اخر الاخبار

الصفحة الاولى

«موعد تشرين.. بين المشاركة الفاعلة والتلويح بالمقاطعة»

رائد فهمي: الانتخابات يجب أن تعكس الإرادة الحرة للمواطنين

بغداد ــ عبد الله لطيف

قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ان المجتمع العراقي لم يعد يجد في القوى السياسية المتنفذة “إمكانية أن تكون معبرة عن تطلعاته”، مضيفا أن “الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، دفع حشودا كبيرة إلى محاولة تغيير المسار السيئ الذي مرت به البلاد”.

وجاء حديث الرفيق فهمي في ندوة نقاشية نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، مؤخراً، في مقره العام ببغداد، وتمحورت حول موضوع الانتخابات المبكرة، المزمع إجراؤها في تشرين الاول المقبل. وحملت الندوة عنوان “الانتخابات العراقية بين المشاركة الفاعلة والتلويح بالمقاطعة”، وقد شارك فيها الى جانب الرفيق رائد فهمي، مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات الدكتور عبد الحسين الهنداوي، ورئيس مفوضية الانتخابات الأسبق القاضي قاسم العبودي، والناقد فاضل ثامر، والناشط حيدر لازم. وأدار الندوة الناقد علي الفواز.

وربط الرفيق فهمي، في حديثه خلال الندوة، الهدف الرئيسي للانتخابات بـ”تغيير المنظومة السياسية الحالية”، مبينا أن رفض الناس لهذه المنظومة وللقوى المتنفذة “لم يأت على أساس مكوناتي، بل جاء على أساس السياسات الخاطئة والالتفاف على حقوق الناس”.

ورهن فهمي تحقيق شرط أن تكون الانتخابات “حرة ونزيهة وعادلة” بتمكنها من إزالة “الاحتقان المجتمعي وفتح آفاق واعدة للبلد”. كما أشار الى أن كثيرا من شروط الانتخابات “غير مفعلة”، منها قانون انتخابات عادل والرقابة على المال السياسي والسلاح المنفلت وجوانب تقنية أخرى.

وأرجع الرفيق فهمي تلويح الحزب الشيوعي العراقي بالمقاطعة الى “ممارسة الضغط الأكبر لتوفير شروط الانتخابات”.

ونبّه الى أن الانتخابات المبكرة المزمع عقدها في تشرين الأول تتم في “أجواء غاية في التعقيد”، لذا يتطلب أن تزيل الانتخابات القادمة “التوترات الحادة”.

وحذر فهمي من أنه إذا كان مستوى المشاركة في الانتخابات “ضعيفا جداً، وأعاد انتاج القوى السياسية نفسها، فإن الوضع لن يمر مرور الكرام، لأن البلد لم يعد يتحمل ذات المسارات القديمة”.

أما مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات حسين الهنداوي، فقال ان “مطلب الانتخابات المبكرة هو مطلب شعبي من قبل المتظاهرين وأيدته المرجعية ووافقت عليه كل القوى السياسية تحت ضغط الشارع”.

واشار الى ان “المشكلة تكمن في الصراع بين القوى القديمة التي على رأس السلطتين التنفيذية والتشريعية، والقوى الجديدة؛ حيث تمت استقالة السلطة التنفيذية، لكن التشريعية التي تهمين عليها الكتل السياسية لم تستقل، وبالتالي هي من شرعت قانون الانتخابات”. في إشارة إلى قانون الدوائر المتعددة. ودعا المستشار إلى “تفعيل قانون الأحزاب وتحديداً المادة 32 من قانون الأحزاب الذي يمنع حيازة الأسلحة للكيانات السياسية، ومراقبة المال السياسي المستخدم في الانتخابات”.

من جهته، وصف رئيس مفوضية الانتخابات الأسبق، القاضي قاسم العبودي، خيار المقاطعة بأنه “موقف سلبي”، لافتا الى ان “المتغيرات التي ستحدث في هذه الانتخابات هي أن عدد المرشحين سينخفض إلى قرابة النصف، بالمقارنة مع الانتخابات السابقة، وهذا يتيح للناخب إمكانية التركيز أكثر على المرشحين”.

ورداً على مداخلة القاضي العبودي، قال الناقد فاضل ثامر ان “خيار المقاطعة جاء بعد تردي الوضع السياسي في العراق، واستفحال نشاط الكثير من الفصائل المسلحة التي بدأت تعمل خارج إطار الدولة وتحاول فرض شروطها على الدولة”. وأردف ثامر ان “خياري المشاركة والمقاطعة صعبان جداً”. 

****************

مراقبون: «إشكاليات كبيرة» في قانون الانتخابات

بغداد ـ علي شغاتي

لم يزل الجدل مستمرا حول قانون انتخابات مجلس النواب, حيث تحدثت  اللجنة القانونية النيابية عن اشكاليات وصفتها بـ”الكبيرة” في القانون, فيما عدّت لجنة الامن والدفاع في البرلمان، تصاعد موجة الاغتيالات مع قرب الانتخابات بسبب وجود جهات سياسية تستخدم العصابات لضرب خصومها.

ودعا ناشطون ومهتمون بالشأن الانتخابي، الى مراجعة القانون الجديد لأجل توفير بيئة انتخابية امنة للمرشحين والمواطنين.

وكشف عضو اللجنة القانونية البرلمانية سليم همزة، عن إشكاليات وصفها بـ”الكبيرة” في قانون الانتخابات.

وقال همزة إن “هناك بالفعل إشكالية كبيرة في قانون الانتخابات الجديد، لتضمنه فقرات خطيرة جداً تفتح نافذة كبيرة وواسعة للاغتيالات السياسية”, مضيفا ان “أي شخص يموت أو يقتل من قبل أي جماعة منافسة لا يحق لكتلته تقديم مرشح آخر، لأن باب التقديم انتهى، وبالتالي يكون هناك جدل واسع حول هذه الفقرة تحديدا”.

ويرى الناشط المدني منتظر ثائر, ان الاجواء المحيطة في البلاد “غير مناسبة لإجراء الانتخابات”, في ظل استمرار عمليات الاغتيال والترهيب والاستعراضات العسكرية.

