اخر الاخبار

الصفحة الاولى

معدلات الفقر الى تصاعد.. من يعوض الناس خسائرهم؟

بغداد ـ عبدالله لطيف

يقف امام محله في سوق حي العامل، ويعدّ ما تبقى من اطوال القماش، لحساب خسارته هذه المرة، وليس الربح. بهذه الطريقة أنهى غزوان علي يومه، بعد ارتفاع سعر الدولار بشكل مفاجئ، وغير مسبوق، الامر الذي انعكس سلباً على الفقراء وذوي الدخل المحدود.

من يعوض خسارتهم؟ 

يقول غزوان علي (30 سنة) وهو يقوم بتنظيف محله الذي أخذ الغبار يملأ الرفوف في داخله، نتيجة غلقه لأسبوع كامل على أثر تداعيات انخفاض سعر الدينار، إن: “الازمة الحالية أثرت علينا نحن اصحاب المشاريع الصغيرة، بمسألة التسديد للتجار،  لأننا قبل الازمة اخذنا بضائع من التجار بسعر الدولار القديم، ولم نسددهم لحين بيع ‏البضائع، وفي تلك الاثناء، ارتفع سعر الدولار، وبالتالي فأن المدين للتاجر بمبلغ الف دولار ‏أي ما يعدل سابقاً مليونا ومائتي الف دينار، اصبح ملزماً بالدفع بحسب سعر الصرف الجديد للدولار، وهنا يكون الفارق حوالي 250 الف دينار”. ‏

ويضيف غزوان، وهو المعيل الوحيد للعائلة المكونة من خمسة ابناء وزوجته وامه: ان “هذا الارتفاع بسعر صرف الدولار صاحبه انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، واصبحوا متخوفين من ‏الشراء، باستثناء السلع الضرورية، ما جعلنا ذلك في موضع الخسارة”.

ويؤشر غزوان بيده صوب الضائع المتكدسة، قائلة إنها “ملأت المحال في السوق وحتى الارصفة”، مؤكدا أن “بعض المحال الصغيرة خسرت نصف رأس مالها”.

وضع انكماشي خطر!

وذكر المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، في مقال يخص الازمة الراهنة، أن ‏”الأوضاع المالية الانكماشية في العراق تقود إلى مظاهر اقتصادية خطرة”.‏

وقال صالح، إن تلك المظاهر “أدت الى انكماش الطلب أو ‏الإنفاق الحكومي في العام 2020”، وهذا قاد بالتالي إلى “تعاظم فجوة الدخل الوطني، وانخفاض النمو بنحو ‏‏11 في المائه عن معدلاته”. وأشّر صالح أيضا “تعاظما في مستويات البطالة، لا يقل ‏عن 25 في المائة”، والتي ارجعها الى حالة “الانكماش”، وهذا قاد، بشكل حتمي، بحسب المتحدث الى “تزايد معدلات الفقر بين السكان التي تعدت ‏‏30 في المائة” حسب قوله.

وبيّن صالح، أن “دعاة الفكر المالي، يرون أن مظاهر الانكماش والتعثر ‏المالي واللجوء إلى التقشف (شبه الإجباري) سيظل مدعاة لتعاظم الدين والعجز في حزمة ‏إنقاذية مالية توسعية تتطلبها السنوات المالية اللاحقة”.

مواطنون: خطة خبيثة

وتأكيدا لما ذكره الدكتور مظهر، يروي ابو علي (عامل في أحد الاسواق الشعبية)، ما شهدته السوق، إثر القرار الحكومي المفاجئ، قائلا ان “بعض المخازن اغلقت بشكل تما، بينما جرى تسريح عشرات العمال منها”.

ويقول أبو علي ( 58 سنة) ان “الحكومة مهدت لقرارها بتأخير صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين، وبعد أن لاحظت ردود الفعل في الشارع، ذهبت نحو رفع سعر صرف الدولار”.

ويصف المواطن تلك الاجراءات بأنها “خطة خبيثة”، تحمل المواطن عبئاً ثقيلاً.

وروّجت مواقع التواصل الاجتماعي، في الايام الاولى من رفع سعر الدولار، صورا ومقاطع فيديوية تظهر المحال التجارية وهي شبه خاوية من المتبضعين.

أما عبدالرحمن هادي (صاحب محل لبيع المواد الغذائية)، ان “الأسواق بصورة عامة تعتمد على البضائع المستوردة، في مقابل وجود بضائع محلية قليلة”.

ويضيف هادي، “نواجه حرجا كبيرا في بيع بضائعنا. الناس متذمرة وتحبس أنفاسها من القادم”.

ويختتم هادي حديثه بطرح تساؤل مفتوح: ان “الناس كانوا في السابق، يعتاشون على الحصة التموينية، أما الان وفي ظل انعدام معظم ‏مفردتها، فكيف سيتمكنون من تأمين قوتهم اليومي؟!”. ‏

وفي دراسة أعدتها وزارة التخطيط بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمة اليونيسيف، خلال النصف الثاني من العام الماضي، ووفق سيناريو توقعات ارتفاع الأسعار نتيجة كبر الأزمة، فقد توقعت الدراسة في محورها الأول أنه إذا ارتفعت الأسعار بنسبة 50 في المائة، عما كانت عليه قبل الأزمة، فسيسهم بارتفاع نسبة الفقر إلى 31.7 في المائة،  أي حوالي 32  في المائة، ويصبح عدد الفقراء  11 مليوناً و400 ألف يعيشون تحت خط الفقر”.

ولمعالجة تلك المشكلات المتوقعة، قال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، يوم أمس، ان “الإجراءات التي ستطبق خلال العام الحالي في موازنة العام 2021، تشمل زيادة في تخصيصات شبكة الحماية الاجتماعية بحوالي ترليوني دينار، بهدف زيادة قاعدة الشمول للفقراء، أي شمول أسر جديدة، وكذلك إذا كانت هنالك إمكانية زيادة الرواتب الممنوحة للمشمولين بهذه الشبكة”.

*************

على طريق الشعب

هو ذا طريق انقاذ البلد

منذ  مدة غير قصيرة ونحن نكرر ان بقاء الحال من المحال، وان المواطن لم يعد بمقدوره  تحمل فاتورة الفشل الكبير للأقلية الحاكمة، التي هي بدورها لم تعد تستطيع الحكم وإدارة أمور البلد على وفق المنهج والنمط والسلوك ذاته، الذي سارت عليه منذ عام ٢٠٠٣ حتى الان، والذي لا تخفى نتائجه على احد.

ولقد تضاعف وزر فاتورة منظومة الحكم الفاشلة في سنة ٢٠٢٠ التي نودعها، حيث تركت للعام القادم الجديد حملا ثقيلا، ليس فقط جراء تفشي جائحة كورونا التي نتطلع الى الخلاص منها في اقرب وقت، ولا جراء انخفاض عائدات النفط الخام المصدر فحسب، بل نتيجة لحالة فشل متراكم، يشمل المنهج ومن يقف وراءه ويتشبث به حتى اللحظة وكأنه بقرة حلوب، وعلى حساب  جوع ومرض وفقر الملايين الذين ارتفعت نسبتهم الى ٣٤ في المائة كما تقول مصادر رسمية.

هذا الفشل ليس جزئيا، يتعلق بهذا الجانب او ذاك، في هذا القطاع او غيره،  بل هو يتجسد  في ازمة عامة بنيوية شاملة مرتبطة بالبناء المحاصصي الطائفي – الاثني، وبتفشي الطائفية السياسية والفساد. وقد فاقم هذه الظواهر القاتلة حال اللادولة، وشلل مؤسسات الدولة، وضعف قوة القانون، وفوضى السلاح المنفلت، وتعمق العواقب السلبية للاعتماد على الريع النفطي،  والإهمال المتعمد لتنمية الاقتصاد الوطني وخاصة قطاعاته المنتجة، الصناعية والزراعية.

انها ازمة  عميقة واسعة ومركبة، كما يتفق الكثيرون على توصيفها، ولا يمكن  تصور  إمكانية الخروج منها باستخدام الأدوات ذاتها التي حكمت البلد وادارته، فاستحقت شهادة الفشل بامتياز. وان أي مسعى لمواصلة السير بهذا التوجه، لن يعني ببساطة الا تدوير الازمة وإطالة امدها ومفاقمة تداعياتها، ومضاعفة معاناة الشعب التي هي بدورها  تشعبت كثيرا وراحت تلقي باعبائها على قطاعات واسعة من المواطنين. ولَم يعد بمنأى عنها الا القلة المتخمة المرفهة، التي تمتلك المال والقرار السياسي والاقتصاد، والمتماهية مع السلاح المنفلت.

ويخطئ كثيرا من يظن انها ازمة علاقات سياسية عامة بين الكتل والأطراف  السياسية، وان توافقات جديدة  في ما بينها يمكن ان ترسم خارطة توازنات محدثة لتقاسم الحصص والمغانم والمناصب، او انها ناجمة عن تدخلات خارجية، على أهمية ذلك وتاثيراته السلبية. فهي كل هذا وغيره، وأسّها هو نظام المحاصصة المقيت.

فاي عملية جدية  للخروج ببلدنا الى برّ الأمان والاستقرار، وفتح الطريق لمعالجة ما تراكم من خطايا واخطاء، لابد ان يلامس الأسّ، والا فلن يكون سوى هروب الى  الامام من استحقاق التغيير الشامل، الذي هو الأداة وطوق النجاة لإنقاذ بلدنا مما هو فيه من سوء على مختلف الصعد، ولا ينافسنا فيه الا دول معدودة، فيما تتوفر في بلدنا كل مقومات النهوض والرقي وبناء دولة عصرية يكون الانسان فيها أثمن راسمال، دولة مدنية تبنى على قاعدة الديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

 وان إمكانية الوصول الى ذلك لن تتحقق من دون مساهمة فاعلة نشطة للملايين من المواطنين، المكتوين بنار الازمات المتناسلة. فالجماهير هي من تجترح المعجزات والمآثر، وطريق إسهامها هو الطريق المجرب والمضمون.

****************

الشيوعي العراقي: مئوية الجيش حافز معنوي للشعب

بغداد ـ علي شغاتي

يحتفل ابناء شعبنا العراقي في يوم 6 كانون الثاني الجاري في الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي، والتي تأتي في ظل اوضاع “سياسية - اقتصادية - امنية - اجتماعية” معقدة تبرز فيها الحاجة الفعلية لبناء جيش قوي من خلال التجهيز والاعداد وتطوير القدرات التسليحية.

وقال الرفيق حسين النجار، عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي: ان “الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي هي حافز معنوي لشعبنا العراقي في الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً”، مشدداً على “ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي لهذه المؤسسة الوطنية، وبما يؤهلها لتنهض بدورها المسنود اليها دستوريا، لحماية الشعب والوطن من أي اعتداء سافر”.

وقدّم النجار تهنئة الى أبناء الشعب وضباط ومنتسبي الجيش، لهذه المناسبة العزيزة، مستذكراً بطولات الجيش، ومؤكداً ضرورة منح عوائل الشهداء حقوقهم ومعالجة جرحى العمليات العسكرية، وتكريم الابطال المساهمين في تحرير المدن من قبضة الارهاب الداعشي.

ودعا النجار في حديث لـ”طريق الشعب”، الى “تعزيز قدرات القوات الأمنية من ناحية التدريب والسلاح واعادة بنائها وصولاً الى اخراج القوات الأجنبية من العراق بعد استكمال متطلبات تهيئتها وتمكينها بصورة جيدة”، مشيراً الى “أهمية ابعاد هذه المؤسسة عن الصراعات الطائفية والحزبية الضيقة ومحاسبة من تورط في نهب الأموال التي خصصت لبنائها، واهمية وضرورة ان يتم بناؤها”.

وشدد النجار في هذه المناسبة على “ضرورة التصدي لفوضى انتشار السلاح وحصره بمؤسسات الدولة المخولة دستوريا”. التفاصيل ص2

*******

راصد الطريق

حين تنطق الأرقام

أعلنت هيأة المنافذ الحدودية الجمعة (1كانون الثاني 2021) أن “الإيرادات المتحققة من الرسوم الجمركية والضريبية والامانات، نتيجة التبادل التجاري في المنافذ الحدودية لعام 2020، بلغت 1.195 تريليون دينار عراقي”. وكانت الايرادات ذاتها لعام 2019 قد بلغت 1.122 تريليون دينار عراقي أي حوالي مليار دولار.

وللمقارنة نذكّر بتصريح سابق لمدير المنافذ السابق كاظم العقابي لصحيفة (المدى) ان “هيئة المنافذ الحدودية حققت إيرادات في عام 2016 تصل الى 600 مليون دولار، وفي عام 2017 الى مليار وأربعمائة مليون دولار، فيما قدرت في 2018 بـملياري دولار”.

واوضح السيد العقابي في تصريحه أن قيمة الإيرادات المفروض تحقيقها من منافذنا كافة “تقدر بعشرة مليارات دولار سنويا” أي اكثر من ١٢ ترليون دينار.

هذه المعطيات تؤشر ان المنافذ الحدودية مازالت خارج نطاق السيطرة، والتقدم المتحقق عام 2020 ليس كبيرا قياسا الى الموارد المفترضة، وتلك المتحققة عام 2018.

ويبقى التساؤل الكبير عن الـ 8 مليارات دولار المتبقية من الايرادات؟ اين تذهب، ومن يستحوذ عليها؟

*****************

الصفحة الثانية

التخطيط: ربع سكان العراق تحت خط الفقر!

بغداد – طريق الشعب

اكدت وزارة التخطيط، يوم امس، أن ربع سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر، نتيجة للظروف التي مرت بالبلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “الظروف التي مرت بالعراق أسهمت في ارتفاع نسبة الفقر، من 20 في المائة الى 25 في المائة خلال العام الماضي”.

واضاف، ان “دخول العراق في نفق الأزمة المزدوجة، جائحة كورونا وما رافقها من أزمة مالية، بسبب تراجع أسعار النفط، أثرت بشكل كبير على ارتفاع نسبة الفقر في البلاد”.

وتابع البيان، ان “الاسعار لم ترتفع بالنسبة المتوقعة، حيث ارتفعت بنسبة 6 بالمائة فقط، وهذا ارتفاع طفيف بمقارنة ما حدث في دول العالم، وبموجب هذه الزيادة، يكون الفقراء الذين يدخلون تحت خط الفقر هم مليونان و700 الف فقير، يضافون الى العدد المؤشر، ليصبح العدد الكلي هو 9 ملايين و600 ألف، ويشكلون حوالي 24.8 بالمائة، أي ما يقرب من 25 بالمائة”.

وزاد الهنداوي، انه “بناء على هذه المعطيات فإن ربع سكان العراق هم تحت خط الفقر، أو اقل بذلك بقليل، إذا كان عدد سكان العراق هم 40 مليوناً”.

************

إضاءة

موازنة ام عقاب

للاقتصاد وللناس؟

محمد عبد الرحمن

عجيب هذا الإصرار على ان الحكومة انصفت في مشروع  موازنة ٢٠٢١ الفئات والشرائح الفقيرة وذوي الدخل  المحدود! فكل المؤشرات والمعطيات وآراء المتخصصين تقول بغير ذلك تماما.

واذا كان المصرّون يتعكزون على اعفاء من يقل دخله عن ٥٠٠ الف دينار شهريا من ضريبة الدخل ومن الاستقطاعات التي فرضت حديثا، وعلى اضافة بضعة مليارات دينار الى  تخصيصات الرعاية الاجتماعية ، فان هذه لا تعني شيئا بالمطلق في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر، التي تقدرها مصادر عدة باكثر من٤٠ في المائة ، فيما المصادر الرسمية تتحدث عن نسبة ٣٤ في المائة.

 في الوقت نفسه تراجعت تخصيصات البطاقة التموينية بنحو ملفت  في مشروع الموازنة، الذي اعد بعناية وفقا لتوصيات الورقة البيضاء الحكومية، المستندة الى نصائح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذين طالبا بالمزيد من إجراءات تعويم العملة العراقية  والتخلي عن كل اشكال الدعم من جانب الدولة، علما ان ما تبقى من الدعم شحيح، وقد أُبقي ذرا للرماد في العيون .

من جانب آخر يمكن القول باطمئنان ان لمشروع – الكارثة انما عاقب الاقتصاد الوطني العراقي والمواطنين جميعا من دون تمييز، عبر مجموعة من الإجراءات التي تبنتها الحكومة، فيما هي تصرّ على ادعاء انصاف الفقراء وحمايتهم .

وفِي هذا السياق يمكن الإشارة الى :

- تخفيض سعر صرف  الدينار العراقي امام الدولار، والذي أدى دفعة واحدة الى انخفاض القدرة الشرائية للمداخيل وارتفاع أسعار السلع والمواد، المستوردة منها والمحلية. علما ان المستورد من السلع والخدمات قد يتجاوز ٩٥ في المائة من المجموع .

- الاستقطاعات الواسعة من رواتب العاملين في الدولة ، مدنيين وعسكريين ، ممن لا يزالون في الخدمة او من المتقاعدين. ورغم ان الاستقطاعات اخذت بالصيغة التصاعدية ، فان مساحة الإعفاءات ضيقة والاستقطاعات شملت مواقع وظيفية كان يفترض ان لا تشمل. 

وفيما يخص المتقاعدين فان تاثير الاستقطاعات عليهم اكبر، نظرا لكون رواتبهم أقل أصلا من رواتب نظرائهم في الخدمة. فالعديد من المخصصات والامتيازات ومدخلات الايفادات وغيرها لاتشملهم أساسا. ورغم ان الاستقطاع جاء من مجموع الدخل، فقد كان الانصاف يتطلب مراعاة خاصة للمتقاعدين، وعدم قياسهم بمسطرة واحدة مع المستمرين في الخدمة.

- الضرائب القديمة والجديدة التي فرضها مشروع الموازنة، والتي لا تميز بين معدمين لا يملكون قوت يومهم وبين الحيتان، وبين هؤلاء طبعا حيتان الفساد وسراق المال العام.

- انعدام الفرص الجديدة للعمل، عدا درجات وظيفية محدودة ومعروف مسبقا من سيستحوذ عليها. والسبب في ذلك ان الموازنة لم تخصص شيئا ذا قيمة للمشاريع الاستثمارية القديمة ولا للجديد منها، ولو لاستكمالها. علما ان عددها ٦٢٢٥ مشروعا حسب وزارة التخطيط .

هذا غيض من فيض مساويء الموازنة  – الكارثة التي قيل انها تقشفية، فجاءت باعلى رقم انفاق منذ ٢٠٠٣!

ان مشروع الموازنة هذا بتوجهاته الخطرة يجب الا يمر، وان واضعيه يستحقون المساءلة.

************

في الذكرى المئوية لتأسيسه

دعوات لإبعاد الجيش العراقي عن المحاصصة

بغداد ـ علي شغاتي

يحتفل ابناء شعبنا العراقي في يوم 6 كانون الثاني القادم في الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي، وتأتي الذكرى في ظل اوضاع “سياسية – اقتصادية – امنية – اجتماعية” معقدة تبرز فيها الحاجة الفعلية لبناء جيش قوي من خلال التجهيز والاعداد وتطوير القدرات التسليحية.

تهنئة في المناسبة

وقال الرفيق حسين النجار، عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي: ان “الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي هي حافز معنوي لشعبنا العراقي في الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً”، مشدداً على “ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي لهذه المؤسسة الوطنية، وبما يؤهلها لتنهض بدورها المسنود اليها دستوريا، لحماية الشعب والوطن من أي اعتداء سافر”.

وقدّم النجار تهنئة الى أبناء الشعب وضباط ومنتسبي الجيش، لهذه المناسبة العزيزة، مستذكراً بطولات الجيش، ومؤكداً ضرورة منح عوائل الشهداء حقوقهم ومعالجة جرحى العمليات العسكرية، وتكريم الابطال المساهمين في تحرير المدن من قبضة الارهاب الداعشي.

ودعا النجار في حديث لـ”طريق الشعب”، الى “تعزيز قدرات القوات الأمنية من ناحية التدريب والسلاح واعادة بنائها وصولاً الى اخراج القوات الأجنبية من العراق بعد استكمال متطلبات تهيئتها وتمكينها بصورة جيدة”، مشيراً الى “أهمية ابعاد هذه المؤسسة عن الصراعات الطائفية والحزبية الضيقة ومحاسبة من تورط في نهب الأموال التي خصصت لبنائها، واهمية وضرورة ان يتم بناؤها”. ويشدد النجار في هذه المناسبة على “ضرورة التصدي لفوضى انتشار السلاح وحصره بمؤسسات الدولة المخولة دستوريا”.

تخصيصات وزارة الدفاع

ووفقاً لمشروع قانون موازنة العام 2021 فإن تعداد الجيش يبلغ 429 آلف منتسب مدني وعسكري، فيما خصص المشروع حوالي 10 ترليون دينار كنفقات تشغيلية واستثمارية لوزارة الدفاع.

تطوير الدفاع الجوي

ويكشف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية سعران الأعاجيبي، عن “حاجة العراق لتطوير منظومة الدفاع الجوي، من خلال شراء أسلحة ورادارات حديثة، وتنويع مصادر الاسلحة المستوردة الى العراق من عدة دول، وعدم الاعتماد على دولة واحدة في التسليح”.

ويضيف الاعاجيبي في تصريح صحفي أن “أبرز ما يحتاجه الجيش العراقي حالياً هو تسليح منظومة الدفاع الجوي، والتي هي دون مستوى الطموح، بل تكاد تكون شبه معدومة”، مشيراً الى “حاجة العراق إلى شراء رادارات حديثة، ومنظومة صواريخ متطورة، وتقنيات جديدة، فضلاً عن تدريب أفراد الدفاع الجوي على هذه الأنظمة والأسلحة الحديثة”.

غياب الشفافية

من جانبه، ينتقد مستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات اللواء الركن السابق عماد علو، “عدم وجود بيانات واضحة من وزارة الدفاع حول جهات صرف الاموال المخصصة للوزارة”، مبيناً أن “المبالغ المرصودة لتطوير الجيش ذهبت  لشراء اسلحة ومعدات لا ترقى لمستوى التحديات التي يواجهها العراق”.  ويضيف علو لـ”طريق الشعب”، ان “الادارة الامريكية مارست ضغوطا على الحكومة العراقية لإبقاء الجيش ضعيفا والاكتفاء بتسليحه بمعدات خفيفة ومتوسطة، ما جعله عاجزاً عن المواجهة اثناء اجتياح تنظيم داعش الارهابي لأجزاء كبيرة من العراق”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة لم تقدم مساعدات ذات قيمة عسكرية للجيش العراقي”.

غياب الإرادة السياسية

ويبيّن علو أن “الارادة السياسية للأحزاب المتنفذة والفاعلة في العملية السياسية لا ترغب في وجود جيش قوي، بسبب توجسها من حدوث الانقلابات وخوفها من تدخل العسكر في العملية السياسية، فضلا عن العامل الاقليمي وخاصة دول جوار العراق التي لا ترغب في بناء جيش قوي”، مشيراً الى أن “الحاجة الفعلية لجيش قوي ظهرت اثناء اكتساح داعش للمحافظات، حينها تم تزويد الجيش بمعدات ساهمت في تحقيقه الانتصار، ورغم ذلك ما زالت هناك ثغرات يجب معالجتها لتمكين الجيش من جعله سورا حقيقا للوطن”.

