اخر الاخبار

الصفحة الأولى

عدم الاستقرار السياسي من بين أسباب تخلفه.. مختصون: المخمن يتحكم بالنظام الضريبي والإصلاح مرهون بـالأتمتة

بغداد ـ محمد التميمي

لا يزال النظام الضريبي في العراق يواجه تحدياتٍ جسام، في مختلف مفاصله، لا سيما بنيته المتهالكة والمشاكل الكبيرة ذات الصلة بجوانبه الإدارية والقانونية والمالية، ما ادى إلى انخفاض نسبة مساهمته الحقيقية في الإيرادات العامة للدولة.

وبعد مرور شهرين على المؤتمر الذي رعاه رئيس الوزراء، وحمل عنوان «إصلاح النظام الضريبي في العراق»، ونوقشت فيه 12 ورقة متخصصة في عدة محاور من بين 40 ورقة تم تقديمها من جهات حكومية وأكاديمية وشركات القطاع الخاص والمنظمات الدولية؛ لا يزال مراقبون ينتظرون اصلاحات حقيقية، من شأنها تفعيل هذا القطاع المهم، وتمكينه من رفد خزينة الدولة وتعزيز ايراداتها العامة.

معايير دولية

وقال المتخصص في مكافحة الفساد، سعيد ياسين، ان احد مستلزمات رصد الاداء العام، هو الايرادات المالية النفطية وغير النفطية، داعياً الى ضرورة اجراء اصلاحات حقيقية وجادة للنظام الضريبي عبر الحوكمة والاتمتة.

وأضاف لـ «طريق الشعب»، ان «العراق لديه رصد للإيرادات النفطية، لكن هناك خللا في رصد الايرادات غير النفطية. وهنا قطاع الضرائب يندرج ضمن هذه القطاعات غير المرصودة»، معللاً ذلك بان «النظام الضريبي في البلاد لا يلبي متطلبات الشفافية، وعليه مؤشرات وملاحظات عن استغلال النفوذ الوظيفي في التقديرات الضريبية واستغلال النفوذ الإداري في التسامح بالتهرب الضريبي مقابل أموال».

وأكد ياسين الحاجة الى «نظام ضريبي الكتروني يفصح فيه المكلف عن ايراداته وممتلكاته وفق معادلات واضحة، وبالنتيجة يتم التقدير الضريبي على ضوء ذلك، وفق الوثائق الرسمية المعتمدة سواء كانت تجارية او عقارية او اي نشاط تجاري مشمول بالضريبة العامة».

وزاد على حديثه بالقول: «نحتاج الى أتمتة قطاع الجمارك، وان تكون هذه الاتمتة وفق المعايير الدولية، من خلال العمل التجاري بشكل عام او البيع والشراء في العقارات. مع الاسف ليست لدى العراق حتى الان قاعدة بيانات متكاملة بالممتلكات والسلع المشمولة بالضريبة»، مضيفا انه نتيجة لذلك «نجد تخلفا كبيرا في عملية رصد الايرادات الضريبية العامة».

واردف بالقول: ان «احدى صور الخلل في ادارة الضريبة، هي سرقة القرن على سبيل المثال،  نتيجة عدم التصرف بالأمانات الضريبية وتسوية الحسابات الضريبية بين المكلف والادارة العامة».

وعزا الخبير تلكؤ اصلاح هذا النظام لـ «عدم الاستقرار السياسي، حيث اننا مع كل حكومة ـ كل اربع سنوات ـ نبدأ من الصفر، ونهدر كثيرا من الزمن في تبني سياسات عامة منها السياسة المالية في استحصال الضرائب».

واكد ياسين ان هناك حاجة الى وضع سياسة عامة تعتمد من قبل كل الحكومات، مهما كان نوع الحاكم والجهة الحاكمة، لان هذا حق عام واجب التنفيذ وواجب التطبيق، وعلى المؤسسات العامة ان تدير هذه الاموال بشفافية ونزاهة».

وخلص الى القول انه «لا بد من حوكمة النظام الضريبي ونظام الجباية»، مشيرا الى ان «هذه القطاعات تبقى إيراداتها سائبة ويتحكم بها النفوذ الوظيفي، اذا لم تتم أتمتها. بمعنى ان الموظف هو الذي يتحكم في هذه التقديرات، وبالنتيجة يكون هناك ابتزاز مالي ورشى بتقليل او زيادة هذه النسب، وحرمان الخزينة العامة من هذه الايرادات».

بؤرة فساد

الخبير الاقتصادي، د عبد الرحمن المشهداني، قال ان «الهيئة العامة للضرائب هي بؤرة الفساد، لا متورطة فيه، وهذه نتيجة طبيعية عندما تترك الامور للمخمن. لكن هذا لا ينفي حقيقة وجود موظفين شرفاء ونزيهين ايضاً».

وحدد المشهداني احدى الاشكاليات بالقول: ان «المناصب لا تعطى على اساس المهنية والتخصص، ونرى اليوم الكثير من الموظفين لا يتمتعون بهاتين الصفتين. وبالتالي تتحول المؤسسة الى بؤرة للفساد»، متسائلا «ما الذي يتوقع من شخص يشتري المنصب الاداري؟».

واكد ان «اصلاح النظام الضريبي اضحى ضرورة ملحة ومهمة، خصوصاً اذا عملنا على الاتمتة وتحويل المعاملات الى رقمية، الامر الذي يمكن الحكومة من معرفة ايراداتها ضمن الحساب الموحد، وبالتالي الحد من الفساد».

ونوه بان «اجراءات اصلاح النظام الضريبي، سترفع من ايرادات الموازنة العامة بما لا يقبل الشك»، لكنه يرهن ذلك «بمتابعة رئيس الوزراء شخصياً لهذا الموضوع، والاشراف بشكل مباشر على تنفيذ خطوات الإصلاح، لكي لا تتكرر التجارب السابقة».

تهرب ضريبي

وانتقد عضو لجنة النزاهة النيابية باسم خزعل خشان، النظام الضريبي العراقي، مؤكدا انه بحاجة الى «إعادة صياغة لجميع القوانين المتعلقة به».

وقال خشان في حديث صحافي، أن «الهيئة العامة للضرائب تعاني من فساد كبير»، مستشهدا بقضية «سرقة القرن»، مشيرا الى ان «جميع دوائر الضرائب في بغداد والمحافظات «متورطة بالفساد»، وأن النظام الضريبي يفتقر إلى عقوبات صريحة للمتخلفين عن تسديد الضرائب، ما يؤدي إلى تهرب ضريبي واسع النطاق.

وأضاف خشان، أن «هناك خللا في عملية تدقيق الحسابات للأفراد والشركات المشمولين بالضرائب، وأن موظفي الضرائب يعقدون الإجراءات للحصول على مكاسب شخصية»، مشدداً على ضرورة «إعادة كتابة كل القوانين المتعلقة بالضرائب»، داعيا «اللجنة المالية ومجلس النواب والحكومة إلى العمل على تعديل الأنظمة الضريبية لضمان حقوق الدولة بصورة كاملة».

**********************************************************************************************

رائد فهمي يهنئ بعيد المعلم

في عيد المعلم، نتوجه الى جميع معلمات ومعلمي العراق باحر التحيات واجمل التهاني متمنين لهم التقدم والنجاح في مهمتهم النبيلة في تربية الاجيال وتوفير مرتكزات تنشئتهم وتكوينهم النفسي والسلوكي والمعرفي والعلمي.

يحل العيد ونحن ندرك حجم التحديات الجسيمة التي يعاني منها النظام التعليمي في بلادنا، وخصوصا الحكومي العام بسبب النقص الكبير في الابنية المدرسية وما يترتب عليه من ازدحام في الصفوف وازدواج الدوام وافتقار معظمها الى ابسط المستلزمات الضرورية لتوفير مقومات السير السليم للعملية التعليمية، ما يسبب التراجع في مستوى التعليم الحكومي واضطرار نسبة متزايدة من الاسر الى التوجه للتعليم الخاص، والاخير بدوره يتأثر مستواه سلبا بمعايير السوق الربحية.

ينبغي ان يكون هذا العيد مناسبة للوقوف بجد ومسؤولية امام اوضاع المعلم وظروف عمله وسبل تحسينها، وكذلك امام قطاع التعليم باكمله الذي يعاني من مشاكل وازمات جدية لها تداعيات مقلقة على مستقبل البلد وتطور موارده البشرية وقدرته على الايفاء بحق التعليم للجميع المنصوص عليه في الدستور.

ولعل من ابرز معوقات نهوض التعليم اعتماد نهج المحاصصة في تولي المسؤوليات وتداعياته الضارة، والتوسع غير المنظم للتعليم الخاص وضعف عملية تأهيل المعلمين والمدرسين لتمكينهم من مواكبة التغييرات السريعة في المناهج وفي طرق التدريس وفي التعامل مع المشاكل المستجدة في المدارس كمكافحة المخدرات وتلك المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي.

ان تعزيز مكانة المعلم في المجتمع ومدى اهتمام الدولة بتوفير انسب الظروف له يعتبر مؤشرا اساسيا على مدى تقدم الامم والشعوب وهو يعد كذلك ضمانة لتطورها وازدهارها،

ومن هنا ضرورة واهمية الاعتناء بالتعليم والعاملين فيه.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

*******************************************************************************************

راصد الطريق.. الأمن بخير ما يعوزه شي!

أكدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان أن بغداد شهدت خلال 23 يوماً فقط من شباط الماضي، 25 عملية اغتيال مؤكدة، و41 محاولة اغتيال فاشلة. فيما عرضت وسائل الإعلام والاتصال الاجتماعي، أخباراً وأفلاماً عن مواجهات مسلحة بين قوى عشائرية وفصائل وأفراد وعصابات، في مشاهد مثيرة لقلق ورعب المواطنين الآمنين.

ورغم ما خصصته الدولة من ميزانيات مالية هائلة للأجهزة الأمنية في البلاد، وما وفّرته من خبراء ومعدات وكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار وترسانة استخبارية، تتواصل هذه الظاهرة وتشتد مخاطرها وتتسع دائرتها لتشمل مناطق محصنة أمنيا، من جرّاء تفشي السلاح المنفلت والفساد وتأجيج النعرات الطائفية والدينية والتعصب، فيما يعيش المتنفذون ويبثون ـ عمداً أو سهواً ـ الأوهام بأن كل شيء مستتب، في ظل عجز الحكومة عن التعامل الجدي مع هذه الظاهرة التي تتسع يوماً بعد اخر.

*************************************************************************************************

تلوث بيئي يقضي على 5 آلاف دونم زراعي في صلاح الدين

بغداد – تبارك عبد المجيد

تتعرض المناطق الزراعية في صلاح الدين الى تلوث نفطي، نتيجة لتراكم المخلفات النفطية في الأنفاق الطبيعية التي أحدثتها جماعات تنظيم داعش المسلحة، حيث أنتج هذا التلوث تأثيرات سلبية على البيئة والزراعة في المنطقة.

*************************************************************************************************

الصفحة الثانية

وزير الموارد: أمّنا كمية كبيرة من المياه لفصل الصيف

بغداد ـ طريق الشعب

قال وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، يوم السبت، ان الوزارة نجحت في تأمين كمية “أكبر” من المياه لموسم فصل الصيف المقبل، نتيجة لهطول كميات من الأمطار والثلوج في أعالي نهري دجلة والفرات.

وذكر الوزير، أن “السنوات الأربع الماضية كانت سنوات جفاف حادة، إلا أن هذه السنة هناك تغير نوعي بكميات المياه نتيجة الأمطار الهاطلة، والثلوج المتساقطة في أعالي نهري دجلة والفرات”، مردفا بالقول، إن “هذه تعطينا اطمئناناً في تأمين مياه أكثر خلال الصيف المقبل”.

ويعاني العراق من أزمة للمياه غير أنها اشتدت وبلغت مرحلة خطيرة في السنوات الأربع الأخيرة لتصل إلى ذروتها في السنة الماضية 2023، حيث انخفضت مناسيب المياه إلى مستويات غير مسبوقة بفعل الجفاف الذي يضرب المنطقة بأسرها.

ويعد العراق من بين أكثر خمس دول تضرراً من التغير المناخي بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية معنية بالموضوع.

********************************************************************************************

في المؤتمر الحادي عشر للرابطة.. الشيوعي العراقي يحيي نضال المرأة العراقية 

الرفيقات والصديقات والاخوات العزيزات

تحية طيبة..

نتقدم اليكن  بخالص الشكر والتقدير على دعوتكن لحضور حفل افتتاح المؤتمر الحادي عشر لرابطة المرأة العراقية العريقة.

ويسعدنا ان نتقدم اليكن بخالص التهاني في بدء اعمال مؤتمركن العتيد ، والذي هو تتويج لمسيرة الرابطة الحافلة بالمآثر والبطولات والتضحيات  .

وفي هذه المناسبة نقف بتقدير عال لنحيي الرائدات في الحركة النسائية العراقية، والسائرات على طريقهن من اجل نيل المرأة العراقية حقوقها كاملة، وحصولها على فرص متكافئة ، وتحررها  من كل اشكال الاضطهاد والعسف والتمييز والعنف بمختلف اشكاله، ومنه الاسري والمجتمعي .

وبعد أيام،  وبالتزامن مع الثامن من اذار ، عيد المرأة العالمي المجيد ، تطل علينا مناسبة عزيزة على جميع الوطنيين والتقدميين، الا وهي ذكرى ولادة رابطة المرأة العراقية في  ١٠ آذار  ١٩٥٢، الشابة بنت الـ ٧٢ عاما ،  المنظمة المكافحة التي دافعت منذ تأسيسها بثبات وشجاعة عن حقوق المرأة العراقية ومساواتها وتحررها.   وربطت على نحو سليم وخلاق بين خصوصية الحركة النسوية ومتطلبات النضال الوطني العراقي العام لشعبنا، فكانت بحق واحدة من المنظمات النسوية الرائدة ومدرسة  تخرج منها الآلاف  من المناضلات .

إن  المراة العراقية  يحق لها أن تعتز وتفتخر بمسيرتها وبما قدمته لشعبها وكفاحه، ولقواه الوطنية والديمقراطية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، وبالسفر النضالي الثرّ لحركتها على امتداد تاريخ  الدولة العراقية الحديثة ، فهي من قادت  وساهمت في التظاهرات والمسيرات، وعانت القمع والاضطهاد والمنافي، ودخلت السجون، وامتشقت السلاح في جبال كردستان ضمن حركة الانصار المجيدة، وقدمت كوكبة خالدة من الشهيدات البطلات، ستظل ذكراهن في وجدان ابناء شعبنا .

كما سيذكر التاريخ باعتزاز وفخر مساهمة المرأة العراقية المتميزة والنوعية  في انتفاضة شعبنا في تشرين ٢٠١٩ ، وأسماء الشهيدات  الخالدات .

اننا في الحزب الشيوعى العراقي نجدد انحيازنا  للمرأة وتحررها ،   وعملنا  ومشاركتنا نضالها من اجل  انعتاقها الاقتصادي والسياسي الكاملين، وضمان المساواة لها وتكافؤ الفرص،  الى جانب الدعوة والعمل على توفير  امكانات اسهام المرأة بفاعلية في بناء العراق  الذي نريده ديمقراطيا حقا، لا مكان فيه للتمييز والاضطهاد والفساد والسلاح المنفلت، وتسود فيه مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية، وتأمين تمتع المرأة بحقوقها واتاحة فرص الرقي والازدهار لها . 

وفي هذه المناسبة  نعّبر عن  اعتزازنا الكبير بمشاركة المرأة  في ميادين  الحراك الجماهيري والمطلبي والشعبي  والدفاع عن حقوق النساء والشعب كله  ، في الحرية والكرامة والتقدم والعيش الرغيد  والأمان والاستقرار .  ونجدد افتخارنا ببنات شعبنا الكثيرات المبدعات في شتى ميادين الحياة ومجالات العمل في المجتمع.

الى المزيد من العمل والتعاضد والتكاتف وتوحيد الجهود ، والمشاركة الفاعلة في نضال شعبنا ، ودعم ومساندة قوى التغيير لفرض إرادة الشعب والخلاص من منظومة المحاصصة  والفساد، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تؤمّن مستلزمات تمتع المراة بحقوقها كاملة .

المجد للمرأة العراقية .

كل الفخر والاعتزاز برابطة المرأة العراقية وسجلها الحافل بالعطاء .

النجاح لمؤتمر الرابطة الحادي عشر

وتقبلوا خالص التقدير                                                                                                                             

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

٢٩-٢-٢٠٢٤ 

***********************************************************************************************

النظام النقدي في العراق بين ضعف الإدارة وتأثير الإرادة السياسة

بغداد – طريق الشعب

سلط باحثون في الشأن الاقتصاد ضوءا على التحديات التي يواجهها النظام النقدي في العراق، مع التركيز على ضعف الإدارة المركزية وتأثير الإرادات السياسية والحزبية، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وتداعياته، مقترحين تدابير عديدة للسيطرة على سعر الدولار الموازي.

مقترحات

وبالحديث عن التحديات التي تواجه النظام النقدي في العراق، يقول الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد عيد، إن أبرز التحديات تتمثل في “ضعف الإدارة المركزية لسلطة القرار المالي في العراق، وفرض إرادات سياسية وحزبية ضيقة كلمتها على القرار الاقتصادي، ما أدى الارتفاع القائم في سعر صرف الدولار إلى تداعيات سلبية على حياة المواطنين”.

ويقول عيد خلال حديث مع “طريق الشعب”، أن “مسألة الدولار مرتبطة أساسًا بطبيعة العلاقة النقدية بين البنك المركزي العراقي وسياساته من جهة، ووزارة الخزانة الأمريكية والبنك الفيدرالي من جهة أخرى، نظرًا لأن التدفق النقدي من الدولار يأتي عن طريق الولايات المتحدة، التي لا تزال تشعر بعدم سيطرة حكومة العراق على الدولار في السوق المحلية والخارجية، نتيجة للميزان التجاري الهش”.

وبالنسبة للآلية التي يقترحها عيد للتصدي لارتفاع سعر صرف الدولار، يجد أن هناك ضرورة للسيطرة على حركة التجارة وفرض الرقابة المشتركة بين دائرة الحوالات الخارجية في البنك المركزي والهيئة العامة للجمارك وهيئة الضرائب العامة، وتسجيل الحوالات اللازمة للتجارة من الخارج ومطابقتها مع ما يأتي من بضائع إلى العراق عبر الحدود من خلال برامج تكنولوجية متطورة، لمراقبة حجم الأموال المحولة للحد من عمليات غسل الأموال”.

ويضيف، أنه “يجب فرض الرقابة الاقتصادية داخليا وتطبيق قانون (من أين لك هذا) للحد من عمليات كسب المال غير المشروع من قبل الجهات والشخصيات المتنفذة داخل العراق، والتي تقوم بتحويل أموالها إلى الخارج بطرق احتيالية متعددة بمساعدة جهات حكومية، مع فرض مراقبة شديدة على مكاتب الصيرفة والحوالات الكبيرة التي تمتلكها ميليشيات وأحزاب سياسية تسيطر على سوق الدولار داخليًا، والتي يتم من خلالها التلاعب بمستويات أسعار الصرف”.

ويزيد بالقول، “إن القطاع الخاص والإنتاج المحلي يعدان أحد أهم الركائز الاقتصادية التي يمكن من خلالها الحفاظ على العملة الصعبة داخل البلد، وتوفير فرص عمل مناسبة والحد من ارتفاع معدلات البطالة”.

غياب الجدية

الباحث في الشأن الاقتصادي عبد السلام حسن حسين يؤكد عدم وجود نوايا جدية لمعالجة مشكلة ارتفاع سعر الدولار من قبل الحكومة، مشيرا إلى أن معظم الأشخاص الذين يتسلمون مناصب جديدة يعدون بتحقيق تغييرات إيجابية للحد من الضغوط الاقتصادية، لكن هذه الوعود غالباً ما تكون مجرد شعارات دون تنفيذ فعلي.

ويبين حسين خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الانفتاح على الشركات العالمية يمكن أن يكون إيجابيًا بشكل عام، لكن يفضل التركيز على دعم الشركات العراقية الكبيرة وتعزيز دورها في تأهيل البنية التحتية لمختلف القطاعات وبالدينار العراقي”، مؤكدا أن الاعتماد على الشركات الأجنبية يسبب هدرا للعملة الصعبة، وهي المستفيد الأول من هذه التعاملات.

ويضيف أن هناك استمرارا للتظاهرات والاحتجاجات بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى عجز الحكومة عن تحقيق الوعود المتعلقة بتحسين الحياة المعيشية للمواطنين، كما منصوص في الدستور العراقي.

ويؤكد حسين أهمية “فتح المعامل المحلية وتوفير فرص العمل للعاطلين وعدم الاكتفاء بإعطاء رواتب رعاية لهم، بالإضافة معالجة الاثار التي يخلفها وجود سعرين مختلفين لصرف العملة المحلية، وتحرير سعر الصرف وفقا لمستويات العرض والطلب، والسعي لتغيير نمط ميزان المدفوعات التجاري”.

أخيرًا، يقترح الباحث ضرورة التعاون بين الحكومة والخبراء والمراقبين الاقتصاديين لإيجاد حلول مستدامة لمشاكل الاقتصاد العراقي، بدءًا من استخدام الموارد المحلية بشكل أفضل، وتبني سياسات اقتصادية فعالة وإصلاحات هيكلية للتصدي لمشكلة ارتفاع سعر الدولار وتعزيز استقرار الاقتصاد الوطني.

****************************************************************************************

إضاءة.. نحو قانون انتخابي عادل ومنصف

محمد عبد الرحمن

عاد الحديث مجددا عن قانون الانتخابات وتعديله، وبدأ الحديث عن انتخابات مجلس النواب القادمة، فيما لم يتم الالتزام بما جاء في ورقة المنهاج الوزاري التي اتفقت عليها الكتل السياسية المشاركة والداعمة لحكومة السيد السوداني، والتي غدت بتصويت مجلس النواب عليها ضمن المنهاج الحكومي؛ حيث نصت تلك الورقة على إجرائها خلال عام، لكن لا الحكومة ولا الكتل السياسية نفذت ما اتفقت عليه، واكتفت بإجراء انتخابات مجالس المحافظات، التي لم يكتمل بعد توزيع المهام على أعضائها وسط صراع ضارٍ وتدافع على المناصب والمواقع، الأمر الذي قاد ـ حتى الآن ـ الى عدم انطلاق العمل بصورة فعلية للمجالس المحلية عموما، وفي محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين على وجه الخصوص.

ويبدو أن الاعلان عن خروج مجاميع من الاطار التنسيقي وتشكيلهم صيغاً تحالفية أخرى، غير بعيد عن تلك الصراعات وتقاسم الحصص. وكما يؤشر مراقبون فان هذا الحراك قد لا يكون خاتمة المطاف، انما قد نشهد اصطفافات أخرى، نتيجة لامتعاض البعض من حصته في تقاسم المناصب، والتي كما تقول وثيقة مسربة، وجدت طريقها الى مواقع التواصل الاجتماعي، بان ذلك امتد عميقا ليصل حتى الى المدراء العامين ومدراء مراكز الشرطة، ناهيك عن الدرجات الخاصة وقوائم السفراء!

فهل هذا الذي يحصل بعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات هو الذي يدفع البعض الى القول مجددا بأن “الدوائر المتعددة قد انصفت الناخبين والمرشحين؟”، وهذا البعض هو من ألح وجيّش الجيوش وحشّد وحرّض على تعديل قانون الانتخابات لمجلس النواب ومجالس المحافظات ودمجهما بقانون واحد، واغدق بكلمات المديح على الصيغة الجديدة، وشوّه النظام الانتخابي “سانت ليغو” وحوّله الى نسخة عراقية ابتعدت كثيرا عن مغزى ورسالة هذا النظام ومضمونه؟ ما عدا مما بدا؟!

وكما هو معروف لم يستقر قانون الانتخابات على حال منذ ٢٠٠٥، ولعب به المتنفذون “طوبة”، وفي كل مرة يصاغ على هوى من له السطوة والقرار المؤثر، ولم يستند في كل المرات التي جرى فيها التعديل الى دراسة واقعية للحالة العراقية بكافة تعقيداتها، وان يصار الى تبني قانون منصف وعادل يضمن حرية الاختيار ونزاهة الانتخابات وصدقيتها، ويتيح أوسع مشاركة في اتخاذ القرار ورسم السياسة العامة للبلد، وان تجسد مؤسسات الدولة، حالة التنوع في المجتمع العراقي بجوانبها السياسية والفكرية والاجتماعية والقومية والدينية، وان تساعد في توسيع دائرة اتخاذ القرارات، لا كما يحصل اليوم، حيث نشهد التوجه الى احتكار السلطة والانفراد بها، وعلى مختلف المستويات.

