اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مؤشر دولي يضع العراق في «المنطقة الحمراء».. سياسيون: منظومة الحكم ترسّخ الأحادية السياسية ولا تؤمن بالديمقراطية

بغداد ـ طريق الشعب

تراجع العراق 4 مراتب في مؤشر الديمقراطية للعام 2023 الصادر عن مرصد Economist Intelligence، وسجل البلد بسبب هذا التراجع أدنى مستوى للمؤشر منذ انطلاقه في 2006.

مختصون بالشأن السياسي عَدّوا التراجع «طبيعياً» في ظل الممارسات التي نشهدها على مختلف الصعد في ادارة شؤون البلاد، الى جانب التضييق المستمر على الحريات وطرح مشاريع قوانين مشبوهة يمكن استغلالها في تكميم الافواه وتقييد الحريات الدستورية، فيما حذروا من استمرار هذا السلوك السياسي الذي يضعف مقومات الديمقراطية، ويقودنا الى فوضى وحالة تفكك.

ضمن المنطقة الحمراء 

بالعودة إلى تقرير المؤشر عن عام 2023، فقد أظهر أنّ العام كان عاما مشؤوما بالنسبة للديمقراطية، حيث انخفض متوسط النتيجة العالمية إلى أدنى مستوى له منذ بدء المؤشر في عام 2006.

وحلّ العراق بالمرتبة 128 عالميا من أصل 165 دولة بمؤشر الديمقراطية. ويظهر تراجع العراق 4 مراتب عن العام السابق، حيث حاز العراق نقاطا تبلغ 2.88 نقطة، ما جعله ضمن المنطقة الحمراء التي توصف بأنه تحت «حكم استبدادي»، وفقا لتصنيف المرصد.

ويقول التقرير، إن أقل من 8 في المائة من سكان العالم يعيشون في ظل ديمقراطية كاملة. بينما يعيش ما يقارب 40 في المائة تحت حكم استبدادي.

لا نعوّل عليهم

القاضي والوزير السابق وائل عبد اللطيف قال إن «اغلب القوى السياسية الموجودة في الساحة ليست ديمقراطية ولا تؤمن بها»، وبالتالي لا يمكن لمن لا يؤمن بالديمقراطية أن يصنعها أو يطورها.

وأضاف عبد اللطيف لـ»طريق الشعب»، ان «التزوير وشراء الاصوات والذمم والتضييق على الحريات والعديد من الممارسات الاخرى، وعلى رأسها النهج الذي تحكم به هذه القوى الدولة، هي ما اضعف الديمقراطية، فجرى تقديم نموذج مشوه عن الديمقراطية، قائم على أساس الغش والخداع».

وتابع، أن قوى الاطار مثلا «تراجعت في انتخابات 2021، وفشلت فشلاً ذريعا في الانتخابات المحلية الاخيرة على مستوى 7 محافظات. فليس من الصعب ازاحتها في حال كانت هناك مشاركة شعبية واسعة لاختيار الوطنيين والمستقلين الحقيقيين».

أزمات تلد أخرى

أستاذ الفكر السياسي في جامعة الكوفة، إياد العنبر قال إن الديمقراطية في العراق «هجينة وغير مستقرة، وبالتالي فان التراجع الذي يؤشره التصنيف هو شيء طبيعي».

وأضاف العنبر لـ»طريق الشعب»، أن «هذه المؤشرات تعتمد اكثر من معيار في مقياسها، وهي تتحدث بجانب الحريات والحقوق وبجانب ثقة المواطن بالعملية الانتخابية، وهذه كلها مؤشرات أصبحت واضحة اليوم. نتقدم بالانتخابات والعملية الانتخابية لكننا نفشل في ان نكون قادرين على مأسسة الديمقراطية».

واستدرك العنبر، أنه «وفقا لهذه المؤشرات فإن كل البلدان تواجه مشاكل معينة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لكن هذه الدول تصنّف ديمقراطياتها بأنها ناجحة»، مردفا «اما نحن فأعتقد اننا ما زلنا في طور او في مرحلة التحول الديمقراطي».

وخلص استاذ الفكر السياسي الى القول: ان «فترة عقدين من الزمن كافية لنصل الى مراحل متقدمة لو كان التأسيس صحيحا، لكننا في ظل الوضع الراهن سنبقى ندور في فلك الازمات التي تلد اخرى، وبالتالي يؤجل مشروع بناء ديمقراطية ناضجة»، مضيفا «ما زلنا في مرحلة إصلاح الاخطاء».

فوضى ودكتاتورية

من جهته، قال رئيس المركز العربي الاسترالي للدراسات الاستراتيجية، احمد الياسري، «إننا لا نزال في خانة التراجع. هناك فرق كبير بين ان تتراجع في مؤشرات الدولة الديمقراطية وبين ان تتحول الى دولة ديكتاتورية. وبالنسبة لتراجع العراق نجد أن هذا نتيجة طبيعية لما يجري اليوم في الساحة السياسية».

وأشار الياسري في حديث مع «طريق الشعب»، إلى «ضعف التمثيل السياسي والتمثيل الشعبي، ومقاطعة الاغلبية الرافضة للنظام السياسي، وسط السياسات التي ينتهجها الإطار الحاكم ومحاولات التضييق».

ونبّه الى أن «مؤشرات الديمقراطية وجودتها في دول العالم، تقاس على اسس معينة وتصدرها مؤسسات علمية، تعتمد تقارير سنوية. ويمكننا ببساطة مراجعة هذه التقارير قبل استلام الإطار للسلطة في العراق وفي عهده، وسنلاحظ الفرق»، مؤكداً أنّ «هناك عملية تضييق للمظاهر الديمقراطية التي تعتمد على التنوع والمشاركة السياسية والحريات».

وحذّر الياسري من «مغبة استمرار ترسيخ الأحادية السياسية والحكم بهذه الطريقة التي تقودنا ان استمرت الى الفوضى والدكتاتورية وتفكك البلد».

*************************************************************************************************

راصد الطريق.. قرارنا السيادي والتدخلات الخارجية

بعد شد وجذب وسجالات سياسية، رفض رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد إصدار مرسوم جمهوري بالمصادقة على تعيين أحمد الجبوري (أبو مازن) محافظًا لصلاح الدين، بعد ان انتخبه مجلس المحافظة للمنصب. وبرر كتاب الرئاسة الرفض بكون المومأ إليه محكوما في عدد من القضايا ومشمولا بالعفو العام، وبوجود قضايا أخرى لا تزال معلقة. وذلك ما جاء في كتاب رسمي تسلمته الرئاسة من هيئة النزاهة.

وفي هذا الخصوص تحدث أكثر من سياسي عراقي عن ضغوط متنوعة، مارستها اطراف عدة وسفارة دولة مجاورة، لدفع رئيس الجمهورية الى إصدار المرسوم الجمهوري، عاكسة بذلك حجم التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية، وشموله أكبر التفاصيل وأصغرها.

وواضح ان هذا التدخل السافر في شؤوننا الداخلية ليس وليد اللحظة أو الصدفة، وان القوى المتنفذة التي لا هم لها الا مصالحها الخاصة، تغض الطرف ولا ترى حتى اذا تحول البلد الى «خان جغان»!

بناء عليه نرى أن استقرار العراق مرهون قبل كل شيء برفع أيدي الغرباء عن قرارنا السيادي، وبالرفض القاطع للتدخلات الخارجية مهما كان مداها وتأثيرها.

فهل يتحقق ذلك؟ ومتى؟

*******************************************************************************************

بلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يومي(١ و٢ شباط ٢٠٢٤ ) في بغداد اجتماعها الاعتيادي الكامل، والذي سبقه انعقاد المجلس الاستشاري الموسع للحزب، وموسعات في المحليات واجتماع لسكرتاريي منظمات الحزب خارج الوطن.

بدأ الاجتماع أعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما للرفاق والأصدقاء الذين رحلوا عنا خلال الفترة الماضية، مشيدا بما اجترحوا من مآثر وقدموا من تضحيات جسام.

ناقش المجتمعون التطورات السياسية الحاصلة في العراق والمنطقة ومآلاتها، وتوصلوا  إلى أن استمرار العدوان الغاشم لدولة الاحتلال الصهيوني على غزة والضفة الغربية، وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين، من شأنه أن يفجر نزاعاً شاملاً في عموم المنطقة، بل وفي العالم كله، غير محسوب التداعيات. وجدد الاجتماع تضامن الحزب الثابت مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والتأكيد على المساهمة بفعالية في الارتقاء بمستوى الدعم والتضامن الشعبي والرسمي مع نضال الشعب الفلسطيني والصمود البطولي لأهالي غزة.

ادانة جرائم الكيان الصهيوني

وحيا الموقف الشجاع لجنوب افريقيا والدعوى التي قدمتها الى محكمة العدل الدولية، مؤكدا على تنفيذ قرارات المحكمة لوقف الابادة الجماعية في غزة. 

ودعا الاجتماع، الأحزاب الشيوعية واليسارية وقوى السلام في العالم، إلى المزيد  من العمل من اجل الضغط على حكومات بلدانهم لاتخاذ موقف دولي حازم من جرائم الكيان الصهيوني، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، كخطوة أولى، على طريق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وبحث الاجتماع في أوضاع البلاد الداخلية وتطوراتها المستجدة والتي اتسمت بتصاعد المخاطر المحدقة ببلدنا والمنطقة، ارتباطا باستمرار الحرب على غزة وتداعياتها على عموم المنطقة والعراق، المخاطر الجدية الناجمة عن اشتداد التوترات التي تزيد من حالة عدم الاستقرار ومن احتمالات اتساع رقعة الحرب. وتوقف الاجتماع عند الخروقات المتتالية لسيادة العراق وأمنه من قبل قوى دولية وإقليمية وما تمثله من تهديد لحياة وسلامة مواطنيه، من مدنيين وعسكريين.

رفض الاعتداءات المتكررة

واذ جدد الاجتماع إدانة الحزب التامة لهذه الاعتداءات الأجنبية المتكررة على أراضينا من أي دولة كانت، فإنه شدد على مسؤولية الحكومة وجميع القوى السياسية الساندة لها والمشاركة في السلطة في اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لوقف مسلسل الاعتداءات الخطير. ونظرا لدقة الأوضاع وخطورة المآلات المحتملة، لا بد أن يكون  التحرك سريعا من قبل سلطات الدولة والحكومة العراقية المسؤولة دستوريا عن حفظ سيادة البلاد وأمنها وسلامتها،  كذلك على الصعيد الدولي من خلال الاجراءات السياسية والدبلوماسية، وداخليا لضبط ايقاع أية خطوات من شانها صب الزيت على النار.

«النص الكامل للبلاغ على الصفحة الرابعة»

****************************************************************************************

الأشجار المعمرة ضحية لمشاريع التأهيل

بغداد – تبارك عبد المجيد

لا تزال حملة إعادة تأهيل شوارع الكرادة داخل وابي نؤاس، تبعث القلق على مصير الأشجار المعمرة في تلك الشوارع والتي تشكل متنفساً للشباب والعوائل. فيما تنفي أمانة بغداد أن تكون حملتها تؤثر على تلك الأشجار.

**********************************************************************************************

الصفحة الثانية

أمانة بغداد: نبتكر خططا بديلة لتجنب اقتلاعه.. الأشجار المعمرة ضحية لمشاريع التأهيل في شارعي الكرادة وأبي نؤاس

بغداد – تبارك عبد المجيد

لا تزال حملة إعادة تأهيل شوارع الكرادة داخل وابي نؤاس، تبعث القلق على مصير الأشجار المعمرة في تلك الشوارع والتي تشكل متنفساً للشباب والعوائل. فيما تنفي أمانة بغداد أن تكون حملتها تؤثر على تلك الأشجار.

وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، قد اطلق خلال شهر كانون الثاني، أعمال مشروع توسعة شارع أبو نؤاس، وإنشاء جسر الجادرية الجديد على نهر دجلة، وسط العاصمة بغداد.

لا يوجد قطع!

يقول المتحدث باسم أمانة بغداد حيدر مجيد: إنّ المرحلة الأولى من أعمال تأهيل وإعمار شارع أبو نؤاس اكتملت، وهو أحد المشاريع التي لها الأولوية في البرنامج الحكومي.

ويضيف مجيد في تصريح لـ”طريق الشعب”، أنّ رئيس الوزراء أشرف على إطلاق مرحلة جديدة من العمل في شهر كانون الثاني الماضي، تتعلق بتوسعة طريق أبو نؤاس وزيادة المساحات الخضراء، وجعله متنفساً للعوائل البغدادية. كما أشار الى وجود مشروع يتضمن إنشاء أكبر متنزه ترفيهي في معسكر الرشيد، حيث وصلت التصاميم الى مراحل متقدمة.

ويردف قائلا، أن المتنزه يتضمن ألعابا ومرافق ترفيهية متعددة، إضافة إلى عدد من المطاعم والمقاهي.

خطط للحفاظ على الأشجار المعمرة

من جانبه، أكد المتحدث باسم أمانة بغداد محمد الربيعي، أن “جميع مشاريع التوسعة لا تتضمن إزالة للأشجار المعمرة”، موضحاً أنه “تم اقتلاع بعض الأشجار الذاوية من الجذور، لاعتراضها أعمال التطوير في شارع أبو نؤاس، وعوضت بعشرات الأشجار بدلاً عنها”.

وقال الربيعي في حديث مع “طريق الشعب”، إن “أي مشروع تطوير تعترضه أشجار معمرة وعملاقة يتم وضع خطط بديلة بحسب توجيه أمين العاصمة لدوائر البلدية. وإذا تمت إزالة أي من الأشجار بسبب مشاريع فك الاختناقات، فسيتم زرع أشجار كبيرة بدلاً منها”.

وأضاف، أنه “تم إعداد أربع خطط خاصة بتأهيل شارع أبو نؤاس”.

جريمة

وانتقد عضو مرصد العراق الأخضر عمر عبد اللطيف، عملية قطع الأشجار التي تقوم بها دوائر أمانة بغداد والشركات التي تعمل على توسعة بعض شوارع العاصمة، معتبرا إياها “جريمة بحق النباتات”.

وقال عبد اللطيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “بغداد تحولت الى أبنية كونكريتية عالية ومجمعات سكنية باتت تخنقها”، مشيرا الى وجود حاجة ملحة الى زيادة المناطق الزراعية وانشاء الحزام الأخضر، لأجل التخفيف من آثار العواصف الترابية ونسب التلوث في الهواء، والابتعاد عن قطع الأشجار المعمرة.

والعاصمة بغداد هي واحدة من المدن التي تعتبر الأعلى تلوثاً في العالم. 

وأضاف عبد اللطيف، أن “الأشجار المعمرة في أبو نؤاس تساهم في تقليل درجات الحرارة بفارق 10 درجات، حيث توفر الظل الذي يساهم بخفض الحرارة، وتعمل كمكيف هواء طبيعي، وان زراعة أشجار النخيل لن تعوض عن تلك الأشجار”.

وشدّد المتحدث على أهميّة أن تتخذَ وزارة البيئة “إجراءات صارمة وفرض قوانين تصل الى الحبس او الغرامة المالية بحق من يعمل على قطع الأشجار والتخلّص منها”.

*******************************************************************************************

اللجنة الاجتماعية تزور المناضلة الأديبة سافرة جميل حافظ

بغداد ـ طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، أمس السبت، المناضلة الأديبة سافرة جميل حافظ، في منزلها للاطمئنان على صحتها.

ونقل الوفد تحايا رفاق الحزب وقيادته وأمنياتهم للمناضلة بالصحة والعافية. وأشادت حافظ بمواقف الحزب الوطنية ومسيرته النضالية، فيما استعادت بعض ذكرياتها مع الحزب وما قدمته طوال سنوات عمرها المليئة بالمحطات الهامة، كما حمّلت ضيوفها التحايا الحارة إلى رفاق الحزب الشيوعي العراقي وأمنياتها لهم بالتقدم والازدهار.

يُذكر أن وفد اللجنة الاجتماعية ضمّ كلا من الرفاق: فاضل الموسوي، خيال الجواهري، عباس حسن والرفيقة نهاوند.

***************************************************************************************

الى عائلة الرفيق حمودي شربه المحترمين

بأسى عميق تلقينا نبأ وفاة الرفيق الفنان حمودي شربه بعد معاناته مع المرض.

بفقدان ابي سنان خسرنا رفيقًا ملتزمًا، طيب المعشر، يتمتع بعلاقات واسعة وحميمة مع رفاقه وأصدقائه.

ساهم الراحل في تأسيس فرقة “الطريق” للاغنية السياسية، وواصل عطاءه الفني أينما تواجد في وطنه العراق، الذي تغنى كثيرًا به وبشعبه، وفي منفاه الاضطراري في السويد، وكذلك خلال مساهمته في حركة الأنصار الشيوعية في كردستان العراق.

في هذه الخسارة الكبيرة، نقدم إلى عائلة الفقيد وإلى رفاقه وأصدقائه التعازي والمواساة، آملين للجميع الصبر والسلوان، وللراحل عاطر الذكر على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

*************************************************************************************************

إضاءة.. تفكيك منظومة المحاصصة مهمة قائمة

محمد عبد الرحمن

نعتقد ان أهمية هذه المهمة لم تتراجع وان الأولوية تبقى لها. وهو أيضا ما أكدته الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات، التي لم تُظهر هيمنة القوى الحاكمة والمتنفذة وتفرعاتها عليها وحسب، بل كذلك سعي هذه القوى المتواصل، وصاحب القرار فيها خصوصا، الى الانتقال من “التوافقية الشكلية” الى احتكار السلطة والقرار، وتضييق قاعدة المساهمين الفعليين فيه.

والامر لا يتعلق بهذا الشخص في المنظومة او ذاك، على ما للفرد من دور، بل يتصل وثيقا بالازمة البنيوية وبالمنهج الذي تدار به الدولة وعملية بناء مؤسساتها وآلية اتخاذ القرار فيها، فيما قرارات المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية تتخذ حاليا خارجها، عبر القوى المتنفذة ذاتها. ونقول هنا “متنفذة” لانها، في رأينا، أوسع من تلك التي تحتل مناصب في الحكم والسلطة، وهي صاحبة السطوة وإن كانت خارجهما.

ونحن نرى أيضا ان التطورات الأخيرة لا تلغي او تقلل من أهمية الاستنتاج القائل بأن هذه المنظومة الحاكمة هي أسس البلاء، الذي  أوصل  بلادنا الى ما وصلت اليه اليوم، وهي  التي لم تعجز فقط عن إيجاد الحلول والمخارج  للازمة التي تعيشها البلاد، بل وفوق ذلك تكبح وتعرقل بمختلف الوسائل والطرق، كل مسعى جدي لتغيير واقع الحال وفتح فضاءات لانطلاقة جديدة، والخلاص مما تؤشره مؤسسات دولية بشأن أحوال بلدنا الراهنة في مجالات مختلفة، ومنها مجالات الاستقرار والأمان وحقوق الانسان، والخدمات الصحية والتعليمية، وتفشي الفساد وتغول الجماعات المسلحة والسلاح المنفلت، وحرية التعبير ومستويات الفقر والبطالة، ومدى اطمئنان المواطن على حياته وامنه، ومستوى  توفير الفرص المتكافئة للعراقيين، وحقيقة تعمق الطابع الريعي للدولة وتداعياته، ووحدانية الاقتصاد على حساب تنوعه وتعدد مصادره، وتدهور الزراعة والصناعة، ناهيكم عن مستويات التلوث العالية وشدة انتشار الامراض الفتاكة، وحالة الجفاف وما يصاحبها من اثار سيئة على التنوع البايولوجي، وقلة المساحات المزروعة والخضراء والاستيلاء الممنهج على أراضي وممتلكات الدولة والمواطنين، والتوسع غير العلمي وغير المدروس الجاري في  التعامل مع المياه الجوفية الشحيحة أصلا.

وتضاف الى ذلك معاناة المواطنين جراء عدم قدرة الحكومة على التحكم في سعر صرف الدولار، وما يرافقه من ارتفاع في الأسعار عموما وتضخم وقضم للقدرات الشرائية الفعلية  للرواتب والاجور، وقبل كل هذا اعلاء شأن الهويات الفرعية على حساب المواطنة العراقية الجامعة.

على انه تتوجب الإشارة أيضا الى احد تداعيات الازمة التي تعيشها البلاد، وهو هذا الانتهاك المتكرر لسيادة بلدنا والتدخلات الخارجية في شؤونه، وعدم القدرة على التحكم في قرار الحرب والسلم وعلى امتلاك ناصية القرار الوطني المستقل.

ذلك غيض من فيض تداعيات الازمة العامة الشاملة في البلاد، وهي ليست ظواهر متفرقة منعزلة عن بعضها، فالرابط والاساس فيها هو المنهج الخاطيء والفاشل الذي يقود البلد منذ ٢٠٠٣ حتى الآن، والتمسك به باعتباره بقرة حلوب لمن يتشبث بالسلطة وينشد مغانمها، وما تدر من مكاسب ومنافع وامتيازات. وكل ذلك على حساب المصلحة العامة طبعا وبثمن معاناة الأغلبية الساحقة.

 ولقد دللت الانتخابات الأخيرة، من بين أمور أخرى عديدة ، المدى الذي ضاقت به القاعدة الاجتماعية للمتنفذين، رغم امتلاكهم كل شي: المال السياسي والسلاح والاعلام والقرار واستغلال مؤسسات الدولة وتوظيفها لصالحهم .

وهنا يبرز واضحا امام القوى الساعية الى دحر المنظومة الحاكمة ومنهجها الفاشل، والتي تنشد التغيير الذي غدا حاجة ملحة موضوعية، انها لا بد ان تتوفر على القناعة بإمكانية الولوج في الطريق المفضي اليه، وان تتوفر عندها الإرادة، وان تتحلى بالصبر وطول النفس، وان توحد صفوفها وتعزز عناصر القوة فيها، وتهجر حالة التردد والقنوط واليأس، وان تسعى الى جعل هدف التغيير هما وطنيا عاما وليس خاصا بها، وان تعمل على  تنمية وتوطيد قدراتها الذاتية والحراك الجماهيري متعدد الاشكال، وتحفز العمل السياسي والجماهيري واقدام أوسع القطاعات الشعبية على الفعل الإيجابي، ومغادرة السلبية نحو فضاء العمل النشيط والفعال.

بهذا وغيره يمكن لهدف تفكيك منظومة الأقلية المتنفذة، ان يصبح إمكانية واقعية قابلة للتحقيق.   

************************************************************************************************

الصفحة الثالثة

عين على الأحداث

كوتا عند الطلب!

صدرت مؤخراً مراسيم تعيين المحافظين الذين “انتخبتهم” مجالس المحافظات في جلسات اخُتير فيها أيضاً رؤساء المجالس ونوابهم، وشهدت العديد من المساومات لتأمين مصالح المتنفذين في ظل استقطاب طائفي خطير. الناس الذين عزف أغلبهم عن المشاركة في إنتخاب هذه المجالس، ولم يبدوا اكتراثا بنتائجها، تساءلوا عن السبب في عدم اختيار أي امرأة لأي منصب من المناصب الستين الرئيسية التي تدير المحافظات، في وقت يستلزم فيه اعتماد كوتا النساء تبوء 15 سيدة على الأقل، لمناصب كأن تكون محافظا أو نائبه أو رئيس مجلس محافظة أو نائبه، في بلد يفرض دستوره مشاركة المرأة في إدارة الشؤون العامة.

ماذا بحثتم إذن!