ويقول ثائر لـ”طريق الشعب”, ان “الداعين للتغيير يسعون الى توفير شروط اقامة انتخابات حرة ونزيهة, يكون التنافس فيها شريفا بدون تدخل السلاح المنفلت والمال السياسي وموارد الدولة”.

وينوه بان “الهدف ليس افشال الانتخابات, انما توفير البيئة الآمنة للمرشحين والناخبين، وضمان أمنهم الشخصي، وحماية مراكز الاقتراع، ونزع السلاح المنفلت, وانهاء نفوذ الاحزاب المتنفذة على مفوضية الانتخابات ومراكز الاقتراع”.

وفي السياق, كشف مصدر مطلع على عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات, عن سماح المفوضية لبعض الكتل المتنفذة باستبدال مرشحيها، بعد انتهاء موعد تقديم المرشحين. وقال المصدر (الذي رفض كشف هويته) لـ”طريق الشعب”, ان “المفوضية سمحت لبعض الكتل باستبدال مرشحيها بعد انتهاء موعد تقديم المرشحين, ما سمح لبعض الكتل السياسية المتنفذة بدراسة الدوائر الانتخابية، وزج مرشحيها في دوائر يعتقدون بسهولة المنافسة فيها, واستبدال مرشحي دوائر بدوائر اخرى”, مشيرا الى ان “هذا الاجراء يخالف قواعد التنافس الشريف بين المرشحين للانتخابات المقبلة”.

وبيّن المصدر ان “اجراء الاستبدال يأتي عن طريق استبعاد بعض الاسماء المرشحة من قبل احدى الجهات التي تدقق في اهلية المرشح. وبما أن القانون يسمح بالاستبدال خلال 72 ساعة، فإن هذا الوقت كافي لإجراء التغيير”، مستدركاً بالقول ان “هذا الامر جاء بعد كشف عدم مقبولية بعض مرشحي القوى المتنفذة في دوائرهم الانتخابية”.

******************

البطاقة التموينية بين ضآلة المواد وسوء نوعياتها

بغداد ــ محمد التميمي

اشتكى مواطنون من تأخر مفردات البطاقة التموينية، الى جانب رداءة نوعيتها، التي يجدها الناس “غير صالحة للاستهلاك”.

ودائما ما تعد وزارة التجارة، المستفيدين من مفردات التموين بتحسين نوعيتها وزيادة كمياتها، لكن الحال باقٍ، وكأن تلك الوعود لم يسمع بها أحد.

وصوّت مجلس الوزراء، مؤخرا، على تخصيص مبلغ مالي لدعم تخصيصات البطاقة التموينية، وتحسين مفرداتها وإدامتها على مدار السنة.

وأكدت وزارة التجارة على لسان المتحدث باسمها محمد حنون, أن “البطاقة التموينية امام منعطف ايجابي بعد قرار مجلس الوزراء، بأن تكون البطاقة التموينية سلة واحدة، تضاف اليها البقوليات ومعجون الطماطم”، لافتا الى أن “الملف سيحال الى شركة متخصصة بحسب العقد الذي تجريه الشركة العامة للمواد الغذائية مع إحدى الشركات”.

فيما يقول المواطن جاسم ناصر لـ”طريق الشعب”، إن “المفردات التي توزع من قبل وكلاء الحصة التموينية سيئة وغير صالحة للاستخدام، فضلا عن انها لا تلبي احتياجات العائلة العراقية”.

ويضيف ناصر ان مفردات البطاقة تقتصر على 4 مواد، توزع بشكل منقطع وغير منتظم.

وذكر المواطن عبد الرزاق حسين لـ”طريق الشعب”، ان أغلب الوكلاء يسلمون المواطنين حصصا ناقصة”, مشددا على “ضرورة ان تكون المواد التي توزع ضمن الحصة التموينية مجانية”.

ويأمل حسين من وزارة التجارة ان تستورد “مواد غذائية ذات نوعية جيدة” تصلح للاستهلاك البشري.

المواطنة جنان مهدي، ذكرت لـ”طريق الشعب” ان “الحصة التموينية ان حضرت لا تعد وان غابت لا تفتقد من قبل عامة المواطنين، خاصة انها لا تتجاوز 3 مواد كل شهرين واحيانا كل اربعة اشهر”.

وأكدت جنان ان “عائلتها لم تعد تعتمد على مفردات الحصة التموينية لسد متطلباتها الغذائية”.

ووصفت جنان الاجراءات الحكومية، بانها “شكلية”.

وكان المتحدث باسم وزارة التجارة محمد حنون، قال في تصريح سابق لـ”طريق الشعب”: ان “مفردات البطاقة التموينية، اليوم، بحاجة الى اموال طائلة لتعزيزها، بشكل يسد المتطلبات الغذائية للاسر المستفيدة منها”.

وأضاف حنون ان وزارته “لا تستطيع رفد المواطنين بمفردات البطاقة التموينية بالشكل المطلوب، بسبب قلة التخصيصات التي تبررها الحكومة، نتيجة الازمة المالية التي تمر بها البلاد”.

وبحسب مراقبين فان الفساد المستشري ونظام المحاصصة الطائفية اثرا كثيراً على مفردات البطاقة التموينية، والتي هي بمثابة قوت الفقراء والكادحين.

*****************

راصد الطريق

عن فائض تصدير النفط.. نتساءل!

اعلنت “سومو” في تقريرها لشهر أيار الماضي ان صادراتنا من النفط الخام بلغت ٢٫٨٩٩ مليون برميل يوميا، وبمعدل سعر ٦٥٫٤٥٩ دولارا  للبرميل، فيما بلغ سعر البرميل امس الاول السبت (٥ حزيران الجاري) ٧٢ دولارا.

للعلم تتضمن موازنة ٢٠٢١ تصدير ٣٫٢٥٠ مليون برميل يوميا (بضمنها ٢٥٠ الف برميل من  نفط الإقليم، وهو ما لم يحسم بعد) وبسعر ٤٥ دولارا للبرميل مثبت في الموازنة.

وكانت الزيادة في الأسعار العالمية ملحوظة حتى في لحظة إقرار الموازنة، ولكن جرى الإصرار على تثبيت السعر المذكور، ما أدى الى زيادة العجز واللجوء أساسا  الى الاقتراض الداخلي والخارجي لتغطيته!

