اخر الاخبار

الصفحة الأولى

خبير:  الاتفاق مع تركيا ضعيف ولم يحسم المشكلة.. وزير الموارد المائية لـ«طريق الشعب»: حقوقنا المائية تحتاج تعاونا وإسنادا دوليين

بغداد ـ محمد التميمي

قال وزير الموارد المائية عون ذياب، ان التحديات التي يواجهها العراق تتطلب اسنادا ودعما دوليين لحقوقنا المائية، واحترام القانون الدولي، فيما عدّ مراقبون الاتفاق العراقي التركي بشأن إدارة ملف المياه غير موفق ولا يضمن حقوق العراقيين في نهري دجلة والفرات.

واحتضنت العاصمة بغداد، في 27 نيسان الماضي، المؤتمر الدولي الرابع للمياه، بمشاركة دول عربية وإقليمية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومنظمات دولية تحت شعار «نحو مستقبل مائي أفضل: معا نستطيع». وجاء انعقاد المؤتمر في أجواء خطر حقيقي يداهم البلاد، وسط استمرار سياسات دول المنبع المجحفة بحق العراق واستحقاقه المائي.

وعدّ معنيون المؤتمر «فرصة كبيرة» لمعالجة التحديات، في ظل حاجة البلاد إلى إدارة رشيدة للمياه  وحصوله على حقوقه وفق القانون الدولي، داعين الى وضع سياسات مائية صائبة، ومعالجة ملف المياه وحسمه مع دول المنبع.

حاجة لإسناد دولي

وفي تصريح لوزير الموارد المائية عون ذياب خص به «طريق الشعب»، قال ان الوزارة تسعى لرفع هذا الملف أمام أنظار العديد من الجهات المهتمة بشؤون المياه، وإرسال رسائل واضحة لما يعانيه العراق من تحديات كبيرة في هذا المجال.

وأضاف عون: «استعرضنا خلال المؤتمر العلمي اهم التحديات التي يواجهها العراق في مجال النقص الحاد في المياه»، مشيرا إلى أن «زيادة الاحتياجات المائية تشكل تحديات كبيرة أمام مستقبل العراق».

ونوّه الوزير بأهمية المؤتمر الذي سيعقد سنوياً لإصدار توصيات واضحة ومحددة بخصوص إدارة المياه ومواجهة التحديات والمخاطر، معتبراً أن العراق من أكثر البلدان تأثرا بالتغير المناخي، وأن الحكومة العراقية اتخذت جملة إجراءات من شأنها التواصل مع دول الجوار حول ملف المياه.

ورهن الوزير نجاح العراق في مواجهة التحديات بإيجاد اسناد ودعم دولي لحقوقه المائية، ومد الجسور والتنسيق والتعاون في إدارة ملف الموارد المائية، وفق مبادئ القانون الدولي، بغية تحقيق طموحات الشعوب المشتركة بالمجاري المائية حاضرا ومستقبلا.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، دعا الدول المجاورة للعراق إلى زيادة الحصة المائية، فيما اكد «دعم جامعة الدول العربية لمؤتمر بغداد للمياه».

وقال ابو الغيظ ان «الوضع المائي في العراق لا يزال يشكل ضغطا رغم جهود الحكومة في تنفيذ المشاريع»، مشيرا الى «التحديات المشتركة التي تواجهها الدول العربية في مجال المياه فضلا عن التحديات الخاصة التي تواجه بعض الدول بسبب جغرافيتها، إذ ان 80 في المائة  من المياه في الوطن العربي تأتي من خارجها».

حقوقنا المائية.. مسلوبة

المستشار السابق لدى مجلس النواب ، عادل المختار، قال ان العراق بحاجة لافعال ميدانية على أرض الواقع؛ فالخزين المائي وصل الى 17 مليار متر مكعب، ونحن ننظر لوضع الصيف فقط»، متسائلاً «ماذا لو كان الشتاء القادم جافاً أيضاً، فكيف سيكون وضعنا؟».

واشار المختار في حديث لـ»طريق الشعب»، الى ان المفاوضات العراقية مع الجارة تركيا، لم تكن قوية لحسم القضية المائية من جذورها، معتبرا ان الاتفاق «كان ضعيفا حيث لم يتم التطرق لسد الجزرة القاتل، الذي سيقتل مياه حوض نهر دجلة التي نروي من مياهه نهر الفرات ذي الوضع المأساوي».

ويعتبر سد «الجزرة» مكملاً لسد «أليسو»، ويقع قرب الحدود السورية التركية، وتعول عليه تركيا لإنتاج الطاقة الكهربائية وري الأراضي الزراعية، ومن المتوقع بحسب وزارة الموارد المائية أن يؤدي ذلك إلى انعكاسات خطيرة جداً كونه سيحول جميع المياه إلى أراضي هذا المشروع قبل عبورها الحدود الدولية (التركية – العراقية) ويخفض من حصة مياه دجلة إلى النصف.

وذكر المختار ان «تركياً تعتبر نهري دجلة والفرات محليين عابرين للحدود. بما معناه انها لا تعترف بانها  أنهردولية».

واستغرب المختار من توقيع العراق على البند الثالث من البرتوكول (وضع رؤية لحصة العراق المائية من المياه العابرة للحدود)، مشيرا الى ان هذا شكل اعترافا بأن هذين النهرين محليان!.

وكان المختار يأمل أن يطلب العراق موافقة تركيا على الذهاب إلى التحكيم الدولي، لحسم ملف المياه، لان المحكمة الدولية لا تنظر الا بموافقة الطرفين، وتركيا ترفض الذهاب للتحكيم، مشيرا الى ان العراق «لا يملك اتفاقا ولا حصة مائية رقمية او اعترافا بأنّ هذه الانهار دولية. بينما لا تزال حقوقنا المائية مسلوبة».

وطبقا للمختار فان «الاتفاقية كان يجب ان تتضمن حصة رقمية، أي وضع أرقام كأن تكون مثلاً 500 متر مكعب في الثانية، تخصص لنهري دجلة والفرات، فهذا يجعل حصتنا المائية ثابتة، ولكن للأسف لم نضمن حصتنا المائية».

وخلص المتحدث الى ضرورة مغادرة أسلوب الوفرة المائية نحو مواجهة الجفاف وإعادة النظر بشكل جاد في السياسة الزراعية الخاطئة؛ حيث لا تزال تعتمد على ايام الوفرة المائية، مبينا ان «إعادة النظر في تلك السياسة تشكل ضرورة ملحة، كون الحصة الكبرى من المياه تذهب لصالح هذا القطاع. ولدينا كفاءات وخبراء في هذا المجال، فلا بد من تشكيل خلية أزمة هدفها انقاد الواقع الزراعي والمائي».

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارته لبغداد، الشهر الماضي، توقيع أكثر من 24 مذكرة تفاهم في عدة مجالات، منها اتفاقية لمدة 10 سنوات بشأن إدارة الموارد المائية، وذلك خلال زيارة الرئيس التركي إلى العراق.

وتهدف الاتفاقية ، كما اعلن ، الى ضمان  «حصول العراق على حصته العادلة» من المياه إلى نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا المصدر الرئيسي للمياه العذبة في العراق الذي يعاني منذ سنوات شح كبير بالمياه.

ويتضمن الاتفاق أيضا التعاون عبر مشاريع مشتركة لتحسين إدارة المياه في حوضي دجلة والفرات، ودعوة شركات تركية للتعاون في البنى التحتية لمشاريع الري، وتنفيذ مشاريع تبادل الخبرات واستخدام أنظمة وتقنيات الري الحديثة والمغلفة.

*****************************************************************

راصد الطريق.. شفناكم بالشتا.. ونشوفكم بالصيف!

قرر مجلس النواب تأجيل عطلته شهراً واحداً، بغية معالجة جملة من القضايا بضمنها تأخر إقرار الموازنة خمسة أشهر عن موعدها الدستوري، وبقاء منصب رئيسه شاغراً بعد ابعاد المحكمة الاتحادية رئيسه السابق، وفشله كبرلمان في إقرار 88 - وفي رواية أخرى 150 - من القوانين المهمة لحياة الشعب ومستقبل البلاد، بسبب «عدم حصول توافقات» حسب بعض النواب.

الناس المعتادون على اعتبار العطلة فرصة للراحة من عناء العمل، تساءلوا عن حاجة المجلس للإستراحة، فيما النواب ينتظرون في الكافيتيريا الى حد الملل، وعما إذا كان التمديد لشهر واحد كافياً لحل ما عجز المجلس عن حله حتى الان.

ثم .. لا بد من سؤال الحكومة عن سرّ تأخر ارسال جداول الموازنة الى البرلمان، ما اضطره الى تمديد الفصل التشريعي، فالحكومة بفعلها هذا سلبت النواب راحتهم!

هو وضع أشبه بالفوضى هذا الذي تدار به مؤسسات الدولة، وهذا لابد ان ينتهي ان كان يراد للشعارات والبرامج ان تطبق، رغم اليقين التام من ان ما يحصل يرتبط بأزمة المنظومة الحاكمة، وفشل منهجها في إدارة مؤسسة صغيرة، فكيف بإدارة بلد بحجم العراق!

*****************************************************************

سائقو الشاحنات ينوون الإضراب عن العمل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مناطق متفرقة من البلاد، احتجاجا على تدري الخدمات وغياب فرص العمل، فيما أعلن سائقو الشاحنات استعدادهم للإضراب عن العمل، بسبب ما أسموه فرض الإتاوات عليهم. ونظم أهالي السنيدية في البصرة، وقفة احتجاجية ناشدوا خلالها الجهات الحكومية محاسبة الشركة المنفذة لمشروع المنطقة لعدم التزامها بمدة الإنجاز.

*************************************************************

الصفحة الثانية

انفلونزا الطيور تفتك بالنوارس في بحيرة دوكان

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت مديرية البيطرة في قضاء رانية بالسليمانية، يوم أمس السبت، عن نفوق أعداد كبيرة من طيور النورس المتواجدة على ضفاف بحيرة دوكان في المحافظة.

وذكرت المديرية في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن كوادرها عثرت على عدد كبير من طيور النورس النافقة في جزيرة النورس ببحيرة دوكان في محافظة السليمانية، موضحة أنها قامت بإجراء فحوصات عاجلة للطيور النافقة أظهرت إصابتها بمرض إنفلونزا الطيور.

وأضاف البيان أن الشكوك كانت تحوم حول تسمم تلك الطيور، لكن مديرية الدفاع أكدت عدم السماح للمصطافين بالتوجه إلى تلك الجزيرة، مؤكدة أن أسباب النفوق مرضية بحتة.

من جانبه، أكد قائمقام قضاء دوكان، سيروان سرحد، أنه تم اتخاذ إجراءات وقائية مشددة بهدف منع انتشار الفيروس.

وأشار سرحد الى إرسال الفحوصات إلى المختبرات في السليمانية، مؤكدًا القيام بتطبيق الإجراءات الوقائية المشددة لمنع انتشار الفيروس في باقي المناطق.

*******************************************************************

مع اقتراب الامتحانات النهائية في الجامعات .. اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق: أوقفوا جشع المستثمرين في الكليات الأهلية

بغداد ـ طريق الشعب

قال اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أمس السبت، ان كثيرا من مستثمري الكليات الأهلية يمارسون الابتزاز المالي ضد الطلبة، تزامنا مع اقتراب انطلاق الامتحانات النهائية في الجامعات الحكومية والأهلية.

وقال بيان صدر عن الاتحاد، تلقته «طريق الشعب»، انه لاحظ «صدور توجيهات تقضي بحرمان الطلبة المتأخرين عن تسديد الأقساط الدراسية من الامتحانات النهائية في جميع الكليات الأهلية، وفرض غرامات عن كل يوم تأخير في تسديد تلك الأقساط، إضافة إلى فرض رسوم اشتراك في الامتحانات النهائية».

واضاف البيان، ان تلك الجامعات تريد أن «تُجبر الطلبة على الالتحاق بدورات تدريبية صيفية مقابل مبالغ مالية لمؤسسات تدريبية تابعة لهذه الجامعات»، ويقابل ذلك «صمتا مطبقا» من قبل الوزارة التي تتماهى مع «مصالح المستثمرين والجهات السياسية التي تقف خلفهم».

وعد الاتحاد في بيانه أن ظاهرة حرمان الطلبة وطردهم من القاعات الامتحانية باستخدام الأمن الجامعي «تؤكد مجددًا أن هذه المؤسسات بعيدة كل البعد عن الرسالة العلمية والأخلاقية، ولا تعدو كونها مؤسسات ربحية تعتاش على الطلبة» الذين تحولوا الى «باب من أبواب تمويل الأحزاب المتنفذة».

واشار البيان الى ان هؤلاء الطلبة هم «ضحايا نظام القبول الفاشل»، مطالبا بإيقاف «جشع المستثمرين».

وأعرب الاتحاد عن استيائه «من الإجراءات الإدارية المعقدة في الامتحان الوزاري المشترك بين الجامعات الحكومية والأهلية»، منبها الى ان تلك التعليمات تُحرم الطالب من الامتحان في حال تلف ورقة الإجابة بدون قصد. كما تمنع التشطيب وغيره، فيما أبدى خشيته «من تكرار ظاهرة الغش الجماعي أمام أنظار اللجان الوزارية، كما حدث في العام الماضي في بعض الكليات الأهلية».

وطالب البيان بـ»تعديل تعليمات الامتحان الوزاري بأخرى أقل تعقيدًا واعتماد آلية المراجعة بعد التصحيح الإلكتروني»، داعيا «المنظمات والنقابات المعنية بالشأن التعليمي» الى «توحيد جهودها من أجل إنقاذ التعليم من أيادي العابثين».

وخلص البيان الى الاستفهام عن «مصير ثلاثة آلاف طالب في إحدى الكليات الأهلية، لم يُسجلوا في قواعد بيانات الوزارة نتيجة لقبولهم خارج خطة القبول دون علمهم، ما تسبب بحرمانهم من أداء الامتحان الوزاري؛ إذ لم تبين الوزارة إجراءاتها إزاء هذه الفضيحة الكبرى رغم مرور شهرين عليها؟».

***************************************************************

سائقو الشاحنات ينوون الإضراب عن العمل.. تظاهرات مستمرة تطالب بالخدمات وتوفير فرص العمل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مناطق متفرقة من البلاد، احتجاجا على تدري الخدمات وغياب فرص العمل، فيما أعلن سائقو الشاحنات استعدادهم للإضراب عن العمل، بسبب ما أسموه فرض الإتاوات عليهم.

مطالبات بالخدمات

ونظم أهالي السنيدية في البصرة، وقفة احتجاجية ناشدوا خلالها الجهات الحكومية محاسبة الشركة المنفذة لمشروع المنطقة لعدم التزامها بمدة الإنجاز.

وقالوا إنه يتوجب على نواب البصرة وأعضاء مجلس المحافظة اخذ دورهم الرقابي والتشريعي لمحاسبة المقصرين في ملف البنى التحتية لمنطقتهم.

وتظاهر العشرات من أهالي منطقة آلبو فياض وحي الاسرى جنوب مدينة الناصرية، وقطعوا الطريق العام بالإطارات المحترقة، احتجاجا على نقص الخدمات ومطالبة الجهات الحكومية بشمولهم ضمن خطة المشاريع الجديدة.

وقال أحد المتظاهرين في مقطع فيديو انهم يعانون من عدم وجود شوارع مبلطة وقدم الشبكة الكهربائية في ظل حالة التهميش والإهمال الحكومي طيلة السنوات الماضية، مطالبا الجهات الحكومية بشمولهم ضمن خطة المشاريع الجديدة وايصال الخدمات الأساسية لمناطقهم.

فرص العمل

وتظاهر خريجون في المثنى أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين باستثنائهم من ضوابط التعيين.

وذكر عدد منهم إن مطالبهم هي استثناء المحافظة من الضوابط وزيادة حصتها من التعيينات الحكومية، مشيرين الى ان ارتفاع نسبة البطالة في المحافظة تستدعي شمولها بحصة أكبر من التعيينات، سواء كان ذلك بنظام العقود أم الأجراء اليوميين.

ونظم أصحاب الأكشاك مقابل مديرية مرور المثنى، وقفة احتجاجية ضد إجراءات إغلاق أكشاكهم، مشيرين إلى أن لديهم عقودا رسمية مع بلدية السماوة للعمل.

وقال عدد منهم، إن مطالبهم تتمثل في إعادة النظر في إجراءات إزالة الأكشاك التي يبلغ عددها 15 خصوصاً وأنهم يعملون بشكل رسمي منذ سنوات. كما دعوا الجهات المعنية إلى مراعاة قضيتهم من الناحية الإنسانية، باعتبار هذه المهنة هي مصدر رزقهم الوحيد.

اضراب مرتقب

وأعلن العشرات من سواق الشاحنات في كركوك، إضراباً عاماً عن نقل البضائع اعتبارًا من منتصف الشهر الحالي، شاكين سوء تعامل سيطرات المحافظة، وفرض مبلغ 20 ألف دينار كرسوم لـ”قبان” الشاحنات. وقال أحد سائقي الشاحنات يدعى شيرزاد خورشيد: إن “العشرات من السواق نظموا تظاهرة قرب مدخل كركوك الرئيس، لغرض إيصال رسالة للحكومة بأن سواق الشاحنات سوف يضربون عن نقل البضائع في عموم العراق، منتصف الشهر الحالي، بسبب مضايقات السيطرات في كركوك على طريق اربيل وطريق السليمانية”.

ولفت إلى أن “قبان الوزن في عموم محافظات العراق هو بخمسة آلاف إلا قبان كركوك فهو بسعر 20 الف دينار يضاف على ذلك البقاء لأيام في السيطرات”.

وشكا بالقول: “لا أحد يسمعنا فالذي يدفع النقود يعبر السيطرة، والذي يلتزم يبقى في الشارع نائماً”.

ويقول سائق آخر ويدعى علي العباسي: إن “دفع الاتاوة واجب على جميع سائقي الشاحنات الذين ينقلون بضائع من كوردستان عبر طريق سيطرات كركوك اربيل وكركوك والسليمانية والأمر معروف للجميع”. ويضيف، أن “السائق يدفع على طول الطريق بين كردستان وبغداد مروراً بكركوك وديالى 100 - 150 ألف دينار كاتاوة، وبعلم جميع الأجهزة الرقابية الحكومية، وقد نظمنا كسائقي شاحنات وقفات احتجاجية عدة لكن دون جدوى.. أنت مرغم على أن (تُحلب) شئت أم أبيت”.

وفي السنوات الماضية، كانت “سيطرة الصفرة” في قضاء الخالص في ديالى، مثار حديث المواطنين العاديين بسبب الحديث المتواتر حول تعرض سائقي الشاحنات للابتزاز فيها، قبل أن ترفع تلك السيطرة التي كانت تمثل نقطة كمركية بين إقليم كردستان وبقية المحافظات.

ويقول احمد العامري سائق شاحنة، إن “سيطرات كركوك بين اربيل والسليمانية تمنع دخول السيارات بعد الساعة 12 ليلاً وتفتح الطريق لنا في الساعة 7 صباحاً، وهذا الامر يولد الزحام والطوابير التي تصل لمسافات كبيرة، ونضطر للمبيت في الشوارع لعدة أيام، من اجل نقل البضائع من كردستان الى محافظات الجنوب وبالعكس”.

وتابع، أن “سواق الشاحنات ينقلون بضائع أصلية صادرة فيها كتب رسمية، ولا نقوم بتهريب المواد، فعملنا رسمي وقانوني، لكننا نتعرض للابتزاز في السيطرات. كذلك قبان كركوك يأخذ عشرين الفا، بينما في كردستان وبغداد والبصرة فإن سعر الوزن خمسة آلاف”.

وأردف “هذا فساد وسرقة”.

وأكد أن “عموم سواق الشاحنات سوف يضربون عن العمل منتصف الشهر الحالي وسوف تتوقف حركة النقل من زاخو للفاو لحين تلبية مطالبنا بتسهيل الحركة وعدم قطع الطرق علينا ليلاً”.

*************************************************************

اضاءة.. قيود تقوّض إمكانيات البحث العلمي الرصين!

محمد عبد الرحمن

عديدة هي مواد الدستور العراقي التي تثبّت حق المواطن في التعبير عن الرأي بمختلف الوسائل، ومنها المواد ٣٧ و٣٨ و٤٢.

فقد نصت المادة ٣٧ على وجوب قيام الدولة بـ “حماية الفرد من الاكراه الفكري والسياسي والديني”.

وفي المادة ٣٨ كفلت الدولة:

* حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.

* حرية الصحافة والطباعة والاعلان والاعلام والنشر.

* حرية الاجتماع والتظاهر السلمي.

ونصت المادة ٤٢ بوضوح تام على أن “لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة”.  

فهل ضمنت الدولة وتضمن، فعلا وليس قولا فقط، كل هذه الحقوق والحريات، وفي المقدمة منها ربما ما جاء في المادة ١٥ التي تنص على ان “لكل فرد الحق في الحياة والامن والحرية”؟

ويبرز هنا سؤال مشروع عن المتحقق على ارض الواقع مما جاء في المادتين ١٤ و١٦، اللتين تشيران الى ان العراقيين متساوون امام القانون من دون تمييز، وان تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين؟ وكم اعدت الدولة من مستلزمات توفير العيش الكريم والآمن  للمواطني

هذه الأمور تعد في عالمنا المعاصر قضايا أساسية تؤشر طبيعة الأنظمة الحاكمة، ليس في ما تدعي وما تعلن التزامه، بل اساسا في ممارستها العملية.

أحد هذه التجليات يفترض ان يظهر في حرية البحث والتأليف والنشر، وهو ما نركز عليه في هذه السطور. ولعل الحديث يدور هنا أساسا عما يجري في جامعاتنا، خصوصا بعد التوسع الكبير وغير المدروس وفقا للحاجة الفعلية، في القبول بدراسات الماجستير والدكتوراه.

وقد ازداد الطلب على ذلك بعد ان ضمنت الحكومة الحالية تعيين خريجي الدراسات العليا، فغدا الحصول على الشهادة، ربما مع استثناءات، سبيلا الى الوظيفة في مؤسسات الدولة بعد العجز الحكومي عن توفير فرص عمل للمواطنين، الذي هو دستوريا من واجبات الدولة كذلك.

فهل ان مستلزمات البحث العلمي الرصين متوفرة الآن في جامعاتنا؟ خاصة في اختصاصات العلوم الإنسانية؟ المعلومات المتاحة لا تقدم جوابا إيجابيا، بل تقول ان هناك تضييقا متواصلا على الحريات الاكاديمية في الجامعات، وسعيا الى تأطيرها بأطر وعناوين محددة، لا تراعي التنوع في المجتمع العراقي، الذي نصت عليه المادة الثالثة الدستورية القائلة ان العراق “ بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب “، ولا تطلق إمكانات البحث الحقيقية.

ان ما يُعتمد في الجامعات وفقا للعديد من التقارير والمعطيات، هو منهج مُهيأ ومُخطط له مسبقا، وهو يتقاطع جملة وتفصيلا مع نص المادة الدستورية ٣٧، التي تؤكد وجوب عدم حصول الاكراه الفكري والسياسي والديني. وتنفيذا لهذه التوجهات تجري عملية إعادة توزيع المسؤوليات في الجامعات، بما ينسجم مع سياسة التأطير والتنميط وفرض البعد الواحد، كما يجري فرض مناهج وكتب معينة، تتقاطع تماما مع مضمون المادة الثالثة الدستورية المشار لها أعلاه.

ومن الممارسات التي تقيد حرية البحث العلمي وإمكانية ان ينطق الباحث بالحقائق، في الاختصاصات الإنسانية خاصة، تشكيل لجان “ السلامة الفكرية “، التي يقال انها استحدثت أساسا لضمان عدم الإساءة الى الامن الوطني او الترويج للإرهاب وعدم المساس بمكونات الشعب العراقي. لكن الممارسة الفعلية قادت الى غير هذا، وغدت سيفا مسلطا على رؤوس الباحثين ان هم اقتربوا بكلمة نقد او إشارة الى المنظومة الحاكمة والفساد وما شابه.

ومؤخرا اضيف قيد جديد هو سيف “الكابس العلمي” السري وغير المعروف، والذي يحظر بشكل متخفٍّ ويكتب تقريره الى الوزارة، فهو الحاكم في النهاية وليس لجنة المناقشة وما تقوله أو تنطق به.

ان حريات البحث والتأليف والنشر والابداع والاجتهاد والابتكار مستلزمات أساسية لرقيّ البحث العلمي، كي يكون في خدمة تطور المجتمع والوطن. لذا فان ايّ مسعى للحد منه يقود الى التخلف والتقوقع والانغلاق، وقد جُرّب هذا في عهد النظام الدكتاتوري المقبور والنتيجة معروفة.  وان مواقع الجامعات العراقية اليوم في التصنيفات الدولية المعتمدة تؤشر حالها الذي لا يُسرّ. والسؤال الحارق هو: أين هي الحكومة مما يجري اليوم في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي عموما، وهي التي تقول بالإصلاح والحفاظ على التعددية، فهل هذا هو طريق اصلاح التعليم في بلادنا؟ 

وتبقى حقيقة ان الحقوق والحريات منظومة متكاملة، وان العبرة في الالتزام بما يعلن وفي اسناده بالممارسة العملية.               

