اخر الاخبار

الصفحة الأولى

غياب الإنتاج الوطني وضعف الجهاز الرقابي أبرز الأسباب.. اقتصاديون: عوامل داخلية وخارجية تتحكم بالسياسة السعرية في العراق

بغداد – طريق الشعب

شهد العراق خلال السنوات الأربع الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد والسلع المحلية والمستوردة، انعكس هذا سلبا على واقع الأسرة فيما تواصل ارتفاع نسب الفقر.

وبين الحين والاخر، تتصاعد استغاثة الناس من ارتفاع أسعار المواد الغذائية: اللحوم والألبان والاسماك، بالإضافة الى السلع الاستهلاكية الأخرى.

ارتفاع الأسعار

يقول رئيس مؤسسة (عراق المستقبل للدراسات والاستشارات الاقتصادية)، الخبير الاقتصادي منار العبيدي، أن «غلب السلع المهمة والاساسية للمواطنين شهدت ارتفاعاً تجاوز عتبة 30 في المائة، تصدرتها اللحوم التي ارتفعت بنسبة 36 في المائة، مقارنة مع العام 2020، وارتفعت أسعار الأسماك والالبان بنسبة 38 في المائة».

ويضيف العبيدي خلال حديث مع «طريق الشعب»، أن «هناك زيادة بالطلب على عدد من السلع أدت الى رفع قيمة الشحن والنقل، خلال فترة جائحة كورونا. وفي ما يتعلق بالجوانب المحلية، أثر سعر صرف الدولار بشكل كبير على تغيير الأسعار، بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية المحلية المنتجة، بسبب العوامل المناخية التي أدت إلى تراجع المنتجات وزيادة الطلب. كما ساهمت هجرة الكثير من المزارعين من الريف إلى المدينة بتراجع الإيرادات الزراعية وتفاقم هذه الأزمة»، مؤكدا أن «استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى ارتفاع مستويات الفقر».

ويبيّن العبيدي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أنّ «معدلات التضخم ستواصل الارتفاع خصوصا مع ارتفاع تكاليف الاستيراد الدولي، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تؤثر على قطاع واسع من السلع الغذائية»، مضيفا أن «الخدمات الصحية وخدمات النقل شهدت ارتفاعا كبيرا، وصل إلى أكثر من 25 في المائة».

ويستدرك بالقول: إنّ «أقل الخدمات ارتفاعا بالأسعار كانت الإيجارات في عموم العراق، والتي لم ترتفع سوى بنسبة 2 في المائة، بالإضافة الى المشروبات غير الكحولية التي لم ترتفع سوى بنسبة 9 في المائة».

وبالرغم من الارتفاع الكبير بنسب التضخم خلال الأربع سنوات الماضية، إلا انه يعتبر الأقل مقارنة مع الدول المجاورة والعالمية، وفق العبيدي.

هذا، وحذّر العبيدي من عدم وضع خطط لتأمين مختلف السلع سواء بالإنتاج المحلي أم الاستيراد، الأمر الذي يفاقم مشكلة الأسعار، وتكون له انعكاسات كبيرة على المواطنين، خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى تأثيرات اجتماعية على المواطنين من بينها ارتفاع نسب الفقر.

السياسة السعرية

يقول الدكتور في علم الاقتصاد، علي عبد الهادي سالم، في حديث مع «طريق الشعب»، أن «هناك مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على السياسة السعرية، وبالتالي تلعب دوراً في التأثير على التنمية الاقتصادية».

وبالنسبة للعوامل الداخلية، يشير إلى «ضعف الإنتاج المحلي والإنتاجية المنخفضة، وعدم توفر المواد الأولية الداخلة في عمليات الإنتاج للسلع والخدمات، والقيود الجمركية والضرائب المرتفعة على السلع المستوردة والمواد الوسيطة أو الأولية التي تنعكس على الأسعار النهائية للمستهلك، بالإضافة إلى عدم توفر سياسة اقتصادية واضحة وسليمة في العراق، وتقاطع العديد من القرارات والإجراءات، ما يربك المشهد الاقتصادي ويؤدي إلى الفوضى في الأسعار».

ومن بين العوامل الداخلية الأخرى التي يشير إليها الدكتور علي عبد الهادي سالم، ضعف الأجهزة الرقابية وضعف تطبيق القانون في هذا الصدد، وتفشي واتساع الفساد الإداري والمالي في عموم العراق والقطاعات والأنشطة، والاعتماد الكلي والكبير على الاستيراد لمعظم السلع والمنتجات من الخارج.

أما بالنسبة للعوامل الخارجية، فيشير سالم إلى «تأثير الحروب والنزاعات والصراعات الإقليمية والدولية المباشر على أسعار المواد والسلع، بالإضافة إلى الأوبئة مثل جائحة كورونا التي أثرت بشكل مباشر على الأسعار لبعض السلع والخدمات وتوقف وتباطؤ الإنتاج، والحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والضرورية الاستراتيجية مثل القمح والطحين والبطاطا والسكر والمواد الأساسية في البناء والعمران».

ويضيف، أن «ارتفاع تكاليف النقل والشحن في جميع القطاعات والأنشطة يزيد من الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التأمين على السفن والمواد والشحن وغيرها، والحروب الاقتصادية التي تمارسها بعض الدول ضد دول أخرى والمقاطعة والتجميد والمنع التي ساهمت في ارتفاع الأسعار عالمياً».

رقابة «متخفية»

أعلنت وزارة الداخلية عن إجراء جديد للحد من ارتفاع أسعار البضائع واللحوم خلال شهر رمضان، يقضي بتشكيل لجان مدنية متخفية لمراقبة السوق، لكن الخطوة واجهت انتقادًا كبيرًا من قبل خبراء في مجال الاقتصاد، كونها تعتبر من الأساليب القديمة في السيطرة على السوق.

وانتقد عضو لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة النيابية سردي نايف، «خطوة تشكيل لجان مدنية تابعة لوزارة الداخلية لمراقبة أسعار السلع، داعيًا إلى «إيجاد تدابير فاعلة لتوحيد الأسعار في أسواق البلاد كافة».

وقال نايف إن «لجنة الاقتصاد النيابية شكلت لجنتين لزيارة الأسواق والاطلاع على الأسعار لاسيما أسعار اللحوم التي ارتفعت بشكل غير مقبول خلال الأيام القليلة الماضية».

وأضاف أن «في حال طبقت الخطط الموضوعة للسيطرة على الأسعار فإن شهر رمضان المقبل سيشهد انخفاضًا واضحًا في السلع والبضائع»، مشيرًا إلى أن الإجراءات البوليسية لا تتلاءم مع الدول المتقدمة.

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي عبد الحسن الشمري أن «إجراء وزارة الداخلية خاطئ، اذ هناك حلول أفضل بكثير من هذه الطرق»، مشيرًا إلى أن إعادة فكرة الأسواق المركزية المدعومة من قبل الحكومة هي واحدة من أفضل الحلول للسيطرة على أسعار السوق.

وقال الشمري إن «الدول المتقدمة لا تتعامل بمثل هذه الإجراءات الكلاسيكية»، داعيًا إلى «استخدام أسلوب اقتصادي صحيح كخلق سوق منافس وإدخال كميات كبيرة تجبر التجار على تخفيض الأسعار إلى الحد المعقول».

وأضاف أن «قرار الداخلية سيطبق على الفقير وسيستثنى التجار المتنفذين، وسيتسبب بمشكلة كبيرة للدولة، وبالتالي فإن إغراق السوق بالبضائع المدعومة هو من سيجبر التاجر على تخفيض الأسعار».

وفي وقت سابق، أعلنت الداخلية عن تشكيل فرق جوالة بزي مدني للتجوال على المحال التجارية، من أجل السيطرة على الأسعار، التي عادة تشهد ارتفاعًا ملحوظا خلال شهر رمضان.

التجارة تراقب

من جانبه، دعا المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة محمد حنون، المواطنين للابلاغ عن أي ارتفاع حاصل في أسعار المواد الغذائية، ومن خلال الخط الساخن التابع لدائرة الرقابة التجارية والمالية (07729222019).

وأوضح حنون خلال حديث خصّ به «طريق الشعب»، أن «الاجهزة الرقابية في وزارة التجارة تعمل على مدار اليوم لمراقبة الاسواق المحلية بالتنسيق والتعاون مع وزارة الداخلية/ مكافحة الجريمة الاقتصادية وجهاز الامن الوطني»، مؤكدا أن «الوزارة تتعامل مع اي ارتفاع في اسعار المواد الغذائية بشكل قانوني من خلال اجراءات قانونية. وفي الجانب الاخر تقوم بضخ كميات كبيرة من المواد الغذائية ضمن مشروع السلة الغذائية ومشروع الرعاية الاجتماعية».

********************************************************************************************

راصد الطريق.. العرضحالجي والبطاقة الموحدة

قبل انتهاء العام الماضي بأيام، اعلن وزير الداخلية ان أول آذار 2024 سيكون موعد اعتماد البطاقة الوطنية الموحدة مستمسكا رسميا وحيدا، فأربك حسابات المواطنين الذين ما زالوا يعتمدون الهوية الوطنية (الجنسية).

لكن البعض استغل قرار الوزير وجعله منفذا للفساد في بعض دوائر اصدار البطاقة الموحدة.

أمام أحد مكاتب معلومات البطاقة الوطنية ببغداد يصطف عرضحالجية عديدون، وما ان تمر أمامهم حتى تكتشف خدمات «الـ VIP»، التي يستعرضونها امام المارة بصوت مرتفع.

التسجيل على اصدار البطاقة الوطنية يتطلب من المواطن حجزا إلكترونيا. ومنذ صدور القرار والأمر يبدو مستحيلا، الا عند هؤلاء العرضحالجية الذين يضعون المراجع أمام طريقين اثنين: دفع 50 الف دينار لضمان التسجيل والحجز خلال شهر واحد، او دفع 150 الف دينار ليكون الاستلام خلال 24 ساعة.

لاحقا اصدرت الوزارة تنويها: في مطلع آذار سيوقف تعامل مؤسسات الدولة بالمستمسكات الورقية، وسيكون الاعتماد على البطاقة الوطنية حصرا». ومع هذا يستمر التزاحم على تلك الدوائر، فيضطر كثيرون للاستعانة بـالعرضحالجية لتدبير «الوطنية»، التي أضحت عبئا جديدا ضمن المعاناة اليومية للعراقيين.

نسأل السيد الوزير بالحاح: لمَاذا هذه التعقيدات امام الحصول على البطاقة الموحدة؟ وأين الأجهزة الرقابية في الوزارة وتوابعها، والنزاهة، عما يدفع الناس الى شراك الفساد، شاءوا أم أبوا؟

**********************************************************************************************

مطالبات بتعديل سلم الرواتب وتشغيل المصانع المتوقفة

بغداد ـ طريق الشعب

تزداد سرعة دوران عجلة الاحتجاجات المطلبية يوما بعد اخر في ظل عدم وجود حلول جدية للمشاكل والأزمات المتراكمة في البلاد، فقد تواصلت الاحتجاجات في مدن مختلفة، حاملة مطالب تركزت حول توفير فرص العمل والخدمات وتعديل سلم الرواتب وتشغيل المصانع المتوقفة والالغاء العقوبات المفروضة على الموظفين بسبب تنظيمهم لاحتجاجات تطالب بحقوقهم المشروعة.

***********************************************************************************************

الصفحة الثانية

كل خميس.. الاغتيال السياسي والتضييق على التعبير

جاسم الحلفي

ظاهرتان خطيرتان تشهدهما الحياة السياسية في الأشهر الأخيرة، سببتا القلق على حرية التعبير وعلى النشاط السياسي السلمي المعارض لنهج المحاصصة والفساد.

الأولى فرسانها سياسيو الصدفة، الذين افرزتهم نتائج انتخابات قاطعتها الأغلبية العظمى من الشعب العراقي كـ (فائزين)، وبينهم من حصل على منصب لم يحلم به يوما بفضل انسحاب الكتلة الصدرية من مجلس النواب، ليخرج بتصريحات رسمية علنية تنذر بالتضييق على حرية التعبير، وتتوعد بإقامة "دعوى قضائية على أي شخص يسيء للمؤسسة التشريعية وأعضاء مجلس النواب". وهذا من دون ان يستدرك ويبيّن حدود الإساءة، وبذلك اضاف مقدسا جديدا يُحرّم مسّه، متجاهلا ضرورة النقد باعتباره أحدى أدوات الممارسة السياسية.

اما الظاهرة الأخرى فهي الاغتيالات التي تصاعدت وتيرتها دونما رادع، حتى بدا ان ذراعها أطول من ذارع السلطة. فقد استقوت العصابات الميليشاوية على الشعب بسلاحها المنفلت، وفرضت نفسها كسلطة ظل، مستحضرة أسلوب الاغتيال السياسي من تراث أجهزة النظام الدكتاتوري البغيض، وتنظيماته الفاشية كجهاز (حنين)، وسارت على نهجه بالتنفيذ البشع لجرائمها في وضح النهار.

لقد طالت اياديها الآثمة كل من يعارض الفساد ويقف بالضد من المحاصصة، ويسعى لتغيير الأوضاع بما يحفظ كرامة المواطن وسيادة الوطن. ووصل الاستهتار حد التطاول على شخصيات كبيرة، كانت آخرها محاولة اغتيال الأستاذ فخري كريم، الشخصية الديمقراطية ورئيس مجلس السلم والتضامن ورئيس مؤسسة المدى، وذلك يوم الجمعة 23 شباط الجاري، حينما كان عائدا الى بيته من معرض الكتاب الدولي يوم الأحد 18 من شهر شباط الجاري. وقبلها، في يوم 18 الجاري، اختطاف الناشط من التيار الصدري أيسر الخفاجي في محافظة بابل، ليتم العثور على جثته في اليوم التالي.  

لم تأتِ خطوات القمع المنظم المنذرة بالشؤم اعتباطيا، بل يبدو انها اجراء مدروس يقع في سياق اجراءات الثورة المضادة التي ارعبتها انتفاضة تشرين.

 ولكي نتعرف على أصحاب المصلحة في الانقلاب على حرية التعبير، لا بد من دراسة الجذر الطبقي لتحالف طغمة الحكم مع حيتان الفساد، واستحواذهم على السلطة السياسية واحتكارها من قبل أقلية (اوليغارشية) تمسك بالسلطة وتتحكم بالمال. ولا يحتاج الامر كثيرا من الجهد لمعرفة ان أصحاب المصلحة في التضييق على حرية التعبير، هم الطبقة المترفة فاحشة الثراء التي تضم حيتان الفساد والمرابين من أصحاب البنوك وكبار المضاربين بالعملة الصعبة، الذين كانوا قبل 2003 من اصحاب "البسطيات" ثم انتفعوا من مزاد العملة واصبحوا أصحاب تريليونات، ومعهم سماسرة الصفقات وقادة المليشيات الذين استهوتهم لعبة جني المال أيّا كانت الطريقة، وبعض كبار موظفي الجهاز البيروقراطي للدولة التابعين للقوى المتنفذة، ومسؤولو اللجان الاقتصادية لأحزاب السلطة، ومهربو النفط، ومجرمو صفقة القرن واشباههم في هذا النوع من الجرائم، ولا ننسى أيضاً كبار تجار المخدرات والمتاجرين بالبشر.

لكل ما تقدم ينهض امامنا، كمجتمع مدني بمعناه الواسع، واجب التصدي لهاتين الظاهرتين بدون هوادة، عبر مباشرة المكافحين من اجل التغيير الشامل بالخروج من صمتهم وتنسيق جهودهم، ومقاومة كل نزعات الاستبداد والتسلط والاستحواذ والتفرد، وذلك بالأساليب السلمية والقانونية، وبجرأة وتفانٍ وبسالة تليق بالديمقراطيين الحقيقين.

*************************************************************************************************

في كركوك.. ردم نصف أحواض الأسماك

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظة كركوك قيام السلطات بردم نحو نصف أحواض تربية الأسماك فيها، والبالغة أكثر من 600 حوض.

تأتي هذه الإجراءات في ضوء تعليمات الحكومة، في ترشيد الثروة المائية في البلاد، عقب النقص الحاد الذي يشهده العراق، لاسيما بعد تقليص تركيا وإيران حصة العراق المائية بشكل كبير.

مدير زراعة كركوك زهير علي، قال إن “هنالك تعليمات خاصة بردم أحواض تربية الأسماك غير القانونية، ونحن مستمرون بذلك”، مردفاً أن “بعض المربين قاموا بأنفسهم بإفراغ أحواضهم وباعوا أسماكهم”.

مع ردم أحواض الأسماك في كركوك، شكا مواطنون من ارتفاع سعر السمك إلى أكثر من ستة آلاف دينار عراقي.

وأضاف زهير علي، “حصلت موافقة من وزارة الزراعة على تربية الأسماك المغلقة، لأنها ستوفر المياه على اعتبار أنها اقتصادية، وستكون هناك تربية كثيفة للأسماك من شأنها أن تغطي حاجة الأسواق المحلية”.

وأكد علي، “سيتم منح الإجازات بتربية الأسماك، لمن لديهم آبار مجازة، ومن الممكن تربية الأسماك في أحواض قد تبلغ مساحاتها دونماً أو أكثر أو أقل، على أن يتوفر فيها نظام خاص بهذا النوع من تربية الأسماك”.

*******************************************************************************************

طالبوا المحكمة الاتحادية العليا بمراجعة قرارها.. أحزاب ونواب الأقليات: الغاء كوتا المكونات في برلمان إقليم كردستان رسالة سياسية غير إيجابية

بغداد ـ طريق الشعب

أثار قرار المحكمة الاتحادية العليا إلغاء كوتا الأقليات في برلمان إقليم كردستان، جدلا وسعا بين أوساط سياسية وحزبية، اعتبرته “إقصاء وتهميشا” لدور تلك المكونات، و”تقويضا” لأسس الديمقراطية.

وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، جملة قرارات بشأن قانون انتخابات برلمان كردستان، من بينها حل مقاعد “الكوتا” في البرلمان الكردستاني، الامر الذي عدته المكونات الكلدانية والآشورية والتركمانية والسريانية في الإقليم “انقلاباً على الدستور العراقي”.

وتضمنت القرارات تقسيم إقليم كردستان إلى 4 دوائر انتخابية، وتقليص عدد مقاعد برلمانه من 111 مقعدا إلى 100 مقعد، بعد أن قضت بعدم دستورية عدد مقاعد “الكوتا” (حصة الأقليات).

يقوض التعايش السلمي

وانتقدت ستة أحزاب مسيحية، وهي كل من: الحركة الديمقراطية الآشورية، حزب اتحاد بيت نهرين الوطني، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، حزب ابناء النهرين، الحزب الوطني الآشوري، وحزب بيت نهرين الديمقراطي، في بيان طالعته “طريق الشعب”، القرار قائلة: إن “المحكمة الاتحادية العليا في العراق اتخذت بتاريخ 21 شباط 2024 قراراً في الدعوى 83 وموحداتها 131 و185 اتحادية، والذي بموجبه ألغت مقاعد الكوتا الخاصة بالأقليات القومية في برلمان إقليم كردستان (الكلدان السريان الآشوريين والتركمان والأرمن) التي أقرت وفق القانون رقم 1 الصادر عام 1992 وتعديلاته والذي بموجبه جرت أول انتخابات ديمقراطية لبرلمان كردستان العراق، وتلك كانت المرة الأولى التي تشارك فيها هذه القوميات في السلطات التشريعية وفق إرادتها”.

وعدّ البيان “إلغاء مقاعد المكون الكلداني السرياني الآشوري والتركمان والأرمن من قبل المحكمة الاتحادية، مخالفة دستورية واضحة، حيث ضمن الدستور العراقي الدائم حقوق جميع مكونات الشعب العراقي، واكد على حقوق الأقليات القومية والدينية العراقية في مواد عدة ومنها المادة 49 والمادة 125 وتمثيلها في السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية”.

وبيّنت أن “هذا القرار يقوض الأسس الديمقراطية والتعددية والتعايش القومي والديني السلمي، التي قامت عليها التجربة السياسية في إقليم كردستان، وهو كذلك مؤشر خطير على تراجع الديمقراطية وحقوق الإنسان والشراكة الوطنية التي هي المبادئ الأساسية التي قامت عليها العملية السياسية في العراق بعد عام 2003”. ولفتت إلى أن “أبناء هذه الأقليات يشعرون بأن قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء حقهم في التمثيل في البرلمان، إنما هو رسالة سياسية تحمل معاني خطيرة وأولها التراجع عن الاعتراف بوجودها القومي ضمن النسيج الوطني سواء في اقليم كردستان ولاحقاً في عموم العراق”.

صفعة سياسية

وطالبت رئيسة الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كردستان، المحكمة الاتحادية العليا، بالتراجع عن قرارها، معتبرة اياه “طعنة” للأقليات، وضرب حقوقها عرض الحائط. وقالت رئيسة الهيئة منى ياقو، في مؤتمر صحفي، إن “الأحزاب السياسية لجأت إلى المحكمة الاتحادية العليا كجزء من الصراع السياسي مع أحزاب أخرى، بعيداً عن مراعاة تمثيل الأقليات، ووجودها وعمقها التاريخي ومشاركة بعضها في النضال السياسي والكفاح المسلح سنوات طوال ضاربين عرض الحائط حقها في تمثيل نفسها بنفسها”.

وتساءلت ياقو “هل يعقل أن توجه صفعة سياسية إلى شعب عمره أكثر من سبعة آلاف عام؟ بينما كان ممكن حل وجود مشكلة القصور في القانون بجلسة برلمانية واحدة وبطريقة حضارية”.

وأشارت ياقو إلى أن “القرار لم يبين المخالفات الدستورية التي وقع فيها المشرع الكردستاني، إذ أشار إلى المواد اثنين على أولا باء وجيم، والمواد 16 و20 و102، لكنه لم يبين طبيعة المخالفة”.

وفي السياق ذاته، قال رئيس حزب “ائتلاف الرافدين”، يونادم كنا، إن قرارات المحكمة تشكل “غمطا لحقوق مكون أصيل وأساسي من مكونات العراق”.

وأضاف كنا، “يبدو أن القرار جاء بعد إخفاء بعض المعلومات والحقائق بشكل متعمد عن المحكمة الاتحادية لتذهب باتجاه تعديل القانون بهذه الطريقة”. المحلل السياسي عدنان التونجي، ذكر أن “إلغاء الكوتا دون العودة إلى المكونات وهم الأخوة المسيحيين والأقلية التركمانية هو قرار نراه سياسيا أكثر مما هو قانوني أو دستوري”.

وشرح قائلا: ان “هناك غالبية مطلقة للأخوة الكرد في الإقليم، وبالتالي فإن مقاعد الكوتا كانت تعتبر ضمانا للمكونات الأخرى، وفي حال جرى تطبيق القرار، فإن الأقليات لن يحصلوا على نصف المقاعد التي كانوا يحظون بها في نظام الكوتا”.

وأردف بالقول: “مع ذلك، نحترم قرار المحكمة الاتحادية العليا، وسيشارك التركمان في الانتخابات المقبلة حتى من دون نظام مقاعد الكوتا”.

*****************************************************************************************

التيار الديمقراطي في الشطرة يعقد مؤتمره الخامس

الشطرة – أحمد طه 

عقد التيار الديمقراطي في الشطرة، الجمعة الماضية، مؤتمره الخامس، وذلك على قاعة منتدى الثقافة والفنون.

المؤتمر الذي رفع شعار “الدولة المدنية طريقنا”، أشرف عليه عضوا المكتب التنفيذي للتيار د. علي مهدي والأستاذ أثير الدباس، وحضره جمع واسع من الشخصيات السياسية والاجتماعية وممثلي منظمات مجتمع مدني.

وبعد استماع الحاضرين للنشيد الوطني ووقوفهم دقيقة صمت إكراما لشهداء العراق وغزة،  أعلن عضو التنسيقية السابقة للتيار الأستاذ رزاق التميمي افتتاح فعاليات المؤتمر، والتي ابتدأت بكلمة للمكتب التنفيذي ألقاها الأستاذ أثير الدباس وشدد فيها على اهمية وجود التيار الديمقراطي في ظروف العراق الصعبة، وضرورة توحيد القوى المدنية تحت هذا الإطار، مركزا على سمة التيار باعتباره اجتماعيا سياسيا.

وأشار إلى ان التيار لا يتعلق بالانتماءات السياسية المباشرة، إنما هو جامع لأغلب الأحزاب المدنية الجماهيرية البعيدة عن التعصب الإثني أو الديني أو الطائفي.

وكانت للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة كلمة ألقاها الرفيق طالب حسين، وأكد فيها ضرورة الاستمرار في دعم عمل التيار الديمقراطي وأهمية تجميع كل القوى المدنية الوطنية في أطر مدنية ووطنية للدفاع عن مصالح الوطن وحقوق الناس التي انتهكت بسبب غياب دولة المواطنة المدنية، مشددا أيضا على أهمية ترسيخ مفهوم الدولة المدنية وتعزيز الديمقراطية.

ثم قدم المنسق ياسين الياسين التقرير الإنجازي للدورة الماضية، وجرت مناقشة مسودة التقرير السياسي والإنجازي المقدم للمؤتمر الخامس، والتصويت عليها. 