وقد بلغ الفرق بين سعر النفط  المصدر فعلا في أيار والسعر المثبت في الموازنة، ٢٠ دولارا للبرميل.  ويرتفع هذا الفرق ليصل الى ٢٧ دولارا عند المقارنة مع الأسعار الحالية.

فالى متى يستمر الحديث عن شحة في الموارد المالية، وعن عجز في الموازنة؟ وهل تستمر الحكومة في سياسة الاقتراض؟ وأخيرا .. اين ستذهب الأموال الفائضة وغير المخطط لها في الموازنة؟             

*****************

أرقام متضاربة عن أعداد الفقراء في العراق

بغداد ــ طريق الشعب

لم تكافح الإجراءات الحكومية التي تضمنتها ورقتها البيضاء، مشكلات المواطنين، الناجمة عن صدمتي انخفاض اسعار النفط، وتفشي وباء كورونا، انما زادتها تأزماً، الامر الذي فاقم إحصائيات الفقر والبطالة في مختلف مناطق البلاد، وجعل أرقامها الصادرة عن مؤسسات وأطراف رسمية وغير رسمية متضاربة.

وتبرأ البنك الدولي، على لسان وائل منصور ـ وهو اقتصادي أول في البنك ـ من أن تكون لمؤسسته “علاقة في تحديد سعر الصرف”، لكن اقتصاديين عراقيين أكدوا ان ارتفاع نسب الفقر مرتبط بشروع بالبنك الدولي، التي أثرت سلباً في معيشة المواطن.

****************

الصفحة الثانية  

حقوق الانسان توثق 78 حالة انتحار في ستة أشهر

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت مفوضية حقوق الانسان، يوم امس، توثيقها 87 حالة ومحاولة انتحار في البلاد، خلال النصف الأول من العام الحالي.

وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي، في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, إن “انتشار جائحة كورونا وتردي الأوضاع الاقتصادية والبطالة والصدمات النفسية وضعف المنظومة القيمية والاستخدام السيئ للاتصالات والعنف الأسري، قد تكون أسباب ضاغطة لارتفاع معدلات الانتحار في عموم محافظات العراق”.

وكشف الغراوي عن أن “النصف الأول من عام 2021 شهد توثيق (87) حالة ومحاولة انتحار، منهم (47) من الذكور، و(27) من الإناث، و( 13) من الأحداث”، مبينا أن “محافظة ذي قار سجلت اعلى معدلات بالانتحار بواقع (19) حالة تلتها محافظة بغداد بـ(18) حالة”.

وبيّن ان “ابرز انواع الانتحار كان بالشنق او الغرق او الحرق او تناول السم أو الاطلاق الناري”, منوها الى ان “ارتفاع معدلات الانتحار يستدعي قيام الحكومة بواجباتها بمعالجة الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة، خصوصا لدى فئة الشباب بتوفير فرص العمل وتحسين الأوضاع الاقتصادية والواقع الصحي والتعليمي والبيئي، وتنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.

*********************

اضاءة

الحسم

بين الدولة واللادولة

محمد عبد الرحمن

افرزت التطورات الأخيرة في بلدنا مجموعة من القضايا، واشرت التحديات الجمّة التي تواجهه والتي تعتمد المآلات المستقبلية على مدى جدية التعامل معها، فيما لا يُستبعد في ضوء المنهج والسلوك والإداء الراهن للسلطات التنفيذية والتشريعية، وما يقوم به العديد من القوى المتنفذة، خاصة تلك التي لديها اذرع مسلحة، واستمرار العبث الخارجي في شؤون بلدنا، ان تتدهور الأوضاع كثيرا وتصل الى حالة الفلتان.

ولا يستبعد في هذا الشأن ان تأخذ المسارات طابع الصدام المسلح، الذي كاد يندلع على نطاق واسع عدة مرات. واطراف هذا الصدام متعددة، بعضها في عجلة من أمره يريد الحسم حتى بالعنف والقوة ، غير آبه بما يؤدي اليه ذلك من سقوط ضحايا وتمزيق للوطن.

ويشكل هذا على ما يبدو ملاذا آمنا  لعديد من القوى التي لا يهمها سوى الاستقواء، وباي شيء، حتى لو كان الدعم الخارجي المكشوف، لادامة سلطتها ونفوذها وهيمنتها وسعيها الى التفرد بالقرار العراقي، وتسخيره لخدمة ما تريد ومعها الداعمون الخارجيون.

من جانب اخر أشر الحراك الاحتجاجي الأخيران أسبابه وعوامل انطلاقه  ودوافعه ما زالت تتفاعل، وهي تدفع الى المزيد منه باشكال مختلفة. كما أشر قدرة فائقة على التحشيد والتعبئة والتحرك، وظل أوسع بكثير مما يتصورالبعض الذي يحصره في بعض الأطر والتجمعات. ذلك انه حراك جماهيري متعدد، يعبر عن صرخة شعب يتطلع الى حياة حرة كريمة آمنة .

وهذا الحراك بحكم شعبيته واتساعه وتعبيره عن مصالح الملايين يشكل قوة كبيرة ، يخطئ الف مرة من يظن ان بوسعه احتواءه او القضاء عليه. وهو  مصرّ على التجدد رغم الاغتيالات وكاتم الصوت، ورغم ضيق البعض منه الذي تمنى أساسا الا يراه والذي نعته بشتى النعوت، وبضمنه الحراك الأخير يوم ٢٥أيار، الذي نال حصته من الشتائم  وإلصاق التهم المفبركة جيدا .

نعم، الحراك عامل مهم في موازين القوى الذي يدور صراع ضار على حسمه ، ليس فقط بالطرق السلمية والديمقراطية وعبر الانتخابات العادلة والنزيهة والمعبرة حقا عن إرادة المواطنين، وهو المطلوب والمفترض، بل حتى عبر طرق أخرى عنفية، وعبر الاستقواء بالخارج الذي يدافع عن مصالحه، وإن احترق العراق وأهله، الامر الذي لا يريد البعض حتى الآن ان يدركه. وهو في نهاية المطاف صراع على الدولة ومستقبلها، وعلى نمط النظام الاقتصادي – الاجتماعي المراد ان يسود ويهيمن . 