تعزيز قدرات الجيش

الى ذلك، يدعو الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي فلاح كريم، في حديث لـ”طريق الشعب”، الى “تعزيز قدرة الجيش ضمن رؤية استراتيجية واضحة تؤمن تفوقه في مجال التسليح والتدريب وتنفيذ الواجبات بحرفية ومهنية، وفرض السيطرة على جميع القوات العاملة من خلال وزارتي الدفاع والداخلية وتأمين الحدود ووضع ستراتيجية عسكرية، بعيدا عن التدخلات الخارجية، لبناء جيش وطني فوق الميول والاتجاهات السياسية، يمتهن العمل العسكري بحرفية عالية، بعيدا عن المحاصصة الطائفية”. ويشدد كريم على “ضرورة الاعتماد على القدرات العراقية البشرية والمادية والاقتصادية والتكنلوجية والتقنية والفنية والاستفادة من التجارب السابقة والدراسات لتطوير قدرات الجيش، وتمكينه من مواجهة التحديات المحيطة في العراق داخليا وخارجيا”.

الفساد والمحاصصة

ويوضح كريم أن “الفساد والمحاصصة الطائفية أثرا بشكل كبير على القدرة القتالية للجيش، وسياقات العمل الفنية والتدريبية والخبرات الادارية والبنية التحتية وتزويد الجيش بالاسلحة المتطورة والتدريب اللازم وتجهيزه لمواجهة التحديات الراهنة”، مبينا ان “الخلافات السياسية انعكست بشكل كبير على القوات المسلحة العراقية ونتيجة لغياب القيادة السياسية الواعية والصراع على النفوذ والمصالح، فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية ما أثر بشكل كبير على قدرة القوات المسلحة العراقية”.

ويكشف كريم عن ان “الاموال المخصصة لوزارة الدفاع لغرض تسليح وتدريب الجيش العراقي كانت كافية لبناء جيش قوي، لكن غياب الخطط  الاستراتيجية لدى القيادات السياسية والعسكرية والفساد المالي والاداري داخل المؤسسة العسكرية عرقل بناء الجيش”.

ويتابع الباحث، ان “المؤسسة العسكرية تعاني من استفحال الفساد وزيادة اعداد الفضائيين، فضلا عن الفساد في صفقات تجهيز وشراء الاسلحة مثل صفقة تجهيز الاسلحة الروسية وناقلات الجنود الاوكرانية وشراء المروحيات الفرنسية”.

***************

رائد فهمي يستقبل وفدا من الوجهاء وشيوخ العشائر

بغداد – طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، عصر اليوم الاثنين 28/12/2020، وفدا من الوجوه العشائرية.

وبحث الرفيق فهمي مع الوفد أهم المستجدات السياسية في البلد، والفرص المتاحة أمام الحكومة والقوى السياسية لاجراء الانتخابات المبكرة في موعدها المحدد، إضافة الى القضايا الاقتصادية والازمات التي يعيشها البلد.

وقال فهمي، ان “هناك ضرورة للضغط على الحكومة للايفاء بوعودها في اجراء الانتخابات بموعدها، وتهيئة مستلزمات نجاحها”، مبينا ان “الحديث عن الجدوى من الانتخابات يرتبط بمواضيع عديدة، منها الصراع بين المتنفذين واشكاله، اضافة الى جدية تطويق المال السياسي والسلاح المنفلت وعدم السماح بتأثيره على نتائج الانتخابات”.

واضاف فهمي، ان “هناك محاولات مستمرة من قبل القوى المتنفذة للالتفاف على ارادة العراقيين باجراء انتخابات نزيهة وعادلة، وستشهد الاشهر المقبلة صراعا واضحا مع اقتراب موعد اجرائها”، لافتا الى ان “بعض القوى السياسية لا تستطيع تجاوز مصالحها الشخصية والعمل على اصلاح اوضاع البلاد”، مبينا انها “بدأت تفتعل أزمات مع البعد الخارجي، فضلا عن الازمات الداخلية، وقامت باغراق العراق بديون خارجية “.

من جهته، عبر الوفد الزائر، عن رغبته في استقرار اوضاع البلاد والمساهمة الجدية بانهاء الازمات التي يمر بها.

وضم الوفد الزائر الشيخ محسن السعدون والشيخ محمد علي حسين والشيخ فاضل رهيوط المالكي.

*************

الصفحة الثالثة

رئيس الجمهورية هنأ الشعب وأقرّ بـ”عجز” منظومة الحكم

العراقيون يستقبلون 2021 بحذر وأمنيات كثيرة

بغداد ـ طريق الشعب

يترقب العراقيون خلال احتفالهم ببداية العام الجديد، تغييرا ملموسا يجلي غبار العواصف التي لم تنقطع عن ظروف حياتهم، خصوصا ما شهده العام الماضي من مشاكل سياسية وكوارث اقتصادية وصحية وأمنية، ليكون من أثقل الأعوام عليهم وطأة، نتيجة لفشل نظام المحاصصة والاصرار على نهجه من قبل القوى السياسية المتنفذة.

وتأكيد ذلك من قبل رئيس الجمهورية الذي أوضح أن منظومة الحكم الحالية غير قادرة على خدمة المواطنين.

أفراح غير مكتملة

وبالرغم من الأزمات العديدة التي واجهت العراقيين خلال عام 2020، إلا أن الوضع الاقتصادي المتأزم، أخذ حيزا كبيرا من تفكيرهم بسبب صعوبة المعيشة وعدم توفر فرص العمل.

المواطن كرار حسين، من سكنة منطقة بغداد الجديدة، يمني النفس بأن يكون العام الجديد “بوابة أمل لتغيير الواقع المأساوي الذي وصل البلد اليه بسبب عنجهية الماسكين بالسلطة وصراعهم الدائم على النفوذ والامتيازات والمال العام”.

ويضيف حسين خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن أبرز ما يواجه العراقيين حاليا ويؤرقهم “هو الوضع الاقتصادي المترد، الذي يفترض أن يكون في تحسن ملحوظ نظرا لثروات البلد وانتفاضة الشعب العراقي الذي ناهض الفساد وقدم الشهداء من أجل التغيير الحقيقي في طريقة ادارة البلد”، مبينا أن عام 2021 “يمثل فرصة حقيقية لأصحاب القرار، لمراجعة انفسهم وتجنب الانفجار المجتمعي الذي يمكن ان يحصل اذا استمر الوضع كما هو عليه”. 

واحتفل العراقيون في مختلف المحافظات بقدوم العام الجديد، واطلقوا المفرقعات في مشاهد جميلة لم تشهد حضورا جماهيريا في الشوارع العامة، بسبب اجراءات وقائية اتخذتها السلطات تلافيا لانتشار وباء كورونا، لكن كربلاء وبغداد كانتا المحافظتين الاكثر حضورا في الاماكن العامة، خصوصا بعدما شهدت الاخيرة حضورا بمئات المواطنين في ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت منها شرارة انتفاضة تشرين.

عقد سياسي جديد

وفي ليلة رأس السنة، دعا رئيس الجمهورية، برهم صالح، الى عقد سياسي جديد، معللا ذلك بعدم مقدرة منظومة الحكم بعد 2003 على تقديم الخدمة الى المواطنين.

وقال صالح، في بيان نشره مكتبه الاعلامي واطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الأزمات المتتالية في البلد تؤكد حجم وحقيقة الخلل البنيوي في النظام القائم وطريقة الحكم، ويستوجب الإقرار بأن منظومة الحكم التي تأسست بعد 2003 تعرّضت لتصدع كبير ولا يُمكنها خدمة المواطن الذي بات محروماً من أهم حقوقه المشروعة”.

واضاف “نحن بحاجة ماسة إلى عقد سياسي جديد يؤسس لدولة قادرة ومقتدرة ذات سيادة كاملة، والعمل الجاد على إنهاء الأزمات التي تعصف بالبلد”، مردفا “لا مجال للمحاباة والمجاملة على حساب سيادة البلد وفرض القانون وترسيخ مرجعية الدولة وحصر السلاح بيدها”.

وتعليقا على ذلك، قال المتظاهر، علي عادل، الذي احتفل بليلة رأس السنة مع بقية زملائه في ساحة التحرير، إن الوعود السياسية غير كافية ما لم تقترن بنتائج ملموسة.

ولفت عادل خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “تشخيص رئيس الجمهورية لطريقة الحكم بعد 2003 كانت صائبة، ولكن السؤال الذي يفترض الاجابة عليه، هل التشخيص وحده كافٍ؟ فمنظومة المحاصصة الطائفية، تسببت بخراب اقتصادي لا مثيل له وانتهاك لحقوق المواطنين بشكل بشع خصوصا خلال فترة الاحتجاجات، ونحن نعتقد ان الاصلاح لن يأتي من خلالها، والتغيير الجذري اصبح ضرورة لا بد منها”.

أوضاع الصحفيين ..

واعرب عدد من الصحفيين والناشطين عن املهم بأن يكون العام الجديد عاما افضل من سابقه.

وشهدت مهنة الصحافة سنة عصيبة، تمثلت بمخاطر امنية وعمليات اغتيال طالت افراد الاسرة الصحفية، طوال اشهر العام الماضي.

وأوضح الصحفي ضياء المهجة، في حديث تناقلته وكالات الأنباء، إن “عام 2020 شهد مضايقات واعتقالات من جهات حكومية وعمليات اختطاف واغتيالات طالت صحفيين من قبل جماعات مسلحة خارجة عن القانون، لذلك نتمنى ان يكون العام الجديد خاليا من هذه المعرقلات والمنغصات، ونأمل ان يتحقق حلم الصحفيين بان تتوفر بيئة آمنة للعمل الصحفي والاعلامي”

.. والناشطين

ويترقب المحتجون، الانتخابات المبكرة التي يفترض ان تقام منتصف العام الحالي، لكنهم يشككون في إمكانية ذلك وفقا للتصريحات الاخيرة لبعض القوى المتنفذة.

ويشيرون ايضا الى عدم توفر الكثير من الشروط المطلوبة والتي بموجبها يمكن ان تعتبر الانتخابات عادلة ونزيهة.

ويلفت الناشط في تظاهرات العمارة، ايمن الخفاجي، الى ان العام الحالي يجب “ان يشهد تحقيق مطالب المتظاهرين السلميين، والكشف عن قتلتهم ومحاسبتهم، وخلافا لذلك، فإن أي انفراج حقيقي بالأوضاع لن يحصل”. وترى الناشطة في مجال حقوق الانسان، صابرين السراي، ان العراق “شهد خلال العام الماضي انتهاكات مخيفة بحق المتظاهرين والناشطين، واخرى بحق النساء والأطفال خلال فترة جائحة كورونا”، مبينة ان المواطنين “يأملون ان يكون عامهم الحالي أفضل من الذي سبقه خصوصا في هذا الجانب”.

**********************************

افتتاح مراكز تحديث سجل الناخبين

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات، يوم امس، عن افتتاح  1079 مركزاً لتحديث سجل الناخبين. وقالت الناطقة باسم المفوضية جمانة الغلاي، إن “عملية تحديث سجل الناخبين انطلقت في مراكز التسجيل الالكتروني في عموم العراق، والبالغ عددها 1079 مركزاً، ولمدة 30 يوماً”.  وأضافت أن “هذه المرحلة هي لغرض جمع بيانات الناخبين النصية والحيوية وتحديثها، وتتمثل هذه المرحلة بإجراء حالات الإضافة، والحذف، والتغيير، والتصحيح، وتسجيل النازحين والقوات الأمنية”. واكدت أن “المفوضية مستمرة في عملية التسجيل البايومتري للناخبين غير المسجلين، وتوزيع بطاقة الناخب البايومترية”.

متى يصل “فايزر” الى العراق؟

بغداد ـ طريق الشعب

قال مدير الصحة العامة في وزارة الصحة، رياض الحلفي، أن خطة توزيع لقاح فايزر لم تحدد لغاية الان، متوقعاً حصول العراق على جرعات لـ8 مليون شخص.

وقال الحلفي في حديث صحفي، إن “العراق سيحصل على جرعة لقاح لـ8 مليون شخص، أما إذا كانت بواقع جرعتين فسيكون لـ16 مليون شخص”. وأضاف ان “الخطة الخاصة بمنح اللقاح وكمية توزيعه، لم تصلنا بعد”. وبين أن “عملية توريد اللقاح ستبدأ في الربع الثاني من العام الحالي 2021”.

*******************

الكهرباء تنتظر الغاز الايراني

بغداد ـ طريق الشعب

اعلنت وزارة الكهرباء، حصول اتفاق مبدئي على معاودة ضخ الغاز الإيراني إلى العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، إن “الاجتماع الذي جمع بين وزير الكهرباء العراقي وزير الطاقة الإيراني، ذلل العديد من المشاكل العالقة بين الطرفين، حيث جرى اتفاق مبدئي على معاودة ضخ الغاز الايراني”. واضاف ان “الجانب الإيراني لم يعاود ضخ الغاز وبانتظار الموافقات العليا في إيران”. 

****************

4 مليارات دولار.. واردات نفطية

في كانون الاول

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت وزارة النفط عن مجموع الصادرات والايرادات المتحققة لشهر كانون الاول من العام الماضي. وذكرت شركة تسويق النفط العراقية “سومو” في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “كمية الصادرات من النفط الخام بلغت (88) مليونا (211) الف برميل”، مشيرةً الى ان “الايرادات بلغت حوالي (4) مليارات و(213) مليون دولار”. واضاف البيان، ان “مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام بلغ حوالي 88 مليون برميل”. واكد البيان ان “معدل الكميات اليومي للتصدير بلغ (2) مليون و(846) الف برميل، وبمعدل سعر للبرميل الواحد بلغ ( 47.765 ) دولارا”.

**************************************

محتجو الحبوبي يواصلون التظاهر حتى تحقيق مطالبهم

متعاقدو مفوضية الانتخابات: التحديث البايوميتري مرهون بضمان الحقوق

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية في عدد من المحافظات ، والتي تتوزع مطالبها بين توفير فرص العمل وتثبيت اصحاب العقود في دوائر الدولة.

فيما جدد محتجو ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، تظاهراتهم يوم الجمعة، للتأكيد على استمرار حراكهم المطالب بعملية التغيير الشامل.

تظاهرة كبيرة في الحبوبي

وشهدت ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، توافدا لآلاف المتظاهرين، للتأكيد على مطالب الانتفاضة، وكشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وايقاف حملات الاعتقال وملاحقة الناشطين.

وقال الناشط المدني حسين علي لـ”طريق الشعب”، ان “التظاهرات الاحتجاجية مستمرة في ساحة الحبوبي كل يوم جمعة، للتأكيد على المطالب المشروعة المتمثلة في اجراء الانتخابات المبكرة في موعدها المحدد، وكشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وحصر السلاح بيد الدولة، وايقاف ملاحقة الناشطين والافراج عن جميع المعتقلين والمختطفين، لا سيما المختطف سجاد العراقي”.

ونقلت وكالات الانباء مساء امس اخباراً عن قطع عدد من المحتجين الشوارع العامة وسط الناصرية للمطالبة بإقالة محافظها

الفاو تتظاهر منذ عام ونصف

من جانبهم، تظاهر العشرات في قضاء الفاو التابع لمحافظة البصرة، امام مستودع الفاو النفطي، مطالبين بإصدار أوامرهم الوزارية أسوة بأقرانهم.

وذكر المتظاهر احمد قاسم لـ”طريق الشعب”، ان “تظاهراتهم مستمرة منذ عام ونصف، للمطالبة بشمولهم في العقود الوزارية وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 174، الذي خصص عقودا وزارية لأبناء المحافظة، بينما لم يشمل قضاء الفاو فيها”.

اضراب في الديوانية والسماوة

من جهتها، اعلنت تنسيقية محاضري الديوانية، الاضراب عن الدوام والتحضير لتظاهرة مرتقبة، الثلاثاء القادم.

وتوعدت التنسيقية في بيان لها، طالعته “طريق الشعب”، بـ”تنظيم تظاهرة كبرى امام مكتب مجلس النواب في الديوانية، يوم الثلاثاء المقبل لرفض سياسة التهميش”، على حد تعبيرهم.

وطالب البيان بـ”إنصاف المحاضرين وتحويلهم الى عقود حسب قرار مجلس الوزراء رقم 315 المغطى قانونياً وفق قرار رقم 340 واطلاق الدرجات الوظيفية وحصرها فقط بالمحاضرين المتعاقدين”.

الى ذلك، نظم سائقو مركبات النقل العاملة على خط السماوة - كربلاء إضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم تنظيم الجداول الخاصة بأيام العمل.

واتهم سائقو المركبات، هيئة النقل بعدم تنظيم الامور، ما أدى الى عدة اشكالات بين السائقين، نتيجة لعدم تنظيم أيام العمل على ذلك الخط بين المركبات التي تحمل 7 ركاب و11 راكبا، مشيرين إلى أن نظراءهم في كربلاء لم يسمحوا لهم في العمل، ما دعاهم لتنظيم الإضراب والتعامل بالمثل، لحين تنظيم عملية النقل.

متعاقدون يطالبون بالتثبيت

في المقابل، نظم العشرات من موظفي العقود العاملين في مكتب مفوضية الانتخابات في محافظة واسط، وقفة احتجاجية مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وبيّن المتظاهر في محافظة واسط، نعمان محمد لـ”طريق الشعب”، ان “عمل اصحاب العقود متواصل منذ سنوات عديدة في تحديث سجل الناخبين والمعلومات، لكنهم لغاية الان لم يضمنوا حقوقها بشكل قانوني”.

واكد محمد مواصلة الاحتجاجات في مختلف المحافظات “لحين تحقيق مطالبنا المشروعة” في تثبيتهم على الملاك الدائم. في الاثناء، نظم اصحاب العقود في مكتب مفوضية الانتخابات في محافظة ميسان، اضرابا عن العمل في التحديث البايومتري، في أول يوم لانطلاقه.

وطالب المتعاقد مع المفوضية سعد اللامي، عبر “طريق الشعب”، بـ”تطبيق الفقرة 23 من قانون المفوضية والتعاقد معهم”، مبينا ان “اعداد المتعاقدين مع المفوضية في المحافظة وصل لـ 200 شخص، يتحملون اعباء كبيرة وجهدا مضنيا في العمل، منذ سنوات”.

************************************

الصفحة الرابعة

رغم الحديث الحكومي عن التقشف والإصلاح

مشروع موازنة 2021: تبذيرية، ترفيهية و”انفجارية”

بغداد ـ سيف زهير

أثار حجم الإنفاق الذي تضمنته موازنة 2021، حفيظة الكثير من الخبراء الاقتصاديين الذين اعتبروه “مبالغا فيه”، وكذلك ينافي التوجه “التقشفي والاصلاحي” الذي أكدته الحكومة، عندما قدمت مسودتها إلى مجلس النواب، لغرض مناقشتها وتقنينها، خلال الأيام القادمة.

ووفقا لمسودة الموازنة التي اطلعت عليها “طريق الشعب”، فإن تقدير الايرادات يبلغ حوالي 93 تريليون دينار، بينما بلغت النفقات حوالي 164 ترليون دينار. وبذلك تكون نسبة العجز المخطط بقيمة 71 تريليونا، الامر الذي عدّه مختصون بأنه يتناقض مع الأزمتين المالية والاقتصادية، اللتين تواجهان البلد، داعين الى “الترشيد الحقيقي، وضغط النفقات بما يلائم الوضع الراهن للبلاد”.

نفقات تعادل موازنات دول

ووفقا للخبير الاقتصادي حازم هادي، فإن التخطيط المالي لموازنة 2021 “غير سليم”، معللا ذلك بان “ارتفاع حجم النفقات فيها يقارب موازنات أربع أو خمس دول عربية”.

وقال هادي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن الارتفاع الهائل في نفقات الموازنة التي قدمتها الحكومة “يعني ارتفاعا جديدا للعجز وتأثيرا سلبيا يفترض ان يعالج، خصوصا وأن عام 2020 شهد انخفاضا بالناتج المحلي الاجمالي يقدر بحوالي 11 في المائة، وعجزا تولد عن هذا الناتج وصل تقريبا الى 30 في المائة، لترتفع معدلات البطالة الى حوالي ثلث القادرين على العمل، مع وصول نسب الفقر الى 42 في المائة”.

وأِشار هادي الى كل هذه “المؤشرات الخطيرة لم تنظر لها الموازنة الحالية”.

وزاد الخبير “لو فحصنا النفقات، سنجد مثلا أن وزارات الدفاع والداخلية والكهرباء تستحوذ على نسبة كبيرة من حجم الانفاق، في حين لا تحظى وزارات التربية والتعليم والصحة بالأهمية، لذلك كان يفترض على المخطط المالي أن يقوم بالترشيد الحقيقي للنفقات، وضغطها بطريقة تتلاءم مع الوضع الحالي”.

وبيّن أن “الموازنة لا توفر فرصا جديدة للعمل، لأن القطاع العام امتلأ بالموظفين، بينما القطاع الخاص الذي يفترض ان يمتص جزءا من البطالة، لم تعِر له الموازنة أية أهمية”.

وبحسب وجهات نظر، فان الاعتماد على الواردات النفطية في تغذية الانفاق العام، يعد مشكلة حقيقية تديم الازمتين الاقتصادية والمالية. لذلك يرى الخبير الاقتصادي، حيدر عبد الله، إن بقاء العراق معتمداً على النفط “سيؤدي به الى المجهول”.

وأكد عبد الله في تصريح صحفي، إن النمو السكاني “يبلغ سنويا نحو 3 في المائة، وهناك احصائيات تؤكد ان عدد نفوس العراق سيبلغ 60 مليون نسمة خلال العام 2030. وبما إن الموازنة ستشهد ضرائب وتخفيضات ومساسا برواتب المتقاعدين والموظفين، من خلال اجراءات عدة، فان حركة عجلة الاقتصاد ستتعرقل بشكل مؤكد”.

ويجد عبد الله، ان “العراق ارتكب كارثة بحق نفسه في ظل بقائه معتمداً على النفط في اطعام سكانه وتوزيع رواتب موظفيه، دون إيجاد اي مصدر آخر”. من جانبه، عدّ الخبير الاقتصادي، عماد تويج، النفقات التي أوردتها الموازنة “عالية ولا مبرر لها”.

وأكد تويج لـ”طريق الشعب”، إن نسبة الاستثمار بالموازنة “ضئيلة، ولن توفر فرصا للعمل تعالج أزمة البطالة المستفحلة”، لافتا الى أن “الموازنة غير رشيدة وتعادل تخصيص عامين كاملين، وهي بذلك تجيب سلبا على الدعوات التي تطالب بضغط النفقات”.

الأعلى منذ 2003

ورأى عضو اللجنة المالية في مجلس النواب، عبد الهادي السعداوي، أن الموازنة الحالية ليست “تقشفية”، انما هي الأعلى منذ 2003، واصفاً اياها بـ”الانفجارية”.

وقال السعداوي في تصريح صحافي، إن “الحكومة تعهدت بان تكون الموازنة تقشفية، لكن تبين انها انفجارية، وهي الاعلى بعد 2003”.

وأضاف “لم نر في بنود الموازنة اي ضغط للنفقات، بل ذهبت الحكومة الى رفع سقف الموازنة العامة”.

وفي السياق، قال عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب، مازن عبد المنعم، إن موازنة 2021 “ترفيهية والنفقات فيها مرتفعة جداً، حيث تتضمن أكثر من 19 ترليون دينار مخصصات سلع وخدمات، وصيانة موجودات 578 مليار دينار، بالإضافة الى نفقات اخرى هائلة”.

تبذير كبير

وعلى صعيد ذي صلة، كشف استاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، نبيل المرسومي، ارقام النفقات لبعض الجوانب المهمة في الموازنة، مبينا انها “مبذرة بشكل كبير”.

وذكر المرسومي على صفحته في موقع “فيسبوك”، إن بعض النفقات التشغيلية للوزارات والدوائر المختلفة جاءت كالآتي: “المستلزمات الخدمية 2.881 ترليون دينار، المستلزمات السلعية 16.708 ترليون دينار، صيانة الموجودات 577 مليار دينار، البرامج الخاصة 967 مليار دينار. ليصل المجموع الى 21.113 ترليون دينار، وهو يعادل 14.574 مليار دولار، حيث إن هذا المبلغ اكبر من موازنة الأردن واكبر من ضعف موازنة سوريا، ولو تم اختزال الرقم الى ثلاثة ترليونات دينار فإن المبلغ المتبقي يعادل ثلاثة اضعاف المبلغ الذي ستحصل عليه وزارة المالية من تخفيض سعر صرف الدينار”.

