اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

عند قبر الرفيق المؤسس «فهد».. رائد فهمي: الشيوعيون يواصلون نشاطهم دفاعا عن مصالح وحقوق الشعب وكادحيه

بغداد ـ طريق الشعب

احيا حشد من الشيوعيين بحضور رفيقات ورفاق من قيادة الحزب، الذكرى الخامسة والسبعين ليوم الشهيد الشيوعي عند قبرِ الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف «فهد»، في مقبرة باب المعظم، حيث استعادوا عهود النضال والمآثر التي صنعها بناة الحزب وتضحياتهم التي أسست لقاعدة الصمود المستمرة وصيانة الجوهر الثوري للشيوعيين العراقيين، بعد تسعة عقود من تأسيس حزبهم والفترات القاسية التي عاشوها، دفاعاً عن حقوق الجماهير الكادحة.

التطلع الى حياة كريمة

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، ارتجل كلمة بالمناسبة، عبّر فيها عن فخر الشيوعيين بقادتهم والتضحيات التي بذلوها، وأشار الى أهمية ما رسخوه من علاقات رفاقية تستمر حاضرة إلى اليوم، وتعبّر عن تطلعاتهم الى حياة كريمة للشعب العراقي.

وقال فهمي: «قبل خمسة وسبعين عاما (14 شباط ـ 1949)، اعتلى الرفاق الأماجد الرفيق الخالد فهد ورفيقيه زكي وبسيم وحسين محمد الشبيبي سُلّم المجد والخلود، وهم مرفوعو الرأس. وبجرأة كبيرة واجهوا الطغاة الذين توهموا بأن القضاء على قادة الحزب يعني القضاء على الشيوعية»، مبيناً «أننا نستذكر هذا الحدث الكبير، ونتوقف ونتفحص واقع عملنا الحزبي، وإلى أي مدى نجحنا في صيانة الجوهر الثوري للحزب، والحفاظ عليه وتعزيز وجوده وعلاقته بالجماهير».

تحديات من نوع اخر

وأضاف، انه «منذ ذلك الوقت وحتى الآن، شهد العراق تقلبات كثيرة والحزب أيضًا واجه أوضاعا بالغة الصعوبة هددت وجوده، لكن بفضل التضحية ونكران الذات والبطولات التي راكمتها كواكب من الشيوعيين واحتضان الشعب وكادحيه، استطاع الحزب والشيوعية أن يستمرا. واليوم نواجه تحدياتٍ من نوع آخر، لا تقل خطورة ـ فكريا وسياسيا وتنظيميا ـ أمام واقع شديد التعقيد. وهناك مطامع كثيرة وعداء طبقي داخلي، ومطامع قوى خارجية، وسعي إلى تشظية هذا المجتمع والنيل من وحدته».

وأوضح أن «الحزب اليوم يواجه هذه التحديات وترافقه نجاحات وإخفاقات. هكذا هي الحياة عندما نخوض النضال في أحداث متسارعة ومعقدة، وليس جميع الاجتهادات تصيب»، مردفا أن «هذا لا يمنعنا من الاجتهاد خشية الأخطاء؛ فالواقع يجب مواجهته. وبالمحصلة الأخيرة الضمانة الرئيسية هي التمسك بالقاعدة النظرية والفكرية ومواجهة التحديات والالتزام بالمصالح والحقوق للجماهير الكادحة التي نمثلها ونسعى دومًا للدفاع عنها».

ولفت فهمي في هذه المناسبة، إلى أن «نوري السعيد وهو مشبع بالعداء للشيوعية، كان يقول إننا سنظل نلاحق الشيوعيين ونكافحهم حتى النهاية، وكان يتوقع عندما ينال من نضال الحزب وقادته بشكل خاص أنه سينهي الشيوعية»، مبينا أنه «حتى السفير البريطاني كان يقول إن القضاء على الرفيق فهد وقادة الحزب سيمنع الحزب من العودة إلى النشاط على الأقل لمدة ١٠ سنوات، لكن بعد فترة وجيزة عاد الحزب بنشاط إلى الساحة السياسية».

وهم القضاء على الشيوعية

وتابع أن «هذا التوهّم بأن القضاء على قادة الحزب سينهي الشيوعية، لم يكن محصورًا بالنظام الملكي وحكم نوري السعيد، بل إن نفس الوهم حمله المعادون للشيوعية في الأنظمة اللاحقة، وتوالت الحملات التي كانت تستهدف القضاء على الحزب، لكنه ظل شامخا، ويواجه التحديات، ويتجاوز الحملات والعقبات. بينما ذهب الطغاة إلى مزبلة التاريخ وظل الحزب شامخا».

وأشار فهمي إلى أن «الرفيق فهد عند خروجه إلى ساحة الإعدام توجه إلى رفاقه وقال لهم (صونوا تنظيمكم والحزب). وفي كلام آخر، قال أثناء نقله من سجن الكوت إلى بغداد: (المهم صيانة الجوهر الثوري للشيوعية)». وهذه الوصية هي التي حرص الشيوعيون على الحفاظ عليها والارتقاء إلى مستوى التحديات والتقاليد والمبادئ التي وضعها هؤلاء القادة الأماجد.

واختتم فهمي كلمته بالقول: «نقف اليوم مستذكرين الرفاق فهد وحازم وصارم وهو يوم حزين بفقدان هذه الكوكبة وهم في قمة العطاء. لكن نضالهم أرسى تقاليد وعمّق جذور الحزب في التربة العراقية»، مؤكدا أنه «بالنهاية، نجد أن مَن أرادوا إنهاء الشيوعية عبر القضاء على قادة الحزب، قد وفّروا لنا مناعة أكبر لمواجهة كل أشكال القمع والملاحقة».

هذا وفي أجواء صدحت فيها الأغاني الثورية والوطنية والتي تتغنى بالحزب ومآثر وتضحيات شهداء الحزب جميعا، تم وضع أكاليل من الزهور على قبور الرفاق يوسف سلمان يوسف (فهد) واحمد زكي وفكرت جاويد.

********************************************************************************************

على طريق الشعب.. يوم الشهيد.. تحية وسلام

احتفى الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم ومؤازروهم وكل الوطنيين والديمقراطيين أمس، الرابع عشر من شباط، بيوم الشهيد الشيوعي، الذي اقترن هذا العام، بالذكرى الخامسة والسبعين لإعتلاء قادة حزبنا الأماجد، يوسف سلمان (فهد) وحسين محمد الشبيبي (صارم) وزكي بسيم (حازم)، ارجوحة الأبطال بتحدي وشموخ نادرين، وبيقين لا يلين، من أن الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق، وأن درب الوصول لوطن حرُّ وشعب سعيد، لا بد أن يتعّمد بالتضحيات وتشرق عليه شمس عناد ثوري مضّمخ بالتضحيات.

لقد تواصلت في هذا الوطن المستباح، قوافل الشهداء، مذ بزغت في سمائه فكرة الحرية والعدالة، وسرت كشذى القداح بين فقرائه المستضعفين، ممهدة الأرض للربيع والمطر والروح للفجر القادم، تصارع طواطم العسف والإستغلال والإستبداد والتخلف، وتروي ظمأ المتعبين. قوافل لا تدفن في القبور، بل ترفرف كالغرانيق في الأعالي، واضحة كالحقيقة وعميقة لا تعرف الإنحناء وساطعة بوهج لا يخبو.

ولذا كان بديهياً أن ننحني دوماً، اجلالاً وافتخاراً بهم: سلام عادل وجمال الحيدري والعبلي وأبو العيس وجورج تلو  وحسن عوينة وعبد الرحيم شريف ونافع يونس وعائدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرة ونجية الركابي وابو فرات وسعدون وحيدر القبطان وابو كريم وخضر كاكيل وسعيد متروك وكاظم الجاسم، والالاف من اعضاء وكوادر حزبنا، وان نستلهم من تضحياتهم وعطائهم، دروس الوفاء للراية التي أبقوها خفاقة، وأن نصونها حتى يطلع فجر الخلاص من العبودية والإستغلال وتعاد للبشر آدميتهم المستلبة.

كما كان منعشاً للروح الثورية ولا يزال، استلهام مأثرة فهد ورفاقه، في كل حياتنا ونضالنا، نحن الشيوعيين العراقيين، سواءً في بنائهم لحزب من طراز خاص، يقرن الكفاح الوطني بالنضال الطبقي، ويتصدر حركة الجماهير، والكادحون منهم بشكل خاص، من اجل حقوقهم وحرياتهم، يقودهم ويتعلم منهم ويمتزج بهم ولا يتخلى عنهم. حزب يدافع عن الهوية الوطنية الجامعة، ويكافح ضد التخلف والإستغلال وضد التبعية للإمبريالية وعولمتها المتوحشة، ومن أجل حرية البلاد وسعادة ابنائها، ويتضامن مع كل المضطهدين والمستعبدين في الأرض.  

إن إستلهام تلك الدروس، في ظل المخاطر الجدية التي تهدد إستقلال العراق وسيادته الوطنية وأفاق تطوره وتطبيق الديمقراطية الحقة فيه، ومع قيام منظومة المحاصصة بالهيمنة على الدولة وتشويه مؤسساتها وحماية الفساد والفاسدين، والتماهي مع السلاح المنفلت، وتبني سياسات السوق المفتوحة ونزعة الليبرالية الجديدة، التي اضعفت الإنتاج الوطني وفاقمت التفاوت الاجتماعي وزادت من نسب العراقيين المكتوين بالفقر والبطالة وغياب الخدمات الأساسية، يضاعف الحاجة لتصعيد كفاحنا، نحن الشيوعيين وكافة الديمقراطيين والوطنيين، لإحداث التغيير الشامل. ويديهي أن يكون في مقدمة إشتراطات نجاح هذا الكفاح، تقوية تنظيم الحزب، وتعزيز صفوفه وترقية دوره وتوسيع دائرة صلاته وعلاقاته مع أوسع القطاعات الجماهيرية، وتقوية تحالف قوى التغيير الديمقراطية.

إن تواصل الحركات الاحتجاجية، ورفض اغلبية العراقيين لمنهج الحكم وآليات إدارة الدولة والفساد ونهب وهدر المال العام والمصاعب المعيشية التي يعانون منها والتدخلات الأجنبية الواسعة وتغييب إرادة الشعب وإصرار المتنفذين على التمسك بذات المنهج الفاشل، وعجزهم عن تقديم حلول لما راكمته حكوماتهم من مشاكل وخراب، لا بد وأن يحفّز كل الخيرين على التحرك من أجل أن يحقق الشعب غده الوضاء سلمياً وبأقل التضحيات، عبر نضال متعدد الاشكال وحراك جماهيري منظم، ومن خلال تجميع القوى المدنية والديمقراطية والوطنية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والشخصيات في تكتل وطني واسع، ومن أجل منع أية محاولات لحرف مسار الحراك أو تغييب جوهره الوطني، عبر تأجيج استقطابات طائفية واثنية، أو التهاون في التصدي لأية محاولات للقمع او تكميم الأفواه ومصادرة حق التعبير والتظاهر والاحتجاج المكفول دستورياً أو التهديد بعودة الإستبداد.

لتتضافر كل الجهود من اجل دحر منظومة المحاصصة والفساد وفرض إرادة  الغالبية الساحقة من أبناء الشعب التواقة للتغيير، ولحياة أفضل يستحقونها.  

في يوم الشهيد الشيوعي.. الخلود لشهداء حزبنا والحركة الوطنية.

المجد للحزب في عيده التسعين.

الظفر لعراق حر مزدهر.

والخزي والعار للقتلة والطغاة والمستبدين.

*********************************************************************************************

الصفحة الثانية

الهجرة تجدد التأكيد: مخيمات النزوح تغلق في تموز المقبل

بغداد ـ طريق الشعب

أكدت وزيرة الهجرة والمهجرين، إيفان فائق جابرو، امس الأربعاء، جدية الحكومة بتنفيذ قرار إغلاق مخيمات النزوح في الموعد المحدد، في شهر تموز من العام الجاري.

وقال بيان لوزارة الهجرة، ان جابرو التقت في مبنى الوزارة نائب الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة في العراق منسق الشؤون الإنسانية، غلام محمد إسحق، رفقة رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، لبحث التعاون المشترك في ما يخص أوضاع النازحين والعائدين وسبل دعمهم وتوفير متطلبات العيش الكريم للأسر العائدة.

وأضاف البيان، أن “اللقاء ناقش خطة الوزارة لغلق مخيمات النزوح بشكل كامل في الثلاثين من شهر تموز المقبل، فضلا عن مناقشة توصيات مجلس الوزارة لدعم الاستقرار في مناطق العودة بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة ومنظمات الأمم المتحدة”.

وأكدت جابرو، وفقا للبيان، ان “قرار رئيس مجلس الوزراء ملزم للجميع وسينفذ في الموعد المحدد من دون تأخير، خصوصاً بعد الاستقرار المتحقق في مناطق العودة والأوضاع الصعبة التي تعيشها الأسر في مخيمات النزوح”.

******************************************************************************************

احتجاجات تطالب بفرص العمل وبصرف رواتب موظفي الإقليم.. أهالي ديالى ساخطون على تزايد الإصابات بالسرطان

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد وعدد من المحافظات من بينها مدن الإقليم، تظاهرات احتجاجية طالبت بتوزيع قطع الأراضي وتوفير فرص العمل وصرف رواتب موظفي الإقليم المتأخرة، فيما تظاهر العشرات من المواطنين في ناحية السلام بمحافظة ديالى، احتجاجا على تزايد أعداد الاصابة بمرض السرطان.

ارتفاع الإصابات بالسرطان

وقال حسن العنبكي وهو أحد المتظاهرين إن “عدداً من أهالي ناحية السلام خرجوا بتظاهرة سلمية في مركز الناحية، احتجاجا على تزايد الإصابات بمرض السرطان في المناطق السكنية المحيطة بأبراج الاتصالات”.

وأضاف العنبكي أن “الاصابات بالسرطان تزايدت بشكل كبير حتى وصلت في المنازل المحيطة بأحد الأبراج الرئيسية إلى أكثر من 20 اصابة، وحول البرج الآخر 17 اصابة”، مؤكداً أن “الأهالي يرون أن أسباب الإصابات في هذه المناطق من دون غيرها مرتبطة بأبراج الاتصالات”.

وأشار الى أن “المتظاهرين يطالبون بتدخل حكومي للتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الحد من تزايد الإصابات”.

قطع الأرض وفرص العمل

الى ذلك، تظاهر المئات من شرائح نقابة العمل والكهرباء والسكك في محافظة ذي قار أمام دائرة بلدية الناصرية مطالبين بتخصيص مقاطعة سكنية لهم والإسراع بتوزيع قطع الأرض عليهم.

وقال أحد المتظاهرين إن معاملاتهم مكتملة منذ فترة طويلة إلا أن الدائرة لم تخصص لهم المقاطعة الكافية وشمولهم بوجبات التوزيع أسوة بالشرائح الأخرى.

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من الفاحصين للتعيين بصفة موظف مدني في وزارة الدفاع، مطالبين بالموافقة على مباشرتهم.

ودعا المتظاهرون الحكومة الى اصدار أوامر مباشرتهم بعد اتمامهم جميع الإجراءات الإدارية الخاصة بتعيينهم.

رواتب موظفي الاقليم

من جانبه، كشف مجلس المعلمين المعترضين في السليمانية، عن خططه المقبلة في التظاهرات للمطالبة بالحقوق بعد أكثر من 80 تظاهرة، مؤكداً أن خطوة التصعيد ستتمثل بالتظاهر في أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وقال عضو مجلس دلشاد ميراني، إن “الخطط الموضوعة للمطالبة بالحقوق تسير باتجاه الأهداف المحددة في التظاهرات والضغط المدني والمقاطعة لقاعات الدراسة”، مؤكدا انها ستستمر لحين الاستجابة للمطالب.

وعن خططهم المستقبلية أكد دلشاد، أن “تظاهرات الاسبوع المقبل ستكون في العاصمة اربيل، وتحديدا أمام مبنى مجلس وزراء حكومة الإقليم، بهدف المطالبة بنقل قوائم الموظفين للحكومة الاتحادية، لغرض صرف مرتبات الموظفين من قبل الحكومة الاتحادية”.

ولفت عضو المجلس الى ان “المعلمين والمحاضرين بدأوا المطالبة بحقوقهم منذ عام 2014 وحتى الان، من خلال 83 مظاهرة طالبوا باستحقاقاتهم الشرعية إلا أن الحكومة لم تكن لها اذان صاغية”.

وشهدت السليمانية ومدن أخرى تظاهرات احتجاجية تطالب بمعالجة مشكلة تأخر صرف رواتب موظفي الإقليم.

قطع الارض مجددا

وتظاهر العشرات من المواطنين في السليمانية، أمام رئاسة بلديات المحافظة مطالبين بحسم مصير قطع الأراضي السكنية التي منحتها لهم وزارة البيشمركة قبل سنوات عدة.

وقال أنور سلام، أحد المتظاهرين، إنه “قبل سنين قامت وزارة البيشمركة بتوزيع نحو 35 ألف قطعة أرض لمنتسبيها ولقوات مكافحة الإرهاب، وفي حينها قام البعض ببيع تلك الأراضي لمواطنين آخرين، لكن حتى الآن لم يتم تمليك هذه الأراضي لأصحابها، ورغم العديد من التظاهرات إلا أن بلدية السليمانية لم تتخذ أي إجراء بهذا الصدد”.

وأضاف أن “بلدية السليمانية تريد الآن تمليك الأراضي بأسماء منتسبي البيشمركة الذين منحتهم الوزارة هذه الأراضي على الرغم من أنها أصبحت الآن ملكاً لأشخاص آخرين بعضهم على قيد الحياة، وهناك من توفي منهم، لكن البلدية تصرّ على تسجيلها باسم من مُنحت لهم من وزارة البيشمركة”.

وأكد سلام “قمنا بزيارة مكتب نائب رئيس حكومة إقليم كردستان ومكتب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني ومركز تنظيمات السليمانية وبلدية السليمانية لمرات عديدة وطرح مشكلتنا، لكن دون جدوى”.

وطالب سلام بلدية السليمانية بالبت بمصير هذه الأراضي التي تحول بعضها لمشاريع تجارية ومنازل سكنية وبعضها متروكة حتى الآن بانتظار قرار الحكومة.

******************************************************************************************

متحدث الداخلية يحدد جملة عوامل لانتشارها.. آفة المخدرات تفتك بالشباب.. وناشطون يرهنون مكافحتها بضبط الحدود

بغداد – طريق الشعب

في ظلَّ غياب الخطط الاستراتيجية التي توفر فرص عمل مستدامة، يجد الشباب أنفسَهم عرضةً للانجذاب نحو تعاطي المخدرات، كسبيل للهروب من البطالة والفراغ.

ويشبر مراقبون إلى أنّ الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة تتأثر سلباً بغياب البيانات الدقيقة.

غياب الأرقام

يقول المتحدث باسم وزارة الداخلية مقداد الموسوي: إن الفئات الأكثر تعاطياً للمخدرات هم الشباب ممن بلغوا سن الثامن عشر والى من هم في عقدهم الثلاث، معللا أسباب لجوء الشباب الى تعاطي المخدرات بـ”انتشار البطالة وضياع الشباب في فراغ مطلق، وسوء التصرف في عمر المراهقة، بالإضافة الى أصدقاء السوء”.

ويشير في حديث خصّ به “طريق الشعب”، إلى أن الوزارة “استهدفت” تجار المخدرات والموردين والناقلين للمخدرات، عن طريق ورود معلومات من مصادر خاصة، مؤكدا عدم وجود “إحصائية رسمية لنسبة المتعاطين في البلد”.

غياب الخطط الداعمة للشباب

يقول الصحفي علي الحبيب، إن “المخدرات آفة خطرة، لا تختلف عن حرب تنظيم داعش، وقد ساهمت بشكل كبير في زيادة المشاكل الاجتماعية، كالعنف والتفكك الاسري وارتفاع نسب الجريمة والتحرش”.

ويضيف الحبيب، أن جزءا كبيرا من المشكلة مرتبط بغياب الخطط الاستراتيجية الداعمة للشباب، اذ اغلبهم يعانوا من البطالة والفقر.

ويشير الحبيب في حديث مع “طريق الشعب”، الى أن “العديد من الجهات السياسية والشخصيات في المؤسسات الأمنية متورطة في تجارة وتعاطي المخدرات، ما يتطلب جهوداً فاعلة لمواجهة هذا الملف”، مبينا أن “العقوبة التي نص عليها القانون العراقي، هي الحكم بالإعدام أو السجن المؤبد او دفع غرامة مالية”.

ويؤكد، أن “القوات الأمنية تفتقر للعديد من العوامل كضعف الإيرادات المالية، ووجود تشتت كبير يلاحظ في عملها. كما أن العمل الحكومي يفتقر للإحصاءات والبيانات الدقيقة”.

وطالب الحبيب بوضع “خطط استراتيجية داعمة للشباب من ناحية توفير فرص العمل والاهتمام بالقطاع الخاص، بالإضافة الى الاهتمام بالمرافق العامة التي يزورها الشباب باستمرار، بخاصة الأماكن الرياضية”.

وطبقا للعقيد بلال صبحي مدير العلاقات والإعلام في المديرية العامة لمكافحة المخدرات خلال العام الماضب، فان الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي، شهدت ضبط 11 ألف متهم بالتجارة والترويج والتعاطي، وما يقارب 300 كيلوغرام من المواد المخدرة، وأكثر من 14 مليون حبة من حبوب الكبتاغون والمؤثرات العقلية.

إجراءات “ضعيفة”

تقول إيناس كريم (مؤسس منظمة عراق خال من المخدرات)، إن “العراق سابقاً كان يفرض عقوبة الإعدام على متعاطي المخدرات وتجارها، لكن في العام 2017 سن قانون ينص على معالجة المتعاطين في مراكز تأهيل، او الحكم بالسجن 3 سنوات”.

وتضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “أغلب التجار يروجون بضاعتهم في المناطق الفقيرة”، مؤشرة ان هناك غيابا للإحصائيات الرسمية والدقيقة للمتعاطين في البلاد، لكن بحسب التوقعات فإنها تنتشر بين فئة الشباب، ومن كلا الجنسين.

وعن رأيها بالإجراءات الحكومية المتخذة، توضح أن “طرق المتاجرة والاحتيال تتطور يوما بعد اخر، حتى وصلت الى تصدريها عن طريق حلويات الأطفال. فيما تضعف الإجراءات الحكومية إزاءها”.

وتشير الى أن “الامن الوطني رصد العديد من صفحات التواصل الاجتماعي التي تروج مادة الحشيش على انها مادة غير خطرة من خلال بيعها في علب السكائر الالكترونية، التي يتعاطاها الشباب”، محذرة من خطورة تلك المادة على المدى البعيد.

