يعرقل الزوراء في دوري نجوم العراق

بغداد ـ طريق الشعب

تمكن فريق زاخو من عرقلة فريق نادي الزوراء، بعد تعادله معه بهدف لمثله في المباراة التي جرت في معقل النوارس بالعاصمة بغداد. فيما خطف فريق الطلبة لكرة القدم، امس السبت، ثلاث نقاط ثمينة من مضيفه فريق نفط ميسان بعد تحقيقه الفوز بنتيجة 1-0، ضمن مباريات الجولة 29 لدوري نجوم العراق.

المباراة التي جرت على ملعب ميسان الأولمبي، انتهى شوطها الأول بالتعادل السلبي من دون اهداف، وشهد طرد لاعب نفط ميسان علي لطيف بالدقيقة 27، بعد أن أشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء المباشرة بوجهه أثر تعمده اللعب الخطر ليكمل نفط ميسان المباراة بعشرة لاعبين.

وفي الشوط الثاني، سجل الطلبة هدفه عن طريق محمد جواد في الدقيقة 58، وبهذه النتيجة رفع الطلبة رصيده للنقطة 41 بالمركز الثامن، بينما تجمد رصيد نفط ميسان عند النقطة 37 بالمركز 11.

فاز الشرطة بهدفين مقابل هدف واحد على مستضيفه كربلاء، ضمن منافسات الجولة 29 لدوري نجوم العراق.

تقدم الشرطة بهدف مُبكر سجله اللاعب بسام شاكر بعد مرور 18 دقيقة، ثم أضاف زميله محمود المواس الهدف الثاني في الدقيقة 58، فيما قلصّ كريم بن عريف النتيجة لكربلاء في الدقيقة (90+1 من ركلة جزاء)، لكن لم يؤثر في نتيجة اللقاء.

الفوز رفع رصيد الشرطة، إلى النقطة (64) بفارق نقطتين عن القوة الجوية المتبقي له مباراتين.

تعادل أمانة بغداد (1-1) مع نظيره نفط البصرة خلال المباراة التي جمعتهما على ملعب المدينة الدولي.

وقصّ فريق أمانة بغداد التسجيل بهدف بعد مرور 24 دقيقة عن طريق لاعبه ميلاد فلاح، قبل أن يتعادل نفط البصرة سريعًا عن طريق أثير صالح بالدقيقة 33.

التعادل رفع رصيد أمانة بغداد إلى النقطة 19 في المركز 19 ـ قبل الأخير ـ بفارق 3 نقاط عن القاسم صاحب المركز 18.

وعلى الجانب الآخر، رفع التعادل رصيد نفط البصرة إلى النقطة 26 في المركز 17، بفارق نقطة عن الكرخ صاحب المركز 16.

وانتهت مباراة أربيل والحدود على ملعب دهوك ضمن منافسات الجولة ذاتها وحسمها التعادل السلبي. التعادل رفع رصيد أربيل إلى النقطة 28 بفارق نقطة عن كربلاء صاحب المركز 14.

بينما ارتفع رصيد الحدود إلى النقطة 39 في المركز الثامن بفارق الأهداف عن النفط صاحب المركز التاسع.

وتعادل الكرخ سلبيًا مع النفط، اليوم الجمعة، في افتتاح منافسات الجولة.

التعادل رفع رصيد الكرخ للنقطة 27 في المركز 16 بجدول الترتيب بفارق الأهداف عن أربيل صاحب المركز (15)، ونقطتين عن نفط البصرة صاحب المركز (17).

على الجانب الآخر رفع النفط رصيده بهذا التعادل للنقطة 39 في المركز الثامن بفارق نقطة عن الحدود صاحب المركز التاسع.

*********************************************************************

بطولة العرب.. رماة العراق يرفعون رصيدهم خمسة أوسمة

بغداد ـ طريق الشعب

واصل لاعبو منتخب العراق للرماية حصدهم للأوسمة الملونة خلال منافسات البطولة العربية السابعة عشرة التي تقام حالياً في مدينة بني خلاد التونسية.

حيث حقق اللاعب علي مالك وزميلته فاطمة عباس وهيب الوسامَ النحاسي ضمن فئة المختلط (مكس) لفعالية المسدس الهوائي 10 أمتار، وجاء هذا الإنجاز بعد أن خاضا منافسات السباق العام.

كما حقق الرماة مصطفى فرات ومهدي رائد ويعقوب محمد الوسامَ الفضي الأول للعراق في فئة الناشئين بفعالية المسدس الهوائي 10 أمتار، حيث جمعوا 1618 من النقاط، وبهذا الوسام رفع المنتخب العراقي رصيده إلى خمسة أوسمة ملونة من منافسات البطولة، بواقع وسام فضي وأربعة نحاسية.

*******************************************************************

اليوم.. زفيريف وغاري في نهائي إيطاليا للتنس

روماـ وكالات

يهدف الألماني ألكسندر زفيريف للتتويج بلقبه الثاني في بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس، بعدما حجز مقعده في المباراة النهائية.

وسيواجه زفيريف، الفائز باللقب في 2017، التشيلي نيكولاس غاري، اليوم الأحد. وتغلب زفيريف في الدور قبل النهائي على التشيلي أليخاندرو تابيلو، الذي أقصى الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

وقلب زفيريف تأخره في المجموعة الأولى إلى فوز (1-6)، و(7-6)، و(6-2). وقال زفيريف في تصريحات للموقع الرسمي للرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين: «كنت صامدا في المجموعة الثانية، ورفعت طاقتي». وأضاف «في الحقيقة، كنت فقط أصبر وأنتظر، وكان الصبر مفيدا إلى حد ما». وأفسد التشيلي جاري عيد ميلاد تومي بول، بعد ما تغلب عليه (6-3)، و(6-7)، و(6-3). وقال عقب وصوله للمباراة النهائية الأولى في إحدى بطولات الأساتذة: «سعيد بالطريقة التي عدت بها في النتيجة، وبأسلوب اللعب الهجومي في المجموعة الثالثة».

وأضاف «إنهاء المباراة لم يكن سهلا، لكنني عبرتها وهذا شعور مذهل».

*******************************************************************

إرث غوارديولا يهدد أحلام أرسنال

لندن ـ وكالات

يستعد مانشستر سيتي لخوض مباراته الأخيرة في بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم «بريميرليغ» هذا الموسم 2023-24؛ حيث يمني النادي المُلقب بـ«السيتيزنس» نفسه لحصد رابع ألقابه على التوالي في المسابقة المحلية.

ويحتل مان سيتي صدارة الترتيب، برصيد 88 نقطة من 37 مباراة (27 فوزًا، 7 تعادلات، 3 خسائر)، مُتقدمًا بنقطتين على أرسنال الثاني.

ويعني ذلك أن السيتي يحتاج إلى تحقيق الفوز في مباراته الأخيرة بالبطولة، أمام ضيفه وست هام يونايتد، كي يضمن التتويج بلقب البريميرليغ هذا الموسم 2023-24.

ويعول مانشستر سيتي على مدربه الإسباني بيب غوارديولا، الذي يمتلك تاريخًا مميزًا أمام وست هام؛ حيث خاض أمامه 17 مباراة سابقة؛ بواقع 15 مباراة في البريميرليغ، ومباراة واحدة في بطولتَي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة، مُحققًا 14 فوزًا، مقابل تعادلين وخسارة.

وتشمل هذه المباريات سلسلة من 9 انتصارات متتالية. وقد جاءت الخسارة الوحيدة في بطولة كأس الرابطة؛ أي إن وست هام لم يحقق أي فوز على «مانشستر سيتي بيب غوارديولا» بالبريميرليغ.

وخلال هذه المباريات الـ 17، سجّل مانشستر سيتي 48 هدفًا، بمعدل يقترب من الـ 3 أهداف في المباراة الواحدة، فيما اهتزت شباك الفريق 14 مرة فقط.

وبالنظر إلى مباراة الفريقين في ذهاب الدوري الإنكليزي هذا الموسم، نجد أن السيتي حقق الفوز بنتيجة 3-1. وقد تناوب على تسجيل ثلاثية السيتي كل من جيريمي دوكو وبرناردو سيلفا وإيرلينغ هالاند، فيما أحرز جيمس وارد براوس هدف المطارق الوحيد.

وبالإضافة إلى ضمانه التتويج باللقب في حالة الفوز على وست هام، يمكن لمانشستر سيتي أن يحصد اللقب المحلي، في حال تعرضه لخسارة ستكون مفاجئة أمام الفريق اللندني.

ويتعلق الأمر بخوض أرسنال مباراة في نفس التوقيت أمام إيفرتون. وفي حالة عدم فوز «الغانرز» على التوفيز، سيُتوج السيتي باللقب رسميًّا، بغض النظر عن نتيجة مباراته ضد وست هام.

ويأمل مانشستر سيتي أن يكون أول فريق يُتوج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز «بريميرليغ» في 4 مواسم متتالية. ويدرك مشجعو السيتي جيدًا أن وصول بيب غوارديولا إلى تدريب الفريق عام 2016، كان نقطة البداية لمسيرة استثنائية في تاريخ النادي.

