اخر الاخبار

الصفحة الاولى

افتتح المنتدى العمالي الثقافي

رائد فهمي: العمال في أولوية

عمل الشيوعيين العراقيين

بغداد - تضامن عبد المحسن

افتتحت اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الجمعة الماضية، المنتدى العمالي الثقافي، بحضور سكرتير الحزب رائد فهمي ونائبه مفيد الجزائري ورفاق وأصدقاء كثيرين.

تهنئة سكرتير الحزب

وهنأ الرفيق رائد فهمي، اعضاء اللجنة المحلية العمالية الذين افتتحوا المنتدى العمالي الثقافي، فيما حثهم على بذل المزيد من الجهود للارتقاء بالوعي العمالي، وبلورة افكار غير تقليدية في التعامل على هذا الصعيد.

وقال فهمي اثناء حفل الافتتاح: “انها مناسبة سارة بافتتاح هذا المنتدى بفضل الجهود الطيبة للجنة المحلية ورفيقاتها ورفقاها الذين بذلوا جهدا مكثفا لإقامته واطلاقه بهذا الشكل”، موضحا “أن موقع العمال والطبقة العاملة في أولوية عمل الشيوعيين العراقيين وحزبهم الذي يعبّر عن المصالح العمالية بشكل صادق”، فيما لفت إلى أن “الاقتصاد العراقي تحول أكثر فأكثر الى اقتصاد ريعي، وانحسرت الأنشطة الصناعية والزراعية بشكل كبير”.

ودعا فهمي الى “بلورة افكار غير تقليدية لإدخال الوعي في صفوف العمال في ظل الظروف القائمة المعقدة. ولأجل معالجة هذا الوضع المعقد يجب ان ندرس الواقع، ومن المفترض بالمنتدى عبر تفاعله واستثمار خبرتنا في الميدان العمالي، الانفتاح على التجارب العالمية والمناطقية، اضافة الى الجوانب الفكرية والسياسية”.

حضور لافت

وبدأت فقرات الحفل بافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية، اقامه اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، وآخر للمصور انيس عامر، تضمن صورا عكست معاناة العمال في مزاولة اعمال غير إنتاجية، وبأجور زهيدة كالعتالين. كما كانت هناك قراءات شعرية لرفاق المحلية، وعزف على آلة العود للموهوبة اسيل عامر. فيما قدم الفنان الدكتور كريم الرسام، مجموعة من الاغاني العراقية.

وفي كلمة سكرتير المحلية العمالية، عبدالزهرة ديكان، الذي أثنى على مشاركة الحاضرين في حفل الافتتاح، أشار الى اهمية تطوير النشاط الحزبي قائلا: “اننا نبدأ هذه الخطوة في مجال نشاطنا الحزبي وجهدنا لتطويره، خصوصا وان الاوضاع المحيطة بحزبنا وعمله تتغير باستمرار وتزداد تعقيدا. فهذا يفرض علينا ان نزيد الاهتمام بعملنا وبتنميته، ليكون في مستوى الاحداث والتطورات على الساحة السياسية وفي المجتمع.

من جانبه، قال سكرتير المختصة الفكرية، جمال حميد، “أن الاعباء لم تكن قليلة في التحضير لافتتاح المنتدى، لكن هناك عاملين خففا من تلك الاعباء وساعدانا في انجاز المهمة المطلوبة، وهما اولا ادراكنا لأهمية اقامة مثل هذا المنتدى بالنسبة الى تطوير نشاطنا الفكري والثقافي ومجمل عملنا الحزبي، وثانيا الدعم الذي قدمته المحلية لنا”.

وأشار الى “ضرورة تحويل المنتدى الى ميدان للفعل والتفاعل الثقافيين والفكريين، وفي وضع برامج ملموسة للنشاطات الثقافية والفكرية المتنوعة، فضلا عن تحويله إلى ساحة لشاط جميع المختصات”.

هذا وتم خلال الحفل تكريم عدد من رفاق المحلية العمالية لدورهم النضالي العمالي بميداليات، كما كُرّم الرفيق جبار هلال بلوحٍ لنضاله النقابي ودوره في تأسيس النقابات العمال.

وأخيرا، وزعت الشهادات التقديرية على المشاركين في انجاح الحفل فنيا وثقافيا.

في العدد القادم

وقائع حفل الافتتاح وتفاصيله

*****************

على طريق الشعب

ليتوقف هذا الارتفاع

الجنوني في الأسعار !

بدل ان تعالج موازنة 2021 ما تراكم من أخطاء وخطايا في السياسة الاقتصادية والمالية، وان تنصف عامة الناس المحرومين والمحتاجين وليس الأقلية الحاكمة المرفهة والمستحوذة على كل شيء، دُفعت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الى ما هو اسوأ باجراءات غير مدروسة، منها فرض ضرائب جديدة مباشرة وغير مباشرة على المواطنين، وتخفيض سعر الدينار العراقي امام الدولار وما ادى اليه من ارتفاع محموم في الأسعار، خاصة الغذائية والأدوية والخدمات، اضافة الى خفض القيمة الفعلية للمداخيل والرواتب بما يترواح بين 25 و 30 في المائة.  

ان مبررات تخفيض قيمة العملة الوطنية العراقية امام الدولار تتهاوى يوما بعد آخر، ومنها مبرر وقف تهريب العملة الى الخارج. وفي هذا السياق تقول ارقام معتمدة ومنشورة ان أرباح مؤسسات مالية ومصارف (تعود ملكيتها في الغالب، كما ذكر بعض النواب، الى جهات متنفذة كانت تقف وراء الإصرار على تخفيض سعر الدينار العراقي) من مزاد العملة قفزت من 60 مليار دينار عراقي شهريا الى ما يقارب 300 مليار دينار شهريا، وانها في ازدياد خصوصا بعد ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار وما اعقبه من مضاربات في الأسواق العراقية.

أما ما يخص دعم المنتج الوطني، فالحقيقة المعروفة هي ان اكثر من 90 في المائة من المواد والسلع الخدمية مستوردة، بل ان صناعتنا الوطنية على محدوديتها تعتمد على سلع مستوردة.

ان مراجعة جادة ومسؤولة لهذا كله باتت مطلوبة بشدة، خصوصا بعد ارتفاع أسعار النفط عالميا. ففي حين ان السعر المعتمد في موازنة 2021 يبلغ 45 دولارا للبرميل الواحد، نرى السعر اليوم يصل الى 73 دولارا للبرميل. وللتذكير نشير هنا الى ان ارتفاع أسعار النفط الخام المصدر دولارا واحدا فقط، ينعكس في مردود مالي إضافي للعراق يصل الى مليار دولار سنويا. وبذلك ينتفى أيضا مبرر تخفيض قيمة الدينار لخفض العجز في الموازنة .

ان السلطات التشريعية والتنفيذية مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ المواطن، ووقف هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، والحرص على تقديم الخدمات مجانا وخاصة الأساسية منها.

******************

تركيا تنتهك سيادة العراق مجدداً

بغداد  ــ طريق الشعب

استهدف الطيران التركي، أمس الأحد، سيارة على طريق بين قريتين بقضاء بشدر في محافظة السليمانية على بعد 121 عن الحدود مع تركيا، ما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص في داخلها فورا. وقال مدير ناحية هلشو، بكر ويسي، في تصريح صحافي لشبكة رووداو الإعلامية، اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الطائرات التركية استهدفت سيارة بين قريتي ديكة وكاني لان في قضاء بشدر بمحافظة السليمانية، ظهر أمس، وهناك خسائر بشرية”. وأشار ويسي إلى “إرسال فريق إلى موقع قصف السيارة، وهي من طراز تويوتا هيلوكس، للتحقيق في الهجوم”. فيما لفت بخصوص حجم الخسائر إلى أن “عدد ركاب السيارة المستهدفة غير معلوم حتى الان، لكن أربعة ركاب فارقوا الحياة”، مؤكدا أن “هوية الضحايا ما زالت مجهولة”. وفي وقت متاخر اعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد خمسة عناصر من PKK ولم يتضح المزيد حول هذا الانتهاك السافر حتى ساعة اغلاق تحرير هذا العدد.

********************

نائبة: الورقة البيضاء «حبر على ورق»

بغداد ــ طريق الشعب

وصفت عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية ندى شاكر جودت، امس الأحد، ان الورقة البيضاء التي اطلقتها حكومة مصطفى الكاظمي بأنها “حبر على ورق”. وقالت انها لم تفض الى اي حلول حقيقية.

وقالت جودت في تصريح صحفي لوكالة “بغداد اليوم”، ان “الورقة البيضاء، التي اعلنت عنها حكومة الكاظمي، هي عبارة عن حبر على ورق، ليس الا، وهي لم تفض الى اي حلول حقيقية، للواقع الاقتصادي والمالي، رغم مرور البلاد بأزمة مالية كبيرة”.

وبينت ان “الحكومة العراقية، اخفقت في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية، بل عملت تفاقهم هذه الأزمات، خصوصاً من خلال رفع سعر صرف الدولار، وهذا الأمر سبب في زيادة نسبة الفقراء في عموم البلاد، وساهم في تفاقم الأزمة المالية لا حلها”.

ولفتت الى ان “الورقة البيضاء لم تعط اية حلول واقعية”.

*****************

تثير التساؤلات

صفقة نفطية بين العراق ولبنان

بغداد ــ طريق الشعب

اثارت اتفاقية النفط مقابل الخدمات الطبية بين بغداد وبيروت، تساؤلات كبيرة لدى مختصين ومراقبين في العراق ولبنان، عن جدوى الاتفاق ومبرراته وبنوده، مستنتجين من ذلك بأنها صفقة “تخادم بين نظامين طائفيين”.

وغرّد خبير النفط اللبناني أنس الحجّي على منصته على “تويتر”، معلقاً على الموضوع “ماذا يقصد ميشال عون بالنفط؟ إذا كان يقصد النفط الخام، فلا يوجد مصافي في لبنان فكيف يتم التكرير، وإذا كان يقصد البنزين أو الديزل فإن العراق لا يصدر أي منهما”.

وقال محمد فرحان، مهتم في الشأن السياسي, لـ”طريق الشعب”: ان “الهدف من الاتفاق هو تخادم مصلحي بين نظامين قائمين على نفس المنهج, يعمد احداهما الى دعم الاخر في اوقات الازمات”، معتقدا ان “انهيار تجربة المحاصصة الطائفية في لبنان, يهدد وجود الاحزاب الطائفية ومكتسباتها في العراق”.

******************

راصد الطريق

«قابل خان جغان»

مثل بغدادي قديم يذكّر به، على سبيل المثال، من يطمح الى دخول مكان فوق مقامه، ومن ذلك ان يُقال: “ قابل الجنة خان جغان كل واحد يدخلها “.

ويفرض هذا المثل نفسه اليوم بعد ان غدا عراقنا على ايدي منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، وللاسف الشديد “ خان جغان “  بحق وحقيقة،  يعبث به من هب ودب، ومن كل حد وصوب. 

ومن آخر “التقليعات” في هذا الخصوص ما تقوم به تركيا بتدخلها السافر وانتهاكها المتكرر لسيادة  العراق وحرمة اراضيه. وآخر ذلك ما أعلن، وفقا لمصدر امني، عن ان “ الجيش التركي فرض حظرا للتجوال الليلي في قرى واقعة على جبل متين في ناحية كاني ماسي بمحافظة دهوك”! وأضاف المصدر “ان الحظر سيستمر عدة أيام، من الثامنة ليلا حتى السادسة صباحا”.

ترى هل تعرف الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بما يجري؟ وهل تتابعان تعامل الجيش التركي مع الاراضي العراقية في الاقليم، وكأنها “خان جغان”؟  أم انهما بحاجة الى من ينقل اليهما تفاصيل هذا الاستهتار يوما بيوم؟! 

*********************

الصفحة الثانية 

مؤتمر وطني لإطلاق استراتيجية تطوير العمل النسوي

بغداد ــ رحيم الشمري

عقدت شبكة النساء العراقيات، مؤخراً، مؤتمرها الوطني لإطلاق استراتيجية عملها للأعوام ٢٠٢١ - ٢٠٢٤، ضمن برنامج تطوير العمل النسوي من اجل السلام وعدالة النوع الاجتماعي في العراق.

وعلى مدى يومين في بغداد، تواصلت سلسلة عقد الجلسات بحوارات ونقاشات ومعلومات أغنت المؤتمر، الذي حظي بمشاركة نساء وفتيات من كافة محافظات العراق، يمثلن منظمات المجتمع المدني، وجهات حكومية وبرلمانية ووكالات دوليّة.

وتضمن المؤتمر عرض استراتيجية شبكة النساء العراقيات واقرارها، والتي تستهدف تطوير العمل النسوي المدني وتعزيز التحالفات والتشبيك للتأثير في السياسات العامة ومراعاة ادماج النوع الاجتماعي، ومكافحة العنف والتمييز ضد النساء وخلق ادوار فعالة لهن لبناء الامن والسلام على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، انسجاماً مع اعلان منهج عمل “بيجين واجندة القرار ١٣٢٥” واهداف التنمية المستدامة والسياسات والخطط الوطنية المعنية بالمرأة.

********************

اضاءة

دفاعا عن الحزب والانتفاضة

محمد عبد الرحمن

الحاقدون والمضغوطون والموتورون حائرون في ما يقولون عن حزبنا ودوره في الحراك الشعبي والاحتجاجي، منذ شباط ٢٠١١ وحتى اليوم. فمرة يذكرون  في تقاريرهم ان لا دور له، او يستصغرون ذلك كثيرا، فيما  قال شخص يدعي انه خبير امني (وهو مبعد عن الخدمة مرات عدة)، ان الحزب  وآخرين هم وراء حراك تشرين ٢٠١٩. وطبعا من دون ان يذكر الحزب بالاسم، بل يشير اليه مستعينا بترسانة الأنظمة الدكتاتورية والرجعية وأجهزتها القمعية، وما اطلقته مع امثالها من صفات ونعوت على الحزب الذي عرف منذ ولادته قبل ٨٧ عاما، بثباته على مبادئه ومواقفه ودفاعه المستميت عن حقوق الشعب والوطن العليا، وكفاحه المرير ضد الاستعمار والظلم والقهر والاستغلال، وبانتصاره لحقوق الشعب وخاصة كادحيه وفقرائه وعماله وفلاحيه ، وشغيلة اليد والفكر.

الحزب الشيوعي، وكما هو معلن في وثائقه وصحافته وتصريحات قيادته، لا يدعي انه وراء الحراك بقضه وقضيضه، لكنه وكعهده لا يخفي لحظة واحدة حقيقة انحيازه الى الناس المواطنين ومطالبهم العادلة. فهو داعم ومساند ومشارك للحراك الاحتجاجي والجماهيري والمطلبي، وهو يقول بوضوح انه لن يتخلى عن ذلك. وهذا من صميم مواقفه التي لا تراجع عنها مهما غلت التضحيات ومهما قدم من شهداء. وأسماء شهداء الحزب الشيوعي ، من رفاقه وأصدقائه،ً معروفة للقاصي والداني، كذلك من تعرض منهم الى الاختطاف والملاحقة والتصفية .

وأخذ الناس يدركون بتجربتهم حقيقة الحزب الشيوعي ومواقفه، ولم تعد تنطلي على الكثير منهم  تلك الاستعارات البائسة من سقط المتاع، خصوصا وان قائليها اليوم هم ممن سقطت عنهم ورقة التوت وبانت حقيقتهم عارية بلا رتوش، مهما استخدموا من عبارات التورية واللف والدوران ومهما أخذوا بمقولة غوبلز المعروفة “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”.

الحزب الشيوعي حقيقة ناصعة البياض. نعم، قد يجتهد فيخطئ في موقف سياسي هنا او هناك، لكنه لم ولن يساوم على مصالح الشعب، ولَم ولن يقدم  خدمة  الى إعداء الشعب  المفضوحين والمخفيين.  

ان الشيوعيبن هم أصحاب الايادي البيضاء كما اسماهم الناس، فيما لجأ ويلجأ كثيرون غيرهم، افرادا وجماعات، الى الموبقات ركضا وراء المنصب والموقع والمال والنفوذ.

ومن لا يتذكر انهم في الوقت الذي كان البعض يتدافع على المناصب والكراسي ويشتريها بالملايين الحرام، كان نائباهم في البرلمان يقدمان استقالتهما، وفعل مثلهما أعضاء مجالس المحافظات من الشيوعيين، وذلك تضامنا مع المنتفضين ودعما لهم واحتجاجا على القمع الوحشي الذي تعرضوا له، مقابل صمت مجلس النواب وعجز السلطات الاتحادية والمحلية عن القيام بما يتوجب عليها القيام به، لوقف المجزرة  الذي راح ضحيتها المئات من خيرة بنات وأبناء العراق، شهداء ومصابين ومفقودين، وهؤلاء  هم مفخرة شعبنا وقد سجلوا صفحات مضيئة في تاريخ العراق المعاصر  . 

 وان من المثير للاستهجان، كل الاستهجان، ان توصف انتفاضة الملايين في تشرين ٢٠١٩ ، بالكلمات التي كانت أجهزة الدكتاتور المقبور قد استخدمتها في حق انتفاضة شعبنا في آذار ١٩٩١.

ستبقى انتفاضة تشرين نجمة مضيئة في سماء وطننا، وعاجلا ام عاجلا سينتهي قتلة المنتفضين والناشطين وأصحاب الرأي وراء القضبان، احقاقا للحق وانصافا للشهداء. وسيبقى الحزب الشيوعي ، شاء من شاء وابى من ابى، رقما صعبا وعصيا  على التركيع، ولن يحيد عن درب فهد وسلام عادل وحازم وصارم  والحيدري والعبلي وأبو العيس ورحيم شريف وعائدة  ياسين وعميدة عذيبي وسعدون وحيدر قبطان والآلاف من رفيقاتهم ورفاقهم شهداء الشعب والوطن.

********************

“ بالتواثي”.. اعتداءات على محتجي ناحية شيخ سعد

تظاهرات تطالب بالكشف عن القتلة

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات، تظاهرات احتجاجية تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين, ومعرفة مصير الناشطين المغيبين. كما شددت على مراجعة الاحكام الكيدية بحق المتظاهر بشير عباس.

يأتي ذلك في وقت تعرض فيه عدد من المحتجين في ناحية شيخ سعد جنوبي محافظة واسط, الى اعتداء بـ”التواثي” من قبل مجهولين، في محاولة لمنعهم من الاحتجاج على المسؤولين في الناحية.

اعتداء على المتظاهرين

وتناقلت وسائل الإعلام مقاطع فيديوية لمجهولين وهم يعتدون على المتظاهرين المطالبين بإقالة مديري الناحية والبلدية, احتجاجا على تردي الخدمات.

وعلى خلفية الاعتداء, افاد شهود عيان بإصابة 7 من المتظاهرين في الناحية, فضلا عن احباط القوات الامنية محاولات هؤلاء المجهولين، الاعتداء بالأسلحة البيضاء على منظمي التظاهرة.

وجاءت التظاهرة بسبب تصاعد حوادث السير المتكررة، والتي أودت بحياة 4 مواطنين قبل أيام على الطريق الرئيس في الناحية، بسبب كثرة التخسفات والتكسرات.

إدانة للاعتداء

في غضون ذلك, دان المحتجون في محافظة واسط، الاعتداء على المتظاهرين في الناحية.

وقال المحتجون في مناطق (الكوت- الصويرة- العزيزية) في بيان مشترك: “ندين الاعتداءات الظالمة التي طالت المحتجين والقوات الأمنية في ناحية شيخ سعد من قبل جهة سياسية معروفة، والتي أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى بين صفوف اخوتنا المحتجين”, مشيرين الى “اضطرار المتظاهر نشوان الناهي الى مغادرة المحافظة، بسبب التهديدات على حياته”.

ودعا البيان “القوات الامنية الى القيام بواجبها بحفظ أمن وسلامة المظاهرات والمتظاهرين في ناحية شيخ سعد، ومحاسبة المتورطين الخارجين عن القانون”, معلنين مساندتهم “لمطالب الاهالي في الناحية، والمتمثلة بإقالة مدير الناحية ومدير البلدية خاصة بعد استعانتهم بالخارجين عن القانون لقمع المحتجين”.

واكد المحتجون “استعدادهم لمساندة اهالي الناحية بعد انتهاء مهلتهم، للاستجابة الى مطالبهم المشروعة”.

كشف القتلة

وجدد المئات من المتظاهرين في مدينة الناصرية، تظاهراتهم الاحتجاجية المطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم، وكذلك الكشف عن مصير الناشطين المغيبين.

وقال المتظاهر ميثم حسن لـ”طريق الشعب”, إنّ “التظاهرة جاءت للتأكيد على مطالب المحتجين في تحقيق عملية التغيير الشامل, وكشف قتلة المتظاهرين, ومعرفة مصير الناشطين المغيبين”, مشيرا الى “ضرورة الالتفات الى الوضع الخدمي المتردي في المحافظة وإكمال وافتتاح المشاريع المتلكئة”.

الحرية لعباس بشير

من جهتهم, طالب متظاهرون في محافظة البصرة، خلال مسيرة احتجاجية وسط المحافظة، الجهات المختصة بالإفراج عن المتظاهر “بشير عباس”.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المتظاهرين طالبوا محكمة التمييز الاتحادية بإنصاف بشير عباس من التهم المنسوبة إليه”, مؤكدين ان “هناك مقاطع فيديو وادلة تثبت براءته من التهم الموجهة اليه”.

وانطلقت المسيرة من ساحة النافورات باتجاه ساحة البحرية، حاملة شعار “الحرية لبشير عباس”.

*******************

اغلاق مباني حكومات محلية بسبب تسويف الوعود

احتجاجات غاضبة: اين الكهرباء والخدمات؟

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت مناطق مختلفة في محافظتي ذي قار والمثنى، احتجاجات غاضبة، تندد بسوء الخدمات وتجاهل الحكومة لمطالبهم المشروعة.

ولجأ المحتجون الى قطع الطرق الرئيسة وغلق الدوائر الحكومية، بسبب تردي الكهرباء وتفاقم إحصائيات البطالة والفقر.

ذي قار.. شوارع ملتهبة

وقطع العشرات المحتجين من أهالي قضاء الغراف، التابع إلى محافظة ذي قار، الطريق العام الرابط مع مركز المحافظة بالإطارات المحترقة، احتجاجا على تردي الخدمات في مناطقهم.

وقال أحد المحتجين لـ”طريق الشعب”، إن “الاحتجاج جاء بعد تلكؤ الادارة المحلية في القضاء والمحافظة في تحسين واقع الخدمات والتي من أبرزها الكهرباء والماء والشوارع والمجاري”.

وبرّر قطع المتظاهرين للطريق العام أمام حركة المركبات “من أجل إيصال صوتهم إلى الجهات الحكومية”.

إغلاق مبنى المحافظة

ومن جهة اخرى، أقدم العشرات من الخريجين في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، على إغلاق مبنى ديوان المحافظة.

وقال مراسل “طريق الشعب” في الناصرية، إن “العشرات من خريجي الادارة والاقتصاد والقانون أقدموا على قطع شارع الإمام علي، وإغلاق مبنى ديوان المحافظة، بعد إخراج الموظفين”، مضيفاً  أن “الخريجين المحتجين طالبوا بتوفير التعيينات التي وعدت الحكومة المحلية بتوفيرها لهم، خلال الفترة الماضية”.

هذا وأغلق عدد من المحتجين من أصحاب المحال التجارية التابعة إلى نقابة المعلمين في محافظة ذي قار، مبنى النقابة استنكارا لرفع بدلات الإيجار، وعدم تجديد العقود السنوية لهم.

وأكد المحتجون، أن تداعيات ظروف جائحة كورونا، وصعود أسعار صرف الدولار أثرت كثيرا على عملهم، بسبب تراجع الحركة والقدرة الشرائية لدى الناس، في حين أبلغتهم النقابة برفع بدلات الإيجار وتوجيه إنذارات لهم، في حال عدم التسديد.

وطالب المحتجون الجهات الحكومية المعنيّة بالتدخل، ومعالجة الأزمة.

تصعيد احتجاجي في المثنى

وعلى أثر التصعيد الاحتجاجي، حدثت صدامات بين المتظاهرين وقوات الامن في محافظة المثنى.

وقال المتظاهر أسامة علي لـ”طريق الشعب”، إن المحتجين أغلقوا الطريق السريع الذي يمر في المحافظة، الى جانب غلق معظم دوائر المحافظة، الامر الذي أدى الى “اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن”، وفقا لعلي.

وأضاف أن المتظاهرين طالبوا بتحسين الواقع الخدمي والكهرباء في المحافظة.

الداحرة تنتظر من يرويها

من جانبهم، طالب أهالي منطقة الداحرة في المثنى، الحكومة المحلية ومديرية الموارد المائية بإكمال المرحلة الثانية من المشروع الإروائي في منطقتهم، والذي بدأ العمل به منذ عام 2013.

وبحسب أحاديث الأهالي لوكالات أنباء محلية، فإن “المشروع يحيي 1500 دونم من الأراضي الزراعية في حال تشغيله”.