******************************************************************

الصفحة الثالثة

ستتحول للدفع الرقمي بشكل شبه تام بحلول منتصف العام الحالي.. نجاح الجباية الالكترونية يرتبط بتفعيل الرقابة وتثقيف المواطنين

بغداد ـ طريق الشعب

تشير التقارير الدولية بانتظام إلى أن الفساد المالي يشكل تحديًا كبيرًا للاقتصادات الوطنية والتنمية المستدامة، وفي هذا السياق، تبرز أهمية تفعيل الجباية الإلكترونية وتطبيق الدفع الإلكتروني كأدوات فعّالة للحد من هذه الظاهرة الضارة، والتي تعد سلاح فعال لمكافحة الفساد، خصوصاً في بلد له تاريخ حافل مع هذه الافة.

وتعتبر الجباية الإلكترونية وسيلة حديثة وفعّالة لجمع الضرائب والرسوم بطريقة شفافة وآمنة، حيث تقلل من فرص الفساد والتلاعب بالأموال العامة. بفضل التقنيات الحديثة، التي تمكن الجهات الحكومية متابعة وتتبع عمليات الدفع بشكل دقيق، مما يزيد من الشفافية ويقلل من فرص التلاعب والفساد.

علاوة على ذلك، يعزز تطبيق الدفع الإلكتروني الشمول المالي ويسهل الوصول إلى الخدمات المالية للجميع، كما ويمكن عبر تفعيل الجباية الإلكترونية وتطبيق الدفع الإلكتروني، زيادة الإيرادات المالية للدولة، مما يعزز القدرة على تقديم الخدمات العامة وتحقيق التنمية المستدامة.

بحلول منتصف العام

المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح قال  ان “العادات والتقاليد التي ظلت سائدة في ممارسة سلوك الطلب النقدي وعلى وفق الطرق النقدية البدائية في تسوية المعاملات المالية والتجارية، لا تتفق اليوم مع تطورات المجتمع المؤسساتي الرقمي الحديث في بلادنا ولاسيما تبدل تسوية المعاملات المالية والتخلي التدريجي عن استعمال اساليب الدفع النقدي المباشر لمصلحة المدفوعات الرقمية”.

وبين في حديثه مع “طريق الشعب”، ان “الجمهور بدأ يتوجه بإرادته للدخول في  (المرحلة الثانية ) في مناخ المدفوعات الرقمية،  عبر الانتقال من سحب المستحقات نقدا عبر بطاقات الدفع والتعاطي بالأساليب الموروثة في المدفوعات والقائمة على الدفع النقدي للمعاملات، بالتحول نحو الاحتفاظ بأمواله داخل حساباته المصرفية ليتاح له استخدام بطاقات الدفع نفسها لمرات عديدة في اطار مستويات من الدفع الرقمي العالي والمتجدد  في تسوية المعاملات المختلفة ضمن الحياة اليومية للمواطن”.

 ولفت في حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان “انتقال الجهور للمرحلة الثانية والتي تشكل من المدفوعات الرقمية تطور متسارع ينسجم  و تغطية فرص استخدام نظام المدفوعات الرقمية، وذلك لبلوغ مرحل رقمية متقدمة في الحياة المصرفية بأنشاء البنوك الرقمية”، فيما حدد مجموعة من العوامل التي ساعدت على ذلك منها “تعاظم استخدام الهواتف النقالة في تسوية المعاملات الرقمية والثاني تطور اعداد فتح الحسابات المصرفية المؤزرة لنشاط المدفوعات الرقمية ، والثالث تنامي الجباية الحكومية الرقمية بشكل متسارع”.

 واكد على انه “بحلول منتصف العام الحالي، ستتحول الجباية الحكومية بلا شك وبشكل شبه تام الى الدفع عبر البطاقات الائتمانية وغيرها من وسائل المدفوعات الرقمية المعتمدة، والتي تشهدها اليوم محطات بيع الوقود كافة لتنتهي الى  دفع الضرائب والرسوم والاجور والمعاملات الحكومية لتكون جميعها عبر البطاقات الدفع الرقمية”.

تعزيز الموارد الحكومية

من جهته فصل محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، أهداف ومزايا مشروع الجباية الإلكترونية، فيما قال ان انطلاق مشروع الجباية الإلكترونية يأتي ترجمة لالتزام البنك المركزي والمصارف والمؤسسات المالية الخاضعة لرقابة البنك المركزي في تنفيذ رؤيته وأهدافه الستراتيجية لتطوير القطاع المالي والمصرفي في العراق.

واشار الى ان هذا المشروع “يسهم بشكل كبير في تعزيز الموارد الحكومية وتحصيلها في بيئة موثوقة وآمنة وشفافة بالاعتماد على البنية التحتية لأنظمة المدفوعات ومنصات الدفع الإلكتروني التي يوفرها البنك المركزي ومزودي خدمات الدفع المرخصين”.

واوضح انه سيستهدف “بشكل عام الوزارات الحكومية جميعها وكذلك غير الحكومية والنقابات والجمعيات التي تحصل فيها المبالغ، حيث يمكن لهذا المشروع من أتمتة عمليات الجبايات كافة واعتماد أدوات الدفع الإلكتروني والحد من التعاملات النقدية الذي بدوره سيساعد على التخفيف عن كاهل المواطنين من خلال التسريع في إنجاز المعاملات”.

وأكد على أن “الجباية الإلكترونية حلقة مهمة من حلقات هدف كبير يسعى إلى الحد من ظاهرة الاقتصاد النقدي، ويسعى البنك المركزي إلى العمل عليه على مستويات عدة من أجل الاستخدام الأمثل للنقد وتوسيع الشمول المالي وبأقل التكاليف ودفع التعاملات عبر القنوات المصرفية والمالية بما يعظم المزايا الاقتصادية والاجتماعية”.

الى ذلك قال الباحث في الشأن الاقتصادي احمد عيد ان “الجباية الإلكترونية وأتمتتها أمر ضروري يحد من عمليات الاحتيال والفساد، من خلال تطبيقات جباية إلكترونية ترتبط بمنظومة موحدة تسيطر عليها وزارة المالية عبر شركات وطنية بعيداً عن الخصخصة”.

وذكر في حديث مع “طريق الشعب”، ان “مسألة اعطاء الجباية لشركات خاصة مملوكة لشخصيات فاسدة و جهات غير معلومة، بعيداً عن سيطرة الدولة تثير الكثير من الشكوك، وتتيح مجالات الفساد والسيطرة على الأموال”.

واكد عيد على ان “الأفضل في هذا الاتجاه أن تتم الجباية بواسطة البنوك العراقية، من خلال تطبيقاتها الإلكترونية، أو عن طريق تطبيق موحد خاص بوزارة الكهرباء مثلا يرتبط ارتباط مباشر بالبنوك العراقية يتم تسديد مبالغ الجباية من خلالها”.

ونوه  الباحث الى ان “الكثير من الدول ومنها بلدان مجاورة للعراق، تستخدم التطبيقات البنكية لتسديد حياتها اليومية ومنها فواتير الكهرباء، وهذا الأمر يتيح رقابة الدولة لحركة الأموال، وسيطرتها على أموال الجباية بعيداً عن عمليات الاحتيال والفساد والتلاعب”.

واتم حديثه بالقول ان “كل شيء في العراق اليوم مرتبط بمنظومات الفساد، والجباية إذا اريد لها النجاح لابد من تفعيل الرقابة وتثقيف المواطنين على مراقبة عدادات الجباية ومكائن المحاسبة وتسديد المبلغ المستحق”.

**************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

عن العلاقات  بين بغداد وواشنطن

لموقع المركز العربي في واشنطن، كتبت رند رحيم مقالاً حول نتائج زيارة رئيس الحكومة العراقية والوفد الكبير المرافق له للولايات المتحدة والتأثيرات المستقبلية المتوقعة منها، أشارت فيه إلى أن الوفد قد اقترح إقامة علاقة جريئة جديدة مع أميركا، استناداً إلى اتفاقية الإطار الإستراتيجي، رغم جملة الصعاب التي تواجهها الحكومة، وخاصة في المجال الاقتصادي والأمني.

هل كانت الزيارة ناجحة؟

وأضاف المقال إلى أنه ورغم تزامن الزيارة مع انشغال البيت الأبيض بحرب غزة والإنتخابات الرئاسية وتأثيرات الدعوة التي وجهها المشرعون الجمهوريون لبايدن كي يلغي الزيارة، فإن مصادر عراقية وأمريكية رأت بانها كانت زيارة ناجحة، لما انطوت عليه من مباحثات مكثفة مع الرئيس ومستشار الأمن القومي ووزراء الخارجية والدفاع والخزانة والأمن الداخلي، إضافة إلى الكونغرس ومراكز الأبحاث وغرفة التجارة الأمريكية وشركات الدفاع والنفط.

ورأت الكاتبة بأن أبرز ما حققته الزيارة، تمثل في إعادة الحياة لإتفاقية الإطار الإستراتيجي، المهملة من قبل البلدين، رغم أنهما سبق وشكلا لجنة لتفعيلها العام 2016 دون أن يتحقق ذلك، فيما ردد العراقيون كثيراً تمنياتهم بشراكة متعددة الأبعاد مع الولايات المتحدة، شراكة “إستراتيجية” و”مستدامة” و”دائمة”، إلى جانب وضع آليات لمتابعة العمل لتحقيق ذلك.

وذكر المقال بأن الوفد الضيف حاول أن يصور العراق كفرصة ناضجة للإستثمار من قبل الشركات الأمريكية، مشدداً على قطاع الطاقة، وساعياً لمعالجة انسحاب الشركات الأمريكية الكبرى من العراق، وخاصة إكسون موبيل، لصالح الشركات الصينية، وهو أمر أقلق بغداد، ودفعها لتقديم معاملة تفضيلية، وإلى توقيع العديد من الإتفاقيات الأخرى في مجال الدفاع والأمن والتدريب وشراء المعدات.

صعاب معقدة

وتطرق المقال إلى جملة من الصعاب المعقدة التي تجعل طموحات الحكومة العراقية غير مضمونة ولا تبعث على التفاؤل. فمن الناحية العملية، رأت الكاتبة، بأن العراق لا يزال يعاني من الفساد المتأصل، والبيروقراطية المتعجرفة، وضعف القطاع المالي، وعدد من المخاطر الأمنية، وتدني في مهارة القوى العاملة، وغياب لمستلزمات الوفاء بالمعايير الدولية، وهي عيوب ما زالت تشكل عوائق أمام الاستثمار الأجنبي، رغم مساعي بغداد لمعالجتها. ومن الناحية السياسية، أعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن أكثر ما يقلق واشنطن ويضعف فرص بناء علاقات وثيقة مع بغداد، هو تعدد مراكز القرار وعدم وجود إرادة سياسية وطنية، رغم ما قدمته القوى المنضوية في الحكومة من دعم لرئيسها أثناء زيارته لأمريكا، مشيرة إلى وجود قوى تختلف مع ذلك، فتعمد لإدامة هذا القلق الأمريكي. 

وذكر المقال بأنه وبسبب مساعي رئيس الحكومة لتعزيز شعبيته وقواعده الإنتخابية، والإنتقال من شريك صغير في الائتلاف الحاكم إلى الشريك المهيمن في الانتخابات التشريعية القادمة، تتشابك العلاقات بين القوى الحاكمة غير المتجانسة، حيث يحاول بعضها الاستفادة من توسيع العلاقات مع واشنطن لتعزيز مواقفه السياسية، في ذات الوقت الذي تحاول فيه قوى أخرى منها الإستفادة من الأمر من أجل كبح طموحات رئيس الحكومة وإضعاف شعبيته الانتخابية، خاصة وإن كل هذه القوى تستثمر فعليا في الدولة، وتتمتع بحصة كبيرة من الكعكة الاقتصادية، ويأمل بعضها أن يزيد من حصته من خلال الشراكة مع الولايات المتحدة.

ورغم تحسن العلاقات بين العراق والدول العربية، خاصة في الأونة الأخيرة، سواء في الشراكات الاقتصادية مع الأردن ومصر من جهة ومع قطر والسعودية والإمارات من جهة أخرى، والتعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والإسكان والصحة وغيرها، فقد رأت الكاتبة بإن هذه العلاقات لا تبدو مستقرة، فيما ترفض طهران وحلفاؤها بالتاكيد نتائج هذه الزيارة.

********************************************************

عين على الأحداث

مضبوط !

كشفت لجنة نيابية عن تحقيق المصارف العربية والأجنبية لأرباح طائلة من فروقات تحويل العملة الصعبة إلى الخارج، مما سبب في هدر كبير بالمال العام تجاوزت قيمته مليارات الدنانير سنوياً. وأشارت إلى أن عمولات مصرف عربي واحد منها قد بلغ 3.5 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. هذا وفيما اعتبر الناس ذلك خدمة على طبق من ذهب لمافيات الفساد، وجده المراقبون نتيجة طبيعية لمنظومة المحاصصة، التي خربت البلاد ونهبت العباد، والتي يشكل المتنفذون من الطفيليين والبيروقراطيين وبعض أصحاب المصارف والمتاجرين بالعملة ومهربيها إلى الخارج وسارقي النفط، أطرافها الرئيسية.

استيراد عفوي أم مرتب

 

أُغرقت الأسواق في العديد من المحافظات بمحصول الطماطة المستوردة، وبأسعار متدنية، تقل كثيراً عن تكاليف انتاجها محلياً، مما أربك المزارعين وشكل تهديداً صريحاً لهم بالخسارة المحتومة، لاسيما بعد أن جازفوا بإنتاج هذا المحصول رغم غياب الدعم الحكومي سواء في الوقود أو البذور أو السماد أو المبيدات. هذا وفيما طالب الفلاحون الحكومة بإيقاف هذا التخريب، رأى المختصون بأن سياسة الباب المفتوح التي رفعت القيمة الإجمالية للاستيرادات الزراعية إلى 11 مليار دولار، دفعت البلاد للإعتماد على الإستيراد في تأمين ثلثي استهلاكها الغذائي، مما عرقل مساعي تنمية انتاجنا الزراعي وشكّل أكبر المخاطر على أمننا الغذائي.

سكتوا دهراً ونطقوا كفراً

شهدت معدلات الطلاق ازدياداً تجاوزت به الثلاثمائة حالة يومياً في ظاهرة مقلقة للحريصين على استقرار العائلة ومستقبل التنمية الاجتماعية. وفي الوقت الذي عزا فيه جميع المختصين المشكلة الى تفشي الفقر والامية وتزايد العنف الأسري وزواج القاصرات وتخلف الحكومات عن تنفيذ واجباتها تجاه المواطنين في تأمين فرص العمل والسكن اللائق والرعاية الصحية والتعليم المجاني، تحاول منظومة المحاصصة، وكما صرح احد نوابها، حل المشكلة عبر الغاء حقوق المطلقات كالحق في حضانة اطفالهن. الناس الذين لم يجدوا من حكم الطغمة سوى المصائب، يرفضون بشدة هذه الحلول القاصرة ويدعون لمقاومتها حماية لحقوق النساء وضماناً لأمن الأسر.

الحدود المنتهكة

 أعلنت منظمات دولية و كردستانية، معنية بالسلام وبحقوق الإنسان، عن بلوغ عدد الضحايا المدنيين في الإقليم 850 شهيداً نتيجة القصف الإيراني والتركي على مناطقه وقراه الآمنة خلال السنوات الماضية، وبشكل خاص في محافظة دهوك. هذا، وفي الوقت الذي تشهد فيه الحدود الشمالية والشرقية لبلادنا اعتداءات عسكرية متواصلة على سيادتنا ومواطنينا العزل، بذريعة محاربة الجيران لمعارضيهم السياسيين، يجدد الناس مطالبة الحكومة في بغداد وأربيل، للعمل من أجل حماية السكان وتخفيف معاناتهم وتعويضهم عن تضحياتهم والضغط على أنقرة وطهران من أجل الكفّ عن إيذائهم، واحترام اتفاقيات التعاون وحسن الجوار مع العراق.

كل سنة وكل عام

أعلن جهاز الأمن الوطني، ضبط أكثر من 2500 طن من الحنطة المهربة والتالفة وذلك مع انطلاق موسم حصادها، منها 343 طناً من مادة الحنطة المعّفرة و1800 طن من الحنطة التالفة في مخازن الحفظ. من جانبها أعلنت وزارة التجارة بأن لديها 1800 طن مخزنة من الموسم الماضي وتنتظر تسويق 7 ملايين طن من محصول هذا العام، مما سيحقق الإكتفاء الذاتي للبلاد من القمح. هذا وكشف أحد النواب عن وجود مافيات تستغل الموسم الزراعي للتربح، من تسويق حنطة معفرة واخرى مستوردة بأسعار رخيصة من دول الجوار، مستفيدة من الفساد والعصابات المهيمنة على عدد من المنافذ الحكومية.

****************************************************************

الصفحة الرابعة

الحكومة منزعجة من وجود «يونامي»..  مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإنهاء مهام بعثتها في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

دعا رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، في رسالة خاطب فيها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة العاملة في العراق «يونامي» بشكل نهائي بحلول 31 كانون الأول 2025، مؤكداً أن مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق «لم تعد متوافرة بعد الآن».

انهاء عمل البعثة

وأشار في مخاطبته، إلى طلب العراق في 2023 تمديد بعثة الأمم المتحدة لمدة عام تنتهي في أيار 2024 والنظر في تقليص ولاية البعثة.

وأوضح أن «مجلس الأمن في قراره 2682/2023 الخاص بتشكيل فريق الاستعراض الاستراتيجي المستقل المكلف ببيان الحاجة إلى استمرار عمل وأولويات البعثة. لم يقصر التشاور مع الحكومة العراقية (كما كان متوقعاً) بل امتد إلى أطراف لم يكن لها دور عند إنشاء البعثة في العراق عام 2003».

ولفت إلى أنه «بالرغم مما تتقدم وعند تشكيل فريق المراجعة الاستراتيجي (بعد خمسة أشهر من صدور القرار) قدمت حكومة جمهورية العراق جميع التسهيلات لإنجاز مهمة الفريق حرصاً منها على احترام قرارات مجلس الأمن وانسجاماً مع عمق العلاقة التي يفتخر بها العراق أنه أحد الدول المؤسسة لها».

موقف الحكومة

وتابع: «قد أوضحنا للفريق موقف الحكومة العراقية بشأن عدم الحاجة لاستمرار بعثة (يونامي) مع التأكيد على أهمية التعاون مع الوكالات الدولية المتخصصة العاملة في العراق، والبالغة 22 وكالة دولية، وفق آلية المنسق المقيم».

وأشار إلى أنه «أطلع على تقرير الفريق المتضمن الرؤية التي بناها على لقاءات مع بعض الشخصيات والأفراد ومنظمات المجتمع المدني وبعض سفراء الدول في بغداد ونيويورك وموظفي بعثة يونامي، والنتيجة التي توصل إليها والتي تتفق وقناعتنا بعد الحاجة لاستمرار بعثة يونامي في العراق».

وأعرب عن الأسف لأن التقرير «لم يُفرق بين وجهة نظر الحكومة الممثلة للشعب العراقي والدولة المضيفة التي أنشأت البعثة في الأساس لمساعدتها وبين وجهات نظر لأطراف (غير رسمية) يمثلون آراءهم الشخصية».

وشدد على أن «بعثة الأمم المتحدة تمثّل شكلاً من أشكال التعاون الثنائي بين العراق والأمم المتحدة الذي من الضروري أن يكون مبنياً على التشاور الثنائي واحترام رغبة وسيادة والعراق، ويرتبط بمدى تحقيق البعثة لأهدافها والحاجة إلى استمراراها».

مسوغات وجودها

وأكد أن «مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق لم تعد متوافرة بعد الآن، بعد الأخذ بنظر الاعتبار التطورات الإيجابية والانجازات التي حققتها الحكومات العراقية المتعاقبة بمساعدة الدول الصديقة والأمم المتحدة وبعثاتها ووكالاتها المتخصصة والممثل الخاص للأمين العام، وإنجاز (يونامي) مهامها وولايتها بالشكل السياسي بالتحديد، وبعد مرور أكثر من (20) عاماً على التحول الديمقراطي والتغلب على تحديات كبيرة ومتنوعة».

وبين أنه «استناداً للحق السيادي لجمهورية العراق (بصفتها الدولة المستضيفة) وبعد الأخذ بنظر الاعتبار حجم بعثة يونامي وعدد موظفيها وحاجتها إلى وقت كاف لغرض تصفية أعمالها ونقل ملفاتها إلى المؤسسات العراقية والوكالات الأممية»، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى «إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بشكل نهائي بتاريخ 31 كانون الأول 2025».

وأكد ضرورة أن «تقتصر جهودها خلال الوقت المتبقي هذا العام على استكمال أعمالها (فقط) في ملفات (الإصلاح الاقتصادي، تقديم الخدمات، التنمية المستدامة، التغيير المناخي وغيرها من الجوانب التنموية) وإنجاز التصفية وإجراءات الغلق خلال عام 2025».

وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) هي «بعثةٌ سياسيةٌ خاصةٌ تأسست في عام 2003 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1500، بناء على طلب حكومة العراق. وقد اضطلعت البعثة بمهامها منذ ذلك الحين، وتوسعَ دورُها بشكل كبير في عام 2007 بموجب القرار 1770، حسب ما جاء في موقعها الإلكتروني.

****************************************************************

الداخلية تفتح 600 مركز لشراء «سلاح الجيش» من الاهالي الرصاص العشوائي.. القوانين غير المفعلة تسمح بتمادي العنف 

بغداد – تبارك عبد المجيد

تتسبب ظاهرة الرمي العشوائي في مناطق مختلفة ببغداد والمحافظات بوقوع العديد من الضحايا، نتيجة تفشي السلاح المنفلت، والسطوة العشائرية التي تتعاظم بسبب ضعف القانون.

وتناقلت وسائل الاعلام، أخيرا، خبر تسبب رصاصة فرح طائشة بمقتل عريس اثناء زفافه في نينوى، ليتحول الفرح الى مأتم نتيجة خطأ ارتكبه عمّ الضحية.

وبحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة، فإن إطلاق النار العشوائي في المناسبات تسبب بوقوع ما لا يقل عن 60 قتيلاً وعشرات الجرحى في مختلف المحافظات خلال عام ٢٠٢٢.

ظاهرة مستفحلة

وقال الخبير الأمني علي البيدر: إن «استعمال الرصاص العشوائي في الحفلات والمناسبات الحزينة، أصبح ظاهرة مستفحلة ومترسخة لدى المجتمع، في ظل الحروب التي مرت بها البلاد».

وأضاف البيدر خلال حديثه مع «طريق الشعب»، ان القانون أدرج «الدگة العشائرية، ضمن مادة 4 ارهاب»، مشيرا الى ان هناك للتوعية المجتمعية والثقافية ووضع قوانين تمنع هذه الأفعال وتكافح السلاح المنفلت.

والمشكلة الاساسية في هذه الظاهرة، وفقا للبيدر، هو ان الحكومة لا تضع هذه المشكلة ضمن أولوياتها، برغم اهتمامها بمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، مشددا على ضرورة وضع استراتيجية تشترك فيها الجهات المعنية كافة، لحل هذه المشكلة، بالإضافة إلى إنتاج مواد إعلامية توعوية تغطي المناطق النائية والبعيدة والشعبية، التي يعد الوضع الامني فيها هشا.

قوانين غير مفعلة

ويجد الخبير القانوني علي التميمي أن «قانون حظر الألعاب النارية يشكل خطوة مهمة لمنع العنف والمحافظة على الأمن العام»، مبينا أن «القانون رقم 2 لسنة 2012 يمنع استيراد وتصنيع وتداول وبيع الألعاب المحرضة على العنف، بما في ذلك الألعاب النارية، ويعاقب مرتكبي تلك الأفعال بالحبس لمدة 3 سنوات، وبغرامة قدرها 10 مليون دينار».

ويقول التميمي لـ»طريق الشعب»، أن «قانون الأسلحة رقم 51 لسنة 2017 يعاقب حمل السلاح بدون رخصة بالحبس والغرامات، وكذلك يعاقب القانون 570 لسنة 1982 بالحبس لمدة 3 سنوات كل من يطلق العيارات النارية في المناسبات».

ويضيف ان هناك حاجة ملحة لتطبيق تلك القوانين.

وخصصت الحكومة ضمن مشروع حصر السلاح بيد الدولة 15 مليار دينار (11.5 مليون دولار) لشراء الأسلحة من المواطنين، لكن حتى الآن لا يزال العراقي يتمسك بسلاحه لأسباب كثيرة.

ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية مقداد الموسوي: إنّ «الوزارة لديها خطة متكاملة لحصر السلاح بيد الدولة، ستكون على شكل مراحل متعددة»، مؤكداً ان غالبية السلاح الموجود لدى الأهالي هو سلاح الجيش العراقي.