وقاد غوارديولا «السيتيزنس» للتتويج بكل الألقاب الممكنة، مع فرض الفريق ما يمكن وصفه بـ»الهيمنة المحلية» على لقب البريميرليغ.

ومنذ وصول غوارديولا إلى قلعة «الاتحاد»، لم يخسر السيتي سوى لقبين فقط في الدوري الإنجليزي (2016-17، 2019-20)، كما فاز الفريق بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس السوبر الأوروبي.

*************************************************************

وقفة رياضية.. البرامج الرياضية.. ودورها في نشر الوعي وليس التشويه

منعم جابر

البرامج الإعلامية تساهم في نشر الثقافة والوعي ومنها البرامج الرياضية التي تساهم في نشر الوعي والثقافة الرياضية وخاصة تلك البرامج الهادفة والواعية. لكننا نشهد بعض البرامج التي تساهم في تشويه وتخريب الوعي الرياضي عندما تمارس أدوارا تخريبية ومتخلفة تجاه المجتمع أو الجزء الكبير والمهم منه. وهذا ما وجدته في أحد البرامج الرياضية الذي التقى مقدمه إحدى فتيات المجتمع العراقي في إحدى منافسات مباريات نجوم الدوري وسألها عن حضورها في المباراة وتشجيعها وبحماس عال أحد فرق الدوري، حيث قال لها وذكرّها: بأن مكانها الطبيعي هو المطبخ وليس الملعب! وهنا انتفضت السيدة وقالت له: بناتنا لهن صولات وجولات في الملاعب والساحات ممارسات ولاعبات ونجمات ومشجعات في الألعاب الرياضية ومنذ مطلع خمسينيات القرن الماضي حيث حققت الفتاة أحسن النتائج الرياضية وأفضل البطولات على مستوى المدارس والجامعات محلياً وعربياً وحتى عالمياً. وهنا اذّكر الزميل مقدم البرنامج بأن بطلاتنا وفي كل الألعاب والمستويات كان لهن أدوار بارزة ومتميزة خلال العقود الماضية رغم محاولات خلق الظروف والمبررات التي تعيق عملهن الرياضي وتصعب مهماتهن. وقد احتضنت الساحة الرياضية نجمات وبطلات سجلن أسماءهن بأحرف من ذهب أمثال سلمى الجبوري ودينا سعدون وإيمان صبيح وإيمان عبد الامير وماجدة المعمار ونضال عبد الرحمن وتونس مكي وانا وايداكوركجيان وباسمة بهنام وإيمان نوري وثريا نجم والعشرات غيرهن.

وكانت أندية شهيرة احتضت الألعاب النسوية من البصرة وحتى زاخو وقدمت بطلات مرموقات يشار اليهن بالبنان ومنهن من حصلن على مستويات علمية وأكاديمية عالية. فهل يصح أيها الزميل العزيز أن تطالبهن (بالوجود الطبيعي في المطبخ)؟ إننا اليوم وفي الإعلام بكل تنوعاته مطالبون بدعم ابنتنا وسيدتنا واختنا المرأة وان تساهم في بناء الوطن وتشييد بنيان المجتمع الذي تشكل المرأة أكثر من نصفه. فالعالم بكل مكوناته ومجتمعاته يهتم بالرياضة النسوية إلا القلة النادرة غير المهتمة بتطوير المرأة وتقدمها ومشاركاتها وممارستها لكل الأدوار في السياسة والاقتصاد وعلوم المجتمع والرياضة والألعاب والفن بكل تنوعاته واشكاله. وكانت البداية في الرياضة المدرسية والتي تجاوز عمرها المائة عام ثم انتقلت إلى الأندية الرياضية وجامعة بغداد، ومن أهم الأندية التي مارست المرأة نشاطها الرياضي مبكراً النادي الأرمني (الهومتمن) والنادي الآشوري والجمعية الأرمنية وبعدها ظهرت النشاطات النسوية في أندية الكرح والأعظمية والكاظمية والأمانة والسليمانية والبصرة وبابل، وكانت لمراكز الشباب في كل العراق ممارستها ودورها. وفي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي التحقت نخبة من بناتنا من بغداد وبقية المحافظات بكلية التربية الرياضية للبنات في جامعة بغداد. وقد شكلت هذه المؤسسات الأكاديمية قوة إضافية ودعماً لممارسة المرأة نشاطها الرياضي وفعالياتها. وبهذا شكلت أولى بوادر المنتخبات العراقية للبنات وبمختلف الألعاب. وكان لممارسة الفتاة العراقية تدريباتها المنظمة وأقيمت لها البطولات والسباقات ولمختلف الألعاب وهذا ما ساهم في دخولهن في المسابقات والمنافسات الدولية.

أحبتي في بعض وسائل الاعلام الرياضي ممن تعتقدون أن مكان المرأة هو المطبخ أنتم واهمون ومقصرون، فالمرأة العراقية سبقت الكثير من نساء المنطقة والعالم في ممارسة الرياضة والألعاب والمنافسات الرياضية فعليكم أن تصححوا معلوماتكم وأن تدافعوا عن العراقية الباسلة التي ضحت بالكثير وقدمت الأكثر في مختلف المجالات ومنها الرياضة والفن والإبداع في العلوم والمعارف والأدب والشعر. وعلى البعض من مقدمي البرامج الرياضية أن يصححوا معلوماتهم وأن يعرفوا الحقيقة بأن مكان المرأة هو الميدان الإبداعي ومجالاتها الإنجاز والتفوق والنجاح، وعلى البعض من الإعلاميين أن يشهدوا على ذلك وأن يقدموا الحقيقة والنماذج الحية.

إن محاولات البعض تشويه الحقيقة الساطعة بأن مكان المرأة هو المطبخ، وللعلم بأنها سيدة كريمة تساهم في بناء الرياضة العراقية وتحقق الإنجازات إذا فُتح المجال لها وأن على الإعلام أن يدفع بالرياضيات البارزات والمتألقات للتقدم والنجاح، وأن هذه الأساليب الرخيصة في إحباط بناتنا الرياضيات سيكون مصيرها الفشل الكامل وأن البرامج الرياضية الناجحة هي وحدها ستبقى سنداً صريحاً وواضحاً لبطلات الرياضية ونجماتها.. ولنا عودة.

*******************************************************************************

الصفحة العاشرة

الدولة العلمانية ليست ضد الدين

صفية أنطون سعادة 

مفهوم الدولة العلمانية

لا أدري لماذا يصرّ بعض الكتّاب العرب على اعتبار «العلمانية» مناقضة للدين، كما يعيّرها عدد من رجال الدين بأنها تدعو إلى «الإلحاد»، بينما الحقيقة أن الدولة العلمانية لا تتناول القضايا الدينية الروحية لا من قريب ولا من بعيد. وهدفها الأساس عدم تدخل الدولة في المسائل الدينية وإشكالياتها وترك ذلك للشأن الخاص، لأن هذه الدولة تتخذ قراراتها السياسية والاجتماعية بناءً على العلم والمعرفة كما يقدمها الاختصاصيون في المجالات كافة. وقد ينتمي هؤلاء الاختصاصيون إلى ديانات وأعراق مختلفة، لكنّ ذلك لا يهم البتة لأن المعيار هو المعرفة العلمية، لا الانتماء الديني أو المذهبي. وعلى الذين يرفضون الدولة العلمانية التبصر في الأمر لأنهم في الحقيقة يرفضون أن تكون العلوم هي معيار التقدم، بينما نرى أن تقدم الأمم في العالم الحديث لا يحصل إلا عبر العلوم الوضعية.

إن إلصاق تهم لا تمت إلى الدولة العلمانية بأي صلة، كوسمها بأنها «متوحشة» و«فاشية» كما يصفها مازن النجار في مقالته «عنف الاستيطان: من التأسيس إلى الإبادة» («الأخبار»، 17 نيسان 2024)، سيؤدي إلى خسارتنا وتشرذمنا، لأن مبدأ الاستيطان الصهيوني لا علاقة له لا بالعلمانية ولا بالدين، بل بنظرة عنصرية استعلائية إلغائية اتسمت بها الحضارة الغربية منذ بداياتها في طوريها الديني (الكنيسة الكاثوليكية) وغير الديني، والصهيونية هي ابنة هذا الجانب من الحضارة الغربية. فالدولة العلمانية هي الدولة التي تمارس الحياد التام، وعدم الانحياز تجاه معتقدات مواطنيها، وتمتنع حكوماتها عن فرض أي ممارسات دينية، أو دعم دين في مواجهة آخر، وترى أن هذا الموضوع ليس من صلاحياتها. العلمانية تَوجّه تطبقه الدولة لكنه ليس سلطة أو نظاماً، فالدولة العلمانية قد يكون نظامها ديكتاتورياً أو أوليغارشياً أو ديموقراطياً، وحين تحولت الهند والصين واليابان إلى دول علمانية لم يقل أحد أن سكانها تخلوا عن البوذية أو الهندوسية.