ويخشى الأهالي من إلغاء المرحلة الثانية من المشروع “بحجة عدم وجود التخصيصات”، محذرين من محاولات تغيير مساره إلى مناطق أخرى خلافا لما هو مخطط له.

كما شهد قضاء السوير في المحافظة، تظاهرات حاشدة تطالب بتحسين الخدمات، وتحديدا في قطاعي الكهرباء والطرق.

وأكد المتظاهرون أن مناطقهم تعاني منذ فترة من تردي التجهيز الكهربائي، فضلا عن سوء حال الطرق التي تربطها بمركز المحافظة.

وشهدت مناطق “آل عصيدة”، الواقعة بين مدينتي السماوة والخضر بمحافظة المثنى، تظاهره للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم، لاسيما في قطاعات الكهرباء والتربية والصحة.

وقال عدد من المحتجين، إن مطالبهم تتركز على تحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم، مشيرين إلى أنها تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية منذ سنوات، وتحديدا في قطاع الأبنية المدرسية والمراكز الصحية، فضلا عن ضعف تجهيز الكهرباء.

******************

الى عائلة الرفيق المناضل مام فتاح المحترمين

بألم وحزن بالغين تلقينا نبأ وفاة المناضل الكبير مام فتاح، الشخصية الشيوعية والوطنية المعروفة، والذي تميز بنضاله الجسور ضد الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق، وما قدمه من تضحيات جسام، حيث استشهد ابناؤه الاربعة دفاعاً عن الحزب والشعب العراقي بجميع قومياته المتآخية.

لقد خسرنا بفقدانه قامة سامقة في سوح النضال الانصاري والحزبي، ونموذجأ رائعاً للشيوعي المتفاني في سبيل مبادئه وافكاره النيرة، حد التماهي، هو وعائلته البطلة، ليظل نبراساً للشيوعيين ولكل السائرين في دروب الحرية والديمقراطية وسعادة الشعب.

المجد والخلود للفقيد الغالي، مام فتاح.. والصبر والسلوان لعائلته الكريمة ولرفاقه ومحبيه الكثر.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

11-٦-٢٠٢١

*****************

عائلة الفقيد الشاعر سعدي يوسف المحترمون

تلقينا  نبأ وفاة الشاعر سعدي يوسف بأسف وألم. فبرحيله خسر العراق والثقافة العراقية شاعرا كبيرا معروفا على الصعد الوطنية والعربية والعالمية. 

أحزننا ذلك رغم ما اتخذ الراحل من مواقف معروفة في العقود الاخيرة. ذلك انه كان ويبقى قامة شعرية عالية، تظل الأجيال تتذكر باعتزاز ما اضافت الى الثقافة الوطنية العراقية التقدمية والديمقراطية، والثقافة الانسانية .

ولم يكن سعدي يوسف شاعرا فقط، فقد امضى ردحا من الزمن الصعب  مناضلا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، ومنحازا الى الشعب والوطن وقضاياهما العادلة ، وتعرض جراء ذلك الى الاعتقال والسجن والتعذيب والغربة عن الوطن .

في هذه المناسبة الحزينة  نتقدم اليكم والى أصدقائه وعموم الوسط  الثقافي بالتعازي الحارة المخلصة .

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٣-٦-٢٠٢١

********************

الصفحة الثالثة 

الحكومة: الانجاز الانتخابي 85 في المائة

معنيون: السلاح والمال السياسي يهددان صناديق الاقتراع

بغداد ـ طريق الشعب

أثار تقرير الأداء الحكومي الذي أعلن مؤخرا سجالا كبيرا بين الأوساط المعنية بالشؤون السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وجدت “طريق الشعب” فيه، مجالا مناسبا لتسليط الضوء على نسب الانجاز الذي حددها التقرير.

البداية كانت مع قطاع الانتخابات، الذي تصدر التقرير الحكومي بنسبة إنجاز بلغت 85 بالمئة، وهو ما أثار استغراب ناشطين وصحفيين من الآلية التي اعتمدتها الحكومة في تقدير ذلك.

وحدد الناشطون جملة شروط لتحقيق الامن الانتخابي ونزاهة الاقتراع، لم تبتعد عن السلاح المنفلت والمال السياسي وتفعيل قانون الاحزاب.

لا تأثير للسلاح المنفلت؟

واستبعادا لتلك المحددات، يجد المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا المشرفة على تنظيم الانتخابات، العميد غالب عطية، أن “السلاح المنفلت لن يؤثر على العملية الانتخابية في البلاد”.

وقدّم المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا للإشراف على الانتخابات العميد غالب العطية ، الجمعة، إيجازاً للصحافيين، أكد فيه إن “القوات الأمنية أصبحت تمتلك خبرة في التعامل مع العمليات الانتخابية، والسلاح الموجود خارج إطار الدولة لن يؤثر على القوات الأمنية، التي لن تسمح لأي سلاح بأن يصل للعملية الانتخابية”، حسب قوله.

حكومة ضعيفة

ويقول رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، إن تقرير حكومته “أدرجت فيه المعلومات والقراءات بكل شفافية ودقة ووضوح”.

ويشكل ملف الانتخابات المبكرة مطلبا أساسيا لتظاهرات تشرين. ومن أجله تشكلت حكومة الكاظمي، التي من مهامها الأساسية تهيئة الظروف لانتخابات مبكرة.

يقول حمزة الربيعي، ناشط مدني، ان “العملية الانتخابية القادمة لن تكون ديمقراطية ونزيهة ما لم يتم توفير العدالة بين جميع القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات”، داعيا الحكومة الى أن تكون “جادة في تهيئة بيئة انتخابية عادلة ونزيهة”.

وأبدى الناشط في حديث لـ”طريق الشعب”، استغرابه من نسبة الانجاز التي أعلنتها الحكومة في تقريرها السنوي، في ما يخص الانتخابات، متسائلا “كيف تدعي الحكومة أنها أوفت بتعهداتها، بينما هي لا يزال موقفها غامضا من محاسبة قتلة متظاهري تشرين، والكشف عن مصير المغيبين والمعتقلين ظلماً، وكذلك حصر السلاح بيد الدولة”. 

ويعزو النائب في البرلمان، محمد كريم، في تصريح صحفي، إن “المشكلة لا تتعلق بعمل اللجان التحقيقية، انما تقوم اللجان التحقيقية بإنجاز عملها بصورة صحيحة، وتسلم النتائج للحكومة، التي لا يسمح ضعفها باتخاذ إجراءات ضد المتورطين” بحسب قوله.

وبحسب الربيعي، وهو ناشط في احتجاجات بابل، فان هذا الموقف الضعيف “يبعد الانتخابات عن العدالة والنزاهة، وبالتالي قد يعيد ذلك شرعية نظام المحاصصة والفساد القائم”.

خيار واحد

أما سرمد الوائلي، كاتب وناشط في احتجاجات السماوة، فيقول إن خيارا واحدا يحملهم الى صناديق الاقتراع، يتعلق بجلمة شروط، من بينها “هو حصر السلاح بيد الدولة، انهاء حالة الانفلات من العقاب، تفعيل قانون الاحزاب”.

ويضيف الوائلي في حديث لمراسل “طريق الشعب”، ان “الانتخابات تشكل حلا أمثل وسلميا للصراع السياسي، لكنها تبدو بعيدة عن أن تكون كذلك في ظل العنف الذي يُهدد سلامة الأشخاص ونزاهة يوم الاقتراع”.

ويشير الوائلي الى ان صور العنف الانتخابي بدأت تظهر بشكل جلي في محاولات “استبعاد الفاعلين السياسيين عن المنافسة، ومن أجل الهيمنة على عملية التصويت والنتائج”، مشيرا الى “قيام بعض الجهات بشن حملات تسقيط وهجمات ضد المرشحين والناخبين، والمضايقة، والترهيب، والإساءة، وتدمير الممتلكات، والضغط النفسي”.

وتعقيبا على تقرير الحكومة السنوي، يقول الوائلي: ان نسبة الانجاز في قطاع الانتخابات “لم تستند لشيء واقعي. لا يزال السلاح المنفلت والمال السياسي يهدد الامن الانتخابي ونزاهة التصويت”. 

مبالغ فيها

وفي ملخص الإنجازات التي أدرجت في التقرير الحكومي، أشار التقرير الى ان نسبة الانجاز وصلت الى 85 في المائة، و”العمل مستمر على دعم مفوضية الانتخابات 65 في المائة”، وتطبيق قانون الأحزاب رغم تعدد الصعوبات بهذا الاتجاه 30 في المائة”. فيما اعتبر ان تحديد موعد الانتخابات وتشكيل المفوضية الى جانب المحكمة الاتحادية وتشريع قانون الانتخابات، يشكل انجازاً نسبته 100 في المائة، وهو ما يعترض عليه المراقبون بالقول ان ذلك ليس انجازاً حكومياً. وهناك اعتراضات على القانون والمفوضية وكذلك الموعد.

وبحسب مصادر نيابية، فإن البرلمان يستعد لتقييم تقرير الأداء الحكومي السنوي.

واكدت المصادر لمراسل “طريق الشعب”، ان لجنة تقييم البرنامج الحكومي “أشرت الكثير من الملاحظات على تقرير الاداء الحكومي”، مشيرة الى انه تضمن إحصائيات مبالغ فيها.

وتستعد اللجنة البرلمانية، بحسب المصادر، الى تقديم تقرير مفصل الى مجلس النواب عما تضمنه تقرير الاداء السنوي لحكومة الكاظمي.

المتنفذون يخشون فقدان السلطة

ويشكك علي الطالقاني، كاتب وصحفي، في نسب الانجازات الحكومية المتعلقة بملف الانتخابات.

ويقول الطالقاني لـ”طريق الشعب”، انه “مع قرب موعد إجراء الانتخابات، يتصاعد العنف بشكل مختلف، ولأسباب متعددة، أبرزها ما يتعلق بخشية الأحزاب الحاكمة من أن تفقد سلطتها”.

ويضيف أن نسبة الانجاز الانتخابي التي أعلنتها الحكومة في تقريرها، لا تبدو مجانبة للصحة في ظل استمرار تفشي السلاح المنفلت، واستهداف الناشطين والمتظاهرين، الى جانب بقاء القتلة بمأمن من الملاحقة والعقاب.

ويشير الى ان “الأحداث تتقلب بشكل واضح، مع وجود حكومة ضعيفة وغير قادرة على إيقاف نزيف الفساد والعنف والإرهاب، وعدم معالجة الوضع الاقتصادي السيئ والتدخلات الخارجية”.

وينتقد الطالقاني الحديث الحكومي المستهلك عن ملاحقة وتقويض “السلاح المنفلت” الذي يهدد الانتخابات ونتائجها، مبينا أنها “لم تُحدد الجهات التي تقف خلف ذلك، وكيف تعمل”.

وخلص المتحدث الى ان “العنف سيبقى مدفوعا بواسطة الصراع الداخلي، المدعوم من الخارج، وهو ما يجعل آفاق الإصلاح غير ممكنة”، وبالتالي فإن ذلك يحجّم شرعية النظام السياسي، ويحد من ثقة الناخبين في التحول الديمقراطي السلمي، “إنها لعبة معقدة يجب أن تنتهي بإنهاء ثقافة الفساد والعنف السياسي”.

************************ 

اريكسن يحبس أنفاس العالم 

وماني يواصل أعماله الخيرية

بغداد ـ طريق الشعب

حبس العالم أجمع أنفاسه، مساء السبت، عقب سقوط  اللاعب كريستيان إريكسن في أرضية الملعب في لقاء بلاده الدنمارك وفنلندا، وعاش الجميع لحظات من الرعب، بدلا من التمتع بلقاء كرة والأجواء الرائعة في كوبنهاجن.

وأشادت صحف عالمية بالعمل السريع والفعال للطاقم الطبي، الذي أنقذ حياة نجم منتخب الدنمارك كريستيان إريكسن، خلال لقاء أمام فنلندا، السبت، في مستهل مشوار الفريقين بكأس أوروبا.

ووفق ما ذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن من شاهد لحظات السقوط والإسعافات التي قدمت للاعب البالغ من العمر 29 عاما، قد يعتبر أن العملية كانت بسيطة وسهلة ولا تشوبها شائبة.

وأضافت “يجب الإشادة بالعمل السريع والفعال للطاقم الطبي، حيث أنه في أقل من 20 دقيقة بقليل، قدمت الإسعافات الضرورية ووُضع اللاعب على متن سيارة إسعاف ونُقل إلى المستشفى في حالة مستقرة”.

اعمال انسانية

من جانبه, واصل نجم ليفربول ساديو ماني، اعماله الخيرية في مساعدة ابناء بلده السنغال من خلال عدد من الاعمال الخيرية.

وقبل أيام، جمع لقاء نجم فريق ليفربول الانكليزي برئيس السنغال، ماكي سال، في قصره الرئاسي في العاصمة داكار. ووفقا لحساب رئيس السنغال الرسمي على موقع تويتر، فإن لقاء ماني كان لمناقشة بناء مستشفى جديد في مدينة بامبالي، على حساب اللاعب، بينما طلب من الحكومة تقديم الدعم بتزويد المستشفى بالأطقم البشرية.

وناقش ماني مع رئيس البلاد وضع المنتخب السنغالي، والاستاد الجديد الذي تبنيه البلاد.

ووفقا لموقع “سبورتس بايبل”، فإن ماني أنفق أكثر من 700 ألف دولار، لبناء المستشفى الجديد، الأول من نوعه في بلدته بامبالي.

وقال الموقع أن حرص ماني على بناء المستشفى، يأتي من معاناته هو شخصيا في قرية بامبالي، عندما توفي والده بسبب مشاكل في المعدة، لأنه لم يستطع الوصول لمستشفى يقدم له الرعاية في الوقت المناسب.

ولا يعتبر مشروع المستشفى الأول لماني في قريته، فله مشاريع عديدة، ما بين مدارس ومعونات مادية، لأبناء قريته، خلال مسيرته الكروية الحافلة.

*********************

برنامج «يحدث في العراق» يسلط الضوء على المحافظات المحررة

اقتصاد معطل وإعمار مؤجل

بغداد ـ طريق الشعب

بالتزامن مع حلول الذكرى السابعة لاجتياح تنظيمات داعش الإرهابية، مدن العراق في العام 2014، الذي تسبب بخراب كبير في نينوى والانبار وصلاح الدين، ضيّف المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، ضمن سلسلة لقاءاته التي ينظمها على صفحة فيسبوك، ضمن برنامجه الأسبوعي “يحدث في العراق”، الناشط المدني من محافظة صلاح الدين نصير طارق، والناشط من محافظة الانبار عمر السعدون، فيما أدار الحلقة عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق علي صاحب.

فرق تطوعية للإعمار

واستهل الناشط المدني نصير طارق حديثه عن حملات الإعمار التي شهدتها محافظة صلاح الدين، بتسليط الضوء على عمل الفرق التطوعية والشباب والمنتديات والمنظمات الدولية، فيما أبدى أسفه على الدور الحكومي “غير الفعال”.

وقال طارق: “لدينا احياء مدمرة بالكامل”.

وأضاف ان “المدينة ما زالت تنتظر الاعمار المؤجل، لتفعيل الحركة الاقتصادية في المحافظة”، مشيراً الى ان “المتضررين من العمليات الإرهابية الذين تعرضت منازلهم للهدم، لم يتسلموا حتى الان تعويضات مالية من الحكومة، وبالتالي فإن العديد من العوائل، لم تعد الى مناطقها”.

وعلل المتحدث ذلك بان هناك “روتينا قاتلا من قبل دائرة التعويضات في بغداد”، معتقدا ان “الدائرة تعطل وصول الأموال الى المتضررين”.

انعتاش .. مع اقتراب الانتخابات!

وزاد، أن العمل الحكومي أخذ “يقتصر على خدمات البلدية”، لكنه يتوقع انتعاشه قريبا “بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات”.

ولاحظ الناشط المدني أن “التخصيص المالي الذي قدّم لإعمار صلاح الدين من صندوق إعمار المحافظات المتضررة من العمليات الإرهابية، لا يتناسب مع حجم الأموال التي قدمت الى محافظتي نينوى والانبار”.

وبيّن طارق أن “صندوق الاعمار يتسلم نوعين من الأموال؛ الأول تتمثل في  التبرعات من المنظمات الدولية والدول المانحة وهو قليل. والثاني يكون على شكل قروض من صندوق النقد والبنك الدوليين. وهذه أموال غير مخصصة لتعويض المتضررين”.

مخيمات مغلقة.. موجودة؟

ونبّه إلى أنّ “هناك مخيمات أعلن على انها تم اغلاقها، لكن الواقع يؤكد وجود العوائل فيها، وبالتالي فإن المنظمات الدولية رفعت الدعم عنها بعد علان الحكومة”.

وأشّر المتحدث جملة أمور تمنع عودة سكان بعض القرى إلى منازلها، من بينها “الخراب والثارات العشائرية وغير ذلك”.

الخدمات لا تصل للفقراء

أما الناشط المدني من محافظة الانبار عمر السعدون، فقد قال إنّ “موضوع الاعمار في الانبار هو ظاهري، ويتركز في مركز المحافظة فقط، بالإضافة الى مدينة الفلوجة”، مشيرا الى أن “عين الحكومة تغض النظر عن واقع الحال في الاحياء الفقيرة والعشوائيات وغير ذلك في المحافظة”.

وأكد ان “دور منظمات المجتمع المدني أهم بكثير من الدور الحكومي في ملف الاعمار؛ اذ قامت الفرقة التطوعية بإعادة ترميم الكثير من المدراس. بينما الحكومة بالكاد تكون مساهمة فيها”.

وأضاف أن “ارتفاع سعر الدولار فاقم إحصائيات الفقر. المنظومة الاقتصادية في المحافظة تعتمد منهجا اقطاعيا”، مؤكداً ان “الانبار تشهد كسادا اقتصاديا، منذ دخول تنظيم داعش الإرهابي للمدينة، حيث  هاجرت رؤوس الأموال الى خارج البلاد”.

ويقدر السعدون نسبة البطالة في محافظته بأكثر 50 في المائة، “هناك بيئة قلقة وهشة امنياً، تجعل المستثمرين قلقين من العمل في المحافظة”.

وأشار الى ان “معامل المدينة عرضت للاستثمار مثل معمل الاسمنت الذي سرح اكثر من 60 في المائة من عماله، حيث جرى ترحيل هؤلاء العمال الى وزارات أخرى، برغم ان المعمل تابع لوزارة الصناعة والمعادن”.

تضليل الرأي العام

وعدّ السعدون الحديث عن حملات الاعمار في مدينة الانبار، وانها أضحت “مدينة احلام”، كلاما لا يجانب الحقيقة “ويضلل الرأي العام”.

وبيّن ان “هناك العديد من النازحين عادوا الى ديارهم خصوصاً الذين كانوا في مخيمات بغداد وكردستان واطراف المحافظة، لكن الإشكالية لدينا تكمن في ملف التعويضات، فالكثير من العوائل وجدت منازلها مهدمة، وهم يسكنون الان في الايجار، ولا قدرة مالية لديهم على بناء منازلهم مجدداً”.

وأوضح أن ملف إعادة العوائل النازحة يتضمن نوعين، الاول يخص الأسر النازحة التي كانت في مخيمات أطراف الانبار، وهؤلاء بدأوا يعودون، والملف تقريباً انتهى”. أما النوع الثاني فيخص “عوائل داعش الذين خلقوا ازمة مجتمعية، كونهم كانوا مساهمين في الخراب، وأن عودتهم كانت بغطاء سياسي وأمني، ما ساعد على خلق جو متوتر ومقلق”.

********************* 

الصفحة الرابعة 

«طرف ثالث» جديد؟

النفط .. صفقة بين العراق ولبنان تثير الجدلبغداد ـ طريق الشعب

تثير اتفاقية النفط مقابل الخدمات الطبية بين بغداد وبيروت، تساؤلات كبيرة لدى مختصين ومراقبين في العراق ولبنان، عن جدوى الاتفاق ومبرراته وبنوده، مستنتجين من ذلك بأنها صفقة “تخادم بين نظامين طائفيين”. 

تساؤلات لبنانية

وصوت مجلس الوزراء بالإجماع على دعم لبنان بالنفط الخام، وزيادته من 500 ألف طن إلى مليون، مع وعد بأن ينفّذ القرار بالسرعة القصوى، نظراً لحاجة لبنان الماسة الى هذا الدعم.

وشكر الرئيس اللبناني ميشال عون المسؤولين في العراق على قرار مضاعفة كمية النفط الخام المخصصة لبلاده، عبر تغريدة نشرها الحساب الرسمي على موقع “تويتر”.

وغرّد خبير النفط اللبناني أنس الحجّي على منصته على “تويتر”، معلقاً على الموضوع “ماذا يقصد ميشال عون بالنفط؟ إذا كان يقصد النفط الخام، فلا يوجد مصافي في لبنان فكيف يتم التكرير، وإذا كان يقصد البنزين أو الديزل فإن العراق لا يصدر أي منهما”.

وأضاف الحجي “الشيء الوحيد الذي بقي هو زيت الوقود، وهذا يعني أكثر أنواع زيت الوقود رداءة والممنوع استخدامه في كثير من دول العالم”.

ترقيع للمشاكل

ووصفت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في لبنان، الدكتورة لوري هايتايان بحسب “سكاي نيوز عربية”، الاتفاق بأنه “ترقيع” للمشكلة التي يعانيها لبنان على صعيد حاجاته النفطية.

وأضافت ان “لبنان بين أن يجد طريقة يستورد بها حاجاته النفطية بشكل مباشر، وبين أن يستورد نفطاً خاما بتسهيلات معينة ثم يبحث عمن يكرره له، ويضطر إلى تلبية حاجات العراق من خدمات طبية”, بينما هو “يشهد انهيارا للقطاع الصحي، ويعجز عن تأمين حاجاته من المعدات والكوادر الطبية”، بحسب قولها.

وأكدت ان “الاتفاق في أساسه ليس مناسباً، لا للبنان ولا العراق، والغموض يلفه”.

وأردفت “هناك لغط حول ما سيصلنا من العراق، هل هو نفط خام أم انه وقود؟ وفي حال وصل النفط الخام كيف سيكرر؟”.

وتقول ان “مشكلة الوقود العراقي أنه يحتوي على نسبة الكبريت 4 في المئة، وما يستخدم في لبنان يجب أن يحتوي على 1 في المئة. أما إذا كان المستورد نفطا خاما فلا يمكننا الاستفادة منه بشكل فعال، حيث يستوجب البحث في الطريقة التي سيعمد فيها لبنان إلى تكريره، فمصافي النفط في لبنان معطلة، ما يستوجب تأمين طريقة لتكريره خارج لبنان، إما في العراق أو عبر طرف ثالث”.

طرف ثالث!

وتوقفت عند موضوع الطرف الثالث، فقالت “قد تكون شركة وسيطة، أما من هي هذه الشركة؟ هناك تكتم شديد والموضوع غير واضح، ونحن بحاجة إلى نص الاتفاق كي نفهم القصد منه والباقي يصنف تحت مسمى تخمينات”, متسائلا “من هي الجهة الثالثة التي ستكرر النفط وتستفيد من نقله وتسليمه، وكيف ستحصل على بدل أتعابها، مالياً أو عبر حصة لها وسط أزمة لبنان في القطاع الطبي؟”.

وختمت الخبيرة هايتايان بالقول “اللبنانيون يخشون دائماً من تكرار سيناريو الهدر والفساد كما جرى في العام الماضي مع شركة “سوناطراك” الجزائرية التي تزود لبنان بمادة الفيول، حيث أدخل طرف ثالث على العملية وهو شركة ZR energy  وأدى إلى فضيحة “الفيول المغشوش” التي لا تزال موضع نزاع قضائي بين الدولة اللبنانية وشركة “سوناطراك” .

غموض في العراق

وفي العراق، يبدو الموضوع أكثر غموضا. فالمعلومات المتوفرة شحيحة وغير مكتملة.

وأكد الخبير النفطي حمزة الجواهري، أن قيمة ما اعطاه العراق للبنان ضمن هذه الاتفاقية، يساوي 350 مليون دولار.

وقال الجواهري في تصريح صحفي إن “قيمة الطن المتري من النفط تساوي 7.3 برميل، فيما تبلغ قيمة الطن الوزني من النفط 6.3 برميل”, مشيرا الى ان “المليون طن من النفط العراقي تعادل 7 ملايين برميل”.

واشار الخبير الى ان “احتساب سعر الدولار بـ1500 ليرة لبنانية، يعني أنه لا قيمة له، خاصة وان سعر الدولار الان هو 15 الف ليرة لبنانية”.

تخادم مصالح

من جهته, قال محمد فرحان، مهتم في الشأن السياسي, لـ”طريق الشعب”: ان “الهدف من الاتفاق هو تخادم مصلحي بين نظامين قائمين على نفس المنهج, يعمد احداهما الى دعم الاخر في اوقات الازمات”، معتقدا ان “انهيار تجربة المحاصصة الطائفية في لبنان, يهدد وجود الاحزاب الطائفية ومكتسباتها في العراق”.