وتابع الخبير، ان “حصة الانفاق العسكري في الموازنة، تفوق حصة الانفاق الاجتماعي بنسبة 344 في المائة. علما إن الاهتمام بالإنفاق العسكري على الرغم من أهميته في توفير الامن والاستقرار يؤثر سلبا في طبيعة الإنفاق الاجتماعي وتطوره المتمثل بالإنفاق التعليمي والصحي اللذين يعدان من ضرورات الحياة”.

يُذكر أن المتحدث باسم مجلس الوزراء، وزير الثقافة حسن ناظم، أكد أن “الموازنة بُنيت على رؤية إصلاحية قدمتها وزارة المالية، وستعمل على تنشيط القطاع الخاص”.

****************************************

عقد عراقي ـ صيني مرتقب لبناء 1000 مدرسة

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، يوم أمس، عن تسليم الدعوات للشركات الصينية بشأن توقيع العقد الخاص ببناء ألف مدرسة، فيما أشارت إلى إنشاء مصانع خاصة بالبنى التحتية ضمن المشروع. 

وقال المتحدث باسم الأمانة، حيدر مجيد، في تصريح للوكالة الرسمية، اطلعت عليه «طريق الشعب»، إن «الأمانة العامة، وصلت إلى مراحل متقدمة بشأن التنسيق مع المحافظات لتخصيص قطع الأراضي التي ستنشأ عليها 1000 مدرسة كمرحلة أولية، من مجموع 7000 مدرسة، في عموم المحافظات، ضمن المشروع الوطني لبناء المدارس». 

وأشار إلى «تسليم الدعوات للشركات الصينية من خلال الطرق الدبلوماسية، واستكمال الإجراءات الإدارية والفنية لتوقيع العقد معها». 

وأكد أن «الحكومة العراقية جادة في الإسراع لانطلاق المشروع وتوقيع العقد مع الجانب الصيني، خلال الأسبوعين المقبلين، بعد المصادقة على اختيار العقد المناسب للتنفيذ، على وفق التصاميم التي وضعها المركز الوطني للاستشارات الهندسية في وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة»، مبينا أن «المعايير التي ستتخذ في بناء المدارس، هي الكثافة السكانية والحاجة الفعلية لكل محافظة، وستكون من ضمن الأولويات معالجة المدارس التي تحتوي على دوام ازدواجي وثلاثي لفك الاختناقات». 

وأوضح أنه «سيتم اختيار كل ثلاث محافظات متجاورة، ليتم إنشاء مصنع خاص بالبنى التحتية الخاصة بالمشروع، لتسهيل عملية إنشاء المدارس». 

ولفت إلى «وجود رغبة حقيقية من الجانب العراقي في فتح آفاق للتعاون مع شركة هواوي الصينية، لتدريب وتطوير مهارات الملاكات العراقية العاملة على برنامج الحوكمة الإلكترونية، والاتفاق على المباشرة بإقامة الدورات خلال أقرب وقت». 

***********************************

البرلمان يستعد لتدابير بديلة

اقتصاديون: خرق ضريبي في مشروع موازنة العام الحالي  

بغداد ـ طريق الشعب

مرارا ما تلقي الأزمات الاقتصادية، بثقلها الاكبر، على الموظفين وأصحاب الدخل المحدود. لكن هذه المرة ستكون الاثقل على تلك الفئات، إثر اعلان الحكومة فرض ضريبة دخل على رواتب الموظفين.

لكن اللجنة القانونية البرلمانية، أكدت أن “تغييرات كبيرة” ستطرأ على مشروع موازنة 2021، من بينها منع “المساس برواتب الموظفين”.

ونبّه خبراء ماليون واقتصاديون، الى أن مشروع موازنة العام الجاري تضمن “خرقاً ضريبياً”، فيما حذروا من “تبعات اقتصادية جسيمة ستؤدي الى انكماش السوق” اذا ما مرر القانون بشكله الحالي.

مناقشة أولية

وقال عضو اللجنة القانونية البرلمانية، حسن فدعم، في تصريحات صحافية تابعتها “طريق الشعب”، إن “موازنة العام المقبل ستناقش داخل اللجنة المالية في مجلس النواب، ثم تعرض على المجلس”، مؤكداً أن “هناك تغييرات كبيرة ستطرأ على الموازنة، لأن ‏فيها مساس برواتب الموظفين”.

واضاف أن “سبل التنمية الاقتصادية ليست باستقطاع رواتب الموظفين، انما هناك هدر كبير في الاموال، وفساد في الوزارات”، مشيراً الى أن “البرلمان يؤيد استقطاع رواتب ومخصصات الدرجات العليا من الوزراء، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب، لكن لا نؤيد ابداً استقطاع رواتب الموظفين في جميع مؤسسات الدولة”.

خرق ضريبي

الخبير المالي، مصطفى اكرم حنتوش، أكد لـ”طريق الشعب”، أن “الضريبة تفرض على الارباح الاضافية التي تحققها الشركات، وتكون الضريبة على صافي الارباح التي تحققها الشركات والمؤسسات”.

ويبيّن حنتوش، أما الضريبة المفروضة مباشرةً على الدخل، فهي “خرق ضريبي او استثمار ضريبي”، مشيرا الى ان “هذا السلوك تتجه اليه الحكومات العاجزة وتلك التي لا تملك أية موارد”.

وأردف في قوله انه “في عام 2015 عندما طبقت كانت بنسبة 3 في المائة، كانت الفكرة منها هو تقليل نفقات الدولة، الان اختلفت الفكرة تماماً لان الحكومة في موازنتها المقدمة الى مجلس النواب ضاعفت من نفقاتها على حساب الموظف، وهو منهج ارستقراطي”، على حد تعبيره.

ولفت حنتوش الى، انه “كان هناك احتمالان امام الحكومة؛ الاول ان تتجه الدولة نحو التقشف وتقلل من النثريات والنفقات التي تتحمل ان تلغى او تؤجل، وهذا لم يحدث، وذهبت نحو ان تضاعف من النفقات في الموازنة على حساب العملة وفرض الضرائب”.

وحول موقف مجلس النواب من ارتفاع مبلغ النفقات في الموازنة، قال ان “الاقتراض الاول كان مجلس النواب قد خفض قيمته من 41 ترليون الى 12 ترليونا، وبناءً على ذلك اعتقد ان مجلس النواب لن يصادق على الموازنة بهذه الكيفية، ويمكن ان تخفض النفقات من 120 ترليونا الى 90 ترليونا، او اقل”.

انكماش اقتصادي

وعن انعكاسات ضريبة الدخل على الاسوق العراقية، أكد الخبير الاقتصادي، ابراهيم المشهداني، ان الضريبة في حال دخلت حيز التطبيق “ستؤدي الى انكماش عملية التنمية، وسيقل الطلب على البضائع والسلع، وبالتالي سيقل الانتاج والاستيراد، وهذا بفعل الضريبة وارتفاع سعر صرف الدولار الذي أضعف القدرة الشرائية للمواطنين”، مشيراً الى أن “المستثمرين سوف يتركون العمل في العراق”.

وأضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “المطلوب الان ان تتم مراجعة هذه التدابير التي قد تتخذ، وان  هناك الكثير من المصادر المالية، يجب الاستفادة منها، اهمها السيطرة على المنافذ الحدودية والغاء نافذة البنك المركزي، التي كانت من العوامل المهمة في هروب الاموال”، مبيناً ان “الحكومات لم تستثمر القطاع الاقتصادي لأغراض التنمية والاستثمار، وتركت الاف العقارات عرضة للبيع بمبالغ زهيدة”.

وبين الخبير، أنه “كان الاجدر بالحكومة ان تفرض ضريبة تصاعدية على التجار واصحاب المصارف الاهلية”، لافتاً الى ان  “الضريبة على الموظفين اصبحت مزدوجة بعد انخفاض سعر الدينار وفرض الضريبة على الراتب”.

ضريبة الدخل

ورفعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، مشروع الموازنة العامة للعام 2021 إلى مجلس النواب، والذي يقضي بفرض ضريبة دخل على منتسبي كافة دوائر الدولة.

وضريبة الدخل هذه، يستثنى منها من كان إجمالي دخله الشهري 500 ألف دينار أو أقل، بينما تستقطع 10 في المائة، عن كل من يتراوح دخله الشهري بين 500 ألف ومليون دينار، وتصاعديا تفرض بنسبة 20 في المائة، على من يتقاضى راتباً يتراوح بين مليون ومليون ونصف المليون دينار عراقي، و 30 في المائة عن كل ما زاد عن 1.5 مليون دينار.

وهذه الضريبة تشمل المتقاعدين المدنيين والعسكريين وبنفس النسب. كما تفرض ضريبة 10 في المائة، مقطوعة على المكافآت التقاعدية ومكافآت نهاية الخدمة.

وتضمن مشروع القانون استقطاع 40 في المائة، من رواتب الرئاسات الثلاث ومجلس القضاء الأعلى و30 في المائة من رواتب الوزراء والنواب ومن بدرجتهم.

إلى جانب ضريبة مبيعات بـ20 في المائة، على خدمات تعبئة الهاتف النقال وشبكات الانترنت، و20 في المائة، على السكائر والتبوغ والمشروبات الكحولية، و10 في المائة، على مبيعات السيارات، و25 ألف دينار لتذكرة الطيران الخارجي، و10 آلاف لتذاكر الطيران الداخلي.

********************************

الصفحة الخامسة

الإدارات: الدوام يوما واحدا في الأسبوع غير كافٍ

“طريق الشعب” تطلع على واقع مدارس الكوت في ظل كورونا

الكوت - محمد موزان الجعيفري

زار مراسل “طريق الشعب” في محافظة واسط، أخيرا، عددا من المدارس في مدينة الكوت، وذلك لغرض الاطلاع على واقعها ومدى تطبيق إداراتها التعليمات الصحية في ظل جائحة كورونا.

والتقى المراسل بإدارات المدارس التي زارها، والتي أوضحت له بعض سلبيات قرار الدوام ليوم واحد في الأسبوع.

الأستاذ عباس منصور، مدير “المدرسة المركزية” للبنين - وهي أول مدرسة ابتدائية تم تأسيسها في الكوت، وأكثرها تقدما في النتائج الدراسية - ذكر لمراسل الجريدة، أنه يتم تعفير مبنى المدرسة يوميا، وأن الإدارة نصبت جهاز تعفير عند الباب الرئيس.

وأكد، إن الإدارة ألزمت الكادر التعليمي والتلاميذ بارتداء الكمامات، وانها طبقت تعليمات التباعد الاجتماعي، مبينا أن الصف الدراسي الواحد صار يضم 15 تلميذا فقط.

وأوضح منصور، أنه تم تدريب التلاميذ على استخدام الكومبيوتر والتعلم عبر الانترنيت، لافتا إلى أن التلميذ الذي لا يمتلك جهاز كومبيوتر يقوم بالتنسيق مع زميلا له، ممن يمتلكون هذا الجهاز، ومشاركته في المذاكرة.

فيما أشار إلى أن الدوام ليوم واحد في الأسبوع، غير كاف، وانه من المفروض أن يصبح على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع. وقد أيدته في ذلك، معلمة الصف الأول، التي دعت إلى زيادة أيام الدوام، سيما للصفوف الاولية، باعتبارها تشكل البناء التعليمي الأساسي للتلميذ.

والتقى مراسل “طريق الشعب” أيضا بمدير “متوسطة الأبرار”، الذي أوضح من جانبه أن الدوام يوما واحدا في الأسبوع غير كاف لتغطية تدريس جميع المواد الدراسية، مقترحا أن يعود الدوام كاملا كالسابق، على أساس أن التعايش مع فيروس كورونا أصبح واقعا.

وأشار مدير المتوسطة، إلى أن إدارته لا تتساهل في موضوع ارتداء الكمامات، فهي تلزم الكادر التدريسي والطلبة، بارتدائها طيلة وقت الدوام.

إلى ذلك أكدت مدرّسة مادة الرياضيات في المدرسة، هدى محمد، عدم كفاية يوم واحد في الأسبوع لإكمال منهج الرياضيات، خاصة للصف الثالث المتوسط. 

مدير “متوسطة الشهداء”، الأستاذ محمد حسن غريب، دعا من جانبه إلى عودة الدوام كاملا، شرط تطبيق التعليمات الوقائية بصورة صحيحة، مشيرا إلى أن الدوام ليوم واحد في الأسبوع، لا يساعد على تكامل العملية التربوية – التعليمية “فالتعليم بهذه الطريقة، لا يفي بالفائدة للطلبة” – على حد قوله.

ولفت غريب، إلى أنه لم يسجل في مدارس الكوت أية إصابة بفيروس كورونا خلال الفترة الحالية.

والتقى مراسل الجريدة بمديرة “المدرسة المركزية” للبنات، الست زينب، التي أبدت هي الأخرى عدم قناعتها بالدوام ليوم واحد في الأسبوع “لأنه يشتت جهود المعلمات ويضعف قدرة التلاميذ على استيعاب المواد الدراسية”، مقترحة أن يعاد الدوام كاملا كالسابق “فالدولة سمحت بإعادة فتح المطاعم والكازينوهات والمولات والمتنزهات، لذلك يتوجب التخفيف من إجراءات تقليص دوام المدارس، نظرا لأهمية هذه المؤسسات”.

وأوضحت الست زينب، أن الإصابات بفيروس كورونا في محافظة واسط بعامة، ومدينة الكوت بخاصة، آخذة بالتناقص، وانه في يوم السبت 20 كانون الأول الماضي، عاد الدوام في “مستشفى الزهراء” التعليمي كاملا.

**************

مياه المجاري تقطع أرزاق الباعة في الديوانية

الديوانية - وكالات

شكا أصحاب المحال التجارية والبسطات في شارعي “الدغارة” و”التحدي” و”سوق القصابين” وسط مدينة الديوانية، تردي الوضع الخدمي بشكل كبير.

وذكر عدد من الباعة في الشارعين التجاريين المذكورين، خلال حديث صحفي، أن مياه المجاري تطفح باستمرار أمام محالهم وبسطاتهم، الأمر الذي أضر بأرزاقهم، وسجل حالات مرضية بينهم، جراء تلوث المكان.

واشار الباعة إلى أن النفايات تتراكم أيضا في أرجاء الشارعين و”سوق القصابين”، مخلفة روائح كريهة، مطالبين الحكومة المحلية والدوائر الخدمية، بوضع حلول عاجلة لهذه المشكلات.

************

قرية “صليلي” في بادية الزبير

مطالبات بتأهيل المركز الصحي “الكرفاني

الزبير – وكالات

طالب أهالي قرية “صليلي” في البادية الجنوبية ضمن قضاء الزبير غربي البصرة، الحكومة المحلية ودائرة الصحة بإعادة تأهيل المركز الصحي “الكرفاني” المتنقل في قريتهم ورفده بالمستلزمات المطلوبة لمعالجة الحالات الطارئة، مؤكدين عدم صلاحية المركز وهو في وضعه الحالي، الأمر الذي يتطلب إعادة تأهيله أو استبداله بآخر جديد، فضلا عن تزويده بالكوادر الطبية اللازمة.

وأوضح عدد من أهالي القرية في حديث صحفي، ان قريتهم تفتقر إلى الخدمات الصحية بشكل عام، وان هذا المركز افتتح فيها منذ سنوات، لكنه أهمل وسحب عنه كادره، مشيرين إلى أنهم يضطرون إلى نقل الحالات المرضية والولادات إلى مستشفيات مدينة الزبير، التي تبعد عنهم نحو 90 كيلومترا. ولفت الأهالي إلى أن قريتهم يسكنها أكثر من ألف نسمة، وانها تستقبل سنويا خلال موسمي الصيف والربيع الكثير من الرحّل الذين يأتون لرعي ماشيتهم في المزارع القريبة.

***********

إلى عمليات بغداد

مطالبات بفتح “منطقة المخابرات” على “حي الجهاد”

بغداد – طريق الشعب

طالب أهالي المحلة ٨٧٣ في حي الجهاد بجانب الكرخ من بغداد، عمليات بغداد برفع الكتل الكونكريتية التي تفصل بين المحلة ومنطقة المخابرات، والتي كانت قد وضعت لدواع أمنية.

وأشار لفيف من أهالي المحلة في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن منطقة المخابرات تضم أسواقا وعيادات طبية، كونها منطقة تجارية، ما يجعلها قبلة للمواطنين من سكان المحلات القريبة، لافتين إلى ان الوصول إلى هذه المنطقة صار صعبا اليوم في ظل وجود الكتل الكونكريتية.

ويأمل أهالي المحلة من عمليات بغداد، الاستجابة العاجلة لمطلبهم، مثلما سارعت في الاستجابة لمطلب أهالي المحلة ٨٧٩ في منطقة المخابرات، بإعادة فتح شارع فرعي كان مغلقا.

***********

قضاء المدَينة

مبنى مدرسة مقبل على الانهيار والأهالي يتوعدون بـ “التصعيد”

البصرة - وكالات

شكا ذوو طلبة “إعدادية الانتصار” المهنية في قضاء المدينة شمالي البصرة، انهيار أجزاء من مبنى المدرسة المتهالك، مشيرين في حديث صحفي، إلى ان المشكلة مستمرة وانه بين فترة وأخرى يتهاوى جزء من المبنى، ما يعرض حياة قرابة ٧٠٠ طالب للخطر - حسب قولهم.

واشار عدد من ذوي الطلبة، إلى أن مبنى الإعدادية آيل للانهيار بالكامل، الأمر الذي دعا حكومة البصرة إلى تخصيص بناية جديدة بديلة في مركز القضاء بجوار “مدرسة ابن النفيس” الابتدائية، مستدركين “لكن مسؤولا محليا في القضاء يسعى بقوة إلى استغلال هذا المبنى لتنفيذ مقترحات جديدة، من قبيل افتتاح مدرسة للمتفوقين مرة وللمتميزين مرة أخرى فضلا عن مدرسة دولية، دون الاكتراث لحياة قرابة الـ ٧٠٠ طالب في إعدادية الانتصار فضلا عن أكثر من ٥٠ تربويا”.

وتوعد ذوو الطلبة بالتصعيد في حال عدم معالجة هذه المشكلة الخطيرة، مطالبين محافظ البصرة بالتدخل شخصيا وحماية حياة أبنائهم الطلبة ومدرسيهم، عبر الإسراع في نقلهم للمبنى الجديد، بعد أن وصلت نسبة انجازه إلى ١٠٠ في المائة.

**************

عينك على “الحي المثالي”

يا دائرة كهرباء كربلاء!

نحن لفيف من سكان “الحي المثالي” في مدينة كربلاء، منذ الصيف الماضي ومنظومة الكهرباء في الحي تعاني عدم وجود محولات كهربائية حكومية. وسبق وأن قدمنا طلبات إلى دائرة كهرباء كربلاء وغيرها من الجهات المعنية، بتزويد المنطقة بالمحولات، إلا أن الرد كان دائما هو “منطقتكم زراعية، وهي غير مشمولة بخدمة الكهرباء الوطنية، وأنه يتوجب على صاحب الأرض الأصلي، الذي قام بتقسيم أرضه وبيعها على المواطنين، أن يتكفل بشراء المحولات”.

وبناء على ردود الجهات المعنية، توجهنا إلى صاحب الأرض، فأجابنا بأنه “لست جهة حكومية كي أوفر لكم محولات.. فأنا مواطن عادي مثلكم!”.

لذلك، نرجو من الجهات المعنية متابعة هذه المشكلة، ووضع الحلول لها. فليس من المعقول أن تبقى منطقتنا، التي تضم منازل كثيرة، بلا كهرباء وطنية.

عن لفيف المواطنين

غسان عبد

*************

قائم مقام الهندية:

لا تدفعوا مبالغ إضافية لأصحاب المولدات!

الهندية – وكالات

كشف قائم مقام قضاء الهندية في محافظة كربلاء، عن تسجيل شكاوي قضائية من قبل مواطنين، ضد أصحاب المولدات الأهلية الذين يطالبون المشتركين لديهم بأجور إضافية أعلى من التسعيرة المقررة.

وقال القائم مقام منتظر الشافعي، انه “مراعاة للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطنون، واستجابة لشكاوى العديد منهم، تتواصل لجنة المولدات في القائم مقامية استقبال الشكاوى ضد أصحاب المولدات المخالفين، والتجوال ميدانيا في الأحياء السكنية لرصد المخالفات”.

ودعا الشافعي، المواطنين الى عدم دفع اي مبلغ إضافي لأصحاب المولدات، مشددا على “ضرورة تقديم الشكاوى ضد أي صاحب مولدة يهدد بقطع الخط او غير ذلك، واعلامنا عن طريق مراجعة لجنة المولدات او من خلال ارسال رسالة او الاتصال بالرقم الساخن، وذلك بغية اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالف”.

**************

إعدادية زراعة المجر تتحول إلى خربة!

العمارة - وكالات

شكا عدد من سكان قضاء المجر في محافظة ميسان، إهمال وزارة التربية مبنى إعدادية الزراعة في القضاء. وبيّنوا في حديث صحفي، ان “هذه الإعدادية شيدت عام 1957 وكانت من المنشآت التربوية النموذجية، إلا أنها تحولت اليوم إلى خربة بسبب الإهمال وعزوف الطلبة عن ارتيادها”. وقال علي المجراوي، وهو أحد أبناء القضاء ومن خريجي هذه الإعدادية، إن “هذه المدرسة كانت نموذجية إلى حد كبير، ولم تكن للتعليم فقط، بل كانت فيها أقسام لإنتاج البيض والألبان وتربية النحل وإنتاج العسل، لكنه بسبب تقادم المبنى، وما تعرض له من إهمال، فضلا عن عدم تخصيص نسبة من خريجي الدراسة المتوسطة للدراسة الزراعية، كل ذلك أدى إلى عدم تسجيل طالب واحد في هذه الإعدادية منذ سنوات”.

ودعا المجراوي، حكومة القضاء إلى تقديم مقترح لوزارة التربية بتشييد كلية زراعية في مكان الإعدادية نفسه، كي تكون تكميلية لخريجي الإعدادية، الأمر الذي قد يشجع الطلبة على التسجيل فيها.

***********

مواساة

*تنعى المختصة المندائية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق الراحل طارق طرفي السليم (ابو واثق) في السويد. كان الفقيد رفيقا نشطا حيث كان في فترة الخمسينات والستينات مكلفا بنقل البريد الحزبي وجريدة القاعدة إلى الكويت، الصبر والسلوان لأهله وذويه ولروحه السلام.

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بالتعازي المخلصة للصديق والمربي والشخصية الوطنية الأستاذ عبد الجبار العلي بوفاة ابنه شاذل. لا يسعنا في هذا المصاب الجلل سوى الدعوة له بالصبر والسلوان وللفقيد الذكر الطيب دوماً.

*تعزي محلية الرصافة الثالثة الرفيق علي مختاض برحيل شقيقته. لروحها السلام والطمأنينة والذكر العاطر دوما، ولرفيقنا العزيز وعائلته الكريمة مزيد من الصبر والسلوان.

*بمزيد من الحزن والأسى تتقدم لجنة محلية الكرخ الأولى باحر التعازي والمواساة إلى الرفيق جاسم محمد صبر (أبو حازم) عضو منظمة الشعلة وإلى عائلة الشهيد الشيوعي ناصر محمد بوفاة شقيقتهم إثر مرض عضال لم يمهلها طويلاً. لروحها السلام ولأهلها الصبر والسلوان.