 وفي الختام جرى انتخاب ٩ اعضاء للمكتب الجديد. وتخللت المؤتمر فقرة موسيقية للفنان الشباب احمد البحري.

***************************************************************************************

تنويه

أثارت انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة نقاشا لا يزال متواصلا، ولا يقتصر على تناول هذه الانتخابات ونتائجها وحسب، بل تخطى ذلك الى مناقشة مجمل عملية الانتخابات، التي لا يمكن في جميع الأحوال فصلها وعزلها عن الوضع السياسي العام في البلد، وعن توازنات القوى فيه وطبيعة القوى الماسكة بالسلطة، والمنهج المتبع في إدارة شؤون البلد وفي بناء مؤسساته، المدنية والعسكرية، وواقع المنظومة الانتخابية.

ولأجل الاسهام في هذا النقاش يسرّ صفحة “وجهات في النظر” ان تستقبل مساهمات الرفاق والأصدقاء والمتخصصين، لتدشين حوار بناء، نسعى لان يكون له دوره في تسليط الضوء على موضوعة الانتخابات، وعلى مجمل القضايا التي تخص وضع بلدنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والأمني.

نتطلع الى نقاش مثمر مكثف يسلط الأضواء على قضايا الوطن والشعب الملحة، ويطرح المقترحات والبدائل لتعزيز دور قوى التغيير الديمقراطية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، ولتمكينها من مراكمة النجاحات على طريق الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وتحقيق شعار حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الدستورية، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

“طريق الشعب”

*****************************************************************************************

الصفحة الثالثة

احتجاجات حاشدة في 6 محافظات.. مطالبات بتعديل سلم الرواتب وتشغيل المصانع المتوقفة

بغداد ـ طريق الشعب

تزداد سرعة دوران عجلة الاحتجاجات المطلبية يوما بعد اخر في ظل عدم وجود حلول جدية للمشاكل والأزمات المتراكمة في البلاد، فقد تواصلت الاحتجاجات في مدن مختلفة، حاملة مطالب تركزت حول توفير فرص العمل والخدمات وتعديل سلم الرواتب وتشغيل المصانع المتوقفة والالغاء العقوبات المفروضة على الموظفين بسبب تنظيمهم لاحتجاجات تطالب بحقوقهم المشروعة.

3 تظاهرات في بغداد

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من موظفي وزارة الصناعة مطالبين بتشغيل المصانع المتوقفة وإلغاء اجراءات نقل بحق عدد من الموظفين.

وشهدت العاصمة أيضا تظاهرتين الأولى للأطباء البيطريين أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتفعيل قانون التدرج الطب البيطري. فيما تظاهر الخريجون الاوائل في الجامعات امام مجلس محافظة بغداد مطالبين بشمولهم بالتعيينات.

احتجاج متجدد في طويريج

وتظاهر العشرات من أهالي حي الشهداء في مدينة طويريج في كربلاء، مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية وسط انتشار امني مكثف.

المتظاهر قاسم عدنان اكد ان “التظاهرة لا شأن لها بالسياسة، ولا نطالب بالتعيين كغيرنا، كل ما نريده هو تبليط شوارع الحي، وإصلاح الأخطاء السابقة”، موضحا انه “رغم بساطة التظاهرة لكننا تفاجأنا بانتشار كبير للقوات الأمنية، ومن رأى شوارع الحي خلال موجة الأمطار الأخيرة يفهم لماذا نحن هنا”.

اضراب للموظفين في البصرة

وشهدت محافظة البصرة، اضراباً لموظفي فروع دوائر مديرية ماء البصرة، مطالبين بتعديل سلم الرواتب.

وقال ممثل عن المتظاهرين في مقطع فيديو، إن “موظفي مديرية الماء العامة يطالبون رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بتعديل سلم الرواتب باعتباره حقا من حقوق الموظفين المهمشين”.

وأضاف أنه “على رئيس الوزراء تطبيق العدالة وانصاف هذه الشريحة المظلومة من مديرية ماء البصرة العامة”.

وتظاهر العشرات من موظفي شركة الأنابيب التابعة لوزارة النفط في البصرة، احتجاجا على “سياسة تكميم الأفواه” حسب وصفهم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “التظاهرة تجددت للمرة الثانية رفضًا لقرار معاقبة ونقل خمسة موظفين طالبوا بحقوقهم ليتلقوا كتب النقل بقرارات إدارية”.

منسق التظاهرة مازن عبدالقادر أشار الى ان “الموظفين نظموا تظاهرة قبل أسبوع، احتجاجا على عدم منحهم إجازة من فرع البصرة، وعدم صرف الحوافز منذ 6 أشهر بعد سحب صلاحيات الفرع وتحويلها إلى المقر الرئيس في بغداد، والذي يؤخر الأرباح دائما وقطع الحوافز”، منوها الى “إحالة ثلاثة موظفين إلى لجنة تحقيقية بسبب خروجهم في هذه التظاهرات”.

كركوك وصلاح الدين

وتظاهر العشرات من منتسبي دائرة صحة كركوك، أمام دائرة بلدية المحافظة مطالبين لجنة الأراضي بضرورة شمول جميع الأسماء التي تم الإعلان عنها من قبل اللجنة المُشكّلة لتوزيع الأراضي.

وقال المتظاهر مؤيد رحمن، “إننا مجموعة من منتسبي صحة كركوك والبالغ عددنا 350 منتسباً، خرجنا بتظاهرة أمام بلدية كركوك للتعبير عن معاناتنا ومظلوميتنا إلى الجهات المعنية والرأي العام كون إننا من الأسماء التي نصت عليها اللجان المشكلة من دائرتنا في تسلم قطع أراض للصحة”.

وأضاف أنه “تم توزيع 150 قطعة والمتبقي 350 والمحافظة أصدرت كتابا بتوزيع الأراضي ال 350 إلى بلدية كركوك، بينما الاخيرة لم تنفذ الأمر وتريد تقليص العدد إلى 100 قطعة”.

وفي محافظة صلاح الدين، تظاهر العشرات من الخريجين امام مديرية تربية المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل للخريجين.

المعلمون في السليمانية

وهدد مجلس المعلمين المعترضين في السليمانية، بتصعيد جديد لخطواتهم إذا لم يتم إلغاء العقوبات المفروضة على الكوادر التعليمية بسبب الإضراب، في حين بينت مديرية تربية السليمانية ان قرار العقوبات كان جماعيا من كل مديريات التربية ويجب الغاؤه بقرار جماعي أيضاً ولا يحق لها البت بالامر لوحدها.

وقال عضو المجلس عثمان كولبي في حديث صحفي، إن “هناك أكثر من أربعة آلاف عقوبة وجهت للمعلمين والمدرسين في السليمانية بسبب الإضراب الذي خلفه تأخير صرف الرواتب، باستثناء إدارتي رابرين وكرميان ومحافظة حلبجة”، مشيرا إلى أن “العقوبات كانت بالتغييب من يوم واحد ولغاية 27 يوما”.

وأضاف أن “كل تلك العقوبات وفقا لمختصين هي غير قانونية وفيها اجحاف بحق الكوادر التعليمية ولغاية الآن لم نلمس اي قرار فعلي تم تطبيقه تجاه معاناة الكوادر التعليمية، عدا العقوبات الإدارية”.

وعن خططهم في حال تم تطبيق تلك العقوبات يؤكد عثمان أن “ما تبقى من العام الدراسي قرابة شهرين ففي حال عدم رفع تلك العقوبات فمن الممكن أن نقوم بغلق أبواب المدارس أو القيام بأي نشاط مدني اخر. لكننا ننتظر ونتأمل الغاء تلك العقوبات”، مشيرا الى ان “المجلس عقد اجتماعات مع أطراف سياسية وادارية وقد تم إخبارهم بعدم قانونية تلك العقوبات لكن لم ترد حتى الآن أي ردود إيجابية”.

بدوره، كشف مدير عام تربية السليمانية دلشاد عمر خلال مؤتمر صحفي ان “العقوبات التي تم اتخاذها بحق بعض المعلمين والمدرسين بسبب الإضراب العام كانت قانونية وبقرار جماعي من كل المديريات العامة للتربية في جميع المناطق والمحافظات”.

********************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الحكمة في الجلاء

نشرت مجلة (فورن بولسي) مقالاً للكاتب ديفيد شينكر حول سحب الولايات المتحدة لقواتها من العراق، أشار فيه إلى أن الهجمات التي شنتها هذه القوات على مواقع وفصائل عراقية، مثلت خروجاً كبيراً عن ضبط النفس الذي تمارسه إدارة بايدن منذ فترة طويلة، مما سبّب في ردود افعال سياسية كبيرة في بغداد وأنذر بعواقب غير معروفة على الوجود العسكري الأمريكي في البلاد.

عدوان وتهديد للسلم

وتطرق الكاتب إلى تفاصيل ما حدث من هجمات متبادلة بين الطرفين، والتي أدت لردود الأفعال عليها من الأصدقاء والخصوم على حد سواء، بما فيها إدانات الحكومة العراقية للولايات المتحدة، والتي وصفت الهجمات الأمريكية بأنها عمل عدواني ضد سيادة العراق، وأن ضحاياها من شهداء الوطن، الذين أعلن الحداد الرسمي عليهم لمدة ثلاثة أيام.

كما شملت ردود الأفعال أيضاً تصريح المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية الذي أكد على أن الإجراءات الأمريكية تهدد السلام المدني وستُجبر الحكومة العراقية على إنهاء مهمة التحالف الدولي لأنه يهدد بتوريط العراق في دائرة الصراع.

وإنتقد الكاتب ما أسماه عدم إظهار بغداد الإرادة والقدرة على حماية الأفراد الأميركيين، سواء الدبلوماسيين أو العسكريين، في وقت دعت فيه مباشرة وعلى لسان رئيس حكومتها محمد شياع السوداني، إلى البدء بمفاوضات مع واشنطن لإنهاء وجود التحالف في العراق.

واعتبر الكاتب الأمر تغييراً حاداً، حيث سبق للسوداني نفسه أن صرح قبل عام في مقابلة له مع صحيفة وول ستريت جورنال، بأن العراق لا يزال بحاجة إلى القوات الأجنبية. وتساءل الكاتب عما إذا كانت الحكومة تفضل انسحاب الائتلاف أم أن تصريحاتها تهدف فقط، كما قال أحد مستشاريها لرويترز، إلى استرضاء الأطراف الغاضبة داخل الائتلاف الحاكم.

موقف يستدعي الوضوح

وأعرب الكاتب عن دهشته من الطريقة الغريبة التي تبدي فيها الحكومة العراقية رغبتها في بقاء قوات التحالف الدولي، إذا ما كان رأي مستشارها صحيحاً، خاصة مع الإشادات المتكررة التي وردت على لسان سفيرة واشنطن إلى العراق بالحكومة ورئيسها، ولاسيما بعد أن ألقي القبض على ثلاثة أفراد مسؤولين عن هجوم صاروخي موجه على السفارة الأمريكية، وهو الإجراء اليتيم الذي لم يتكرر، لأسباب داخلية وإقليمية على حد تعبير الكاتب. وذكر المقال بانه ورغم ما خسرته الولايات المتحدة من دماء وأموال كثيرة في العراق وتواصل اهتمام واشنطن بالأوضاع فيه، ورغم أن البرلمان العراقي قد فشل في عقد جلسة للتصويت على استمرار الوجود الأمريكي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للاجتماع، فإن فمن الواضح أن الوجود العسكري الأمريكي الكبير أصبح غير مقبول، وأن بإمكان بغداد في نهاية المطاف الطلب برحيل الولايات المتحدة والتحالف، خاصة إذا ما كان بمقدوره مواجهة التهديد المستمر للإرهاب.

آن الآوان

وأكد الكاتب على أنه وبعد مرور عشرين عامًا على غزو العراق، حان الوقت لإدارة بايدن للبدء في التفكير في أفضل السبل لتقليص البصمة العسكرية الأمريكية هناك، والتخلي عن دور الشرطي الذي ينظم الحركة في المنطقة أو المقاتل الذي يحارب الخصوم على الأرض العراقية.

ورأى الكاتب بأن وجود القوات الأمريكية في كردستان العراق، كمحطة دعم لوجستي للقوات المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، لم يعّد ضروريًا أيضًا الاّ إذا ما أبقت واشنطن قواتها في سوريا لمكافحة الإرهاب.

***************************************************************************************

عين على الاحداث

اصرف ما في الجيب

إنخفضت إيرادات العراق لسنة 2023 بنسبة 16 بالمائة مقارنة مع 2022، مسجلة تراجعاً في الإيرادات النفطية بنسبة 19 بالمائة وزيادة في الإيرادات غير النفطية بنسبة 39 بالمائة. وفيما بلغت النفقات الحكومية 142 ترليون دينار، منها 24 ترليون دينار كنفقات إستثمارية، اي بزيادة بلغت 22 بالمائة، زادت النفقات التشغيلية بنسبة 11.5 بالمائة والمديونية بنسبة 21 بالمائة. هذا وتكشف المعطيات المعلنة عن بلوغ العجز الفعلي لسنة 2023 ما قيمته 11 ترليون دينار، تمت تغطيته من الفائض المدور من سنة 2022، مما ينذر بتراجع أكبر مستقبلاً، إذا ما إستمر فشل “ أولي الأمر” في إدارة شؤون بلادنا.

عدوان «الجيران»

قامت طائرات حربية تركية بتدمير مشروع مخصص لتأمين المياه للماشية في منطقة العمادية شمال محافظة دهوك، مما دفع بسكان قرى بلافة وكوهرزي وغيرهم من أبناء الأراضي العراقية المحاذية للحدود، إلى الشكوى من تأثير هذه الإعتداءات المتكررة عليهم، وما تسببه من زعزعة لأمن المدنيين ومن تدمير لظروفهم المعيشية. هذا وما برح الناس يتساءلون، مذ أقامت أنقرة قواعد عسكرية لها في تلك المناطق وشنت العديد من الإعتداءات العسكرية على السكان وانتهكت السيادة الوطنية، عن الحكمة في صمت بغداد وإمتناعها حتى عن إدانة وشجب ذلك، كما كانت تفعل في العادة فيما مضى من الزمان.  

بلد واحد موحد

أكد مستشار أمني لرئيس الحكومة على أن الولايات المتحدة أخرت المباحثات حول إنهاء مهمة التحالف الدولي لخمسة أشهر، رغم نصائح بغداد لها بالإسراع في ذلك لتتوفر للحكومة فرصة الضغط على الفصائل من أجل تخفيض التصعيد. من جهته أكد وزير الخارجية في تصريح صحفي على أن حكومته مهتمة بالإبقاء على قوات حلف شمال الأطلسي في العراق، بإعتبارها قوات إستشارية غير قتالية، يتم الإستفادة منها لتدريب الجيش والشرطة. الناس الذين حيرتهم هذه التصريحات المتناقضة، حسدوا “أولياء أمورنا” على وحدة موقفهم وخضوعهم جميعاً لسلطة الدولة وقدرتهم على تحديد الهدف “المشترك والواضح”.   

عراق فدرالي

نقلت وكالات الأنباء عن مجلس القضاء رفضه إنشاء أقاليم جديدة لأنها تهدد وحدة العراق وأمنه، معتبراً قيام إقليم كردستان نتاجاً للآثار السلبية التي أفرزتها السياسات الفاشلة للنظام السابق، وإنه كان موجوداً بواقعه الجغرافي والقومي، قبل إقرار الدستور 2005. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الدستور ينص في مادته الأولى على أن العراق بلد اتحادي وإن هذا الدستور ضامن لوحدة البلاد. كما ينص في مادته 119 على حق كل محافظة أو اكثر تكوين اقليم، في وقت وردت فيه كلمة اتحادية 54 مرة، وتم التأكيد على مبدأ الفصل بين السلطات، فللسلطة التشريعية فقط حق تعديل الدستور، بعد موافقة الشعب. 

غلاء بدون حدود

على ضوء بيانات الأسعار الصادرة من الجهاز المركزي للإحصاء، سجلت أسعار السلع والخدمات في العراق إرتفاعاً بنسبة 18 بالمائة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وتصدّرت اللحوم والأسماك والألبان والنقل والصحة والمطاعم قائمة الزيادات بنسب تراوحت بين 25 و 38 بالمائة. هذا وفيما لم تنخفض أسعار أية مادة كانت خلال هذه الفترة، حذر الخبراء من مغبة استمرار معدلات التضخم في الإرتفاع، والفشل في رسم وتنفيذ خطط لتأمين مختلف السلع سواء بالإنتاج المحلي أو الاستيراد، مما سيفاقم من مشكلة الأسعار ويترك تأثيرات اجتماعية سلبية على المواطن ويزيد من معدلات الفقر، ويفاقم التفاوت الطبقي المريع.

***************************************************************************************************************

الصفحة الرابعة

وقفة اقتصادية.. دور الضرائب في توزيع الموارد والمداخيل

إبراهيم المشهداني

واجهت الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الاحتلال في عام 2003 تحديات كبيرة في عملية استحصال الضريبة من دوائرها المتخصصة وبالأصل استحصالها من المصادر الخاضعة لها سواء كانت ضرائب الدخل او ضرائب العقارات او الضرائب والرسوم الكمركية فضلا عن الضرائب المفروضة على استيراد السلع والبضائع التي يتعامل بها المستوردون الكبار على وجه الخصوص المتعاملون مع نافذة البنك المركزي.

ومن الواضح أن هناك فارقا كبيرا بين التقديرات الضريبية والمبالغ الفعلية المتحصلة منها   ويعود السبب في ذلك إلى قدم الأساليب  والتقصير المتعمد أو غير المتعمد في تطبيق القوانين واللوائح الخاصة باستحصال الضريبة الأمر الذي انعكس على ضآلة نسبة الضريبة إلى حجم الواردات في الموازنات السنوية، فعلى سبيل المثال يتم في العادة تقدير المبلغ الضريبي بين(2-3) تريليون دينار أي ما يعادل (1،1 ) مليار دولار،  في حين التقديرات الحقيقية تتجاوز الـ7 تريليون دينار أي ما يعادل (4،8) مليار دولار،  وهذا التدني في التحصيل الضريبي يرجع إلى جملة من التحديات نذكر منها بدائية الأساليب عبر الاستخدامات الورقية التي لا تنسجم  مع تزايد المجالات  الخاضعة  للضريبة وهذا هو التحدي الأول، اما التحدي الآخر فيتمثل في التهرب الضريبي المقصود او حالات الإعفاء من دفع الاستحقاق الضريبي على الشخصيات أو الشركات الاستثمارية التابعة لجهات متنفذة في السلطة أو عن طريق دفع الرشاوى مقابل تخفيض مقدار الضريبة بأرقام فلكية،  وهذا يرتبط بالوضع التاريخي للدوائر الضريبية المصابة بأمراض مزمنة من الفساد والتلاعب في تخمين الضرائب، والتحدي الثالث يتمظهر بتجاهل فرض الضريبة على أصحاب الدرجات الخاصة  بالإضافة إلى رواتب الرئاسات .

ويجدر في هذا المجال الإشارة إلى ميادين الضريبة فان الضرائب المتحصلة من رواتب موظفي الدولة هي  الأكثر ضمانا  لأنها  تستقطع من الرواتب قبل توزيعها على موظفي الدولة ولا مجال من التهرب من دفعها،  أما الموطن الآخر ينطبق على أصحاب المهن وتجار المفرق ومكاتب العقار مثلا  فهي مبالغ محددة وفق معايير اعتادت عليها دوائر الضريبة وأمانة بغداد فغير خاضعة  للمعايير النسبية،  وما يتعلق بمزاد العملة في البنك المركزي  والذي لديه النصيب الأكبر من قيم الضريبة  عدم وجود تنسيق  دقيق  بين دائرة التحويلات الخارجية في البنك المركزي وهيئة الضرائب العامة وهذا ما انعكس على المقدار الضريبي المتحصل من حجم المبالغ المحولة إلى الخارج لأغراض الاستيراد،  وما يفاقم من المشكلة أن الاموال التي تخرج لن تعود بنفس الكمية، اذ في الغالب ما يصار إلى تهريبها إلى المصارف الأجنبية عبر تزوير الوثائق،  ولهذا فإن نسبة الضرائب المتحصلة من هذه النافذة لا يتعدى الـ 10 في المائة من مجموع المبالغ المحولة من النافذة.

  ومما هو جدير بالذكر ان التضخم بطبيعته يؤدي إلى إعادة توزيع الدخول الحقيقية للشرائح الاجتماعية المختلفة لأن الدخول النقدية والأسعار لا تزداد بالنسبة نفسها للقطاعات كافة، إذ أن التفاوت في درجة ارتفاع أسعار السلع والخدمات يؤدي إلى زيادة الدخول لشرائح اجتماعية على حساب شرائح اجتماعية أخرى، والنتيجة تنعكس سلبا على المستوى ألمعاشي لهذه الشرائح فتدني المستوى ألمعاشي يكون من نصيب أصحاب الدخول الثابتة (التعاقدية) كالموظفين وجميع الذين يعيشون على المعاشات التقاعدية والإعانات والمدفوعات التحويلية (شبكة الرعاية الاجتماعية) وكذلك بعض الحرفيين الصغار والعمال الزراعيين، في حين ترتفع وبدرجات متفاوتة الدخول الحقيقية لفئة المنظمين وأصحاب المزارع والمقاولين والصناعيين والوسطاء وذوي المهن الحرة وأصحاب الشركات التجارية، لأن دخول معظم هذه الفئات تتسم بالمرونة والاستجابة السريعة لتغيرات المستوى العام للأسعار.

لهذه الأسباب ولأن لأصحاب الدخول العالية من الكومبرادور والاليغارشية والبرجوازية البيروقراطية والزبائنية لهم القدرة بما يمتلكون من أدوات ونفوذ السلطة لها القدرة على التهرب الضريبي والتحايل على الوعاء الضريبي فإن الفارق في الالتزام الضريبي عن الشرائح الاجتماعية الأخرى بما فيها شريحة الموظفين ما يتطلب من السلطات على اختلافها إعادة النظر بالتشريعات الضريبية وتحسين أدوات استحصالها عبر ادخال الحوكمة كنظام وأتمتة وصولا إلى عدالة التوزيع.

********************************************************************************************

الحكومة تسعى الى تغطية 70 في المائة من التعاملات المالية رقمياً

الفاسدون يعرقلون «الدفع الإلكتروني»..  ومالية البرلمان تطالب بضمانات لتعزيز ثقة المواطن

بغداد ـ محمد التميمي

في بلد ينهشه الفساد من كل حَدَب وصوب، ويتصدر قوائم الدول الموبوءة بالفساد لابد للقوى المتنفذة فيه من التصدي لأية محاولة أو مسعى يقوّض فسادها أو يهدد مصالحها.

وواحدة من هذه المحاولات التي تحاول ان تحاصر فساد تلك القوى، هو نظام الدفع الإلكتروني.

والى جانب ذلك، لا يزال تطبيق هذا النظام بحاجة الى ثقة المواطن بالمصارف وهي المنعدمة عموماً، والى العروض التحفيزية والخدمات التي من شأنها جذب الغالبية التي تنأى بنفسها عن القطاع المصرفي.

الفاسدون يعرقلون..

وقال عضو اللجنة المالية النيابية، جمال كوجر: «اننا بحاجة الى «تكاتف مختلف الجهود لإنجاح هذا النظام، وإشاعة هذه الثقافة»، مشيراً الى ان «الفاسدين يعرقلون تطبيق هذا النظام، الذي سيقضي على الكثير من عمليات الفساد وتهريب الأموال».

وأضاف كوجر في حديث مع «طريق الشعب»، ان «نجاح نظام الدفع الإلكتروني في العراق مرهون بتعزيز ثقة المواطن بالنظام المصرفي. هذا الامر اضحى ضرورة كون الثقة معدومة في الوقت الراهن»، مبينا «اننا بحاجة الى إيجاد بنية تحتية رصينة لضمان تطبيق نظام الدفع الإلكتروني، وحماية أموال الناس وتعاملاتهم المالية».

3 في المائة فقط

بالعودة الى دراسة أعدها البنك المركزي العراقي عام 2018، فإن نسبة العراقيين الذين لديهم حسابات مصرفية لا تتجاوز 3.2 في المائة من مجموع سكان البلاد، ويبلغ عدد المصارف الحكومية في العراق 7 مصارف، إضافة إلى 25 مصرفا تجاريا أهليا، و3 مصارف أهلية إسلامية، و3 فروع لمصارف إسلامية أجنبية، وذلك وفق الموقع الرسمي للبنك المركزي.

أما عن عدد المصارف الأجنبية التجارية، فيبلغ 16 مصرفا لتركيا ولبنان وإيران والأردن، مع الأخذ بالحُسبان أن البنك المركزي وضع 7 من هذه المصارف تحت الوصاية مع تصفية أعمالها في البلاد عام 2020، مع وجود مكتب لمصرف «سيتي» الأميركي وآخر لمصرف «كوميرز» الألماني، حيث يتخذان من فندق بابل في بغداد مقرا لهما.

ليس صعباً ولكن..

وللغوص أكثر في التفاصيل، اعتبر المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، ان انتقال الشعب من اقتصاد قائم على الكاش والدفع النقدي الى الدفع الإلكتروني يمثل «قفزة كبيرة»، مؤكدا أن «الدولة هيّأت كل التشريعات والإمكانات لإنجاح عمل هذا النظام».