وأضاف فرحان، أن “الشعبين العراقي واللبناني لا يستفيدان بشيء من هذا الاتفاق، وستذهب الأموال الى جيوب المنتفعين في كلا النظامين”.

واعتبر فرحان “صمت مجلس النواب عن الموضوع، وعدم مطالبته الحكومة بتوضيحه، هو دليل راسخ على التخادم بين النظامين”, مؤكدا أن “هذه الصفقات هي حلول ترقيعية، سوف تؤدي في نهاية المطاف الى تفاقم المشكلة، لا حلها”.

******************

وقفة اقتصادية

السياستان المالية والنقدية.. إلى اين؟

ابراهيم المشهداني

لا أحد يجهل وخاصة الاقتصاديين والمهتمين بالشأن المالي خبراء أو مؤسسات رسمية حكومية، أن السياستين المالية والنقدية تلعبان دورا أساسيا وحاسما في حركة الاقتصاد والسوق من خلال ضبط إيقاع أسعار الصرف ومعدلات التضخم ومستوى الأسعار ومعدلات التنمية في الاقتصاد، وهذه الأهداف لا يمكن أن تؤدي أدوارها الاقتصادية والاجتماعية دون أن يصار إلى التنسيق الكفء بين هاتين السياستين.

  وكان من المؤمل أن تتجه السياسة الاقتصادية للدولة بعد عام 2003 إلى معالجة الاختلالات في الاقتصاد العراقي وإعادة توازنه من خلال إخراجه من فخ السقوط في الريع النفطي باتجاه توظيف هذا القطاع في عمليات التخطيط والتنمية المستدامة وإنعاش الاقتصاد الحقيقي وتمكين قطاعاته المختلفة من التحرك المنسق- للوصول إلى هذا الهدف بما في ذلك تمكين السياستين المالية والنقدية كي تلعبا دورهما في إنجاح هذه البرامج.

   وبدلا من قيام هاتين السياستين بهذا الدور فقد قامت الحكومة العراقية في السنة الاخيرة بإصدار ما اسمتها بالورقة البيضاء التي احتوت على أمور عديدة أغلبها تعرض إلى الانتقاد من الخبراء الاقتصاديين والماليين، ومن ضمنها التلويح بتعديل سعر الصرف من خلال تخفيض قيمة الدينار العراقي بحجة الأزمة المالية وتعويض الانخفاض في أسعار النفط وسد فجوة التضخم في موازنة 2021  وتغطية العجز الكبير فيها وعدم كفاية الكتلة النقدية لدى الحكومة لتغطية رواتب الموظفين الذين تناسل عددهم بشكل أكثر من الطاقة الاستيعابية للجهاز الحكومي لرغبة احزاب المحاصصة من توسيع قاعدتها الانتخابية، لهذا طلبت وزارة المالية من البنك المركزي رفع قيمة الدولار لتوفير الغطاء النقدي ومعالجة الأزمة، وقوبل هذا الطلب باستجابة  البنك المركزي.

ورغم كل هذه المزاعم والتبريرات فإن السوق العراقية تشهد ارتفاعا جديدا في قيمة الدولار لتصل إلى 1500 دينار للدولار شهدته سوق العراق للأوراق المالية للعملات الصعبة وشركات الصرافة في منطقتي الكفاح والحارثية، ومن أسباب ذلك كما كان متوقعا المضاربات داخل السوق التي تمارسها البنوك وشركات الصيرفة الخاصة ورجال الأعمال أو تحميل محافظ البنك المركزي مغبة ارتفاع قيمة الدولار في السوق على وزارة المالية، وفي ذات الوقت غياب الرقابة الحكومية على حركة الأسعار ومعدلات التضخم وعلى التعاملات النقدية التي تدخل في صلب مهمات البنك المركزي، وكل ذلك يحدث على الرغم من ازدياد حجم بيع الدولار في نافذة البنك المركزي لكن ذلك لم يحد من ارتفاع قيمة الدولار بسبب سيطرة المصارف الخاصة التابعة للأحزاب النافذة على مبيعات البنك المركزي والتصرف بها كما فعلت في الماضي لأغراض التهريب والمضاربة بذريعة  التجارة.

   ومن دون شك فإن تداعيات ارتفاع سعر الدولار على نحو ما ذكرنا والذي تبرأ منه صندوق النقد الدولي، ارتفاع أسعار البضائع الاستهلاكية في السوق وخاصة المواد الغذائية وضياع فرص العمل وزيادة نسبة البطالة والجرائم، والأهم من ذلك زيادة نسبة الفقر لتصل إلى 27 في المائة حسب تصريحات وزارة التخطيط، وإذا ما استمر هذا التداعي وتدهور مستويات المعيشة للمواطنين فقد ينتهي الأمر إلى التهاب الشارع العراقي وصولا إلى انتفاض مجتمعي جارف بالارتباط مع عوامل سياسية وأمنية تتصاعد مخاطرها يوما بعد اخر.

إن أمام الحكومة العراقية مهمات كبيرة وعاجلة في الجانب الاقتصادي وكأولوية ايقاف ظاهرة الانكماش في الاقتصاد العراقي الذي يتعمق يوما بعد آخر، وهذا يتم بتصوري عبر مراجعة القرارات التي اتخذت في القطاعين المالي والنقدي من خلال إعادة سعر الدولار إلى ما كان عليه خاصة بعد انتفاء مبررات انخفاض أسعار النفط بارتفاع سعر البرميل إلى 72 دولار مع توقع ارتفاعه ارتباطا بتراجع جائحة كورونا على مستوى العالم ما يكفل سد العجز في موازنة عام 2021 واتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحد من المضاربات المالية وتشديد رقابة البنك المركزي على ممارسات المصارف الأهلية وشركات الصيرفة وتصحيح آليات بيع العملة الاجنبية ومنع استغلالها من قبل المصارف الأهلية التابعة لأحزاب السلطة .

*********************

الفقراء يدفعون ثمن التخمة في جيوب المستفيدين من مضاربات الدولار

نواب وخبراء: الحكومة فشلت في تحقيق الاصلاح المالي المنشود

بغداد ــ طريق الشعب

حتى الآن، يبدو أن قرار خفض قيمة العملة المحلية أمام الدولار، لم يحقق “إصلاحا اقتصاديا” عدا انهاك الناس ـ لاسيما ذوي الدخل اليومي المحدود ـ في معيشتهم.

وشهدت اسعار صرف الدولار امام الدينار العراقي، ارتفاعا في البورصة والصيرفات, فيما يحمّل نواب وخبراء، الحكومة والبنك المركزي مسؤولية التباين بين السعر الرسمي للدولار وسعر السوق.

وقال وزير المالية، علي عبد الامير علاوي، وهو أبرز المؤيدين لعملية تعويم الدولار، إن أزمات العام 2020 كشفت “هشاشة الاقتصاد العراقي”.

وأضاف في تصريح سابق، ان حكومته قدمت “إصلاحات كاسحة” كانت تساعد على تجاوز “وضع كارثي”، لكن مع تعافي أسعار النفط يبدو أن الحكومة تجاهلت الاصلاحات المطروحة.

ومن بين ما اقترحه علاوي، بحسب قوله، كان “تقليص الرواتب وتمويل الاستثمار وإصلاح شامل للاقتصاد”، لكنه يشكو توجه الحكومة الى “معالجة حالة البطالة بإضافة مزيد من خريجي الكليات والجامعة الى قائمة رواتب موظفي الدولة”.

وقدر التقرير الحكومي الذي نشر مؤخراً نسبة الانجازات التي تحققت في القطاع الاقتصادي بـ 66 بالمئة. وشملت: “إكمال موازنة إصلاحية شاملة، تعظيم الإيرادات غير النفطية وقطع شوط كبير في الإصلاحات الاقتصادية، تنظيم عمل المصارف وتوقيع عقود تطوير وربط المصارف العراقية بالعالمية، والعمل على زيادة المشاريع الاستثمارية على وفق خطط استراتيجية مكثفة”.

وما لا يبدو منطقيا في ذلك، هو أن تبقي الحكومة على أسعار صرف الدولار بقيمتها الحالية، من دون مرافقتها بإجراءات تنتشل الفقراء والمتضررين من هكذا قرارات مرتبكة، بدل تركهم لمواجهتها وحدهم.

مطالبات بالتعويض

وطالب عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان فاضل الغراوي، بتعويض المواطنين عن ارتفاع اسعار المواد المعيشية، إثر ارتفاع سعر الدولار، وعدّه “واجبا حكوميا”.

وذكر الغراوي في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, ان “الفئات الهشة وذات الدخل المحدود تضررت كثيرا بسبب السياسة الحكومية في رفع سعر الدولار امام الدينار العراقي، مما تسبب بارتفاع كبير لاسعار المواد المعيشية”.

وأضاف ان “المواطن العراقي يتعرض للعديد من الازمات بشكل يومي سواء بنقص الخدمات وعدم توفر الكهرباء وتداعيات الجانب الصحي والتعليمي والبيئي، مع قلة فرص العمل وضعف المدخول”.

واشار الى أن “استمرار ارتفاع الاسعار وعدم قدرة المواطن على سد احتياجاته المعيشية، يدعونا الى مطالبة الحكومة بتعويض المواطنين بشكل مباشر من موازنة الطوارئ، لقاء ما لحقهم من ضرر بسبب هذا الارتفاع”.

استضافة المحافظ

وكشف عضو في اللجنة المالية في مجلس النواب عن توجيه دعوة لمحافظ البنك المركزي، لغرض استضافته في مجلس النواب.

وقال النائب ناجي السعيدي, انه “تم توجيه دعوة إلى محافظ البنك المركزي لغرض استضافته الاسبوع المقبل، للاستفهام منه بخصوص ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار، ووجود مبيعات غير رسمية للدولار”.

واضاف ان “هناك مشكلة تتعلق بالوعي الاقتصادي عند الطبقة السياسية الحاكمة، وهي مشكلة كبيرة لا يعرفها الا المختص، وهي بحاجة الى تدخلات حكومية”, كاشفا ان “هناك اكثر من 100 مليون دولار تذهب للمضاربة، وهناك من يستفيد من الفرق بين سعري الصرف: الرسمي والاسمي؛ إذ أن سعر الصرف الرسمي 145 ألف دينار، والاسمي 150 بمعنى فرق قرابة 5 آلاف دينار، عن كل 100 دولار”.

وأكد السعيدي, ان “ارباح فرق السعر تذهب الى المصارف الداخلة في المضاربة. هناك شخصيات سياسية وأحزاب ساندة لهذا الموضوع، لأنه يشكل استفادة لها”.

وبيّن أن “مسؤولية البنك المركزي هي استخدام بعض الخطوات بزيادة المعروض النقدي للدولار، لكي يحافظ على سعر الـ148 الف، الموازي للسعر الرسمي”.

ولفت إلى أن “قضية نافذة بيع العملة اذا لم تتدخل الدولة بكل إمكانياتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية في ما يخص سياسة النقد للبنك المركزي، فلا يمكن حل هذه المعضلة”.

وأشار الى ان “طلبات المضاربة لا تتجاوز ما بين 50 الى 70 طلباً، في حين يتم البيع بواقع 210 طلباً، فمن هو الذي يشتري بهذا السعر، وبهذا الحجم من الطلبات. هذا يؤشر خللا واضحا”.

لا تغيير في السعر

وحول نيّة البنك المركزي رفع سعر صرف الدينار امام الدولار, اكد البنك أن سعر صرف الدولار “ثابت مقابل الدينار، ودون أي تغيير”.

وذكر البنك في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, ان “السعر الذي تم اختياره نهاية عام 2020 لصرف الدولار استند إلى دراسات معمقة لمتطلبات الوضع الاقتصادي والمالي وأهداف السياسة النقدية”, مشيرا الى ان “مبيعاته من العملة الأجنبية تستند إلى استقرار احتياطياته الأجنبية بمستويات ممتازة، حيث تمت زيادة تلك المبيعات لتلبية كافة الطلبات المشروعة”.

وبيّن أن “سعر الصرف سوف يستقر نتيجة للإجراءات التي اتخذها البنك المركزي مؤخرا”.

وكان البنك المركزي اعلن الخميس الماضي عن زيادة كمية المبيعات النقدية من العملة الاجنبية للمصارف وشركات الصرافة لغرض تلبية الطلبات من العملة الاجنبية، وتحقيق اهداف السياسة النقدية.

فشل في تحقيق الاهداف

من جانبه, أشر الخبير المالي حسن الكورجي, “اخفاقا حكوميا” في تحقيق الاهداف الاصلاحية الخاصة بالسياستين المالية والنقدية للبلاد.

وقال الكورجي لـ”طريق الشعب”, ان “احد حجج الحكومة لرفع سعر صرف الدينار امام الدولار هي من اجل الحد من عملية تهريب العملة الصعبة الى خارج البلاد, لكن شيئا من هذا لم يحدث، حيث عادت مبيعات البنك المركزي للارتفاع، خلال الفترة الماضية بنفس المستويات السابقة”, مشيرا الى ان مبيعاته “تفوق 200 مليون دولار يوميا. وانها تذهب على شكل حوالات الى خارج البلاد، دون معرفة وجهتها”.

واضاف ان “المصارف الاهلية ـ المملوكة لعدد من الاحزاب والشخصيات المتنفذة ـ تسيطر على نافذة بيع العملة, وهي المسؤولة عن المضاربة بأسعار الدولار”.

وخمّن المتحدث أنها تحقق “ارباحا طائلة من فرق السعر الرسمي للبنك وسعر البيع لدى المصارف والصيرفات”.

ويرجح الكورجي بقاء سعر صرف الدولار امام الدينار “متذبذبا”، معتقدا ان البنك المركزي لا يستطيع السيطرة عليه “نتيجة لوجود شخصيات سياسية متنفذة مستفيدة من الفرق السعري”.

أما إجراء ضخ مزيد من العملة الاجنبية الى الاسواق فيجدها الكورجي “محاولة يائسة للتقليل من المضاربات”، فيما ينصح البنك المركزي بـ”توجيه عقوبات رادعة واستبعاد البنوك والشركات المتلاعبة بالسعر، ان كان جادا في محاولة السيطرة على سعر صرف الدولار”.

اسعار الصرف في البورصة

وواصل سعر صرف الدولار، ارتفاعه مقابل الدينار العراقي ليصل الى اكثر من 1500 للمرة الاولى منذ قرار رفع سعر صرف الدولار في بداية شهر كانون الأول الماضي.

وتداولت محال الصيرفة في بعض المحافظات سعر شراء الـ100 دولار بـ150500 دينار، مقابل 151 الفا للبيع. وهذا الرقم لم يصل له العراق منذ عام 2008، بحسب مراقبين.

وبلغ سعر البيع في محال الصيرفة بالعاصمة بعداد، 150,750 دينار عراقي مقابل 100 دولار أمريكي. فيما بلغ سعر الشراء 149,750 دينار عراقي مقابل 100 دولار أمريكي.

*********************

مفاهيم اقتصادية مبسطة

البرجوازية

اعداد: د. صالح ياسر

هي طبقة مالكي وسائل الانتاج، وتستخدمها لإستغلال الطبقة البروليتارية. وتصبح الطبقة المسيطرة في المجتمع الرأسمالي. لقد ظهرت هذه الطبقة وعلاقات الانتاج البرجوازية المرافقة لها في رحم المجتمع الاقطاعي، وذلك خلال عملية تفسخ الانتاج السلعي الصغير، وظهور الاقتصاد السلعي الرأسمالي. وتم ظهور البرجوازية، كطبقة، في مرحلة ما يسمى بالتراكم البدائي لرأس المال، حيث تم تجريد صغار المنتجين من وسائل عملهم قسرا، وتحويلهم الى عمال اجراء. ومع تطور الرأسمالية اصبح مصدر التراكم التالي لثروات البرجوازية، هو فائض القيمة الناتج عن عمل العمال غير المدفوع أجره، بالإضافة الى استغلال صغار المنتجين وتحطيمهم، ونهب الشعوب الاخرى. وتعتبر البرجوازية والبروليتاريا الطبقتين الأساسيتين في المجتمع البرجوازي، ولهذا فإن مصالحهما متناقضة والتناقضات الناشئة بينهما تناقضات تناحرية.

*********************

الصفحة الخامسة 

الشرارة الأولى لانتفاضة تشرين

حملة الشهادات العليا .. إلى متى يبقون في الشوارع؟!

بغداد – وكالات

منذ نحو عام ونصف العام، يواصل العشرات من حملة الشهادات العليا في بغداد وعدد من المحافظات، تظاهراتهم مطالبين بالتعيين والتثبيت في الجامعات والكليات الحكومية أو الأهلية والخاصة المستحدثة.

ويتخذ المتظاهرون من الأبنية الحكومية، سيما المرتبطة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مكاناً لاحتجاجاتهم. وهناك عدد كبير منهم يعتصمون في نحو عشر خيمات تم نصبها قبل شهور أمام مبنى الوزارة في بغداد، معظمهم يطمح إلى التعيين كأستاذ جامعي، أو نيل منصب في دائرة حكومية.

وكان حملة الشهادات العليا، هم الشرارة الأولى لانتفاضة تشرين 2019. فقد تظاهروا في أيلول من العام نفسه، وواجهتهم قوات حماية مكتب رئيس الوزراء، بخراطيم المياه.

وتناقل ناشطون وقتها، مقاطع مصورة أظهرت سقوط عدد من النساء على الأرض، ما أدى إلى تفاقم الغضب الذي كان قائماً ضد الحكومة، لتنطلق بعدها بأيام تظاهرات الأول من تشرين الأول في بغداد، وتنتقل سريعا إلى عموم المحافظات.

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت بغداد والحلة والناصرية والبصرة، سلسلة من الصدامات بين المتظاهرين من حملة الشهادات العليا وقوات فض الشغب، رغم أن وزارة التعليم العالي أكدت نهاية العام الماضي، أن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بحملة الشهادات العليا، وأنها وجهت بتعيين شريحة منهم في الكليات والمعاهد الأهلية بما يتناسب مع الحاجة والتخصص.

أكثر من 50 ألفا

لا يُعرف العدد الحقيقي لهؤلاء الخريجين، لكن عضو تنسيقية تظاهرات الشهادات العليا في بغداد، محمد عادل السامرائي، يؤكد أن الأعداد أكثر من 50 ألف شخص، وأن غالبيتهم من الحاصلين على شهادة الماجستير، مستدركا “لكن الذين يشاركون في التظاهرات لا يتجاوز عددهم الـ100 شخص”.

ويعتبر السامرائي، في حديث صحفي، أن “الحكومات العراقية منذ 2003، حتى الآن، لا تحترم العقول المفكرة، ولا العلماء. وهذه ليست مبالغة، لأن لدينا في صفوف المتظاهرين من يحملون شهادات دكتوراه في الفيزياء أو الكيمياء، وبعضهم يملك براءات اختراع، لكنهم من دون وظيفة أو دخل جيد”.

من جهته، يقول علي كريدي، وهو حاصل على الماجستير في الصحافة في جامعة بغداد، إنه يتظاهر منذ عامين أمام مبنى وزارة التعليم العالي، مبينا في حديث صحفي، انه “قابلنا الوزير مرة واحدة فقط، ووعد باستحداث درجات وظيفية لشريحتنا، لكننا لم نجن سوى الوعود”.

ويضيف، أن فريقاً من المتظاهرين كانوا قد زاروا الوزير في مكتبه، فصارحهم بأن ملفهم معقد، ولا يمكن قبولهم بالأعداد الحالية بسبب الضائقة المالية في البلاد، مؤكدا أن “جميع الخريجين يعانون غياب الاهتمام الحكومي. وهم في الغالب من المتفوقين، ويملكون أفكاراً قد تنقذ العملية التعليمية في العراق، وبدلاً من الاهتمام بهذه الشريحة التي تسعى دول كثيرة للاستفادة منها، فإن العراق على العكس، يواجههم بخراطيم المياه، والاعتداء، وأحياناً بالرصاص الحي!”.

المسؤولون لا يؤمنون بأهمية التعليم والمتعلمين!

إيمان جبار، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في علوم الفيزياء في جامعة النهرين، تقول أن المسؤولين في البلاد لا يستوعبون مطالب المتظاهرين من حملة الشهادات العليا بالتعيين، حتى لو عبر عقود سنوية كما يجري في بعض الشركات الخاصة.

وتتابع قولها في حديث صحفي، أن “أكثر ما يحزننا، نحن الذين درسنا طويلاً لبلوغ هذه المرحلة، أن أعضاء في مجلس النواب، ومسؤولين في مناصب مهمة، لم يحصلوا حتى على الشهادة الإعدادية، وبالتالي نحن نشعر بأننا نواجه شريحة لا تؤمن أصلاً بأهمية التعليم والمتعلمين”، موضحة أن “هناك تزايداً غير اعتيادي في أعداد أصحاب الشهادات العليا في العراق، خصوصاً مع استمرار توافد الطلبة العراقيين إلى روسيا وإيران ولبنان للحصول على ألقاب علمية بتكلفة قليلة وجهد أقل، وهؤلاء حين يرجعون إلى البلد يطالبون أيضا بالتعيين”.

مشهد مسيء للجميع

إلى ذلك، يؤكد عضو مجلس النواب، علي البديري، أنه “من واجب الحكومة استيعاب الخريجين، سيما أصحاب الشهادات العليا، وتوزيعهم كمدرسين وأساتذة في الجامعات، أو إلزام الجامعات الأهلية والخاصة باستيعابهم في كلياتها”، لافتا في حديث صحفي، إلى أن “مشهد هؤلاء الأساتذة وهم يفترشون الأرض مطالبين بالتعيين، مسيء للجميع. فلا بد من الاهتمام بهم”.

**************************

متعاقدون يحتجون

على تقليص رواتبهم

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

نظم عمال العقود في "معمل الروافد" للجسور العملاقة، العائد إلى "شركة حمورابي العامة" للمقاولات الانشائية، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وقفة احتجاج ضد تقليص رواتبهم إلى النصف، من 350 ألف دينار شهريا، إلى 175 ألف دينار. وتجمع المحتجون في موقع العمل، وطالبوا بإعادة جدول رواتبهم السابق، فضلا عن صرف أجورهم المتأخرة منذ شهور عدة، داعين في الوقت ذاته إلى تثبيتهم على الملاك الدائم، نظرا لخدمتهم الطويلة التي تزيد على 10 أعوام.  وأضرب العمال المحتجون عن عملهم وأغلقوا المعمل، مؤكدين عدم عودتهم إلى العمل لحين تنفيذ مطالبهم.

*********************

زقاق في الغزالية

يعاني تهالك الشبكة الكهربائية

بغداد – لويس فؤاد

شكا سكان الزقاق 79 في المحلة 651 بمنطقة الغزالية/ جانب الكرخ من بغداد، تردي شبكة توزيع الكهرباء وتهالكها، بما فيها المحولة الرئيسة التي تغذي الزقاق، والتي لا تنفك تتعطل بشكل يومي، ما يتسبب في عطب الأجهزة الكهربائية المنزلية.

وأكد العديد من سكان الزقاق، الذي يقع تحديدا في "حي الصحفيين" بالمنطقة، انهم ناشدوا دائرة كهرباء الغزالية مرارا، استبدال المحولة والأسلاك المتهالكة بأخرى جديدة أكثر سعة، أو تصليحها بشكل جيد على الأقل، إلا أنهم لم يلمسوا استجابة جدية من المسؤولين في الدائرة، مشيرين في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن مشكلة شبكة الكهرباء في زقاقهم ليست جديدة، إنما تعود إلى العام 2005، وتكون ذروتها في موسمي الحر والأمطار.

وأوضحوا، أنه بسبب زيادة عدد السكان في الزقاق، وتقسيم المنزل الواحد إلى أكثر من منزل، زاد الحمل على شبكة الكهرباء وشكل ضغطا إضافيا على المحولة والأسلاك، لافتين إلى أن فرق الصيانة التابعة إلى دائرة الكهرباء، لا تعالج المشكلة بشكل جذري "فهي تأتي كل مرة وتجري صيانة ترقيعية مؤقتة، في حين أن الأمر يتطلب استبدال المحولة والأسلاك" – على حد قولهم.

وجدد أهالي الزقاق، مطالبتهم المسؤولين في دائرة كهرباء الغزالية، بحل مشكلة الشبكة الكهربائية، وإنقاذهم من معاناتهم اليومية.

***************

سكان الكريمية في الكوت:

الغراف مكب لمخلفات الصرف الصحي

الكوت – وكالات

طالب عدد من سكان منطقة الكريمية المحاذية لنهر الغراف في مركز مدينة الكوت، الجهات المعنية، بضرورة تنظيف النهر وإزالة القصب من على ضفتيه، ومنع رمي مخلفات الصرف الصحي فيه.

وأوضحوا في حديث صحفي، أن الغراف أصبح مكبا للنفايات ومخلفات الصرف الصحي، الأمر الذي تسبب في ظهور مشكلات صحية وأمراض جلدية بين أطفالهم.