الميزة الأهم للدولة العلمانية هي انتقال مجتمعها من التقويم على أساس النسب الديني أو العرقي أو الجندري، إلى التقويم على أساس المعرفة والكفاءة، وطالما يرفض مجتمع ما هذا الانتقال فإنه سيظل في حالته المتخلفة لأن تقدم المجتمع يرتكز على الكفاءة في إدارة مؤسسات الدولة لا على النسب. لذلك، يكافأ الفرد بناء على مهاراته المعرفية، وبالتالي، تُبنى التراتبية الحديثة على أساس مؤهلات الفرد العلمية لا الوراثية، ما يؤدي إلى الابداع والابتكار وخلق إنجازات معرفية هائلة.

أسس الدولة العلمانية

من أهم أسس الدولة العلمانية الانفتاح على التطور على صعيد المعرفة في مضمار التكنولوجيا، والعمران البشري والاكتشافات العلمية، والاعتماد على المنطق والبرهان لا على ما قاله الأولون. فالعقل السلفي الذي يرفض التطوير والتغيير في بلده، يقع في الازدواجية والتناقض حين يلجأ إلى استهلاك كل المنتجات التي تقدمها الدول العلمانية الحديثة! والعقلية التقليدية التي تتمترس خلف حقائق تراها مطلقة ولا تريد التنازل عنها، ترفض الاعتراف بالحقائق العلمية لأنها تراها حقائق نسبية، بينما الإيجابية هي في نسبيتها بالذات لأنه من الممكن تغييرها حالما تظهر حقائق علمية جديدة يستطيع المجتمع الاستفادة منها. إذ تسعى العلوم، بشكل عام، إلى نشر المعرفة، وتبنيها، ونقضها، ومناقشتها، والاختلاف معها، ثم الوصول إلى حقائق جديدة.

الدولة العلمانية تعطي الأولوية في القرار والتنفيذ للمنهج العلمي وللبراهين الحسية وللقواعد العلمية، والبناء على التجربة والخبرة، وتقع مسؤولية بناء المعرفة على الفرد وعلى المجتمع المنوط به اتخاذ القرارات، أي إن المواطن/ة هو عنصر فاعل ومشارك في تحديد مصير وطنه، ولا يتكئ على نخبة خارج إرادته، تقرر نيابة عنه. وبما أن هدف الدولة العلمانية إرساء ودعم القواعد العلمية الآيلة إلى تحسين حياة مواطنيها المادية، فإنها تعمد إلى التشديد على بناء مدارس عالية الجودة كي يستطيع المواطن القيام بواجباته تجاه وطنه، كما تلعب المدارس دور الموجه في الأخلاق العامة كي يتفاعل المواطن مع مجموع المواطنين الآخرين، فيشعر بهم ويحترمهم تماماً كما يحترم نفسه. وهذه الغيرية هي التي تجعله يضحّي بنفسه في سبيل خير المجموع حتى لو اختلف عنهم دينياً أو عرقياً. ومن أجل هذه الغاية أُنشئت المدارس الوطنية المجانية والإلزامية في البلدان المتقدمة، لأن الأمية والجهل يقودان إلى تراجع المجتمعات على الأصعدة كافة. والغريب في أمر البلدان العربية أن جودة التعليم لا تصبّ في تطور مجتمعاتها لأنها ترفض المبدأ العلماني، أي إحلال المعرفة العلمية للفرد بدلاً من نسبه حين تبوئه للسلطة، فيذهب علمهم هباء.

إضافة إلى ذلك، تؤمّن الدولة العلمانية حقوقاً للمواطن لا تعطيها أنماطاً دولتية أخرى، ومنها حرية المواطن في اختيار دينه ومستوى معرفته وكفاءته، ويتلاءم هذا الموقف مع مبدأ المساواة الديموقراطي. فلولا حياد الدولة تجاه العرق والدين والجندرة (رجل/امرأة)، لا مجال لتحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين والمواطنات. وهذا المبدأ جوهري، لأنه يؤدي إلى اندماج أفراد المجتمع، واعتبار أنفسهم سواسية أمام القانون، لا غلبة لواحدهم بسبب دينه أو إثنيته أو نسبه.

في المحصّلة، أظهرت التجربة أن الدولة التي ارتكزت على العلم والمعرفة العلميين تفوقت على الدول التي اتبعت أنماطاً أخرى، ولذلك تبنت غالبية دول العالم هذا المسار في الغرب كما في الشرق الأقصى، وحان الوقت للدول العربية أن تتوقف عن اتهام النموذج العلماني زوراً بأنه ضد الدين وأنه يحرض على الكفر والإلحاد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأخبار” اللبنانية – 22 نيسان 2024

**************************************************************

جيسون هكيل*: الرأسمالية هي المصدر الأكبر للعنف

ترجمة: مصباح كمال

ما تكشفه اللحظة الحالية، مرة أخرى، هو أن العدوان الغربي خلال “الحرب الباردة” لم يكن يهدف قط إلى تدمير الاشتراكية في حد ذاتها.  لقد كان الأمر يتعلق بتدمير الحركات والحكومات في الأطراف التي سعت إلى السيادة الاقتصادية. لماذا؟ لأن السيادة الاقتصادية في دول الأطراف تهدد تراكم رأس المال في دول المركز.

ويظل هذا هو الهدف الأساسي للعدوان الغربي اليوم. وهو المصدر الأكبر للعنف والحرب وعدم الاستقرار في النظام العالمي.

إن السبب وراء ملاحقة القوى الغربية للحركات الاشتراكية في جميع أنحاء الجنوب العالمي خلال “الحرب الباردة” (كوبا والصين وإحراق فيتنام وكوريا الشمالية، وما إلى ذلك) هو أنها عرفت أن الاشتراكية ستمكن الجنوب من استعادة السيطرة على قدراته الإنتاجية - عمالتهم ومواردهم ومصانعهم - وتنظيمها حول الاحتياجات المحلية والتنمية الوطنية.

عندما يحدث هذا – عندما يبدأ الناس في الجنوب العالمي في الإنتاج والاستهلاك لأنفسهم – فهذا يعني أن هذه الموارد لم تعد متاحة بتكلفة رخيصة لخدمة الاستهلاك والتراكم في المركز، وبالتالي تعطيل الترتيبات الإمبريالية التي اعتمدت عليها الرأسمالية الغربية دائما (العمالة الرخيصة، والموارد الرخيصة، والسيطرة على القدرات الإنتاجية، والأسواق المفتوحة). ولنتذكر أن ما يقرب من 50 في المائة من إجمالي استهلاك المواد في المركز يمثل صافي استيلاء الجنوب العالمي. وهذا ما يحاولون الدفاع عنه.

لكن لم تكن الحكومات الاشتراكية وحدها هي التي سعت إلى تحقيق السيادة الاقتصادية. بعد إنهاء الاستعمار السياسي، سعت مجموعة واسعة من الحركات والدول في جميع أنحاء الجنوب أيضا إلى التحرر الاقتصادي والتنمية الصناعية السيادية. وهاجمتهم القوى الغربية بنفس القدر من الوحشية (إندونيسيا، البرازيل، غواتيمالا، جمهورية الكونغو الديمقراطية.(

هذا هو السبب الرئيسي وراء دعم القوى الغربية لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ولهذا السبب تدعم النظام الإسرائيلي اليوم... باعتبارها مواقع كولونيالية استيطانية غربية يمكن استخدامها لمهاجمة وزعزعة استقرار الحركات الإقليمية التي تسعى إلى الاشتراكية أو أي شكل من أشكال السيادة الاقتصادية الحقيقية، سواء في أنغولا أو موزمبيق أو زيمبابوي أو أي من الحركات القومية أو الاشتراكية العربية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وكانت إيران دائماً محورية في هذه القصة. فقد دبرت الدول الغربية انقلابا ضد رئيس الوزراء الذي يتمتع بشعبية كبيرة محمد مصدق في عام 1953. كان قوميا يساريا، وليس اشتراكيا. لكنه أراد أن تسيطر إيران على مواردها الخاصة (وخاصة النفط)، وكان هذا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا. وتم استبدال مصدق بديكتاتورية وحشية مدعومة من الغرب. والثورة التي أطاحت أخيرا بالدكتاتورية في عام 1979 - وشكلت الحكومة الحالية - لم تكن حتى ذات ميول يسارية، ناهيك عن الاشتراكية. لكنهم [دول الأطراف] يريدون تقرير المصير الاقتصادي الوطني، وهذا خطيئة كافية. إنهم هدف للأسباب ذاتها التي كانت وراء استهداف العراق وليبيا.

الشيء نفسه ينطبق على الصين. إن الطريق الذي تسلكه الصين نحو التصنيع السيادي ــ سواء كان اشتراكيا أم لا ــ يعني أنها لم تعد مصدرا سهلا للعمالة الرخيصة لرأس المال الغربي. ومع ارتفاع أسعار العرض، ترتفع أيضا أصوات الدول ووسائل الإعلام الغربية.

إذن هذا هو الوضع الذي نعيشه الآن. فالطبقات الحاكمة الغربية تدعم العنف الفاحش والإبادة الجماعية المعقولة ظاهريا في غزة، في مواجهة الإدانة الدولية الساحقة، وذلك لأنها لابد وأن تعمل على دعم مواقعها الإقليمية بأي ثمن تقريباً.