أكدت وزارة الدفاع الأمريكية ولمرتين متتاليتين، على أن مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة لم تتضمن ملف إنهاء الوجود الأمريكي في بلادنا، فيما أعلن المتحدث العسكري باسم الحكومة بأن المحادثات تمحورت حول صياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي في البلاد. هذا وفي الوقت الذي تغيب فيه الشفافية، عن ملف انهاء الوجود الأجنبي المعقد، أمريكياً كان أم تركيا أم ايرانياً، يؤكد الناس على ضرورة أن يتم ذلك على أساس قرار وطني مستقل، وأن تشارك في اتخاذه كل القوى الوطنية، وأن يضمن المصالح العليا للبلاد، بعيداً عن المحاصصة والأكاذيب الشعبوية.

ضرورة التطهير!

كشفت لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة النيابية ورابطة المصارف العراقية، عن شمول نصف المصارف الأهلية بالعقوبات المفروضة من البنك الفدرالي الأمريكي، والتي تشمل تجميد أرصدتها في الخارج وإيقاف المعاملات والتحويلات الخارجية، مما يؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني، لأن هذه المصارف تشكل أكثر من‎‎‎47 بالمائة من الأصول و36 بالمائة من الودائع و37 بالمائة من رأس المال. هذا وفيما يرى الناس وجود حاجة للتدقيق في صحة الأسباب التي فرضت بموجبها العقوبات، ينتظرون من البرلمان إجراء مناقشة شاملة لواقع القطاع المصرفي الذي تلوثت فيه مصالح البلاد بأوساخ المرابين والطفيليين وغاسلي الأموال وعملاء الأجانب، وأن يضع معالجات سليمة لمشاكله.

تحذير جديد لمن يهمه الأمر

رأت نقابة الأكاديميين أن التصنيفات التي تتنافس عليها الجامعات العراقية هي في الغالب وهمية، عدا تصنيفات “شانغهاي” و “تايمز”، في وقت أحصت فيه وجود نحو 600 مكتب داخل وخارج البلاد تمارس الاحتيال الأكاديمي في كتابة البحوث والأطاريح. وأكدت النقابة على أن تلك التصنيفات عبارة عن مواقع إلكترونية تتنافس عليها الجامعات وتضغط على التدريسي للنشر فيها، بعيداً عن معايير النزاهة الأكاديمية. هذا وقد كشفت العديد من التصنيفات العالمية الجادة عن تدهور اوضاع جامعاتنا وتبوئها لمراتب متأخرة، دولياً وعربياً، فيما حذر المراقبون من المخاطر الهائلة على مستقبل البلاد إذا ما تأخر المعالجات.

من أين يأتي الفرح!

جاء العراق في المرتبة السادسة آسيوياً والثامنة دولياً في قائمة الدول الأقل ودية وترحيباً بالآخرين وذلك بالاعتماد على عدة مصادر منها تقرير تنافسية السفر والسياحة لعام 2019 وتصنيفات الدول الترحيبية لعام 2024. وقد تقدمت بلادنا على افغانستان واليمن وكوريا الشمالية وسوريا وبوتان فقط. هذا ويعكس هذا المؤشر التأثيرات الخطيرة للحروب والحصار والإستقطابات الطائفية والقومية والصعوبات الأمنية والمعاشية على أحوال العراقيين، الذين عرفوا دوماً بإكرامهم للضيوف وحسن تعاملهم مع الغرباء، مما يشير بأن لا رخاء ولا استقرار الاّ بمعالجة كل تلك الآثار وإعادة الإشراقة لوجه شعبنا وتخليصه من منظومة المحاصصة العاجزة عن تحقيق أي تقدم.

**********************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

هل سينسحبون حقاً؟

نشرت صحيفة الإنديبنديت تقريراً للصحفية تارا كوب، عن المباحثات العراقية الأمريكية المتعلقة بطلب بغداد، خروج قوات التحالف الدولي من العراق والمتواجدة فيه منذ سنوات للمساهمة في محاربة (داعش)، أشارت فيه إلى ارتباط الطلب بسلسلة الهجمات والهجمات المضادة التي حدثت بين هذه القوات وعدد من الفصائل المسلحة، سواء في داخل العراق أو في الأراضي السورية والأردنية.

انسحاب منّظم

ونبهت الصحيفة إلى أن بغداد، اشترطت لهذا الإنسحاب ترتيب الوضع الأمني على الأرض، ودراسة قدرات قواتها المسلحة، وبناء علاقة ثنائية جديدة، آملة أن لا يحدث ما يعكر صفو المحادثات.

وعبرت الكاتبة عن اعتقادها بأن العراق سعى جاهداً ومنذ فترة طويلة لتحقيق التوازن في علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران، رغم ما بين الدولتين من عداء، وذلك بسبب علاقاته التحالفية مع كل منهما. غير أن الهجمات المشار اليها قد أضرت كثيراً بمساعيه تلك كما يبدو، لاسيما مع تنامي النفوذ السياسي والبرلماني لمهاجمي القوات الأمريكية. وخلص التقرير إلى أن توقف الهجمات بين الطرفين منذ 4 شباط الماضي، قد يقلل من العقبات في طريق المحادثات الرسمية.

الانسحاب مبكر

من جهتها نشرت صحيفة نيويورك تايمز الإمريكية مقالاً لكينث ماكينزي، أحد القادة العسكريين السابقين والمدير التنفيذي لمعهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب فلوريدا، حول مدى صحة قرار واشنطن بالانسحاب من الشرق الأوسط، اعتبر فيه القرار خطأً استراتيجيا، منتقداً إدارة بايدن على ما اسماه تهاونها مع خصومها في المنطقة، وهو ما يمثل، حسب ماكينزي، خطراً كبيراً على مصالح الولايات المتحدة. ودعا ماكينزي إلى التزام حازم بإبقاء القوات الأمريكية في سوريا من جهة والتزام إضافي بالعمل مع الحكومة العراقية لإيجاد مستوى من التواجد، مقبول للطرفين.

تعاون بشكل مختلف

وتحدث المقال عن تغيير محتمل في طبيعة عمل 2500 عسكري امريكي في العراق، ينشغلون اليوم في تدريب قوات الأمن على مواجهة داعش، حسب رأي الكاتب، الذي افترض تخفيض عددهم مع استمرار المفاوضات وتغيير طبيعة مهماتهم، بحيث تتطلب عدداً أقل من القوات، مشدداً على عدم الإنسحاب بسرعة كبيرة، كما حدث في عام 2011، وعلى أن بقاء قاعدة عسكرية في العراق شرط مسبق للحفاظ على قوات واشنطن في سوريا.

أمن قومي وحيرة

واعتبر الكاتب تواجد القوات الأمريكية في سوريا والعراق مهماً لمنع داعش من مهاجمة الولايات المتحدة، وبالتالي فإن انسحابها سيمنح الوقت والمساحة لهذه المنظمة الإرهابية لإعادة نشاطها، مما سيكلف واشنطن كثيراً إذا ما اضطرت إلى العودة ثانية لهذين البلدين، فيما قد يبدو الإنسحاب السريع، ضعفاً أمريكياً يغري الخصوم بإستغلاله.

ولدى مقارنته بين المغادرة أو البقاء، وجد ماكينزي سلبيات عديدة في القرارين، فدعا إلى البقاء بشكل أقل عدداً وأكثر قدرة عسكرية وتقنية على الردع، مع تجنب التعامل مع الأمر على أساس من العاطفة أو الرغبة في الانتقام، بل على تصميم واضح بشأن ما هو الأفضل والمتمثل بالدفاع في الخارج وليس في الداخل.

مواقف متعارضة

وحول مدى اتفاق القوى العراقية حول هذا الملف نشرت صحيفة (ذي ناشينول) مقالاً ذكرت فيه أن أعضاء بارزين في الحزبين الرئيسيين المهيمنين في إقليم كردستان العراق، يعارضون حراك البرلمان لتمرير قانون يجبر الحكومة على إخراج القوات الأمريكية من البلاد، مما يشكل صعوبة كبيرة في تحقيق إجماع وطني بشأن القضية.

وتعتقد القوى الكردستانية بأن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش لا يزال قائما على الرغم من هزيمته العسكرية في أواخر عام 2017، و أن هناك خطراً جدياً من عودة الإرهاب للظهور، مما يجعل القضية مسألة وطنية وليست خاصة بمكّون معين، وبالتالي يجب إبعادها عن المزايدات السياسية والمعادلات الإقليمية حفاظا على مصالح العراق.

*************************************************************************************************

أجرت معه «طريق الشعب» حوارا موسعا مدير عام هيئة المياه الجوفية: نراقب الآبار بتقنيات حديثة  والمتجاوزون يتمادون ودعاوانا يتأخر حسمها

بغداد ـ محمد التميمي

تعد المياه الجوفية كنزا مدفونا تحت سطح الأرض، فهي تعزز استدامة الزراعة وتلبي احتياجات الشرب لكثير من المجتمعات. لكنها بكل تلك الأهمية الكبيرة، تتعرض اليوم لخطر الاستنزاف، نتيجة للاستغلال الجائر الذي يؤدي الى انخفاض مناسيبها، وهي التي يصعب تعويضها.

مورد مائي مهم

وفي هذا الصدد وللتعرف اكثر على واقع هذه المياه وطبيعتها وكيفية تكونها والحفاظ عليها، حاور مراسل “طريق الشعب”، المدير العام للهيئة العامة للمياه الجوفية في وزارة الموارد المائية، الدكتور ميثم علي خضير، الذي استعرض مختلف جوانب عمل الهيئة، والتحديات التي تواجهها.

واستهل خضير الحوار بالحديث عن عمل الهيئة التي تعد الجهة القطاعية الوحيدة المسؤولة عن المياه الجوفية في البلاد، عدا اقليم كردستان، قائلا: إن “المياه الجوفية مورد مهم جداً في كل دول العالم، حتى لو كانت هناك انهر. ومشكلتنا نحن بالذات كانت الاعتماد على نهري دجلة الفرات، لكن بسبب التغيرات المناخية وقلة الواردات من دول الجوار، حدث توجه نحو المياه الجوفية بشكل اكبر خلال السنوات الخمس الاخيرة”.

وقال انه بعد “الازمة الروسية الاوكرانية وتأثر محصول الحنطة، توجهت الحكومة نحو زراعة محاصيل استراتيجية بالاعتماد على المياه الجوفية. وبلغت الخطة الزراعية خلال العام الماضي 4 ملايين دونم”.

تقنيات وتكنولوجيا حديثة

وفي ما يتعلق بوضع المياه الجوفية، أوضح أنه “بشكل عام فإن المياه الجوفية تتميز باعتمادها على خزاناتها الجوفية، التي تتغير من مكان الى اخر”، مشيرا الى ان “هناك خزانات موجودة في المناطق الشرقية والصحراء الجنوبية والغربية، اضافة للخزانات السطحية في مناطق السهل الرسوبي ـ الترسبات الحديثة”.

وواصل حديثه بأن “أغلب الخزانات في الحدود الشرقية للعراق وايران، في محافظات ميسان وواسط وجهة ديالى، وهي خزانات متجددة، لكن بالنسبة للخزانات التي تقع في الصحراء الغربية في الأنبار، إضافة الى كربلاء والنجف والمثنى، فان غالبيتها غير متجددة”.

وفسّر الدكتور ميثم الخزانات المتجددة بأنها يمكن السحب منها، ويجري تعوض تلك المياه خلال فترة زمنية، تستغرق سنتين او ثلاثا او عشرا بحسب وضعية الخزان ومساميته. اما الخزانات الموجودة في الجهة الغربية كالخزانات الرئيسية (الدمام وام رضمة والطيران) من جهة السعودية والاردن فهي خزانات غير متجددة”.

واستطرد خضير أنّ الهيئة “نصبت شبكة آبار مراقبة في عموم هذه الخزانات؛ قسم منها الكترونية تعمل من خلال الاقمار الصناعية، وبإمكاننا أن نحدد أي انخفاض يطرأ فيها”، منبها الى ان الهيئة تحرص دوما على استخدام التقنيات والتكنلوجيا  الحديثة في عملها. وهناك قسم دراسات متخصص بدراسة المياه الجوفية ومراقبتها وتوفير قواعد بيانات ومسح كهربائي  وجيو فيزيائي.

وأكد ان آبار المراقبة الموزعة في عموم العراق “تعطينا كافة البيانات والمعلومات التي نحتاجها”.

تجاوزات عديدة

وكشف مدير الهيئة عن وجود انخفاض في بعض المناطق، وهناك “نسبة تجاوز”، مبينا أن “اللجان المشتركة مع وزارة الزراعة تسعى إلى تقليص الخطة الزراعية في هذه المناطق، والمحافظة على 4 ملايين دونم وعدم التجاوز عليها اكثر”.

وقال ان “الهيئة قامت بردم الآبار وغلقها. وبالنسبة للآبار المتدفقة ذاتيا في كربلاء والنجف، فقد أكملنا إغلاقها تقريبا في كربلاء، وفي محافظة النجف باشرنا الإغلاق بتوجيه من وزير الموارد المائية”.

وفي ما يتعلق ببحيرات الاسماك التي تعتمد على المياه الجوفية في كركوك والموصل والانبار والنجف، أكد خضير أنها “اغلقت وازيلت؛ ففي كركوك وحدها ازالت الهيئة اكتاف 1100 بحيرة تعتمد على المياه الجوفية”.

واستطرد المدير العام بالقول: ان هناك اختلافا كبيرا بين المياه الجوفية والمياه السطحية: “الاخيرة من الممكن ان تعوض من خلال مياه الامطار التي تستمر لساعات وأيام. وبالتالي يرتفع الخزين في الخزانات الرئيسة للمياه السطحية، اضافة الى ان سرعة المياه السطحية تصل الى 30 كم في اليوم، بينما الجوفية تكون سرعتها مليمات في اليوم الواحد، علاوة على انها موجودة في اعماق تتراوح بين 40 ـ 200 متر، وكي تغذيها مياه الامطار فانها تحتاج الى مئات او الاف السنين”.

وذكر أنّ “معدل عمر المياه الجوفية لدينا مختلف، إذ يتراوح بين 50 الى 500 و1000 عام. وهناك مياه تصل أعمارها الى 200 عام. وأثبتت التحاليل أن بعض المناطق في كربلاء والنجف وصل عمرها الى 4000 سنة، ويتم السحب منها حالياً للأسف. بالتالي فان هذا الفقدان من الصعب تعويضه خلال سنة او 20 أو 30 عاما. وهذا حال اغلب الخزانات في العراق”.

ما هي التحديات؟

وعرج الدكتور ميثم على ملف التحديات قائلا: إنه “برغم الإخفاقات في بعض المناطق بحكم انها صحراء شاسعة فلا نستطيع الوصول اليها، إلا بعد رصدها عقب سنة، وهكذا من خلال صور الأقمار الصناعية، حيث يتبين ان المنطقة مزروعة، الأمر الذي يضطرنا الى إقامة دعوى على المزارع، ومن ثم نزيل التجاوز”.

وأردف حديثه بأن “حسم تلك الدعاوى في المحاكم تأخذ وقتا طويلا، وهذا ما يسمح للمتجاوز بمفاقمة الضرر علينا”، مضيفا ان “الوزارة متجهة لاستحصال موافقات على تشكيل قوة أمنية خاصة بوزارة الموارد المائية لحماية كوادرنا في أثناء واجباتها لمكافحة التجاوزات”.

وأشّر المدير العام ان هناك “استغلالا جائرا” للمياه الجوفية في بعض المناطق، مثل صلاح الدين ونينوى، نتيجة للتغيرات المناخية وابتعاد الخط المطري، فبدأ المزارعون بحفر الآبار”، مبينا أن “الاستغلال الجائر يؤدي الى انتهاء هذا النوع من المياه، كما جرى في السعودية في احد المشاريع، لكن في العراق، يصل استخدامنا من حجم المساحة الكلية للصحراء الى أقل 20 في المائة”.

وحفرت الهيئة العامة للمياه الجوفية 1290 بئرا لـ”النفع العام”، نتيجة لشح المياه.

وقال مدير الهيئة: لدينا 52 جهازا متخصصا بالحفر.

وبالنسبة لكميات المياه الجوفية التي تتداولها وسائل الإعلام، قال المتحدث إنّ “هذه الأرقام غير دقيقة لان خزانات المياه الجوفية وحدودها تتمتع بخصوصية معينة، والسحب الخاص بها مشترك من عدة خزانات، والبئر الواحد قد يخترق خزانات عديدة، لكن الهيئة بصدد تعديل هذه الأرقام بدراسات مستمرة، كي نصل إلى رقم حقيقي”.

واختتم مدير عام هيئة المياه الجوفية الحوار بالقول: “نحن اليوم بحاجة ماسة لإدراك ما يمثله الماء من قيمة؛ فهذه المياه إذا فقدت لا تعود، لذا نتمنى على الجميع عدم التجاوز على مياهنا الجوفية”.

*************************************************************************************

الصفحة الرابعة

بلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يومي( ١ و٢ شباط ٢٠٢٤ ) في بغداد اجتماعها الاعتيادي الكامل، والذي سبقه انعقاد المجلس الاستشاري الموسع للحزب، وموسعات في المحليات واجتماع لسكرتاريي منظمات الحزب خارج الوطن.

بدأ الاجتماع أعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما للرفاق والأصدقاء الذين رحلوا عنا خلال الفترة الماضية، مشيدا بما اجترحوا من مآثر وقدموا من تضحيات جسام.

ناقش المجتمعون التطورات السياسية الحاصلة في العراق والمنطقة ومآلاتها، وتوصلوا  إلى أن استمرار العدوان الغاشم لدولة الاحتلال الصهيوني على غزة والضفة الغربية، وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين، من شأنه أن يفجر نزاعاً شاملاً في عموم المنطقة، بل وفي العالم كله، غير محسوب التداعيات. وجدد الاجتماع تضامن الحزب الثابت مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والتأكيد على المساهمة بفعالية في الارتقاء بمستوى الدعم والتضامن الشعبي والرسمي مع نضال الشعب الفلسطيني والصمود البطولي لأهالي غزة.

ادانة جرائم الكيان الصهيوني

وحيا الموقف الشجاع لجنوب افريقيا والدعوى التي قدمتها الى محكمة العدل الدولية، مؤكدا على تنفيذ قرارات المحكمة لوقف الابادة الجماعية في غزة. 

ودعا الاجتماع، الأحزاب الشيوعية واليسارية وقوى السلام في العالم، إلى المزيد  من العمل من اجل الضغط على حكومات بلدانهم لاتخاذ موقف دولي حازم من جرائم الكيان الصهيوني، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، كخطوة أولى، على طريق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وبحث الاجتماع في أوضاع البلاد الداخلية وتطوراتها المستجدة والتي اتسمت بتصاعد المخاطر المحدقة ببلدنا والمنطقة، ارتباطا باستمرار الحرب على غزة وتداعياتها على عموم المنطقة والعراق ، المخاطر الجدية الناجمة عن اشتداد التوترات التي تزيد من حالة عدم الاستقرار ومن احتمالات اتساع رقعة الحرب. وتوقف الاجتماع عند الخروقات المتتالية لسيادة العراق وأمنه من قبل قوى دولية وإقليمية وما تمثله من تهديد لحياة وسلامة مواطنيه ، من مدنيين وعسكريين.

رفض الاعتداءات المتكررة

واذ جدد الاجتماع إدانة الحزب التامة لهذه الاعتداءات الأجنبية المتكررة على أراضينا من أي دولة كانت، فإنه شدد على مسؤولية الحكومة وجميع القوى السياسية الساندة لها والمشاركة في السلطة في اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لوقف مسلسل الاعتداءات الخطير. ونظرا لدقة الأوضاع وخطورة المآلات المحتملة، لا بد أن يكون  التحرك سريعا من قبل سلطات الدولة والحكومة العراقية المسؤولة دستوريا عن حفظ سيادة البلاد وأمنها وسلامتها،  كذلك على الصعيد الدولي من خلال الاجراءات السياسية والدبلوماسية ، وداخليا لضبط ايقاع أية خطوات من شانها صب الزيت على النار.

وجدد الاجتماع رفض الحزب المطلق لتحويل بلدنا الى ساحة صراع لتصفية حسابات خاصة بالأطراف المتنازعة، وحروب بالوكالة، مثلما يرفض بأي حال من الأحوال ان يكون بلدنا منطلقا للعدوان على أية دولة أخرى.

كما أكد الاجتماع  موقف الحزب الذي يعتبر انهاء وجود كل القوات الأجنبية على الأراضي العراقية مهمة وطنية ومن مقومات تعزيز السيادة الوطنية، ومن الواجب العمل على  توفير المتطلبات السياسية والقدرات العسكرية والأمنية الضرورية لتمكين العراق من إنجازها بأسرع وقت. وهي مهمة ينبغي أن تنهض بها الحكومة العراقية حصرا وأن تقترن بالعمل من أجل تحقيق أوسع توافق سياسي وشعبي داعم لمثل هذا الموقف.

وعلى صعيد الأوضاع الداخلية في البلاد، ناقش الاجتماع الأداء الحكومي والبرلماني وانعكاساته وتأثيراته على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والخدمي والمعيشي للشعب، ولفئاته وشرائحه الفقيرة والمسحوقة بشكل خاص.

وتوقف الاجتماع امام المتغيرات التي طرأت على طبيعة السلطة السياسية التي تعبرعن مصالح البرجوازية البيروقراطية والطفيلية المتحالفة مع الكومبرادور التجاري والمصرفي الذي يستند على التوجهات الاقتصادية الليبرالية وآلية السوق المنفلت، والتي تشابكت مصالحها وتخادمها مع منظومة  المحاصصة المهيمنة على مؤسسات الدولة ومصالح قوى خارجية وجماعات مسلحة متنفذة،  في مقابل اتساع الشرائح الاجتماعية التي تعاني من الفقر والعوز والحرمان، ما عمق من شدة التمايز الطبقي.

وخلص الاجتماع إلى أن أداء منظومة الحكم التنفيذية والتشريعية والقضائية، على مختلف الصعد، محكوم إلى حد بعيد بكوابح واشتراطات المحاصصة المقيتة والصراعات المقترنة بها، حيث اشر المجتمعون الضعف البين في العمل البرلماني على مستوى الرقابة والتشريع، الذي أساسه الصراعات على المواقع والنفوذ والمال، وعدم الاهلية والكفاءة واملاءات المتنفذين. ويأتي فشل مجلس النواب حتى الآن في انتخاب رئيس جديد له، ليقدم دليلا آخر على تمترس قوى المحاصصة الطائفية في مواقفها، على حساب اداء المؤسسة التشريعية لمهامها والمصالح العليا للبلد.

وان هذا التراجع ينعكس بصورة  مباشرة على حياة العراقيين. حيث تعطل تشريع او تنفيذ العديد من القوانين ذات الصلة بمعيشة الناس، او المتعلقة بالوضع الاقتصادي والخدمي، من بينها قانون النفط والغاز وقانون المجلس الاتحادي.  

تحديات جسيمة

وفي ما يتعلق بالأداء الحكومي، فان الحكومة الحالية تواجه العديد من التحديات الجسيمة لتنفيذ برنامجها الحكومي وما تضمن من التزامات ووعود، ابرزها انتهاج  سياسة اقتصادية ومالية بديلة لصالح دعم وتحفيز  القطاعات الإنتاجية وتوفير الخدمات وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، ومكافحة الفساد وضبط الوضع الأمني وامتلاك القرار السيادي للعنف وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الدستورية.

إلاّ أن مساعي الحكومة، وإن حققت بعض الانجازات في الجانب الخدمي والعمراني، فشلت حتى الآن، في تنفيذ العديد من فقرات البرنامج الحكومي، ناهيك عن عدم احراز تقدم ملموس في الأوضاع على مستوى بناء الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي   والذي يتطلب اكثر من مجرد انفاق حكومي على مشاريع ومبادرات اقتصادية، وإجراءات اشمل واكثر جدية بما يتعلق بالسلاح خارج سيطرة الدولة، وبناء مقومات استقرار سياسي  وامني متين.