وطالبت كريم بعدم “التهاون مع ملف المخدرات”، مشددة على ضرورة “السيطرة على الحلقة الأهم المتمثلة بضبط الحدود وتجفيف منابع المخدرات، فضلا عن تنظيم حملات توعوية كبيرة”.

******************************************************************************

كل خميس.. لا تتركوا غزة وحيدةً

جاسم الحلفي

في ظل صمت الأنظمة العربية تستكمل إسرائيل تحضيراتها النهائية لاقتراف جريمة كبرى، تضاف الى جرائمها الشنيعة بحق مواطني قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة البشعة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني. والأنظمة العربية هنا تكاد تفعل ما يفعله اغلب الدول الغربية، التي تتفوق عليها طبعا في الانحياز الصارخ الى الدولة الصهيونية والدعم المباشر لعدوانها الاجرامي على غزة.

تستعد إسرائيل للقيام خلال الأيام القريبة القادمة بتنفيذ جريمة اجتياح مدينة رفح، الواقعة في أقصى جنوب القطاع، والتي طالما أُعلن انها “الأكثر أمانًا” فيه، وحيث يتكدس الآن أكثر من مليون وربع المليون مواطن فلسطيني، لاذوا بها اتقاءً للعدوان الإسرائيلي الفاشي الذي يشنه نظام الاستيطان العنصري منذ اكثر من أربعة اشهر، بأساليب فاقت بقذارتها كل الحروب العدوانية، بل وتجاوزت همجية داعش. فالتطرف الديني الذي تعتمده حكومة اليمين المتطرف الصهيوني، هو المنهج ذاته الذي قامت عليه داعش، وهو مثيله في الشكل والجوهر.

ولا يقف الاستهتار الإسرائيلي عند حد عنجهية عنصرية طائشة، لا يردعها رأي عام شعبي عالمي يرفض حربها العدوانية، ولا تكترث للقرارات الدولية. فكلما امعنت في القتل ازدادت شراهتها لدماء الفلسطينيين.

الأدلة التي تجمعها منظمة العفو الدولية بخصوص الهجمات الفتاكة غير المشروعة في قطاع غزة المحتل، توثق استمرار استهتار القوات الإسرائيلية بالقانون الدولي الإنساني، حيث أبيدت عائلات بأكملها مع الإفلات التام من العقاب.

والمقلق أيضا هو حجم الخسائر البشرية بين المدنيين اذا شنت قوات الاحتلال هجماتها الوحشية على رفح، حيث يرجح “أن تكون لمثل هذه العملية عواقب وخيمة على أكثر من مليون شخص محصورين في مساحة 63 كيلومترًا مربعًا عقب موجات متتالية من التهجير الجماعي” حسب منظمة العفو الدولية.

واضح ان هدف إسرائيل من الهجوم على رفح، بالاعداد الهائلة من النازحين الذين يعيشون فيها اوضاعا مأساوية، هو دفعهم الى الهجرة الى خارج قطاع غزة، وهو ما اكدته وزارة الخارجية الفلسطينية في احد بياناتها الأخيرة، الذي جاء فيه أيضا ان “الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة والتي كانت آخرها في رفح، هي إمعان إسرائيلي رسمي باستهداف المدنيين ونقل الحرب إلى منطقة رفح المكتظة بالسكان لدفعهم إلى الهجرة ودوامة النزوح تحت القصف”.

ان حرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل هي امتداد لتاريخ جرائمها الطويل ضد الشعب الفلسطيني، والانتهاكات الشنيعة التي ظل يتعرض لها منذ إقامة دولة الاحتلال الاستيطاني. هذه الدولة  البارعة في طمس الأدلة ومنع توثيق جرائمها، في مقابل صمت الأنظمة العربية وانحياز أمريكا وعموم أنظمة اليمين في الغرب ودعمها اللامحدود للعدوان الغاشم.

********************************************************************************************

الصفحة الثالثة

 

الحكومة تصدر بيانا حول العقدين الاستشاريين الخاصين بهما.. متخصصون: تنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار كربلاء ـ النجف سيغير خارطة النقل في العراق

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

قبل أيام، نظمت الحكومة حفلا لتوقيع عقدين استشاريين خاصين بمشروعي مترو بغداد وقطار كربلاء ـ نجف المعلقين، بعد سنوات من التلكؤات والشبهات التي طالت المترو المنتظر.

لا مجال للعرقلة!

المتحدث باسم وزارة النقل، ميثم الصافي كشف لـ»طريق الشعب»، عن تفاصيل مشروع القطار السريع الذي يربط بين محافظتي كربلاء والنجف، موضحا أن المشروع يتضمن قطاراً معلقاً بسرعة تصل إلى ٢٤٠ كم، و٢٥ الف مسافر في الساعة الواحدة، بتقنية تكنولوجية متطورة.

وأكد الصافي في حديث خصّ به «طريق الشعب»، أنّ «المشروع يعتبر واحداً من المشاريع الاستراتيجية لوزارة النقل، ومدة الانجاز المتوقعة تصل إلى 3 سنوات»، مؤكدا ان الوزارة ستشرع قريبا لمرحلة التصاميم الاولية الخاصة بالمشروع.

ونبه الصافي الى أن المشروع لا يشهد أية تعارضات، كونه سيشيد على الأجراء المحرّمة للطرق التابعة لوزارة الاعمار والإسكان، كما انه سيضم اربع محطات رئيسية، وتدرس الوزارة ربط محطة كربلاء ببغداد وسامراء، لاستيعاب زخم الزائرين في الزيارات الدينية.

ويضم القطار مقصورات خاصة للنساء والأطفال، ومقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، فضلا عن اشتمال المحطات على محال تجارية ومقاه ومرافق خدمية متنوعة.

حاجة ملحة

من جانبه، يقول مدير الإعلام والاتصال الحكومي في محافظة كربلاء، توفيق الحبالي: أن « القطار السريع هو احد المشاريع الاستثمارية، التي كان من المفترض إنجازها منذ سنوات».

ووفقا للحبالي، فان أكثر من ٦٠ مليون زائر يدخل المحافظة سنويا.

ويضيف لمراسل «طريق السعب»، أن المحافظة «أكملت بالتنسيق مع الدوائر المختصة المسارات الاولية الخاصة بالمشروع وكافة الجوانب مهيأة لانطلاق العمل به»، موضحا ان المشروع يبدأ من مطار النجف الاشرف مروراً بمطار كربلاء وصولا الى إلى مركز المدينة.

ويبين انه «تم توقيع عقد بين وزارة النقل وتحالف شركتي CHSS و HSS، وهما شركتان لبنانية وماليزية ستقدمان خدماتهما الاستشارية للمشروع».

تحسين «جودة الحياة»

الاستشاري المتخصص بالتنمية والاستثمار، عامر الجواهري، تحدث لـ»طريق الشعب»، عن أهمية مشاريع القطار السريع ومترو بغداد في تحسين نظام النقل وتخفيف الضغط على الطرق والازدحام المروري في المدن.

ويقول الجواهري، إن هذه المشاريع ستوفر وسائل نقل عامة فعّالة وموثوقة للمواطنين، ما سيقلل من اعتمادهم على السيارات الشخصية وسيارات الأجرة، وبالتالي تسهم في تقليل الزخم المروري.

ويوضح الجواهري، أن تنفيذ هذه المشاريع سيكون لها تأثير إيجابي كبير على البيئة والاقتصاد، حيث ستؤدي إلى تقليل انبعاثات الغازات الضارة واستهلاك الوقود، وبالتالي تحسين جودة الهواء.

بالإضافة إلى ذلك، يرى الجواهري أن هذه المشاريع ستقلل من الوقت الضائع في الانتظار في زحمة المرور، مما يزيد من إنتاجية الأفراد، ويسهم في تحسين جودة الحياة.

ويشدّد الجواهري على «أهمية تشكيل هيئة تنفيذية مختصة بتنفيذ هذه المشاريع، تتمتع بالكفاءة والصلاحيات اللازمة لمتابعة التنفيذ بشكل فعّال ومواجهة أية صعوبات قد تحدث»، مضيفا أنّ وجود الإرادة والدعم السياسي والمالي اللازمين لتنفيذ هذه المشاريع تعد عوامل أساسية لضمان نجاحِها وفاعليتها في تحسين نظام النقل.

بيان حكومي: معلومات مغلوطة

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان توضيحي، إنّه بعد الإعلان عن مشروعي (مترو بغداد، قطار نجف – كربلاء السريع)، جرى تداول بعض المعلومات المغلوطة وغير الدقيقة عبر عدد من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

واوضح بيان الحكومة، إن «الاستشاري المعتمد للمشروع هو تحالف مكوّن من الشركة الماليزية (HSS)، وشريكها الإقليمي المعتمد لتنفيذ مشاريعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (CHSS)، وهذا التحالف يمتلك خبرة عالمية تمتد لعقود في مجال أنظمة القطارات والبنى التحتية المشغّلة لها، وجرى اختياره بعد الاطلاع على جملة من الأعمال المماثلة والتجارب الناجحة السابقة».

وقال البيان، انه «في إطار مساعي الحكومة لاختيار أفضل الطرق في تنفيذ البرامج الحيوية، تم تشكيل فريق حكومي مختص، من جميع الجهات المعنية (وزارة التخطيط، وزارة النقل، أمانة بغداد، مستشارين متخصصين في شؤون النقل)، وبعد دراسة مستفيضة، تم تغيير (الموديل الاقتصادي) من التنفيذ من خلال الموازنة الحكومية إلى التنفيذ بطريقة الاستثمار من قبل الشركات العالمية، ما يضمن تنفيذ المشروعين بطريقة لا تثقل كاهل الموازنة الحكومية، وتختلف عمّا كان مطروحاً في السنوات الماضية (تنفيذ حكومي)».

واضاف البيان: أن الحكومة مضت بالتعاقد مع التحالف الاستشاري العالمي، بمبلغ أقل من الذي تم اعتماده في قرار مجلس الوزراء المرقم (23753)، المبني على وفق الموديل الاقتصادي السابق (تنفيذ حكومي)، وقد اقتصر العقد مع التحالف الاستشاري على القيام بأعمال (التدقيق والإشراف) لصالح الحكومة، وهذا سيساهم في تقليص التكلفة، والحصول على أفضل المواصفات لهذا المشروع الحيوي والكبير، موضحا انه «بعد مفاوضات فنية وقانونية محترفة، تم الاتفاق على أن تكون قيمة العقد الاستشاري بنسبة لا تتجاوز ( (%‎0.6فقط من القيمة الكلية للمشروع (أقل من الحد الأعلى المنصوص عليه في تعليمات تنفيذ العقود الحكومية والبالغ (0,8%)، ونؤكد أيضاً أن مبلغ العقد الاستشاري سيتحمله مستثمر المشروع مستقبلاً (وليس الحكومة)».

*******************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

حول الانسحاب الأمريكي من العراق

لصحيفة الواشنطن بوست، كتب كريم فهيم ومصطفى سليم وميسي ريان وأبيجيل هوسلوهدر، مقالاً حول علاقات بغداد بواشنطن في ظل تصاعد الهجمات والهجمات المضادة بين القوات الامريكية وفصائل عراقية مسلحة، أشاروا فيه إلى أن تلك الضربات أثارت غضب البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للعراق والذي يعتقد بأنه قد سدد ضربات رادعة لخصومه مؤخراً.

مأزق وغضب

غير أن حكومة بغداد رأت بأن تلك الضربات قد وضعتها في مأزق وإنها تشكل تهديدًا للاستقرار الهش وازدراءً متعمدًا لواقع معقد، وهو ما دفع متحدثا باسمها إلى انتقاد الهجمات لأنها عرضت السلم الأهلي للخطر وإنتهكت السيادة وتجاهلت حياة المواطنين. وذكر المقال بان هناك في البلاد من يرى بأن واشنطن تريد إضعاف الفصائل المسلحة، التي لعبت دوراً مهماً في هزيمة داعش الإرهابي، ويمارس ضغطاً على الحكومة لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، فيما تريد إدارة بايدن الحفاظ على الشراكة الأمنية مع بغداد واحتواء تداعيات الحرب في غزة عليها.

ونقل المقال عن مستشار لرئيس الحكومة للشؤون الخارجية، انتقاده لواشنطن التي تلوم إيران، ولكنها تنفذ هجماتها في العراق، معتبراً دفع بلاده إلى حافة الهاوية سياسة خاطئة، لأنها شريك استراتيجي لأمريكا وليست عدواً لها، على حد تعبير المستشار.

تقديرات مشكوك في صحتها

وأعرب كاتبو المقال عن اعتقادهم بوجود سبب آخر للخلاف الأمريكي العراقي، ففيما تعتبر واشنطن الفصائل المسلحة التي تواجهها حليفة لإيران، تعتبرها الحكومة العراقية جزءًا من قواتها المسلحة الرسمية. كما يعتقد بعض قيادييها، ومنهم قاسم مصلح في منطقة القائم، بأن هناك معلومات غير دقيقة من وكالة المخابرات المركزية تدفع البنتاجون للهجوم على قوات لم تهجم على القوات الامريكية كما هو الحال مع فصيله المسلح.

السيناتور كريس ميرفي بدا مختلفاً مع ذلك، حين اتهم حكومة بغداد بالرياء، لأنها تستخدم عمداً الفصائل المسلحة ضد قوات الولايات المتحدة سراً، وتنكر ذلك في العلن. ولكن محللين ومسؤولين عراقيين يعتقدون بأن فرصة الحكومة في التحكم بالإمر تبدو ضئيلة، نظرا لموقفها الضعيف وحاجتها للتركيز على توفير الاستقرار والتنمية الاقتصادية.

وإختتمت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أنه، ورغم عدم تحديد إدارة بايدن لماهية النتائج التي تود رؤيتها من محادثات الإنسحاب من العراق، فإن من المرجح أن تضغط واشنطن من أجل استمرار الوجود العسكري بشكل ما، أو أن لا تبدو وكأنها تنسحب في لحظة ضعف.

علاقة ملتبسة

وحول نفس الموضوع نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز مقالاً للكاتب آبي سيويل، ذكر فيه بأن الضربة الأمريكية الأخيرة التي راح ضحيتها قائد من قادة الفصائل العراقية المسلحة، التي تعتبرها بغداد جزءا من قوات الأمن الرسمية، قد وضع الحكومة العراقية في موقف صعب، لاسيما وهي تريد تحقيق التوازن بين علاقاتها مع الولايات المتحدة ومع الجماعات المسلحة ولا تريد صراعاً مباشراً مع القوات الأمريكية.

ولهذا فقد أدانت بغداد الهجمات على القوات الأمريكية في ذات الوقت الذي أدانت فيه الضربات الأمريكية على قوات من الحشد الشعبي، خاصة وأنها تعتبر هذه القوات ذراعاً لها يساهم في حماية الدولة، من أي إرباك داخلي أو خارجي.

واشار المقال إلى أن كلا الطرفين لا يريد في الواقع مواجهة شاملة، أو حربا مباشرة، ولهذا فمن المرجح أن تستمر الولايات المتحدة والعراق في العمل نحو خروج قوات التحالف والتحرك نحو إقامة علاقات ثنائية بين البلدين، فيما ستواصل الفصائل المسلحة ضغطها من أجل وضع جدول زمني سريع للإنهاء التدريجي لوجود التحالف، مع إدراك الجميع بأن الولايات المتحدة لن تغادر ومسدس مصوب إلى رأسها، بل عبر التفاوض.

***************************************************************************************

عين على الأحداث

عطشنا والجيران!

تتصاعد في محافظة واسط، ولاسيما من فلاحي المقاطعات الزراعية القريبة من الحدود الشرقية، صرخات الإستغاثة من جفاف مدمر لمنتوجاتهم، لاسيما محصول القمح لهذا الشتاء، بعد إكمال إيران لمشروع (الإيمان) الذي يضم 40 سداً، يتم عبرها حجز 10.2 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، ويمنعها من الجريان إلى الأراضي العراقية. هذا وفيما انقطع وصول المياه إلى هور الشويچة المجاور لمدينة الكوت تماماً في هذا الموسم، يطالب الناس الحكومة الإسراع بإنقاذ المزارع ومفاتحة الإيرانيين والضغط القانوني عليهم لاحترام حقوقنا في الأنهر المشتركة، لاسيما وان محافظة واسط هي من سلال الأمن الغذائي للبلاد.

تخـطيط

 

كشفت وسائل الإعلام عن فضيحة فساد تتعلق بمشروع لوضع تصاميم البنى التحتية في قضاء القرنة بقيمة 42 مليار دينار، حيث اعتمد وضع التصاميم على صور جوية غير ملائمة للواقع. هذا وفيما شخصت لجنة النزاهة البرلمانية، شبهات فساد في مشروعي «توسعة شارع أبي الخصيب» و»شارع الحوطة» ايضاً، قدّر تقرير ديوان الرقابة المالية عام 2022 نسبة الهدر في المال العام في هذه المشاريع بتريليون و400 مليون دينار، الأمر الذي يؤكد على أن إيقاف العمل أو سحب المشاريع من العديد من الشركات العاملة في البلاد، مرتبط برفع المتنفذين الغطاء عنها وافتضاح وحل الفساد الذي تتخبط فيه.

غفلة أم ماذا؟

قررت محكمة تحكيم مصرية تغريم شركة الخطوط الجوية العراقية ووزارة النقل، مبلغ 927 مليون دولار كتعويض لشركة خدمات طيران مصرية باسم «هورس»، بعد أن أغفل الجانب العراقي الالتزام بعقد موقع معها قيمته 97 مليون دولار فقط. هذا وفيما شكك عضو في لجنة الاتصالات النيابية بالأمر، حيث الشركة والمحكمة ومحامي المدعى عليه من بلد واحد، كشف عن عزم الحكومة على تسديد مبلغ التعويض من خلال النفط الخام، دون وجود أية شفافية في تفاصيل القضية وأبعادها ومحاسبة المسؤولين عنها، سواء كانوا شركاء في الاحتيال أم مغفلون، مما يؤكد ثانية مخاطر تبوء الفاشلين للمناصب العامة.

شلون الصحة؟

كشفت وسائل الإعلام عن ارتفاع مريع في تكاليف الرعاية الصحية في البلاد ارتباطاً بتذبذب سعر صرف العملة الوطنية، حيث بلغت أجرة المبيت في المستشفيات الخاصة 200-300 دولار وكلفة المراجعة بين 100-200 دولار، إضافة إلى تضاعف أسعار العديد من الأدوية والخدمات الطبية الأخرى. هذا ورغم وفرة الواردات، لم تخصص الحكومة أكثر من نصف الحد الأدنى من المخصصات المطلوبة لتحقيق رعاية صحية مناسبة في ميزانيتها الثلاثية، فيما يتواجد مركز صحي واحد لكل 14300 مواطن وطبيب لكل 1100 مواطن وممرض لكل 500 مريض و1.2 سرير لكل ألف مواطن، وهي أرقام أقل بكثير من المعدلات العالمية.

التعليم.. عين الحسود!

صنفت وثيقة البنك الدولي المعنونة (تقرير المناخ والتنمية) نظام التعليم في العراق على أنه أضعف الأنظمة في المنطقة، وأن أطفاله لن يصلوا إلا إلى 40 بالمائة من إمكاناتهم، بحيث لم تعد البلاد متقدمة من ناحية النظام التعليمي إلا على اليمن ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية. هذا وفيما يؤكد المراقبون على أن مخاطر هذه الكارثة على مستقبل التنمية في البلاد ستظهر في السنوات القادمة، يشيرون إلى أن من أهم اسبابها ضعف إعداد الكادر التعليمي والخلل في توزيعه وبإستثمار طاقاته وتخلف المناهج والتقنيات عن ما بلغه العالم المتقدم، والنقص فيها وتأخر توفيرها إضافة إلى سوء الإدارة وتفشي الفساد.

*************************************************************************************************

الصفحة الرابعة

بعضها تحوّل مأوى لعائلات فقيرة!.. المباني التراثية تواصل الصمود رغم الإهمال الحكومي  والهوية البغدادية تتلاشى

بغداد – طريق الشعب

تحاول المباني القديمة في العاصمة بغداد، والتي تعود للعهدين العباسي والعثماني، الصمودَ بوجه الإهمال الحكومي. فبالرغم من القيام بأعمال ترميم متواضعة في بعض هذه الآثار بمبادرات أهلية أو حكومية، إلا أن الكثير من تلك المباني تنتظر عمليات ترميم أكثر شمولا وجدية.

ونتيجة للإهمال، تتعرص عشرات المباني التاريخية في كلّ من مناطق علاوي، وحيفا، والبتاوين، والشواكة، والعيواضية، والكاظمية، وشارع الرشيد، لاحتمالات الهدم. في حين تحوّل عدد منها إلى مأوى للعائلات الفقيرة.

الهوية البغدادية تختفي

يقول الأكاديمي المعماري الدكتور بلال سمير: إن «خصوصية بغداد وطابعها المميز تعرضا للانتهاك بسبب الحروب والصراعات والاحتلالات؛ حيث بدأت عماراتها تتلون بانطباعات العهد العثماني، وبعد ذلك فرض عليها الإنكليز نمطًا جديدا من العمارة، كانوا يرونه مناسبا لبغداد. وبرغم ذلك نفتخر بالعمارة البغدادية التقليدية التي بقيت جزءًا من تراثنا».

ويضيف سمير لـ «طريق الشعب»، قائلاً: «شهدنا تغيرات عمرانية تعكس الوضع الاقتصادي الراهن. كما أن المجتمع بدأ يتأثر بسلطة وسائل التواصل الاجتماعي وظاهرة العولمة، ما جعلنا نشهد مشاريع استثمارية مبالغ بها، وبعيدة عن الطراز البغدادي التراثي».

ويشير الى أن «البيت البغدادي الذي يتميز بالفناء الوسطي، بدأ يتلاشى».

ويكرر قوله إن «الهوية المعمارية البغدادية بدأت تختفي»، مردفا أن مصطلح الهوية «يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته وعلاقته مع الجماعة. وإنها مجمل الصفات التي تميز فردا عن الآخرين». ويحث سمير على ضرورة «البحث عن نقاط القوة وعن الخبرة والسعي لخلق مبان تلائم متطلبات المجتمع المعاصر، على ان يكون لها ارتباط بالماضي».

تداعيات الفاعل السياسي

ليث علي (اختصاص هندسة معمار)، يقول إن «الفاعل السياسي له انعكاس كبير على البنية العمرانية. إن العمارة الراهنة تعكس الوضع السياسي في البلاد تماما»، منبها الى الى ان «الكثير من المبادرات في القطاع العمراني ببغداد يعد تدميرا للهوية البغدادية وليس انتشالا لها، حيث يتم تنفيذها عشوائيًا بواسطة غير المتخصصين وبمواد ذات جودة رديئة».