وطالما أثير من جديد هذا الموضوع، فهو جدير بالمتابعة لجهة فتح نقاش جدي ومسؤول عن قانون الانتخابات وجوانبه المختلفة، وعن علاقته بالقوانين الأخرى وخاصة قانون الأحزاب السياسية، والذي بقيت العديد من مواده بعيدة عن التطبيق وخاصة موضوع الأحزاب التي تقول انها سياسية، وتشارك في الانتخابات ومجازة قانونيا، لكنها واقعا تنظيمات عسكرية لها أذرع سياسية وليس العكس.

من دون شك هناك حاجة ماسة الى الاستقرار النسبي لقانون الانتخابات سواء لمجلس النواب ام لمجالس المحافظات، لكن هو ليس بمفرده الذي يحتاج الى وقفة جادة، بل مجمل المنظومة الانتخابية، بما يؤدي الى تعزيز الممارسة الديمقراطية وتوسيع المشاركة في الانتخابات، وضمان التمثيل السليم لاطياف المجتمع العراقي والتعددية فيه بكل تجلياتها.

ونرى انها، أيضا، فرصة لان تبادر القوى المدنية والديمقراطية، قوى التغيير الى التحرك وبلورة رؤاها والمساهمة الفاعلة في النقاش والحوار الذي دشن، وأن تقول بوضوح ماذا تريد، وان تحشد وتضغط وتعود الى الرأي العام ليقول كلمته ويضغط على المتنفذين واجبارهم على تنفيذ إرادة الأغلبية، وبما يحفزها على المساهمة والمشاركة الفاعلة في الانتخابات لتغيير موازين القوى لصالح المشروع التغييري الشامل.

************************************************************************************

الصفحة الثالثة

تظاهرات في 7 محافظات.. مطالبات شعبية بوقف التضييق على الحريات وايفاء الحكومة بالتزاماتها

بغداد – طريق الشعب

شهدت سبع محافظات خلال اليومين الماضيين مشاركة المئات من المواطنين في وقفات ومسيرات احتجاجية مختلفة حملت عددا من القضايا المطلبية والحقوقية والتعليمية وغيرها.

احتجاجات متفرقة في البصرة

ونظم عدد من النشطاء في البصرة مسيرة راجلة طالبت السلطات باطلاق سراح الناشط احمد مهلهل الذي جرى اعتقاله خلال تظاهرات عام 2018 وحكم عليه بالحبس الشديد لمدة ثلاث سنوات بتهمة احراق مبنى المحافظة.

وطالب عدد من المشاركين في تلك المسيرة التي بدأت من ساحة عبد الكريم قاسم وسط البصرة واتجهت إلى مبنى الحكومة المحلية بإسقاط ما وصفوه بـ”التهم الكيدية” التي تعرّض لها مهلهل بالاضافة الى اطلاق سراح ناشط آخر في محافظة ذي قار، مشيرين إلى وجود مسيرات في محافظات اخرى تحمل نفس المطالب. 

وفي الأثناء، نظّم عدد من المستفيدين من مجمع البصرة الحديث الاستثماري، وقفة احتجاجية، بالقرب من المدينة الرياضية، لمطالبة الجهات المعنية بالنظر في معاناتهم.

وقال عدد من المحتجين، أن المستفيدين من هذا المجمع لم يتسلموا حتى الآن الوحدات السكنية الخاصة بهم ولا يعرفون مصيرها وذلك لوجود مشاكل بين المستثمرين، لافتين إلى أن عددهم يبلغ 300 شخص ووصل موعد التسليم، إلا انه وبسبب تلك المشاكل توقف العمل والتسليم.

يُذكر أن قضاء الزبير التابع إلى المحافظة يشهد حتى الآن تكدسا كبيرا للنفايات، وللأسبوع الثاني على التوالي بعد إضراب مستمر لعمال البلدية الذين يطالبون بتعديل رواتبهم المتدنية.

رفض اغلاق ممثليات التربية

وشهدت محافظتي دهوك وأربيل في إقليم كردستان تظاهرات نظمها المئات من النازحين، تنديدا بقرار وزارة التربية الاتحادية بغلق مدارسها وممثلياتها في الاقليم.

وتظاهر المئات من الطلبة النازحين وذويهم في محافظة دهوك، تنديداً بهذا القرار. فيما بينوا أنهم مواطنون عراقيون ولأولادهم الحق بالتعلم في أي مكان بالعراق.

وطالب المتظاهرون من أمام مبنى ممثلية دائرة التربية التابعة للحكومة الاتحادية في دهوك، الوزارة بالعدول عن هذا القرار. وعبّر بعض أولياء الأمور عن استيائهم من القرار وأكدوا أن “هذه الأسر المحتجة تعيش في دهوك منذ سنوات والمدارس في المنطقة جيدة والكادر التدريسي متفان في عمله، بينما الموصل تعاني من نقص في عدد المدارس، ولهذا يفضل الجميع البقاء في دهوك”.

وفي أربيل أيضا، نظم العشرات من أولياء الأمور المقيمين والطلبة وقفة احتجاجية هي الثانية خلال أقل من شهر أمام مقر الأمم المتحدة ضد قرار وزارة التربية إغلاق ممثليتها في الاقليم.

ووصف عدد من أولياء الأمور هذا القرار بـ”السياسي” ولا يخدم الطلبة، خاصة وأن الأغلبية هم من المقيمين وليسوا نازحين والدستور يكفل للمواطن العراقي السكن في اي محافظة عراقية، وواجب الدولة توفير الخدمات الأساسية لهم من تعليم وغيره”.

تظاهرات ليلية في بابل

وشهدت محافظة بابل تظاهرة شارك فيها المئات أمام محكمة الاستئناف ومبنى الحكومة المحلية والدوائر الخدمية، حاملين مطالب رئيسة تتعلق بقرارات القضاء وجلسة اختيار المحافظ ومديرية الكهرباء. فيما حضر ملف اغتيال الناشط أيسر الخفاجي بقوة.

وبدأت التظاهرة أمام محكمة استئناف بابل للمطالبة بحسم الدعوى المقامة ضد شرعية جلسة انتخاب الحكومة المحلية الجديدة في بابل.

وقال متظاهرون أن “هذه المسألة لا يمكن السكوت عنها ولن نقبل بغير قرار بطلان الجلسة وإعادة تشكيل الحكومة وفق ما يريده أبناء المحافظة وليس ما يريده البعض”.

وانتقل المتظاهرون بعدها إلى التظاهر أمام مبنى الحكومة المحلية للمطالبة بكشف ملابسات جريمة اغتيال الناشط أيسر الخفاجي، مؤكدين أهمية عدم مرور هذه الجريمة دون كشف المتورطين وإلا سيتمادى القتلة وتمتد أيديهم الآثمة لاستهداف شخصيات أخرى.

وكانت المحطة الأخيرة للمتظاهرين أمام مديرية توزيع كهرباء الفرات الأوسط بعد زيادة ساعات القطع اليومي التي وصلت إلى أكثر من 15 ساعة في اليوم، ومطالبة الحكومة بالمباشرة بحلول مبكرة قبل فصل الصيف وعدم الاعتماد على إمدادات الغاز المتذبذبة من الجانب الإيراني.

وقفة لذوي الاحتياجات الخاصة

إلى ذلك، تجمع عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة أمام مبنى صحة كركوك، احتجاجا على قرار نقل مدير تأهيل المعاقين كاظم علي، ملوحين بالتصعيد وحشد الآلاف منهم من أجل المطالبة بالتريث في تطبيق القرار.

وقال المحتجون، إن الوقفة تطالب بـ”التريث في قرار نقل مدير تأهيل المعاقين في كركوك، وهو بمثابة أب لذوي الإعاقة، لأنه يتعامل مع نفسية المعاق، وبابه مفتوح أمام الجميع”.

يذكر ان عددا من الشباب والناشطين في كربلاء كانوا قد نظمّوا وقفة احتجاجية رافضة لخطوة استثمار منتدى الشباب.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها “سرقتم طموحاتنا.. شباب كربلاء يرفضون سلب منتدياتهم ومراكزهم باسم الاستثمار ويطالبون بفرض الرقابة على المستثمرين المخالفين ومنح حقوق الشباب”.

وفي بغداد، تظاهر أصحاب العقود في ساحة التحرير مطالبين الحكومة بالايفاء بالتزاماتها تجاههم، وتثبيتهم على الملاك الدائم.

******************************************************************************************

عين على الاحداث

إلى متى هذا الخداع؟

أعلنت وزارة الكهرباء عن فقدان العراق لخمس إنتاجه الكهربائي (4000 ميغواط) بسبب شحة حصوله على الغاز من إيران، مما أدى إلى إطفاء عدد من وحدات توليد الطاقة في المنطقة الوسطى وتراجع ساعات التجهيز. هذا وفيما علل الإيرانيون ذلك بموجة البرد، كرر الناس تساؤلاتهم عن مصير المليارات الثمانين التي أُهدرت على هذا الملف، وعن صحة الادعاءات التي قيلت حول الاتفاقيات المضمونة مع طهران وعن السر وراء تزامن التلكؤ في تزويدنا بالغاز الإيراني مع بعض المتغيرات السياسية أوحين تقدم الوزارة على صيانة محطات الإنتاج ووحداتها التوليدية، كي تكون جاهزة لذروة أحمال الصيف.

طلاق بالجملة

أعلن مجلس القضاء الأعلى إحصائيات الطلاق والزواج لشهر كانون الثاني من هذا العام والتي بلغت 7453 حالة أي بمعدل عشر حالات في الساعة الواحدة. وسجلت بغداد والبصرة معاً ما يقارب ثلثي هذا العدد (3954حالة). هذا وفيما حذر المراقبون من خطر الارتفاع السريع والكبير بانهيار العوائل، دعا الناس إلى معالجة أسباب ذلك، والتي يتمحور معظمها حول غياب السكن الملائم وتفشي البطالة والفقر وتضاعف مشاكل تعاطي المخدرات والابتزاز الإلكتروني وزواج الأطفال وإنتشار الأمية بشقيها الأبجدي والثقافي والتلكؤات في التوثيق الرسمي للزيجات، على أساس صحي ونفسي، وغياب دور الدولة في رعاية ودعم الأسر الشابة، اقتصاديا واجتماعياً. 

ماكو خبز إكلوا كيك

مع قرب حلول شهر رمضان، شهدت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعاً سريعاً جراء زيادة الإقبال عليها كبديل عن اللحوم الحمراء، التي تضاعفت أسعارها مؤخراً، رغم انخفاض تكاليف الإنتاج. وقد دفع الأمر بالحكومة إلى الموافقة على توصية وزارة الزراعة بتخفيض الرسوم الجمركية لاستيراد اللحوم الحمراء، بنسبة 50 بالمائة. هذا وفي الوقت الذي يشكك فيه المراقبون من فائدة هذا الإجراء في الحفاظ على الأسعار عند مستوى مناسب لدخول الناس، يرون بأن معالجة المشكلة مرتبطة بالتخطيط المسبق لضبط السوق وتحسين الإنتاج الوطني من اللحوم، وليس بقرارات تخدم التجار الجشعين والمرابين ومن يحميهم من المتنفذين.

فوگ الحمل علاوة

أدان مركز «ميترو» للدفاع عن الحريات، الهجمة الإعلامية ضد المكونات الصغيرة، بعد إلغاء المحكمة الإتحادية كوتا الأقليات في انتخابات برلمان الإقليم، محذراً من مخاطر ذلك على التعايش والوحدة الوطنية. من جهته، حذر رئيس الكنيسة المسيحية الكاردينال لويس ساكو من وقوع موجة هجرة مسيحية جديدة إلى الخارج نتيجة غياب الاستقرار والعدالة وعمليات تضييق تقع على المسيحيين في وظائفهم وأموالهم من جهات متنفذة. هذا وفي الوقت الذي وجه فيه الناس انتقادات حادة لتصاعد جرائم الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، دعوا الحكومة للوقوف بحزم ضد محاولات تعميق الإستقطاب الديني والطائفي والأثني، بشكل يسعى لتخفيف عزلة المتنفذين ولستر فشلهم.

للربح فقط

قالت مؤسسة عراق المستقبل، إن هناك أربعة بنوك خاصة تستحوذ على أكثر من 50 بالمائة من حجم القطاع المصرفي، وإنها حققت نمواً بنسبة 47.8 بالمائة خلال العام 2023، فيما توقعت المؤسسة أن ترتفع حجم الموجودات لهذه البنوك لتبلغ أكثر من 40 ترليون دينار قبل 2029، أي بزيادة قدرها 135 بالمائة وذلك مع زيادة الاعتماد على القطاع المصرفي الخاص على حساب القطاع العام. هذا وفيما تفتقد البنوك لثقة المواطنين الذين يحتفظون بنحو 85 بالمائة من الكتلة النقدية في بيوتهم، يعاني عدد منها من عقوبات يتعلق بعضها بالفساد، مما يتطلب إجراء إصلاح مصرفي شامل وربطه ببرنامج الإصلاح الاقتصادي.

********************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

بين صدام وأمريكا

في عشية الذكرى الحادية والعشرين لحرب العراق، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً للباحث ستيف كول، أعرب فيه عن اعتقاده بأن أمريكا قد ارتكبت أسوأ خطأ في سياستها الخارجية في حقبة ما بعد الحرب الباردة عندما غزت العراق لتجريد صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل المفترضة، تلك الحرب التي كلفت ثمناً مروعاً في أرواح وموارد العراقيين والأميركيين، ونشّطت الصراعات الإقليمية بالوكالة وأوقعت واشنطن في شرك الشرق الأوسط، وهو ما أعادت إدارة بايدن اكتشافه بشكل مؤلم.

تساؤل متأخر

و في ضوء المعلومات الإستخبارية الكاذبة والمتلاعب بها حول أسلحة الدمار الشامل وعلى خيارات بوش في الترويج للحرب وتواطؤ وسائل الإعلام، رأى الباحث بأن الغزو قد أخفى سبب لجوء الدكتاتور صدام للإيحاء بأن لديه أسلحة خطيرة رغم عدم امتلاكه لها في الواقع.

وأضاف بأنه واعتماداً على حوالي 2000 ساعة من التسجيلات وأرشيف ضخم من محاضر الاجتماعات والسجلات الرئاسية، التي وثقت طريقة تفكير الدكتاتور، لاسيما في المنعطفات الحرجة، يمكن الإستنتاج بأنه لم يشأ إقناع مفتشي الأمم المتحدة ووكالات التجسس المتعددة والكثير من زعماء العالم، بأنه لا يمتلك أسلحة دمار شامل، لأنه أراد البقاء في السلطة وتحقيق مكانة متميزة له لدى الشارع العربي.

كما أنه لم يكن يثق بواشنطن، التي تعاون معها بشكل خفي وغير موثق في الثمانينيات، لاعتقاده بأن واشنطن خانته حين باعت أسلحة إلى طهران فيما عرف حينها بإيران كونترا. وفي تخليها عنه بعيد غزوه للكويت وشنها حرب الخليج في عامي 1990 و1991 ضده. وأظهر عدم ثقته أيضاً في إخفاء سر تدميره لأسلحته الكيماوية والبيولوجية، ومواصلته الكذب مراراً وتكراراً على المفتشين، حيث كان متأكداً كما يبدو من أن وكالة المخابرات المركزية تعرف ذلك السر، وإن ادعاء البيت الأبيض بأنه يجهل الأمر، ليس الاّ محاولة لإذلاله علناً.

ارتباك المؤسسات

واشار الباحث إلى أن التنافس الحزبي داخل الولايات المتحدة، ونمطية التفكير التي تسود بعض مؤسسات التحليل، تربك أحياناً العمل وتؤدي لأخطاء في التقدير عند التعامل مع السلطات الإستبدادية، التي غالباً ما يحاول الرؤوساء تجنب الحوار العلني معها. وضرب مثالاً بالرئيس كلينتون الذي صرح يوماً بأنه لولا خشيته من الصحافة لرفع سماعة الهاتف وهاتف صدام إبن …... ولعل أول أمريكي فعل ذلك، كان عملاء السي أي أي الذين شاركوا صدام السيجار، بعد القبض عليه. ويبدو أن البيت الأبيض قد عرف لاحقاً بأنه ربما تصرف بسوء تقدير معه.

وأعاد الباحث التأكيد على أنه وفي ظل تناقضاته، فإن صدام لم يك ديكتاتوراً غير عادي، حيث اتسم بالسمات التقليدية للأنظمة الاستبدادية، كجنون العظمة بشأن التهديدات التي تواجه سلطته، والمعلومات غير الموثوقة التي يقدمها مساعدوه المذعورون وعدم القدرة على فهم نوايا الخصوم بشكل كامل.

تبرير مضحك للتراجع

واستشهد الباحث بتحذيرات صدام للعراقيين من إحتمال شن واشنطن وحليفاتها حرباً نووية على العراق لإجباره على الإنسحاب من الكويت، وهي الفكرة التي حاول بها تبرير هزيمته، رغم عدم قناعة حتى أقرب مساعديه كابن عمه علي كيمياوي بها، كما تشير التسجيلات الموجودة لدى الأمريكان. كما أنه حاول ضرب القوات الأمريكية بالسلاح الكيمياوي، لكنه تراجع عن ذلك، حين هدد الوزير بيكر وزير خارجيته طارق عزيز بأن الولايات المتحدة ستسقط حكومته، مبرراً تراجعه بالخوف من السلاح النووي، الذي لم يتطرق له بيكر في تهديداته.

واختتم الباحث مقاله بالقول إن قضية صدام حسين تنطوي على مفارقة، فرغم كونه دكتاتوراً ليس من الحكمة المقامرة بالأمن على أساس تخمين نواياه، فإن سياسة واشنطن التي اعتمدت توجيه رسائل ردع واضحة ومقنعة له، مثلت فشلاً امريكياً في فهم حقيقته.

******************************************************************************************

الصفحة الرابعة

ظاهرة تتكرر كل عام

تلوث بيئي يقضي على 5 آلاف دونم زراعي في صلاح الدين

بغداد – تبارك عبد المجيد

تتعرض المناطق الزراعية في صلاح الدين الى تلوث نفطي، نتيجة لتراكم المخلفات النفطية في الأنفاق الطبيعية التي أحدثتها جماعات تنظيم داعش المسلحة، حيث أنتج هذا التلوث تأثيرات سلبية على البيئة والزراعة في المنطقة.

تحذير

يقول مدير بيئة صلاح الدين محمد مجيد، إنّ «تراكم المخلفات النفطية لحقول (عجيل وعلاس) في الأنفاق التي أنشأها تنظيم داعش الارهابي، انتقلت بسرعة إلى الأراضي الزراعية، خلال السنوات الماضية تحديدا عند كل سقوط للأمطار، ما أدى إلى تشكل بقع زيتية كثيفة وتدمير مساحات شاسعة من المزروعات»، وقد بلغت المساحة المتضررة أكثر من 5000 دونم، وفق مجيد.

ويضيف مجيد في حديث مع «طريق الشعب»، أن حقول عجيل وعلاس تابعة لهيئة حقول نفط صلاح الدين، مؤكدا أنه «تم اتخاذ إجراءات قانونية فورية ضد المسؤولين عن هذه الحوادث، بما في ذلك توجيه انذار من مديرية البيئة في صلاح الدين في 27 شباط، حيث سيتم فرض غرامة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لتنظيف المنطقة وتقديم حلول فورية لتفادي المزيد من الخسائر في الأراضي الزراعية المجاورة، بعد 10 أيام من صدور الإنذار». كما تم سحب عينات للتربة والمياه والآبار الارتوازية لتحديد مدى التلوث وتقييم التأثيرات البيئية، وهو اجراء يتم كل عام، كون المنطقة تعتمد على المياه الجوفية.

وعن الخطوات المستقبلية، يؤكد مجيد أن «مديرية البيئة ستتابع عن كثب الإجراءات التي تتخذها هيئة الحقول لتطبيق الحلول الملائمة لهذه المشكلة وللمساهمة في تقليل التلوث النفطي وحماية البيئة والموارد الطبيعية في المنطقة».

ويبين أن استصلاح التربة المتضررة يتم «من خلال قشط التربة ورفعها واستبدالها بتربة أخرى».

«مماطلة»

يقول ستار مؤيد أحد مزارعي صلاح الدين، إن «الكثير من المزارعين تضرروا مادياً جراء مخلفات النفط»، مضيفا ان اغلب المحاصيل المزروعة هي من الحنطة والشعير.

ويبين مؤيد خلال حديثه مع مراسل «طريق الشعب»، أن «الجهات الحكومية تقوم ببناء سواتر لمنع سيول المياه الملوثة باتجاه الأراضي الزراعية»، مردفا «لكنها محاولات خجولة ومتأخرة، حيث المشكلة قائمة منذ سنوات».

ويضيف، انه «بالرغم من المطالبة بالتعويضات المالية وتقديم الدعم الا انه لم نتلق أي اهتمام»، مشيرا الى تقديم دعاوى قضائية من قبل المزارعين، لكن لم نرَ منها سوى المماطلة بالإجراءات.

ويضاف هذا التلوث إلى سلسلة المعاناة التي يقاسيها المزارعون في العراق، نتيجةً للتغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة للعام الخامس على التوالي.

وبهدف توفير الموارد المائية، تعمد السلطات الى تقليص المساحات المزروعة بشكل كبير.

ظاهرة تتكرر سنويا

من جانبه، يقر مدير دائرة الزراعة في محافظة صلاح الدين، عباس طه عباس، بأن «ظاهرة سيول الملوثات النفطية في منطقة حمرين والعلم تتكرر كل عام منذ 2016»، مبينا أن «التربة تتأثر من خلال امتصاص المواد النفطية والزيوت، ولا يمكن معالجتها».

ويقول إن «الفلاح في المحافظة يتكبد خسائر كبيرة»، مؤكدا أن «جميع المزارعين المتضررين سيتلقون تعويضات عن خسائرهم، حيث تم اجراء جرد بأسماء الفلاحين ومفاتحة وزارة المالية لأجل تخصيص المبالغ وتعويضهم».

وحمل عباس وزارة النفط مسؤولية التأخر باتخاذ إجراءات حقيقية وحاسمة خلال السنوات الماضية، تسهم في الحفاظ على المنتج النفطي من التسرب، وضمان عدم تضرر الأراضي الزراعية.

**************************************************************************************

احياءً ليوم الشهيد الشيوعي.. منظمة الحزب في ستوكهولم تزور عوائل الشهداء الشيوعيين

ستوكهولم – طريق الشعب

نظمت منظمة ستوكهولم للحزب الشيوعي العراقي، مؤخرا، زيارات إلى عوائل الشهداء الشيوعيين بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط.

وقدم وفد المنظمة إلى عوائل الشهداء باقات من الورد وبطاقات دعوة لحضور الاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي، فيما عبّرت العوائل عن شكرها وامتنانها لهذه الزيارات التي تستذكر التضحيات العظيمة للشهداء ومنها الذكرى الخامسة والسبعون لاعدام قادة الحزب الأماجد (فهد – حازم – صارم) وغيرهم لاحقا من الذين افتدوا بأرواحهم الحزب وكافحوا ببطولات استثنائية في مختلف الظروف والأزمان من أجل وطن حر وشعب سعيد.

وكانت الزيارات لعوائل الشهداء «شوقية ضائف لائذ، زاهرة ذياب سرحان، منعم فزع وعبد السلام فزع، عميدة عذبي حالوب، عصام حسناوي كسار، حميد شلتاغ وزوجته بدرية وإبنه عبد الكريم، عبد الكريم مطشر الهلالي، سميع جاني سهر، عزيز بطيخ ساهي، حسين الساعدي ومنتصر عبد علوان، سناء عبد المحسن السوداني، صبار نعيم غانم وجبار نعيم غانم، خالدة فعيل حطاب وحرية فعيل حطاب، الدكتور عبد الرزاق مسلم، إكرام عواد سعدون، فائز ناصر منصور وزهير ناصر منصور، صائب ضمد منصور، الياس حنا كوهاري، عابد يوسف مراد، هرمز يوسف بوكا وزهير يوسف كاكا».

وضمّ وفد المنظمة كل من الرفاق: «جاسم هداد، خولة مريوش، فيصل الفؤادي، سعدي السعدي، خليل كاطع، حازم القوشي، محمد الذهبي، عاكف سرحان، حسن سلمان ومروان يونس حربي».

*********************************************************************************************

زيارة تفقدية للرفيق توفيق الناشئ في ستوكهولم

طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ستوكهولم، يوم الجمعة الماضي، الرفيق توفيق الناشي «أبو ميساء» في دار رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة شيستا الواقعة شمال العاصمة السويدية «ستوكهولم» لتفقده وللاطمئنان على صحته.