وفي مجال ما أعلن من شن حملة شاملة لمكافحة الفساد، أظهر سير التنفيذ بان سقف الاجراءات الحكومية منخفض. فلم يتم التحقيق مع كبار الفاسدين والمسؤولين، ولم يتم الاقتراب من ملفات فساد كبرى تعرف عناوينها غالبية العراقيين.

وأولى الاجتماع الاهتمام بالأوضاع على صعيد الحقوق والحريات، فقد تزايدت مساعي القوى المتنفذة لقضمها وفرض القيود على حرية الراي والتعبير، وتنميط حياة المواطنين وإشاعة أجواء من  الخوف والتوجس، ومصادرة التنوع الفكري والسياسي والقومي والديني  في المجتمع، وتشجيع النعرات الطائفية والشوفينية، واستهداف المرأة وحقوقها الأساسية، فيما استمر التنصل من وعود متكررة بملاحقة قتلة المنتفضين والناشطين وتقديم المجرمين ومن يقف وراءهم إلى العدالة.

وما يدلل على القيود الكابحة لعمل رئيس الوزراء وحكومته، عدم تمكنه من إجراء تعديل وزاري كما وعد، كذلك تلكأت عملية تقييم أداء الوزراء وكبار المسؤولين. وعندما تقرر تغيير بعض الوكلاء والمدراء العامين استنادا إلى نتائج عملية التقييم، جرت عملية الاستبدال والتغيير وتوزيع المناصب وفق نهج التحاصص عينه، وليس وفق معايير الكفاءة والنزاهة والمواطنة.

أما الإجراءات المتخذة لتخفيف الفقر في أوساط الفئات الاجتماعية الهشة، ومنها زيادة عديد المواطنين المسجلين في دائرة الرعاية الاجتماعية واستغلال ذلك انتخابياً، فإنها لم ترتق إلى معالجة أسباب ظهور الفقر وانتشاره إذ بلغت نسبته 21 في المائة  في عام 2023، وإيجاد الحلول لمشكلة البطالة، التي بلغت نسبتها العامة  16.5 في المائة  ولترتفع بين الشباب  الذين  أعمارهم بين 15 و24 سنة إلى 35.8 في المائة  ، كذلك توفير الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية وتأمين الضمان الاجتماعي، لاسيما للفئات الهشة، إذ تشير تقديرات منظمة العمل الدولية الى أن 42 في المائة من السكان يعانون من حرمان متعدد الابعاد من التعليم والصحة والظروف المعيشية، وانتهاج سياسات اقتصادية ومالية سليمة وذات طابع تنموي، وتحقيق اكبر قدر  من العدالة الاجتماعية.

وقد فشلت الإجراءات الحكومية في تحسين الواقع المعيشي لأغلب فئات شعبنا الذي شهد تفاقم صعوبات العيش، حتى لبعض الشرائح الوسطى من الموظفين والكسبة، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والمفردات الأساسية في سلة استهلاك الشرائح ضعيفة الدخل، وانخفاض القدرة الشرائية للرواتب والأجور بنسبة تزيد على العشرين  في المائة نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، ولكن بالمقابل تضاعفت أرباح المضاربين ومهربي العملة والمهيمنين على مزاد العملة في البنك المركزي العراقي وغيرهم من الفئات الطفيلية وسراق المال العام.

العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم

ولاتزال العلاقة بين الحكومة  الاتحادية والإقليم تحكمها الاتفاقات السياسية، بعيداً عن الأطر الدستورية والقانونية. ويظهر ان القوى السياسية لم تتفق حتى الان على المضي في تشريع قانون النفط والغاز وهو القانون الأكثر خلافا بعد 2003، في الوقت الذي يعاني المواطنون  في الإقليم من صعوبات اقتصادية جدية، حيث أن غالبية الموظفين لم يستلموا رواتبهم لاشهر عدة، فيما شهدت  مدن عدة داخل الإقليم تصعيداً احتجاجياً ضد قطع الرواتب مع استمرار تبادل الاتهامات بين الإقليم والحكومة الاتحادية بشأن الأموال المرسلة الى أربيل.

مستلزمات الاستقرار

وقد بينت تجربة الحكومات السابقة ان هناك فرقا كبيرا بين السعي إلى التهدئة وإطفاء بؤر التوتر ومظاهر الاحتقان السياسي والاجتماعي، وبين العمل بإرادة قوية واضحة لتحقيق الاستقرار الفعلي، ذي الركائز والدعامات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية، ولمعالجة طائفة من الملفات.

ونرى أن الاستقرار الفعلي يتطلب توفير شروطه المتمثلة بالدرجة الأساس  في نبذ  نهج التحاصص الطائفي والاثني  في تشكيل الحكومات واعتماد مبدأ المواطنة ومعايير الكفاءة والنزاهة الكفيل بتحقيق أوسع مشاركة مجتمعية وسياسية ممكنة في عملية صناعة القرار، بالتلازم مع تحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية، وفي توزيع الدخل والثروة، وفي ضمان هيبة الدولة وقدرة  مؤسساتها، وخاصة العسكرية على العمل، ومحاربة الفساد، وإمكانية انفاذ القانون على الجميع، وتامين السيادة الوطنية وامتلاك القرار الوطني المستقل.

انتخابات مجالس المحافظات

ومن جانب أخر، أولى الاجتماع اهتماما خاصا لتقييم نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة والتي شارك الحزب فيها ضمن تحالف قيم المدني وتحالفات أخرى. ورأت اللجنة المركزية أن تلك الانتخابات المحلية، أعادت أنتاج هيمنة ذات القوى على المشهد السياسي، وهو ما لم يغب عن حساباتنا، جراء استخدامها للمال السياسي وشراء الذمم وتوظيف أجهزة الدولة ومؤسساتها لصالح قوائم القوى المتنفذة، وعدم تطبيق قانون الأحزاب، ودور الجماعات المسلحة والخطاب الطائفي في الدعاية الانتخابية، وافتعال تشكيل واجهات مدنية، فضلا عن البيئة الانتخابية وغيرها من العوامل الموضوعية التي مكنتها من السيطرة على مجالس المحافظات.

ولاقت الانتخابات المحلية عزوفا ومقاطعة كبيرين من أبناء شعبنا، الامر الذي يعكس المزاج الشعبي الرافض لمواصلة النهج الحالي، نهج المحاصصة والفساد وهيمنة قوى سياسية على الدولة وانتقائية تطبيق مواد الدستور والقوانين النافذة.

ويرتبط حجم العزوف والمقاطعة كذلك، بالصورة النمطية عن تجربة مجالس المحافظات السابقة، التي شابها الفساد والهدر المالي والعجز عن تقديم الخدمات اللازمة والضرورية.

ونبه الاجتماع إلى أن النسبة المتدنية للمشاركة في الانتخابات لا تمثل فقط ضيق القاعدة الاجتماعية لأعضاء مجالس المحافظات، ومن قبلهم أعضاء مجلس النواب، ومن ثم لمشروعيتهم التمثيلية والسياسية، بل وان استمرار المستوى الضعيف للمشاركة في الانتخابات بات يعكس اغترابا وفقدان ثقة متزايداً من غالبية المجتمع إزاء العملية الانتخابية والمؤسسات التمثيلية.  

ومن هذا المنطلق، فان الإصرار على عدم إصلاح العملية الانتخابية والإبقاء على العوامل المخلة بعدالتها وسلامتها والعودة إلى ذات النهج – نهج المحاصصة الطائفية والاثنية – سيساهم في اتساع دائرة السخط والرفض الشعبيين للحالة الراهنة في بلادنا ولمجمل العملية الديمقراطية المشوهة.

وتأسيساً على ذلك، يؤكد حزبنا رفضه مساعي تشكيل الحكومات المحلية، لا على أساس الكفاءة والنزاهة والاختصاص، انما على أساس الحصص لهذا الحزب وذاك، في تقسيم سياسي محاصصاتي ضيق، يدعي تمثيل المكونات، في حين انه لا يعبر الا  عن مصالح الأقلية الحاكمة.ما يعني افراغ المؤسسات المحلية من القدرة على اداء مهماتها الخدمية لابناء المحافظات، وجعلها مرة أخرى أحد أبواب الفساد، الامر الذي كان أحد أسباب خروج انتفاضة تشرين 2019 المجيدة.

إن حزبنا يعتبر المشاركة في الانتخابات، أحد ميادين الصراع السياسي والطبقي مع قوى المحاصصة والفساد وفضح سياساتها الفاشلة، وأحد أساليب العمل السلمي من أجل التغيير، الذي يستدعي الجمع بين كل أشكال الكفاح الجماهيري والسياسي والفكري والاقتصادي. كما انها توفر فرصة مهمة من اجل الترويج لسياسة وبرنامج الحزب بين اوساط الجماهير. ومن ناحية أخرى، ينظر لها كونها فرصة لتوحيد جهود القوى المدنية والديمقراطية وقوى الاحتجاج، وبما ينسجم مع الخط السياسي العام الذي اقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب.

وفي الوقت نفسه، ومن اجل ان تكون المشاركة في الانتخابات فعلا احدى رافعات وآليات التغيير المنشود، يؤكد حزبنا على النضال من اجل توفير بيئة انتخابية آمنة، عبر قانون انتخابات عادل ومفوضية انتخابات مستقلة حقا، واجراءات تمنع استخدام المال السياسي، وتوقف انفلات السلاح، وتحاسب رؤوس الفساد. فمن دون تأمين هذه الشروط، الضرورية لتأمين انتخابات حرة وعادلة، لن تكون سوى عملية اعادة انتاج للمنظومة السياسية ذاتها، منظومة المحاصصة والفساد.

معارضة الحزب لمنظومة المحاصصة والفساد

واكد اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي معارضة الحزب لمنظومة المحاصصة والفساد وللسلاح المنفلت ولنهج الليبرالية الجديدة الذي تقوم عليه سياساتها في المجال الاقتصادي والتي أثبتت عجزها عن معالجة اسباب الفقر وتدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعاشية والحياتية والخدمية للمواطنين، حيث الاغلبية الواسعة من ابناء شعبنا تعاني من  اوضاع في  غاية الصعوبة والتعقيد.

كما أكد الاجتماع وجهة الحزب بشأن مشروع التغيير الشامل الذي اقره المؤتمر الوطني الحادي عشر، باعتباره مشروعا لخلاص أبناء الشعب من منظومة الأقلية الحاكمة وسياساتها ونهجها الفاشلين وشخوصها، ومن التدخلات الخارجية في شؤون بلادنا.

كما توقف الاجتماع عند تحالفات الحزب السياسية والانتخابية مؤكدا ضرورتها مع اجراء مراجعة تقييمية لها بغية استخلاص الدروس من أجل ترصينها وتعزيز مقومات استمرارها وتطورها. 

ان تحقيق هذا المشروع الكبير يتطلب من الشيوعيين، ومن التيار الديمقراطي، ومن القوى المدنية والديمقراطية كافة والحراك الشعبي وسائر القوى العاملة من أجل التغيير، الارتقاء إلى مستوى التحديات والعمل المثابر لإقامة أوسع اصطفاف للقوى الوطنية التي تنشد انقاذ العراق من ازماته المستفحلة، ودحر منظومة الأقلية الحاكمة الفاسدة، والسير على طريق التغيير الشامل وبناء دولة المواطنة والمؤسسات والحريات والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

نحو تطوير عمل الحزب على مختلف الصعد

وتداول المجتمعون تقارير ضافية عن عمل الحزب وأداء هيئاته القيادية ولجان الاختصاص ومحليات الحزب ونشاط منظماته في داخل الوطن وخارجه. وتوقف مليا - بروح نقدية ومسؤولة - عند عملية التقييم الشامل التي شرع بها الحزب لتحديد ومعالجة الأسباب الذاتية لعدم تمكن الحزب من الحصول على مقاعد في مجالس المحافظات والانخفاض في الأصوات التي حصل عليها مقارنة بانتخابات سابقة، وبحرص كبير توقفوا عند أوجه القصور والثغرات في عمل عموم الحزب – في منظماته وفي هيئاته القيادية.

وناقش الاجتماع ما تحقق خلال الفترة الماضية، وأولى اهتماما كبيرا لتحسين العمل القيادي والارتقاء به على مختلف المستويات، والتوجه المبرمج والمخطط لمعالجة الثغرات والنواقص، وتكثيف العمل لبناء منظمات حزبية فاعلة ومتماسكة، ولصيقة بالجماهير وهمومها، ومؤهلة للدفاع عن مصالحها وحقوقها.

واتخذ الاجتماع جملة من القرارات التي من شأنها الارتقاء بعمل الحزب ودوره في الحياة السياسية، وتقوية التنظيم الحزبي ونشاطه ومبادراته على الصعيد الجماهيري، وتبني مطالب  المواطنين وتعبئتهم للدفاع عنها، والاستفادة القصوى من دروس وعبر التقييم الشامل لمشاركة الحزب في انتخابات مجالس المحافظات، في تطوير عمل ونشاط الحزب ومنظماته على مختلف الصعد.

ودرست اللجنة المركزية تقريرا مفصلا عن الوضع الإداري والمالي للحزب، وأكدت ضرورة بذل الجهود واطلاق مختلف المبادرات والفعاليات لدعم مالية الحزب. وفي هذا الشأن جرى تثمين المساهمات والتبرعات السخية للرفاق والأصدقاء والمواطنين دعما لحملة الحزب الوطنية الرامية إلى بناء مقره المركزي في بغداد. وإذ جرى التنويه بأهمية ما تحقق، أشار الاجتماع، إلى ضرورة مواصلة الحملة وتعزيزها، وصولا، إلى اكتمال  بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

وتابع الاجتماع ايضاً التحضيرات لأحياء الذكرى الـ 90 لميلاد الحزب ودعا منظماته الى إقامة الأنشطة الواسعة التي تليق بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الشيوعيين واصدقائهم وغيرهم من الوطنيين والديمقراطيين في عموم العراق.

وفي ختام الاجتماع وبروح شيوعية معهودة جرى تجديد انتخاب سكرتير اللجنة المركزية ونائبه وانتخاب المكتب السياسي.

*************************************************************************************************

الصفحة الخامسة

تستطلع أهدافها بالمسيرات.. عصابات مسلّحة تسرق المواشي في قرى حزام بغداد

متابعة – طريق الشعب

تواجه قرى ومناطق ريفية عدة تقع في أطراف بغداد، منذ شهور، عمليات سرقة منظمة للمواشي، تنفذها عصابات مسلحة. وفيما تعتمد هذه العصابات على كاميرات مسيّرة (درون)، لرصد الحظائر واستكشاف الطرق المؤدية إليها، يعيش أهالي تلك القرى حالة من القلق والتأهب، مطالبين الجهات الأمنية بحمايتهم وممتلكاتهم من هذه السرقات المتكررة، التي يشكون في ارتباطها بجماعات مسلحة. 

ومنذ أكثر من شهرين، سجلت قرى عديدة في مناطق أبو غريب والرضوانية والتاجي، التي تسمى “حزام بغداد” وتضم مناطق زراعية شاسعة، عمليات سرقة كبيرة للمواشي. وتكرر هذا الأمر أيضا في ناحية اليوسفية جنوبي بغداد.

وفي تشرين الأول الماضي، ألقي القبض على أربعة أفراد من تلك العصابات في منطقة الرضوانية الشرقية. وبعد ذلك بشهر تم إلقاء القبض على 3 لصوص آخرين في الرضوانية الغربية، من قبل الأهالي، وذلك اثناء محاولتهم سرقة مواشٍ.

ولم تقتصر هذه السرقات على قرى أطراف بغداد، فقد شهدت ناحية الشوملي في محافظة بابل، في العام 2022، عمليات مشابهة، يتم الاعتماد فيها أيضا على الطائرات المسيرة.

سرقات بقوة السلاح

تنقل وكالة أنباء “العربي الجديد” عن ضابط في الشرطة المحلية قوله أن “عشرات البلاغات وردت بشأن استخدام طائرات مسيّرة في سرقة مئات الرؤوس من الأبقار والأغنام، مع تنفيذ بعض السرقات بقوة السلاح”.

ويوضح الضابط الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه، أن “العصابات تعتمد على الطائرات المسيرة لتحديد مواقع حقول المواشي، وأيضاً الطرقات التي يمكن سلكها لتنفيذ السرقات والهرب. إذ تلتقط صوراً يومية لتلك الأماكن”، مشيرا إلى أن “السرقات تتركّز في منطقة أبو غريب. حيث سجلت عشرات العمليات هناك. وأيضاً في الرضوانية والتاجي”.

ويلفت إلى أن “التحقيقات لم تحدد حتى الآن ارتباط العصابات بجماعات مسلحة، لكن الأمر غير مستبعد، على اعتبار ان العصابات تشتبك بالسلاح مع الأهالي أحياناً، وتنفذ عمليات سرقة بسطوة السلاح في حقول نائية”، مؤكدا أن “جهاز الشرطة يتابع العصابات ويحاول تفكيكها واعتقال أفرادها استناداً إلى البلاغات، كما يحقق في عمليات السرقة”.

 حراسة يومية

وينفذ أهالي القرى عمليات حراسة يومية لحظائرهم، بعد أن فقدوا الثقة في أجهزة الأمن، التي يشتكون من ضعف إجراءاتها المتخذة في منع الكاميرات المسيّرة، وملاحقة تلك العصابات.

وفي هذا الصدد، يقول أبو عبد الله الزوبعي، أحد سكان قرى زوبع، أنه “باشرنا تنفيذ مهمات حراسة ليلية لمنع السرقات. وقد اشتبكنا بالأسلحة مرات عدة مع العصابات”، مبينا أن “هذه السرقات زادت بعد ارتفاع أسعار المواشي في البلاد. فسعر البقرة الواحدة يصل اليوم إلى 4 ملايين دينار، والخروف 500 ألف دينار. وقد سُرقت 20 بقرة يملكها أقربائي في يوم واحد”.

وانتقد أبو عبد الله “ضعف إجراءات الأجهزة الأمنية، وعدم تصديها للعصابات، رغم كونها تتلقى بلاغات عن السرقات وعن الصدامات مع تلك العصابات”.

واللافت في الأمر هو أن الجيش اعتقل عدداً من أبناء قرى أبو غريب وزوبع كونهم أطلقوا النار على العصابات لمنعهم من الوصول إلى حقولهم.

وفي هذا السياق، تنقل وكالة أنباء “العربي الجديد”، عن أحد أهالي القرى، قوله أن “الجيش اعتقل ابني بعد أن تصدى لعصابة حاولت سرقة أبقارنا، وأطلق النار عليها”، متسائلا: “لماذا لا يعتقل الجنود أفراد العصابات بدلا من أبنائنا؟”.

ويدعو الرجل الجهات الرسمية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية المواطنين وممتلكاتهم.

*************************************************************************************************

اكول.. إلى متى يطالب المحاضرون بحق التثبيت؟!

عبد الحميد مصطفى هاشم

منذ 2003 حلت الازمات ولا زالت تحل ضيفا ثقيلا على عراقنا. فما أن تمر ازمة حتى تأتي أخرى، وهكذا وعلى مدار اكثر من عشرين عاماً، تتلاحق الأزمات وتتراكم وتتلاعب بأوضاعنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي النهاية، ان المتضرر الأول من كل ذلك هو المواطن.

وتعود تلك الأزمات إلى أسباب كثيرة، أبرزها المحاصصة المقيتة والطائفية البغيضة والفساد الذي نخر مفاصل الدولة واضعفها.

وتستمر هذه الأزمات في ظل حلول ترقيعية غير جادة، ومع غياب التخطيط الصحيح وضعف العمل الرقابي للبرلمان، وعدم وضع خطط خمسية وعشرية للسنوات القادمة.

ومن بين الأزمات التي تتواصل منذ سنوات، هي أزمة المحاضرين وذوي العقود، الذين يواصلون احتجاجاتهم مطالبين بالتعيين على الملاك الدائم، ودون جدوى.

في يوم الأحد 11 من الشهر الجاري، تجمهرت أعداد من المحاضرين في وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم، التي كانت قد استعانت بهم منذ 3 سنوات، لسد النقص الشديد في الكوادر التعليمية في المدارس.

وأكد لي أحد المحاضرين المحتجين، أن جميع اقرانه من المحاضرين في السنوات قبل 2020، ثبتوا على الملاك الدائم، عدا المحاضرين الذين بدأوا بإلقاء المحاضرات بعد 2020.

فيما أخبرتني إحدى المحتجات، بأن عددهم يبلغ أكثر من 17 ألف محاضر، وان الدولة لم تلتزم بأمر تثبيتهم على الملاك، رغم كونهم مشمولين بالمادة ٣٥ من قانون تثبيت المحاضرين، الذي يقضي بتثبيتهم بعد سنتين من التحاقهم بالدوام.

وسألت أحد المحتجين فيما إذا خرج إليهم مسؤول من الوزارة لتسلم مطالبهم، فأجابني بأن مسؤولين صغارا خرجوا إليهم، وليس أصحاب القرار، وأن هؤلاء المسؤولين وعدوهم بالتثبيت.

واستدرك هذا المحتج “لكننا نطالب بمواجهة الوزير ذاته، لكي يكون وعده موثوقا ويحدد لنا موعدا ثابتا للتعيين. فنحن لا نريد وعودا تخديرية لا جدوى منها”.

فيما أكدت لي إحدى المحاضرات المحتجات، أن أهلها يعولون عليها في إعالتهم ماليا “فقد ضحوا وصبروا كثيرا طيلة سنوات دراستي، وكلهم أمل في أن يأتي اليوم الذي أساعدهم فيه”.

أتساءل: ما جدوى الدراسة سنوات طويلة، وفي الختام يصبح الخريج بائعا متجولا أو عاملا في مهنة لا تتطلب أي مؤهل علمي، ألا يعني هذا ضياعا لكل الجهود الدراسية؟! متى تضع الدولة خططا للاستفادة من هذه الطاقات الشابة في إعمار البلد وتحسين أوضاعه؟!

على الدولة أن تولي الشباب الاهتمام المطلوب. فهم بناة المستقبل وعماده.

**********************************************************************************

مدينة الثورة (الصدر)حفريات عمرها عام تعيق حركة الناس

متابعة – طريق الشعب

يشكو سكان القطاعين 46 و47 قرب “سوق عريبة” في مدينة الثورة (الصدر)، من حفريات مهملة في أحد أهم شوارعهم، مبينين أن “فرق أمانة بغداد حفرت قبل نحو عام الشارع المؤدي إلى (مدرسة سليمان الخزاعي)، لغرض مد أنبوب مجارٍ، لكنها أوقفت عملها وتركت الحفر على حالها منذ ذلك الحين”.

ويشير السكان إلى أن هذه الحفريات باتت تعيق حركتهم وأبناءهم الطلبة، لا سيما خلال الأيام المطيرة، حيث تتجمع المياه في الحفر.  

المواطن حسين صباح، يقول في حديث صحفي أن “فرق البلدية حفرت الشارع قبل عام، ثم أوقفت العمل دون معرفة الأسباب، ثم عادت قبل أيام لغرض مد أنبوب المجاري، لكنها أوقفت عملها مجددا”، لافتا في حديث صحفي إلى أن “الطلبة يتعثرون باستمرار في الشارع، وأحيانا يسقط بعضهم في الأوحال”.

وتنقل وكالات أنباء عن مدير المكتب الإعلامي لبلدية الصدر الأولى، قوله أن “هذا الشارع مشمول بأعمال التوسعة والتطوير من قبل دائرة المشاريع. ونحن نتابع الأمر مع الدائرة باستمرار”، موضحا أن “العمل يتضمن مد خط للمجاري بطول 800 متر، وبعمق بين 4 و7 أمتار. وحاليا تم صب مسار الخط بالكامل”.

******************************************************************************************

منطقة بغدادية خارج نطاق الخدمات منذ 20 عاما!