ويؤكد علي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أهمية وجود كفاءات متخصصة في مجالات متعددة اثناء القيام بأعمال التأهيل والترميم للبيوت البغدادية وبقية المواقع التراثية، مثل المعماري المدني، والمؤرخ، وعالم الاجتماع، للتعامل مع الأبنية التراثية.

ويطالب علي بتأسيس هوية معمارية محلية ذات طابع بغدادي قديم، عبر استيعاب التجارب التاريخية للبلاد.

وفي ما يتعلق بالعمارة المعاصرة، يشير إلى وجود «نقص في الأسس الجوهرية التي تساهم في تأسيس هوية للعمارة المحلية المعاصرة»، مضيفا أن «المشكلة تتمثل في فقدان الممارسات المعمارية المحلية. ويجب علينا البدء بإعادة النظر في المعايير التي تشكّل هوية العمارة المعاصرة والاستفادة من التجارب السابقة».

ويضيف، أن «البيوت والمباني البغدادية التاريخية تعد كنوزاً شكلت هوية البلد من على مرّ العصور؛ فكلّ بيت يحكي جزءاً من تاريخ البلد بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها»، مشيرا الى ان «البيوت الحالية تفتقد كافة الشروط البيئية، ولا تمت لتاريخ العراق بأي صلة».

ويشدد على أهمية وضع سياسات وضوابط للحفاظ على التراث البغدادي من بعض المخربين، وان تخصص الأموال اللازمة لإعادة تأهيل وترميم مناطق وآثار بغداد القديمة».

معرقلات مالية وقانونية

يقول مدير عام دائرة العلاقات والاعلام في امانة بغداد محمد الربيعي: أن دائرته «وضعت خططا منذ سنوات لمشروع إعادة تأهيل عدد من ازقة بغداد القديمة، لكن هذا المشروع لم يرَ النور لأسباب قانونية ومالية، ما جعله يتوقف دون إنجاز».

ويضيف في حديث مع «طريق الشعب»، أن «أمين بغداد وجه قبل عام بإطلاق حملة لإعمار مركز بغداد التاريخي، وذلك بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء»، موضحا أن «الجزء الأول من المشروع تمثل بإكمال اعمال الصيانة في شارع المتنبي ومنطقة السراي امتدادا إلى مقر وزارة الدفاع القديمة، وبالعودة الى الرصافي ومتحف بغداد التاريخي».

ويؤكد، أن أعمال الصيانة والتأهيل ستشمل جميع مناطق بغداد التراثية تباعاً.

***************************************************************************************

شيوعيو الكرخ في منزل الرفيق عبد الرزاق المشهداني

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، أول أمس الثلاثاء، الرفيق عبد الرزاق المشهداني (أبو علي) في بيته بحي الجامعة، للاطمئنان على صحته، بعد خضوعه لعملية جراحية.

وتمنى الوفد للرفيق أبو علي الشفاء العاجل. ونقل إليه تحيات قيادة الحزب وتمنياتها له بالصحة والعافية. كما قدم له باقة ورد.

من جانبه، عبر الرفيق ابوعلي عن سعادته واعتزازه باهتمام رفاق  دربه، طالبا منهم نقل شكره وامتنانه لجميع رفيقات ورفاق حزبه، ومتمنيا لهم الصحة التامة والنجاح في نضالهم لتحقيق اهداف الحزب النبيلة.

وقد ضم الوفد كلا من الرفاق عضو المكتب السياسي عزت أبو التمن، وعضو اللجنة المركزية حسين علاوي وسكرتير محلية الكرخ الأولى ماجد مصطفى عثمان وعضو المحلية ستار جبار والرفيق علاء صباح.

*****************************************************************************************

شيوعيو ديالى  يزورون الرفيق جبار طه

متابعة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق المناضل جبار طه (أبو ليث) في منزله بقضاء الخالص، للاطمئنان على وضعه الصحي.

وتمنى أعضاء الوفد للرفيق أبو ليث الصحة الوافرة، ودارت بينهم وبينه نقاشات حول نشاط الحزب في قضاء الخالص، وسبل النهوض به.

كما زار وفد من المحليات الشخصيات الوطنية والاجتماعية في مدينة بعقوبة الحاج قاسم عباس أمير للاطمئنان على صحته بعد تعرضه لوعكة صحية وإجراء عملية جراحية.

***********************************************************************************

شيوعيو النجف يزورون ضريح الشهيد سلام عادل

النجف – طريق الشعب

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، زار جمع من شيوعيي النجف أمس الأربعاء، ضريح الشهيد الخالد حسين أحمد الرضي الموسوي (سلام عادل) في مقبرة وادي السلام.

وعند الضريح، ألقى الرفيق صالح العميدي كلمة في المناسبة، مما قاله فيها “نبقى معاهدين شهداء الحزب بالسير على ذات الطريق الذي ساروا عليه.. طريق حرية الوطن وسعادة الشعب”، مشيرا إلى ان “الشيوعيين لم تثنهم يوما السجون والمعتقلات واساليب البطش الأخرى عن مقارعة الطغاة والانظمة الدكتاتورية”.

وأكد الرفيق العميدي في كلمته ان “الشيوعيين العراقيين يناضلون اليوم من أجل السير بالبلاد على السكة السليمة، واستعادة استقلالها ودحر منظومة المحاصصة والفساد، والدفاع عن مشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية”.

وكانت للرفيق د. نعمة ياسين كلمة شدد فيها على أهمية استلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهداء والمبادئ التي ضحوا من اجلها.

ورافقت رابطة المرأة العراقية في النجف، الزائرين. وقرأت الرفيقة ملاذ الخطيب كلمة باسم الرابطة. فيما ألقى الرفيق حسين حموزي أبياتا شعرية بحق الشهداء، للشاعر الجواهري الكبير.

واختتمت الزيارة بأهازيج حماسية صدح بها الرفيق عليوي الميالي (أبو صامد).

****************************************************************************************

شيوعيو بابل يزورون الرفيق أحمد الجباوي

الحلة - صادق النداوي

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق المهندس الاستشاري احمد الجباوي (ابو امير) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته  بعد خضوعه لعملية جراحية تكللت بالنجاح.  واستقبل الرفيق أبو أمير الوفد بسرور، مقدما شكره له ولحزبه الذي رافقه لسنوات، في السراء والضراء.

وتمنى الوفد للرفيق الشفاء العاجل والعودة إلى نشاطه المعهود.

وقد ضم الوفد كلا من الرفاق خطاب شاكر وعلي عبد الزهرة وكاظم حسين وصادق النداوي وصلاح هادي جبار وهادي اللبان وحميد السلطاني.

************************************************************************************************

الشيوعيون يتفقدون الرفيقة إلهام المسعودي

بغداد – طريق الشعب

زار رفاق من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، أخيرا، الرفيقة إلهام عباس المسعودي (أم ماجد) في منزلها ببغداد، وذلك للاطمئنان على صحتها بعد أن أجريت لها عملية جراحية.  وتمنى الرفاق للرفيقة أم ماجد الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية. فيما حيّت هي من جانبها حزبها، وتمنت له التقدم والازدهار دوما.

********************************************************************************************

شيوعيو البصرة يتفقدون عائلات شهداء الحزب

البصرة – باسم محمد حسين

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي وتنسيقية التيار الديمقراطي ورابطة المرأة العراقية في البصرة، عائلة شهيدي الحزب فريال الاسدي وزوجها محمد القريشي في منزلها.  وكان في استقبال الوفد نجل الشهيدين المهندس نمير، وأفراد عائلته. وقد تبادل الطرفان الحديث عن نضال الشهيدين ودورهما في العمل الحزبي كعضوين لمحلية البصرة في سبعينيات القرن الماضي، فضلا عن دورهما الوظيفي في خدمة المجتمع في المجالين الهندسي والتربوي.  وفي ختام الزيارة، قدم الوفد لوح الوفاء إلى عائلة الشهيدين.  ومن جانب ذي صلة، زار الوفد ذاته عائلة الشهيدة عائدة ياسين مطر (أم علي). وقد كانت في استقباله شقيقة الشهيدة صباح ياسين، والأستاذ حيدر أكرم عبد السلام.

وخلال الزيارة جرى الحديث عن المسيرة النضالية للرفيقة، وعن دورها القيادي في اتحاد الطلبة وتنظيمات الحزب، لا سيما خلال فترة الهجمة الشرسة لقطعان البعث المقبور على الحزب والقوى الوطنية، عام 1978 وما بعده. حيث تولت الشهيدة مهام عديدة.

الوفد الذي قدم في نهاية الزيارة لوح الوفاء إلى عائلة الشهيدة، ضم كلا من الرفاق مقداد حسين، جاسم محمد حاجي، عبد الزهرة عذار، باسم محمد حسين، د. يسر الفرطوسي من التيار الديمقراطي والسيدة نوال سالم من رابطة المرأة العراقية.

وواصل الوفد زياراته إلى عائلات شهداء الحزب. فقد زار أيضا عائلات الشهداء رحيم حسن ومحمد قاسم عذار وعلي فالح ومحمود مسعود.

وتجاذب الوفد مع العائلات أطراف الحديث حول نضال الشهداء، وأدوارهم في النشاط الحزبي، فضلا عن ظروف اعتقالهم وتنفيذ أحكام الإعدام الباطلة بحقهم.

هذا وقدم الوفد، الذي رافقه هذه المرة الرفيق صلاح عبد القادر والسيدة ربيعة مصطفى، ألواح الوفاء إلى عائلات الشهداء.

*************************************************************************************************

الصفحة الخامسة

مطالبات بتطبيق قانون مكافحته.. العراقيون ينفقون على التدخين 3 مليارات دينار يومياً!

متابعة – طريق الشعب

حذّرت مؤسسات حكومية واختصاصيون في الصحة والشؤون الاجتماعية في العراق، من مخاطر عدم معالجة مشكلة الانتشار الكبير للتدخين في المجتمع، لا سيما بعد الكشف عن معلومات تفيد بإنفاق المواطنين 3 مليارات دينار يوميا على التبغ، وسط مطالبات بتطبيق قانون مكافحة التدخين. 

وبالرغم من إقرار البرلمان العراقي عام 2012 قانوناً يمنع التدخين في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية، ويشتمل على عقوبات تُفرض على المخالفين، بما في ذلك غرامات مالية، إلا أنّ القانون لم يجد طريقه إلى التنفيذ حتى الآن.

وكانت وزارة الصحة قد أكدت في تصريح صحفي ابان آب الماضي، وجود صعوبات في تطبيق قانون مكافحة التدخين، داعية إلى تعاون الوزارات والمؤسسات المعنية في تطبيق القانون في الأماكن العامة والدوائر.

ووفقاً لمدير شعبة مكافحة التدخين في الوزارة عباس جبار، فإن “القانون كان قد شرع بعد تبنيه من قبل وزارة الصحة كجهة فنية، إلا أن تنفيذه يقع على عاتق جميع المؤسسات الحكومية، كون الوزارة لا تستطيع بمفردها منع التدخين في وسائط النقل أو في العيادات والمكاتب والأسواق”.

استنشاق دخان المدخنين

معاون مدير برنامج مكافحة التبغ في وزارة الصحة وسيم كيلان، أفاد في حديث صحفي السبت الماضي، بأنّ “العراقيين ينفقون 3 مليارات دينار يومياً على التبغ”، مبيّناً أنّ “30 إلى 40 في المائة من المواطنين يستنشقون دخان المدخّنين، وأكثر من نصفهم يعانون مشكلات ناجمة عن ذلك”.

وأضاف قائلا أنّ “السجائر الالكترونية من جهتها تؤثّر سلباً على الفرد والمجتمع، ونحتاج إلى تشريع قانون جديد بخصوصها”، مشيراً إلى أنّ “أكثر من 70 في المائة من السجائر لا تخضع للفحص، وثمّة سجائر إلكترونية تحوي مواد مخدّرة”.

وتواجه وزارة الصحة انتقادات واسعة لعدم قدرتها الفعلية على تطبيق القانون، خصوصاً في المؤسسات والنوادي والاستراحات ووسائل النقل في عموم أنحاء البلاد، في الوقت الذي لا تقتصر فيه أضرار الدخان على المدخن، إنما تتعدى ذلك على غير المدخنين المتواجدين في محيط المدخن.

الدخان يفتك بالشباب

من جانبه، قال الطبيب الاستشاري في مستشفى اليرموك التعليمي علي الزيدي، أن “السجائر التي تدخل إلى البلاد، ومن بينها الإلكترونية، لا تخضع لفحص الجودة، الأمر الذي يجعل مخاطرها كبيرة، خصوصاً أنّها في معظمها تُصنَّع من قبل شركات غير موثوق فيها”.

ويضيف في حديث صحفي أنّ “السجائر تؤدّي إلى ارتفاع نسب أمراض الصدر والجهاز التنفسي والشرايين، وأنّ كثيرين من المرضى في العراق هم من الشبّان الذين أدمنوا التدخين في سنّ مبكرة”، لافتا إلى أنّ “ثمّة ضرورة ملحّة لتطبيق قانون حظر التدخين في الأماكن العامة، وبخلاف ذلك، من غير الممكن السيطرة على انتشار التدخين وتأثيراته الصحية الخطرة”.

حملات توعية

ويرى اختصاصيون في الشأن المجتمعي أنه من الضروري إطلاق حملات توعية في شأن مخاطر التدخين بالتوازي مع العمل على إصدار التشريعات القانونية، لتحجيم انتشار هذه الآفة.

وفي هذا السياق، قال الباحث الأكاديمي المجتمعي غانم الغراوي، أن “الحكومة مسؤولة عن تفشّي التدخين ومخاطره. ونحن نحتاج إلى عمل تشريعي وآخر تنفيذي لإقرار القوانين وتطبيقها، وإلى حملات توعية مجتمعية تعرّف الناس بمخاطر التدخين الكبيرة”.

وبيّن في حديث صحفي أنّه “لا بدّ أن يكون هناك سعي من قبل وزارة الصحة، بالتنسيق مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية، إلى تنظيم ندوات ومؤتمرات وإطلاق منشورات توزّع في المؤسسات العامة، لتوعية المجتمع بتلك المخاطر”، مؤكدا أنّ “حملات التوعية لا تقلّ أهمية عن التشريعات القانونية، وهذه من مسؤوليات الحكومة، وتحديداً وزارة الصحة”.

وتفيد إحصاءات غير رسمية بأنّ نحو 40 في المائة من العراقيين هم من المدخنين، وبأنّ نحو 20 في المائة من تلاميذ المدارس مدخّنون أيضاً. فيما تشير تقديرات سابقة لوزارة الصحة إلى وفاة شخص واحد كلّ عشرين دقيقة لأسباب ذات صلة بالتدخين.

مجبرون على الاختناق!

إلى ذلك، ينتقد المواطن محمد سالم، ظاهرة التدخين في وسائل النقل العام، واصفا إياها بأنها تنم عن “ضعف الذوق العام وعدم مراعاة الصحة العامة”.

وقال سالم لـ “طريق الشعب”، أنه يضطر يوميا إلى استخدام وسائل النقل العام للذهاب إلى عمله، وفي رحلته هذه لا بدّ أن يصادف أشخاصا ينفثون دخان سجائرهم داخل المركبة، مؤكدا أنه وبقية الركاب، يجبرون على استنشاق هذا الدخان المضر، وحينما يطلبون من المدخن إطفاء سيجارته، غالبا لا يستجيب لطلبهم!

وطالب المواطن الجهات الحكومية بمنع هذه الظاهرة السلبية في الأماكن العامة “فما ذنبنا نحن غير المدخنين، كي نضطر إلى الاختناق بدخان السجائر، خاصة أن دراسات صحية كثيرة تحذّر من مخاطر التدخين السلبي، أي استنشاق غير المدخنين دخان المدخنين، وتؤكد أن أضراره لا تقل عن أضرار التدخين الفعلي؟!”.

******************************************************************************************

حي زراعي في النهروان يطالب بالخدمات

متابعة – طريق الشعب

طالب العديد من أهالي “حي الفرسان” في ناحية النهروان شرقي بغداد، بإيصال الخدمات إلى منطقتهم التي تتوسط المزارع، مبينين ان المنطقة تفتقر لشبكة مياه الإسالة وشبكات تصريف المجاري والطرق المعبدة، في الوقت الذي ترتفع فيه كثافتها السكانية باستمرار.

ويعد هذا الحي من المناطق الزراعية التي بدأت تبنى فيها المنازل بكثرة، في ظل أزمة السكن وزيادة الكثافة السكانية.

يقول حسين الساعدي، وهو من وجهاء الحي، أن منطقتهم محرومة من الخدمات، كونها تقع وسط المزارع، مشيرا في حديث صحفي إلى ان الأهالي بحاجة إلى طرق معبدة لتسهيل حركة نقل المحاصيل الزراعية إلى الأسواق، وإدخال البضائع التي يحتاجها الناس في معيشتهم.

ويؤكد أن وضع هذه المنطقة لا يختلف عن أوضاع بقية مناطق النهروان، مبينا أن الأهالي طالبوا الحكومة بتوفير الخدمات، لكن أحدا لم يستجيب لهم!

***********************************************************************************************

الأهالي منزعجون حدائق حي الجهاد تتحول إلى ملاعب كرة قدم

متابعة – طريق الشعب

ما ان أنهت البلدية تأهيل الحدائق العامة وإنشاء ساحات خضراء جديدة في حي الجهاد غربي بغداد، حتى سارع الأطفال والشباب إلى احتلال تلك الأراضي وتحويلها إلى ملاعب لكرة القدم، يتصاعد منها الصخب والفوضى – حسب ما أكده عدد من الأهالي في حديث صحفي، مطالبين ببناء ملاعب خماسية تستقطب هواة الكرة، وتبعدهم عن الحدائق العامة التي يفترض أن تتمتع بالهدوء.

وفي ظل غياب ملاعب كرة القدم، يضطر هواة اللعبة في حي الجهاد إلى اللعب في هذه الحدائق. لكن السكان انزعجوا من الأمر، على اعتبار ان تلك الأماكن مخصصة للتنزه والجلوس وليس للعب.

وترى المواطنة دينا أحمد، أن حل هذه المشكلة يتمثل في إنشاء ساحة للعب كرة القدم مقابل كل حديقة عامة “فلا بد من مراعاة كل الفئات العمرية والاهتمامات، وليس العائلات وحسب”.

أما المواطن حسن الشمري، فهو يتفق أيضا مع حديث المواطنة دينا. ويرى أنه “من غير المعقول أن تُمارس كرة القدم في الأزقة السكنية، كون الأمر يزعج السكان”.

إلى ذلك، يأسف المواطن عادل الربيعي، على الضرر الذي يلحقه لعب كرة القدم بالحدائق العامة ونباتاتها واثاثها، خصوصا أن تأهيلها كلّف مبالغ طائلة، داعيا إلى تخصيص حرّاس لتلك الحدائق يكونون على اتصال مباشر مع الأجهزة الأمنية.

******************************************************************************************

ارفعوا المطبات الاصطناعية.. الحفر كفيلة بتخفيف السرعة!

متابعة – طريق الشعب

قبل سنوات تم نصب مطبات اصطناعية على الشارع السريع أمام كراج البياع في بغداد، لإرغام السائقين على تخفيف سرعة مركباتهم حفاظا على سلامة السابلة الذين يعبرون باستمرار من هذا الموقع.

لكن مواطنين كثيرين يرون أن الحاجة إلى هذه المطبات انتفت، لكون الشارع متهالكا أساسا. فيما كراج البياع أصبح خارج الخدمة عمليا!

ويربط الشارع المحاذي للكراج (البياع – السيدية) شارع التراث بشارع حي السلام، وهو حيوي ويشهد حركة باستمرار، لكن وجود هذه المطبات بات يعرقل حركة السير ويضر بالمركبات، الأمر الذي دعا مواطنين وسائقين إلى المطالبة بإزالة تلك المطبات التي يرون انها غير ضرورية في الوقت الحالي.

يقول المواطن سلوان عدنان، أن هذه المطبات كانت مفيدة في السابق، لكونها تجبر السيارات على تخفيف السرعة، وبالتالي تتيح للسابلة عبور الشارع بأمان، مضيفا في حديث صحفي أنه “لم تعد هناك حاجة للمطبات اليوم. فالشارع قديم ومتهالك ويحتاج إلى تجديد تبليطه، وسائقو المركبات يخففون سرعتهم تلقائيا لتلافي الحفر والتكسرات المنتشرة على الشارع”.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في المركز البلدي للمنطقة قوله، أنه “وصلتنا شكاوى عدة حول تلك المطبات، ونحن كموظفين نواجه هذه المشكلة أيضا”، مضيفا أنه “طالبنا البلدية بضرورة معالجة المطبات، فأبلغتنا بأنها تدرس خيار رفعها”.

****************************************************************************************

الحركة المرورية في النجف تصاب بالشلل!

متابعة – طريق الشعب

تشهد شوارع مدينة النجف الفرعية والرئيسة، هذه الأيام، ازدحامات خانقة تؤدي إلى توقف شبه تام لحركة السير، بالرغم من حلول العطلة الربيعية وتوقف دوام المدارس. فيما يعرب سائقون عن امتعاضهم من هذه المشكلة، مطالبين الحكومة المحلية ببذل مزيد من الجهد في إنجاز المشاريع التي يصفونها بـ”المتلكئة”.

وتخضع معظم شوارع النجف الرئيسة، حاليا، لأعمال حفريات وصيانة، لكنها بطيئة، ما يتسبب في اختناقات مرورية حادة.

أكثر الشوارع اكتظاظا، هي مداخل النجف الشمالية والجنوبية، و”مجسرات الإمام علي” المؤدية إلى ناحية العباسية ومحافظة بابل. وقد اشتدت الأزمة بعد إغلاق “مجسرات الصدرين” قبل أيام لأغراض الصيانة.

يقول المواطن محمد عبيد، أن “هذه الازدحامات غير مألوفة سابقا، ولا ندري كيف سيكون الوضع في حال عودة دوام المدارس”، مبينا في حديث صحفي أن “المسؤولين يتذرعون بوجود أعمال صيانة، والحقيقة أن الحفر ملأت الشوارع، فمن يحاسب الشركات التي تحفر ولا تنفذ المشاريع؟!”.

ويؤكد أنه “نستغرق 45 دقيقة في عبور بعض الشوارع التي لا تتطلب في العادة أكثر من 5 دقائق”.

أما الطالب علي جواد، فيلفت إلى أن “الوصول من قضاء المشخاب إلى جامعة الكوفة بات يستغرق منا اليوم ساعتين”، مشيرا في حديث صحفي إلى ان “حركة الإعمار يجب أن تكون مدروسة، وأن تتمتع بسرعة الإنجاز”.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في مرور النجف، قوله أن “رجال المرور يؤدون أدوارهم بالشكل المطلوب، ولا يمكن تحميلهم المسؤولية.. الناس يلقون باللوم علينا، لكن يجب أن يعرفوا أن مسؤوليتنا هي فقط تنظيم حركة السير”.