*************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية

موازنة تنمية أم افقار؟

ابراهيم المشهداني

من المعروف أن المقصود بالموازنة هو عبارة عن تقديرات تخمينية رقمية مفصلة تعكس حجم النفقات العامة والإيرادات المالية خلال فترة قادمة تنجزها الحكومة غايتها تنفيذ برامج اقتصادية تخدم الشعب شريطة اقرارها من السلطة التشريعية عبر تشريع قانون ملزم باستخدام أفضل الطرق لاستغلال موارد الدولة، فهل طبق هذا المفهوم في الموازنات السابقة أو سيطبق في موازنة هذا العام؟

الغريب في موازنة هذا العام أن الحكومة قد صممتها على أساس التدابير التي اتخذتها في وقت سابق لإعداد الموازنة، منطلقة مما أسمتها بالورقة البيضاء والتي جوبهت بانتقادات لاذعة من الكثير من الاقتصاديين وخبراء المال والشرائح الواسعة المتضرر من طبيعة المنهج الحكومي الذي عرضته الورقة، فقد بلغ حجم الانفاق الكلي العام 164 تريليون دينار أي ما يعادل 113 مليار دولار وبعجز مقداره 72 تريليون دينار ما يعادل 50 مليار دولار، علما أن مجموع الايرادات التخمينية 92 تريليون ما تعادل 63 مليار دولار.

  ومن الواضح أن تغطية هذا العجز سيتم عن طريقين الاقتراض الداخلي والخارجي وفرض الضرائب والرسوم على الدخل والخدمات وفائض القيمة على السلع المستوردة، إلا أن  الحكومة في هذا العام لجأت الى طريق أكثر إيلاما عبر تخفيض سعر الصرف للدينار العراقي، الذي ترجم  بمزيد من الضغط على رواتب الموظفين التي تعرضت لضريبة مزدوجة مباشرة وغير مباشرة، فان الحكومة رفعت من نسبة ضريبة الدخل على رواتب الموظفين بكامله وفي نفس الوقت خفضت القوة الشرائية بنسبة 25 في المائة، فأصبحت الرواتب عديمة القيمة  لكنها بنفس الوقت سكتت عن فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب الثروات التي تضخمت بفعل الاستحواذ على المال العام وكبار التجار المهيمنين على السوق العراقي الذين أثروا من خلال غسيل الاموال عبر نافذة البنك المركزي وعبر مصارف خاصة تملكها طغمة مالية لها القدح المعلى في تسيير شؤون الدولة.

إن موازنة هذا العام ستخلق مشهدا غير معهود وغير متوقع فإنها ستنقل شريحة الموظفين والمتقاعدين والفئات الواسعة من الكسبة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى خانة الطبقات الفقيرة، حتى أن العديد من مراكز البحث تقدر وصول نسبة الفقر بالعراق الى 40 في المائة ارتباطا بانخفاض تخصيصات البطاقة التموينية من تريليون وخمسمائة دينار في عام 2019 الى 795 مليار دينار بنسبة 48 في المائة،  وبما أن هذه الشرائح تشكل محور الطلب الكلي في الاقتصاد فان منحنى الطلب العام سيميل إلى الانخفاض الحاد وبالتالي سيتعرض الاقتصاد العراقي الى حالة مأزومة من الانكماش وهبوط معدلات النمو التي لا تشكل بالأصل إثنين في المائة يصاحبها ارتفاع معدلات التضخم والمستوى العام للأسعار وخاصة السلع الأساسية المستوردة.

 ومن النتائج المترتبة على هذه السياسات عدم قدرة قطاعي الانتاج الزراعي والصناعي على الانتعاش، كما تحاول الحكومة اقناع العراقيين لأن هذه القطاعات تعتمد اساسا على استيراد المواد الاولية التي تحتاجها، ومن نتائجها كذلك هروب المستثمرين مع هروب رؤوس الاموال وما ينتج عنهما من انخفاض قيمة الناتج المحلي الاجمالي المتوقعة بحيث تصل الى 11 في المائة فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة نتيجة لانخفاض فرص العمل وفقا لمؤشرات الموازنة مع ما يصاحبها من توترات اجتماعية ساخنة.

إن معالجة الخلل البنيوي في الموازنة مرهون بما يسفر عن مناقشة البرلمان الذي سيتحمل مسئولية الأضرار الاجتماعية العميقة، كما الحكومة إن لم تتخذ القرارات الصحيحة من خلال إجراء تعديلات جوهرية في هيكلية الموازنة عبر الضغط على أصحاب رواتب الدرجات العليا السابقين والحاليين والتخفيف من الضغوط على أصحاب رواتب الموظفين والمتقاعدين، كما أن البنك المركزي مدعو إلى مراجعة سعر صرف الدينار بخطوات تدريجية حفاظا على القيمة الشرائية لشرائح الموظفين والمتقاعدين، والحكومة مطالبة أيضا بتقليص الإنفاق غير الضروري في جهاز الدولة، ابتداء من قمة الهرم وتدعيم الإنفاق على البطاقة التموينية وتحشيد الجهد الوطني ضمن عملية تنموية وردم مستنقع الفساد الوجه الآخر للإرهاب.

*************

مسودة القانون تجاهلت محفزات القطاع الخاص لتوفير فرص العمل

العاطلون يتمسكون بأمل ضعيف في موازنة العام الحالي

بغداد ـ طريق الشعب

يتأمل مئات الآلاف من العاطلين، بعد تقديم موازنة 2021 الى البرلمان، شمولهم بفرص عمل، خصوصا بعدما أكد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، أن أولويات الموازنة ستراعي توفير فرص العمل للعاطلين. لكن الواقع يشير خلافا لهذه الآمال والوعود، على وفق ما يؤكده باحثون في الشأن الاقتصادي.

الفرص شبه معدومة

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي، رأفت البلداوي، إن “الشكل الحالي لموازنة 2021 يبين انها لن توفر فرصا كثيرة للعمل برغم ارتفاع نسب البطالة” بين الاوساط الشبابية والخريجين.

وأوضح البلداوي لـ”طريق الشعب”، إن الموازنة الحالية “ستتضمن حوالي 315 ألف درجة وظيفية جديدة، علما إن هذه الدرجات تمثل معظمها تثبيتًا للعاملين حاليا بصفة عقود، فضلاً عن إعادة المفسوخة عقودهم من القوات الأمنية، والدرجات الخاصة بالتعيين المركزي لمجموعة التخصصات الطبية، ودرجات مستحدثة قليلة جداً في مجلس الخدمة الاتحادي، بغية تسيير أعماله، وبواقع 200 درجة وظيفية لا أكثر”.

وتابع الباحث قائلا: “اما فيما يتعلق بالقطاع الخاص والذي يعد الموفر الأساسي لفرص العمل، فإننا لم نر في مسودة الموازنة الحالية ما يمكن أن يحفز عمل هذا القطاع، أو رفع أي من مستوى نشاطاته حتى يستطيع توفير فرص عمل جديدة للعاطلين”.

ولفت الى ان “الارتفاع الهائل في النفقات رغم حديث الحكومة عن التقشف، يبين انها ليست تقشفية، وكان يفترض ان توجه النفقات الكثيرة والزيادات غير المبررة في بعض جوانب الانفاق، نحو توفير فرص العمل، ولكن ذلك لم يحصل، والزيادات بالإنفاق جاءت اغلبها بسبب قرارات غير حصيفة اتخذتها الحكومة السابقة، وبدلا من ان تعالجها الحكومة الحالية، قامت بترسيخها في هذه الموازنة”.

الوظائف العامة والبطالة

من جهته، بيّن الخبير الاقتصادي، علي الشمري، لـ”طريق الشعب”، إن عدد الموظفين في القطاع العام، بلغ ما يقارب الـ 3 مليون ونصف المليون موظف، بزيادة تصل الى حوالي 11 في المائة عن عام 2019.

وتبين الأرقام التي يتداولها خبراء اقتصاديون، زيادة بعدد الموظفين تشمل  حوالي 172 الف درجة مستحدثة عام 2019 و 109 الف درجة مستحدثة عام 2020 و 34 الف درجة مستحدثة عام 2021، لافتين الى ان هذه الأرقام توضح طبيعة الاقتصاد الريعي الذي جرى اعتماده، فتكون الوظائف العامة هي حبل النجاة للعاطلين عن العمل، نتيجة فشل السياسة الاقتصادية في توفير بيئة صحية تفتح الأبواب لتوفير فرص العمل ضمن المجالات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية وغيرها من القطاعات الانتاجية التي ما زالت مهمشة رغم وصول البلد الى حافة الهاوية.

وتخصص الموازنة الحالية في جانبها الاستثماري الى وزارة الصناعة 33.220 مليار دينار، بينما رصدت للزراعة 43.460 مليار دينار، وللتجارة 27 مليارا، في حين خصصت لجوانب أقل أهمية مبالغ تبلغ اضعاف هذه الارقام، لتدلل على عدم التوجه نحو تنويع مصادر الدخل رغم فداحة نتائج الاعتماد على عائدات الريع النفطي والوعود الحكومية بالترشيد والتقشف.

وبالعودة إلى الشمري، فإن بوصلة الموازنة “بعيدة عن الارتقاء بالقطاعات الاقتصادية المتضررة. كذلك لا توجد ملموسية للمؤشرات الكمية المستهدفة عام 2021 ومنها معدل النمو الاقتصادي ومعدل نمو متوسط دخل الفرد ومعدل نمو التوظيف ومعدل نمو الدين العام ومعدل الفقر وغيرها من المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في تقييم الموازنة. لذلك لا يمكن التعويل عليها بتوفير فرص العمل ما لم يتم مراجعة كل ذلك وتغيير النهج الاقتصادي الحالي والذي بلورته الموازنة بطريقة مؤسفة”.

***************

تقديمها بحاجة الى تشريع قانوني

الحسابات الختامية: التزام دستوري.. مغيّب

بغداد - نورس حسن

يشكّل غياب الحسابات الختامية التي تُهمل مع تقديم الحكومة لمشروع قانون الموازنة الاتحادية، فضيحة اقتصادية تندرج في خانة صفقات الفساد والهدر المالي، فضلا عمّا ذلك يسببه سنويا من “مخالفة دستورية”، حاولت الحكومة السابقة تجاوزها بتشريع قانون “موازنة واقع الحال” للسنوات التي غيّب عنها تشريع قانون الموازنة السنوية، لأجل تقديم الحسابات الختامية الخاصة بتلك الاعوام.

لكن برلمانيين وسياسيين يستبعدون ملاحقة تلك الاموال، بسبب وجود “توافقات سياسية” لتغطية مبالغ كبيرة صرفت من قبل احزاب متنفذة، تحت تبرير سلف مالية.

ويقترح اقتصاديون اعتماد “الانفاق الفعلي” في الحسابات الختامية للسنوات التي لم يقدم خلالها موازنات مالية. وتظهر المعطيات المتوافرة ان عام 2015 هو الوحيد خلال ستة عشر عاما الفائتة الذي قدمت فيه الحسابات الختامية في وقتها وبصورة سليمة. في حين قدمت وزارة المالية بيانات ختامية للفترة من عام 2004 حتى سنة 2011 فجاءت يشوبها الكثير من الغموض في اوضاع الوزارات من حيث حجم الانفاق واوجه الصرف، نظراً لمزاعم بوجود سجلات محترقة او مفقودة بسبب العمليات الارهابية.

وتشير بعض التقديرات الى ان قيمة الاموال المهدورة تشكل 25 في المائة من كل موازنة، حيث تبقى عمليات الاختلاس المنظم والهدر المالي والانفاق المفتعل مستترة.

“موازنة واقع حال”

وقال المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، ان “عدم تشريع موازنة عامة اتحادية لعام 2014 عرقل تقديم الحسابات الختامية للأعوام اللاحقة”.

واضاف صالح في حديث خص به “طريق الشعب”، يوم امس، ان “تقديم الحسابات الختامية يحتاج الى تشريع قانون (موازنة واقع حال) من قبل مجلس النواب للعامين 2014 و2020 وذلك لعدم تشريع موازنتهما السنوية”.

وأكد أن “الحسابات الختامية للسنوات التي لم تقدم بها، جاهزة وبالإمكان تقديمها حال تشريع القانون”. لكن عضو اللجنة المالية في مجلس النواب، شيروان ميرزا، أكد أنه حتى الموازنات السنوية التي قدمت كانت “غير دقيقة”.

وفقا للمستشار المالي د. مظهر فان “مشروع القانون (موازنة واقع حال) نوقش من قبل مجلس الوزراء في حكومة عادل عبد المهدي، لكنه لم يقدم الى مجلس النواب للتشريع”، لأسباب فضّل عدم التطرق اليها.

مخصصات في مهب الريح

وقال ميرزا لـ”طريق الشعب”، يوم امس، ان “مجلس النواب لا يعلم اين صرفت المخصصات المالية التي رصدت من الموازنات السنوية الى الوزارات”.

وذكر النائب انه “في موازنة عام 2019  بلغ الانفاق الفعلي 111 ترليون دينار. وفي عام 2020 هناك من يقول ان الانفاق الفعلي بلغ 164 ترليون دينار”، متسائلا: كيف حددت هذه المبالغ، وعلى ماذا صرفت، وكيف؟

وبحسب ميرزا فان الفساد المستشري في جميع مفاصل ومؤسسات الحكومة، جعل من السلطات “تتهاون في تقديم الحسابات الختامية للأعوام 2013 – 2020”.

وفي العام 2014، بررت الحكومة عدم تقديم حسابات ختامية بعدم اقرار موازنة ذلك العام. لكن السيناريو والتبرير ذاتهما تكررا في العام المنصرم، بحسب الخبير الاقتصادي حازم هادي.

المصالح الحزبية تمنع تقديمها

وقال هادي لـ”طريق الشعب”، يوم امس ان “عدم وجود موازنة للعام 2020 عرقل تقديم الحسابات الختامية مع موازنة عام 2021”.

واقترح هادي انه “بامكان الحكومة اعتبار الانفاق الفعلي للسنوات التي غيب عنها تشريع موازنة سنوية، هو ذاته موازنة سنوية، وبالتالي يمكن على ضوئه، عمل حسابات ختامية”.

ورهن هادي تكرر هذه المشكلة، سنويا، بـ”تهرب الجهات الحكومية المعينة، من محاسبتها على اهدار المال العام، وما يهدد مصالحها الحزبية والشخصية”. كما رأى أن الحكومة “غير جادة الى الان في اصلاح العملية السياسية المالية في البلاد”.

توافقات سياسية

من جهته، كشف المحلل السياسي والاكاديمي د.احسان الشمري عن وجود “توافقات سياسية” لتغطية مبالغ كبيرة صرفت من قبل احزاب حاكمة، تحت تبرير سلف مالية.

وقال الشمري، ان ذلك يشكل “سببا رئيسيا” في الاتفاق على عدم تقديم الحسابات الختامية السنوية.

واتهم الشمري مجلس النواب بأنه “شريك اساسي في عمليات الفساد، كونه تخلى عن الحسابات الختامية السنوية في تشريع قانون الموازنة”، موضحا ان دوره “حماية القوانين الدستورية التي اكدت ضمنها على ان الحسابات الختامية تقدم مع مشروع قانون الموازنة للتشريع”.

**************

الصفحة السابعة

في السودان

تظاهرات جماهيرية .. وتحالف سياسي جديد في الافق

الخرطوم - قرشي عوض

ودعت الخرطوم سنة 2020 بمسيرة مليونية، طالبت بالغاء الحصانات الممنوحة لمختلف الجهات الامنية، واغلاق مقار الاعتقال المتعددة، وحصر سلطة الاعتقال بقوات الشرطة بامر من النيابة العامة.

 وطالبت الجماهير المشاركة في تشييع جثمان الناشط “بها نوري” احد ضحايا الاعتقال خارج اطار القانون، بتقديم المتورطين في تعذيبه واغتياله الى المحاكمة.

وقد كثرت في الآونة الاخيرة حالات القبض على ناشطين في لجان المقاومة، من قبل جماعات ترتدي الزي المدني وتستقل عجلات بدون لوحات، تاخذهم الى اماكن احتجاز مجهولة، رغم تسجيل ذويهم شكاوي في اقسام البوليس المختلفة.

 واتضحت هوية تلك الجماعات والاماكن التي يتم فيها السجن والتعذيب، بعد تصريح وزير الثقافة والاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح، بان الناشط “بها” مات اثناء التحقيق معه في احد الاقسام التابعة لقوات الدعم السريع.

 وكانت اسرة الشهيد التي فقدت ابنها البالغ من العمر 41 عاماً ويعمل فني كهرباء في احد الاسواق جنوبي الخرطوم، قد علمت اولا باخذه من قبل جماعة الى مكان مجهول، ثم علمت عقب اتصال من مجهول، بانه توفى وان جثمانه موجود في مشرحة مستشفى ام درمان.

 لكن الاسرة رفضت استلام الجثمان بعد ان وجدت عليه اثار تعذيب، وطالبت باعادة التشريح مشككة في النتيجة التي قدمها الطب الشرعي. وجاءت النتيجة الثانية مؤكدة وقوع التعذيب. فتم فتح بلاغ جنائي ضد قوات الدعم السريع في قسم للشرطة بمدينة الخرطوم بحري.

على اثر ذلك قامت قوات الدعم السريع برفع الحصانة عن منتسبيها المتورطين في الحادثة للتحقيق معهم من قبل النيابة، بحسب بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم تلك القوات.

لكن هذا الاجراء لم يوقف الاحتجاجات التي اجتاحت مدن العاصمة المثلثة، حيث طالبت الجماهير بنزع سلطة الاعتقال من اي جماعة غير الشرطة، واغلاق اي اماكن اعتقال غير مقرات الشرطة المعروفة. خاصة وان الخرطوم امتلات بفصائل مسلحة عديدة تمتلك اجهزة استخباراتية ولاشيء يمنعها من استخدام ذات الصلاحيات خارج القانون، لتصفية حسابات سياسية مع جهات مختلفة، وربما في ما بينها.

فهل تستطيع الحكومة الوقوف في وجه مثل هذه الانشطة؟. الاجابة على هذا السؤال يجب النظر اليها من خلال وضع الاجهزة الامنية، بما فيها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، في الوثيقة الدستورية التي جعلتها تتبع في كل ما يتعلق بشئونها واعادة هيكلتها وتغيير عقيدتها القتالية والاشراف عليها، الى المكون العسكري في مجلس السيادة. وهذه واحدة من النقاط التي كادت ان تجهض الاتفاق بين المدنيين والعسكريين، نظرا لتمسك المجلس العسكري وقتها بها.

 وقد ضغطت الوساطة الأفريقية على المدنيين للقبول بهذا الوضع، فلم يتحفظ عليه في تحالف الحرية والتغيير غير الحزب الشيوعي في بيان بهذا الشأن صدر عن مكتبه السياسي. فكان ان وصفته بقية احزاب التحالف بانه يغرد خارج السرب.

واتضح في ما بعد وكما تشير الوقائع ان الحكومة المدنية تفتقر لأدوات السلطة، ممثلة في اجهزة القمع التي يحوزها المكون العسكري ويسخرها ضد الناشطين في لجان المقاومة.

 وباستثناء تصريح وزير الاعلام الذي حمّل قوات الدعم السريع مسؤولية اغتيال الناشط “بها”، لم يتطرق مجلس الوزراء الى اصل القضية. كما ان قوات الدعم السريع توقفت عند حد رفع الحصانة عن مرتكبي الجريمة. لكن الصلاحيات التي تستند اليها في الضبط والاحضار لم توضح من قبلها ولا من قبل اي جهة في الدولة. وهذا يعني انها صلاحيات سوف تستمر، وربما تصبح في اطار القانون والدستور، استناداً الى الوضع غير المحدد في الوثيقة الدستورية للجانب العسكري في الولاية على منتسبيه، مما يشكل تقنيناً للانتهاكات.

كما انه يؤشر الوجهة التي ستتخذها القوى الامنية في مقبل الايام، في عرقلة الاحتجاجات الشعبية الهادفة الى استكمال متطلبات الثورة، التي توقفت عند حد تشكيل مجلسي السيادة والوزراء، مع استمرار الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية على حالها ايام الرئيس المخلوع عمر البشير.

امام هذه التحديات اعلنت قوى سياسية واجتماعية مختلفة خروجها على تحالف الحرية والتغيير، ودعت الى اصطفاف جديد. فقد وقعت احزاب الشيوعي، والاتحادي الديمقراطي -الاصل، وتجمع المهنيين -القيادة المنتخبة، والحركة الشعبية -جناح عبد العزيز الحلو، بياناً اوضحت فيه موقفها من تطورات الوضع السياسي، ويتوقع مراقبون ان يفضي تقاربها الى ولادة تحالف سياسي جديد..

***********

الخارجية الكوبية تستنكر محاولة بومبيو إعادة تصنيفها

دولة راعية للإرهاب

هافانا ـ وكالات

استنكر وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغير، أمس الاول، محاولات الولايات المتحدة إدراج بلاده في قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد معلومات أفادت بأن وزير الخارجية الأمريكي يدرس إعادة ادراجها، وذلك بحسب مصادر أمريكية.

ونشر وزير الخارجية الكوبي تغريدة على (تويتر) قال إنّ "مناورات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإدراج كوبا في قائمة الدول الراعية للإرهاب لا تهدف سوى لإرضاء الجماعات المناهضة لكوبا".

وأضاف أن "الولايات المتحدة تمنح المأوى والحصانة لجماعات إرهابية تعمل ضد كوبا".

وكشفت مصادر أمريكية، مؤخرًا، أنّ وزير الخارجية مايك بومبيو يراجع احتمال إعادة ادراج كوبا في القائمة السوداء للإرهاب قبل تركه منصبه في 20 كانون الثاني، وهو أمر من شأنه أن يعيق الاستثمارات الأجنبية في الدولة الاشتراكية، ويزيد من آثار الحصار الجائر الذي تفرضه واشنطن عليها منذ عشرات السنين.

ومن غير الواضح ما هي الأسس التي سيستند اليها بومبيو لإعادة تصنيف كوبا، لكن في العهود ما قبل أوباما كانت واشنطن تشير الى دعم هافانا لحركات يسارية.ولا تزال ثلاث دول فقط مدرجة على قائمة الولايات المتحدة السوداء للإرهاب هي إيران وكوريا الشمالية وسوريا، بعد أن ازال ترامب الشهر الماضي السودان منها.

***********

أسلحة ألمانية بقيمة مليار يورو

تعزز الصراع في المنطقة العربية

برلين ـ وكالات

وافقت الحكومة الألمانية في عام 2020 ، أمس، على صادرات أسلحة تزيد قيمتها عن مليار يورو لدول عربية، بينها دول لها علاقة بالصراع الدّائر في ليبيا واليمن، فيما توجه قوى المعارضة انتقادات للحكومة الألمانية، وتتهمها بتغذية الصراعات. 

وأوضحت وزارة الاقتصاد الألمانية، في ردّ على سؤال، من النائب البرلماني أوميد نوريبور المنتمي إلى حزب الخضر “المعارض”، أن “حكومة الائتلاف الحاكم وافقت في عام 2020 على بيع أسلحة بقيمة مليار دولار إلى دول الشرق الأوسط، بعضها على صلة بالحرب الدائرة في اليمن وليبيا”.

وتمّت الموافقة لمصر وحدها على صادرات أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 752 مليون يورو حتى السابع عشر كانون الأول. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

كما تم منح إذن لتوريد أسلحة إلى قطر بنحو 305 ملايين يورو، والإمارات العربية المتحدة بقيمة 51,3 مليون، والكويت 23,4 مليون وتركيا بقيمة 22,9 مليون. كما تمّ منح تراخيص للأردن (1,7 مليون) والبحرين (1,5مليون). ليبلغ إجمالي صادرات الأسلحة، بحسب وزارة الاقتصاد الألمانية، مليارا و16 مليون يورو.