وقدم الوفد الى الرفيق باقة من الورد، متمنيا له الصحة والشفاء، فيما ثمّن الرفيق من جانبه هذه الزيارة وأعرب عن سعادته بحضور رفاقه لتفقده والاطلاع على أحواله.

وضمّ الوفد كل من الرفيقة خولة مريوش، فيصل الفؤادي وعاكف سرحان.

**********************************************************************************************

سكان المثنى ينتظرون إنجازات «حكومة الخدمات»: مناطقنا منسية

بغداد – طريق الشعب

لا يزال المواطن في الأحياء الفقيرة بغالبية المحافظات، ينتظر نتائج «حكومة الخدمات»،  حيث يعاني سكان المثنى من تأخر تصريف مياه الصرف الصحي، إضافة الى نقص في البنية التحتية، ما يؤثر سلباً على واقعهم اليومي.

المعاناة شاملة

يقول النائب الفني لمحافظ المثنى، المهندس حيدر محمد الوهامي، أن «ما تعانيه مدن السماوة لا يختلف كثيرا عما موجود ببقية المحافظات، حيث يعاني المجتمع من نقص في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المجاري وتصريف مياه الأمطار وتعبيد الطرق وتشييد الأرصفة»، مشددا على أهمية «توسيع التخطيط الأساسي للمدينة، لمعالجة هذه القضايا».

ويضيف الوهامي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن المحافظة تضع ضمن أولوياتها في خططها الاستثمارية او البترودولار او صندوق المحافظة، قطاعات الصحة والتربية والبنية التحتية، بما في ذلك شبكات المجاري وتصريف مياه الأمطار والأرصفة والطرق، بالإضافة إلى الكهرباء والمياه.

ويؤكد، أن التحدي الأكبر يتمثل في المناطق الزراعية والمناطق التي لا يمكن تغطيتها بالخدمات الاساسية بموجب القانون، إلا من خلال الجهد الخدمي، ما يؤدي إلى انسداد الطرق بشكل كامل خلال موسم الأمطار.

ويشير الوهامي إلى أن «الجهد الخدمي في المحافظة محدود، ولا يوفر الخدمات بشكلها المطلوب».

أما بالنسبة للمجمعات السكنية الاستثمارية، فيعتبرها الوهامي «حلاً جيدًا لازمة السكن»، لكنه يلاحظ أن «البنية التحتية وشبكات المجاري وتصريف المياه غير مكتملة، مما يؤثر سلبًا على سكان المنطقة».

المناطق الزراعية «تستغيث»

يقول سلام الرماحي من محافظة المثنى، ويسكن إحدى المناطق الزراعية، أننا «نكاد نشعر ان مناطقنا منسية تماماً، حيث تكاد تخلو من الخدمات الأساسية والمهمة».

ويضيف الرماحي في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، أنّه «بالإضافة الى الهجرة العكسية من الريف الى المدينة، التي ادت الى نزوح ما يقارب 2000 عائلة، ونفوق الحيوانات وشح المياه وتقليص عدد الأراضي المزروعة، لم نلقَ أي اهتمام او تعويض، أو ان نحظى ـ على اقل تقدير ـ بشوارع نستطيع السير فيها».

ويستدرك قائلاً، أن «الحكومات المتعاقبة دون استثناء لم تعمل بشكل مهني وحقيقي، ونتيجة لذلك نعيش اليوم واقعا مريرا»، مشيرا الى أن بعض القرى لا يتوفر فيها «ماء صالح للشرب».

ابتلاع المتنزهات العائلية

من جانبه، يتحدث الناشط المدني حيدر جوهر من محافظة المثنى عن أبرز التحديات التي تواجه مدينة المثنى، حيث يشير إلى «تحويل العديد من المتنزهات والمساحات الخضراء إلى استثمارات تجارية قد أدى إلى فقدانها كمتنزهات عائلية، وتحولها إلى مطاعم ومراكز تجارية، مما أثر سلبا على حياة العائلات التي كانت تعتمد عليها مصدرا للترفيه والاسترخاء».

وبالحديث عن المشاكل الأخرى، يقول جوهر في حديث مع «طريق الشعب»، ان هناك مشاكل كبيرة تطال المناطق الزراعية، منها نقص الخدمات والمياه، ما يضطر معظم المزارعين إلى ترك مهنة الزراعة والنزوح نحو المدينة.

ويذكر أن أكثر المناطق الزراعية تضررا هي «شط العطشان» الذي كان مصدر رزق للسكان سابقًا.

ويضيف، أن غالبية المشاريع الخدمية متلكئة، يرافقها تأخر ومماطلة في إنجازها، ما يسبب صعوبة في الحركة والتنقل حتى في المركبات، إضافة إلى خلق ازدحامات مرورية تفوق ما هو موجود في بغداد.

ويعزو جوهر جميع تلك المشاكل إلى «سوء التخطيط والادارة وعدم إجراء عمليات ادامة وتأهيل، ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان»، مؤكدا «أننا نترقب إنجازات حكومة الخدمات، بالرغم من انعدام الامل».

وتعتبر محافظة المثنى أكثر المحافظات فقراً بنسبة 52 في المائة، لذلك وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني فريق الجهد الحكومي بتنفيذ المشاريع في المثنى، وخصوصا المناطق التي تعاني نقصا حادا في الخدمات، ومنها قضاء الرميثة، والخضر ومنطقة الوركاء ومناطق أخرى من المحافظة.

*********************************************************************************************

الصفحة الخامسة

كراجات النجف ترفع تسعيرتي الوقوف والمبيت

متابعة – طريق الشعب

أفاد عدد من سائقي المركبات في مدينة النجف، بأن أصحاب كراجات وقوف السيارات قرب المدينة القديمة، لا يلتزمون بالتسعيرة الرسمية المحددة من قبل البلدية، والتي تبلغ ألف دينار للوقوف المؤقت، وألفي دينار لمبيت ليلة واحدة، مبينين أن التسعيرة التي يفرضها أصحاب الكراجات في وقت الذروة تصل إلى 3 آلاف للوقوف و10 آلاف للمبيت.

أكثر المتضررين من هذه المشكلة، هم أصحاب سيارات الأجرة، الذين حظرت مركباتهم من الدخول إلى المدينة القديمة، ما يضطرهم إلى ركنها في كراجات تقع خارج المدينة وبالقرب منها.

وكان مجلس محافظة النجف الجديد قد ناقش في إحدى جلساته، موضوع السماح لجميع أهالي النجف بالدخول إلى المدينة القديمة، وحل مشكلة “كراج السدير” ذي الطوابق المتعددة المتوقف عن العمل، والذي لو جرى تشغيله سيساهم في علاج أزمة الكراجات.

في حديث صحفي، يقول الإعلامي غزوان العيساوي، أن “الكراجات الواقعة قرب مرقد الإمام علي غير نظامية ولا تتم متابعتها من الجهات ذات العلاقة”، موضحا أن “هناك قطع أراض قام أصحابها بتحويلها إلى كراجات دون أخذ الموافقة من البلدية. إذ يجب أن تخضع جميع الكراجات لمسؤولية البلدية في الالتزام بالضوابط الخاصة بهذا الأمر”.

أما المواطن محمد صادق، فيقول أنه “أدفع عن مبيت سيارتي في الكراج ليلة واحدة، 10 آلاف دينار. وقد عرفت أخيرا أن هذا السعر غير رسمي”، مؤكدا في حديث صحفي أنه “إذا أبقيت السيارة في الشارع تُغرم من المرور، لذلك لا مفر من التعامل مع هذه الكراجات”.

إلى ذلك، يقول مدير إعلام بلدية النجف بشار السوداني، أن “هناك جملة من الضوابط يجب أن يلتزم بها الشخص، حتى يتمكن من استئجار كراج تابع إلى بلدية النجف، ومنها الالتزام بالتسعيرة المحددة من قبل المحافظة، والبالغة ألف دينار للوقوف وألفي دينار للمبيت”. ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “المستأجر عليه أيضا إحاطة الكراج بسياج ونصب كاميرات مراقبة فيه، والحصول على الموافقات الأمنية من قيادة الشرطة”، مشيرا إلى أن “كراجات البلدية البالغ عددها 150 كراجا، تخضع للمزايدة العلنية”.

ويستدرك “لكن تحويل قطع الأراضي الفارغة إلى كراجات مخالف للتصميم الأساسي للمدينة. فهذه الأراضي مخصصة للسكن”.

********************************************************************************************

مولدات شرقي بغداد لا عدّادات ولا التزام بالتسعيرة!

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من سكان أحياء مناطق شرقي بغداد، ومنها حي الأمين، من عدم التزام مشغلي المولدات الأهلية بقرار نصب العدادات الخاصة بساعات التشغيل، مرجعين ذلك إلى التهرب من التسعيرة المحددة من قبل محافظة بغداد.

وكانت المحافظة قد أصدرت نهاية العام الماضي قرارا يقضي بنصب عدّادات في المولدات الأهلية، تتحدد من خلال قراءتها مبالغ الاشتراك المفروضة على المواطنين وفقا لساعات التشغيل وعدد الأمبيرات المسحوبة، محذرة من عقوبات قانونية بحق المخالفين سواء من ناحية ربط العدادات أم من حيث التسعيرة الحكومية.

يقول المواطن طالب أحمد، وهو من سكان حي الأمين، أن “بعض أصحاب المولّدات يتحايل على المواطن في أمر عدم ربط العداد أو الالتزام بالتسعيرة، بذريعة أن مولّدته غير مشمولة بحصة الوقود الشهرية المدعومة حكوميا، وبالتالي فهو غير ملزم بتنفيذ تعليمات المحافظة”.

ويطالب المواطن في حديث صحفي بـ “تشديد المتابعة على أصحاب المولدات، وإلزامهم بنصب العدّادات وبساعات التشغيل المطلوبة والتسعيرة المحددة”.

وتنقل وكالات أنباء عن أحد مشغلي المولدات في الحي، قوله أن “موضوع نصب العدّادات ليس له تطبيق على أرض الواقع، فأغلب المشغّلين لا يلتزمون بهذا القرار. كما أن المحافظة وعدت بتسليم جميع المولّدات، دون استثناء، حصص الوقود وهذا لم يحصل أيضاً”.

ويضيف قائلا أن “هناك مولّدات عديدة لم تسجل في سجلات المحافظة لغاية الآن. فيما ساعات التشغيل بدأت تتزايد بسبب تراجع الكهرباء، يضاف إلى ذلك ارتفاع سعر الوقود في السوق السوداء”، مؤكدا أنه “جمعنا الاشتراك من المواطنين بـ12 الف دينار مقابل الأمبير الواحد، بينما جمع أصحاب المولدات في مناطق أخرى 15 ألفا عن الأمبير”.

ووفقا لما نقلته وكالات أنباء عن مصدر أمني في المنطقة، فإن “هناك فرقا مشتركة تتابع المولدات، وستقوم باتخاذ إجراءات قانونية بحق من يخالف القرارات التي تصدر عن المحافظة”.

**************************************************************************************

بمسافة نحو 10 كيلومترات زحام يومي من الرستمية إلى المشتل

متابعة – طريق الشعب

تسببت أعمال مشروع تطوير خط سريع قناة الجيش ومدخل سريع محمد القاسم جنوب شرقي بغداد، في حصول اختناقات مرورية حادة، لا سيما بعد إغلاق الفتحة الرئيسة المؤدية إلى سريع محمد القاسم لغرض حفر نفق مروري جديد.

وفيما تقول الشركة المنفذة للمشروع انها وفرت طريقا بديلا للدخول إلى الخط السريع، وهو “مجسر الأمين”، تؤكد أن المشروع سيحقق إنسيابية عالية في حركة المرور فور اكتماله خلال 30 يوما. 

وتشهد هذه المنطقة منذ شهور اختناقات مرورية شديدة، لا سيما بعد أن بات سكان منطقة الزعفرانية والمناطق المجاورة لها، يدخلون العاصمة من جهة سريع محمد القاسم، بسبب إغلاق الطريق من جهة معسكر الرشيد، إثر انطلاق مشروع حفر نفق مروري في ذلك الموقع.

لكن ما زاد الأمر تعقيدا، هو انطلاق مشروع تطوير مدخل سريع محمد القاسم رغم عدم اكتمال مشروع الزعفرانية.   

يقول المواطن نزار عبد الستار، أنه “بعد إغلاق مدخل سريع محمد القاسم، صار الزحام يمتد يوميا من الرستمية إلى المشتل، بمسافة 10 كيلومترات”، مؤكدا في حديث صحفي “صرنا نقطع هذه المسافة في ساعة ونصف على الأقل، في حين انها لا تستغرق سوى دقائق في الوضع الطبيعي”.

فيما يرى الموظف محمد علي، أن “الوقت غير مناسب لغلق منفذ خط سريع محمد القاسم.

فكان الأجدر بالجهات المعنية إكمال مشروع الزعفرانية ثم المباشرة بمشروع الخط السريع. فكل الطرق أغلقت، وصار الزحام يمتد يوميا من النفق للمجسّر.  فيما التحويلة ضيقة جداً”.

ويقول سائق التاكسي حيدر محسن، أنه “كان من المفترض إكمال الاستدارات الجديدة التي تبنى حاليا عند مدخل قناة الجيش، قبل إغلاق الفتحة المؤدية إلى سريع محمد القاسم.

فتجاوز الزحام صار يستغرق منا اليوم من ساعة ونصف إلى ساعتين”.

****************************************************************************************

أكول.. كنّا نأمل خيرا، لكن!

حميد المسعودي

منذ العام الماضي، أطلقت امانة بغداد بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية، حملة لتوسيع وتطوير قسم من شوارع بغداد الرئيسة، ومنها شارع الكرادة الشرقية. ووقتها باشرت دائرة الاتصالات، ضمن المشروع، بمد كيبلات الانترنيت الضوئية. فيما قامت دائرة الماء بتصليح بعض الأنابيب المتضررة، قبل الشروع ببناء الأرصفة الجديدة وتبليط الشارع. 

وفي الكرادة، تضمنت الحملة رفع الرصيف القديم، وقلع الأشجار المعمرة (للأسف)! إضافة إلى توسعة الشارع، مقابل تقليص الرصيف. وقد كنا نأمل خيرا من هذه الحملة، لا سيما أن عرض الرصيف كان يفوق في بعض الأماكن عرض الشارع.

لكن اللافت للانتباه، هو أن أعمال الحفريات وقلع الأرصفة استغرقت وقتا طويلا أكثر من المتوقع، ولم يرافق عمل الأمانة جهد لرفع المخلفات، كبقايا الطابوق والكونكريت والتراب، لذلك حدث ما لم يكن في الحسبان. فبعد سقوط الأمطار تحوّلت أجزاء الشارع والأرصفة غير المكتملة إلى حفر مغمورة بالأوحال والمياه الآسنة، ما جعلها أشبه بأفخاخ قد يعلق فيها المارة في أي لحظة!

********************************************************************************************

مواطنون من الناصرية: أسعار اللحوم الى تصاعد

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من المواطنين في مدينة الناصرية، من استمرار ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، مبينين أن “سعر الكيلوغرام من لحم البقر وصل إلى 15 ألف دينار، بينما وصل سعر الدجاجة الواحدة ذات الكيلوغرامين إلى 10 آلاف دينار، وسعر الكيلوغرام من السمك بلغ 9 آلاف دينار”.

ولفت المواطنون في حديث صحفي إلى أن أسعار المواد الغذائية والخضراوات مستقرة، بالرغم من قرب حلول شهر رمضان.

فيما ذكر عدد من البقالين، أن أسعار جميع المواد الغذائية التي تعتبر أساسية للمائدة الرمضانية، مستقرة حاليا، بالرغم من محدودية حركة البيع، بسبب تأخر صرف الرواتب، مبينين أن سعر الكيلوغرام من الحليب لا يزال بـ 5 آلاف دينار، والنشا بـ1250 دينارا، وقنينة الزيت بـ 2500 دينار، وعلبة معجون الطماطم الكبيرة بـ 3 آلاف دينار، والبقوليات بين ألفين و3 آلاف دينار، حسب صنفها.

وكان مجلس محافظة ذي قار قد وجّه جميع الدوائر الأمنية المعنية، من الشرطة الاقتصادية والأمن الوطني، بمتابعة أسعار المواد الغذائية في الأسواق ومحاسبة المتلاعبين بها قبل حلول شهر رمضان.

******************************************************************************************

مواساة

 

  • بمزيد من الحزن والأسى تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ابي الخصيب عائلة السياب بوفاة السيدة اقبال طه العبد الجليل (ام غيلان)، ارملة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، والتي فارقت الحياة بعد صراع طويل مع المرض.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلة السياب الصبر والسلوان.

********************************************************************************************

الصفحة السادسة

العالم يندد بجرائم الكيان الصهيوني.. الفصائل الفلسطينية تتفق على ضرورة إفشال محاولات التهجير

متابعة ـ طريق الشعب

دخل العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة يومه الـ 148 على التوالي، حيث واصل الاحتلال مهاجمة المدنيين وسط تنديد دولي بالممارسات الوحشية وتحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع.

في وقت، شددت الفصائل الفلسطينية على رفض أي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس، واتفقت على ضرورة «مقاومة ووقف وإفشال محاولات التهجير»، وأكدت على ضرورة حماية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، معتبرة أن منظمة التحرير الفلسطينية «هي الممثل الشرعي» للشعب الفلسطيني.

وقالت الفصائل الفلسطينية التي اختتمت، الجمعة، اجتماعاتها في موسكو بدعوة من روسيا، في بيان، إنها اتفقت على رفض أي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس، في إطار المساعي لسلب الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته الحرة المستقلة كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس، وفقاً للقرارات الدولية.

استمرار الحوار

وأشارت الفصائل إلى أن الاجتماعات سادتها «روح إيجابية بناءة»، مؤكدة اتفاقها على عقد جولات أخرى للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي وصفتها الفصائل بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأكدت الفصائل في البيان، على مقاومة ووقف وإفشال محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، خصوصاً في قطاع غزة، أو في الضفة الغربية والقدس، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان والتوسع الاستيطاني وفقاً لقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة». وجددت الفصائل التأكيد على حماية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» ودورها الحيوي في رعاية اللاجئين الفلسطينيين حتى تحقيق عودتهم، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194».

إنهاء حصار غزة

واتفقت الفصائل على «التصدي للعدوان الإسرائيلي الإجرامي، وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، بدعم ومساندة ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية».

وشددت على ضرورة «العمل على فك الحصار الهمجي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، وإيصال المساعدات الإنسانية والحيوية والطبية»، معلنة مساندتها للأسرى في السجون الإسرائيلية، وموجهة التحية إلى جنوب إفريقيا على دعمها للشعب الفلسطيني ودورها الأساس في إقامة دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية.

وعلى الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 30 ألفا و320 شهيدا و71 ألفا 533 جريحا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع يوم السابع من تشرين الأول 2023.

وقالت الوزارة إن الاحتلال ارتكب 10 مجازر في القطاع راح ضحيتها 92 شهيدا و156 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأن عددا من الضحايا ما زالوا عالقين تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مساء الأربعاء الماضي عشرات الفلسطينيين أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات إنسانية عند دوار النابلسي بشارع الرشيد شمالي قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد 116 فلسطينيا وإصابة نحو 800 آخرين في مجزرة أصبحت تعرف باسم «مجزرة الطحين».

إدانة دولية

ودعت الأمم المتحدة ودول عدّة، إلى هدنة في قطاع غزة لأسباب إنسانية، مطالبة بإجراء تحقيق في المجزرة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغاريك إن فريقا من الأمم المتحدة زار الجمعة جرحى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وعاين «عددا كبيرا من الجروح نتيجة أعيرة نارية». وأضاف أن 200 جريح ما زالوا في هذا المستشفى من بين أكثر من 700 تم نقلهم إليه.

ودعت بريطانيا إلى «تحقيق عاجل ومحاسبة» بعد المجزرة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن «مقتل الأشخاص في غزة الذين كانوا ينتظرون قافلة المساعدات كان مروعا»، مضيفا: «يجب أن يكون هناك تحقيق عاجل ومحاسبة. يجب ألا يحدث هذا مرة أخرى».

وشدد كاميرون على أنه لا يمكن فصل الواقعة عن «إمدادات المساعدات غير الكافية»، ووصف الوضع الحالي بأنه «ببساطة غير مقبول».

وتابع وزير الخارجية البريطاني: «إسرائيل ملزمة بضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة»، ودعاها إلى فتح المزيد من المعابر وإزالة العقبات البيروقراطية.

من جهتها كتبت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك عبر حسابها على منصة «إكس»: «أراد الناس الحصول عل إمدادات الإغاثة لأنفسهم ولأسرهم ووجدوا أنفسهم قتلى. التقارير الواردة من غزة صدمتني. يجب على الجيش الإسرائيلي أن يشرح بشكل كامل كيف حدث الذعر الجماعي وإطلاق النار. أتقدم بالتعازي لأسر الضحايا». ولفتت إلى أنه «في غزة الناس أقرب إلى الموت من الحياة. هناك حاجة إلى وصول المزيد من المساعدات الإنسانية على الفور»، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار «حتى يتم إطلاق سراح الرهائن من أيدي حماس ولا يموت المزيد من الناس في غزة. ويتم توزيع المساعدة بأمان».

****************************************************************************************

نداء عاجل من الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية الى لقاء الفصائل الوطنية الفلسطينية في موسكو

الأخوة الاعزاء ممثلي الفصائل الوطنية الفلسطينية

تحية نضالية

نحيي اجتماعكم المنعقد حاليا في موسكو الذي يكتسب اهمية حاسمة في ظل استمرار العدوان الصهيوني الشامل على الشعب الفلسطيني وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحاصر، في مواجهة صمود اسطوري ومقاومة وطنية باسلة تحظى بتضامن عالمي غير مسبوق، بالرغم من الدعم الاميركي الصهيوني الغربي السافر وتواطؤ الرجعية العربية المفضوح مع هذا العدوان البربري الذي يستهدف تصفية القضية الوطنية الفلسطينية.

وانطلاقا من ذلك، نتوجه اليكم بنداء عاجل في هذا المنعطف المصيري، للخروج من اجتماعكم بقرارات تحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أساس وحدة الشعب الفلسطيني وصموده، وحقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني وتحرير وطنه، والحصول على حقوقه الوطنية كافة، وفي مقدمتها: حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والعودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار هيئة الأمم المتحدة 194 الصادر في العام 1948.

فقد اصبح ذلك مهمة ملحة لا تقبل التأجيل، وشرطا حاسما لدحر العدوان الصهيوني - الأمريكي وحملة الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وفرض وقف الحرب بشكل دائم وشامل، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ودحر مشاريع التهجير الصهيونية الإجرامية الخطيرة.

كما سيعزز هذا القرار مقاومة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، والمطالبة بإلغاء اتفاقات التطبيع المذلة معه، بصورة دائمة. وسيلهم ايضا حركة التضامن العالمية لتصعيد التحرك من اجل وقف حرب الإبادة فورا وملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال الصهيوني وقادة الدول الداعمة لجرائمه.

النصر للشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية الباسلة

الموقعون: الحزب الشيوعي الأردني، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الشيوعي السوري الموحد، الحزب الشيوعي المصري، الحزب الشيوعي السوداني، المنبر التقدمي البحريني، الحركة التقدمية الكويتية

1 آذار 2024

********************************************************************************************

بضغط اليسار.. البرلمان الأوروبي يدعو لوقف إطلاق نار فوري في غزة

بروكسل ـ وكالات

دعا البرلمان الأوروبي لأول مرة إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار» في غزة، في حين تواصل قوات الاحتلال هجماتها وعملياتها، التي يسقط فيها ضحايا مدنيون على نحو دائم. وتمت الموافقة على تقرير عام 2023 في الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي حول «وضع حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم وسياسة الاتحاد الأوروبي تجاهه» بأغلبية 265 صوتًا مقابل رفض 253 صوتًا وامتناع 10 أعضاء عن التصويت. وتمت إضافة عبارة «الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة» إلى المادة 62 من التقرير بناء على طلب أعضاء المجموعة اليسارية في البرلمان الأوروبي. وجاء في التقرير الجديد المنقح والموافق عليه، «إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه والمجتمع الدولي مدعوون، على وجه الخصوص، إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، لضمان الوصول دون انقطاع إلى الغذاء والماء للجميع». وبذلك دعا البرلمان الأوروبي لأول مرة إلى وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري وبدون أية شروط.