ويضيف قائلا أن “مجسرات الصدرين مغلقة لغرض الصيانة، وهي تؤدي إلى مستشفى الصدر وجامعة الكوفة والحي الصناعي، وهذا يتسبب في مزيد من الازدحامات”، منوّها إلى أن “رئيس مجلس المحافظة حسين العلياوي زار موقع العمل، وطالب القائمين على المشروع بسرعة الإنجاز عبر العمل 3 شفتات”.

***********************************************************************************

أكول.. مشاريع ترقيعية تفتك بالمواطن!

يحيى ناصر حسين

في كل دول العالم المتحضرة التي تشعر بالمسؤولية تجاه مواطنيها، عندما يُنفذ اي مشروع، خدميا كان أم ترفيهيا، تُراعى فيه شروط السلامة، إلا في العراق، فيبدو أن غالبية منفذي تلك المشاريع لا يفكرون سوى بما سيجنونه من أرباح في أقصر مدة ممكنة، وسط غياب متابعة الأجهزة الرقابية الحكومية، الأمر الذي ينتهي إلى مشاريع ترقيعية، وبالتالي يفضي إلى حوادث يروح ضحيتها المواطن البريء.

الأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها «عبّارة الموصل» السياحية التي غرقت في نهر دجلة يوم 21 آذار (عيد نوروز) 2019، وراح ضحيتها العشرات من المواطنين وأطفالهم، فيما السبب مجهول، ناهيك عن حوادث الحريق التي شهدتها مستشفيات عديدة خلال السنوات الأخيرة، وحادثة حريق قاعة الحمدانية وغير ذلك الكثير.

وتتواصل تلك الحوادث، وآخرها ما حصل الاثنين الماضي في مدينة الكوت، عندما سقطت «لعبة الدوّامة» في مدينة ألعاب «الأحلام»، ما أسفر عن اصابة نحو 13 طفلا وامرأتين بجروح بليغة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى.

وفي هذه المدينة الترفيهية نفسها، وهي تابعة للقطاع الخاص، حصل قبل مدة شرخ كبير في لعبة «دولاب الهواء»، وتم تصليحه ووقتها لم تأت الأجهزة الرقابية كي تتابع الأمر وتنبه إدارة المدينة إلى ضرورة ضمان شروط السلامة.

الأهالي ينتظرون نتائج التحقيقات حول الحادثة، ويأملون ألا يكون السبب مجهولا مثلما يحصل في كل مرة!

أتساءل: إلى متى يبقى المواطن يدفع ثمن الفساد والترقيع؟!

****************************************************************************************

حفريات «مجسر القدس» توقف أعمال الورش الصناعية

تابعة – طريق الشعب

أفاد عدد من أصحاب الورش الصناعية ومحال تصليح السيارات في منطقة البلديات شرقي بغداد، بأن الوصول إلى مقار عملهم صار مستحيلا، بعد تنفيذ حفريات مشروع إنشاء المجسر 77 – تقاطع القدس، مؤكدين أن الحفريات عزلت محالهم تماما عن الزبائن.

في حين، وعدت الجهة المنفذة للمشروع بسرعة إنجاز عملها، كي تعاود الورش فتح أبوابها أمام الزبائن. 

يقول مهدي عبد الحسين، وهو أحد أصحاب الورش، أنه “أغلقنا محالنا بسبب هذه الحفريات. فالزبائن لم يعودوا يتمكنون من الوصول إلى هذا المكان”، مؤكدا في حديث صحفي أن “عملنا توقف، وخسرنا بعض زبائننا، ونحن أصحاب عائلات وهذه مصادر معيشتنا الوحيدة”.

ويتابع قائلا: “مطلوب منا دفع إيجارات إلى مالكي المحال، الذين يرفضون التخلي عن مستحقاتهم في هذه الظروف”، مطالبا بالإسراع في إنجاز المشروع، للتخفيف من الضرر المالي الذي يلحق بهم.  

أما العامل في المشروع صفاء محمد، فيقول أن “إنشاء المجسّر يتطلب حفر هذه المساحة. لذلك تم إغلاق بعض الشوارع التي تقع ضمن موقع العمل”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن عملهم مستمر، وانهم سيعيدون فتح القطوعات بعد الانتهاء من العمل، مع تأهيل الشوارع التي تضررت.

****************************************************************************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان الرفيق الاستاذ مهدي صالح مطشر، الذي توفي اثر مرض عضال عاناه طويلا.

كان الفقيد مناضلا شجاعا وتحمل الكثير في سجون البعث.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة للرفيق العزيز خليل حمادة الاعسم (ابو نبيل) بوفاة شقيقه جليل.

للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط عائلة الطواش بوفاة صديق الحزب الاستاذ التربوي حمودي داود الطواش.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

كما تتقدم اللجنة المحلية بالتعازي والمواساة إلى الرفيق محمد عبود هادي بوفاة ابنة شقيقته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها. 

********************************************************************************************

الصفحة السادسة

بلجيكا تحذر من الهجوم على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار

بروكسل ـ وكالات

حذر رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، من تبعات شن دولة الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا واسع النطاق على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مجددا دعوته إلى وقف إطلاق النار.

وقال دي كرو في تدوينة عبر حسابه على منصة «إكس» إن «التوغل في رفح من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية أخرى تامة ويؤدي إلى مقتل العديد من المدنيين الأبرياء، ومرة أخرى معظمهم من الأطفال والنساء».

وأضاف في التدوينة التي ربطها بمنشور تحذيري من اجتياح رفح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، أن «هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، ووضع خطة لليوم التالي»، بحسب تعبيره.

وتتصاعد التحذيرات الدولية والأممية من مغبة شن حملة عسكرية إسرائيلية على رفح الحدودية المكتظة بالنازحين والسكان، في حين يؤكد الاحتلال عزمه على إطلاق عدوان بري واسع النطاق على المدينة جنوب قطاع غزة.

*************************************************************************************************

إسبانيا وإيرلندا تطالبان بالتحقيق في انتهاكات إسرائيل لحقوق الانسان

مدريد ـ وكالات

دعا رئيسا وزراء إسبانيا وأيرلندا المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء، إلى إجراء مراجعة عاجلة لمدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان في غزة. وطالب الطرفان أيضا بـ»وقف فوري لإطلاق النار من شأنه أن يسهل وصول الإمدادات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها». وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في رسالته «نظرا إلى الوضع الحرج في رفح» في جنوب قطاع غزة، أرسلت الحكومتان الإسبانية والإيرلندية رسالة إلى المفوضية الأوروبية تطلبان فيها منها إجراء تحقيق «عاجل في ما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها باحترام حقوق الإنسان في غزة».

وجاء في البيان «نتذكر أيضا ذعر السابع من تشرين الأول، وندعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن ووقف فوري لإطلاق النار من شأنه أن يسهل وصول الإمدادات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها».

*************************************************************************************

أوكرانيا تقترب من خسارة  خط إمدادات رئيسي

كييف ـ وكالات

أعلن المتحدث باسم المجموعة العملياتية الاستراتيجية الأوكرانية «تافريا»، دميتري ليخوفوي أن القوات المسلحة الأوكرانية تستعد لخسارة خط الإمداد الرئيسي بالقرب من أفدييفكا.

وقال ليخوفوي لقناة «رادا» التلفزيونية: «الوضع هناك متوتر وديناميكي. ستوفر قيادتنا طرق إمداد بديلة، في حالة قطع الشريان اللوجستي الرئيسي».

وأضاف ليخوفوي أن «المعارك في الشوارع مستمرة في أفدييفكا منذ عدة أيام وأن القوات المسلحة الأوكرانية تحاول السيطرة على المدينة».

وأكد القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، أن الوضع «الصعب للغاية» بالقرب من أفدييفكا.

وبعد 10 أيام من الآن، تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث في ظل استمرار الصراع وعدم وجود أفق لإنهاء معاناة الأبرياء.

********************************************************************************************

الكيان يواصل ارتكاب الجرائم «أونروا» تجدد التحذير من عواقب توقف عملياتها

متابعة ـ طريق الشعب

حذرت مسؤولة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، من تبعات توقف عمليات الوكالة الأممية على المنطقة وأوروبا في حال استمر تعليق تمويلها، كما أنها أكدت تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

جاء ذلك في كلمة ألقتها مديرة مكتب الأونروا التمثيلي في أوروبا، مارتا لورينزو، في جلسة نظمتها لجنتا الشؤون الخارجية والتنمية في البرلمان الأوروبي.

وقالت لورينزو إن الوكالة الأممية «لن تكون قادرة على مواصلة عملياتها في غزة ما لم يتم التراجع عن تعليق التمويل».

وعلقت 18 دولة تمويل الأونروا «مؤقتا»، إثر مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأن موظفين في الوكالة الأممية «ضالعون» في هجوم «حماس» في السابع من تشرين الأول الماضي.

وهذه الدول -وفقا للأمم المتحدة- هي: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وآيسلندا ورومانيا وإستونيا والسويد بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

تدهور الأوضاع الإنسانية في رفح

وتطرقت المسؤولة في «أونروا»، إلى الوضع في مدينة رفح جنوب غزة، والتي تستضيف نحو نصف سكان القطاع المحاصر، وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عدوان بري واسع النطاق.

وقالت مارتا لورينزو إن «عدد السكان في رفح بات أكبر بست مرات مما كان عليه قبل الحرب»، مؤكدة أن «الكلمات تعجز عن وصف الظروف» في المنطقة.

ويعاني النازحون الفلسطينيون في رفح المكتظة بالسكان من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل والقصف الذي يستهدف المنازل المأهولة، فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية وندرة الغذاء والدواء والوقود، وانعدام أبسط مقومات الحياة.

وأشارت لورينزو إلى أن سكان رفح يعانون من الجوع والأمراض من جهة، بينما هم محاصرون في جنوب قطاع غزة من جهة أخرى.

وأضافت: «ينص قرار محكمة العدل الدولية على اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لتسهيل توفير الخدمات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها. ولكن بدلا من ذلك، فإن الأونروا على بعد أسابيع فقط من اضطرارها لإنهاء عملياتها».

وشددت على أنه «في حال أوقفت الأونروا أنشطتها، فلن يكون لذلك عواقب إنسانية فحسب، بل سيتم النظر إلى ذلك في المنطقة على أنه سحب للدعم الدولي لحل عادل وسلمي للصراع».

وكان المفوض العام في «أونروا»، فيليب لازاريني، قال في وقت سابق، إنه في حال استمرار تعليق التمويل الدولي للوكالة فإن ذلك سيضطرها «لإنهاء» عملياتها بحلول نهاية شباط الجاري، في غزة وجميع أنحاء المنطقة.

أعداد الشهداء في ارتفاع مستمر

ولليوم الـ 131 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتكب جيش الاحتلال 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 133 شهيدا و162 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لترتفع الحصيلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 28,473 شهيدا و68,146 مصابا؛ وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة.

بينما يعيش الغزيون في شمال القطاع مجاعة تفتك بهم وتقتلهم ببطء، وسط تصريحات «تحذيرية» لمؤسسات أممية لا تجد آذاناً صاغية لدى الاحتلال وحلفائه بضرورة إيصال المساعدات إلى الشمال.

******************************************************************************************

الشرطة الهندية تمنع المزارعين من التظاهر في نيودلهي

نيودلهي ـ وكالات

أطلقت شرطة مكافحة الشغب في الهند الغاز المسيل للدموع أمس الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، لمنع آلاف المزارعين المطالبين بوضع حد أدنى لأسعار محاصيلهم من اجتياز حواجز شديدة الحراسة، لتنظيم مسيرة في العاصمة نيودلهي.

ودعا المزارعون هذا الأسبوع إلى تنظيم مسيرة في دلهي تُذكِّر بتظاهرتهم في 26 كانون الثاني 2021 عندما اقتحموا حواجز الشرطة ودخلوا العاصمة في «يوم الجمهورية»، في خضم نزاع مع الحكومة استمر أشهرا. وكانوا يحتجون حينها على تحرير الأسواق الزراعية.

لكن هذه المرة، منعت السلطات طوابير من مئات الجرارات من الوصول إلى العاصمة من خلال وضع حواجز ضخمة من كتل خرسانية وأسلاك شائكة يحرسها عناصر من الشرطة.

ويطالب المزارعون بتحديد حد أدنى لأسعار المحاصيل وبالحصول على امتيازات أخرى بينها إلغاء ديون.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في شامبهو، على بعد نحو 200 كلم شمال العاصمة على الحدود بين ولايتي البنجاب وهاريانا، حيث توقفت المجموعة الرئيسية من المزارعين، حسبما أفاد مراسلون في وكالة فرانس برس.

ويتمتع المزارعون في الهند بثقل سياسي كبير بسبب أعدادهم. ويهدّدون بمزيد من الاحتجاجات قبل الانتخابات الوطنية المقررة في نيسان.

ويعيش ثلثا السكان البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة في الهند من الزراعة التي تشكل نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقاً لأرقام رسمية.

***********************************************************************************************

مجلس النواب الأميركي يحيل وزير الأمن الداخلي للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ

واشنطن ـ وكالات

وجّه الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي اتهاماً لوزير الأمن الداخلي المسؤول عن ملف الهجرة أليخاندرو مايوركاس وأحالوه على مجلس الشيوخ لمحاكمته بهدف عزله معتبرين أنه تسبب بأزمة عند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وهي المرة الأولى منذ حوالي 150 عاما يتخذ البرلمان قرارا كهذا في حق وزير. إلا ان عزله يبقى غير مرجح نظرا إلى الغالبية التي يتمتع بها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ.

وسارع الرئيس جو بايدن إلى التنديد بما حصل معتبرا أنه «عمل حزبي استهدف خادما أمينا للدولة».

وأضاف بايدن «بدلاً من تنظيم مهازل كهذه، ينبغي على الجمهوريين الذين يهتمّون حقّاً بالحدود أن يطلبوا من الكونغرس مزيداً من الموارد وتعزيز أمن الحدود».

ووصف المحاولة الرامية لعزل وزيره بأنّها «غير دستورية».

لكن فرص عزل أليخاندرو مايوركاس بموجب هذا المسعى ضئيلة جدا إلا ان المسألة تشكل معضلة لجو بايدن قبل أقل من تسعة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية.

ويتهم الجمهوريون وغالبيتهم مقربون من الرئيس السابق دونالد ترامب الرئيس الديموقراطي بالسماح بحصول «اجتياح» للبلاد مع توقيف عدد قياسي من المهاجرين عند الحدود وقد بلغ 302 ألف في كانون الأول.

ويتهم الديموقراطيون الجمهوريين بجعل الوزير كبش محرقة في خضم سنة انتخابية.

*****************************************************************************************

في فنلندا.. انتخابات رئاسية مملّة وفوز صعب لمرشح اليمين

هلسنكي ـ يوسف أبو الفوز

رغم انخفاض درجات الحرارة، في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، توافد الفنلنديون الأحد الماضي، لاختيار رئيس جمهوريتهم الثالث عشر والذي سيشغل منصبه لست سنوات قادمة، وبلغت نسبة اقبال الناخبين نحو 71 بالمائة. كان الأوفر حظا الذي فاز بالتصويت وبنسبة 51,6 بالمائة ألكسندر ستوب (65 سنة) مرشح حزب الاتحاد الوطني الفنلندي، وهو حزب يميني تقليدي يعتبر من أقدم الاحزاب الفنلندية. وصفت الانتخابات الرئاسية الحالية، بأنها صعبة، وتغلب فيها ألكسندر ستوب على منافسه بيكا هافستو (66 سنة)، وزير الخارجية السابق، الذي حصل على نسبة 48,4 بالمائة من الأصوات، وشارك كمرشح مستقل مدعوما من قبل حزب الخضر ورابطة الناخبين.

يذكر ان الجولة الأولى من الانتخابات جرت في 28 كانون الثاني، اشترك فيها تسعة مرشحين، بينهم امرأتان، توزعوا على الخارطة السياسية للبلاد، من اليسار إلى اليمين المتطرف، وإذ يشترط قانون الانتخابات الرئاسية الفنلندي حصول المرشح على نسبة تصويت50 + 1، كانت هناك دورة انتخاب ثانية للأوفر حظا، اشترك فيها الكسندر ستوب وبيكا هافستو، وتلقائيا انقسم الجمهور الانتخابي بينهما، فدعمت أحزاب اليسار (حزب الخضر، الاجتماعي الديمقراطي وحزب أتحاد اليسار) المرشح بيكا هافستو، حيث شاركه قادة ورموز أحزاب اليسار حملته الانتخابية، بينما دعمت الكسندر ستوب أحزاب اليمين ( الاتحاد الوطني الفنلندي، اليمين المتطرف). لم يكن الفوز سهلا، فمرشح اليسار حصد غالبية الأصوات في العاصمة وضواحيها وأهم المدن الكبرى، لكن انحياز حزب الوسط (حزب المزارعين سابقا) لدعم مرشح حزب اليمين رجح كفته بنيله أصوات الناخبين في المناطق الزراعية.

وصفت الانتخابات على لسان الناخبين في الشارع الفنلندي، بانها انتخابات مملة، للتشابه بين برامج أغلب المرشحين، فجميع الاحزاب الفنلندية من اليمين إلى اليسار سبق وصوتت لدخول فنلندا إلى حلف الناتو وعارضت الغزو الروسي لأوكرانيا ودعت لدعم اوكرانيا ماديا وسياسيا، وأيضا كون منصب رئيس الجمهورية، يعتبر بروتوكوليا، حيث تم الحد كثيرا من صلاحياته، فمنذ عام 1991 فقد صلاحية حل البرلمان من جانب واحد والدعوة لإجراء انتخابات جديدة، وأصبح الرئيس يتم انتخابه مباشرة، وليس من قبل البرلمان، هكذا تم انتخاب الرئيس مارتي أهتيساري عام 1995 بأول انتخابات مباشرة . وأصبح نظام الحكم أكثر برلمانية، فرئيس الجمهورية ليس له رأي يذكر في الإدارة اليومية للبلاد، لكن لديه دور دستوري في السياسة الخارجية بالتعاون مع الحكومة، وهو القائد الأعلى لقوات الدفاع الفنلندية.

 يذكر ان مرشحة حزب اتحاد اليسار، خلال الحملات الانتخابية للدور الأول، شذت وحدها عن السرب وطالبت بفرض قيود على الاتفاقات الفنلندية الأميركية والحفاظ على فنلندا كدولة خالية من الأسلحة النووية

وعارضت المطالب بحق فنلندا في التسلح النووي، وروجت لكون عضوية حلف الناتو لا تمنع من العمل من أجل نزع السلاح النووي في العالم. كما تميزت بموقفها المؤيد للقضية الفلسطينية ودعم شعب غزة وإيقاف إطلاق النار والمجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

الرئيس الجديد، الكسندر ستوب، الذي سيباشر مهامه اعتبار من الأول من اذار القادم، شهدت مسيرته السياسية صعودا سريعا، فقد كان منذ عام 2004  عضوًا في البرلمان الأوروبي، ممثلا عن حزبه، وعند الاطاحة بوزير الخارجية الفنلندي 2008، أثر فضائح جنسية، تم استدعاؤه من بروكسل من قبل حزبه ليحل محله، ثم تولى منصب وزير الشؤون الأوروبية والتجارة اعتباراً من عام 2011، ثم أصبح رئيساً للوزراء في الفترة 2014-2015، بعد تغيرات داخل حزبه الحاكم، حيث أصبح رئيسا للحزب، وأدار حكومة ائتلافية من أحزاب اليمين واليسار، اعتبرت بالنسبة له مهمة صعبة، ولكنها اعتبرت إعداداً جيداً للجوانب التصالحية الايدلوجية وممهدة للدور الرئاسي، يذكر ان الرئيس الفائز حامل للدكتوراه في الفلسفة ومتزوج من محامية بريطانية تحمل الجنسية الفنلندية، ويوصف بأنه ليبرالي اجتماعي متحضر مؤيد لأوروبا قوية، وفي خطاب الفوز أعلن بأنه يوعد بأن يكون رئيسا لكل الفنلنديين، وسيمنح كل طاقته لبلده ليعم السلام، ويتوقع بأنه سيلعب دورا إيجابيا في إحلال الهدوء والسلام في المنطقة، اذ كان يوصف بكونه خلال رئاسته للوزراء يجيد التعامل مع الجانب الروسي، ففي فترة توليه رئاسته للوزراء 2014 اتخذت حكومته قرارا ببناء محطة للطاقة النووية بالشراكة مع شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة )روسا توم(، ووصف في حينها الانتقادات للقرار بأنها (معادية للروس) وإن كان في عام 2022 عاد ليعتبر ذلك من أكبر اخطائه، وكشفت وسائل الاعلام الفنلندية بانه في بداية الحرب في اوكرانيا ارسل رسائل شخصية لبعض القادة الروس، منهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يحثه فيها على (وقف هذا الجنون)، كما أنه خلال حملته الانتخابية لم يكن ميالا لنقض الاتفاقات مع روسيا حول وضع جزيرة أولاند الفنلندية في بحر البلطيق، كونها منطقة منزوعة السلاح.

**********************************************************************************************

الصفحة السابعة

 

العراق الأخير عالمياً في نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة

بغداد – نورس حسن

«لا أستطيع تذكر عدد المرات التي ملأت فيها استمارة للتقديم على وظيفة او فرصة عمل حتى في القطاع الخاص، لكن دون جدوى، اذ اعتدت أن لا أجد اسمي في قوائم المقبولين لأسباب أجهلها إلى الآن».

هكذا تقول غفران حاتم (30 عاما) والتي تخرجت من كلية الزراعة منذ ثلاثة اعوام، وتضيف في حديث مع «طريق الشعب» بأن «فرص العمل للنساء في جميع القطاعات محدودة، فهناك شروط عمل تعجيزية تفرضها بعض المؤسسات على المرأة، لا علاقة لها بالتخصص والكفاءة بقدر تعلقها بالمظهر الخارجي للمرأة».

العراق في المركز الأخير

وكان تقرير حديث أعدته مجلة «سي وورلد» مؤخراً، عن نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة لعام 2024، قد كشف بأن العراق يحتل المرتبة الأخيرة عالميا، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة بالبلاد 10.7 بالمائة فقط. وبيّن التقرير أن من بين 13 مليون امرأة قادرة على العمل في العراق، هناك 7 بالمائة منهن فقط يعملن، مما يضع البلاد في المرتبة 195 من بين 195 دولة.