ويضيف الموسوي في حديث خص به «طريق الشعب»، ان أكثر من ٦٠٠ مركز خصصتها الوزارة لشراء الأسلحة من المواطنين، إضافة إلى النافذة الإلكترونية، مشيرا الى ان كل عائلة عراقية لديها الحق في امتلاك سلاح واحد فقط، من النوع الخفيف.

وطبقا لإحصاءات غير رسمية، فان هناك ما بين 7.5 مليون إلى 10 ملايين قطعة سلاح لدى الأهالي. وبعض الأشخاص يمتلكون أسلحة ثقيلة.

********************************************************************

تنسيقية التيار الديمقراطي في واسط تعقد اجتماعها الأول

الكوت - همام قباني

عقدت التنسيقية الجديدة للتيار الديمقراطي في واسط، صباح أول أمس الجمعة، اجتماعها الأول، بحضور المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي أثير الدباس، وأعضاء التنسيقية.

وقد تحدث الدباس خلال الاجتماع عن أهمية دور تنسيقية واسط في تعزيز مبادئ وأهداف التيار الديمقراطي على مستوى المحافظة.

فيما قدم مسؤول التنسيقية عدنان حمود، عرضًا تفصيليًا لخطط وأهداف التنسيقية للمرحلة المقبلة، والتي ركزت على تعزيز التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، وتقديم الخدمات والمساعدات للمحتاجين، والعمل على رفع مستوى الوعي السياسي والثقافي لدى المواطنين.

وتم خلال الاجتماع تقسيم أعضاء التنسيقية إلى لجان متخصصة، وتوزيع المهام والمسؤوليات عليهم.

وفي الختام، كرم الدباس أعضاء التنسيقية للدورة السابقة، تقديرًا لجهودهم المتميزة.

***********************************************************************

شيوعيو البصرة يتفقدون الرفيقة منى مسعود

 البصرة – طريق الشعب

زار وفد من شيوعيي البصرة الرفيقة منى مسعود في منزلها، وذلك للاطمئنان على وضعها الصحي ومتابعة مدى تعافيها من مرض تتلقى علاجه. 

ضم الوفد كلا من الرفاق باسم محمد حسين، عبد الزهرة عذار، فالح ياسين، صلاح عبد القادر، عبد الكريم الحربي وجاسم محمد شريان.

************************************************************

ستوكهولم.. مشاركة عراقية في إحياء ذكرى النصر على النازية

ستوكهولم – عاكف سرحان

شاركت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، في مسيرة نظمها الحزبان الشيوعيان السويدي واليوناني وشبيبتاهما، في مناسبة الذكرى الـ79 ليوم الانتصار العظيم على النازية والفاشية والعسكرية اليابانية 9أيار.

وانطلقت المسيرة من ساحة «محطة سلوسن» في العاصمة ستوكهولم إلى نصب «لامانو» التذكاري الذي يرمز إلى الشهداء السويديين المشاركين في الحرب الأهلية الإسبانية، التي اندلعت في ثلاثينات القرن الماضي إثر هجوم الجنرال الفاشي فرانكو على النظام الجمهوري في البلاد، وتصدي القوى الديمقراطية واليسارية للهجوم بمشاركة متطوعين من مختلف بلدان اوربا والعالم. وقد رفع المشاركون في المسيرة رايات حمراء وشعارات تحيي الذكرى.

وعند النصب القى الرفيق يانس كلمة باسم الحزب الشيوعي اليوناني، والرفيق تيودور قرأ كلمة باسم شبيبة الحزبين. فيما قرأت الرفيقة زاهرة سرحان كلمة باسم الحزب الشيوعي السويدي. بعدها وضع المحتفلون باقات ورد على النصب.

وقد مثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي الرفاق خولة مريوش وجاسم هداد وعاكف سرحان.

**********************************************************************

الصفحة الخامسة

في ذروة إنتاجها.. الطماطم المستوردة تُغرق الأسواق على حساب المزارع المحلي

متابعة – طريق الشعب

شكل استمرار دخول محصول الطماطم المستوردة إلى العراق، كابوساً مؤرقا للمزارعين المحليين، لا سيما ان المنتج المستورد أرخص ثمنا من المحلي الذي يمر حاليا بفترة ذروة الإنتاج الممتدة من أيار إلى حزيران. ويؤكد فلاحون ان المنتج المحلي يكفي لتغطية كل حاجة العراق منه.

وفي حديث صحفي، يشكو فلاحون في محافظات مختلفة من إغراق الأسواق بالطماطم الإيرانية رغم توفر المحلية من مزارع الدجيل وخان بني سعد وكربلاء والنجف والبصرة والصويرة واليوسفية وجبلة وغيرها.

وما يفاقم مشكلة الإنتاج المحلي – وفقا للفلاحين، هو أن المستورد أرخص سعراً منه. حيث يبلغ سعر صندوق الطماطم الإيرانية ذي الـ30 كيلوغراما بحدود 7 آلاف دينار في المنافذ الحدودية، أي بقرابة 250 دينارا للكيلوغرام الواحد، ويصل إلى المواطن بنحو 500 دينار للكيلوغرام. في حين أن صندوق الطماطم المحلي يُكلّف الفلاح بين 8 و9 آلاف دينار، وأقل سعر بيع مناسب له هو 10 آلاف دينار. لذلك يصل الكيلوغرام للمواطن بسعر 750 دينارا.

ويعود اختلاف تكلفة الإنتاج - حسب الفلاحين، إلى كون وزارة الزراعة غير داعمة للفلاح، من حيث توفير البذور والوقود لتشغيل المكائن الزراعية، فضلا عن الأسمدة وغيرها. لذلك يضطر بعض المزارعين إلى ترك مهنتهم والتوجه إلى مهن أخرى، نظرا لعدم قدرتهم على سد تكاليف الإنتاج، إلى جانب تورطهم بالديون. فيما لا يزال بعض الفلاحين مديونين منذ 10 سنوات، ولا يستطيعون سداد ديونهم!

ويؤكد الفلاحون، أن بتوفير الدعم للفلاح سيكون سعر الطماطم المحلية مساويا لسعر المستوردة، أو أقل منه، مشيرين إلى ان “الحكومة الاتحادية تعلن إغلاقها باب استيراد الطماطم، لكن ليس لديها سلطة على إقليم كردستان في هذا الجانب”.

معابر دخول الطماطم

وتدخل الطماطم الإيرانية عبر منفذي برويزخان وباشماخ في كردستان – وفقا لعضو المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في كربلاء، عادل الكَريطي، الذي يذكر في حديث صحفي أن “المنافذ العراقية تمنع دخول المستورد، لكن المشكلة في منافذ الإقليم. فهي مفتوحة وتدخل عبرها الطماطم. كما أن هناك تهريبا للمحصول عبر ديالى”، مبينا أن “استمرار دخول المستورد يتسبب في خسارة الفلاحين بنسبة تصل إلى 50 في المائة”.

وسبق ان كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، في 14 آذار الفائت، أن العراق سادس دولة عربية في إنتاج الطماطم. حيث بلغ إنتاجه أكثر من 700 ألف طن عام 2023.

لا تسعيرة مركزية

من جانبه، يشير الخبير الاقتصادي عبد السلام حسين، إلى أن “زراعة الطماطم ليست سهلة. فهي مكلفة ومتعبة، وان المحصول سريع التلف”، مبينا في حديث صحفي ان “وزارة الزراعة ليس لديها نظام تسعيرة مبرمج، وفي الوقت نفسه لا توجد رقابة على المخالفين للتسعيرة التي كانت في السابق تعلن في الإعلام يومياً”.

ويدعو حسين الذي كان وكيلاً لتسويق الفاكهة والخضراوات، وزارة الزراعة إلى “احتضان الفلاح وتطوير المنتج المحلي ومنع المستورد ووضع تسعيرة مركزية للمحاصيل”.

حظر الاستيراد

وكان مكتب غرب آسيا التابع لمنظمة التنمية التجارية الإيرانية، قد أعلن في 23 تشرين الأول 2023، منع العراق مؤقتاً من استيراد بعض المنتجات الزراعية الإيرانية، وبينها الطماطم. ووقتها قال مدير المكتب فرزاد بيلتن، في تصريح صحفي، إنه “بحسب دعوة الملحق التجاري في سفارة جمهورية العراق في طهران، وفي إطار دعم المنتج المحلي، سيتم منع توريد المنتجات الزراعية مثل الطماطم والخيار والبطيخ من إيران إلى العراق بشكل مؤقت”.

وبيّن أن “الصادرات الإيرانية للعراق في النصف الأول من السنة المالية المنتهية 22 أيلول 2023، لامست مستوى 4.5 مليار دولار، حيث شكلت المنتجات الزراعية نحو 20 في المائة من هذا الحجم”.

وفي هذا السياق، يقول المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي، أن “قرار منع استيراد الطماطم لا يزال ساري المفعول ولم يتم إلغاؤه، وإذا ما كانت هناك طماطم غير عراقية فهي نتيجة لدخولها من منافذ غير مرخصة في الإقليم، ومن ثم تصل إلى بقية المحافظات”. ويشير في حديث صحفي إلى ان “هذه المشكلة يعانيها القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وهي قائمة نتيجة عدم تعاون الأجهزة المعنية في محافظات الإقليم”، موضحا أن “المشكلة مشخصة وتحتاج إلى قرار من الجهات المعنية في الإقليم يوقف عمليات الإدخال غير المشروعة للمحاصيل، حفاظاً على المنتج المحلي ومصالح الفلاح في مختلف المحافظات”. يذكر أن وزارة الزراعة والموارد المائية في كردستان، قررت في 22 كانون الثاني الماضي، حظر استيراد الطماطم حتى اشعار آخر، استناداً الى طلب قُدم لها من مزارعي وسط العراق وجنوبه. ووقتها ذكرت الوزارة أن “هذا القرار يأتي للمصلحة العامة ولمصلحة المزارعين ومن أجل تسويق المنتج المحلي”.

وكان العديد من فلاحي الوسط والجنوب قد عقدوا اجتماعاً مع وزيرة الزراعة والموارد المائية في الإقليم، بيكرد طالباني، طلبوا خلاله إيقاف استيراد الطماطم لوفرتها في المحافظات الوسطى والجنوبية، وخصوصاً البصرة .وقد وافقت الوزيرة على الطلب.

***********************************************************************

سبعيني لقي مصرعه دهسا شارع في الكوت يصبح مضمارا لسباق السيارات!

متابعة – طريق الشعب

لقي رجل سبعيني في مدينة الكوت، الأربعاء الماضي، مصرعه في حادث دهس على الشارع الرئيس لمنطقة الكفاءات، وذلك بسبب تهور بعض السائقين، الذين جعلوا هذا الشارع أشبه بمضمار لسباق المركبات، نظرا لعدم احتوائه على مطبات اصطناعية – حسب ما يؤكده عدد من الأهالي.  يقول المواطن حسين علي، أن “الضحية، واسمه رضا شبر، كان يتمشى على الشارع، فصادف ان حصل حادث اصطدام بين سيارتين مسرعتين. فانحرفت إحداهما ودهسته، ما فقد حياته على الفور”، مبينا في حديث صحفي أن “سائق السيارة، وبعد أن دهس الرجل، لم يتوقف، إنما حاول الفرار، ما دفع الآخر إلى مطاردته لمعرفة مكان منزله. وبالفعل استدل على المنزل وتم إبلاغ الشرطة فقبضت عليه”. 

ويلفت علي إلى ان “هذا الحادث هو الثاني على هذا الشارع، خلال فترة قصيرة. فسبق ان توفيت طفلة صغيرة بحادث دهس”، مبينا أنه “بعد تطوير الشارع وانارته أصبح مضمار سباق لبعض الشباب المتهورين، من سائقي المركبات والدراجات. حتى ان البعض يسير بسرعة 180 كيلومترا”!

ويطالب المواطن البلدية بنصب مطبات اصطناعية على الشارع، ومديرية المرور بوضع كاميرات مراقبة، منوّها إلى ان هذا الشارع تجاري ويرتبط بعدد من المدارس والمعاهد، ما يجعله حيويا طيلة ساعات اليوم. 

******************************************************************

الأمطار والحرائق تكبّد فلاحي النجف ربع مليار دينار

متابعة – طريق الشعب

أفاد رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف، محسن هدهود، بأن فلاحي المحافظة تكبدوا خسائر مالية كبيرة بسبب الحرائق التي اندلعت في عدد من حقول القمح، إضافة إلى الأمطار الغزيرة التي أضرت بالمحصول. وقال في حديث صحفي، أن “عدد الحرائق التي طالت حقول القمح أثناء عمليات الحصاد في مناطق النجف بلغت 4 حرائق، جميعها تم تدوينه من قبل مديرية زراعة النجف عبر خرائط الـ(جي بي اس). كذلك أسماء الفلاحين المتضررين، لغرض تعويضهم خلال الفترة المقبلة”.

وأشار إلى أن “الأمطار لم تؤثر بشكل مباشر على عملية حصاد محصول القمح، بقدر ما ساهمت بشكل غير مباشر في زيادة نسبة رطوبته أثناء عملية تسويقه. حيث تم رفض قرابة 200 طن لارتفاع رطوبتها فوق النسبة المحددة حكومياً”. وأوضح هدهود أن “قيمة الخسائر تقارب ربع مليار دينار، ولغاية الآن تم تسويق 100 ألف طن”.

************************************************************

في قضاء القائم مدرسة مكتظة بالتلاميذ آيلة للانهيار

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي “قرية دغيمة” في قضاء القائم بمحافظة الأنبار، من تهالك “مدرسة أنس بن مالك” الابتدائية في قريتهم، مبينين أن المبنى معرض للانهيار في أي لحظة، ما يهدد حياة التلاميذ، وأعدادهم كبيرة جدا.

ويبينون في حديث صحفي، أن إدارة التخطيط العمراني في تربية القائم أصدرت كتابا رسميا بشأن وضع المدرسة، وأرسلته إلى تربية الأنبار لغرض اتخاذ اللازم.

من جانبه، يقول مسؤول التخطيط العمراني ياسين إسماعيل، أن “هذه المدرسة متهالكة بشكل عام. وقد رفعنا كتابا مرفقا بالكشوفات إلى تربية المحافظة، يوصي بهدم المدرسة وإعادة بنائها”.

فيما يقول رزاق كنعان الطائي، أحد وجهاء القرية، أن “المدرسة قديمة ومكتظة بالتلاميذ ودوامها مزدوج”، مشيرا إلى أن الأهالي يطالبون الجهات المسؤولة بإنشاء مدرسة جديدة تستوعب أعداد تلاميذ القرية.

**************************************************************

الكلاب السائبة تهاجم الأطفال في الزبير

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي قضاء الزبير غربي البصرة، من انتشار الكلاب السائبة، بأعداد كبيرة، في مناطقهم السكنية.

وقالوا في حديث صحفي، أن الكلاب تتجول في الشوارع، وتهاجم الأطفال والكبار، مؤكدين أنه قبل أيام هاجمت كلاب شرسة طفلا، ونهشت جسده، فكاد يموت.

وحفاظا على سلامة المواطنين وأطفالهم، طالب الأهالي الدوائر المعنية، بمكافحة تلك الكلاب التي لا تخلو من أمراض خطيرة.

*************************************************************

السماوة منطقة جديدة تطالب بالخدمات

متابعة – طريق الشعب

طالب مواطنون من أهالي السماوة، ممن تسلموا قطع أراض سكنية في منطقة “23  - آل مطشر” الجديدة في المدينة، بتزويد المنطقة بالخدمات البلدية الأساسية، وشمولها بمشاريع البنى التحتية، كي يتسنى لهم بناء منازل على أراضيهم.

وقالوا في حديث صحفي، أن هذه المنطقة وزعت حديثا على بعض المشمولين بقطع الأراضي السكنية، لكنها لم تزود بالخدمات المطلوبة، لذلك لن يستطيع أصحاب الأراضي بناء منازل على أراضيهم، مشيرين إلى ان المنطقة محاذية لمركز المدينة، ولو جرى رفدها بالخدمات ستساهم في التقليل من حدة أزمة السكن وتخفيف الزخم السكاني الحاصل في المدينة.

*****************************************************************

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحاويل ومعها اللجنة المحلية للحزب في بابل، قبيلة ربيعة في ناحية الامام بوفاة الصديق الشاعر توفيق عبيد عاصي الربيعي، إثر نوبة قلبية.

والفقيد، وهو مدير ناحية الامام الاسبق وعضو منتدى المحاويل الثقافي، ابن عم الرفيق سامي عبد علي الربيعي (ابو رفيف) والرفيق رزاق گبان (ابو محمد).

له الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الصالحية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق محمد علي حسين ( ابو جاسم) بوفاة حفيدته الشابة ملاك جاسم اثر مرض عضال لم يمهلها طويلا.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الأستاذ رشيد البديري بوفاة شقيقته. كما تعزي بهذا المصاب الرفيق حسين حامد عيدان البديري، ابن شقيق الفقيدة.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الرفيق فؤاد حمزة، الذي توفي بعد صراع مع المرض.

له الذكر الطيب ولأسرته ورفاقه خالص العزاء والمواساة.

  • تعزي هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية للحزب في واسط، الرفيق ضياء ياسر الشمري بوفاة شقيقته، وهي زوجة ابن اخ الرفيق سوادي مديخل (ابو عبد الله).

الذكر الطيب دوما للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق سلام عبد الزهرة حسين اللهيبي بوفاة والده.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

********************************************************************

الصفحة السادسة

قرار تاريخي.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعم حق فلسطين بالعضوية الكاملة

متابعة ـ طريق الشعب

في قرار تاريخي صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على دعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، وسط ترحيب دولي وإقليمي كبير ودعوات لمجلس الأمن بالاستجابة للقرار وتشديد على الولايات المتحدة الامريكية بعدم استخدام حق النقض الفيتو.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا مقدما من المجموعة العربية ودول أخرى، يؤكد أن دولة فلسطين «مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة الكاملة، وفقا للمادة 4 من ميثاق الأمم المتحدة»، و»ينبغي من ثم قبولها عضوا» في المنظمة.

وصوت لصالح القرار 143 دولة، وعارضته 9، وامتنعت 25 دولة عن التصويت، وفق موقع المنظمة الأممية الإلكتروني.

ترحيب فلسطيني

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار، وقال؛ إنه «ينسجم مع القانون الدولي، ويعبر عن الإجماع الدولي في عزل الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته الخطيرة للشرعية الدولية»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).

وأضاف عباس، أنه على أساس هذا القرار، «ستواصل دولة فلسطين مسعاها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تقوم بذلك»، دون أن يضيف تفاصيل بهذا الصدد.

رحب حزب الشعب الفلسطيني باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار، معربا عن تقديره للجهود التي بذلت في هذا الشأن والدول التي صوتت لصالح مشروع القرار الذي حصل على دعم 143 دولة في مقابل معارضة 9 دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وامتناع 25 دولة عن التصويت.

وأكد الحزب في تصريح صحفي ان التصويت الذي جرى في الجمعية العامة يمثل خطوة مهمة في المعركة السياسية الدائرة لنيل فلسطين عضويتها المشروعة في الأمم المتحدة وجميع الهيئات الأممية، وهي جزء من نضال شعبنا لنيل الحرية والاستقلال وحقوقه كافة، وفي المقدمة منها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس وحق العودة وفق القرار 194.

وطالب حزب الشعب جميع دول وشعوب العالم بالتحرك للجم سياسات الولايات المتحدة الامريكية الداعمة لحرب الإبادة التي تشن على شعبنا، والمعادية أصلاَ لحقوقه الانسانية والوطنية، وبذل أقصى الجهود لوقف تلك الحرب الفاشية، ومنح فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.

مباركة عربية

من جانبه، أعرب العراق عن ترحيبه بالقرار وفق بيان لوزارة خارجيته. وقال؛ إن تأييد «143 عضوا للقرار مقابل اعتراض 9 أعضاء وامتناع 25 عن التصويت، يكشف الدعم الدولي الكبير للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة».

فيما وصفت مصر، عبر بيان لخارجيتها، القرار بـ «التاريخي»، وعدته «تجسيدا لواقع وحقيقة تاريخية على الأرض، واعترافا بحقوق شعب عانى لأكثر من 7 عقود من الاحتلال الأجنبي».

ودعت مصر «جميع الدول التي لم تتخذ بعد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أن تمضي قُدُما نحو اتخاذ هذه الخطوة المهمة والمفصلية لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني».

بماذا أوصى القرار؟

وأوصى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي شاركت في رعايته أكثر من 80 دولة عضوا، مجلس الأمن الدولي بأن «يعيد النظر بشكل إيجابي في مسألة عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة.

وقررت الجمعية العامة، وفق القرار، «على أساس استثنائي ودون أن يشكل ذلك سابقة، اعتماد عدة طرق تتعلق بمشاركة دولة فلسطين في دورات وأعمال الجمعية العامة، والمؤتمرات الدولية التي تعقد تحت رعايتها وسائر أجهزة الأمم المتحدة».

كما جدد القرار تأكيده «حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك أن تكون له دولته المستقلة، وهي فلسطين».

وأعرب عن «الأسف والقلق العميقين» بشأن استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة في 18 نيسان الماضي.

ورغم أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة «غير ملزمة قانونا»، على عكس قرارات مجلس الأمن الدولي، إلا أنها تعكس الرأي العالمي، ويمكن أن يؤثر ثقلها السياسي المهم الكبير على قرارات الدول الأعضاء.

وكانت الولايات المتحدة استخدمت «الفيتو» في مجلس الأمن، الشهر الماضي، ضد مشروع قرار جزائري يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة.

وتتمتع فلسطين بوضع «دولة غير عضو»، لها صفة المراقب بالأمم المتحدة، وحصلت على هذا الوضع بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 تشرين الثاني 2012.

*************************************************************************

الرئيس الكولومبي يطالب الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو

بوغوتا ـ وكالات

دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بترو، الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل واتهمها بارتكاب «إبادة جماعية» في قطاع غزة، المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكتب بترو على منصة إكس إن «نتنياهو لن يوقف الإبادة الجماعية»، معتبرا أن هذا الأمر يستدعي إصدار «مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية».

واقترح الرئيس الكولومبي كذلك أن «ينظر مجلس الأمن (الدولي) في إنشاء قوة لحفظ السلام على أراضي غزة».

وكان بترو أعلن في الأول من أيار الجاري أنه سيقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ليحذو بذلك حذو بوليفيا وبليز، بعد وقف شراء الأسلحة التي تصنعها الدولة العبرية، وقال في خطاب إنه «لا يمكننا العودة إلى أزمنة الإبادة الجماعية وإبادة شعب بكامله».

وسبق للرئيس الكولومبي أن انتقد مرارا الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز» إنهم يتوقعون أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم نتنياهو.

********************************************************************

تعرف على مواد الدستور الكويتي المعطلة بقرار أميري

الكويت ـ وكالات

قرر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد على 4 سنوات، تتم خلالها دراسة جميع جوانب العملية الديمقراطية، على أن يتولى سلطات مجلس الأمة الأمير ومجلس الوزراء.

وأشار الصباح في كلمة متلفزة الى أن قراره حل مجلس الأمة بوقف بعض مواد الدستور، جاء بعد أن وصل التمادي إلى حدود لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها، كما كانت هناك مصاعب وعراقيل لا يمكن تحملها. وقال إن تشكيل الحكومة لم يكتمل منذ تعيين رئيس الوزراء المكلف الشيخ محمد العبد الله الصباح، في 15 نيسان2024، بسبب فرض إملاءات وشروط للدخول فيها من النواب، وبعضهم “تدخل في صميم اختصاصات الأمير وحقوقه الدستورية”. أضاف أن الأجواء غير الصحية التي عاشتها الكويت في السنوات الماضية شجعت على انتشار الفساد في معظم مرافق الدولة والمؤسسات الأمنية والاقتصادية ما أثر على نظام العدالة. ولا زال الدستور الكويتي ساريًا في كل ما يتعلق بالحقوق والحريات، فضلاً عن البنود المتعلقة بالسلطات التنفيذية والقضائية. ويقتصر الإيقاف على المواد الخاصة بالبرلمان التي تتعلق بالتشريع والرقابة وهي المادة  51 التي تنص على أن السلطة التشريعية يتولاها الأمير ومجلس الأمة وفقاً للدستور، والمادة 56، المتعلقة بتعيين الوزراء، والمادة 71 التي تنص على وجوب عرض مراسيم تعيين الوزراء على مجلس الأمة خلال 15 يوما من تاريخ صدورها، والمادة 79، تتعلق بعدم صدور أي قانون إلا إذا أقره مجلس الأمة وصدق عليه الأمير، والمادة 174، تعطي حق تنقيح الدستور إلى الأمير وثلث أعضاء مجلس الأمة، والمادة 181، التي تنص على عدم جواز تعطيل أي حكم من أحكام الدستور إلا أثناء قيام الأحكام العرفية في الحدود التي يبينها القانون.