وكانت ألمانيا اعلنت في العديد من المناسبات عن موقفها من حظر الأسلحة بالنسبة للأطراف المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع في ليبيا، وكان هذا من مخرجات مؤتمر برلين لحلّ الأزمة الليبية قبل نحو عام. فيما أكدت الأمم المتحدة بعد هذا المؤتمر أن الأسلحة لا زالت تصل إلى أطراف النزاع من الشرق الأوسط وتركيا.

أما بخصوص الحرب في اليمن، فيقضي اتفاق طرفي الائتلاف الحكومي الكبير من عام 2018، بين حزب المستشارة ميركل، المسيحي الديمقراطي وشريكه الاشتراكي الديمقراطي إلى وقف صادرات السلاح إلى جميع الدول التي لها صلة بالصراع في اليمن. لكن هذا البند لم يطبق إلى غاية اللحظة سوى على المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران في حرب عمّقت مآسي الشعب اليمني الذي يواجه أسوأ أزمة إنسانية في عصرنا الحديث، حسب وصف الأمم المتحدة.

إلى ذلك اتهم نائب حزب الخضر أوميد نوريبور الحكومة الألمانية بعدم الالتزام بالحظر، منتقدا بشدة الائتلاف الحاكم بالإخلاء بالتزاماته.  وأضاف بأن البند المتعلق بحظر الأسلحة للأطراف المتورطة في حرب اليمن لا تساوي قيمته “الورقة التي كتب عليها”. كما انتقد بشدة الحكومة الألمانية التي سمحت بتصدير أسلحة إلى دول لم تحترم الحظر المفروض على إيصال السلاح إلى الأطراف المتنازعة في ليبيا، مشددا على أنه وفي سياستها لتصدير السلاح المطروحة في عام 2019، ألزمت الحكومة الألمانية “نفسها” بتقييد صادرات السلاح إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

***********

11 نائباً من الحزب الجمهوري سيرفضون المصادقة على فوز بايدن

واشنطن ـ وكالات

أصدرت مجموعة مكونة من أحد عشر عضوا (سيناتور) في مجلس الشيوخ الأمريكي، بيانا تطالب ‏فيه بتشكيل لجنة للتحقيق في تزوير محتمل في نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أفضت إلى فوز ‏المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وهدد النواب بالتصويت رفضا لأصوات الناخبين في الولايات ‏غير المحسومة وبالتالي عدم التصديق على فوز بايدن. ولا يزال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ‏ترامب يرفض الاعتراف بهزيمته ويصر على حدوث تزوير وسرقة لأصوات الناخبين. ‏

وفي محاولة أخيرة قد تؤخر تأكيد فوز جو بايدن لكنها تحول دون ذلك، أعلن أحد عشر عضوا ‏جمهوريا في مجلس الشيوخ، أمس الاول، أنهم سيرفضون مصادقة الكونغرس الأمريكي الأسبوع المقبل ‏على نتيجة الانتخابات الرئاسية، وحتى الآن، أعلن عضو واحد هو جوش هولي نيته رفض فوز ‏بايدن، في خطوة نادرة تهدد بإحداث انقسام داخل الحزب الجمهوري.

 وقال الأعضاء ‏الأحد عشر في بيان “على الكونغرس أن يسمي فورا لجنة انتخابية، مع سلطة كاملة للتحقيق” في ‏‏”تزوير انتخابي” محتمل، في موقف يتقاطع مع رفض الرئيس دونالد ترامب الإقرار بهزيمته منذ ‏شهرين.

وأضاف هؤلاء بقيادة سناتور تكساس النافذ تيد كروز أن على هذا اللجنة “أن تجري تدقيقا ‏عاجلا خلال عشرة أيام في نتائج الولايات” حيث كان المرشحان متقاربين، مؤكدين أنه إذا لم ‏يحصل ذلك “فسنصوت في السادس من كانون الثاني رفضا لأصوات الناخبين في الولايات غير ‏المحسومة”.

وصادق المجمع الانتخابي في 14 كانون الأول على فوز بايدن بأصوات 306 من ‏الناخبين الكبار مقابل 232 لترامب. ويلتئم مجلسا النواب والشيوخ الأربعاء لتأكيد هذه النتيجة، ‏في آلية تعتبر تقليدية. لكن الرئيس المنتهية ولايته لا يزال يرفض الاعتراف بهزيمته، ودعا ‏أنصاره الى التجمع في واشنطن في اليوم المذكور.

وذكرت شبكة (سي إن إن) أنّه في مجلس النواب ‏ذي الغالبية الديمقراطية، يعتزم اكثر من مئة عضو جمهوري التصويت ضد المصادقة. لكن هذه ‏الخطوة لن تكون مثمرة لأنّ لا أصوات كافية لذلك سواء في مجلس النواب او مجلس الشيوخ.

وقال ‏الأعضاء الأحد عشر في بيانهم “لسنا سذجا. نتوقع أن يكون تصويت الغالبية مغايرا، سواء من ‏جميع الديمقراطيين أو من عدد من الجمهوريين”. وحض ترامب على الدوام النواب الجمهوريين ‏على دعمه في معركته رفضا لنتائج الانتخابات الرئاسية، وخصوصا أن لجوءه إلى القضاء لم ‏يؤت ثماره. وفي هذا السياق، رفضت محكمة في تكساس الجمعة طعنا جديدا قدمه النائب ‏الجمهوري لوي غومرت.

وهدف هذا الطعن إلى الإثبات أن نائب الرئيس مايك بنس الذي سيترأس ‏جلسة الكونغرس في السادس من كانون الثاني يستطيع بنفسه أن يعلن النتائج غير المصادق ‏عليها في بعض الولايات.‏

************

بعد قطع مساعدات كورونا

الرئيس البرازيلي يرسل الملايين إلى مستنقع الفقر المدقع

متابعة – طريق الشعب

توقعت دراسة أن يتضاعف عدد الذين يعيشون في فقر شديد في البرازيل في العام المقبل ليصل إلى معدلات الثمانينات القياسية. وستبلغ في كانون الثاني 2021 نسبة السكان، الذين يحصلون على أقل من 1,9 دولار في اليوم 10 – 15 في المائة، أي قرابة 22 -30 مليون برازيلي. وهذا يضاعف النسبة مقارنة بعام 2019، حيث بلغت 6,5 في المائة، أي ما يعادل 13,7 مليون.

وحسب مدير مجموعة الباحثين دانيال دوكي سيترفع أيضا عدد الفقراء الذين يحصلون على 5 ,5 دولار امريكي يوميا. ويتوقع أن تصل نسبتهم الى 25 – 30 في المائة، مقابل 24,7 في المائة في عام 2019، أي أن عددهم سيصل الى 51 مليون برازيلي. وتستند هذه التوقعات على أحدث تقرير لمؤسسة غيتوليو فارغاس الشهيرة، والموضوع على أساس معطيات مكتب الإحصاء الفيدرالي ووزارة المواطنة البرازيلية.

وأرجع الباحثون أسباب ارتفاع معدلات البطالة إلى وباء كورونا وانهاء المساعدات الحكومية المقدمة لذوي الأجور المنخفضة وعمال الأجور اليومية ابتداء من بداية العام الجديد.

وأكد الخبير الاقتصادي في المؤسسة خوسيه فيريس لوسائل الإعلام أن “أسوأ سيناريو” للأزمة الصحية والاقتصادية يصيب السكان الأشد فقراً. وقال فيريس: “كان للوباء تأثير كبير على توظيف النساء والأشخاص ذوي المستويات التعليمية المتدنية. وقد أصاب التدهور الأضعف في سوق العمل، ما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة”.

في ظل التداعيات الاقتصادية لإجراءات مواجهة كورونا وتحت ضغط من البرلمان، اضطر رئيس البلاد الفاشي، الذي كان يسخر من الوباء، ولا يأخذه مأخذ الجد، في آذار الفائت إلى وضع حزمة مساعدات للفئات الأشد فقرا. واستفاد من هذه المساعدات قرابة 67.8 مليون برازيلي، تلقوا دعما شهريا بلغ قرابة 94 يورو. وكان اكثرهم من العاملين غير المسجلين رسميا. وحسب معطيات معهد داتوفولها للمسح السكاني، بلغت نسبة المستفيدين حتى آب 44 في المائة من السكان، انخفضت في كانون الأول الفائت الى 36 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك، أنهى وزير الاقتصاد الليبرالي الجديد باولو غيديس برنامج المساعدات، زاعما أن تكاليفه أصبحت باهظة، وبلغت 322 مليار ريال (قرابة 50 مليار يورو).

وسوف لم يبق لفقراء البرازيل من معين سوى برنامج دعم العائلة “بولسا فاميليا”، الذي أنشأه الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في العام 2004. وبواسطته سيتمكن 19,5 مليون برازيلي فقط من الاستمرار في الحصول على الحد الأدنى من الدعم الاجتماعي.

وحذر اقتصاديون من أن التخفيضات قد تكون السبيل الخطأ للخروج من الأزمة. وقال فيريس إن معدل البطالة قد يصل إلى مستوى قياسي يبلغ في عام 2022، 15 في المائة إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات مضادة.

ويحذر المسؤول عن شؤون البرازيل الاقتصادية في منظمة التعاون والتنمية الأوربية، ينس أرنولد، من عواقب نقص الاستثمار في الحد من الفقر: “بدون اتخاذ إجراءات حاسمة، يمكن أن ترتفع تكاليف التمويل بشكل كبير، مما يؤثر سلبًا على الاستدامة المالية ومعدل الاستثمار. ويمكن للبرازيل أن تعاني من ركود طويل الأمد، مثل ما أطلق عليه “العقد الضائع” في الثمانينيات”.

************

الصفحة الثامنة

هكذا تكونت شريحة الأغنياء مقابل توسع طبقة الفقراء

خليل ابراهيم العبيدي

لم يعد الفقر في العراق حالة عابرة أو صفة يتبعها موصوف طارئ، إنما حالة كانت موجودة في السابق وفي نطاق ملموس بفعل عوامل عديدة أهمها عدم اهتمام الفئات البرجوازية الحاكمة طيلة العهود التي تلت ولادة الدولة عام 1921بمسألة العدالة الاجتماعية، بل ظل النظام الاقطاعي الموروث عن الفرمانات العثمانية يمد الإنتاج بعلاقاته الظالمة مع الفلاحين ويتولى عنه رأسمال اتجه نحو المدن ليشكل نواة الإنتاج الصناعي أو النشاط التجاري بعيدا عن هموم المنتجين الحقيقيين أو تابعيهم من الفقراء، نعم، لم يعد الفقر الآن إلا ظاهرة تمثلت في اتساع مضمونها ليشمل الكثير من العوائل المنتجة في الريف والأيدي العاملة في الحواضر، وتوقف دور القوى الشابة المتعلمة والمتخصصة في عملية الانتاج والتطور في المدن الكبرى، ولقد زاد الطين بلة هو العملية المبرمجة لإيقاف الكفاءات والتقليل من شأنها دفعا لها للتخلي عن دورها لصالح فئات استلت الشهادات العلمية من أسواق التزوير لتتبوأ بها أعلى المناصب الحكومية ولتملأ الدرجات العلمية حتى في أعرق الجامعات العراقية، وابتداء تشوهت الصورة تماما بعد زوال سلطة البعث الشمولية وانفلات الأوضاع جراء الاحتلال وانطلاق العديد من المتربصين والنهابين صوب الأموال العامة والأملاك العائدة للقطاع العام، مشكلين نواة قيام شريحة جديدة تنعمت بغنى فاحش غريب عنها تماما، وساعد في نمو هذه الشريحة عودة الزعامات المهاجرة وهي تحمل في جعبها مكامن الحقد على البلد وشعبه كونها تربت في أحضان الأعداء الذين تشكلت نوعياتهم بفعل عدوانية النظام السابق، وقد توحدت كل هذه الفئات بفعل عامل السيطرة على الدولة ومناصبها العليا مشكلين مادة النظام السياسي الجديد القائم على قيم جديدة بعيدة كل البعد حتى عن ثوابت الدولة القديمة المقبولة مرحليا عند المجتمع وقواه الوطنية والتقدمية.

إن مكونات الشريحة الجديدة متألقة بفعل عوامل السيطرة على الدولة وكافة مرافقها متباينة في الأصول والتوجهات، لا بل حتى في نهم السيطرة والاستحواذ، وأن اغلب العناصر المكونة لهذه الشريحة هم من بعض القادة السياسيين أو من زعامات دينية كانت مهمشة أو كانت تتحين الفرص للإيقاع بالنظام السابق أو من العناصر الكردية التي نالها الظلم إضافة الى بعض شيعة العراق،  تضاف اليها ثلة كبيرة من الوصوليين الانتهازيين الذي جمعتهم بالسياسة حب الزعامة والمال، وبعد مضي مدة تجلت هذه الشريحة بعناصر متباينة في التوجهات والنزعات والآمال ودب الخلاف بينها لتتشرنق وتفرخ احزابا أو مكونات سياسية أو مجاميع عسكرية بفعل عوامل عاطفية ناتجة عن الولاءات الطائفية أو الميول القومية بل وحتى النزعات الانفصالية، ولم تعد هذه الشريحة تنتمي إلى أصولها الاجتماعية بل غادرت مكامنها الفقيرة القديمة إلى رحاب الأحياء السكنية المترفة والباهظة الثمن والعالية المقام مثل أحياء الكرادة والمنصور والحارثية تاركة جذورها أكثر فقرا وفاقة بفعل عوامل السيطرة على أغلب أموال الدولة، وابتعدت في تنكرها لجذورها إلى حد القطيعة متجاوزة الكثير من قواعد السلوك في مجتمعنا العراقي، والغريب أنها لم تكن قد سخرت الأموال المسروقة في عملية الانتاج أو للاستثمار الداخلي بل توجهت بأغلب تلك الأموال إلى مكامن جديدة في الخارج إما في البنوك الغربية أو العربية أو الإيرانية أو حتى التركية، فكانت الخسارة مضاعفة، خسارة في أموال الدولة وخسارة في الاستثمار في الداخل، وفتحت الأبواب بكل مصاريعها نحو غسيل تلك الأموال عن طريق الاستيراد المفتوح إلى الداخل وتركت القطاع العام مشلولا محقودا عليه وتنافست تجاريا مع الرأسمال الوطني الصناعي الصغير لتقوم هذه الشريحة بالتخلي عن الانتماء إلى المواطنة لتبدأ حالة من الفرز الاجتماعي كما أطلق عليها تقرير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في اجتماعها  الاعتيادي والدوري في اليوم  الرابع الشهر الجاري، حيث يقول التقرير، إن حالة من الفرز الاجتماعي والطبقي تجري في المجتمع على نحو أوضح من السابق وأن شرائح وفئات واسعة تنضم إلى المهمشين والعاطلين عن العمل الباحثين عن لقمة العيش،  تاركة بذلك تشكيل وتوسيع طبقة الفقراء، وأنها لم تشكل لنفسها طبقة لأن عوامل تشكل الطبقات الاجتماعية لا تتوفر فيها بالتالي ظلت هذه فئة صغيرة أو شريحة همشها  التناقض الاجتماعي وظلت متحسبة خائفة، لذلك قام  البعض منها بوضع سياج أمني يحميه من غضب الناس. وأخذ هذا البعض يتنقل في مواكب مبهرة مملوءة بعناصر أمنية قوامها عجلات كان ملوك العراق لا يحلمون بها، ولزيادة أموالها تبنى الكثير من عناصرها انشاء عصابات الجريمة المنظمة أو مافيات تهريب السلاح وتجارة المخدرات أو الاتجار بالبشر أو حماية النوادي والبارات أو دور اللهو الليلية إضافة الى عمليات الاستحواذ المستمر على المال العام، وبلغت خسائر الدولة جراء ذلك ما يقارب النصف تريليون دولار.

إن الانتقال الآلي والمبرمج للمال العام إلى أيادي وصناديق هذه الشريحة، عمل على جعل خزينة الدولة خاوية حتى بات يصعب عليها تسديد رواتب موظفيها، او المتقاعدين من موظفي الدولة السابقين، وأن هذا العمل المشين لم يعد مسكوتا عنه فثار العراقيون في تشرين معلنين الحرب على هذه الشريحة الضالة، وأخذ الشباب يملأ الساحات في محافظات الوسط والجنوب، واليوم شمل التظاهر إقليم كردستان تمردا على شريحة الكرد أصحاب الغنى الفاحش التي تشكلت بعد الغزو جراء تهريب النفط أو الاستحواذ على أموال الإقليم بعيدا عن أعين ديوان الرقابة المالية أو القضاء المتخاذل في عموم العراق.

إن قيام هذه الشريحة المتمردة ما هو الا تورم سرطاني مفاجئ أصاب المجتمع بكل طوائفه وقومياته ولم تعد محاولة السيطرة عليه بالمضادات الحيوية بالشيء النافع، وإنما يتطلب ذلك عملية استئصال تدريجي تبدأ منذ اللحظة بتشكيل جبهة للقوى المدنية والديمقراطية والتقدمية، وفق مبادئ متفق عليها تقوم على أفكار يسار الوسط، التي تأخذ بمبادئ العدالة الاجتماعية القائمة على أهمية إعادة دور القطاع العام والمختلط، وتشجيع قيام قطاع خاص فاعل في كل مجالات الحياة، ويفضل الأخذ بمبدأ الدولة الواحدة ذات النظامين، حيث عاد الكثير من المفكرين الاقتصاديين الآن إلى الأخذ بطريقة أو أخرى بأفكار الاشتراكية العلمية بعد كبوة الرأسمالية أمام جائحة كورونا، وأن يتم تجاوز النظام البرلماني باتجاه النظام الرئاسي، حيث يختار الشعب الرئيس بالانتخاب الحر المباشر وعلى مرحلتين، عندها فقط سيتضاءل تدريجيا دور الشريحة التي دخلت المسرح السياسي على مشهد من التاريخ ولكن على يد الاحتلال.

**************

استعادة الطبقة العماليّة

ريسان الخزعلي

من المعروف في تقسيم القوى العاملة في أي مرفق انتاجي: صناعي، تجاري، زراعي، خدمي ..الخ يشغل العمّال النسبة الأكبر من مجموع مَلاك العاملين، حيث تصل هذه النسبة الى 90في المائة من هذا المجموع مهما كان نمط الانتاج، رأسماليّاً أو اشتراكيّاً . وإنَّ النسبة المكمّلة 10في المائة يشغلها الموظفون من ذوي التحصيل الدراسي.

العمّال هم القوّة الفاعلة والمؤثرة في العملية الإنتاجية ومكملاتها: التشغيل، الصيانة، الانتاج، التعبئة والتغليف، التخزين، النقل، التفريغ، التوزيع، التنظيف، الحراسة ..الخ . أما الموظفون، وحسب التحصيل الدراسي والتخصص، فتناط بهم الأعمال والخدمات الساندة للعمل والعمال والعملية الانتاجية بصورة عامة، وهي: الهندسية، الفنيّة، الإداريّة، الماليّة، التجاريّة، التسويقيّة، الرقابية، وكذلك: التخطيط والمتابعة، الفحص الهندسي، السيطرة النوعية، البرامج والمعلوماتية، البحث والتطوير، الجودة والآيزو، ادارة المشاريع، التصاميم، الطبابة، ادارة المخازن. ومثل هذا التقسيم، ماهو إلّا تقسيم قياسي مهني عالمي يعتمد الوصف الوظيفي، وتحدد بموجبه وفق معاييربيانيّة ورياضيّة، درجة الإنتاجيّة، وكلٌّ حسب عمله وما ينجزه.

إنَّ هكذا تقسيم، كان معمولاً به في العراق حتى عام 1987 - العام الذي تمَّ فيه تحويل العمّال الى موظفين بموجب قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 150 لسنة 87. وقد أثار هذا القرار استغراب الكثير من الدول بما في ذلك الاتحاد السوفيتي - الذي طلبَ في حينه بعض الإستيضاحات من الحكومة العراقية، حول كيفيّة هذا التحوّل والأسس المعتمدة.

قبل هذا القرار الغامض! وحتى خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية، كان العامل يحقق انتاجية عالية - وفق الطاقات المتاحة – نتيجة وعيه الطبقي والتصاقه الحِرَفي بالماكنة وخط الانتاج واعتزازه بمهاراته الذاتية المتراكمة، مما كان يوفّر له فرصاً سانحة في التطوّر المهني، والمكاسب الماديّة : بطل انتاج، نوط العمل، الخطورة، بدل العدوى، الحوافز، المكافآت، حتى أن راتبه أصبح يفوق راتب المهندس في بعض القاعات الانتاجية وبما يتناسب مع جهده وساعات العمل التي يقضيها وقوفاً على العكس من الموظف الذي يتمتع بمزايا العمل المكتبي – حيث نوعيّة العمل ومتطلباته.

بعد أن تم تطبيق القرار وتحوّل العمال الى موظفين، حصل نوع من الاهتزاز الطبقي بطريقة غير مألوفة، وتدريجيّاُ تم الانسلاخ من (الطبقيّة العماليّة) وأصبح بريق الطبقة الوسطى الخادع آنذاك يشغل مدركات وهواجس العمال وبخاصة المتعلمين والنقابيين منهم، ويغريهم بمغادرة قاعات الانتاج صعوداً الى مكاتب الإدارات الساندة والتنافس الشديد مع شاغليها من أجل الحصول على موقع عمل مكتبي بعد أن تمَّ هيكلة ادارة شؤون العمال ودمجها مع ادارة شؤون الموظفين، وفعلاً تحقق للكثير منهم ما أراد بطريقة ٍ وأخرى محتجّاًومتعللاً بقوّة القرار ! وهكذاحدث النفورالمهني من موقع العمل الأساس وضعفَ التواجد فيه، كما رافق َ هذا النفور نفورٌ آخر يُثير الاستغراب، ألا وهو النفور من كلمة عامل! ...، (وأنا هنا لا أكتب من خلال مصادر كتبية أو نقل ٍ عن آخرين، وإنما من خلال خبرتي الهندسية العملية والادارية في المرافق الانتاجية الصناعية طيلة أربعين عاماً) ..، ونتيجة لما تقدّم، فقد تدهورت أعمال الصيانة والمراقبة والتشغيل السليم، وبالتالي تراجعت الإنتاجية تدريجيّاً، وأخفقت المرافق حتى في تحقيق طاقاتها الانتاجية المخططة كمّاً ونوعاً، وأصبح مفهوم الطاقات التعاقدية والتصميمية والمتاحة توصيفاً ورقيّاً لاغير، وتم اللجوء الى مفهوم الطاقة المتاحة العاملة كتوصيف بديل عن الأُخريات لعله يُعالج تدهور الانتاج والانتاجية، ومع ذلك إستمر الخط البياني بالهبوط وتحولت المرافق الانتاجية من الربح الى الخسارة وعلى مرأى ً من صاحب القرار !..، وإنَّ ما يشاع في حينه من تحقيق الارباح في سنوات الحصار كان وهماً بعد أن إعتمد النظام اسلوب الدينار المدعوم أمام الدولار في توفير مستلزمات الانتاج اضافة الى تحديد خطوط شروع انتاجية متدنية في نظام الحوافز والارباح، مما يتنافى مع الفهم الاقتصادي العلمي .

فإذا كان كل ذلك يحصل قبل عام 2003، فإنَّ الموقف الآن أكثر حراجة ً وتعقيداً، حيث توقّفت معظم المرافق الانتاجية وعاجلها الاندثار بعد أن عاجلها بتراجع الانتاج والانتاجية تحوّل العمّال الى موظفين.