وأضاف قائلا لـ»طريق الشعب»، ان «الأهم هو تحول الدولة الى الدفع الإلكتروني وعدم تسلم اية معاملات نقدية، وهذا سيشكل تقدما بنسبة 50 في المائة في سبيل تعويد الناس على الدفع الإلكتروني. واعتقد ان دخول العراق في عصر المدفوعات الإلكترونية ليس بالأمر الصعب».

وأردف، أنّ «هناك 50 مليون هاتف ذكي في العراق، لذلك فان الامر سهل، لكن بشرط ان تكون هناك تسهيلات لعملية الدفع الإلكتروني»، مؤكداً انه في حال اصبحت جباية الدولة الكترونية، فستكون هذه خطوة مهمة.

وتابع قائلا: إن «هذا الملف أدخل الحكومة في حرب مع الفاسدين والمستفيدين من الوضع الراهن، الذين يبثون شائعات مضللة، ويعرقلون اي مساع تقوض فسادهم ونفوذهم».

واكد أن الحكومة ماضية في تنشيط وتوسيع العمل بهذا النظام، وستخضع هذه العملية الى تقييم بعد 6 اشهر، لمراجعة ما انجز.

وخمّن صالح، ان العراق خلال السنوات الثلاث المقبلة «سيغطي 70 في المائة من مدفوعاته عبر نظام الدفع الالكتروني».

اكثر من 90 تريليونا!

من جانبه، رأى الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن المشهداني، ان عملية التحول الرقمي حتى الآن لا تزال في بداياتها، فيما أكد أن التحدي الأكبر هو نشر هذه الثقافة وتعزيز ثقة الناس وتقديم ضمانات لهم بالحفاظ على أموالهم.

وقال المشهداني في حديث مع «طريق الشعب»، انه «حتى اللحظة لم نر أي تركيز على الإعلانات والترويج لثقافة الدفع الإلكتروني، بينما هذا الامر هو الأساس لتعزيز هذه الثقافة، وبالتالي سحب العملة من الجمهور».

وأشار المشهداني إلى ان «90 في المائة من العملة المصدرة مكتنزة لدى الجمهور، والتي تقدر بأكثر من 90 تريليونا. فالحكومة سعت عبر إجراءاتها الى تذليل العقبات، لكن المؤسسات المصرفية لم تقدم أية عروض جاذبة ومغرية للجمهور. ان تقديم الحوافز هو من اهم الأمور التي من شأنها ان تجتذب هؤلاء الناس».

وأكد ضرورة أن تتبنى الحكومة والمصارف موضوع الترويج، وان تقدم الاخيرة خصومات وعروضا تحفيزية تدعم التحول الرقمي. ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن هذا التحول، لا تزال اجهزة الصراف الالي محدودة الانتشار في مركز بغداد وفي منطقة الكرادة تحديداً.

*******************************************************************************************

استياء وغضب في الهندية من تأخر إنجاز المشاريع

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

يثير سوء الخدمات في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، موجة من الغضب والاستياء لدى مواطنيها، حيث شهد القضاء عدة تظاهرات تطالب بتحسين الأوضاع. وهدد منظموها بإقامة اعتصام مفتوح إذا لم تلبَ مطالبهم.

وفي هذا السياق، أكدت الحكومة المحلية أنها ستبدأ مباشرة أعمال التطوير خلال أيام، تلبية لمطالب المواطنين.

غضب

وطالب يوسف مؤيد (أحد سكان حي الشهداء بقضاء الهندية)، الحكومة المحلية الجديدة بتحسين واقع الخدمات وإنجاز مشروع شبكات مياه الصرف الصحي»، مؤكدا «غياب الخدمات منذ اكثر من 15 عاماً في القضاء، وهي مدينة شبه منكوبة».

وعبّر مؤيد عن غضب واستياء مواطني قضاء الهندية في كربلاء، في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، مؤكدا أن «السكان يتوعدون بإقامة اعتصام مفتوح إذا لم يجدوا اهتماما بمطالبهم».

ويضيف أن «من المعيب اليوم ان يطالب المواطن بأبسط الخدمات، مثل تبليط شارع او توفير مياه صالحة للشرب»، وأشار الى «غياب الاذن الصاغية لمطالبنا، سواء من الحكومة المحلية او المركزية».

وذكرت مصادر اعلامية، أن العشرات من أهالي قضاء الهندية قطعوا الطريق الخدمي الرابط بين محافظتي كربلاء وبابل، مطالبين الحكومة المحلية بتحسين الخدمات وإيصال شبكات مياه الصرف الصحي، وتبليط الشوارع، وسبق ذلك تظاهرة أخرى في حي المصطفى (أبو جوعانة) حملت ذات المطالب.

ويعتبر حي ابو جوعانة من اقدم الاحياء الكبيرة والمهمة في القضاء، والذي كان سابقا مثلا للأحياء السكنية الجميلة، لكنه بات اليوم من المناطق المنكوبة في القضاء.

تأخير في الانجاز

يذكر الناشط حسين حيدر، أحد أبناء الحي، أن «ميزانية القضاء من حكومة كربلاء تقدر بـ٧٠ مليار دينار»، وأشار إلى أن «العمل بمشاريع المجاري والطرق وباقي الخدمات بدأ قبل خمس سنوات»، مردفا أن «المشروع الواحد يتأخر إنجازه لأكثر من العام ونصف. بل أن بعضها تأخر لأكثر من 7 سنوات».

ويقول حيدر لـ «طريق الشعب»، أن «منذ ما يقارب سنتين تم حفر شوارع حي أبو جوعانة، ولم يتم اكتمال المشروع بعد»، مشيرا الى ان تأخر إنجاز المشاريع عادة ما يبرر بقلة الأموال، لكن بشكل عام الامر متعلق بسوء الإدارة والتنظيم. كما أن هناك استغلالا وهدرا للأموال، حيث يتم حفر ما يقارب 50 شارعا في ذات الوقت، لكن تم العمل بواحد فقط».

ويضيف، أن «اوقات العمل من قبل الشركات المنفذة لا تتجاوز ساعتين في اليوم، وقد تم ابلاغ القائمقام بهذه المشكلة، خلال اجتماعنا معه، لكنه تجاهل الرد عليها».

قريباَ!

من جانبه، يقول قائمقام قضاء الهندية في محافظة كربلاء، منتظر الشافعي، أن «هناك بعض الاحياء لم تصلها الخدمات بعد، مثل حي الحسين، حي المصطفى، حي الشهداء، حي السلام، حي الزهراء، حي الجمعية». ويرجع سبب التأخير الى عدم اكتمال مشروع المجاري من قبل الوزارة. فيما أكد رفع خطة تطوير الأحياء المذكورة إلى البلديات، وهي بانتظار المصادقة.

ويبين الشافعي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن «أعمال التبليط في قضاء الهندية وصلت إلى نسبة 70 في المائة، بعد مرور خمس سنوات من بدء المشروع، ولا تزال اعمال الانشاء مستمرة».

ويشير إلى انه «تم انتهاء من مشاريع الاكساء في العديد من المناطق».

وفيما يتعلق بالأحياء الزراعية التابعة لقضاء الهندية، يوضح الشافعي أنها مشمولة بالتطوير وفقاً لقرار 320 لتطوير الأراضي الزراعية، مستدركا بالقول أنه تم تخصيص مبلغ «100 مليار دينار من خطة تنمية الأقاليم بالإضافة الى 30 مليار دينار إضافية».

ختاماً، أشار الشافعي الى ان الحكومة المحلية تلقت شكاوى المواطنين من الاحياء المتضررة، واوضحت لهم أن تأخير اعمال التطوير يعود للمشروع الوزاري الخاص بالمجاري.

******************************************************************************************

الصفحة الخامسة

سببه الصرف الصحي والمخلفات القذرة تلوّث «كارثي» يضرب أنهار العراق

متابعة – طريق الشعب

تواجه أنهار العراق، منذ سنوات، تلوثاً كارثياً ظاهرا للعيان، وذلك لأسباب عدة، أبرزها رمي مياه الصرف الصحي والنفايات الطبية والمخلفات الصناعية، في الأنهر الرئيسة، الأمر الذي يفاقم الأزمة المائية المستفحلة في البلاد.

ففي هذا البلد الغني بالنفط الذي يستهلك إنتاجه الكثير من المياه، يرتفع خطر التلوث مع التزايد المطرد لشحّ المياه نتيجة الجفاف والتغيّر المناخي وانعدام العدالة في توزيع الحصص المائية بين بلاد الرافدين ودول الجوار المتشاطئة معها. ويزداد تركّز التلوث في الأنهار توازياً مع انخفاض مناسيب المياه.

وكثيرا ما يؤكد مسؤولون عبر وسائل الإعلام، أن المؤسسات الحكومية نفسها تقف خلف جزء من تلوث الأنهار، فيما تكافح السلطات الاختصاصية لمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الصحة العامة. ويحصل نحو نصف سكان العراق فقط على مياه صالحة للشرب - وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.

أمر خطير وكارثي

المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، يقول في حديث صحفي ان “الغريب في موضوع تلوث أنهار العراق، هو أن غالبية المؤسسات الحكومية تقوم بهذا التلوث”، مبينا أن “من بين هذه المؤسسات دوائر المجاري. فهي تقوم بإلقاء كميات كبيرة من مياه المجاري في نهري دجلة والفرات، من دون أن تمرّ بمعالجة تامة أو بعد معالجة بسيطة”.

ويضيف قائلا أن “غالبية المستشفيات القريبة من النهر تقوم بإلقاء فضلاتها وتصريف مياه الصرف الصحي الناتجة عنها، مباشرة في النهر، وهذا أمر خطير وكارثي”.

وتتسبّب المنشآت الصناعية كذلك في تلّوث المياه، بينها مصانع للمواد البتروكيميائية ومحطات لتوليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى الأنشطة الزراعية التي ينتج عنها ماء البزل. فهذا الماء يعاد مباشرة إلى النهر بالرغم من احتوائه على سموم مرتبطة بالسماد الزراعي – حسب المتحدث باسم الوزارة.

ويرى شمال أنه لمواجهة هذا التلوث، أصدرت الحكومة توجيهات بـ “عدم إقرار أي مشروع في حال عدم ارتباطه بمحطة لمعالجة المياه”.

ضعف الوعي العام

في الشأن ذاته، يقول المتخصص في نظافة المياه في منظمة اليونيسف، علي أيوب، ان “البنى التحتية غير الكافية والقوانين المحدودة وقلة الوعي العام، هي من العوامل الرئيسة المؤدية إلى التدهور الكبير في جودة المياه في العراق”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “ثلثي مياه الصرف الصحي الصناعي والمنزلي، ترمى في الأنهار من دون معالجة. وتصل كميتها إلى 6 ملايين متر مكعب في اليوم”.

ويظهر هذا التلوّث المأساوي بالعين المجرّدة. وأبرز مثال على ذلك نهر ديالى. ففي جزئه المار شرقي بغداد، ترمى يوميا كميات هائلة من مياه الصرف الصحي التي تطرح من محطة مجاري الرستمية، ما جعل مياه النهر خضراء ملوّثة تفوح منها رائحة كريهة خانقة.

ويؤكد أيوب أن “الحكومة أبدت التزامها بتحسين جودة المياه”، لافتا إلى ان وزارة الإعمار والإسكان وضعت خطة لثلاث سنوات تهدف إلى “تعزيز منظومة المياه والصرف الصحي، بما في ذلك مراقبة جودة المياه، لتوفير مياه الشرب الآمنة”.

محطات معالجة

وساهمت يونيسف، بالشراكة مع السلطات العراقية، في إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي في مجمع مدينة الطب. وافتتحت في المرحلة الأولى من المشروع 3 محطات سعة كل واحدة منها 200 متر مكعب في اليوم – وفق رئيس دائرة المشاريع في مجمع مدينة الطب، المهندس عقيل سلطان سلمان، الذي يؤكد في حديث صحفي أنه “سوف يتمّ بناء 4 محطات أخرى سعتها 400 متر مكعب، وذلك في غضون شهرين، موضحاً أنه “بعد معالجة المياه يتم الاستفادة منها لسقي الحدائق وتعزيز خزانات منظومة إطفاء الحرائق”.

وكانت مياه الصرف الصحي الناتجة عن مدينة الطب، تضخّ عبر شبكات الصرف الصحي مباشرة إلى إحدى محطتي معالجة المياه الحكوميتين الرئيستين في منطقة الرستمية شرقي بغداد - وفقا للمهندس.

التلوّث في الجنوب أعلى

في جنوب البلاد، ترتفع معدلات التلوث أكثر. إذ يلجأ السكان إلى شراء المياه المعبأة ومياه الـ”آر أو” للشرب وإعداد الطعام، لأن ماء الإسالة الذي يصل إلى بيوتهم غير صالح للاستهلاك البشري.

ويقول المواطن حسن زوري (65 عاماً)، وهو من محافظة ذي قار، أن “مياه المجاري تصب في النهر مباشرة، وماء الإسالة يصلنا ملوثا”، مبينا في حديث صحفي أنه “سابقاً، كنا نشرب ماء النهر ونغتسل به ونستخدمه في الزراعة، أما الآن فنحن نشتري ماء الشرب”.

وما يزيد الأمر سوءاً هو تفاقم الجفاف مع انخفاض معدلات الأمطار، وتراجع مناسيب مياه نهري دجلة والفرات، جراء السدود التي بنيت في دولتي الجوار تركيا وإيران، رغم اعتراضات بغداد.

وفي هذا الشأن يؤكد المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي حسون أن “نسب المياه التي ترد إلى الأراضي العراقية انخفضت إلى حدّ كبير، وهذا ما يزيد من تركّز التلوث في المياه”.

وكانت السلطات تضخّ سابقا كميات إضافية من المياه لتنظيف المخلفات الملوّثة وتخفيف الضرر. لكن ذلك غير ممكن حالياً في ظل الجفاف والحاجة الماسة للحفاظ على المخزون المائي الاستراتيجي.

تفعيل القوانين البيئية

إلى ذلك، يشدد الناشط البيئي صميم سلام على “أهمية تفعيل القوانين البيئية ومحاسبة كل المتجاوزين على الأنهار، مع توعية وإرشاد المواطنين باستخدام المياه بالشكل الأمثل للمساهمة في خفض التلوث”.

ووفقا لأمير علي الحسون، فإن الحكومة، ولمكافحة تلوث المياه، تراهن اليوم على “عملية تغيير سلوك الفرد العراقي من خلال تعظيم جهد التوعية”، لكنه يؤكد أن هناك أيضاً “رقابة صارمة” على الأنشطة الصحية، موضحاً انه “نفرض على جميع المستشفيات وضع وحدات معالجة لمياه الصرف الصحي”.

ويأمل حسون أن يكون عام 2024 العام الذي تتوقف فيه كل التجاوزات البيئية الناجمة عن الأنشطة الصحية.

*************************************************************************************

أكول.. أموالنا المهدورة

سلام القريني

ساقتني قدماي لحضور مجلس عزاء في منطقة حي الاسرة في كربلاء، وهو من الاحياء القديمة والجميلة، والذي شمله الاعمار والتحديث اسوة بأحياء اخرى صار الكثير من ابناء المحافظة يتباهى بما يحصل فيها من تحسن في خدمات الطرق والمرور. وقد شيدت على الجانب المقابل لحي سيف سعد قاعات مجانية لإقامة المآتم، ربطت بشوارع فرعية وارصفة مبلطة على احسن ما يكون. لكن في الوقت ذاته، صار الوصول إلى تلك القاعات أمرا خطيرا، لا سيما بالنسبة للمشاة. فالطريق السريع الذي يفصل بين الجانبين يتعذر عبوره بسلام دون وجود جسر مشاة. لذلك انشات البلدية جسورا حضارية مكيفة تتوفر فيها سلالم كهربائية، وقامت بتوزيعها في أماكن تم اختيارها للعبور. وفعلا، افتتح واحد او اكثر من هذه الجسور  قبل انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، بعدها توقفت ساعة الزمن وتوقف الاعمار!

ما علينا..

حتى أصل إلى المأتم وأقدم التعازي، دون أن أعبر الشارع ذا الجانبين وأتعرض للخطر، اضطررت ومعي صاحبي، إلى تسلق السلالم التي وجدنا مدخلها قد أغلق بباب من الـ”بي آر سي”، نصفه مفتوح يسمح بالتسلل إلى الداخل بأمان والوصول إلى الجهة الأخرى.

لكن، بعد أن صعدنا السلالم فوجئنا بحجم الخراب.. زجاج النوافذ محطم، والنفايات ملقاة على الأرض والمواد الكهربائية متدلية بعبث من أجهزة التكييف، في مشهد يثير اللوعة في النفس.. هكذا يتم التعامل بأموال البلد، تُهدر دون وازع من ضمير، ودون رقيب يسأل أو يتابع هذا الإهمال المتعمد!

 ويبدو ان مسلسل المقاول الرئيس والثانوي والوهمي وتسديد المستحقات وعدم اقرار الموازنة وتأخيرها، صارت أمورا مألوفة للحكومات المتعاقبة، ما يعقد الامور المالية ويفتح نوافذ للفساد ويعرض الكثير من المشاريع الى العبث والسلب.

************************************************************************************************

مواساة

  • ببالغ الاسى والحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء المناضل الاستاذ الدكتور سعيد غدير، الذي توفي الاثنين الماضي.

والفقيد احد الرجال الافذاذ في طب التخدير في العراق، وكان ضمن كوكبة الشيوعيين الاماجد من ضحايا “قطار الموت”.

له الذكر الطيب دوما ولعائلته وأصدقائه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، الرفيق نائب سكرتير اللجنة المحلية حميد المسعودي ابو ماجد، لوفاة ابن عمه.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

***************************************************************************************

غضب في “أبو غريب” قرار بإخلاء مدرسة متهالكة لا يتضمن إعادة بنائها

متابعة – طريق الشعب

أبدى عدد من أهالي منطقة دويليبة في قضاء أبو غريب غربي بغداد، تذمرهم  من أمر إخلاء “مدرسة امرؤ القيس” الابتدائية الآيلة للسقوط، من دون إصدار أمر بإعادة بنائها وتأهيلها. إذ ينتظر الأهالي تنفيذ قرار صدر منذ العام 2013، يقضي بهدم المدرسة وبنائها، لكنهم يعتقدون أن قرار الإخلاء سيعني بقاءها حطاماً كما هو حال مدارس كثيرة في ناحية “بوابة السلام” التي تتبعها المنطقة.ويعني قرار الإخلاء أن تلاميذ المنطقة سيكون عليهم قطع مسافات بعيدة للدراسة في مدارس تعتمد الدوام المزدوج، دون سقف زمني لإعادة بناء مدرستهم.

وتعد دويليبة من أكبر مناطق الناحية، وتضم أكثر من 5 مدارس تعرضت للهدم أثناء عمليات التحرير من الإرهاب، وأخرى أُغلقت بسبب بنائها من “الساندوتش بانل”. كما تم إغلاق 4 مدارس أخرى في منطقة آلبو منيصير ضمن الناحية ذاتها في بداية العام الحالي، بسبب تهالكها.

أما بناية “مدرسة امرؤ القيس”، فهي مهددة بالانهيار في أية لحظة، على رؤوس قرابة 450 تلميذاً وتلميذة، سيتم تحويلهم إلى مدرسة ثانوية وفق نظام الدوام المسائي، وهي كانت قد شيدت قبل سنوات بتبرع من الأهالي.

المواطن أحمد الناصر، المتبرع بالأرض المشيدة عليها “مدرسة أمرؤ القيس”، يقول في حديث صحفي أن “البنى التحتية في أبو غريب منسية منذ فترة. وبالنسبة لمدرستنا فقد صدر قرار بهدمها وبنائها من جديد منذ عام 2013”، مشيرا إلى ان “المدرسة آيلة للسقوط، وحالياً أصدروا قراراً بإخلائها خلال يومين، وسيتم نقل أكثر من 450 تلميذا إلى مدرسة أخرى، وكل هذا بسبب إهمال الوحدة الإدارية. إذ لا نضع اللوم كله على وزارة التربية. فالوحدة الإدارة هي المسؤولة عن هذا الأمر”.

أما رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة عودة عبد الله، فيقول أنه “تبرعنا ببناء مدرسة ثانوية سننقل فيها تلاميذ (مدرسة أمرؤ القيس) للدوام المسائي”، لافتا في حديث صحفي إلى أنه “نسمع منذ عام 2013 أنه ستتم إحالة مشروع هدم وبناء المدرسة من المحافظة أو الوزارة، والكلام غير صادق من الكل، سواء عبر فيسبوك أو بالوعود الانتخابية”.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في قسم تربية أبو غريب، قوله أن “هناك مدارس كثيرة بحاجة إلى بناء، وأغلبها تمت إحالته وينتظر المصادقة على الموازنة. أما بخصوص (مدرسة امرؤ القيس) فتمت إحالتها قبل أيام إلى مكتب وزير التربية”.

******************************************************************************************

زراعة الزبير: بذور الوزارة ومبيداتها غير كافية

متابعة – طريق الشعب

أفاد مدير شعبة زراعة قضاء الزبير صالح حسن لعيبي، بأن كمية البذور والمبيدات التي تزودهم بها وزارة الزراعة لموسم الحنطة والشعير قليلة جداً، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “الشعبة لا تستطيع متابعة جميع مزارع القضاء التي تمتد لـ 20 ألف دونم، لأنها لا تمتلك إلا سيارة واحدة وليس لديها المال لتعبئتها بالوقود”.

وأضاف قائلا أن “89 مزرعة تنتشر في مناطق متعددة مثل اللحيس والراحة والنجم الجنوبي والغربي والشرقي ومقاطعة 13 الرميلة والكريطات، وجميعها بحاجة إلى البذور والمبيدات”، موضحا أن المبيدات التي تصلنا لا تكفي لمكافحة الآفات التي تصيب المحصول.

وتابع لعيبي قائلا أن “المساحة المقررة ضمن الخطة الزراعية لهذا الموسم هي 20 ألف دونم، والمبيدات التي زوِّدنا بها تكفي لمساحة 1799 دونما فقط”، مشيرا إلى ان “هناك مزارع داخلة في خطة الوزارة تتسلم كافة المستلزمات، ونقوم بتسويق محصولها، وأخرى لا تتسلم ما يكفي”.

وأكد أنه “نعاني صعوبة الوصول إلى جميع مزارع الزبير، بسبب عدم وجود وسائل نقل كافية. فدائرتنا لديها سيارة واحدة فقط، ولا نمتلك حتى ثمن شراء الوقود لها”.

من جانبه، قال مدير قسم المزروعات في مديرية زراعة البصرة صالح مهدي، أن “دائرتنا تتابع بشكل مستمر مع شعبة الزراعة في الزبير لتنفيذ حملات مكافحة الآفات الوبائية، مع دعم الشعبة بالمبيدات”، مبينا في حديث صحفي أن “هناك مشكلة في التجهيزات والمستلزمات الواردة من دائرة وقاية المزروعات في الوزارة. فكمية المبيدات لا تغطي المساحة المزروعة في عموم البصرة وليس الزبير فقط، وهذا الأمر خارج عن إرادتنا”.

***************************************************************************************

في المثنى الأشد فقرا ارتفاع أسعار اللحوم يحرم الأهالي منها!

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

شهدت محافظات البلاد خلال الفترة الأخيرة، ارتفاعا ملحوظا في أسعار اللحوم الحمراء، دون سابق إنذار، الأمر الذي جعل عائلات كثيرة تزيل هذه المادة الغذائية من قائمة أطعمتها المعتادة.

ومن أبرز المحافظات التي تأثرت بهذا الغلاء، هي محافظة المثنى، المعروفة بأنها أفقر محافظات البلاد، بالرغم من كونها تمتلك ثروات مهمة!

وتضرر من هذا الغلاء غير المعهود، المستهلك والبائع على حد سواء. فالقصاب الواحد كان يبيع يوميا نحو 15 ذبيحة، واليوم بات لا يتمكن من تصريف نصف هذه الكمية.  

ارتفاع جنوني

يستغرب القصاب ابراهيم كامل، الذي يقع محله عند مدخل سوق السماوة الكبير، من “هذا الارتفاع الجنوني في سعر لحوم الغنم والبقر”، مبينا في حديث لـ “طريق الشعب”،  أنه كان يبيع الكيلوغرام من لحم الغنم بـ14 ألف دينار، ومن لحم البقر بـ12 ألف دينار، أما الآن فيتراوح سعر الأول بين 18 و24 ألفا، والآخر بين 14 و16 ألفا.

ويلفت كامل إلى أن حركة سوق اللحوم ضعفت، الأمر الذي أضر القصابين كثيرا.

أما القصاب مثنى كاظم، فيرى أن سعر اللحوم قد يواصل الصعود كلما اقترب شهر رمضان، شأن بقية المواد الغذائية، مشددا في حديث لـ “طريق الشعب”، على أهمية أن تسيطر الشرطة الاقتصادية على الأسعار في الأسواق، وتحاسب الباعة المخالفين، وتراقب الأسعار أيضا في ساحات بيع الماشية.

وينوّه كاظم إلى أن أسعار ملحقات الذبيحة، مثل “الباجة” و”المعلاك”، زادت أيضا قرابة النصف.