*********************************************************************************************

فرنسا.. تصرفات إسرائيل لا يمكن تبريرها

باريس ـ وكالات

حمّل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إسرائيل منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفق ما صرّح في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية. وأشار سيجورنيه إلى أن الوضع الإنساني الكارثي «يؤدي إلى أوضاع لا يمكن الدفاع عنها ولا يمكن تبريرها ويتحمّل الإسرائيليون مسؤوليتها». وأفاد ستيفان سيجورنيه «من الواضح أن مسؤولية منع وصول المساعدات (إلى قطاع غزة) هي إسرائيلية»، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني الكارثي «يؤدي إلى أوضاع لا يمكن الدفاع عنها ولا يمكن تبريرها يتحمّل الإسرائيليون مسؤوليتها». وأعاد وزير الخارجية الفرنسي تأكيد أن ذلك سيكون «كارثة إنسانية جديدة، نبذل قصارى جهدنا لتفاديها» مذكّرا بأن فرنسا تدعو منذ أشهر إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأشار سيجورنيه إلى أن «الاعتراف بدولة فلسطينية هو عنصر من عملية السلام يجب استخدامه في الوقت المناسب».

***********************************************************************************************

نيكاراغوا تقاضي ألمانيا بسبب مساعداتها العسكرية لإسرائيل

لاهاي ـ وكالات

قالت محكمة العدل الدولية إن نيكاراغوا رفعت دعوى أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة ضد ألمانيا لتقديمها مساعدات مالية وعسكرية لإسرائيل ولتوقفها عن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وطلبت نيكاراغوا من المحكمة إصدار تدابير طارئة تلزم برلين بالتوقف عن دعم إسرائيل عسكريا وإلغاء قرار وقف تمويل الأونروا. وبحسب اتهام نيكاراغوا، تنتهك ألمانيا اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الموقعة عام 1948 واتفاقية جنيف الموقعة عام 1949 فيما يتعلق بقوانين الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت نيكاراغوا في الدعوى أنه «بإرسال عتاد عسكري، والآن بوقف تمويل الأونروا التي تقدم الدعم الأساسي للسكان المدنيين، تسهل ألمانيا ارتكاب إبادة جماعية». وتضيف وثيقة نيكاراغوا أن التدابير الطارئة ضرورية بسبب «مشاركة (برلين) في الإبادة الجماعية الجارية القابلة للتصديق وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني» في قطاع غزة. وتستمد الدعوى أساسها من دعوى جنوب أفريقيا على إسرائيل التي تتهمها فيها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

************************************************************************************************

تحذيرات أممية من انزلاق السودان إلى مزيد من الفوضى

نيويورك ـ وكالات

قال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن المدنيين السودانيين يعيشون في رعب شديد، بسبب الصراع في البلاد الذي وصفه بالقاسي والعبثي ويشكل خطرا على السلم الإقليمي. وقال تورك -في خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن الأزمة في السودان مأساة أصبحت منسية على المستوى الدولي، وشدد على أن تلك الأزمة يسودها طابع الاستهتار بالحياة البشرية، ووصف ما يجري هناك بالكابوس. وأوضح أن طرفي الصراع في السودان «صنعا مناخا من الرعب الشديد، مما أجبر الملايين على الفرار»، لافتا إلى أن الجانبين أفلتا من العقاب في انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان، في حين لم تحرز محادثات السلام أي تقدم. وأعرب المفوض الأممي عن أسفه لغياب حوار فعال لإنهاء النزاع، وحث الأطراف المتحاربة على العودة إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام. كما دعا «المجتمع الدولي لأن يعيد تركيز اهتمامه على هذه الأزمة المؤسفة قبل أن تنزلق إلى مزيد من الفوضى». وأعرب عن قلقه العميق بشأن آلاف المدنيين المحتجزين تعسفيا، وقال إن التقديرات تشير إلى أن 14 ألفا و600 شخص على الأقل قتلوا خلال النزاع، وأصيب 26 ألفا آخرون، مرجحا أن الحصيلة أعلى بكثير. وقال تورك إنه إلى جانب نيران المدفعية الثقيلة، فإن استعمال «العنف الجنسي سلاحا في الحرب، بما في ذلك الاغتصاب، صار سمة فارقة ومشينة لهذه الأزمة». كما أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان عن انزعاجه من التقارير التي تفيد بتعبئة المدنيين للقتال، خوفا من أن يزيد ذلك من فرص انزلاق السودان إلى دوامة حرب أهلية طويلة الأمد. وأشار إلى أن 80 في المائة من المستشفيات باتت خارج الخدمة، وأن الحرمان المتعمد على ما يبدو من الوصول الآمن إلى الوكالات الإنسانية يمكن أن يرقى إلى مستوى جريمة حرب.

********************************************************************************************

في ظل حكم العائلات السياسية صراع على السلطة بين الرئيس الحالي وسلفه في الفلبين

متابعة – طريق الشعب

قبل 38 عامًا، وفي 26 شباط 1986، أدت احتجاجات شعبية واسعة إلى طُرد الدكتاتور فرديناند ماركوس، والد الرئيس الفلبيني الحالي فرديناند ماركوس الابن، من البلاد. وقامت القوات الامريكية بنقل الدكتاتور المخلوع إلى منفاه في هواي بعد 21 عاما قضاها في السلطة. ومنذ صيف 2022، عاد ابنه «ماركوس الابن إلى السلطة عبر انتخابات عامة.

هاجم الرئيس الفلبيني السابق الدكتاتور رودريغو دوتيرتي، والد نائبة الرئيس الحالية سارة دوتيرتي، التي تولت منصبها أيضًا في صيف 2022، خلفه ماركوس الابن. وفي مسقط رأسه بمدينة دافاو، واثناء حضوره فعالية سياسية كبير في 28 كانون الثاني الفائت، أهان رئيس الدولة ووصفه بأنه «ضعيف» و»مخبول» وحذره من مصير مشابه لمصير والده في عام 1986. وجاء رد الرئيس الحالي سريعا، وقال ان بدوترتي، الذي كان أطلق حملة لحرب « وحشية ضد المخدرات»، هو نفسه «مدمن مخدرات».

وفي البلاد الواقعة في جنوب شرق اسيا، والتي تحكمها 300 عائلة او عشيرة سياسية مهيمنة على جميع انحاء البلاد، عبر الاستيلاء على الأرض تتغير مسارات التعاطي، عندما يحتدم الصراع مع بعضها البعض على السلطة والمال، وتبرز أهمية الحفاظ على طبيعة النظام السائد، فلا مكان للمعايير السياسية في التحالفات. وهذا ما حدث في الحملة الانتخابية الأخيرة، عندما تعاون ماركوس الابن مع ابنة سلفه بوصفه حامل لواء «الفريق الموحد».

أثارت سارة دوتيرتي ضجة لأول مرة في الخريف الماضي: عندما طالبت بكل جدية للسنة المالية 2024 بما مجموعه 650 مليون بيزو فلبيني (أي ما يعادل حوالي 10.7 مليون يورو) من الأموال السرية لمكتب نائب الرئيس ووزارة التعليم، التي ترأسها أيضًا، بما في ذلك الأموال المخصصة للإجراءات الأمنية. وبعد جدل طويل في البرلمان، اضطرت نائبة الرئيس إلى التراجع على مضض، ولكنها بقيت غاضبة.  وسادت البلاد موجة من عدم الرضا، عندما تم الكشف عن أن نائبة الرئيس أنفقت 125 مليون بيزو فلبيني في أموال سرية وصلت إلى مكتبها في كانون الأول 2022 في أحد عشر يومًا فقط. ووصفت السياسية المتهورة منتقديها بـ «أعداء السلام».

في هذه الأثناء، كان على الرئيس السابق دوتيرتي أن يخشى أن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إجراءات ضده بسبب ممارساته اثناء «الحرب على المخدرات» وترسل محققيها إلى مانيلا. وكان دوتيرتي، وهو مؤيد صريح لماركوس الأب، ينأى بنفسه أكثر فأكثر عن ماركوس الابن، بسبب خلافهما على السياستين الداخلية والخارجية، وخاصة تحول الرئيس الحالي إلى مسار أكثر صداقة مع الولايات المتحدة، ما يفرض ليبرالية شكلية في السياسة الداخلية. ومنذ نهاية كانون الثاني الفائت، هدد الرئيس السابق بالقيام بتمرد من شأنه إما الإطاحة بالحكومة الحالية أو انفصال جزيرة مينداناو الرئيسية، التي يسيطر عليها في جنوب البلاد.

وتدخل في الصراع نجل دوتيرتي سيباستيان، عمدة مدينة دافاو، أكبر مدينة في مينداناو، ودعا إلى استقالة الرئيس الحالي. ولتهدئة الأمور والتوسط نيابة عن شقيقها ماركوس الابن، سافرت السيناتورة إيمي ماركوس إلى مدينة دافاو وادعت أن أصدقاءها هناك «اعتذروا». وعلق العمدة قائلاً إن على السيناتورة، وشقيقة الرئيس الحالي أن تتجنب «المظاهر السياسية المتغطرسة» و»ألا تتدخل في شؤون الآخرين».

وبعد أكثر من عام، ستُجرى انتخابات التجديد النصفي للسلطة التشريعية التي ستحدد المسار لتغيير دستوري محتمل. وإذا كان هذا سيقود إلى تغيير النظام السياسي   من النظام الرئاسي الحالي إلى نظام برلماني، فإن أقوى العشائر السياسية في البلاد، ستتاح لها فرص حقيقية لتأمين حكمها على المدى الطويل. ومدة الدورة الرئاسية حاليًا ست سنوات، مع إمكانية إعادة الانتخاب. وبالتالي فان الصراع الدائر حاليا يدور في جوهره على من سيحكم البلاد في السنوات المقبلة.

*******************************************************************************************

الفحة السابعة

محاولة لتحليل المفهوم وإيقاظ الجدل. اضطهاد النساء / مقاربة نقدية

عرض : شميران مروكل

صدر مؤخرا للكاتب رضا الظاهر كتاب بعنوان (اضطهاد النساء مقارنة نقدية) في 249 صفحة من القطع المتوسط، والكتاب، الصادر عن (دار الرواد)، هو محاولة نقدية تمهيدية لتحليل اضطهاد النساء ومعالجة تسعى الى ايقاظ الجدل لوضع هذه المسألة في سياق نظري منهجي، يبتغي المؤلف من خلاله اضاءة كيف انه من الممكن استخدام المنهجية الماركسية لتنظير الأسس الرأسمالية لاضطهاد النساء، وتشخيص الامكانيات الراهنة المفتوحة امام النظرية والحركة النسويتين. هذا التحليل يسمح بتوحيد الكفاح لتحديد تحليل طبقي للاضطهاد يتجه الى ما هو أبعد من تحديد ذلك الاضطهاد، اذ يصوره عبر فهم علاقته بالمجتمع الطبقي وضرورة الاطاحة به. ويمكن لهذا ان يجعل الماركسية تمتلك رأيا أوسع بكثير حول الاضطهاد والطبقة.

لقد دافعت الماركسية منذ البداية عن تحرر المرأة وجادل ماركس وانجلز بأن الطبقة الحاكمة تضطهد النساء في المجتمع وداخل الاسرة. وفي العقود الثلاثة الاخيرة بدأ الباحثون والناشطون العودة الى نقد ماركس للرأسمالية واعترف باحثون بارزون بمتانة هذا النقد. وقد اتسمت أعمال هؤلاء الباحثين بأهمية أكبر ارتباطا بالركود العالمي بعيد المدى والذي حدد وجود ونشاط الحركة المناهضة للنيوليبرالية. فقد اندلعت احتجاجات في العديد من دول أوربا ومناطق أخرى في مختلف انحاء العالم ويصبح الوضع أكثر اشكالية عندما تجري مناقشة وضع النساء في الرأسمالية المعولمة .

لقد كان ماركس ملتزما بالكفاح من أجل تحسين وضع النساء في الانتاج وفي المجتمع عموما. وفي كتاب (رأس المال) يعبر ماركس في عدد من صفحاته عن وجهة نظر بشأن موقع النساء في قوة العمل. وعلى سبيل المثال كتب أنه ما ان تدخل النساء قوة العمل فانهن يحصلن على الطاقة المحتملة في حياتهن الشخصية، طالما انهن يسهمن في الوضع المالي لرعاية العائلة ولم يعدن تحت الهيمنة المباشرة لأزواجهن أو آبائهن. ومن الاهمية بمكان أن قضية تحرير المرأة لم يتم تناولها نظريا، في سياق التقليد الماركسي، على أنها شأن يخص النساء فقط، وانما كقضية لكل المجتمع. فقد اشار لينين الى اضطهاد المرأة داخل الاسرة باعتباره “عبودية منزلية” وقال تروتسكي إنه “من اجل تغيير شروط الحياة علينا أن نشاهدها من خلال أعين النساء”.

إن الماركسية والنسوية تنجزان الوعد الذي قطعته الثوريات الماركسيات: تفسير كيف ولماذا يتعين على الماركسية والنسوية كمشروعين تحريرين وقضيتين سياسيتين مترابطتين ان تلتقيا على الرغم من كل المشاريع السياسية والآيديولوجية الساعية الى فصلهما. وفي سياق هذا الفهم لم تر أي من النساء العظيمات الاشتراكيات أن عملهن يقتصر على تنظيم النساء.. عشرات من قائدات الحركة النسائية كرسن طاقاتهن للاشتراك في نضال العمال الرجال والنساء العاملات.

الاضطهاد هو تمييز ضد الافراد او الجماعات على أساس الاختلاف الملموس أو المزعوم ويمكن أن يكون على أساس الجندر أو لون البشرة أو العرق أو الجنسانية أو المعتقد الديني. ويمكن أن يبدو الاضطهاد، ببساطة، كنتاج للتعصب الفردي. ولكن بينما تكون الأفكار المتعصبة جزءا من التعبير عن الاضطهاد، فان تجربة الاضطهاد هي أكثر من مجرد تعصب أعمى أو لا تسامح. ويعتمد التقسيم الطبقي على الاستغلال وهو الأساس الجوهري لنظام الرأسمالية بأسره. وفي الوقت الحالي غالبا ما يستخدم مصطلح الاستغلال فقط عندما تجري الاشارة الى الأجر المتدني تماما أو ظروف العمل السيئة. ولكن فائض القيمة الذي يخلقه العمال وليس مستوى الأجر هو العامل الحاسم في تقرير ما اذا كان الشخص مستغَلا بالمعنى الماركسي. فحتى العمال الذين يتقاضون أجرا جيدا لا يتلقون عائد عملهم بالكامل. وعلى الرغم من وجود تقسيم واضح للعمل بواسطة الجنس في المجتمعات ما قبل الطبقية فان عمل النساء لم يكن يعتبر تابعا لعمل الرجال، غير أن التحرك من مستوى الكفاف الى انتاج الفائض أرسى الأساس المادي للتجارة وتخصيص العمل ومفهوم الملكية الخاصة. وحتى وقت قريب لم يعرف الكثير بشأن وضع النساء في مجتمعات العبودية والاقطاع على الرغم من وضوح أن حالتهن كانت تابعة للرجال في حين أن هناك الكثير مما هو معروف عن اضطهاد النساء في المجتمع الرأسمالي. وعلى الرغم من ان النساء يدخلن سوق العمل ويبعن قوة عملهن مقابل أجر، فانهن يفعلن ذلك في ظل ظروف أقل ملاءمة من ظروف الرجال بسبب وظيفتهن البيولوجية في الولادة وتربية جيل المستقبل. إن تقسيم العمل داخل العائلة القائم منذ قرون والذي يسبق الرأسمالية، قد انتقل من حقول الأسرة الى الانتاج الاجتماعي، وهذا يفسر جزئيا لماذا كانت مهارات النساء في هذه الوظائف “النسائية” وما تزال قليلة القيمة وبالتالي متدنية الأجر.

في بعض أعماله المبكرة المتعلقة بنقده للرأسمالية يؤكد ماركس على الحالة اللاإنسانية للنساء وفي (مخطوطات 1844) يتخذ هذا الى حد كبير شكل الكشف عن عمق الاغتراب في المجتمع. إن اغتراب البشرية جوهري الى حد أنه يؤثر في جميع مناحي الحياة بما في ذلك العلاقات بين الرجال والنساء. ولا يمكن أن يظهر أي تغيير حقيقي ما لم تجر ازالة كل هذه الاشكال من الاضطهاد والاغتراب. كما أن تقسيم العمل ليس هو الذي يؤدي الى المجتمع الطبقي وانما الأساس هو التقسيم بين العمل الذهني والعمل اليدوي، ويعتبر بعض تقسيم العمل ضروريا خصوصا في المجتمعات الأكثر تقدما .

وقد ساعدت الرأسمالية على خلق الظروف التي حققت فيها البشرية سيطرة أعظم على الطبيعة. وفضلا عن ذلك كان للبرجوازية تأثير كبير على العلاقات الاجتماعية في المجتمع عبر الغاء العلاقات الاقطاعية وخلق أساليب جديدة للتنظيم الاجتماعي. وكانت التغيرات في المراحل الاولى من الرأسمالية تمثل قوة تقدمية، ولكن في وقت لاحق فان أسلوب الانتاج الرأسمالي يصبح قيدا على التطور اللاحق للمجتمع. فالرأسمالية لا تخلق الأزمة فقط ، ذلك أن هناك الكثير من المدنية والكثير من البضائع والكثير من الصناعة والتجارة، كما أنها تخلق قوى ذاتية ستطيح في خاتمة المطاف بالنظام. فالأسلحة التي استخدمتها البرجوازية للقضاء على الاقطاعية ترتد اليوم الى صدر البرجوازية، بل أخرجت أيضا الرجال الذين سيستعملون هذه الأسلحة وهم العمال. ان ظروف الانتاج نفسها تساعد على خلق وعي للعمال يؤدي الى تأسيس تحالفات ضد البرجوازيين حيث ينغمرون في أشكال متنوعة من الكفاح ضد رأس المال. ولم يفصل ماركس  في كل كتاباته النظرية عن الممارسة. ومنذ خمسينيات القرن التاسع عشر حتى نهاية حياته يصبح واضحا أن ماركس ينظر بجدية أكبر الى الاضطهاد الذي تواجهه النساء كنساء. وقد حاول، في الأقل، أن ينظر لتحسين أوضاعهن، وواصل ماركس مناقشاته دون تمييز بين الأولاد والبنات لتنظيم عمل الأطفال، وهو يشير الى الاضطهاد العائلي للأطفال الناجم الى حد كبير عن تأثيرات الرأسمالية.

وفي ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ) قام انجلز بالخطوات الأولى نحو استيعاب الحقيقة الملموسة لهذا الجوهر المعقد والمحدد تاريخيا من خلال الاشارة الى نظرية موحدة لاضطهاد النساء في ظل الرأسمالية عبر اضاءات تاريخية لظهور العائلة والدولة وأساليب الانتاج المتغيرة. وبفعله هذا قدم مساهمات أساسية للنظرية السياسية عبر فهمه التاريخي للدولة باعتبارها زائلة وكذلك للكفاح من أجل تحرير النساء عبر مفهومه التاريخي للعائلة واضطهاد النساء. وبشأن ردود الفعل النسوية على ( أصل العائلة ) تشير هيذر براون الى أن كثيرات من الباحثات النسويات، بينهن سيموندي بوفوار، وميشيل باريت، وليزفوغل، جادلن بدرجات متفاوتة بأن حجة انجلز تستند الى شكل الجبرية الاقتصادية التي لا تفسر على نحو واف اضطهاد النساء. فدي بوفوار تجادل بأن انجلز لا يمكن أن يفسر اضطهاد النساء عبر تقديم الملكية الخاصة وضعف النساء العضلي وحدهما، فالمشكلة ناجمة بدلا من ذلك عن طبيعة الرجل الساعي الى التفوق حتى على حساب الآخرين بمن فيهم النساء. وبينما تعتبر محقة في الاشارة الى عدم كفاية الجبرية الاقتصادية لفهم اضطهاد النساء، فانها تقلل الى حد كبير من شأن العوامل المادية التي يمكن أن تؤدي دور الكابح للنشاط الانساني الواعي.

وترى مارثا غيمينيز ان النسوية في عصر العولمة ينبغي أن تكون نسوية ماركسية، نسوية تعترف بشجاعة بينما تدعم الكفاح من أجل الحقوق والفرص التي تهم النساء، بأن كل النساء لا يشتركن في المصالح الطبقية ذاتها. إن مثل هذه النسوية يجب أن ترى أن معظم نساء العالم هن نساء عاملات، سواء كن بروليتاريات أم لم يكن، وأنه على هذه الاسس يمكن أن ينشأ نمط جديد من التنظير والعمل السياسي النسوي.

 وشهدت ستينيات القرن العشرين ظهور حركات لتحرير النساء في البلدان الرأسمالية خصوصا. وسرعان ما انتشرت هذه الموجة الى أنحاء أخرى من العالم، وكانت استجابة نوعية لظروف اجتماعية جديدة. وكان من بين خصوصياتها وجود اتجاه هام عرف بالنسوية الاشتراكية. وكان ظهور هذا الاتجاه تطورا في غاية الأهمية، فقد وقفت النسوية الاشتراكية متضامنة مع الكفاح ضد الامبريالية ومن أجل التقدم على النطاقين الوطني والعالمي. غير أنه في أواسط السبعينيات بدأت الحركة النسوية الاشتراكية فقدان بعض من زخمها ومواقفها ارتباطا بتراجع النشاط المعادي للامبريالية وانسحاب عدد من النساء الماركسيات من المنظمات النسوية الاشتراكية. وفي الوقت نفسه بدت تجربة النساء في الحركات الثورية والبلدان الاشتراكية أكثر بعدا عن الاهتمامات النسوية الاشتراكية المباشرة . غير أن هذا التراجع لا ينفي امكانية استخدام الماركسية لوضع اطار نظري يستوعب قضايا اضطهاد وتحرير النساء. والى المدى الذي عالجت فيه الحركة الاشتراكية بصورة مباشرة قضية اضطهاد النساء فانها ركزت على ما اسمته “مسألة المرأة”. وهذا المصطلح الذي تعود أصوله الى القرن التاسع عشر يتسم بالغموض ويغطي طائفة من المشكلات الهامة في مستويات نظرية مختلفة، وعلى العموم استخدم من قبل الاشتراكيين للاشارة الى قضية تبعية النساء في سائر المجتمعات التاريخية. إن معظم الآراء بشأن ما يسمى بمسألة المرأة تركز على اضطهاد النساء واللامساواة في المجتمع الرأسمالي والكفاح من أجل الحقوق المتساوية. وبايجاز فان مسألة المرأة ليست مقولة تحليلية دقيقة وانما عقدة متشابكة في خيوط مجدولة. إن ثلاثة خيوط رئيسية هيمنت على العمل النظري بشأن ما يسمى مسألة المرأة: العائلة، وعمل النساء، ومساواة النساء. غير أن النظرية الاشتراكية لم تكن قادرة على نسج هذه الخيوط لتشكيل منظور متماسك حول مسألة تحرير النساء.

***********************************************************************************************

مُناكَفَة الأسلاف [السُنَن والبدِع]كتاب صدر في جزأين للشاعر صلاح بوسريف

عُمان - طريق الشعب

عن دار فضاءات بعمَّان بالأردن، صدر للشاعر والكاتب صلاح بوسريف كتاب جديد في جزئين بعنوان «مُناكفة الأسلاف [السُّنَن والبِدَع]» الجزء الأول بعنوان [السُنَن]، والجزء الثاني بعنوان [البِدَع].

يدخل الكتاب في سياق المشروع النقديّ ـ النظري الذي هو، كما يرى بوسريف، تعبير عن الأفق الشِّعْرِيّ لحداثة الكتابة في الشِّعر العربي المُعاصِر، وفي سياق تجربة الشَّاعر نفسه، الذي كانت كُتُبُه النقدية النظرية، بما فيها الأعمال الشعرية التي صدرت له، إضاءة لهذه التجربة التي قطعت مع مفاهيم وتصوُّراتٍ، الحداثة نفسها لم تراجعها ولم تنتقدها، ولعلَّ أبرزها مفهوم وبناء «القصيدة»، وما تجرُّه خلفها من بناء ماضويّ لم تتحرَّر منه الحداثة نفسها، حتَّى وهي تسعى لتجاوز مفاهيم الماضي والتأسيس لأفق حداثي مغاير، يدَّعِي التجاوز والتخطي.

في هذا الكتاب، بجزئية، ذهب صلاح بوسريف إلى أن إعادة تفكيك مفهوميْ السُّنَن والبِدَع، وإخراج التعبيريْن من سياقهما الذي لا نفتأ نربطهما به، وهو السياق الديني، في حين أنَّ مفهوم البِدَع، في اللغة، هو نفسه مفهوم الإحداث، وما يكون جديداً طارئاً، وهو مفاجيء ومُباغت، دائماً. وفي علاقة بالسياق الشِّعْرِيّ الخاص، والسياق الثقافي العام، فالبِدَع هي أساس كُلّ خَلْق وتجديد وتحديث، وهي سابقة على السُنَن، لأنَّ السُنَن في أصلها هي تنميط، وتسييج، وحَصْر، وتقعيد، وتجميد للبِدَع، بل استهجانها، واعتبارها إفْساداً من قِبَل من اكتفوا بالسُّنن باعتبارها أصلاً .