**************************************************************************

أفغانستان وكينيا والبرازيل أبرز ضحايا الفيضانات في العالم

كابول ـ وكالات

تسببت فيضانات الأمطار الغزيرة في كل من أفغانستان وكينيا والبرازيل بمقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تضرر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. فقد أعلنت إدارة الكوارث الطبيعية الأفغانية مصرع أكثر من 200 شخص جراء الفيضانات التي تجتاح مناطق عدة في ولاية بغلان شمال شرقي أفغانستان. وقال رئيس إدارة الكوارث إن الفيضانات هدمت منازل عدة في منطقتي بوركا ونهرين، وتضررت 4 مديريات في الولاية، مضيفا أن البحث عن مفقودين لا زال جاريا، وطالبت السلطات المحلية الحكومة المركزية بإرسال مساعدات عاجلة وفرق إنقاذ لإجلاء المصابين. وفي كينيا، قال وزير الداخلية كيثور كينديكي إن عدد الذين فقدوا حياتهم جراء السيول ارتفع إلى 267 شخصا، فيما أصيب 188 آخرون. كما لفت كينديكي - في تصريحات صحفية - إلى أن 75 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين جراء السيول. وكشف أن نحو 389 ألف شخص تضرروا من الظروف الجوية السيئة، واضطرت 56 ألف أسرة إلى مغادرة منازلها. من ناحية أخرى، تضرر 9 آلاف دونم من الأراضي الزراعية بسبب السيول التي أدت إلى نفوق 4 آلاف رأس من الماشية. يشار إلى أن الحكومة الكينية أقامت 167 مخيما لإيواء المتضررين من السيول. وفي البرازيل، قالت السلطات في ولاية ريو غراندي دو سول في أقصى جنوب البرازيل إن سقوط الأمطار تجدد في الولاية، ووصل عدد القتلى بسبب الفيضانات غير المسبوقة إلى 126. وقال الدفاع المدني إن عواصف وفيضانات اجتاحت الولاية التي يقطنها نحو 10.9 ملايين نسمة أدت أيضا إلى نزوح نحو 340 ألفا، في حين لا يزال 141 شخصا في عداد المفقودين.

*******************************************************************

محاكم رجعية في المؤسسات التعليمية.. هل عادت المكارثية في الولايات المتحدة الامريكية؟

رشيد غويلب

مع اتساع الاحتجاجات ضد حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يمارس الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي حملة ترهيب ضد إدارات الجامعات والمعاهد والمدارس.

ويجري احتجاز الكوادر التربوية، ليس بسبب تصريحات معينة، بل لتقصيرهم في التعاون مع الشرطة بالسرعة الكافية، أو لم يكونوا صارمين كفاية في مواجهة «عدم انضباط» الطلبة المحتجين.

على خطى مكارثي

وتقود الحملة لجنة التعليم في بمجلس النواب، برئاسة الجمهورية إليز ستيفانيك، وهي رجعية متطرفة ومؤيدة لترامب. وقد أعادت „جلسات الاستماع» التي أجرتها، إلى الأذهان استجوابات لجنة مكافحة الأنشطة غير الأمريكية المعروفة بـ «المكارثية»، نسبة إلى   السيناتور جوزيف مكارثي، الذي كان نائبا في سنوات (1950 – 1955)، لكن الملاحقة الهستيرية للشيوعيين والتقدميين، ومن تلصق بهم هذه التهمة، بدأت قبل العام 1950 واستمرت لسنوات تلت عام1955.

الأربعاء الفائت تعرضت إدارة المدارس العامة في نيويورك وبيركلي وكاليفورنيا ومدن أمريكية أخرى لاستجواب لجنة التعليم البرلمانية، لأن الجمهوريين أرادوا معرفة سبب عدم «طرد» المعلمين والإداريين الذين اتُهموا بالمشاركة في الاحتجاجات أو على الأقل عدم القيام بأي شيء تجاههم. كيف يمكن للطلاب اليهود أن يشعروا بالأمان في ظل هذه الظروف؟، سأل النائب براندون ويليامز من نيويورك، ديفيد بانكس، مدير المدرسة العامة في المدينة. أجاب بانكس: «لكل موظف لدينا الحق في أن يعامل بشكل عادل». «ليس لدينا السلطة لطرد أي شخص لمجرد أنني لا أتفق معه».

وبخ النائب دنكان هانتر، مديرة مدرسة «بيركلي» إنيكيا فورد مورثيل لاستخدامها مواد تناقش شعار «من النهر إلى البحر، فلسطين حرة»، إجابات مورثيل: «نحن نؤمن بشدة بأهمية عرض أفكار متنوعة». وفي الوقت نفسه، أكدت وزميلان آخران تم استدعاؤهم أنهم لا يفهمون تفسير هذا الشعار بأنه معاد للسامية.

مال سياسي

بدأ الجمهوريون حملة الترهيب في الخامس من كانون الأول بضجة كبيرة: فقد تم استجواب رؤساء ثلاث جامعات مشهورة: كلودين جاي من جامعة هارفارد، وإليزابيث ماغيل من جامعة بنسلفانيا، وسالي كورنبلوث من معهد التكنولوجيا ماساتشوستس. زعمت ستيفانيك زوراً أنهم أجابوا بشكل مراوغ على سؤال حول ما إذا كانت الدعوات إلى الإبادة الجماعية ضد اليهود تنتهك القواعد في جامعاتهم. ونتيجة لهذا الرد الديماغوجي، استقالت ماغيل في العاشر من كانون الأول واستقالت غاي في الثاني من كانون الثاني. جاءت استقالة ماغيل بعد يومين من إلغاء الرئيس التنفيذي لشركة استشارات كبرى تبرعًا سابقًا بقيمة 100 مليون دولار. إن الضغوط الذي يمارسها المانحون الرئيسيون، وأغلبهم من خريجي الجامعات المعنية، يلعب دوراً كبيراً في حملة الترهيب المنسقة التي يشنها الجمهوريون واللوبي المؤيد لإسرائيل. ويقف وراء العديد من عمليات الشرطة في الجامعات مسؤولون يتعرضون للابتزاز ويخافون على سمعتهم ومناصبهم إذا لم يتعاونوا.

قرار مثير

وعلى صعيد آخر من الحرب الأيديولوجية، يواجه الجمهوريون منافسة من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، حيث يتمتعون بأغلبية قوية. كان رد فعل النواب الديمقراطيين في الغالب دفاعيًا وانتهازيًا - وبالتالي يخاطر الديمقراطيون بخسارة أوساط مهمة في الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول المقبل. في السادس من كانون الأول الفائت، قدم الجمهوريون مشروع قرار مثيرًا للقلق في مجلس النواب، أقر فيه المجلس: «إن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية”. تم اعتماده بأغلبية 311 صوتًا مقابل 14. ووافق 95 ديمقراطيا على القرار، وامتنع 92 آخرون عن التصويت، ورفض القرار أعضاء «الفرقة التقدمية»، حول النائبة اليسارية عن نيويورك ألكساندريا أوكازيو كورتيز.

وفي 16نيسان، أصدر مجلس النواب قرارا يدين شعار «من النهر إلى البحر، فلسطين حرة» باعتباره معادياً للسامية. صوت لصالح القرار 377 صوتا ضد 44. وجاء في البيان أن الشعار يهدف إلى «حرمان الشعب اليهودي من حق تقرير المصير» ويدعو إلى «إخراج الشعب اليهودي من وطنه الذي ورثه عن أجداده». وصوت أعضاء «الفرقة التقدمية» ضد هذا مرة أخرى.

في 2 أيار الحالي، صوت مجلس النواب بأغلبية 320 صوتًا مقابل 91 صوتًا على قانون التوعية بمعاداة السامية، الذي يدعو وزارة التعليم إلى جعل ما يسمى «التعريف العملي لمعاداة السامية» ملزمًا. وينص التعريف على أن انتقاد إسرائيل يمكن أن يكون أيضًا معاديًا للسامية. وجاءت الأصوات المعارضة من 70 ديمقراطيًا و21 جمهوريًا يمينيًا و»مسيحيًا» متطرفًا.

***************************************************************

الصفحة السابعة

من أجل ماذا يعمل الشيوعيون في القطاع الصحي؟

د. مزاحم مبارك مال الله

أولى الحزب منذ تأسيسه إهتماماً خاصاً بالجانب الصحي للمواطن والمجتمع كونه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة الناس المحددة بضوابط أقتصادية وإجتماعية مباشرة، وكان أخر ما تداوله الشيوعيون حول أوضاع الشعب كان المؤتمر الوطني العام الحادي عشر(كانون أول 2021) والذي تم خلاله أقرار برامج الحزب النضالية ومنها البرنامج الصحي، حيث تشهد الأوضاع الصحية في البلاد تراجعاً كبيراً وهي نتائج غير غريبة عن سياسة التحاصص المقيتة التي أودت وما زالت تودي بأوضاع مربكة ومرتبكة في القطاعات كافة، وهي ليست وليدة ماجرى في البلاد بعد نيسان 2003 وإنما أمتداد لما قبل ذلك التأريخ.

فقد عانت الأوضاع الصحية في البلاد من الكثير من مظاهر العجز عن تقديم الخدمات الصحية للمواطنين بما يتماشى مع ما توصلت أليه العلوم الطبية والصحية والتمريضية في القرن الواحد والعشرين، وأبسط ما يمكن قوله عن الوضع الصحي في العراقي ومستوى الخدمات فيه، بأنه مزري..!

لقد عالج المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب وقدم الحلول الناجعة وفق الرؤى التالية:

  1. بناء منظومة صحية حديثة ومتكاملة، قادرة على الوقوف في وجه المخاطر التي قد تتعرض لها البلاد، واعتماد الوسائل الحديثة في رفع مستوى الوعي الصحي للمواطنين.

هذا يعني أن هناك نقصاً حاداً ملموساً في المؤسسات الصحية الخدمية كافة(المراكز الصحية الأولية والثانوية والتخصصية والشعبية والمستشفيات بمختلف تخصصاتها الباطنية والجراحية، المختبرات، مراكز البحوث الطبية ..الخ) شريطة أن تكون حديثة فقد تطورت العلوم الصحية اليوم في العالم كله، ما جعل العراق في أخر قائمة البلدان المتخلفة عن مواكبة تلك التطورات.

  1. ضمان تقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية، الوقائية والعلاجية، والارتقاء بمستواها وتطوير خدمات الطب الوقائي، وتعزيز خدمات رعاية الامومة والطفولة والصحة المدرسية.

يؤكد ويناضل الشيوعيون على أهمية تقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية أستناداً الى الدستور وإنطلاقاً من أن الصحة تمثل ثلث مشاكل البلد مع الفقر والجهل إضافة الى أن العراق مازال بلدا غنياً بثرواته يمكنه من تطوير شبكة الرعاية وعلى المستويات كافة. ويشكل الطب الوقائي اليوم مفتاح حل المشاكل الصحية على مستوى العالم أجمع وفق خطط وبرامج متقنة في وقاية المجتمع والفرد من الأفات المَرَضية.

  1. ضمان الحق في التأمين الصحي للجميع، عبر بناء منظومة ضمان صحي حديثة، وتطوير قانون الضمان الصحي، بما يضمن تكاملا حقيقيا في عمل القطاعين العام والخاص، واعتماد آليات عادلة في تمويله.

نعم فالتأمين الصحي هو أحد مكاسب نضالات الشعوب وتحديداً بعد الحرب العالمية الثانية وإنتصار الثورات الإشتراكية في العديد من الدول، وبقيت هذه الأفكار والمبادئ من صميم نضال القوى الوطنية والديمقراطية بما يحقق جانب من جوانب العدالة الأجتماعية خصوصاً أذا ما تم إستيعاب فكرة (بناء منظومة ضمان صحي حديثة) بحيث يشترك القطاعين الخاص والعام في تكامل عملهما بهذا الجانب الحيوي والمهم الذي يخص قطاعات الشعب كافة.

  1. توسيع شبكة المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، والاهتمام بتوزيعها الجغرافي وإعادة تأهيلها، بجانب تأهيل وتطوير شبكة العيادات الطبية الشعبية وعيادات التأمين الصحي المنتشرة في عموم البلاد، وتفعيل دور البطاقة الدوائية لذوي الأمراض المزمنة وتأمين مفرداتها، وتعزيز الرقابة الصحية.

جاء هذا المطلب المهم والفعال بناء على معطيات مأساوية يعاني منها المواطنون والمتمثلة بـقلة عدد المستشفيات والمستوصفات والمركز الصحية الأخرى، أضافة الى تخلف الخدمات وإنحسارها ناهيك عن الأداء غير المُرضي في تلك المؤسسات، أما البطاقة الدوائية فهي من الأساليب الحديثة في الحصول على العلاج اللازم لذوي الأمراض المزمنة والخطرة علماً أن الكثير من دول العالم تعمل بها وفق منطق التكافل لتوفير ما يحتاجه المريض مما يساعد على حصر التلاعب والمتاجرة والمضاربات اللا إنسانية..وهذا مرتبط بأقتصاد الدولة الرصين والذي يجب أن يكون أحد أنشطته فرض الضرائب التصاعدية.

  1. أما بخصوص الرقابة الصحية والتي تعد جوهر متابعة القوانين والتشريعات الصحية في البلد فهي تعاني من الفساد المستشري حالها حال باقي المؤسسات التي لها أرتباط مباشر بقوت ودخل المواطن وكل ما يهم صحة المواطن الجسمانية والتغذوية والجلدية ومتابعة وحصر الأصابات التي تظهر في مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية والمختلطة وتطبيق القانون الذي يحد من التلاعب بصحة المواطن والمجتمع.
  2. تطوير طرق الرصد الوبائي، والاهتمام الخاص بالأمراض المستوطنة والمشتركة

أستطيع أن أقول أن الرصد الوبائي في العراقي يعاني من تلكؤ كبير والسبب ليس في القائمين عليه سواء في المديريات العامة والقطاعات الصحية أو في مركز الوزارة وحسب وإنما في الطرائق القديمة وغياب الحوكمة وعدم دقة تدوين المعلومات ومتابعتها. إن من أهم واجبات الرصد الوبائي هو رصد حركة ونمو أو إنحسار الأمراض المتوطنة والمشتركة، وفي ذلك أهمية بالغة كوننا بلداً زراعياً يقوم الفلاحون فيه على تربية الحيوانات والتي تشترك مع الأنسان بطيف واسع من الأمراض خصوصاً أن الجانب البيطري هو الأخر يعاني من الأشكاليات الحقيقية.

  1. تأمين الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الرعاية والاسناد النفسي الخاص لهم، وإنشاء المراكز والمستشفيات التأهيلية ومشاغل الأطراف الصناعية لتشمل المحافظات كافة.

الإحصائيات (غير الدقيقة) عن عدد ذوي الأحتياجات في العراق تشير الى وجود 4 ملايين حالة وهو عدد لا يستهان به. في البلدان المتقدمة أو المتوسطة يتمتعون برعاية استثنائية بأعتبارهم طاقات أنتاجية مهمة، وقد رصدت تلك البلدان لهم المراكز التخصصية العلاجية والنفسية بما فيها المستشفيات ومراكز التأهيل ما يعني عملياً تأمين الخدمات التشخيصية والعلاجية لهم لخلق موردا بشريا مهماً وهذا يعني رصد الأموال الكافية لهذه الأهداف. لم تعد النظرة البالية السابقة عنهم كما في السابق فقد وجد علماء الطب والأجتماع أن الأمكانات الذهنية والجسمية التي يمتلكها هؤلاء كبيرة جداً ومفيدة جداً.

  1. استكمال المنظومة التشريعية الصحية، وذلك عبر تشريع قوانين حقوق المريض والاخطاء الطبية، وتطوير قوانين حماية الكادر الصحي، واخيرا وضع واقرار اللائحة الطبية.

اللائحة الطبية من ضوابط العمل في كل المجتمعات، وهذه اللائحة تتضمن قوانين واسعة الطيف تدخل فيها حقوق المواطن والكادر الطبي والصحي تنظمها القوانين وفق حقوق الإنسان بما يقتضيه الدستور. فقد غزت مجتمعنا الكثير من الظواهر وإن كانت موجودة ولكن اليوم أصبحت ظاهرة، فمنها الطب التجاري والكارتلات الطبية والحلف غير المقدس على حساب المريض بين ذوي الشأن، أضافة الى مكاتب الدجل والشعوذة والعلاج خارج سياقات العلم ناهيك عن الممارسات غير الصحيحة والتلاعب بمقدرات المرضى، وهذه تشمل الأخطاء الطبية والتي يجب أن تحاسب وفق القانون.

  1. تحديد اجور الفحص والتشخيص والعلاج في مؤسسات القطاع الخاص، وايجاد آليات فاعلة من اجل الالتزام بها.

يناضل الشيوعيون من أجل مصالح الكادحين (عديمو الدخل وذوو الدخل المحدود) ومنها مصالحهم وحقوقهم في العلاج، ولكن ما يشهده بلدنا ومنذ عقود طويلة ربما تعود الى منتصف القرن الماضي هو غليان أسعار التطبيب بدون وازع أو صد لهذا الجنون على حساب المريض ومعاناته، لذلك فنضال الشيوعيين بهذا المجال منصب على تحديد أجور الفحص والتشخيص والعلاج في المؤسسات الصحية كافة.

  1. مواجهة انتشار المخدرات وظاهرة بيع الاعضاء البشرية، والعمل على مكافحتهما، وتفعيل القوانين المتعلقة بمعاقبة مروّجيهما.

 ومرة أخرى وجراء سياسة المحاصصة وشيوع الفساد وكذلك الأنفلات الأمني وفقدان     السيادة فقد إنتشرت بشكل أوسع من ذي قبل المخدرات بين الشباب الذين يعانون من البطالة والفقر والجهل، ناهيك عن أستخدام أرذل الوسائل من أجل العيش وهي ظاهرة بيع الأعضاء البشرية والتي خصصت لها مافياتها مبالغ طائلة ومراكز جراحية لا تضمن أبسط شروط الصحة فيها.

  1. دعم الصناعة الدوائية الوطنية التابعة للدولة وللقطاع الخاص، وفق الشروط والمعايير الدولية، وسن قوانين تضمن حماية الإنتاج الوطني وحماية المواطن، ومكافحة توزيع الأدوية بطريقة غير مرخصة.

نتيجة السياسات الهمجية للنظام البائد، فقد العراق ركن مهم من أركان صناعته والتي كانت احدى المنجزات العظيمة لثورة 14 تموز الخالدة وهي الصناعات الدوائية الوطنية فقد احال القسم الأكبر والمهم منها الى خطوط أنتاجية حربية والقسم الأخر الى القطاع الخاص مما فسح في المجال التلاعب بالأسعار وبالجودة والغش الصناعي، لذلك يناضل الشيوعيون من أجل أعادة هيبة تلك الصناعات وتخليصها من الشوائب وذلك وفق المعايير الدولية وضمان حقوق المواطن.

  1. ضمان حقوق العاملين في القطاع الصحي وصيانتها، ودعم نقاباتهم وجمعياتهم

لا يمكن للعمل في الميدان الصحي أن يؤدي دوره المنشود مالم نضمن حقوق العاملين فيه خصوصاً بعد ظاهرة الفلتان الأمني وضياع الكثير من القيم الأخلاقية بعد طغيان ظواهر غريبة كالدكَة العشائرية والمليشيات، لذا وجب دعم نقابات وجمعيات القطاع الصحي من خلال الأسناد المباشر والتثقيف بحقوقهم وواجباتهم.

*********************************************************************************

وزارة الصحة بين تقريرين احصائيين (1)

د. سلام يوسف

دأبت وزارة الصحة العراقية على إصدار تقريرها السنوي العام والذي بمجمله يشكل معطيات في غاية الأهمية تؤشر إلى الواقع الاقتصادي – الاجتماعي وما يفرزانه من تأثير مباشر على الواقع الصحي.

بين يدينا التقرير الإحصائي السنوي لعام 2013 والتقرير الإحصائي السنوي لعام 2022. فمن خلال تحليل المعطيات المذكورة في هذين التقريرين المهمين ودراستهما بالمقارنة الإحصائية سنتوصل إلى نتائج مثيرة لمعرفة مخرجات سياسة الجهات التشريعية والتنفيذية خلال عقد من الزمان. 

ففي صدر التقريرين وتحت عنوان (رسالة وزارة الصحة) ورد ما يلي:

“تعمل وزارة الصحة على إتاحة الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة لكافة أفراد المجتمع وبأعلى مستوى من الجودة باستثمار الموارد المتاحة بكفاءة وفقاً لأخلاقيات المهنة وقيم المجتمع لضمان التنمية الصحية المستدامة للحد من المراضة والوفيات [وبمشاركة أصحاب الشأن]”.

ملاحظة: عبارة [وبمشاركة أصحاب الشأن] وردت في تقرير 2022 بينما في تقرير عام 2013 تنتهي(الرسالة)، عند كلمة “والوفيات”.

يبدو أن وزارة الصحة قد أخفقت في أيصال رسالتها إلى أبناء المجتمع خلال فترة قد جاوزت العشر سنوات، فعملياً ومن أرض الواقع الملموس فأن الوزارة لم تتح الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، ولم تقترب من المستوى العالي، وبالتالي لم تتمكن من ضمان التنمية الصحية المستدامة كي تتمكن من الحد من المراضة والوفيات. فبالرغم من ارتفاع عدد سكان العراق خلال عقد من الزمن إلى أكثر من 42 مليون نسمة مقارنة عام 2013 حيث كان سكان العراقي 35 مليون نسمة، إلا ان الخدمات التي قدمتها وزارة الصحة لا تتناسب مع هذه الزيادة وربما لأسباب خارج ارادتها والمتعلقة بـ:

  1. عدم الاستقرار الإداري سواء بالمركز ام بالمؤسسات التابعة لها وذلك ناتج عن سياسة المحاصصة الطائفية والأثنية.
  2. المخصصات المالية المبتسرة لوزارة الصحة والتي لا تتناسب مع ضخامة المهام المنوطة بها.
  3. انحسار المردود المالي لوزارة الصحة كون أحد مهامها هو الجانب الإنتاجي ذو المردود الربحي.
  4. الرتابة والروتين والتراجع في أداء الكوادر الطبية والصحية والتمريضية مما جعل الناتج خاضعا لقيم بعيدة عن قيم المواطنة في أداء المهام المنوطة بتلك الكوادر.
  5. عدم التوسع في المباني والمنشآت الصحية والتي من المفترض أن تتناسب مع زيادة عدد السكان.
  6. المنافسة غير المتكافئة بين المؤسسات الحكومية والمؤسسات الصحية الأهلية (القطاع الخاص) وهذا مؤشر قوي جدا نحو الخصخصة والتوجه الرأسمالي للبلد، والدليل على ذلك واضح من الأرقام التالية والواردة في تقرير 2022:
  • نسبة الولادات القيصرية في المستشفيات الأهلية بلغت أعلى نسب لها (وهي 100 بالمائة) في محافظتي ديالى وبابل مقارنة مع المستشفيات الحكومية والتي بلغت (51.2 و39.9 على التوالي) وهذا يدل على:
  1. أن الحوامل اللاتي يحتجن إلى عمليات قيصرية يفضلن المستشفيات الأهلية على الحكومية.
  2. هناك “تفاهمات!!”بين المستشفيات الأهلية وبين العيادات الخاصة في إحالة الحوامل.
  • اما فيما يخص معدلات الوفيات للأطفال أقل من خمس سنوات ولكل 1000 ولادة حيّة فقد بلغت أعلى نسبة لها في محافظة النجف حيث كانت 30.3 ومعدل الوفيات للرضع لكل 1000 ولادة حية فقد بلغت 24.4، علماً أن الكثير من الولادات هي خارج المؤسسات الصحية سواء الحكومية أو الأهلية، ولكن هذه الأرقام المهولة لها دلالات مهمة:
  1. إن الرعاية الصحية للحوامل دون المستوى المطلوب.
  2. التأثير النفسي العميق للحامل حينما يتوفى وليدها.
  3. أن الالتهابات (وخصوصاً) التنفسية لازالت تلعب دوراً مؤلماً في حياة حديثي الولادة والأطفال دون الخامسة.
  4. العدوى البكتيرية وخصوصاً النفاسية عادت مما يشير إلى قصور في لقاحات الحوامل.
  5. ظروف التوليد غير الصحية.
  6. قصور في متابعة القابلات المأذونات.
  7. عودة ظهور ظاهرة الـ (جِدّة) التي تقوم بتوليد الحوامل وهي لا تملك أي خلفية طبية او صحية.
  8. انتعاش الأفكار الغيبية والظلامية بهذا الخصوص بين العائلات تماشياً مع العودة إلى الحياة البدائية بسبب فشل الحكومات المتعاقبة بعد 2003 في تطوير المجتمع.

- يتبع –

*********************************************************

3500 حالة في إقليم كردستان   ما هو مرض الثلاسيميا؟

متابعة ـ طريق الشعب

سجل إقليم كردستان العراق، مؤخرا، آلاف الإصابات بمرض «الثلاسيميا».