أسباب الغلاء

يرى الخبير الزراعي حسن علي، أن هناك أسبابا عديدة لارتفاع أسعار اللحوم، مبينا لـ “طريق الشعب”، أن “من أبرز الأسباب: زيادة الطلب المحلي على اللحوم، وانتقال معظم مربي الماشية باتجاه مناطق البادية لتوفر الغطاء العلفي، ومياه المطر”.

ويتابع قائلا أن “نفوق أعداد كبيرة من الماشية بسبب الجفاف، ساهم هو الآخر في ارتفاع أسعار اللحوم”.

ويقدم علي جملة من المقترحات التي يراها تساهم في خفض أسعار اللحوم، أهمها: “فتح باب الاستيراد أمام الدول المصدرة للاغنام والأبقار، منع تصدير الثروة الحيوانية للدول المجاورة،  تسهيل حركة الماشية بين المحافظات ما يسد النقص الموجود في بعضها، مراقبة الأسعار، وذبح الماشية في الأماكن المخصصة الخاضعة للمتابعة من قبل دوائر البيطرة.

هذا ويطالب أهالي السماوة الحكومة الاتحادية بوضع معالجات سريعة لهذه المشكلة، كي لا تتفاقم وتصبح أزمة وتضاف إلى الأزمات الكثيرة الأخرى!

*****************************************************************************************

الصفحة السادسة

«أونروا»: إسرائيل تطلق النار على قوافل المساعدات وتمنع وصولها .. الخارجية الفلسطينية: المطالبة بحماية المدنيين دون وقف الحرب تواطؤ وإضاعة للوقت

متابعة ـ طريق الشعب

يتمادى الكيان الصهيوني يوما بعد آخر في عدوانه الهمجي ضد الشعب الفلسطيني، ومع دخول الحرب يومها 145، اكدت «أونروا»، أن قوات الاحتلال ما تزال تواصل إطلاق النار على قوافل المساعدات وتمنع الوصول اليها، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، تكرار المطالبة بحماية المدنيين الفلسطينيين دون وقف الحرب على غزة، هو تواطؤ وإضاعة للوقت على حساب الدم الفلسطيني.

إطلاق النار على قوافل المساعدات

كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس الأربعاء، انخفاض المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة في شباط الجاري، إلى النصف مقارنة بما كانت عليه في كانون الثاني الماضي.

وأعلنت الوكالة في تقرير عبر موقعها الإلكتروني أنها «غير قادرة على الوصول بأمان إلى شمال غزة وأجزاء من جنوب غزة».

وأضافت أنه «لا تزال قوافل المساعدات تتعرّض لإطلاق النار والسلطات الإسرائيلية تمنع الوصول إليها».

وبينت «أونروا» أن «الإمدادات التي دخلت القطاع انخفضت حتى 26 شباط الجاري بنسبة 50 بالمئة مقارنة بشهر يناير الماضي».

كما أفادت بأن «44 في المائة من مدارس الأونروا أصيبت أو تضررت بشكل مباشر» في القصف الإسرائيلي على القطاع.

وبحسب نتائج فحوص سوء التغذية أجرتها مؤخرا منظمات شريكة في مجموعة التغذية (تابعة للأمم المتحدة)، توجد في غزة زيادة كبيرة في نسبة سوء التغذية الحاد العام لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا.

ووصل سوء التغذية الحاد العام إلى 16.2 في المائة، وهي نسبة تتخطى العتبة الحرجة التي تحددها منظمة الصحة العالمية عند 15 في المائة.

وجه جهاد خضرة، وهو مواطن غزاوي من شمال غزة، صرخة لإنقاذ سكان مناطق الشمال من الموت جوعا في مداخلة خلال مداخلة صوتية على منصة «إكس».

وأكد خضرة عدم إنزال أي مساعدات في شمالي القطاع، قائلا إن السكان هرعوا للشوارع عند سماعهم بخبر إنزال مساعدات، إلا أنهم انتظروا ساعات دون نتيجة.

وفي حديث مؤثر، قال جهاد «إن سكان شمال غزة يموتون يوميا، والوضع أسوأ مما ينشر في الإعلام، حيث لم تصل أي مساعدة للشمال مند مدة طويلة.

وأضاف أن سكان الشمال استنفدوا كل خياراتهم، حتى أن «علف الحيوانات الذي كان المحاصرون يطحنونه لعمل الخبز» نفدت كميته.

تواطؤ وإضاعة للوقت

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الأربعاء، إن «تكرار المطالبة بحماية المدنيين الفلسطينيين دون وقف الحرب على غزة، هو تواطؤ وإضاعة للوقت على حساب الدم الفلسطيني».

وأوضحت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، إن «145 يوما مضت على حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بما تخلفه كل ساعة تزايد في أعداد الشهداء والمصابين والدمار الشامل لجميع مقومات الحياة في قطاع غزة».

وأضاف البيان، أن «الفشل الدولي في وقف الحرب وحماية المدنيين يرتقي لمستوى التواطؤ والمشاركة في الجريمة، ويشكك بمصداقية النظام العالمي ورعايته للقانون الدولي. تؤكد الوزارة أن الطريق لحماية المدنيين ومنع تهجيرهم يتمثل في إجبار إسرائيل على وقف حرب الإبادة على شعبنا كبوابة وحيدة لحماية المدنيين وإغاثتهم، وبدون ذلك ستبقى المطالبة بحماية المدنيين في قطاع غزة مضيعة للوقت وتورط في الجريمة على حساب الدم الفلسطيني».

ارتفاع حصيلة الشهداء

واقتربت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة من الثلاثين ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى، بفعل ارتكاب الاحتلال مزيد من المجازر الوحشية بحق المدنيين العزل.

وقال وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان، إنه في اليوم الـ 145 من الحرب «ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 29 ألفا و954 شهيدا و70 ألفا و325 مصابا منذ السابع من تشرين الأول الماضي».

وأشارت إلى أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 76 شهيدا و110 مصابين خلال الـ 24 ساعة الماضية».

وأوضحت الوزارة، أنه «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم».

ويواصل جيش الكيان الصهيوني قصف قطاع غزة، منذ أكثر من 4 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.

واعترف جيش الاحتلال بمقتل قائد سرية وقائد فصيل من لواء غفعاتي وإصابة 7 عسكريين من اللواء نفسه بجروح خطيرة في معارك غزة.

***************************************************************************************

طلبات اللجوء إلى دول الاتحاد الاوربي تبلغ أعلى مستوياتها منذ 2015

بروكسل ـ وكالات

أعلنت بيانات صادرة عن وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء أمس الأربعاء، ارتفاع طلبات اللجوء في التكتل بنسبة 18 في المائة، لتصل إلى 1.14 مليون عام 2023.

ووفقا للوكالة، فإن السوريين والأفغان يمثلون كبرى الجماعات التي تقدمت بطلبات اللجوء. كما أظهرت البيانات، في تطور جديد، أن الأتراك أصبحوا ثالث أكبر مجموعة من المتقدمين، إذ ارتفع عدد طلبات اللجوء المقدمة منهم بنسبة 82 في المائة مقارنة بالعام السابق.

وأشارت الوكالة إلى أن عدد الفلسطينيين الذين تقدموا بطلبات لجوء وصل إلى مستويات غير مسبوقة، إذ وصل عددهم إلى 11 ألفا و600 بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوضحت الوكالة صعوبة تسجيل أعدادهم بدقة نظرا لعدم اعتراف معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بفلسطين كدولة.

ومرة أخرى، كانت ألمانيا هي الوجهة الرئيسية لطالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي، حيث استقبلت ما يقرب من ثلث الطلبات، في حين استقبلت قبرص أكبر عدد من الطلبات نسبيا، واحدة لكل 78 شخصا.

ويعتبر هذا الرقم الأعلى منذ أزمة المهاجرين التي شهدتها القارة الأوروبية في الفترة بين عامي 2015 و2016.

ومن المتوقع أن تثير هذه البيانات الجدل حول مسألة الهجرة والتوجهات اليمينية المتطرفة، خاصة قبل سلسلة من الانتخابات المحلية والوطنية في أنحاء القارة، بالإضافة إلى انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في حزيران المقبل.

******************************************************************************************

بكين تدعو إلى إزالة العوائق أمام المساعدات الى غزة

نيويورك ـ وكالات

دعت الصين المجتمع الدولي إلى إزالة العوائق أمام المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الواقعة تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية، ومنع وقوع كارثة إنسانية أكبر في المنطقة.

جاء ذلك على لسان القائم بأعمال البعثة الدائمة للصين لدى الأمم المتحدة داي بينغ، في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة الغذائية بغزة.

وقال بينغ: «ينبغي على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لحماية المدنيين وإنقاذ الأرواح ومنع وقوع كارثة إنسانية أكبر».

وأشار أن الأحداث في غزة تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وتتجاوز الحد الذي يمكن للأخلاق الإنسانية والضمير تحمله، مبينًا أن الملايين في غزة مازالوا غير قادرين على العثور على مأوى آمن بعد عدة مرات من التهجير، ومحرومون من أبسط الاحتياجات الأمنية والمعيشية ويواجهون باستمرار خطر الموت والجوع والمرض.

ولفت أن أمل سكان غزة بالبقاء على قيد الحياة يعتمد على المساعدات الإنسانية الدولية، مشيرًا أن مجلس الأمن الدولي اعتمد القرارين 2712 و2720 من أجل حماية المدنيين في غزة وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية.

وأضاف: «هناك صعوبات في إيصال مواد المساعدات الإنسانية إلى غزة بسبب العوائق المتعمدة، ومنذ حوالي شهر انخفضت المساعدات التي تصل إلى غزة عن المتوسط، ولم يتم تسليم أي مساعدات إلى شمالي غزة».

وشدد داي أنه يتعين على إسرائيل تنفيذ قرارات التدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في غزة وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل لشعب غزة.

*******************************************************************************************

أوربا تقترح استخدام ارباح أصول روسيا المجمدة في شراء السلاح لأوكرانيا

بروكسل ـ وكالات

اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة لتمويل شراء معدات عسكرية لأوكرانيا.

وقالت فون دير لاين في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «لقد حان الوقت لبدء مناقشة استخدام الأرباح الاستثنائية من الأصول الروسية المجمدة لنشتري معا معدات عسكرية لأوكرانيا». وكيفية استخدام أصول الدولة الروسية التي تم تجميدها بعد أن اندلعت الحرب في أوكرانيا قبل عامين، هي موضوع نقاش مكثف يثير أسئلة قانونية شائكة.

وخيار مصادرة هذه الأموال يقابل بتحفظ شديد بين الدول الـ 27، لكن الاتحاد الأوروبي يعمل على إيجاد سبل لاستخدام الفوائد الناتجة عنها. وقالت فون دير لاين: «مع أو بدون دعم شركائنا لا يمكننا أن نسمح لروسيا بالانتصار».

وحول وضع الاتحاد الأوروبي عموما، شددت على ضرورة تعزيز السيادة الأوروبية التي تتمثل في «تحمل المسؤولية بأنفسنا عما هو حيوي، وحتى وجودي بالنسبة لنا»، بحسب تعبيرها.

وشددت على أن: «التهديد بوقوع حرب قد لا يكون وشيكاً، لكنه ليس مستحيلاً»، مبينة: «لا ينبغي تضخيم المخاطر لكن يجب أن نكون مستعدين لها».

وهنأت أورسولا فون دير لاين السويد على انضمامها قريبا إلى حلف شمال الأطلسي، وقالت إن ذلك يعد «خطوة تاريخية لهذا البلد ولأمننا المشترك».

**********************************************************************************************

الرئيس الفرنسي لا يستبعد ارسال قوات برية هل يوشك الغرب على التدخل في أوكرانيا؟

عادل محمد

بعد عامين من الغزو الروسي لأوكرانيا، لم يفشل الهجوم الذي سمته أوكرانيا بالمضاد والتوقعات الكبيرة التي صاحبته فقط، بل إن روسيا بدأت بهجوم معاكس. ومن الأمثلة المذهلة على ذلك الاستيلاء على قلعة أفدييفكا.

وليس في الأفق أي مؤشر لصالح أوكرانيا، التي تعاني من نقص في الأفراد، بالإضافة إلى ان استخدام الجنود كوقود للمدافع بات صعبا. ولم تعد عمليات التجنيد القسري في مواقع العمل والسكن، والقاء القبض على رافضي الحرب نافعة. ووفقا للأرقام الرسمية هناك أكثر من 600 ألف أوكراني، في سن الخدمة العسكرية، فروا إلى البلدان الاوربية. والمقاتلون الجدد الممكن تجنيدهم يحتاجون أشهر للتدريب. ومن يدري أين ستكون القوات الروسية حينها؟

وهناك نقص في الذخيرة والمعدات، لأن قدرات الإنتاج الغربية غير قادرة على تلبية الحاجة الأوكرانية، وفي الوقت نفسه تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر اللازمة لحرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

لقد مثلت مرونة روسيا الاقتصادية مفاجأة للإمبريالية الغربية. والعقوبات لا تؤثر على إدارة الكرملين للحرب. ولا يعود ذلك إلى حجم وقوة الاقتصاد الروسي فقط، بل إلى حقيقة أن بلدان الجنوب العالمي مثل الصين والهند ودول مجموعة «بريكس+» لا تنجر إلى الحرب الباردة الجديدة. وتحافظ علاقات طبيعية مع روسيا، والكثير منها يتعاون مع الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، لقد تغير شكل الحرب، وأصبحت حربًا للهيمنة وحرب نظام عالمي بالوكالة بين الإمبريالية الغربية، ونظيرتها الروسية.

تراجع الدعم لكييف

وخلافاً للعام الماضي، عندما طالب 141 من أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالانسحاب، فإن أوكرانيا هذا العام لم تقدم حتى قراراً إلى الجمعية العامة في الذكرى الثانية للهجوم الروسي. خوفًا من أنها قد لا تجد سوى القليل من الدعم. ووفقا للدوائر الدبلوماسية، فقد تغير المزاج، خصوصا بسبب الحرب في الشرق الأوسط. وتشعر بعض الدول بالاستياء بسبب امتناع كييف عن التصويت على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

نقطة تحول

اتسعت الفجوة بين بلدان الجنوب العالمي والولايات المتحدة وحلفائها، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة والانحياز الأمريكي – الأوربي لصالح إسرائيل، فضلاً عن النفاق في التعامل مع حقوق الإنسان والقانون الدولي. لقد اضطرت الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض في مجلس الأمن في 20 شباط الحالي، من أجل منع وقف إطلاق النار في غزة. وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت ثماني دول فقط، بضمنها إسرائيل والولايات المتحدة، ضد وقف فوري لإطلاق النار.

ان صعود الصين إلى مكانة القوة العظمى، وعودة روسيا كقوة عظمى، وطموحات التحول إلى قوة عظمى لدى الهند وعدد من الدول الصاعدة، والثقة المتزايدة لدى مجموعة بريكس، كل هذا يؤشر ان هيمنة الغرب على السياسة العالمية أصبحت من الماضي.

ويبدو ان توقعات الكثير من المتابعين، عند اندلاع الحرب في طريقها إلى التحقق: لا حسم عسكري لصالح الغرب، واي انهاء للحرب سيكون لصالح روسيا، والا فإن خطر حرب عالمية ثالثة هو البديل وهذا لا يريده الغرب وروسيا المنافسة، لان حرب كهذه ستؤدي إلى انهاء هيمنة الطرفين.

ماكرون يصعد والناتو ينفي

يبدو أن الرئيس الفرنسي ماكرون غير آبه بمخاطر التصعيد. في مؤتمر مساعدة أوكرانيا المنعقد في باريس، قررت أكثر من 20 دولة تقديم مساعدات أكبر وأسرع لأوكرانيا. وأعلن ماكرون عن تحالف جديد لتسليم الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى. ولا يستبعد الرئيس الفرنسي استخدام القوات البرية. بعد اختتام المؤتمر، قال ماكرون، لا يمكن استبعاد أي شيء لمنع انتصار روسيا في أوكرانيا. وعلى الرغم من ان الاجتماع لم يتوصل لتصور كهذا، الا ان ماكرون أكد: « لا يمكن استبعاد أي شيء في هذه الديناميكية. سنفعل كل ما هو ضروري لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب». إن هزيمة روسيا ضرورية لتحقيق الاستقرار والأمن في أوروبا. ولهذا السبب يحتاج أنصار أوكرانيا إلى المضي قدمًا.

بالمقابل حذر رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو من «تصعيد خطير للتوترات» مع روسيا. وقال زعيم المعارضة الفرنسية اليساري جان لوك ميلينشون: «إن إرسال قوات إلى أوكرانيا من شأنه أن يجعلنا طرفين متحاربين. والحرب ضد روسيا ستكون جنونا. وهذا التصعيد اللفظي العدواني من قبل قوة نووية ضد قوة نووية كبرى أخرى عمل غير مسؤول. ويجب على البرلمان أن يكون حذرا». وأضاف « ينبغي ألا تكون هناك حرب، لقد حان الوقت مفاوضات السلام في أوكرانيا على أساس الأمن المتبادل».

بعد تصريحات الرئيس الفرنسي، قال السكرتير العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن الناتو ليس لديه خطط لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا. لكنه أكد أن لأوكرانيا الحق في الدفاع عن النفس، «ولنا الحق في دعمها في حماية هذا الحق». وقبل مؤتمر ميونيخ للأمني، قال ستولتنبرغ إن على الناتو الاستعداد «لمواجهة تستمر لعقد من الزمن مع روسيا». أعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن تشككه في فكرة نشر قوات برية غربية في أوكرانيا. ونفى المستشار الألماني اولاف شولتس الفكرة الآن ومستقبلا. وواضح ان أغلبية غربية تراهن على حرب استنزاف طويلة لأضعاف روسيا.

****************************************************************************************

الصفحة السابعة

المرأة في يومها العالمي.. تحديات قانونية ومجتمعية كبيرة

بغداد - نورس حسن

على الرغم من مرور أكثر من قرن على إعتماد الثامن من آذار من كل عام، يوماً عالمياً للمرأة، مازالت معاناة النساء تشكل ظاهرة في الكثير من المجتمعات ومنها بلدنا. وفي أحد الأحياء البغدادية تفترش المواطنة تهاني “بسطيتها” وسط سوق شعبي، لتعرض بضاعتها من مختلف انواع الخضروات، عسى أن تحقق دخلاً يسد بعض متطلبات معيشة عائلتها.

معاناة بلا حدود

لم تتجاوز تهاني (أم فاطمة) الثامنة والأربعين من العمر، الاّ أن ما عاشته من عذابات ومتاعب ترك آثاراً واضحة على ملامحها، وجعلها تبدو عجوزاً هرمة. كانت تحلم كالكثير من النساء، بحياة كريمة، غير أن ضيق الحال ومسؤولية تربية أربعة أولاد، خاصة بعد وفاة زوجها، أجبرها على العمل في أوضاع مزرية.

تقول أم فاطمة، في حديث مع “طريق الشعب”، انها تسكن غرفة مؤجرة مقابل 200 ألف دينار شهريا، وتعدّ بسطية الخضار وراتب الرعاية الاجتماعية، مصدر رزقها الوحيد، في وقت تتعرض فيه باستمرار إلى مضايقات جهات غير حكومية تفرض عليها دفع إتاوات مالية، مقابل عدم رفع البسطية، مشيرة إلى أن راتب الرعاية الاجتماعية ضئيل ولا يتجاوز 200 ألف دينار شهريا، وهو غير كاف لسد المتطلبات اليومية.

  وتضيف أن “المردود المادي الذي أحصل عليه من عمل البسطية قليل أيضاً، فاُجبر في الكثير من الأيام على طلب المساعدة المادية لتلبية بعض المتطلبات التي في مقدمتها دفع إيجار الغرفة والاشتراك الشهري بمولدة الكهرباء”.

وتختتم أم فاطمة حديثها بالإشارة إلى عيد المرأة فتقول “العيد هو أن أعود لبيتي بدخل جيد، لأدفع به الإيجار وأوفر للأطفال مأكلاً وملبساً مناسباً وأوفر متطلباتهم المدرسية التي أسعى معهم إلى استكمالها بنجاح”.

تمييز كبير

وبالرغم من عقود طويلة من السعي لتحقيق العدالة، تواصل النساء النضال من أجل المساواة وإنهاء التمييز.

وتقول النائبة السابقة انتصار الجبوري لـ”طريق الشعب” بهذا الصدد إنه “على الرغم من المكتسبات القانونية الكثيرة التي تمكنت المرأة من تحقيقها على صعيدي القوانين الدولية والمحلية إلا أنها ما زالت تعاني التمييز ولا زال دورها يُّحجم خاصة في مراكز صنع القرار”.

وتوضح بأن “المرأة تعاني من غياب الإنصاف في السلطة التنفيذية وإن هناك تواجداً محدوداً للمرأة في القطاعات الوسطى بسبب المحاصصة الطائفية والصراعات الحزبية التي تُفرض عليها”. وترى ان “فقدان القيادة النسوية في الكثير من القطاعات لا يتناسب مع عدد النساء في المجتمع وبالتالي هناك تغييب لدور المرأة”.

وتشدد الجبوري على أن نضال المرأة لنيل حقوقها سيستمر خاصة وان العراق بلد يتجه إلى النظام الديمقراطي وان المرأة اثبتت جدارتها بالقيادة مقارنة مع الرجال، على الرغم من الإلتزامات المتعددة التي تقع على عاتقها.

تراجع في الرعاية الصحية

وعلى المستوى الصحي تفيد الناشطة النسوية د. وفاء هادي لـ”طريق الشعب” أن “على الرغم من الوعود الحكومية بالارتقاء بالواقع الصحي إلا ان الرعاية الصحية للمرأة ما تزال دون المستوى المطلوب”.

وتقول إن “هناك الكثير من النساء يعانيّن من غياب الرعاية الصحية بل ويتجاوز واقع الحال ذلك إلى الإهمال الأسري لواقع المرأة الصحي وجعلها آلة للعمل لتلبية المتطلبات المنزلية لا أكثر، وفي حال عجزها، يجري الاستغناء عنها وتفضيل زوجة ثانية عليها، بدلا من رعايتها “. وتشدد د. وفاء على ان المجتمع يعاني من تراجع كبير في الثقافة الصحية خاصة بين النساء وان هناك حاجة ملحة إلى تكثيف حملات التوعية بهذا الإتجاه.

وبمناسبة الثامن من آذار تذكر د. وفاء ان أمنياتنا لواقع المرأة الصحي تتكرر كل عام، وان المرأة العراقية قدمت الكثير من التضحيات التي مازالت متواصلة وهي تستحق كل الدعم لتوفير الرعاية الصحية التي تناسبها.

هجوم على ما نالت من حقوق

وتواجه النساء في الأونة الأخيرة حملات منظمة للاطاحة بطموحاتها والنيل من مكتسباتها. وتشير رئيسة منظمة النجدة الشعبية هناء حمود في حديثها مع “طريق الشعب” أن “واقع المرأة في الثامن من آذار هذا العام مبهم وغير واضح خاصة بعد الحملات الأخيرة التي واجهتها منظمات المجتمع المدني وتلك التي تسعى لتمّكين المرأة من تحقيق المساواة والعدالة”. وترى حمود أن “الإستراتيجيات والخطط الحكومية التي وُضعت لتمّكين المرأة وتحقيق المساواة مع الرجال تناقض القرارات الحكومية التي تعمل بالضد من ذلك. إن هناك ضبابية لواقع النساء في البلاد، و غموض حول مسار الإستراتيجيات الدولية التي اقرتها الحكومة”.

جرائم يحميها القانون

وتؤكد المحامية بان المظفر على “إن أعنف سلاح يستخدم عند ارتكاب العنف ضد المرأة هو القانون أو التشريع، فقانون العقوبات مثلاً يتضمن مادتين خطيرتين على النساء، هما المادة 409 والمادة 128. تتعلق الأولى بقتل الزوج لزوجته في حال تلبّسها بالزنا، حيث حدد العقوبة بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات. اما المادة 128، وهي الأخطر، فتعطي المتهم أسباباً تخفيفية بما يسمى بـ”البواعث الشريفة”، والتي يستفيد منها من يشعر من العائلة أو الأقرباء أن شرفه مس واستفز من قضية معينة تتعلق بفتاة أو سيدة، ويتصرف بدافع الغيرة على الشرف، فينال أحكاماً مخففة مع وقف التنفيذ وتنتهي المسألة”. وتتابع المظفر قائلة “للأسف هذا أصبح أمراً متعارفاً عليه في القضايا التي تصل إلى القضاء، وهناك مئات من قضايا قتل النساء، لا تصل إلى القضاء أصلاً. هذه الجرائم تتمتع بحماية قانونية مستمدة من قوة الأعراف والتقاليد العشائرية التي تسود المجتمع”.

وتدعو بان المظفر بمناسبة قرب يوم المرأة العالمي إلى الوقوف وقفة جادة للعمل على تعديل القوانين التي تتعلق بالأسرة والمجتمع، وان هناك حاجة ملحة إلى تشديد العقوبات على كل من يرتكب جريمة قتل او تعنيف ازاء النساء والاطفال.