ويرى بوسريف أن ما هو سُنن، هو بِدع أفرغت من حركيتها، ومن حريتها، ومن مبدأ الصيرورة الذي هو طبيعيّ في الثقافة التي من خلق وابتكار وإبداع الإنسان بما هو عقل وخيال، وأفق مفتوح على المجهول واللانهائِيّ.

ويعود الكتاب في جزئيه إلى الماضي، كما يعود إلى الراهن، بنوع من المراجعة والتفكيك ونقد الحداثة، لما وقعت فيه الحداثة نفسها من مفارقات وتناقضات، أو من سهو ونسيانٍ، ومن سطوة البداهة والاجترار، وظنَّت أن الماضي أصبح وراءها، فيما الماضي بقي أمامها، هو من يقودها، لا هي من تقوده، خصوصاً أنَّ بنيات «القصيدة»، وبناءها الشفاهِيّ ـ الغنائي، وانحسارها في دوالّ «القصيدة»، بما هي تدوين وليست كتابة، لا بالمعنى اللغوي وحده، بل بالمعنى السيميائي، جعل الأذن هي من تقرأ، وباقي الحواس نائمة في خدر الصوت، وفي خدر البنية الإنشادية التي لم ترق إلى مستوى الكتابة بما هي أفق حداثي، بوعي دوالِّها، وما يحدث في الكتاب، لا الديوان، من التَّفْضيات التي لها علاقة بالكتابة وبالكتاب، أو بالعمل الشعري الذي هو نصٌّ وليس خطاباً.

فوجودنا في الأسلاف، هو غير وجود الأسلاف فينا كما يقول بوسريف، فنحن نستطيع أن نتحرَّر منهم بمناكفتهم، بنقدهم، وبمراجعتهم، ومُساءلتهم، لا أن نكون رهائن لفكرهم وما كتبوه من شعر، وهذا ما يجعلنا نكتشفهم ونعرفهم، كما نعرف أنفسنا، ونكتشف ما عندنا من قدرة على الخلق والإبداع، وعلى السؤال، وما يثوي في الأعمال الراهنة من أسرار شعرية أعمتنا السنن عنها، خصوصاً المعاصرة منها، مما وضعناه نحن، وأصبحنا نراه الحقيقة المعرفية والإبداعية المطلقة، وهذا ما حدث في الماضي، بنفس المعنى، وبنفس الفكر، أي بنفس ذهينة السُّنَن.

والأسلاف، عند بوسريف، ليسوا من مضوا، بل من هُم معنا، أو من كانوا من الحديثين أو المعاصرين. ويؤكِّد بوسريف على مفهوم التجربة الفردية، التي هي ما يمكن أن يُتِيح لنا قراءة الشِّعْر اليوم، لا بجمع الجميع في نفس «المَتْن» بنوع من الحَشْر الغامِض، لنقرأهم بنفس القراءة، ونحكم عليهم بنفس الحكم، وبنفس المفاهيم و المناهج والتصورات، وهذا من أعطاب المعرفة الشعرية التي لا تقرأ الشِّعر إلا بما هو موجود ومُتاح، أو مُكرَّس بالأحرى. فما لم نذهب إلى هذه التجارب بما فيها من خصوصيات وفرادات، وما تحدثه من اختراقات وانشقاقات، ستبقى السنن، هي ما يحكم على البِدَع، أي الحكم على الأصل بما هو تالٍ له، وهذا من أعطاب علاقة الخَلَف بالسلف، بل من أعطاب الثقافة العربية في ذهنيتها العامَّة.

تقدير السُّنَن، في الكشف عن البِدَع فيها، وعن الاختراقات التي يمكن أن تكون المقدمة لما نذهب إليه، ليس في الشِّعْر العربيّ فقط، بل في الثقافة العربية في عمومها، هو ما يعمل الكتاب بجزئيه على مُساءلته، وعلى وضعه في سياق المُساءلة والمُراجعة والتَّمْحيص.

*********************************************************************************************

الموظفون

إعداد: إبراهيم إسماعيل

تعّد أولجا رافين من بين الكتاب الدنماركيين الشباب الأكثر تأثيرًا وإثارة للإهتمام، سواء فيما نشرته من قصائد غنائية او كتابات نثرية. وكان لصدور روايتها الثانية (الموظفون) صدى واسع لدى القراء في الدول الإسكندنافية.

وتحمل الرواية عنواناً فرعياً يشير إلى أنها تعني بأمكنة العمل في القرن الثاني والعشرين، وهي بهذا المعنى ذو صلة بروايات الخيال العلمي، وربما جاءت مكمّلة لروايتها الأولى (سلستين) الصادرة في عام 2010، والتي اهتمت بقضايا الاغتراب في المجتمع الرأسمالي ومعالجة مشاكل الطفولة المؤلمة.

في الرواية، نلتقي بطاقم مركبة فضائية تسمى السفينة، التي يتألف طاقمها من أناس ولدوا وأخرين خلقوا، يقفون أمام لجنة مجهولة ليدلوا بشهاداتهم عن حيواتهم، وذلك في أطار تحقيق تجريه اللجنة عن تسرب بعض الأجسام الغامضة للمركبة أثناء رحلتها من (نيو ديسكفري)، وما سببته تلك الأجسام من تعطيل لوظائف السفينة وتغيير وجودي لطاقمها.

ويكشف التحقيق عن أسئلة عميقة عن ماهية الحياة ودور البشر والعمل، والعلائق بين هذه المفردات، وكيف يمكن أن تكون هذه العلائق نعمة في ذات الوقت الذي يمكن أن تتحول فيه إلى مأساة. وبدون أن تشير لنا الروائية بوضوح، نعرف بأن الأرض لم تعد صالحة لسكن الآدميين، وإنهم راحلون إلى الفضاء برحلة أبدية، رغماً عن أنوفهم.

فنرى الشاهد رقم 35 وهو يعّبر عن ذلك بحزن شديد ويقول: منذ أن أُحضرت إلى هنا، كنت مقتنعا بأنني ميت، ولكن في حالتي الخاصة سمحوا لي بالبقاء في التجربة. أنا كنبتة ذبل فيها كل شيء، باستثناء ورقة خضراء واحدة، هي ما تبقى من وعيي وجسدي، إنها مثل يدي، شيء يتحرك عوضاً عن أن يفكر.

ومثل الكثير من قصص الخيال العلمي الأخرى، لا تمثل الرواية حكاية عن المستقبل بقدر ما هي انعكاس فلسفي بلغة شاعرية مكثفة عن الحاضر، لغة تدعو للتأمل في ثقافة بيئة العمل، التي تُغّير لا لإسعاد المنتجين، بل لتحقيق المزيد من الإنتاج، وبالتالي المزيد من الأرباح. ولهذا يبدو الموظفون غريبين، مكتئبين، مثقلين بالفكاهة السخيفة، رغم ما يكتنفهم من جمال في الشكل والمضمون. 

يقول الشاهد رقم 31:  لم أعمل قط. أنا مخلوق لأعمل. لم أعش طفولة أبداً، فحاولت أن أتخيل واحدة. يتحدث رفيقي، هذا الإنسان، عن عدم رغبته في العمل، ثم يقول شيئًا غريبًا جدًا، شيئًا مخيفًا تمامًا! تصوروا يقول “أنت أكبر من عملك”، او يقول “إنك لست عملك فقط؟”، إنه يدعي بأن النظام قد جردنا تماماً من إنسانيتنا، يا للهول!

ثم تأتي المفاجأة، حين يجري الإتصال بالأجسام الغامضة التي تسربت إلى السفينة، فينفتح ما يشبه كوة ضوء، تضفي على الأشياء طابعاً آدمياً تفتقده. يقول الشاهد 38: كان يبدو تعاملي مع الأشياء الموجودة في الغرفة غير واقعي. لكني حين حدقت فيها ساكناً لدقائق، تدفقت ذات الأشياء، احاسيساً في داخلي من خلال شكلها ومادتها أيضاً.

رواية “الموظفون” لأولغا رافيين تأمل خاص في عصر العولمة الأقل إنسانية على الأقل.

********************************************************************************************

الصفحة الثامنة

حول الانتخابات الرئاسية المقبلة في روسيا

 د.دكران يوسف

روسيا مقبلة قريبا على أحد أهم الأحداث السياسية: حملة الانتخابات الرئاسية والتي ستبدأ خلال الفترة من 15 وإلى 17 مارس/ آذار 2024. ولأول مرة في تاريخ الانتخابات تجري حملة التصويت لمدة ثلاثة أيام وذلك لتأمين حضور أكبر للناخبين.

ويجري انتخاب الرئيس لفترة ست سنوات. وقد تم تحديد هذه الفترة في عام 2012 ، وقبل ذلك ومنذ عام 1996 ، كان الرئيس ينتخب لمدة أربع سنوات. والانتخابات الحالية هي الثامنة من نوعها، والرئيس المنتخب سيشغل هذا المنصب إلى عام 2030.

ونشير أيضا إلى أن انتخابات الرئيس الروسي جرت سبع مرات: في عام 1991، 1996، 2000، 2004، 2008، 2012، 2018. وقد فاز في هذه الحملات : بوريس يلتسن (مرتين) ، فلاديمير بوتين (أربع مرات) ، دميتري ميدفيديف (مرة واحدة).

يجري انتخاب الرئيس الروسي عادة من خلال التصويت السري في مراكز الاقتراع. وللمرة الأولى سيجري التصويت أيضا عن بعد وعبر الانترنت. وهناك مقاطعات روسية تخلت عن هذه الطريقة وتفضل التصويت بالطريقة الشخصية التقليدية ، كما أن بعض الأحزاب السياسية انتقدت هذا الشكل من التصويت ، من بينها الحزب الشيوعي الروسي. وسيجري التصويت عن بعد فقط في المناطق التي تم فيها تجربة هذا الشكل من التصويت سابقا.

كما ونذكر أيضا أن المرشح الفائز يجب أن يحصل على 50 بالمائة زائد صوت واحد. وفي حالة عدم حصول المرشح على هذه النتيجة سيصار إلى إجراء جولة ثانية بعد ثلاثة أسابيع من الأولى بين الفائزين بالمرتبة الأولى والثانية.

والمرشح للرئاسة يجب أن يكون قبل كل شيء من مواطني روسيا يبلغ 35 عاما من العمر على الأقل، وأقام في روسيا مدة 25 عاما على أقل تقدير، وان لا يمتلك جنسية أجنبية او وثيقة أخرى تؤكد حقه في الإقامة الدائمة في بلد آخر، وأن يكون مؤهلا بحكم القانون وليس محكوما عليه بالسجن بحكم قضائي. كما ويجب أن لا يكون المرشح من الذين حرمتهم المحكمة من حق تولي مناصب حكومية وأن لا يتحلى بطبيعة متطرفة. ومن الذين لا يمتلكون حسابات او ودائع في بنوك أجنبية خارج البلاد او تحويلها إلى بنوك روسية.

وتجري هذه الانتخابات في وضع دولي وإقليمي ومحلي متوتر وصعب للغاية بالنسبة لروسيا. فمن ناحية تخوض روسيا حربها في أوكرانيا لتحقيق الأهداف التي وضعتها العملية العسكرية الروسية الخاصة، وهذه العملية أحرزت نجاحات كبيرة خلال العامين الماضيين ووجهت ضربة قاضية للمشاريع الغربية في أوكرانيا على خلفية انتصارات القوات الروسية، ونتيجة لها تم إفشال الهجوم العسكري الأوكراني المضاد بالكامل وأدت إلى الانهيار التام في معنويات وقدرات القوات الأوكرانية وتراجعها مؤخرا إلى مواقع دفاعية ما أدى إلى قيام القيادة الأوكرانية بإجراء تغييرات جذرية في القيادة العليا للجيش الأوكراني، ومنها إقالة القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني وتعيين العقيد الجنرال ألكسندر سيرسكي بدلا عنه والذي كان يشغل منذ عام 2019 منصب قائد القوات البرية الأوكرانية.

ومن ناحية أخرى تواجه روسيا تحديات وصعوبات جراء العقوبات التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي بقيادة أمريكا والتي فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أغراضها اللئيمة. لكن الاقتصاد الروسي صمد بجدارة أمام هذه التحديات بالاعتماد على النفس وعلى قدرات روسيا الذاتية وامكانياتها وثرواتها الطبيعية الضخمة ما أدى في نهاية المطاف إلى نهضة وطفرة نوعية لم يشهدهما تاريخ روسيا، وإلى تطور شامل في جميع قطاعات الاقتصاد الروسي والذي يحتل اليوم، رغم العقوبات وحالة الحرب، المرتبة الأولى بين الاقتصاديات الأوروبية والخامسة بين اقتصاديات العالم المتطورة. والرئيس بوتين ورئيس الوزراء ميشوستن يشرفان يوميا ويتابعان شخصيا تنفيذ مشاريع التطور الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية ما يثير دهشة المراسلين الأجانب، ومنهم الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون الذي التقى بوتين في 9 شباط/ فبراير 2024 في مقابلة صحفية معه، والتي أثارت ضجة كبيرة وعدم ارتياح في الأوساط الأمريكية والأوروبية.

وعلى الصعيد الداخلي، ورغم أن روسيا منشغلة بالحرب في أوكرانيا، إلا أن اي شخص لا يجد ما يشير إلى قلق المواطن الروسي او عدم ارتياح من آثار الحرب. فالحياة جارية بشكلها الاعتيادي وكأن لا حرب هناك. الناس ملتهون بأعمالهم اليومية، وأحوالهم المعيشية على أحسن ما يرام والمخازن ممتلئة وتزخر بالبضائع والمواد الغذائية ما يثير دهشة الكثير من الصحفيين الأجانب الذين زاروا هذه الأماكن. وكما يقال “أرادوها نقمة فصارت نعمة”. الشعب متحد ويدعم بالكامل سياسة بوتين ويرغب بإعادة انتخابه رئيسا لروسيا. والأحزاب المعارضة في البرلمان الروسي في ظل أوضاع الحرب متحدة فيما بينها وتدعم بالكامل سياسة الرئيس الروسي. حتى أن بعض الأحزاب الأخرى امتنعت عن ترشيح مرشحيها لرئاسة البلاد لصالح بوتين. لذلك من الصعب جدا بالنسبة للغرب، الذي يحاول إثارة البلبلة والمشاغب في روسيا، تأجيج الوضع الداخلي وخلق اضطرابات خلال فترة الانتخابات.

الوضع المتوتر في الشرق الأوسط يقلق روسيا. والعدوان الإسرائيلي الجبان على سكان غزة المسالمين عملية إبادة جماعية ووصمة عار في جبين إسرائيل نتنياهو وحليفتها امريكا.

التقارب الروسي الصيني يثير غيظ الغرب ويبدي المخاوف منه ويحاول بكل الأساليب إفشاله. وكذلك بالنسبة إلى التقارب مع كوريا الشمالية وتشكيل مجموعة “بريكس” الاقتصادية التي ستنضم اليها قريبا دول عديدة أخرى.

في مثل هذه الأوضاع ستجري الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة. كل هذه الأوضاع تخلق تحديات كبيرة لروسيا، ولكن تدفع، شاءوا أم أبوا، إلى توحيد المجتمع الروسي والتفاف المواطنين حول قيادتها.

وقد حددت لجنة الانتخابات المركزية الروسية قبل أيام القائمة النهائية للمرشحين الذين ستظهر أسماؤهم في استمارة الاقتراع للانتخابات الرئاسية – وهم أربعة مرشحين اجتازوا مرحلة التسجيل: فلاديمير بوتين مرشح ذاتي، نيقولاي خاريتونوف عن الحزب الشيوعي الروسي، ليونيد سلوتسكي عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ، وفلاديسلاف دافانكوف عن حزب “الناس الجدد”. وتم رفض أربعة مرشحين آخرين بسبب تقديمهم تواقيع مزورة وأسماء متوفين ونقص في مجموعة المستندات المطلوبة، بينهم سرغي مالينكوفيتش عن حزب “شيوعيو روسيا” ، وشعار برنامجه الانتخابي “عشر ضربات ستالينية للرأسمالية والإمبريالية الأمريكية”.

برامج المرشحين الانتخابية :

1– فلاديمير بوتين : مرشح مستقل. ويرد برنامج بوتين الانتخابي عادة في رسائله السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية. وفي هذه المرة سيوجه رسالته إلى الجمعية يوم الخميس القادم 29 شباط/ فبراير 2024. وبرنامجه في الواقع واسع جدا ويتطابق كليا مع برامج ومشاريع الحكومة الروسية في تطوير البلاد.

2– نيقولاي خاريتونوف : عن الحزب الشيوعي الروسي. يدعو إلى تأميم قطاع الثروة المعدنية الطبيعية في روسيا وزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 35 ألف روبل.

3– ليونيد سلوتسكي : عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ، شعار برنامجه “وقت الأقاليم الروسية” وبرأيه من الضروري ضمان ظروف عادلة للحياة وضمانات متساوية لجميع أقاليم البلاد.

4– فلاديسلاف دافانكوف: عن حزب “الناس الجدد” يناضل من أجل ازدهار روسيا وانشاء دولة تكون قدوة للآخرين وضرورة إقامة دولة مستقلة وغنية وحرة.

كل الدلائل تشير إلى فوز بوتين في هذه الانتخابات، لماذا؟

أولا– لأن الحزب الحاكم الحالي، حزب روسيا الموحدة، الذي كان بوتين أحد المؤسسين الأساسيين له، يؤيد مئة في المئة، كما في السابق، انتخابه رئيسا لروسيا، وهذا دعم أساسي كبير لبوتين.

ثانيا– الضغط الخارجي الغربي المستمر والعقوبات الغربية تؤدي دائما إلى نتائج عكسية وإلى تعزيز والتفاف الرأي العام الروسي حول القيادة. اي ضغط خارجي يقابله تلاحم وتكاتف الشعب حول القيادة القوية. لهذا تفشل كل محاولات الغرب في زعزعة الوضع الداخلي.

ثالثا– العملية العسكرية الخاصة الجارية في أوكرانيا تحتم تضامن الشعب الروسي ودعم القيادة. العسكريون في الجبهة هم الذين بادروا هذه المرة إلى اقناع بوتين بترشيح نفسه وخوض الانتخابات الحالية. وقد لبى هذا الطلب.

أحزاب المعارضة الأخرى في البرلمان الروسي، بما فيها الحزب الشيوعي الروسي، تؤيد تأييدا كاملا العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وتدعو أنصارها إلى التضامن مع القيادة والحكومة ودعم العملية العسكرية وتقديم جميع المساعدات والخدمات اللازمة لها.

رابعا– يعتبر بوتين منقذ روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وقد لعب دورا كبيرا للغاية خلال رئاسته في إعادة هيبة روسيا كدولة عظمى.

خامسا– له دور مشهود في انشاء مجموعة بريكس الاقتصادية والتخلي عن التعامل بالدولار وتعزيز سيادات الدول المتحررة من النير الإمبريالي وسياسة القطب الواحد والدعوة لانشاء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

هذه عوامل أساسية تساعد على فوز بوتين في الانتخابات المقبلة إلى جانب كونه الرئيس الأوحد لعموم روسيا والدعم اللامحدود الذي يحظى به من جانب الجزء الأعظم من الشعب الروسي.

بعد أيام سنرى مدى صحة توقعاتنا في نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم أن بإمكان أي مطلع على الوضع الحالي في روسيا أن يحدد الفائز فيها.

ـــــــــــــــــ

 26 / 2 / 2024

************************************************************************************************

نحو مجتمع مسلح بالمبادئ لا بالبنادق

خليل ابراهيم العبيدي

 

كل يوم بلا انقطاع ومنذ العام 2003، تتناقل وكالات الانباء نزاعا عشائريا هنا، ودكة عشائرية هناك، أو قيام قاتل بفتح النار على المارة بلا سبب كما حدث مؤخرا في مدينة الحرية، أو استعمال متفجرات في نزاع عشائري كما جرى بالأمس في الطالبية، أو رمي قنبلة على منزل في الحميدية شرق بغداد، أو ما حدث في حي القاهرة مؤخرا من تقاتل بالرصاص أثناء عودة الموظفين من دوامهم بين فريقين لأسباب تتعلق بالديون المتبادلة بينها، أو تمرد السلاح ليقتل به طبيبا أخصائيا وباختصاص نادر جدا، وبهذا السلاح أيضا تم تصفية الكثير جدا من الكفاءات العلمية،  والغريب أن مجتمعنا أخذ تدريجيا بالتعود أو التأقلم مع هذه الحوادث والتي باتت تشكل ظواهر تهدد كل لحظة حياة مواطن مستطرق أو قتل آخر ينتظر واسطة نقل جراء رمي عشوائي أو إطلاق نار هناك لرجل لم يكن مدربا على حمل السلاح أو استعماله، والغريب أن الدولة تتنازل مع سبق الإصرار عن أدوارها الأمنية لصالح العشائر، عندما شكلت مديرية عامة لشؤون العشائر في وزارة الداخلية، أو أن القضاء يتراجع ليعترف بقوة الفصول تاركا المجال رحبا لتجاوز القانون والأصول، والأغرب أن الدولة تتخذ قرارا تعترف بموجبه بصحة احتفاظ المواطن بقطعة سلاح بداره، وهو اعتراف ضمني بحق المواطن بالدفاع عن نفسه بهذا السلاح متنازلة عن واجبها القانوني لصالح الانفلات الأمني، وان مسألة التسجيل هي ضمانة الحائز على إمكانية الاستعمال دون واعز من قانون أو دون الالتفات إلى النتائج.

أن العراق منذ تأسيس دولته عام 1921 وبرغم قوة العشائر في ظل قانون دعاوى العشائر الذي أصدره القائد العام للجيوش البريطانية عام 1918، والذي تم بموجبه جعل الشيخ قاضيا، وتم تزويدها بالسلاح لحماية طرق وممرات الجيوش البريطانية. نقول إن العراق حتى عام 2003 لم يكن ليسمح بأي شكل من الأشكال بحمل السلاح في العلن أو استعماله في المحن، وان حمل المسدس الشخصي كان بموجب إجازة من وزارة الداخلية ولأسباب محددة تأتي في مقدمتها حمل السلاح للدفاع عن الأمن أو نقل أموال الدولة.

إن تراجع المجتمع عن كوابحه الثابتة لصالح أبنائه الخارجين عن محدداته، والعودة إلى مقولة البدوي نهاب وهاب، وتراجع الدولة عن لب مهامها الأمنية لصالح العشائر أو لصالح الاحتفاظ بالسلاح إضافة إلى انتشار التعاطي، وتراجع التعليم وانتشار الأمية، كلها عوامل باتت تنخر الأمن المجتمعي، والحلول واضحة ويمكن إدراجها على النحو التالي وحسب الأولوية.

أولا: إصدار قرار يمنع حيازة السلاح لأي سبب كان أو لأي شخص مهما كان، ويمكن للدولة اتخاذ مثل هذا القرار إذا كان قادتها لا يملكون عقلية سلطة العشيرة أو النزعة الفردية. ويقدر الاختصاصيون أن ما بيد الأفراد من السلاح بجميع أنواعه يناهز الثمانية عشر مليونا وعلى عموم مساحة العراق. ويمكن أن يكون سحب السلاح بكل أنواعه بدفع أثمانها أو بقوة القانون، وليعلم الجميع أن أغلب السلاح المتداول يعود إلى الدولة وتمت سرقته من معسكرات الجيش السابق بتحريض امريكي.

ثانيا: دعم القضاة وحمايتهم والتوجيه بعدم الركون إلى الفصول في حسم النزاعات الفردية أو العشائرية بل العودة إلى قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل، ففيه ما يمكن لقواعده معالجة الجرائم التي حدثت والتي ستحدث بكل أنواعها ومسمياتها.

ثالثا: التوجيه بتشديد العقوبات بكل مقاصدها، والعمل على صرامة التنفيذ ففيه قصاص يا أصحاب العقول.

رابعا: عدم تعاطي أجهزة الدولة مع العشائر أو الأشخاص إلا بموجب قواعد العلاقة بين صاحب السيادة ومن يخضع لها قسرا.

خامسا: إعادة النظر بهيكلية مراكز الشرطة، والعمل على تغيير عناصرها قدر الإمكان، بما يضمن الحيادية وتطبيق قواعد القانون.

سادسا: الاهتمام بنزاهة التحقيق الأولي والعودة إلى ميزان العدل وتحديد السبب والمقصر والتوصية بأشد العقوبات.