ولفت سكان المنطقة، إلى أن الجهات المعنية كانت في السابق تقوم بتنظيف النهر بشكل دوري، إلا أن هذه الأعمال توقفت منذ سنوات، ما فسح المجال لتنامي نبات القصب، الذي يعد بؤرة للحشرات الضارة والسامة.

يشار إلى أن عددا من سكان ناحية واسط (الدجيلة) التابعة لمدينة الكوت، كانوا قد طالبوا أيضا في وقت سابق، بمعالجة مشكلة تلوث “نهر الدجيلي” في الناحية، بعد اختلاط مياهه بمياه الصرف الصحي التي ترمى فيه باستمرار.

*****************

مواساة

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، بخالص العزاء والمواساة للرفاق د. رياض ود. علاء وصفاء وبهاء احمد طه، لوفاة شقيقهم التربوي الفاضل عبد الحسين. للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الصبر والسلوان.  

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الرفيق يحيى حسن عليوي بوفاة اخيه محمد اثر مرض لم يمهله طويلا. الذكر الجميل للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

*ببالغ الحزن والأسى تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيقة ابتسام جاسم بوفاة زوجها رياض احمد (ابو بسمة) اثر حادث سير مؤسف. وتعزي ايضا ابنته الرفيقة بسمة رياض بهذا المصاب الجلل. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله ورفاقه.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، الرفيقة أديبة بسيطة (ام مسار) بوفاة أخيها كريم بسيطة.  للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي تقدم التعازي والمواساة للشخصية الاجتماعية صديق حزبنا سالم كاظم العطار، بوفاة ابن عمه عامر كريم العطار.

وتنعى الرفيق حمزة سعيد حمزة الذي وافاه الاجل في قضاء الموفقية اثر مرض عضال.. وهو من الرفاق القدامى تعرض الى الاعتقال

والملاحقة والاضطهاد اثر انقلاب شباط ١٩٦٣وبقي وفيا للمبادئ التي اعتنقها حتى يوم رحيله.

 الذكر الطيب دوما للفقيد ولعائلته الصبر والسلوان.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لأسرته الكريمة.

*ببالغ الأسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق هاشم عباس الططو وآل ططو بوفاة شقيقه عبد الامير عباس اثر مرض عضال ألم به. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*تعزي هيئة الشهيد فاضل البياتي الرفيق عبد الحليم حسن (أبو ربيع) بوفاة زوج أخته د. عبد الوهاب محمد وهيب.

للفقيد الذكر الطيب وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

وتعزي عائلة الرفيق باري الشيخ علين وكان الفقيد من نشطاء الحزب وجمعية الطلبة العراقيين في المانيا.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بخالص التعازي والمواساة للرفيق عبد الهادي عبد الحسين الجنة بوفاة شقيقة اثر وعكة صحية مفاجئة. للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته الصبر والسلوان.

*******************

الصفحة السادسة

اليمين يحشّد للطعن بالنتائج

بيرو.. مرشح اليسار يفوز في الانتخابات الرئاسية

عادل محمد

بعد فرز جميع الأصوات فاز المرشح اليساري بيدرو كاستيليو، زعيم حزب “بيرو الحرة” الماركسي بالانتخابات الرئاسية في بيرو، متقدما على منافسته اليمينية كيكو وابنة الدكتاتور فوجيموري، بأكثر من 60 ألف صوت. ولم يتم لحد إعداد هذا التقرير إعلان النتائج رسميا. محامو فوجيموري يعترضون أمام المحاكم الانتخابية. والعديد من رؤساء أمريكا اللاتينية يهنئون.

أعلنت فوجيموري الطعن بقرابة 200 ألف صوت في 86 صندوق انتخابي في المناطق الموالية لمنافسها، زاعمه أن هناك تزوير شابها. وريثة الديكتاتورية التي قدمت نفسها على أنها “الخيار الديمقراطي” ضد “الشيوعية” خلال الحملة الانتخابية، تطالب بإلغاء قرابة 200 ألف صوت. من جانبها وصفت المحكمة الوطنية للانتخابات التصريحات بشأن الشكوك في شرعية العملية الانتخابية بأنها “غير مسؤولة”. وأكد رئيس المحكمة، خورخي لويس سالاس، في الفترة التي سبقت الانتخابات، أنه في ظل النظام الانتخابي الحالي.، فإن تزوير الانتخابات “مستحيل”. وبحسب مراقبي الانتخابات الدوليين، كانت الانتخابات ناجحة و “بدون مخالفات”.

وعهدت مجموعة من الشركات البيروفية إلى أفضل مكاتب المحاماة في البلاد بالبحث عن أخطاء شكلية لنقض فوز كاستيلو في الانتخابات. وتجري مجموعة العمل المكونة من نخبة المحامين، المسماة “محامون ديمقراطيون ومستقلون”، تحقيقات في المحافظات المعنية.

مطالبة باعتقال مرشحة اليمين

طلب المدعي العام في بيرو خوسيه دومينغو بيريز إعادة فوجيموري إلى الحبس الاحتياطي، بعد ظهورها في مؤتمرها الصحفي يوم الأربعاء الفائت مع المحامي ميغيل توريس موراليس، الذي شهد ضدها في قضية غسيل الأموال، لتعارض ذلك مع ضوابط حكم مع وقف التنفيذ سابق ضدها. وبحسب لائحة الاتهام، فإنها تواجه حكماً بالسجن لمدة تصل إلى 30 عاماً.

في غضون ذلك، فتحت وزارة الخارجية تحقيقًا مع القنصل البيروفي في هارتفورد، كونيتيكت. كان قد عُهد إليه بنقل الأصوات من الولايات المتحدة، لكنه أظهر تعاطفًا صريحًا مع فوجيموري وفقًا لتسجيل صوتي، قال “أثق في فوز كيكو”، متكهنًا بأفضلية محتملة لمرشحة اليمين بين ناخبي الخارج.

للمرة الثانية على التوالي تفشل كيكو فوجيموري بالانتقال إلى القصر الرئاسي بسبب بضعة آلاف من الأصوات. في عام 2016، احتاجت إلى 40 ألف صوت، في مواجهة الاقتصادي الليبرالي بيدرو بابلو كوتشينسكي. لكن الهزيمة هذه المرة أكثر دراماتيكية، لأن السياسية المحترفة تواجه عدة دعاوى قضائية بتهم الفساد والتمويل غير الشرعي لحملتها الانتخابية.

أمريكا اللاتينية تهنئ

بعد أن كان يوصي بالتريث، أعلن كاستيلو فوزه في الانتخابات. وهنأت حكومات وشخصيات سياسية أجنبية، معلم المدرسة الابتدائية، والقائد النقابي بالفوز في الانتخابات.

كان الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز أول رئيس دولة، يهنئ المرشح اليساري البيروفي بفوزه في الانتخابات. وحذا حذوه أيضا الرئيس البوليفي لويس آرس، ورئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا. وغرد رئيس بوليفيا الأسبق إيفو موراليس: “بيدرو كاستيلو، أخي الروحي ورفيق السلاح، أنت فخر لكل الحركات الاجتماعية والوطنيين”. وصرّح الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا،: “النتيجة في صناديق الاقتراع في بيرو رمزية وتمثل مرة أخرى تقدم النضالات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية المحبوبة”.

الجيش والبنوك يتحركون

ليس هناك شك في أن جميع الشركات الكبيرة تقف وراء فوجيموري، وهناك أكثرية محافظة في الكونغرس، ويشكل قمة المثلث كبار القادة العسكريين.  حقائق ستجعل مهمة بيدرو كاستيلو في حكم البلاد صعبة. وانطلقت خطط تهريب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. قد يصبح تدفق العملات الأجنبية إلى الخارج مشكلة للرئيس اليساري المنتخب مثلما كانت مشكلة للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز. وتنتشر شائعات تفيد بأن الجيش لن يتسامح مع رئيس يساري. وكالعادة لا يريد رأسمال وقوى اليمين التخلي عن فكرة احتكار السلطة عبر سلسلة من الإجراءات من توظيف ثغرات القانون، مرورا بالحرب الاقتصادية والإعلامية، وصولا إلى الانقلابات العسكرية سواء كانت محلية أو عبر غزو خارجي. هذا ما جرى في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، وإن كانت فرصه اليوم شحيحة مقارنة بالعقود الماضية.

وجرت الجولة الأولى من هذه الانتخابات يوم 11 نيسان الفائت، وحصل فيها كاستيلو على 19،83في المائة من الأصوات، مقابل 13،37في المائة لمنافسته اليمينية، فيما فشل عدد من المرشحين في خوض الجولة الثانية.

والمرشح الفائز الذي سيتم الإعلان عنه رسميا سيحكم البلاد لمدة 5 سنوات من 2021 إلى 2026، على أن يتم تنصيبه يوم 28 تموز المقبل الذي يصادف الذكرى المئوية الثانية لاستقلال بيرو وهي جمهورية برلمانية، واقعة في غرب أمريكا الجنوبية، وتمتلك ساحلا على المحيط الهادي، و يبلغ عدد سكانها 29 مليون ونصف المليون والبلاد مقسمة الى 25 منطقة تمتاز بتنوعها البيئي والجغرافي والعرقي والثقافي ومعدلات التنمية البشرية فيها عالية.

********************

«حكومة الثورة»

تعرقل مهام الانتقال في السودان

الخرطوم - قرشي عوض

وعادت الخرطوم تقف حافية على الاسفلت في شمس الصيف الحارقة مع اطلالة شهر يونيو (حزيران)، وهي تحيي ذكرى فض اعتصام القيادة العامة وتطالب باعلان نتائج التحقيق في عملية تفريق المتظاهرين الوحشية من قبل القوات الامنية، والذي تجريه لجنة المحامي نبيل اديب.

بيد ان قرارت وزير مالية “حكومة الثورة” جعلت الاحتجاجات المعهودة تأخذ منحي خطيرا، إذْ اعلنت رفع اسعار الوقود بنسبة 100 في المائة. فانتشرت الاطارات المشتعلة في  الشوارع الكبرى، وعرقلت حركة السير داخل مدن العاصمة.

 لكن حدث -هذه المرة ان صاحبت الاحتجاجات أعمال نهب وسلب، وظهور مجموعات تحمل الاسلحة البيضاء اخترقت تجمعات الثوار،  وهذا يفقد الحراك الاحتجاجي سلميته التي تمسك بها في احلك الظروف.

بعض الاطراف حمّلت الحزب الشيوعي مسؤولية ما يحدث، بسبب كونه من الداعين للخروج الى الشارع لاسقاط الحكومة التي تنكرت لشعارات الثورة، رغم تمسكه كحزب في كل التصريحات الصحفية والمخاطبات، التي اطلقتها قياداته الوسيطة وهيئاته القيادية، بسلمية الحراك الجماهيري. لكن غالبية الاتهامات تتوجه الى عناصر النظام القديم، الذي عبّر عن رغبته الدفينة في التخلص من خصومه في قوى الحرية والتغيير.

 وتتمثل خطة فلول العهد السابق في دفع الجيش  لاستلام السلطة واعلان انتخابات مبكرة، يعتقدون انهم سوف يكسبونها بسبب ما يتوفر لديهم من امكانيات مالية راكموها خلال  30 عاماً.

في هذا الوقت اعلنت لجان المقاومة في أحياء العاصمة الكبرى، ان ما يحدث في الشارع لا يمثلها. ودعت منتسبيها الى رفع الاطارات المشتعلة  فوراً، والسماح بانسياب حركة المرور. كما قامت الشرطة بانتشار واسع  في شوارع مهمة، مثل شارع عبيد ختم وغيره، واطلقت الغاز المسيل للدموع، وقبضت على مجموعات منفلتة اودعتهم السجون. كما اعتقلت خلية تابعة لحزب البشير المعزول مجتمعة في حي المنشيئة. لكن بعض المصادر رجحت انها تابعة لحركة “تمازج” الموقعة على  اتفاق جوبا، وتتوقع الافراج عن عناصرها خلال ساعات.

على الجانب الآخر لا يوجد ضوء في آخر النفق، حيث اعلن وزير المالية في مؤتمر صحفي ضمه مع وزير النفط، ان الزيادات في الاسعار سوف تتصاعد حسب السعر المعلن للدولار. وتشير الدلائل الى ان هذا السعر سوف يوالي صعوده، بعد ان دخل بنك السودان نفسه تجارة العملة الاجنبية بعرض مزادات لبيعها في البنوك. حتى ان الحزب الشيوعي السوداني وصف البنك في تصريح صحفي صادر عن مكتبه السياسي، بانه اصبح “حافظ سر تجار العملة”.

وهكذا فان ما كان يعتبر مضاربة في العملة، يقوم بها بعض التجار الذين يمكن ان يتعامل معهم الأمن الاقتصادي ويحد من نشاطهم، أصبح سياسة رسمية للدولة.

وعليه فسوف تتوالى الاحتجاجات في الشارع، وربما يعاد انتاجها بشكل متزايد الحدة في اتجاه الخروج عن السيطرة التنظيمية والحزبية. فلا تزال لجان المقاومة كواحدة من اهم العناصر التي فجرت ثورة ديسمبر، ممسكة بزمام الامور ويكفي اعلان منها لتعود الشوارع الى طبيعتها، ما يعني ان الاوضاع رغم كل مظاهر الانفلات تبقى تحت السيطرة.

لكن استمرار الازمة المتوقع بفعل سياسات الحكومة الاقتصادية، سوف يجعلها تفقد هذه الميزة. وربما ترشح تطورات الاحداث قيادة اخرى من خارج المشهد السياسي والاجتماعي لثورة ديسمبر. وقد تكون هذه القيادة من التنظيمات الدينية المتطرفة. خاصة وان ما تسميه الحكومة بالجراحة القاسية التي يتطلبها الاقتصاد السوادني، تترافق معها سياسات اجتماعية تتعارض مع النظام الاجتماعي والموروث القيمي في السودان، مثل التوقيع على اتفاقية سيداو، ومطالبة عبد العزيز الحلو الذي تفاوضه الحكومة، بعلمانية الدولة والغاء عطلة الجمعة واستبدالها بيوم الاربعاء،  وغير ذلك من اجراءات وتوجهات ستحفز التيار السلفي على اعادة ترتيب صفوفه، والدخول في مواجهات مرتقبة مع السلطة.  ولسوف يوظف في ذلك السخط الشعبي على تفاقم الازمة الاقتصادية، التي اوصلت الوضع المعيشي الى حالة لا تحتمل.

اما التيار الاكثر اعتدالاً وسط قوى الاسلام السياسي، فيحتج بان الحكومة الحالية انتقالية ولا يحق لها البت في مثل القضايا التي تتبناها اليوم، وان اقصى ما يتمناه هو ان يستلم الجيش السلطة، ويجري انتخابات لتأتي بحكومة تمتلك الشرعية التي تمكنها من حل المشاكل الكبيرة، مثل طبيعة الحكم وتوجهات السياسة الخارجية، خاصة التطبيع مع العدو الصهيوني.

وهكذا فان ما يحدث هو توظيف للأزمة الاقتصادية وليس تعاطياً ايجابياً معها. ومن الناحية النظرية لا تعلن اية قوى سياسية، باستثناء الحزب الشيوعي السوداني، موقفاً واضحاً من سياسات رفع الدعم للسلع وتعويم سعر العملة، وما تسبب من تفاقم للاوضاع المعيشية لملايين السودانيين.

 ***********************

مشاركة متدنية في الانتخابات الجزائرية

الجزائر ـ وكالات

أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، أول من أمس، أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 30.2 في المائة، على مستوى البلاد. في وقت استمرت فيه عمليات فرز الأصوات بعد إغلاق جميع صناديق الاقتراع.

وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، إن “الانتخابات جرت في ظروف حسنة، عدا بعض الهفوات التي لا تؤثر على نزاهتها”، مبيناً أن “عملية فرز الأصوات تتطلب وقتا كبيرا قد يصل إلى 4 أيام، بسبب تعقيد العملية الانتخابية جراء تعدد القوائم مقارنة بالانتخابات السابقة”.

نسب متفاوتة. وأعلنت سلطة الانتخابات أن فرز الأصوات سيتم على مرحلتين؛ الأولى للقوائم، والثانية لكل مرشح في القائمة.

وذكر مراسلو وكالات الانباء، أن الإقبال على التصويت كان متفاوتا بين الولايات في الساعات الأولى، حيث بلغت النسبة في بعض الولايات 17 في المائة،  في حين لم تتعد 1 في المائة في ولايات أخرى. لكن لا توجد مشاركة واسعة.

وكانت مراكز الاقتراع في الجزائر والمهجر فُتحت صباح السبت أمام 24 مليون جزائري يحق لهم التصويت في الانتخابات التشريعية المبكرة، التي تُجرى لاختيار 407 نواب في المجلس الشعبي الوطني أو ما يعرف بالغرفة الأولى.

ويتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 22 ألف مرشح ينتمون إلى 2288 قائمة، منها 1080 قائمة حزبية، و1208 قوائم مستقلة. في حين بلغ عدد المرشحات 5744 امرأة.

ووفقاً لتقارير صحفية، إن التصويت جرى بصورة عادية في الولايات الـ58 بالجزائر.

وتابع أن وزارة الداخلية فرضت إجراءات أمنية مشددة بداية من الليلة الماضية، مشيرا إلى تعديل في قانون العقوبات للتصدي لمحاولات ما سمي بتعكير صفو العملية الانتخابية، سواء بمنع الأفراد من الإدلاء بأصواتهم، أو تخريب مراكز الاقتراع.

 ***********************

البرلمان الكوبي يناشد برلمانات العالم

تصعيد المطالبة برفع الحصار الاقتصادي الامريكي

تلقت “طريق الشعب” نسخة من النداء الذي اصدرته لجنة العلاقات الدولية في “الجمعية الوطنية للسلطة الشعبية” (البرلمان) في كوبا مؤخراً خلال جلسة الاستماع البرلمانية ضد الحصار الاقتصادي الأمريكي. 

وعبّرت اللجنة عن شكرها لجميع البرلمانات والمجموعات البرلمانية والمنظمات والكيانات والأشخاص في ارجاء العالم “الذين رفعوا أصواتهم في الأشهر الماضية لصالح رفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا”. كما أكدت تقديرها للدعم الذي تقدمه سنوياً كل الحكومات تقريباً في العالم لمطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بوضع حد لهذه السياسة الوحشية وغير المشروعة.

وأشار النداء الى ان “هذا الحصار هو أشمل حرب غير متكافئة وطويلة الأمد تُشن ضد أي دولة على الإطلاق. إنه ينتهك القانون الدولي والأهداف والمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة. وهو سياسة لا يمكن الدفاع عنها من الناحية الأخلاقية ويندرج ضمن أعمال الإبادة الجماعية. انه يتعارض مع الرفاه والاستقرار الاجتماعي وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب الكوبي. كما يشكل عقبات كبيرة أمام تحقيق إمكانات التنمية في البلاد ويحرم الشعب من الموارد المالية والمادية الكبيرة اللازمة للإدارة اليومية للاقتصاد المحلي، وتوفير الخدمات الأساسية والحيوية العامة للبلد”.

وأدانت لجنة العلاقات الدولية للبرلمان الكوبي بشدة الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد. وذكّرت بأن حكومة الولايات المتحدة “صعّدت من عدوانها على كوبا في سياق جائحة كورونا (كوفيد-19) من خلال تطبيق تدابير اقتصادية قسرية إضافية”. ولفت النداء الى ان هذا التصعيد ترافق مع “الإجراءات العقابية الناجمة عن إدراج كوبا في اللائحة المفبركة والتعسفية التي أعدتها وزارة الخارجية الامريكية للبلدان التي يُزعم أنها ترعى الإرهاب. وتستمر هذه الإجراءات في وضع عقبات استثنائية أمام إنجاز المهمة الصعبة المتمثلة في مكافحة الوباء وإنقاذ الأرواح، وهي تكشف عن الوحشية المفرطة لهذه السياسة تجاه الشعب الكوبي”.

وجاء في النداء ان “أعضاء البرلمان الكوبي أكدوا مجدداً مناشدتهم لجميع اعضاء البرلمانات في العالم لدعم المطالبة بأنه ينبغي للولايات المتحدة أن تلغي “قانون هيلمز- بيرتون” سيئ الصيت، الذي يهدف الى إدامة عداء الحكومة الأمريكية ضد كوبا، والى فرض آلية وصاية استعمارية على الأمة الكوبية، ومعاقبة وتهديد وترهيب الأشخاص والمنظمات والحكومات في البلدان الأخرى التي تمارس بشكل سيادي حقها في إقامة علاقات مع كوبا وتطوير روابطها الاقتصادية والتجارية بحرية مع الجزيرة”.

وكرّرت لجنة العلاقات الدولية للبرلمان الكوبي دعوتها “للكونغرس الأمريكي إلى الالتفات إلى أصوات قطاعات واسعة من المجتمع الأمريكي المؤيدة لرفع الحصار واتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد لهذه السياسة المشينة ضد كوبا”. وقالت “نحث الهيئة التشريعية الأمريكية على إنشاء قنوات اتصال مع كوبا تشجع التبادل والتعاون في المجالات ذات الاهتمام الثنائي المشترك”.

واختتمت اللجنة البرلمانية نداءها “بالتأكيد مجدداً، وبما لا يدع مجالاً للشك، على عزم الشعب الكوبي الذي لا يلين على المقاومة والانتصار”. 

********************

الصفحة السابعة

لنجعل من المؤتمر الحادي عشر نقلة نوعية في عملية

التجديد والديمقراطية !

ماجد لفته العبيدي

يتوجه الشيوعيون العراقيون إلى عقد مؤتمرهم الحادي عشر الذي تم تأجيله قبل عام نتيجة للظروف السياسية المعقدة التي مرت بها بلادنا وما رافقها من ظروف صحية قاهرة بسبب وباء كورونا والتي  أدت إلى عرقلة عملية التهيئة والتحضير المبكر للمؤتمر وتأخر صدور مسودات وثائقه (النظام الداخلي، البرنامج، والوثيقة السياسية)، حيث دأب الشيوعيون العراقيون على مناقشتها في الموسعات والمؤتمرات المحلية قبل انعقاد المؤتمر الوطني.

وقد نشر حزبنا  لأول مرة وثائق مؤتمره الوطني الثالث بشكل علني  في آذار عام 1976 واستمر هذا التقليد بشكل منتظم منذ الشروع بعملية التجديد والديمقراطية أثناء التحضير لعقد المؤتمر الوطني الخامس في عام 1993، حيث عرضت مناقشات مسودات الوثائق في صحافة وإعلام الحزب، وتم نشر الآراء المغايرة والمتقاطعة والمعارضة مع سياسة الحزب العامة. وجرى تثبيت حق الأقلية لأول مرة في النظام الداخلي الذي أقره المؤتمر الوطني الخامس، ومنح الأقلية الفكرية الحق في التعبير عن آرائها في وسائل إعلام الحزب، وتم التعامل مع مفهوم حرية الفكر وسرية التنظيم على نطاق واسع ليكون رافعة لعملية الصراع الفكري ولتطوير واستمرار عملية التجديد والديمقراطية.

ويسعى الشيوعيون العراقيون اليوم بخطى حثيثة وسباق مع الوقت للتحضير للمؤتمر الحادي عشر من خلال استكمال مسودات الوثائق ونشرها للعلن لتشبع نقاشا في مؤتمرات انتخاب المندوبين ومن قبل جماهير شعبنا وقواها الوطنية الديمقراطية، وهم على ثقة أن هذه النقاشات والحوارات التي سوف تجري على أعتاب التحضير للمؤتمر ستشكل إضافات كبيرة ونوعية على طريق التجديد والديمقراطية من خلال صياغة نظام داخلي يوفي بمتطلبات دمقرطة الحياة الحزبية الداخلية، وإعطاء فسحة أكبر للأقلية ومنح العضو الحزبي مساحة أوسع في رسم سياسة الحزب العامة وتقييم ونقد الاخطاء في العمل الحزبي والسياسي والفكري، وتطوير عملية استفتاء القواعد الحزبية على القضايا المفصلية والهامة، وتطوير آلية إدارة المهمات الحزبية ومكافحة البيروقراطية وتنمية الروح الكفاحية الثورية، والتوصل إلى برنامج عملي آني  قادر على تحشيد الجماهير ودفعها للدفاع عن مصالحها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واستخدام مختلف اشكال النضال والكفاح الثوري للتحقيق ذلك، والخروج بوثيقة سياسية تتضمن معالجات واقعية لإشكالية الوضع السياسي المعقد في بلادنا وتقييم سياستنا منذ سقوط الدكتاتورية الفاشية في نيسان 2003، وإعادة النظر في تحالفاتنا السياسية الآنية والإستراتجية  وتقييمها بما يسهم بأحداث تغييرات فارقة في سياستنا التحالفية من منطلق مصالحنا الاجتماعية الطبقية وفق النهج الماركسي المعاصر.