وبحسب المتوسط العالمي، فإن مشاركة النساء في القوى العاملة في العالم قد بلغت في 2024 نسبة 50.6 بالمائة، حيث تصدرت جمهورية بوروندي قائمة الدول بأعلى نسبة من النساء العاملات، حيث بلغت 78.25 بالمائة من القوى العاملة الرسمية وغير الرسمية.

وتشير البيانات إلى أن هناك عوائق متعددة تعيق المرأة العراقية من الحصول على حقوق متساوية والقدرة على العمل. وبحسب هذه البيانات، فإن نسبة السكان العراقيين في سن العمل (15 سنة فأكثر) تبلغ حوالي 64 بالمائة، مما يعني وجود نحو 28 مليون شخص بسن العمل، من بينهم حوالي 12 مليون امرأة عاطلة.

غياب الرادع القانوني

ويشير قانونيون إلى غياب الجدية لدى الحكومة في متابعة تنفيذ القوانين، ومنها قانون العمل النافذ الذي تشترط بعض بنوده توفير فرص عمل للنساء. وتقول المحامية سماح الطائي لـ «طريق الشعب» إن «التراجع في نسب عمل النساء متوقع وذلك لعدة اسباب، اجتماعية واخرى تتعلق بشروط العمل غير القانونية التي تفرض على النساء الراغبات في العمل».

وتوضح «إن أغلب النساء العاملات في القطاع الخاص يواجهن التمييز في الأجور التي لا تنسجم مع طبيعة العمل، فضلا عن عدم مراعاة اوضاع المرأة الاجتماعية والأسرية، كفرض ساعات عمل طويلة ولأوقات متأخرة في الليل، تتجاوز احياناً 12 ساعة يوميا».

وبخصوص الرادع القانوني تفيد الطائي أن «قانون العمل النافذ وفر كامل الحقوق للنساء العاملات، إلا أن هذا القانون يفتقر إلى الجدية في التنفيذ والمتابعة، وبذلك استغل البعض من أرباب العمل هذا الضعف بفرضهم اجراءات عمل تعسفية حرمت الكثير من النساء الرغبة والقدرة على العمل».

تحديات مجتمعية

وتؤكد الناشطة النسوية آية المالكي هذا الرأي، فتقول بأن «نسبة عمل النساء تتفاوت بين ميادين العمل، فنجد أن مساهمة النساء في العمل ضمن المؤسسات الصحية والتعليمية أكثر مما هو عليه في الوزارات الأخرى كالأمنية منها على سبيل المثال بسبب طبيعة العمل التي لا يتقبلها المجتمع، على الرغم من ان هناك نساء عاملات داخل السلك الأمني أثبتن جدارتهن».

تحديات قانونية

وبخصوص عمل المرأة في القطاع الخاص تشير المالكي إلى وجود تحديات منها «ارتفاع نسب التحرش وإجراءات التمييز بوقت العمل واجوره، فضلا عن أن أغلب العاملات لا يُشملن بالضمان الاجتماعي لحقوقهن في المستقبل» منوهة إلى أن هناك بعض المؤسسات في القطاع الخاص تفضل عمل النساء خاصة اللواتي يتقبلن التحكم بمظهرهن الخاص، بعيداً عن الخبرة والكفاءة وحتى التخصص الدراسي.

تعطيل الصناعة

في هذا السياق أشارت عضو لجنة المرأة النيابية، مديحة الموسوي، إلى أن الصعوبات الاقتصادية في العراق قد القت بتأثيرها على توفير فرص العمل للنساء، فضلا عن التحديات الاجتماعية المرتبطة بالعادات والتقاليد، فيما أشارت إلى أن العديد من المعامل «المعطلة» اليوم كانت في السابق تستوعب العديد من العاملات، لاسيما في مهنة النسيج.

وذكرت الموسوي أن “اغلب المعامل اليوم معطلة، لاسيما معامل النسيج التي كانت تضم في السابق العديد من العاملات النساء، واصبحت هذه المعامل في بغداد والمحافظات عبارة عن مخازن”، مبينة أن “منطقة واحدة في بغداد والممتدة من الكرادة إلى الزعفرانية فيها 18 مصنعاً معطلاً”.

هذا، وبحسب آخر احصائية لوزارة التخطيط فان «معدل بطالة النساء في العراق بلغ 28.2 بالمائة وهو ضعف معدل بطالة الذكور الذي بلغ 14.7 بالمائة».

**************************************************************************************

عين المرأة.. تمكين المرأة ضرورة اجتماعية

انتصار الميالي

في نافذة الحياة المشحونة بالحروب والتطرف وخطاب العزل والانانية ثقب صغير يبعث نزرا من الضياء الشفيف ربما يمنحنا بعض القوة نحن النساء لتحقيق الاهداف. وهي ليست اهدافا خاصة ، بل ترتبط بالعائلة والاطفال والمجتمع والبلد.

نحتاج لألقاء المزيد من الضوء على النظام الابوي، والعلاقة ما بين المثقف والسلطة، وحول حقوق المرأة. هل هناك ضرورة للإصغاء للمرأة ؟ ولماذا يتم التعامل مع قضاياها بسطحية؟ ومتى يجري الاهتمام بها لتجد محلها في اعلى سلم الاولويات التي تناقشها السلطات التشريعية والتنفيذية القضائية؟ لو كان تم الاصغاء للمرأة بطريقة تدفعها للحديث عن قضاياها بحرية، لما تعرضت للتهميش في حقول التاريخ وعلم الاجتماع والآداب، وكأن كتابة التاريخ السياسي مرهونة بالطبقات الحاكمة وبعقلية ذكورية تُغيّب دور النساء، علماً ان أي طاولة حوار يجب ان تشهد إشراك النساء.

بعد ما يقارب 21 عاما على بدء نشاط المجتمع المدني باتجاه محاربة التمييز ضد النساء، لا يزال ينتظرنا الكثير من العمل. وبكلمات أدق ان جملة ما تحقق حتى الان لا يلمس جوهر قضية التمييز، خصوصا عندما يرتبط الامر بعلاقة القوة التقليدية التي تكرس هيمنة الذكور وتفرض سيطرتهم على المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي، الذي يحجم ويحدد حضورهن المهم. ويتجلى ذلك في ضعف القوانين وغياب تشريعات الحماية، فضلا عن قانون العقوبات الذي يتيح القتل بذرائع متهافتة ومقابل احكام مخففة.

رغم التغييرات الطفيفة للتجميل كما يبدو، تبقى الحاجة لتغييرات تمكّن المجتمع المدني من محاربة التمييز ، وهذا عمل اساسي وعميق يرتبط بمعالجة الثقافة المجتمعية التي تقاوم التغيير، وبازالة كل اشكال التهميش والاقصاء. ولتحقيق التأثير الفعلي يجب تعزيز وحدة المجتمع المدني داخليا، وخلق تحالفات واسعة للضغط من جانب مختلف شرائح المجتمع، لأحداث تغييرات جذرية وجوهرية. وان تمكين المرأة بشتى المجالات لا يعود بالنفع على النساء فقط ، بل وعلى الاسرة والمجتمع، ويساهم في تطوير رؤية الدولة لأحراز التقدم والنهضة الاقتصادية. وان هذا التمكين وزيادة مشاركة يشكلان تحدياً كبيراً يتطلب رؤية متكاملة ، تضمن للمرأة استقلاليّة ماديّة أكبر، وتمثيلا في المواقع القياديّة ومشاركة في السلطة بما ينهض بواقع المرأة العراقية.

*************************************************************************************

جرائم العنف الأسري تتصدر القضايا لعام 2023

بغداد –طريق الشعب

أظهرت إحصائية أعدها «القضاء»، مؤخرا، أن أغلب الدعاوى التي عرضت على المحاكم خلال العام الماضي هي دعاوى العنف الاسري التي شملت قضايا التعنيف ضد النساء وكبار السن والأطفال، وقد تم حسم (18436) دعوى منها بشكل تام.

ووفقا للإحصائية فأن دعاوى العنف الأسري تلت دعاوى المخدرات من حيث العدد، حيث صنفت حسب الإحصائية من أبرز قضايا العام الماضي انتشارا في المجتمع العراقي. وكانت محكمة استئناف بغداد الكرخ قد سجلت ورود (3221) دعوى، تلتها استئناف النجف بـ (2442) دعوى وبعدها كربلاء بـ (2798) دعوى عنف أسري، علما بأن هذه الدعاوى شملت دعاوى العنف الأسري للرجال والنساء وكذلك الأطفال.

وفي تعقيب للقاضي ناصر الموسوي بشأن بروز دعاوى العنف الأسري أوضح أن «المجسات الرقمية التي سجلتها إحصائية مجلس القضاء الأعلى بحسم (18436) دعوى تختص بجرائم العنف الأسري لعام 2023. وهي تعكس مؤشرات خطيرة أهمها أن هناك افرازات لظاهرة العنف الأسري اجتماعيا فقد تحولت من ظاهرة ذات نمط مجتمعي ناشئ عن تفاعل سلوك الجماعة داخل الأسرة، إلى مشكل اجتماعي يهدد بناء الأسرة وتكاملها».

وأوضح أن «وجود العنف الأسري كظاهرة إجرامية متسلسلة بخط بياني تصاعدي يهدد بشكل او بآخر البناء الاجتماعي السليم للأسرة والمجتمع، والأمر بحاجة إلى معالجات وقائية تستدعي تشكيل منظومة عمل للحد من تفاقم هذه المشكلة».

ويقول القاضي إن « سن قانون مناهضة العنف الأسري ضرورة ملحة ليأخذ دوره التأهيلي والرادع إزاء جرائم العنف الاسري، فالمشكل بحاجة إلى حلول واقعية مُمنهجة وسريعة للحد من استشراء هذه الظاهرة والحيلولة دون وقوعها».

***********************************************************************************

تهديدات بالقتل والاغتصاب شهادات مؤلمة للأسيرة الفلسطينية دينا خوري

متابعة – طريق الشعب

وثقت هيئة الأسرى، شهادة مؤلمة لما تعرضت له الأسيرة دينا خوري (24 عاما) من مدينة حيفا خلال اعتقالها.

«تهديدات بالقتل والاغتصاب، شتائم وضرب، عزل وحرمان من أدنى مقومات الحياة الإنسانية»، هذا جزء مما تعرضت له الأسيرة بذريعة التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت الهيئة: «بتاريخ 11/10/2023، داهمت قوة من جنود الاحتلال منزل (خوري) واعتقلوها، نقلوها إلى مركز شرطة قريب، حيث أبقوها مقيدة الأيدي والأرجل، ثم جاء محقق وقال للشرطي (افتح الخزانة وحط رأسها فيها عشان نجيب شبابنا يغتصبوها)، وهددوها بالقتل وإطلاق رصاصة برأسها».

وأضافت الهيئة: «تم نقل الأسيرة بعدها إلى سجن الشارون، حيث استمر مسلسل التنكيل والتعذيب، وفي هذا السياق، تقول خوري: تم نقلي لغرفة أشبه بالزنزانة، ضيقة ولا يوجد بها شيء، شبابيكها عالية وهي عبارة عن قضبان حديدية مفتوحة بدون بلاستيك أو زجاج تدخل هواء بارد جداً، الغرفة مليئة بالبق، الفرشات رقيقة جداً، ومليئة بمياه وسخة، الغرف مكتظة جداً، نتعرض بشكل دائم للتفتيش عراة، نكاد نموت من البرد والجوع، لا توجد ملابس ولا حتى صابون للاستحمام، والأكل سيء للغاية».

وبقيت الأسيرة على هذا الحال سبعة أيام، ثم نقلت إلى الدامون، حيث أصيبت بنوبة تشنج وفقدت الوعي، وعند نقلها إلى العيادة، تبين أنها تعاني من انخفاض في الضغط والسكر وتسارع في دقات القلب، بينما اكتفت طبيبة السجن بنصحها بشرب المياه، وعندما اعترضت خوري على ذلك وقالت للطبيبة: «أنتِ تعلمتي 7 سنوات طب لتصفي لي الماء كعلاج»، تم عقابها بالعزل لمدة يومين.

يشار إلى أن عدد الأسيرات الحالي في الدامون 60 أسيرة، معزولات بشكل تام عن العالم الخارجي، فلا تواصل أو زيارات للأهل، وهناك قيود كبيرة على زيارة المحامين، بالتزامن مع عقوبات شديدة مفروضة على الأسرى والأسيرات منذ البدء بالحرب على قطاع غزة بتاريخ 07/10/2023، وسط غياب كامل لدور الصليب الأحمر وكل المؤسسات الانسانية والحقوقية، الأسرى في خطر حقيقي ولا حياة لمن تنادي.

**************************************************************************************

مراكز تجميل النساء تجارة رابحة بعيداً عن أنظار وزارة الصحة

بغداد- طريق الشعب

عانت المواطنة ليلى فاضل (34 عام) من انتفاخ وتصلب عقب حقن شفتيها بمادة الفيلر (مادة هلامية من حمض الهيالورونيك تحقن تحت الجلد) في أحد مراكز التجميل الخاصة بالنساء مقابل مبلغ 300 ألف دينار.

واحدة من الضحايا

وتقول ليلى لـ»طريق الشعب» بعد دقائق قليلة من حقن المادة، بدأ الالم وبعدها الشعور بالحرقة في شفتيها وقد تحول لونهما إلى الازرق مع انتفاخ، الأمر الذي أجبرها على مراجعة طبيب للأمراض الجلدية فورا.

وتذكر أن «الطبيب عمل على إذابة المادة وذكر لها أن آلية الحقن غير الصحيحة والنوعية الرديئة لمادة الفيلر المستخدمة سببا التهاباً كان يمكن ان يؤدي إلى تسمم بالدم».

وتذكر ليلى أن «الكثير من مراكز التجميل تستغل هوس النساء بالجمال بغية الاستغلال المادي لا أكثر» موضحة أنها تأثرت برأي صاحبة مركز التجميل فسمحت بحقن شفتيها، وعلى الرغم من الألم الذي كان يشتد فإن صاحبة المركز كانت تطمئنها ان هذا الشعور طبيعي وانه بمرور الوقت سيزول.

فوضى وضعف الرقابة

تعكس حالة ليلى الفوضى التي تعاني منها مراكز التجميل والمخاطر الصحية التي تتعرض لها النساء. وقد اقرت طبية التجميل د. وفاء هادي، بشيوعها قائلة لـ»طريق الشعب» إن «الأمر لم يعد منحصرا في مراكز تجميل مرخصة او العيادات الطبية وانما تعدى واقع الحال إلى أن أصحاب الصالونات صاروا يروجون لإجراء عمليات الحقن في بيوتهم».

وترى د. وفاء أن طب التجميل يعاني من فوضى نتيجة غياب المتابعة الجادة، وأن واقع الحال يحتاج إلى وضع ضوابط مشتركة تتفق عليها وزارة الصحة ونقابتا الأطباء والأسنان حتى لا يقع تداخل وتضارب بين الفئتين»، مشيرة في ذلك إلى أن «هناك اطباء أسنان وبسبب الطمع المادي يعملون إضافة إلى مهنة طب الأسنان بإجراء عمليات جراحة تجميلية على جزء من الوجه».

ضغوط مجتمعية 

وعن الأسباب التي تدفع العديد من النساء إلى إجراء عمليات التجميل تفيد الباحثة في الشأن الاجتماعي غادة الحسيني أن «أغلب النساء تعاني من ضغوط مجتمعية وان للكثير من النساء المقبلات على عمليات التجميل الرغبة في إرضاء الأزواج على الرغم من عدم حاجتها لأي شكل من أشكال الجراحة التجميلية».

غياب الثقافة والثقة بالنفس

وترى الحسيني وجود أسباب أخرى لإقبال النساء على التجميل فتقول لـ»طريق الشعب « ان مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح على مختلف انواع الثقافات في البلدان الاخرى، أثر على طموح بعض النساء التي في الغالب تعاني من ضعف الثقافة وعدم الثقة بنفسها نتيجة الهيمنة الذكورية والاستخفاف بدور المرأة في المجتمع مهما كان طبيعة الدور الذي تقدمه».

وترى الباحثة أن تعزيز ثقة المرأة بنفسها والشعور بالارتياح النفسي مقترن بظهورها في جمال مظهرها لدى الآخرين، لكن الذي يحدث في مراكز التجميل هو العبث بالشكل من أجل لفت الأنظار لا أكثر.

وتضيف أن الذائقة الفقيرة لبعض الفتيات باتت تثير النفور لدى الكثيرين، حيث إن استفحال ظاهرة ارتياد الفتيات مراكز التجميل في الآونة الأخيرة أنتجت أشكالا متشابهة إلى حد كبير، بسبب الطريقة المكررة التي يتم التعامل بها مع جميع الحالات، بل ووصل الحال إلى وجود حالات يحرصن على تقديم صورة لفنانة معينة إلى طبيب التجميل لصنع أنف او وجه مشابه إلى الشخصية في الصورة.

وأكدت الباحثة ان «عمليات التجميل خلقت هوساً لدى الكثير من النساء لأسباب تتعلق بغياب الهدف وزيادة أوقات الفراغ فضلا عن محاولات التقليد الناجمة عن غياب الثقافة «.

***********************************************************************************************

الصفحة الثامنة

نتائج انتخابات مجالس المحافظات والتقييم المطلوب

رشيد غويلب

كانت نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة «صدمة»، كما وصفتها ردود الفعل الأولية. والحقيقة ان توصيفاً كهذا، يوحي بان الحزب كان يأمل بنتائج أفضل. فهل كانت نتائج الانتخابات مفاجئة؟ وهل هناك أسئلة اخرى، يجب ان نجيب عليها بشكل مختلف عمّا عهدناه طوال العشرين سنة الاخيرة؟

قبل محاولة الإجابة على مثل هذه الاسئلة، أتوجه بالتهنئة الحارة والمسبقة بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب، التي ستحل في الحادي والثلاثين من آذار المقبل، آملاً ان يكون برنامج الاحتفال بها، مناسبة لتجميع القوى ومضاعفة الجهود، لإخراج الحزب من تأثير «الصدمة»، والعمل الجدي على وضعه على طريق الحيوية والتطور، وخلق الأرضية الصحيحة للعمل الجاد لتحقيق شعارات الحزب التاريخية، وشعار المؤتمر الوطني الحادي عشر في التغيير الشامل.

على الرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها، لكن هناك جملة من العوامل تجعلنا نتمسك بمشروع الحزب التاريخي، بروح نضالية وتفاؤل لا يلين، ولعل من أبرزها:

أولاً:-  امتلاك الحزب مشروع تاريخي مجرب، لا زال يمثل للشيوعيين وكثير من اليساريين العراقيين، الخيار الأفضل في الساحة السياسية العراقية، التي يبدو أنها تعاني من طرح البدائل، بما يوازي الرفض المجتمعي الواسع لمنظومة المحاصصة والفساد.

ثانياً:-  اعتماد الحزب المنهج الماركسي، الذي أثبتت الحياة، وبشهادة خصومه، وعلى الرغم من الهزائم الكبرى، تمتعه براهنيته وقدرته على التطور لاستيعاب المتغيرات العالمية والمحلية، شرط تطبيقه بأبداع على الواقع العراقي.

ثالثاً:- التضحيات الجسيمة والرموز الوطنية الثورية التي قدمها الشيوعيون ومناصروهم عبر عقود من الصراع مع الأنظمة الرجعية والدكتاتورية التي توارثت حكم البلاد، باستثناء فترات محدودة من تاريخ البلاد، بالإضافة إلى المشاركة الريادية للشيوعيين في تشكيل الهوية الوطنية العراقية، التي يمثل استرجاعها حجر الزاوية لبناء البديل الوطني الديمقراطي.

والحديث يطول إذا تناولنا دور الحزب في دعم ونشر الثقافة الديمقراطية، ورموزها الكبيرة التي ارتبطت بالحزب مباشرة، أو كانت شريكة للشيوعيين في ترسيخ قيم التنوير والتسامح، ومواجهة المشاريع التي ارادت وتريد العودة بعجلة الثقافة في البلاد إلى الوراء.

أود التأكيد على ان الظروف الموضوعية وتوازن القوى السائد في العراق وفي أغلب بلدان العالم، هي ليست في مصلحة مشروع اليسار والمشاريع التقدمية والديمقراطية، وأن نقطة الشروع في التنافس والصراع بين مشاريعنا البديلة، والمشاريع السائدة ليست عادلة، ويعود ذلك لامتلاك المنافسين والخصوم السلطة والمال والإعلام، واضف إلى ذلك في العراق افرازات الخراب الذي ترسخ في الستين سنة الاخيرة من تاريخنا الحديث. لكن تغيير الظروف الموضوعية لصالح المشاريع البديلة ليست أمرا رغبويا ً يقره هذا الحزب او ذاك، وهذه ليست دعوة لإهمال الظرف الموضوعي، بل دعوة لوضع الأمور في نصابها، وعدم جعل الظروف الموضوعية، ستاراً يحجب عنا مراجعة مسؤوليتنا المباشرة عن تغيير أدائنا الذاتي، وهو أمر يعود بالكامل لنا، ولا أحد يمنعنا من مراجعته، وتطويره بالشكل الذي يجعلنا قادرين على مواجهة صعوبات نضالنا اليومي.

في تناولي لنتائج الانتخابات والتقييم المطلوب لها، سأركز على الأسباب التي شكلت الأرضية لنتائجها، على صعيدي السياسة والأداء والرؤية التي بني عليها قرار المشاركة فيها، وكذلك بعض الملاحظات الاخرى.

سياسة ما بعد 2003

في مساهمة لي في مناقشة مسودة التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الوطني الحادي عشر، نشرت في جريدة طريق الشعب وفي موقع الجريدة بتاريخ 11 تشرين الثاني 2021 ، ما يلي:

ان «ذهنية ثنائية الاختيار، وعدم السعي لبديل ثالث، التي طبعت سياسة الحزب في العقود التي تلت انقلاب شباط الأسود 1963، أي التفكير في احتمالين متضادين واختيار أفضلهما، والمثال الأقرب تاريخياً هو ثنائية المشاركة في مجلس الحكم، كخيار أفضل من المشاركة في المقاومة المزعومة للاحتلال الذي مارسته بقايا البعث المتحالفة مع منظمة القاعدة الإرهابية، وقد كنت حينها مؤيدا بقوة للمشاركة في مجلس الحكم، في حين أن إهمال الخيار الثالث، وهو المعارضة السلمية للنظام السياسي. في إطار ذهنية الثنائيات حرم الحزب من إمكانية بناء تراكم لبديل ثالث، ربما كان ممكنا ان يكون منتجا أكثر من تجربة المشاركة التي عشناها، ولعل تجربة الرفاق السودانيين التي لا تزال حاضرة بقوة خير مثال على ذلك. وبالمناسبة ان هذه الثنائية طبعت أداء الكثير من الأحزاب الشيوعية قبل وبعد انهيار التجربة الاشتراكية».