سابعا: المضي بإجراءات أكثر صرامة لمكافحة المخدرات ودفع وزارة الداخلية نحو المزيد من التنسيق مع السلطات في الدول المجاورة للحد من عبور مافيات تجارة المخدرات، والحال في كل لحظة يتم القبض على كميات من المخدر وعصابات التهريب، وهذا القبض داخل الأراضي العراقية يشير بشكل سافر إلى ضعف في مسك الحدود ومنافذها الرسمية وغير الرسمية.

ثامنا: إن وزارة الداخلية تعمل مشكورة على مكافحة آفة المخدرات، ولكن صار الأمر متعلقا بالوصول إلى المدارس أو الجامعات، وهذا يتطلب جهدا استخباريا حقيقيا لحماية الأجيال.

أن ما يعانيه العراق من انفلات أمني مرده إلى الوهن الذي أصاب جسد الدولة بفعل التخريب الأمريكي أو تغلغل غريب لجهات كثيرة تعمل على تراجع اجتماعي مميت بدءا بمغادرة قيود الأسرة وانتهاء بفلتان العشائر، وأن العامل الأول والأساس بعد كل ما تقدم هو الفقر الذي جر المجتمع إلى الوراء والأمية التي أفقدت المجتمع بوصلة العقل، وبالتالي فإن ضعف الدولة وتراخي المجتمع سيعملان على استمرار الجريمة، ما لم يقف الجميع كتلة واحدة ضدها والعمل على تراجعها، وان أي شعب يتخلى عن مبادئه يكون عرضة للوهن، وان قرن العلوم لا يحتاج للبنادق بقدر ما يحتاج للمعرفة والمبادئ، والا فإن العاقبة الأكبر سيحملها لنا قادم الايام، والحليم تكفيه إشارة الإبهام.

**********************************************************************************************

الصفحة التاسعة

 

لاوندي يتجاوز مرحلة الخطر

متابعة ـ طريق الشعب

قال مدرب المنتخب الأولمبي العراقي راضي شنيشل، أمس السبت، إن مهاجم المنتخب حسين عبد الله لاوندي تجاوز مرحلة الخطورة بشأن إصابته في الرأس خلال مباراة فريقه الطلبة مع الحدود. وتعرض «لاوندي» خلال لقاء فريقه الطلبة مع الحدود إلى اصابة بعد ارتطامه بالرأس مع مدافع الحدود في الجولة 17 لدوري النجوم التي انتهت بفوز الحدود بنتيجة 1-0. وقال شنيشل، إن «الاصابة كما أكد له الطبيب المشرف على حالة لاوندي لا تحتاج لتداخل جراحي»، موضحا ان «لاوندي تجاوز مرحلة الخطر ويحتاج فقط إلى راحة وان الأمور تسير بصورة جيدة». واشار إلى ان «الدكتور علي الشالجي الطبيب المختص بمتابعة حالة اللاعب حسين لاوندي، أكد ان الفحوصات الصباحية أظهرت توقف النزيف الداخلي وان حالة اللاعب مستقرة ولا تحتاج إلى عملية في الوقت الحالي».

***************************************************************************************

في ختام الجولة 17 من دوري نجوم العراق.. القوة الجوية يحافظ على الصدارة ونفط الوسط في قاع الترتيب

بغداد ـ طريق الشعب

اختتمت يوم أمس، منافسات الجولة السابعة عشر من دوري نجوم العراق، بخسارة فريق الزوراء امام مضيفه زاخو.

وفي ختام الجولة حافظ القوة الجوية على صدارة الترتيب بـ 41 نقطة بفارق 5 نقاط عن ملاحقة الشرطة، و13 نقطة عن زاخو صاحب المركز الثالث.

وحل دهوك ونوروز بالمركز الرابع والخامس بنفس الرصيد من النقاط (27 نقطة)، ثم الزوراء والطلبة بالمركزين السادس والسابع برصيد 26 نقط، والنفط ثامنا بـ 24 نقطة، ونفط ميسان والحدود في المركز التاسع والعاشر برصيد 23 نقطة. ثم أربيل والميناء والنجف برصيد 20 نقطة، وكربلاء والكهرباء برصيد 19 نقطة، ونفط الجنوب برصيد 18 نقطة.

وتصارع ثلاث3 فرق على محاولة ارتقاء السلم والابتعاد على مواقع الهبوط، وهي الكرخ والقاسم بـ 14 نقطة والحدود بـ 12 نقطة.

ويقبع نفط الوسط في آخر جدول الترتيب برصيد 7 نقاط حيث فشل في تحقيق الفوز في جميع مبارياته، الذي قررت الهيئة الإدارية لنادي نفط الوسط، أمس السبت، معاقبة فريقها الكروي بعد سلسلة النتائج السلبية التي خرج بها خلال منافسات دوري نجوم العراق للموسم 2023-2024.

وقال مدير إعلام النادي، سبطين ياسين خضير، إن «إدارة النادي قررت معاقبة فريق كرة القدم بخصم 30 بالمائة من إجمالي مبالغ عقود اللاعبين بعد النتائج السلبية التي خرج بها الفريق خلال منافسات الدوري العراقي».

وأضاف خضير، أن «العقوبة ستكرر في حال استمرّت النتائج السلبية خلال الأدوار المقبلة من المنافسات».

وأشار إلى أن «إدارة النادي لم تقصر بدعمها للفريق ووفرت كل ما يحتاجه اللاعبين من دعم مادي ومعنوي، لكنهم لم يقدموا بالمقابل ما هو مطلوب منهم من أداء مقنع داخل الملعب مما أفقد الفريق نقاط كثيرة ليكون بالمركز الأخير برصيد 7 نقاط».

وكان فريق نفط الوسط، قد خسر مباراته الأخيرة أمام الكهرباء بنتيجة 0-3 ضمن منافسات الجولة 17 لدوري نجوم العراق.

*************************************************************************************

كولمان يتفوق على لايلز في 60 مترا بمونديال القوى

غلاسكو ـ وكالات

أحبط الأمريكي كريستيان كولمان، آمال مواطنه نواه لايلز، ببطولة العالم لألعاب القوى داخل قاعة، بعدما تفوّق عليه في سباق 60 مترا في غلاسكو.

وتصدّر كولمان، السباق من بدايته حتى خط الوصول مسجّلاً 6.41 ثوان، في أسرع وقت لهذه السنة.

وهذه ثاني ذهبية مونديالية داخل قاعة لحامل الرقم القياسي العالمي، بعد الأولى في برمنغهام 2018.

وعن سرّ نجاحه، قال كولمان، 27 عامًا: «عليك أن تخوض التمارين المكرّرة بشكل جيّد، تتدرب لآلاف الساعات، تحلّل وتواصل تحسين الأمور غير الموفّقة».

وتابع العداء، الذي يستعد لخوض أولمبياد باريس الصيف المقبل، بعد أن غاب عن أولمبياد طوكيو لإيقافه؛ بسبب قضايا منشطات «أشعر بالحماسة بأن أكون في قمتي ومستقبلي أمامي».

وهذا أول فوز لكولمان تحت ألوان الولايات المتحدة منذ سباق 100 م في مونديال 2019، وإيقافه بعدها لـ 18 شهرًا لغيابه عن فحوص المنشطات. في المقابل، سجّل لايلز الذي ينوي حصد 3 ذهبيات في أولمبياد باريس، 6.44 ثوان، متقدمًا على الجامايكي حكيم بلايك (6.46 ث).

وقال لايلز، 26 عامًا: ”لم أكن سعيداً، لكني راض لأن التوقيت كان 6.44، ثاني أسرع وقت في مسيرتي».

تابع حامل ذهبيتي 100 و200 م في مونديال بودابست 2023 «هؤلاء الشبان في الـ 60 م لا يملكون أي فرصة خارج القاعة! أنا متحمّس جداً لكل سباق مقبل».

واعتبر لايلز أن الموسم داخل قاعة ساعده على تحسين أسوأ جزء من سباقه: الانطلاق «بأرقام مذهلة، لذا أنا سعيد للعودة إلى المنزل وتطبيقها على 100 و200 م».

وتابع «هذا يبرهن أنكم لن تهربوا مني في مطلع السباقات بعد الآن».

*************************************************************************************************

مجلس الاتحاد الدولي يتجاهل البطاقات الزرقاء

زيورخ ـ وكالات

 

تجاهل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب)، مناقشة ملف إجراء تجربة الاستعانة بالبطاقات الزرقاء في المباريات.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية أن (إيفاب) كان يتجه لإجراء تجربة الاستعانة بالبطاقات الزرقاء في المستويات العليا لكرة القدم، لكن هذا الأمر تم تجاهله خلال اجتماع مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أمس السبت.

وكانت التجارب تتضمن طرد اللاعبين لمدة 10 دقائق بسبب الاعتراض على الحكم والأخطاء التكتيكية، وكان من المقرر أن ينشرها (إيفاب) يوم التاسع من شباط/فبراير الماضي.

ورغم ذلك فإن الكثير من الجدل قد أثير حول الأمر صباح ذلك اليوم، وذلك بعد تقارير إعلامية عن البطاقات الزرقاء في اليوم السابق.

وأصدر الفيفا، بيانا مساء يوم الثامن من شباط الماضي، قال فيه إن التقارير حول تطبيق البطاقات الزرقاء في المستويات العليا بكرة القدم، أمر غير صحيح.

*************************************************************************************

دياز حائر بين المغرب واسبانيا

مدريد ـ وكالات

يعتبر المنتخب الوطني الذي سيلعب له ابراهيم دياز، هو الموضوع الأهم الذي يشغل نجم ريال مدريد خلال الفترة الأخيرة.

بعض الصحف الإسبانية سبق أن قالت إن دياز يُريد اللعب لمنتخب إسبانيا، ولكن مصادر صحفية، نفت هذا الأمر وقالت إن اللاعب لم يغلق الباب أمام تمثيل المغرب.

وبعد فترة قصيرة تخرج صحيفة «as» الإسبانية لتؤكد بأن اللاعب ينهي الإجراءات التي ستسمح له باللعب للمنتخب المغربي، بوجود بعض القضايا التي يجب عليه حلها أولًا.

وأكدت الصحيفة أن رغبة المغرب في ضم دياز ليست جديدة، حيث يعمل الاتحاد المغربي ووليد الركراكي مُدرب الأسود منذ فترة طويلة على إقناع اللاعب المدريدي بهذه الخطوة.

وأوضحت أن إمكانية مشاركة دياز في أمم إفريقيا الأخيرة كانت مستحيلة، لأنه لم يكن يحمل جنسية مزدوجة وقتها، ولكن الآن أصبحت الرغبة لديه أقوى بكثير لارتداء قميص المغرب، حيث يعمل على إنهاء الإجراءات اللازمة مع تبقي بعض التفاصيل الصغيرة.

دياز انتظر إسبانيا طويلًا، ومؤخرًا قام المدرب لويس لا فوينتي بالتعويل عليه في قائمته الموسعة للعب ضد كولومبيا في 22 اذار وأمام البرازيل في 26 من نفس الشهر، ولكن على الجانب الآخر تقدم له المغرب مشروعًا مغريًا للغاية، يكون فيه أحد الشخصيات الرئيسية بالفريق، كما يلقى معاملة طيبة للغاية وحالة من المودة من الركراكي والاتحاد المغربي، وهو الأمر الذي قد يحسم القضية تمامًا.

جدير بالذكر أن جناح ريال ولد لأم من ملقة بينما ينحدر والده من مدينة مليليه الإسبانية الواقعة على حدود المغرب، وتمتلك جدته لأبيه الجنسية المغربية، مما يجعل عملية حصوله على الجنسية المزدوجة طويلة نوعًا ما.

********************************************************************************

وقفة رياضية.. منظمات المجتمع المدني ودورها في الرياضة

منعم جابر

تلعب منظمات المجتمع المدني دوراً رئيسياً في الحياة السياسية والاجتماعية في المجتمعات المتحضرة من حيث تأثيرها وأهميتها في تطوير الحياة والمجتمع المدني، وخاصة في التجربة الديمقراطية وتكريسها وإعطائها الأهمية الحياتية، لأنها تساهم في تكريس الوعي واحترام التداول السلمي للسلطة ونشر منهج التسامح والمحبة والألفة بين أفراد المجتمع، وهذا ينعكس بدوره على القطاع الرياضي ونشر التقاليد الرياضية الصادقة والابتعاد عن التعصب والشد والانفعال تجاه فرق بعينها أو رياضيين معينين.

واليوم نجد الكثير من منظمات المجتمع المدني المعنية بالرياضة ونشاطاتها تساهم بشكل او بآخر في بناء وسط قائم على احترام المنافسة الشريفة والعادلة بعيدا عن التعصب والانحياز، وهذا صار تقليداً متبعاً في الاتحادات الوطنية والدولية ولكافة الألعاب.

لهذا نوجه نداءاتنا لمنظمات المجتمع المدني المعنية بالرياضة بأن يبذلوا جهودا حثيثة من أجل الارتقاء بالمنافسات الرياضية، فلدينا الآن مجموعة من منظمات المجتمع المدني نراها تقدم وتساهم في نشر مفاهيم المحبة والألفة والانسجام بين الرياضيين والفرق الرياضية بمختلف ألعابها ونشاطاتها. وكان لها الدور الفاعل في نشر مفاهيم لرياضة خالية من كل المشاكل والعقد التي يحاول البعض ان يلصقها بالرياضة، ومنها مركز (ايفريست للإعلام) الذي يضم نخبة من رجال الإعلام والذي يساهم بقوة في نشر ثقافة الحب والتعاون وإبعاد الرياضة عن كل أشكال التعصب، والمركز تحت اشراف الزميل حسين الذكر الذي استطاع أن يخوض ويناقش مواضيع شتى تخدم الوطن وعموم أبنائه، وقد حظي المركز بتفاعل الكثير من المختصين مع طروحاته واستجابوا لدعواته الدائمة. وكذلك وجدنا ملتقى القشلة الرياضي الذي هو الآخر تفاعل مع الرياضيين وجمع الكثير من المختصين بالشأن الرياضي بعيدا عن التعصب والانحياز بما يخدم القطاع الرياضي والنهوض به.

لقد لعب بعض الإخوة الرياضيين أدواراً مهمة في هذا التوجه وهو خدمة الرياضة وألعابها ومنهم الاخوة أبو عاطف وجبار اليساري التي كانت مواقفهما مشرفة ودعواتهما للنهوض بالواقع الرياضي. وكذلك وجدنا رابطة الرياضيين الرواد والأبطال بقيادة الرياضي البطل خالد توفيق لازم وبعض الاخوة الآخرين.

وبدورنا ندعو لدعم هذه المنظمات الرياضية والاجتماعية التي تساهم في نشر الوعي الرياضي والقيم الوطنية في عموم المجتمع بدوافع رياضية بعيدا عن المصالح الشخصية والنفعية.

************************************************************************************

حسن هادي يتسلم مهمة تدريب القاسم

متابعة ـ طريق الشعب

 

أعلن نادي القاسم لكرة القدم، أمس السبت، استقالة المدرب علي عبد الجبار، بعد الخسارة التي تعرض لها الفريق أمام كربلاء صمن منافسات الجولة 17 لدوري نجوم العراق.

وقال مدير المكتب الإعلامي للنادي، نوفل الجنابي، إن الإدارة حالياً لا تفكر بتسمية مدرب بديل، لكنها «كلفت المدرب المساعد حسن هادي لتدريب الفريق وقيادته في المباراة المقبلة بدوري النجوم أمام نفط الوسط كمدرب طوارئ، لحين الاتفاق على مدرب بديل».

وأضاف الجنابي، أن «المدرب علي جبار رفض بعد لقاء القاسم وكربلاء، حضور المؤتمر الصحفي لمروره بوضع نفسي صعب جراء الخسارة وعدم رضاه على أداء اللاعبين داخل الملعب».

وأشار إلى أن «المدرب علي عبد الجبار مدرب كبير ويمتلك فكراً تدريبياً عال كما أن الفريق قدم مستوى جيداً في أغلب المباريات، إلا أن الحظ كان يقف ضدهما دائماً»، مبيناً أن جمهور القاسم لم يفرح منذ 15 جولة ولغاية الآن، رغم المستويات الجيدة التي يقدمها خلال الجولات السابقة».

****************************************************************************************

الصفحة العاشرة

كلمات وجيزة عن «منطق ماركس» *

ما هو «المنطق» الذي يميز «رأس المال» لكارل ماركس، من حيث هو بناء فكري، ومن حيث الأدوات المنهجية، التي قادت الى هذا البناء؟

هذا السؤال ما يزال موضع بحث ثري، منذ صدور «رأس المال» في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى اليوم.

ولعل بوسع القراء اقتفاء آثار البداية من إشارات ماركس الصريحة، بالأحرى شكواه الواضحة (في مقدمته للطبعة الألمانية الثانية) من ان المنهج Methode المطبق في رأس المال «لم يُفهم إلا فهما ضئيلاُ، ودليل ذلك التصورات المتضاربة التي تكونت عنه» (رأس المال، المجلد الأول – طبعة 1984، برلين، صفحة 25).

في ذلك العهد، اتهمته المجلة الوضعية الباريسية بأنه يتناول الإقتصاد السياسي «تناولاً ميتافيزيقياً»، ويكتفي بالتحليل النقدي لـ «المعطى»، في حين يشخص البروفيسور زيبر منهج ماركس بأنه «منهج استدلالي» [deductive methode] جرياً على تقليد المدرسة الإنجليزية.

أما موريس بلوك فيرى ان منهج ماركس «تحليلي» [analytisch] وان ماركس «يتبوأ مكانة بارزة بين أعظم العقول التحليلية» (نفسه). بالمقابل اتهمه النقاد الألمان بـ «السفسطة الهيغلية».

ولعل النقد الوحيد الذي أدرك ملامح منهج ماركس الديالكتيكي، هو النقد أو التقريض الذي نشرته مجلة “الرسول الأوروبي” الروسية.

ثمنت المجلة طريقة ماركس «الواقعية» في البحث، لكنها أخذت عليه «منهج الديالكتيك الألماني» بالمعنى السيء. بعد ذلك تمتدح المجلة العرض، فتطري، المنهج الديالكتيكي، دون ان تدري، على غرار برجوازي موليير النبيل، الذي لم يكن يعرف انه ينطق “نثراً” إلا بعد ان أخبروه بذلك!

وعلى التباس المجلة الروسية يعلّق ماركس: «تُرى أي شيء وصفه (كاتب المقال في المجلة المذكورة) بتصوير ما يعتقد انه منهجي في البحث، بمثل هذه الدقة، ومثل هذا اللطف، فيما يتعلق بتطبيقي له، أي شيء وصف غير المنهج الديالكتيكي؟» (نفسه ص 27).

انها بداية كبيرة للالتباس، قادت الى دراسات متشعبة. وهي، كما يتضح، تُبقي السؤال قائماً: ما المنهج، وما المنطق المستخدم في “رأس المال” وما هي مصادره؟

ان الاكتفاء بالقول انه منهج ديالكتيكي، أو منطق ديالكتيكي (يتساءل عدد من المنظرين الماركسيين ان كان هناك شيء اسمه: منطق ديالكتيكي – كتاب كومبف مثلا الموسوم: المنطق الديالكتيكي)، أو انه ديالكتيك هيغل مقلوباً، أي «بعد ايقافه على قدميه» (حسب التعبير الشهير لماركس: ديالكتيك هيغل يقف على رأسه....الخ) ان الاكتفاء بذلك، يعادل قول لا شيء!

وإذا قبلنا بهذا التكرار، أو الحشو (أي القول بأن ديالكتيك ماركس هو ديالكتيك هيغل مقلوباً، وحسب) فثمة سؤال مشروع آخر يبرز على الفور: ما هو ديالكتيك هيغل؟ وما طبيعة “القلب” الماركسي؟

وهذا بدوره يفتح ملف علاقة هيغل – ماركس، وأيضاً علاقة هيغل – أنجلز، التي يرى البعض انها متماثلة عند الأثنين، فيما يرى آخرون (المفكر لوشيو كوليتي مثلاً) انها متباعدة أو غير متطابقة.

كما يفتح السؤال، أيضاً، ملف علاقة ماركس ليس فقط بالمنطق، بل أيضاً بنظرية المعرفة، وبكامل تاريخ المادية الإنجليزية – الفرنسية، وتاريخ المثالية الألمانية.

ان الإجابة المبسطة الأولى عن “منطق” ماركس، والقول بانه منطق هيغل مقلوباً، كما نرى، تطرح أسئلة شائكة لم تُحل كلها بعد، أو إذا كانت قد حُلّت، فبصورة أبعد من ان تكون مرضية للفكر الماركسي المعاصر.

وليس مردّ ذلك ان الجهود النظرية في هذا الصدد ناقصة أو كليلة، بل لأن السؤال الأول نفسه، برأي الكثير من النظريين، مطروح بطريقة خاطئة، أو غير شافية.

والسؤال، كما يرى مؤلف هذا الكتاب، الفيلسوف والمنظر: ي. زلني، ينحصر أساساً في الآتي: ما هي أشكال “المنطق” التي كانت متبلورة في عهد ماركس، وما الجديد الذي فعله، أو ما هو المحتوى المنطقي لهذا الجديد؟

لقد خلّف أرسطو عمارة منطقية عملاقة (الأورغانون) بقوانين صارمة، هي ألفباء المنطق الصوري: قانون الهوية، قانون عدم التناقض، قانون الثالث المرفوع، اضافة الى أشكال القياس، مقرونة بصياغات صارمة للمقولات (المقولات العشر الشهيرة التي حاول كانط اختزالها). ولم تكن عمارة أرسطو المنطقية – المقولاتية سوى تركيب بالغ الرهافة لكامل الابداع المنطقي الذي تحقق، نتفاً نتفاً، على مدى تاريخ تطور المدرسة الاغريقية.

ولو جرى ترك اسهامات الحضارات الاخرى (العربية – الاسلامية مثلاً) في المعمار المنطقي، فأن الضرورة تتطلب الإشارة، وإن يكن في عجالة لغة البرقيات، الى اسهامات بيكون (الأورغانون الجديد)، واسهامة ديكارت المنهجية (اطروحة في المنهج) و (مبحث) جون لوك (في الفهم البشري)، التي وسّعت جميعاً حدود نظرية المعرفة وبالتالي وسّعت، ضمناً أو صراحة، حدود المنطق الصوري الارسطوي. وبالفعل تبرز هنا بيئة جديدة للمنطق، وهي بمثابة أدوات قَبَلية apriori لأي مفكر جديد يبرز على المسرح، عهد ذاك.

ولا تكتمل الصورة بدون لايبنتس (اطروحات جديدة)، وسبينوزا، وأخيراً اعمال كانط، رغم لا ادريتها، ونعني بالتحديد (نقد العقل الخالص) و (نقد العقل العملي) اللذين يمسّان نظرية المعرفة والمنطق، في الصميم.

وبعد اجتياز حلقة وسيطة (فعالية الذات، أو الأنا في عملية المعرفة – فيخته، شيلينغ) نصل الى هيغل: علم المنطق، فينومينولوجيا الروح (أو تجليات الروح) والموسوعة.

ان منطق ماركس في “رأس المال” يمدّ جذوره في هذه الشجرة المتشعبة. وحصره في “قلب” ديالكتيك هيغل ينطوي على تبسيط لا علمي.

بل ان هذه الشجرة ذاتها لا تكفي اذا لم يُضف المرء انجازات العلوم الطبيعية (في القرنين 17 و 18 غاليلو، نيوتن، في الأقل)، ونتائج هذه الانجازات في الفلسفة، وبالتحديد في نظرية المعرفة، والمنطق.

هذه هي رؤية زلني في إطارها العام. وهي محاولة جسورة تقوض التبسيط النظري السائد الحائز، شأن كل تبسيط سهل المنال، على رواج وقبول واسعين، يقربان من الإيمان. وهي أيضاُ محاولة مضنية، لأن إقتفاء أثر الروابط في هذا الميدان يحتاج، كموضوع للدراسة، الى حياة أكثر من جيل.

لقد كتب الكثير عن المنهج والمنطق في “رأس المال”، من زوايا مختلفة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، حسبنا ذكر بعض الأسماء: فيغودسكي، لوكاش، الينكوف، غروشن، الثوسير، هيبوليت، كومبف، سبتولين، روزنتال...الخ. وركّز كل مؤلف، الضوء على ما يرى انه الجانب الأهم: فيغودسكي على تباين منهج البحث عن منهج العرض وتاريخ تبلور المفاهيم، ولوكاش على علاقة انطولوجيا ماركس بانطولوجيا هيغل، والينكوف على تاريخ مفهومي “المجرد” و”الملموس” وعلاقتهما المتبادلة في منظومة هيغل ومنظومة ماركس، وغروشن على العلاقة المتبادلة بين “ المنطقي” و “التاريخي”....الخ. وكومبف وشبتولين على العلاقة بين المنطق الصوري (الشكلي) الأرسطوي والمنطق الديالكتيكي، وهيبوليت على علاقة ماركس بهيغل....الخ.