  ان ما يحصل في بلدنا  يتوجب ان ينظر اليه بعمق، وليس حصره في تصرف هنا او هناك. فهو اشمل بكثير من الظواهر الطافية على السطح، ويؤكد حقيقة الازمة البنيوية والهيكلية  للدولة، والتي تعمقت إثر دخول معطيات جديدة بعد ٢٠١٤، واجتياح داعش للعديد من مدن ومحافظات وطننا .

ان الوضع الحالي بما فيه من الكثير المتراكم جراء أخطاء وخطايا منهجية، وفِي السلوك والأداء، يتسم بكون المنظومة الحاكمة القائمة لم تتخذ ما هو مطلوب منها، وظلت حبيسة الإجراءات التسكينية والإمساك بالعصا من الوسط  واللعب على عامل الوقت، وهو ما وفّر أجواء للتمادي والغطرسة لدى من يريد فرض اجنداته ولو بقوة السلاح.

هل وصلنا الى مفترق طرق والى ضرورة الحسم بين حالة الفوضى واللادولة وبين دولة القانون والمؤسسات  والمواطنة ؟ نعم، وهنا مسؤولية قوى المجتمع الحية لحسم الخيارات ولجم قوى العنف والقهر والاغتيالات، وعدم الاكتفاء بذلك بل السير قدما ومراكمة عناصر تغيير موازين القوى لصالح بناء دولة المواطنة والعدالة والديمقراطية الحقة.

فما من سبيل غير هذا للحفاظ على الدولة وهيبتها، ولتحقيق تطلعات المنتفضين والمحتجين وعامة الشعب العراقي.

*****************

في اربع محافظات

تظاهرات تطالب بالكشف عن “فرق الموت”

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت أربع محافظات، مؤخرا، تظاهرات احتجاجية تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين، و”فرق الموت” ومن يقف وراءهم, مشددين على ضرورة الوقوف على مصير الناشطين المغيبين, عبر تفعيل الدور القضائي.

مسيرة في البصرة

وفي محافظة البصرة, نظم المئات من المحتجين، مسيرة احتجاجية راجلة، انطلقت من ساحة الحكيمية صوب فلكة البحرية حيث مقر الحكومة المحلية في المحافظة, مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين وفرق الموت والجهات التي تقف وراءهم.

وطالب المتظاهرون، القضاء العراقي بأن يأخذ دوره الحقيقي بالكشف عن الانتماءات التي تقف وراء فرق الموت، التي نفذت عددا كبيرا من الاغتيالات للناشطين والمتظاهرين والصحفيين.

ووجه المتظاهرون اصابع الاتهام صوب “جهات سياسية متنفذة تخشى الجهات الحكومية الكشف عنها، أو عن عناصر تلك الفرق”.

ورفع المشاركون في المسيرة صورا لشهداء انتفاضة تشرين، كتب عليها عبارة: “من قتلني؟”, فيما رفعت النعوش رمزية لاستذكار الشهداء.

تظاهرة في الحبوبي

وتظاهر مئات المواطنين في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، للتأكيد على وحدة الصف والمطالب الشعبية في الكشف عن المتهمين بقتل المتظاهرين والكشف عن مصير الناشطين المغيبين.

وردّد المتظاهرون، شعارات تطالب الحكومة بالكشف عن القتلة، ومعرفة مصير الناشط المدني المختطف سجاد العراقي, مؤكدين ان “هوية القتلة معروفة للحكومة لكنها عاجزة عن محاسبتهم”.

واشار المتظاهرون الى “اعادة تنظيم صفوفهم وعدم السماح للمغرضين والمبتزين باستغلال المطالب المشروعة، في التجاوز على الدوائر الحكومية”.

احتجاج في واسط

كذلك نظم العشرات من المحتجين في محافظة واسط، مسيرة احتجاجية, للتنديد باستمرار عمليات استهداف وقتل وخطف المتظاهرين.

 وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المتظاهرين نددوا بعمليات القتل والخطف المستمرة، التي تطال ناشطي التظاهرات في محافظات الوسط والجنوب، دون اي رادع حقيقي”, مستغربين “صمت المؤسسة القضائية عن الكثير من الحوادث وتزييفها والمماطلة في حسمها”.

واضاف ان “المتظاهرين طالبوا بالعدول عن احكام السجن التي طالت عددا من المتظاهرين في الآونة الاخيرة, فضلا عن ضرورة الكشف عن مصير المغيبين سجاد العراقي وعلي جاسب”.

وأكد المتظاهرون “ضرورة العمل على ايقاف عمليات القتل من خلال كشف وفضح المجرمين، ومن يقف وراءهم”.

في غضون ذلك, شهدت محافظة الديوانية تظاهرة احتجاجية تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين. وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من المحتجين في المحافظة، نظموا تظاهرة امام مبنى قيادة شرطة المحافظة، مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى العدالة”.

******************

احتجاج متواصل يلُح على الخدمات وفرص العمل

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في عدد من المحافظات، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات, فيما يتصاعد الغضب الشعبي في إقليم كردستان، وتحديدا في محافظة السليمانية، التي شهدت قطعا للطرق من قبل سائقي الاجرة، على أثر قرار رفع اسعار البانزين.

تظاهرات في البصرة وذي قار

وشهدت محافظة البصرة, تظاهرات احتجاجية في مناطق عدة، تطالب بتوفير الخدمات وفرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”, أحمد ستار, إنّ “أهالي منطقة الجزر الأربعة في قضاء شط العرب، نظموا تظاهرة احتجاجية في مفرق الكباسي، للمطالبة بالخدمات وإحالة المشاريع فيها إلى شركات رصينة، وفي مقدمتها مشاريع البنى التحتية وكذلك إنشاء مستشفى في القضاء”, مشيرا الى ان “الاهالي جمعوا تواقيع من أجل إقالة قائم المقام ومدير البلدية في القضاء بسبب التلكؤ بتقديم الخدمات للأهالي منذ سنوات طويلة”.

واضاف المراسل ان “العشرات من ابناء منطقة خور الزبير جنوب البصرة, نظموا تظاهرة تطالب بإعادة العمل في مكتب تشغيل العاطلين الفرعي، وتنسيب مخولين من ابناء قضاء الزبير لإدارته، واعادة آلية التشغيل للعاطلين”.