وكشف مدير عام صحة أربيل الطبيب دلوفان محمد، عن وجود أكثر من 3500 حالة إصابة بالمرض.

وقال في مؤتمر صحفي بمناسبة يوم الثلاسيميا العالمي الذي يصادف كل يوم الثامن من ايار من كل عام: أنه تم تسجيل أكثر من 1150 حالة إصابة في أربيل لوحدها.

وذكر دلوفان، أن المؤسسات الصحية تتلقى أكثر من 1100 وحدة دم يتم التبرع بها شهريا لصالح المرضى الذين يتلقون العلاج في مركز الثلاسيميا في أربيل.

ومرض الثلاسيميا هو اضطراب دم وراثي بحسب منظمة الصحة العالمية، إذ يؤدي إلى انخفاض نسبة الهيموغلوبين في الجسم عن معدلاته الطبيعية، وقد تُسبب فقر الدم مما يجعل المريض يشعر بالإرهاق.

ويمكن للرعاية المتخصصة المستمرة أن تساعد مريض الثلاسيميا على ممارسة حياة طبيعية وصحية، وهو اضطراب قابل للعلاج يمكن إدارته لمن يعانون منه بدرجة خفيفة من دون علاج، أو من خلال عمليات نقل الدم المنتظمة وعلاج تكدس الحديد لمن يعانون منه بدرجة كبيرة.

ويحدث مرض الثلاسيميا بسبب «طفرات» جينية للخلايا المسؤولة عن إنتاج الهيموغلوبين المسؤول عن حمل الأكسجين في الجسم.

المصابون بالثلاسيميا غالبا ما يعانون من «التحميل المفرط بالحديد»، حيث تزداد نسبته بسبب نقل الدم باستمرار، وهو ما قد يؤدي إلى أضرار بالقلب والكبد وجهاز الغدد الصماء، وقد تزاداد الخطورة في إصابتهم بالأمراض المعدين.

وفي بعض الحالات قد يصابون بتشوهات في العظام، حيث يؤدي إلى تمدد نخاع العظم، وحدوث شذوذ في بنية العظام خاصة في الوجه والجمجمة.

كما قد يصاب المريض بتضخم الطحال، ما يجعل عمله أصعب من الوضع العادي، وقد يحتاج الأطباء في بعض الحالات إلى إزالته.

ويؤدي عادة فقر الدم المصاحب للثلاسيميا ببطء معدلات النمو وتأخير البلوغ، ناهيك عن مشكلات في القلب.

*****************************************************

مخالفات بيئية تُصيب مواطني ميسان بأمراض جلدية

متابعة ـ طريق الشعب

أصيب العشرات من المواطنين في ناحية السلام جنوبي غرب محافظة ميسان، بمرض جلدي معدٍ، مجهول النوع، يسبب ذعرا لدى الأهالي. فيما شكا اخرون من ظهور طفح وحبوب على بشرتهم، وحين يراجعون الأطباء يبلغوهم انه بسبب تلوث مياه النهر.

وقال عدد منهم، انهم أصيبوا بمرض جلدي يسبب “الحكة الجلدية”، ويظهر بشكل حبوب حمراء تنتشر على الجسم، وبعضهم تطور لديه هذا المرض وأصيب بالسرطان، وحين مراجعة الاطباء يخبرونهم ان ذلك بسبب تلوث مياه يستحمون بها او يستعملونها لغسل ملابسهم. 

وبحسب تعبير الأهالي فهم يشكون ظهور الوان قاتمة في مياه النهر وماء الإسالة التي تصل منازلهم. كذلك وجود روائح كريهة في الماء.

يقول المواطن مالك عبود، وهو والد لطفل مصاب بالمرض المذكور ويسكن ناحية السلام: انه راجع بابنه اطباء في مدينة الطب في العاصمة بغداد، وقد ابلغوه ان ابنه يجب ان يتلقى جرعات كيماوية لإصابته بمرض جلدي مسرطن، وابلغوه ان سبب المرض هو تلوث مياه النهر، وسألوه حرفيا: “ابنك يسبح بالخيس” أي المياه الآسنة. 

فيما يؤكد المحامي احمد الجيزاني، الذي تكفل رفع دعوى قضائية متهما الجهات الحكومية المحلية بالتسبب بتلك الأمراض من خلال السماح لمحطة تصريف مياه المجاري في نهر البتيرة المغذي لقضاء الميمونة وناحية السلام وهناك قوانين تمنع تلك التصرفات وتعتبرها مخالفة بيئية، وأنه كسب الدعوى، ولكن الحكم صدر بمعاقبة موظفين يعملون في محطة المجاري المذكورة، وهذا لا يكفي بحسب تعبيره، وان جل ما يطلبونه هو إيقاف عمل المحطة كونها تسبب الأمراض والأوبئة للأهالي.

************************************************************************

الصفحة الثامنة

ألمانيا تدخل مسار المواجهة الخطير مع حرية التعبير

ترجمة رعد موسى الجبوري

نشرت الصحيفة البرلينية برلينر تسايتونغ   Berliner Zeitungفي 22 ابريل 2024 مقالا للكاتب والمسرحي الألماني فابيان شايدلر Fabian Scheidler ينتقد فيه السياسة الألمانية تجاه حرية التعبير فيما يخص القضية الفلسطينية، بعنوان:

السياسة الألمانية تجاه إسرائيل: دروس الماضي الكاذبة.

ألمانيا تدخل مسار مواجهة خطير مع حرية التعبير، وهذا يذكرنا بعصر المكارثية.

وادناه ترجمة المقال:

“لو حدث وأن تنبأت، قبل بضع سنوات، بما يحدث في ألمانيا اليوم بصدد إسرائيل وغزة، لظننت أن هذا مجرد خيال بائس.

فتقوم حكومة ألمانية مكونة من الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والليبراليين بتأمين دعم عسكري ودبلوماسي غير مشروط لدولة يتعين عليها حاليًا تقديم إجابات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي للاشتباه في ارتكابها إبادة جماعية - وهو الشك الذي تصنفه المحكمة نفسها على أنه “معقول”، ويتم إلغاء دعوة مثقفين وفنانين مشهورين عالميًا - بما في ذلك الأصوات اليهودية - من الذين يعملون من أجل حقوق الإنسان والتفاهم الدولي من ألمانيا، ويتم إلغاء مناصبهم كأساتذة وإلغاء احتفالات توزيع الجوائزالتي حازوا عليها، بما في ذلك نانسي فريزر، ولوري أندرسون، وماشا جيسن.

وجريمتهم هي فقط: تسمية جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان الموثقة على نطاق واسع في غزة والمطالبة بما تطالب به الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة: وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإنهاء القتل غير المبرر في غزة، فقد سقط لحد الآن أكثر من 33 ألف شخص، من بينهم 13 ألف طفل، ضحايا للقصف، كما وتلوح كارثة مجاعة في الأفق.

وقائمة المنبوذين “الخارجين عن القانون” لم تنته بعد؛ فهي مستمرة في النمو يوميًا تقريبًا. فقام السياسيون ووسائل الإعلام الألمانية البارزة باتهام المخرجين يوفال أبراهام من إسرائيل وباسل عدرا من فلسطين، اللذين حصلا على جائزة برلين للأفلام الوثائقية عن فيلمهما “لا أرض أخرى” الذي يتناول عمليات الطرد والتهجير في الضفة الغربية، بمعاداة السامية لأنهما دعيا إلى وقف إطلاق النار ووقف شحنات الأسلحة الألمانية الى إسرائيل والتي زادت بمقدار عشرة أضعاف خلال الحرب. ولأنهم تجرؤا على استخدام كلمة “الفصل العنصري”، التي ظلت منظمتا حقوق الإنسان الرائدتان في العالم، منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، تستخدمانها منذ سنوات فيما يتعلق بإسرائيل، بعد إجراء سنوات عديدة من الدراسات الميدانية المتعمقة. فكل من يتذرع بالأمم المتحدة والقانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان المعترف بها في ألمانيا اليوم يعتبر شخصًا غير مرغوب فيه، ويوصم بانه كاره لإسرائيل ومعاد للسامية.

«الكونغرس حول فلسطين في برلين»:  منع تأشيرات دخول ألمانيا ومنع النشاط

وليس هذا فحسب: بل أنه تم حاليا فرض حظر على دخول ألمانيا وحظر النشاط لشخصيات مثل وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس والجراح البريطاني الفلسطيني الشهير ورئيس جامعة غلاسكو غسان أبو ستة، الذي زار مطار برلين عدة مرات وتم احتجازه لساعات ثم إجباره على العودة. فقد عمل ابو ستة مع منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الشفاء في غزة، المدمر الآن، خلال المرحلة الأولى من القصف في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، وقدم تقريراً عن ما عاشه إلى محكمة العدل الدولية في يناير/كانون الثاني. فقد تمت دعوته هو وفاروفاكيس لحضور مؤتمر فلسطين في برلين، والذي ضم أيضًا العديد من الشخصيات اليهودية المشاركة، الذي كان من المقرر عقده في الفترة من 12 إلى 14 نيسان الماضي.

وتم ايقاف المؤتمر، الذي كان من المقرر ان يستمر ثلاثة أيام، بعد ساعتين من بدايته من قبل الشرطة الألمانية التي قامت بسرعة بقطع التيار الكهربائي، بذريعة التبرير الرسمي وهو بث مساهمة عبر الإنترنت للباحث والمؤلف الفلسطيني البالغ من العمر 87 عامًا سلمان أبو ستة، وقبل ذلك بأيام قليلة، تم فرض حظر على نشاط ودخول ابو ستة للبلد لأنه اشار مرة في مقال سابق إلى أنه، عندما كان شابا، كان من الممكن أن يكون أحد الذين نفذوا هجوم حماس الدموي على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وتبقى شرعية السند القانوني الذي يمكن على أساسه إلغاء مؤتمر بأكمله بسبب قيام أحد المتحدثين بالإدلاء بتصريحات مشكوك فيها عبر رسالة فيديو، سرا مخفيا عند السلطات.

فبينما تشير الاستطلاعات إلى أن 69 بالمائة من الألمان لا يعتقدون أن تصرفات إسرائيل في غزة لها ما يبررها، يواصل السياسيون الألمان اعتماد الدعم غير المشروط لإسرائيل، وإضافة لقيامهم بذلك، فإنهم يتخذون إجراءات وحشية بشكل متزايد ضد المنتقدين ويسيرون في مسار مواجهة خطير مع حرية التعبير ومعايير القانون الدولي. وبهذه الطريقة، فهم يهددون ألمانيا بالانزلاق أكثر فأكثر نحو نظام قمعي استبدادي.

الحكومة الألمانية معزولة من المنظور الدولي، وتخاطر ألمانيا منذ فترة طويلة بالتفريط في سمعتها بالكامل. ولا ينعكس هذا في الدعوى التي رفعتها نيكاراجوا ضد ألمانيا بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية فقط، وهي العملية التي حظيت بدعم واسع النطاق في الجنوب العالمي، ففي ظل انتشار “ثقافة الإلغاء” للفعاليات المنتقدة لإسرائيل، يبتعد الفنانون والمثقفون الدوليون بشكل متزايد عن ألمانيا. على سبيل المثال، انضمت آني إرنو، الفرنسية الحائزة على جائزة نوبل في الأدب، إلى مبادرة تدعو إلى مقاطعة المؤسسات الثقافية التابعة للدولة الألمانية لأن ألمانيا تنتهج سياسة “على غرار مكارثي” في قمع حرية التعبير.

وكتبرير لدوافع الحكومة الاتحادية الألمانية في هذا التحول الخاطئ يقولون إن ألمانيا، بسبب تاريخها، يجب أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل، ولكن هل يمكن أن يكون اتخاذ موقف يناقض القانون الدولي وضد حقوق الإنسان وحرية التعبير هو الدرس الصحيح الذي تعلمناه من أعظم جريمة حدثت في تاريخ البشرية؟ فهل هذا هو الاستنتاج الأخلاقي الصحيح؟ اي التعهد بالتضامن الأبدي وغير المشروط مع دولة معينة، بغض النظر وبشكل مستقل تماما عن من يحكم تلك الدولة (في حالة إسرائيل، المتطرفون اليمينيون في الوقت الحالي) وماذا يفعلون؟ ألا ينبغي أن يستهدف تضامننا بشكل أكبر الأشخاص المتضررين، أي الضحايا الإسرائيليين البالغ عددهم 1200 والضحايا الفلسطينيين البالغ عددهم 33000 على حد سواء؟ ألا يترتب على ذنب الماضي أن تقوم الحكومات الألمانية على وجه الخصوص بحماية البشر من الاضطهاد النفسي والجسدي وحقهم في الحياة بغض النظرعن أصلهم وقوميتهم ولون بشرتهم ومعتقداتهم؟ ولكن لماذا لا يحظى سكان غزة بهذه الحماية من قبل السياسيين الألمان؟ لماذا يتم نبذ وحظر ذلك الجمهور الألماني الذي يدافع عن هذه الحقوق ويريد منع المزيد من عمليات القتل؟ حاليا يتم قلب الحقيقة والقانون رأساً على عقب في ألمانيا، ويقف بقية الناس في العالم يشاهدون مايحدث ويهزون رؤوسهم.

عن الكاتب:

فابيان شايدلر كاتب ومؤرخ وفيلسوف الماني ويعمل كمؤلف مستقل لوسائل الإعلام المطبوعة والتلفزيون والمسرح وساهم بتأسيس مجلة   TV Kontext المستقلة والمدعومة من المفكر نعوم تشومسكي له مؤلفات في المسرح وقد صدرت له عدة كتب منها: “نهاية الآلة الضخمة” عام 2015، و”قصة حضارة فاشلة” والتي تُرجمت إلى عدة لغات، وتلاها “الفوضى، عصر الثورات الجديد” (2017)، وفي عام 2021 تم نشر “الأشياء التي نصنع منها، لماذا نحتاج إلى إعادة التفكير في الطبيعة والمجتمع.” وقد حصل فابيان شيدلر على جائزة أوتو برينر الإعلامية للصحافة النقدية في عام 2009.

*****************************************************************

في البرلمان .. وسط صمت إعلامي مريب!

عبد الستار البيضاني

بصمت ومن دون اهتمام إعلامي .. مرّت القراءة الاولى لمشروع قانون العطل الرسمية الجديد في البرلمان الخميس الفائت، برغم ما يتضمن من فخاخ قد تفجر الوضع الاجتماعي في البلد طائفيا وسياسيا، في وقت نحن بأمس الحاجة إلى الهدوء والوئام.

اول هذه الفخاخ هو إلغاء عطلة يوم ١٤ تموز، عيد تاسيس الجمهورية العراقية ، وهذا ما لم يجرؤ عليه أي نظام سياسي منذ اكثر من ستة عقود. ومهما اختلفت الآراء بشأن ثورة 14 تموز، فان هذا اليوم هو يوم تأسيس الجمهورية العراقية، وجميع البلدان تحتفل بعيد تأسيسها. . الفخ الثاني ان هذا القانون لم يذكر أي يوم لعيد وطني للدولة العراقية، ليستكمل (مهمة) تفليش الدولة بإنهاء رموزها السيادية بعد ان (انجزت) الحكومات السابقة مهمة تعويم النشيد الوطني وعلم الدولة رسميا. وأية دولة هذه التي هي بلا علم ولا نشيد وطني ولا عيد وطني ؟!.

لا اعرف بالضبط من قدم القانون، وإذا صح ان الحكومة هي التي قدمته، فهذه كارثة الكوارث: ان تهتم الحكومة بتضمين القانون أعيادا دينية مثل (عيد الغدير) وثلاثة أعياد للديانة اليهودية - وهذا هو الفخ الثالث، من دون ان تحرص على وجود عيد وطني للبلاد، ما يعني ان الانتماءات الدينية والمذهبية والعرقية هي التي تجمعنا وليس الوطن !

مشروع القانون ملغّم - لا أريد ان أشير إلى (ألغامه) كي لا تتفجر في وقت تعلو فيه الصيحات الخبيثة لجر البلد إلى فوضى نحن بأمس الحاجة إلى طمرها. لكن هذا لا يعني ان الالغام والفخاخ لن تتفجر، لذا ندعو الجميع إلى إلغاء القانون وتجنيب البلاد المشاكل. أما إذا كان هناك اصرار على تمريره، فليس مستبعدا ان يغدو قنبلة دخانية إعلامية مخطط لها بعناية، لتمرير شيئ ما يجول في ذهن كاتب المشروع.

****************************************************************************

الرأسمالية تمر في أزمة ركود طويلة

ترجمة: فؤاد الصفار

الاقتصادي البريطاني الماركسي، مايكل روبرت، يعتبر أن الازمات المختلفة التي يمر بها العالم حاليا، هي بمثابة ركود طويل للرأسمالية بدأ منذ عام 2008، ولا يرى غير الاشتراكية حلا.

مايكل روبرت،  اقتصادي غير عادي، فهو ومنذ 40 عاما ناشط في المركز المالي في لندن،وكان يراقب من الداخل حركة الاقطاب المركزية للرأسمالية اضافة إلى كونه ناشطا اجتماعيا، بعد تقاعده بدأ في تطوير تحليله الماركسي للرأسمالية المعاصرة  في المجال الاقتصادي وتقديم وجهة نظر حول الاوضاع المالية للاقتصاد، إنه مدافع قوي ومقتنع بأن معدل الربح هو في هبوط متواصل وهو بذلك يختلف عن كثير من الاقتصاديين الماركسيين الذين يركزون في هذه النقطة على نقص الاستهلاك او عدم المساواة، في حين ان روبرت يركز على الاتجاهات العميقة في ربحية النظام الرأسمالي دون أن يهمل الاسباب الأخرى.

في عام 2016، نشر كتاب بعنوان “ The long Depression—Haymarket” يدافع عن فكرة أن النظام الرأسمالي دخل منذ عام 2008، في حالة” نشاط متباطئ “ هذه الاطروحة طورها في كتاب أكثر تفصيلا بالتعاون مع جوجليلمو كارنشيدى، صدر عام 2018، تحت عنوان “ The World in Crisis”

الصحفي روماريك كودن، أجرى مقابلة مع مايكل روبرت حول مفهوم الأزمة المتعددة،”polycrise “مفهوم جديد صاغه المؤرخ البريطاني “ ادم توز” وبسبب انتشاره تمت مناقشته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في شهر يناير2023.

س: مصطلح الأزمة المتعددة “ polycrise “ وضع حديثا من قبل ادم توز، كيف تفهم هذا المصطلح وهل يبدو لك مناسبا لفهم الوضع الاقتصادي العالمي الحالي؟

ج: هذا المصطلح يعبر عن وجود أزمات متشابكة متعددة: اقتصاديا (التضخم، قلة النمو) بيئيا (المناخ، الوباء) جغرافيا (الحرب والانقسامات الدولية) وهو مصطلح مفيد من هذه الناحية ولكنه يخفي السبب الحقيقي لهذه الأزمات وهو فشل النظام الرأسمالي.

س: في قلب مفهوم “الأزمة المتعددة”، توجد أزمة الرأسمالية، ما هي قراءتك لهذه الأزمة؟

ج: إحدى اطروحاتي الاساسية تتعلق بالرأسمالية المعاصرة ومنذ عام 2008 دخل الاقتصاد الرأسمالي في فترة ما يسمى “ فترة ركود” في كتابي الذي صدر عام 2016، أميز بين ما يطلق عليه معظم الاقتصاديين بالانكماش الاقتصادي او انخفاض الانتاج والاستثمار والعمالة وبين “ الركود الاقتصادي” في نمط  الانتاج الرأسمالي حيث يتم التحكم في الانتاج من أجل الربح الناتج عن العمل البشري من قبل مجموعة ممن يمتلكون وسائل الانتاج، توجد هناك فترات ركود منتظمة ومتكررة،دورية كل 8-10 سنوات منذ بداية القرن التاسع عشر، يلاحظ أن الانتاج يأخذ بالارتفاع لعدة سنوات ثم يعود بالتراجع ويدخل في فترة ركود جديدة.

حالة “النشاط المتباطئ “ تختلف، فبدلا من الخروج من الانكماش الاقتصادي، تبقى الاقتصاديات الرأسمالية في حالة من الكساد مع انخفاض في مستويات النشاط الاقتصادي والاستثمار والعمالة مقارنة بالفترة السابقة.

هناك ثلاثة فقط من هذا النوع من “النشاط المتباطئ “ في الرأسمالية، الاول أصاب  الولايات المتحدة و أوربا   1873-1897، خلال هذه الفترة كانت هناك فترات قصيرة للنمو ولكن أيضا سلسلة متوالية من الانكماش، في النهاية ظل النمو أضعف بكثير عما كان عليه في فترة التوسع خلال الاعوام 1850-1873، الثاني والذي يسمى بالكساد العظيم الذي استمر من عام 1929 حتى عام 1941 إلى نهاية الحرب العالمية الثانية وهنا أيضا أصاب الولايات المتحدة الامريكية  و أوربا واسيا وأمريكا الجنوبية، اما الثالث فبدء مع الانهيار المالي الكبير في الفترة 2007-2008،  استمر لمدة عقد من الزمن حتى عام 2019، ولا يقتصر الامر على أن الاقتصاديات الكبرى شهدت نموا اقل مما كانت عليه قبل عام 2007، ولكن تتجه ايضا إلى انكماش جديد وصولا إلى أزمة الجائحة مما جعل الاقتصاد العالمي في انكماش حاد شديد الخطورة، ومع خروج الاقتصاديات الكبرى من الأزمة الجائحة ليقع العالم في أزمة أخرى، الحرب الروسية -الأوكرانية (المقالة نشرت قبل الحرب الاسرائيلية-الفلسطينية-المترجم) وعواقبها على التنمية الاقتصادية والتضخم والبيئة.

س: كيف تحولت أزمة الرأسمالية هذه إلى أزمة أوسع للتنمية البشرية والاستقرار العالمي؟

الجواب: التناقضات في نمط الانتاج الرأسمالي تعززت في القرن الواحد والعشرين، توجد في الوقت الحاضر ثلاث مكونات لهذه الأزمة، الأول اقتصادي مع عواقب الأزمة المالية 2007-2008، ذات ابعاد غير مسبوقة وكذلك عواقب الركود الاقتصادي الكبير للفترة 2008-2009، الاقوى منذ عام 1930، المكون الثاني، بيئي مع جائحة كورونا هو نتاج بحث الرأسمالية عن الربح من خلال التحضير غير المنضبط والحاجة إلى الطاقة والتنقيب عن المعادن والزراعة الصناعية التي تسببت في الامراض من خلال الحقول الزراعية وربما المختبرات باتجاه الانسان وكانت النتائج مدمرة، بدون ان ننسى كابوس الانحباس الحراري. المكون الثالث للأزمة هو التناقض الجيوسياسي الذي نجم بين الرأسماليات من أجل الربح في فترة الكساد الاقتصادي، كما ان المنافسة الشديدة بين القوى الامبريالية حول مجموعة G7، وهناك اقتصاديات رفضت المشاركة مثل الصين وروسيا، نتيجة لذلك نرى أن كافة الصراعات الجيوسياسية من العراق إلى افغانستان مرورا باليمن واوكرانيا، أدت إلى حروب متزايدة، والمعركة بين امريكا والصين حول تايوان تقترب.

س: خلال الأزمة الحالية هناك أحد ركائز النمو لا زالت تقاوم وهي العمالة، كيف تفسر استمرار انخفاض معدلات البطالة؟

 

ج: حقيقة أن معدلات البطالة الرسمي تقترب من ادنى مستوياتها منذ ما يقارب نصف قرن في الاقتصاديات الكبرى، بمستويات متفاوتة ( اعلى في اوروبا واقل في أمريكا واليابان)، يرجع هذا جزئيا إلى تحول الشركات من الاستثمار في التكنولوجيا المقتصدة في العمالة إلى استخدام عمالة رخيصة ضمن التكنولوجيا المستخدمة حاليا، بالإضافة إلى التوسع في قطاع الخدمات في الاقتصاديات الكبرة مثل الصحة، السياحة، المرافق الترفيهية، والتي تستخدم المزيد من العمالة لكل وحدة انتاجية، كما أن هذا القطاع يدفع غالبا أجورا منخفضة ويدعم العمل المؤقت والجزئي، واذا نظرنا إلى معدل العمالة للسكان في سن العمل فإن النسب تنخفض والأسباب عديدة ممن تركوا سوق العمل، منها العودة إلى الدراسة او اخد تقاعد مبكر، فئات لم تستطع العودة إلى العمل بسبب اصابتهم بالجائحة لفترة طويلة، فئات مدمنة على المواد الأفيونية كما في أمريكا، في بريطانيا هناك اكثر 2.5 مليون انسان مصاب بأمراض طويلة الامد لا يستطيعون العمل وهو رقم كبير. يظهر أن هناك تناقضا جديدا في السنوات المقبلة: انخفاض النمو الاقتصادي، انخفاض الدخل الحقيقي مع انخفاض معدلات البطالة وصعوبة الحصول على العمالة من قبل الشركات.