وأضيف أن السياسة التي اعتمدها الحزب بعد الاحتلال وسقوط الدكتاتورية، ارتكزت على تكتيكات آنية، بعيدة عن تحليل طبيعة الحدث وأفق تطوره، وفق المنهج الماركسي الذي يتبناه الحزب. فكانت مشاركة الحزب في مجلس الحكم بزعامة الحاكم المدني لقوات الاحتلال، وما تبعها من مشاركات شكلية في الحكومات المتعاقبة، التي فرضت على الحزب سياسة وخطابا سياسيا، أدى إلى تحجيم تدريجي لدور الحزب، وابتعاد الأكثرية، إلى جانب اسباب، اخرى عنه. إن إقرار مؤتمرات الحزب لهذه السياسة وعدم مراجعتها، شكل الأساس لعدم قدرة الحزب على تعبئة الأوساط الساعية للتغيير، بعد ان كان الحزب في لحظة الخلاص الأولى من الدكتاتورية بديلاً لآلاف من العراقيين التي كانت تعج بهم مقرات الحزب وفعالياته الجماهيرية حينها.

إن النتائج الملموسة لهذه السياسة، وآخرها الهزيمة الانتخابية التي نحن بصددها، أكدت خطأ هذه السياسة، وعدم قدرتها على تطوير وتعزيز دور الحزب، وبالتالي فان استمرار العمل بها مع إجراء بعض التحسينات لن ينجح في دفع عجلة الحزب إلى أمام، ولهذا أعيد ايضا اقتباس فقرة من مقالتي المشار البها:

و»هذا يستدعي، وفق رأيي المتواضع، مراجعة سياسة الحزب المعتمدة منذ الغزو واسقاط الدكتاتورية، واستخلاص الدروس مما هو إيجابي، وتجاوز عدم المنتج منها، فالتغيير الذي يسعى الحزب لتحقيقه بالاشتراك مع قوى المجتمع الحية، ستوجب هذه المراجعة لتعزيز خطاب الحزب ومواقفه. ولم يعد كافيا، كما هو معتاد، مراجعة وتدقيق سياسة الحزب ما بين مؤتمرين فقط، فالتغيير المنشود يتطلب اعتماد الدقة والوضوح وتجنب الصياغات القابلة للتأويل وهي إشكالية عانت منها سياسة الحزب وخطابه طيلة هذه السنين».

طبيعة الأداء ومحدودية المتحقق

انتقل الحزب بعد الاحتلال واسقاط الدكتاتورية إلى العمل العلني الحقيقي لأول مرة في تاريخه، بعد قرابة 70 عاما قضاها في العمل السري، مع استثنائيين، السنوات التي تلت انتصار ثورة الرابع عشر من تموز حتى انقلاب 8 شباط الاسود، وسنوات التحالف مع البعث (1973 – 1979)، وفي كلا الحالتين كانت علنية عمل الحزب قلقة ومحفوفة بالمخاطر وناقصة.

لقد عاد الحزب للعمل بذات الاساليب والهياكل الموروثة من التجربة النضالية السابقة، وهي هياكل وقواعد واساليب عمل صممت لحزب سري، نجح في النمو والاستمرار، وتحول طيلة عقود ماضية إلى القوة السياسية الأولى في البلاد، على الرغم من عدم وصوله للسلطة. في حين ان الظروف الجديدة لعمل الحزب منذ التاسع من نيسان 2003، كانت تتطلب، ذهنية وأساليب عمل وقواعد جديدة لحياة الحزب، تتجاوب مع المتغيرات الهائلة التي حدثت في العالم على جميع المستويات. والعراق رغم الخراب الذي ابتلى به، والتخلف السائد فيه، ليس خارج هذا العالم، اذ سرعان ما تعرفت الاجيال المضطهدة والمحرومة على الكثير من الجديد، بالإضافة إلى ان التجربة الملموسة التي عشناها بعد التغيير تقول بأن جميع أحزاب المعارضة العراقية لنظام صدام حسين، ومنها حزبنا الشيوعي، لم تكن على اطلاع دقيق بالتحولات السلبية التي عاشها المجتمع العراقي طيلة سنوات الدكتاتورية والحصار والحروب الداخلية والخارجية.

لقد عانت تجربة الحزب في العقدين الأخيرين من التعارض الشديد بين قواعد وآليات العمل المتبعة والمتغيرات الهائلة في حياة الناس ومستوى تفكيرهم. وقد تجلى ذلك في احتفاظ الحزب بعدد من مخلفات التجربة السابقة، وعقود العمل السري الطويلة والمتمثلة في الهرمية الضيقة والمركزية الشديدة، وممارسات بيروقراطية، تحولت إلى سبب رئيسي في إطار اسباب اخرى، في عدم قدرة الحزب في الحفاظ على كثيرين، وخصوصا الشباب، ممن وجدوا طريقهم إلى صفوف الحزب في السنوات الاولى.

ان الظواهر المشار اليها حرمت الحزب من التعامل بذهنية تعبوية مرنة مع مشاكل العمل اليومي، والاختلاف الذي يبرز في مجراه، وغاب الابداع في التعبئة والتنظيم تاركا المكان لأساليب عمل، أثبتت التجربة الملموسة فشلها ووقوفها وراء عدم قدرة المنظمات الديمقراطية التي يفترض انها جماهيرية، والتي كانت في السابق رائدة في تعبئة العمال والفلاحين والنساء والشبيبة والطلبة. واعتقد أن المتابعين لهذا الواقع لا يحتاجون إلى أمثلة او إشارات، فالتجربة قريبة، وحاضرة في اذهان الكثيرين منا.

وقد أشرت في مساهمة لمناقشة مسودة النظام الداخلي التي طرحت على المؤتمر الوطني الحادي عشر، والمنشورة في طريق الشعب وموقع الجريدة في 23 ايار 2021 إلى ان «هناك أهداف يجب ان تتحقق من خلال إقرار نظام داخلي جديد للحزب، وتوسيع المشاركة في اتخاذ القرارات المفصلية على الأقل، وضمان وصول المعلومات الملموسة لجميع أعضاء الحزب، وهو حق نص عليه أيضا النظام الداخلي النافذ، واعتماد هرم تنظيمي سلس وبسيط، وإلغاء المبادئ والصياغات التي تؤكد المركزية، والتي يمكن ان تصبح بلا ديمقراطية، إذا طبقت بشكل سيء، فضلا عن تطبيق فعلي ومرن للنظام الداخلي وعدم وضع الكثير من مواده على الرف بطريقة انتقائية، وتبرير ذلك بالصعوبات الموضوعية، وعدم طرح المشاكل الماثلة على طاولة الحل، وبدون تأخير».

وبشأن إبداء الرأي في سياسة الحزب جاء في المقالة المذكورة «الجزء المتعلق بأبداء الرأي بسياسة الحزب العامة وسياسته التنظيمية في منابر الحزب الإعلامية لحد الآن يعاني من الإرباك ويخضع لتقدير الرفاق المعنيين في منابر الحزب الإعلامية، بل ابعد من هذا في حالات لا تنشر مقالات سياسية ووجهات نظر حول الكثير من الأسئلة الآنية، باستثناء تلك المقالات والمساهمات المؤيدة لما هو عام، والتي تخلو من رؤية نقدية. طبعا ليس المقصود المطالبة بنشر كل شيء، وخصوصا محاولات الإساءة لمشروع الحزب وتاريخه النضالي. لقد أدت هذه الذهنية إلى كف الكثيرين من طرح وجهات نظرهم ومقترحاتهم، وكذلك إلى خسارة منابر الحزب لمساهمات كثيرة من أسماء معروفة بما فيها مثقفون وصحفيون مرموقون، أعضاء في الحزب، ولكنهم اختاروا العمل في منابر إعلامية أخرى، لكي يتجنبوا الاحتكاكات المحتملة بسبب شدة الرقابة. ان حدوث حلحلة في السنة الأخيرة بهذا الخصوص، لا يلغي المطالبة بمراجعة تفصيلية».

انتخابات مجالس المحافظات

ان نتائج الانتخابات لم تكن مفاجئة، ولا تعود بالأساس لأسباب فنية او تكتيكية، بل نتيجة متوقعة، وتعود بالأساس لأسباب فكرية -  سياسية – تعبوية مترابطة وغير قابلة للتجزئة، تشكل بمجموعها الوضع المركب الصعب السائد اليوم. وكانت النتائج الأخيرة بمثابة كشف للمستور، وسلطت الضوء على حقائق لا يمكن تبريرها او القفز عليها.

لابد من التأكيد، ليس هناك مشاركة دائمة في الانتخابات، او رفض مطلق  لها. والمعروف ان الاحزاب السياسية التي تعمل في ظل ظروف استثنائية كما هو الحال في العراق، تقرر المشاركة من عدمها استنادا إلى دراسة الواقع السياسي في البلاد والمنظومة والقوانين الانتخابية السائدة على اساس متابعة دقيقة والمعطيات المتوفرة لديها، وقدراتها الذاتية وامكانياتها التعبوية، فهل كان قرار الاشتراك في انتخابات مجالس المحافظات صائبا؟

اتخذ قرار المشاركة في الانتخابات من قبل اللجنة المركزية. ولم يجر اللجوء إلى استفتاء حزبي مثل الذي سبق قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية. ويبدو ان اللجنة المركزية بنت قرارها على حصول المدنيين والتنظيمات الناشئة على أكثر من 2 مليون صوت في انتخابات 2021 البرلمانية، في حين ان أي متابع كان عليه ان ينتبه إلى ان الظروف التي أدت إلى تلك النتائج لم تعد قائمة، وان أداء الكتل المتنفذة، وكذلك الكثير من الفائزين الجدد (كتل مدنية ومستقلين) في البرلمان واحتواء الكثير من منهم من المتنفذين، قد عزز خيبة أمل الأكثرية. وكان واضحا ان المشهد لن يتكرر. والنتائج تقول ان هذه الخيبة لم تنحصر في الجمهور العام، بل انتشرت في صفوف القوى المدنية، ومنها الحزب.

كان المفروض ان يطرح قرار المشاركة في الانتخابات لنقاش واسع يشترك فيه رفاق الحزب و مؤيدوه ، وعلى اساس حصيلة هذه المناقشة، تستطيع اللجنة المركزية اتخاذ قرارها بالمشاركة او عدمها. ان اللجوء إلى هذا الاسلوب او ما يماثله كان يمكن ان يؤدي إلى تجنب هزيمة انتخابية كانت واضحة للعيان، اعتقد انها عمقت الصعوبات الجدية التي يعاني الحزب منها.

سوف لن اتناول الجوانب الفنية والادارية والنواقص التي ترافقها عادة، لقناعتي، ان حصتها في النتائج الكارثية المتحققة لا تذكر.

ما العمل؟

المدخل في الإجابة على السؤال التاريخي (ما العمل) هو الاعتراف بالهزيمة الانتخابية، وبأسبابها الحقيقية، وتجنب اعتماد تحليلات شكلية، تؤدي بالضرورة إلى تبريرات مكررة، قد لا تستوعبها مقالة صحفية. وان اي احتواء لردود الفعل وعبور الزوبعة بشكل مسيطر عليه، سوف لن يؤدي إلى تقييم جاد يشكل أساسا لانطلاقة جديدة. واذ كانت المراجعة والتجديد المسيطر عليه قد نجح إلى حين بعد المؤتمر الخامس، لأن أزمة الحركة الشيوعية كانت عامة، ولا يمكن ان يتحملها حزب بمفرده، فأن الأمر هذه المرة مختلف جدا، لأن الملف قيد المناقشة، عراقي من الغلاف إلى الغلاف.

اعتقد أن اي تجزئة او فصل بين الفكر والسياسة والتنظيم، سيؤدي هو الآخر إلى أنصاف الحلول التي لا توجد تجربة، لا في تاريخ الحزب ولا غيره من الاحزاب السياسية تؤكد صحتها. ولهذا فمن الضروري ان تكون المراجعة عامة شاملة واسعة وعميقة، وان لا تدار بشكل تقليدي ولا تنحصر في قوام التنظيم الحالي، بل يصار إلى طاولات حوار واسعة لجميع الرفاق، بما في ذلك البعيدون عن التنظيم، لكونهم حريصون على مشروع الحزب وتعزيز دوره السياسي وتأثيره في المجتمع.

بعد ذلك يصار إلى طرح الخلاصات للمناقشة الواسعة القائمة على الشفافية والديمقراطية وسعة المشاركة وفتح وسائل إعلام الحزب لمناقشات حرة، تستثني الإساءة والتشويه للحزب وتاريخه ورفاقه. وتجري بروحية تضامن رفاقي يبتعد عن فكرة تحميل المسؤوليات والإدانات، لان الهدف النبيل المرجو هو استنهاض الحزب، وليس الإدانة، او توظيف الحدث للنيل من الحزب.

حصيلة المناقشات التي يفترض ان تؤدي إلى سياسة جديدة، قائمة على تحليل علمي، وتغيير جوهري في النظام الداخلي يفضي لمشاركة واسعة وتعميق الديمقراطية في مركز الاهتمام، وتغادر الهرمية والبيروقراطية الموروثة، وتعيد توزيع الصلاحيات، وخصوصا تلك التي تتعلق بأسئلة جوهرية كالتحالفات والمشاركة بالانتخابات من عدمها، وإعداد البرامج الانتخابية واختيار المرشحين، والقضايا الوطنية الكبرى، إلى كونفرنسات او مؤتمرات انتخابية او استثنائية، لكي يكون القرار فيها لمجموع الحزب، وعندها تكون مسؤولية النجاح والفشل على عاتق الجميع، فضلا عن الحافز في عملية تنفيذ هذه القرارات، وكذلك تخرج الحزب من الجدل غير المنتج بشان ترحيل المسؤوليات في حال عدم تحقيق النجاح المرتجى.

من المعروف أن هناك جهداً يبذل داخل الحزب لدراسة نتائج الانتخابات وتداعياتها، أجد من الضروري ان يركز على كيفية استعادة دور الحزب، وعلى مخاطر الاستبداد المحدقة بالعراق، وتحليل الوضع الراهن، اعتمادا على شعار «التحول الديمقراطي يصنعه الديمقراطيون الحقيقيون فقط»، وان الانتخابات بالنسبة للمتنفذين ليست سوى غطاء ديمقراطي مزيف، وبالتالي فان بذل الجهد السياسي مع الكتل المتنفذة يمكن توفيره. وكما تشير وثائق الحزب فان حدوث انتفاضة جديدة أمر وارد جدا.

وأخيرا اعتقد ان الحدث يمثل مناسبة لا يجوز أضاعتها، فرب ضارة نافعة. لقد وصلنا إلى لحظة مفصلية، فأما المراجعة الواسعة والتجديد والبداية الجديدة، او الاستمرار بالأساليب والمعالجات القديمة، في الحالة الثانية يكون السيناريو معروفاً مسبقاً.

  *******************************************************************************

تنويه

تود «طريق الشعب» أن تنبه قراءها الاعزاء إلى ان إشكالا فنيا حدث عند طباعة المقال المعنون «نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة بين التبرير والنقد الجاد!» لكاتبه الرفيق عطا عباس خضير، والمنشور على هذه الصفحة من عدد الجريدة الصادر يوم 8 شباط الجاري، مما أدى الى بعض الارباك في نصه المطبوع.

وقد سرّنا في الجريدة ان الارباك المذكور لم يؤثر على محتوى المقال ولم يغير شيئا من أفكاره ومن معناه. علما ان الجريدة تعاملت معه باهتمام، عكسته اشارتها اليه ونشرها عنوانه في صدر صفحتها الأولى.

*************************************************************************************************

الصفحة العاشرة

صرخة جاز من براري نبراسكا إلى غرف الغاز: بوب كوفمان... الزنجي الأحمر الجديد

محمد مظلوم 

ما من شاعر في أميركا ما بعد القنبلة الذرية، فكَّك التاريخ الرسمي للولايات المتحدة ودحض رواياته وادعاءاته وهجا أبطاله المزيفين، وأشاد بأبطاله المغمورين كما فعل بوب كوفمان (1925 -1986). صحيح أن معظم شعراء «البيت» قاربوا هذا الموضوع بين حين وآخر سواء بالتهكم أو بالنقد السياسي، لكن كوفمان أعلاهم صوتاً، بل أقواهم صراخاً وأكثرهم جرأة وجذرية، وأعمقهم إيغالاً سياسياً في هذا الاتجاه، فرغم الميول والأفكار اليسارية و«الأناركية: اللاسلطوية» التي يحملها من سبقوه أو عاصروه من الشعراء «البيض»، فإنّ قلة منهم تجرّؤوا على مواجهة العنصرية في أميركا. شعره خلاصة للثقافة المضادة متجسدة في تمسكه بالثقافة الفرعية والهوية المقموعة، فتبنى التميز العرقي بديلاً من التمييز العنصري ودفع ثمن هذا الخيار فادحاً بعذاب الجسد وغربة الروح. ربما كان لاستشعاره المباشر أثر في هذا «التميز»، فكونه «أسود» جعله يستشعر عذاب الصلب، الذي عاشه في السجن والاعتداء الجسدي، أكثر ممن يرون المصلوب، أو حتى أولئك الذين يساعدونه على حمل الصليب في الطريق الشاقة إلى الجلجلة!

ولد بوب كوفمان في مهد الجاز: مدينة نيو أورليانز حيث استقر عدد كبير من المسترقِّين الذين استقدموا من أفريقيا أثناء حقبة تجارة الرقيق. بيد أن هؤلاء لم يكونوا مجرد «عبيد» أو أيدٍ عاملة في المزارع والمصانع، لكنهم بشر يحملون إرثاً روحياً وفولكلوراً أصيلاً، إذ جلبوا معهم تقاليد موسيقية راسخة، تمثلت في الأغاني الحزينة الصارخة في المزارع، معبرين من خلالها عمَّا يعانونه من ظلم واستغلال حيث يحصد الفلاحون بيادر من قمح، ليذهب ريعه إلى مستعبديهم بينما لا يجنون ما يسدون به رمقهم وكثيراً ما ينام أبناؤهم جوعى.

وهكذا، فإن موسيقى الجاز تعد تذكيراً بمجتمع قمعي وعنصري وتدين القيود المفروضة على رؤاهم الفنية وتنطوي في الوقت نفسه، عبر سمتها الارتجالية، على انشقاق عن التقاليد السائدة وانعزال عن الجماعة المتسلطة، وتمرد على القطيعية.

يحضر الجاز بقوة، في شعر كوفمان ليعبر من خلال أجوائه وأبطاله وتاريخه، عن عالمه الأثير والمأثور وعن ثوريته الأصيلة، فموسيقى الجاز، إضافة إلى كونها ثورةً فنية، ثورة اجتماعية تدعو إلى علاقات أكثر إنسانية وتعايش طبيعي وسليم يؤمن بالاختلاف. كما تظهر قصائد كوفمان خصوصية حياته الشخصية، فشعره ارتجالي وشفاهي كموسيقى الجاز، وحزين كموسيقى البلوز، وحياته ليلية كحياة الموسيقيين السود، وهو مدمن مخدرات مثل معظم موسيقيي الجاز، وهكذا جمع بين شخصية «البيتنك» ونشوة موسيقى الجاز.

ومن المهم هنا التفريق بين تاريخ مصطلح «البيت» ومصطلح «البيتنك»، فالأول عام، يشمل معظم شعراء الجيل. أما الثاني، فـ «شخصي» يخص كوفمان تحديداً وهو أول من استخدمه في الشعر. فمفهومه لـ «البيت» يرتبط بالموسيقى الأفريقية، وتحديداً قرع الطبول، وعوالم الطبّالين وعازفي الجاز والبلوز السود، الذين كانوا أبرع من نظرائهم البيض. ومع هذا ظلوا يتقاضون أجراً أقل، وينظر إليهم بعنصرية. كذلك، ارتبط تعاطي المخدرات بأشهر عازفي ومغني ذلك العصر من الزنوج: تشارلي باركر وبيلي هوليداي وسواهما. وبهذا المعنى، فإن «البيتس» هم أهل القَرْع والقاع (المهمشون والمعدمون السود من الفنانين والموسيقيين)

أما «البيتنك»، فهو مصطلح جرى نحته لاحقاً من لفظتي «بيت» و«سبوتنك»: أول قمر صناعي روسي أطلق إلى الفضاء الخارجي. لذا فهو تطوير أكثر تطرفاً من المصطلح السابق، إذ يعبّر عن الانفصال والابتعاد الكلي عن المجتمع والعالم الأرضي نحو فضاء خارجي، وعالم كوكبي، كما يلمّح إلى السمة (أو الشبهة) الشيوعية التي أصبحت قرينة بشعراء ذلك الجيل، ولا سيما كوفمان الذي مثّله أحسن تمثيل في شعره وسلوكه وحياته وحتى في طبيعة زيه.

يزخر شعر كوفمان، كذلك، بإشارات واضحة لما كابده من وضعه تحت الرقابة من قبل الأمن الفيدرالي الأميركي بوصفه مشتبهاً به في الانتماء إلى الشيوعية. وتظهر وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي التي نشرت بعد وفاته أنه كان محل رصد، وهدفاً لتقارير حول علاقته بالحزب الشيوعي ونشاطه النقابي بين أوساط عمال الموانئ، وهو ما كان محظوراً في الولايات المتحدة ويعادل الخيانة العظمى.

في خضم تلك الأجواء، كتب نصّه السريالي الطويل (البيان الأبوممي) ذا الصرخة الاحتجاجية الهجائية الساخرة، وصدّره بعبارة لافتة (كتبه: بومكوف) وظل متشرداً وشبحاً لا يظهر إلا في سواد الليل لينظم لأصدقائه من البحّارة القدامى في الحانات ليغني معهم حين يسكر «النشيد الأممي» وسواه من الأناشيد الشيوعية.