وهناك حشد آخر من الأبحاث في هذا الباب. وما نقدمه هنا ليس جرداّ، بل نتف وإشارات.

معروف ان من بين تنبيهات لينين وصية هامة حول ضرورة دراسة منطق ومنهج ماركس من رأس المال، أو بتعبير أدق البنية المنطقية لرأس المال (دفاتر فلسفية) وهذا الكتاب الذي يقدم مركز الأبحاث ترجمته للقارئ هو، بمعنى معين، تنفيذ لهذه الوصية، الى جانب ما قُدم من انجازات سابقة في بحث هذا الموضوع.

ان كتاب “منطق ماركس”، يُعنى أولاً بالمنهج والمنطق وادواتهما: المنطق الصوري، المنطق الرياضي، الاستدلال والاستقراء والاستنباط، التحليل والتركيب، العلاقات السببية، المجرد والملموس، التاريخي والمنطقي، الخ.

وتتركز دراسة هذا المنطق واشكاله في القسم الأول من الكتاب. ومن بداهة الأمور ان تقترن هذه الدراسة المنطقية بفحص المقولات الأساسية، وتعيين مضامينها المتباينة بتباين النظم الفلسفية، وبخاصة مفهوم الجوهر، كشيء ثابت سكوني، من جانب، ومفهوم الجوهر، بوصفه علة ذاته Causa Sui (حسب سبينوزا)، أو “واجب الوجود” (حسب تعبير الفلاسفة العرب العظام)، وبوصفه ذاتي التطور بفعل منطقه الداخلي (هيغل).

ويخلُص الفيلسوف زلني من مجمل العرض والمحاججات، والتدقيقات الرهيفة، الى ان ماركس أرسى نمطاً جديداً للمنهج طبقه في رأس المال هو “ التحليل البنيوي – التكويني” Structural – genetic analysis، كما أرسى منهجا فلسفياُ جديداً لبحث المبادئ الأولى في المنطق، يطلق عليه زلني أسم: علم الممارسة – الأنطولوجي – المنطقي Ontopraxeologic فالمنطق، بأعتباره علم أشكال الفكر المفضي الى ادراك الحقيقة الموضوعية، لا يقتصر على قيود اجرائية “قَبْلية” في الذهن، بالمعنى الكانطي للتعبير، بل يتعداه الى الممارسة (كوسيط)، والى علاقة الفكر بالوجود، وبالتالي فأن المنطق لا يشكل غير جزء من مكونات عملية الإدراك. من هنا هذا التركيب في المفهوم الذي يصوغه زلني: ممارسة – انطولوجيا – منطق.

وبديهي ان دراسة هذا الموضوع تعني، أو بالأحرى تقتضي، بحكم منطقها الداخلي، وأبعادها التاريخية، دراسة علاقة ماركس بأشكال المنطق (ونظرية المعرفة) والتي تفترض بدورها دراسة علاقة ماركس بأرسطو (على نحو غير مباشر) وبكانط وهيغل ( على نحو مباشر). من هنا انتقال الكتاب في جزئيه، الثاني والثالث، الى بحث علاقة ماركس – هيغل، التي يعرض تشابكها ](1) ماركس هيغليا بمسحة نقدية (2) ماركس ناقداً هيغل من منظار فيورباخ (3) ماركس ناقداُ هيغل بتجاوز فيورباخ...الخ[ ويوجه الضوء النقدي على فرضيات لوكاش وألثوسير ولوفيفر وآخرين بهذا الشأن.

كما يبحث الكتاب علاقة ماركس – كانط، وهيغل – كانط، وهيغل – سبينوزا، وهيغل – فيخته، وفيورباخ – هيغل، ثم ماركس – فيورباخ، ماركس – هيس، ليعود الى اغناء علاقة: ماركس – هيغل. وبهذا يشكّل الجزء الثاني والجزء الثالث، الخلفية النظرية – التاريخية للجزء الأول.

ما من شك في أن ثمة صعوبة أو لربما صعوبات في قراءة هذا الكتاب. غير أن ثمة ثقة في أن القارئ الجاد يقبل التحدي. فعلى حد تعبير ماركس، ليس ثمة طريق ملكي الى العلم، ولبلوغ الذرى، لابد من اجتياز المسالك الوعرة!

أخيرا لابدَّ من نبذة عن حياة وأعمال مؤلف الكتاب، الفيلسوف يندريش زلني، المولود في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1922 والمتوفي في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1997.

ينصب اهتمام زلني، فلسفيا، على قضايا العقلانية وانماطها التاريخية، والقضايا الأساسية للديالكتيك المادي، وأشكال التفكير العلمي، وعلاقتها بالمنطق، وتطور الانطولوجيا التقليدية. وتأتي عناوين أهم مؤلفات زلني بهذه الاتجاهات:

  1. علم المنطق عند ماركس و “رأس المال”.
  2. الممارسة والعقل. مفهوم العقلانية وتجاوز الانطولوجيا التقليدية في النقد الماركسي لهيغل.

3.ديالكتيك العقلانية؛ وغير ذلك من المؤلفات.

ونترك للقارئ ان يستشف ما يتميز به ي. زلني من علمية صارمة، ناقدة، ونفاذة في آن. وإن كان زلني يفتقر الى شيء فهو افتقاره الى المدائحية المفخمة لأشخاص مؤسسي الماركسية. ويتجلى ذلك في تبيانه لنواقص معينة في بعض معالجات ماركس (الطابع الصحفي لسجالات أيام الشباب على سبيل المثال). وهو بهذا الأسلوب، وبالصرامة المدققة في المعالجة، يتمسك بعقلانية الماركسية ذاتها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مقدمة الباحث الراحل فالح عبد الجبار لكتاب يندريش زلني الموسوم (منطق ماركس) الصادر عن مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي عام 1990، بترجمة ثامر الصفار.

****************************************************************************************

مثقفو اليسار الغربي والدعاية الإمبريالية.. سياسات الهوية والتعددية الثقافية

تعريب وإعداد: ناجي النابلسي

في هذا القِسم من المقابلة التي أجرتها مع روكهيل (مجلة الاشتراكية العالمية) الصينية، يسأله محاوره جاو دينغكي: (كيف تفهم دور ووظيفة سياسات الهوية و«التعددية الثقافية» السائدة حالياً في اليسار الغربي؟). وفيما يلي عرض لجوابه (بتصرف).

سياسات الهوية، مثل التعددية الثقافية المرتبطة بها، هي مظهر معاصر للثقافوية والأصولية التي ميزت الأيديولوجية البرجوازية لفترة طويلة. وهذه الأخيرة تسعى إلى تطبيع العلاقات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن التاريخ المادي للرأسمالية، بما ينفع الطبقة الحاكمة والمديرين الذين تعينهم. وبما أنهم اضطروا إلى الاستجابة لجزء من المطالب والنضالات ضد الاستعمار والعنصرية والأبوية، لم يجدوا طريقة لكبح تجذير هذه النضالات أفضل من سياسات «الهوية الجوهرية» التي تقترح حلولاً زائفة لمشاكل حقيقية للغاية، حيث لا تعالج أبداً الأساس المادي للاستعمار والعنصرية والقمع بين الجنسين. وحتى النسخ التي نصّبت نفسها بأنها مناهضة لهذه السياسات، والتي نجدها في أعمال منظّرين مثل جوديث بتلر، لا تنفصل عن هذه الأيديولوجية. لقد سعوا إلى تفكيك بعض هذه المقولات من خلال اعتبارها بنيات خطابية يمكن لأفراد أو مجموعات استجوابها والتلاعب بها وإعادة أدائها، لكنهم كمنظّرين يعملون ضمن المعايير التفكيكية المثالية لا يقدمون أبداً تحليلاً مادياً جدلياً للتاريخ؛ للعلاقات الاجتماعية الرأسمالية التي أنتجت هذه المقولات/الفئات واضعة إياها في مواقع «رئيسية» للصراع الطبقي الجماعي. كما أنهم لا ينخرطون في التاريخ العميق للنضال الجماعي للاشتراكية الموجودة بالفعل لتحويل هذه العلاقات. بدلاً من ذلك، يعتمدون على التفكيك وعلى نسخة لا تاريخية من نَسَب فوكو للتفكير في «الجندر» والعلاقات الجنسية، ويتوجهون على الأكثر نحو تعددية ليبرالية تقوم بإحلال مناصرة مجموعات المصالح (اللوبيات) بديلاً عن الصراع الطبقي.

غطرسة الأكاذيب ومَسح الذاكرة

على النقيض من ذلك، فإن التقليد الماركسي، كما أظهر دومينيكو لوسوردو في عمله الرائع (الصراع الطبقي)، لديه «تاريخ عميق وغني في فهم الصراع الطبقي بصيغة الجمع. وهذا يعني أنه يتضمن معارك حول العلاقة بين الجنسين والأمم والأعراق والطبقات الاقتصادية»، ويمكننا أن نضيف الجنس. وبما أن هذه الفئات اتخذت أشكالاً هرمية محددة جداً في ظل الرأسمالية، فقد سعت أفضل عناصر التراث الماركسي إلى فهم مصدرها التاريخي وتحويلها جذريا. يُلحَظ ذلك في النضال الطويل ضد العبودية المنزلية المفروضة على النساء، ومعركة تحرر الأمم وشعوبها من التبعية للإمبريالية. بالطبع مرّ هذا التاريخ بفترات متقطعة ولا يزال هناك الكثير من العمل يجب القيام به، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن بعض «سلالات» الماركسية - كالأممية الثانية - قد تلوثت بعناصر من الأيديولوجية البرجوازية. ومع ذلك، وكما أثبت باحثون مثل لوسوردو وغيره، فإن الشيوعيين كانوا في طليعة هذه الصراعات الطبقية للتغلب على الهيمنة الأبوية، والتبعية الإمبريالية والعنصرية، من خلال الذهاب إلى جذور هذه المشكلات: العلاقات الرأسمالية.

سعت سياسات الهوية، كما تطورت في البلدان الإمبريالية الرائدة وخاصة الولايات المتحدة، إلى دفن هذا التاريخ من أجل تقديم نفسها هي كشكل جديد جذرياً من الوعي، كما لو أن الشيوعيين لم يفكروا كثيراً في مسألة المرأة! أو مسائل الوطنية أو العنصرية... وعلى هذا فإن منظّري سياسات الهوية يميلون إلى التأكيد، بغطرسة وجهل أو تجاهل، على كذبة أنهم أول من عالج هذه القضايا، زاعمين أنهم يتغلبون على «الحتمية الاقتصادية» لدى الماركسيين الاختزاليين المبتذلين. وبدلاً من الاعتراف بهذه القضايا كمواقع للصراع الطبقي، يميلون إلى استخدام سياسات الهوية كإسفينٍ ضد السياسات الطبقية. وإذا قاموا بأي إشارة تدمج الطبقة في تحليلهم، تراهم يختزلونها إلى مسألة الهوية الشخصية، بدلاً من علاقة الملكية الهيكلية. ولذلك يميلون إلى طرح حلول ثانوية، تركز على قضايا التمثيل والرمزية، بدلاً من التغلب، مثلاً، على علاقات العمل الخاصة بالعبودية المنزلية والاستغلال العنصري من خلال التحويل الاشتراكي للنظام الاقتصادي الاجتماعي. وهم بالتالي غير قادرين على إحداث تغيير كبير ومستدام لأنهم لا يصلون إلى جذور المشكلة. وكما جادل أدولف ريد جونيور، فإن أنصار الهوية سعداء تماماً بالحفاظ على العلاقات الطبقية القائمة، بما في ذلك العلاقات الإمبريالية بين الأمم، وأود أن أضيف: بشرط وجود النسبة المطلوبة لتمثيل المجموعات المضطهِدة داخل المجتمع (الطبقة الحاكمة والطبقة الإدارية المهنية التي تخدمها).

تقسيم اليسار والتخادم مع الفاشيّة

بالإضافة إلى المساعدة في تهميش السياسات والتحليلات الطبقية داخل اليسار الغربي، ساهمت سياسات الهوية بشكلٍ كبير في تقسيم اليسار نفسه إلى مجموعة من النقاشات المنعزلة حول قضايا هُويّة محددة. فبدلاً من الوحدة الطبقية ضد عدو مشترك، فإنها تقسم وتقهر العمال والمضطهَدين (تُفرِّق وتسود) من خلال تشجيعهم على تحديد هويتهم أولاً وقبل كلّ شيء كأعضاء من أجناس وجنسيات وأعراق وأمم وأديان وطوائف، وما إلى ذلك. وفي هذا الصدد، فإن أيديولوجية سياسات الهوية هي في الواقع، على مستوى أعمق بكثير، سياسة طبقية في نهاية المطاف ولكن طبقية برجوازية، تهدف إلى تقسيم الشعوب العاملة والمضطهَدة في العالم من أجل السيطرة عليها بسهولة أكبر. لا ينبغي أن يكون مفاجئاً إذن أن تكون هذه السياسة هي الحاكمة في قلب الإمبريالية. إنها تهيمن على مؤسساتها ومنافذها المعلوماتية، وهي إحدى الآليات الأساسية للترفيع الوظيفي ضمن ما يسميه ريد «صناعة التنوع». إنها تحث جميع المشاركين على التماهي مع مجموعتهم المحددة لهم، وتعزيز مصالحهم الفردية عبر التظاهر بأنهم ممثلوها المميزون. ينبغي أن نلاحظ أيضاً أن هذه السياسة لها تأثير في دفع بعض «معارضيها» إلى أحضان اليمين. فإذا كانت الثقافة السياسية السائدة تشجع عقلية الانتماءات الفئوية الضيقة الممزوجة بالفردية التنافسية، فليس مستغرباً أن متطرفين بِيض مثلاً، وكرد فعل جزئي على حرمانهم من حقوقهم بسبب صناعة «التنوع» الزائف هذه، يدفعون بأجنداتهم الخاصة باعتبارهم «ضحايا» للنظام. وبالتالي فإن سياسات الهوية الخالية من التحليل الطبقي قابلة تماماً للتخادم المتبادل مع اليمين وحتى مع الفاشية.

سياسة طبقيّة

أخيراً، سأكون مقصّراً إذا لم أذكر أن سياسات الهوية، التي لها جذورها الأيديولوجية الحديثة في «اليسار الجديد» والشوفينية الاجتماعية التي شخصها لينين سابقاً لدى اليسار الأوروبي، هي إحدى الأدوات الأيديولوجية الرئيسية للإمبريالية. لقد تم استخدام استراتيجية (فرِّقْ تَسُدْ) لتقسيم الدول المستهدفة من خلال تعزيز الصراعات الدينية والطائفية والعرقية والقومية أو بين الجنسين. كانت سياسات الهوية أيضاً بمثابة مبرّر مباشر للتدخل الإمبريالي، وحملات زعزعة الاستقرار. حيث لعبت دور الأسباب المزعومة «لتحرير المرأة» في أفغانستان، ودعم مغنّي الراب السود الذين «يتعرضون للتمييز» في كوبا، ودعم السكان الأصليين «الاشتراكيين البيئيين» المزعومين المرشحين في أمريكا اللاتينية، أو «حماية» الأقليات العرقية في الصين، أو غيرها من العمليات الدعائية المعروفة، التي تقدم فيها الإمبريالية الأمريكية نفسها على أنها المحسن الذي يتصدق على الهويات المضطهدة. يمكننا أن نرى هنا بوضوح الانفصال التام بين سياسات الهوية الرمزية البحتة والواقع المادي للصراعات الطبقية، بقدر ما يمكن للسياسة الأولى أن توفر غطاء رقيقاً للإمبريالية، وهي تفعل ذلك بالفعل. وعلى هذا المستوى أيضاً، فإن سياسات الهوية هي في نهاية المطاف سياسة طبقية: سياسة الطبقة الحاكمة الإمبريالية.

ــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 12 شباط 2024

********************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء

عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، صدرت حديثاً الكتب الآتية:

- خيط من ضوء/ قصص ناطق خلوصي.

- بيدق في لعبة الشطرنج/ قصص نهار حسب الله.

- السينما التخريبية/ د. نصير لازم.

- استدراك/ شعر عبد الإله الفهد.

- شعرية العمود الومضة/ التأثيث والتكييف في المدونة الأدبية/ للشاعر مشتاق عباس معن. اعداد وتقديم د. سعيد حميد كاظم.

- ملاك.. لغة الحب والحرب/ شعر مهند صالح.

- مرح في الاساطير/ شعر باسم فرات.

- كفاك تطلب شعراً/ شعر محمود فرحان حمادي.

- خريف الرحلات/ رواية حميد نعمة عبد.

- نبوءة غراء/ سبايا دولة الخرافة/ ج2/ رواية عبد الرضا صالح محمد.

***********************************************************************************

النقد النسوي للرواية النسوية العربية/ المقولات والتمثلات *

حنون مجيد

يناقش كتاب “النقد النسوي للرواية النسوية العربية/ المقولات والتمثلات”، للدكتورة نضال السلمان، المضمار الطويل الذي قطعته الحركة النسوية العالمية من أجل أن تحلّ المرأة في الموضع الذي تستحقه، عبر صراع عنيف مع قرينها الرجل، وما الحقه بها من حيف وتجاهل واضطهاد، كان مزدوجاً حينما قلص حدود شخصيتها، في الاعتبار الذاتي الذي كان يتعرض الى القمع المستمر والمباشر بوجه خاص، وفي المساحات الضيقة التي رسمها لها، على مستوى النشاط الإنساني والاجتماعي والإبداعي بوجه عام.

من هنا كان كفاح المرأة نحو تحرير ذاتها صعباً ومرّاً وعسيراً، قبل ان يصبح من بعد مؤزراً  بكفاحات إنسانية وثقافية طليعية، تنظر الى المرأة نظرتها إلى الرجل في الحرية والعمل والحقوق والواجبات، فكان من جراء ذلك كله أن نهض الادب النسوي الذي يؤرخ لنضال المراة ويطالب بصوت عال داعياً الى نيل حقوقها وفي المقدمة منها ما يتعلق باسترجاع كرامتها التي بوصفها المنطلق لكل نشاط.

ومع ظهور أدب نسوي ونساء اديبات يكتبن القصة والرواية والقصيدة وغير ذلك، ظهر

النقد النسوي الذي كرس جهداُ نقديًا جديداً لمواكبة، مخلتف نشاطات المرأة الإبداعية.

تحدد الكاتبة زمن الانطلاقة نحو التحرر بمنتصف القرن التاسع عشر تآخياً مع ما كانت تبثه الثورة الفرنسية التي دعت الفرد الاوربي عامة الى التحرر وتحطيم قيود العبودية، والتوجه الى ما يرافق الحياة الجديدة التي تستنهض اقصى طاقات الانسان نحو العمل وتسوية الفرص إلى صنع كل ما من شأنه ان يبني النفس الإنسانية  بناءً سليماً ينشده العصر الانساني الجديد والحديث.

لقد كان تصميم المرأة على انتزاع حقوقها من الرجل والحياة بمجملها، قد دعا بعضاً من  الادباء الى التضافر معها تحقيقًا لذاتها وتسريعًا لنيل حقوقها، كما تشير إلى ذلك الناقدة بشرى موسى، في ان الحركة النسوية “لم تقتصر على النساء بل انضم إليها العديد من النقاد الرجال، وقد غدا من العسير على المنظرات النسويات ان يطورن نظرياتهن من دون اللجوء الى المنظرين الذكور”.

الأمر ذاته الذي تؤكد عليه الناقدة خالدة سعيد مشيرة في ذلك إلى قاسم أمين “ الذي وقف مع قضية تحرير المرأة ، وعدها انساناً وجزءاً لا يستهان به في المجتمع، فبدون ارتقاء المرأة وتحريرها سيبقى المجتمع متخلفاً”. بل ظهرت اصوات نسائية عالية تدين الحضارة التي تقمع صوت المرأة وحريتها كما تعلن الكاتبة والروائية فرجينيا وولف،”…ان هذه الحضارة  المزعومة ليست تحضراً او تطوراً فكرياً، فالحضارة التي تقمع المرأة ليست حضارة”

لقد  رافقت نزعة التشكيك بمناهج النقد الادبي والتربوي التي وضعها الرجل، النشاط النسوي منذ مراحله الأولى، مع الاخذ بنظر الاعتبار صعوبة تحقيق ذلك، الأمر الذي استدعى لانجازه جهوداً مضنية وعبر عقود من السنين، تنوعت معها نشاطات المرأة الكفاحية التي شملت محاولة الغاء سيادة الرجل بحسب الاختلاف البيولوجي، وضعف الخطاب الانثوي والاقتصار على المسائل الوجدانية والاجتماعية والثقافية العامة دون الغوص في القضايا الفلسفية العميقة وغير ذلك مما عدته مجموعة اتهامات لا أساس لها في منطق الحقيقة والواقع.

بل عدته انحيازاً صارماً لم يأخذ بالحسبان الأنشطة الثقافية الجادة التي تتكافأ فيها المرأة مع الرجل في كثير من هذه المجالات.

لقد اتسع وعلى مدى عشرات السنين وحتى اليوم مصطلح النسوية بعد ان تعافت الحركة النسوية، بدءاً من منتصف القرن العشرين، اذ لم يعد الأمر يتوقف على الفارق الخلقي بين الرجل والمرأة بل تعداه الى استعادة مبدأ التوازن في النشاط الذهني الذي يتعلق بصنوف المنتج النسوي من العلوم والفنون على وجه العموم.

 وكان ذلك يستدعي نشاطاً دائباً كانت المرأة اهلاً له، وعلى مستوياته كافة؛ النفسية والجسدية، ما أهلها إلى احتلال موقعها الطبيعي من الحركة الانسانية العامة.

ليس من شك في ان تكريس هيمنة الذكر على الانثى جاء أيضاً من التثقيف الدائب بهذا الشأن الذي يفرز “قوالب نموذجية من الرجال الأقوياء ، والنساء الضعيفات” ليتحقق للرجل هذا التفوق المركب المصنوع بأصابع مشتركة مما لدى الرجال والنساء.

ظهرت الحركة النسوية في الأساس حركة سياسية لنيل حقوق المرأة الاجتماعية، مدعومة بهذا القدر او ذاك بنضالات جماعات ذكورية في هذا الشأن، كنضالات الزنوج والعمال والفقراء ، الأمر الذي جعلها مع توالي الأيام جزءاً من حركة أوسع تنادي بالمساواة بين الرجل والمراة على اكثر من صعيد.

تميز د. السلمان بين أنواع من النسويات ، فهنالك النسوية الليبرالية والنسوية الراديكالية والنسوية السوداء وكل هذه مع اختلاف اسمائها ومنابعها الثقافية والفلسفية، تصب في توجه واحد؛ تحرير المراة من هيمنة الرجل وتحقيق التوازن بين الطرفين.

وتحدد الكاتبة ثلاثة مستويات على صعيد تلقي المنتج النسوي بالنسبة للمرأة المتلقية، بعد أن اخذ مكانته اللائقة في المجتمع الإنساني.

المستوى الأول ( المتلقية الإنموذجية) “التي  تمتلك الحرية في انتقاء قراءاتها… لكن هذه المتلقية محاصرة بقيود الواقع الثقافي  الذي يهيمن عليه الذكور.”

المستوى الثاني ( المتلقية الأسيرة) وهي المتلقية السلبية التي” تقع اسيرة لقيود الواقع الثقافي او القيود التي فرضتها على نفسها بنفسها…”

المستوى الثالث (المتلقية الرافضة) “تلك التي يكون لها دور ايجابي، فضلاً عن قرار صلب تستطيع بمساعدته أن ترفض كل نص ذكوري يتجه نحو تثبيط النص الأنثوي في إطار التحليلات التي يقدمها..).

ومن البديهي ان تتوفر المرأة الناقدة على اخر تطورات النقد الحديث لتضارع النقد الذكوري في كشوفاته وتوصلاته. وهو ما حصل فعلاً بعد أن توفرت كافة المجالات الى كفالة ذلك.

يواجه قارىء هذا الكتاب اشكالية المصطلح والمفهوم بالنسبة للنقد النسوي، وذلك لاشتباكات النشاطات النسوية وتعدد مآلاتها ما يجعل من تحديدها او فرزها امراً عسيراً، ولاختلاف درجات المواقف من المرأة وحريتها العامة في الحياة، تبعاً لفلسفة هذا المجتمع أو ذاك، وتبعاً كذلك لاستجابة كل مجتمع لما يطرأ على مسرح الحياة العامة من تطورات.

هذا الكتاب بما يحتويه او ينضم عليه من معلومات حيوية وافرة، يعد انجازاً كبيراً يحيل القارىء بقصد حصري إلى معرفة وضع المرأة بكل ما يتعلق بحياتها بدءاً من تدرجها على سلم وجودها الحياتي حتى حاضرها الراهن الذي تحقق لها فيه منجزات عظيمة الأثر، قياساً على ما كانت عليه قبل عقد او عقود من السنين.