س: هل تعتبر الأزمة التضخمية مرحلة جديدة في الأزمة العالمية؟ ارتفاع اسعار الفائدة يبدو أنه يهدد عدة مصادر للنمو، دون أن ينجح في احتواء التضخم الإ عن طريق ركود اقتصادي.

ج: ارتفاع معدل التضخم الذي أعقب أزمة الجائحة اوجد تناقضا جديدا من نتاج أزمة الوباء التي ادت إلى قلة العرض والنقل الدولي مع اختناقات ونقص العمالة في القطاعات التي خرجت من القيود الصحية، مما ادت إلى استمرار دوامة التضخم في الطاقة والغذاء والتي استغلتها الشركات المتعددة الجنسيات لرفع الاسعار وزيادة الارباح.

إن الطريقة الوحيدة للخروج من “ الأزمة المتعددة” هي تغير نمط الانتاج الرأسمالي بنمط اشتراكي السياسات النقدية والضريبة التقليدية غير مجدية للسيطرة على ارتفاع التضخم، لأنها تسعى إلى تقليل الطلب الكلي من خلال تقليل الدخل وزيادة تكلفة الاقتراض، لذا قامت البنوك المركزية برفع اسعار الفائدة، مع انخفاض قليل لان اسعار المواد الغذائية انتعشت مع بقاء التضخم الاساسي اعلى بكثير من مستوياته قبل الأزمة الصحية.

س: هل ملاحظتك حول “ الركود الطويل “ تفسير للأزمة المتعددة تتطابق مع فكرة هيريك جروسمان التي وضعها عام 1929؟ بتعبير آخر هل الأزمة المتعددة هي أعراض انهيار الرأسمالية بسبب عدم قدرتها على مواصلة تراكم رأس المال؟

ج: حجة جروسمان، هو أن نمط الانتاج الرأسمالي يتعرض لأزمات انتاج واستثمار منتظمة بسبب الانخفاض لربحية رأس المال، هذا هو المفتاح الرئيسي للتناقض داخل الرأسمالية بين البحث عن زيادة انتاجية العمل والسعي إلى زيادة ربحية رأس المال وينتج عن هذا التناقض ازمات وكسادات منتظمة ويزيد من خطر نشوب الصراعات دولية ومحاولات جديد لرأس المال للضغط على العمل.

هل تستطيع الرأسمالية أن تخرج من كسادها الحالي وتعكس “الأزمة المتعددة”؟ لم يقل جروسمان أن الرأسمالية سوف تنهار ولكن من الصعوبة الهروب من الركود الاقتصادي وانخفاض الربحية، مع ذلك كما يقول ماركس، لا توجد أزمة دائمة في ظل الرأسمالية، إذا تمكنت من التعافي بسرعة فقد يؤدي إلى توفر شروط جديدة للتوسع، ها هذا ممكن؟ الذكاء الاصطناعي والروبوتية قد تكون احدى عناصر التغيير مما يعزز انتاجية العمل من خلال الغاء ملايين الوظائف التي تؤديها سابقا الايدي العاملة.

في الواقع، الطريقة الوحيدة لخروج الانسانية والطبيعة من “ الأزمة المتعددة” الحالية هو تغيير نمط الانتاج الرأسمالي بالاشتراكي، بمعنى آخر من خلال اقتصاد مشترك تديره وتخططه مجموعة من العمال دون شركات رأسمالية تنتج من أجل الربح ويتم انشاؤها على المستوى العالمي لوقف النزاعات والحروب من أجل الموارد الأولية والارباح، أن لم يحدث ذلك، كما قال ماركس، فإن كل هذه الاضطرابات تستمر وتزداد سوءا مع كل عقد من الزمن.

ــــــــــــــــــ

المصدر: ميديا بار

************************************************************************

الصفحة التاسعة

الأمير الكرواتي يحسم مصيره مع الريال

مدريد ـ وكالات

حسم الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب وسط ريال مدريد، موقفه من تجديد عقده مع الميرنغي الذي ينتهي في صيف 2024.

وقال رامون ألفاريز، الصحفي بـ «راديو ماركا»، على قناته بشبكة «يوتيوب»: «تم حسم الأمر.. مودريتش لن يجدد عقده مع ريال مدريد وسيرحل في الصيف المقبل». وأضاف: «كيليان مبابي (نجم باريس سان جيرمان) سيحصل على القميص رقم 10 مباشرة فور وصوله إلى ريال مدريد». وزاد: «سيخوض مودريتش آخر 5 مباريات له بقميص ريال مدريد، كما أن هناك اجتماعا معلقا سيعقده النجم الكرواتي مع الرئيس فلورنتينو بيريز». وسبق أن كشف برنامج «الشيرنغيتو» أن مودريتش سيعلن رحيله عن الريال، إذا لم يمنحه مسؤولو الميرنغي عرضا، حتى انتهاء مباراتي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ.

*************************************************************

اتحاد كرة القدم: شنيشل قادر على قيادة الأسود في باريس

متابعة ـ طريق الشعب

أكد الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس السبت، انه لا ينوي تغيير مدرب المنتخب الأولمبي راضي شنيشل، بآخر أجنبي أو بمدرب الوطني خيسوس كاساس، ولا بإضافة مستشار فني أجنبي ضمن الكادر قبل الدخول في منافسات دورة الألعاب الرياضية في باريس 2024 للمنتخبات الاولمبية تحت 23 سنة، موضحا أن كل ما يتداول بهذا الشأن منذ مدة غير صحيح ولا أساس له.

وقال عضو اتحاد الكرة غالب الزاملي، إن الاتحاد يؤكد للجمهور أن راضي هو من سيقود المنتخب ونستغرب من تداول الأخبار حول تغييره، لافتاً إلى أن الاتحاد تعاقد مع راضي شنيشل لثلاث سنوات وقد أمضى منها سنة ونصف وتمكن خلالها بناء منتخب رصين ورغم عدم حضور اللاعبين البارزين الذين استدعاهم، لكنه تمكن من إيصال المنتخب إلى أولمبياد باريس.

وأوضح أن الاتحاد العراقي واثق من قدرات المدرب راضي ومن أنه سيبني منتخبا ينافس في دورة الالعاب الاولمبية ولن يكون منتخب العراق مجرد رقم سهل للمنتخبات المشاركة خلال المنافسات.

وأشار إلى ان اتحاد الكرة العراقي قرر أن يوفر المساحة الكافية وكل ما يحتاجه المدرب راضي بمهمته، من دعوة أبرز اللاعبين المحليين والمحترفين، إضافة لثلاث لاعبين من المنتخب الأول الذين يسمح استدعائهم فوق السن المحدد للاعبي الأولمبي فضلا عن تهيئة معسكرات ومباريات ودية دولية على مستوى عالٍ قبل الدخول في المنافسات الاولمبية.

*************************************************************

المرسي يقود يد الكرخ إلى حصد لقب دوري النخبة

متابعة ـ طريق الشعب

توج فريق كرة اليد بنادي الكرخ رسميا بلقب دوري النخبة العراقي قبل جولتين من نهاية المسابقة المحلية.

وجاء التتويج باللقب بعدما فاز الكرخ على نظيره نفط البصرة بنتيجة 24-21، خلال المباراة التي جمعتهما أمس الأول الجمعة، ضمن منافسات الجولة التاسعة من المرحلة الأخيرة.

ويعد شريف المرسي المدير الفني المصري لفريق الكرخ لكرة اليد، أول مدرب أجنبي يفوز بلقب دوري النخبة العراقي للعبة.

وحرص رئيس نادي الكرخ، كريم حمادي، على الاجتماع بلاعبي فريق كرة اليد عقب المباراة داخل الملعب لتهنئتهم رفقة الجهاز الفني والإداري.

يذكر أن فريق يد الشرطة قد توج الموسم الماضي 2023/2022 بطلا لدوري النخبة لكرة اليد دون أن يخسر في أي مباراة.

********************************************************************

ورطة برشلونة مع ليفاندوفسكي هل يطلب النادي من اللاعب عدم تسجيل الأهداف؟

برشلونة ـ وكالات

يستمر الصداع داخل نادي برشلونة الإسباني، حول الشروط التراكمية لصفقة التعاقد مع المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي في 2022. صاحب الـ 35 سنة وقع لبرشلونة حتى عام 2026، بوجود مكافأة سيحصل عليها ناديه الأصلي بايرن ميونخ قيمتها 1.25، بشرط أن يتجاوز اللاعب 25 هدفًا في الموسم الواحد.

صحيفة «سبورت» الإسبانية سلطت الضوء على هذا الأمر، وآثاره السلبية على خزينة النادي الكتالوني التي تعاني كثيرًا بين الحفاظ على أفضل اللاعبين ومحاولة التعاقد مع نجوم جدد.

ليفاندوفسكي تسبب في تفعيل هذا الشرط الموسم الماضي بتسجيله 33 هدفًا، ولكن هذا الموسم الأمور مختلفة لأنه على بُعد هدفين فقط من معادلة الرقم، حيث سجل 23 هدفًا بكل البطولات. وهذا يعني أنه إذا سجل هدفين آخرين في آخر 4 جولات من الدوري الإسباني، سيحصل بايرن على 1.25 مليون يورو، وهو رقم لا يستهان به في ظل الوضع المالي الخطير الذي يعيشه النادي.

جدير بالذكر أن المهاجم المخضرم ارتبط بالرحيل عن برشلونة والانتقال إلى الدوري السعودي بالميركاتو الصيفي القادم، وذلك للحد من الأعباء المالية التي يضعها على النادي بعقده.

***********************************************************************

هاليبورتون يقود بيسرز للفوز على نيكس بدوري السلة الأمريكي

نيويورك ـ وكالات

سجل تيريز هاليبورتون 35 نقطة ليقود فريقه إنديانا بيسرز للفوز على نيويورك نيكس (111-106)، في المباراة الثالثة بالدور قبل النهائي من الأدوار الاقصائية للمجموعة الشرقية. ورغم فوز بيسرز بهذا اللقاء يظل فريق نيكس متقدما في نتائج المواجهات المباشرة بين الفريقين في هذا الدور (2-1). وأضاف باسكال سياكام 26 نقطة و7 متابعات لفريق بيسرز، وسجل مايلز تيرنر 21 نقطة و10 متابعات.

وفي مباراة أخرى، سجل جمال موراي 24 نقطة ليقود دنفر ناجيتس للفوز على مينيسوتا تمبرولفز (117-90).

وأضاف نيكولا يوكيتش 24 نقطة، و14 متابعة ومرر 9 تمريرات حاسمة، ومايكل بورتر جونيور 21 نقطة، ليحقق ناجيتس أول انتصار له في المواجهات المباشرة لتصبح النتيجة هي تقدم تمبرولفز (2-1).

وسجل أنتوني إدواردز 19 نقطة لتمبرولفز. وتقام المباراة الرابعة في مينيابوليس، مساء اليوم الأحد.

**************************************************************

نادي أربيل دون إدارة.. والفريق مهدد بالهبوط إلى دوري المظاليم

متابعة ـ طريق الشعب

كشف المدرب المساعد لنادي أربيل عبد القادر حسين الذي كلف لقيادة الفريق بعد إبعاد المدرب الأول، أمس السبت، عن خفايا خطيرة تحدث خلف أسوار النادي أدت إلى تدهور نتائج فريق أربيل في دوري نجوم العراق وجعلته مهددا بالهبوط إلى دوري المظاليم.

وقال حسين إن «النادي في خطر الهبوط بعد أن كان يرعب الأندية في الدوري العراقي وذلك بسبب التخبطات الحاصلة في النادي وعدم وجود الأموال»، مبينا أن «النادي يمر بأسوأ الظروف التي لم يمر بها سابقاً بسبب الإهمال والغموض الذي يكتنفه «.

وأشار إلى أن «أندية كردستان التي تشارك في الدوري ذاته تنعم ببحبوحة مالية وتسيّر أمورها بشكل منظم دون حدوث مشاكل، إلا نادي أربيل الذي وصل مرحلة الإفلاس وأصبح عاجزاً عن تمشية أموره وتسديد مستحقات اللاعبين».

وأوضح حسين، أن «النادي يعاني صعوبة كبيرة بإقناع اللاعبين بدعوتهم إلى الوحدة التدريبية واللعب قبل كل مباراة يخوضها وتقديمهم مستوى جيدا، لكن أغلبهم يتمرد وحينما يلعبون لا يقدمون ما عندهم لأنهم لم يستلموا مستحقاتهم منذ أربعة أشهر ودائما تتأخر حقوقهم المالية».

وأكد أن «أي أمل لا يوجد بإعادة الفريق إلى وضعه لا سيما وأن اللاعبين يلعبون بنفسية منهارة بسبب عدم توفر المال وهذا التخبط الإداري ربما سيقضي على مشوار النادي في دوري النجوم».

وأبدى مدرب أربيل استغرابه لــ «عدم توفير المال لهذا النادي الكبير، فالحكومة المحلية لا تصرف الأموال للإدارة بداعي أنها منحتهم 4 مليارات اعتبرتها هدرت مع انها صرفتها على الفريق والتعاقدات وأمور كثيرة يحتاجها فريقه الكروي».

وأكد أن «النادي خالٍ ولا توجد فيه إدارة ولا نعرف من يقوده وضاع ما بين إدارة منحلة وإدارة جديدة والحكومة المحلية ساحبة يدها عن الدعم المالي والفريق يتعرض لسلسلة خسارات حتى أصبح من بين الفرق التي تتنافس على الهبوط بعد ان كان أقوى فرق دوري العراق».

ودعا عبد القادر حسين الجهات المعنية والحكومة لـ «إنقاذ النادي قبل فوات الأوان والهبوط إلى دوري المظاليم، لا سيما وأن كرة القدم هو المتنفس الأهم لجمهور أربيل».

********************************************************

وقفة رياضية.. مدربونا الشباب بحاجة إلى الدعم والإسناد

منعم جابر

أثناء منافسات دوري نجوم العراق برزت إلى الساحة الكروية نخبة من مدربي فرق نجوم العراق من الشباب الجدد مما يتيح لهؤلاء المبدعين عرض التطور والتألق في مجال التدريب وعلومه مما يفتح الطريق أمامهم لكسب المعرفة وزيادة العلمية والاجتهاد والنجاح، ومن هؤلاء المدربين الكابتن أحمد صلاح مدرب الطلبة والكابتن أحمد عبد الجبار مدرب الكرخ والكابتن ولي كريم مدرب نوروز والكابتن لؤي صلاح مدرب الكهرباء والكابتن عادل نعمة مدرب الحدود. إضافة إلى أسماء أخرى قدمتهم الساحة الكروية العراقية كطاقات شابة تتمتع بكفاءات وقدرات متقدمة استطاعت أن تقدم نفسها إلى الساحة الكروية العراقية بثقة وتفوق، وهؤلاء وبالرغم من أن أعمارهم في مجال التدريب لا زالت قصيرة وتجاربهم محدودة، إلا أنهم تمكنوا من قيادة فرق أنديتهم بكفاءة عالية. وهذا الأمر يتطلب من المعنيين وبالأخص من الاتحاد العراقي لكرة القدم أن يقدم كل الاهتمام والرعاية لهذه الطاقات والإمكانيات التدريبية الشابة وكل الفرص والمساعدات للتطور وزيادة الخبرة والنجاح في مجال كرة القدم. نعم أنا شخصياً أطالب بتطوير قابلياتهم ونجاحاتهم وتأكيد حضورهم في الساحة الكروية ولكن الجهات الرياضية الرسمية مطالبة هي الأخرى بالمساهمة في تطوير قابلية وإمكانيات هؤلاء الشباب الذين نجحوا في خطوتهم الأولى على طريق صناعة المجد الكروي لأن تنمية الكادر الفني وتطويره من أهم الواجبات التي يؤديها الاتحاد الكروي العراقي، وهنا نؤكد على اتحاد اللعبة أن يساهم في تطوير الكفاءات والطاقات الفنية من خلال استفادته من علاقاته مع الاتحادات الدولية والقارية والوطنية لأن هذه الاتحادات لديها برامج سنوية لمدربيها العاملين ويمكن لهذه الطاقات الشابة أن تشارك في هذه الدورات والبرامج التنشيطية لزيادة المعلومات والتعرف والمشاركة في آخر مستجدات علوم الرياضة وكرة القدم لأن الكرة العالمية تتسابق مع الزمن وأن بُناتها والمختصين بها يبحثون عن جميع الفرص التي تساهم في نهوض وتطور كرة القدم في العالم. وهذا يتطلب من أحبتنا المدربين الشباب أن يبحثوا عن جميع الفرص التي تدفعهم إلى الأمام وتساهم في زيادة خبراتهم وعلومهم وأن يخصصوا جزءاً من عقودهم لتطوير قابلياتهم الفنية والتدريبية أسوة بمبدعي وكبار مدربي الأندية العالمية، وأغلب مدربي الفرق والأندية الكبيرة نجدهم يساهمون في تطوير قابلياتهم من خلال المشاركة والمساهمة في ورش تدريبية وتطويرية لمتابعة آخر المستجدات في الرياضة وكرة القدم.

وهنا أناشد الأحبة في الاتحاد العراقي لكرة القدم وإدارات أندية نجوم العراق في دوري المحترفين أن يساهموا في تطوير قابليات وإمكانيات مدربي فرقهم وزيادة معارفهم بما يساهم في إنجاح فرقهم وتطور مستوياتهم وإنجازاتهم وحصولهم على أحسن النتائج والإنجازات وهذا لا يتحقق إلا من خلال زيادة خبرات مدربي فرقهم الشباب وتجاربهم. وأن مثقالا من المعرفة والعلم يعادل قنطارا من النجاح والإنجازات، وعلى انديتنا واتحادنا الكروي أن يقدم لمدربينا الشباب الصاعدين والمؤهلين كل وسائل العلم والمعرفة من أجل تحقيق كم من الإنجازات الجديدة والإضافية.

***************************************************************************

الصفحة العاشرة

كيف صنع العالمُ الغربَ؟ جوزفين كوين تكتب تاريخاً جديداً للعالم القديم

ندى حطيط

ثمّة نموذج (غربيّ) راسخ في النظر إلى التاريخ بوصفه قراءة لحضارات منفصلة متمايزة، ويجعل من الحضارة الغربية المعاصرة نتاج مرحلة النهضة واستعادة للقيم الحضارية في الفضاء الجغرافي الأوروبي، أي تراث الإغريق والرومان، بعد فترة من الظلام المديد خلال العصور الوسطى. وإذا كان ثمة من ذِكر لحضارات أخرى قديمة في سياق التأريخ للغرب، فيقتصر الأمر عندئذ على مجرد تطعيم لمنجزات أثينا وروما من الفلسفة والعمارة إلى المسرح والديمقراطيّة بمزيج غامض من الحكايا والأساطير التوراتية.

هذا النموذج الذي يشكل منطق الكتابة التاريخيّة المعاصرة يعترف حتماً بوجود حضارات قديمة قد تثير بعض منجزاتها وتركتها المادية الإعجاب، كما في العراق القديم، أو مصر الفرعونية، والهند والصين، مثلاً. لكنه يتعامل معها بوصفها حضارات الآخرين، خارج الغرب، صعد كل منها على حدة ليسود في فضاء جغرافي وبيئي وزمني محدد قبل أن يهوي، كما لو أنها كانت مجموعة من الأشجار الأكزوتيكية المتباعدة التي كبر كل منها في وقت ما فأزهرت قبل أن تبيد تاركة كومة من الآثار الغريبة لتشهد عليها. وهذه الأخيرة، أي اللقى الأثرية، أصبحت تجارة رابحة وموضوعاً للنهب الرسمي، لينتهي جزء كبير منها في خزائن عرض لإرضاء فضول رواد المتاحف على جانبي الأطلسي.

من هذه الأرضية في النظر إلى التاريخ نشأ خطاب الإمبريالية المعاصرة كما تجسد في سجال عالم السياسة الأميركي المعروف صمويل هانتنغتون حول صراع الحضارات - كما في مقالته الشهيرة من عام (1996) بعد انحسار الحرب الباردة بين الشرق والغرب. عند هانتنغتون فإن ما يفرق البشر عوامل ثقافيّة ودينية أكثر منها سياسية أو اقتصاديّة، ونظّر لحضارات معاصرة متناقضة ومتمايزة على أسس من الدّين والجغرافيا من بينها الغرب اليهودي المسيحي الممتد من أقصى الغرب الأميركي حتى حدود الستار الحديدي الفاصل بين الأوروبيتين الشرقية والغربية، في مقابل الحضارات الأخرى: الأرثوذكسية الشرقية، والإسلامية، والكونفوشيوسية وغيرها، زاعماً بأن «تاريخ البشر ليس سوى تاريخ حضارات، بحيث يستحيل النّظر في تطور تجربة النوع الإنساني عبر الأيام بأي صيغة أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه وخلال الحقب الأطول من التاريخ البشري فإن التواصل بين الحضارات المختلفة كان معدوماً أو عابراً في أفضل الأحوال».

جوزفين كوين، أستاذة التاريخ القديم بجامعة أكسفورد (المملكة المتحدة)، تطيح بجذرية واثقة بكل هذا الهراء الفكري المتراكم، وتقدم في كتابها الأحدث «كيف صنع العالمُ الغرب: تاريخ أربعة آلاف عام»، مقاربة مغايرة تذهب إلى جعْل النموذج التأريخي القائم على ربط ما يعرف بالغرب المعاصر حصراً بجذور كلاسيكية إغريقية ورومانية نظرة قاصرة وفقيرة ومحدودة، نشأت في العصر الفيكتوري ضمن المزاج الثقافي للإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية، فأضاعت الكثير من التاريخ الإنساني المشترك، وأعمت أجيالاً متتابعة عن الحكاية الحقيقية لنشوء (الغرب)، والتي تراها كوين أقدم وأعقد وأكثر ثراءً بكثير من فكرة (الحضارات) المتمايزة.

تبدأ كوين كتابها بمقدمة تنقض فيها منطق النموذج التأريخي القائم من ثلاثة أوجه: أولها بالإشارة إلى أن الحضارتين الإغريقية والرومانية ذاتهما كانتا بشكل أو آخر نتاج تبادل كثيف مع شعوب أقدم؛ إذ استلهمتا أفكارهما وتقنياتهما من الجوار: القوانين والشرائع والآداب من بلاد ما بين النهرين، وفنون النحت والمعمار من مصر القديمة، والأبجدية من بلاد الشام، وهندسة الريّ من الآشوريين. ومن الجلي، وفق النصوص الكلاسيكيّة، أن الإغريق والرومان أقرا بذلك، واحتفيا به، وثمة إشارات صريحة إلى أن الإغريق كانوا واعين إلى تشاطئهم المتوسط بالشراكة مع شعوب أخرى: كالقرطاجيين، والأتروسكان، والأيبيريين، والفينيقيين، ناهيك عن الإمبراطوريات القوية في الشرق، وهم لم يتورعوا عن استلهام ثقافات هذه الشعوب في صياغتهم لتصورهم الذاتي عن العالم بما في ذلك آلهتها وأساطيرها الدينية، فيما تجعل الأسطورة المؤسسة لروما من المدينة العظيمة ملاذاً للاجئين، ويتغنى شاعرهم غايوس فاليريوس كتولوس برحلات متخيلة مع أصدقاء ورفاق من الهند، وبلاد العرب، وفارس، ومصر، وحتى من «أولئك البريطانيين المقيمين على أطراف العالم».

الوجه الآخر الذي ترى منه كوين فساد منطق النموذج التأريخي القائم متأت من حقيقة تباين القيم الغربيّة الحالية عما كانت عليه قيم المجتمعات الإغريقية والرومانية. فـ«الديمقراطية» كانت في أثينا امتيازاً مقتصراً على صنف الرجال، ضمن ثقافة تمجّد إغواء الغلمان، فيما كانت نساؤهم مغيبة وخارج الحياة العامة تماماً، أما في روما فقد كانت الإعدامات العلنية تسلية شعبية في مجتمع يقوم اقتصاده بشكل كلي على العبودية واسترقاق البشر.

أما ثالث أوجه النقض فمتأت من واقع تؤكده الآثار المادية والوثائق عن انعدام وجود صلة مباشرة بين الغرب المعاصر وحضارات الإغريق والرومان؛ إذ انتقلت عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى (الشرق) - القسطنطينية - منذ منتصف القرن الأول الميلادي، وظلت هناك لأكثر من ألف عام، فيما تولى العرب مزج المعارف الإغريقية بالعلوم والتقنيات الفارسية والهندية والأفريقية، وعبرهم انتقل المنجز الحضاري المتراكم إلى أوروبا، توازياً مع حركة فرسان السهوب الآسيوية الذين حملوا بضائع الصين وأفكارها إلى أوروبا - حتى آيرلندا - وأيضاً غزوات شعوب بحر الشمال تجاه البر الأوروبي والجزيرة البريطانية. لقد كانت أمم أوروبا الصاعدة منذ القرن الخامس عشر بالمحصلة هبة تقاطع ثري مع عالم عريق وهجين ممتد من المحيط الباسيفيكي إلى المحيط الأطلسي استمر لألف عام، ولم يقتصر بأي حال على صلة مزعومة مباشرة أعيد إحياؤها بالإغريق والرّومان.