وإلى جانب توجهه اليساري جمع بين «الحداثة الشعبوية» والثورية السريالية وتقاليد «الزن» البوذية التي أصبحت سمة مهيمنة في الثقافات المضادة في الستينيات. فقد فهم السريالية على أنها تجسيد لمبدأ بروتون المتمثل في «العصيان الكامل». لكنّ «شطحات» كوفمان للسريالية أكثر ارتباطاً بالتاريخ والسياسة، فكان بحق أحد رواد «الأفروسريالية» بتعبير أميري بركة الذي أكد أن الأفروسريالية تفترض «أن خلف هذا العالم المرئي، عالماً غير مرئي يسعى إلى الظهور ومهمتنا الكشف عنها». لذا، فإن تبني كوفمان لـ «الوعي السريالي» أتاح له استكشافات أكثر اتساعاً للسواد، حين يهمش هذا السواد أو يشعر بأنه مقموع تحت وطأة الثقل الساحق والمدمر لمنظومة القمع الغربية، فما هو استثنائي يتيح برهة ما رؤى تخيلية تعيد تشكيل ما يمكن أن يكون عليه السواد من جماليات. وهي الجماليات التي دأب على خلقها بتوظيفه للموروثات التي خلّفتها العبودية كما في قصيدة «حلم أفريقي» وعبر ربطه بين الإمبريالية والعنصرية والإبادة للسكان الأصليين. وهو أمر شائع في إرث اليسار الأدبي في فترة الحرب الباردة، وصل إلى وصف الإعدامات في أميركا بنوع من الإبادة، كإعدام الزوجين جوليوس وإيتيل روزنبرغ اللذين أدينا بتهمة التجسس لمصلحة الشيوعية. وخصص لكارل تشيسمان الذي أدين بالسرقة والاغتصاب وأعدم في غرفة الغاز، نصاً طويلاً هو كناية عن شريط تسجيلي يمزج من رعب هيتشكوك والفكاهة السوداء لشابلن ويعمد إلى السخرية من سينما هوليوود ونجومها المصنَّعين، حيث يتلاعب باسم كاريل تشيسمان، فيحرفه ويقلّبه على أوجه عدة. سواء الأول: كارل، وكارلو، وكارلوس، وكوريل... أو الثاني تشي، تشاي، تشيس.. إلخ. لإضفاء طابع كوزموبوليتي على شخصية تشيسمان التي نالت قضية محاكمته اهتماماً عالمياً. كما يتلاعب بالكلمات داخل النص، فيوظف الجناس بين الغاز والجاز: «استمعوا إلى صوت الغاز على موجة...» ليخلق مفارقةً تهكمية بين موسيقى السود، التي تصنع حياة جديدة في أميركا، وبين الغاز، المستخدم في حجرات الإعدام التي وصفتها «التايمز» بأنها «آلة تنظيف صحي يضطر المجتمع المتحضر إلى ابتكارها لحماية نفسه من لوثة المجرمين المرضى نفسياً».

كثيراً ما ردد تشيسمان أثناء المحاكمة أن القضاة مصممون مسبقاً على قتله. ولهذا قرر أن يدافع عن نفسه باستماتة، بعدما قرأ مجلدات كثيرة من كتب القانون، لهذا يشبّهه كوفمان بثور «البيسون» في حلبة مصارعة أو في براري أميركا الشاسعة. والبَيسون (الجاموس الأميركي) مرتبط برمز حرب المستوطنين الأميركيين ضد السكان الأصلين حيث أصدرت حكومة الولايات المتحدة المُستعمرة في ذروة حربها ضد الهنود الحمر، قراراً بصيد هذه الجواميس بهدف تجويعهم وإجبارهم على الاستسلام أو الموت.

«كان كارل تشيسمان جاموساً أميركياً زاخراً بالأجنَّة

قتلَهُ سفَّاحونا المتقيّئون،

كان كارل تشيسمان جاموساً أميركياً، يرعدُ عبرَ مَرعى كاليفورنيا الكاذب

أثخنته السهامُ المسمومةُ للسلطة»

لقد اختار كوفمان خياراً أقل ما يقال عنه إنه قاسٍ: أن يكون صوته الصراخ الصريح لمن قُمعوا وكُتمتْ أصواتهم في التاريخ الأميركي، مجسداً الفكرة التي صاغها ابن جلدته لانغستون هيوز لـ «الزنجي الأحمر الجديد» في مسرحيته الشعرية عن «فتية سكوتسبورو» ويدمجها مع فكرة «المسيح الأسود» في الثقافة الكاريبية ليخلق صورة العذاب لبني تلك الهوية العرقية التي خرج منها ونشأ معها:

«أميركا، أَغْفرُ لكِ. . . أَغْفرُ لكِ

وأنتِ تُسمِّرين مَسيحاً أسود

على صَليبٍ مُستورَدٍ

كُلَّ ستَّةِ أسابيع»

واختار أن يُظهر هوية ولوعة تلك «الثمار الغريبة» في الأشجار الأميركية (عنوان الأغنية للمطربة الزنحية بيلي هوليداي) كناية عن السود الذي أعدموا وعلِّقت جثثهم على الأشجار. (كانت بيلي هوليداي نفسها أحد أبطاله، إذ جرى إسكاتها ومنعت من غناء أغنيتها تلك في مسارح أميركا) لكن حين جرى إسكات كوفمان أو دفعه إلى الصمت، ظل صمته أكثر احتجاجاً مدركاً أن صرخته سيتردد صداها يوماً حتى بعد صمته الأبدي.

لقد كانت حياته بين صراخ وصمت. لكنه حتى في مدة صمته كان – كما يؤكد أصدقاؤه في سان فرانسيسكو – يختزن في نظراته صراخاً مخيفاً يواجه به العنصريين وشرطة سان فرانسيسكو الذين ربما نجحوا في دفعه إلى الصمت، لكنهم فشلوا في ترويض ذلك الاحتجاج العميق والصارخ في عينيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأخبار” اللبنانية – 3 شباط 2024

********************************************************************************************

لماذا بقيت فريدا كاهلو أيقونة الفن المكسيكي؟

من كان ليتوقع أن فريدا كاهلو، هذه الرسامة المذهلة للوحات ذاتية عبقرية، كادت أن تكون طبيبة، لولا تدخل القدر، وإن بشكل مأسوي.

في شبابها، درست كاهلو علم الأحياء والتشريح، في واحدة من أفضل المدارس في مدينة مكسيكو، في دفعة مكونة من 35 فتاة فقط بين 2000 طالب.

كانت مصرّة على النجاح مهما تطلب الأمر من جهد، لكنها  تعرضت لحادث عنيف في الحافلة التي كانت تقلها إلى منزلها، ما أدى إلى إصابتها بشكل بليغ وعرقلة صحتها إلى الأبد؛ وبالتالي دفعها إلى مسار جديد لم تكن تخطط له مطلقاً.

خلال حياتها القصيرة والصاخبة في آن، أنتجت الفنانة المكسيكية ما بين 150 إلى 200 لوحة، في معظمها صور ذاتية لها، وصور للعائلة والأصدقاء، ورسومات حية كثيرة. مزجت لوحاتها التصويرية والشخصية بشكل مكثف بين الفولكلور المكسيكي والرمزية. اجتمعا معاً لتوضيح تجربتها الحياتية بمختلف مراحلها. وهي غالبا ما كانت تجمع بين عناصر ثنائية كالليل والنهار، والمذكر والمؤنث، والتواجد في مكانين في وقت واحد، أو نسخ مزدوجة من كاهلو نفسها.

 كل ذلك جعلها أيقونة الثقافة الشعبية المكسيكية.

ولدت ماجدالينا كارمن فريدا كاهلو في عام 1907 في ضاحية كويواكان في مكسيكو في منزل أزرق بناه والدها وأطلق عليه اسم كازا أزول. وقد قامت لاحقا بتعديل سنة ميلادها من 1907 إلى 1910 لتتزامن مع بداية الثورة المكسيكية التي كانت عزيزة عليها.

كان والدها، غييرمو كاهلو، مصورا فوتوغرافيا، ورثت عنه حب التصوير ولكن بالريشة والألوان. وعندما كانت كاهلو في السادسة من عمرها، أصيبت بشلل الأطفال، ما جعل ساقها اليمنى أصغر بشكل دائم من اليسرى. من هنا جاء اختيارها للتنانير الطويلة، التي ستصبح جزءا من زي كاهلو الذي يميزها أينما حلت، ووسيلة لصرف الانتباه عن قدمها.

خلال دراستها العلوم، التقت الفتاة المندفعة بمجموعة من فناني الجداريات من الطلاب الشيوعيين، كان من بينهم دييغو ريفيرا الذي ستلتقيه بعد سنوات. وفي العام 1925، تعرضت لذلك الحادث الذي غيّر مسار حياتها، فأصيبت بكسور في العمود الفقري وبإصابات داخلية خطيرة أخرى أدخلتها المستشفى لمدة شهر.

بدأت كاهلو الرسم خلال فترة تعافيها الطويلة في السرير. مستعينة بالمرآة التي قامت والدتها بتثبيتها على الجانب السفلي من سريرها، واختارت نفسها موضوعاً لرسوماتها.

بعد سنوات قليلة من تعافيها، التقت كاهلو ريفيرا مرة أخرى من خلال صديقتها المصورة تينا مودوتي. كان ريفيرا أكبر من كاهلو بعشرين عاما، وكان في ذلك الوقت فنانا معروفا. تزوجا في عام 1929.

أمضى كاهلو وريفيرا السنوات الأولى من زواجهما في الولايات المتحدة حيث عاشت “صحوتها الإبداعية”. بعد وقت قصير من وصولها إلى سان فرانسيسكو، التقت بالمصورة دوروثيا لانغ، التي شاركتها الاستوديو الخاص بها، وقدمت كاهلو لشخص أصبح صديقا مقرّبا لها طوال حياتها هو الدكتور ليو إلويسر الذي قام بتشخيص إصاباتها بعناية وظل أحد أصدقائها الأكثر ثقة حتى وفاتها.

ظلت الرسامة الصاعدة تعيش في ظل شهرة زوجها حتى العام 1938، عندما بدأ عملها يحظى بالتقدير. فقامت بأول عملية بيع لها على الإطلاق في ذلك الصيف، عندما زار ممثل هوليوود وجامع الأعمال الفنية إدوارد ج.روبنسون استوديو ريفيرا واشترى أربع لوحات لكاهلو.

وبعد بضعة أشهر، أقامت كاهلو أول معرض فردي لها، وهو واحد من معرضين فرديين فقط تمّ تنظيمهما خلال حياتها، حيث عرضت 25 لوحة في معرض جوليان ليفي في نيويورك، اجتذب حشدا من الصف الأول، بما في ذلك ألفريد ستيغليتز، وأمين المتحف ألفريد بار، ومؤرخ الفن ماير شابيرو، وجورجيا أوكيفي.

من أبرز الأعمال التي عُرضت لها لوحة زيتية لخمس ثمار بيتاهاياس متعفنة تتكئ على صخور بركانية ونبات صبار.

لاحقاً، سافرت لوحة البيتاهاياس و17 لوحة أخرى مباشرة من نيويورك إلى باريس، حيث شاركت كاهلو في عام 1939 في عرض جماعي للفن المكسيكي في معرض بيير كولي.  ومن بين الأعمال الشهيرة  في المعرض كانت لوحة “الإطار” (1938)، وهي صورة شخصية لها متوجة بزهور صفراء. وقد حصلت الدولة الفرنسية على هذا العمل، وهو الآن جزء من مجموعة مركز بومبيدو، بينما توجد لوحات أخرى لها في متحف نيويورك للفن الحديث، ومتحف الفن الحديث في مكسيكو ، والمتحف الوطني للمرأة في الفنون.

عندما عادت كاهلو من فرنسا إلى المكسيك بعد أشهر عدة في الخارج، وجدت أن ريفيرا كان متورطا في علاقة عاطفية مع امرأة أخرى، فعادت إلى كازا أزول.

عام 1939، اتفقا على الطلاق، ما أدى إلى ظهور واحدة من أكبر لوحاتها القماشية بعنوان” فريداس” وهي صورة ذاتية مزدوجة لفريدا الأوروبية وفريدا المكسيكية، بحيث يرتبط القلبان بشريان بينما تمسكهما بأيديها. لكن عندما تدهورت صحة كاهلو بعد الطلاق، تواصل ريفيرا مع طبيبها إلويسر، الذي اقترح أن يتصالحا كرفاق. فتزوجا مرة أخرى.

بقيت كاهلو في مكسيكو. وعُرضت أعمالها في معارض جماعية في المكسيك والولايات المتحدة في أربعينات القرن العشرين، بما في ذلك “صور القرن العشرين” في متحف الفن الحديث عام 1942 و”معرض لـ 31 امرأة”. كما قامت بالتدريس في مدرسة الرسم والنحت في مكسيكو سيتي، المعروفة باسم “لا إزميرالدا”.

أُقيم المعرض الفردي الثاني لكاهلو خلال حياتها في صيف عام 1953 في مكسيكو سيتي.

وكانت في حالة صحية سيئة بالفعل في ذلك الوقت، لذا تم نقلها إلى ليلة الافتتاح على نقالة ثم وُضعت في سريرها ذي الأعمدة الأربعة، والذي تم إحضاره إلى المعرض.

توفيت كاهلو في كازا أزول عن عمر يناهز 47 عاما في عام 1954، إما بسبب الانسداد الرئوي أو ربما بسبب الانتحار. وتم وضع نعشها في القاعة المستديرة لقصر الفنون في مكسيكو سيتي، حيث أعرب المشيّعون البارزون مثل الرئيس السابق لازارو كارديناس عن احترامهم لها.

وكانت آخر لوحاتها عبارة عن لوحة من البطيخ كتبت عليها عبارة Viva la Vida “تحيا الحياة”، وهي الآن معروضة بشكل دائم في كازا أزول، الذي أصبح متحفا بعد أربع سنوات فقط من وفاتها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 20 كانون الثاني 2024

**********************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة صدرت مؤخراً الكتب الآتية:

- “الفقراء في العراق والموقف الرسمي والشعبي منهم 1921- 1945” دراسة تاريخية، تأليف د. حيدر عطية كاظم.

- “قصة بلقيس في المرويات القديمة/ دراسة في ضوء منهج بروب” تأليف سكينة محمد علي سعد.

- “صحافة الموصل في العهد العثماني” تأليف د. صباح عبد الله كركوكلي.

- “حياتي 100% + واحد” سيرة. تأليف عائد خصباك.

- “عمود السرد ما بعد الحداثي/ النص الكاشف عن الرواية العراقية بعد 2003” تأليف د. بشرى موسى صالح.

- “كتاب الأمهات” شعر حمدان طاهر.

- “لا شيء سوى صداي” مسرحية د. راجي عبد الله عبد الحسين.

- “الحب في سكرة الموت” سلسلة الموسوعة الصغيرة. تأليف عبد الحكيم الوائلي.

******************************************************************************************

قصيدتان من الغربة

مثلما يمشي أسير

خالد الحلي/ ملبورن – أستراليا

-1-

كلّما تزدادُ في الأُفْقِ الغيومْ

وتُغَطّي الظُّلُماتْ

دربيَ المُفْضي إليها

هيَ والنّورُ  يجيئانِ إليّ

ينثرانِ الوردَ والعِطْرَ عليّْ

ويقولانِ تمهّلْ

سيكونُ الغدُ أجملْ

فالحياةْ

بهوانا تتجمّلْ

والغيومْ

لا  تَدُومْ   

-2-

عندما أغلقْتُ عينيَّ و نُمْتُ

جاءني حُلمٌ غريبٌ فاَنْبَهَرْتُ

لاحَ لي بين الغيومْ

كوكبٌ يلبس ثوباً من نجومْ

في سماءٍ قِرْمِزِيةْ

هَبَطَتْ منهُ كلابٌ و ثعالبْ

وَصَلَتْ للأرضِ مِنْ دونِ مُعاتِبْ

أو  مُراقِبْ

تتزيّا بثيابٍ بشريةْ

فاَستفِقْتُ

وأنا  أَصْرُخُ

مِنْ أينَ أتَتْ

سَمَعَتْني

تَرَكْتْني

واَخْتَفَتْ

-3-

كلّما تزدادُ في القلبِ الهمومْ  

يَتَشَظّى الوقتُ فوقَ الطّرُقاتْ

فأَسِيرْ

مثلما يمشي سَجِينٌ

أو أسِيرْ

متعبَ الخَطوَةِ ، مجهولُ المصيرْ         

باحثاً عَنْ أملٍ يُطْلِقُ روحي

فيجيءْ

وجهُكِ الفيّاضُ حُسْناً وعَبِيرْ

يطرد الأحزانَ والظلمةَ عنّي

و يضيءْ

******************************************************************************************

أيقونة بلا تمثال

سعد جاسم/ كندا

الى روح زها حديد

هذا فقطْ …

تصميمٌ على الورق

ليسَ لهُ أَي وجودٍ

أو حضورٍ شاخصٍ

لا في بغداد الحزينة

ولا في “ بابل “ المهجورة

لا في “ نينوى “ المنهوبة

ولا في “ نفّر “  المنسية 

لا في “ اوروك “ المُحتلَّة ،

ولا حتى في “ فلوريدا “ المُحتالة

التي إختطفتْ قلبَها الرهيفَ

لأسبابٍ كانتْ ومازالتْ غامضة ً

حدَّ الحيرةِ والدهشةِ والذهولٌ

إنَّهُ مُجرَّدُ “ ماكيتٍ “ ورقيٍّ

ابتكرتْهُ مُخيَّلةُ مواطنٍ

عراقيِّ الأصلِ والطينِ والضمير

وكونيّ الجنسيّةِ والمشاعرِ

والرؤى والذكاءِ الإصطناعي .

ثَمَّةُ فكرةٌ وهاجسٌ ورؤيةٌ

صارتْ تُراودُ هذا الكائن

كي يُنجز حلماً

أُصبحَ يسكنُهُ

في لياليهِ الثقيلةِ

وفي نهاراتِه الضاجَّةِ

بالتفاصيلِ والمشاغلِ

والأهواءِ والجنونْ ،

حيثُ أنَّ فكرة هذا العراقي

هي أنْ تُساعدَهُ الأُمّةُ العراقيةُ الشريفةُ بتنفيذ تصميمه

و “ ماكيتهِ “ الباذخ

ليكونَ نصباً وتمثالاً هائلاً

يليقُ بسيدةِ العمارة والجمال

لكنَّ المُحزنَ والمؤسفَ

في الحكاية والحلمِ والحقيقةِ

هوَ أنّ الجميعَ

قَدْ سخروا من حُلمِهِ

وإستهزأوا بفكرتِهِ

ومن ثمَّ هوَ وهاجسهُ

طردووووووووووووهْ

يااااااه كم هو مُخجلٌ

حال الذينَ يستكثرونَ 

إقامةَ تمثالٍ فارعٍ 

وشاسعٍ وجميلِ

يليقُ بإيقونةٍ عراقيةٍ خالدةٍ

هيَ زها حديدْ

******************************************************************************************

نون النسوة

نهايةُ مناضل

حسينة بنيّان

 

الشمسُ خجلى حين تلمسُ جبينكَ الوضّاء والريحُ المتمردةُ ظلّت تزحف بوقار الفنانين والنخلة ايضاً همست والفرات الحلو مازال حلواً يهمس أيضاً بموجاته ِالتي طالما لمست عطرك وانت تقطعها تحت جسر الحلة وصباك يشهد ُ للجسرين القديم والجديد والسدرة لا تنساها هي ايضا تحتفظ بشيء من سنى بهائكَ وخضرةُ شبابك تُصلّي كلها لخطواتك الثابتة حين مشيت منذ الصغر الى تلك المدرسة ِالوالهة بذكائك المفرط وكلَّ خميس تعتلي تلك المنصّة الخشبية لتنادي يسقط الأحتلال الصهيوني كبرت َوكبرت معك الروح الطاغيةُ بشأن التضحية من أجل المبادئ.. كنتَ محطَّ عين الفتيات في مدينتك الجميلةِ عشقن خطواتك وصوتكَ الساحر وأنت تعتلي مِنصّةَ الشعرِ منذُ صغركَ وأُعجبن بفكرك التقدّمي الناضج لم تكن تعرفُ الخوف أبداً ابداً.أسترسل معك أحدهم ليُنبتَ الخوف  في روحك الجريئةِ..يا هذا أنتبه أنت مُراقب.. أجبتهُ ولماذا هل لأني شاعر أم لأنّي ملتزمُ أم لأني متفوّقٌ على زملائي..؟