ان ما ينبغي ان يكون الأدب النسوي عليه، هو فاعليته الإيجابية واصراره العنيد على تعزيز دوره امام المتلقي بإزاء الادب الرجولي، لارباكه وزعزعة سيادته الصارمة. وهو الأمر الذي يجب ان تتضافر عليه جهود النساء البيض والنساء السود، بعيداً عن فوارق الجنس واللون.

تألف الكتاب من مقدمة موجزة وتمهيد واسع عريض زاخر باكثر من عنوان ، وثلاثة فصول طويلة ولكل فصل ثلاثة مباحث غنية بتفريعات ضافية عززت مكانة الثقافة والإطلاع الذي شفت عنه صفحاته.

وهو بحجمه هذا ومادته الثرة الغنية، جهد عظيم نمّ عن طاقة كبيرة اتحفتنا بها الكاتبة والناقدة الكبيرة د. نضال السلمان.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*صدر الكتاب عن دار ومكتبة أهوار للعام 2022.

**************************************************************************************

بين الغياب والحضور.. برزخ

منار غالب حسين/ جدة

لن اتطرق الى الالفاظ الوجودية التي بدأت التلاشي وانعدام الاستمرارية (الديمومة) ، لأنها مفردات تم استهلاكها وفقدت عنصر التشويق رغم ان الفلسفة لم تصل الي النتيجة التي تسكت افواه النهمين الي المعرفة !

سأتحدث عن الغياب الذي يرادف الحضور فبينهما برزخ ..

سأبدأ الحديث عن الغياب الملموس والغياب الضمني او اللاّمحسوس الذي يصبح وقعه اقوى واشد في حالة الضياع في لحظة عاطفية قد تطول الى ابعد من المحتمل.

الغياب لفظة يستخدمها الشعراء في التعبير عن الشعور بالفراغ في الأماكن لعدم تواجد شخص ما على المقاعد، المقاهي، الوسادة، غياب كامل بالصوت والصورة، فهو لا يتنفس ذات الهواء او النظر الي القمر معا او البحر.

رومانسية تلامس الوجدان لمن يؤمن بالحب، ولا تناسب اللاّمنتمي للرومانسية الذي يعتبرها ضعف في زمن القوة، كما تغول البعض في العلاقات كإثبات وجود واخفاء عقد نقص وعقد تربوية!

سأتحدث عن الغياب القسري عن الوطن، وعن الارتباط بالأماكن عاطفيا.

عن الاقصاء المتعمد والانتزاع من حياة وإجبارك التعايش مع حياة أخرى لا توافق عليها وتقبلها ولا تتأقلم مع الشعور بالألم مهما كان البديل مغريا وأكثر راحة ورفاهية، قيمة الاماكن عند البعض والتي لا تقدر بثمن مهما كانت بالية او لم تدخلها الحضارة والمدنية.

حيث يجدون الرفاهية في عدم تغيير الروتين الذي يسيرون عليه حتى النهاية، فهل نتهمهم بأنهم يقاومون التغيير؟

 الذين يعيشون روتيناً محبباً في الاستيقاظ والنظر الى الشجيرات البسيطة التي تحيط بالفناء الخلفي وسقيها بالماء، ومراقبة شروق الشمس من النوافذ وتناول القهوة.

هذا المشهد ببساطته لا يحلم أحدهم بان يتغير حتى وان صارت النافذة تطل على نهر الدانوب او مزارع التوليب، حتى ولا بفنجان قهوة تحت برج ايفل!

يريد حياته في قريته البعيدة التي يصعب فيها وصول الرسائل او وصول الاهل والاصدقاء في وقتهم المحدد وانقطاع الكهرباء حين يحلو السهر وتضييق العيش بالتفتيش العسكري وصعوبة الحصول على التموين!

سمعتها من كبار السن حين يتمنى الجيل الثاني بعض التجديد والتغيير في المبنى القديم تأتيك الكلمة الحاسمة “ لما أموت اصنعوا ما تشاؤون “ وفي القلب حسرة انهم لا يعرفون قيمة الذكرى التي صنعت الحيطان والنوافذ وعتبات الابواب!

لم أصل بعدفي وصف الاحساس بالغياب والحضور بذات الوقت، عند هؤلاء العابرين التي غُيّرت حياتهم بعد كل هذا الامتلاء!

هل تخيلت يوما ان تكتب وصيتك وانت في العشرين من العمر انها نادرة جدا لأنه من الاصعب تذكر الموت ولديك كل طاقة الشباب وحب الديمومة واختبار الاشياء التي لم تمس بعد!

ماذا عن التعبير عن الغياب بما يشبه الموت في فعل الحاضر !

هذا ما استوقفني بلاغيا وشعوريا، متى نحس بالغياب عن أنفسنا في وقت حضورنا نمشي على الهامش سيرا على الاقدام دون ان نفتعل الاثر الذي اعتدنا على تركه، الكاتب الاكثر تأثرا بالرحيل والانتقال لأنه يعتاد المكان ويتشبث بالاستقرار كي لا تضيع حواسه في عالم جديد!

الكاتب نجيب محفوظ ألف وجوده في مقهى الفيشاوي في حي الازهر بالقاهرة الذي اكتسب شهرته بتواجد الكاتب الاكثر شهرة على مقعده حتى ساعات الصباح الاولى!

الاماكن لا تنسى زائريها، الاشخاص هم اللوحة الوحيدة غير المعادة في هذا العالم،

اضحك كلما دخلت المطار على كل بوابات مطارات العالم يُكتب المغادرون والقادمون!

لماذا لا يكتب المغادرون والعائدون؟! لأن المغادرة مضمونة، لكن العودة ليست مضمونة ابدا.

اما الاغتراب عن المقعد الاثير والمكان المألوف، فانه محور الشعور بالغياب والحضور.

الاماكن تشهد على الغياب، خصوصا في الحروب، لأنها تنتزع منك الشعور بالانتماء بعد ان صار القلب يهذي بفطرة البقاء. هل هذا الشعور كاف كي تتحدث النفس مع النفس على سبيل الغياب!

في كتاب “كراساتي الباريسية” للأستاذة لطيفة الدليمي، تتحدث فيه عن لوعة الخروج من بيتها الكائن في بغداد التاريخ الذي تتكهن بعودتها للعيش فيه ثانية وشعور اللاّعودة في أقسى تأثيراته،

حين كتبت “الغريبة تسير وحدها “، “تدندن المرأة الغريبة بأغنية عراقية شجية “ حالة الخروج عن الجسد؛ الى حالة المراقب الآخر، ما الذي اعتراها واصاب مخيلة الكاتبة، ويكانها تشير لأحد آخر لا تعرفه، هل كانت تفصل نفسها عن الوجع كأنه ليس لها ، هل كانت تراقب ضعفها وتحتمي بالقوة بان عزلتها عن هنيهات التهاوي في الحزن والضياع فيه !

قد لا يكون هو السبب قد يكون تعبيرا تهكميا على الحالة الراهنة، كأن يستخدم الجسد وسيلة دفاع نفسية للسخرية من الذات وطبعها في قول “لن أتأثر الى الحد الذي شاءتها الظروف”، ماذا لو قلنا انها المتمكنة المتحكمة بالحالة اللحظية وسخرتها لمتطلبات بلاغية فارهة والتي لا تستخدم الا قليلا، بل نادرا في خطابات وكتابات عربية قح؟

استخدمتها بحنكتها الروائية التي اعتادت على الحوار بين شخصياتها في الروايات، فتقول عن نفسها: تنصت، تلوذ، تتحرك!

انها فرادة الكاتب الروائي حين تعود ثانية لتتأكد من انها تتحدث عن نفسها كشخصية في رواية واقعية تسجلها في مذكرات بيضاء، انها الموجودة في يد كاتب القدر المتحكم الآني الذي جعلها بلا قرار، فسارت على كتابته ومشيئته، ترصد حياتها بيد كاتب آخر!

الغائبة الحاضرة، على سجية المؤلف، الذي اخرجها من بيتها بدافع مؤتمر صحافي كي يوصلها الى باريس ثم.. رغما عنها عمل على ان تخرج من بيتها ليعلن لها صعوبة العودة افقدتها قرارها الذي اعتادت عليه وتشبثها ببيتها المسيّج بالخوف والقلق ووطنها الذي لا يملك الأمان لنوافذه وأبوابه!

وكأنها لأول مرة لم تملك قرارها فاتخذت رصيف الغياب ممشاً عّلها تهتدي اليها!

بلاغيا يعتبر التحدث عن النفس بضمير الغائب أو المخاطب من الأساليب البلاغية والتفنن في الخطاب والمعروف ان من عادة العرب الملل من السياق المتعارف عليه وهذا الفن يطلق عليه الالتفات قال بدر الدين الزركشي في كتاب “البرهان في علوم القرآن”: (الالتفات هو نقل الكلام من اسلوب الى اسلوب آخر تطرية واستدرار للسامع وتجديدا لنشاطه وصيانة لخاطره من الملل والضجر بدوام الاسلوب الواحد على سمعه).

لا يصلح النفس ان كانت مصروفة عن الحال الا التنقل باللفظ من حال الى حال!

اذن لربما أرادت ان تنقل نفسها المهمومة الى حالة من التسلية اللفظية تتلاعب بكلماتها كي تخرج نفسها من السأم والملل..

لغتنا التي تتماشى مع الغياب وتئن بالوحدة فتعكس الكلمات من الحضور الى الغياب، والغياب ليعيدنا الى الحضور، كشعلة تنطفئ لنوقد غيرها.. فنتحدث عن سيرة الاماكن التي لا تمل.

***************************************************************************************

عزف على اوتار قيثارة سومر

علي رحماني

  كان السومري الجبار ((اوركاجينا))

يحمل شهقات صدورها الحزينة

وانات الثكالى وصراخ المظلومين

يعبر كالبروق الصاعقة سماء العيون

وعبر  ضبابها الصقيل يدور

أو يغور في المحافل الغفيرة

من سومر الجديدة ....

المدينة الاثيرة...النضيرة ...الأسيرة...

 تلك التي...حاصرها الجدب

وداهم صدرها الخراب ...

وغلقت ابوابها الغيوم

والتيه واسراب الحراب ...

أصوات المنتفضين

تملأ ساحاتها بالأماني

ونداءات الحرية

تتحدى أنات ذئاب الليل...

تتصدى الأرتال

واشتات الحشود الغريبة...

أكداس الموتى

أبنائها المتقاتلين كالأعداء

و المتربصين لصدرها

المشتتين لها الممزقين للحمتها 

تطعن خاصرتها المكشوفة 

تنزف ابطالها كل يوم  ...

وتندب سخطها العاثر

تحت انقاض الخراب

ودمار المدن

وعطش الأنهار

والتصحر واليباس

سحابات الخوف تتلبس اطفالها

وخيمات  الخنوع

تنصب اعمدة التنصل

والتذلل... والتخاذل...

وغربة الحشود الغاشمة

خيبات سقوط وترد

......

ثمة من يصرخ في  التاريخ

وثمة من يضج في الجموع

يشرع في في التواصي

ويصطرخ الرجوع

 يعزف أحزان ((أماركي *))

يغني أغنيات الأمل القادم

 يهتف من  قيثارة سومر

ليبتسم الجميع...سيبتسم السطوع

يصعد (( اوركاجينا...))سماء انتظاراتهم

يفتح بوابة النهار

تشهق معهم ((لكش ))العظيمة

لترتسم للبلاد الاماني الجديدة

فتسير الانهار لخضرتها

والسماء ترصد احلامها

مطراً صاعقاً كالبروق

تتجلى خلالها الأساطير

معزوفة الحياة والشروق...

والنماء...والأمل...

أماركي ترنيمة الشوارع والساحات

_______________

*أول قانون في التاريخ البشري نادى بحقوق الانسان في العالم.. وهو اول اعلان للحرية في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد

**************************************************************************************

الصفحة  الثانية عشر

شيوعيو ديالى أهدوه باقة ورد.. د. محمد حسين كمر يتحدث عن «أثر آلة الجوزة»

بعقوبة – طريق الشعب

ضيّف فرع نقابة الفنانين العراقيين في ديالى، الأربعاء الماضي، الفنان قارئ المقام العراقي وعازف الجوزة د. محمد حسين كمر، الذي تحدث في أمسية عنوانها “أثر آلة الجوزة موسيقيا ونقلها من المحلية إلى العالمية”.

وحضر الأمسية التي أقيمت في مبنى السراي بمدينة بعقوبة، جمهور من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الموسيقى، إلى جانب وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، يمثله سكرتيرها الرفيق صالح رشيد حميد.  نقيب فناني ديالى عدنان بن أحمد، أدار الأمسية واستهلها بتقديم نبذة عن الضيف، ابن محافظة ديالى ومؤسس “مؤسسة المقام العراقي” في هولندا، ملقيا الضوء على مسيرته الإبداعية ونشاطاته الموسيقية في الداخل والخارج. بعد ذلك، تحدث د. كمر عن آلة الجوزة ومراحل تطورها تاريخيا. فيما أوضح الفرق بين الجوزة الصينية ذات الوترين، والإيرانية ذات الثلاثة أوتار، والتي تصنع من الخشب، إضافة إلى الجوزة العراقية التي تتضمن أربعة أوتار ويصنع صندوقها الصوتي من ثمرة جوز الهند ووجهها من جلد السمك.  

ثم أطرب الضيف الجمهور بوصلة من المقام العراقي، غناء وعزفا على الجوزة، مع تقديم معلومات مختصرة عن المقامات التي أداها. فيما أعرب عن أمنياته في تحقيق مشروع لإعادة توثيق المقامات العراقية بشكل علمي، متمنيا أن يلقى هذا الأمر اهتماما ودعما من الجهات المسؤولة.

هذا وعرّج د. كمر على مسيرته في مغتربه الهولندي، ودراسته الموسيقى في طاجيكستان.

وفي الختام، قدمت نقابة الفنانين شهادة تقدير إلى د. محمد حسين كمر.

 فيما أهداه الرفيق صالح رشيد حميد باقة ورد باسم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى.

*************************************************************************************

يوميات

  • تقيم أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي، غدا الاثنين، احتفالا في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار.

يتضمن الاحتفال حوارا حول قضايا المرأة يساهم فيه عدد من الكاتبات وتديره د. سافرة ناجي. كما يتضمن قراءات شعرية وفقرات موسيقية، تديرها الشاعرة سمرقند الجابري.

يبدأ الاحتفال في الساعة 5 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبو نؤاس. 

**********************************************************************************

شوقي عبد الأمير مديرا لمعهد العالم العربي في باريس

متابعة – طريق الشعب

وافق مجلس إدارة معهد العالم العربي في باريس، بالإجماع على تعيين الشاعر والدبلوماسي العراقي شوقي عبد الأمير مديراً عاماً جديداً للمعهد.

وفي كانون الأول العام الماضي، تبنى مجلس الإدارة، برئاسة جاك لانغ، قرار مجلس سفراء الدول العربية المؤسِّسة للمعهد، بترشيح عبد الأمير لمنصب المدير العام، والذي كان المرشح الوحيد لهذا المنصب المخصص للعرب في إطار البروتوكول المعمول به، والذي يقضي بتعيين فرنسي (ة) لرئاسة المعهد وعربي (ة) للإدارة العامة.

وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة ريما عبد الملك، قد اختارت عبد الأمير شخصية العام 2023 الثقافية في فرنسا، ومنحته وسام الفارس في الفنون والآداب. وقد صرّح عبد الأمير وقتذاك عبر الإعلام، بالقول أن «هذا التكريم يأتي ليسعدني ويكافئني كشخص عملت منذ 40 عاماً في هذا الوسط، وهذا الجانب جاءني في الواقع من الآخر قبل أن يأتيني من الوطن الأم، ومن اللغة الأم، جاءني من اللغة الأخرى، ومن الثقافة الأخرى، وهذا العرفان، بقدر ما يسعدني، يثير في نفسي السؤال الأساسي: مَنْ يجب أن يكرمني أولاً؟».

وهنأ الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الشاعر عبد الأمير بمنصبه الجديد. وأكد في بيان صحفي اعتزازه وافتخاره الكبير بشوقي عبد الأمير شاعراً وأديباً ومثقفاً، معتبراً هذا الفوز «انتصاراً للثقافة العراقية وهي تجوب العالم حاملة معها إرثاً معرفياً بزغ من حضارة وادي الرافدين».

وكان عبد الأمير قد شغل مناصب دبلوماسية عديدة، أبرزها مندوب العراق الدائم لدى اليونسكو، ومستشار ثقافي لرئيس الوزراء العراقي، ومستشار وناشط في مجال العلاقات الدولية لمنظمة اليونسكو، ومن خبراء العلاقات الثقافية الدولية فيها. كما أسّس مشروع «كتاب في جريدة» الذي يعدّ أكبر مشروع ثقافيّ عربيّ تمّ تحت رعاية اليونسكو، وما زال إلى الآن رئيس تحريره منذ انطلاقه عام 1996.

*******************************************************************************

قضاء حديثة التلاميذ يتسابقون  على شراء هدايا لمعلميهم

متابعة – طريق الشعب

قبيل عيد المعلم الأول من آذار، شهدت أسواق قضاء حديثة في محافظة الأنبار نشاطا ملحوظا إثر تسابق تلاميذ المدارس الابتدائية على اختيار هدايا لمعلماتهم ومعلميهم، بينما يسارع آباؤهم إلى دفع مبالغ شراء الهدايا امتنانا لمربيي الأجيال.

يقول مصطفى الهاشمي، وهو صاحب محل لبيع الهدايا، أن الكثيرين من التلاميذ وآبائهم قدموا إلى المحل، وطلبوا تجهيزهم بهدايا للمعلمين في مناسبة عيد المعلم، مبينا في حديث صحفي أن “أكثر الهدايا التي تم شراؤها هي العطور والساعات اليدوية والمفكرات والأقلام التي نقوم بطباعة الأسماء الشخصية عليها”.

فيما يقول المواطن محمد الصميدعي، أن “أطفالي أصروا على اختيار الهدايا بأنفسهم لشدة حبهم وتعلقهم بمعلماتهم، وهو تعبير عن الامتنان للمعاملة الطيبة وبصمة الخير التي يزرعنها في نفوس التلاميذ”. من جانبه، يقول العامل في أحد محال الهدايا، سمير الحديثي، أن “مبيعات عيد المعلم فاقت مبيعات عيد الحب. فتجهيز الهدايا مستمر إلى منتصف الليل”، مبينا أن “غالبية الهدايا كانت وردا طبيعيا وعطورا”.

***************************************************************************************

الفاو.. معلمات يزيّن جدران الصفوف بالرسوم الملونة

متابعة – طريق الشعب

مع بداية الفصل الدراسي الثاني، قامت مجموعة من معلمات “مدرسة الفاو” الدولية في قضاء الفاو جنوبي البصرة، بتزيين جدران الصفوف الدراسية برسوم ملونة معبّرة، لإضفاء جمالية على البيئة الدراسية، ما يفرح التلاميذ ويشجعهم على الدراسة.   وفي حديث صحفي، قال مدير المدرسة حسين علي جبار، أن “هذه الرسوم تمت بمبادرة من معلمات المدرسة، اللاتي سنقدم لهن كتب شكر وتقدير على ما بذلنه من جهود لإظهار المدرسة بصورة أبهى”.  أما مدير تربية الفاو علاء الكنعاني، فقد أشار إلى أنه “من خلال زيارتنا للمدرسة وجدنا رسوماً جميلة خطت بأنامل المعلمات، بجهود ذاتية، وزادت من جمالية المكان”، مضيفا انه “نحن كقسم تربية الفاو نشدُ على أيديهن ونحث بقية المدارس والمعلمات والمعلمين على القيام بنشاطات مماثلة”.

********************************************************************************

على قاعة شيوعيي البصرة.. «قصائد بصرية بنظرات فرنسية»

البصرة - ماجد قاسم

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، الكاتب والمترجم جاسم محمد حسن، ليتحدث عن كتابه الجديد الموسوم “قصائد بصرية بنظرات فرنسية”، الذي يضم مختارات شعرية لعدد من شعراء البصرة مع ترجمتها باللغة الفرنسية.

الجلسة التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها الشعراء المترجمة قصائدهم في كتاب الضيف، إلى جانب جمع من الأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر. فيما أدارها الشاعر عبد السادة البصري، واستهلها بتقديم نبذة عن سيرتي الضيف الذاتية والأدبية.

بعدها تحدث حسن عن مسيرته الأدبية، وعن تجربته في الترجمة من العربية إلى الفرنسية، مشيرا إلى صعوبة ترجمة بعض المفردات والمصطلحات بما يتلاءم مع اللغة الثانية، لا سيما في الشعر العمودي، الأمر الذي اضطره في بعض الأحيان إلى نقل الصورة الشعرية أو المقطع الشعري عبر ترجمة غير حرفية.

وفي سياق الجلسة، قرأ الشعراء الحاضرون، ممن ضم كتاب الضيف أسماءهم، قصائدهم بلغتها الأم، ليقوم الضيف من جانبه بقراءتها بترجمتها الفرنسية، في تجربة جديدة يخوضها أول مرة.

وفي الختام، وقع الضيف نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

**********************************************************************************

إصدار

عدد جديد من «النصير الشيوعي»

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (20) آذار 2024 من جريدة «النصير الشيوعي».

ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في العراق والخارج، وكتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 18 صفحة ملوّنة. 

*************************************************************************************

اتحاد الأدباء العراقيين يستعد لأسبوعه الأدبي الثاني

متابعة – طريق الشعب

يستعد الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق لإقامة أسبوعه الأدبي الثاني، وذلك في الفترة من 15 آذار الجاري حتى 21 منه.

وقال الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي ان الاتحاد سيطلق على أسبوعه الأدبي تسمية “من الفطور إلى السحور”، على اعتبار أنه سيحل في شهر رمضان، موضحا في بيان صحفي أن الفعاليات ستمتد يوميا من الثامنة والنصف مساء حتى منتصف الليل.

وأضاف قائلا أن “الأسبوع سيشهد عرض منشورات الاتحاد مع منشورات صديقة أخرى، فضلاً عن فقرات أدبية وفنية، ومسابقات ثقافية، إضافة الى مشاركة عدد من الفرق الموسيقية”، مشيرا إلى أن الأسبوع سيختتم بفعاليتين مهمتين، الأولى جلسة للشاعر الكبير د. محمد حسين آل ياسين في مناسبة اليوم العالمي للشعر 21 آذار، والثانية محاضرة عن أعياد نوروز يقدمها الباحث حسين الجاف، تزامنا مع حلول هذه الأعياد في اليوم ذاته.

ونوّه السراي الى أن اليوم الأول سيشهد جلسة قراءات شعرية للشعراء د. حسين القاصد وعمر عناز وقاسم والي ود. سراج محمد، تعقبها مسابقة ثقافية، ليختتم اليوم بفقرة موسيقية من المقام العراقي، مضيفا أن اليوم الثاني سيبدأ بمحاضرة عن “الأدب الرقمي” يقدمها الباحث د. مشتاق عباس معن، تعقبها فقرة ثقافية بعنوان “أحاديث فلكلورية” يقدمها الباحث ياسر العبيدي، وبعدها جلسة موسيقية للفنانين ستار الناصر وعلي حافظ.

وتابع قائلا أن اليوم الثالث سيشهد جلسة تراثية بعنوان “رمضان في قطاعات المدينة” يشارك فيها الباحثان علي حمود الحسن وطالب السيد، تعقبها مسابقة ثقافية، ثم جلسة موسيقية للفنان فاضل المياحي. فيما ذكر أن فعاليات اليوم الرابع ستنطلق بجلسة قراءات شعرية للشاعرات د. ناهضة ستار وسمرقند الجابري وآمنة محمود ونادية الكاتب، يليها عرض مسرحي يقدمه بيت المسرح في الاتحاد، ثم حفل لفرقة المربعات البغدادية.

وأشار السراي إلى ان اليوم الخامس سيبدأ بجلسة حول التراث الشعبي يشارك فيها الباحثون د. صالح زامل ود. علي حداد والشاعر عادل العرداوي، تعقبها مسابقة ثقافية، ثم فقرة عزف على الكمان والساكسفون، مضيفا أن اليوم السادس سينطلق بجلسة قراءات شعرية يشارك فيها الشاعر الكبير ياسين طه حافظ والشعراء د. عارف الساعدي ود. مجاهد أبو الهيل وعلي مجبل المليفي، تعقبها جلسة بعنوان “قصخون بغداد – رفعت عبد الرزاق” يقدمها القاص عبد شاكر، ثم حفل موسيقي.