***************************************************************************************

رابطة المرأة العراقية تستعد لعقد مؤتمرها الحادي عشر.. تطلعات الى مواصلة النضال

بغداد- طريق الشعب

تستعد رابطة المرأة العراقية لعقد مؤتمرها الحادي عشر يوم غد الأول من آذار، الذي يتزامن مع قرب الإحتفال بالذكرى 72 لتأـسيس الرابطة. وقد عبر عدد من الناشطات عن تمنياتهن للرابطيات بمواصلة النضال وتوحيد الجهود من أجل حقوق المرأة والطفل.

وتقول سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل لـ”طريق الشعب” إن الرابطة قد حرصت خلال عمرها النضالي الطويل، على تقديم الأفضل دائماً لتحقيق أهدافها والتي في مقدمتها المساواة للمرأة والسعادة للطفل. ولهذا أولت الرابطة أهمية للمشاركة في الانتفاضات الشعبية ضد الظلم إلى جانب فئات الشعب الأخرى رغم التحديات المجتمعية والقانونية.

وتذكر مروكل أن الرابطة في مؤتمرها المقبل “تحرص على مواصلة النضال والعمل مع المنظمات الشريكة بكافة التخصصات بغية توحيد الجهود لتحقيق المطالب وانتزاعها من السلطة”.

وتشدد على أن “الرابطة تواصل مسيرتها عبر توسيع علاقاتها ونشاطاتها في داخل البلاد وخارجها، فضلا عن الارتقاء بمستوى عملها “.

وتطرقت مروكل إلى برنامج الرابطة قائلة إن “رابطة المرأة العراقية تولي القضية الفلسطينية اهتماماً خاصاً، وتستنكر ما تتعرض له المرأة والطفل في فلسطين من انتهاكات وما يحدث من جرائم إبادة جماعية، وتعلن الرابطة عن تضامنها عبر رسائل الدعم والمساندة مع أهل غزة وتوحيد مواقف المنظمات الوطنية والإقليمية للدفاع عن القضية الفلسطينية.

في هذا السياق تقول عضوة الرابطة الشابة مروة فاضل لـ”طريق الشعب” إن “رابطة المرأة العراقية مدرسة للعطاء الفكري والثقافي والانساني”.

وتلفت فاضل الانتباه إلى أبرز ما حققته الرابطة خلال السنوات الاخيرة قائلة “انها تمّكنت من فتح فروع لها في كافة محافظات العراق فضلا عن الحرص على إنشاء مكتبات خاصة بالمرأة والطفل حيث تقيم ضمنها الفعاليات الثقافية المختلفة ومنها السعي لتنمية قدرات تلاميذ المدارس واقامة الندوات الصحية والثقافية لمكافحة الأمية وغيرها”.

وتقول مروة إن “هناك الكثير من المهام التي تولي رابطة المرأة العراقية أهمية لتحقيقها خاصة وان مظلومية المرأة في المجتمع ما زالت كبيرة وان التحديات كثيرة”.

هذا ووجهت رئيسة منظمة نساء من أجل السلام شذى ناجي تهنئة باسم منظمتها إلى رابطة المرأة العراقية بمناسبة عقد مؤتمرها الحادي عشر. وقالت ناجي لـ”طريق الشعب” إن “رابطة المرأة العراقية مدرسة نضالية كبيرة ساهمت في العديد من الأنشطة العالمية من أجل السلام وحقوق المرأة والطفولة، وشاركت في غالبية المؤتمرات العالمية”، وأضافت “كما انها ضمّت رائدات الحركة النسوية في البلاد، اللواتي قدمن الكثير من التضحيات من أجل نيل المرأة لحقوقها”. وتذكر ناجي أن رابطة المرأة العراقية صاحبة فضل كبير في افتتاح الكثير من الشبكات والمنظمات التي تعنى بحقوق المرأة والطفل في البلاد.

وتلفت السيدة ناجي الانتباه إلى أن الرابطة، وعلى الرغم من التحديات، هي في مقدمة المنظمات التي تدعو الحكومة وبحرص شديد إلى العمل بشكل جاد من أجل انتشال المرأة من واقعها المؤلم وتوفير الحياة الحرة الكريمة لها وحماية حقوقها، إضافة إلى دعوات لإلغاء جميع القوانين والقرارات التي تتقاطع مع الدستور والاتفاقيات الدولية حول الحقوق الأساسية للمرأة.

وتنبه السيدة ناجي إلى أن الرابطة أكدت، طيلة عمرها النضالي المديد، على سعيها لتحقيق العدالة والمساواة بين المرأة والرجل استناداً إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل الإتفاقيات الدولية الخاصة بالقضاء على كل أشكال التمييز.

************************************************************************************

عين المرأة.. 8 آذار مناسبة للتغيير

انتصار الميالي

العراق اليوم في مرحلة شديدة الصعوبة بالنسبة للمهتمات والمهتمين بالشأن السياسي، واشد صعوبة بالنسبة للنساء العاملات في المجتمع المدني، وذلك لأسباب عديدة منها ضعف سيادة القانون وغياب الحلول ، والاقصاء والتمييز ضد الملايين من أبناء الفئات المهمشة.

وقد مر المجتمع بمراحل عصيبة، لكن النساء اثبتن خلالها قدرتهن على حماية أسرهن واعالتها بكرامة وسلام.

لقد اقتحمت المرأة العراقية ميدان العمل المدني والانساني بعد 2003 وأسهمت بنشر الوعي وترسيخ مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية على أسس صحيحة. كما ناضلن لحماية مكتسباتهن واهمها قانون الاحوال الشخصية، الذي يصون وحدة العراقيين والتماسك الاجتماعي، وتضمين حق المشاركة السياسية (الكوتا ) في الدستور العراقي. واقتحمن الميدان الانتخابي كمرشحات وناخبات رغم صعوبة الظروف وانفلات السلاح، الذي  يهدد الكل دون تمييز بين امرأة ورجل.

قبل ايام قليلة مرت الذكرى الـ 13 لتظاهرات 25 شباط ،  وكانت أولى محطات الاحتجاج على نهج المحاصصة وتقاسم السلطات، وأسهمت النساء والفتيات بدور مميز فيها، خصوصا عضوات وصديقات رابطة المرأة العراقية اللواتي كن في مواقع قيادتها على مستوى بغداد وبعض المحافظات. وجاءت انتفاضة تشرين، الانعطافة التي ارعبت أسياد نهج المحاصصة والفساد حتى اليوم، لتقتحم  النساء العراقيات الساحات وبقوة للتعبير عن مواقفهن، وخرجن من دائرة الصمت والخوف وتعالت أصواتهن مطالبة بحقوق الشعب المشروعة، وضاغطة على اصحاب القرار كي يتوجهوا صوب التغيير.

ومقابل منح المرأة حق ‘الكوتا” تراجعت مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار. والأخطر هنا هو التغييب المتعمد للنساء، رغم ان لأشراكهن  اثرا ايجابيا في تنمية العراق وتقدمه في  قطاعات متعددة.

واليوم ونحن ندخل شهر آذار، يقف العراق امام مرحلة تتطلب توحيد المواقف والجهود لوضع برامج عمل ملموسة للتمكين الاقتصادي والسياسي، ولتوفير الحماية القانونية للنساء، والاهتمام بألزامية التعليم ، وتعديل النصوص التي تبيح العنف، والتأكيد على محاسبة مرتكبيه، وتوجيه الاعلام ليلعب دورا بارزا في توعية المجتمع. ان كل هذه العوامل ومعها توفر ارادة سياسية موحدة، كفيلة بتعزيز قدرتنا على مواجهة الازمات، والخروج منها نحو الاستقرار الاجتماعي والامني والاقتصادي والسياسي في العراق.

************************************************************************************************

حوار بين جيلين  حول الخطاب النسوي

بغداد ـ طريق الشعب

نظم مركز المعلومة للبحث والتطوير - فريق (هي ثورة) جلسة حوارية في بغداد، حول الخطاب النسوي مابين الجيلين ضمن مشروع نساء من أجل الديمقراطية، وبحضور الرائدات النسويات وعدد من نسويات الجيل الحالي وممثلات عن المنظمات النسوية وذلك في يوم الأحد الموافق 25 شباط 2024 في قاعة المركز.

بدأت الجلسة بالترحيب والتعريف من قبل انتصار الميالي، أعقبتها براء محمود بمداخلة للتعريف بالمركز والهدف من مشروع الجلسة. ثم جرى الحديث عن أهم المحطات التي واجهت النسويات حيث تمت استضافة السيدات الرائدات (لامعة طالباني، شميران مروكل، هناء ادوارد)، فتحدثت كل منهن عن محطات من النضال النسوي، لم يخلن من التحديات والصعاب، ونقلن صوراً من حياتهن، وكيف تخطّين المخاطر وأصررن على المضي قدماً بالعمل.

الشابات اللواتي شاركن في الجلسة تأثرن كثيرا بعد الاستماع إلى قصص التضحيات وحجم العمل وكيفية تأثيرهن بالمجتمع، ووجدن أن مثل هذه الجلسات مهمة للتعلم وأخذ النصائح من جيل الرائدات من أجل عبور هذه المحطات وخلق نوع من الحوار والتواصل بين الجيلين.

توفر هذه الجلسات مساحة آمنة للنساء وللحوار النسوي وردم الفجوات مابين الجيلين وفتح الباب لحوار مشترك والاستفادة من نقل التجربة. هذا واختتمت الجلسة بعدد من التوصيات، منها (أهمية العمل المشترك والمثابرة والدفاع عن حقوق الناس عامة وحقوق المرأة خاصة، وأهمية التأثير والتأثر بقضايا الناس والإنطلاق من حاجتهم والإيمان بالقضية والدفاع عنها ومواكبة الأحداث والإستفادة من كل الفرص رغم التحديات والتصدي للمسؤولية والإصرار على تحقيق التغيير.

*************************************************************************************************

الصفحة الثامنة

هكذا تتمظهر المجاعة فـي قطاع غزة

 د. ماهر الشريف*

«أنا لا أستطيع إطعام أطفالي»، هذا ما ينقله موقع «ميدل إيست آي»، في تقرير بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير الفائت، عن رب عائلة فلسطينية بقيت مقيمة في شمال قطاع غزة، الذي يقول: «لا يوجد شيء للأكل، فمنذ بداية الحرب، لم نأكل أي فاكهة أو خضار، ولا يوجد لدينا دقيق لصنع الخبز، ولا معكرونة لطهيها، ولا لحم، ولا جبن، ولا بيض: لا شيء، أما السلع المجففة، مثل العدس والفاصوليا، فهي إما لا يمكن الحصول عليها أو تباع بمبلغ يزيد بـ 25 ضعفاً عن سعرها الأصلي».

ويتابع شهادته فيقول: «أشهد بألم شديد معاناة أعز الناس عليّ: أطفالي الصغار الذين يتوسلون إليّ أن أعطيهم طعاماً مهما كان، ووالدتي المصابة بالسكري التي تتضور جوعاً في صمت... يبدو المشهد وكأنه شيء من فيلم رعب، نحن نشبه هياكل عظمية تمشي... لدينا بعض الأرز، الذي تمّ تخزينه لشهر رمضان المبارك، ولكن حتى هذا الاحتياطي ينفد، نحن نأكل فقط وجبة صغيرة من الأرز يومياً، لأنه يتعيّن علينا تقنين ما لدينا... عندما نجوع، بدلاً من أن نأكل، ننام»، ثم يضيف: «يجب طهي الطعام، ولكن لا يوجد غاز، لذلك يقوم معظم الناس بالطهي على النار؛ نحن نستخرج الخشب من بيوتنا المهدمة: من خزائننا، وأثاثنا، وألعاب أطفالنا الخشبية»[1].

المجاعة تفتك بالغزيين في شمال القطاع بصورة خاصة

يعاني سكان المناطق الشمالية في قطاع غزةـ أكثر من غيرهم بكثير من المجاعة، وخصوصاً بعد أن قرر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في 19 شباط/فبراير الجاري، تعليق توزيع المواد الغذائية في هذه المناطق حتى تتحسن الظروف الأمنية، والتغلب على العوائق المتعددة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي، وكذلك على الفوضى التي انتشرت عند وصول قوافل المساعدات، ولا سيما إثر سماع دوي إطلاق نار بالقرب من شاحنات المساعدات، وقيام حشد من السكان بالهجوم على شاحنة مساعدات تحمل حمولة من الدقيق، واختطاف ما كانت تحمله، علماً بأنه لم تصل إلى الشمال، في ستة أسابيع، سوى خمس قوافل تابعة للأمم المتحدة[2]. وقد تظاهر عشرات الأطفال في شمال القطاع فيما تبقى من الشوارع، احتجاجاً على نقص الغذاء والماء بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي، وحملوا لافتات كُتب عليها: «أحلم بالخبز» و»نريد الطعام»،

وقالت آيات عاشور (10 أعوام) لوكالة أنباء الأناضول: «نحن نموت جوعاً، وليس لدينا ما نأكله، ونحن مجبرون على تناول طعام الحيوان». وأضاف عمر: «نتناول وجبة واحدة في اليوم، بكميات محدودة جداً، تتكّون أساساً من الماء ومعجون الطماطم»[3]. ومن أجل إطعام أطفاله الخمسة، قرر شادي جنينة طحن حبوب الحيوانات، وأوضح قائلاً: «نبحث عن طعام الطيور والحيوانات والماشية، كالشعير والذرة والقمح والأعلاف، ونطحنها إلى دقيق»، مضيفاً أن الخبز الذي يحصل عليه «جاف وغير مصنوع للبشر»، لكننا «مجبرون على أكله لتلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالنا». أما محمد نصار، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، من مخيم جباليا فيقول: «لن نموت من القنابل، بل من الجوع»، و»مشكلتنا الأكبر هي أن ما تبقى من الطعام باهظ الثمن، ولا نستطيع تحمله»، ذلك إنه منذ بداية الحرب، «ارتفع سعر كيلو الطماطم، عند توفرها في الأسواق، 20 ضعفاً ووصل إلى 50 شيكلاً (حوالي 13 يورو)».

وبعد أن تلاحظ مراسلة صحيفة «لوموند» الباريسية كوتيلد مرافكو أن السكان في شمال القطاع «باتوا يعجنون الآن الخبز المصنوع من البذور أو من أغذية الحيوانات المطحونة»، للبقاء على قيد الحياة، تنقل عن محمد صيام، وهو ممرض يعمل لدى منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، قوله: «ليس لدينا خيار آخر، لا يوجد دقيق أبيض»، ويضيف: «يجب أن يكون هناك وقف عاجل لإطلاق النار، فقد بدأ الجوع يظهر، وفقد الناس الكثير من الوزن، وكل يوم، يفقد كبار السن حياتهم لأنهم لا يحصلون على ما يكفي من العناصر الغذائية لأن الطعام غير صحي، نحن نعيش من دون بروتينات طبيعية أو فواكه أو خضروات، لا شيء».

ويقول أندريا دي دومينيكو، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية: «هناك 300 ألف شخص في الشمال، وليس لدي أي فكرة عن كيفية بقائهم على قيد الحياة، ذلك إن ما استطعنا نقله إلى الشمال لا يكفي على الإطلاق؛ هذا بؤس خالص»، ويضيف: «في كل مرة نعبر حاجز وادي غزة (المعبر الشمالي) بالمساعدات، يظهر آلاف الأشخاص ويعترضون الشاحنات ويفرغونها»، ناهيك عن المظاهرات التي تقوم بها الجماعات اليمينية المتطرفة الإسرائيلية التي تريد عرقلة الشاحنات أمام نقطة الدخول إلى غزة، وعن الحاجة إلى وجود خبراء لإزالة الألغام على متن الشاحنات، بسبب الذخائر العديدة غير المنفجرة في الشمال. وصرّحت منظمة «المطبخ المركزي العالمي» غير الحكومية، التي تقدم آلاف الوجبات الساخنة يومياً، أنها «أُجبرت» على مغادرة مدينة غزة في الشمال وانتقلت إلى رفح»[4].

المعاناة من الجوع لا تقتصر على شمال القطاع

أما في جنوب قطاع غزة، فإن الوضع الإنساني ليس أفضل بكثير، إذ تظل المئات من شاحنات الأمم المتحدة التي تحمل المساعدات عالقة في مصر، ويجري تفتيشها من قبل الإسرائيليين لفترات طويلة، كما أن معبر رفح «غير منظم تماماً بسبب الهجمات على موظفينا والهجمات على شاحناتنا التي يتم نهبها»، وفقاً لمنسق الأمم المتحدة، الذي أشار إلى أنه «اعتباراً من يوم الأربعاء 21 فبراير/شباط، لم يتبقَ سوى يومين أو ثلاثة أيام من الاحتياطيات في رفح»، بينما كانت تدخل القطاع، قبل الحرب، 500 شاحنة يومياً [5]. ويزداد خطر المجاعة في وسط القطاع كذلك، إذ قال وسام الزعانين، الذي يعمل طبيباً عاماً في عيادة الهلال الأحمر في دير البلح، إن «هناك نقصاً كبيراً في الغذاء في جميع مناطق قطاع غزة، لقد شهدت العديد من حالات سوء التغذية والجفاف، كما أعالج حالات التهاب المعدة والأمعاء والإسهال الناتج عن التسمم الغذائي»، وأضاف: «لقد قام معظم الناس بتقليل وجباتهم إلى وجبة أو اثنتين يومياً ويتكّون نظامهم الغذائي بصورة أساسية من السلع المعلبة، إذ لا يكون هناك في بعض الأحيان خبز وأرز ومعكرونة على الإطلاق»[6].

في 12 شباط/فبراير الجاري، قال «برنامج الأغذية العالمي» إن جميع سكان قطاع غزة «يعانون من مستوى غير مسبوق من الظروف الشبيهة بالمجاعة، ويجد حوالي 550 ألف شخص أنفسهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي الكارثي، في حين يتأثر جميع السكان بالصراع»[7].

وكشف تقرير أصدرته «مجموعة التغذية العالمية» في 19 الشهر الجاري، بعنوان: «تحليل الوضع الغذائي في غزة»، أن فحوصات التغذية، التي أجريت في الملاجئ والمراكز الصحية في شمال القطاع، أظهرت «أن 15.6% من الأطفال دون سن الثانية، أو 1 من كل 6 أطفال، يعانون من سوء التغذية الحاد، ويعاني ما يقرب من 3%، من بين هؤلاء، من الهزال الشديد، وهو الشكل الأكثر فتكاً من سوء التغذية، والذي يعرض الأطفال الصغار لخطر المضاعفات الطبية والوفاة إذا لم يتلقوا العلاج الطارئ». ووجدت فحوصات غذائية مماثلة أجريت في رفح في الجنوب، حيث كانت المساعدات متاحة بشكل أكبر، «أن 5% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد».

وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف لشؤون حماية الطفل، إن قطاع غزة «على حافة انفجار في وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها، والتي وصلت بالفعل إلى مستويات لا تطاق»، وأضاف: «لقد حذرنا منذ أسابيع من أن قطاع غزة على شفا أزمة غذائية، وإذا لم ينتهِ الصراع الآن، فسوف يستمر الوضع الغذائي للأطفال في التدهور ويؤدي إلى وفيات يمكن تجنبها أو مشاكل صحية سيكون لها عواقب طوال حياة هؤلاء الأطفال، ومن المحتمل أيضاً أن تمتد لأجيال قادمة»، ملاحظاً أنه قبل الحرب التي شهدتها الأشهر الأخيرة، «كانت حالات الهزال نادرة في قطاع غزة، حيث كان 0.8% فقط من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد»، بينما «يواجه 90% من الأطفال دون سن الثانية و95% من النساء الحوامل والمرضعات فقراً غذائياً حاداً الآن»، و»تحد 95 % من الأسر من تكرار وجباتها وحجم الحصص الغذائية، إذ يتناول 64% منهم وجبة واحدة فقط في اليوم من أجل الحصول على ما يكفي لإطعام الأطفال الصغار»[8].

إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً في حربها على سكان القطاع

«هذا هو انتقام إسرائيل من كل سكان غزة، إنه عقاب جماعي؛ إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح حرب»، هذا ما يقوله الطبيب وسام الزعانين في دير البلح.

والواقع أن إسرائيل استخدمت التجويع، حتى قبل قيامها بشن حربها على سكان قطاع غزة، بصفته سلاحاً سياسياً من خلال السماح بدخول الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للبقاء على قيد الحياة. وفي هذا السياق، قال دوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، في سنة 2006: «إن الفكرة تتلخص في وضع الفلسطينيين على نظام غذائي معيّن، ولكن ليس تجويعهم حتى الموت، ومن المفترض أن تشجع آلام الجوع الفلسطينيين على إجبار حماس على الاستسلام، وتغيير موقفها تجاه إسرائيل أو إجبارها على الخروج من الحكومة»[9].

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، صارت الحكومة الإسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين وسيلة من وسائل الحرب في قطاع غزة، وأدلى العديد من المسؤولين الإسرائيليين بتصريحات علنية أعربوا فيها عن هدفهم المتمثل في «حرمان المدنيين في غزة من الغذاء والماء والوقود»، وهو ما يشكّل جريمة حرب. وأوضح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الذي زار رفح في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن القانون الإنساني الدولي يحظر تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب، وأضاف أن نظام روما الأساسي، المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية «ينص بوضوح على أن حرمان المدنيين عمداً من الموارد الحيوية يمكن اعتباره جريمة حرب»[10].

نداء دولي عاجل لـ «منع وقوع كارثة أكثر خطورة»

أمام الكارثة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة أمام أعين العالم، وتحسباً من ازدياد خطورتها، أصدر 19 مسؤولاً ومسؤولة في «اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الإغاثة الدولية»، في 21 شباط/فبراير الجاري، نداءً مشتركاً، عبّروا فيه عن قلقهم الكبير إزاء «مقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال»، وإجبار «أكثر من ثلاثة أرباع السكان على مغادرة منازلهم، مراراً وتكراراً في كثير من الأحيان»، وجعل السكان «يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، وهي الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة»، ودعوا فيه إسرائيل «إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان بتوفير الغذاء والإمدادات الطبية وتسهيل عمليات المساعدات»، كما دعوا زعماء العالم «إلى بذل كامل الجهود لمنع وقوع كارثة أكثر خطورة» في غزة، وذلك من خلال العمل على «وقف فوري لإطلاق النار»، و»حماية المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها»، و»إطلاق سراح الرهائن فوراً»، و»تأمين نقاط الدخول التي تسمح لنا بإيصال المساعدات من كافة نقاط العبور الممكنة، بما في ذلك شمال قطاع غزة».

وكان من ضمن الموقعين على هذا النداء كلٌ من مارتن غريفيث، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية (أوتشا)، وتشو دونجيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وفولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان (OHCHR)، وناتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، وفيليبو غراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وكاترين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وسيندي ماكين، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، وتيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية [11].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث ومؤرخ - مؤسسة الدراسات الفلسطينية - بيروت.

**********************************************************************************************

عبء الديون الخارجية وأزمة بلدان الجنوب المقبلة

اعداد: رشيد غويلب*

تحدث البنك الدولي عن “أزمة المستقبل” في بلدان جنوب العالم، نتيجة لعبء الديون الخارجية “غير المحتملة”. وصعوبة تنفيذ سياسات اجتماعية. وعلى الرغم من اعتراف القوى المهيمنة عالميا بالمشكلة، لكنها لا تحرك ساكنا لحلحلتها.

وفقا لتقرير حديث للبنك الدولي حول الديون الخارجية العالمية، أنفقت “الدول النامية” “مبلغا قياسيا” قدره 443,5 مليار دولار لخدمة ديونها الخارجية العامة في عام 2022. وفي وقت مبكر من أيار 2023، حذرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية من أزمة وشيكة في المنطقة، بسبب خدمة الديون المتزايدة بشكل مطرد، التي تقيد بشدة الاستثمارات الاجتماعية الضرورية.

واضطر 75 بلدا في جميع أنحاء العالم، صنفها البنك الدولي للتنمية باعتبارها بلدانا منخفضة الدخل بشكل استثنائي، إلى تخصيص “مبلغ غير مسبوق” بلغ 88,9 مليار دولار لخدمة الديون عموما. وتضاعفت مدفوعات الفائدة في هذه البلدان، خلال العقد الفائت أربع مرات وصلت في عام 2022 إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق (23,6 مليار دولار) “.

قبل انتشار الوباء، كان الخط البياني للديون الخارجية يرتفع بشكل حاد في جميع أنحاء العالم. وبعد الوباء، أصبح الوضع أسوأ. وبحسب التقرير، من المتوقع أن ترتفع التكلفة الإجمالية لخدمة الديون لأفقر 24 دولة بنسبة تصل إلى 39 في المائة في عامي 2023 -2024.

ويخشى البنك الدولي أن يقع المزيد والمزيد من البلدان في هذا المأزق، ويرى أن ارتفاع أسعار الفائدة هو أحد الأسباب. وتبتلع أقساط الفائدة حصة متزايدة الضخامة من صادرات البلدان ذات الدخل المنخفض. وفي السنوات الثلاث الفائتة وحدها، كان هناك 18 حالة تخلف عن السداد في عشرة من “البلدان النامية”. ويقول التقرير إن هذا أكثر مما كان عليه الحال في العقدين الفائتين.

واليوم، يعاني قرابة 60 في المائة من البلدان منخفضة الدخل من فرط المديونية أو معرضة بشدة لخطر المديونية المفرطة. ويؤدي ارتفاع قيمة الدولار الأميركي إلى تفاقم المشاكل الحادة ويجعل المدفوعات أكثر تكلفة بالنسبة لهذه البلدان.