إن الغالبية العظمى من العالم تؤيد التحرير الفلسطيني، ولكن التحرير الفلسطيني من شأنه أن يقيد القوة الإسرائيلية ويفتح الطريق أمام حركات التحرير الإقليمية، وهذا يتناقض بشدة مع مصالح رأس المال الغربي.  وهم الآن يثيرون الحرب مع إيران، ويخاطرون بإشعال حريق إقليمي، بينما يطوقون في الوقت نفسه الصين بقواعد عسكرية، ويشددون العقوبات على كوبا، ويحاولون احتواء الحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية، ويهددون بغزو دول الساحل [الأفريقية].

إنه أمر لا يطاق ولا يمكن أن يستمر. إن العنف الذي يرتكبونه، وعدم الاستقرار، والحروب المستمرة ضد موكب تاريخي طويل من الشعوب والحركات في الجنوب العالمي التي تتوق إلى الحرية وتقرير المصير... العالم كله ينجرف إلى هذا الكابوس المرعب. إنهم على استعداد لإلحاق قدر هائل من المعاناة والبؤس بمئات الملايين من البشر من أجل الحفاظ على الديناميكيات الحالية لتراكم رأس المال.

ولن ننعم بالسلام حتى يتم التغلب على هذا الترتيب وتحقيق التحولات ما بعد الرأسمالية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الدكتور جيسون هكيل هو عالم أنثروبولوجيا ومؤلف وزميل الجمعية الملكية للفنون [البريطانية]. قام بالتدريس في كلية لندن للاقتصاد، وجامعة فرجينيا، وغولدسميث، جامعة لندن، حيث يدير دراسات درجة الماجستير في الأنثروبولوجيا والسياسة الثقافية. وهو عضو في فريق عمل حزب العمال المعني بالتنمية الدولية، ويعمل كمدير للسياسات في /مجموعة القواعد /The Rules collective، وهو عضو في المجلس التنفيذي للأكاديميين ضد الفقر Executive Board of Academics Stand Against Poverty (ASAP)  وانضم مؤخرا إلى المجلس الاستشاري التحريري الدولي لمجلة العالم الثالث الفصلية Third World Quarterly

المقال مترجم عن مجلة “مونثلي ريفيو” – 24 نيسان 2024

*****************************************************************

الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق واشكالياته الكبرى.. مفهوم الريع

د. صالح ياسر

اعتبر إبن خلدون في مقدمته (عبد الرحمن ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، دار القلم، بيروت، 1986) الريع بمثابة “كسب” وميّزه عن “الرزق” الذي يتطلب جهدا. حيث يقول في الباب الخامس وفي الصفحة 380:” ان الكسب هو قيمة الاعمال البشرية.. ثم أعلم أن الكسب هو بالسعي نحو الاقتناء والقصد الى التحصيل أما الرزق فلا بدّ له من سعي وعمل ولولا العمل لم تحصل قيمتها وان الكسب الذي يستفيده البشر إنما هو قيم أعمالهم “. ويقول في الفصل الرابع “ إن ابتغاء الاموال من الدفائن والكنوز ليس بمعاش طبيعي. وهكذا فرّق بين “الكسب” و “الرزق” .

والريع ( (Rent اصطلاحا هو دخل مضمون لمدة طويلة من الزمن.

وكمفهوم اقتصادي عام يعني الريع إيرادا دون سعي أو عمل. اما بالمفهوم الاقتصادي الكلاسيكي فإن الريع هو التصريف الاقتصادي لحق او لاحتكار الملكية او استثمار مورد اقتصادي معين. وبما ان الثروة هي نتاج اجتماعي فإن حجبها عن المجتمع بستار حقوقي من الملكية الخاصة يمكّن مالكها من التحكم بتصريفها اقتصاديا، فلا تعود لأداء وظيفتها الاجتماعية إلا بعد اداء جزية او أتاوة Royalty معينة يتحملها المستثمر بشكل مباشر، والمجتمع في نهاية المطاف تجاه المالك أو “واضع اليد عليها”.

وفي النظرية الاقتصادية، الريع هو الدخل المتأتي عن عامل طبيعي بسبب الخصائص الفنية لهذا العامل. ويعرفه بعضهم بأنه: كل دخل دوري غير ناتج عن العمل، أو الدفعات المنتظمة المتأتية عن الملكية العقارية. والريع بمفهومه الواسع ينصرف الى كافة اشكال الدخول الراجعة الى هبات الطبيعة، كالمناجم والمعادن والنفط.

وفي ضوء ذلك يمكن القول ان الريع مفهوم متعدد الجوانب وتطور عبر الزمن ولكنه بقي محافظاً على جوهره مع تعدد أشكال ظهوره بأنه الدخل غير الناتج من العمل.

وباعتباره مقولة اقتصادية – اجتماعية، فإن الريع هو الشكل الذي يتخذه المنتوج الفائض والذي تتجسد فيه العلاقة بين طبقة المالكين من جهة، وبين طبقة المستثمرين والعاملين من جهة، وبين طبقة المستثمرين والعاملين والمجتمع، من جهة اخرى. 

ورغم ان الريع ظاهرة عامة تعرفها جميع الاقتصادات، بهذه الدرجة او تلك، إلا ان الخلاف بينها ينحصر اساسا في مدى الاهمية النسبية التي يمثلها الريع بالمقارنة مع بقية مصادر الدخل الاخرى (1). فمثلا ظاهرة الريع لا تمثل عادة في الاقتصادات الحديثة سوى نسبة ضئيلة من الناتج القومي، فضلا عن أنها كثيرا ما تكون مؤقتة، وهذا عكس الحال بالنسبة الى الدول النفطية.

من جانبه، يرى ماركس الريع فى علاقته المباشرة بالملكية الخاصة للتربة من خلال احتكار طبقة اجتماعية معينة للأرض، ويعرّف الريع بأنه ذلك الجزء من فائض القيمة الذى يحصل عليه مالك الأرض، ولكنه دخل غير مكتسب، فمالك الأرض لا يسهم في عملية العمل الاجتماعى ولا يبيع قوة عمله، وهو يحصل على الريع بوصفه “المالك القانونى للأرض” التى تستخدم فى إطار الإنتاج الرأسمالى استخداما ينتج عنه فائض قيمة.

ونظرا لعدم شمول علاقة الريع بمفهومها الكلاسيكي لجميع الظواهر التي تحدد العلاقة الاساسية السائدة في مجتمعات البلدان النامية نتيجة لتعايش انماط وعلاقات انتاجية عديدة، والدور الخاص الذي تلعبه الدولة، فقد اضاف بعض الاقتصاديين الى مقولة الريع التقليدية صفة “المركزي” لتميزها عن الريع الاقطاعي التقليدي (2). ان صفة “المركزي” هنا تشير الى دور ووظيفة ومكانة الدولة وجهاز الادارة العامة، وبشكل عام، العلاقات السياسية، في الحياة الاقتصادية، وفي طابع الريع، كعلاقة اساسية في هذه المجتمعات، بطابع خاص متميز.

وتشمل مقولة “الريع المركزي” جميع المداخيل الطفيلية غير الناجمة عن نشاط انتاجي، وهي:

  1. القسم الاعظم من المداخيل الحكومية في الدول التي تعتمد بشكل اساسي على تصدير سلع لا تتحد اسعارها بفعل عمل قانون القيمة على نطاق الاقتصاد الوطني، وانما تتحدد بفعل عمل قانون القيمة على المستوى العالمي. والفرق بين قيمة السلع على المستوى العالمي وقيمتها على المستوى الوطني يشكل ريعاً. غير ان هذا الريع لا يظهر إلا في شروط محددة. فمثلا بعد سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ونتيجة تحولات شهدتها النسق الرأسمالي العالمي بـ “مراكزه” و”اطرافه” انفصل الريع الى حد كبير عن الربح الرأسمالي لينتقل الى ملكية الدول المصدرة للمواد الاولية والخامات وفي مقدمتها النفط. غير ان من المفيد الاشارة هنا ان انفصال الريع عن الربح الرأسمالي قد لا يتعدى التمايز الحقوقي الشكلي، بينما يبقى من الناحية الاقتصادية الفعلية ملتصقاً بالربح الرأسمالي ومندمجاً به وخاضعاً لآلياته على النطاق العالمي.
  2. الاموال التي تحصل عليها بعض الدول الفقيرة من الدول الغنية تحت مسميات مختلفة مثل القروض والاعانات والمساعدات والهبات وغيرها.
  3. القسم الاكبر من ارباح المقاولات التي ينفذها رأس المال الاجنبي والمحلي وذلك لأن هذه المقاولات لا تعقد وفق قوانين السوق والمنافسة وإنما على أساس “التواطؤ الرضائي” مع الجهاز الاداري – السياسي. ولهذا لا يمكن اعتبار “الأرباح” التي تحققها ارباحاً رأسمالية، وانما ريوع مشتركة يتقاسمها رأس المال مع اجهزة السلطة الشريكة له في اكثر الاحوال.
  4. المداخيل الضخمة المتحصلة للرأسمالية والوسطاء وغيرهم من المتعاملين بالمضاربات سواء في القطاعات العقارية او النقدية – المالية كالذهب والعملات الاجنبية والأسهم وغيرها من اشكال الثروة غير المنتجة.
  5. من الاشكال السابقة جميعها يتولد نوع آخر من “الريع المركزي” هو “التصريف الاقتصادي لاحتكار حق اتخاذ القرار” وهو ما تحصل علية الفئات القائمة على التسيير الاداري للمصالح التي تولد وتخدم اشكال “الريع المركزي” المشار إليها سابقاً وتؤمن تجديد انتاجها المستمر والموسع.