متابعة – طريق الشعب

تعاني منطقة الولداية الثانية، في أقصى شرقي بغداد، من افتقارها لمجمل الخدمات الأساسية، من شوارع نظامية وشبكات مجارٍ ومياه شرب وكهرباء. فهي لم ترَ أية خدمات منذ تأسيسها قبل نحو 20 عاما. وبالرغم من كونها منطقة سكنية، إلا انها تبدو للعيان كحي زراعي أو عشوائي.

وفي حديث صحفي، يقول عدد من أهالي المحلة 783 في المنطقة، أن منطقتهم مهمشة ومنسية منذ سنين، ويطالبون بإنشاء شبكة للمجاري وأخرى لمياه الشرب، فضلا عن تطوير الشوارع.

المواطن هاشم علي، من سكان المنطقة، يقول انهم اشتروا هذه الأراضي قبل عشرين سنة، ومنذ ذلك الحين لم يروا أي خدمات، مؤكدا أن المنطقة طابو سكني صرف، وأصحاب الأراضي بحوزتهم سندات اصولية.

ويتحدث المواطن عن وضعهم الخدمي البائس. ويلفت إلى أن الكهرباء في المنطقة غير نظامية، وان السكان قاموا بسحب التيار الكهربائي من المناطق المجاورة، بكابلات مرروها عبر أعمدة خشبية.

من جانبه، يقول مختار المنطقة إبراهيم الموسوي، أنهم قدموا شكاوى عدة بخصوص الخدمات، ووعدتهم أمانة بغداد خيرا، مبينا في حديث صحفي، أن هناك الكثيرين من أصحاب الأراضي في المنطقة، يرغبون في بناء منازل على أراضيهم، لكن سوء الخدمات يمنعهم.

ويشير إلى أن معاناة الناس تتفاقم في الشتاء. حيث تغرق الشوارع بمياه المطر والأوحال. وفي الصيف، يعاني الناس صعوبة الحصول على مياه الشرب.

********************************************************************************************

مواساة

  • بأسى وحزن بالغين، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الرفيق الفنان حمودي شربة، الذي توفي بعد معاناة مع المرض في وطنه العراق، الذي أبى إلا أن يموت فيه فترك مغتربه وعاد إليه.

والفقيد خريج الدورات الاولى لمعهد الدراسات النغمية في بغداد. وقد شارك في تأسيس “فرقة الطريق” للأغنية السياسية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، برئاسة الفنان حميد البصري، والتي كتب اغلب أغنياتها الشاعر الغنائي زهير الدجيلي. ومن تلك الأغاني تل الزعتر وعيني يا كمرية وحبينه كل الورد والأكثر القداح، وهله بيك هله التي حولت الى اغنية رياضية, ثم حوّرها احد المغنين المرتزقة للتقرب من صدام, والكل يعرف انها للاحتفاء بعيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي. كما قدم عشرات الأغاني التي رددتها الجماهير في تلك الفترة.

وبعد انهيار الجبهة اضطر الفقيد لترك الوطن، فجاب المنافي، وشارك في فصائل الأنصار لإسقاط النظام الدكتاتوري، حيث نشط في فصيل الفنانين مع الملحن كوكب حمزة والمخرج الشهيد كاظم الخالدي والشهيد المسرحي شهيد عبد الرضا، وغيرهم من فناني الحركة الشيوعية. وفي السويد شارك في أغلب الفعاليات الفنية التي أحيتها القوى الوطنية مع الفنانين حميد البصري وكوكب حمزة وجعفر حسن وسامي كمال وكمال السيد وغيرهم. وهناك شكل مع نخبة من الفنانين فرقة فنية أسهم فيها فنانون من العراق والسويد، وشاركت في كافة الحفلات التي أقامتها الجالية العراقية وغنت أبدع الأغاني العراقية التراثية.

له الذكر الطيب ولأسرته ورفاقه وأصدقائه خالص العزاء والمواساة.

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السيمر – البصرة، صديق الحزب الاستاذ أحمد مزبان عباس، الذي توفي بعد صراع مع المرض.

له الذكر الطيب دوما ولأسرته وذويه وزملائه ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، عائلة صديق الحزب حاكم سلمان فرحان (ابو عماد)، الشخصية الاجتماعية والعشائرية، بوفاته.

كان الفقيد من المشاركين في نشاطات الحزب الجماهيرية.

له الذكر الطيب ولأسرته خالص العزاء والمواساة.

************************************************************************************************

الصفحة السادسة

اصرار على المواصلة ودوام العطاء.. بغداد.. احتفال كبير في يوم الشهيد الشيوعي

بغداد – طريق الشعب

أقامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أمس الاول الجمعة، حفلا كبيرا للاحتفاء بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي (14 شباط) ولاستذكار قادة الحزب (فهد، حازم وصارم)الذين ينقضي هذا السنة 75 عاما على جريمة إعدامهم في 14 و 15 شباط عام 1949.

حضور حاشد

فعلى قاعة جمعية المهندسين العراقية، اقيم الحفل الذي حضره جمع غفير من الرفاق والاصدقاء والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية.

بدأ الحفل الذي أداره الإعلامي بسام عبد الرزاق، بعزف النشيد الوطني العراقي من قبل فرقة «ينابيع» الفنية. وقدم عريف الحفل بكلمات قال فيها: بك يبعثُ الجيلُ المحتمُ بعثهُ.. وبك القيامةُ للطغاةِ تقامُ. خمسة وسبعون عاما، والوصية تختار الافئدة الحبيبة وتنظم دقات قلوبهم وحزبهم. وفي سيرتهم العطرة، حبس ومطاردة واستراحات ورسائل عشق واخرى للوطن المشتهى. لذكراهم الخالدة، يوسف سلمان يوسف – فهد، زكي بسيم – حازم، حسين الشبيبي – صارم، نقف دقيقة حداد وصمت.

بعد ذلك، ألقى عضو  كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق  ظافر مردان، كلمة الحزب في المناسبة (كاملة على صفحة 6).

كلمات تشيد بمآثر الشهداء

واعتلت المناضلة الوطنية الكبيرة والقاصة سافرة جميل حافظ منصة الحفل، وحيّت الحاضرين من الرفاق والأصدقاء قائلة: «أحييكم أيها الذين تنادون من كلِّ قلوبكم لحرية الشعب العراقي، وللنضال الشديد من اجل التحرر والكرامة في الحياة. لأجل هذا قَتَلنا المجرمون، وعذبونا وارتكبوا بحقنا أفظع الجرائم».

ودعت حافظ الجميع الى الوقوف والحداد على أرواح الفلسطينيين في غزة، قائلة: إنهم يناضلون ويقتلون لأنهم يطالبون بالحياة والحرية والكرامة، مثل العراقيين الذين لاقوا نفس الاجرام والاحقاد.

ثم ألقى محمد علي اللامي، ابن شهيد انتفاضة تشرين الرفيق الشاعر علي اللامي، كلمة عوائل الشهداء في هذه المناسبة، مشيرا الى أهميتها ورمزيتها الوطنية، والى ما قدمه الشيوعيون من تضحيات كبيرة على طريق الحرية والوطن (كاملة على صفحة 6).

قصائد وقراءات شعرية وأغان

كما ألقى المناضل مسلم عوينة، شقيق الشهيد حسن عوينة، قصيدة في المناسبة، ليتواصل الحفل بعدها بقراءتين شعريتين للشاعرين محمد جواد الكعبي وسامي عبد المنعم، قبل أن تختتم الفقرة بقصيدة للشاعرة حذام يوسف الطاهر.

وشغلت فرقة «ينابيع» الفنية، مساحة من أجواء الحفل، بتقديمها باقة من الأغنيات الوطنية والتي تتغنى بالحزب وتمجد الشهداء، لينتهي الحفل بتكريم عدد من عوائل الشهداء الشيوعيين. وقد تناوب على تكريمهم كلٌّ من سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ونائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق بسام محي، وعضو اللجنة المركزية الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس.

***********************************************************************************

كلمة اللجنة المركزية للحزب في يوم الشهيد الشيوعي

في كل عام نهتدي، من جديد، ونحن نحتفي بيوم الشهيد الشيوعي، بذلك الهتاف المدوّي الذي أطلقه مؤسس حزبنا، الشهيد الخالد فهد: «الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق».. وفي كل عام تخفق في أيادي الشيوعيين وقلوبهم راية التحدي والاصرار على خوض غمار الكفاح من أجل الغايات الساميات.

لقد توهم الطغاة، كما يفعلون على الدوام، أنهم، بإعدامهم قادة حزبنا الأماجد يومي 14 و15 شباط 1949، سيقضون على أفكار الشيوعية، وما أدركوا حقيقة أن حزبا امتدت جذوره عميقا في تربة العراق وفي وجدان الشعب، واستقطب خيرة الثوريين من الرجال والنساء، ورفع راية الدفاع عن آمال الكادحين، وجسد الاخلاص للقيم والمثل الملهمة، أن حزبا كهذا يستضيء بروح التاريخ والمستقبل، وهو يمضي نحو الوطن الحر والشعب السعيد، بينما كان مصير الجلادين أن شيّعتهم لعنة التاريخ الى مزبلته.

إن ذلك الهتاف الجريء الذي صدحت به حناجر شهيدات وشهداء حزبنا، وهم يخوضون غمار التحدي في دروب العمل السري، وزنازين الفاشية، وذرى جبال كردستان، وشوارع تشرين المنتفضة وهي تضيف صفحة أخرى ساطعة الى سجل الكفاح الثوري، إن ذلك الهتاف، الذي صدح به فهد وصارم وحازم وسلام عادل والحيدري والعبلي وأبو العيس وكاظم الجاسم ومحمد الخضري وعايدة ياسين واسماعيل خليل وسامي العتابي وموناليزا أمين وهادي صالح وكامل شياع وحيدر القبطان، والألوف سواهم في قوافل الشهداء، تحول الى ينبوع يروّي ظمأ المكافحين الى الحرية، وشرارة يندلع منها لهيب الانتفاضات، ومصباح ينير طريق الشيوعيين وسائر الثوريين والوطنيين، وهم يغذّون المسير في سبيل الاطاحة بحكم الاستبداد وسلطة رأس المال.

أيها الحضور الكرام

إننا إذ نحتفل بيوم الشهيد الشيوعي عشية الذكرى التسعين الجليلة لتأسيس حزب فهد – سلام عادل، فاننا نجدد الاستنتاج الذي أكده اجتماع لجنة حزبنا المركزية أوائل الشهر الحالي، والذي جاء فيه «إن الأزمة البنيوية الراهنة التي تواجهها البلاد لا يمكن أن تُحَل الا من خلال مشروع التغيير الشامل الذي يعمل الحزب على تحقيقه عبر تشكيل أوسع اصطفاف سياسي وشعبي، وتقوية الحراك الجماهيري المتعدد الأشكال، ليكون القوة المعوَّل عليها في الخلاص من منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، وبناء الدولة الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية».

واليوم نطلقها من جديد نداء كفاحيا هادرا:

يتوهم من يظن أن دماء الشهداء ستذهب هدرا. . يتوهم من يظن أن جمرة الضحايا ستخبو يوما. .

أيها الشهداء: نحن ورثة أمثولتكم الملهمة. . منكم تعلمنا كيف نحول السخط الى احتجاج وأمل. . فبقدر ما نرى المآسي في الواقع تطحن رحاها الملايين، نرى ما يلوح في الأفق من ضياء نجم بعيد. . وبقدر ما نعيد النظر بمواقفنا وتحليلاتنا عندما تتغير حقائق الواقع، لا نخشى نقد أنفسنا والاعتراف بأخطائنا، وتمثل الدروس البليغة من تجاربنا. .

أيها الشهداء: صحيح أنكم تركتم أغنية الكفاح ناقصة، لكنكم علّمتم الآتين كيف يكملون هذه الأغنية، وكيف يتحدّون المستبدين، ويواجهون المآسي، مستظلين بأرواحكم التي تجول في شوارع البلاد، وبمصابيحكم التي تبدد ظلمتها وتوقظ أجيالها. .

المجد للشهداء وهم يضيئون دروب الكفاح. .

والعهد بالوفاء لأمثولتهم. .

********************************************************************************

شيوعيو ديالى يحُيون يوم الشهيد الشيوعي ويزورون أضرحة رفاقهم الراحلين

ديالى ـ طريق الشعب

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، أمس السبت، حفلا للاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي (14 شباط)، فيما نظمت مجموعة من الشيوعيين زيارة إلى أضرحة الرفاق الراحلين في احدى مقابر المحافظة.

وعلى قاعة مقر المحلية التي غصّت بالحاضرين من الرفاق والاصدقاء وذوي الشهداء، بدأ الحفل بكلمة ترحيبية والاستماع إلى النشيد الوطني العراقي والوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحزب والوطن.

واستمع الحاضرون إلى كلمة المحلية وأخرى باسم ذوي الشهداء الذين تم تكريمهم، كما ألقى الشاعر سعيد قصيدة بهذه المناسبة، قبل أن يقدم الرفاق طاهر وناجي وعلي اليعقوبي مساهمة لاستذكار شهداء الحزب وقادته.

واختتم الحفل بترديد عبارة «سنمضي سنمضي إلى ما نريد وطن حر وشعب سعيد».

وعلى هامش الذكرى، نظّمت مجموعة من الشيوعيين في ديالى، زيارة إلى أضرحة عدد من الرفاق الراحلين في إحدى مقابر المحافظة.

واستذكر الشيوعيون مواقف رفاقهم، كما اشادوا ببطولات شهداء الحزب وصمودهم بوجه الجلادين، ومنهم مؤسس الحزب الشيوعي العراقي (فهد) ورفاقه الميامين.

**********************************************************************************

في خانقين.. فعالية احتفاء بيوم الشهيد الشيوعي

خانقين ـ طريق الشعب

نظّم الشيوعيون في قضاء خانقين، مؤخرا، فعالية للاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي (14 شباط) والتي تصادف الذكرى الخامسة والسبعين لإعدام الرفيق فهد وقادة الحزب الشيوعي العراقي. وفي بداية الحفل الذي حضره العشرات من الرفاق والاصدقاء، ألقى الشاعر مصطفى الشيخ بعض القصائد الوطنية عن نضالات الشيوعيين، كما قدم الفنان الشاب فاضل خانقيني مقطوعات فنية بالعزف على آلة الدف. وشارك في الحفل أيضا وفد من الحزب الشيوعي الكردستاني، ضم عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق أحمد مجيد ورفاق من محلية كرميان.

وعلى هامش الفعالية، قدم الاستاذ ولي شريف، ندوة سياسية عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني تحت عنوان «لمحات من نضال الحزب» حيث تضمنت العديد من المعلومات الغنية والنقاشات الحيوية بشأن محاورها.

******************************************************************************************

كلمة عائلة شهيد الحزب الشيوعي في انتفاضة تشرين علي نجم

أبي علي نجم هو ذلك الإنسان والشاعر المتمرد على الواقع الذي عاناه ويعانيه أبناء العراق، وأنتم اعلم الناس به.

فمنذ سنينه الأولى وهو يسمع من أبيه واقع الفلاح وما مر به من ظلم وسلب للحقوق، وما كان للحزب الشيوعي آنذاك من فضل في تعريف المجتمع بحقوقه، فقد اعتلى خيرة نسائه ورجاله أعواد المشانق في سبيل (وطن حر وشعب سعيد). وكما كان لانتماء الأخ الأكبر لشهيدنا (علي نجم) إلى الحزب الشيوعي العراقي، المغيب هادي نجم (أبو صلاح) الأثر البالغ في نفسه، فكيف لا وهو وأخوته لم تخلو كنيتهم في الجيش والوظيفة بأن أخاهم الكبير رفيق في الحزب الشيوعي، فهو بذلك ابن هذه المعاناة.

وما إن سقط النظام البعثي حتى كان من الأوائل المنتمين الى الحزب الشيوعي العراقي ومشارك في جميع احتجاجاته، فكان محتجاً ومتظاهراً وشاعراً طبع مجموعته الأولى (ليست نبوءة) في تعرية أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة، وما أن انطلقت شرارة تشرين حتى وجدناه صوتاً هادراً لا يعرف الكلل بين ساحة التحرير وساحة الاحتجاج في محافظة واسط، فكان شوكة في عيون راكبي الموجة فطالما عراهم أمام الملأ في ساحة التحرير بقوله (نحن خرجنا عليكم، فلا مكان لكم بيننا)

وكثيرا ما كان يكتم علينا التهديدات التي تصله حتى لا يثني عزيمته أحد، فهو يرى زوالهم قريب. أقرب بكثير من استشهاده الذي تنبأ به في أكثر من مرة في قصائده حيث قال في إحداها

** كلما أفحمتَ حجتهم

قالوا : سلاماً !

ثم يشيعونك جثة هامدة

وقال في أخرى

مثل سجين

خلف قضبان تحترق

جمراً تقافز القلب خلف أضلعه

يوم تعرى الموت قبحاً

عند أعتاب المدن

يضحك هزئاً

من «طاسة» ماء الأمهات

تُرش في الأثر

مرةً ...

كنتُ أرقبهُ

كان يشتعل غيظاً

من أول غضنٍ هاجر عنه الطير

حتى أخر منعطفٍ

يكمن فيه رصاص الموت.

وفي الختام سلاماً على شهداء العراق وشهداء الحرية في العالم اجمع، فلولاهم ما تحرر شعب ولا عاشت أمة بحرية وكرامة ولو بعد حين، فمنهم نستلهم قيم الفداء والتضحية ومنهم نتعلم ونعلم أطفالنا حب الأوطان والانتماء اليها.

********************************************************************************

الصفحة السابعة

من داخل مقبرة شهداء الحزب في أربيل.. إحياء يوم الشهيد الشيوعي العراقي

أربيل ـ طريق الشعب

شهدت مدينة أربيل، مؤخرا، فعالية كبيرة أقيمت داخل مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي للاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي (14 شباط) ولاستذكار جريمة إعدام قادة الحزب، فهد، حازم وصارم والتي مر على وقوعها 75 عاما.

وافتتح الحفل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني وسكرتير مركز أربيل للحزب، الرفيق كردوا صالح، حيث تحدث أمام جمع غفير ضم الشيوعيين وعوائلهم بعد أن احتشدوا في مكان الفعالية رغم الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة أربيل.

وألقت الرفيقة هاژه سليمان كلمة المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني، تلتها كلمة أخرى مشتركة لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين ومنظمة أربيل للحزب الشيوعي العراقي، ألقاها الرفيق شاكر جابر.

وواصل الحفل الذي أداره الإعلامي هوشنك كريم، تقديم الكلمات بهذه المناسبة، حيث ألقى الرفيق كوران سعيد كلمة جمعية البيشمركة القدامى للحزب الشيوعي الكردستاني، وبعدها الكلمة الأخيرة لعوائل الشهداء ألقتها إيناس هاشم.

وتناولت الكلمات التي قدمها الرفاق، المواقف البطولية للرفيق يوسف سلمان يوسف (فهد) ورفيقاه حازم وصارم، وجميع شهداء الحزب في مختلف ميادين النضال وعلى مدى 90 عاما، من أجل (وطن حر وشعب سعيد).

واشترك في إحياء المناسبة كل من مركز أربيل للحزب الشيوعي الكردستاني، ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، ومنظمة أربيل للحزب الشيوعي العراقي.

وفي نهاية الاحتفاء وضع المشاركون أكاليل الزهور على منصة مقبرة الشهداء، وعلى قبور الشهداء أيضا.

********************************************************************************

بابل تُحيي  يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط

محمد صادق المحاويلي

أقامت محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، أخيرا، حفلا استذكاريا للاحتفاء بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي (14 شباط) وذكرى إعدام قادة الحزب.

وعلى قاعة آذار، حضر حشد من الرفاق والاصدقاء إلى الحفل الذي بدأ بالاستماع إلى النشيد الوطني العراقي والوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء.

وألقى سكرتير اللجنة المحلية للحزب في بابل وعضو اللجنة المركزية، الرفيق بهجت الجنابي، كلمة المناسبة والتي استذكرت «مآثر الشهداء الشيوعيين وغيرهم من الأبطال الذين قدموا أرواحهم من أجل الحرية وايجاد عراق جديد يحفظ كرامة أهله ومستقبل الأجيال».

وبعد كلمة الحزب، ألقى الاستاذ محمود عبد السادة، كلمة عوائل الشهداء وتضحياتهم، تلتها شهادة قدمها الرفيق عباس محسن بحق رفيق دربه الشهيد ناظم جاسم عضو الحزب الشيوعي في بابل خلال سبعينيات القرن الماضي، ومن ثم شهادة أخرى أدلت بها الرفيقة خولة الحار بحق شقيقها الشهيد معن الحار.

وتخللت أجواء الفعالية قصائد جميلة تناوب على تقديمها كل من الشعراء، الدكتور وليد الزبيدي، حامد گعيد، عامر الوطيفي، لفته الخزرجي وطارق جبر، لتأتي لاحقا الفقرة الفنية التي قدم فيها الفنان حسين مسلم مقطوعات موسيقية وأغاني شيوعية نالت تفاعل الحاضرين، قبل أن تختتم عريفة الحفل الرفيقة الشاعرة حسينة بنيان، البرنامج من خلال توجيه الشكر إلى الحاضرين.

***************************************************************************************

شيوعيو الكوت يحتفلون بيوم الشهيد

الكوت – طريق الشعب

احتضنت «قاعة الشهيد حميد ناصر الجيلاوي» في مقر الحزب الشيوعي العراقي بمدينة الكوت، أول أمس الجمعة، احتفالية في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، ذكرى إعدام قادة الحزب البواسل فهد وحازم وصارم عام 1949.

الاحتفالية التي أقامتها اللجنة المحلية للحزب في واسط، حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم. بينما أدارها القاص عيسى مسلم جاسم، الذي دعا الحاضرين للوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والوطن، ثم إلى الاستماع للنشيد الوطني.

بعد ذلك، ألقى الرفيق حيدر خليل كلمة الحزب في المناسبة، والتي أشار فيها إلى تضحيات الشهداء ومآثرهم البطولية عبر تاريخ الحزب ومسيرته النضالية.

وباسم عائلات شهداء الحزب في واسط، ألقى الشاب محمد، نجل شهيد انتفاضة تشرين الرفيق الشاعر علي نجم، كلمة مؤثرة، عبّر فيها عن المعاني الكبيرة لصور التضحية، مستذكرا مواقف والده الشهيد، ودوره البطولي الذي اختطه مع رفاقه في انتفاضة تشرين المجيدة.

وكان للشعر حضوره عبر قراءات مجدّت معاني التضحية والشهادة، واستذكرت بطولات شهداء الحزب والصفحات المجيدة التي سطروها. وقد ساهم في القراءات كل من الشعراء عمار التغلبي، سعد الواسطي، جبار الحمداني ومنتظر مهدي.

وفي سياق الاحتفالية، جرى تكريم عدد من عائلات الشهداء في واسط. وقد ساهم في التكريم الرفيق فتاح طه والشاعر حميد حسن جعفر.

واعتزازا وتقديرا لجهود عدد من الرفاق والأصدقاء في الحملة الانتخابية الأخيرة للحزب، تم تكريمهم من قبل محلية واسط. وقد قام بالتكريم الرفيقان سفاح بدر وعلي الخناق.

كذلك جرى تكريم الشعراء المشاركين، من قبل الروائي والقاص صالح مطروح.

************************************************************************************

شيوعيو نينوى يستذكرون شهداء حزبهم

الموصل – طريق الشعب

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الموصل، جلسة استذكار حضرها عدد من الرفاق والاصدقاء وذوي الشهداء.

استهلت الجلسة بدعوة سكرتير المنظمة الرفيق محمد عمر الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية. ثم عرض فيلم وثائقي عن سيرة حياة الشهيد الخالد فهد، منذ ولادته لحين اعتلائه اعواد المشنقة.