*****************

في التحضير للمؤتمر الحادي عشر

د. إبراهيم إسماعيل

يعتمد نجاح الحزب في تحقيق سياساته وتمتين صلاته بالجماهير وتعزيز مواقعه في العملية السياسية على تمكّنه من بناء تنظيم قوي، يتسم بقاعدة حزبية فاعلة، سخية في العطاء النوعي، حرّة وشجاعة، ليس في مواجهة العدو الطبقي والصعاب، بل في الحرص على مستقبل ومصير حزبٍ، إنتمت اليه بحرية وقناعة، وبكادر متمرس على إدارة التواصل بين أركان هذا البناء، وبقيادة كفوءة، تتمتع بقدرات فكرية وتنظيمية متميزة وسجل نضالي ساطع، قيادة تتحلى بالإيثار وتتقن فن الإصغاء للمختلفين وتتعلم من هذا الإختلاف، متواضعة، تؤمن بأن المسؤولية تكليف، ولا يضيرها تغيير المواقع ولا تدعي إحتكار الحقيقة، مهما كانت. إن ما نحتاجه، اليوم، بعد مايقارب العقدين من العمل العلني، إنما يتمثل في إختبار المؤتمر الحادي عشر، لمدى توفر هذه الشروط ودرجة تفاعل أطرافها الثلاثة بديناميكية وحرص، ورسم البرامج ووضع الخطط الكفيلة بمعالجة أي قصور أو تلكؤ يشخصه المؤتمر في هذا المجال.

قاعدة حزبية صلدة

لقد أدى إعتماد برنامج يضمن إستيعاب أوسع قاعدة إجتماعية في المسار الكفاحي لحزبنا بعيد سقوط الفاشية، وهو برنامج صائب تماماً، الى تسرب بعض الشغوفين في العمل السياسي لصفوفنا، ممن يفتقدون للإشتراطات التي يتطلبها الكفاح لتحقيق الأهداف الطبقية التي أوجدت الحزب الشيوعي وحددت مسار تطوره ومسؤوليته التاريخية في إقامة عالم الحرية التامة. ورغم إن الإختبارات التي مر بها هذا البعض، كالتزكيات وفترة الترشيح، كانت مفيدة، الا إن قصور بعض هؤلاء قد ترك تأثيراً سلبياً على نشاط الحزب، وإن بمديات متباينة، لاسيما فيما يتعلق بنشاطه الجماهيري. ولايتناسب هذا الإنفتاح، في ظني، مع الواقع السياسي والمتغييرات في المجتمع العراقي. ومعالجة للمشكلة، أقترح إجراء جرد لعضوية الحزب، وإعتماد شكلين لها، بحيث يكون كل من أقر برنامج الحزب ونظامه الداخلي ودعمه مالياً، عضواً مؤازراً، ينتقل ليكون عضواً عاملاً بعد أن يثبت آهليته لذلك وبرغبته الشخصية وبعد أن تتم إجراءات التوثق منه، لا بعد فترة زمنية محددة فقط.

أن إتساق المباديء التنظيمية مع المستوى الثقافي للناس، وقدرة الحزب على تربية منتسبيه عليها ومعالجة نواقص أعضائه الجدد، وصيانة جهاز المناعة في داخله وتنشيط هذا الجهاز بشكل دوري، يستلزم أن تتضمن شروط عضوية الرفيق العامل توفر مستوى من الأخلاق الشيوعية كالتضامن الرفاقي والإيمان بالعدل وتكافؤ الفرص والتواضع والجرأة والصدق والإيثار، وأن تكون لهذه، الأسبقية على الشروط الأخرى التي يتضمنها النظام الداخلي.

كما لا بد من الربط بين شروط العضوية هذه وبين فهم الرفيق/ـه لمبدأ النقد وإمتلاكه لفن ممارسته، فلا يكفي أن يعترف الشيوعي بخطئه بل أن يكون مقتنعاً بانه أخطأ وأن يتمتع بجرأة الإعلان عن هذا الإعتقاد وأن يتجاوز رواسب البداوة والأنانية وغيرها من مشاكل التخلف الاجتماعي، وصولا الى أن يفرح حين يمارس بحقه نقد بناء ويستمتع بإنتقاد نفسه، مع التأكيد على الحزم تجاه من يسعى لتحويل هذه الممارسة الى تصفية حسابات شخصية والإضرار بوحدة الإرادة.

وأخيراً، يمكن القول، بأن وحدة وقوة الحزب لا تتحقق بدون تمتع القاعدة الحزبية، مجتمعة وكأفراد، بالحرية الكاملة و بالقدرة على تصحيح الإخطاء وتعديل السياسات، وبمستوى، يشعرها بأنها مالكة لهذا الحزب ومسؤولة عن مصيره ودوره، هذا الشعور الذي سيتعزز بالإنتماء الوطني لأعضاء الحزب وتوقهم لخدمة شعبهم وتطور بلدهم.

كادر حزبي مجّـرب

يزخر التاريخ المجيد لحزبنا بخبرات كبيرة في مجال إختيار مجموعة من الرفاق لقيادة مفاصل عمل الحزب المختلفة (إصطفاء الكادر)، ومنحهم الثقة وتخويلهم الصلاحيات التي تمكّنهم من تنفيذ برامج العمل والخطط التي يرسمها العقل الجماعي للحزب. ولعل من أبرز التأثيرات الجانبية للدمقرطة والتجديد، بعض القصور الذي شاب هذه العملية في العقود الأخيرة، بسبب ضعف الوعي الإنتخابي لدى بعض الرفاق، وتسرب خطايا إجتماعية لنفوسهم، كالمحاباة والمنافسة غير الرفاقية والمناطقية وغيرها، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل المؤتمر، لا بالتراجع عن التجديد، بل في معالجة هذه التاثيرات الجانبية التي أثقلت أحيانا كاهل بعض المنظمات. ولعل وضع شروط للمرشحين وتزكيات يعطيها العقل الجماعي لهم، ستحصر المنافسة بين المؤهلين حقاً لحمل النسغ، الصاعد والنازل، بين القاعدة والقيادة بشكل فاعل ومثمر.

القيادة الحزبية

يشير النظام الداخلي للحزب الى أن من أولى المباديء التنظيمية له ككيان سياسي ديمقراطي موحد، وجود قيادة واحدة “تمثل هيئته التنفيذية العليا، وتنتخب بطريقة ديمقراطية، وتعبر عن إرادة الحزب بجميع أعضائه ومنظماته، وتقدم تقاريرها الدورية إلى المنظمات الحزبية وتخضع لرقابتها المنتظمة”. فبدون وحدانية مركز القرار سيتجزأ الهدف ويضعف الإنضباط ويعجز الحزب عن تحقيق أي شيء ويبقى يدور حول نفسه في حلقة مفرغة. ولكي تكون هذه الوحدانية حقيقية ومثمرة، يجب أن تسود في صفوف الحزب وحدة الإرادة غير المشروطة، وأن تساهم القاعدة الحزبية والكادر المجرب، وليست القيادة لوحدها، في تصفية التكتلات والشللية، أي كان شكلها وحجمها وتوقيتها، قبل أن تنخر ببطء في مبدأ التضامن الرفاقي وبالتالي تخرب وحدة الإرادة.

ومن المفيد هنا الإشارة الى أن الإنضباط الواعي، ومنح القيادة ـ طوعاً ـ كل الصلاحيات والقدرة على تنفيذ السياسات والبرامج، لايمكن تحقيقه بدون تمتع الرفاق القياديين بثقة أعضاء الحزب، وإنتخابهم بحرية تامة، وتوفر القدرة العملية على إستبدالهم متى ما تطلب ذلك. وترتبط هذه الثقة، في ظني، بمدى قدرة الرفيق/ـه القيادي على الإنسجام مع مشروع التجديد الفكري والتنظيمي وعلى مستوى شعبيته، ليس بين مندوبي المؤتمر بل وأيضا بين صفوف جماهير الحزب كلهم، وعلى خلاصه من الركود اليقيني وإمتلاكه حرية الإجتهاد والقدرة على إصلاح أي شقوق في جدران السفينة التي نبحر بها، وعلى تخليه عن ما يتمسك به البعض من وجود تعارض بين التجديد الشامل وبين وحدة الإرادة والعمل، وعلى قدرته على قراءة المتغييرات في الواقع لا في الكتب، وتوسيع مشاركة الشيوعيين جميعاً في إدارة الدفة وعدم إنابة نفسه للتفكير بدلاً عن القواعد الحزبية. ومن نافل القول أن تبقى المواصفات التقليدية في إنتخاب القيادة، سليمة في جوهرها وفي الكثير من مفرداتها، كالتاريخ الحزبي الناصع والجهادية والحكمة والصمود والشجاعة ونكران الذات وغيرها.

كل النجاح للمؤتمر الوطني الحادي عشر.

*****************

وجهات في النظر

عودة سريعة الى لينين!

يوسف أبو الفوز

وسط التغييرات المحتدمة، في وطننا العراق، وما حوله في بعض البلدان العربية، وإستمرار إندلاع الاحتجاجات الجماهيرية، وتقاطع الآراء والمواقف (والاتهامات!) بين قوى اليسار، أحزاب وجمعيات وأفراد في فهم ومواجهة ما يجري، اعتقد اننا بحاجة ماسة بالعودة الى مهندس الثورات ومنظرها الأبرع، فلاديمير أليتش أوليانوف ـ لينين (1870ــ 1924)، الذي سماه المفكر الراحل هادي العلوي “ نبي العصر”، فهو الثوري الماركسي، الذي قاد حزب البلاشفة وثورة أكتوبر رافعا شعار: الأرض والخبز والسلام.

قد يقول قائل ان ما تحدث عنه لينين في عصره لا ينطبق على عصرنا، عصر الفيس بوك والانترنيت والهامبرغر، لكن يجب ان لا ننسى ان مجتمعاتنا لا تزال تعاني من نفس الثوابت السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فأن الفقر والتمايز الطبقي والاضطهاد والاستبداد ما زال بنفس المحتوى وان تغيرت اشكاله الخارجية.

في مراجعة مؤلفات لينين، سنجده يناقش وباستفاضة مفهوم “الثورة” في العديد من منها. سنجد ان لينين يسمي كل تمرّد عفوي شعبي ضد النظام “ثورة”، هكذا لم يتردد في وصف ما حصل في روسيا عام 1905 بالثورة، رغم ان الاحداث بدأت بشكل عفوي. وقدم في “تقرير عن ثورة 1905”، الذي كتبه عام 1917، وصفا تفصيليا لما حصل في الاحد الدامي 22 كانون الثاني-يناير 1905، وكيف ان عمال بسطاء وبعضهم مؤمنين يحملون الايقونات، يقودهم كاهن توافدوا امام قصر القيصر ليقدموا له عريضة بمطالبهم، لكن القصير استدعى قوات من الجيش وفرسان القوزاق لينقضوا على الجموع بالسلاح البيض ويطلقون النار على العمال العزل، فسقط الاف الشهداء و” كان غضب العمال لا يوصف”.  وأدان لينين في التقرير المذكور بقسوة جناح من الاشتراكيين الإصلاحيين الذي قللوا من فعل الجماهير، وراحوا ينادون بالإصلاحات، بحجج” ليس في روسيا شعب ثوري”. سنجد في عموم كتاباته ان لينين في حديثه عن متطلبات الثورة، ميّز جيداً بين العامل الموضوعي (الثورة الشعبية) والعامل الذاتي (فعالية الحزب الثوري وخططه)، لهذا فهو يرى أن هناك “ثورة” قد نشبت، عفوية، شعبية، لكنها ثورة! ورغم ان الشعب لم يطرح برنامجا متكاملا، لكن كل مكونات الشعب حملت مطالبها ضمن ظروف حياتهم والقاسية ومعاناتهم المستمرة، فكان الفلاحين يطالبون بالأرض، والعمال يريدون تحسين الأجور، وهناك مطالب مختلفة من بقية مكونات المجتمع، لكن الجميع اتفقوا على اسقاط حكم القيصر، فهي عنده ثورة ضد النظام القديم. وهنا يتحدث عن دور “البلاشفة” للعمل لتوفير “العمل الذاتي”، المطلوب لنجاح الثورة، وذلك بتطوير عمل حزب “البلاشفة” ليكون بمستوى المسؤولية ويضع برامج ثورية وخطط، والتي نعرف انها قادت البلاد الى ثورة أكتوبر عام 1917. وفي كراس “افلاس الأممية الثانية” حين تحدث عن ضرورة وجود الوضع الثوري للقيام بالثورة يذكرنا لينين بأن “ليس كل وضع ثوري يؤدي إلى الثورة”، منوها بأهمية وجود الحزب الثوري ذي البرنامج الواضح لقيادة الثورة.

اما في كتاب “خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الديمقراطية” يشير لينين ان الثورة هي هدم بناء فوقي سياسي قديم ولى عهده وهذا يتطلب وجود حزب ثوري وليس اصلاحي.  وسنجده يسخر من “المناشفة” حين قارن في الاختلاف بينهم و”البلاشفة”، ففي الوقت الذي كان “البلاشفة” يريدون تعميق ثورة 1905، العفوية، وتجذيرها لإزالة حكم القصير وهدم نظامه، كان المناشفة يريدون فقط الإصلاح والقبول بحل لا ينهي حكم القياصرة.

وفي عودة الى كراس “إفلاس الأممية الثانية” سنجد لينين يشدد على انه لا يمكن صنع الثورات، وعنده أن الثورات تنشأ من الأزمات والانعطافات التاريخية التي نضجت موضوعياً، بغض النظر عن إرادة الأحزاب والطبقات، ولهذا طالب الاحزاب الثورية بان تعمل بمسؤولية عالية وتعمل لإنشاء منظمات تتلاءم والوضع الثوري، وان عدم قيام الاحزاب بواجبها يعتبره لينين الإعلان بالموت السياسي لهذه الاحزاب، اذ ان تنازلها عن دورها الطليعي يقودها للانتقال موضوعيا الى جانب القوى البرجوازية.

ــــــــــــــــــــــــ

المصادر: لينين المختارات: المجلدات 2،5 و6   ـ دار التقدم موسكو 1976(بالعربية)

*****************

الصفحة الثامنة

الدستور طريق الشعب

عبد الرزاق دحنون

“عندما تفقد الكلمة معناها سوف يفقد الناس حريتهم”

كونفوشيوس

تقول الكاتبة الأمريكية اليزابيت دور وهي متخصصة في نُظُم الحكم: إذا فُسِّرت “فكرة الدستور” بان الرئيس هو القائد الأعلى بمعنى أن الرئيس يمكن أن يفعل ما يشاء وله الحق في تجاهل القوانين، فليس لديك دستور وإنما لديك ملك.

ومن المعلومات الطريفة، وهي كثير، والتي جاءت في كتاب الباحث والروائي العراقي -رحمه الله-علي الشوك “كيمياء الكلمات” بأن حبات الباقلاء، أي الفول، كانت تستعمل في اليونان القديمة بمثابة أوراق فرز في الانتخابات حيث تُعد الأصوات بعدد حبات الباقلاء الموجودة في إناء كل مرشح. وعبارة “استنكف عن الباقلاء” تعني ابتعد عن السياسة.

يجاذب نفسي، دوماً، شعور غريب، فيما أنا أفكر في تلك الهبة العظيمة، تلك الكلمات المقدسة، الناموس، أو الدستور، أو الوجدان، وجدان الأمة الجمعي الذي يتمثَّل في نصِّ مكتوب. بهذه الهبة تتوازن الأضداد، ويُعاد إنتاج الحياة الكونية ويسود العدل بين البشر ويجد كل امرئ مكانه ووظيفته في المجتمع. وحتى الحيوانات البريّة والمستأنسة يطيب عيشها في ظلِّ الدستور.

ظلُّ الدستور واسع الطيف، مثل الدواء، يشمل كل الكائنات، لذلك أتساءل- بالسين والهمزة لا بالثاء والقاف- مع الفيلسوف الفرنسي موريس غودولييه هل يمكن تخيل طفل يتعاقد مع والديه ليولد؟ وهل يمكن لهذا الطفل أن يختار مكان وزمان وطريقة ولادته؟ إنها فكرة مُنافية للعقل. وتُبيّنُ منافاتها للعقل أن أول رابطة بين البشر، أي رابطة الولادة، غيرُ متعاقد عليها بين المعنيين بها. ومع ذلك، ينزع مجتمعنا إلى أن يضرب صفحاً عن مثل هذه الوقائع التي لا يمكن تفاديها.

ولادة الدستور في الأمة هو عملية معقدة وصعبة وخطيرة يُسهم فيها جميع أفراد الشعب بطريقة ما، الأحياء منهم والأموات. هل يولد الدستور من رحم الأمة ولادة طبيعية، أم أن ولادته تحتاج إلى عملية قيصرية؟ وهل غياب الديمقراطية تجعل عملية ولادته أصعب؟ ولمن تعود ملكية الدستور بعد ولادته؟  الدستور يؤسس للحقوق الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إنه يؤسس لها ويضع لها الحدود، ولا ينتمي إليها.

يُحاجج الفيلسوف الفرنسي موريس غودولييه في كتابه “لغز الهبة” بأن الدستور أو العقد الاجتماعي المبرم بين أفراد المجتمع الأحرار ليس ملكاً لأيّ فرد بحدّ ذاته. إنه ملك عام-وملكيته غير قابلة للنقل بالبيع والشراء- لجميع أولئك الذين يخضعون له لأنهم اختاروه وأقرّوه بالتصويت الحر. وليست هذه الحرية في الاختيار، كما قد تبدو من أصل الاسم، إعفاء من كل القيود، بل إنها في الواقع أكثر الاستخدامات فعالية لكل قيد عادل على كل أعضاء مجتمع حر، سواء كانوا حُكّاماً أم رعايا. وكي يتم ذلك يجب أن يتصرفوا كأحرار، لا كرعايا خاضعين لسلطة فرد يكاد يتمتع بالحق الإلهي في الحكم. وتتشكل الهيئة المؤسسة - أي دعامة الدستور- من جميع المواطنين الأحياء منهم والأموات الذين توالوا على أرض الأمة منذ أن نصَّب الشعب نفسه للمرة الأولى سيّداً ومصدراً للقوانين. 

برزت هذه الهيئة كما يؤكد موريس غودو لييه -على الأقل في وطنه- مع الثورة الفرنسية ومع تشكل أول مجلس تأسيسي. واستمر وجود هذه الهيئة منذئذ بشكل من الأشكال عند السواد الأعظم من أمم الأرض. وقد يتغير الدستور وتأخذ الدول أشكالاً متنوعة من الملكية الدستورية إلى الجمهورية. لكن تبقى الهيئة نفسها مستمرة خلف كل تغيّرات الدستور هذه. فالهيئة المؤسسة للدستور هي واقع جماعي غير قابل للتقسيم، واقع فكري ومادي يعبر الزمن، طريق الشعب، وهو لن يزول إلا إذا زالت الحرية والديمقراطية لفترة طويلة. فالأمر لم يعد يختص بهيئة فرعونية أو هيئة إلهية وإنما بهيئة شعب سيّد ممثَّل ومتجسد بصورة مؤقتة في رئيس الدولة، مهما كان شكل هذه الدولة التي نصَّ عليها الدستور، قد تكون اتحادية، أو مَلكِيَّة، أو جمهورية، ويكون رئيس الدولة بعد أن تنتخبه الأغلبية من الأمة رئيساً لجميع المواطنين الأحرار في الدولة. ويصبح لبضع سنوات حامي الدستور ورمز الدولة. كما يضعه منصبه فوق الأحزاب والمنظمات وفوق النحل والطوائف والملل، فهو يجسد مؤقتاً وحدة وهوية الكل، الأمة التي تُعتبر الدولة أداة لها لا تجسيداً لها. إنه يصبح الوتد الذي تدور رحى الأمة حوله. وبعد برهة من الزمان يُستبدل هذا الوتد بوتد آخر لتستمر رحى الأمة في دورانها.

الدستور الذي يؤسس حقوق الأفراد جماعي بجوهره. إنه ملك عام لجميع أولئك الذين يعيشون تحت سيادة نفس الدستور ويسلّمون به كدستور لهم وكملكية غير قابلة للبيع أو الشراء. إنه هبة يقدّمها رجال ونساء أحرار لأنفسهم، وهو لا يؤسس علاقاتهم الحميمة وإنما علاقاتهم الاجتماعية العامة. لقد أصبحت الدساتير التي أعطتها الشعوب لأنفسها معادلة بشكل ما للأغراض المقدسة التي كان يعتقد البشر أنهم تلقّوها من الآلهة لتساعدهم على العيش معاً وبشكل جيد.

************************* 

لا انتخابات نزيهة تحت تهديد السلاح المنفلت

منعم جابر

الكل يتحدث عن مطالب ثورة تشرين وأثرها في الشارع العراقي وكيف أنها استطاعت ان تؤسس لثقافة جديدة ولمستقبل واعد، بفعل حركة الجيل الجديد، بعد توجهات جديدة تم بناؤها في مرحلة النظام الدكتاتوري الشمولي الذي حكم الوطن لما يقرب من أربعة عقود عجاف ذاق الشعب والوطن أمر العذابات والأساليب البربرية والطغيان بقيادة حزب واحد وطاغية واحد، لا بل عائلة واحدة.

وجاء التغيير في 2003 بعد انتظار طويل وصعب وقاس، وكان الأمل كبيراً بما حدث، ولكن التغيير حصل بالحرب والاحتلال وكنا نعرف أن الثمن باهض لهذا الاحتلال، وجاء المحتل يحمل أجندته المحملة بحسابات كبيرة، حيث نشر وساهم بزراعة الطائفية والعرقية والإثنية والعشائرية والمناطقية، وغابت عن الجماهير الهوية الوطنية العراقية لتجد العراقيين كل يدعو لعشيرته ولقوميته ومذهبه ودينه ومحافظته، وحصل التشرذم والتشتت والضياع.

لكن ثوار تشرين بيقظتهم عرفوا لعبة السياسة (القذرة) وليس السياسة (الشريفة) والوطنية، فخرجوا وقدموا مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين، وما زالوا يقدمون في كل ساحات العز والشرف، وخاصة في محافظاتنا العزيزة الناصرية والبصرة وواسط وغيرها، حيث تقدم الجماهير صورة بطولية فذة ورجولة ما بعدها رجولة فاقت التصور، لجماهير تتراقص أمام الرصاص الحي، فهؤلاء أبناء ذي قار يهتفون بوجه (عصابات) القتل والترويع (ذي قار ابنج عايف روحه) وكانت مطالبهم تؤكد على الحرب على الفاسدين واسقاطهم، وانتخابات نزيهة، وكشف قتلة المتظاهرين، ولا سلاح بيد المليشيات، بل حصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى مطالب أخرى..

وهنا نصل إلى بيت القصيد الذي هو أجراء الانتخابات في تشرين الأول من هذا العام، وكيف تجري الانتخابات؟

السلاح والتهديد لا يسمح بانتخابات حرة

ثوار تشرين حققوا انتصارا بإجراء انتخابات مبكرة لأنهم يرون أن إجراءها يعني التغيير المتوقع في أعلى سلطة تشريعية وإن تحقق ذلك فسيخدم الشعب والعملية السياسية لأنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى صعود وجوه شابة جديدة مؤمنة بالتغيير، إضافة إلى تغيير في الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة وانتهاء عمليات التزوير، لكن الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء الكاظمي ما زالت بعيدة المنال ولم يتحقق منها شيء، وهنا نركز على السلاح المنفلت والتهديد به والاستقواء على من لا سلاح له.

واليوم نجد أن البعض ممن يحمل سلاحاً ويهدد به وقد يستخدمه في ساعات قادمة ويلوح به في ساعات (الشدة)، وهنا نجد أن الانتخابات تعني اختيار من تؤمن به الجماهير صالحاً لخدمتها وترفض المتسلطين والفاسدين. أما وجود هذه المليشيات المسلحة فيعني غياب حرية الاختيار وأنصار الساعين لإحداث تغييرات جذرية في مؤسسة الدولة العراقية. وكذلك نجد أن البعض يدعو إلى رفض الرقابة الدولية والإشراف الاممي ويعتبرها تدخلا بالعملية الانتخابية، بينما الكثير من بلدان العالم تجدها فرصة لتأكيد نزاهة انتخاباتها.

لا مشاركة في الانتخابات تحت التهديد.

الكثير من الشخصيات الوطنية والمشاركون في انتفاضة تشرين أكدوا على أن المشاركة في الانتخابات هي فرصة ذهبية لإصلاح الحال، لكنهم أكدوا رفضهم للمشاركة والتصويت تحت التهديد، لأن هذه الفرصة ستذهب كما ذهبت الفرص السابقة.

على هذا الأساس نجد أن على رئيس الوزراء الكاظمي أن يكون جاداً في نزع السلاح من حامليه بشكل غير قانوني لأن السلاح يجب أن يحصر بيد الدولة، فالتجربة الجديدة ستذهب كسابقاتها إذا بقي السلاح منفلتاً لا تحكمه القوانين والأنظمة، وبهذا ستكون الدولة في مهب الريح.

إن توافر الشروط والضوابط لانتخابات نزيهة وعادلة تعكس بأمانة وعدالة الرأي الحر للناخب، وهنا لا بد ان ندعو لتوفر مستلزمات عدة منها:

- توفر منظومة انتخابية عادلة تضمن النزاهة والاستقلالية.