من الناحية المنهجية نحتاج للتمييز بين مفهوم “الدولة الريعية” ومفهوم “الاقتصاد الريعي”. وهو ما سنعالجه في موضوع لاحق.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

(1) لمزيد من التفاصيل قارن: حازم الببلاوي، الدولة الريعية في الوطن العربي، في: الامة والدولة والاندماج في الوطن العربي، ج 1 (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1989)، ص 279 – 280.

(2) انظر على سبيل المثال: د.عارف دليلة، بحث في الاقتصاد السياسي للتخلف والتقدم والنظام الاقتصادي العالمي (بيروت: دار الطليعة، 1982)، ص 120 ولاحقا.

******************************************************************

الصفحة الحادية عشر

قاسم عبد الأمير عجام.. شهيد حدائق الدم

الأمير المضيء والقاسم المشترك بين جميع أصدقائه ومحبيه والمعجبين به، يقسمون انه انسان نادر في خلقه، نادر في لطفه، ونادر كذلك في نقده ومعرفته وعطائه الفذ ومواقفه التقدمية الحية.

قاسم عبد الأمير عجام.. اسم كبير في الثقافة الوطنية العراقية، وقد حفر هذا الاسم حضوره الأخضر في مسيرة هذه الثقافة التي واجهت عدداً من الظلاميين الذين لا يريدون لقامة شامخة مثل قاسم عبد الأمير عجام ان تضيء دروب العتمة.

من هنا.. من عتمة رؤاهم التي لا ترى؛ اطلقوا عليه رصاص الجبناء.. ومن اللحظة تلك؛ تحولت قطرات دمه الى زنابق.. كبرت زنابق الدم الحمراء لتصبح حدائق نستظل بفيء مجدها، وننعم بخضرة كلماتها.

ولأن كلماته ما زالت تنبض الحياة، اخترنا ان نكرس صفحتنا الثقافية لهذا اليوم له.. اكراماً لذكراه الخالدة.

المحرر الثقافي

*****************************************************************

كشف حساب مع قاسم عبد الأمير عجام بعد عشرين عاماً على اغتياله.. الوطن منفى كما عهدته

علي عبدالأمير عجام

عشرون عاماً على غيابك الدموي، عشرون عاماً ثقال وكئيبات وبملامح وحشية بدأت من قتلك الوحشي وأكثر رعباً منه إذا ما قرأناها على ضوء مصباح فكرتك وعلى إيقاعها الإنساني شديد التناغم.

في أوراقك المتأخرة (قبيل اغتيالك بأسابيع) تكتب “شهادة المنفي داخل الوطن” وفيها تستعيد “كيف كانت القراءة بابـك إلى وهج الوعي وكيف كـانـت أيـام ثورة 14 تموز 1958 شعلة الوعي فيك. من كان يتخيل أن ذلك سيكون ذنبأ بـل خطيئة تستحق السجن والعزل؟ ومن قــــال إن الحلم الجميل سيكون دليلاً حرفيا على كابوس لكنه حدث، حين قادك البعثيون إلى السجن فتيا تحتشد في صدرك الأحلام ومشروعات تأتلق فيها مدارس وبـيوت جميلة تزدان بـثمار من الفن وعلوم تيسر للإنسـان حـياته” وكأنك تطلق النذير من ثنائية غير متكافئة بل غير عادلة: الفكرة أدباً وفناً وعلما مقابل الطغيان السياسي والتوحش الاجتماعي المرتبط به. وهنا لا تغيير في المعادلة الظالمة ذاتها، فما سعيت إليه، طوال حياتك، وما عانيت من أجله يبدو اليوم أكثر هشاشة حيال قوى التغول السلطوي الباطش التي صارت اليد العليا وصاحبة الكلمة الآمرة المطلقة، حتى أن الرصاص الذي قتلك فتك بالعشرات بل المئات من الحالمين مثلك.

هرولة القطيع الصاخب

تقول بما هو آسى ولوعة “كان عليك فيما بعد أن تعاني العزل عن كل ما تستحـق أو ما تؤهلك إليه قـدراتك .. عزل بـين محطتي سـجن وعزل بعدهما! تتفوق في الدراسـة فلا تجد موقعك الذي يحق للمتفوقين أن يبلغوه، وتبدع في عملك فلا تتقدم إلى مراكز التأثير، فأنت لم تستسلم لهرولة القطيع الصاخب”. ثق أن لا شيء تغير في جوهره، فمن طوقـوك بعيونهم وقـواعد محرماتهم، وكان سهلاً ان يقبروك، تناسلوا بعناوين مختلفة ورايات أخرى لكن المعاني السود التي قتلتك ظلت كما هي بل انتعشت وامتدت إلى حقول غير التي عرفت وعبرت في رحلتك، بل أن “القطيع الصاخب” هو صاحب الكلمة العليا واليد الطولى اليوم بل هو الأكثر فتكاً مما عرفت وخبرت، كما أن المهرولين نحو القطيع باتوا أكثر شراسة وقسوة وإذا كنت “تزداد معرفة وهـم يوغلـون تجهيـلا و تعمل باذلأ سخيا للجهد العقـلي كـي تـكـون معرفتـك كلمـة هادية أو خطـة عمـل مـنـتـج، وهـم يحتضنـون الذين يعملون وعيونهـم على منفعة يقبضونها” فالأمر ذاته يتكرس نهج حياة اليوم، فالجهل يتقدم وينال الكثير ويتسيد كل مشهد فيما يعود على أصحابه بكثير من المنافع.

وإذا كنت يا أخي وصديقي ومعلّمي توغل مضياً إلى ليل غربـتك ولقـد اخترتها شرفاً وموقفا واستأنسـت بغربـاء عظام سبقوك على طريق الأشواك، بل وكنت تنتشل نفسك بفدائية من هرج المنافع ضمن ما كنت تصفها “قـاعدة المنفى داخل الوطن” فأخبرك اليوم أن الحزن يترسـب في القـلب فالوطن يغادر مبتعداً عما حـلمت له ولأهله مـن حـيـاة بـل قـل يغرق في بحر مفاجآت، وإذا كان الموج كان يلقي بـك بـين هذه النوبــة أو تلك من نـوبـــات الاضطراب، فهو اليوم تضاعف علواً وبطشا، فأما أن تغمس القـلـم بــــدم النفاق والمنافع وأما أن تصمت، أما مجد الرافضين الناطقين فلم يعد سوى سباحة يائسة ضد التيار، و”عرس الكذب” الذي كنت تقول عنه “مقاماً في الساحات والمكاتب والإعلام” ازداد بريقاً ونشوة وصخبا.

القبض على الجمر

كنت تتساءل مع نفسك “أمكابرة ترسخت فيك عبر الصبر والقبض على جمر العزل والحرمان أم إيمانا تجذر في الروح والقـلـب بـان الغد قادم بمعول يهدم ما شادوا من قيم الظلم والعنف والاضطهاد”، وهو كما عرفتك وخبرتك كان إيماناً عميقاً بغدٍ تستحقه البلاد وأهلها، ولكن ما كنت تخشاه لم يعد موضوع المتهامسـين فقد صار اللصوص والقتلة قادة البلاد وسادتها وأنت- ســامحك الله – كنت متشبثاً بخشبـة الحلم بـدنيا نظيفة ومدينة جميلة وكنت، بين مكابر أو مؤمن، بقيت تردد يا للأحلام من مهنة شاقة، وهي لكذلك فعلاً في بلاد الكوابيس، فجزعك ثقافياً من “الشعر يدق طبـوله للقائد الظافر والشجرة الطاهرة التي تزهر بمن حوله! والكتاب يبحثون في غرائبه وحروبه وقتلاه ليأتونا بامجاد تعليه على البشـر” ليتحول إلى كابوس حقيقي فأولئك الذي دقوا طبول الشعر للقائد يتقدمون المؤسسات والمنظمات الثقافية اليوم بل صار بعضهم رمزاً للوطنية والإباء! فكيـف كـنـت تصدق إنك والقـلة الذين تأوي إليهم بهمومك الجريحة على صواب لتستمر قابـضا على جمر العزلة مقيما على شـوك المكابـرة؟

وتعود للسؤال الجارح “أفليس هو المنفى داخل الوطن”؟ ورجال سلطة الإرهاب   البعثي الذين تصفهم “ركبـوا الحصار حصانا يغيرون بـه على الناس تجويعا وإذلالا وابــتزازاً” وجدوا في سلطة الفساد المطلق اليوم أخوة لهم ركبوا المقدسات الوطنية والدينية ليغيروا على الناس ترويعاً وعلى البلاد نهباً وعلى معاني الخير والعدل والجمال قتلاً مروّعا وازداد ركب المنتفعين منهم ازدحاماً وامتدادا.