إنديرميت جيل، كبير الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس مجموعة البنك الدولي، يتحدث عن “ديون غير مسبوقة وأسعار فائدة مرتفعة”، “وضعت العديد من البلدان على طريق أزمة مستقبلية”.  و” مع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة، يتأثر المزيد من البلدان النامية وتواجه الاختيار الصعب بين سداد ديونها أو الاستثمار في الصحة العامة والتعليم والبنية التحتية. وهذا الوضع يتطلب تحركا سريعا”.

وتوصلت المؤسسات الاقتصادية الخاصة بأميركا اللاتينية، مثل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية وبنك التنمية للبلدان الأميركية، إلى تحليل مماثل مثير للقلق. ووفقاً لهذه المؤسسات، فإن أميركا اللاتينية تواجه خللاً في التوازن بين الأصول (الموجب) والالتزامات (السالب) والذي تفاقم على مدى العقود الخمسة الماضية، الأمر الذي يجعل ميزانياتها في وضع صعب.

يبين التقييم، الذي يأخذ بنظر الاعتبار البيانات منذ عام 1970، أن أصول الاقتصادات الكبرى في بلدان المنطقة وصلت إلى 75 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي في عام 2020. لكن الديون بلغت 125 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

تستهلك خدمة الديون ومدفوعات الفائدة الكثير من الموارد وتحد من قدرة الحكومات على تخصيص الأموال للتعليم والاستثمارات الاجتماعية، وفقًا لدانيال تيتلمان، مدير التنمية الاقتصادية في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية. وتؤثر التكلفة المرتفعة للدين العام في أمريكا اللاتينية أيضًا على خطط “الاستثمارات لمكافحة تغير المناخ”، وفقًا لما ذكره تايتلمان.

وفقًا لـ “التقرير الاقتصادي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 2023”، فإن البلدان التي لديها أعلى دين عام في المنطقة مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي هي: الأرجنتين (85.4 بالمائة)، البرازيل (73 بالمائة)، بنما (59.4 بالمائة). وكوستاريكا 58.2 في المائة) وكولومبيا (51.7 في المائة).

وفي الوقت نفسه، تعاني هذه البلدان من ارتفاع معدلات البطالة. وبالإضافة إلى ذلك، يعمل 50 في المائة من عمال أمريكا اللاتينية في القطاع غير الرسمي. وقال تيتلمان إن ارتفاع مستويات الديون يجعل من الصعب على الحكومات اتخاذ إجراءات لخلق فرص عمل جيدة.

ويرى ممثلو منظمات دولية أخرى الأمر نفسه. ويشكو أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من أن الحكومات في الجنوب العالمي لا تستطيع دفع تكاليف المعلمين والأطباء والممرضات وحتى الأدوية للمراكز الصحية الريفية بسبب خدمة الديون الخارجية.

وقال شتاينر إنه بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض، فإن ارتفاع معدلات الفقر “مثيرة للقلق” وعبء الديون “لا يمكن تحمله”. وسقط قرابة 165 مليون انسان في براثن الفقر بين عامي 2020 – 2023.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “نصف البشرية تعيش في بلدان تضطر إلى إنفاق المزيد على خدمة الديون أكثر من إنفاقها على الصحة والتعليم”.

ورغم أن المزيد والمزيد من الأصوات الدولية والمؤسسية تطالب بإعادة هيكلة الديون الخارجية للدول ذات الدخل المنخفض، فإن القوى المهيمنة لا تتحرك. في قمة مجموعة العشرين في تموز 2023، دعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أغنى دول العالم إلى التوقف عن تحصيل الديون الخارجية.

ورغم أن مجموعة العشرين أدركت أنه بدون اتخاذ تدابير اقتصادية وسياسية لصالح الفئات الأكثر ضعفا، فإن الفجوة بين الأغنياء والفقراء ستستمر في الاتساع، إلا أنها لم تتخذ قرارا بشأن أي تدابير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*-عن مقالة نشرت في 4 كانون الثاني 2024 في موقع امريكا اللاتينية الألماني

************************************************************************************************

الصفحة التاسعة

عشاق التنس يترقبون عودة نادال إلى الملاعب

لوس أنجلوس ـ وكالات

يترقب عشاق الكرة الصفراء عودة النجم الإسباني رافائيل نادال للملاعب من جديد، وستكون محطته المقبلة بطولة إنديان ويلز للأساتذة. وغاب نادال عن معظم بطولات عام 2023 بسبب الإصابة، ليعود بعد غياب دام لقرابة العام للمشاركة في بطولة برزبين في شهر كانون الثاني الماضي. ونجح الإسباني حينها في التغلب على دومينيك ثيم وجاسون كوبلر، قبل أن يسقط أمام جوردان تومبسون ويعاني من إصابة أبعدته عن أستراليا المفتوحة وعن الملاعب بشكل عام منذ ذلك الحين. ويشارك نادال في إنديان ويلز، أولى بطولات الأساتذة في العام، وسيبدأ البطولة من الدور الأول، حيث سيخوض أولى مبارياته يوم الخميس 7 آذار خلال الفترة المسائية، علمًا بأن مباريات الجدول الرئيسي للبطولة تبدأ في اليوم السابق. وسبق وأن توج نادال بلقب البطولة 3 مرات من قبل أعوام 2007 و2009 و2013، ووصل للنهائي في آخر مشاركة له في البطولة عام 2022، ويملك في سجله بالبطولة 59 انتصارًا و11 هزيمة.

*************************************************************************************************

الرحلة إلى كأس العالم.. كاساس يعود إلى بغداد في آذار

متابعة ـ طريق الشعب

حدد الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، مطلع شهر آذار المقبل، موعداً لوصول مدرب المنتخب وملاكه المساعد إلى بغداد، وذلك استعداداً للقاء الفلبين يوم 21 من الشهر، ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

وقال عضو اتحاد الكرة، غالب الزاملي، إن «المدرب خيسوس كاساس وكادره المساعد أنهوا إجازاتهم وسيصلون إلى بغداد في الثالث من آذار المقبل، للبدء في تدريب المنتخب».

وأضاف الزاملي، أن «الاتحاد سيعقد مع كاساس وكادره المساعد اجتماعاً موسعاً حول إعداد وتهيئة المنتخب والبدء بتدريبه استعدادا للدخول بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.

وأشار إلى أن «الاتحاد سيناقش مع كاساس ومساعديه ملف مشاركة المنتخب الأخيرة في آسيا، لأجل معالجة وحل كل العقبات التي رافقت مهمة الفريق في البطولة الأخيرة».

ولفت الزاملي، إلى أن «الاتحاد العراقي سيركز في الاجتماع على مهمة المنتخب المؤهلة لكأس العالم»، مؤكداً أن «الهدف الأسمى هو التأهل إلى المونديال وإسعاد الجماهير العراقية المحبة لكرة القدم».

وأوضح أن «تخطيط الاتحاد سيتركز حول بلوغ المونديال، وأن نقطة الانطلاق ستكون من ملعب البصرة بلقاء المنتخب لنظيره الفلبيني، وسيتم الإعداد بشكل جيد للمباراة الأولى من خلال توفير كل وسائل النجاح للمنتخب وكادره الفني والإداري».

**************************************************************************************

برشلونة يواصل البحث عن بديل تشافي

برشلونة ـ وكالات

تتواصل التكهنات بشأن تحركات برشلونة للتعاقد مع مدير فني جديد في الموسم المقبل، خلفًا لتشافي هيرنانديز الذي أعلن رحيله بنهاية الموسم الجاري، بسبب سوء النتائج.

وذكرت صحيفة «سبورت» الإسبانية أن ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال يحظى بإعجاب كبير في برشلونة، بفضل المسيرة المميزة التي قدمها مع الجانرز، خلال المواسم الماضية، إلى جانب تواجده بجوار بيب غوارديولا (أحد فلاسفة التيكي تاكا) في مانشستر سيتي.

وأوضحت أن برشلونة سيواجه صعوبة كبيرة في التعاقد مع أرتيتا، الذي يمتلك بالفعل عرضًا للتجديد مع آرسنال، وصرّح في وقت سابق من الشهر الجاري بأنه «لا ينوي الرحيل».

مدرب آخر من البريميرليغ يحظى بالقبول في النادي الكتالوني، هو الإيطالي روبيرتو دي زيربي المدير الفني لبرايتون، لكن «إدارة البارسا لا تنوي دفع شرط جزائي من أجل التعاقد معه»، حسب «سبورت».

ولفتت الصحيفة إلى أن «تشابي ألونسو المدير الفني لباير ليفركوزن، لا يبدو قريبًا من البلوغرانا، في ظل ارتباطه الكبير بالعملاقين بايرن ميونخ وليفربول».

وختمت: «سيكون الاتجاه نحو أحد الثلاثي الألماني (الحُر) هانز فليك أو توماس توخيل أو جوليان ناغلسمان، وخلال الأسابيع المقبلة قد تكون هناك بالفعل اجتماعات مع المدربين لاتخاذ قرار نهائي».

******************************************************************************************

هل يتخلف ميسي عن المشاركة في الأولمبياد؟

لندن ـ وكالات

كشف تقرير صحفي إنكليزي، أمس الأربعاء، عن صعوبة مشاركة الأسطورة ليونيل ميسي، نجم إنتر ميامي، في أولمبياد باريس 2024، رفقة منتخب بلاده.

وكان منتخب الأرجنتين قد تأهل إلى أولمبياد باريس، بعد الفوز على البرازيل، بهدف دون رد، في نهائي بطولة كوبا أمريكا تحت 23 عامًا. وبحسب صحيفة «ميرور» الإنكليزية، فإن ميسي سيواجه ضغطًا من إحدى الشركات الراعية للدوري الأمريكي، ومسؤولي المنافسة نفسها، للبقاء مع ناديه. في الوقت ذاته، من المقرر أن تنطلق بطولة كوبا أمريكا في 21 حزيران المقبل، على أن تقام المباراة النهائية في 14 تموز في ميامي.

وفي حالة وصول الأرجنتين إلى النهائي، سيعود ميسي بعد ذلك إلى إنتر ميامي للمشاركة في كأس الرابطة، التي تنطلق في 26 تموز المقبل.

ويشارك إنتر ميامي في بطولة كأس الدوريات، التي ستنطلق في نفس يوم بداية منافسات كرة القدم في الأولمبياد.

وستنتهي الأولمبياد يوم 11 آب، بينما تستمر بطولة كأس الدوريات حتى 25 من الشهر نفسه، وبالتالي يمكن لميسي المشاركة في الأولمبياد، قبل العودة إلى الأدوار الإقصائية في الكأس. لكن ذلك الأمر لن يلقى ترحيبًا من الشركة الراعية لبطولة الكأس، التي تأمل وجود ميسي بكافة أدوار البطولة.

******************************************************************************************

سرقة الخطط الأمنية الخاصة بأولمبياد باريس

باريس ـ وكالات

سرقَت من قطار في محطة «غار دو نور» في العاصمة الفرنسية حقيبة فيها جهاز كمبيوتر ووحدتا ذاكرة خاصة يحتوون على الخطط الأمنية لأولمبياد باريس المقرر الصيف المقبل، وذلك وفق ما أفادت مصادر الشرطة.

وقالت الشرطة إن الحقيبة تعود إلى مهندس من مجلس بلدية مدينة باريس، مؤكدة صحة تقرير نشره تلفزيون «بي اف ام»، مضيفة أن الحقيبة كانت موضوعة في صندوق الأمتعة فوق مقعد المهندس.

وبسبب تأخر قطاره، قرر المهندس تغيير القطار وعندها اكتشف السرقة.

وقال المهندس إن جهاز الكمبيوتر الخاص به ووحدتي الذاكرة (يو أس بي) يحتوون على بيانات حساسة، لاسيما خطط الشرطة البلدية لتأمين سلامة الألعاب الأولمبية.

وتجري شرطة النقل الإقليمية تحقيقاً في الحادثة.

ولم يعلّق مجلس بلدية باريس على الحادثة عندما اتصلت به وكالة فرانس برس.

وسيتم نشر ألفي عنصر من الشرطة البلدية خلال الألعاب، ومن المتوقع أن يكون إجمالي حوالي 35 ألف من قوات الأمن في الخدمة يومياً خلال هذا الحدث الرياضي الكبير الذي ينطلق في 26 تموز.

وتواجه السلطات الفرنسية تحديات أمنية هائلة لعل أبرزها حفل الافتتاح الذي سيقام على متن قوارب على نهر السين في 26 تموز.

وأعلنت الحكومة الفرنسية نهاية الشهر الماضي أنها خفضت عدد المتفرجين في حفل الافتتاح الذي يُقام للمرة الأولى خارج الملعب الرئيسي لألعاب القوى.

وبعد أشهر من التكهنات حول حجم الجماهير المسموح لها بمشاهدة الحفل الافتتاحي، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان لقناة «فرنسا 2» في 31 كانون الثاني إن «حوالي 300 ألف» متفرج سيحضرون.

وسبق لدارمانان أن أشار إلى أن العدد يقارب 600 ألفاً عندما تحدث في مجلس الشيوخ في تشرين الأول 2022، بينما تحدث أعضاء آخرون في الحكومة والمنظمون عن 400 إلى 500 ألفاً.

وعارضت بعض الشخصيات البارزة في قوات الأمن فكرة إقامة الحفل في الهواء الطلق بسبب صعوبة إدارة مثل هذه الحشود الكبيرة وخطر وقوع هجمات إرهابية.

كما واجهت السلطات المحلية صعوبات في إقناع بائعي الكتب التقليديين الذين يصطفون على طول النهر بإزالة أكشاكهم موقتاً من أجل توفير مساحة للمشاهدين.

وأضاف دارمانان إنه تم بيع 100 ألف تذكرة لأفضل الأماكن المميزة لحفل الافتتاح على الضفاف السفلية لنهر السين، بينما سيتم منح 200 ألف تذكرة أخرى حرية الوصول إلى الضفاف العليا للنهر.

وأكد أن الرقم المحدد لا يشمل الأشخاص «الذين يقيمون والذين سيكون بإمكانهم استئجار أماكن لإقامة حفلات على طول نهر السين»، في إشارة إلى مئات المباني المطلة على الممر المائي الشهير.

*************************************************************************************************

وقفة رياضية.. نعم.. لصناعة أبطال الرياضة والألعاب

منعم جابر

الكثير من بلدان العالم تعتمد على سياسة التجنيس لأبطال الرياضة والألعاب وخاصة البلدان الغنية والنفطية وهذا ما نشهده في بلدان الخليج النفطية ومن خلال ذلك وجدنا الكثير من أبطالهم ورياضييهم هم من المجنسين. ونحن في العراق وجدنا ومنذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي أن الآلاف من العراقيين قد اختاروا الهجرة والاغتراب إلى عدد من بلدان العام وفي مختلف قاراته، وبدأت أجيال من أصول عراقية نشأت في بلدان متنوعة وبثقافات متطورة وجديدة وهذا ما يحقق لعراقنا انتاجاً محسناً ومتطوراً، وبقدر تعلق الأمر بالرياضة والألعاب بكل أنواعها واشكالها ستشكل مصدراً ثراً وغنياً لرياضتنا ويشكل معيناً لا ينضب من المواهب والكفاءات ومصدراً كبيراً من أبطال الرياضة المتنوعة حيث نجد أن المواهب والقدرات إن توفرت لها فرص النمو والازدهار انها تحقق المعجزات وهذا ما نجده واضحاً بالموهبة العراقية في كل المجالات والكفاءات والمواهب والاختصاصات العلمية والمجالات الحياتية لأبنائنا في المغترب (الاجباري). وما دام حديثنا مركزاً على الرياضة والألعاب نناشد الزملاء والاخوة من قادة كل المجالات والنشاطات الرياضية أن يصبوا كل اهتمامهم وخبراتهم على أبنائنا عراقيي المهجر ممن برزت مواهبهم وكفاءاتهم وشقوا طريق الرياضة ولمختلف الألعاب وان نبحث عنهم ونعرف قابلياتهم وكفاءاتهم ومواهبهم وفي كل المجالات الرياضية ولجميع الألعاب وان نعتبر هذه السياسة واجباً وطنياً الزامياً من أجل كسب المواهب والقابليات المتواجدة في كل بلدان المهجر ولكل الألعاب لأنهم يشكلون ثروة وطنية وأبطالا في الرياضة يحتاجهم الوطن. وهذا لا يقتصر على لعبة واحدة بل رصد لكل الألعاب. وان على قادة الرياضة البحث عن المواهب والكفاءات في جميع الألعاب والنشاطات وان يكون كل قادة الرياضة مسؤولين مسؤولية تضامنية كل في لعبته وهذه مهمة اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية وجميع الاتحادات الرياضية بكل العابها. وان يتم تحديد خبراء ومدربين مختصين لكل الألعاب يتم تحديد واجباتهم وأدوارهم في البحث عن المواهب وانتقاء الكفاءات منهم ولجميع الألعاب عندها ستكون هذه باباً واسعة لتجميع المواهب والقدرات العالمية والعمل على الاهتمام بها والإشراف والمتابعة لتطورها وانضاجها، وهنا نستطيع أن نتابع هذا الموهوب الرياضي او ذاك ومتابعة تطوره لمصلحة الرياضة العراقية. وأملنا ان تنجح هذه الخطوة من خلال خلق أجواء من التفاهم والانسجام ما بين أبناء الوطن الواحد الذين مزقتهم الظروف القاسية والهجرة الإجبارية وأن عودتهم لوطنهم الأم وتأديتهم لواجباتهم الرياضية ستشكل فرصة كبيرة لرياضة الوطن وأداء لواجب المواطنة عن طريق الرياضة. أملنا كبير أن يقدم أبناء وطننا من المغتربين كل كفاءاتهم وابداعاتهم الرياضية وان نشكل نحن أبناء العراقي سوراً وطنياً واحتضاناً صادقاً لأحبتنا واشقائنا في الوطن ونعمل على غرس روح المواطنة والحب بين كل هؤلاء من في الخارج او الداخل فالجميع أبناء وطن واحد ويتمتعون بدوافع وطنية وإخلاص عال لتربة هذا الوطن العزيز والغالي لجميع أبنائه وهذه فرصة سانحة لجميع الاتحادات الرياضية على اختلاف ألعابها ونشاطاتها الرياضية بالمساهمة في صناعة أبطال رياضيين يمثلون الوطن في المحافل الدولية.

******************************************************************************************

البصرة تحتضن التجمع النهائي لدوري الطائرة

متابعة ـ طريق الشعب

حددت لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي للكرة الطائرة، يوم 6 آذار المقبل، موعداً لانطلاق منافسات التجمع النهائي للدوري الممتاز للكرة الطائرة. وقال رئيس الاتحاد، حبيب علي اللاوندي، إن الاتحاد حدد محافظة البصرة لاحتضان منافسات التجمع الأول لنهائي الدوري الممتاز للكرة الطائرة. وأضاف اللاوندي، أن «اليوم الخميس ستنطلق منافسات دوري الدرجة الثانية والمؤهل لدوري الدرجة الأولى بمشاركة أندية أربع مناطق تمثل محافظات العراق».

وأشار إلى أن الاتحاد حدد المناطق والمحافظة التي ستستضيف المنافسات والتي حددت في المنطقة الشمالية والتي تقام منافساتها في كركوك، والمنطقة الوسطى في بغداد، ومنطقة الفرات الأوسط في كربلاء، والمنطقة الجنوبية في البصرة. يذكر أن فريق غاز الجنوب، توج بلقب الدوري العراقي الممتاز للكرة الطائرة في الموسم السابق.

********************************************************************************************

الصفحة العاشرة

الفن التشكيلي العراقي حبيس زوايا المعارض الصغيرة

غفران يونس

لجأت وزارة الثقافة العراقية، أخيراً، إلى وضع ضوابط جديدة تحد من عمليات انتقال اللوحات التشكيلية إلى خارج العراق، التي يتم بيعها عبر شبكات الإنترنت من قبل الفنانين أو المعارض أو تلك التي يقتنيها المسافرون من عراقيين وأجانب. وتمثلت الضوابط الجديدة بإلغاء دور لجنة الفنون التشكيلية، التي كان يقع على عاتقها إعطاء الضوء الأخضر للموافقة على انتقال اللوحات إلى خارج العراق بعد التأكد من كونها ليست من ضمن لوحات الفنانين الرواد أو التي يُطلق عليها تسمية “اللوحات المتحفية”. وحصر القرار، منح سمة انتقال اللوحات إلى خارج العراق بوزير الثقافة، وهو ما وجد فيه التشكيليون وأصحاب المعارض وسيلة لقتل الفن التشكيلي العراقي الذي يجد صدى وسوقاً رائجة خارج حدود العراق. وأدى هذا الإجراء أيضاً إلى تأخير عملية انتقال اللوحات للفنانين المشاركين بمعارض في الخارج كونهم يرتبطون بمواعيد محددة، فالحصول على إذن الوزير لانتقال اللوحات إلى الخارج عبر المطارات والمنافذ الأخرى، قد يمتد لأشهر. ووصف التشكيليون وأصحاب المعارض الفنية هذا الإجراء بأنه عبارة عن “قتل للفن التشكيلي العراقي”.

الاعتذار عن المشاركة بالمعارض

وكانت كل اللوحات العراقية التي يتم شراؤها من قبل المسافرين أو اللوحات الخاصة بالفنان التشكيلي، والتي يرغب ببيعها خارج العراق أو تلك التي يشارك بها في معارض فنية، تخضع لشروط معينة تتعلق أولاً بموافقة لجنة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، كي تنتقل عبر المطارات أو المنافذ الأخرى، ودفع رسوم عن كل لوحة تُقدر بـ30 ألف دينار عراقي (22 دولاراً) مهما كان حجمها. ولم تكن هذه الإجراءات تعرقل عملية انتقال اللوحات رغم تحمل الفنان التشكيلي أو من يشتري اللوحة عبء دفع المبالغ المالية، لكن مع الضوابط الجديدة التي حددتها وزارة الثقافة وإلغاء دور لجنة الفنون التشكيلية وحصر الموافقة بيد الوزير أصبح انتقال اللوحات عملية صعبة، كما ساد الكساد سوق المعارض الفنية بسبب صعوبة الإجراءات، وبالتالي توقف بيع اللوحات التشكيلية لمن يطلبها في الخارج.

في هذا السياق يوضح الفنان التشكيلي عمرو الريس، أنه “من غير المعقول أن يضطر الفنان إلى إلغاء المشاركة بمعارض خارج العراق بسبب التعقيد في إجراءات منح الموافقة لخروج اللوحات. وبالفعل بدأنا نفكر بالاعتذار عن قبول المشاركة بالمعارض لصعوبة هذه الإجراءات، رغم أننا نتحمل المبالغ المالية والرسوم عن كل لوحة، لكن في المقابل نطالب بتسهيل إجراءات انتقال اللوحات، ما يحدث هو محاربة للفن وسد المنافذ الوحيدة لمصدر عيشنا”.

ويكمل الريس أن “البعض لجأ إلى تهريب اللوحات وإخفائها بين الملابس، الأمر الذي يسبب فقدان رونقها. من غير المعقول أن يلجأ الفنان إلى طرق خارجه عن القانون وتهريب لوحاته لغرض بيعها أو المشاركة بالمعارض الفنية. كما أن دولاً مثل فرنسا وبريطانيا ومصر لا تستقبل الأعمال الفنية إلا بوجود ختم وزارة الثقافة وكتاب الحصول على الموافقة لإخراج اللوحات”.

الثقافة في مرمى المحاصصة

وأوضح قاسم سبتي، رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، أن “العراق من البلدان الموقعة على اتفاقية الانتقال الحر للاعمال الفنية مع 55 بلداً في العالم. وليس من المعقول أن يدفع الفنان رسوماً عن عمله ويتفاجأ أيضاً بعدم الحصول على الموافقات اللازمة لإخراج العمل الفني”.

ورأى سبتي أن “تغيير السياسات في وزارة الثقافة مع كل وزير جديد يسهم في غياب وجود عمل مؤسساتي يتسم بالاستقرار والديمومة. الموجود حالياً هي سياقات عمل غير صحيحة، ومن الضروري أن تكون وزارة الثقافة بعيدة عن المحاصصة ولا يكون الوزير من حزب ومدير مكتبه من حزب آخر، هذه المحاصصة تسهم في عرقلة أي جهد ثقافي”.

واستغرب سبتي من حصر الموافقة لدى الوزير لانتقال الأعمال التشكيلية، فالقانون العراقي صريح ويضمن حرية انتقال الأعمال التشكيلية باستثناء أعمال الرواد، والموجود حالياً لا يشمل أعمال التشكيليين الرواد، بل إن غالبية الأعمال لفنانين شباب. ومن الأجدر بالوزارة الاحتفاظ بلجنة الفنون والاكتفاء بالحصول على موافقة المدير العام بدل حصر الموافقات بيد الوزير”.

غياب الدعم الحكومي

كذلك غاب الدعم الحكومي للفن التشكيلي العراقي، فلا توجد قاعات حرة لعرض منتجات ذلك الفن، بل إن وزارة الثقافة تفرض رسوم الإيجار ضمن قاعاتها عند إقامة المعارض الفنية للتشكيليين. وفي هذا السياق يقول الفنان التشكيلي، سمير الموزاني، “في السابق كان هناك دعم واضح للفنان التشكيلي، فالوزارة كانت تقوم بطبع البوسترات الخاصة بالمعارض وأيضاً تقوم، كجزء من دعم الفنان، بشراء أعماله، لكن ما يحدث الآن محاربة للفنان العراقي”.