إنّ مراجعة ً دقيقة ودراساتٍ عميقة لمضمون ذلك القرار الغريب! أصبحت ضرورية جداً، فمن غير الممكن أن تلغى طبقة انتاجية فاعلة في المجتمع بطريقة غير مسبوقة. وإذا كان تعديل الملاكات الوظيفيّة الحاليّة والعودة بها الى الأصل يواجه صعوبات فنية وادارية ومالية، فمن السهل جداً استحداث ملاكات عمّالية يتم التعيين بموجبها من جديد في كل مرفق انتاجي أو خدمي، مع الملاحظة أن َّ توصيف الدرجات العمالية يتضمنها نظام الوصف الوظيفي العراقي نافذ المفعول، وهكذا تتم استعادة الطبقة العمالية وتوصيفها المهني العريق، فكراً ووعيّاً وتطبيقاً.

**************

العملية السياسية في العراق إلى أين؟!

سامي سلطان

من الصعب الإجابة على هذا السؤال المعقد في مقال واحد والسبب يعود إلى الطريق المتعثر الذي رافق تلك العملية منذ البداية، حيث جرت الأمور من سيء إلى أسوأ وتكسرت الفرحة في صدور العراقيين الذين استبشروا خيراً بانهيار الدكتاتورية البغيضة غير المأسوف عليها، ولأنها أيضاً سارت في نفق مظلم لا يمكن الخروج منه وأنها أثبتت يوما بعد آخر بأنها ولدت ميتة، لأنها بنيت على أسس خاطئة ومنذ الوهلة الاولى، ولم يعد هناك من يختلف على ذلك، بما فيهم اللاعبون الرئيسيون فيها.

كيف لا، ما دام من وضع لبناتها الأولى المحتل الأمريكي حين دنست جحافله تربة العراق الطاهرة عام 2003 تحت شعار تحرير العراق، وعملاً بنصيحة شريكه البريطاني صاحب الخبرة الأولى في احتلال العراق عام 1917 إبان الحرب العالمية الأولى والذي اعتمد مبدأ “ فرق تسد” ودخل تحت شعاره الكاذب بأنهُ “محرراً وليس غازياً” من أجل بسط نفوذه، ونجح إلى حد ما في ذلك، إلا أن يقضة أبناء شعبنا الغيارى، أفسدت أحلامه المريضة، فكانت ثورة العشرين التي أجبرت المحتل على إعادة النظر بطريقة حكمه المباشر وأبدلته بالحكم غير المباشر وقامت بتنصيب الملك فيصل الأول وأسست مجلس أمة والتي كانت عبارة عن هياكل لا نفع فيها للشعب وقد وصفها الشاعر معروف الرصافي بقصيدة بعنوان “أنا بالحكومة والسياسة أعرف “التي جسدت حقيقة الوضع حين قال فيها “عَلَم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف أسماء ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف”.

إن سلسلة الحراك الشعبي الواسع الذي تجسد في التظاهرات والوثبات الذي شمل العراق من أقصاه إلى أقصاه فكان اضراب عمال نفط كركوك حيث قامت السلطة الحاكمة بارتكاب جريمتها الشنيعة بإطلاق النار على العمال المضربين وقد عرفت هذه الجريمة بمذبحة “ كاورباغي “ وكانت وثبة كانون وإضراب عمال الموانئ والسكك إلى جانب عمال المهن الأخرى والطلاب والتي تكللت بتكاتف ابناء القوات المسلحة ممثلة بأبنائها الشرفاء التي أجهزت على رموز الاحتلال والحكومة العميلة للاستعمار صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي أعادت الهيبة للوطن واستعادت سيادته وعززت كرامة المواطن من خلال تأمينها للحياة الحرة الكريمة حين انتزعت من المحتل هيمنته على الثروة الوطنية وأخرجت العراق من حلف بغداد سيء الصيت وانتشلت الفقراء والمعدمين من العوز وأمنت لهم حياة حرة كريمة من خلال المباشرة في تنفيذ المشاريع العمرانية وتأسيس قاعدة رصينة للبنية التحتية وحفظت للعراق هيبته وسيادته على ثرواته الوطنية، وكانت في طريقها الى تحقيق المزيد من المكاسب على طريق وضع العراق في صفوف الدول الرائدة من خلال تشريع القوانين، كقانون الأحوال المدنية الذي أُعد من أكثر القوانين المتطورة، واستوزرت أول وزيرة في تاريخ المنطقة والوطن العربي وهي الشخصية الوطنية المعروفة “ نزيه الدليمي” وكذلك سن قانون العمل وقاون النفط رقم 80 الذي أعاد للعراق سيادته على ثروته، إلا أن اذناب الاستعمار والقوى الرجعية المتحالفة معه وأزلام البعث المقبور تحالفت لإجهاض الثورة الفتية، واصطفوا مع الشيطان لضرب هذه التجربة الرائدة، وكما ورد على لسان احد ازلامهم “على صالح السعدي” بأنهم “جاءوا بقطار امريكي” وأقول بدعم بريطاني ملموس.

وبالعودة للحديث عن ما أطلق عليها بالعملية السياسية فإنها وباختصار شديد، قد كرست حكم الأحزاب الطائفية والقومية وأنتجت اكثر من دكتاتور، استمدت خبرتها من ابشع ما تميز به النظام الدكتاتوري المقبور، بحيث اصبحت هناك اقطاعيات تحت مسميات الكتل والتحالفات المذهبية وهي في حقيقة الأمر لا تمت للمذهب بصلة سوى الأسم كي تخدع ابناء شعبنا الطيبين تحت ما سموه بالمظلومية، وهي في حقيقة الأمر قد كرست الظلم والقهر والحرمان بأبشع صوره منذ اللحظة الأولى التي تربعت فيها على دست الحكم، بدليل انعدام الخدمات في جميع المستويات وانهيار الأمن وتفشي عصابات الجريمة المنظمة والسلاح المنفلت وعلى جميع الأصعدة، وأصبح أكثر من ثلث سكان العراق تحت مستوى الفقر في وقت يتمتع القابضون على السلطة بثروات هائلة، و تذهب جميع ثروات الوطن الى جيوب الطبقة السياسية الحاكمة، ومن هنا يمكننا القول” إن أفق العملية السياسية معتم وملبد بعواصف قد تكتسح الجميع في طريقها”، ما دام اللاعبون الرئيسيون يتحركون على أساس النهج الطائفي والقومي الذي دمر النسيج الوطني وأجهز على الهوية الوطنية، “فهل يصلح العطار ما افسده الدهر”، إذ أن القوى السياسية والكتل والائتلافات والتيارات التي تسلقت الحكم بمباركة الاحتلال وبالدعم الإيراني، قد استنفدت كل اساليبها خلال السبعة عشر عاماً الماضية، ولم تعد قادرة على اعادة انتاج نفسها رغم محاولاتها اليائسة، وسعيها الى تسويق نفسها من خلال ترهيب الناس وبالأعتماد على أذرعها المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها إلى جانب استخدام المال السياسي لشراء الذمم، إلا أن ذلك سوف لن يجدي نفعاً ما دامت جمرة انتفاضة تشرين وهاجة، وان دم شهداء الانتفاضة سوف لن يذهب هدراً.

***********

الصفحة التاسعة

من تجارب الشعوب

قناة فرغانة الكبرى وآخون بابا ييف

ناصر حسين

منذ وصلت الصف الخامس الابتدائي في دراستي الحكومية واخذت أقرأ في كتب الجغرافية المدرسية عن قناة فرغانة الكبرى في الدولة الاوزبكية الشمال الشرقي للقارة الاسيوية باعتبارها واحدة من اكبر مشاريع الري في الكرة الارضية وقد منحتني الحياة فرصة ان اقف على هذا السد المشيد على فرع من نهر سيحون وأعبر عليه باتجاه الضفة اليسرى وأعود الى الضفة اليمنى في تموز 1975 عندما نظمت لنا نحن اعضاء الكروب العراقي في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو زيارة براكتيك- تطبيقية- الى جمهورية اوزبكستان واستمع الى شرح تفصيلي من المهندس المسؤول عن إدارة ذلك السد عن تاريخ تشييده وكيف يدار عام 1975.

عام 1917 حال انتصار ثورة اكتوبر المجيدة ليلة 6/7 تشرين الثاني وبموجب بيان تاريخي أعده قائد الثورة – فلاديمير ايليتش اوليانوف لينين – عن منح حق تقرير المصير لكافة مستعمرات روسيا القيصرية بما في ذلك الانفصال واقامة دولها المستقلة، أعلن الأوزبك عن دولة اوزبكستان واختاروا لها النظام الجمهوري واختاروا لأدارتها الاسلوب السوفياتي واخذوا بتشكيل مجالس السوفيتات في الأرياف والمدن وصوتوا لانتخاب مجلس سوفييت الجمهورية، وشاءت الصدفة التاريخية أن ينتخب لعضوية المجلس المواطن الاوزبكي آخون بابا ييف وكان حينذاك أميا لا يعرف لا القراءة ولا الكتابة. وقد أثار استغرابه اصرار اعضاء المجلس على أن يتولى رئاسته أي أن يصبح آخون بابا ييف رئيسا للجمهورية الاوزبكية التي انتسبت عام 1922 للاتحاد السوفياتي الذي ضم آنذاك كلا من الجمهوريات الاتحادية: روسيا، بيلاروسيا، اوكرانيا. كزاخستان. طاجكستان، داغستان، قيرغيزستان، جورجيا، ارمينيا، أذربيجان، مولدافيا، لاتفيا، استونيا، والجمهورية التركمانية. واضطر للاستجابة لإصرار اعضاء المجلس ولمعالجة اشكال أميته كلفوا أحدا من من يجيدون القراءة والكتابة لمساعدته، وقد أكدوا لنا انه أخذ يجيد القراءة والكتابة خلال فترة لم تتجاوز الخمس واربعين يوما واستغنى عمن كلف بان يقرأ له ويكتب ما يريد ان يكتب.

آخون بابا ييف، خلال احدى جولاته  التفقدية، زار المنطقة التي شيد فيها السد ففوجئ بأن تلك المنطقة صحراء جرداء لا نبت فيها ولا ماء، سكانها يعيشون على تربية المواشي وتخزين الثلوج في كهوف لتناولهم لمياهها في الصيف عندما تذوب تحت تأثير ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز الثلاثين مئوية قليلا، وقد أجابوه عندما وجه لهم السؤال عن السبب في الوضع الذي هم فيه وذلك النهر العظيم يجري في مناطقهم أن ( ذلك النهر هو سبب مشكلتهم)) فهو يفيض سنويا أول الصيف  فيضانا طاغيا يكتسح أمامه كل مزارع القمح التي يزرعونها شتاءا وعلى مياه الامطار وليس مياه النهر.

  حدثونا حينها أنه وبعد اطراقه تفكير قصيرة أجاب (( اذا لا حاجة لبقاء هذا النهر)) وابلغهم انه سيعمل سدا في منطقتهم وارسل رسالة الى موسكو يطلب من القادة السوفيات تنظيم حمله عمل شعبي من جميع جمهوريات الاتحاد للتوجه الى طشقند ومعهم آلاتهم وأدوات عملهم وما يستطيعون جلبه من مواد تستخدم في تشييد السد وقد تجمع في الموقع المحدد لذلك ما يزيد عن السبعين الفا من المتطوعين وتم تشييده خلال خمسة وسبعين يوما فقط وقد شيد في البداية من القش والحجر وتم فتح اربع قنوات جانبية لاستلام المياه من النهر وايصالها الى الاراضي الزراعية على جانبي النهر واستبدل عام 1936 وبقرار من حكومة موسكو ليشيد من الحديد والطابوق كما رأيته عام 1975 وافتتحت قنوات اخرى ليصبح المجموع ثمانية قنوات طول اقصر واحدة منها ثلاثين كيلو مترا لتتحول تلك الصحراء الجرداء الى حقول من الذرة والبطيخ والرقي والطماطم والباذنجان وعباد الشمس والعنب والخوخ والرمان والحنطة والشعير و.... الخ.

وعندما سألنا المهندس عن عمل السد والقنوات أجاب بان كل العمل يدار الكترونيا. ففي الدائرة يوجد الجهاز الأم الذي يحسب احتياجات كل قناة من المياه وعدد ساعات الإطلاق في كل قناة وسرعة تدفق المياه وكميتها حيث يوعز إلى الاجهزة المثبتة على بوابة كل قناة حيث ترتفع وتنخفض أوتوماتيكيا وفقا لإيعازات الحاسوب الرئيسي.

وفي بناء المتحف المشيد على مبعدة بضعة أمتار شاهدت بعيني الصور التاريخية لبدء العمل في تشيد السد وبين تلك الصور كانت أكثر من صورة لآخون بابا ييف وهو يمسك بفأس يضرب به الارض وفقا لمتطلبات العمل.

أنا هنا، وأنا اكتب عن قناة فرغانة الكبرى في اوزبكستان، أجدني اطمح واتطلع الى تشييد سد خزني على كل وادٍ ونهر يستلم المياه من الجبال الحدودية بيننا وبين الجارة ايران التي تتدفق بين حين واخر الى ودياننا التي تفيض بتلك المياه فتسبب لنا اضرارا مادية اضافة الى ضياعها هي كثروة نحن بحاجة ماسة لها. وكم سأكون مسرورا عندما تصلني الانباء عن تشييد سد خزني على نهر الجباب “ الذي يقع بين مدينتي العمارة وعلي الغربي حيث البدائية من جبل حمرين الذي يشكل خط الحدود بين العراق وإيران والمصب في نهر دجلة، وبالتأكيد سأتوجه حينها لمنطقة السد لأمتع انظاري بمنظر البحيرة التي ستتشكل في مقدمه مثلما تمتعت بمنظر سد قناة فرغانة الكبرى ومنظر آخون بابا ييف وهو يشارك ابناء الشعوب السوفياتية الذين توجهوا الى اوزبكستان ليشيدوا سدا خزينا واروائياً يحول الصحارى الجرداء الى جنة من جنان عدن.

*****************************

الشهيد المناضل والقائد الشيوعي (أبو ماجد)

فريدة علي

ولد في قرية مكنان العام 1934 في كنف عائلة فلاحية فقيرة، انخرط في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ أن كان شابا يافعا وفي سوح النضال السياسي في وقت مبكر من حياته، تعرف على الأفكار الماركسية والشيوعية واغتنى بتلك الأفكار والمبادئ والقيم التي تدعو إلى المساواة والعدالة الاجتماعية  وضمان حقوق الأقليات، ولم يتبن تلك الأفكار نظرياً فحسب وإنما سار في طريق النضال والكفاح وكرس كل حياته ووقته وراحته لتحقيق تلك الأفكار وقد واجه بكل شجاعة كل صنوف المحاربة والاضطهاد والمطاردة والسجن والحرمان والفقر له ولعائلته ولأقربائه ولسنوات طويلة.

نزح إلى قرية دوغات بسبب الملاحقة. شارك في جميع المعارك المفروضة على الحزب منذ الخمسينات، وشارك في ملحمة معركة جبل القوش عام ١٩٦٣ ضد الجحوش والمرتزقة وأصيب خلالها إصابة بليغة وواصل مشواره في الكفاح المسلح. في عام ١٩٧٣ كان قائداً أنصاريا في المنطقة وقبلها أوفده الحزب في دورة حزبية إلى الاتحاد السوفيتي آنذاك، وحين عودته اعتقل من قبل الأجهزة الأمنية للنظام المقبور بتهم باطلة.   اعتقل عدة مرات. وفي عام ١٩٧٨ التحق مع رفاقه إلى توجلة ونوزنك ثم إلى كوردستان إيران ومنها إلى كوردستان العراق مرة أخرى، في منطقة بهدينان كان بيشمركة وقائدا شيوعيا بارعا استلهم القيم والمبادئ من إرثه السياسي في النضال الدؤوب والكفاح المسلح وكان مدافعا أمينا عن حقوق الشعب حيث تاريخه الحافل بالمآثر والبطولات في سبيل تحقيق الحرية والديمقراطية وحقوق الشعب الكوردي. 

 لم تكن حياته النضالية نزوة أو رغبة عابرة وإنما هي حاجة موضوعية لمناضل سياسي وعسكري لا يعرف المهانة والمساومة على حساب مصلحة الشعب والوطن حيث استلهم كل نبيل وجميل في إرث حزبه، ويقرن القول بالفعل وكان على الدوام عنوانا للرجولة والبطولة وعنوانا للوطنية والنزاهة وهو محطة تضحية دائمة وكان بحد ذاته مدرسة حزبية ونضالية تربى في حضنه العديد من المناضلين فهو أبن الشعب البار، شارك في اقتحام أوكار الغدر للنظام البائد و في المعارك البطولية التي خاضها الأنصار في جبال كوردستان العراق، وفي نفس الوقت أنشأ التنظيمات السرية في المنطقة عام ١٩٨٠ وأشرف عليها  واختتم ذلك السجل النضالي الطويل بالتضحية ليس بحياته فحسب وإنما بعائلته واخوته وعوائلهم وعوائل أقربائه فالشهيد ( أبو ماجد) يشكل الرقم ( ٤١) في عائلته من مجموعة شهداء هذه العائلة النبيلة وهي تضحية قل نظيرها في كوردستان والعراق.  

 لقد مارس الشهيد علي خليل كل أشكال النضال السياسي والمطلبي والجماهيري والعسكري منذ انقلاب شباط الأسود وبنفس الحماس ونكران الذات ناضل من أجل حقوق شعب كوردستان.

سلاما على جاعلين الحتوف جسراً للموكب العابر،

وسلاماً على القبور التي تحضن رفاة المناضلين الشهداء لتنشد للحرية والكرامة والوصول بنا إلى بر الأمان.

تحية فخر واعتزاز إلى شهيد الدرب النير وشهيد الشعب والوطن ٠

عشت بطلا ومت بطلا وعدت إلى دوغات بطلا.

***************************

محمد حسن الكتبي: تاريخ وطني وأدبي مضيء

بغداد - منى سعيد

وإنما المرء حديث بعده     فكن حديثا حسنا لمن روى

لخص أديب قضاء الهندية-طويريج الراحل محمد حسن الكتبي حكمته الحياتية عبر أبيات شعرية أفصحت، عن طيب الخلق وحسن السيرة، وأضاف: عليك بالنفس فاستكمل فضائلها   فأنت بالنفس لابالجسم إنسانا ويستعرض كتاب « فارس الحلبيات « أعده نجله الدكتور علاء لمناسبة مرور 25 عاما على رحيله مآثره الأدبية والاجتماعية والسياسية إذ يعد واحد من الأدباء المعدودين المبرزين فضلا ونبلا وصلاحا وزهدا.

ومعلوم أن للهندية (طويريج) تاريخ حافر بالمآثر العلمية والأدبية وأنجبت الكثير من الإعلام أمثال الشاعر عبد الأمير الفتلاوي ومحمد رضا الخطيب وجواد القزويني وجمال مهدي الهنداوي، وغيرهم.

وكان الكتبي من طليعة المثقفين الوطنيين، درس الابتدائية والمتوسطة بمدارس الحلة واجتاز الدراسة الثانوية في ثانوية شماس في بغداد عام 1934، ثم التحق بكلية الحقوق وفصل منها لأسباب سياسية ولدوره في نشاطات جماعة جعفر أبو التمن، ثم التحق بأنصار السلام بتشجيع من القاضي النجفي سيد هادي العظمى المعروف بدوره الوطني ومساهمته في تظاهرات عام 1959 على الرغم من ارتدائه العمامة السوداء، فضلا عن تشجيعه لأبنائه الشيوعيين في أداء أدوارهم الوطنية.

ويسترجع الدكتور علاء دور والده في دعم حركة أنصار السلام في قضاء الهندية ذاكرا» ارتبط والدي بعلاقة صداقة وثيقة بالشخصية الوطنية الحلية الحاج سعيد الطاهر، وسرعان ما لبى دعوة الطاهر له بدعم حركة أنصار السلام في قضاء طويريج، فخصص مكان « علوة» تابعة له وجعلها مقرا للحركة، أثثها وجهزها بمكتبة ودوريات».

سعى الكتبي لنشر الأدب والعلم في مدينته فأسس مكتبة أسماها « مكتبة الفخار» سرعان ما تحولت لمنتدى أدبي جمع الشعراء والأدباء أمثال محمد رضا الخطيب والشاعر إبراهيم الشيخ حسون وعلي الخاقاني وعبد الوهاب الصافي وغيرهم.

ودرس في النجف ومنحه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء شهادة تجيز له تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، إلى جانب انشغاله بعالم التجارة.

وفي العام 1968 أنشأ جامعا كبيرا في الجانب الصغير من مدينته وأضاف له جناحا خاصا أسس فيه مكتبة عامة عامرة عرفت باسمه (مكتبة الكتبي العامة) ضمت نفائس كتب التراث والعلوم الإنسانية المختلفة، كما ساهم في دعم وتعضيد جمع من المؤلفين لطبع مؤلفاتهم.

مربد الكتبي

وكان له مجلسا في داره بمثابة ندوة أسبوعية يتداول فيها شؤون الأدب والتاريخ والشعر، يشارك فيها جمع من الأدباء وخطباء بغداد والحلة وكربلاء والنجف حتى وصف ذلك المجلس بـ « مربد الكتبي» وتلقى صدى إعلاميا بارزا في الصحف والمجلات المحلية والعربية.

تميز الكتبي بحفظه قرابة العشرة آلاف بيت أغلبه من الشعر المنسي أو المخطوط، وحفظ ديوان السيد محمد رضا الخطيب عندما أودعه الشاعر نفسه لتجليده يوم كان صاحب مكتبة.

من آثاره كتاب «الشيب والشباب في الأدب العربي» بثلاثة أجزاء تناول في قسمه الأول الشيب والخضاب، وفي الثاني الشباب والعذار، متطرقا لقدسية الشيب في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأحاديث الأدباء شعرا ونثرا، وحقق ديوان السيد محمد رضا الخطيب، وله « مختارات الكتبي من الأدب العربي»، وكتاب «من حكم وأحكام آل البيت».

تناول حياة الكتبي وآثاره عدد من الكتاب والمؤرخين إذ ذكر عبد الوهاب العاني في كتاب دليل المدن العراقية (الحاج محمد حسن الكتبي، وجيه من قضاء الهندية وتاجر من الصف الأول ذو أخلاق راقية وأدب جم وقد نال قسطا وافرا من الدراسة الحديثة فلم تلهه أعماله التجارية عن المطالعة والدراية والتتبع، حلو الحديث حبك النكتة ..).

ويحفل كتاب الدكتور علاء بمطاردات شعرية كان يتبادلها الكتبي مع معاصريه فأرسل السيد محمد علي النجار من الحلة أبياتا تؤرخ تشييد مكتبة الكتبي العامة في الهندية بذكر فيها:

مكتبة الكتبي قد أسست فهي له بادرة طيبة

تكافح الجهل وآثاره ما أقبح الجهل وما أكذبه

وتنشر الوعي وتروي الظمأ ولم تعد أفكارنا مجذبة

قلت لمن أسسها معلنا تاريخها « تمت لك المكتبة».

وذكرها الشاعر الشعبي هادي القصاب عام 1969 بأبيات يذكر فيها:

يقلام الشرف والمجد كتبي

المكارم عنده كالسيل كتبي

شاهدنا بقضا طويرج كتبي

المكاتب كلها تاخذ له تحية.

توفى الكتبي في 22-2-1978 وكتبت في رحيله عشرات القصائد من المراثي تليت في احتفال تأبين مهيب حضره الأدباء والشعراء من أغلب المحافظات العراقية نشرت في كتاب خاص إحياء لذكراه.