- توفر قانون ونظام انتخابي عادل ومفوضية مستقلة.

- ضمان إشراف وطني ودولي أممي على الانتخابات.

- وضع ضوابط وآليات لمنع التزوير.

- التطبيق الجاد لقانون الأحزاب وحظر مشاركة الأحزاب التي لديها أذرع مسلحة.

هذه الشروط والضوابط تضمن نزاهة الانتخابات وعدالتها.

****************** 

رؤية قانونية الى قرارات وزارة التعليم العالي

 والبحث العلمي بشأن التعليم الالكتروني 

الحقوقي حيدر عبد الحسين جواد

تمثل القرارات الإدارية وسيلة الإدارة في ضمان المحافظة على استمرارية المرفق العام، ووفقاً لذلك فقد أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عدداً من القرارات اللازمة لتفعيل التعليم الالكتروني، إذ أن التعليم الالكتروني قد ظهرت بوادره في العام 2015 وصدر الأمر الوزاري المرقم 1205 في 5/4/2015 بتشكيل اللجنة العليا للتعليم الإلكتروني بمركز وزارة التعليم العالي لتتولى وضع استراتيجية للتعليم الإلكتروني على مستوى الجامعات العراقية. فضلاً عن موافقة وزير التعليم العالي وحسب كتاب وزارة التعليم العالي ذي الرقم (ب ت 2/1704 في 5/3/2015) على تفعيل مركز المعلومات العلمية والتكنولوجية في الهيئة العراقية للحاسبات والمعلوماتية ليكون أنموذجاً للتعليم الإلكتروني.

و في تطور لاحق و في ظل تفشي جائحة كورونا أصدرت سلسلة من القرارات المعززة للتعليم الالكتروني إذ تدرج الأمر في مسألة اعتماده، ومن قبيل ذلك قرار الوزارة عن طريق دائرة البحث والتطوير ذي العدد 259 / الصادر بتاريخ 28/3/2020 والذي أكد على (...توضيح الآليات و الوسائل و الطرق و البرامج ...لإلقاء و توزيع المحاضرات الورقية و التسجيلات الفيديوية أو الصوتية ... و كذلك التواصل الالكتروني معهم ...مع امكانية استخدام برامج التواصل الاجتماعي مثل التليكرام و المنصات و غيرها ...)، وقد أصدرت الوزارة بوقت لاحق التوجيهات الخاصة بالالتحاق بالكورس الثاني التي جاءت بعد اجتماع هيئة الرأي في الوزارة واصدرت التعليمات من أجل تنظيم التحاق الطلبة بالفصل الدراسي الثاني الكترونيا وكذلك نظام المقررات للمراحل الأولى و ذلك بموجب قرارها في العدد ( ت م 3 د / 2127 الصادر بتاريخ 30/4/2020 وأعطت بموجبه زارة التعليم العالي توجيها لجميع الطلبة للالتحاق بالفصل الدراسي الثاني بدءاً من اليوم السبت المصادف ٢٠٢٠/٥/٢ الكترونيا بالكامل للجامعات التي اعتمدت التقويم الجامعي البديل وبنفس الاليات والسياقات المتبعة خلال التعليم الالكتروني للفصل الدراسي الأول، مع منح الطلبة فرصة (١٠ ايام) كحد أعلى للتسجيل واعطاء المرونة اللازمة للتطبيق وتذليل الصعوبات خاصة للمراحل الاولى

(نظام المقررات). وغيرها من القرارات المسيرة لمرفق التعليم العالي في العراق.

******************* 

الشيوعيون العراقيون والأدب والثقافة 

صالح العميدي

يقدر الأدباء والفنانون والمثقفون العراقيون الدور الذي يضطلع به الحزب الشيوعي العراقي في تعميق واغناء الاتجاهات الأدبية والفنية التقدمية في ثقافتنا المعاصرة. وحقيقة الأمر، أن أي باحث موضوعي في تاريخ أدبنا الحديث لا يستطيع تجاهل التأثير الكبير للفكر الماركسي على مختلف التجارب والاتجاهات الأدبية، وهذا متأت من إيمان الحزب بأهمية الوعي والنظرية، إذ (لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية) كما يقول لينين. وفي داخل الحزب هناك اهتمام خاص بتطوير المستوى الفكري والثقافي للرفاق، بالإضافة إلى تعزيز وتوسيع المواقع التنظيمية. ويحتل النشاط الفكري والثقافي داخل الحزب جانبا كبيرا من مجمل نشاط الحزب العام، مع إدراك متزايد بدور الأدب التقدمي في تعميق الصراع الايديولوجي وإغنائه.

ومنذ بدايات الحزب راح الأدب يحظى باحترام كافة الشيوعيين والتقدميين حتى كانت بطاقة العضوية تحمل كلمات التقدير للأدب والفن (كن تقدميا في نظرتك إلى المجتمع وفي نظرتك إلى المرأة، وشعبيا في نظرتك للعلم والفن والأدب، واحترام القادة الاجتماعيين والعلماء والفنانين والأدباء الذين يخدمون الشعب وتحرره الوطني وسعادته). وأصبحت المنطلقات النظرية الأساسية للفكر الماركسي في ميدان الأدب والفن ملكا لا للشيوعيين فقط، بل وسلاحا في يد جميع المثقفين التقدميين.

إن الادباء والمثقفين الشيوعيين يعيرون اهتماما كبيرا للحياة الادبية من خلال نشر الدراسات النظرية والتطبيقية في الأدب والفن مما يؤكد رغبة الشيوعيين العراقيين المخلصة لتعميق الجانب الإنساني والثوري في أدبنا وفي بلورة مفهوم تقدمي واضح عن الأدب والفن. ويمكن القول إن الكثير من التجارب الفنية والإبداعية في الشعر والقصة والمسرح لم تتكامل وتكتسب ملامحها النهائية إلا خلال تفاعلها مع الفكر الماركسي. فحركة الشعر الحر مثلا التي بدأت تحمل بعض الجذور الرومانسية البسيطة سرعان ما اقترنت بالرؤية الاجتماعية الإنسانية الملتزمة بفعل تأثير الفكر الماركسي وبفعل تصدر الادباء الشيوعيين والماركسيين والتقدميين للتجارب المبكرة في حركة الشعر الحر. وباستثناء تجارب نازك الملائكة مثلا، كانت أغلب التجارب الرائدة في حركة الشعر الحر التي قدمها السياب والبياتي مثلا، كانت تكشف عن هذا التزاوج العميق بين الرؤية الماركسية وبين حركة الشعر الحر لدرجة أن حركة الشعر الحر اكتسبت في العراق، بفعل هذا التزاوج، قيمة ثورية واجتماعية كبيرة جعلتها تحمل راية الثورة لا في ميدان التجريب الفني والتجديد العروضي للشعر العربي، بل وفي ميدان الصراع الاجتماعي والفكري أيضا. ومثل هذا القول ينسحب الى حد ما على ظهور الكثير من التجارب الإبداعية في القصة القصيرة والرواية والمسرح. أضف إلى ذلك إسهامات الشيوعيين في طبع ونشر العديد من المؤلفات الأدبية الموضوعة والمترجمة، وإصدار أعداد كبيرة من الصحف والمجلات الأدبية. ولا ننسى هنا إسهام الادباء الشيوعيين والتقدميين في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وفي رفد الثقافة والأدب العراقي بنتاجاتهم المتميزة حتى يومنا هذا، فضلا عن إسهامات عدد غير قليل منهم في النقد الأدبي.

وتجدر الإشارة إلى حرص الحزب على تطوير الآداب القومية الأخرى وبشكل خاص الأدب الكردي والأدب التركماني وآداب بقية المكونات القومية المتآخية في العراق.

اليوم تحتل الثقافة والأدب حيزا واسعا في صحافة الحزب، في جريدته المركزية (طريق الشعب)، ومجلة الثقافة الجديدة، ومجلة الشرارة وغيرها.

************************

الصفحة التاسعة

المسيحيون في العراق

تحرير : سعد سلوم

عرض : شميران مروكل

صدر كتاب ( المسيحيون في العراق ) عن مؤسسة مسارات للتنمية الثفافية والاعلامية في 816 صفحة من القطع المتوسط يضم عددا من البحوث والدراسات المتخصصة بشأن المسيحيين في العراق .. في المقدمة يسأل سلوم امكانية تخيل الشرق الاوسط من دون مسيحيين؟ حيث تتغير هويته إلى هوية أحادية فاقدة امتيازات التنوع التي كانت تشكل رأسمالها الحضاري، اذ تشهد العقود الأخيرة غياب المكون المسيحي وتحولهم إلى طائفة منقرضة في دائرة عنف وكراهية شملت الجميع. ولم يكن المسيحيون عنصرا دخيلا أو طارئا بل كانوا وسيظلون جذورا تربطنا بحضارتنا الأولى وشركاء ومساهمين فاعلين في بناء الحضارة الاسلامية كما في بناء الدولة الوطنية في العصر الحديث..

الباحثة المتخصصة بتاريخ المسيحية في العراق الدكتورة سهام رسام تقول في موضوعة جذور المسيحية في العراق إنها تعمقت في العراق منذ القرن الميلادي الأول وأصبحت كنيسة ذات مؤسسة جيدة التنظيم مع عدد كبير من الاتباع ليس في العراق فقط بل في بلاد فارس وآسيا الوسطى والصين والهند وجنوب شبه الجزيرة العربية كذلك ومع حلول القرن السابع للميلاد كان لها مزيد من الاتباع تحت وصايتها وقد نمت الكنيسة الشرقية بعيدا عن أي سيطرة غربية ومن خلال تجذر ثقافتها السريانية العميقة كانت مطلعة بشكل واسع على الفلسفة واللغة اليونانية. كان المسيحيون السريان يتمتعون بعلاقات كبيرة مع العرب وأصبح كثير من القبائل العربية مسيحيين قبل مجيء الاسلام وفي وقت لم تتطور الكتابة العربية حتى بعد القرن الثالث الميلادي كان المسيحيون العرب يتعلمون السريانية ويدعون أنفسهم بالعرب السريان، ووجد العباسيون في العرب المسيحيين المتحدثين باللغة السريانية معينا كبيرا لهم في الترجمة والطب والتخصص في العلوم المتداولة في ذلك الزمان.

أما عبد الامير الحمداني وحكمت بشير الأسود  فيكتبان عن خريطة التراث والآثار المسيحية في العراق عن كنيسة المشرق التي تأسست على أرض الرافدين مرتكزة على خلفية حضارية عريقة في القدم .. يقدمان في هذه الورقة التراث الثقافي والآثاري لمسيحي العراق سواء ما كشف عنه خلال البحوث والدراسات الآثارية أو ما جرى الحديث عنه من رجال الدين والمؤرخين والجغرافيين والادباء، تعرض الورقة البداية مع دخول وانتشار المسيحية في العراق ومن ثم تناولت الجذور والأصول الاثنية لمسيحيي العراق والكنائس والأديرة في شمالي العراق وجنوبه. والاستاذ فؤاد قزانجي يستعرض أهم مدن العراق المسيحي، كشكر او (كسكر) في محافظة واسط اليوم وقسطيفون (المدائن) والرصافة وهو اسم لمدينة سريانية منسية، وفي كربلاء تتربع في صحرائها كنيسة قاومت الرمال المتحركة وما تزال تأمل أن تنتشل من وحدتها بين الرمال أنها واحدة من الكنائس العائدة لكنيسة المشرق القديمة في العراق وقد دفنها الزمن والرمل. والبصرة وفرات ـ ميسان او ميشان وهيت.

مساهمة الدكتور خوشابا حنا الشيخ تناولت خريطة الطوائف المسيحية في العراق، الكلدانيون، الاشوريون، السريان، الأرمن والبروتستانت والطوائف الغربية الأخرى نسبتهم قليلة وهي وليدة التبشير البروتستانتي في العراق الحديث.

مار لويس روفائيل الاول ساكو كتب عن مسيحيي العراق في ظل الحكم العربي الاسلامي مشيرا إلى أنهم عراقيون أصليون اعتنقوا المسيحية منذ نهاية القرن الاول الميلادي ولم يأتوا من الخارج بل هم أبناء هذه الأرض المباركة التي نمت فيها حضارات متعددة يقيمون فيها منذ الفي سنة. تمتع المسيحيون في الخلافة الاسلامية بسقف من الحرية وفر لهم الاسهام في بناء صرح الحضارة العربية والاسلامية التي عدوها جزءا من تراثهم وتفاعلوا معها لا سيما في حكم العباسيين الأوائل وبوساطتهم نقلت الثقافة والفلسفة العالمية آنذاك إلى العربية. إن مسيحيتهم لم تسلخهم عن وطنهم وقضاياه وإذا كان الاسلام في الخلافة الاسلامية قد اعتبرهم (اهل الذمة) لعدم انخراطهم في العسكر فالمسيحيون اليوم مواطنون حاضرون في جميع مجالات الحياة العامة.

اما الأب بطرس حداد فيقدم مساهمة مهمة تتعلق عن وضع مسيحيي بغداد في ظل الحكم العربي الاسلامي والدكتور سامي ناظم حسين المنصوري يشرح وضع مسيحيي العراق في ظل الدولة العثمانية ويقدم جداول عن التقديرات السكانية للمسيحيين في العراق وعدد الطوائف المسيحية في ولايات العراق العام 1907 وجدولا لأسماء رؤساء الطوائف المسيحية في العراق العام 1903 وجدولا لمقاعد الاعضاء المسيحيين في مجالس ادارة ولاية بغداد 1875ـ 1907 وجدولا آخر عن مقاعد الاعضاء المسيحيين في مجالس ادارة ولايتي البصرة والموصل والمدارس المسيحية في العراق 1805ـ 1897 ، اما ما يخص المطابع فكان أولها المطبعة الكلدانية في الموصل التي أسسها في العام 1863 م الشماس روفائيل مازجي الآمدي ومطبعة للأرمن فتحت في بغداد العام 1874 م وكانت تطبع المناهج الدراسية فضلا عن صحيفة بونج ( الباقة ) التي تعد أول صحيفة أرمنية تصدر في بغداد العام 1890 .

 أما الباحث هيثم محي طالب فيقدم دراسة عن وضع المسيحيين في العراق في العهد الملكي ومن خلال جداول تتضمن أعدادهم في العراق بالنسبة للجماعات الدينية الاخرى حسب احصاء 1947 و1957 ويشير إلى دورهم في الحياة السياسية والمجال الاقتصادي والاجتماعي ..الدكتور عدنان زيان فرحان يتناول في بحثه القضية الآشورية وتداعياتها في العراق الملكي، ويعرض سعد سلوم الخريطة الجديدة لانتشار المسيحيين بعد الحرب العالمية الثانية ومع بداية هجرة يهود العراق في بداية خمسينيات القرن الماضي وتحفز المسيحيين على تنشيط دورهم على أكثر من صعيد لسد الفراغ الذي تركته هجرة اليهود. الأكاديمي العراقي رياض الحيدري كتب في رسالته (الآثوريون في العراق) والتي نال عليها درجة الماجستير من جامعة عين شمس والتي صدرت في كتاب العام 1977 ومن ثم أصبحت محدودة التداول لاحتوائها على وثائق لم ترد حكومة البعث أن يطلع عليها العراقيون، فهل كان البعث يريد أن يحجر على ذكرى مجزرة سميل بوصفها قطعة من الماضي من الأفضل نسيانها؟ أو أنه بطريقة ما كان يرى نفسه وريثا لمخلفات المسألة الآشورية؟ كما من الواضح أن المخاوف من الآشوريين ومحاولة احتوائهم لم تكن بسبب تمثيلهم خطرا مباشرا على وحدة الدولة كما جرى تصويره في الثلاثينات، لكن نزوع أفراد الأقلية الاشورية للانضمام إلى الحزب الشيوعي أو الحركة الكوردية كان يجعلهم مع بقية افراد الاقليات مشروعا للتوظيف في جبهة المعارضة للنظام السياسي الجديد. لا سيما أن آيديولوجية الحزب الشيوعي المنفتحة على مطالب الأقليات وحقها في تقرير المصير شكلت عامل جذب لأفراد الاقليات للانضمام في صفوفه. كما أنه في العام 1977 منع فيه الاشوريون من ادراج قوميتهم في السجل المخصص لاحصاء نفوس العراق وكان الخيار الوحيد هو (عربي أو كردي) وتم منع تداول كلمة آشوري في الادبيات والمطبوعات الاشورية وتسلم (النادي الثقافي الآشوري) كتابا رسميا بهذا الخصوص. وفرضت الرقابة على مجلة (المثقف الاشوري). وفي السياق ذاته تم اعتقال مجموعة من الفنانين والمغنين الآشوريين وزجوا في السجن وهذا ترك أثره السلبي وايضا تعرضت الحركات والتيارات السياسية التي تمثل المسيحيين الآشوريين إلى حملة قمع في سياق حملة أوسع شملت جميع أطياف المعارضة السياسية للنظام ففي العام 1984 جرت حملة اعتقالات واسعة لقياديين في الحركة الديمقراطية الاشورية فضلا عن المئات من الآشوريين من مختلف طبقات الشعب. كما مضت الدولة خطوة أكبر في السيطرة على شؤون الطوائف الدينية في العراق من خلال التدخل في شؤونها الداخلية والرجوع إلى سلطة مركزية تمثلت بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية. ويتناول الباحث المتخصص بشؤون مسيحيي العراق الاستاذ وليم وردا في مقاله (المسيحيون في أعقاب التغيير في العراق 2003) الدستور الدائم الذي يشير بشكل واضح وصريح للحقوق السياسية والإدارية والثقافية والتعليمية للمسيحيين (الآشوريين والكلدان) والتركمان من خلال ما جاء في نص المادة 125. وفي هذا النص ارتكب المشرع خطأ جوهريا عندما فصل الكلدان والاشوريين بواو العطف وكانهم قوميتان أو مكونان مختلفان وهذا ما يتنافى مع الحقيقة التي تؤكد انهما شعب واحد ذو اصل واحد ولهما التاريخ نفسه والمقومات القومية والعرقية الأخرى. الأمر الذي جاء بشكل مختلف عن قانون ادارة الدولة الذي كان قد عالج موضوع التسميات المتنوعة للشعب نفسه بادماج التسميتين الكلدواشورية. وتضمنت مقالته عناوين المسيحيون بين المسؤولية الوطنية والحماية الدولية والمسؤولية الوطنية في حماية المسيحيين ومسؤولية الدولة في حماية الوجود المسيحي ودعوات الحماية الدولية وحكم ذاتي للمسيحيين .

ويشير الدكتور فائز عزيز اسعد في مقاله إلى مستقبل الوجود المسيحي بين الحضور والاضمحلال وكتب عن القبائل العربية المسيحية والتكوين السياسي والحضاري العربي المسيحي متناولا تاريخيا الوجود العربي المسيحي في العهد العربي الاسلامي والعهد الاسلامي غير العربي. إن استعراض التاريخ العربي المسيحي ليس هدفا بحد ذاته بل هو استرجاع للتاريخ ليكون درسا لمستقبل آت وكان الدور العربي المسيحي مساهما فاعلا في نهضة البلاد العربية وتحررها برغم النكسات التي تعرض لها العرب المسيحيون والتشتت الكبير لقبائلهم. كما تضمن الكتاب عددا من تشريعات واحصائيات ووثائق عن مسيحي العراق، جداول بكنائس الطوائف المسيحية في العراق واحصائيات خاصة بالذاكرة الجريحة للمسيحيين خلال فترة الحكم البعثي وجداول للقرى المسيحية المدمرة 1963 ـ 1988 والكنائس التي تم تدميرها خلال الفترة 1976 ـ 1997 وأسماء رجال دين مسيحيين تم تصفيتهم 1972 ـ 1989 واسماء المفقودين في عمليات الآنفال من المسيحيين والمفقودين اثناء النزوح الجماعي من كردستان العراق آذار 1991 ووثائق وتشريعات خاصة في النصف الاول من القرن العشرين.

******************* 

لمحمد علي محيي الدين

أضواء على «حوارات ساخنة في الماركسية واليسار»

لفته عبد النبي الخزرجي

الحوارات التي استوعبها كتاب الباحث والكاتب محمد علي محيي الدين ، الذي صدر عن ( دار الفرات للثقافة والاعلام في الحلة)، كانت ساخنة بالفعل، فقد تضمنت تلك المقالات حوارا ساخنا بمعنى الكلمة، وهو ليس غريبا على الشيوعيين وحزبهم، فقد كانوا في مرمى سهام البعض من الجهات التي تناصب الحزب الشيوعي العراقي العداء، وحسب قناعاتها، أو أنها ترى رأيا يختلف تماما عن توجهات الحزب، أو أنها تعتقد أن تنظيم الشيوعيين وانضباطهم وتماسكهم، أنما يمثل جدارا صلبا لا يمكن اختراقه إلا بصعوبة كبيرة، كما لا يمكن أن تؤثر  على الحزب تلك الافتراءات والمفردات الناقصة والواهية والمتداعية.

الكاتب المعروف محمد علي محيي الدين، كان بارعا جدا في رده وحواراته ولغته الرصينة في عدم الانجرار للغة السب والشتم التي يتبعها البعض وهم يهاجمون الحزب بلغات اعتادوا عليها، ولسنا بصدد ان نسلك ذلك السلوك المعروف لتلك الأطراف التي اتخذت من الاعلام المعادي للشيوعيين ستارا ليواري سوءاتهم.

فقد كان محيي الدين متوازنا جدا وهادئا ومتمسكا بحوارات كانت على نار هادئة، رغم أنه يؤكد وقوفه بمواجهة الرياح غير عابئ بما يصيبه جراء هذا الموقف. 

هكذا هم الشيوعيون.. النزاهة والشرف والعفة والكفاءة، واليد البيضاء التي تشرف بها الشيوعيون في مسيرتهم الوطنية والمهنية والاخلاقية.  في خبر نشرته البينة الجديدة (خبر بسيط في محتواه عظيما في فحواه يقول الخبر: رائد فهي ...شكرا لنزاهتك.

بلغت تكاليف المؤتمر الذي دعا اليه وزير العلوم والتكنولوجيا رائد فهمي وحضره علماء وعراقيون من كل مكان في العالم مع أجور الطائرات والفنادق 150 مليون دينار، في حين أن وفدا عراقيا مؤلفا من ثلاثة أفراد يغادر إلى الخارج ينفق هذا المبلغ او ضعفه.

وزير العلوم والتكنولوجيا أبلغ رئيس الوزراء بأن التكلفة اصبحت 110 مليون دينار حيث 90 مليون دينار منها مقدمة كمعونة من الأمم المتحدة و20 مليون دينار من الجهات العراقية. هكذا هي النزاهة التي نريدها، فتحية لوزير العلوم والتكنولوجيا رائد فهمي الذي يحرص على المال العام وكأنه ماله الشخصي.)

    ويعلق الكاتب محمد علي محيي الدين قائلا (وهذا الأمر رغم أنه من عجائب العراق الجديد الغارق في الفساد، إلا أنه ليس غريبا على الشيوعيين العراقيين الذين عرفهم وخبرهم الشعب عبر أكثر من سبعة عقود بالنزاهة والشرف والحفاظ على المال العام والوطنية والنضال من أجل بناء الوطن الحر والشعب السعيد).

كما تضمن الكتاب (حوارات ساخنة في الماركسية واليسار)، الكثير من المقالات التي تؤكد على أهمية وضرورة العمل لتوحيد قوى اليسار والشيوعيين، والعمل الجاد للوصول

 (إلى حد أدنى من التقارب بين فصائل اليسار المختلفة، ووضع البرامج الكفيلة بتجاوز العقبات وتذليل الصعوبات التي تعرقل مواصلة المسيرة وتحد من تقدم اليسار وتطويره وعدم ابقائه في حالة بائسة من التردي والاندحار).

وتأتي موضوعات الكتاب في إطار “ اعادة بناء التيار اليساري الديمقراطي الجديد “ وتوحيد مسارات القوى الفاعلة في التيار اليساري بمختلف فصائله، ولابد من مراجعة دقيقة وفاحصة لوحدة هذه الفصائل التي تتقدم بوعيها وادراكها بضرورة إجراء تغيير شامل في العملية السياسية من خلال وحدة قوى اليسار والديمقراطية والقوى الوطنية والمدنية بشكل عام، لإنقاذ البلاد من سياسة المحاصصة والطائفية والفساد والسلاح المنفلت وعصابات الجريمة المنظمة وبناء العملية السياسية على أساس المواطنة والدستور وتحقيق العدالة الاجتماعية. إضافة إلى اهمية ان تعمل مفوضية الانتخابات على منع الجهات التي تمتلك اجنحة مسلحة من المشاركة بالانتخابات، وحسب ما ورد في الدستور العراقي.

والكل يعرف مواقف بعض القوى المتنفذة او تلك التي تشعر بالخوف من الحركة اليسارية في العراق وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي، لأنه يحمل برنامجا اقتصاديا لصالح الطبقات الشعبية الكادحة والتي أصابها الكثير من الحيف في ظل الفساد والمحاصصة وسياسة توزيع المغانم بين المتحاصصين، وترك الشرائح الاجتماعية التي ليس لها ارتباطات مع اولئك المتنفذين، يعيشون تحت رحمة المجاعة والفقر وضنك العيش والحرمان والبطالة والتهميش.