وفي نفس السياق، يرى الفنان التشكيلي منذر علي أن “من يتحكم بالعملية الإبداعية في العراق لا يفقهون بالفن، فلا يمكن إدارة الواقع الإبداعي إلا بوجود أشخاص يقدرون قيمة الفن”.

كساد سوق اللوحات

ووجد أصحاب المعارض الفنية والرسامون سوقاً رائجة لبيع منتجاتهم خارج العراق بعد كساد اللوحات محلياً، فنشط التشكيليون العراقيون عبر مواقع الإنترنت لترويج أعمالهم التي لقيت إقبالاً لدى العرب والأجانب وكذلك المغتربون العراقيون. ويقول الرسام وصاحب معرض، كرار محمد إن  “ما يقارب 70 في المئة من عملنا هو خارج العراق، فالفن التشكيلي العراقي هو الأكثر طلباً  لمتذوقي ذلك الفن، ومع إجراءات وزارة الثقافة وضوابطها تأثر عملنا كثيراً، فمن يطلب اللوحات يضطر إلى إلغاء عملية الشراء بسبب هذه التعقيدات”.

ويختم بالقول، “في السابق كانت إجراءات الموافقة على إخراج الأعمال الفنية لا تستغرق أكثر من 24 ساعة، الآن تعقدت وتأثر عملنا وساد الكساد سوق اللوحات”.

في ذات السياق، يستغرب محمد الخفاجي، صاحب معرض فني، شمول الأعمال التجارية من الفن التشكيلي بنفس هذه الضوابط، “أعمال الرواد هربت وتعرضت للسرقة والموجود حالياً أعمال تجارية لغرض كسب العيش وليس من المنطقي أن تشتمل على إجراءات معقدة”. وأضاف الخفاجي أن “أي شخص مغترب أو سائح يتردد بشراء اللوحات أو يتركها بالغالب عندما يعلم أن هذا العمل يحتاج إلى موافقات رسمية معقدة من وزارة الثقافة لكي يتمكن من اقتنائه، ويمر عبر نقاط التفتيش في المطار من دون مساءلة”.

عبء التعقيدات

وفي سوق الرسامين في منطقة الكرادة ببغداد يشكو الفنان التشكيلي إياد كاظم، من تأجيل بيع كثير من الأعمال التي طُلبت من خارج العراق. ويقول “أضطر لترك عملي وأذهب إلى الوزارة لمتابعة البيروقراطية المعقدة للحصول على الموافقات وغالباً ما تتأخر لأشهر”.

وشدد كاظم على “ضرورة وجود لجنة متخصصة من التشكيليين توجد في المطار لتمنح الموافقات. يجب تسهيل عملية بيع اللوحات لخارج العراق كونها ترتبط بالحالة المعيشية للفنان فأغلب الفنانين ليسوا موظفين في الدولة ويعيشون من أجور بيع لوحاتهم. كما أنها تشكل مصدر دخل للبلد”.

من الرائد؟

من جهة أخرى، يعتبر التشكيلي ومدير “قاعة أكد للفنون” حيدر هاشم أن “القانون الذي يتخصص بحماية حق المؤلف لعام 1971 بحاجة إلى تفسير وتعديل، فالقانون تشوبه الضبابية، ومن المفروض أن يتم تحديد من هو الفنان الرائد الذي لا يسمح بانتقال أعماله خارج العراق؟”.

وفي نفس السياق يوضح الفنان التشكيلي، جمال العتابي أن “هناك حاجة لإعادة النظر بالقانون، فهناك أعمال تشكيلية لا تدخل ضمن الأعمال الريادية أو المتحفية، وعليه يجب على دائرة الفنون التشكيلية أن تحدد بالتفاصيل ما هي الأعمال الريادية”.

الإرث المفقود

وفي خضم الفوضى التي اجتاحت العراق بالتزامن مع الاحتلال الأميركي في عام 2003، فقد العراق نحو 6500 عمل تشكيلي مثلت المنجز الأبرز للفن التشكيلي العراقي باختلاف مراحله وتنوع مدارسة وفنانيه. ولم يتمكن العراق من لم شمل ما خسره من لوحات تشكيلية مهمة فأعداد اللوحات التي نجح بإعادتها تبقى قليلة مقارنة مع ما فقده من لوحات تمثل التراث التشكيلي العراقي. كما أن السجلات التي تحتوي على تفاصيل وأعداد اللوحات فُقدت أيضاً، مما يصعّب مهمة متابعة اللوحات المسروقة، وبالتالي إعادتها إلى معارض ومتاحف العراق.

وعبرت لوحات عراقية الحدود وتناقلتها مؤسسات وأفراد، بل إن كثيراً منها عُرض في مزادات عالمية، إذ عُرضت لوحة “معركة ذات الصواري” للفنان التشكيلي، فائق حسن في مزاد “كريستيز” العالمي فرع دبي وتمكنت جمعية التشكيليين العراقية من إيقاف عملية بيعها بالمزاد بعد إثبات أنها من اللوحات المسروقة، إذ كانت مملوكة لنادي الضباط التابع لوزارة الدفاع العراقية، وبالفعل أوقِفت عملية البيع في عام 2017، ولم يُعرف إن كانت اللوحة قد عادت إلى العراق مجدداً.

مع الضوابط

ومع ما تعرض له العراق من فقدان لإرثه التشكيلي، يرى الفنان ضياء حسن أن “العراق تعرض لسرقة كونية وغاب المنجز التشكيلي العراقي المهم”، مضيفاً أن “هذه الضوابط مهمة وضرورية للحفاظ على المنجز التشكلي الموجود حالياً”، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة وجود جهة متخصصة تحدد الأعمال الريادية المهمة.

وفي نفس السياق يؤيد الفنان التشكيلي، معراج فارس أن “هذه الضوابط ستحافظ على ريادة الفن التشكيلي العراقي وعدم ضياعه مجدداً”.

يذكر أن للفن التشكيلي العراقي تاريخاً عميقاً موغلاً بالقدم ويرتبط بالحضارات التي شهدها العراق، ولا يمكن أن يبقى ولأسباب إدارية معقدة حبيس زوايا المعارض الصغيرة من دون الانتقال عبر الفضاءات الأوسع إلى خارج حدود العراق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 11 شباط 2024

***********************************************************************************************

جورج صاند معشوقة الخالدين

هنري زغيب 

بين جميع الملامح التي حفظها الخلود عن الكاتبة الفرنسية جورج صاند (1804-1876) من إِسهامها في نهضة الأدب الفرنسي، إِلى براعتها ككاتبة قصص، بقيت شهرتها ساطعة كذلك في علاقاتها الغرامية بخالدين في عصرها: بينهم الكاتب بروسبير ميريميه (1803-1870)، الشاعر ألفرد دوموسيه (1810-1857)، والمؤلف الموسيقي فردريك شوبان (1810-1849).

فماذا عن تلك العلاقات؟ وكيف عاشتها الكاتبة المعشوقة؟

الحب والعينان مفتوحتان

كان هذا أَعلاه شعارها في العلاقات العاطفية. لذا، بقدر ما اشتهرت ككاتبة، سطع اسمها كعاشقة ومعشوقة وبقيَت في الذاكرة الجماعية على الأجيال أنها أَمضت حياتها في ارتباطات ملتهبة و... خطرة.

منذ مطالعها الأدبية رآها بعض معاصريها “شقيقة بايرون الشعرية”: باحثة بحرارة عن حب انصرمت حياتها ولم تعرفه. ورآها البعض الآخر امرأة ترافقها لعنة الحياة، تدعو في مؤلفاتها وحياتها الشخصية إِلى حرية مطلقة ترفض مبادئ الزواج والعائلة والأسرة. لذا اهتم المؤَرخون والنقاد بهذه الناحية في حياتها الشخصية والجنسية، معددين عشاقا تعلّقوها وعاشوا في كنف حريتها الصريحة منذ روايتها الأُولى “إِنديانا” (1832) وهي أَصدرتها لا باسمها الحقيقي (آمانتين أُورور دوبين Dupin) بل باسمها الأدبي الذكوري جورج صاند، لإِيمانها أن أهل الأوساط الأدبية والشعبية في عصرها كانوا يحترمون الكاتب الرجل أكثر من الكاتبة المرأة، وأيقنت أن مؤلفاتها ما كانت لتجد رواجها الواسع لو انها أصدرتها باسمها الحقيقي.

سريعا بعد إِصدار روايتها تخلّصت من النير الزوجي ومن القيود المفروضة على الأنثى في مجتمعها، وغالبا ما أخذ كثيرون بعدها يتشبّهون، أَو يحبّون في حياتهم الخاصة الحميمة أَن يتشبّهوا، بما ورد في فصول روايتها بين حرية وتحرر من القيود المجتمعية الغارقة في “التابو”. وبين أفضل ما صدر عنها:  كتاب أندريه موروى (1885-1967) “ليليا أو سيرة جورج صاند” (1833)، متابعا فصول حياتها تباعا ومن مرَ في حياتها من مبدعين، إِنما جعل ذلك في نسجه شخصية “ليليا” وما يغتلي فيها من شهوات. وهو استند في هذا النسْج الروائي إِلى دلالات واستنتاجات وافتراضات عادت فظهرت في رسالة مفتوحة نشرتها جورج صاند سنة 1854 في جريدة “لا برس” (الصحافة) أَظهرت فيها لامبالاتها ورفضها كل ما يقوله المجتمع المغلق في عصرها.

هكذا عاشت جورج صاند، وفي عصرها وحتى اليوم، عرف الجمهور الواسع علاقاتها الحميمة ومغامراتها العاطفية، ربما أكثر مما يعرف مضمون مؤلفاتها. ومعها كذلك عرفت سيرة رجال عشقوها (بينهم خصوصا الشاعر ألفرد دوموسيه والمؤلف الموسيقي فردريك شوبان)، وكانوا جميعا معروفين في عصرهم وفي بيئة تمجّد الولع والوله والشغف وما في الحب العاصف من حرارة ومرارة. لذلك، وبسبب شهرتهم عصرئذ، راحت صورتها منذ 1832 تلبس إطار الفضيحة.

المعشوقة الساحرة

في هذا السياق كتب الناقد جول جانين (1804-1874): “كان كل عشيق لديها يتغنّى بجاذبيتها التي تفوق الوصف. فصورتها تتشكل مرة من فتى في الثامنة عشرة وامرأة جميلة جدا في الخامسة والعشرين، أَو من فتى في الثامنة عشرة يدخّن مأْخوذا بسحر تلك المرأة أمامه، تجذبه وتخضعه لسحرها الغامض، كأنها نصف رجل نصف امرأة، كأنها نصف ملاك نصف شيطان”.

بهذا الموشور الغريب تتوالد صورها ولا تهدأ، فتظهر موحية رومنطيقية غمرت عصرها بشخصيتها المذهلة أيقونةَ الحب الرومانسي منذ 1830، كما رسمها دوموسيه في قصائده، أَو كما دولاكروى (1798-1863) رسمها بريشته عاشقة ولهى جذابة، أو كما رسمها سنة 1830 أوغست شاربانتييه (1813-1880) امرأةً ذات جمال ساحر تتحدى القيود الاجتماعية المغلقة.

يتوددون إِليها في تولّه

في جميع تلك الكتابات واللوحات تظهر جورج صاند المرأة العاشقة والمعشوقة، يتودّد إِليها الرجال بطلة أنثوية معرضة للشغف العاصف في الحب المجنون. وهي بقيت هكذا حتى جاءت كاميرا المصور الفوتوغرافي “نادار”، منذ 1860، تلتقطها في خريف شيخوختها، بلحظات مختلفة تماما عما كانته السيدة الشابة العاشقة والمعشوقة أَيام كانت “سيدةَ نوهان” الرومنطيقية (بلدة  نوهان، في وسط فرنسا، حيث كان بيتها الذي كانت تستقبل فيه الخالدين إِلى صالونها الأَدبي).

حفيدتها تصحّح الصورة

غير أن في هذه الصورة عن الكاتبة مبالغة أوضحتها سنة 1961 حفيدتها أورور (1866-1961) وهي في الخامسة والتسعين حين تحدثت إِلى الصحافي موريس سيفينو (1925-2018) بقولها: “أخطاء كثيرة حيكت حول جدتي، معظمها من سوء الفهم أَو الاستيعاب. فجدتي كانت ذات ثقافة عالية، ونبل عالٍ، وتَحفّظ على حياتها الخاصة. فكيف كتبوا ما كتبوا واستعرضوا من حياتها ما استعرضوا؟ كنت في العاشرة حين توفيت، وما زلت أذكرها كأنها الآن أمامي: شعر أبيض كليا، عينان غامقتان، وصوت ناحل”. جرى هذا الحديث في بلدة غارجيليس، البعيدة عن نوهان نحو 40 كلم، في بيت ألكسندر مانصو آخر عشاق جورج صاند التي اكتشفت تلك الناحية إِبان تجوّلها في المنطقة، فأحبت صخورها ونهرها الجاري في وسطها وكنيستها الرومانية وسطوحها القرميدية وأزقتها الضيقة وحقولها الخصيبة، وشجعت مانصو على شراء بيت فيها ففعل، وكانت تزوره من نوهان لتمضي فيه فترات استراحة وكتابة.

وهل يخفى العاشقون؟

هذا التصريح لم يغيّر كثيرا في صورة تلك المرأة الطليعية الـمطلّقة التي اختارت اسما ذكوريا، وكانت ترتدي البنطلون، وتدخّن السيجارة باستمرار، وتتحدث من دون تحفظ عن تعدد عشاقها وطبيعة علاقاتها بهم. ومن روّاد بيتها في نوهان منذ 1830: الروائي هونوريه دو بلزاك (1799-1850)، المؤَلف الموسيقي لويس هكتور برليوز (1803-1869)، المؤلف الموسيقي فرانز ليست (1811-1866)، الرسام أوجين دولاكروى (1798-1863)، الكاتب غوستاف فلوبير (1821-1880)، وآخرون كانوا يؤمّون بيتها عشاقا أو أصدقاء أَو معجبين، ويمضون لديها الأَوقات الهانئة بكل أبعاد الهناءة.

وعند وفاتها كتب فيكتور هوغو: “أبكي على امرأة ميتة لكنني أنحني أمام امرأة خالدة”.

هي ذي حياة المبدعين: مهما تخفّوا وراء ما يريدون إِظهاره، تبقى حياتهم الخاصة ملْك العامة، وتظل عرضة للحكايات والتآويل والإِشاعات السامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 2 شباط 2024

**********************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

من ناجح المعموري الى الشهيد كامل شياع

“كامل شياع/ طاقة الكلام في دفتر المنفى” عنوان احدث كتاب صدر للناقد الأستاذ ناجح المعموري عن منشورات ابجد/ بغداد. الكتاب يقدم تفاصيل وافية عن الشهيد الخالد كامل شياع الذي رفد المكتبة بألق كتبه الفكرية الثرية. ولأنه عنصر فاعل ومؤثر في الخطاب المعرفي، عمدت ايادي الجريمة الى اغتياله.

وجاء كتاب المعموري ليخلد عطاء شياع بإلقاء الضوء على محطات المنجز الذي قدمه الشهيد شياع.

من جهة أخرى، القى الأستاذ المعموري محاضرة قيمة بعنوان “اسطورة نبات اللفاح الفلسطيني” واللفاح نبات ينمو مع سنابل الحنطة، وتقول الأسطورة ان له رائحة زكية ويتم استخدامه للانجاب والخصوبة. وقد اتخذ (اللفاح) بوصفه رمزاً فلسطينياً للعطاء والازدهار والتواصل..

المحاضرة قدمت الى جانب حديث للشاعر علي شبيب ورد في جناح (المدى) ضمن فعاليات مهرجان العراق الدولي للكتاب الذي أقيم في بغداد مؤخراً.

*************************************************************************************************

«بدرس» لجوليا باشا وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية

عصام الياسري

فاجأ الفلسطينيون، أبناء غزة المحاصرة، فجر السابع من أكتوبر 2023 العالم، بعبور جدار الفصل العنصري لإعادة قضيتهم إلى الواجهة ولفت الأنظار حول معاناتهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من خمسة وسبعين عاما.

في اليوم التالي قامت الحكومة الإسرائيلية بإعطاء الأوامر للجيش لشن هجوم عسكري كبير الحجم على غزة، استعملت فيه الأسلحة المتنوعة، الطائرات والصواريخ والمدفعية والدبابات على نطاق واسع... بعد شهرين ونصف من استمرار حرب الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. نشرت “مؤسسة السينما من أجل السلام”، على موقعها، وهي مؤسسة لها فروع في العديد من دول العالم، عنوانا: “اليمنيون يبطئون تدفق النفط العالمي في البحر الأحمر” إلى جانب تذكيرها بأحداث فيلم “بدرس” لجوليا باشا. القصد كان بالارتباط مع تفاقم الحرب الهمجية وآثارها الخطرة على الصعيدين البشرى والبيئي. وتمادي أمريكا والدول الأوروبية في تزويد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة والمعونات المختلفة مع صمت عربي ودولي يزيد من حماقة الحكومة الاسرائلية للاستمرار في حرب الإبادة الجماعية. فضلا عن توجيه الأنظار إلى معاناة الفلسطينيين وما يتعرضون له من دمار واضطهاد وتمدد “المستوطنين” إلى مزارعهم واغتصاب أراضيهم بالقوة.

في فبراير عام 2010 وخلال الدورة 60 لمهرجان برلين السينمائي الدولي “برليناله”، كانت فرصة لمشاهدة الفيلم التسجيلي “بدرس” البرازيلية من أصل لبناني، بمعية الصديق الناقد السينمائي المصري الراحل سمير فريد والصديق المخرج السينمائي العراقي قيس الزبيدي. وخلال حفل تكريم الفيلم بجائزة “بانوراما” للجمهور، التقينا مخرجة الفيلم وبعض أبطاله وجرى بيننا حوار لا يخلو من الأسئلة حول الفيلم، الذي يدور حول مظاهرات غير عنيفة قام بها سكان بلدة “بدرس” الفلسطينية خلال أوائل عام 2000 للاحتجاج على بناء جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية.

“بدرس” فيلم وثائقي مثير للتفكير، يحكي قصة قرية فلسطينية في إحدى بلدات محافظة رام الله في الضفة الغربية، “بدرس” وجدت نفسها في قبضة إقليمية مخيفة عندما بدأت الحكومة الإسرائيلية في بناء الجدار العازل في عام 2003 لتقسيم البلدة، التي يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة، وتطويقها مما أدى إلى فقدان 300 فدان من الأراضي و3000 شجرة زيتون. لم تكن هذه الأشجار حاسمة للبقاء الاقتصادي فحسب، بل كانت أيضا مقدسة لتاريخ المدينة بين الأجيال، وكانت سبل عيش القرويين تعتمد بشكل كامل على أشجار الزيتون التي اقتلعتها جرافات الجيش بوحشية لبناء “الحاجز”، الذي يبدأ مساره بطريقة تعزل المجتمعات عن بعضها البعض وتجعل عيش المواطنين الفلسطينيين شبه مستحيل.

إنه حبكة سينمائية، تكشف قصة “عايد مرار”، الناشط الفلسطيني الذي ينظم مقاومة معلنة غير عنيفة تشارك فيها جميع الفصائل السياسية الفلسطينية المحلية، لإنقاذ قريته من الدمار بمساعدة الليبراليين الإسرائيليين المتعاطفين والمراقبين والناشطين الدوليين. وبالطبع فإن “اللاعنف” يتعرض للضغط عندما يصطدم بقوات الجيش الإسرائيلي التي تقاوم المتظاهرين بقوة. أدى حراك عايد إلى تداعيات بعيدة المدى، اعتقال خمسة أشخاص من أبناء بلدته في السجون الإسرائيلية، لكن قراره الاستراتيجي، بقي ثابتا: “أفضل ما يمكن لمعارضة الجدار، هو المقاومة اللاعنفية”.

عايد مرار: يوحد أبناء القرية ويشجع مئات المناصرين الإسرائيليين لقضيتهم على العبور إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والتظاهر معهم دعما لقريته. ابنة عايد “التزام” البالغة من العمر خمسة عشر عاما، تحفز شجاعتها القرية بأكملها وتؤكد أهمية المرأة في الحركة. هي المرة الأولى التي يلتقي فيها معظم شباب القرية بإسرائيليين ليسوا جنودا أو مستوطنين في بدرس. كوبي سنيتز ناشط إسرائيلي شارك في المظاهرات. أحمد عواد عضو في حماس ساعد عايد في تعزيز “اللاعنف كأداة استراتيجية، الأنسب، لتحقيق أهداف القرية”. مشاركة نشطاء إسرائيليين في المظاهرات، ترك انطباعا يبين: بالفعل أن هناك إسرائيليين يريدون السلام مع الفلسطينيين. وفي المسيرات الأصوات الإسرائيلية في الحياة الحقيقية فاقت التوقعات. لم يكن مجرد شيء سمعت عنه ياسمين ليفي، قائد الفرقة المكلف بحمل القرية على وقف احتجاجاتها: تتطور علاقة معقدة لها مع النساء في القرية اللواتي يناديها بالاسم في هتافاتهن. ما يلفت الانتباه في فيلم الباشا هو أنه يعرض شيء عن الجدار الإسرائيلي، الذي لا يفصل الفلسطينيين عن بعضهم فحسب، بل يتجول في الأراضي الفلسطينية، متعرجا وملتفا: الفكرة ليست مجرد وقف العبور إلى إسرائيل، بل فرض الشلل سرا داخل المنطقة الفلسطينية نفسها. في نهاية المطاف، تتراجع الحكومة الإسرائيلية وتكتفي بخط تقسيم بسيط حول “بدرس”. وتترك لنا الباشا، ما إذا كان هذا انتصارا كبيرا للفلسطينيين أم وسيلة ماكرة لحملهم على قبول الجدار من حيث المبدأ؟

ظهر فيلم “بدرس” لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي في 13 ديسمبر 2009. وتم إصداره للعرض في فبراير 2010 في مهرجان برلين السينمائي. وفي سبتمبر 2010 في المملكة المتحدة. وفي أكتوبر 2010، في الولايات المتحدة) نيويورك. وهو فيلم لعام 2009 من إخراج وسيناريو جوليا باشا وإنتاج رونيت أفني ورولا سلامة وجوليا باشا. احتل المرتبة الأولى لقائمة النقاد على موقع مراجعة الأفلام ومقره بريطانيا، ويضم كبار النقاد السينمائيين حيث أعطي الفيلم أربعة من أصول خمسة نجوم. ووصف بأنه “شهادة في الوقت المناسب على قوة المقاومة السلمية، وبأنه” فيلم يفتح العين “، لما يثيره من قلق. هو أنه يظهر شيئاً من الحقيقة عن الجدار الإسرائيلي الذي أصبح يشكل خطراً لابتلاع الأراضي الفلسطينية نفسها. كما يقدم صورة صارخة وقابلة للتصديق تماما لصراع الشرق الأوسط في صورة مصغرة. ومن خلال إضفاء الطابع الرومانسي على القرويين والتركيز لتسجيل النقاط السياسية في العديد من المشاهد التصويرية، يمنح الفيلم ركلة عاطفية ثقيلة مع أصحاب الأرض.

تم إدراج فيلم بدرس على” اختيار النقاد “من قبل مجلة نيويورك وآن هورناداي من واشنطن بوست، وحاز على قدر كبير من الجوائز في عدد من المهرجانات السينمائية: برلين وتريبيكا وسان فرانسيسكو وجائزة منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، جائزة مهرجان بيلينجهام لأفلام حقوق الإنسان. جائزة هنري هامبتون للتميز في السينما والوسائط الرقمية. جائزة ريدنهور للأفلام الوثائقية. جائزة مهرجان القدس السينمائي شرف لأفضل فيلما وثائقيا في جائزة روح الحرية.

*******************************************************************************************

نون النسوة

الممثلة

تماضر كريم

على طول الطريق إلى المنزل كانت الأفكار في رأس شهد تتراقص كأنها في حفل، تقفز، وتترنح، وتتمايل، وتهوي أخيراً مبهورة الأنفاس، لتقف من جديد مواصلة الدوران والتوهج مثل أشعة البرق في ليلة شتوية. فور وصولها إلى المنزل، وبعد أن وضعت حقيبتها المدرسية على أريكةٍ في صالة الجلوس، أسرعت إلى المرآة وشرعت تنظر بتمعن لقوامها، وملامحها، غير مباليةٍ بصوت أمها الناقم وهو يذكّرها بالجراثيم التي ستنقلها الحقيبة لأريكة الجلوس.  كانت تفكرُ فقط بالدور الذي ستؤديه في المسرحية التي تعدّها أستاذة التاريخ. لمعت عينا شهد وهي ترى بشرتها ذات السُمرة الخفيفة التي قال عنها أبوها أنها تشبه لون التمر البرحي، وعينيها السوداوين المشوبتين بوهجٍ بنيّ، ثم دارت حول نفسها منتشيةً لدقّة خصرها وامتلاء وركها، وابتسمت أخيراً لطولها الفارع الذي ربما كان هو سبب اختيارها للدور، فقد سمعت أستاذة التاريخ تتذمر من قصر جميع الممثلات. أغلقت شهد باب الغرفة، فقد كانت أصوات الملاعق في الصحون تعكر ذهنها الضاج بالخطط والخيالات، كما إنها لم ترد أن تشرح لأبويها أسباب عدم تناولها الغداء. عندما يحين موعد عرض المسرحية  ستخبرهما ليكونا حاضرين، حتى ذلك الحين ستتدرب على دورها بهدوء بين جدران حجرتها.