*************************************

الصفحة العاشرة

اشكاليات نظرية حول «17 تشرين»

التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية

ألكسندر عمار

واحدة من أبرز الإشكاليات النظرية المطروحة حول ثورة “17 تشرين” (اللبنانية)، وأكثرها جوهرية، تتعلق بمسألة تعريف مفهوم “التناقض الرئيسي”، وتباعا “التناقضات الثانوية”، التي تعتمل في مجتمعنا. ولا تقتصر أهمية هذه الإشكالية النظرية في طرح وتحديد موضوعها بشكل مباشر فحسب، بل يتعدى ذلك، لكونها الوسيلة الأمضى والضرورية تجاه حسم الموقف من موضوعات أخرى لا تقل أهمية، من بينها: العدو الرئيسي والثانوي، والحليف الرئيسي والثانوي، وبناء عليه، تحديد مراحل تطور العملية الثورية والتكتيك السياسي الأنسب في النضال من أجل تحقيق أهدافها. وهي، أيضا، واحدة من أهم القضايا التي يثيرها استخدام المنهج الديالكتيكي في تطوير الفهم المادي للتاريخ، لأنها التعبير عن العلاقة التي تمزج بين عملية إنتاج المعرفة النظرية بالواقع من ناحية، وبين الممارسة النضالية الهادفة إلى تغيير الواقع ثوريا من الناحية المكمّلة.

ولا بد من معالجة الإشكالية النظرية المتعلقة بـ “التناقض الرئيسي”، بعد ما لحق هذا المفهوم النظري من تشويهات وتحريفات، والتي بلغت حدّ استخدامه السياسي في ما يعاكس معناه ومضمونه بشكل تام. إن تحديد هذا المفهوم النظري سيشكل ركيزة هامة عند معالجة كل القضايا الحسّيّة المتعلقة بالثورة في المقالات اللاحقة. وبالفعل، كان ماو تسي تونغ محقا عندما أشار إلى مدى أهمية الموضوع، حيث قال: «انّ دراسة أوضاع التفاوت في التناقضات، دراسة التناقض الرئيسي والتناقضات غير الرئيسية، والطرف الرئيسي وغير الرئيسي للتناقض، هي إحدى الطرق المهمة التي يقرر بها حزب سياسي ثوري، بصورة مضبوطة، خططه الاستراتيجية والتكتيكية في الشؤون السياسية والعسكرية، وهي دراسة من واجب جميع الشيوعيين أن يولوها الاهتمام».

  1. ديالكتيك التناقض:

يشكّل التناقض، أو ما يُسمى بـ “قانون وحدة وصراع الأضداد”، أحد أهم الأدوات المعرفية (أو القوانين الرئيسية) للمنهج المادي الديالكتيكي في النظرية الماركسية. وكان لينين قد اعتبر أن مفهوم التناقض هو جوهر ولبّ الديالكتيك. صحيح أن الديالكتيك، «كأعلى شكل من أشكال التفكير»، على حد تعبير انجلز، كان موجودا منذ الفلسفة القديمة، إلا أن مأثرة ماركس تكمن في اعتماده هذا المنهج الديالكتيكي في تحليل الواقع المادي وفي مجال المعرفة العلمية العامة بـ «الحركة والتطور في الطبيعة والمجتمع البشري والفكر». وكذا لینین، من ناحيته، الذي اعتبر: «ان الديالكتيك، بمعناه الأصلي، هو دراسة التناقض في صميم جوهر الأشياء»، ليخلص إلى القول: «انّ التطور هو “صراع” الأضداد».

  1. التناقض “في عموميته”:

هذا التمهيد حول التناقض يشكل التعبير الأعم والأكثر تجريدية عن البنية الداخلية لكافة الأشياء، ولذلك اسماه ماو تسي تونغ بـ “عمومية التناقض”. ما يعني، أولا، أن التناقض موجود في عملية تطور كل شيء منذ البداية حتى النهاية، وثانياً، أن التناقضات الكامنة في باطن الأشياء هي التي تسبب تطورها وتكون محركا لها. لذلك، يصل ماو إلى الخلاصة التالية: «العلّة الأساسية في تطور الشيء إنما تكمن في باطنه لا خارجه، في تناقضه الباطني. وهذا التناقض الباطني موجود في كل الأشياء وهو الذي يبعث فيها الحركة والتطور. إن هذا التناقض الكامن في باطن الأشياء هو العلّة الأساسية في تطورها، أما الصلة القائمة والتأثير المتبادل بين شيء وآخر فهي علّة ثانوية». وأردف بالقول: «والواقع أنه حتى الحركة الميكانيكية المسببة عن القوى الخارجية تتحقق هي الأخرى بواسطة التناقض القائم في باطن الأشياء».

لذلك، نجد مهدي عامل قد ابتدأ ثلاثيته الشهيرة (“مقدمات نظرية ...”) بالجزء المعنون “في التناقض” بالذات، موضحاً أهمية المنهج الذي اعتمده كما يلي: «ولقد رأيت في العودة إلى مشكلة التناقض ضرورة لدرس العلاقة الكولونيالية، ففهم هذه العلاقة يجد أساسه النظري في نظرية التناقض».

  1. “خاصية” التناقض (أو نسبيته):

واستنادا إلى الفهم الديالكتيكي، فإن «عمومية التناقض تكمن بالضبط في خاصية التناقض» (بحسب ماو)، بمعنى أن التناقض في شكله العام لا يمكن فهمه إلا في شكل تجليه التاريخي في المجتمع، بحسب تمرحل تطور البنية الاجتماعية، وفي الخصائص الداخلية لكل تناقض بفعل وجود التفاوت الطبقي والصراع في ما بين الطبقات. وهذا يعني أيضا وجود عدة تناقضات في البنية الاجتماعية الواحدة، متفاوتة في ما بينها، وأن لكل تناقض اجتماعي خاصية محددة يختلف بها عن التناقضات الأخرى (في علاقته بها). وللنفاذ إلى اختلاف أنواع التناقضات يتوجب علينا أن ننظر إلى الاختلاف في صفة التناقضات، كما قال ماو، وينبغي أولاً، تحديد طرفي كل تناقض؛ وثانياً، كشف خاصية طرفي كل تناقض من التناقضات في هذه العملية؛ وثالثاً، تمييز التناقضات، أي تغيّر مستوياتها وأشكالها، في كل مرحلة من مراحل التطور. وطبقا لذلك، تختلف - بحسب خاصية كل تناقض اجتماعي - طرق حل هذه التناقضات. وقد أعطى ماو مثالاً على ذلك عندما وضّح أن: «ثمة فرق أساسي بين التناقض الذي حلته ثورة شباط وبين الذي حلته ثورة أكتوبر في روسيا، وكذلك بين الطرق التي استعملت لحل تلك التناقضات».

  1. التفاوت البنيوي والتفاوت التطوري:

الواقع، أن البنية الاجتماعية تتألف من عدة مستويات بنيوية مختلفة، الاقتصادية والسياسية والآيديولوجية إلخ. ويعتبر مهدي عامل أن كلا من هذه المستويات هو بنية متميزة، وبالتالي فإن لكل مستوى في هذه البنية «تطوره الخاص في إطار وحدة التطور الاجتماعي العام». بهذا المعنى، فإن مستويات البنية هي مستويات متناقضة في ما بينها لأنها متفاوتة التطور، وكذلك، كل مستوى منها متناقض في داخله.

لكن، بحسب مهدي عامل، فإن تناقضات التفاوت البنيوي ليس لها وجود فعلي إلا في تفاوت تطور البنية، أي في حركة تطورها، وبالتالي، في حركة الصراع الطبقي الذي اعتبره ماركس محرك التاريخ (منذ نشوء الحضارة البشرية). وما التناقضات الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية التي تعتمل في داخل البنية الاجتماعية، في جوهرها، سوى تناقضات طبقية محددة. وبكلام مهدي عامل، فإن «التفاوت في تطور البنية الاجتماعية ليس تفاوتاً في تطور التناقضات البنيوية في هذه البنية وحسب، بل هو بالضرورة تفاوت في تطور كل طرف من طرفي التناقض الرئيسي فيها، أي التناقض الطبقي في تطوره كصراع طبقي». فبالنسبة له، إن التناقض بين ممارسات الطبقات المختلفة للصراع الطبقي نفسه هو الذي يحدد التناقض في بنية المستوى، عبر تحديده الطابع الطبقي لهذا التناقض.

وبذلك، يخلص مهدي عامل إلى القول أن «التفاوت البنيوي يعود إلى الوضع الذي يتميز به التناقض الاقتصادي كتناقض محدِّد، أمّا التفاوت التطوري فيعود إلى الوضع الذي يتميز به التناقض السياسي كتناقض مسيطر في تطور البنية الاجتماعية».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النداء” – 25 كانون الأول 2020

************************************

نصوص جديرة بالقراءة   

الأطروحات عن فيورباخ

اعداد: د. صالح ياسر

إحدى عشرة أطروحة وجدت في مفكرة ماركس كتبها ربيع عام 1845. وقد نشرها انجلز بعد أن أعطاها شكلا أدق عام 1888 كملحق لكتاب ماركس «لودفيك فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية». و»الأطروحات عن فيورباخ» – كما وصفها انجلز – «ذات قيمة لا تقدر باعتبارها أول حقيقة تكمن فيها النواة الرائعة للنظرة العامة الجديدة للعالم». وهذه الاطروحات – طبقا لمضمونها – وثيقة الصلة بكتاب «الآيديولوجية الألمانية». وفي هذه الاطروحات يصوغ ماركس بدقة المبادئ الرئيسية لفلسفة جديدة. والفكرة الأساسية فيها هي تحليل وتوضيح فهم علمي للممارسة. وقد تطلبت هذه المهمة فهما ماديا للتاريخ وضع ماركس قضاياه الأساسية وهي:

- إن الإنسان نتاج عمله، وانه في جوهره اجتماعي بطبيعته؛

- وان الظواهر الإيديولوجية تتوقف على ظروف وجود المجتمع المعني وتطوره.

وانطلاقا من وحدة النظرية والتطبيق ألقى ماركس ضوءاً جديداً على مشكلات مبحث المعرفة وانتقد كل المادية «السابقة»، مشيراً الى أن عيبها الرئيسي هو التناول التأملي. وانتقد المثالية أيضا لتحريفها «الجوانب الايجابية»، أي نشاط الذات في عملية تفاعلها مع الموضوع. وقد دعمت «الأطروحات عن فيورباخ» جوهر الفلسفة المادية الجدلية ومهامها ودورها في التحول العملي للمجتمع.

إنجلز شيوعياً

عبد الرزاق دحنون

في الذكرى المئوية الثانية لميلاد المفكر الألماني فريدريك إنجلز ترسخت علاقتي القديمة مع مؤلفاته وخاصة كتابه المشهور “أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة” حيث قرأت الكتاب في فتوتي، فأعجبني جداً في أسلوب جدله وطرحه الحجة بالحجة، راق لي منطقه، فتعلقت به وبأفكاره، فصرنا أصدقاء وصرت أعود إلى مؤلفاته وما كتب عنه بين الفينة والأخرى. ومن ثمَّ قرأت جميع أعماله المترجمة إلى العربية، وأخص بالذكر المراسلات مع رفيق دربه كارل ماركس. وها أنا أحاول في هذه الكلمات التعبير عن امتناني وتقديري لهذه القامة العالية التي تعلمت منها الشيء الكثير من أساسيات التفكير المستقيم.

تيريل كارفر يكتب عن إنجلز

كان آخر ما قرأت عن فريدريك إنجلز كتاباً شيقاً من تأليف تيريل كارفر صدر ضمن سلسلة “مقدمة قصيرة جداً” في مائة صفحة، وهي سلسلة أقل ما يقال فيها أنها ممتازة في اختياراتها وثراء مضمونها. وتيريل كارفر هو أستاذ أمريكي ومدرس النظرية السياسية في جامعة بريستول. من مؤلفاته: (نظرية ماركس الاجتماعية)، و(ماركس وإنجلز العلاقة الفكرية)، و(فريدريك إنجلز حياته وفكره)، و(ماركس ما بعد الحداثة).

يقول في مقدمة كتابه: “على الرغم من كثرة الكتب التي تناولت ماركس والماركسية، فقليلة هي الكتب التي تتحدث عن إنجلزـ وربما يوجد عدد أقل من تلك الكتب التي تناولت إنجلز بطريقة جدية بصفته واحداً من المفكرين. في هذا الكتاب، حاولت تقديم دراسة دقيقة وموجزة عن أفكار إنجلز، وإلى حد كبير أتحتُ له فرصة التعبير عن نفسه، نظراً لأن كلماته واضحة على نحو مناسب. لقد كان جلُّ هدفي هو إثارة القارئ بأفكار إنجلز وتأثيرها على كل من العلوم الاجتماعية والسياسية المعاصرة”.  سأختار من الكتاب بعض العناوين والتي أعتقد بأهميتها في التعريف بهذه القامة الفكرية الكبيرة التي قال عنها كارل ماركس ذات يوم: إن إنجلز من أعلام رجال الفكر في القارة الأوروبية.      

إنجلز شيوعياً

أثناء وجود فريدريك إنجلز في برلين في الفترة ما بين عامَي 1841-1842 عكس تطوره السياسي التطور الذي مر به الهيغليون الشباب. فبعد تخفيف الرقابة على الصحافة، تحولت آراؤهم السياسية في الدفاع عن الحالة العقلانية المتسقة على نحو أو آخر مع الرؤية الهيغيلية، إلى النقد الصريح لهيغل، ورفض ليبرالية الطبقة الوسطى، ثم توجهت للدفاع عن الديمقراطية والإصلاح الاجتماعي الذي يصب في صالح الفقراء. واستخدم كثير من الكتاب في ذلك الوقت الاشتراكية والشيوعية على نحو متبادل، غير أن الشيوعيين كانوا يعتبرون أكثر راديكالية من الاشتراكيين، وكان من أوائل الشيوعيين الألمان شخص يدعى موشيه هس، وقد ناقش الشيوعية بشكل مطول مع إنجلز عندما تقابلا في كولونيا، ونقل له مذهباً يقوم على الجدل والثورة الأخلاقية. وفي مقالاته التالية، لم يتناول إنجلز تقريباً أيَّ موضوع سوى إعلان أنه أصبح شيوعياً.

في عام 1847 تولى إنجلز مهمة التحدث إلى الصحافة عن القضية الشيوعية والترويج لها، تلك القضية التي اتخذت شكلاً منظماً تمثل في المراسلات الشيوعية في بروكسل. وكان الهدف الأساسي هو جعل الاشتراكيين الألمان يتواصلون مع الاشتراكيين الإنكليز والفرنسيين. وذهب إنجلز بنفسه إلى باريس لتنظيم العمال الألمان، وأشار الى أنه حصل على دعم لتعريف الشيوعية بأنها: تحقق مصالح طبقة البروليتاريا من خلال إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج واستبدالها بالملكية المشتركة وذلك بالتعاون مع قوى الثورة الديمقراطية.          

ذهب إنجلز أيضاً إلى لندن، وجعل مهمته في العموم هي المساعدة في تبني المجموعات الشيوعية المبادئ الماركسية بدلاً من مبادئ الهيغليين الشباب، أو غيرها من المصادر. انعقد أول مؤتمر للشيوعيين في لندن في صيف عام 1847 وقدم فيه إنجلز مسودة “البيان الشيوعي” بغرض المناقشة، وأعد إنجلز نسخة أخرى من تلك من أجل ماركس، حملت اسم “مبادئ الشيوعية” وفي أواخر ذلك العام حضر كلاهما المؤتمر الثاني الذي عقد في لندن في أواخر تشرين الثاني أوائل كانون الأول. وطلب من كل من كارل ماركس وفريدرك إنجلز استخدام هذه المسودة وغيرها في اعداد وثيقة نهائية يمكن لكل الشيوعيين الالتزام بها. فكان “البيان الشيوعي” الذي صدر في طبعة خاصة باللغة الألمانية في لندن في شهر شباط عام 1848.

إنجلز صحفياً    

سأختار واحدة من مقالات فريدريك إنجلز التي كتبها في بداية شبابه وعمله في الصحافة المحلية الألمانية لأنه في الثامنة عشرة من عمره كان صحفياً لامعاً، تتسم مقالاته بالنقد اللاذع، الأمر الذي أدى إلى نفاد طبعة كاملة من إحدى صحف مدينة هامبورغ التي كان يكتب لها. وكانت مقالات “رسائل من فوبرتال” التي نشرها في ربيع عام 1839 هجوماً مثيراً على النفاق في بلدتي إلبرفليد وبارمن بمحاذاة وادي نهر فوبر، وتلك هي منطقة راينلاند التي ولد فيها فريدريك إنجلز في الثامن والعشرين من تشرين الثاني من عام 1820. ونظراً لأن عائلة إنجلز كانت على مدار أجيال عائلة ثرية تمتلك المصانع، فقد استخدم إنجلز الشاب اسماً مستعاراً، وعلى الرغم من ذلك، لم تكن هويته المرادفة لاسمه المستعار “فريدريك أوسفالد” بسرٍّ محجوب عن أصدقائه، وبمجرد أن انكشفت تلك الهوية السرية، ظهرت الشخصية الجدية لإنجلز الذي قال: كل ما كتبته كان مبنياً على بيانات مثبتة شهدتها بعينيَّ أو سمعتها بأذنيَّ.

استخدم إنجلز عينيه وأذنيه استخداماً ناجحاً وفعالاً إلى أبعد الحدود، وكان تصويره الظروف الاقتصادية والاجتماعية لذلك المجتمع الصناعي الصغير في واقع الأمر تصويراً دقيقاً وحاداً للغاية. وتضافرت عوامل شتى مثل عمالة الأطفال، والغرف المكتظة التي تضيق بأهلها، والعمل الشاق، وأمراض الجهاز التنفسي، والفقر المدقع، والإفراط في تناول الخمور، ومرض الزهري، وأبخرة الفحم، وغبار المصانع، وقلة الأكسجين، لتسفر عن المعاناة الشديدة لسكان وادي نهر فوبر. ونظراً لكون “رسائل من فوبرتال” هجوماً على النفاق السائد في المنطقة التي كان يعيش فيها، وعلى ظلاميتها وزيفها وذوقها الفاسد، فقد كانت تلك الرسائل نابضة بالواقعية الواضحة على نحو استثنائي، وكان تقديم سرد قائم على شهادة عيانية لأوائل العصر الصناعي هو بالتأكيد أساس وجهة نظر إنجلز، وهذ ما أكسب العمل مزيداً من الإثارة والقدرة على التنبؤ بالمستقبل.        

****************************

الصفحة الحادي عشر

كتابان عن الجبال والحكايات

“الجبال معاقل الثوار” و“الجليّة في حكاياتنا المرويّة” كتابان جديدان صدرا مؤخراً في مدينة سان دييغو/ كاليفورنيا تأليف: نبيل يونس دمان.

المؤلف يفتح آفاقاً جديدة نحو المستقبل عن طريق مراجعة العديد من التجارب والحكايات المتداولة.

*********

اتركي  أوزّاتكِ  تمرح  بحدائقي

التي  سأدعها  بحوزة  النهار

حميد حسن جعفر

سأدعوها لأن تترك على جسدي ما ينسب للحرائق،لحشد الضواري التي احسنت ْ تربيتها،تلك التي تشبه مجموعة غزالات، كما كانت تقول  للرسلِ

الذين بعثتُهم الى شركائها المنتشرين كالغبار عند حافات مزارعي،

غزالات طالما نفختُ في معادنها من روحي، فإذا بها حجارة،افضل ما لديها

ابتكار الشتيمة،

كنت أحرك قدمي وسط ركام ما يشبه الحروب، -بقايا جثث، حديد مقذوفات

فاسدة،ما يقترب من مجنزرات الدبابات عبوات لم يتأكد أحد ٌ من صلاحيتها

للتفجير، شيء ما يشبه الرعب يطلع كما العشب من بين ملابس وأعتدة

وكتابات، ربما هي ما يمكن أن يقال عنها رسائل جندي لزوجته-صندوق خشبي

يشبه شجرة مازال ومنذ سنوات تتساقط محتوياته بتأثير  الأمطار والرياح،

ربما بعض الرعاة  الذين يتسلون بالماضي الحربي للحكومات السابقة،  لم

يشهد أؤلئك الرعاة  ولا مواشيهم لحظة انهياراتها،

آثار على الحجارة، ربما هناك بعض الأمنيات المنحوتة على شكل  رصاصة، أو

نهارات تعرش حولها نباتات خضراءكأنها المساء،

لا أحد يستدرك كما أنا،حين تتجمع العتمة فأضطرُ الى أن أضيء غرفتك بشيء

من الذكريات، أخاف أن تبطل السمنةُ المفرطةُ،والتي ومنذ خمسين عامًا وأنا

أحاولُ أن  أتفادى قورابها، رغبتك في تسلق السلالم وصولا الى آخر الشقق، حيث

من السهلِ أن أعلن صداقتي مع غيمة اضلت طريقها الى الغابة، أو أن أربطةَ

ركبتيك تعاني من تمزقٍ ما يسميه طبيب الاصابات الرياضية، - الكارتلج-كنت من أكثر طالبات الصف المنتهي لكلية التربية الرياضية قدرة على ممارسة التزلج

على الجليد، أو على أمواج البحر،

سأضطر ُ لأن أختار شقة ارضية لأستقبلكِ من غير أن تشعري بما يشبه الشيخوخة،

مضطرًا أدخلها منحنياً، بعد أن دخلتها من قبل  قططٌ وفئرانٌ، وكلابٌ مسعورةٌ،

و ربما بائعات هوى وحشاشون وباحثون عن قيلولة، ربما سأكون أحدَ هؤلاء،

ضمن ظنون السابلة، أو سكنة الطوابق العلوية،

البعض وبسخرية سيقول :انها عرين الأسد حين يشيخ،

سأستدعي عامل نجارة ٍو آخر للبناء، وأعد العدة لشتاء قارص، ولجدران ربما

ستغزوها الرطوبة، وإن كنتُ متأكدًا من إنك لن تأتين، وإنك لن تتذكري جنديا

لم يحصل من الحروب  سوى الخيانات، ولم يتهمك بالنسيان،

اذا ما قررت ِ الحضورَ لا أحب أن تدخلي  غابتي غاضبةً كالعاصفة،

أو أن تنشري مجموعة حكاياتي هذه مع حراسك الشخصيين، وأنت تتعجلين

مغادرة أسئلتي حول مجيئك للمرة العاشرة، أو أنتِ تحاولين أن تتصنعي عدم

 إهتمامك بما يحدث من عصيان لأوامري من قبل المقاتلين،

تعالي وحيدةً، أتركي أحفادكِ وأسباطكِ ذكوراً وإناثًا يمرحون بحدائقي التي

سأتركها بحوزة النهار الذي سأُبقيه خارج المنجم ِ،

قد تجدينني ذلك الأعمى الذي  تتوقعينه،حينها سأترك عيون أصابعي تعاينك،

وهي ترتجفُ  خوفا من أن تتعثر بتهدل عضلة هنا، أو ما يشبه تجعيدة  عنق

هناك، لا تقتربي كثيرًا، اخاف من غياب اضطراري لمفروزات جسدك من رائحة

ليس من السهل أن أستدل عبر سواها عليكِ،

سأستعيرُ  أُذني الفرس،وأنف الثعلب، ودليل النمل الابيض لكي  تتخلصَ  يدايّ

من الشلل الرعاشي، مع إني لم أتعبهما بالتسلل الى مفردات حديقة طالما عبث بها المتنزهون٠   

***********

قراءة

«بريد الآلهة». . قصص تتعالق مع الأساطير

عدنان حسين أحمد/ لندن- خاص

صدرت عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب في العراق المجموعة القصصية الأولى للقاص ميثم الخزرجي تحت عنوان “بريد الآلهة” التي فازت بالمرتبة الثالثة في المسابقة الأدبية لنتاجات الأدباء الشباب عام 2019. وقد ضمّت المجموعة تسع قصص قصيرة مختلفة الأطوال يتعالق بعضها مع الأساطير السومرية القديمة، ويوظّف البعض الآخر الموروث الشعبي العراقي المستقرّ في ذاكرتهم الجمعية المتوهجة، بينما ينهمك القسم الثالث منها بهموم الطبقة الكادحة التي تشكِّل ملح الأرض في المجتمع العراقي المعاصر. ورغم أنّ “بريد الآلهة” هي المجموعة القصصية البِكر لميثم الخزرجي إلاّ أنّها تكشف عن موهبة أدبية واضحة تتجلى بلغته الأنيقة المتدفقة، وقدرته السردية السلسة، ومعالجته الذكية للثيمات الرئيسة والفرعية، وإمكانيته الفائقة في رسم النهايات الفنية التي تعْلق في ذاكرة المتلقين.