كما نوه بـ”تظاهرة اخرى نظمها العشرات من أهالي ناحية الشهيد عز الدين سليم “الهوير سابقا” قرب حقل غرب القرنة/2، والتي دعوا فيها الى توفير فرص العمل”.

هذا وقطع عدد من المحتجين في قضاء الاصلاح، التابع الى محافظة ذي قار, الجسر الرئيسي الذي يربط محافظتهم مع محافظة ميسان، مطالبين باقالة القائممقام ورؤساء الدوائر الخدمية في القضاء، احتجاجا على تردي الخدمات.

احتجاجات في المثنى وبغداد

وفي محافظة المثنى, تظاهر عدد من أهالي قضاء السوير، مطالبين بتوفير الخدمات الاساسية،  لا سيما في قطاعات الكهرباء والبلدية والصحة والطرق.

وذكر المتظاهر حامد قاسم لـ”طريق الشعب”, ان “القضاء يفتقر الى ابسط الخدمات الاساسية منذ سنوات”, مطالبا “الجهات الحكومية الالتفات لمعاناتهم، وأخذ دورها الحقيقي بتوفير الخدمات، وتنفيذ مطالبهم في أسرع وقت”.

في الاثناء, تظاهر عدد من طلبة جامعة الإمام الصادق الاهلية في المحافظة، مطالبين بتخفيض الاجور الدراسية للعام الدراسي الجاري.

وبيّن عدد من الطلبة أن “رئاسة الجامعة لم تلتزم بالقرارات الصادرة من وزارة التعليم العالي، والتي من شأنها تخفيض القسط السنوي لهذا العام، بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد”, مهددين بـ”الاضراب في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم”.

من جانبهم, تظاهر العشرات من اصحاب العقود في وزارة الثقافة في العاصمة بغداد, مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وافاد مراسل “طريق الشعب”, ان “العشرات من موظفي العقود في وزارة الثقافة، تظاهروا بالقرب من مقر الوزارة في شارع حيفا وسط بغداد، مطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم”.

وفي منطقة الانتصار، شمال شرق بغداد, تظاهر العشرات من الاهالي، احتجاجا على تردي واقع الخدمات في منطقتهم, فيما هددوا بقطع الطريق الدولي الرابط بين بغداد وكركوك في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

في غضون ذلك, تظاهر العشرات من اساتذة وموظفي كلية الإمام الكاظم في بغداد، احتجاجا على سياسات رئاسة الوقف الشيعي بشأن كليتهم, مطالبين مجلس النواب بتشريع قانون يفك ارتباط الكلية عن الديوان، ويلحقها بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وتظاهر العشرات من اهالي حي النصر، الجمعة، اما مبنى قسم بلدية المعامل مطالبين بتوفير الخدمات الرئيسية والمباشرة بتنفيذ مشروع المجاري

تظاهرة لسائقي الاجرة  في السليمانية

الى ذلك, تظاهر العشرات من سائقي السيارات الأجرة في مدينة السليمانية، احتجاجا على ارتفاع أسعار مادة البنزين.

وتجمع المحتجون أمام مبنى محافظة السليمانية، وقاموا بقطع الطريق الرئيسي الرابط مع محافظة كركوك، بواسطة محركات عجلاتهم, مطالبين بتخفيض سعر البنزين.

وأشار سائقو سيارات الأجرة من المحتجين، إلى أن ارتفاع أسعار هذه المادة أثر على أوضاعهم المعيشية، مؤكدين انهم سوف يعودون الى قطع الطريق في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

*********************

الصفحة الثالثة

«الانتخابات العراقية بين المشاركة الفاعلة والتلويح بالمقاطعة»

رائد فهمي: الانتخابات يجب أن تعكس الإرادة الحرة للمواطنين

بغداد ـ عبد الله لطيف

نظم أتحاد الادباء والكتاب العراقيين، مؤخراً، في بغداد، ندوة ناقشت موضوع الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في تشرين المقبل، وكانت بعنوان” الانتخابات العراقية بين المشاركة الفاعلة والتلويح بالمقاطعة”، وشارك فيها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، ومستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات، الدكتور عبد الحسين الهنداوي، ورئيس مفوضية الانتخابات الأسبق القاضي قاسم العبودي، والناقد فاضل ثامر والناشط حيدر لازم وأدار الندوة الناقد علي الفواز.

حاجة سياسية واجتماعية

الرفيق رائد فهمي أشار في حديثه  إلى أن “هذه الانتخابات لا تشبه سابقاتها وهي جاءت في أعقاب الانتفاضة وأحداث سياسية مهمة وهدفها التغيير”، مبيناً أن “الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي دفع حشودا كبيرة إلى المطالبة بها نتيجة للمسار السيئ الذي مرت به البلاد”.

وأضاف أن “الانتخابات تحقق هدفها الرئيسي أذا تمكنت من تغيير المنظومة السياسية الحالية”، مؤكداً أن “التغيير هو حاجة سياسية واجتماعية عبرت عنها الانتفاضة”. 

أزمة تمثيل

 واعتبر الرفيق فهمي، أن “الأزمة في البلاد تكمن في التمثيل السياسي حيث أن المجتمع العراقي لا يجد في القوى السياسية المتنفذة إمكانية أن تكون معبرة عن تطلعاته”، مشيراً إلى “أزمة أخرى تكمن في التمثيل المؤسساتي حيث نجد أن المؤسسات لا تعكس الإرادة الحرة للشعب”.

وأشار إلى أنه في الانتخابات الأولى والثانية كان الناخب يذهب للتصويت على مرشح بناءً على “الهوية القومية أو الطائفية، والقوى السياسية كانت تستمد شرعيتها من خلال تمثيلها للمكون”، والتالي نتج عنها تمثيل مكونات.

وأكد سكرتير الحزب، أن عملية تمثيل المكونات التي ادعت بها أحزاب المحاصصة حدث فيها شرخ كبير حيث أنها “لم تعد تمتلك الحق في تمثيل هذا المكون أو ذاك كون أن أبناء المكون عبروا عن احتجاجهم ورفضهم للمكونات”، مشيراً إلى أن رفض الناس للقوى السياسية المتنفذة “لم يأت على أساس مكوناتي بل جاء على أساس السياسات الخاطئة والالتفاف على حقوق الناس”.