لن يصدق أبواها، فقد اعتادا الحضور لإدارة المدرسة بين فترة وأخرى ليسمعا ملاحظات المديرة حول درجاتها المتدنية، وسلوكها السيء داخل الصف، مرةً جذبت إحدى الفتيات من ظفيرتها، وأخرى سكبت مشروب الكولا على الأرض مما تسبب في تزحلق المدرّسة، وثالثة نامت على مقعدها داخل الدرس. (عندما يرونني أمثل، سيعرفون جميعاً مدى روعتي، ويكتشفون كم كانوا ظالمين لي، فقد قالت لي تلك الفتاة التي خمشتُ ظفيرتها  أني بلهاء، كما إن مشروب الكولا وقع مني دون قصدٍ على بلاط الصف الصقيل، بينما نمتُ بلا إحساسٍ مني داخل الدرس لأني لم أنم قبل ليلة بسبب ألمٍ في الأسنان). إرتاحتْ شهد كثيراً إلى ما ستؤول إليه الأمور، وتخيلتْ ابتسامة أبيها، وهي تتحرك على خشبة المسرح، ودموع جدتها الجذلى، ونظرات أُمها الفخورة، وقضت ليلتها تفكر في تفاصيل الدور الذي سيتمُّ إسناده لها، مطمئنةً إلى عدالة الله التي ألهمت الأستاذة اختيارها للدور. سمحتْ لنفسها في الصباح أن تخالف الزي المدرسي قليلا، شعرت بشجاعة تصل حدود النشوة وهي تجعل شعرها مسترسلاً، من دون مشابك شعر، ثم في الطريق إلى المدرسة عرّجت على محل البقالة. حرصت على شراء الحلوى لزميلاتها في المسرحية، فكرت إنها ستكون بادرة لطيفة. إنها لحظة توزيع الأدوار، بدت الأستاذة جاهزة تماما وتعرف ماذا تريد،  كان على شهد أن تنتظر دورها، إلى جانب سائر الفتيات، حاولت أن تهدأ من نبضات قلبها المتسارعة لكن لم تعرف كيف، إستدعت وجه جدتها الأليف، عينيها الذابلتين، وجلدها الأملس الرقيق وصوتها المشجّع، زاغ بصرها في شجيرات الأكاسيا الصُفر من خلف زجاج النافذة، وهديل الحمامة المخنوق  المتقطع في الأنحاء، كادت تتابع خط طيرانها القريب، لولا أن صوت المدرّسة هبط فجأة: وأنت يا شهد ستؤدين دور الشجرة. على خشبة المسرح، وبعد ارتدائها زي شجرة تفاح، وقفت شهد بلا حراك في الزاوية القصية، مادةً يديها باستسلام كمن يريد الطيران. كل ما عليها عدم الحراك، إن أي حركة قد تقوم بها بلا قصد قد تُفشل المسرحية، هكذا قالت لها الأستاذة مخرجة العمل، وهي تشرح قائلة:

-ها حبيبتي شهد…دور كلش سهل، مراح تعبين ولا تدربين، بس تلبسين زي الشجرة وتوگفين هناك. أشارت المدرّسة إلى أحد زوايا المسرح، وهي تكمل:

-شهد إذا تحركت يعني شغلنا يروح هدر ...

إبتسمت المدرّسة وهي تربت على كتف شهد في ما يشبه المواساة، لتختم حديثها:

-دورك مهم شهد...تذكري ...ولا كلمة ولا حركة.

كان وقع خطى الممثلات على خشبة المسرح يصل إلى شهد بوضوح،

الحوار الذي يدور بينهن، الضحكات، الرقصات، حتى حفيف بدلاتهن استطاعت أن تلتقطه في مكانها هناك.

كادت الأمور تمر بسلام، لولا أن ألماً بدأ يسري في يديها، حرّكت أصابعها بحذر شديد، شعرت أن يديها تتخدران، وأصابعها تتصلب، وساقيها ترتجفان.أغمضت عينيها، هجم ضوء بدّد عتمة الشجرة التي ترتديها، ضوء رفيع يشبه وهج شمعة( كيف دخلتْ هذه الحشرة إلى هنا؟! يا إلهي! أنا أحلم.. حشرة مضيئة بألوان زاهية، إنها عالقةٌ معي هنا في زي الشجرة، تقف على أنفي … تدغدغني).

أطبقت شهد على فكيها بقوة، وهي تقاوم رغبة كبيرة في التبول، ومسح العرق عن وجهها، فيما كانت الحشرة تحوم حول رأسها.

لكن الشجر لا يتبول، ولا يتعرق، ولا يتعب من الوقوف، فكرت شهد بأبويها الجالسين، وكلام أستاذتها. تنفست الهواء الراكد تحت الزيّ، ثم أطلقت زفرة كبيرة وهي تصغي إلى الحوار تحت أغصانها:

-لقد قررتُ أن أسافر… وحدها الأشجار تظلّ واقفةً مكانها..

شعرت شهد بيد الممثلة تقبض على ساقها وهي تنطق جملتها تلك.

(نعم الأشجار لا تتحرك أبداً ..لا تتكلم، لا تستطيع حتى مسح دموعها، المرة الوحيدة التي شاهدت فيها الأشجار تتحرك هو في مشهد زلزال في التلفاز). بللتْ شفتيها بلسانها، ثمة مذاق خاص من الدمع والعرق في فمها، بينما شعرت بالسائل بين فخذيها ساخناً مندفعاً.  تحتها أرض المسرح تحركت قليلاً، لم تكن متأكدة تماماً، لقد تحرك شيء ما، ربما القشرة الأرضية برمتها، ربما قدميها، لكن الشق في المسرح كاد يلتهمها، لم يكن من الممكن أن تتشبث بالأرض أكثر، قفزاتها كانت هائلة وصراخها انطلق مدوياً، وحركات يديها وهي تمزق الزيّ جنونيّة. لم تهتم بالسرعة التي فرغ فيها المكان، ولا بنحيب جدتها المتفجع، ثمة شيء ما فيها ظل يزأر لوقتٍ غير قصير، قبل أن ينهار.

**********************************************************************************

موت ساخن جداً

ايمان عبود سالم

انه منتصف الليل .. احدق بشهية بالغة الى النيران المنبعثة من المدفأة …يبدو ان  عطباً ما الم بها فحلقت السنة النيران خارجها متسللة الى غرفتي ملتهمة اثاثها بمحاذاة سريري حيث استسلم برغبة كبيرة وانا اشاهدها تلوك اشيائي جيداً تمعن بالتهام كتبي ..زينتي ..ومرآتي تمشي النيران الخيلاء لتفسح المجال لموت مهيب لايشبه شيئاً ..انحرفت قليلاً لتلتهم قوارير عطري اذاً ليكون شواءً بعطري المفضل ! جرفت بعباءتها الحمراء خزانة ملابسي ..وصوري ..هي تتوعدني بان لاتبقي مني شيئاً !وهو كذلك ..اقتربي اذاً تعاظمي واتسعي هيت لكِ بكل ما اوتيت من حُسن النساء وفتنتهن …طرقت بابك كثيراً دون جدوى اقتربت مراراً من موقد الطبخ لأشتعل بدلاً من القدر !غير اني تراجعت اخيراً فالأمر يبدو وكأنه مفتعلاً ..سيقول البلهاء انه العشق ! وسيتغاضى  الجميع عن العلة ..ولأن هذا ما جرت عليه عادة النساء حيث يفضلن موتاً ساخناً شهياً ! حسبي الآن والمدينة تغط في سبات عميق وها انا ذا ابدو ككعكة منسية في فرن عتيق !

النار افضل احتمال لحرق الذكريات في الرأس ليتم استبدالها بمساحة من الفراغ لبرهة ،

يمرالوقت سريعاً حيث تصدح موسيقى موزارت من هاتفي حيث احب  الكتابة على ترانيمها ولكن يبدو ان الموت كان شهياً اكثر كمن يرقب فلماً شارف على نهاية جيدة ..

بدت الغرفة  كغابة من الزهورالمضيئة ..

اشحت بوجهي عن مشهد النيران المقتربة صوبي واسدلت رأسي باستسلام لذيذ على وسادتي ارغب ان احترق كملكة متوجة ..

سأرحل طازجة ولن تتمكن الارض من اكلي! 

اوصيتهم مراراً ان لايدفنوني عند موتي غير اني ايقنت بأنهم لن يأبهون بترهاتي كما جرت العادة ..لكنهم الآن سيذرون رمادي للريح رغماً عنهم …ساعانق الريح الى الابد ،

ارتجفت اوصالي حين اقتربت النار وصارت  تدغدغ جسدي … هاهي تشربني كنخب انتصار على حياة باردة   !

بدت النار تسكب ذبالتي  في كأس عاشقٍ ثمل يتناولني  على مهل …ازددت ارتعاشاً وانا تحت همس قبلات محمومة بدت كأنها اعتذار متأخر عن البرد الذي يسكنني منذ بدء الخليقة ، لم احظى بحنوٍ دافئ كهذا اللهب الجامح.. لقد تناول جلدي كوجبة محببة، ثم غار في احشائي كفارس بدوي عاشق .

انها العاشرة صباحاً …بدت الشمس اكثر توهجاً، في احدى السماوات البعيدة .

*************************************************************************************

موت ساخن جداً

رويدا إبراهيم

كان الكلام يسقط منهما فوق اسفلت الشارع تدوسها اقدام المارة المسرعة كانا يمشيان بهدوء على غير عادة رواد هذا الشارع.. زوجته  تبدو اصغر سنا بمعطفها الأحمر، اما  هو فيواري خيباته تحت سترته البنية  لم يكن يبدو بحال جيدة . لكني عرفته وانا اخفي نصف وجهي تحت كمامتي السوداء هاهي ذكرياتي تتراجع إلى الوراء وكانها زالزال ارتدادي حين ايقنت اني لم اخطيء في صوته  ،منذ عشرة أعوام مضت المسطبة الباردة آلقاسية في برودتها  حيث كنت امنحها بجسدي النحيل بعض الدفء  ها أنا انتظر قدومه في الصباح الباكر بالرغم من ذلك في كان المقعد يبقى وحيدا وباردا كعادته اما انا انتظره في داخل المقصف او المكتبة كل تلك التفاصيل ما زلت اعرفها وأعاود تذكرها  لم التفت اليهما خشية ان تنتبه زوجته هي كانت تلبس الكمامة وهو لا لا ادري ما الذي اصاب المدينة.. تنام في فزع وتستيقظ بخوف بسبب الوباء. الكل يصيح الوباء ويلبس الكمامة والقفازات البلاستيكية حتى اني ارى الخوف في عيون المرضى حين يحضرون الى المشفى انهم يخافون من العدوى اقف خلف  مسطبة وسخة في غرفة الطوارئز

طلب مني المسؤول في العمل أن أمارس الرياضة اردت ان أصفعه كما لم اصفع احداً قبله. كان قريبا من كفي  هل كان المسيح يقصد الصفعة التي نتلقاها من الآخرين ام مطبات الحياة تارة من  المدير وأخرى من عامل النظافة وانا ادفع اليه البقشيش يطلب المزيد.

عدت اتساءل لماذا طلب المدير ان أمارس الرياضة.. أظن انها من اجل بعض الوزن الزائد. فكرت لبعض الوقت من النهار بكلامه حتى حضرت صديقتي واحتسينا الشاي معا والتهمنا وجبة الغذاء في المطعم القريب حيث كان النادل باهتا جدا وهو يقف لمسافة قريبة منا  لعلنا نحتاج إلى الخدمة لفقد عرضت صديقتي بأن هناك عريسا يريد ان يتقدم لخطبتها.. تجاهلت نظرات السعادة والغرور في عينيها وانا ادفع البقشيش للنادل المتملق وهو يرفع أكواب الشاي من على الطاولة حيث كانت الشمس الجميلة تملا المكان من الواجهة العالية للمطعم التي تطل على النهر. يشعر بارتياح وهو يمضي من دون ان يكترث بنا نحن المارين في الحياة مثل القصب الذي يطفو خفيفا ويمضي

عدت وحيدة إلى البيت بعد ان ودعت صديقتي ولكني لم اخبرها باني في الأمس رأيته بصحبة زوجته.. اردت ان احتفظ بهذا السر لوحدي بعض الوقت غابت الشمس وتلاشى ضوء النهار اختفى الضجيج في حينا ولكني حين استلقيت فوق سريري اردت ان أتذكر ملامح وجهه ولكن انتابني شعور حزين حين انتبهت الى يده وهو يسمك يدها حين كانا يقطعان الطريق غابت الكثير من التفاصيل التي كنت احفظها.. لم تعد تجدي نفعا كل تلك المشاعر القابلة للطرق والسحب لم يعد يعني لي شيئا سواء أخبرت صديقتي ام لم اخبرها.. فقد كان لقاءا عابرا لامعنى لها ابدا.

******************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في مقر شيوعيي البصرة.. عبد القادر العيداني عن «نكرة السلمان»

البصرة – باسم محمد حسين

ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الجمعة الماضية، الرفيق عبد القادر العيداني، الذي تحدث عن سجن “نكرة السلمان” والحياة اليومية للسجناء السياسيين، في جلسة حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.

الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، أدارها الناقد والشاعر مقداد مسعود، وافتتحها بتقديم نبذة عن الضيف. فيما تحدث عن بعض الرفاق من السجناء السياسيين، والسجون التي أودعوا فيها.

بعد ذلك، استهل الضيف حديثه مستذكرا لحظة اعتقاله وإيداعه في سجن “نكرة السلمان” عام 1963، ومكوثه هناك قرابة 5 سنوات، مشيرا إلى أن السجناء خلقوا نظاما لترتيب أوضاعهم الحياتية في السجن، من حيث إعداد الطعام وممارسة الرياضة اليومية وتنظيم المباريات.

ولفت العيداني إلى أن السجن كانت فيه دراسة شبه منهجية. إذ كان بعض السجناء يلقون محاضرات بمختلف الاختصاصات. فيما تطرق إلى الطبابة في السجن، ومشكلة شح الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، مستذكرا الطبيب السجين صبحي أديب، الذي أجرى عملية جراحية لسجين مريض داخل السجن، مستعينا بأدوات بسيطة جدا، ومن دون تخدير.

كما استذكر بعض السجناء المتميزين في نشاطهم داخل السجن. ونوّه إلى أن السجناء كانوا يوزعون المهام اليومية في ما بينهم، وان البعض من السجّانين كانوا يتعاونون مع السجناء.

وبينما ألقى الضوء على تصميم بنايات السجن، ومداخلها، استذكر حادثة تهريب أحد الرفاق السجناء، مبينا أنه تم تزويده ببعض الطعام وبوصلة كي يستدل على طريقه في الصحراء، وبالرغم من ذلك، لم تنجح المحاولة. فقد مات الرفيق واكتشف أمره لاحقا.

وفي سياق الجلسة، عرضت أفلام قصيرة عن السجن.

وفي الختام، قدمت اللجنة الثقافية لوحا تذكاريا إلى الرفيق عبد القادر العيداني، الذي أهدى الجمهور بدوره، نسخا من كتابه الأخير “حين يعانق الرجال عنان السماء”.

جدير بالذكر، أن الرفيق العيداني يعتبر الموثق الأول لأسماء السجناء السياسيين من الشيوعيين، وفعالياتهم ونشاطاتهم داخل السجن. وقد نشر تلك التفاصيل في كتب.

********************************************************************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، د. نادية هناوي لتتحدث في جلسة حوارية عنوانها “المفكر ادوارد سعيد والقضية الفلسطينية”.

تبدأ الجلسة التي ستديرها الشاعرة علياء المالكي، عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يضيِّف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، بعد غد السبت، الشاعرين علي إبراهيم الياسري، الفائز بجائزة شاعر شباب العرب، وزيد صالح الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي، ليقرءا مختارات من قصائدهما.

تبدأ الجلسة التي من المقرر أن يديرها الشاعر حسين السلطان، عند الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

*******************************************************************************************

البصرية تالا خليل تفوز بلقب «صانعة الأمل»

متابعة – طريق الشعب

فازت مديرة “أكاديمية المحاربين”، الناشطة البصرية تالا خليل، بجائزة “صناع الأمل” التي تمنحها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في الإمارات، لأصحاب البذل والعطاء والمبادرات الإنسانية والمجتمعية التي تتحدى العوائق.

 وجاء فوز تالا من بين أكثر من 58 ألف ترشيح استقبلتها النسخة الرابعة من الجائزة. ووفقا لموقع “هسبريس”، فإن تالا ظفرت بالجائزة عن مشروعها الخاص بتأسيس أكاديمية للأطفال الذين يحاربون السرطان وذوي الهمم، وذلك بعد منافسة قوية مع ثلاثة مشاريع أخرى كانت مثيرة للانتباه، وهي: دار لرعاية الأيتام للمصرية فتيحة محمود، ومشروع لحفر الآبار للفقراء والأيتام للمغربي أمين إمنير، الذي كان له دور بطولي في إنقاذ الناس خلال “زلزال الحوز”، فضلا عن مشروع المنتخب الكروي لمبتوري الأطراف للعراقي محمد النجار.

**********************************************************************************************

«شالوم» على حدائق بهو الناصرية

الناصرية – شوقي الجاسم

قدم الفنان د. ياسر البراك مع مجموعة من فناني الناصرية، الاثنين الماضي على حدائق بهو المدينة، عملا مسرحيا بعنوان “شالوم”، من إخراج د. البراك نفسه وتأليف ابنته سمية.

ويتناول العمل الذي شاهده جمهور واسع من أبناء المدينة، والذي قدمته “فرقة تشرين” المسرحية، معاناة الشعب الفلسطيني وما يواجهه من جرائم وحشية على يد الاحتلال الصهيوني، في مشاهد أثارت تفاعل الجمهور. وقبل العرض، قدم د. البراك موجزا عن ثيمة المسرحية، التي تهدف إلى نصرة الشعب الفلسطيني. فيما شكر كل من قدم دعما ماديا أو معنويا للمسرحية، خاصا بالذكر الداعمة الأساسية السيدة هيفاء الأمين.

********************************************************************************************

في الاتحاد العام للأدباء والكتاب.. احتفاء بالقاص حسن السلمان

متابعة – طريق الشعب

ضيّف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، القاص حسن السلمان، ليتحدث عن تجربته السردية بحضور جمع من الأدباء والمثقفين. 

أدار الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، القاص والروائي خضير فليح الزيدي، الذي قدم سيرة الضيف وألقى الضوء على مسيرته الإبداعية، مشيرا إلى أن “السلمان فاز بجائزة الإبداع العراقي 2023، عن مجموعته القصصية (ضياع في خمسة ميل)”.

وتابع قائلا أن قصص سلمان تتسم بالنهايات غير المتوقعة، وبالحلول الفنتازية.

بعد ذلك، استهل الضيف حديثه بالقول أن “القاص القدير محمد خضير، هو صاحب التأثير الكبير على تجربتي القصصية من خلال كتابيه القصصيين (المملكة السوداء) و(الكتابة في درجة ٢٥ فهرنهايت)،  فضلاً عن تأثير الكتاب أحمد خلف وعبد الستار الناصر وعبد الستار البيضاني، في تكوين شخصيتي الأدبية عراقياً”، مشيراً إلى أنه تأثر عربياً بيوسف إدريس وزكريا ثامر. كما تأثر بقصص عالمية مترجمة.

وأشار السلمان إلى انه يميل على مستوى الرؤية، للواقعية والمحلية، ويطرح باستمرار إشكاليات ورؤى وأفكارا، وكل همه هو التغيير من خلال كتابة القصة بشكلها المتعارف عليه، موضحا أنه لا يعتمد في أسلوبه السردي على المقدمات الطويلة واللف والدوران، ودائما ما يبتعد عن المباشرة وكشف أوراق المعنى “لا سيما أن النهايات عندي دائما ما تكون مشغولة بخيوط الفنتازيا التي تعد وظيفة لإنتاج الدلالات”.

وتخللت الجلسة مداخلات نقدية حول تجربة الضيف، ساهم فيها كل من رئيس الاتحاد علي الفواز وعلوان السلمان وصلاح زنكنة وحمدي العطار وسعد السوداني.

********************************************************************************************

إصدار

علامات العنف الرمزي

عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة، صدر حديثا كتاب بعنوان «علامات العنف الرمزي في خطاب المسرح المعاصر»، من تأليف الناقد المسرحي د. صميم حسب الله يحيى.

يتضمن الكتاب، وهو في الأصل أطروحة دكتوراه كان قد ناقشها المؤلف قبل سنوات، تعريفا بالمصطلحات العلمية التي ضمها. ويناقش جملة من الشؤون المسرحية، مثل: مفهوم العنف الرمزي وانعكاساته في الحقل الثقافي، وبنائية الأنساق العلاماتية في العرض المسرحي، وتمظهرات العنف الرمزي في الخطاب المسرحي المعاصر، وصولا إلى الاستنتاجات.

يقع الكتاب في 240 صفحة من القطع الكبير.

*************************************************************************************************

أما بعد.. أنشودة فرح (تهنئة مبكرة لحزبنا بعيده التسعين)

منى سعيد

في عنفوان الشباب ، حين كنت في أولى مراحل الجامعة، حلت الذكرى الأربعون لميلاد حزبنا الشيوعي. حينها كنت أسكن في حي الكرادة الشرقية في منزل فخم “برجوازي” لا يتناسب كثيرا مع أفكار حزب العمال والفلاحين. وكنت انتمي لعائلة جميع إفرادها انضموا للحزب الشيوعي ونالوا نصيبهم من السجون والتعذيب في الحملة ضد الشيوعيين في العام 1963، و لم يعاودوا التواصل مع الحزب باستثناء فرد واحد منهم، مع ذلك لم يرفض الأهل إقامة حفل كبير في بيتنا بهذه المناسبة..

توافد العشرات من رفاقنا من طلبة كلية الآداب وأكاديمية الفنون وبعض الكليات الأخرى، حتى غصَّت بهم غرف البيت.. وكانت أجمل مفاجأة حملها الجميع أنشودة فرح بالمناسبة غنيناها كلنا بصوت شجي وبروح مرحة فرحة منشدين:

 ويه ياحزبي أربعينك جانا/ وعيَّدت حتى الطيور ويانا / جبت لأولاد الفلح ثوب وفرح/ وخبز للجوعان وللجوعانه/ ويه ياحزبي أربعين ـ ويه ياحزبي أربعينك جانا/ ويه ياحزبي الشعب غنى النشيد / النشيد/ وطنك حر يايبه وشعبك سعيد / وسعيد وسعيد/ غنى لاجلك للكرامة/ ويلاه/ للسلم رفرف حمامة/ ويلاه/ ويه ياحزبي ياحزبي اربعين/ ويه ياحزبي أربعينك جانا.

تواصلنا مع الحزب بهمة ونشاط مع عدم إغفال دروسنا وحرصنا على التفوق في المجالين، بالنسبة لي وخصوصا في نهاية المرحلة الثالثة من الجامعة وحتى تخرجي، كان يومي زاخرا بالنشاط وبمحبة فائضة للتنظيم، يبدأ من السادسة صباحا حيث التوجه للكلية، ثم حضور أو تولي قيادة الاجتماعات الحزبية للرفيقات، وغالبا ما كانت تعقد في بيوت سرية بعيدة عن رصد زملائنا من طلبة الاتحاد الوطني ممن لم يدخروا جهدا في ملاحقتنا، وبعد الاجتماعات أتوجه في الرابعة مساء إلى عملي في صحيفة طريق الشعب.

في الأشهر الأولى عملت في مطبعة الرواد، وكنت مع رفاقي نتحدى جميعا عيون أفراد الأمن العامة ونحن نمر وسط بيوتهم في منطقة السعدون حيث مقر المطبعة، بل كنا نسخر منهم بترديد المقطع الطريف “ نحن والأمن جيران”.. وبعد تخرجي عملت في قسم التحرير في بناية الجريدة المطلة على نهر دجلة في شارع أبي نؤاس. تطول ساعات العمل في الجريدة أحيانا وخصوصا في قسم المونتاج في المطبعة حتى منتصف الليل ، حينها كان الرفيق عبد الرزاق الصافي يوصلنا أنا و زوجي الشهيد سامي حسن بسيارته إلى منزلنا في الكرادة.

أنشودة الفرح تلك تبخرت مع الهجمة الشرسة على حزبنا في العام 1979، وفقدنا كثيرين رائعين وتفرق رفاقنا في جهات الأرض الأربع.

ومضت السنين وبرز حزبنا بنشاطه من جديد، فأخذنا ننشد هذه المرة بيت شعر شعبي يقول:” مثل الثيِّل عادتك / تنحش ترد ردود”.

تحية لحزبنا المناضل في عيده التسعين، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والعار والشنار للقتلة المجرمين.