بعدها انتقل الجميع إلى قاعة تضم صورا لشهداء الحزب، ابتداء من شهداء الاغتيالات التي بدأت عام 1960، مرورا بشهداء 1963 وشهداء حقبة البعث عام 1979، وانتهاء بشهداء سنوات بعد 2003.

وفي ناحية ألقوش، أحيت منظمة الحزب ورابطة الأنصار، الذكرى بزيارة أضرحة الشهداء في دير الربان هرمز الواقع على جبل ألقوش، وفي مقبرة الآباء والأجداد في الناحية.

واستذكر الرفاق رفاقهم الشهداء، وأشعلوا الشموع قرب أضرحتهم. فيما كللوا الأضرحة بالورود.

أما في ناحية برطلة، فقد أقامت منظمة الحزب جلسة استذكار، حضرها عدد من أصدقاء الحزب وعائلات الشهداء.

وفي سياق ذي صلة، رفعت منظمات الحزب في الموصل وألقوش وبعشيقة، شعارات في المناسبة، في أماكن عامة عديدة.

*********************************************************************************************

شيوعيو الشطرة يُحيون يوم الشهيد

 احمد طه

اقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشطرة أول أمس الجمعة على قاعتها، حفلا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، حضره جمهور كبير من الرفاق والأصدقاء وممثلي القوى المدنية والديمقراطية.

أدار الحفل الرفيق خليل الغالبي، واستهله بالحديث عن المناسبة وعن تضحيات الشيوعيين من اجل العراق الديمقراطي. ثم دعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقى نائب سكرتير اللجنة المحلية الرفيق طالب حسين، كلمة في المناسبة أشاد فيها ببطولات شهداء الحزب وتحديهم الجلادين وإصرارهم على مواصلة النضال والكفاح لتحقيق أهدافهم السامية، التي ألهمت كل المناضلين ضد سلطات الاستبداد، مشددا على أهمية دعم الحركات الاحتجاجية، ومواصلة النضال لحين تنفيذ مطالب الشعب الحقة.

وكانت للرفيق رزاق التميمي، كلمة استذكر فيها شهداء الحزب الذين سطروا صفحات من البطولة والصمود في تاريخ حزبهم ووطنهم. وقدموا أعز ما يملكون في سبيل الوطن والشعب، ومنهم شقيقه الشهيد شهاب التميمي الذي استشهد عام 2008، والذي كان قد عاصر الرفيق الخالد فهد وسُجن معه وشهد لحظة إعدامه.

وللتيار الديمقراطي كانت هناك كلمة ألقاها الأستاذ ياسين آل زيارة، وثمّن فيها بطولات شهداء الحزب.

وقال أن «خسارة هذه النخبة الخيرة من ابناء عراق الحضارات، ومن كل مكوناته والوانه، لم تكن تخص الحزب الشيوعي والوطنيين العراقيين فحسب، بل انها الحقت خسارة فادحة بمصير الوطن والشعب»، مشددا على دعم مشروع الحزب في توحيد القوى المدنية والديمقراطية من اجل عراق مدني ديمقراطي.

وفي سياق الحفل، أدلى الرفاق ابو مشتاق وشاكر القروي ومتاني هاشم، بشهادات تاريخية عن مسيرات رفاق شهداء.

وشهد الحفل قراءات شعرية ساهم فيها الشاعر خضير العكيلي، فضلا عن أهازيج حماسية صدحت بها حناجر الرفاق، ليختتم الحفل على وقع هتافات الحاضرين، وهم يتغنون بحياة الحزب ومواقفه الوطنية.

*************************************************************************************

إحياء يوم الشهيد الشيوعي في الهندية

غانم الجاسور

تحت شعار «محاسبة الفاسدين وفاء لشهداء الحزب والوطن»، أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية، الأربعاء الماضي، احتفالا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط.

حضر الاحتفال الذي أقيم على «قاعة تشرين» في مقر المنظمة، سكرتير اللجنة المحلية للحزب في كربلاء الرفيق صباح الحمد ومسؤول المختصة الثقافية في المحلية الرفيق سلام القريني وعدد من شيوعيي كربلاء، إلى جانب الرفيقة كوثر كاظم عن رابطة المرأة العراقية والكاتبة والإعلامية آمنة الأسدي والأستاذ محمد هادي الفتلاوي والحقوقي فاضل مناتي عن التيار الديمقراطي العراقي، فضلا عن جمع من شيوعيي الهندية وأصدقائهم.

الرفيق خالد عودة الكفري، أدار الاحتفال وافتتحه داعيا الحاضرين إلى إنشاد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقى الرفيق ابو فائز كلمة الحزب في المناسبة، وقال فيها: «في هذا اليوم نستعيد سجلا حافلا بالتضحيات والعطاء والمآثر ونكران الذات والمواقف الوطنية المشرفة دفاعا عن الشعب وكادحيه والارادة الصلبة».

وأضاف قائلا: «نستذكر في هذا اليوم من كل عام، النداء المدوي الذي اطلقه مؤسس حزبنا الرفيق الخالد فهد: (الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق) ليتألق اصرار الشيوعيين على مواصلة المسير من اجل الغايات السامية»، متابعا القول أن «ذلك النداء تجدد في امثولة قائدنا الشهيد سلام عادل ورفاقه الشجعان وهم يتحدون جلاديهم».

وعرّج الرفيق أبو فائز في الكلمة على الوضع الراهن في العراق، الذي لا يزال «يحمل مخاطر ترتبط بالاستعصاء والانسداد السياسي والازمة المحاصصاتية القائمة على مختلف الصعد، والمعاناة المريرة لملايين الكادحين».

واختتم الرفيق الكلمة بالقول: «واهم من يظن ان بوسعه القضاء على حزب الكادحين والفقراء والمثقفين.. هكذا علمتنا الحياة النضالية».

بعد ذلك ألقى الشاعران صاحب سعد الخفاجي وعلي محمد عباس النصراوي قصيدتين في المناسبة. فيما قدم سكرتير منظمة الحزب نبذة عن الشهيد الشيوعي عدنان سعيد هاشم الموسوي، مبينا أنه ولد في الهندية وتخرج معلما وامتلك ثقافة عالية، وكان شاعرا. وقد اعتقل عام 1980، وغيّب ولم تعرف أخباره إلا بعد سقوط الطاغية، فتبين انه من الشهداء.

وقبيل الختام، وزع الرفيق صباح الحمد شهادات تقدير على المساهمين في الاحتفال.

وفي النهاية، أكد الرفيق خالد الكفري انه في يوم الشهيد «نستمد العزم والتصميم، رغم كل الصعوبات والاوضاع المعقدة، على مواصلة البذل والعطاء لاستنهاض الحزب واعلاء شأنه وتعظيم دوره وتمتين صلته بالجماهير بما يؤهله للقيام بدوره المنشود مع سائر القوى الوطنية المدنية والديمقراطية للسير على طريق الإصلاح والتغيير».

************************************************************************************

الصفحة الثامنة

“أونروا”: إسرائيل تريد القضاء على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.. في اليوم الثاني لحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني: احتجاجات حاشدة تنديداً بالجرائم الصهيونية

متابعة ـ طريق الشعب

شهد العديد من المدن والعواصم الأوروبية والعربية، امس السبت، تظاهرات حاشدة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبة بوقف العدوان.

وفي بريطانيا، انطلقت مسيرة بالآلاف وسط لندن، باتجاه السفارة الإسرائيلية، حاملين العلم الفلسطيني، ونعوش أطفال، داعين إلى ضرورة وقف إطلاق النار، وإنهاء معاناة الفلسطينيين.

نداء لإيقاف الجرائم

وأصدر التحالف المكون من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وتحالف أوقفوا الحرب وحملة التضامن مع فلسطين وحملة وقف التسليح النووي والرابطة الإسلامية في بريطانيا ومنظمة أصدقاء الأقصى، نداءً عاجلًا للتحرك ردًا على الأزمة الإنسانية الكارثية غير المسبوقة في رفح، جنوب قطاع غزة.

وقال إنه “مع تصاعد عمليات الجيش الإسرائيلي، يواجه المدنيون في رفح خطر نزوح وشيك، إضافة إلى جميع أنواع المعاناة الأخرى التي تحيط بهم، ما سيضاعف العدد الصادم من الشهداء والجرحى والنازحين”.

ودان التحالف بشدة جميع أشكال العدوان ضد السكان المدنيين في غزة، وأهاب بالمجتمع الدولي أن “ينفّذ إجراءات حازمة وجدية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية”.

ودعا التحالف لمشاركة العالم أجمع في اليوم العالمي لنصرة غزة، وللدعوة لوقف الإبادة الجماعية في القطاع، والمطالبة بالحرية لفلسطين.

وقال نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا عدنان حميدان، إن “الحراك في اليوم العالمي الثاني للتضامن مع غزة يكتسب زخمًا خاصًا بمشاركة مئات المدن والعواصم حول العالم، وفي لندن بالذات، حيث يأتي هذا الحراك في توقيت مهم بين يدي تصويت البرلمان مجددًا على تبني الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة في 21 من الشهر الجاري”.

الآلاف يتظاهرون

وتظاهر آلاف في العاصمة الفرنسية باريس، ومدينة ستراسبورغ التي يقع فيها مقر البرلمان الأوروبي ومدينة مرسيليا تنديدا بالعدوان، حاملين دمى صغيرة ملطخة بالدماء، كتعبير عن جثامين الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة، مطالبين حكومتهم بالتدخل لوقف هذه الحرب.

وفي الولايات المتحدة، تظاهر مئات الفلسطينيين والعرب والنشطاء الأميركيين في مدينة دالاس بولاية تكساس دعما لأهالي غزة، وهتفوا لحرية الشعب الفلسطيني، منددين بجرائم الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق السكان المدنيين المحاصرين، ومحاولات تجويعهم وتهجيرهم، والمعايير المزدوجة التي يتعامل بها العالم مع هذه القضية.

وفي مدينة شيكاغو الأميركية، خرجت تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الجالية الفلسطينية ومتضامنون آخرون للتنديد بالقصف الإسرائيلي المتواصل على غزة. وطالب المتظاهرون بتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، ورفعوا لافتات تدعو إلى وقف المساعدات العسكرية التي تقدمها إدارة الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل.

ففي ألمانيا، تظاهر الآلاف في العاصمة برلين تضامنا مع أبناء الشعب الفلسطيني، حيث شاركت عائلات كثيرة في التظاهرة. وارتدى المشاركون ملابس العاملين في القطاع الصحي، وهم يحملون نعش أطفال، في رسالة لاستهداف الطواقم الطبية، والأطفال في القطاع.

وفي العاصمة الإسبانية تظاهر الآلاف احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة، واستنكارا لقتل المدنيين هناك. ودعا المتظاهرون لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من اعتداءات على يد قوات الاحتلال، وطالبوا المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وإيقاف الهجمات الإسرائيلية التي ترقى لجرائم حرب حسب مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

وفي هولندا، تظاهر الآلاف بالعاصمة أمستردام تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالحرب الإسرائيلية. وهتفت الحشود بـ “فلسطين ستتحرر” ملوحين بالأعلام الفلسطينية.

كما شهدت مدن ستوكهولم السويدية وأورهوس الدنماركية مسيرات مماثلة، طالب فيها المشاركون بوقف حرب الإبادة والتهجير والتطهير العرقي، وبالتدخل العاجل لمنع توسيع الحرب على مدينة رفح.

وتأتي الاحتجاجات تلبية لإعلان تحالف المنظمات المؤيدة لفلسطين تفاصيل اليوم العالمي الثاني للتضامن مع سكان قطاع غزة الذي انطلقت مسيراته أمس السبت في أكثر من 100 مدينة في أكثر من 45 بلدًا حول العالم.

القضاء على حق العودة

من جانب اخر، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن القضاء على الوكالة هدف إسرائيل بعيد المدى.

وأضاف المفوض العام، ان “إسرائيل تعتقد أن القضاء على الوكالة يعني القضاء على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة”.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ديفيد ساترفيلد مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، أن إسرائيل لم تقدم أي دليل على أن حركة حماس سرقت أو حولت مساعدات أممية لفائدتها.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الـ134 على التوالي، إلى 28858 شهيدا، والجرحى إلى نحو 68677 ألف جريح؛ معظم الضحايا من النساء والأطفال.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، بأن 83 فلسطينيًّا استُشهدوا خلال الساعات 24 الماضية، وأصيب 125 بجروح في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، لافتة إلى وجود العديد من الشهداء والجرحى تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة، لا تستطيع فِرَق الإسعاف الوصول إليهم.

***********************************************************************************

في مواجهة العسكرة وأخطار الحرب.. مؤتمر للسلام ضد مؤتمر ميونخ للأمن

رشيد غويلب

تنتهي اليوم الاحد أعمال “مؤتمر ميونخ للأمن”، والتي بدأت في 16 شباط الجاري. وتكتسب فعاليات السلام المضادة للمؤتمر هذا العام أهمية استثنائية، في ظل تصاعد الصراع بين مراكز الهيمنة الرأسمالية، واستمرار الحرب في أوكرانيا، وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. بالإضافة الى ان الدورة الحالية تنعقد في مناسبة مرور 60 عاما لتأسيس المؤتمر في عام 1963.

تحريض على الإبادة الجماعية

ويمثل حضور رئيس إسرائيل اسحق هرتسوغ، الذي يتم التحقيق معه بتهمة الإبادة الجماعية من قبل محكمة العدل الدولية، وتتجاهل إسرائيل قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 26 كانون الثاني الفائت، والقاضي بضرورة وقف إسرائيل لجميع أعمال الإبادة الجماعية المحتملة، يمثل رسالة لتشجيع جيش الاحتلال على المضي قدما في إبادة الشعب الفلسطيني.

لقد قام إسحاق هرتسوغ شخصياً بتحريض الإسرائيليين على ارتكاب الإبادة الجماعية. واعتبرت محكمة العدل الدولية تعليقاته دليلاً على التحريض عليها. ولم يمنع هذا منظمي المؤتمر من منحه منصة لنشر أفكاره العنصرية.

تسلح وتصعيد المواجهة مع روسيا

ويركز المؤتمر هذا العام على التطبيل غير المسؤول لمضاعفة التسلح والمزيد من التصعيد ضد روسيا. ويحدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ النغمة: يجب على الحلف أن يستعد “لمواجهة تدوم عقدا من الزمن مع روسيا”.

وتزامنا مع أعمال المؤتمر تجرى أكبر مناورة لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة: يخطط الناتو للتدريب على الحرب ضد روسيا بمشاركة قرابة 90 ألف جندي لمدة أربعة أشهر تقريبا، بدءا من شباط الحالي.

ويريد خبير الدفاع في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي اليميني المحافظ في ألمانيا رودريش كيسويتر، تصعيد الحرب على نطاق واسع على أوكرانيا ونقل الحرب إلى روسيا وتدمير الوزارات الروسية هناك. وعلى الحكومة الألمانية توفير الأسلحة المناسبة لذلك.

مؤتمر السلام البديل

وفي الوقت الذي يجتمع ممثلو احتكارات الصناعات العسكرية العالمية، وزعماء البلدان الرأسمالية المتقدمة او من يمثلهم، وكذلك زعماء العديد من بلدان الأطراف، ومنها العراق، وممثلو مؤسسات المال والاعلام العالمية السائدة، في مؤتمر ميونخ للأمن، في فندق “بايرشه هوف” بمدينة ميونخ، ليناقشوا ملفات حروب اليوم والأيام المقبلة، ينعقد في الوقت نفسه، مؤتمر السلام البديل الذي دعت اليه منظمات السلام الرئيسية في المانيا، ومنظمة أطباء بلا حدود، والرابطة النسوية العالمية للسلام والحرية، ضمن منظمات أخرى.

ويعطي مؤتمر السلام صوتا لرغبة السكان في السلام ورؤية علمية للسلام من قبل المختصين والناشطين. ومن بين المتحدثين البارزين في مؤتمر السلام هذا العام أولغا كاراتش من بيلاروسيا، وعضوة البرلمان الأوربي الأيرلندية كلير دالي، ووزير المالية اليوناني الأسبق ق يانيس فاروفاكيس، والدبلوماسي السابق للأمم المتحدة مايكل فون ديرشولنبورغ.

وتجاوبا مع أجواء الحرب، قدّم ممثلون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر في برلمان مدينة ميونخ مقترحا، يدعو لحجب الدعم المالي لمؤتمر السلام البديل. وفي السياق نفسه ابلغ عمدة مدينة ميونخ ديتر رايتر من الحزب الديمقراطي الاجتماعي (حزب المستشار الألماني الحالي)، منظمو مؤتمر السلام في 6 شباط 2024 أن الدائرة الثقافية لن تدعم مؤتمر السلام في هذا العام، وفي المستقبل أيضا.

ويعود هذا القرار، لان المتحدثون والكثير من المشاركين في مؤتمر السلام يدينون حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وبعضهم يعتبر إسرائيل دولة فصل عنصري بوضوح تام.

مظاهرة ضد مؤتمر أمن الناتو

وشهد أمس السبت تظاهرة ضد “مؤتمر امن ميونخ” باعتباره “مؤتمر امن الناتو” وكان للتظاهرة التي شارك فيها الى جانب حركات السلام، الحركات الاجتماعية، وممثلي حزب اليسار الألماني والحزب الشيوعي الألماني، والعديد من المنظمات اليسارية الأخرى.

وبدا تجمع ا الانطلاق   لتحالف ميونيخ ضد مؤتمر أمن الناتو في الساعة الواحدة بعد الظهر في ساحة كارل بميونيخ.وبالإضافة إلى المتحدثين من تحالف ميونخ، تحدثت ريهم حمدان وشيلي شتاينبرغ من مجموعة الحوار اليهودي الفلسطيني، بعد ذلك تم تشكيل سلسلة بشرية في سارع المشاة الرئيسي في مدينة ميونخ وصولا الى ساحة المدينة الرئيسية “ساحة مارين”، التي شهدت مساهمات كلير دالي (عضوة البرلمان الأوروبي ال)، والإعلامي الألماني المعروف يورغن روز، والشخصية اليسارية اليونانية ووزير المالية الأسبق فاروفاكيس.

وتبقى الحاجة حاضر لمتابعة نتائج مؤتمر امن ميونخ والتحليلات المرافقة لها بعد انتهاء العمالة.

******************************************************************************************

الصين تدعو المجتمع الدولي إلى إنشاء دولة فلسطين المستقلة

ميونخ ـ وكالات

صرّح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، امس السبت، أن بكين تدعو المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال وانغ يي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: “الصين تدعو إلى تكثيف الجهود لإقامة دولة فلسطين المستقلة”.

وأكد وانغ يي الحاجة إلى عقد مؤتمر سلام دولي أوسع وأكثر فعالية بشأن القضية الفلسطينية من أجل “تحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل”. وأشار وانغ يي إلى أنه ومن أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، يجب رفض “استقلال تايوان” بشدة. وقال: “من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، يجب رفض استقلال تايوان بحزم”.

**********************************************************************************

السودان.. 32 حالة وفاة بسبب الجوع في مخيم للنازحين

الخرطوم ـ وكالات

تسبب الجوع وسوء التغذية بـ32 حالة وفاة في معسكر “بليل” للاجئين الجنوبيين في السودان، حسبما قالت رئيسة “رابطة المرأة النازحة” في جنوب دارفور، عواطف عبد الرحمن يوسف. ونقل موقع “أخبار السودان” عن المسؤولة قولها بأنهم زاروا معسكر اللاجئين، في الأيام الماضية، حيث عاينوا مأساة كبيرة بسبب انعدام الغذاء لدى اللاجئين. وأوضحت يوسف، أن اللاجئين أبلغوهم بأن لديهم 13 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية، إضافة إلى 19 آخرين من الرجال والنساء، بحسب قولها. وأضافت رئيسة “رابطة المرأة النازحة” بأن “النازحين بمعسكر سكلي جنوبي مدينة نيالا، يعانون بشدة من نقص الغذاء وانعدام فرص العمل بالمعسكر، وتوقف الخدمات الأساسية من مياه وصحة”. ولفتت يوسف إلى أن “النازحين مهددون بالموت جوعا إلى جانب توقف الخدمات الأساسية من مياه وصحة، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان الماضي”، محذرة من “كارثة إنسانية محتملة في المعسكر، في غضون الأسبوعين القادمين، في حال لم تصل المساعدات الغذائية والأدوية لإنقاذ النازحين”. وأكدت يوسف أنه “إذا مر أسبوعان دون وصول إغاثة، فإن النازحين سيكونون على موعد مع كارثة إنسانية كبيرة”، مشيرة إلى أن “النازحين، في السابق، كان لديهم فرص للعمل لتوفير القليل من احتياجاتهم المعيشية، حيث كانت النساء تعملن في صناعة الطوب ويصطدن الجراد لتوفير الوجبة لأطفالهن، أما الآن فلا يوجد حتى الجراد”. واختتمت عواطف يوسف بمطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بسرعة إنقاذ أرواح النازحين واللاجئين في معسكرات دارفور من خطر المجاعة الذي يهدد حياتهم.

**********************************************************************************

الاتحاد الأوربي يجدد الدعوة الى عدم مهاجمة رفح

بروكسل ـ وكالات

جدد الاتحاد الأوروبي، امس السبت، دعوته إسرائيل إلى عدم شن هجوم عسكري على الفلسطينيين في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

جاء ذلك على لسان الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في منشور على حسابه بمنصة إكس.

وشدد بوريل على ضرورة حماية جميع المدنيين في غزة بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.كما دعا إسرائيل إلى احترام قرارات محكمة العدل الدولية الصادرة بتاريخ 26 كانون الثاني الماضي، في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضمن إطار الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية لعام 1948، وأمرت إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.وطالب المسؤول الأوروبي إسرائيل بعدم القيام بعمل عسكري في رفح من شأنه أن يؤدي إلى “تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل”.وأجبرت إسرائيل، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، نحو مليون و300 ألف فلسطيني في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.

وتعلن إسرائيل حاليا عزمها اجتياح رفح بالمنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه “منطقة آمنة”.

*************************************************************************************************

الصفحة التاسعة

كلوب يعبد الطريق أمام ألونسو لخلافته في ليفربول

ليفربول ـ وكالات

أشاد الألماني يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول، بقدرات تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن. ويعد ألونسو أحد المرشحين لخلافة كلوب في ليفربول خلال الموسم المقبل. وقال كلوب، في تصريحات أبرزه فابريزيو رومانو، خبير الميركاتو: «تشابي ألونسو كان مثل المدربين عندما كان يلعب». وأضاف كلوب، بحسب ما نقل فابريزيو على حسابه بشبكة «إكس»: «كرة القدم التي يقدمها، والفرق التي أسسها، والصفقات التي قام بها... كلها استثنائية للغاية». وتابع: «لقد لعبت لفترة طويلة في حياتي في الدوري الألماني، إن الطريقة التي يلعبون بها في ليفركوزن أمر مثير للإعجاب جدا». وحول انتشار أنباء في الصحافة الإنكليزية حول ارتباط كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، بالانتقال إلى ليفربول، علق كلوب: «ليس لدي أدنى فكرة». وأضاف: «لست مشاركا في هذا الأمر... ويمكنني أن أقول إنني تفاجأت بذلك الطرح». واختتم: «سيكون الأمر (ضم مبابي) صعبا على معظم الأندية الكبرى التي أعرفها على مستوى الراتب ومكافأة التوقيع».

*********************************************************************************

سيدات العراق يسعين إلى الاحتفاظ بلقب غرب آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

يسعى منتخب العراق للسيدات إلى تكرار إنجازه في مدينة جدة، واستعادة الذكريات الإيجابية خلال مشاركته الجديدة، وهي بطولة غرب آسيا 2024.