لا يمكن اختصار قصة “مُصادفة لا يقبلها الصفح” بالخيانة الزوجية وجشع التجّار الذين يتحكّمون بمصائر الناس، ويتلاعبون بمقدّراتهم، ذلك لأنّ البنية السردية بإيحاءاتها، ورموزها، ولغتها المجازية تنفتح على شريحة الحمّالين وهي جزء أساسي من الطبقة العمّالية التي تعيش بكدِّ اليمين وعَرَق الجبين لتؤمِّن هاجس الطعام لأُسرَها الفقيرة المُعدَمة فلاغرابة في أن تكون حاضنة لأمراض المجتمع الناجمة عن مشكلات اقتصادية وثقافية تجبر أصحابها لأن يضعوا ثقتهم في الغيبيات، ويلهثوا وراء السحرة والمنجّمين ولا يجنوا في خاتمة المطاف سوى الخيبة والخسران.

تتآزر في هذه القصة اللغة الموحية مع الحبكة الرصينة التي انطوت على أحداث يتفجّر بعضها في مخيلة مرهون الذي يأخذنا إلى الحورية التي عطّلت نشاطه الجنسي، ويتشظى البعض الآخر في ذهن مرزوقة المتوقد التي استدرجت الصبي سعد لتعرف ما الذي أبصره بالتحديد في ليلتها الحمراء فكان جوابه الذكي المُطمئن:”لم أشاهد شيئًا، بل كنتُ أرقب القطة التي أكلت فاختتي”(ص16).

يُنهي الخزرجي قصته بضربة فنية تشبه الومضة التنويرية التي تنعكس في مخيلة المتلقي ولا تغادره أبدًا بينما نتذّكر نحن “زعيم آخر يناور أجسادنا على طاولة القانون”(ص18).

قد تقتصر القصة على شخصية واحدة، وينحسر المكان إلى غرفة واحدة، ويتقلّص الزمان إلى دقائق معدودة كما حصل في قصة “الغرفة” الصغيرة التي تحتضن “رؤوف” المُولع بالرسم الذي يحاول “أن يرسم شخصًا ببذلته الجميلة وقوامه الرشيق غير أن فرشاته توقفت عند ملامح ذلك الشخص”.(ص22) وعندما حاول أن يستذكر ملامح غالبية البورتريهات التي رسمها اكتشف أنها بلا ملامح، والأدهى من ذلك أنه “وجد الأشياء جميعها غارقة بالتيه”(ص22) ثم يلج في دوّامة الأسئلة الفلسفية التي تبدأ من عالمه الذاتي وتنتهي بالعالَم الموضوعي.

يتواصل السؤال الفلسفي الذي طرحه في القصة السابقة ويجد طريقه إلى قصة “لنعد إلى الباب” التي يستذكر فيها ما حدث له في أحد الأماكن العامة ليكتشف أن ملامح وجوه الناس والأمكنة والدرابين باهتة ومشوّشة وقد انتهى به المطاف إلى هذا الكون المغلق. وحينما راجعَ معظم اللوحات التي رسمها وجدها بالضبابية نفسها وكأنه يعيد السؤال الذي طرحه في قصة الغرفة:”نحن المنغرسون في العدم متى تتضح هُويتنا؟”(ص22).

يرصد الخزرجي شخصيتين مهمتين في قصة “صراخ متئد” كلاهما تؤثث المكان بشكل من الأشكال، فالمجنون الذي تستبشر النسوة خيرًا بطلّته اليومية يصرخ بمقولة صادمة لا تصدر إلاّ عن مفكر عميق:”الحياة سجن كبير كبير. . . نحن نشيخ وأوجاعنا فتيّة”(ص26). أمّا المعلّم وليد، الشاب الأنيق الذي يتأبط كتبه فقد أصبح مثالاً يُحتذى به من قِبل الراوي ولا يتردد في تشجيعه على القراءة التي توسّع مدارك الإنسان وتحفّزه على استغوار الذات ومعرفة الحقيقة. وهو يريد لهذا التلميذ أن يواظب على القراءة والعمل في آن واحد شرط أن يصل إلى الدراية والإشراق بعيدًا عن العاطفة التي سرعان ما يخبو بريقها ويصبح أثرًا بعد عين فلاغرابة أن ينظر المعلّمُ إلى الشيخ “المجنون” كعلامة فارقة من أبجديات المكان.

تنطلق الأحلام، في الأعمّ الأغلب، من نتوءات واقعية. وقصة “ما لا يدركه الحلم” هي رغبات يسعى الراوي إلى تحقيقها سواء في تجليات الحلم أو في الواقع الأسيان. وقد انبثقت هذه الأحلام في سنّ العاشرة حتى مشارف العشرين. ففي العاشرة كان مُغرمًا بركوب الدراجة الهوائية وقد تحقق هذا الحلم على يد والده. وفي سنّ الخامسة عشرة حَلُم أن يقبّل “ميّادة”، البنت المدللة، وفي سن التاسعة عشرة حلُم أن يقرأ سارتر وفلسفته المبهمة. تُرى هل يمكن أن يحقق الراوي كل الأحلام الشاسعة التي راودت مخيلته أم يكبحها ويغرق بأحلام اليقظة الراكسة في التيه؟

لا تخرج قصة “صرير الأمكنة” عن التعالق مع الأساطير العراقية، فـ “هديدة” المبهرة الجمال التهمها النهر لأنوثتها الأخّاذة بعد أن تحوّل إلى “شبح يقبض الأرواح”(ص45) لكن فكرة الثأر سرعان ما خطرت لوجهاء القرية فقرروا طمره كي يدفنوا معه كل البراثن التي ألحقها بهم لكنهم فوجئوا بتدفّق نهر فرعي لا يفصله عن النهر الأصلي إلاّ صورة “هديدة” التي أصبحت ملاذًا للعاقرات، كما سُمّي النهر الجديد بابن “هديدة” تيمنًا باسمها المبارك وتبجيلاً لوشمها الذي “أُودع لفتيات القرية كعرفٍ اجتماعي على أصالة الشرف”(ص46).

تتكرر تقنية الحقيقة والوهم في قصة “بريد الآلهة” حينما يلج كامل شمعون، أستاذ علم الأساطير واللغات القديمة إلى “تل بشارة” ويصل إلى العالم السفلي حيث يجد نفسه مذنبًا بحق الآلهة لأنه كان يبحث عن كتابهم المقدّس وتعاليمهم المدوّنة فيه. وحينما يلتقي بمجلس الآلهة يطالب بحريته والعودة إلى عالمه الأول. وقبل أن يعتقوه يسألونه عن الفرق بين العالمَين؟ فيردّ من دون أن تعقد الدهشة لسانه:”أنتم لا تختلفون عنّا كثيرًا فالوجع الذي ننغمس به قد توارثناه منكم”(ص61). وهذا ما يؤكده كبير الإلهة حين يقول:”سرّ الوجود واحد والطبيعة بتناقضاتها واشكالياتها واحدة أيضًا”(ص61).

تصلح أحداث قصة “أسئلة محرّمة” أن تكون مادة لـ “نوفيلا” وذلك لانطوائها على شخصيات وأحداث كثيرة متشابكة ينتقد فيها الراوي السلطة، والواقع العراقي الذي نخرته التحولات السلبية التي طرأت على المجتمع العراقي في الآونة الأخيرة. كما تُعد هذه القصة أنموذجًا للأدب التحريضي الذي يدعو أهالي المدينة إلى الانتفاضة في أقل تقدير. فيما تنحسر القصة الأخيرة إلى هاجس يراود السارد وهو يتأمل عبارة جدّته التي تقول:”إنّ الله جعل من ظلالنا خفرًا علينا” لتفرض هيمنتها على حفيدها الموغل في العبث.

“بريد الآلهة” تُعدّ أنموذجًا مكتملاً لمجموعة قصصية ناجحة.

*********

مشهد

الورقة البيضاء

د. أحمد جارالله ياسين

ذكرتني مسألة ورقة الإصلاح البيضاء للحكومة بتجربة سوريالية سابقة لي آواخر التسعينيات تقريبا..

إذ قمت بإعداد مجموعة من الأوراق البيض في مطبعة محلية وبحدود خمسين ورقة، طبعت وغلفت بهيئة كتاب شعري وبغلاف أبيض وضعت عليه عنوان: (قصيدة حب بيضاء جدا) / شعر: أحمد جارالله ياسين

ومن دون رقم إيداع ولا رقابة ولا موافقة..

وسحبت منه 100 نسخة وزعتها بين الأصدقاء والأدباء..وسط ردود فعل بين الدهشة والاستغراب والرفض للفكرة..وبين من أفاده الكتاب كدفتر ملاحظات…يدونها في صفحاته البيض..

تفتح الكتاب فلا تجد في أوراقه كلها إلا البياض..

كان ذلك أولا من تأثيرات النزعتين السوريالية والدادائية اللتين كنت متأثرا جدا بهما كونهما يتفقان مع نزعتي الشبابية والحماسية للتمرد..وخرق المألوف..والثورة على الأشكال الفنية في الرسم والشعر..

فضلا عن تأثيرات فكرة (الأثر) التي تحدث عنها التفكيكيون.. حد وصفهم أن النص لا وجود له إلا بالأثر الذي يتركه في القاريء..واطلعت عليها في فترة دراستي العليا..

وكان أيضا موقفا ساخرا من مسألة الرقيب..اذ لا يوجد في الأوراق كلام يمكن ان يخضع للفحص ونيل الموافقة على الطبع او الرفض..

وحينذاك نبهني أحد الاصدقاء إلى أن الامر خطير يمكن أن يؤول أبعد من ذلك.. وأبعد من شطحاتي السوريالية..

لكنني أجبته أن الديوان المزعوم إنما يتناول موضوع الحب بلغة التشكيل وليس الكلام..

وفكرته الصوفية السوريالية تقول إن الحب الذي عبرت عنه آلاف النصوص بالكلمات..وعجزت عن احتوائه..لعل البياض والفراغ أبلغ في التعبير عنه..ولهذا اخترت أن تكون الأوراق بيضاء جدا..عدا الغلاف..

وقلت له لو أنك دخلت غرفة فارغة مطلية باللون الأبيض

ثم دخلت غرفة بلون آخر وممتلئة بالأثاث هل شعورك هو نفسه في الغرفتين؟..

فأجابني : كلا طبعا..

قلت له : إذن للبياض في كتاب دلالة وأثر مختلف عن كتاب آخر مكتظ بالكلمات..

كانت تجربة ممتعة وساخرة ومتهورة..وأخذت من الشعر شرط (النية) فقط الذي قال به ابن رشيق في تعريفه للشعر وهو بعد النية : القول الموزون المقفى الذي يدل على المعنى..

هي تجارب ممتعة مرت....وربما نسيتها

وذكرتني بها الورقة البيضاء للحكومة في أيامنا..

وأحسب أن الإصلاح فيها لا يمتلك من الشروط إلا النية..مثل ديواني (قصيدة حب بيضاء جدا).

************

الصفحة الثاني عشر

ليس مجرد كلام

لنتأمل أخطاءنا ونصحّحها!

عبد السادة البصري

ها قد رحل عنّا عامٌ مليءٌ بالأحداث الحزينة، وربما ببعض السعيدة ايضا. لكنّه الزمن .. ولابدَّ أن نسير معه مرغمين على احتسابه من أعمارنا، شئنا أم أبينا!

عام جثم على صدورنا ثقيلا، مضافاً إلى جلمود الفساد الجاثم منذ سنوات، والذي أكلت سوسته الأخضر واليابس!

عام الوباء الذي أوقف حركة العالم كلّه، وفضح الفاسدين والمقصّرين، كما كشف قناع الرأسمالية وكذبتها الكبرى!

الوباء الذي جعل الغني والفقير يواجهان مصيراً واحداً، ولو أدرك الغني مغزى ذلك جيدا لسعى في عمل الخير وكسب المال الحلال!

الوباء الذي كشف المستور، وأظهر حجم الفساد المستشري في كل مفاصل بلادنا الغنيّة بكل شيء، والتي لم يكف الفاسدون عن إفقارها وجعلها تستجدي من بلدان كانت تنظر إلينا بعين الحسد والغيرة، لما نملك من ثروات!

الوباء الذي أوقف الكون جامداً، وجعل الكرة الأرضية ساكنةً تترقب ما ستأتي به الأيام!

الوباء الذي تحمّلناه بصبرنا وجَلَدنا وأملنا. ولأن صبرنا أكبر من كل شيء، وتمسّكنا بالحياة لا تحدّه حدود، ومحبتنا للجمال وصناعته تفوق كل شيء، فقد انتصرنا عليه!

لأننا إنسانيون نسعى إلى المحبة والجمال وإنسانية الإنسان، فقد تمسّكنا بالحياة وتغلّبنا على الوباء. رغم فقر مستشفياتنا وقلّتها ولامبالاة حكوماتنا ازاء تطويرها، مثلما تجاهلت الفقراء وذوي الدخل المحدود واهملت معيشتهم وحياتهم!

الوباء وما كشف أمام أنظار العالم، بعد أن أزاح الأقنعة ورفع الحُجُب ومزّق الأغطية والبراقع، جعلنا أمام حقيقة لابدّ من الوقوف عندها وتأملها جيداً!

إنها الأخطاء واللامبالاة والهفوات ودناءة النفوس وموت الضمائر وتشتت العقول وأمراض النفوس، وفي كل جانب من جوانب حياتنا!

هل انتبهنا الى هذا ذات يوم ؟! وهل فكّرنا أو تأملنا هذه الجوانب، لنبني نفوسنا أولاً ثم نبني البلد؟!

لو كنا فعلنا ذلك، لما وقعنا في مثل هذه الأخطاء وأفسدنا كل شيء!

بلدٌ ذو ثروات هائلة تفتقر اليها بلدان كثيرة، لم نعمل على استثمار امكاناته، بل نهبناها لمصالحنا الخاصة ولإرضاء طمعنا، ما أوقعنا في مزالق كثيرة، انتهت بنا الى هوّة الازمات والكوارث وضياع الآفاق.

إذا أردنا أن نبني بلداً متطوّراً كما البلدان التي تسعى إلى التقدم والعمران يوما بعد آخر، لتؤمّن لشعوبها الطمأنينة والرخاء، فعلينا أن نتعلّم من أخطائنا، ان نؤشرها بكل صراحة وصدق وإخلاص أمام نفوسنا أولاً، ثم أمام الناس، فالاعتراف بالخطأ فضيلة كما نعرف. لماذا اذن لا نسعى إلى هذه الفضيلة المثلى، ونحن ندّعيها وندرك اهميتها؟

*****************

منصة للفعاليات الفنية والثقافية والاجتماعية

“مسرح الفراهيدي”

في الهواء الطلق وسط البصرة

البصرة – حيدر محمد

شهد “شارع الفراهيدي” الثقافي وسط مدينة البصرة، الجمعة الماضية، إزاحة الستار عن منصة “مسرح الفراهيدي”.

واستغرق إنجاز هذه المنصة، التي يراد منها أن تكون متنفسا جديدا من نوعه في مدينة البصرة، أسابيع من العمل المتواصل لشباب متطوعين من “فرقة مسرح آلهة الجنوب” و”مؤسسة إنجاز” للتنمية والتطوير.

ويسعى مؤسسو “مسرح الفراهيدي”، وفقا لما صرحوا به لـ “طريق الشعب”، إلى أن يكون هذا المسرح، المقام في الهواء الطلق، فضاء فنيا مؤثرا يساهم في تطوير الفرق الفنية في محافظة البصرة، والارتقاء بها، آملين أن يستقطب مسرحهم المزيد من محبي الثقافة والفن كرواد لـ “شارع الفراهيدي”.

ولفت المؤسسون، إلى النشاطات التي سيحتضنها المسرح خلال الفترة القادمة، والتي ستسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية راهنة، وستسرد قصصا عن شهداء انتفاضة تشرين، مؤكدين أن حراكهم الثقافي يتطلب دعما ماديا ومعنويا من أجل تطويره.

وقد شهدت منصة المسرح في يوم افتتاحها، عرضا مسرحيا وحفلا موسيقيا، ساهم فيه عدد من الفنانين الشباب. 

وعلى هامش حفل افتتاح المسرح، التقت “طريق الشعب” بأحد رواد “شارع الفراهيدي”، فذكر لها أن هذا الشارع يزدهر يوما بعد آخر بجهود شبابية ومن دون أي دعم حكومي. فيما لفت إلى أن الشارع يعاني عدم الاهتمام في واقعه الخدمي، خاصة أن انارته ضعيفة ولا توجد فيه دورات مياه، داعيا إلى زيادة مساحة الشارع بالطرق الممكنة، وبناء بعض الأكشاك فيه.

****************

مطبوعات الحزب الشيوعي في أيدي أهالي ألقوش

ألقوش – طريق الشعب

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، أخيرا، فرقا جوالة جابت شوارع الناحية وأسواقها سيرا على الأقدام.

ووزعت الفرق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من كتيبات صادرة عن الحزب خلال الفترة الأخيرة، تتضمن لقاء أجرته مجلة “الثقافة الجديدة” مع سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي، والبيان الموسوم “لتكن الانتخابات المبكرة أداة للتغيير المنشود”، فضلا عن ورقة حول مكافحة الفساد.

**************

زاروا كنيستين

شيوعيو البصرة يهنئون المسيحيين بأعياد الميلاد

البصرة - باسم محمد حسين

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مطرانية الكلدان في مركز المدينة، لتقديم التهاني إلى القائمين عليها في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.

واستقبل الخور أسقف عماد البناء، الوفد بحفاوة وترحاب، وتلقى منه التهاني في المناسبة، وباقة ورد.

وقد تجاذب الطرفان، الحديث عن القيم النبيلة وأهميتها في الحياة الإنسانية.

بعد ذلك توجه الوفد إلى كنيسة السريان الكاثوليك، وسط البصرة، وهناك استقبلهم المطران فراس دردر وراعي الكنيسة والشماس يوسف.

وبعد أن قدم الوفد التهاني للقائمين على الكنيسة، وأهداهم باقة ورد في المناسبة، تبادل معهم الحديث حول البصرة وماضيها الجميل، معربا عن أمله في أن يكون مستقبل المدينة أفضل من السابق، عبر تضافر الجهود الحثيثة للخيرين من أبنائها.

وضم الوفد كلا من الرفيقة منى مسعود، والرفاق محمود سعدون، باسم محمد حسين، كريم الحجاج، شاوي ابو صباح وحسين منذر.

****************

دعوا إلى التصدي لـ “الانتهاكات”

شيوعيو ديالى يزورون مفوضية حقوق الإنسان

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من لجنة العلاقات الوطنية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى، أخيرا، مكتب مفوضية حقوق الإنسان في المحافظة، وذلك لغرض الاطلاع على عمله ونشاطاته.

واستقبل مدير المكتب، صلاح مهدي، الوفد بالترحاب، وقدم له نبذة عن عمل دائرته وواجباتها وإنجازاتها.

الوفد من جانبه، سلط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن العراقي اليوم، لافتا إلى أن “العراقيين كانوا ولا يزالون يحلمون بأن تحترم حقوقهم على كافة الصعد، بدءا من حرية المعتقد وحرية التعبير والحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي، فضلا عن حق العيش الكريم”.

وتابع الوفد، أن “كل هذه الحقوق صودرت وانتهكت في العراق، وأوضح دليل على ذلك استشهاد نحو 800 متظاهر في انتفاضة تشرين، وجرح الآلاف من المنتفضين الآخرين، وبالمقابل لا يزال العراقيون ينتظرون الكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، وتقديمهم للقضاء”.

إلى ذلك، شدد الوفد على أهمية أن يكون لمكتب حقوق الإنسان دور في التصدي للانتهاكات التي تطال حقوق أبناء الشعب، خاصة في مجال الحريات العامة والخاصة، داعيا إلى متابعة قضايا العنف الأسري وإلى الوقوف ضد عمليات قمع الاحتجاجات.

**************

ملابس وسلات غذائية من الشيوعيين إلى المتعففين

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة حلول أعياد رأس السنة الميلادية والعام الدراسي الجديد، وزعت لجنة عزيز محمد الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، ملابس شتائية وسلات غذائية على أكثر من خمسين عائلة متعففة تسكن مناطق الفضل وقنبر علي والشيخ عمر والعلاوي.

وجاءت هذه المساعدات، تبرعا من بعض الخيرين وداعمي مشاريع الحزب الخيرية.

***************

بإمكانات متواضعة

شاب من ميسان يصنع أجهزة تنفس لمرضى “كوفيد”

العمارة – وكالات

بمواد بسيطة وإمكانات متواضعة، استطاع شاب من مدينة العمارة صناعة أجهزة تنفس في منزله، وتوزيعها على المرضى المصابين بفيروس كورونا، الراقدين في المستشفيات أو المنازل.

ويجمع صالح الحريشاوي (35 عاما)، بين فترة وأخرى، قناني الأوكسجين الفارغة التي كان قد وزعها على المرضى، ليعيد ترتيبها مجددا في باحة منزل عائلته، التي باتت تضم أكواما من أدوات مختلفة اشتراها من سوق العمارة وجمعها وحوّلها إلى أجهزة تنفس.

يقول الحريشاوي في حديث صحفي، إن “فكرة تصنيع أجهزة التنفس ولدت لدي بعد أن اشتكى أحد أصدقائي العاملين في المجال الصحي من نفاد هذه الأجهزة في المستشفيات، بسبب ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا. لذلك حاولت تقديم المساعدة بشراء البعض منها، لكن نفادها في السوق وارتفاع أسعارها حالا دون ذلك. فطلبت من صديقي أن يجلب لي جهازا ويشرح لي آلية عمله”.

وتابع قائلا، أنه “بعد أن اطلعت على طريقة عمل الجهاز، طلبت من أحد أصدقائي أن يساعدني في فتح ورشة صغيرة في باحة منزلنا، لصناعة أجهزة تنفس بأدوات بسيطة. وقد واجهت بعض المتاعب في بادئ الأمر، تجلى معظمها في عدم توفر البدائل الناجحة لأدوات صنع الجهاز، لكن الإصرار ومواصلة العمل برفقة أصدقائي كان من أكبر عوامل نجاحي في صناعة المئات من أجهزة التنفس البديلة”.

ويشير الحريشاوي، إلى أن هناك مشكلة أخرى واجهته، وهي ارتفاع أسعار المواد البديلة في السوق، بعد زيادة الطلب عليها فجأة، لكنه لم يستسلم، فكرس كل وقته لصناعة الأجهزة، بعد أن أنفق غالبية مدخراته من المال في شراء المواد الأولية البديلة.

ويضيف قائلا، أنه “كنت أتكفل بالتصنيع وأصدقائي بالتوزيع، وبعدما علم المهتمون من أبناء المدينة بتوقفي عن العمل بسبب نفاد مدخراتي، بادروا إلى دعمي ماديا، وشراء المواد التي أحتاجها في تصنيع الأجهزة”، موضحا أن المواد التي يحتاجها في عمله، تتضمن أنابيب معدنية ومفكات وكؤوس بلاستيكية، وأقنعة جاهزة وأجزاء معدنية صغيرة مختلفة الأحجام.

ويلفت الحريشاوي إلى أنه “لم نتمكن من تجاوز المحنة إلا من خلال التكاتف المجتمعي الذي سطره أبناء محافظة ميسان، وأنا لست سوى أحد الشباب الذين وقفوا موقفا جادا، ووفروا الأوكسجين والمستلزمات الأساسية التي يحتاجها المصابون بكورونا”.