أما عن العناصر الموتورة والتي تناوئ الحزب الشيوعي من بوابات مصالحها الأنانية ونظراتها القاصرة واحلامها الطوباوية، فأن الكاتب كان مدركا وواعيا جدا ويمتلك ادواته الرصينة في الرد وكبح جماح تلك الجماعات التي تسللت للحزب في ظروف خاصة ثم تحولت إلى عناصر معادية لمسيرة الحزب ومعوقة لسياساته في توحيد ولملمة شمل القوى اليسارية المبعثرة واعادة اللحمة إلى صفوفها، ونبذ سياسة الاحتراب والتشرذم والتباعد وضياع الفرص التي يسعى الحزب جاهدا لتوحيدها تحت خيمة التيار الديمقراطي المدني.

الكتاب يأتي متناغما مع الجهد والسعي والمحاولات الجادة من قبل قيادة الحزب الشيوعي للتحاور الفعال مع قوى اليسار ومحاولة ايجاد البدائل التي تعيد صياغة مسار العملية السياسية المتعثرة في بلادنا والتي تسببت في ضياع فرص التقدم والتطور والبناء، واهدرت المال العام في السنوات الثماني عشرة الماضية، ورغم صعوبة المهمة التي يضلع بها الحزب، لكن المستقبل والتحدي الكبير والإيمان بدور قوى اليسار وأهمية توحيدها، هو الضمانة في ظل وضع يثقل بكلكله على أكتاف الطبقات التي تقع في اسفل الهرم الاجتماعي، حيث تعاني شرائح كثيرة وواسعة من سياسة الفاشلين والفاسدين، وتتطلع تلك الشرائح لحياة حرة كريمة تسودها العدالة الاجتماعية ونبذ العنف والتطرف وابعاد البلاد عن مهاوي السلاح المنفلت واللادولة وضياع القانون في متاهات التمسك الأعمى بالسياسات التي ثبت فشلها خلال العقدين منذ سقوط نظام البعث الفاشي.

*********************

الصفحة العاشرة

أكد أن الرأسمالية تؤدي حتما الى عدم المساواة

بدائل توماس بيكيتي المضادة للرأسمالية فقيرة *

أنطون جاغر ودومينيك لوسدر**

ترجمة: رشيد غويلب

قبل توماس بيكيتي، أعلن بيرني ساندرز في مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2012: أن “الشعب الأمريكي غاضب.. غاضب لأن الطبقة الوسطى تنهار بسبب ركود وول ستريت، غاضب لأن البطالة مرتفعة جدا، لدرجة أن 50 مليون انسان لا يملكون تأمينا صحيا، وعائلات العمال لا تستطيع تحمل تكاليف دراسة أبنائها”. واستمر ساندرز في تقديم إحصاءات عن التوزيع المشوه للدخل في بلد لا يزال يعاني ركود.

وبعد عام صدر عمل بيكيتي الرئيسي حول عدم المساواة في المجتمعات الرأسمالية “رأس المال في القرن الحادي والعشرين”. أصبح للنضالات من أجل إعادة التوزيع الاقتصادي الآن أساس علمي جديد. ولكن الطريق لايزال طويلا، حتى يتم التنفيذ العملي لمثل هذا البرنامج - خاصة بعد هزيمة ساندرز وجيريمي كوربين الانتخابية. قد تساعدنا تكملة بيكيتي التي طال انتظارها، في عمله الجديد “رأس المال والآيديولوجيا”، في فهم سبب ذلك. لقد تناول كتابه الأول تطور عدم المساواة في الدخل والثروة في البلدان الصناعية، في حين يركز عمله الجديد على استمرار وإضفاء الشرعية على مثل هذه التفاوتات. لأن كل مجتمع رأسمالي يفكر في اضفاء شرعيته الخاصة على حقوق ملكيته. ويعرّف بيكيتي الآيديولوجيا بشكل مباشر على أنها “مجموعة من الأفكار والخطابات المعقولة عمومًا تصف كيف ينبغي هيكلة المجتمع”.

 يصف “رأس المال والإيديولوجيا” بالتفصيل نظام الملكية في مجتمعات “الملكية” في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث تم تقديس حقوق الملكية إلى أقصى الحدود. قد يُنظر إلى إلغاء العبودية على أنه تتويج لإنجاز القيم الليبرالية والتنويرية، لكن مالكي العبيد تم تعويضهم بسخاء عن ممتلكاتهم المفقودة، في انسجام تام مع المعايير السائدة. لقد سددت هايتي “ديونها” لتجار العبيد لأكثر من قرن؛ ولن يغفر الغرب للشعب الهايتي أبدا كونه أول من بدأ النضال في سبيل إنهاء الاستعمار.

وعلى الرغم من أن الثورة الفرنسية أعلنت المساواة الرسمية، أصبح الحق في الملكية دينا جديدًا. كما يحاجج بيكيتي، وشمل ذلك عدم وجود اتفاق بشأن اين يجب أن تتوقف إعادة التوزيع، في حال البدء بها اصلا. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك خوف مستمر من أن يذهب المرء بعيدا في إعادة التوزيع. ويبدو هذا النوع من والمحاججة مألوفا بشكل لا يصدق، عند متابعة المحاولات الأخيرة لمنع الإصلاحات التقدمية، مع الإشارات الغامضة التي رافقتها إلى “العواقب غير المقصودة” و “المخاطر الأخلاقية”.

التأكيد والحديث المستمر عن أهوال الأنظمة “الاشتراكية” هو المعادل الحديث لسردية “بداية النهاية” في القرن الثامن عشر. ومن الأمثلة البارزة على ذلك الفكرة الشائعة في الولايات المتحدة بأن تدابير إعادة التوزيع الاعتيادية، مثل الرعاية الصحية الممولة من القطاع العام، والتي قد ترقى في الولايات المتحدة إلى تحويل جزء من واردات أرباح الشركات إلى الأجور - تؤدي إلى ظروف مثل تلك الراهنة في فنزويلا.

العودة لما هو طبيعي

إن الشاغل الرئيسي لبيكيتي ليس نظام عدم المساواة نفسه أو مشكلة شرعيته، بل تطوير الضرائب التصاعدية. يروي الكتاب القصة الشهيرة لارتفاع معدلات ضرائب الدخل المنخفض التي جعلت الدولة الحديثة ممكنة. ارتفع العائد الضريبي للبلدان الأوروبية بشكل مطرد: من نسبة متواضعة 1 - 3 في المائة من الدخل القومي في القرون التي سبقت الثورة الصناعية إلى 30 - 50 في المائة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

أدت السياسات المالية التصاعدية وأنظمة الرفاهية إلى استقرار الرأسمالية من خلال حل المشكلات المرتبطة بتزايد عدم المساواة. ينضم بيكيتي إلى الاقتصاديين والمؤرخين الآخرين في عصرنا عندما يحاجج بأن فترة “الليبرالية الجديدة” اللاحقة كانت مجرد عودة إلى الحياة الرأسمالية الطبيعية: أعادة نظام حقوق الملكية المقدسة تفوق بعد ثلاثة عقود من الأحلام المحمومة المرتبطة بالحرب.

ان الرأسمالية مهيأة مسبقا لتنتهي دوما بعدم المساواة.  وفي النهاية، تلاشت أيضا القوى التي مثلت الوزن المضاد لأيديولوجية الملكية. قبل كل شيء، وفق بيكيتي، استولت البرجوازية على الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية، التي فقدت دعم الطبقة العاملة بشكل متزايد. ونتيجة لذلك، انتصرت “الرأسمالية المفرطة” على مدى الثلاثين عاما الماضية.

يعارض بيكيتي تشخيصه بوصفة يكون الحل فيها: هو استعادة نظام ضريبي تصاعدي - هذه المرة على نطاق العالم. ينبغي ان يهدف هذا إلى امكانية الانتقال السلمي الخاضع للسيطرة السياسية إلى نوع من “الاشتراكية التشاركية” حيث يمكن للجميع التمتع “بحق عالمي في التعليم ورأس المال، وحرية تنقل الأشخاص، وإلغاء الحدود بحكم الأمر الواقع”.

ان رؤية بيكيتي الاشتراكية تتجاوز المطالبة بإعادة التوزيع الدائم من خلال النظام الضريبي. وخطته تشكك صراحة في حقوق الملكية البرجوازية. وهذا كله يمثل توجها مباشرا لتجاوز الرأسمالية الراهنة، ومطروح من قبل أحد الاقتصادين البارزين.

على خطى ماركس

من المدهش أن تكون معظم تعليقات اليسار الاشتراكي على عمل بيكيتي رافضة، هذا اذا كان هناك أي مناقشة جدية معه على الإطلاق. ان رد الفعل الأكثر شيوعا هو الاتهام بأن بيكيتي ليس ماركسيا بما فيه الكفاية، إذا ما استثنينا اشادته بماركس في عناوين كتبه.

وبالرغم من ذلك، فان السؤال المشروع: إلى أي مدى ينبغي للاشتراكيين اتباع بيكيتي؟ لقد كان الوعد، بان يكون “رأس المال والآيديولوجيا” تصحيحا لأوجه القصور في عمله السابق. وكان التركيز هنا بالتحديد على التحليل الكمي للمساواة، دون الإجابة على الكيفية التي تبرر بها النخب عدم المساواة القائمة. وكما هو الحال مع مجلده السابق، فإن الجانب الأكثر إثارة للإعجاب في عمل بيكيتي هو تجريبي، فهو يجمع العديد من المصادر: وثائق الميراث، نتائج التعداد السكاني، الإيصالات الضريبية، وخرائط الأرض، في كمية ضخمة من مجموعات من بيانات إحصائية.

في النهاية مجموعات البيانات ليست بديلاً عن نظرية التاريخ. وفي كثير من الأحيان، تشعر وكأن “رأس المال والآيديولوجيا” شكل من أشكال البنيوية لعصر TED-Talks. (سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الافكار الجديدة والمتميزة للعالم ترعاها “مؤسسة سابلنج الأمريكية - المترجم). على الرغم من أن بيكيتي قرأ الأدبيات وأتقن الإحصائيات، إلا أن تحليله يفتقر إلى المادة اللاصقة التي تربط كل هذه الحقائق ببعضها البعض.

وبناء عليه، فإن نقد “التفسير الماركسي” لعمل الاقتصادي الكبير ليس بلا أساس على الإطلاق. لقد لاحظ الفيلسوف الفرنسي فريديريك لوردون، على سبيل المثال، أن بيكيتي “يعزف الماركسي” دون أن يتعلم الآلات، وبالتالي يستخدم “الضبط التلقائي” ليجد طريقه إلى خطاب راسخ - دون أن يكون قادرا على قراءة النوتات بشكل صحيح. وعندما سئل عما إذا كان قد قرأ كتاب رأس المال لكارل ماركس، أجاب بيكيتي بأنه وجد العمل “صعبًا للغاية”.

في نهاية المطاف، تعتبر وجهة نظر بيكيتي عن رأس المال اقتصادية صارمة للغاية دون وجود سياق اجتماعي عميق تضمنه تحليل ماركس. إنه سجين الميزانيات العمومية ومبالغ الميراث بشكل سطحي. منهج بيكيتي كمي. منوم مغناطيسيا بالأرقام، بالكاد يبحث مسألة كيفية اختلاف أشكال معينة من الثروة في الفترات التاريخية.

ويكيليكس الاقتصادي

وجد بيكيتي أن الخضوع يشكل عقبة أمام خططه السياسية، فعلى الرغم من أفضل الجهود التي بذلها جيرمي كوربين وبيرني ساندرز يستمر انخفاض مستوى التنظيم النقابي في البلدان الرأسمالية المتطورة. وتؤدي جولة جديدة من اليسر الكمي كمحفز لعدم المساواة. وفي ظل هذه الظروف، يخاطر بيكيتي بأن يصبح مكافئا سياسيا لويكيليكس.

لقد كشف ويكيليكس بجرأة عن الجرائم التي ارتكبتها الحكومات في جميع أنحاء العالم: المراقبة الجماعية، والقتل والحروب غير المشروعة. لكن التأثير العام للكشف كان ضئيلاً، فبدون سلطة اجتماعية ذات مصداقية - يمكنها أن تشكك في الوضع الراهن - فإن الإبلاغ عن المخالفات وحده لا يكفي لإخراج الناس من حالة الرضا عن النفس. وبالتأكيد ان الواقع سيء. ولكن ما فائدة هذه المعرفة إذا لم نجد طريقة لتغيير الظروف؟

في العقد الفائت، شهدنا انفجارا في أبحاث عدم المساواة التجريبية - مدفوعة جزئيا بثورة بيانات في الاقتصاد القياسي والأرشيفات الرقمية بشكل متزايد. واستخدمت الحركات السياسية التي تتحدى هذه التفاوتات بيانات بيكيتي كسلاح فكري. لكن بدون استراتيجية عملية وبدون وزن تنظيمي، تكافح هذه الحركات عبثا للحصول على الدعم الضروري الواسع بين السكان لإحداث التغيير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باختصار.. عن الموقع الالماني لمجلة Jacobin الامريكية

** أنطون جاغر: طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج يدرس تاريخ الشعبوية في الولايات المتحدة.رودومينيك لوسدر: خبير اقتصادي ومؤلف، وطالب دكتوراه في كلية لندن للاقتصاد.

 ************************

فلاسفة ومفكرون

اعداد: د. صالح ياسر

برودون، بيير جوزيف

(1809 – 1865)

شخصية سياسية فرنسية وفيلسوف وعالم اجتماع واقتصاد وأحد مؤسسي الفوضوية. من مؤلفاته: “ما هي الملكية” (1840)، “فلسفة البؤس” (1846) وغيرهما. كان برودون في الفلسفة مثالياً، وصاحب نزعة تلفيقية. وقد اضفى طابعاً فجاً على الجدل الهيغلي، وحوله الى مخطط تقريبي، أو الى واحدة من تعاليم المزج الآلي بين الجوانب “الخيرة” و “السيئة” في كل ظاهرة. وقد نظر برودون الى تاريخ المجتمع على انه صراع الافكار. وعلى حين انه اعلن ان الملكية الرأسمالية الكبيرة “سرقة” فقد اجاز الملكية الصغيرة. دافع برودون عن الفكرة المثالية الخيالية الداعية الى تنظيم “التبادل العادل” بين منتجي السلع الافراد في ظل الرأسمالية.

وقد وجه مؤسسو الماركسية النقد لتعاليم برودون ومؤيديه، فقد تعرضت اراؤه لنقد ماركس في مؤلفه “بؤس الفلسفة” (1847)، وفي مؤلفات اخرى.. ولم يجد برودون في نضال العمال الطبقي، ضد الرأسماليين، طريقا للتخلص من شرور وتناقضات الراسمالية، ولكنه وجد هذا الطريق في تعزيز ملكية صغار الحرفيين والفلاحين، وفي تحويل العمال، بصورة تدريجية، الى مالكين بواسطة تدابير مختلفة تنفذ في مجال التبادل والائتمان. وقد عكست نظريات برودون الاقتصادية ازدواجية وضع البرجوازي الصغير، في ظروف الراسمالية. فهو لم يفهم الجوهر الحقيقي للرأسمالية، ولا قوانينها وسنن تطورها، وطبيعة مقولاتها الاقتصادية.

*************************

العالم .. بين التفسير والتغيير

حسين مروة

في الكلمات القليلة العميقة التي قدّم بها الشاعر “أدونيس” لحديث لي مع المندوب الأدبي لجريدة “لسان الحال” ( العدد 20268 ، 9 كانون الثاني 1966 ) بشأن النقد الواقعي والواقعية في الأدب والفن، تفضل الشاعر بتقدير مشكور لكتابي “دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي”، ثم ناقش منهجي للواقعية بمعنى الواقع في الإبداع الشعري والفن بوجه عام، كما ظهر له هذا الفهم خلال الفصول التي عقدتها في الكتاب لنقد الشعر.

تتضمن مناقشة الشاعر “أدونيس” هذه، عدة قضايا في باب الأدب والفن والإيديولوجيا والمنهجية، هي من الدقة والتعقد وتعدد الزوايا والجوانب بحيث ترتفع عن مستوى المعالجة العابرة في مجال قصير كهذا. غير أن قضية واحدة من تلك القضايا يمكن الاكتفاء بمعالجتها بذاتها في هذه الزاوية، دون النظر إلى الملابسة بينها وبين المفهوم الصحيح وغير الصحيح من الواقعية في الأدب والفن .. أعني بها قضية كوننا صرنا في مرحلة من التطور التاريخي “لم تبق (فيها) المسألة أن تفسر العالم، بل أن تغير” كما قال ماركس ..

نفهم من وضع الشاعر “أدونيس” هذه القضية في مجرى النقاش حول مفهوم الشعر الواقعي أو مفهوم الواقع الشعري، أنه يرى كلمة ماركس تعني ضرورة الانصراف في عصرنا عن تفسير العالم وحصر الجهد في تغيير العالم.

وبناء على رؤية الشاعر “أدونيس” للقضية على هذا الوجه، وجّه إلينا قوله بأن “الشعر الواقعي ليس الشعر الذي يكرر الواقع، أو يصفه، أو يمجّده .. فهذا عمل يدخل في مجال تفسير العالم “ ..

في جوابنا على ذلك القول:

أولاً: إن الشعر الذي يكرر الواقع ليس هو، في رأينا،ـ الشعر الواقعي من جهة، وليس هو مما يدخل في مجال تفسير العالم من جهة ثانية. أما الذي يصف الواقع أو يمجّده، فقد يكون وصفه أو تمجيده خارجياً مسطحاً لا يدخل في أعماق الواقع ولا يستكشف أبعاده ، ولا ينفذ إلى جوهر معناه وحركته وتطوره .. فهذا أيضاً ليس، في رأينا، بالشعر الواقعي، وليس هو كذلك مما يدخل في تفسير العالم ..

أما ثانياً، فإن صيرورتنا إلى مرحلة “لم تبق ( فيها) المسألة أن نفسر العالم بل أن نغيّره” ليست تعني أن مهمةَ تفسير العالم قد انتهت وألقيت عن عاتقنا ولم تبق علينا سوى مهمة تغيير العالم ..

أعتقد أن هذا المعنى بعيد جداً عن قصد ماركس ، لأن ماركس نفسه اكتشف تفسيراً جديداً للعالم ، ولأن فلسفته بمجملها قائمة على هذا الاكتشاف التفسيري .. ولكن الفرق بين التفسير الماركسي وغيرِه، هو الفرق بين تفسير يكون وسيلة للتغيير وإنارة لطريق العاملين للتغيير، وبين تفسير يقصد لذاته، فهو غاية لا وسيلة، كما هو شأن الفلسفة القديمة بمختلف أصنافها ومدارسها ونزعاتها، أو تفسير يقصد لإبقاء القديم على قِدمه ، ولتخليد الأنظمة الاستغلالية الطبقية ، كما هو شأن الفلسفة المثالية المحدثة التي يقوم على رعايتها مفكرو الإيديولوجيا الرأسمالية المتطورة ..

فالمسألة، إذن، ليست هي أن نفسر العالم ليصبح أمراً مفروغاً منه ، وأن كل أثر فني يحوم على الواقع بنحو من التفسير، وإن كان تفسيراً ثورياً يمارس التغيير، لا يستحق أن يكونَ فناً ذا قيمة إنسانية ، كما نفهم من كلمة الشاعر الأستاذ “أدونيس” .. بل المسألة على العكس. فإن ممارسة التغيير ليست شيئاً إذا لم تتضمن في ذاتها، تفسيراً أي كشفاً لما في الواقع من زوايا وعلامات تُلحّ في طلب التغيير ..

ولعل الشعر بالخصوص، من أحب الفنون أن تؤدي هذه المهمةَ الثورية بما في طاقاته الإيحائية من قدرة على النفاذ إلى أخفى تلك الزوايا وأدق تلك العلاقات ..

هكذا نرجو أن تكون مفهومة “قضية تفسير العالم وتغييره “ ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نشرت هذه المقالة في جريدة “الأخبار” (جريدة الحزب الشيوعي اللبناني آنذاك)، في زاوية “قضية” بتاريخ 16 /1 /1966

**************************

الصفحة الحادية عشر

د. احمد خالص الشعلان.. سلاماً

فقدت الاوساط الثقافية في العراق مؤخراً، احد قاماتها الكبار.. الروائي والمترجم والاكاديمي التقدمي البارز د. احمد خالص الشعلان.

وقد عرف عن الشعلان مواقفه الوطنية والنضال الباسل الذي خاضه ضد الرجعية والطائفية في ديالى. وهو الامر الذي دفعه للانتقال الى دهوك.

د. الشعلان رفد المكتبة العربية بعدد من الروايات ابرزها: “ ثلاثية بعقوبة- بعقوبيون” و”خماسية السخط”، وله في الترجمة “علم الجمال عند الفيلسوف كانت” و “شعراء وقصائد من الشعر الانكليزي” وغيرها.

*****************

قصص قصيرة جداً

حنون مجيد

القيصر

اسمه سلمان، يلفّ كوفيته على رأسه بإحكام تام،

كأنه يعدّ نفسه بها للتصوير،

ويردّ على طلبات زبائنه بصمت وهدوء.

يغلّفه سكون صارم وعزوف عن الكلام،

وعلى مدار سنوات لم يسمع أحد منه

ضحكة نافره أو دعابة عابرة،

أو حتى شكوى.

جسده قُدّ من جبل وشاربه جميل،

ويهابه الجميع.

يغضب أحياناً إذا علّق أحد على شايه،

ولا يكرر شايه عليه.

لا أحد يعرف أين يسكن،

ماذا يأكل، وأين ينام.

كتب عنه شاعر معروف من رواد مقهاه،

قصيدة بعنوان “القيصر”، وحين قرأها عليه،

ظلّ صامتاً يلاحق ضرب وقعها عليه،

ثم إذا مرّت لحظات،

تبسط وابتسم، وقال؛

تماماً ذاك هو القيصر،

أما أنا فسلمان.

مسافة العمل

النملة الأم التي سمعت  الإنذار،

“يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم

قبل أن يحطمنكم سليمان وجنوده

وهم لا يشعرون”

تسلقت الشجرة العتيقة وجعلت ترقب من هناك،

حركة الطريق،

ثم عادت ونادت النمل الذي اختفى؛

أيها النمل اخرجوا من مساكنكم،

وعودوا إلى عملكم،

فسليمان وجنوده لم يظهروا،

وقد لا يظهرون،

ثم إن الطريق إلينا،

ليس أقلّ من ستة أيام،

خلق الله فيها الكون!

الأميرة

لأن مفصل ساقها مريض وكانت شدّته برباط،

لم تكن تجاري كرات غريمتها،

في الساحة الأخرى.

كانت الضربات التي تتلقاها عنيفة وساحقة،

وشاقة كذلك.

حين انتهت المباراة،

ألقت على جسدها الرطب وشاحها الشفيف،

وغادرت الساحة بصمت.

كانت حزينة،

يغلّف حزنُها كاملَ جسدها المتناسق، الأخاذ.

وكانت تجرّ خطاها الهادئة المتزنة،

مثل أميرة مجروحة،

مخلّفة وراءها،

حزن رعاياها أمام التلفاز!

ترصّد

دار في فضائه المديد دورة،

ثم اثنتين او ثلات متلاحقات،

ثم خرّ كالعاصفة الهوجاء.

قبل أن يلتقطه بمخالب كالحديد،

جابهه بضربة شديدة من عصاه.

كان يترصده،

مذ كان يترصد أفراخ دجاجاته،

راعي الدجاجات الفطين!

تطيّر

كان عجلاً إلى معرفة نتيجة فحصه الطبي.

ولما همّ بانتعال مركبيه،

وجدهما متراكبين.

خفق قلبه وركبه الشؤم،

فذي علامة الرحيل.

لم يركب مركبيه ذين،

بل استعاض عنهما بحذاء.

لكنه لما عاد أعمل مقصه فيهما،

ثم رمى أشلاءهما في التنور!

اختلاس

تنشر العزباء ملابسها على حبل غسيلها،

في فضاء بيتها.

من فوق الجدار بينها وبين الجيران،

يتابع قط ذراعها البض،

ويوتّر ذيله أو يطويه.

يجاريه الجار اختلاساً،

من خلف الجدار.

سؤال النهر

لفّت الريح الزورق،

وكسرت كل مقاومة فيه،

وغاصت به في لجّة الماء.

في طريقه إلى القاع،

كان النهر يفكر في طفل العائلة،

أين سينام،

وفي أيّ حضن.

ذلك الذي اسمه

ما كان حلم خيانته مجداً مؤثلاً،

ولا ثروة باذخة،

لا امرأة عاشقة ولا أخرى معشوقة،

إنما بضع ليرات صفر مريضات،

فأخزاه الربّ الخزي الأدنى،

ورفع مقام ضحيته المقام الأعلى،

ذلك الذي اسمه يهوذا!