ويفتتح منتخب العراق مشواره في البطولة الإقليمية بمواجهة فلسطين، ضمن المجموعة الثانية التي تضم سوريا ونيبال.

وتنطلق المنافسات يوم غد الاثنين الحالي، على الملعب الرديف بمدينة الملك عبد الله الرياضية بمدينة جدة.

وتحمل مدينة الملك عبد الله الرياضية بمدينة جدة ذكريات سعيدة لسيدات العراق، والتي تعود إلى 2022، عندما استضافة الصالة الداخلية للمدينة الرياضية منافسات بطولة غرب آسيا للسيدات الصالات.

ونجحت سيدات العراق في حصد لقب البطولة للصالات، بعد انتصارهن بالمباراة النهائية على صاحب الأرض المنتخب السعودي 4-2، ليحققن أول لقب إقليمي نسائي لبلادهن، ليعودن مجددا إلى مدينة جدة ولكن بالمنتخب العشبي.

وشهدت القائمة الأولية لمنتخب العراق الذي أقام معسكرا تدريبيا بمدينة دبي الإماراتية تواجد أكثر من لاعبة سبق لهن اللعب في بطولة غرب آسيا للسيدات الصالات 2022، وتحقيق لقبها بمدينة جدة.

وتأتي في مقدمتهن القائدة نادية فاضل، طيبة سليم، شوخان صالحي، ديرين محمود، زينب عباس، بالإضافة إلى تبارك مؤيد التي تعرضت للإصابة في المباراة الودية الأخيرة ضد الإمارات، والتي قد تبعدها عن البطولة العشبية.

وتعتبر المهاجمة شوخان صالحي من أكثر لاعبات العراق معرفة بالملاعب السعودية، حيث نالت جائزة الهدافة ببطولة غرب آسيا للسيدات الصالات 2022 برصيد 7 أهداف، بجانب احترافها بصفوف نادي الهلال في الدوري السعودي الممتاز.

********************************************************************************

مصافي الشمال يتوجه إلى الأردن للمشاركة في البطولة العربية

متابعة ـ طريق الشعب

توجه ممثل الطائرة العراقية، فريق مصافي الشمال، أمس السبت، إلى العاصمة الأردنية عمّان، للدخول في منافسات بطولة الأندية العربية. وقال رئيس الاتحاد العراقي للبعة، حبيب علي اللاوندي، إن «مصافي الشمال هو الممثل الوحيد الذي سيلعب باسم أندية العراق بعد انسحاب الممثل الآخر وهو غاز الجنوب، والذي جاء انسحابه لأسباب إدارية». وأشار اللاوندي، إلى أن «مصافي الشمال أجرى يوم أمس آخر وحداته التدريبية في بغداد، قبل أن يشد الرحال اليوم إلى الأردن»، مبيناً أن «الاتحاد يأمل أن يحقق فريق غاز الشمال نتيجة إيجابية في البطولة العربية المقبلة للأندية». وأضاف أن «ممثل العراق مصافي الشمال وقع ضمن المجموعة الثانية إلى جانب، دار كليب البحريني، والشرطة القطري، والسويحلي الليبي، وبرقان الكويتي، وعيرا الأردني».

يشار إلى أن فريق غاز الجنوب توج بلقب بطولة الدوري العراقي الممتاز للكرة الطائرة للموسم.

*******************************************************************************

ألكاراز يتقدم إلى نصف نهائي بوينس أيرس

بوينس أيرس ـ وكالات

بلغ الإسباني كارلوس ألكاراز، حامل اللقب، نصف نهائي دورة بوينوس أيرس الأرجنتينية للتنس على أرض ترابية، بفوزه بمجموعتين على الإيطالي المتأهل من التصفيات أندريا فافاسوري. وحسم المواجهة 7-6 (7-1)، 6-1 أمام المصنف 152 عالميا. كان فافاسوري الذي صدم البريطاني المخضرم أندي موراي في دورة مدريد للماسترز العام الماضي، نافس ألكاراز في المجموعة الأولى وجره إلى شوط فاصل «تاي بريك»، لكن الإسباني السابق تقدم (5-0) في الثانية، قبل أن يحسم المباراة في ساعة و40 دقيقة.

وقال ألكاراز «لعب بمستوى مرتفع في المجموعة الأولى. عانيت حقا لصد إرسالاته ومن قوة الرياح. أعتقد أنني لعبت أفضل في المجموعة الثانية».

وتابع حامل لقبين في البطولات الأربع الكبرى: «تراجع مستواه قليلا، وإرسالاته أيضا، فيما تحسن صدي للكرات وهذا ما صنع الفارق».

ويلتقي ابن ال20 عاما، التشيلي نيكولاس ياري المصنف ثالثا، والفائز على الأرجنتيني توماس إيتشيفيري السادس (4-6)، (7-5) ثم بالانسحاب.

وفي نصف النهائي الثاني، يتواجه الأرجنتينيان فاكوندو دياس وفيديريكو كوريا.

**************************************************************************************

إدارة الكهرباء تنفي تلقيها عروضاً رسمية بخصوص علي جاسم

متابعة ـ طريق الشعب

كشفت مصادر مقربة من علي جاسم نجم المنتخب العراقي والقوة الجوية، حقيقة تلقي اللاعب عرضًا للانضمام إلى صفوف ريال بيتيس الإسباني.

وانتشرت أنباء تفيد بأن نادي ريال بيتيس الإسباني، يرغب في التعاقد مع علي جاسم في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.

وقالت مصادر صحفية إن «إدارة نادي الكهرباء العراقي، المالكة لبطاقة اللاعب علي جاسم ليست مستعجلة بشأن العروض التي يتلقاها اللاعب من الأندية الأوروبية والعربية، إذ أكدت وصول عدة عروض، بينها رسمية وأخرى تفاوضية خلال الفترة الماضية، ولا سيما بعد انتهاء منافسات كأس آسيا».

وأشارت إلى أن «إدارة الكهرباء لم تتلق أي عرض من نادي ريال بيتيس الإسباني، وكل ما يشاع بهذا الخصوص غير صحيح، وفي حال تلقت أي عرض فإنها لن تناقشه في الوقت الحالي، وإنما ستنتظر عودة اللاعب في الصيف ومن ثم تفتح باب التفاوض مع الأندية بالتنسيق والتشاور مع اللاعب».

ونوهت المصادر إلى أن «اللاعب علي جاسم هادئ في الفترة الحالية، ويأمل بالتتويج مع القوة الجوية بلقب دوري نجوم العراق، لكنه يفكر جديًّا بالانتقال إلى أحد الأندية الأوروبية الصيف المقبل، وفي الوقت نفسه ربما يقبل بعرض عربي في حال كان ملبيًا للطموح ويسهم في تطوره».

******************************************************************************

هولواي يحطم الرقم العالمي لسباق الحواجز 60 متراً

نيومكسيكو ـ وكالات

حطّم نجم سباقات الحواجز جرانت هولواي الرقم القياسي العالمي لسباق 60 متراـ في بطولة الولايات المتحدة داخل قاعة، في نيومكسيكو.

وسجّل بطل العالم 3 مرات في سباق 110 م حواجز وحامل فضية أولمبية، زمناً قدره 7.27 ثوان في ألبوكيرك على ارتفاع 1600م فوق سطح البحر، متجاوزا رقمه السابق البالغ 7.29 ثوان والذي سجّله في شباط/فبراير 2021.

وكان العداء البالغ 26 عاما قد ضمن بطاقة التأهل لبطولة العالم الشهر المقبل، بصفته حامل اللقب، فضّل عدم المشاركة في نهائي الجمعة بعد تحطيمه الرقم العالمي.

ولم يخسر هولواي في 60 سباقا على هذه المسافة، منذ بداياته الاحترافية قبل 7 سنوات. ويملك في جعبته 6 من أصل أفضل سبعة أرقام في التاريخ، بينها الرقم العالمي السابق للبريطاني كولن جاكسون (7.30 ث في 1994).

ويبحث عن إكمال سجله الخارق بذهبية سباق 110م حواجز في أولمبياد باريس الصيف المقبل، بعد إحرازه الفضية في طوكيو صيف 2021 بفارق 5 بالمئة من الثانية وراء الجامايكي هانسل بارشمنت.

ويملك ثاني أفضل رقم في التاريخ (12.81 ث في 2021) وراء الرقم العالمي باسم مواطنه أريس ميريت (12.80 ث في 2012).

وفي السباق عينه لدى السيدات، عادلت المغمورة تيا جونز (23 عاما) الرقم العالمي باسم ديفين تشارلتون من باهاماس (11 شباط/فبراير الماضي في نيويورك)، مسجّلة 7.67 ثوان في التصفيات، وكادت تكرره في النهائي عندما فازت بزمن 7.68 ث.

وتُعدّ بطولة الولايات المتحدة داخل قاعة مؤهلة لبطولة العالم داخل قاعة المقررة في غلاسكو الأسكتلندية بين 1 و3 آذار.

********************************************************************************************

وقفة رياضية.. لا بد من الاستعداد لكأس العالم

منعم جابر

كثيراً ما نشارك في بطولات وسباقات رياضية ونخرج منها (بلا حمص) ونبدأ بالكتابة والانتقادات ولكن لا ندرسها ولا نتأسف لحصولها، علماً ان الصحافة وكل أشكال الإعلام وتنوعاته يكتبون ويتحدثون وينتقدون دون جدوى واهتمام.

اليوم أود أن أتحدث عن جانبين مهمين برزا في نهائيات الأمم الآسيوية بكرة القدم وتسببا لنا بالكثير من الإحراجات والمواقف التي يتوجب الحذر منها وتجنبها وهما طريقة الاحتفال بتسجيل الأهداف والهتافات الجماهيرية، لقد طالبنا في جريدتنا «طريق الشعب» ولأكثر من مرة بأهمية وضرورة إعادة بناء ثقافة لاعبي كرة القدم لأن التعديلات بالقانون تحصل بشكل متسارع لذا يتطلب من لاعبنا الاطلاع ومعرفة تفاصيل هذه التعديلات بما يخدم تصرفات وحركات اللاعبين واحتفالهم وابتهاجهم في تسجيل الأهداف، وعلى الرغم من انضباط لاعبينا وتصرفاتهم لكن ما يجب الحذر منه هو المبالغة بالاحتفال، لذا أطالب لجنة الحكام المركزية التابعة لاتحاد كرة القدم أن تبذل جهوداً وتقيم ورشات تثقيفية لفرقنا ولاعبينا للتعريف بآخر المستجدات القانونية والتعديلات في قانون كرة القدم.

عليه أقول لأحبتي نجوم المنتخب والأندية المشاركة في البطولات أنتم مدعوون للمطالبة بالاهتمام بالبناء الثقافي والقانوني لكرة القدم بما يساعدكم على الأداء وتقديم صور ناصعة عن مستوياتكم وشخصياتكم، علماً أنكم قدمتم مستوى متميزا وأداء جيدا إلا أن بعض الهفوات والاخطاء حصلت وبهذا تلامون عليها وعلى فعلها.

اما الموضوع الثاني والخاص بجماهير المشجعين وروابطهم وترك هذا العمل للصدفة والارتجال والفوضى لا يليق بالجماهير العراقية التي عرفت كرة القدم منذ أيام محمد نفش في خمسينيات القرن الماضي وأيام أستاذ جورج المشجع المثقف حيث كان يتحدث باللغة الإنكليزية، وهذا الموضوع نتمنى ان يصبح منظماً وعملاً متطوراً فالفرق العراقية الكبيرة بدأت تحشد جماهيرها وصارت لها روابط للمشجعين منها القوة الجوية والشرطة والزوراء والطلبة وكذلك وجدنا روبط للميناء البصري ولنادي النجف وكل اندية المحافظات والمدن، وقد برزت هذه الروابط بشكل منفرد كل يجلس في مساحته المحددة.

أحبتي قادة الرياضة العراقية إن إعادة بناء ثقافة لاعبي كرة القدم مهمة وواجب وطني لان هذه اللعبة هي الأولى جماهيرياً لهذا أدعو لجنة الحكام بإعطاء محاضرات ودروس عملية بالقانون لغرض معرفة لاعبينا بآخر المعلومات والمستجدات بكرة القدم وهذا الحال لا بد أن يشمل جميع الالعاب والرياضات الأخرى.

 اما بخصوص جماهيرنا وروابطنا فإن الواجب يتطلب تنظيم عملهم ومواقفهم وطرق تشجيعهم وهتافاتهم لأنهم سيشكلون دعما لمنتخبنا الوطني في خارج الوطن وداخله ولا بد من تواجد قيادات واعية وحريصة منها للتوجيه والإشراف.

********************************************************************************************

الصفحة العاشرة

روزا لوكسمبورغ رمز للثورة والأممية

ماجد الياسري 

في 15 كانون اول 1919 عثر على جثة القائدة الشيوعية الألمانية (البولندية الأصل) روزا لوكسمبورج (1871-1919) بعد اشهر من اغتيالها من قبل ميليشيا عسكرية كلفتها حكومة فايمار التي جاءت بعد تنحي القيصر بالقضاء على انتفاضة 1919 التي عرفت بثورة “سبارتكوس” وتصفية نشطائها. وتميزت لوكسمبورج بمواقفها المبدئية ودفاعها اللامتناهي عن قيم الاشتراكية والديمقراطية وحقوق الطبقة العاملة. واعتبرتها الدراسات عن حياتها وسيرتها النضالية كأشهر ثورية في تاريخ الحركات اليسارية في أوروبا. بينما وصفها فرانز ميهرنج (1846-1919)، أحد قادة الحزب الشيوعي الألماني، بانها العقل الأكثر تألقا بعد ماركس وانجلز. ويعود الفضل الى سكرتيرة روزا ورفيقتها وأحد مؤسسي الحزب الشيوعي الألماني ماتيلدا جاكوب (1847-19439) في تهريب ارثها من وثائق ومخطوطات ومراسلات وضعتها في عهدة معهد هوفر الأمريكي على معرفة تفاصيل وحياة روزا وأصبحت احد المراجع الهامة في كتابة سيرتها  .

  ولدت روزا عام 1871 في مدينة زاموسك جنوب شرقي بولندا المحتلة من قبل روسيا القيصرية وكانت أصغر خمسة أطفال من عائلة يهودية متنورة. وقد بدأ وعيها السياسي وهي بعمر 16 عاما عندما انضمت الى تنظيم ثوري بولندي تأسس عام 1882 باسم “بروليتاريا”، والذي قاد إضرابات عمالية وتعرض الى حملة إرهابية أدت الى اغتيال عدد من قياداته ونفي كوادره ومن بينهم روزا لوكسمبورج  التي هربت الى  سويسرا عام 1889  التي كانت احد مراكز تجمع المهاجرين البولنديين والروس. وفي زيوريخ أكملت شهادة الدكتوراة برسالتها الموسومة “التنمية الصناعية في بولندا”. وأصبحت مسؤولة العمل الفكري في الحزب الاشتراكي الثوري في بولندا الذي ناضل من اجل استقلال بولندا. وفي عمر 22 عاما مثلت الحزب في مؤتمر الأممية الاشتراكية حيث تصدت للنزعات القومية داخل الحزب ما عرضها لحملة من الهجوم والتشكيك بدوافعها من اليمين واجهتها بصلابة وعزم. وخوفا على حياتها انتقلت الى المانيا في 1898 عبر ترتيب زواج وهمي وانضمت الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني وأصبحت احد ابرز كتاب المجلة النظرية للحزب وعدد من الصحف الاشتراكية ومن النشطاء في الدعاية و التحريض دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة والفكر الاشتراكي.

وشكلت ثورة 1905 الروسية منعطفا هاما في أوساط اليسار الألماني والقت ظلالها على نقاشات الحلقات الماركسية حول موضوعات عدة منها قضايا التنظيم الحزبي والعلاقة بين الطبقة والحزب ودور الجماهير في الانعطافات الثورية وأهمية الاضراب كسلاح سياسي. ونشرت مقالات و كراريس كان بعضها سجالا فكريا مع القائد الشيوعي الروسي لينين (1870-1924 ) كتبته من داخل السجن وبعد إطلاق سراح “روزا الحمراء” كما نعتتها الصحافة اليمينية بكفالة عائلية انتقلت الى فنلندا حيث التقت بلينين وكتبت أحد مؤلفاتها المشهورة “الاضراب العام والحزب والنقابات” الذي نشرته باللغة العربية دار الطليعة في عام 1970.

وبعد عودتها الى المانيا في 1907 التحقت كأستاذه في المدرسة الحزبية التي يديرها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني. ونتيجة لمواقفها السياسية والفكرية المتصدية للنزعات اليمينية المتهاونة مع تصاعد النزعة العسكرية لحكومة القيصر   منع نشر مقالاتها في صحافة الحزب. وعند نشوب الحرب العالمية الأولى في 1914 دخل الحزب في ازمة داخلية بسبب الانقسام الحاد في داخله بين الاتجاهين الإصلاحي اليميني والثوري. ومن ثم في تصويت جميع اعضائه في البرلمان الألماني لصالح تمويل الحرب عدا كارل ليبكنخت. كان رد فعل اليسار داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني ومنهم روزا هو تنظيم نواة ثورية داخل الحزب مع ليبكنخت وفرانز ميهرنج وكلارا زتكين (1875-1933) سميت “عصبة سبارتكوس”.

 وخلق نجاح ثورة أكتوبر الروسية عام 1917 التي قادها البلاشفة مدا ثوريا في أوروبا وتصاعدات نضالات الطبقة العاملة في ألمانيا من اجل نظام جمهوري ديمقراطي. وفي 4 نوفمبر 1918 انطلقت شرارة الانتفاضة في مدينة كيل وإقامة مجالس للعمال والجنود بينما شهدت برلين لاحقا تظاهرات واسعة واحتلال مؤسسات حكومية وإعلامية وشاركت فيها العصبة بقوة  ودعت الى إقامة مجالس عمالية كبديل للسلطة المحلية والاتصال بالحكومة السوفيتية ومن ثم الإعلان عن قيام اول دولة اشتراكية في المانيا .

وفي تلك الفترة اطلقت التظاهرات سراح روزا التي كانت سجينة وشرعت فورا بقيادة الاضراب. وكتبت احد إعمالها الهامة الذي عرف باسم كراس “جونيوس” والذي اصبح البرنامج الرسمي بعد تحول العصبة الى الحزب الشيوعي الألماني في المؤتمر التاسيسي الذي انعقد في 30 كانون الأول 1918.

 وكان رد فعل يمين الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الذي شكل حكومة فايمار بعد تنحي القيصر هو استخدام ميليشيات عسكرية متطرفة لتصفية واعتقال  الناشطين ومنهم  لوكسمبورج وليبكنخت في 15 كانون ثاني 1919، حيث قتلت بالرصاص والقيت جثتها في قناة لاندوبهر ببرلين حتى عثر عليها بعد عدة اشهر.

لفد تركت روزا تراثا نضاليا وفكريا حيث كتبت العشرات من المقالات والكراسات والكتب التي أصبحت جزءا من التراث الماركسي واليساري والتي تنظر الى النضال الثوري ليس خيارا تكتيكيا لتحقيق أهداف إصلاحية بل كعمل هادف مبرمج ومنظم من اجل انتصار الاشتراكية باعتبارها ضرورة تاريخية. ومن مأثرها هو نضالها لربط العمل الفكري بحاجات النضال السياسة من اجل السلطة في ظل الازمة العامة للنظام الرأسمالي وخوضها سجالات فكرية مع اليمين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني حول جدل الإصلاح والثورة وعن العمل السري والعلني ودور التنظيم في النضال السياسي. فالثورة لديها هي ليست مجرد سلسة من الإصلاحات، بل صيرورة سياسية متحركة لخلق علاقات إنتاجية جديدة أرقي مما سبقها. كما اكدت على أهمية دراسة وتقييم توازن القوى في رسم التكتيكات خلال الاعداد الثورة وهو نقطة الخلاف مع اليمين الذي تخلى عن الهدف الاشتراكي مقابل تقليل الانتهاكات ضد البروليتاريا. وربطت روزا أيضا النضال من اجل الإصلاح عبر الاليات البرلمانية مع مهمة تهيئة واعداد الطبقة العاملة فكريا وعمليا للاستيلاء على السلطة السياسية.

وكرست روزا أيضا جهدا فكريا خلال عملها التدريسي في المدرسة الحزبية على دراسة الاقتصاد السياسي لرأس المال الذي يكمن جوهره في استغلال العمل لاستخراج وتراكم فائض القيمة من خلال مناقشة كتاب (رأس المال) لماركس. ومن بين استنتاجاتها توضيح العلاقة بين التوسع الامبريالي عبر الغزو او التجارة في العالم غير الرأسمالي من اجل خلق منافذ استثمارية للنتاج السلعي يضمن مستويات اعلى من فائض القيمة كبديل عن الأنشطة الاقتصادية ما قبل الرأسمالية  في ظلال صراع شديد للهيمنة عليها. وقد قاد اهتمامها بالدور الاستعماري للنظام الألماني الى التأكيد على موضوعات مثل حقوق السكان الأصليين والعبودية والثقافة المجتمعية من أدب وفن في المجتمعات ما قبل الرأسمالية. وأدانت سياسة الغزو الامبريالي ضد شعوب الهند والمغرب والجزائر والبلدان الافريقية الأخرى وبالضد من اليمين الذي التزم الصمت إزاء سياسات القيصر الاستعمارية حفاظا على مصالحهم و حظوظهم الانتخابية.

 ومن خلال كتاباتها تجلت لديها نزعة الاستقلال الفكري والقدرة النقدية وعدم تقبل الأفكار السائدة آنذاك في الأوساط الماركسية. ودخلت في سجالات فكرية عديدة كانت أحد تجليات حيوية الماركسية كنظرية متجددة، والجدل كمقاربه لتحليل الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكانت هذه القدرات الفكرية وربط العمل النظري بالممارسة النضالية والاستقلالية في الرأي واستماتتها في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والاشتراكية هو ما تميزت به كقائدة شيوعية.

 وشملت اهتماماتها قضايا أخرى مثل الحزب والتكتيك والاستراتيج ودور الإضرابات واهمية العفوية. وكانت ترى ان الثورة “لن تسقط من السماء” بل تحتاج الى نشاط سياسي وفكري واعلامي تحريضي ودعائي منسجم مع مستوى التطور التاريخي للمجتمع وتوازن القوى فيه.

وفي الوقت الذي اعتبر بعض الاشتراكيين ان الثورة الروسية جاءت في ظروف غير ناضجة طالبت لوكسمبورج بدعمها في مقالة كتبتها من داخل السجن ونشرت لأول مرة  في 1922 أكدت فيها ان المهمة الانية هي في اتخاذ إجراءات حاسمة ونشطة من اجل التحول الاشتراكي الذي يضمن دعم الجماهير الشعبية لها، وعلى أساس ديمقراطية ديكتاتورية الطبقة العاملة وليس هيمنة  نخبة ثورية مؤكدة على التواصل مع الجماهير والتصدي للبيروقراطية عبر مبادرات البروليتاريا وبناء الحزب من اسفل الى أعلى .

ودافعت روزا بشدة عن حقوق المرأة ودورها في النضال من اجل الديمقراطية والاشتراكية وانهاء الاضطهاد المزدوج في الاسرة والمجتمع ومن اجل حق التصويت وحذرت من النزعات الجندرية التي تختزل اضطهاد المرأة الى عداء الرجل.