تجادل كوين بأن وراء هذا النموذج التأريخي المتهافت خطاب انطلق بداية من فرنسا نحو عام 1750، يتحدث عن الحضارة بوصفها صيغة تجريد لوصف شعب متقدم، ليستعير التعبير منهم فلاسفة أسكوتلنديون عدوا الحضارة بمثابة سلسلة متراكمة من التطور باتجاه تعظيم سيطرة الإنسان على عالمه من الصيادين إلى الرّعاة، فالمزارعين، والتجار، والصناعيين، قبل أن يدعي جون ستيورات ميل - الذي عمل لثلاثة عقود لدى شركة الهند الشرقية، أداة الاستعمار البريطاني - بأن المجتمعات الغربية لا سيما بريطانيا اكتسبت بفضل تمتعها بأعلى درجات التحضر الحق بالسيادة والتحرر في مقابل الشعوب الأخرى المتخلفة، مبرراً في ذلك التوسعات الاستعمارية كمهمات لنشر التحضر والتنوير. على أن الفرنسيين كانوا وراء نقل مفهوم (الحضارة) من نتاج بشري عام إلى حضارات كثيرة متمايزة، وشرعوا في البحث عن مصادر لحضارة أوروبا الغربية: الجرمان وروما والكنيسة الغربية وما لبثوا تحت تأثير حرب الاستقلال اليونانية عن الدولة العثمانية (1821 – 1830) أن ألحقوا الإغريق بها، ليتكرس بعدها تدريجياً بين المثقفين الأوروبيين نموذج التأريخ القائم على تمايز حضارات ذات خصائص ثقافية مرتبطة بفضاء جغرافي محدد، في ذات الوقت الذي انتشرت فيه خرافة أخرى لا تقل فساداً: خرافة الأعراق.

ترى الباحثة البريطانية أن ربط ما يعرف بالغرب المعاصر حصراً بجذور كلاسيكية إغريقية ورومانية نظرة قاصرة وفقيرة ومحدودة؛ لأنها تتجاهل التاريخ الإنساني المشترك.

ولا يبدو أننا الآن، مع مرور أكثر من عقدين على بداية القرن الحادي والعشرين وتكاثر الدلائل من الدراسات الآثارية والوثائق المكتشفة كما التقدم الثوري في الدراسات الجينية، بقادرين بعد على إزاحة المفهوم الناتج من تلاقح فلسفة التأريخ للغرب كحضارة متمايزة جذورها مستقلة عن بقية الحضارات مع النظرة الاستعلائية لعرق أبيض متفوق عن عرش الهيمنة على الخطاب العام، بحكم أن هذا الخليط يخدم بالضرورة أغراض هيمنة (الغرب) بقيادة الولايات المتحدة في مواجهة (الشرق)، مع أن حدود الشرق/غرب هذه متحركة لتعكس الظروف السياسية السائدة - فهي وقفت عند أطراف الستار الحديدي في أثناء الحرب الباردة، لتتسع بعد سقوط الاتحاد السوفياتي فتنضم أوروبا الشرقية إلى الغرب، فيما تسببت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بإعادة رسم للحدود مجدداً ليمكن استيعاب الأوكرانيين ضمن نسيج هذا الغرب الأبيض.

كتاب كوين مرافعة عقلانية ضرورية لبناء نموذج معرفي تأريخي جديد - بديل للنموذج الحالي الشوفينيّ المتهافت - وذلك استناداً إلى الحقائق المؤسسة كما الاكتشافات الأحدث عن أربعة آلاف عام من التقاطعات الحضارية التي بمجموعها تقدم منظوراً محدّثاً للعالم: حيث الاتصال والصلات - سلمية كانت أو مواجهات عنفية - هي التي تدفع عجلة التغيير التاريخي، لا حضارات أمم بعينها. إن لدينا من الدلائل الآن ما يكفي لكي ندرك أن الشعوب منفردة لا تصنع التاريخ. فالتاريخ كما دائماً، تصنعه الإنسانية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 17 نيسان 2024

******************************************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. تركز وتمركز الرأسمال

اعداد: د. صالح ياسر

تركز وتمركز الرأسمال (concentration and centralization of capital):

هناك طريقان لتكوين رؤوس الاموال الكبيرة:

- أولهما، تركز الرأسمال وهو عبارة عن زيادة مقدار الرأسمال عن طريق تراكم فائض القيمة، أي تحويل قسم منه الى راسمال. ان ما يساعد على التركز هو تسابق الرأسماليين الدائم وراء اعلى الارباح، كما ان المنافسة ايضا تسبب تركز الرأسمال. ثم ان فعل قانون الميل النزوعي لمعدل الربح نحو الانخفاض يحفز الرأسماليين على تركز الرأسمال. ويجهد الرأسماليون لتغطية هبوط معدل الربح عن طريق زيادة كتلة الارباح. وتكبير مقدار الرأسمال يعتبر احد السبل المؤدية الى ذلك.

ففي المزاحمة، “تبتلع الأسماك الكبيرة الأسماك الصغيرة”، فتتغلب المنشآت الكبيرة على المنشآت الأصغر حجما التي تحوز على إمكانيات أقل ولا تستطيع أن تستفيد من إيجابيات الإنتاج واسع النطاق ولا أن تدخل التقنية الأكثر تقدما وكلفة. فيزداد بالتالي حجم المنشآت الطليعية باستمرار (تركز الرأسمال)، وتركيز رؤوس الاموال الفردية يعني في الوقت ذاته نمو جملة الراسمال الاجتماعي في مجموعه.

-ثانيا، بالمقابل لابد أن نميز بين تركز راس المال وبين الشكل الاخر لتكوين رؤوس الاموال الكبيرة، ألا وهو تمركز الراسمال، حيث يتم ابتلاع العديد من المنشآت المغلوبة في المزاحمة من قبل منافسيها الظافرين (تمركز الرأسمال).

يقصد بتمركز الرأسمال، اذن، تضخيمه نتيجة لتوحيد (اندماج) عدد من الرساميل في رأسمال واحد، او نتيجة لإبتلاع الرساميل الكبيرة الرساميل الصغيرة. ويعتبر تمركز رأس المال نتيجة للصراع التنافسي الذي يندحر فيه صغار الرأسماليين ومتوسطيهم فينهارون، اما رساميلهم فيبتلعها كبار الراسماليين أو اتحاداتهم. وفي مرحلة الامبريالية، ينتج، عن مركزة الرأسمال، تجميع القسم الحاسم منه في ايدي الاحتكارات الرئيسية. وفي هذه العملية يلعب اخضاع الاحتكارات الدولة البرجوازية لسيطرتها، دورا كبيرا.

ورغم ان تركز وتمركز رأس المال عمليتان مختلفتان إلا انهما في الحقيقة مترابطتان ومتلازمتان، وهما يعنيان تكوين رؤوس أموال اكثر ضخامة.

إن تركز الرأسمال ومركزته يهيئان الظروف لتركز الانتاج. وقد قادت هذه العمليات، في الدرجة العليا من تطورها، الى نشوء الاحتكارات. اما سيطرة الاحتكارات، في مرحلة الامبريالية، فهي تسّرع، بدورها، تركز الرأسمال الى حد هائل. ان نمو تركز الرأسمال، على اساس سيطرة الاحتكارات، يفاقم، الى اقصى حد، جميع تناقضات الراسمالية.

*******************************************************************

مايكل نيلس.. مقاومة تلقين العقول

أسامة إسبر

تُشنّ حرب متواصلة على أدمغتنا للقضاء على جهاز مناعتها بغية اغتيال فكرنا النقدي التساؤلي، وهدم الجسر الذي يصلنا بالذاكرة، وتحويلنا إلى أشخاص يتمّ تلقينهم كل شيء من أحرف الأبجدية والأفكار حتى مكونات غذائهم. ويترافق هذا مع صناعة ثقافة متشابهة وتعميمها في أنحاء العالم من أجل طمس الواقع الحقيقي وترويج صورة عن واقع خيالي قائمة على حراسة الاستهلاك وأسواقه.

تُشنّ هذه الحرب علينا كل يوم وتدفعنا إلى الاستسلام وقبول صورة العالم بعد تزييفها. وفي خضم حياتنا اليومية، وبسبب شقائنا من أجل أن نعيش حياة كريمة -إن استطعنا إلى ذلك سبيلاً- لا نكون متنبهين لهذه الحرب رغم أنها تُشن علينا كل يوم من أجل مسخنا إلى كائنات خائفة، ممتثلة ومتماثلة، ومنسجمة مع قواعد السلوك السلطوية، التي تفرضها النخبة العالمية والتي تسخّر العلم لخدمتها.

هذا ما يقوله كتاب صدر حديثاً للعالم الألماني مايكل نيلس بعنوان “الدماغ الملقَّن: كيف تنجح في صد الهجوم العالمي على حريتك الذهنية”، عن “سكاي هورس” الأميركية.

تقام هذه المعركة ضد أدمغة البشر على مستوى أكثر كونية اليوم، وتهدف “النخبة العالمية” من حربها عليها إلى القضاء على جهاز مناعتها، الذي يحافظ على سلامة تفكيرنا وقدرتنا على النقد والتفكيك والتشكيك والتساؤل والاستعانة بالتجارب الماضية من أجل حلول مستقبلية. والهدف من هذه الحرب هو ترويض الدماغ عن طريق قطع صلته بالذاكرة الشخصية وحشوه بما يدفعه إلى الامتثال وقبول الخضوع للقوى التي تحكم العالم عن طريق السوق وتحويله إلى ذهن مدجَّن مربوط برسن الأفكار السائدة. وكل هذا يتم باتباع استراتيجية ترغيب وترهيب وإقلاق وشراء بشكل مباشر أو غير مباشر وتلفيق خطاب وتسويقه في الإعلام كحقيقة.

يبدأ الكتاب بتعريف التلقين مفصحاً عن أن هدف التلقين هو زراعة سردية أيديولوجية في أدمغة الناس، أو تقديم معتقد جديد لا يسمح بالنقاش ولا التشكيك. الهدف هو فرض انسجام وطاعة فكرية، والوسيلة لتحقيق هذه الغاية هي اختيار مسيطر عليه للمعلومات، ودعاية مكثفة وتلاعب سيكولوجي، وصولاً إلى فرض إجراءات قسريّة وتهديدات بالعقاب. وكلما كان التلاعب الذهني ماهراً صار نظام التفكير الأيديولوجي المزروع منيعاً على الحجج النقدية والشكوك الداخلية.

وينبّه نيلس إلى أننا يجب أن نفهم التلقين كهجوم ماكر على إنسانيتنا وشخصيّتنا، وفي النهاية على أغلى الأشياء ألا وهو حرية الفكر.

إن مقاومة التلقين نضال يجب أن يستمر طيلة الحياة، كي يحافظ المرء على حرية فكره وبحثه عن المعنى، كما يرى الفيزيائي وعالم الوراثة الجزيئية الألماني المتخصص في علم المناعة.

إلا أنه لا طمأنينة في العالم، ولا يسمح بها على الصعيد السياسي ولا الاقتصادي ولا الاجتماعي، ويشعر الإنسان في الدول الحديثة بأنّه إذا خرج على المعادلة الاقتصادية المفروضة عليه، والتي تحرس الوضع الاقتصادي القائم، خسر حقه في الحياة داخل السور المؤسساتي وأصبح متشرداً. فالخوف هو الفيروس الأخطر والأكثر انتشاراً في العالم، وهذا الخوف مصنّع ومعمّم والهدف منه القضاء على الفكر النقدي، وتصنيع الإنسان الخاضع للسلطة. هذا ما يحدث في العالم: ثمة قوى تمارس التلقين لإعادة تشكيل الدماغ والتلاعب به لتوجيهه في مسار الخضوع ومنع نشوء الفكر النقدي، وثمة إعلاميون وكتّاب من مختلف المشارب يسهمون في هذه العملية بسبب الوظائف وضرورة الخضوع لسياساتها.

قد يدرج كثيرون ما يذهب إليه العالم الألماني نيلس في كتابه في إطار نظرية المؤامرة، إلا أن ما يجري في العالم يوضح أن القوى المعارضة لـ”النخبة العالمية” المسيطرة، لا تزال ضعيفة وغير قادرة على التدخل الفعال في الأحداث، فقد يدمر عدوان وحشي مدينة عن بكرة أبيها، كما يحدث الآن من حرب إبادة في غزّة، ورغم ذلك يظل التدخل لوقف التوحش ضعيفاً، لأن السرديات الإعلامية التي تحدّث عنها نيلس في كتابه تستهدف أدمغة البشر وتنسف الصلة مع الذاكرة، وهكذا ينسى الناس سياق الأحداث، وخلفيتها، وتاريخها. الأمر الذي يسهل وصم الآخر الذي يموت في مجازر إبادة جماعية بأنه إرهابي.

 وهذا ينسجم مع قاموس القوة التي تعمل على مدار الساعة للحد من التأثير الذي يمكن أن يرقى إلى تدخل في الأحداث يكون أكثر فاعلية ويلقن كثيرين تصوراً عن العدوان ينسيهم أن ما يجري هو وليد سياق طويل يجب التنبه إليه ودراسته لفهم حقيقة ما يحدث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 9 نيسان 2024

****************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

باسم عبد الحميد حمودي.. وداعاً لابتسامتك

ودعت الأوساط الثقافية العراقية، الناقد والكاتب المعني بالتراث الشعبي الأستاذ باسم عبد الحميد حمودي الذي عرف بدأبه وعطائه الإبداعي والنقدي الذي اغنى بهما المكتبة العراقية والعربية.

باسم حمودي، الذي افلح قبل رحيله بتقديم سلسلة من الروايات والكتب النقدية، مثلما كان مثار جدل في طبيعة نقده الانطباعي وغزارة منجزه الإبداعي والمعرفي.

اما باسم حمودي الانسان فقد ظل طوال حياته لا يعرف وجهه سوى الابتسامة ومواجهة العقبات بتفاؤل ومحبة وتفاعل مع أجيال مختلفة من المثقفين والمبدعين وظل موضع محبة وصداقة الجميع.

**********************************************************

السُّلطة والثَّقافة السلطة قهر وسلطان ونفوذ والثقافة حذق ومهارة واتقان

سعيد عدنان

بين السُّلطةِ والثَّقافةِ وشائجُ ؛ تذهبُ من السلطةِ إلى الثقافة ، وترجع من الثقافةِ إلى السلطةِ ، وتعمل ، بنحوٍ ما ، في كلٍ منهما ؛ ولكي نستبينَ تلك الوشائجَ ؛ لا بد أن نتبيّنَ دلالتي “ السلطة “ ،  و” الثقافة “ ؛ في النشأة ، وفي سياق التداول .

تدلُّ كلمةُ “ السُّلطة “ ، في أصل نشأتها ، على القهرِ ، وإنفاذِ الأمر ، وتتّصل بها كلمةُ “ السلطان “  بدلالتها على قُدرةِ المَلِك ، وقدرةِ من جُعِل له القهرُ وإنفاذُ الأمر ؛ وكلُّ ذلك إنّما يكون بالغَلَبة والعلوّ . ثمّ صارت تدلُّ ، في تداولها ، على كلِّ هيئةٍ نافذةِ الأمر تدير شأنًا عامًّا ؛ كالسلطة الدينيّة ، والسلطة القضائيّة ، وما أشبه ؛ وأعلاها منزلةً ؛  السلطةُ السياسيّة التي تُمسِك بأزمّة البلدِ وتصرّف شؤونه ، فترجعُ إليها ، بنحوٍ ما ، السُّلُطات الأخرى كلّها ، وتنطبع بطابعها . ويصحبُ السلطةَ الطغيانُ حتّى كأنّه لازم من لوازمها ؛ ما لم يُكفّ !

وتدلّ كلمة “ الثقافة “ على الحِذْق والمهارة ، والإتقان ، وأصلُها في العربيّة من تثقيفِ الرمح ، أي تسويتُه ، وتقويمُه ، ونفي الاعوِجاجِ عنه  ، لكي يكونَ صالحًا لما يراد منه . وأصلُها في اللغات الأوربيّة من حراثةِ الأرض ، وتهيئتِها للزراعة ، وجعلِها خيرًا ممّا كانت عليه  . وليس بخافٍ أنّ المعنيين يلتقيان على عنصر التهذيب ، والتسوية ، والارتقاء من حال إلى أخرى أحسنَ منها وأقوم . ثمّ انتقلت دلالةُ “ الثقافة “ إلى ما يتّصل بالعقلِ والذوق ، وحسنِ التصرّف ، وطرائق العيش ،  وصارت ، كذلك ، تدّل على ما يُصلح الإنسانَ ، ويرتقي به  ، ويُعلي من كيانه  كالآداب والفنون . وقد سُمّي  ، من بعد ، الأدبُ والفنُّ ثقافةً ، وسُمّي المتمرّسُ بهما مثقّفًا ، ثمّ أخذت دلالةُ الثقافة تتّسع ليدخلَ فيها الفكرُ وصناعته ، ومَن يُعنى به . وإذا كان الإنسان قد نشأ موصولًا بالطبيعة ، شبيهًا بغيره من حيوانها فإنّه أخذ يخرج ، بالثقافة ، شيئًا فشيئًا من إسار الطبيعة ، ويصنع كيانه المتّسم بالعقل ، والخُلق ، والذوق ! إنّ الثقافة ، بهذا المعنى ، هي ما يفصل بين الإنسانِ وغيره من الكائنات الحيّةِ ، ويجعله يسمو عليها .

ولقد نشأتِ السلطةُ والثقافة معًا ؛ نشأتا حين نشأ المجتمعُ ؛  وقامت بينهما أوثقُ الوشائج ، فأخذتْ كلٌّ منهما من الأخرى وأعطت ؛ وكلٌّ صاغت صاحبتَها  على قدر ما تستطيع !

وإذا كانت “ السلطةُ “ تنشأ بالغَلَبة والقهر ، فإنّها، من أجل أن تبقى ، لا بدّ لها من  “ ثقافةِ “ ؛ أي لا بدّ لها ممّا يُزيّن نشأتَها ، ويُخفي عنصرَ القهر فيها ، ويُوهم الناسَ أنّها محكومةٌ بمبدأٍ وشرع ، وأنّ غايتَها المصالحُ العليا . أي لا بد للسلطةِ القائمة على القهر من فكر وفن  يُثبّتان أركانَها . ولقد استقرّ عند أصحابها  أنّ القوةّ ونفاذَ الأمر ؛ إنّما يكونان  بالسيف والكلمة معًا  .  ومن أجل ذلك سعى صاحبُ الأمرِ أن يُغري الشاعرَ ، والكاتبَ ، وصاحبَ الفكر بأن يكونوا إلى جوار سلطته ؛ وأن تكون أقلامُهم مقرونةً إلى سيفه ؛ حتّى  ينفُذَ بهم في نفوسِ الناس وأذهانهم  . وكلُّ سلطة إنّما تصنع ثقافتَها التي تسندُها وتمكّن لها ، وتجعل عملَها مشروعًا !  وهي ثقافةٌ ، في جوهرها ، قائمة على التضليل ، وصَرْفِ وعي الناس عمّا هم فيه ممّا ينبغي أن يكون لهم ، وإشغالِهم بأشياء أخرى تريدُها السلطةُ القاهرة ؛ إنّها ثقافةٌ تحفظ الأمرَ القائم ، وتُزيّنه  ، وهي شيء من أشياء السلطة !

على أنّ الثقافةَ الحقّ أمرٌ آخر ؛ إذ هي تقوم على الصدقِ والإخلاص ؛ وتتّجه بالنقد إلى ما هو قائم ،  وتُبيّن ما فيه من عيوب ،  وتقف على عناصر التضليل فيه ، وتردّ أفكارَه إلى أصولها الخفيّة ؛  وتجعلُ الإنسانَ ، في حريته وكرامته ، مدارَها ،  وهي ، في ذلك ، تهتدي  بالقيم الرفيعةِ الثلاث ؛ الحقِّ والخيرِ والجمالِ ؛  لتزيدَ من الوعي ، ولتدفعَ الظلمَ ، وتعزّزَ كيان الإنسان . إنّ الثقافة الحقّ هي ما يكون مع الإنسانِ يدفعُ عنه غائلةَ السلطة ، ويُبصّره بما تحوك من أحابيل ليستقيم له الوعي .

وقد شهد التاريخُ كلا الضربين ؛ شهِد ثقافةَ السلطةِ القاهرة ، وشهِد الثقافةَ الناقدة ، وشهِد ما بينهما من صراع ! ولقد كان لكلتا الثقافتين من يتصوّرها  ، وينطِق بلسانها  .

وإذا كانت السلطةُ تميل إلى الثبات ، وتعزّزُ ما هو قائم ، وتنشرُ من الأفكار ما يسند ذلك ؛ فإنّ الثقافة تنظر إلى النقص ، وإلى ما يشوب ، وإلى المخفي ممّا يُضلّ الوعي ، ويصرفه عمّا ينبغي له . إنّ الثقافة ، بوجه من وجوهها ، هي ما يُكفكفُ من غُلَواء السلطة ، وطغيانها ، ويردُّ إلى الناس الثقةَ بأنفسهم .

إنّ من خصيصةِ الثقافةِ الحقّ ؛ أنّها تُعنى بالشأن العام ، وتقف عند قضاياه ، ويكون لها موقف منها ؛ مهتديةً بأحكام العقل ، وبالقيمِ الإنسانيّة الرفيعة ؛ ولا تخضعُ لما تفرضه السلطةُ ، ولا تؤخذ بما تدعو له .  إنّ بين السلطةِ ، في أعلى مراتبها ، والثقافةِ ؛ صراعًا ؛ يستعلن مرّةً ، ويتخفّى أخرى ! وهو في كلّ حالاته لا يفتأ قائمًا ! فمن تجلياته أن تبسطَ السلطةُ يدَها على الثقافة وتجعلَها في حوزتها ، ومن تجلياته أن تحجب ما تريد حجبه منها ، وأن تنال أصحابها بالأذى الظاهر أو الخفي !  على أنّ شرف الثقافة كلّه ؛ أن تحتفظ بكيانها القائم على العقل ، وأن تهتدي بقيم الحقّ والخير والجمال ، وأن تكون في جنب الإنسان تنصره ، وتدفع عنه الظلم ، وتُنير الظلمات ...    