صمتك منفى وكتابـتك مشيٌ في حقـل ألغام

إذا كان هناك في أيام السلطة الفاشية البعثية واقع ثقافي وسياسي تصفه على النحو التالي “موكب مزدحم بالمناكب والأقـدام، وكل تتعلق عيونه بكيس السلطان فيما أنت منفيٌّ منفي إلى ما هو أشـد غـربـة من منفى أخيك وأصدقائك .. صمتك منفى وكتابـتك مشيٌ في حقـل ألغام” فثمة اليوم بعد 20 عاماً على اغتيالك من ذهب إلى المسار الذي كنت فيه ذاته: الصمت حيال وقائع يبدو الانشغال فيه عبوراً يائساً لحقول من الألغام التي تختطف العراق من أهله وتلقـي بـنـا في مهاوي التمزق ودهاليز المخاوف فنلوذ بأوراقـنـا تارة وبيأسنا وهو ينهش براعم الحياة فينا.

****************************************************************

قاسم عبد الأمير عجام..  شهيد الثقافة والموقف النبيل

ريسان الخزعلي

عندما كان الشاعر / بشّار بن بُرد / يُجلد، كان يردد مع نفسه: أَس، حافظ على كلمة الرجل يا بشّار!  وبشّار في هذا الموقف كان لا يُريد أن يضعف أمام جلّاديه و لا يُريد أن يُغيّر قناعاته الإبداعية والروحيّة والجمالية .

المبدع  الشهيد / قاسم عبد الأمير عجام /  هو الآخر بشّاري الموقف، إلّا أنّه ُ واجه القتلة بالصمت العميق، لم يرتجف، لم يخَف . واجههم  بسلاح عميق ٍخفي، وكأنه ُيقول: إن  َّ

صمتي سيقتلكم ولو بعد حين . وفعلاً هربوا إلى موت التخفّي، وعاش بحياة الحضور الذي لا  يُفارق الذاكرة .

* .. ( لكي يموت المرء بشرف لا يحتاج إلى رفيق ... )

*  .. ( عند الموت يكون الثائر وحده .... )

* .. ( ويستعصي على الموت ِ الخلود ُ ... )

* .. ( الموت شهادة ً  معبرنا إلى اليقين .. )

هذا ما خطر َ – كما أفترض متيقّنا ً - في مدركات / قاسم عبد الأمير عجام  /  لحظة التمعّن في وجوه القتلة . لم يستنجد إلّا بنشوة الشهادة التي جاءته ُ ( ثقافيّة الدلالة ) وهو في الطريق إلى دار الثقافة العراقية  . لقد اختلط الدم النقي

بحبر ِ المطابع  وكان الإمضاء الذي لا يُمحى . وهكذا انتصر بشهادته ِ هذه  للثقافة والموقف النبيل ، وخاب جهل ُ القتلة .

كان الشهيد في حياته رجلا ً كثير التهذيب، ساحرا ًبهدوئه ِ المكتنز معرفة ً وإشراقاً إبداعيّا ً .

ومَن منّا يستطيع أن لا يتماهى أو لا يتذكر رصده ُ المعرفي / الثقافي لما كان يُعرض من أعمال درامية في التلفزيون العراقي في السبعينيات. فضلاً عن كتاباته الأخرى في الأدب والثقافة.

ومن جماله المعرفي وخلْقه الرفيع وانحيازه الطبقي المعروف، فقد سعت إليه المواقع الوظيفيّة بعد 2003 قبل أن يسعى إليها  كما هو شأن غيره من الطارئين ، فقد اختاره ُ أهلوه لأن يكون قائمقاما ً لقضائهم، واختارته ُ الثقافة لأن يكون مديراً عاما ً لشؤونها الثقافية .

إن َّ استذكار الشهيد المبدع / قاسم عبد الأمير عجام / لا يرمم هالة وجع الفقدان ، لكنّه يمنحنا مراودة أن نراه حيّاً...

******************************************************************

أثر الصدمة مازال قائماً

جمال العتابي

هل المثقف مستهدف للقتل؟ ربما خفتت تلك الصدمة في الذكرى العشرين لاغتيال قاسم عبد الأمير عجام، لكن أثر الصدمة ما زال قائماً، ربما لأننا لم نعرف بعد قتلته، ولِمَ قتلوه؟ ربما لأننا نخشى غدر الرصاص! هذه التساؤلات تطرح بجدية عن مغزى استهداف المثقف، مقابل ثقافة لم تستطع أن تخلّص نفسها من أحابيل السياسيين، وتحويلها الى أداة لخدمة السلطة.

هل بإمكان المرء أن يتخيل جثة هذا الكائن الحي، الذي يمشي على استحياء، ويهمس في استحياء، ويكتب في استحياء، لا نستطيع أيضاً أن نتخيله في مواجهة القتلة القادمين من جحور الأفاعي، ليشهروا عليه  أسلحتهم الجبانة، لعل لحظات مرّت راودته فيها أمل بأن الرصاصات تذهب طائشة، لعل املاً آخر راوده ولو لجزء من الثانية بأن ثمة التباساً أو خطأً في اصطياد الهدف، وان المسلحين السفلة سينبسون بكلمة تفصح عن جلية هذا اللبس الملّغّز، أو هذا الابهام الفاتك، أو لعله بوغت بمشروع القتل وأدرك أنها النهاية، هي ثوان معدودات مرّت قبل أن تنطفئ، ويحمل العدم الأبدي، لقد حمل هذه اللحظات معه.

لم يكن قاسم عبد الأمير عجام مثقفاً ملتزماً ومنظماً حسب، بل كان انساناً عراقياً صميمياً، طيباً في أقصى مستويات الطيب، يتلمس سجاياه الكريمة كل من عرفه، وعمل معه، أو التقى به، وتداول اسمه كل المثقفين العراقيين بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم، كان مؤمناً أن ابتسامته وروحه الطيبة وارادته الخيرة ستكون أمضى من إرادات الشر، كان يؤمن بذلك بالتأكيد، إلا ان القتلة المتربصين لا يتورعون في إطلاق الرصاص إلى صدور الأصوات العراقية المكتنزة بالحب والمعرفة والحلم.

يومياته التي وصفت (بالدفاتر السرية)، كانت مكتظة بالحلم والأمل، برغم عذابات الخوف  والقمع والاستبداد والحصارات والحروب، كانت وسيلته في التحدي، والعطاء في آن واحد:

“ بالحب أكتب ملتاعاً ومضطرباً، وبي من الحزن ما يربو على جبل “

ذاك مقطع من رسالة إلى شقيقه في أواخر عام 1995، يعبر عن احساسه المرهف بالحياة، في أنقى لحظاتها، وأتعس حالاتها، وسط تلك الأجواء كان قاسم (يتلظى) مرتين : مرة بوعيه وهو يدرك حجم الرعب الذي يواجه. الانسان العراقي، ومرة أخرى بحزنه وهو يلمس عياناً كيف يقتل في هذا الانسان روحه، وحلمه.

كان قاسم عجام من نمط المثقفين الذين لا خيار لهم إلا الإشتغال بالكلمة والمعرفة والحوار، تجربته تلخص لنا عالماً من الانتماء الى هذا العالم ومحيطه، تجربة قدّر لها أن تعيد صياغة معنى الثقافة لتسمو بها عن اليوميات. لم ينفصل قاسم عن الواقع، بل ظل متواصلاً معه، عبر جماليات يحسّها أو يخلقها هو بنفسه، أو يشارك فيها.

 يجد في الثقافة اكتشافاً للمعاني الانسانية عبر ما انتجته عقليته النيرة، فهو مخلص لعراقيته وانسانيته، وهذا ما جعله على الدوام منفتحاً على الحياة.

في فكره اتسعت مساحات الجدل الثقافي والمعرفي، وهو من القلة التي تمسكت بالخيط الذي يشد المفكر بالمثقف وبالأديب، الى الأفق الأرحب بجدارة اخلاقية ومعرفية، والأهم من ذلك انه حافظ على ثوابت أفكاره وقناعاته بدور الثقافة في بناء الانسان، بوعي نقدي ناضج ورصين. لقد اختصر طريقه الى التميز بعقل حر مبكراً، وحرص استقلاله الاسلوبي بعمق وصدق مع النفس، ومع الآخر، كما تميزت كتاباته بحرارة التعبير، مما جعله حاضراً في المشهد الثقافي بغزارة انتاجه الابداعي وأصالته. 

كان يفيض رقة ودفئاً، يعمل بصمت ويتغافل عن العوائق، لا يصغي للضجيج، ولا تعطله شتى التداعيات والاختلالان عن المضي حتى النهايات.

لقد أتقن قاسم عجام أشياء كثيرة في حياته، من بينها اصطياد المودات والصداقات، كان يحظى بمحبة الجميع، كان رجلاً بهيأة حمام يفيض طفولة ومرحاً وعذوبة، مضى مسرعاً نحو الموت، مثل حلم ذهب، بجناحين ابيضين، فالأرض ما عادت تتسع لنزاهة الحالمين.