لا قالها لك بصرامة نحن لسنا أغبياء فأنت مناوئ للسلطةِ.. للسلطةِ؟ ماذا..؟ أنا مازلتُ تلميذاً ماذا تؤثرُ فيكم قصيدتي  أسترسلتَ في قصائدك وفكرك كان الطوق الذي يُلمّعُ الكلمات.. داهم أولئك اللاهثون وراء السلطة الشانئة . داهموا بيتك الذي هو قبلةُ العاشقين لفكرك الراقي وسبقت أُمكَّ الأبيةُ المتماسكةُ سبقت الحدث وأشعلت تنّورها الطيني المنصوب على ذلك السطح الكبير لتُحرقّ ما جلبتهُ من كتبٍ رائعةٍ جلبتها تحت أبطك من هنا وهناك وحرصت على أحتوائها ووضعها كحرزٍ يؤطرُ مكتبتك الانيقةِ التي كانت عبارةً عن شبّاكٍ كبيرٍ وعميقٍ في أحد الغرف في ذلك البيت الذي بناهُ والدك بشقِّ الانفسِ.. هل كان ذلك الوالدُ محظوظاً عندما رزقه الله بهذا الابن المفرط في الذكاء والصلادةِ والجرأةِ القاتلة أم هو قليل الحظ لما عانيتهُ أنت من تعبٍ وتنقلِّ ومطاردةٍ من أولئك أصحاب الخاكي القذرين.. ويلهُم لًمّا هجموا على محلِّ والدك في السوق الكبير وساقوه الى تلك الدائرةِ المرعبةِ المظلمةِ حيث وجد هناك شقيقتك وقد سبقته بالوصول.. نريدُ سالم.. وأين سالم أجلبوه لنا حتى نُخلي سبيلكما.. بادرهم بالجواب.. هو لم يهرب حتى تبحثون عنهُ لقد أرسلتهُ الدولةُ ببعثةٍ وبقي هناك منذ سنين. لقد دفع البدل النقدي ماذا تريدون منهُ.. يضحكون منه.. هل نحنُ(قشمر)حتى تبادرنا. ويدخل في هذه الاثناء أحدُ المعارف  لا أحدٌ يدري دخولَهُ هل هو صدفةٌ أم دعاء والدتك التي شخصت عيناها نحو الطريق تنتظرُ عودةَ والدك وشقيقتك.. دائماً الالمُ يُحيطُ.. وعلى أعترافات فتاتك بحبها لك وصلك هذا الاعتراف.. هي سافرت للبلاد البعيدة لاكمال دراستها وأنت أيضاً في غربتك القاهرة.. وقتها أخبرتنا أنك ستسافر اليها حيث يفصلها المحيط الكبير عنك وعبرت المحيط وسبقت الريح لتجدها تلك العاشقةُ وقد وقعت بعُشقٍ آخر لقد فضلّت ذلك الغريبُ عنك هكذا هي البرجوازية المتذبذبةُ لا عهد لها أمّا أنت أبنُ الكادحين ففكرك سليمٌ أخضرَ لاشوكَ فيه وعدت الى حيث كنت خائباً متألماً ..لا أمل في الرمال لأنها متحركة لا يثبتُ فيها الجذرُ ..ومال الكيل لزميلةٍ لك نعم هي الاقربُ وأرسلت الينا البشارة هي البديل عن تلك الشاردةِ هي ستكون معي في كل الاماكن وأين ما أدور تدور.. كنتما معاً في تلك الغربةِ الداكنةِ وهي تعرفُ من أنت والى من تميل ..لا أمان في طريقي ..هكذا قلت لها هل تقبلين بي.. صمدت معك وأصرّت على المرافقةِ رغم الريح العاتيةِ التي أحاطت بك من كلِّ صوبٍ وحدب.. ولم تُلهك َالغربةُ عن ذلك البيت الذي خرجتَ منه صبياً رائعاً متمسّكاً بصورة واحدةٍ لبلدهِ.. سيكون في يومٍ ما بلداً سعيداً وارفاً.. دخلت َ أحدى المرات وبجرأة التضحيةِ الى أرضك التي أحتوتك بتلك الخطوات ووصلت محلّتك التي أنتظرتك طويلاً كالماء كنتَ لتلك البيوت العاشقةِ لطلَّتك المحبوبةِ الرائعة وأستقبلوك بالاهازيج كأنك العروس المقبلةِ على دارها الجديد.. يومان فقط أستمتعت بأهلك وأصدقائك الذين ملكتَ قلوبهم فصاروا يتهافتون لبيت أهلك صباحاً ومساء ..بعد يومين فقط من وصولك البيت دخلت وأنت تستكشفُ وتتذكرُ كلُّ أناس كانوا هنا بقربك وحيث المدرسة الرائعة وحيثُ عشقك وأنت صبيٌّ يستهويك الجمال.. كانت رغبتك أن تقودَ الدرّاجة الهوائية القديمة الملقاة في أحدى زوايا البيت وأن تذهب الى السوق المسقّف ذلك التراث الجميل لمدينتك العتيقةِ . وأهلكَ ينظرون اليك نظرة شوقٍ وحرمان بسبب سنين الفراق القاتمة يدخل والدك فجأة وهو بحالة أرتباك.. ستذهب غداً يا سالم ستفارق مدينتك عنوةً لقد رفعوا عنك تقريراً خطراً لدائرة الامن لقد أخبرني أحدُ المحبين لنا هيّا أجمع حاجياتك سنذهب الليلة الى بغداد ستبقى عند أعمامك هناك حتى يأتي موعدُ سفرك الى الخارج أنّهُ أمرٌ خطرٌ أن تبقى هنا سيضيعُ مستقبلك وقد يحكمون عليك بالموت. قم يا ولدي لنسافر بأقصى سرعةٍ ممكنةٍ.. خرجتَ وبعدها لم يرك أحد لا أحدٌ  يعرفُ ماهي الاحوال التي تُحيطُ بك سوى بعض الرسائل المقتضبة.. ومضى الزمن وفاجأت العائلةَ بعودةٍ سريّة بعد عشر سنوات فراق.. كيف دخلت.. لا تخافوا  لقد دخلتُ مع الوفد العلمي القادم بشكلٍ رسمي لم ينتبهوا لمفردات الاسماء فقط أكتفوا بأسم الشركة التي قدمتُ معها.. طافت الفرحةُ بقلوب محبيك هذا هو البطل لقد وصلَ.. وكما دخلت خلسةً خرجتَ خلسةً بعد أن كحّلتَ عيون المحبين برؤيتهم لك أيها المناضل العتيد كم عشقتَ بلدكَ وأنت تحملُ عمرك على كفٍّ من نار. تغيّرت الامور في بلدك بعد سنين وجلبك الشوق  مرةً أُخرى حاملاً معك رسالتك الخضراء. سيكون كلُّ شيء على ما يرام لكنّك لم تتفائل بصيب الاحتلال.. سيخربون الوطن هكذا تنبأتَ. هؤلاء يبحثون عن منافعهم سيُدخلون الموت بكلِّ أشكالهِ.. وكأنك تعرفُ ماذا سيكون. كنتَ مبتسماً متمسكاً بتلك المبادئ الجيّاشةِ وصرت مقصد المحبين عندما يعتريهم الهمُّ.. قبلتك بغداد التي تلقفتك  وأنتَ صغيرٌ ووهبتك عشقها حين كبرت فكنتَ وفيّاً لها دائمَ الوفاء.

لقد عرف الخبثاءُ خطواتك المتماسكةِ.. ضبطوا الوقت لمجيئك.. وأنت مستغرقٌ في تأمُلِّ دجلةَ الخير وكما تسميها جاءت الطلقةُ الطائشةُ بل هي القاصدةُ لرأسِك ألمتباهي بقوة ذكائك المطلق.. فكانت نهاية مناضل.

**********************************************************************************************

قبو

نضال البدري

كانت فترة سفره وغيابه عن المنزل، فرصة لا يمكن التفريط بها، كي أقوم باختراق قبوه المظلم بعد أن كنتُ أخشى الاقتراب منه في صغري.  كان والدي في الأربعين من عمره، ضخم الجثة كجبلٍ، وله شارب أسود متهَدّل. أحمل له القليل من الحبّ، والكثير من الخوف، أتحاشاه ما استطعت وأتفادى لقاءه، كان خشِناً وفظاً لا يسمح لأحد أن يخالفه رأيه، فحين يغضب يصفعني أنا وأمّي صفعاً مبرحاً، وتحاول أمّي ردعه، لكن بلا فائدة، أما أنا فلا يبقى أمامي سوى الاستسلام لصغر سني. أمّي على العكس من والدي، طويلة ورشيقة، عيناها غائرتان، لا تبدو في صحة جيدة، فقد كان مظهرها يدلّ على أنها مصابة بالسُّل أو أنها غير بعيدة عن ذلك. تسللتُ دون علمها، ودخلت القبو الذي كان أشبه بمغارة عليّ بابا، لكني لم أقل (افتح يا سمسم) كي أقوم بالدخول إليه. كان مصباح القبو يتوسط سقفه متدلياً ساكناً كعين جاسوس ترصد كلّ من يدخل إليه، الرطوبة والعفونة كست جدرانه وحوّلته الى اللون الأسود الأقرب الى الرمادي. سرَت في جسدي قشعريرة كادت تحملني على الخروج، لكنها سرعان ما تلاشت، حين جُلت بنظري المكان وانشغلتُ أقلّب وأتفَحّص ما كان موجوداً داخله؛ هنا كرسي بثلاث أرجل، وهناك دمية فُقئت عيناها، ومرآة فقدَت جزءاً من ملامح وجهها، وثلاث زجاجات نبيذٍ معتّق صُفّت بعناية في إحدى زوايا القبو، وعلى أحد الجدران كان هناك رفّ خشبي أثقِل كاهله بمجموعة كتب كستها الأتربة وخيوط العنكبوت، كان من بينها كتابُ ألف ليلة وليلة، ورواية لنجيب محفوظ، وجرائد اهترأت واصفرّ ورقها، من بينها جريدة توسّطها خبر كُتب بحروف كبيرة: تم إلقاء القبض على المجرم الملقب (أبو طبر)، عدتُ بذاكرتي الى الوراء قليلاً! إنه المجرم الذي حدّثتني عنه جدّتي، رحمها الله، أتذكّره جيداً، وكان على الرفّ أيضاً دفتر مخبوء بين مجموعة الكتب لم تتمكّن الأتربة من أن تغيّب الزخارف الجميلة التي زيّنت غلافه، أعجبني جداً، فقررتُ الاحتفاظ به لنفسي. الأوكسجين داخل القبو بدأ يقلّ، ورائحة العفونة لم تعد تُحتمل، أسرعتُ في الخروج قبل أن تلحظ أمّي غيابي. دخلتُ غرفتي مسرعاً بلهفة وفضول قلّبت صفحات الدفتر، وأزلت الغبار عنه، لأرى ما في داخله، كان فارغاً لم يُكتب فيه شيء، فقط هناك ثلاث صفحات مُزقت منه، وأثر ذلك كان واضحاً في بعض النُّتف التي مازالت عالقة في منتصفه.  مضت عدّة أيام أتأمّل الدفتر، وأمسكه بين يدي، شعرتُ بأن جغرافيّة حياتي كلها قد تغيّرت بعد أن أصبحت لدي رغبة في أن أثرثر له، فأخذتُ أكتب فيه يومياتي كلها نهاراً، وأتوسّده تحت مخدتي ليلاً. كنت مسروراً جداً به، وشعرت بمتعة نسيان  صفعات والدي، حتى بعد أن عاد من السفر، واشتعل جوّ المشاحنة والتنابز بالكلام بينه وبين والدتي، وأخذ صوت الصراخ والشتيمة يعلو من جديد. ما علِمته من والدتي أن والدي كان سجيناً سابقاً حين كانت حاملاً بي، ومنذ خروجه تغيّر حاله إلى هذه الحال، هذا ما كنت أتذكّره . وكنتُ كلمّا انتهيتُ من كتابة صفحة في دفتري أحسّ بارتياح يلازمني لعدة ساعات، وأشعر بأن أمنياتي بدأت تتحقق عن طريق بثّها في يومياتي، وقد أصبح الكثير ممّا أكتب يتصف بالجرأة والجنس. كنت أرى الفتيات الجميلات في أحلامي، وبدأت أكتب عنهن، بل كنت أتحكّم في شكل أجسادهن، وأتخيلهن وكأنهن مخلوقات أسطوريّة “المادة الكتابيّة تربط الجنس بالغرابة واللذة”. أصبحتُ أعيد قراءة ما أكتب عدّة مرات، كي يراودني الحلم نفسه. صرتُ أضع أرقاماً لصفحات دفتري، وأميّزها الواحدة عن الأخرى. لم يدم ذلك وقتاً طويلاً، ففي أحد الصباحات علا صوت صراخ أمّي وأبي من جديد، وراح يُوسعها ضرباً من دون رحمة، حاولتُ منعه، لكنه قام بضربي أنا أيضاً، تعرّضتُ للضرب والإهانة، لكنني في هذه المرة شعرتُ بأنني حرّ !أمّي تجهش بالبكاء، فقد كانت تعاني بصمت، لقد ارتفع صوتها هي أيضاً، كانت لا تعرف القراءة والكتابة، وكان أبي يناديها بالجاهلة، كما لا تعرف طريقة لحفظ كرامتها، لكنها راحت تردّ عليه، وتوجّه إليه الشتيمة، لم يكترث لها، تركها تبكي، وسار بخطوات واسعة نحو القبو، قائلاً لها، سأجلب زجاجة نبيذ أخرى. هذا ما كان يفعله، يحلّ المشكلة بأن يسكب مزيداً من النبيذ في جوفه. حاولتُ أن ألملم شتات نفسي وسط بكاء والدتي، سِرتُ بوجه حالك محمرّ نحو غرفتي، جلستُ صامتاً لعدة دقائق وصوت أمّي يخترق سمعي بل صدّع جدران غرفتي، تناولت قلمي ورحت أكتب يومياتي بلا توقّف: لو يُسجن في قبوه العفن، وأتخلّص منه، وتنعم أمّي بالراحة. كتبت ولم أتوقّف حتى التهم الدفتر قلمي، أخذت نفسَاً عميقاً، وشعرتُ بعدها بارتياح وكأنّ جبلاً قد أزيح عن صدري. ومن يومها أمّي تبقى جالسة تنتظر قدومه، وعيناي ترنوان نحو باب القبو.

**********************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في «بيتنا الثقافي».. إبراهيم المشهداني يتحدث عن «أمراض الاقتصاد العراقي»

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع “دار الروّاد المزدهرة” للطباعة والنشر، السبت الماضي، الباحث الاقتصادي إبراهيم المشهداني، الذي عرض ووقّع كتابه المعنون “أمراض الاقتصاد العراقي وسبل معالجتها”، في ندوة حوارية حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وحشد كبير من المثقفين والمهتمين في الشأن الاقتصادي.  أدار الندوة الباحث د. عودة الحمداني، الذي قدم نبذة عن نشاط المؤلف في المجال الاقتصادي، مبينا أن له عمودا صحفيا اقتصاديا أسبوعيا في جريدة “طريق الشعب”.

ثم ألقى الضوء، بصورة موجزة، على محتويات الكتاب، المكوّن من 11 فصلا مع عشرات المباحث، ليترك الحديث بعدها للباحث الضيف.

وفي معرض حديثه، ذكر المشهداني ان الاقتصاد العراقي يعاني أزمة بنيوية، عازيا سبب ذلك إلى  القوانين التي شرعها الحاكم الإداري الأمريكي بعيد 2003، والتي أراد بها استنساخ قوانين الرأسمالية المتوحشة وتطبيقها على الاقتصاد العراقي، عن طريق خصخصة القطاع الحكومي والانفتاح التام على الاقتصاد العالمي، ليكون العراق احدى حلقاته من خلال حرية انتقال رؤوس الأموال والبضائع.

وتابع قائلا أن هذا الأمر تسبب في “هروب رؤوس الأموال العراقية الى دول الجوار، وإخضاع السوق العراقية الى سياسات الإغراق، التي انتجت اقتصادا تنتابه امراض تتجلى في تعطل الإنتاج المحلي وتوقف مشاريعه الإنتاجية ورفع غطاء الحماية عنه. فتدهورت الصناعة والزراعة والخدمات وانتشر الفقر والامية بشكل لا مثيل له”.

ثم استعرض المشهداني جانبا من مشروع الإصلاح الاقتصادي الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي في كرّاس أسماه “توجهاتنا الاقتصادية”، لمواجهة الخطة الاقتصادية التي قدمها المحتل الامريكي، مبينا أن البرنامج تطرق الى التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية التي انتجت طبقات مهيمنة على السلطة، تتمثل في الكومبرادور والبرجوازية البيروقراطية الزبائنية والطغمة المالية المهيمنة بالأساس على الجهاز المصرفي، والتي تسببت في انحدار قيمة الدينار العراقي وتعاظم معدلات التضخم وزيادة نسبة البطالة، فضلا عن نسبة الفقر التي وصلت الى نحو 31 في المائة.

أما من ناحية السياسة المالية، فقد تطرق الباحث الضيف إلى الموازنات السنوية، مبينا أنها خلت من الحسابات الختامية بتبريرات مفتقرة الى المنطق.

ثم توقف عند ازمة الكهرباء وتأثيرها المباشر على عملية التنمية المستدامة بسبب الفساد وسوء التخطيط. كذلك تناول أزمة السكن والحلول الخاطئة التي تزيد من الازمة.

وشهدت الندوة مداخلات قدمها عدد من خبراء الاقتصاد الحاضرين، بضمنهم الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان، الذي أشار إلى أهمية القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية، والباحث الاقتصادي ثامر الهيمص الذي تحدث عن اثر الاقتصاد الريعي في توقف قطاعات الإنتاج الحقيقي.

وفي الختام، قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير إلى الباحث الاقتصادي إبراهيم المشهداني. فيما وقّع الأخير بدوره نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

***********************************************************************************************

أما بعد.. بعض معالجات لظاهرة التسول

منى سعيد

حين هممت بحشر سيارتي في حيز ضيق لشارع كرادي مزدحم، فوجئت بتكور سيدة ملتفّعة بالسواد جالسة على الرصيف المقابل الذي كدت أصطدم به. لم تكن سوى إحدى المتسولات التي دأبتُ على إعطائهن ما تيسر من مال بسيط . ما ان اقتربت منها حتى سمعتها تتحدث بلغة أجنبية عبر موبايل غطته بعباءتها.. بصراحة شتمتها بسرّي ومضيت..

في مساء اليوم نفسه سمعت خبرا يفيد بالقبض على نحو1600متسول ومتسولة في شوارع بغداد. عدد كبير منهم أجانب من الأفغان والبنغال وغيرهم من الجنسيات الأخرى. وخزني قلبي وقلت لنفسي أن متسولة الرصيف تلك ربما تكون من بينهم.

طبعا مشكلة التسول تعد مرضا اجتماعيا واقتصاديا فتاكا، لا يقل خطورة عن الكورونا والايدز وغيرهما من الإمراض القاتلة، وهو يعكس في مجتمعاتنا العربية عموما مدى التفكك المجتمعي.

والفقر هو أهم أسباب التسول، بل ويعد من أسوأ أشكال العنف بما فيه من إذلال للأرواح وهدر شنيع للكرامة. و يعرَّف التسول بأنه طلب مال أو طعام أو مبيت من عموم الناس باستجداء عطفهم وكرمهم، إما باظهار عاهات أو سوء حال أو استخدام أطفال، بغض النظر عن صدق المتسولين أو كذبهم.

ويتواجد المتسولون عادة على جنبات الطرق والأماكن العامة، ويلجأ بعضهم للوقوف عند الإشارات ويمارس مسح زجاج السيارات أو بيع المحارم الورقية “الكلينكس” أو غيرها من المواد البسيطة، مرددين كلمات تستعطف الناس.

وبحسب وزارة الداخلية فإنَّ ظاهرة التسول أمست خطراً كبيراً يهدد أمن المجتمع، لاسيما أنَّ هناك العديد من الجرائم التي تمارس في اطار الظاهرة، منها الاتجار بالبشر وبالمخدرات ناهيك عن جرائم أخرى تقوم بها العصابات المتمرسة في التسول، والذي هو نفسه من صور استغلال البشر والمتاجرة بهم، بحسب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة.

في الآونة الأخيرة أصبحت هناك فئات عدة تُدخل ضمن نشاط التسول، من أطفال رضع وصغار وفتية إلى جانب النساء وكبار السن والمعاقين. ووصل الأمر إلى حد زج ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يجبر بعض الآباء والأمهات أو أولياء الأمور أطفالهم على ممارسة التسول.. مما يجعلهم تحت طائلة القانون وفقا للمادة 30 من قانون الأحداث 76 لسنة 1983 وتعديلاته، إذ يعاقب بالسجن فترة تزيد على عام كل ولي أمر أجبر الحدث أو الصغير على التشرد والتسول والسلوك المنحرف.

وتعتمد معالجة ظاهرة التسول اساسا على محاربة الفقر جذريا ، مع توفير ملاذات آمنة للمتسولين الأطفال على نحو خاص، وإخضاعهم لدورات تأهيلية تعيد تقويم سلوكهم .. وفي خبر اطلعت عليه أخيرا ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية اصدرت، تعليمات خاصة بشمول المتسولين برواتب الحماية الاجتماعية، بشروط أهمها التعهد بعدم ممارسة التسول مرة أخرى..

ولكن هل سُتطبَّق هذه التعليمات بحرص ونزاهة تامتين؟

للأسف..أشك في ذلك.

**********************************************************************************

دعوة الى الفنانين  التشكيليين العراقيين

في مناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، التي تحل في 31 آذار القادم، نتوجه في لجنة احياء الذكرى الى اقامة معرض للملصق (البوستر) السياسي، المكرس للذكرى ذاتها ولمسيرة الحزب الكفاحية الدائبة والمتفانية على امتداد العقود التسعة الماضية من السنين، ولمطامح شعبنا الوطنية وآماله وقضايا نضاله المتواصل في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وبناء عليه ندعو جميع فنانينا التشكيليين، داخل الوطن وخارجه، الى مشاركتنا هذا المسعى الثقافي – السياسي المتميز، ونتطلع الى اسهامهم المباشر في المعرض، الذي ننوي افتتاحه خلال شهر آذار في عشية الذكرى التسعين، بأعمال فنية راقية، تجسد المواضيع والقضايا السامية سابقة الذكر، وتعكس تمسك شعبنا بتحقيق اهدافه الوطنية والتقدمية المشروعة.

ونود الإشارة أيضا الى ان القياسات المطلوبة للاعمال المشاركة هي 80 × 60 سم، والى اننا سنعلن في وقت لاحق عن جهة وموقع استلامها، كذلك عن موعد افتتاح المعرض ومكان اقامته في بغداد.  نتطلع الى مشاركة واسعة من جانب فنانينا التشكيليين وغيرهم من القادرين الراغبين، في هذا المعرض الذي نطمح الى جعله حدثا حقيقيا في حياتنا السياسية – الثقافية، في ربيع سنة العيد التسعين لحزبنا الشيوعي.

*******************************************************************************************

يوميات

  • تنظم أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الجمعة، جلسة بعنوان «أثر الذكاء الاصطناعي على الكتابة الأدبية».

يتحدث في الجلسة الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي ود. نصير لازم والكاتبة سوزان أيوب من النمسا ود. علي الشلاه من سويسرا. فيما تديرها الكاتبة والمترجمة سارة ظافر. 

تبدأ الجلسة في الساعة 4 عصرا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • يضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، بعد غد السبت، الفنان المسرحي حسين جوير علي، ليتحدث عن تجربته الفنية، وعن واقع المسرح العراقي وآفاق تطويره.

تبدأ الجلسة التي سيديرها الفنان د. زهير البياتي، عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

****************************************************************************************

على “شارع الثقافة” في الناصرية أدب السجون صرخة احتجاج

الناصرية – شوقي الجاسم

أقام فريق شارع الثقافة في الناصرية بالتعاون مع “جماعة أوروك” الثقافية، الجمعة الماضية، أمسية ثقافية بعنوان “أدب السجون صرخة احتجاج ضد الأنظمة القمعية الظالمة”، ضيّف فيها القاص هيثم محسن الجاسم بحضور جمع من المثقفين.

 أدار الأمسية التي أقيمت في الهواء الطلق على شارع الثقافة، د. صباح محسن كاظم. فيما استهلها الضيف بالحديث عن نتاجات أدبية عراقية من أدب السجون، مثل رواية “القلعة الخامسة” للشاعر والروائي فاضل العزاوي، وكتاب “نشيد الحرية” للمناضل عقيل حبش، وغير ذلك من الإصدارات التي وثقت أساليب التعذيب الوحشية التي مارستها الأنظمة الدكتاتورية بحق السجناء السياسيين.

ثم عرّج الجاسم على السجون والمعتقلات العراقية، التي أودع فيها خيرة شباب العراق ابان العهد البعثي الفاشي، مشيرا إلى ما تعرض له الشيوعيون بصورة خاصة، والوطنيون بعامة من تنكيل وتعذيب بأبشع صوره، وصل إلى الحد الموت.

وفي سياق الأمسية، دُعي المناضل عقيل حبش ليتحدث عن كتابه “نشيد الحرية”، الذي يسرد فيه قصة هروبه مع رفاق شيوعيين من سجن الحلة.

وتطرق حبش إلى ظروف تأليف الكتاب ونشره. كما تحدث عن كتابه الآخر الذي تناول فيه انتفاضة الأهوار وما رافقها من صدامات دموية مع السلطة. 

وفي الختام، قدم الشاعر ناجح ناجي، بالنيابة عن “جماعة أوروك”، شهادتي تقدير إلى القاص هيثم الجاسم ود. صباح محسن كاظم، وشهادة أخرى مع باقة ورد قدمهما إلى عقيل حبش.