وتابع أن الانتخابات المبكرة المزمع عقدها في تشرين الأول تتم في “أجواء غاية في التعقيد”، ويتطلب أن تزيل الانتخابات القادمة “التوترات الحادة”، ولأجل أن تلعب هذا الدور يجب أن “تعكس الإرادة الحرة للمواطنين”.

إزالة الاحتقان المجتمعي

وبين فهمي، أن شروط أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وعادلة هو تمكنها من إزالة “الاحتقان المجتمعي وفتح آفاق واعدة للبلد”، لافتاً إلى أن “الغرض من التلويح بالمقاطعة هو ممارسة الضغط الأكبر لتوفير شروط الانتخابات”.

وأشار إلى أن “الكثير من شروط الانتخابات غير مفعلة منها قانون انتخابات عادل والرقابة على المال السياسي والسلاح المنفلت وجوانب تقنية أخرى”.

ولفت إلى أنه إذا كان مستوى المشاركة في الانتخابات ضعيفا جداً، وأعاد انتاج القوى السياسية نفسها فإن الوضع لن يمر مرور الكرام لأن البلد لم يعد “يتحمل ذات المسارات القديمة”.

وذكر فهمي أن “كل التغييرات الإيجابية جاءت بعد حركات احتجاجية، فقانون الانتخابات تغير بعد صراع احتاجي كبير وقانون الأحزاب أقر بعد مطالبة شعبية احتجاجية كبيرة”.

مطلب شعبي

بدوره قال مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، حسين الهنداوي، أن “مطلب الانتخابات المبكرة هو مطلب شعبي من قبل المتظاهرين وأيدته المرجعية ووافقت عليه كل القوى السياسية تحت ضغط الشارع”، موضحاً ان “المطلب جاء نتيجة للأزمة السياسية وضبابية المشهد العراقي وبالتالي هي الخيار الوحيد أمامنا”.

وأشار إلى أن “الانتفاضة طرحت مجموعة من القضايا تم تبينها، منها استقالة حكومة عبد المهدي وقانون جديد للانتخابات وتبديل المفوضية فضلاً عن المطالبة بالأشراف الدولي على الانتخابات”.

وأوضح ان “المشكلة تكمن بالصراع بين القوى القديمة التي على رأس السلطتين التنفيذية والتشريعية، والقوى الجديدة، حيث تمت استقالة السلطة التنفيذية ولكن التشريعية التي تهمين عليها الكتل السياسية لم تستقل وهي من شرعت قانون الانتخابات”. في أشاره منه إلى قانون انتخابات الدوائر المتعددة.

وأستطرد الهنداوي في حديثه قائلاً إن “في عام 2005 طرح قانون الدائرة الواحدة وهو ما يعطي فرصا متساوية لجميع المرشحين، لكن ثغرات كبيرة حدثت في التطبيق وليس في القانون، فهناك محافظات صوتت بنسبة 95 في المائة، بينما محافظات أخرى لم تسجل نسب تصويت عالية، وفي بغداد كانت نسبة التصويت 50 في المائة وفي البصرة كانت 49 في المائة ونينوى 27 في المائة والانبار 4 في المائة”، مبيناً أن “الكثير من مقاعد هذه المحافظات ذهبت إلى محافظات أخرى”.

وأكد المستشار الحكومي، ان “المتظاهرين طرحوا فكرة تقسيم الدوائر الانتخابية على مستوى المقعد الواحد، وهذا المطلب فيه إشكال كبير كونه سيعيد انتاج نفس القوى المهيمنة على السلطة، وهذا القانون هو ايضاً مفصل على مقاسات القوى السياسية”.

تدخلات حزبية

وبين الهنداوي أن “المفوضية التي تم تشكيلها كانت من قبل الأمم المتحدة لكن هذا لا يعني أن تشكيلها كان بمعزل عن تدخلات القوى السياسية”، مشيراً إلى أن “هذه المفوضية هي الأقل تأثراً بالتدخلات الحزبية”.

ويرى الهنداوي أن “قانون المفوضية أبعد الكثير من كوادرها الذين يمتلكون كفاءات عالية وهذا ما أضعف من امكانياتها”، مبيناً أن “أعضاؤها لا يملكون الخبرة الكافية”.

ودعا المستشار إلى “تفعيل قانون الأحزاب وتحديداً المادة 32 من قانون الأحزاب الذي يمنع حيازة الأسلحة للكيانات السياسية، ومراقبة المال السياسي المستخدم في الانتخابات”، مؤكداً على ضرورة التوعية بالانتخابات “كون أن القوى السياسية تمتلك ناخبين زبائنيين وهم يشكلون حوالي 20 في المائة من عدد الناخبين الكلي، ويجب أن تدعو القوى الجديدة للمشاركة الواسعة في الانتخابات لضمان تنافسها”.

وأكد المستشار “وجود فريق الانتخابات الدولي في العراق حيث بلغ عددهم الكلي 25 شخصا وهم خبراء في كل مجالات الانتخابات”، مشيراً إلى أن “مجلس الأمن صوت على ارسال مراقبين دوليين للانتخابات”، متوقعاً ان “”تكون الانتخابات المقبلة أفضل بكثير من سابقاتها”.

وأكد ان “هناك عناصر لإنجاحها أولها: الاعتماد على التكنلوجيا الحديثة للتصويت “نظام البايومتري”، وثانيها المراقبة بأشكالها الثلاثة “.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك سبع شبكات مراقبة عراقية وهي: شمس وعين وحمورابي وتموز وشبكة لنراقب وشبكة جاف في كردستان وشبكة أخرى قيد التأسيس من قبل نقابة المحامين، وتمتلك حوالي 60 ألف مراقب.

أعداد الناخبين

وكشف الهنداوي، عن عدد الناخبين الكلي في العراق، وقال إن “العدد الكلي لهم بلغ 25 مليون ناخب، منهم 3 ملايين ونصف خارج العراق وهم لن يشاكروا في الانتخابات”، مبيناً ان “عدد الناخبين داخل العراق هو 21 مليون و500 ألف ناخب، منهم مليونان ونصف من الناخبين الجدد، وان من مجموع 21 مليون ناخب هناك 17 مليون ناخب يملك بطاقة بايومترية طويلة الأمد وهناك 6 ملايين بطاقة بايومترية قصيرة الأمد”.