************************************************************************

الغائب الحاضر

ناطق خلوصي

جمعني النقد التلفزيوني بالناقد الكبير قاسم عبد الأمير عجام عام 1983 حين بدأت كتابة هذا النوع من النقد قبل أن ينظم إلينا الصديق الناقد أمين قاسم خليل  فصارت مقالاتنا تواصل حضورها صحفياً كل اسبوع حيث كان قاسم وامين يتناوبان على كتابة مقال اسبوعي على صفحات “ طريق الشعب “ في حين كنت انفرد بكتابة مقالي الاسبوعي “ في النقد التلفزيوني “  في الصفحة الثقافية لجريدة الجمهورية ، فضلاً على ما كان  د. مجيد السامرائي يقدمه في زاويته الاسبوعية “ مقعد أمام الشاشة الصغيرة “ في الصفحة الأخيرة من جريدة الجمهورية أيضاً . لذلك كان ما يعرض من دراما وبرامج تلفزيونية يقع تحت طائلة عين المراقبة اسبوعياً ولعل في هذا ما يفسر محافظة تلك الدراما والبرامج على رصانتها خلال ثمانينات و تسعينات القرن الماضي، حتى أن كاتباً درامياً صديقاً اعترف لي قبل بضع سنوات أنه كان يخاف من سلطة النقد التلفزيوني وكان ذلك الخوف يدفعه إلى التأني فيما يكتب .

ولأننا ، نحن الثلاثة ، وكان قاسم أقدمنا في ممارسة هذا النوع من النقد، كنا ننتمي إلى منحى فكري واحد ، فإن ما كنا نكتبه كان يصب في اتجاه واحد هو الآخر ولم نختلف يوماً وكنا نؤدي ما هو مطلوب منا على نحو مقبول على الرغم من أن تخصص أي منا لم يكن على علاقة بالتلفزيون وآليات عمله ، معتمدين في ذلك على الثقافة الشخصية لكل منا. كان قاسم عبد الأمير عجام قد نشأ في مدينته “ المسيب “ التابعة للحلة ادارياً وعمل مهندساً زراعياً حاملاً شهادة  ماجستير في تخصصه العلمي ( العلوم الزراعية ) ، في حين كنا أمين قاسم وأنا قد أكملنا دراستنا الجامعية عام 1960في دار المعلمين العالية ( كلية التربية فيما بعد )هو مختصاً بالتاريخ وأنا باللغة الإنكليزية وعملنا في التدريس سنوات طويلة وكانت الكتابة في النقد التلفزيوني تدخل في باب فائض اهتماماتنا .

كان قاسم عجام واسع الإهتمامات فلم يتوقف عند حدود النقد التلفزيوني إذ كان النقد الأدبي أحد مجالات اهتماماته أيضاًوأصدر بعض الكتب في هذا المجال، لكنه عرف بالنقد التلفزيوني بفعل طبيعة هذا النوع من النقد وقدرته على استقطاب  الاهتمام أكثر من غيره .أذكر أنه عندما كان رئيساً لاتحاد أدباء بابل أقترح عليّ  تضييفي في إحدى جلسات الاتحاد للحديث عن تجربتي في النقد التلفزيوني وكان مجال اهتمامه الأثير آنذاك وأشرف هو على تفاصيل تلك الجلسة . 

فاجأني في مايس 2004 أن أعرف بأن قاسم عبد المير عجام تم تعيينه مديراً عاماً لدار الشؤون الثقافية العامة وكنت آنذاك أعمل سكرتير تحرير مجلة “ لثقافة الأجنبية “في الدار ، لكنني كنت في اجازة مرضية ، فتحاملت على نفسي وذهبت إلى الدار حين علمت بموعد مباشرته. وفي غرفته منحني إحدى ابتساماته الأخويةوهو يقول “وأخيراً سنلتقي كثيراً “ لكننا لم نلتق بعد ذلك اليوم لأن الرصاصات الغادرة ألتي انطلقت في 17 مايس 2004غيبّته عن أهله وأصدقائه ومتابعيه فيما يكتب . غير أن قاسم عبدالأمير عجام يظل حاضراً في الذاكرة العراقية اسماً كبيراً حافلاً بالعطاء الابداعي  .

*******************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في بيتنا الثقافي..  بصمات مضيئة فنانون مسرحيون مبدعون 

بغداد – طريق الشعب

نظم منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، أخيرا، جلسة بعنوان «بصمات مضيئة.. فنانون مسرحيون مبدعون: إبراهيم جلال، سامي عبد الحميد وقاسم محمد»، ضيّف فيها كلا من نقيب الفنانين الأسبق صباح  المندلاوي والفنانين المسرحيين د. زهير البياتي وكافي لازم.

الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الاندلس، حضرها جمهور من الفنانين والمثقفين والمهتمين في الفن المسرحي. فيما استهلها د. البياتي بالحديث عن أهم محطات المسرح العراقي، وعن الفنانين الثلاثة الراحلين، الذين يعدون من أبرز روّاده.

وقال ان هؤلاء الفنانين المخرجين أحدثوا نقلة نوعية في مسيرة المسرح العراقي الحديث، وقدموا أعمالا ارتقت بالذائقة الجمالية والفكرية، وخدمت الفرد والمجتمع، مبينا أن الراحلين قدموا عروضا مسرحية بارزة على مسارح بغداد والمحافظات، إضافة إلى مسارح في خارج البلاد.

وأتابع قائلا أنه بالإضافة إلى كون هؤلاء الفنانون مخرجين، كانوا أيضا أساتذة للمسرح في أكاديمية ومعهد الفنون الجميلة، ما تركوا أثرا كبيرا على طلبتهم. 

أما الفنان كافي لازم، فقد أشار في حديثه إلى أن الحركة المسرحية الحديثة في العراق استندت إلى هؤلاء الفنانين الحداثيين الثلاثة، الذين أحدثوا ثورة في المسرح العراقي، وانجزوا الكثير من الأعمال التي لا تزال تستذكرها الأجيال، مبينا أن إبراهيم جلال تخصص في المسرح البرشتي (نسبة إلى الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي الألماني بروتولت برشت)، وسامي عبد الحميد تخصص في المسرح الكلاسيكي والتجريب في المسرح. فيما تخصص قاسم محمد في الاشتغال على التراث والحكايات الشعبية، فضلا عن مسرح الطفل.

بعد ذلك، تحدث الفنان صباح المندلاوي عن الفنانين الثلاثة، واصفا إياهم بروّاد المسرح العراقي وأعلامه، وبأنهم نجوم مسرحية ساطعة عراقيا وعربيا.

وأضاف قائلا أن الراحلين قدموا الكثير، وشكلت أعمالهم نقلة نوعية في التجديد والتجريب في المسرح العراقي، وان استذكارهم تكريم ووفاء حقيقي لهم.

وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، بضمنهم المسرحي الأكاديمي د. عقيل مهدي، الذي ذكر أن الفنانين الثلاثة المذكورين قدموا الكثير لبنية المسرح العراقي الأكاديمي، وساهموا في انتشاره شعبيا، مشيرا إلى أن لكل من هؤلاء أسلوبه وتجربته واستلهاماته، فضلا عن اجتهاداته في التدريس الأكاديمي وفي الفرق المسرحية، مثل «فرقة المسرح الفني الحديث».

وتابع قائلا أن بصمة هؤلاء الفنانين كانت راقية، نظرا لما جلبوه من فهم مسرحي مغاير لما اعتاد عليه الفنانون الهواة، الذين كانوا يقدمون أعمالا مأخوذة من مسرحيات أو أفلام مصرية.

***********************************************************************

على قاعة شيوعيي البصرة..  جيكور» يحتفي بالشاعرة والتشكيلية باسمة الحسن

البصرة - فالح ياسين الربيعي

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة و”دار الأدب البصري”، الثلاثاء الماضي، بالشاعرة والفنانة التشكيلية باسمة الحسن، في مناسبة صدور كتابها الجديد “نصوص طيفية”.  جلسة الاحتفاء التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمهور من الأدباء والمثقفين، وأدارها الشاعر عزيز داخل، الذي قدم السيرتين الذاتية والأدبية للمحتفى بها، معرجا على اشتغالاتها التشكيلية.

بعد ذلك، قرأت الشاعرة نصوصا شعرية يصاحبها عرض لبعض لوحاتها على شاشة كبيرة.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن تجربة المحتفى بها، وهم كل من د. هاشم الموسوي، سهاد البندر، رائد مهدي، كاظم الجوراني، علي نوري وعبد السادة البصري، الذي ذكر من جانبه، أن “ملتقى جيكور” سبق أن احتفى بالشاعرة باسمة، في مناسبة صدور مجموعتها الشعرية الأولى.

وفي الختام، وقّعت المحتفى بها نسخا من كتابها وأهدتها للحاضرين، فيما قُدمت لها شهادات تقدير وهدايا تذكارية.

***********************************************************

كربلاء.. التشكيلي عبد الأمير طعمة  يقيم معرضا في الهواء الطلق

كربلاء – سلام القريني

أقام الفنان التشكيلي عبد الأمير طعمة، أخيرا، معرضا شخصيا في الهواء الطلق، على حدائق “مجمع الواحة الخضراء” في أطراف مدينة كربلاء الشمالية.