مع العراة

على سطح مرآة حمّامه المغطى بالبخار،

وقبل أن يرتدي ملابسه،

يرسم الحرف اس بالإنكليزية،

ثم يرسم عليه خطاً عمودياً،

وإزاء ذلك،

يكتب الرقم واحد وأمامه ستة أصفار.

بعد أن يرتدي ملابسه،

يختفي الرقم،.

ذلك لأن المرموز إليه،

غالباً ما كان عارياً عن الثبات،

فلا يمكث إلاّ مع العراة!

****************

مأزقٌ وظلال

خالد الحلّي

- 1 -

حين يصيرُ الصمتُ سؤالَ عيونْ  

و تصيرُ دموعُ الحيْرةِ همسَ جفونْ

لم يبقَ لديكَ سوى أن تنبشَ في ذاكرةِ الأيّامْ

تتحرّى عمّا ضاعَ من الأحلامْ 

يرتابُ اللّيلُ إذا ما جَنّ،

و يرتجفُ القلبُ إذا ما حَنّ،

و تعصفُ بالطرقاتِ رياحُ جنونْ

هل يُنهي هذا المأزقَ من أحببتَ؟

متى يأتونْ؟

أيامٌ مرّتْ وشهورٌ وسنونْ

تَمنحُكَ الخيبةُ

مرآةً لا تُبصِرُ وجهكَ

إن صِرْتَ تحدّقُ فيها

هل صارت حتّى المرآة تخونْ؟

- 2 -

ظلانِ يمشيانْ

خلفيَ،  يبكيانْ

من أينَ جاءا ؟،

لم يكنْ في ناظري

سواهُما

 من أينَ جاءا و لِما ......

لم يدعاني أُكْمِلُ السؤالْ

ظِلانِ صارا فَجْأةً ظِلالْ

تدوسني

تغمرني

من دونما أجسادْ

أبحثُ عن جسدْ

و لا أرى أحدْ

*****************

قراءة

تعددية الاصوات وآليات التشكيل الجمالي

في رواية «ديسفيرال» لنوزت شمدين

أنفال كاظم

عن دار سطور للطباعة والنشر صدرت رواية “ديسفيرال” للروائي نوزت شمدين عام ٢٠١٩ ويوحي العنوان للوهلة الأولى بالغموض لمن يجهل معناه ويزداد تشوقاً لمعرفة هذه العتبة الغريبة التي ستكشف دلالاتها وإحالاتها بعد الخمس الأول من الرواية لحين الإلمام بكل جوانب الـعنوان ديسفيرال ، بإختصار إن الكاتب روض وبذكاء هذه الثيمة العالمية المعقدة عنواناً لجوهر فكرته التي تستدرج القارئ لاإرادياً إلى جانب معرفي طبي، وبحث غير مسبوق مروراً بمرض (الثلاسيميا) وصولاً إلى آلية زراعة نخاع العظم مُلماً بكل المصطلحات والعقارات الطبية ومعانيها بغية الإحاطة الشاملة بالمرض وعلاجاته ومحاذيره ومضاعفاته وكيفية حدوثه مسلطاً الضوء على الإهمال الطبي في العراق وتردي الخدمات الصحية والبرامج التوعوية والوقائية والتأكيد على اجراء فحوصات ماقبل الزواج للتأكد من سلامة الزوجين وعدم حملهم لجينات المرض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب و التي تظهر على الأولاد وهذا ما حدث بالفعل مع (جابر) الذي يمثل نقطة انطلاق الرواية من الصفر بولادته مانحاً والديه (سليم)و (زاهدة) فرحة متأخرة لم تمكث طويلاً حتى تحولت إلى خيبة كبيرة متضخمة بمرور الوقت إلى خطيئة سيسددان ثمنها الباهظ لسنوات، دموعاً وسهراً وتأنيبا للضمير مزق قلبيهما ولاسيما الأب الذي لم يتخلص من شعور ارتكابه لإثم شنيع في صباه يوم قتل عمه(عزام) متعمداً وسط حشود المحتفلين بنهاية حرب الخليج الثانية حيث قُيدت الحادثة ضد مجهول بسبب طلقة طائشة لإنه كان على خلاف مع والده(مجيد) ورافضاً لزواجه بإبنته وهذا جعله يفتش على الدوام عن عقوبة مناسبة للتكفير عنه والخلاص من عذابه  فلم يشفع له إطالة ذقنه وتقصير ثوبه ولا تردده المستمر على الجامع ولا حتى تشدده الديني الذي فرضه على عائلته واخيراً تيقن تماماً بأن الله عاقبه جزاء جريمته بمرض ولده الذي لن يشفى منه،طرق الكاتب ابواباً لأفكارمختلفة مشتقة من الفكرة الأساس وهي في غاية  الأهمية وتحاكي الواقع البائس مثل الخرافات المُبتكرة للتعامل مع الأمراض وعدها ضربا من ضروب الحسد والشعوذة او مس من الشيطان ووجوب التخلص منها بأعشاب المشايخ او على يد الدجالين والتخلف القروي الذي لم ولن يتحضر والذي من شأنه مضاعفة كل الأمراض والأفكار الدينية المتعصبة والمتطرفة التي تصطاد حتى في الماء العكر ولايسلم منها لا مريض ولا مُعاق، هذه الفئة تمثلت بالشيخ شجاع امام المسجد الداعشي يوم سارع لعرض الشهادة بالحزام الناسف بقوله(ان يُمن الله على جابر بشهادة تصيب الكفار المحتلين بمقتل فيضمن الجنة لنفسه ولكم الشفاعة بإذن الله تعالى) فضلاً على ظاهرة التنمر المتفشية بين صفوف الطلبة والتي تمارس ضد كل مريض دون رقيب وحسيب ومابدر من مدير المدرسة كان دليلاً واضحاً(زميلكم الجديد وليد كامل عزيز انتقل إلى هنا من مكان بعيد ومن الجيد وجوده في صفكم لكي لايشعر جابر بالوحدة) فوليد مريض بشلل الأطفال على عكازتين كبيرتين وبنظارة غليظة والذي يبدو كحشرة اصبح بالفعل الصديق الوحيد والمُحب لجابر المريض بالثلاسيميا والذي يبدو كالضفدع بجلده المخضر والمزوق وبروز عظامه وجحوض عينيه والذي يعتقد ان موته قد تأخر كثيراً وتجاوز اسقف توقعات الأطباء ومديات الأدعية الموجهة إلى الله ليطيل عمره وجعله كمعجزة في عيون الناس تمشي على قدمين هزيلتين، المثير للدهشة والغرابة إن جابر بعد نوبات الألم التي تضرب جسده حال الإنتهاء من عملية نقل الدم غير المفلتر وغير المفصول لعدم توفر التقنيات اللازمة لذلك يكتسب شيئاً من روح المتبرع فيرى جانباً من حياته وتجاربه واحلامه وافراحه واحزانه و يكتسب خبرته في الحياة وغدت هذه متعته الوحيدة للخلاص من ألمه وعذابه ولم يفش بهذا السر سوى لشخص واحد مقرب لقلبه وهو (وليد) الذي لم يمكث طويلاً في عالم الأحياء فكان ضحية لجماعة دينية متطرفة اتهمته بالكفر والبغي ويستحق الموت رغم شلله ومرضه لمجرد انه كان يبيع السراويل الرجالية بطريقة فكاهية ولافتة.

النسق السردي للرواية اعتمد على ثلاثة أجيال متوالية الأجداد (عزام ومجيد) المتناحران على الميراث والفوز باللقب ،الشيخ والوالدان (سليم وزاهدة) المعذبان بإبنهم ومشاركتهم بتعذيبه والأبناء(جابر) و(إيثار) الأخ الأصغر الذي  كان قدومه إلى الحياة بمثابة الأمل الوحيد الذي سيُمنح لجابر بالتطابق النسيجي للنخاع و الذي اظهر نتيجة مخيبة هدمت احلام الابوين بنجاة ابنهما، كل شخصيات الرواية ظهرت اصواتها بوضوح أثناء السرد لتروي حزئها من الرواية المقسمة بأسماء هذه الشخصيات المساهمة في تنامي الحدث بحيث ان كل واحدة تقدم نفسها وتعبر عن رأيها من خلال تواتر الأحداث التي تسردها ضمن إطار نفس الحكاية بخطاب سردي يتذبذب بين الماضي والحاضر واستخدام تقنيات سردية تعمد الروائي ادغامها ضمن متن الرواية لسد الثغرات السردية وتماسك الأحداث بين الزمنين مثل استرجاعات خارجية على شكل تعريفات عن الشخصيات واطلاع القارئ على ماضيها واستباقات لإثارة عنصر التشويق السردي له بالإعتماد على بنية زمنية ترتكز على الإرتداد والرجوع  بالذاكرة  إلى الماضي ثم العودة للإتصال بالحاضر المروي.

ان تعددية الأصوات في رواية “ديسفيرال” تكشف لنا ان السرد الذي نهجه الكاتب هو(السرد البوليفوني)الذي يوصف كمظهر من مظاهر التخفيف من النزعة النرجسية لدى المؤلف مستنداً على تعددية الأشخاص والأصوات تاركاً المجال لهم لإظهار تأثيرهم الى البنية السردية ومن الجدير بالذكر ان المظهر البوليفوني(متعدد الأصوات)الذي شخصه  الناقد الروسي ميخائيل باختين اذ عرفه بقوله(تشتمل الرواية المتعددة الأصوات على العلاقات الحوارية بين جميع عناصر البنية الروائية مثلما يحدث عند مزج مختلف الألحان في عمل موسيقي)هذه الممارسة الفنية الديمقراطية في التعبير عن الشخصيات وسرد الحكاية من وجهة نظرهم وبأحاسيسهم تستهدف كسر هيمنة (الأنا) اثناء السرد فيصاغ الكلام من مواقع مفتوحة من قبل الشخصيات بنزعة تحررية دون ان تسطو واحدة على الأخرى وبالنهاية تبدوالرواية متماسكة ومنسجمة بكل اجزاءها وتسير الأحداث والسياقات الزمنية  بشكل متوازي ومنظم لحين الوصول إلى نهاية مفتوحة لانهاية محددة لها.

الرواية اتسمت بالنظرة السوداوية للحياة وكانت محبطة للقارئ بما يكفي لتكون (أيقونة الحزن) بالنسبة له وملاحقة الأمل بتوتر وقلق وترقب من قبله بين صفحات الرواية المحشوة بالبؤس والتي أشاعت نسقاً من الركود كانت رحلة متعبة في بعض الأحيان وربما مملة في أحيان أخرى لان الفرح مهما كان بسيطاً فوجوده في الرواية سيمنح القارئ ديمومة الأستمرارية بنفس الحماس الأول للسطور الأولى،  حكم الكاتب على روايته بحزن عراقي عميق من قلب الواقع مختتماً كل افكارها المطروحة بالخيبة ذاتها فوليد المؤنس الوحيد ومكمن الأسرار لم يبق على قيد الحياة ،ولم يحض جابر بحب ليان بائعة الورد التي لأجلها فتح نوافذ الأمل وتعطر واهتم بمظهره وعشق الورود، ولم تنجح عملية زرع النخاع لعدم وجود تطابق نسيجي مع أخيه الأصغر إيثار،والجماعات الدينية المتطرفة لم يضع لها حد فهي كانت ومازالت ظاهرة على الساحة وبقوة سواء ان كان ذلك في الرواية او الواقع وبالنهاية كان الإنفصال بين سليم وزاهدة امراً محسوماً بعد سلسلة من العذابات مع ابنهم المُعذب ولا سيما بعد ان اعترف لها سليم خلال خيبتهم الكبرى في تركيا انه هو من قتل والدها عمداً للزواج بها وهذا الذي سقط فوق رؤسهم عقاب من الله على فعلته التي لم ولن يسامح نفسه عليها وتترك النهاية مفتوحة فحتى جابر المسكين المترقب لموته ليرتاح من عذابه ويريح اهله من شقاءهم وعذابهم لم يمت.

******************

الصفحة الثانية عشر 

العدد 143 من “الشرارة”

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، صدر أخيرا العدد (143) حزيران 2021 من مجلة “الشرارة”.

ضم العدد مقالات وأخبارا وتقارير سياسية واقتصادية وثقافية وصحية ومنوعة، فضلا عن ملحق “مرحبا يا أصدقاء” الموجه للأطفال.

من عناوين العدد: “تشيلي من الانتفاضة إلى الجمعية التأسيسية وانتصارات اليسار”، “دور التراكم في انتفاضة تشرين”، “الاقتصاد الريعي في البلدان العربية وسلبياته”، “اسمي دانيال بلاك: انتقاد قوي لأنظمة جائرة”، “صرخة أم في يوم الطفل العالمي” و”التداخل بين الدواء والغذاء”.

******************

ليس مجرد كلام

بلاد الرافدين

ومشكلة المياه ..

عبدالسادة البصري

منذ أن فتحنا أعيننا ونحن نعرف أن هذه الأرض تملك نهرين عظيمين، على ضفتيهما قامت أعرق الحضارات. فهما مهبط الإنسان الأول، والحرف الأول، والقانون الأول، والنغم الأول، والكأس الأولى، وكل ما هو أول!

منهما أخذت البلاد اسمها. كانا يفيضان بالخير والحياة منذ بدء التاريخ، وعلى ضفتيهما غنى الإنسان أغنيته الأولى!

قرأنا عن فيضانهما الكثير، وسمعنا عنهما حكايات أكثر. وفي سبعينات القرن الماضي فاض شط العرب بعد ارتفاع مناسيب مياههما، فغرقت قريتنا وصرنا نبحث عن ملاذ آمن. وفي أواخر الثمانينات وبعد خروجنا من السجن تم نقلنا كجنود إلى مناطق الفيضان غرب ميسان، حيث رأيت المياه تجرف بسيلها البيوت والحيوانات. كما أتذكر أهلي في جنوب الفاو وهم يبنون السدود والأكتاف إبان الستينات والسبعينات خوفا من الفيضان!

هذه الكميات الهائلة من المياه لم نفكر بالمحافظة عليها، ولم نستفد منها، بل تركناها تجري صوب الخليج المالح وكأن شيئا لم يكن.

كان أهلنا الفلاحون يغمرون أراضيهم بالماء ويسدّون مداخله لأيام، بل ويحتفظون بجزء منه أيضا!

هذه الحكمة في خزنه لم نتعلمها لأن كل حاكم ومسؤول جاء لبلادنا لم يفكر بآلية الاستفادة من مياه النهرين العظيمين، بل انشغل وبطانته بالتآمر والحروب والظلم والفساد. كما إن الدول المجاورة لم تفكر منذ الأزل سوى باحتلال أرضنا ونهب خيراتها أيضا.

اليوم بدأ جيران العراق بمحاربته عن طريق قطع الماء، وبناء السدود قرب منابعه، وتغيير مجرى بعض روافد دجلة. وصرنا نتلمّس زخّة مطر لتنقذنا من خطر الجفاف والتصحر. وما يحدث الآن من حرب مياه يقوم بها جيراننا، هو خير دليل على ذلك!

أيعقل هذا ؟!

لو فكّر حاكم واحد من كل مَنْ جاءوا، وبنى سداً على شط العرب أو فتح انهارا وقنوات إلى الصحراء المترامية الأطراف من بغداد حتى البصرة، لما احتجنا إلى قطرة ماء واحدة ؟!

لو فكّر حكامنا ومسؤولونا الآن بآلية جديدة لفتح قنوات حوار مع جيراننا المسيطرين على منابع الرافدين وقايضوا الماء بالنفط مثلا او عادوا الى المواثيق الدولية حول التعامل مع المياه من المنبع الى المصب لما انتهينا الى هذا الحال! ولما استطاع جيراننا المتحكّمون بمنابع انهارنا محاربتنا اقتصاديا بالماء.

********************

شهد فعاليات فكرية وثقافية

معرض بغداد الدولي للكتاب

يواصل استقبال زائريه

بغداد – وكالات

تتوافد يوميا منذ الساعة التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، أعداد كبيرة من المثقفين والأكاديميين وهواة المطالعة من عامة المواطنين على معرض بغداد الدولي للكتاب، الذي انطلقت الخميس الماضي فعاليات دورته الـ 22، على قاعات معرض بغداد الدولي تحت شعار “الكتاب وطن”.

ويشارك في المعرض الذي يستمر حتى يوم 20 حزيران الجاري، أكثر من 220 دار نشر محلية وعربية وأجنبية، من 14 دولة، منها مصر والسودان ولبنان وسورية والسعودية والامارات والكويت وقطر وتونس وتركيا وألمانيا.

وبحسب ما مقرر في منهاج فعالياته، فإن المعرض سيشهد طيلة أيامه، نحو 30 ندوة وجلسة سياسية وثقافية وفكرية وصحية، فضلا عن فعاليات أدبية وفنية تساهم فيها بعض الروابط الثقافية، كالاتحاد العام للأدباء والكتاب.

ومن المؤمل أن تعقد في الساعة الحادية عشرة من صباح هذا اليوم الاثنين، جلسة بعنوان “العوامل الموضوعية وراء اخفاق العملية السياسية في تقديم الإنجازات الاقتصادية”، يتحدث فيها د. حسين جابر الخاقاني. فيما تعقد عند الساعة الخامسة من عصر اليوم ذاته، جلسة أدبية بعنوان “النقد العراقي وحداثة النص الأدبي”، يقدمها كل من النقاد فاضل ثامر وعلي الفواز ود. نادية العزاوي.

ويقام المعرض هذا العام من قبل “شركة صدى العارف” للتجارة العامة والنشر، وبالتعاون مع اتحاد الناشرين العراقيين.

وكانت الملاكات الفنية التابعة للشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية، قد هيأت قاعات العرض والحدائق والنافورات، وقامت بصيانة منظومات الكهرباء والتبريد وتهيئة المجمعات الصحية والمرافق الخدمية الأخرى. كما نصبت منظومات تعقيم على أبواب القاعات وفي داخلها أيضا، حماية للزائرين من فيروس كورونا المنتشر.

*********************

لقاء تشاوري بين اتحادي الصناعات ونقابات العمال

بغداد – طريق الشعب

عقد الأسبوع الماضي، لقاء تشاوري بين اتحاد الصناعات العراقي والاتحاد العام لنقابات عمال العراق، وذلك في مقر الأول ببغداد.

ومثل اتحاد الصناعات في اللقاء، رئيسه عادل عكاب وعضو مجلس إدارته د. علاء العكيلي. فيما مثل الطرف الآخر، الأمين العام للاتحاد عدنان الصفار وعضو مكتبه التنفيذي سميرة ناصر، ورئيس نقابة الخدمات الاجتماعية علي إسماعيل.

وتناول الجانبان خلال اللقاء، سبل التنسيق في ما بينهما في مختلف المجالات المتعلقة بقضايا العمل والعمال. وحددا موقفيهما من مشروع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي، المطروح حاليا للمناقشة في مجلس النواب.

كما اتفقا على مواصلة اللقاءات خلال الفترة القادمة، ليكونا شريكين اجتماعيين في خدمة الوطن والعمال.

********************

مهرجان للحرف الشعبية بأيدٍ نسائية

بغداد – وكالات

تستعد “جمعية كهرمانة” للفنون في بغداد، لإقامة مهرجانها الأول للحرف الشعبية، تحت عنوان “بأيدٍ نسائية”.

وقالت رئيسة الجمعية ملاك جميل، أن هذا المهرجان الذي ستشارك فيه المرأة بشكل حصري، يهدف إلى التعريف بالفنون والحرف الشعبية العراقية وما تتسم به من تنوع، مبينة في حديث صحفي، أن المهرجان سيشكل منصة لتفعيل دور المرأة المنتجة ومساهماتها في الحياة.

وأضافت قائلة، أن أبواب الجمعية مفتوحة أمام الراغبات في المشاركة في المهرجان، الذي من المقرر أن يقام خلال تموز المقبل، مبينة أن آخر موعد للتقديم سيكون يوم 30 حزيران الجاري، على أن تقدم الأعمال المشاركة إلى مقر الجمعية الكائن في حي العامرية.

********************

في “ملتقى جيكور” البصري

“مشاكل ماء البصرة.. تقنيات وحلول”

البصرة – باسم محمد

أقام “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، الأربعاء الماضي، أمسية علمية بعنوان “مشاكل ماء البصرة.. تقنيات وحلول”، ضيّف فيها كلا من د. بسام عاشور رشيد، والمهندس حسين فالح عبد الكريم، بحضور جمع من المهتمين في القضايا المائية والصحية.

أدار الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الإعلامي باسم محمد حسين، الذي عرض في البداية مقطعا مصورا له، يتحدث فيه عن الكيفية التي تتم فيها تغذية البصرة بالماء، ذاكرا عدد المحطات المائية المعتمدة على أنهار دجلة والفرات وشط العرب.

واشار حسين في المقطع، إلى ما عانته البصرة طيلة سنوات، من شح وملوحة في الماء، وصولا إلى العام 2018 الذي تأثر خلاله قرابة 140 ألف مواطن بأضرار كبيرة جراء مشكلة الماء، كما نفقت آلاف المواشي وأصيبت آلاف أخرى بأمراض غريبة، وهلك الكثير من المزارع والبساتين، إثر المشكلة ذاتها.

بعد ذلك تحدث المهندس عبد الكريم، المتخصص في تقنيات المياه، عن سبل معالجة ملوحة المياه. أعقبه د. عاشور، وهو من مركز علوم البحار التابع لجامعة البصرة، ومتخصص في معالجة الملوحة والتلوث، بالحديث عن مشكلة ملوحة المياه بصورة أكاديمية. 

وشهدت الأمسية مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، بضمنهم د. حامد الظالمي، والمهندس عبد الباقي داود سلمان، من دائرة صحة البصرة، فضلا عن المهندس محمود شاكر الشاهين، الذي سلط الضوء على تجربته الشخصية الناجحة في تنقية وتحلية الماء المالح في منطقة الفاو، لغرض استخدامه في النشاط الزراعي.

**********************

سفير دولة فلسطين في ضيافة “شمس الأمومة”

بغداد – طريق الشعب

تضيّف “مكتبة شمس الأمومة” في بغداد، بعد غد الأربعاء، سفير دولة فلسطين لدى العراق، أحمد عقل، ليتحدث في جلسة حول “دولة فلسطين الديمقراطية وعاصمتها القدس”.

تبدأ الجلسة في الساعة الحادية عشرة صباحا، في مقر المكتبة بمنطقة الكرادة داخل، قرب “مقهى جلجامش”. 

والدعوة عامة.

**********************

في السماوة

معرض فني لمجموعة

من الرسامات الشابات

السماوة – عبد الحسين ناصر

افتتحت “مجموعة ثقافن” الفنية الشبابية في محافظة المثنى، أخيرا، معرضا فنيا مشتركا لمجموعة من الرسامات الشابات، حمل عنوان “ينابيع ثقافن”، وذلك برعاية فرع نقابة الفنانين في المحافظة، وبالتعاون مع البيت الثقافي في السماوة.

المعرض الذي احتضنته قاعة المرحوم عبد الجبار بجاي في السماوة، والذي حضره عدد من الفنانين الرواد إلى جانب جمهور من محبي الفن التشكيلي، ضم نحو 25 لوحة حملت موضوعات واقعية تعكس جوانب من معاناة المرأة والمعوقات التي تعترضها في الحياة. 

نقيب فناني المثنى، الفنان حسين عباس هويدي، ألقى في بداية المعرض كلمة أشار فيها إلى أن هذا النشاط يمثل لبنة أساسية في الحراك الفني على مستوى المحافظة، لما له من دور في تذليل العقبات التي تعترض المرأة في مزاولتها الفن، مضيفا أن المعرض يأتي لدعم الفنانات الشابات وتشجيعهن على عرض أعمالهن الفنية أمام الجمهور، فضلا عن تحفيز الفتيات الموهوبات على مواصلة تطوير مواهبهن.

*************************

“سوق الجمعة”

في الفلوجة بحلة جديدة

الفلوجة – وكالات

شهدت مدينة الفلوجة إعادة افتتاح سوقها القديم الذي يعرف بـ “سوق الجمعة”، بعد إغلاقه لأكثر من سنة، بسبب خضوعه لأعمال تأهيل وتطوير.

ويشتهر هذا السوق ببيع المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية والسلع المستعملة، فضلا عن بيع وشراء النحاس والأواني المستخدمة والطيور. كل ذلك بأسعار بسيطة، ما جعل المكان مقصدا لذوي الدخل المحدود.

قائم مقام القضاء، مؤيد الدليمي، ذكر في حديث صحفي أنه تم السماح لأصحاب العربات باستئناف عملهم في السوق أسوة ببقية أسواق المدينة، مشيرا إلى أن إعادة افتتاح السوق جاءت بعد مناشدات الباعة العاملين فيه، الذين يصل عددهم إلى أكثر من 300 فرد.

وأضاف قائلا، أن الإدارة المحلية اشترطت على العاملين في السوق الالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية، والحفاظ على نظافة المكان وجماليته “بعد أن أصبح من أكثر أماكن المدينة تطورا”.

وأوضح الدليمي، أن التصميم الجديد الذي طرأ على السوق، جاء على غرار “ساحة النافورات” القريبة من قلعة أربيل.