وأوضح ان “هناك 44 تحالفا سياسيا سجل للمشاركة في الانتخابات وهناك 3 الالف و500 مرشح قدم للانتخابات”، مؤكداً ان “الحكومة ضمنت تنافس 10 مرشحين على كل مقعد”.

إجراءات المفوضية

من جهته، قال رئيس مفوضية الانتخابات الأسبق، القاضي قاسم العبودي،

أن “هناك تغييرات فنية ستصاحب الانتخابات القادمة تدفع الناس للمشاركة فيها واعتقد أن المقاطعة هي موقف سلبي”.

 وأضاف ان “من المتغيرات التي ستحدث في هذه الانتخابات هي أن عدد المرشحين سنتخفض إلى قرابة النصف بالمقارنة مع الانتخابات السابقة، وهذا يتيح للناخب إمكانية تركيز أكثر على المرشحين “.

وأوضح اننا في “المرات السابقة كنا نضاعف عدد المرشحين في القوائم أما الآن فعدد المرشحين مرهون بعدد المقاعد في الدائرة الانتخابية الواحدة وهذا هو سبب انخفاض أعداد المرشحين”.

وأكد ان “هناك تباين كبير في الدوائر الانتخابية حيث توجد دوائر صغيرة لا يتجاوز عدد المرشحين فيها الـ 8 مثل السليمانية ودهوك واربيل، بينما هناك دوائر كبيرة ففي بغداد يصل العدد في الدائرة رقم 12 إلى 107 مرشحا، وفي إحدى دوائر نينوى يصل عدد المرشحين إلى 102”.

فيما يتعلق بالبطاقات قصيرة الأمد يؤكد القاضي أن “المفوضية وضعت مجموعة إجراءات إزاء ذلك منها سحب البطاقات، وإجراءات أخرى مارستها المفوضية من أجل أثبات صحة هذه البطاقات”.

وتابع العبودي ان “المفوضية وحدت أجهزة الانتخابات حيث في السابق كان جهاز العد والفرز تصنعه شركة إسبانية وجهاز التصويت تصنعه شركة كورية الآن الشركة الكورية تبنت تصنيع جهازي العد والفرز وجهاز التصويت”، مشيرا إلى أنها “تواصلت مع شركة المانية فاحصة لرصانة الأجهزة التي سوف تستخدم في الانتخابات”.

وعن الرقابة الدولية قال إن “في كل الانتخابات السابقة كانت هناك رقابة دولية، ولكن هذا النوع من الرقابة لا يمكنه أن يوجد في كل مراكز الانتخابات لأن عدد مراكز الاقتراع وصل إلى 67 ألف مركز”.

خياران صعبان

إلى ذلك، قال الناقد، فاضل ثامر، إنه يرى “خيار المقاطعة جاء بعد تردي الوضع السياسي في العراق واستفحال نشاط الكثير من الفصائل المسلحة التي بدأت تعمل خارج إطار الدولة وتحاول فرض شروطها على الدولة”، مبيناً إننا “نواجه في هذه المرحلة خياري المشاركة والمقاطعة وهما صعبان جداً”. 

وأضاف ان “البعض يرى ان الطريق أصبح مغلقا تماماً وفقاً للمعطيات الموجودة، فيما يطرح الراغبون في المشاركة سؤال عن الخيارات التي تتيحها المقاطعة”، مؤكداً ان “المقاطعة سوف تخدم الفصائل المسلحة والقوى السياسية القديمة”.  وأوضح ان “هناك إمكانية لتحشيد الجهود لإخراج القوى السياسي القديمة من المعادلة، وعلينا أن نؤمن بإرادة الشعب الذي خرج في انتفاضة كبيرة في تشرين 2019 “، موضحاً اننا “يجب أن نستثمر الخلاف بين القوى السياسية فبعضها أصبح يرفض وجود الفصائل المسلحة في المشهد السياسي العراقي”.

*************************

عدم الافلات

من العقاب

خرجت امس تظاهرات شعبية حاشدة في السودان تنادي بمحاسبة قتلة المتظاهرين في حزيران ٢٠١٩، وهم الذين ما زال الحكم الجديد يتلكؤ في الكشف عنهم ومقاضاتهم.

ما اشبه هذه المطالب بالشعارات الرئيسة لتظاهرات ٢٥ ايار في بغداد والعديد من المحافظات، والتي خرجت تطالب الحكومة والقوى النافذة في الدولة واذرعها المسلحة بالكشف عن قتلة المتظاهرين واغتيال الناشطين، في حملة “من قتلني” التي عبرت عنها على لسان الشهداء.

لا مخرج من الازمات وفتح آفاق التغيير الواعد بدون استجابة السلطات والقوى النافذة فيها للمطالب الشعبية، واتخاذ اجراءات حازمة لتطبيق مبدأ “عدم الافلات من العقاب”. وهذا يخص العراق كما السودان ولبنان وغيرهما من البلدان التي تعبث في مصيرها وفي احوال شعوبها منظومات حاكمة تتحكم بمفاتيح السلطات المختلفة  وتغرق الدولة بفسادها وتتقاسم مغانمها عبر آليات المحاصصة، وتقوض اركانها وهيبتها من خلال الاذرع العسكرية لاحزابها او الجماعات المسلحة التي توفر لها الحماية ونوعا من “الحصانة” غير الشرعية.

الازمات تتفاقم والفقر  ينتشر ومقومات العيش الكريم غائبة عن اقسام متزايدة من المجتمع، لا سيما شريحة الشباب، فيما الدولة واجهزتها الشرعية تزداد عجزا  وتتقاسم سلطاتها الدولة العميقة والدولة الموازية، واوضاع البلاد ومآلاتها محملة بمخاطر التدهور والانزلاق نحو الفوضى وتنامي النزاعات واشتداد الازمات الاجتماعية والاقتصادية. وما لم يتم تدارك الاوضاع بوضع حد للسلاح المنفلت وبمحاسبة  الفاسدين والمفسدين  وشن حرب واسعة ضد  الفساد ، الذي هو الوجه الاخر للارهاب، وتوفير شروط واشتراطات الانتخابات الحرة النزيهة والشفافة.