***********************************************************

لوليتا نابوكوف.. آذار نفيسي: عن الجنس والدين والسياسة

عبد الغفار العطوي

تشكل  نظرية العوالم الممكنة في مناخ القرن الحادي و العشرين  بكل مناحيها المختلفة منذ انفصالها من الإطار الفلسفي و المنطقي ، و الاقتصار على كونها تحليلاً للقص  فرصة مناسبة لدراسة رواية كتبت في القرن العشرين ( لوليتا/ فلاديمير نابوكوف ) لكنها تركت آثاراً عميقة بسبب عالمها القصصي التي  لم تمح  لحد الآن إذ حملت  في سرديتها عوالم ممكنة متشظية يمكن قراءتها منفصلة أولاً عن أصل الرواية التي تنتمي لعالم كاتبها الحقيقي( أو الضمني ) و ثانياً يمكن إدراك تعدد قراءاتها ، و نحن نقرأ  عن الفروق بين منحى عالمين  للرواية رواية القرن  العشرين –رواية القرن الحادي و العشرين (بيتر بوكسول) لاسيما  و إن هذه الرواية ( لوليتا) عاندت عالمها القصصي الكلاسيكي  ، و لتخرج علينا بقراءة منفصلة في عوالم ممكنة  على يد الكاتبة  و الاكاديمية الإيرانية   ( آذر نفيسي)  في عنوان  لافت ذي مغزى واضح متطرف ( أن نقرأ  لوليتا في طهران ) ليس في هذه القراءة ( آذر نفيسي) سوى وضع رواية ( لوليتا) في قائمة الدروس التعليمية  التي خصصت لطلبة الجامعة ( خمس فتيات يقرأن  الروايات الممنوعة من ضمنها لوليتا ) فكيف يمكننا أن نقرأ العوالم الممكنة من واقع هو في الأصل  افتراضي ، أي إننا  نحلل واقعاً افتراضياً من نتاج تحليل قصصي ، فيتحول إلى بحوث في موضوعين رئيسين  ثقافيين  متداخلين ، من الصعب الفصل بينهما إلا وفق قراءات للخلفيات الفكرية و الفلسفية التي يضخان بهما عالم الرواية هذه ، فالدين و الجنس  ، في قراءة نفيسي للرواية ( لوليتا) حصل على أثر مرحلة شديدة الخطورة عام 1979 في إيران عام الثورة  التي أدت إلى قيام النظام ( الجمهوري) على حساب  نظام سياسي( ملكي) اعتبره غالبية الشعب لا  يمثل حقيقة تطلعات الجماهير الإيرانية الغفيرة ، بيد إن كل نظام جديد لا يمكنه إظهار حدود تناقضاته ، سواء  أكانت  في حسناته أم في عيوبه  المجتمعية  و الاجتماعية، في حمى الهيجان الراديكالي للغالبية العظمى من فئات  الشعب الفقيرة ؟ كانت الأمور مختلطة و متشابكة و ملتبسة آنذاك ، أي إن الإيرانيين  لم ينزلقوا  بعد إلى معسكرين ، متناقضين، لكن تبينت إن الأمور كانت ميالة نحو الصبغة الدينية  التي استطاع النظام الجديد تثبيتها  نهاية المطاف ، لهذا كانت رواية ( لوليتا) بمثابة أحد العوالم الممكنة التي تنتهك المسكوت عنه  في إيران المحافظة ، و رواية كهذه  تثير تساؤلات جمة تتعلق ليس في المسائل الصعبة الحرجة  التي تكتظ بها أية دولة مازالت تعيش على حواف العلاقات المتشابكة بين السياسة و الجنس  و الدين  ، بل في  كيف تقرأ تلك المسائل  بطريقة لا تستفز الآخرين ، لهذا ظلت نفيسي تدرك إن المخاطر تترصد  مشروعها القرائي ، وصولاً الى استكمال مشروعها القرائي  الذي تعرض لمضايقات (النظام الأصولي) كان لا بد من ترحيله لقراءة في المنفى  في العالم الغربي ، و بذلك أصبحت  رواية ( لوليتا) ساحة تحارب  في قراءة  فكرتها الأساسية ( العهر) حيث إن الرواية الأصلية  فضحت مفهوم ( البيدوفيليا) الغلمانية/ مرض جنسي شاذ يكمن في عشق الأطفال-  إذا ما قيست بطلة الرواية  على قوانين عالمنا اليوم  بما يطلق عليه ب( جنس  القاصرات) و لأن زاوية نظر  الفرقاء القراء في مجتمعات الكتابة أو القراءة ( روسيا إيران أمريكا)  اختلفت سواء بإدانة فعل ما تعرضت له بطلة ( لوليتا) أم  بما عالجته المقاربات الفكرية و الفلسفية و الأدبية والدينية النقدية  التي وظفتها ، فإن ( بيتر بوكسول) يرفض عدم التمييز في قراءة الرواية بين عالم القرن العشرين ، عن قراءة رواية  الحادي و العشرين( و إن كانت تلك الرواية لا تصنف على القرن21) و هذه النقطة تدخلنا جميعاً في محنة العوالم الممكنة ، التي تتمرأى على قدر ما تفعله القراءات

رواية – لوليتا / نابوكوف  و عالمها القديم.. توقفا عن العمل  الإبداعي ( الانتاج التسويقي) و فقدت الصلاحية التي يمكنها من بناء سرديتها، تحولت ( خردة) في عوالم أخرى ؛بمعنى إن إحياء ( لوليتا) من العدم المطلق فقط لانتشال ( الصندوقين الأسودين) الخاصين، أولاً إن الصورة التقريبية ل( لوليتا) نابوكوف   قد تخطت تاريخانيتها ، وانتقلت إلى القرن الواحد و العشرين ، وهي لا زالت محتفظة بمواقفها  الأخلاقية التي نستغرب كيف لم تنزلق إلى بذاءات عصرنا ؟ هذه الصورة المنضبطة لها ، جعلتها أحدى المراجع في الدراسات النقدية لما يعرف ب( الممكن المتخيل أو المرجعية السياسية في الرواية  انظر د – عبد الرحمن التمارة)  حيث نجد ان العلاقة  بين السياسة و الرواية شهد في عصرنا اهتماماً متزايداً  (في السياسة مدخل نظري) وثانياً الدراسات التعليمية  الجامعية في طهران ، و أمريكا على يد الكاتبة الإيرانية الامريكية ( آذر نفيسي) و من سار على منوالها في دراسات الرواية بوصفها بحثا لم تحظ بنتيجة مثمرة بتلك الأريحية التي كانت الكاتبة تتوقعها لسرعة تطور الحوادث السياسية ، و الصعود السريع القوي للنخبة الدينية الإيرانية، تقول نفسي: قبل سنوات عدة أصدرت كتابي ( التحدث مع الرواية ) منتبهاً إلى إن رواية عظيمة كـ ( لوليتا) لا تموت فالمواقف التي تحملها كبيرة ، في كتاب (  الجنس و السياسة  والتدبير  السياسي)  إلى العلاقة القاتلة التي تحكم ثقافتنا العربية  - الإسلامية و هي تجمع بين المحرمات الثلاثة : (الجنس  و الدين و السياسة)  و مركزها الجسد (لا سيما الجسد الأنثوي)  وهي علاقة معقدة  ممنوع التقرب منها بتاتاً ،  ولا زلنا نعاني منها الأمرين الكاتبة ( آذر نفيسي) تجاوزت الخطوط الثلاثة الحمر  في ( أن  تقرأ لوليتا في طهران – سيرة  في كتاب ) جازفت بحياتها و معها ( 5) فتيات في تحدي سلطة الدين و هو في ذروة صعودها  نحو السلطة ( 1979) حينما قامت بتشريح رواية ( لوليتا)  في عقر داره ، و على مرأى و مسمع من السلطة.

 الذي حدث في  الأمر هو إن  التفسير الخاطئ لمشروع الكاتبة  قد اضطر الكاتبة لترك البلاد ،  لكن القراءات  للرواية  أعيد  إنتاجه بصيغ أخرى  من فتيات ايرانيات  ، لكن ظلت الكاتبة  متهمة   في إن أفكارها  تنتمي للموقف المعادي للمبادئ  التي ينادي بها التيار الإسلامي المتشدد الذي  يعد ( الجسد) من محرماته، و لو يأتي القول عليه من باب التمثيل أو التمثل  ،  ومهما قيل عن تجربة قراءة ( لوليتا) بأنها تكشف العقدة  الثقافية التي تعاني منها  الدول الشمولية. 

**************************************************************

أغنية فرنسية

عادل الياسري

خطوتك الأولى غادرها الليل ..،

 الآسيوية التي لم تكن أمس رأيتها، ولا من قبل كانت لها صفحة بالدفتر اليومي

أشجارها الصيف وواحة نخل ينزّ بها الماء

الثلاثة القادمون من بلد السواد

ظللتهم غمامة في ليل باريس توضأ الليل بها

الهاربون من الشرطة في أنفاق المترو

في المحطات لهم جلبة

لكنها :

البوليس تلفظها ألسنة شتى

الناجح اشتبكت عليه المساءات بعري المدينة

أشار عليك أن تذهبا للفندق ،

امرأة سوداء فاضت بدانتها

تستقبل القادمين ببسمة غادرتها الأنوثة

لكنما الشجر المشرئب على الطرقات في الحديقة

نادى على الباب

-                     انهم النزلاء

من صحارى الغربة ،

متاهات الفقراء،

أماكن الموت للحالمين بشمس ترقص الأطيار في حلباتها،

افتحي الباب سيدتي ..،

لسنا نتقن الفرنسية

هل تعشقين النبيذ؟

في حقيبتي صنف ،عتقه الغرباء من كروم البلاد البعيدة

حيث السادة يعتصرون الكروم التي نهب الجنود أساورها

أطلقوا الصيحات كما أفاع تبث فحيحها ،على صدور النساء

 التي تهتز تحت الليالي الخاليات ،الا من الطارئين وجند الأبالسة

لبغداد صورتها ، اذ تسكن الطرقات شارات لبس الخوف خوذتها،

واستدارت لأول العابرين تسأله : أعندك الباج ؟

أأنك من فسائل هذي المدينة؟،

أين صورتك في قوائم المطلوبين؟،

متى ضحك الصباح في داركم؟،

وهل زارت عصافير دجلة أشجارا بحديقتكم؟،

لانظنّك طيرا أليفا،أنما أنت ماكيت بثّه الغرباء في صناديق القمامة ،

عد حيث جئت أو تأتيك سيدة ،تشهد أنك في ظلماء ليلتها كنت عاشرت صورتها،وأودعتها ماء جنونيّا ليس تعرفه .

التفتت لمقعدك التي جنبك ،ابتسمت بعينيها حرارة البحر في المدن الآسيوية،

ارتجفت أصابعك المائة بعد الألف في يدك اليمين،

اقتحمتك سادرة بالذي أترع الكأس،

ساقها اليسرى كان الأرتجاف لها لعبة ..، البحث عن عش لعصفور تخبئه،

انشطرت بهجتك بين دفء البساتين ،

وبرد باريس الذي احتوت رغبة منه ثلجا لم تره الصحارى بقلب سكنت ناسه اللهفة.

قلت احتو رغبتي أيتها المدينة ،

ارسميها على الطاحونة الحمراء أحلاما ،لكهل ما أنصفته الحسان بأرض توهم الساكنون بها،أنّ الملائكة يوما سينزلون بها وفي أكفهم بطاقات ذات لونين..،

من يدسون له الخضراء يلقى المدينة بابها مشرعة ،

وقرب الرتاج فاتنة في يدها الخمرة تشتهي الشاربين،

 ومن يضرب بالحمراء ليس له الا اللهاث ببقعة سوداء عاف الزمان على بابها يدا مغلولة للحزن ،

ليس لها أن تمسك الخضرة يوما.

ما هذا الهذيان سيدي .. أظنك للآن مسكون بتعتعة ليس للخمرة دخل بها،

لكنّ الذي شاهدك الأمس في طرقات المدينة بثّ بأوصالك الريح منها.

أصح لنفسك الطرقات سالكة، واللاهثون بأنفاق المترو لم يقرأوا الحلم في عين باريس،

لم يروا ستراتها الصفراء أشجارا للحليب،

ولا شاهدوا الخبز صنابيرا ليس بها الماء.

لا ينكسر عودك

لا تخشى الأقاويل أنها ملكتك

ألم تقل أنك صافحت رامبو

وشاهدت بودلير دائرا في الطرقات يخشى الكنيسة

وبيكاسو الذي اشتريت لوحاته

كي يزرن بابل التي لم يأتها يوما

سوى في المجلات وأوراق الجرائد

عد لنفسك ..،

المدينة خجلى

طرقاتها ليست بها باريس

وأهلها لا يمتلكون ضحكات لهم

أكفهم تصرخ الريح فيها

وغصّت حقائبهم بالهواء.

*********************************************************

الصفحة الثانية عشر

أدباء المثنى يحتفون بالروائي المغترب يوسف أبو الفوز

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في المثنى بالتعاون مع البيت التراثي في السماوة، الأسبوع الماضي، بالروائي المغترب، ابن مدينة السماوة، يوسف أبو الفوز، وسط جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الأدب.

أدارت جلسة الاحتفاء د. زينب فاضل المرشدي، فيما استهلها أبو الفوز بالحديث بدايات مسيرته الأدبية، وحلقات تأسيسه الأولى، وأولها العائلة التي علمته حب القراءة والمبادئ الثورية في العمل الجاد لأجل الحرية والعدالة الاجتماعية.

وأضاف قائلا ان الحلقة الثانية تمثلت في دور مدرسيه، الذين وجهوه للاهتمام بقراءات مبكرة وفرت له أساسا معرفيا ولغويا، مبينا ان الحلقة الثالثة كانت مدينته السماوة وأجواءها الثورية والاجتماعية والثقافية، والتي احتلت مساحة في كتاباته.  ثم تحدث عن مسيرته في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وعن نشاطه قبل ذلك في اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، والذي أوقد فيه جذوة النضال ورفض الظلم والطغاة، ملقيا الضوء على مسيرته النضالية في صفوف حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان.

وعرّج المحتفى به على تجربته الكتابية في منفاه الفنلندي، والتي توجها بإصدار عدد من الكتب الأدبية. فيما أشار إلى ان العراق ومدينته السماوة، لم يغادرا وجدانه وكتاباته وهو في المنفى.

وفي سياق الجلسة، تحدث الشاعر الكبير يحيى السماوي عن تجربة أبي الفوز الإبداعية، وعن حبه لمدينته السماوة ولعائلته التي ساهمت في تكوين شخصيته الأدبية والسياسية، مبينا أن المحتفى به يتسم بصلابة الموقف والانحياز لهموم الناس.

ولفت السماوي إلى 3 عوامل صنعت أبا الفوز، هي: الفقر، الحب والعشق. فهو دائما يعيش حالة عشق مع حبيبته وزوجته شاديمان، وأخيرا الحزب وجبال كردستان. إذ انه كان مقاتلا في حركة الأنصار، ما جعله أكثر صلابة وتمسكا بمبادئه الوطنية”.

وقدم الشاعر والباحث عامر موسى الشيخ مداخلة عن تجربة المحتفى به، واصفا إياه بـ”أحد المبدعين الذين يشكلون ظاهرة في فضاء الثقافة العراقية من خلال تعدد الاهتمامات الكتابية في الرواية والقصة القصيرة والصحافة”.

وتحدث الشيخ عن رواية أبي الفوز “مواسم الانتظار”، وعن كتابه “أطفال الأنفال” الذي يوثق جرائم النظام الدكتاتوري المباد.

كذلك تحدث في الجلسة الكاتب المسرحي عبد الحسين ماهود، عن علاقته بالمحتفى به منذ أيام الدراسة الاعدادية، وعن علاقة الأخير بأخيه المخرج السينمائي هادي ماهود الذي كان معه في المهجر، حيث يلتقيان ويعملان على تسجيل معاناة المهاجرين العراقيين الذين يدفع بهم جرم النظام المباد إلى الهجرة، رغم مخاطرها.

وقدم رئيس الاتحاد د. عزيزي الموسوي، مداخلة ذكر فيها ان الاتحاد أخذ على عاتقه الاحتفاء برموز المثنى الأدبية، من الداخل والخارج، بهدف خلق جو تفاعلي بينه وبين جمهوره التواق للقاء المبدعين الذين تركوا بصمة واضحة في الساحتين الثقافيتين العراقية والعربية.

هذا وتحدث في الجلسة أيضا صديق أبو الفوز، الفنان التشكيلي سامي مشاري، الذي ذكر ان صديقه “كان متميزا منذ طفولته، وكان نهما في القراءة ويثير موضوعات أكبر من سنه”.  

وفي الختام، قدم رئيس الاتحاد لوح إبداع إلى الروائي يوسف أبو الفوز.

***************************************************************

اختراع غير مسبوق.. كربلائي يجعل الشاشات الالكترونية مقاومة للرصاص!

متابعة – طريق الشعب

حصل التدريسي في قسم الفيزياء بجامعة كربلاء، صفاء محمد رضا حسين، على براءة اختراع، بعد أن تمكن من تصنيع مركّب جديد يجعل الشاشات الرقيقة صلبة ومقاومة حتى للرصاص.

وينتظر التدريسي تعليق كبريات شركات الهواتف، مثل “سامسونغ” و”آبل”، على اختراعه. ويؤكد أنه لا يوجد في كل العالم اختراع يقود إلى صناعة شاشات رقيقة تحمل تلك الخصائص الفريدة، مبينا أن اختراعه لا يقتصر استثماره على مجال الإلكترونيات فقط، بل حتى في زجاج السيارات والمباني وألواح الطاقة الشمسية.

وصفاء محمد مولود عام 1983 في كربلاء، وحاصل على البكالوريوس في كلية العلوم – قسم الفيزياء بجامعة كربلاء، وعلى الماجستير في كلية العلوم بجامعة ساراتوف الروسية، فضلا عن الدكتوراه في جامعة سامارا الروسية. وقد سبق ان حصل على براءات اختراع دولية منفردة ومشتركة مع علماء روس. كما نشر أكثر من 51 بحثا علميا في مجلات عالمية، وأصدر كتابا في علم البصريات باللغة الإنكليزية.

وعن براءة الاختراع الأخيرة يقول صفاء في حديث صحفي انه حصل عليها من الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، مبينا أن مركّبه الجديد صنعه من الأنابيب النانوية الكربونية وأكسيد التيتانيوم المستخدم في صناعة الشاشات الرقيقة.

ويتابع قائلا أن “هذا الاختراع يمكننا من صنع شاشات رقيقة مماثلة لشاشات الهواتف والحواسيب، لكن بخصائص بصرية وميكانيكية وكهربائية جبارة، أي تتمتع بصلابة وقوة حتى ضد الرصاص”، مشيرا إلى انه “عند دمج المادتين المذكورتين مع الزجاج النقي، بعد صهره بدرجة 1600 مئوية، حصلت على مركب جديد بخواص بصرية وكهربائية فريدة من نوعها. فقمت بإدخاله في الشاشات الإلكترونية الرقيقة، ما أعطاها كثافة وصلابة تتفوق بها على الشاشات المصنعة في الوقت الحاضر والمستخدمة في الهواتف والحواسيب”.

ويلفت صفاء إلى انه “يمكن لأي شركة عراقية مهتمة في الزجاجيات، سواء في مجال الإلكترونيات، أم زجاج السيارات والنوافذ، أن تستثمر هذا الاختراع لصنع زجاج متين وغير قابل للكسر”، موضحا أن “أكسيد التيتانيوم يمتاز برخص ثمنه وتوفره في الأسواق، وبالتالي فإن استخدامه في تصنيع الشاشات سيكون مجدياً وغير مكلف”.

********************************************************************

اختتام فعاليات مهرجان يوم الأديب العراقي

متابعة – طريق الشعب

اختتمت أول أمس الجمعة في بغداد فعاليات مهرجان يوم الأديب العراقي – دورة الشاعر بدر شاكر السياب، والتي افتتحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، تحت شعار “فلسطين جرح ثائر في الروح”.

واختتمت الفعاليات، التي رافقتها فعاليات مهرجان “جواهريون” الخامس، بإعلان اسماء الفائزين في مسابقة الأدباء الشباب للقصيدة غير المنشورة أو الفائزة بجائزة. فبعد أن تنافس 30 شاعرا عراقيا وعربيا خلال أربع جلسات، اختارت لجنة التحكيم 3 شعراء للفوز بالجوائز الأولى، وهم كل من محمد باقر جميل ومحمد ناظم والليبية فاطمة مفتاح.

كما اختارت اللجنة 7 شعراء للفوز بجوائز تقديرية، وهم كل من العماني قصي النبهاني والسوري محمد زياد شودب والعراقيين حسين علي رهيف وأحمد گلتكين والمصري أحمد جمال مدني واللبنانية علا خضارو والأردني حسام شديفات.

وانطلقت فعاليات المهرجان يوم الثلاثاء على مسرح الرشيد، بحضور وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني ووزير الشباب والرياضة د. أحمد المبرقع ومحافظ بغداد عبد المطلب العلوي ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية د. عارف الساعدي فضلا عن جمع كبير من أدباء الوطن وجمهور من مختلف محافظات البلاد.

وألقيت خلال حفل الافتتاح كلمات من قبل وزير الثقافة ومستشار رئيس الوزراء، والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي.

وخلال الحفل، جرى تكريم عدد من الأدباء المبدعين بجائزة “القلم الذهبي”، بين من حضر ومن لم يتسن له الحضور، وهم كل من مالك المطلبي، خالد الحلي، ميسلون هادي، صادق الصائغ، عائد خصباك، إحسان وفيق السامرائي، طالب غالي، قيس مجيد، تحية الخطيب، نجمان ياسين، كرم حسن حمادي الساعدي، كامل عويد العامري، فراس عبد المجيد، طلال حسن، حسب الله يحيى، هاشم شفيق، جواد الحطاب، حطاب دهيم، بولص شليطا، عباس الكواز وعبد الزهرة الديراوي.

بعدها جرى توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة الأدباء الشباب في حقول الشعر والقصة والرواية والكتابة المسرحية. 

واختتم حفل الافتتاح بحفل موسيقي قدمته الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي، بقيادة المايسترو علاء مجيد.

ثم انتقلت الفعاليات إلى مقر الاتحاد، وتضمنت جلسات شعرية صباحية ومسائية لمهرجان “جواهريون”، وجولات في متحف الأدباء ومكتبة ألفريد سمعان، وحفل توقيع للكتب الفائزة في مسابقة الأدباء الشباب، ومسرحية بعنوان “الألق الذي لا يأفل”، من تأليف سعد يونس وإخراج د. عبد الكريم سلمان. وتستعرض المسرحية سيرة الاتحاد منذ تأسيسه، وتستعيد ذكرى مؤسسيه الأوائل. 

أما في صباح يوم الختام، الجمعة، فقد انتقلت الفعاليات إلى “قاعة سامي عبد الحميد” في المركز الثقافي البغدادي. حيث أقيمت جلسة شعرية شارك فيها شعراء عراقيون وعرب.

وفي المساء اختتمت الفعاليات في مقر الاتحاد. 

***********************************************************************

منذ 30 عاما .. كهربائي يُقدم خدمات مجانية لفقراء آلتون كوبري

متابعة – طريق الشعب

يُقدم فني الكهرباء سمير سردار، منذ 30 عاماً، خدماته مجانا إلى فقراء ناحية آلتون كوبري شمالي كركوك، ودوائرها الخدمية.

ويطلق أهالي الناحية على سمير لقب “الشيخ سمير”، ويكنون له تقديرا عاليا نظرا لخدماته المجانية. إذ يقوم بربط لوحات الكهرباء المنزلية وتصليح أعطال الكهرباء في المنازل والدوائر الخدمية، ومنها دائرة الماء. حيث يعيد تشغيل مضخات المياه العاطلة. كذلك يقدم خدماته مجانا إلى مقرات القوات الأمنية في الناحية، وإلى المزارع.

يقول الشيخ سمير في حديث صحفي، أنه “أقوم بنصب البوردات الكهربائية وصيانتها مجانا للمواطنين، لا سيما الفقراء ومحدودو الدخل”، لافتا إلى أنه  حاصل على نحو 50 شهادة تقدير من جهات حكومية ومنظمات مدنية، لقاء أعماله التطوعية.

ويؤكد أنه مستعد لتقديم خدماته على مدار اليوم، وأنه وزع رقم هاتفه على جميع الدوائر الحكومية، لغرض الاتصال به في حال حصول عطل كهربائي، منوّها إلى انه يرد على الاتصالات في أي وقت، حتى بعد منتصف الليل.

ويشير الشيخ إلى ان آخر ما أنجزه هو تصليح بوردات كهربائية خاصة بمشروعين للماء “وهذا العمل يخدم الأهالي بالدرجة الأولى”.  من جانبه، يقول مدير مشروع ماء آلتون كوبري مدحت نعمت، أن “جهود الشيخ سمير مشكورة ومقدرة ومحل احترام لدينا. حيث تكفل أخيرا في تشغيل غطاسات مشروع الماء المركزي، ومشروع آخر في منطقة رزكاري”.

فيما قول المواطن جمعة أحمد، أن “للشيخ سمير أفضالا على سكان الناحية، وانه لمجرد أن تطلب منه تصليح عطل كهربائي حتى يسارع إلى ذلك”.

***********************************************************

على حدائق أبو نؤاس احتفال باليوم العالمي  للصليب الأحمر

متابعة – طريق الشعب

في مناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر 8 أيار، أقامت جمعية الهلال الأحمر العراقي والبعثة الدولية للصليب الأحمر في العراق، حفلا على حدائق أبو نؤاس في بغداد، قرب تمثالي شهرزاد وشهريار.  حضر الحفل الذي أقيم تحت شعار «إبقاء الإنسانية على قيد الحياة»، جمع من المتطوعين الذين يقدمون الدعم الإغاثي والطبي والنفسي في مناطق النزاع.  وفي حديث صحفي، قال رئيس بعثة الصليب الأحمر كاثرن فيزكبن، أن بعثته تشكر الموظفين والمتطوعين في الصليب الأحمر، الذين يذهبون طوعا للعمل في كل أنحاء العالم لمساعدة الناس المتأثرين بالصراعات، مضيفا القول: «نحن ملتزمون بالعمل وفق مبادئنا الأساسية. كما نلتزم بتقديم الدعم لضحايا الصراعات». 

وأشار فيزكبن إلى أن «العراق تأثر بالصراعات عقودا عدة. لذلك أن وجود الصليب الأحمر في البلاد أمر ضروري. فنحن ما زلنا نتعامل مع ما خلفته الصراعات من آثار»، لافتا إلى ان «العمل مع ذوي المفقودين في العراق جزء من مهامنا، ونحن ندعم هذه العائلات ونحاول مساعدتها».

من جانبه، قال مدير جمعية الهلال الأحمر العراقي، نبيل نايف، أن «الحفل تضمن تكريم موظفينا ومتطوعينا الذين قدموا جهودا إغاثية في العراق وفلسطين»، مبينا أن «هؤلاء كانوا موجودين في الميدان لمساعدة الشعب الفلسطيني، وتعرضوا للصعاب، لكنهم خدموا الإنسانية».

هذا وشهد الحفل كلمات في المناسبة، وفقرات موسيقية.

********************************************************************

يوميات

  • تقيم أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، غدا الاثنين، أمسية أدبية بعنوان «قصيدة الهايكو وتحولاتها في الأدب العربي».

يتحدث في الأمسية كل من الشاعر علي القيسي والناقد د. سعد التميمي والكاتب والشاعر عبد الأمير محسن. فيما تديرها الشاعرة غرام الربيعي.

تكون البداية في الساعة 6 مساء على قاعة المعهد الفرنسي في شارع أبو نؤاس