***************************************************************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. التبادل

اعداد: د. صالح ياسر

التبادل (Exchange)

هو تبادل الناس نشاطهم او منتجات عملهم، وهو مرحلة من تجديد الانتاج الاجتماعي. ويعرف ماركس التبادل بأنه “ عنصر وسيط بين الانتاج والتوزيع الذي يتطلبه، من جهة، وبين الاستهلاك من جهة ثانية”. ويعتبر التقسيم الاجتماعي للعمل اساس التبادل. لقد ظهر تبادل منتجات العمل في ظل نظام المشاعية البدائية، وجرى، في البداية، بين المشاعيات المختلفة. ومع ظهور الملكية الخاصة، بدأ يتسرب الى داخل المشاعة مساعدا على تفسخها. يؤدي نمو الانتاج السلعي، والتبادل، الى ظهور النقود والى تطور التبادل السلعي. ويرتبط طابع التبادل، وشكله ومجال نشاطه باسلوب الانتاج السائد، وشكله ومجال فعله.

*****************************************************************************************

مثقّفو اليسار الغربي والدعاية الامبريالية /  غابرييل روكهيل

دور المخابرات الأميركية في تشويه سمعة الماركسية

غابرييل روكهيل

تعريب وإعداد: ناجي النابلسي

يعمل غابرييل روكهيل أستاذاً للفلسفة في جامعة فيلانوفا (بولاية فيلاديلفيا الأمريكية)، ويركّز في مؤلّفاته على النقد الثقافي والتاريخ وعلم الجمال والسياسة. ويعكف حالياً على إكمال كتابٍ سيصدر عن «مونثلي ريفيو» بعنوان «الحرب العالمية الفكرية: الماركسية مقابل صناعة النظرية الامبريالية». وفيما يلي مختارات (بتلخيص) من المقابلة التي أجرتْها معه المجلة الصينية «دراسات الاشتراكية العالمية».

*ذكرتَ في أحد مقالاتك أنّ عملاء وكالة المخابرات المركزية حرصوا على قراءة النظريات النقدية الفرنسية لميشيل فوكو وجاك لاكان وبيير بورديو وغيرهم. ما سبب هذه الظاهرة؟ وكيف تُقيِّم النظرية النقدية الفرنسية؟

-كانت «الحرب العالمية الفكرية» إحدى الجبهات المهمّة في الحرب الثقافية على الشيوعية، وهو موضوع كتاب أقوم حالياً بإكماله لمطبعة «مونثلي ريفيو». ولعبت وكالة المخابرات المركزية CIA على تشويه سمعة الماركسية وتقويض النضالات المناهضة للامبريالية، وكذلك الاشتراكية القائمة بالفعل. خرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية باعتبارها القوة الامبريالية المهيمنة. ولكنها واجهت صعوبات بفرض هيمنتها العالَمية حيثما وُجِدَت أحزابٌ شيوعية قويّة... فشنّتْ دولةُ الأمن القومي الأمريكية هجوماً متعدد الجوانب لاختراق الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ومنافذ الأخبار والمعلومات الرئيسية. وأَنشأتْ جيوشاً سرّية زوّدتها بالفاشيّين، ووَضعتْ خططاً لانقلابات عسكرية إذا وصل الشيوعيون إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع (تم تفعيلها لاحقاً في استراتيجية التوتر بعد عام 1968 حيث ارتُكِبَتْ هجماتٌ إرهابية ضدّ المدنيين ألقي باللّوم فيها على الشيوعيين).

وعلى الجبهة الفكرية، دعمت النخبة الحاكمة الأمريكية إنشاء مؤسسات تعليمية جديدة، وشبكات دولية لإنتاج معرفةٍ مناهضة للشيوعية، أملاً بتشويه سمعة الماركسية. وروّجَتْ للمثقَّفين المعادين علناً للمادية الديالكتيكية والتاريخية، مع حملات تشهير شنيعة ضدّ مثقَّفين ماركسيين.

في هذا السياق الدقيق، يجب أن تُفهَم النظرية الفرنسية- جزئياً على الأقل- بوصفها نتاجاً للامبريالية الثقافية الأمريكية. لقد ارتبط المفكّرون المنتمون إلى هذه التسمية– فوكو، ولاكان، وجيل ديلوز، وجاك دريدا، وغيرهم الكثير– بطرقٍ شتّى بالحركة «البنيوية»، التي عَرّفت نفسها كمعارَضةٍ لأبرز فلاسفة الجيل السابق (سارتر)، حيث تمّ رفض التوجُّه الماركسي لهذا الأخير منذ منتصف الأربعينيّات، وسادتْ معاداة «الهيغلية» كشعارٍ مستتر لمعاداة الماركسية. مثلاً: أدان فوكو سارتر باعتباره «الماركسيّ الأخير» وادّعى أنه رجلٌ من القرن التاسع عشر، وخارجٌ عن العصر الذي يمثّله فوكو ومنظّرون آخرون (العصر الذي بات معادياً للماركسية).

اكتسب بعض هؤلاء المفكّرين شهرةً كبيرة داخل فرنسا، إلّا أن ترقيتهم في الولايات المتحدة هي التي دفعتهم إلى الأضواء الدولية، وجعلت أعمالَهم القراءةَ المطلوبة للمثقَّفين العالميّين. في مقالٍ نُشِرَ مؤخّراً في Monthly Review  تناولتُ بالتفصيل بعضَ القوى السياسية والاقتصادية التي كانت وراء الحدث الذي افتتحَ عصر النظرية الفرنسية: إنه مؤتمر 1966 الذي انعقد في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية في بالتيمور، وجمع العديد من هؤلاء المفكّرين لأوّل مرة. قامت مؤسسة فورد، التي شاركت مع CIA بتمويل «مؤتمر الحرية الثقافية» CCF، بتمويل مؤتمر بالتيمور والأنشطة اللاحقة الأخرى بما يصل إلى 36 ألف دولار (يعادل 339 آلاف دولار اليوم). وهو مبلغ استثنائيّ حقاً بالنسبة لمؤتمر جامعي، ناهيك عن التغطية الصحفية من مجلات، مثل: تايم ونيوزويك، الأمر الذي لم يُسمع به من قبل في مثل هذه الأوساط الأكاديمية.

كانت المؤسسات الرأسمالية، ووكالة المخابرات المركزية، وغيرها من الوكالات الحكومية، مهتمةً بتعزيز العمل «الراديكالي الأنيق» ليكونَ نسخةً مصطَنَعة من الماركسية. وبما أنهم لم يستطيعوا تدمير الماركسية ببساطة، سعوا لتعزيز أشكالٍ جديدة من النظرية، بحيث يمكن تسويقها على أنها «متطوِّرة ونقدية» رغم خُلوّها من أيّ مادةٍ ثورية، ليدفنوا الماركسية باعتبارها «عفا عليها الزمن». وكما نعلم الآن من ورقة بحثية لـ CIA عام 1985 حول هذا الموضوع، كانت الوكالة سعيدةً بمساهمات البنيوية الفرنسية، وكذلك «مدرسة الحَوليّات»، وبمجموعة «الفلاسفة الجدد» Nouveaux Philosophes. حيث أشارتْ الورقةُ خصوصاً إلى البنيوية المرتبطة بفوكو وكلود ليفي شتراوس، إضافة لمنهجية «مدرسة الحَوليّات»، لتتوصّل للاستنتاج التالي: «نحن نعتقد أن هدمَهم النقدي للتأثير الماركسيّ في العلوم الاجتماعية سوف يستمر على الأرجح كمساهمةٍ عميقة في المعرفة والدراسات الحديثة».

فيما يتعلق بتقييمي الخاص للنظرية الفرنسية، أودّ القول: إنّ من المهمّ الاعتراف بها على حقيقتها: إنها نتاجٌ- على الأقل جزئياً- للامبريالية الثقافية الأمريكية، التي تسعى لإزاحة الماركسية عبر ممارسة نظريةٍ مناهضة للشيوعية، تنغمس في الانتقائية الثقافية البرجوازية وتعبئة الألعاب النارية الخطابية لخلق ثوراتٍ متخيَّلة في الخطاب لا تغيّر في الواقع شيئاً.

علاوة على ذلك، تعمل النظرية الفرنسية على إعادة تأهيلِ وتعزيز أعمال مناهضي الشيوعية كفريدريك نيتشه ومارتن هايدغر، وبالتالي، محاولة إعادة تعريف «الجذريّ» على أنه «الراديكالي الرجعي». عندما يتعامل المنظّرون الفرنسيون مع الماركسية، فإنهم يحوّلونها إلى خطاب واحدٍ من بين خطابات أخرى، والتي يمكن- بل وينبغي- مزجها مع خطابات غير ماركسية ومعادية للديالكتيك كعلم الأنساب النيتشوي، والتدمير الهايدغري، والتحليل النفسي الفرويدي، وما إلى ذلك. ولهذا السبب يُطالِبُ العديد من هؤلاء المفكّرين بمُلكيّة «ماركسهم الخاص»، الأمر الذي يَخلق أحياناً الوهمَ بأنهم «ماركسيّون» بطريقة أو بأخرى.

الاتجاه السائد هو أنْ يستخرجوا تعسّفياً من عمل ماركس عناصرَ محدَّدة للغاية يفترضونها صدىً لعلامتهم الفلسفية الخاصة بهم. هذا هو الحال مثلاً مع ماركس الأدبيّ الشبحي الذي يعاني من العجز على اتخاذ القرار عند دريدا، وماركس المرتحِل بلا أرض عند دولوز، وماركس المخالِف المناهض للديالكتيك عند جان فرانسوا ليوتار، وأمثلة أخرى من هذا القبيل. وبالتالي، فإنّ خطاب ماركس يعمل بالنسبة لهم كعَلَفٍ لتغذية الشريعة البرجوازية التي ينتقون منها ما يطوِّرُ علامتهم التجارية الخاصة، ويعطيها هالةً من السّعة والراديكالية. لخَّص والتر رودني الطبيعة الحقيقية لهذه الممارسة النظرية عندما أوضح أنّه «مع الفكر البرجوازي، بسبب طبيعته غريبة الأطوار، والطريقة التي يحفّز بها غريبي الأطوار، يمكنكَ سلوكُ أيّ طريق، لأنه في نهاية المطاف عندما لن تذهب إلى أيّ مكان، يمكنك اختيار أيّ طريق!».

*تتمتَّع «مدرسة فرانكفورت» أيضاً بنفوذٍ واسع في الصين المعاصرة. كيف تقيّم نظريّاتها؟ وما نوع العلاقة التي تربطها بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية؟

-إنّ «معهد البحوث الاجتماعية»، المعروف بشكلٍ أكثر شيوعاً باسم «مدرسة فرانكفورت»، قد ظهر أصلاً كمركز أبحاث ماركسي بجامعة فرانكفورت بتمويلٍ من رأسماليّ ثريّ. وعندما تولّى ماكس هوركهايمر إدارة المعهد عام 1930، أشرفَ على تحوُّلٍ حاسم نحو الاهتمامات التأمّلية والثقافية البعيدة بشكلٍ متزايد عن المادية التاريخية والصراع الطبقي، وبقيادته لعبت مدرسة فرانكفورت دوراً تأسيسياً بإنشاء ما يعرف بـ«الماركسية الغربية»، وبشكل أكثر تحديداً «الماركسية الثقافية». شخصيات، مثل: هوركهايمر ومعاونه مدى الحياة تيودور أدورنو، لم يرفضوا الاشتراكية الموجودة فعلياً فحسب، بل قاموا أيضاً بربطها مباشرةً بالفاشية من خلال الاعتماد الملتبس- مثل النظرية الفرنسية إلى حدّ كبير- على مقولةٍ ايديولوجيّةٍ هي «الشمولية» أو «التوتاليتاريّة»، حيث تمّ تبنّي نسخة ميلودرامية وتَثاقُفيّة للغاية لمذهب عُرِف لاحقاً بـ TINA «لا يوجد بديل» There Is No Alternative. لقد ركّزوا على عالَم الفن والثقافة البرجوازييَّن باعتباره الموقعَ الوحيد المحتمَل للخلاص، ذلك أنّ مفكّرين مثل: أدورنو وهوركهايمر، مع استثناءات قليلة، كانوا مثاليّين إلى حدٍّ كبير في ممارساتهم النظرية، ولسانُ حالِهم: إذا كان التغيير الاجتماعي الهادف ممنوعاً في العالم العَملي، فيجب البحث عن الخلاص في عالَم الأشكال الفكرية المُستَحدَثة والثقافة البرجوازية المبتَكَرة، أيْ في المجال الفكري أو الرّوحي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 21 كانون الثاني 2024

*************************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء

عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، صدر حديثاً:

- نظرات معلقة/ قصص قصيرة جداً/ كريم جبار الناصري.

- كلمات لسنوات الصمت/ شعر سامي الياسري.

- البحر مرآة السماء/ شعر جلال عباس.

- دنيا الضباب/ شعر كاظم العبودي.

- عندما يهتز الجسر طرباً/ قصص عبد الله حرز البيضاني.

- سواتر المخاض/ رواية اياد خضير.

- العرس/ رواية صبيحة شبر. ترجمة محمد عدنان شبيب.

- مطر على خد الطين/ شعر حسين السياب.

- لم الرأس دائماً في رهان؟/ شعر عباس السلامي.

- رازقية/ رواية شيماء المقدادي.

****************************************************************************************

المواجهة والمنفى.. في رواية «آخر المدن» لزهير الجزائري *

د. سمير الخليل

يقدّم الروائي زهير الجزائري في رواية (آخر المدن) الصادرة عن (دار سطور- بغداد 2024) تجربة انسانية عميقة ودالّة وهو يستشرف أبعاد رحلة المواجهة والتصدّي ضد النظام الشمولي والسلطة الجائرة، إبّان الصدام، واتخّاذ الجبال والوديان والأرض الوعرة مرتكزات وساحات لهذه المواجهة المحفوفة بالمخاطر وبسالة التحدّي، وعدم التكافؤ من حيث العدّة والعدد ومستلزمات القتال.

ولعلّ هذه المأثرة الإنسانية والوطنية تمثّل تجربة استثنائية متفرّدة في تاريخ نضال الشعوب وتعكس وعياً وخياراً وربّما حلماً ثورياً رومانسياً مؤطّراً بيوتوبيا جيفاريّة فكيف يستطيع مجموعة من البواسل والمثقفين والأدباء من تحدّي السلطة المدجّجة بالطائرات والدبّابات وجميع أنواع الأسلحة، ليقف هؤلاء المتصدّون فوق قمم الجمال جبال (قنديل) و (العاشق) وهم لا يملكون إلاّ أسلحة تقليدية وبنادق لا يعتمدون عليها بقدر اعتمادهم على حماستهم الثوريّة وروحهم المتوثّبة باتّجاه امتلاك الذات وتحقيق الخيار واعلان الاحتجاج والثورة ضدّ الاستبداد والانفراد المقيت.

حركة الأنصار: حركة وطنية وانسانية وثوريّة تشكّل جزءاً مهماً ومؤثّراً في تاريخ المعارضة المسلّحة للنظام بعد أن وصلت الأحزاب والقوى الوطنية والتقدميّة إلى طريق مسدود وإلى نقطة اللاّعودة مع نظام دموي فاشستي، وقد جاءت هذه الحركة بعد انهيار الجبهة الوطنية والكشف (الكارثي) الذي مارسه النظام مع القوى اليسارية التي قلبت التعاون وتغليب الروح الوطنية على الخلافات والتقاطعات الفكرية لكن ورثة شباط الأسود لم يكونوا سوى قتلة ومشعلي حرائق ودمويين يستهدفون الآخر من أجل الانفراد بالمقدّرات وبالسلطة والاستحواذ.

ولعلّ تجربة بهذه المواصفات وبهذا المنطلق الباسل كان من الضرورة أن تؤرّخ تفاصيلها وأحداثها المليئة بالقصص وحكايات البطولة والصمد في تلك الأجواء القاسية وبقدرات فردية لمواجهة نظام يمتلك كلّ مقدرات الجيوش الحديثة والأسلحة الفتاكة وأجهزة البطش الوحشية، الروائي زهير الجزائري اختار أن يقدّم أبعاداً وخفايا لطقوس هذه المواجهة عن طريق السرد الروائي والرصد الإنساني بعيداً عن التوثيق المحض والكتابة التقريرية لأنه يدرك أبعاد العمل الأدبي والروائي في تجسيد مثل هذه المآثر، ولأن الخطاب الروائي هو الأقدر على تجسيد المعاناة وحجم الألم وحجم التصدي من خلال التعمّق السايكولوجي والتحليل والوصف لمواقف وحدوسات ومظاهر هذا الاشتباك، فهو يركز على تقديم الشخصيّات ببعدها الإنساني والفكري والوجداني فهي تعشق وتضعف وتفكّر وتبحث عن ملاذها وبقائها وصلابتها ومن ثمّ هي ليست مجرّد أرقام آيديولوجية تقاتل وفق سياق عدمي، فشخصيات مثل (بهاء) و(رؤوف) و(ابراهيم) و(هشام) و(سمية) و(الدكتورة عشتار) وزوجها (مالك) وشخصية الشاعر و(جوتيار) و(علاء) و(أسعد) هي شخصيّات نابضة بالحياة وروح التصدي وتشعر أنها شخصيّات تحمل على راحتها الموت وتتوقعه بأيّة لحظة وهي تترجّل وتمشي على سفوح الجبال والوديان المليئة بالألغام والمخاطر ولا تجد مواضع مثالية للاختباء ضد قصف الطائرات ولهيب المدافع وقد كان الكاتب قصدياً وهو يمزج بين وقائع الجمر والمواجهة وبين الصياغة الأدبية والوصفية والتعّمق في تقديم الحكايات والأحداث والمواقف والقصف لكي يضع هذه المأثرة الأدبية كنوع من التوثيق بحس إنساني، وينفتح على تقديم صور إنسانية لأناس وأفراد اختاروا طريق التضحية بكل شيء من أجل وطن معافى سعيد ومن أجل دحر قوى الإقصاء والمحو والجريمة القادمة من المجهول التي ستذهب وفق حتميّة الصراع وتداعياته إلى المجهول وإلى العدم.

حرص الروائي على تقديم عناصر البنية السردية وتفعيل دورها في الكشف والاستدلال وتجسيد متعة التلّقي بلغة شعرية تصويرية عبر توظيف تقنيات السرد من استرجاع واستباق ووقفة ومشهد وحذف وتلخيص، وقد طغى على أسلوب الروائي التوّجه إلى المونتاج في مزج الأمكنة وتقديم الصورة السينمائية بكل لقطاتها وهو يتابع الأفراد وصراعهم المضني مع الطبيعة القاسية.

وكان العنوان اشارة وعلامة سيميائية للأماكن البعيدة والقصيّة وانفتح على معنى تأويلي مرادف قصد منه الإيحاء بالذهاب إلى اقصى حالات المواجهة وآخر الخيارات بكل معانيها ودلالتها ولم يكن القصد مقتصراً على المعنى أو التحديد المكاني بل انفتح على سبيل الإحالة على فكرة الحلول البديلة واقصى حالات الرهان.

و(آخر المدن) هي إشارة لتجاوز كلّ الأرض باتّجاه مكان أخير يختاره الإنسان وهو الحل الأخير لصنع (يوتوبيا) البطولة بنسختها الثورية ويبدو الكاتب منشغلاً بهذه الوقائع وهو يحملها معه في المنفى وفي المستقر ويكتسب جزءاً من هذه الطقوس في زمن بعيد ثم يعود إليها في زمن آخر بعيد، وهي دالّة من دوال الإنشغال بقيمة وقدسية وجمالية هذه الوقائع الاستثنائية التي بدت عصيّة على الإندثار والتلاشي، وتعبّر العتبة الأولى عن هذا الإصرار على الكتابة وهو انعكاس للإصرار بمعناه المتعالي والمنتمي إلى روح الاحتفاء والمكاشفة والتعبير عن زمن استثنائي وملغوم وقد كشف أنه قد بدأ الكتابة في موقع الأحداث وفي قرية (بيشناشتان) ونجتزئ هذه العتبة (المقدمة) لقيمة الدلالة:

“بدأت بكتابة هذه الرواية في موقع المجزرة وفي قرية (بيشناشتان) الواقعة في السفح العراقي من جبل (قنديل) من يومياتي عن شهادات من عاشوا الحدث، تشكلت الرواية وطبعت في عام 1992، أُغلقت دار النشر في دمشق ورحل صاحبها عن دنيانا”. (الرواية: 5)، فالكاتب ظل مأخوذاً بهذه اليوميات والشهادات التي تملك بعدها الوطني والإنساني والثقافي فكان لابدّ من حتمية العودة والتجسيد مرة أخرى: “ابتعدت مكاناً وزماناً فتغربت الأحداث والشخصيات، لكن الحدث نفسه، ومن فقدت فيه لا يزال يسكن روحي، وكوابيس، اردت ان اراجع الرواية لأعيد طباعتها، لكن كما يحدث دائماً تحوّلت الرواية إلى رواية أخرى بإضافة شخصيّات وأحداث في زمن وعنوان مختلفين”. (الرواية: 5)، وهذا الكشف الذي تضمنّته عتبة (المقدّمة) ينطوي على دلالات سايكولوجية وفكرية تضاف إلى قيمة هذه الرواية التي أبدت وعبرّت عن اشتغال إنساني وتاريخي جمع بين جماليات السرد وجماليات التوثيق، والرصد وتقديم الصورة المثالية للخيار الأخير وإلى المواجهة الحقيقية وذروة الرفض والاحتجاج بدرجة التضحية التامّة من دون استئثار ومن دون أي رغبة أنويّة وذاتية.

كان الجبل رؤية وأرض (البختيار) هي الساحة التي تشهد تفاصيل الأحداث بكلّ أبعادها الإنسانية والسايكولوجية والوجودية، “بعد أيام من الانتظار على حافة الأرض الحرام جاء الرسول ليبلغنا:

- (البختيار) اعطاكم الأمان في أرضه وأمر بالحماية والزاد حتى تستقروا وتدّبروا أموركم..

كنا اول الجماعات التي افلتت من الهزيمة والحصار وتسلّلت عبر الحواجز وحقول الألغام، مع قافلة المهربين حتى وصلت إلى حافة الجبل التي تسيطر عليه قبائل البختيار”. (الرواية: 7).

ومن الظواهر الفنيّة والأسلوبية في البناء الفني نجد السرد الكلّي قد ارتكز على ضمير الراوي (المتكلّم) بضمير الأنا، وقد عبر عن ازدواج الروي أي السارد المتماثل حكائياً (الراوي المشارك) بالحدث والقائم على إيصال المعنى وبطبيعة هذه التقنية السرديّة يقوم السارد بمراقبة ورصد كلّ التفاصيل والأحداث وهو يتموقع في نقطة الرؤية، والمشاركة تتيح له التوثيق والتوصيف والمشاهدة الدقيقة.