المعرض الذي استمر 3 أيام، ضم لوحات نفذها الفنان وفق أسلوب المدرسة الواقعية، الذي اشتغل عليه طيلة مسيرته الفنية، وعكس فيه الواقع كما هو. إذ تجسد أعماله الحياة الاجتماعية في كربلاء، والبيئة الكربلائية وتصاميمها العمارية من قبب ومآذن وأزقة ضيقة، فضلا عن نشاطات الأهالي ومهنهم الشعبية.

***************************************************************

افتتاح أول مؤسسة عراقية تعنى بالطيران والفضاء

متابعة – طريق الشعب

أعلن الطيار ورائد الفضاء العراقي المستقبلي، الكابتن فريد لفتة، عن افتتاحه مؤسسة عراقية تعنى بشؤون الطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي، وذلك بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

وجاء هذا الإعلان في حفل احتضنه مسرح المنصور، أخيرا، وحضره مسؤولون حكوميون وشخصيات عسكرية وثقافية وإعلامية.

وفي حديث صحفي، ذكر الكابتن لفتة أن “هذه المؤسسة كبيرة وتعمل على إنشاء مراكز لبحث ودعم التعليم والابتكار والتدريب والتصنيع، وتحويل المجتمع من مستهلك إلى منتج”، معربا عن أمنياته أن تجري الاستفادة من المؤسسة في صناعة أجيال واعية تهتم بالثقافة، وفي إشاعة العمل الجمعي وإيلاء الاهتمام بأبحاث الفضاء والطيران”.

وأكد أنه “منذ طفولتي وأنا أتطلع الى السماء وأجد فيها ضالتي حيث أسرار الكون والحرية والقوة والفكر والتفرد والريادة والخيال والإبداع. وها أنا اليوم أؤسس للأجيال الحالية والقادمة المنصة التي ستكون محطة للتطوير والإنجاز لقادم الأيام”.

*****************************************************************

بينما بغداد تقطع أشجارها! السليمانية تحتفل بذكرى غرس شجرة معمّرة

متابعة – طريق الشعب

احتضنت الحديقة العامة وسط مدينة السليمانية، الخميس الماضي، احتفالية في مناسبة الذكرى الـ76 لغرس إحدى الأشجار المعمرة في المدينة، حضرها مسؤولون محليون ومواطنون.

وخلال الاحتفالية التي أقيمت عند الشجرة، ألقت رئيسة بلدية السليمانية ليلى عمر كلمة قالت فيها أن “الحديقة العامة كانت وما زالت رمزا من رموز السليمانية الجميلة، وانها تفتح أحضانها لاستقبال روّادها جيلا بعد آخر”، داعية المواطنين إلى المحافظة على هذه الحديقة، التي تضم أشجارا معمرة، والتي باتت متنفسا مهما للعائلات. 

وفي الوقت الذي تحتفل فيه السليمانية بشجرتها، لا تزال بغداد ومحافظات أخرى تفقد مساحاتها الخضراء وأشجارها المعمرة واحدة تلو الأخرى، بفعل مشاريع حكومية غير مدروسة تنسحب نحو تلك المساحات وتجهز عليها، أو بفعل مواطنين يجرّفون البساتين لتحويلها إلى أراض سكنية، ويقطعون الأشجار للاستفادة من حطبها!

ولن ينسى البغداديون مشروع تطوير شارعي الكرادة داخل وأبي نؤاس، الذي قطعت خلاله أمانة العاصمة أعدادا غير قليلة من الأشجار المعمرة، واستبدلتها بشتلات صغيرة قد يحالفها الحظ وتنمو وتكبر بعد سنوات طويلة، أو تذوي سريعا وتموت! 

**********************************************************

بجهود شخصية بيت المقام العراقي  في كركوك يواصل أمسياته

متابعة – طريق الشعب

يواصل بيت المقام العراقي في كركوك، إحياء المقامات العراقية باللغات العربية والكردية والتركمانية. إذ يقيم أمسيات شهرية أو نصف شهرية، يحضرها عدد كبير من محبي الغناء التراثي.

وفي حديث صحفي، يقول مدير بيت المقام أحمد فائق رشيد، ان هذا البيت تأسس عام 1994 بجهود أساتذة المقام يحيى إدريس وخالد السامرائي ومقداد محمد وهاشم زينل ومحمد رؤوف، مبينا أن بيت المقام يواصل إقامة أمسياته بتمويله الذاتي، كونه لا يحظى بدعم مالي من وزارة الثقافة أو أي جهة رسمية أخرى.

ويشير إلى ان بيت المقام أقام مهرجانات عديدة، أحدها استذكر فيه قارئي المقام الراحلين علي مردان ومقداد محمد، لافتا إلى ان هناك خطة لاستذكار بقية قراء المقام الراحلين، مع إقامة احتفالية لتكريم الروّاد.

وعن المعوقات التي تواجه نشاطاتهم، يقول رشيد أن مقر بيت المقام يحتاج إلى ترميم وإلى أثاث يليق بمكانته، فضلا عن آلات موسيقية وأجهزة صوتية. 

**************************************************************

في السماوة.. استذكار شهداء عمليات الأنفال الإجرامية 

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

احتضن كورنيش مدينة السماوة عصر الخميس الماضي، حفلا جماهيريا في مناسبة الذكرى الـ36 لعمليات الأنفال الإجرامية، أقامته منظمات كردية معنية بالدفاع عن حقوق ضحايا المقابر الجماعية وعمليات الأنفال.

حضر الحفل العديد من عائلات الشهداء، إلى جانب وفد من كردستان، وجمع كبير من أهالي السماوة.

ممثل المنظمات الكردية لحقوق الإنسان، استهل الحفل بكلمة طالب فيها بتحويل “سجن القلعة” في نكرة السلمان، والذي احتجز فيه النظام الدكتاتوري الصدّامي الضحايا الكرد وعائلاتهم، ودفنهم هناك في مقابر جماعية، إلى متحف يوثق جرائم النظام بحق الشعبي الكردي، مع اعتبار يوم 16 أيار من كل عام عطلة رسمية.

وفي سياق الحفل، افتتح معرض لصور الشهداء. كما ألقيت قصائد وقُدمت أغنيات وطنية، تدين تلك الجريمة البشعة.

واستقبلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، الوفد القادم من كردستان. كما هيأت موقع الحفل.

وكانت بين الوفد الكردي عضو برلمان كردستان الأديبة كولناز عزيز قادر، التي ذكرت لـ “طريق الشعب” ان احياء ذكرى شهداء الأنفال تنديد بتلك الجريمة التي ارتكبها جلاوزة النظام الصدامي بحق الشعب الكردي.

فيما قالت للجريدة عضو مجلس محافظة السليمانية شهلة فيض الله، ان “من المفارقات الجميلة هي انني وعائلتي كنا مبعدين إلى مدينة السماوة عام 1978. وانا اليوم اعود بكل حب وشوق إلى هذه المدينة التي احتضنت عائلاتنا وغمرتنا بكرم ضيافتها”.

بعدها توجه المحتفلون إلى نكرة السلمان، وقضوا ليلتهم عند موقع المقابر الجماعية التي ضمت رفات الضحايا الكرد. وفي صباح اليوم التالي، الجمعة، تجولوا في “سجن القلعة” الذي احتجز فيه النظام المقبور الضحايا قبل إبادتهم.

*****************************************************************

افتتاح مكتبة تكريت المركزية الجديدة

متابعة – طريق الشعب

شهدت مدينة تكريت الثلاثاء الماضي، افتتاح مبنى مكتبتها المركزية بحلته الجديدة، بعد إعادة بنائه.

ووسط حضور مثقفين وتربويين وأمناء مكتبات من أقضية صلاح الدين ونواحيها، ومواطنين من أهالي المدينة، قص المحافظ بدر محمود الفحل شريط افتتاح المكتبة. فيما أعرب عن شكره للشركة التي تبنت إنشاء “هذا الصرح المعماري الفريد من نوعه في صلاح الدين”.  ووفقا لما ذكرته وكالات أنباء، فإن المكتبة تم تزويدها بتقنيات حديثة لمراجعة الكتب، ومساحات واسعة للمطالعة والدراسة، وأقسام متنوعة للكتب والمواد البحثية في مختلف المجالات.

وعلى مدى سنوات طويلة عانت مكتبة تكريت المركزية، التي تأسست عام 1950، إهمالا كبيرا وسوء إدارة، الأمر الذي هدد باندثارها هي وكتبها البالغ عددها نحو 18 ألف كتاب بمختلف الاختصاصات، وبينها مخطوطات نادرة.

وبعد تحرير المدينة من إرهاب داعش عام 2015، عملت الحكومة المحلية على إطلاق مشروع لإعادة بناء المكتبة وإنقاذ إرثها الثقافي.

وفي حديث صحفي سابق، ذكر الموظف في المكتبة محمد عبد القادر، أنه “في السابق كانت جامعة القاهرة تطلب من مكتبتنا بعض المصادر غير المتوفرة لديها، والتي لا تمتلكها أي جهة في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى ان “عددا من مثقفي صلاح الدين أهدوا مكتباتهم الشخصية إلى المكتبة المركزية”.