وتعكس الرواية في أبعاد دلالاتها وخصائصها خاصيّة العمل (السردي – البيئي) حيث يتوغل الكاتب بوصف بيئة الجبال والوديان والطرق الملتوية والزوايا والصخور الحادّة كمساحة أو فضاء يحتضن الأحداث والوقائع والشخصيّات، والسرد البيئي يتطلّب قدرة على الوصف الدقيق وإمكانية تكشف عن معايشة وارتباط حقيقي بالتفاصيل الفيزيقية وانطولوجيا المكان وتضاريسه وليس مجرّد فرضيّة للحيز الفيزيائي أو استعارة لأرض من اجل تعميق روح الصراع وتقديم ملامح البيئة التي من المؤكد تحمل في دلالتها قيمة العيش والذود والمطاولة والمواجهة فيها، فاختيار البيئة هو دالّة من دوال الخيار الإنساني وإضفاء روح المغامرة على المنطلق الإنساني، ويعتمد الكاتب بناء المتن الحكائي وتراتبيّة الأحداث والصراع الفردي والعقدة المتصاعدة بل اختار الوصف والبنية الأفقية والسرد المفتوح ليقدّم من خلاله الوقائع والأحداث والشخصيّات وهذا الميل يكشف عن دلالة أنّه لم يتحدث أو يتناول عقدة فرديّة وبطولات فرديّة أو شخصية بل يرصد روح المجموعة وتشكّل الفريق أو الخلية الثورية ولم يعمّق المسار الأحادي الشخصاني، أي لم يشخصن العقدة السرديّة بل اتسع اسلوب الكاميرا البانورامية في تقديم اسلوب الومضات التي تلاحق الشخصيّات والأحداث والانعطافات وبعض المشاهد المؤثرّة إنسانياً وعاطفياً وفكرياً، أي أن البنية السردية لم ترتكز على الحكاية الأحادية ونظام (الحدوتة) بل ركّز الكاتب واستعان باسلوب السرد (الومضة) الكاشف بطريقة شاملة وذلك لصعوبة تحويل العمل إلى حكاية مقتضبة والأحداث تعبّر عن تجربة من الصعب اقتصارها والتعبير عنها بموتيفات فردية، ومن استدلالات هذا الاشتغال يلجأ الروائي إلى أسلوب الوصف الجمعي وغالباً ما يتحدّث بضمير (نحن) أو ضمير الجماعة لتكتمل دلالة الروح الجمعيّة وروح الخليّة الكبيرة، والابتعاد عن روح الفردية أو الحكايات الشخصيّة، ويمكن تأمل هذا المقطع السردي: “منذ الأيام الأولى لوصولنا تعوّدنا أن نستيقظ فجر كل يوم، نراقب الطريق الذي جئنا منه بانتظار سحابة غبار تنكشف بعد قليل عن الإدلاّء أنفسهم يقودون قافلة جديدة تضم رفاقاً جدداً، خرجوا توّاً من جولات التعذيب أو هرباً من مطاردات سلطة المدينة.. يصلون مجهدين من مشقّة الطريق وقد تهرّأت أحذيتهم وأدميت أقدامهم وتيبسّت شفاهم”. (الرواية: 12).

وعلى الرغم من قساوة هذه الظروف الصعبة والجبال الشاهقة والألغام والخوف من هجمات السلطة وأجهزتها والمصير المجهول غير أن الحياة لم تخل من مواقف إنسانية ووجدانية وهذا ما عبرّت عنه سميّة التي شعرت بميل إلى أحد الرفاق (بهاء) وكانت تحاوره وتقترب منه: “ما من أحد منا يجرؤ على القول إنها أحبّته بالذات ومع ذلك كان لكل منّا معها بداية حب، فقد كانت حريصة على أن تحاط بحب الآخرين، وتوحي بدون أن تدري لكلّ منا باهتمام خاص، فتطري أقل الخصال والملامح جمالاً، وعندما نطمح أو نتوهّم تبتر مشروع الحب بالمزاح أو بابتسامة تحذير، فقد شفّ الألم جلد روحها، ولذلك تحصّنت بحذر حصيف”. (الرواية: 21)، بهذا الوصف والتحليل السايكولوجي تقدّم الرواية شخصيّة (سميّة) وينطبق هذا النوع من الوصف على جميع الشخصيّات وفق اسلوب الإشارة الكاشفة السريعة، ولعلّ من المشاهد الدالّة ما قامت به الدكتورة (عشتار) وزوجها (مالك) في معالجة من يحتاج إلى علاج وعناية بل إنها أقامت مشفى لهذا الغرض، مما يجعل الرواية تسلط الضوء على مشاهد وسلوكات ومواقف دالّة ووجدانية تعكس روح الجماعة وتعكس طقوس الدفاع عن الذات والفكر، وجمالية الرهان على الرفض وتأسيس منطق التشبّث والبقاء تحت سطوة جميع الظروف الحالكة، “قبل أن ينصب خيمة لهما بدأت الدكتورة عشتار وزوجها الدكتور مالك ببناء مشفى ميداني بردهتين وغرفة للفحص، اختاروا موقعاً خلفيّاً عند سفح (جبل العاشق) قريباً من النهير”. (الرواية: 27)، ولكي تكتمل الرؤية الإنسانية المنفتحة على قيمة هذا الاختيار وتمجيده والرهان على المواجهة نجد لمسة الختام تنبئ عن جوهر وقصديّة الرواية بالمقطع الآتي الذي ينطوي على التفاؤل والتوّهج: “يسمع وشوشة الثلج اصطكاك الحصى، تمس الأقدام ويغالب صرخة تمور في داخله ومن دون أن يرفع وجهه عن الأرض قال بصوت خافت ومسموع:

-لنغنِ!!”.

هذه الكلمة الشفرة لم يطلقها رؤوف فحسب إنها كانت تسكن كلّ الأرواح والأجساد السائرة باتجاه مغامرة الرفض والاحتجاج.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*اصدر الجزائري مؤخراً كتابه المعنون “سيرة الفاسد من الحواسم الى المافيات المسلحة” دار سطور/ بغداد 2023.

************************************************************************************

نصف الحكاية.. إطلاق النار على السلام

ناطق خلوصي*

ــ 1 ــ

فاجأ قرّاء جريدة “حقيقة ما يحدث” أنها نشرت باللون الأحمر والخط العريض،عنوان “إطلاق النار على السلام” لقصة أعلنت بأنها ستنشرها في عدد اليوم التالي وقالت أنها للقاص الكبير “نصير خالص”. ولأن “حقيقة ما يحدث” هي أكبر جريدة في البلد فقد كان ما تنشره موضع اهتمام ونقاش كبيرين وحصد ما تم نشره هذا اليوم بشكل خاص اهتماماً مبالغاً فيه.

 لقد تفاوتت الآراء والمواقف حول ما تم نشره واسم القاص بشكل خاص. فهناك من قال بأن الوسط الأدبي لا يعرف قاصاً كبيراً بهذا الاسم وقال آخر أنه قد يكون كاتباً ناشئاً وقع في شرك ألإدعاء ، وفي رأي آخر أنه قاص كبير حقاً ولكنه تستر وراء اسم مستعار لسبب أو آخر. وهناك من اتهم الجريدة بأنها تحاول بلبلة أفكار الناس في مثل هذه الظروف التي يمر بها البلد. زعم أحد قراء المجلة الرواد بأن عنوان القصة ينطوي على دلالة تنذر بالخطر. إنّ “أطلاق النار على السلام” تنطوي على إيماءة إلى الحرب. فالسلام نقيض الحرب ولا يلتقيان على صعيد واحد ، أثار ما قاله هذا القارىء الرائد كل الكامن في أعماق الناس من ذكريات أهوال الحرب فأهاج المواجع لاسيما أن أسماء الشهداء لا زالت محفورة على جدران قلوب أمهاتهم مثلما هي لا زالت محفورة على جدران بيوتهم. وهتف أحد المارة وقد بللت الدموع عينيه: “الفتنة نائمة. لعن الله من يحاول إيقاظها”.وتساءل أحد الجالسين على تخت في مقهى : “ما الذي يعنيه هذا الرجل بهذا القول ؟” فرد عليه آخر:” المعنى جلي يا رجل.يعني “شدّوا  رؤوسكم يا قرعين”. في تجاوب منقطع النظير أقامت الثكالى والمفجوعات مناحة تجريبية في فضاء المدينة الواسع المفتوح ، استباقاً للأحداث. أما تجار السوق السوداء فقد عقدوا اجتماعاً طارئاً مغلقاً لتدارس ما يمكن أن يحدث من تطورات وخرجوا في اجتماعهم بقرارات ظلت سرية لكنها ليست خافية على العارفين ببواطن الأمور، في حين التزم المسؤولون جانب الصمت في انتظار إطلالة فجر اليوم التالي.

ــ 2 ــ

نامت المدينة على حلم مخيف وكانت الوسادة ترتجف تحت رأسها ، واستيقظت مع إطلالة فجر مسكون بحمى القلق فتراكض الناس، قبل أن يتناولوا إفطارهم ، بحثاً عن جريدة “ حقيقة ما يحدث” لدى باعة الصحف.

 فاجأهم أن الثلث الأول من الجريدة في حالة بياض مثير للاستغراب. وثمة إيضاح من رئيس التحرير يفيد بأن كاتب القصة عمد ،وهو يرتجف ، إلى سحبها والجريدة ماثلة للطبع معللاً ذلك بأن ثمة من أساء فهم القصد من وراء العنوان فأضاف ألف لام التعريف إلى “سلام” مما أثار البلبلة بين الناس. فكل ما في الأمر أن أخاً وأخاه، يحمل أحدهما اسم “سلام” اختلفا حول قطعة أرض عائدة للدولة كان كل منهما يدعي بأنه أولى في الاستحواذ عليها فأطلق مجهول الاسم النار على المدعو سلام.نعم،هذا هو كل ما في الأمر.

(وعد : بلغنا أن الكاتب المخخضرم فلان الفلاني المقبم في مجاهل الجزر المنسية ، أعلن بأنه سيكتب النصف الثاني من هذه الحكاية دون مقابل ،إكراماً لوجه الله تعالى. له ألف شكر. ننتظر إذن )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*احدث كتاب صدر له أخيراً عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق، مجموعة قصص بعنوان “خيط من ضوء”.

*****************************************************************************************

ثلاثة نصوص 

فاروق فياض

حب

متبع خطاه

مستسلم لرواه

احمله كصخرة

ويحملني كريشة

في هواه

له ما شاء مني

ولي ما شاءت يداه

خيبة

الخيبة هزيمة

غير متوقعة

بدون اعداء او معركة

جرح عميق في خاصرة الذاكرة

لا يشفى ولا ينسى

ندم يقاوم

كي لا يصبح لحظة عابرة 

وصف الشامة

الشامة

برق اسود

في سماء من رخام

ليل خفيف على الذكريات

كهديل الحمام

يحذر عاشقا من أن ينام

قبلة تطوف عليها العيون

والشفاه قرابين

ندى بلون الحداد

على الياسمين

********************************************************************************

النبوءة

كاظم حميد الزيدي

كل الليالي غادرت ثكناتها

إلا أنا لا زلت في الثكناتِ

أحصي المواجع كلها في سكتةٍ

وأحاور الأضواء في الطرقات

يصطادني فقر الزمان بمخلبٍ

وتضيع مني دفعةً كلماتي

وحدي سأمضي رافعًا جسد العراقْ

من كل جرحٍ شمسه راياتي

من يا ترى يمشي معي في همةٍ

لنقاتل الأشباح والأزمات

لنفك أسر مواطنٍ من سجنه

أضناه من قد صار عبد اللاتِ

بالنار قد خوف جائعًا كي لا يرى

أمواله في خزنة السادات

تشرين تبكي ابنها إخوانه

حيث الردى أودى بهم وردات

لا شك يوم قادم بنهاره

تلك النبوءة زادها الثورات

تقضي على الفساد ،تهدم دورهم

وتجرهم جثثاً على الطرقات

**********************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في اتحاد الأدباء.. باسم قهار وتجربته في التمثيل والإخراج

بغداد – طه رشيد

ضيّف الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، الفنان باسم قهار، للحديث عن تجربتيه في التمثيل والإخراج.

حضر الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمهور من الفنانين والأدباء والمثقفين. فيما أدارها د. صالح الصحن، وافتتحها متحدثا عن منجز الضيف في المسرح والدراما.

وقال أن قهار كان مجتهدا منذ سنوات دراسته الأكاديمية الاولى في كلية الفنون الجميلة في بغداد، وأنه قدم، قبل أن يغادر العراق، أعمالا مسرحية مرموقة، مشيرا إلى أن الضيف تنقل بين عواصم عربية واجنبية عدة: دمشق وبيروت والقاهرة وسيدني، وعمل في هذه المدن معلما وممثلا ومخرجا في المسرح والدراما التلفزيونية.

وتابع د. الصحن قائلا، أن قهار عاد إلى العراق بعد 2003، وأخرج للتلفزيون العمل الدرامي المعروف “سارة خاتون”. فيما كانت له مساهمات مرموقة في الدراما المصرية كممثل وقف بجدارة إلى جانب كبار الممثلين المصريين. 

بعد ذلك، تحدث قهار عن تجربتيه في التمثيل والإخراج، مبينا أنه ينتمي للاخراج أكثر من التمثيل، ويؤمن بأن التمثيل فكرة، والإخراج تفكير.

ورأى أن “الحياة الجيدة تخلق فنوناً جيدة، والحياة السيئة تخلق فنوناً سيئة”، واصفا الحياة في العراق بأنها “ليست كما نرغب وليست كما يجب أن تكون”.

وتخللت الجلسة مداخلات عن تجربة الضيف، ساهم فيها عدد من الفنانين الحاضرين، بضمنهم مناضل داود وطارق هاشم ود. عقيل مهدي واحمد هاشم وكنعان علي وحسين علي صالح.

وفي الختام، قدم رئيس اتحاد الأدباء الناقد علي الفواز، شهادة تقدير باسم الاتحاد إلى الفنان باسم قهار.

*************************************************************************************************

النجف تستأنف مشروع  الحزام الأخضر

متابعة – طريق الشعب

بعد حصولها على تخصيصاته المالية، استأنفت مديرية زراعة النجف العمل في مشروع الحزام الأخضر المتلكئ منذ عام 2014 جراء الأزمة المالية.

وقال معاون مدير الدائرة ثامر عظيم الكلابي، أن “المديرية غرست ما يقارب 7 آلاف شتلة مختلفة من الأشجار المعمرة”، مبينا في حديث صحفي أن “المشروع انطلق عام 2007 في غرب المحافظة. وهو يوفر مساحات خضراء تمتد على 819 دونما، ما يساهم في تثبيت التربة ومكافحة التصحر وتلطيف الأجواء وتقليل آثار العواصف الترابية”.

واضاف قائلا أن “المشروع شمل 8 مواقع، زرعت بأشجار النخيل والسدر والزيتون والكالبتوس والكاربس والددونيا، لكنه شهد تلكؤا عام 2014 بسبب الأزمة المالية التي قللت من تخصيصاته”.

وتابع الكلابي قوله ان “المشروع كان يعاني ايضا ضعف التجهيز بالطاقة الكهربائية المطلوبة لتشغيل مضخات الري ومنظومات السقي، بسبب التجاوز على مصادر الطاقة، فضلاً عن تجاوز البعض على مساحاته، الا انه حاليا يسير بشكل جيد”.

***********************************************************************************

الشاعرة أروى مصطفى في ضيافة قصر الثقافة البصري 

البصرة - ماجد قاسم

ضيّف قصر الثقافة والفنون في البصرة، أخيرا، الشاعرة المغتربة أروى مصطفى السامرائي، التي تحدثت عن تجربتها الشعرية وقرأت مختارات من قصائدها بحضور جمع من المثقفين والأدباء ومتذوقي الشعر.

الجلسة التي أدارها الشاعر داود الغنام، تحدثت فيها الضيفة عن سيرتها الذاتية، مبينة انها ولدت في البصرة، وبعد أن أصبح عمرها 7 سنوات، انتقلت إلى كندا، وهناك أكملت دراستها في اختصاصات مختلفة، وحصلت على شهادات علمية عدة.

وأشارت إلى انها تعلمت اللغة العربية وقواعدها بشغف. ثم قرأت مختارات من قصائدها التي تمزج فيها بين التفعيلة والنثر.

وتخللت الجلسة مداخلات عن تجربة الضيفة الشعرية، ساهم فيها كل من الناقد خالد خضير وزكي الديراوي ود. سراج محمد وعبد المنعم الديراوي.

وفي الختام، قدمت هدايا للشاعرة أروى مصطفى السامرائي.

*******************************************************************************

بدعم من رئيس الوزراء ناشطون يتكفلون تزويج 60 شابا ميسانيا

متابعة – طريق الشعب

شهدت محافظة ميسان أخيرا، مبادرة لتزويج 60 شابا وشابة من أبناء المحافظة، أطلقتها مجموعة من الناشطين الشباب بدعم من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وقال منظم المبادرة الناشط عباس الطائي، في حديث صحفي، أن “60 شابا وشابة سجلوا عبر رابط أطلقناه عبر صفحات الانترنيت”، مبينا أنه “تم تجهيز الشباب المتزوجين بغرف أخشاب ومستلزمات معيشة، إضافة إلى مبالغ مالية سلمت لهم نقدا خلال حفل الزفاف الجماعي الذي أقمناه لهم على إحدى القاعات وسط مدينة العمارة”.

وتنقل وكالات أنباء عن عدد من المتزوجين المستفيدين من المبادرة، قولهم أن هذه المبادرة ساعدتهم في التخفيف من تكاليف الزواج، ووفرت لهم مستلزمات ضرورية.

************************************************************************************

جمعية التشكيليين في ديالى تفتتح معرضها التاسع

بعقوبة – طريق الشعب

افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين - فرع ديالى، الأسبوع الماضي، معرضها الفني السنوي التاسع، محتفية هذا العام بالفنان الرائد صباح محيي الدين الزهاوي “عاشق الألوان والطبيعة” – حسب ما وصفته في فولدر المعرض.

وقص شريط افتتاح المعرض الذي احتضنته إحدى قاعات “شراع مول” وسط بعقوبة، نقيب صحفيي ديالى ساجد المهداوي برفقة رئيس فرع الجمعية الفنان صالح الكناني، وسط جمهور من الفنانين والمثقفين وطلبة الفنون ومتذوقي الفن التشكيلي، إلى جانب وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى. 

وشارك في المعرض 51 فنانا وفنانة من أعضاء الجمعية، قدموا أعمالا في الرسم والنحت منجزة وفق أساليب ومدارس فنية عدة، كالتعبيرية والانطباعية والواقعية.

هذا ولاقى الوفد الشيوعي الذي زار المعرض، استقبالا ترحيبيا من فنانين عديدين، بضمنهم منعم الحيالي وأسعد العبيدي.

*****************************************************************************************

نحات عراقي يزيّن استراليا بعشرات الأعمال البرونزية 

متابعة – طريق الشعب

حقق النحات العراقي المقيم في استراليا، إياد القره غولي، شهرة في مغتربه، بعد أن أنجز نحو 44 عملا برونزيا، تم نصبها في أماكن عامة عديدة في مختلف أرجاء تلك البلاد، إضافة إلى الصين وكوريا الجنوبية.  

القره غولي الحائز على العديد من الجوائز، يقول في حديث صحفي أن ما يميز أعماله هو تجسيدها شخصيات بأشكال نحيفة، مبينا أن العديد من أعماله يبدو وكأنه يطير، ما يرمز إلى الحرية – حسب رؤيته. 

ويضيف قائلا انه “تم نصب أعمالي في الأماكن العامة، لما تحتويه من جمال غني وقيم إنسانية، خاصة انها ترمز إلى الحرية”، موضحا أنه لغاية الآن لديه 4 منحوتات في العاصمة سيدني، و2 في كانبيرا، وواحدة في ملبورن و37 في بيرث.

الفنان، الذي فاز بجائزة المتعلم المتميز - المتعلم الجديد المهاجر 2007 وجائزة الوجوه الجديدة للفنون الجميلة 2008، لديه أيضًا منحوتات في الصين وكوريا الجنوبية.

وأقيمت غالبية أعمال القره غولي، عمدا على واجهات الشواطئ، نظرا لارتباطه بالمياه. إذ يؤكد أنه “عندما كنت في العراق، عشت بالقرب من دجلة، وكان منزلي على بعد 50 متراً فقط من النهر. وعندما وصلت إلى أستراليا، عشت أيضا بالقرب من المياه”، موضحا أنه هاجر إلى أستراليا عام 2005، بعد أن درس النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد، ثم واصل دراسته في جامعة كيرتن في بيرث للتعرف على تاريخ الفن الأسترالي.

ويلفت الفنان إلى أن مصدر إلهامه الفني الأول، هو خزف قديم عثر عليه في المنطقة السومرية بالقرب من مسقط رأسه في ذي قار، موضحا أنه “عندما كنت في السابعة من عمري، ذهبت إلى مع ابن عمي إلى مدينة لكش القديمة للعب كرة القدم، لكنني أصبحت أكثر اهتماما بالخط والأشكال الموجودة على الألواح والسيراميك”.

ويتابع قوله أنه انبهر بكيفية بقاء القطع الأثرية على قيد الحياة لما يقارب 3 آلاف عام، لذلك عقد العزم على استخدام البرونز في اشتغاله الفني، كون هذه المادة “تستمر إلى الأبد”، منوّها إلى أنه تبنّى فكرة الشكل البشري البسيط كمحور لرسوم الكهوف والمنحوتات العائدة إلى الحضارة السومرية، وان كل أعماله تعبّر عن ثقافته وجذوره العراقية.  

************************************************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • شميران مروكل 200 دولار.
  • جميل راضي حافظ الخدادي 100 يورو.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*************************************************************************************************

تناقصت من 1600 إلى 28 قناطر الموصل التراثية تواجه الاندثار!

متابعة – طريق الشعب

خلال العهد العثماني أنشئ في الموصل أكثر من ألف جسر مقوس، يُطلق عليه محليا “قنطرة”. وكانت كل واحدة من تلك القناطر تحمل اسم إحدى العائلات. فيما كان الغرض من إنشائها هو تسهيل حركة التنقل. لكن هذه الجسور الصغيرة تناقصت أعدادها كثيرا بفعل التقادم والإهمال والإرهاب والحرب، الأمر الذي يهدد باندثارها. إذ لم يبق منها اليوم سوى 28 قنطرة من أصل 1600 – حسب ما يؤكده مهندس موصلي.  

أحمد محمد، وهو مختار لأحد أحياء الموصل، يقول في حديث صحفي ان “القناطر تعتبر جزءاً رئيساً من المنطقة القديمة، وانها تطل على البيوت”، مبينا أنه “تم بناء قسم من القناطر في العهد العثماني، بمواد الجص والحجر والقش والمرمر الموصلي، وبتصميم هندسي رائع”.

أما الناشط في مجال تراث الموصل القديم، ياسر غوياني، فيقول أن “القنطرة من معالم العمارة الموصلية. فتكاد لا تخلو محلة في المدينة من وجود قنطرة او اثنتين او اكثر”، موضحا في حديث صحفي أن “من بين قناطر الموصل الجومرد والقطينين وتوحلة والجامع الكبير والجليلي”.

ويلفت غوياني إلى أن “الحرب على إرهاب داعش ألحقت الكثير من الضرر بقناطر الموصل”.

من جانبه يقول المواطن أبو أحمد، أن “عائلات شهيرة بنت هذه القناطر، فأصبحت ذات دلالات مكانية تنسب الى العائلة او الشخص الذي بناها”، مشددا على “أهمية أن تولي السلطات المعنية اهتمامها بهذه المعالم”.

بعد تحرير الموصل من إرهاب داعش، بدأت منظمات دولية بترميم القناطر التي دمرت. وهي الآن تعمل على قنطرتي “عبيد أغا” و”الحلبي”، البالغ عمرهما نحو 250 سنة.

يقول المهندس مهند سعد، الذي يعمل ضمن مشروع ترميم القناطر، انه “خلال العمل واجهتنا مشكلات وتحديات، وقد تغلبنا عليها”، مضيفاً في حديث صحفي أنه “وصلنا الى 85 في المائة من الإنجاز، وخلال الايام القليلة القادمة سنشهد افتتاح هاتين القنطرتين، لنعمل بعدها على تأهيل بقية القناطر والبالغ عددها نحو 28 قنطرة”.

ويلفت إلى أن “عدد القناطر كان كبيراً جداً بنحو 1600 قنطرة، لكن خلال فترة داعش وما قبلها تعرضت القناطر الى الاهمال”.

 وإلى جانب تسهيل حركة تنقل الأهالي، كانت قناطر الموصل تستخدم كمبيت للعرسان خلال فترة شهر العسل. إذ كانت تبنى غرفة على القنطرة تسمى “النومة”، تعد للعروسين ليقيما فيها فترة. وفي بعض الأحيان يقيم العروسان في تلك الغرف فترة أطول لحين تأمين مسكن لهما.