 وفي الاونة الاخيرة اكتسبت حملات “عدم الافلات من العقاب” زخما دوليا قويا، انعكس في مواقف وتصريحات العديد من البلدان الاعضاء في مجلس الامن وتقارير المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان، وآخرها ما جاء في تغريدة الامين العام للامم المتحدة، الذي قال فيها ان انهاء الافلات من العقاب خطوة اساسية نحو عقد اجتماعي جديد يقوم على العدالة والنزاهة.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

4-6-2021

من صفحته على فيسبوك

*******************

في رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء

التيار الاجتماعي الديمقراطي : ندعم إجراءات فرض القانون على الجميع

وجه المكتب السياسي للتيار الاجتماعي الديمقراطي  رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في ٣ حزيران الجاري ، تناولت ما  شهدته مدينة بغداد من احداث مساء يوم الأربعاء المنصرم 26/5 ، واكدت انها  حلقة متوقعة في الأوضاع المتردية التي يعيشها بلدنا منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا والتي تمثلت في خروقات عدة  منها مس الدستور  واعاقت تحقيق العدالة وهددت السلم المجتمعي.وكذلك وجود السلاح  المنفلت لدى التنظيمات الخارجة عن القانون ، وعدم قيام الحكومة في كشف نتائج لجان التحقيق في حوادث قتل واغتيال وخطف نشطاء الحراك الجماهيري في انتفاضة تشرين 2019/2020 وما بعدها والفشل في معاقبة الجناة

وأشارت الرسالة الى دعم القوى  المدنية الديمقراطية لكل خطوة صحيحة تعزز السيادة الوطنية وتخدم تطلعات شعبنا وأهدافه في بناء الدولة الديمقراطية العصرية وتجنيب بلادنا ما تسعى اليه القوى المناهضة لهذه التطلعات والتي لم تأل جهداً ولا إمكانية ولا توجهاً الا ووضعت العصي في عجلة سعيكم لإنفاذ ما وعدتم به لحد اشهار السلاح واستعراض القوة بما هدد ويهدد بتقويض سلطة الدولة ودفع البلاد الى الفوضى والعنف مستغلين تراخيها وصراعات اضدادها وافتقار رؤوسها الى الإرادة والحزم والشجاعة وتغليب مصلحة المواطن على كل مصلحة.

 واكد التيار الاجتماعي الديمقراطي في رسالته ان القوى الديمقراطية والوطنية بكل تلاوينها ومعها قوى انتفاضة تشرين لم تتح لها فرصة حقيقية للاندماج في مشروع الانتخابات ففي أجواء من التهديد للمرشحين واستمرار الاغتيالات وتشريد الناشطين يصبح الحديث عن اجراء انتخابات حرة ونزيهه مجافياً للحقيقة وحسابات المنطق حتى للقوى التي ترغب بالمشاركة الرمزية المتواضعة وفي الوقت الذي تشير الى كل ذلك فأننا نحذر مما لا تحمد عقباه إذا ما جرت الانتخابات وفق هذه الشروط والأجواء.

اننا ومن دون شك ولا ضبابية ندعم اجراءاتكم لفرض القانون على الجميع وتهيئة السبل الكفيلة لإنجاح الانتخابات واستعادة ثقل الدولة وحل المشاكل مع القوى السياسية جميعاً وبما يعزز من سلطة الدولة وعدالة إجراءاتها والضرب بقوة على الخارجين عن القانون والفاسدين والمتنمرين الذين وجدوا في ضعف الدولة فرصة لتقويض كل الأهداف التي ينتظرها شعبنا وياتي فيرمقدمتها:

- تعزيز النظام الديمقراطي واليات تداول السلطة والالتزام بالدستور.

- تعزيز الوحدة الوطنية والنظام الفيدرالي.

- انهاء مظاهر الفساد والبيروقراطية والقضاء على العصابات المنفلتة والتصرفات العشائرية التي لا تنتمي للقيم النبيلة للعشائر العراقية الكريمة.

- ضمان ان تكون الانتخابات شفافة وعادلة وعدم حصول التزوير واستتباب الامن وفرض القانون بما يجعل المرشح والناخب على السواء في مأمن كامل وعند ذلك فقط تصبح المشاركة في الانتخابات عاكسة لحقيقة تطلعات شعبنا.

********************

الصفحة الرابعة

التجاوزات التركية تتوسع .. واستغراب نيابي من «صمت الحكومة»

 PKk تتهم تركيا باستخدام اسلحة كيماوية

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الانتهاكات التركية للسيادة العراقية في جبال اقليم كردستان الحدودية ، وسط “صمت حكومي”، أبدت لجنة الدفاع البرلمانية، استغرابها منه، فيما حذرت من هذه المواقف التي تضعف قدرة البلاد على حفظ الامن داخليا وخارجيا.

وتلاحظ اللجنة البرلمانية، ان تجاوزات أنقرة “تصاعدت” إثر زيارة وزير دفاعها وقياداته لبعض نقاط الجيش التركي، والتي لم تكتف بالقصف الجوي على القرى والمناطق الجبلية، التي تعتقد تواجد حزب العمال الكردستاني فيها، انما عملت على تجريف الغابات وقطع اشجارها.

ووفقا لمعلومات فرق اعلامية ميدانية في محافظة دهوك، فإنها لا تستطيع الوصول الى أماكن الاحداث، بفعل هجمات الجيش التركي، مما يضطرها الى تغطية الاحداث من مناطق بعيدة، نظراً للمخاطر الجدية التي تهدد حياتهم في حالة دخولهم الى المناطق المتضررة.

رئاسة الجمهورية تطالب بالانسحاب

وفي تطور لاحق، طالبت رئاسة الجمهورية، أمس الأحد، القوات التركية بالانسحاب خارج أراضي العراق، بعد أن نددت بالقصف التركي على مخيم مخمور، أول من أمس السبت.

وقال بيان للرئاسة، طالعته “طريق الشعب”، “نشدد على ضرورة منع انتهاك السيادة العراقية، وسحب القوات التركية الموجودة في مناطق الإقليم والموصل، والتي تعتبر انتهاكا لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية”.

وأضاف البيان أن “الهجوم الأخير على مناطق مخيم مخمور، يشكل تصعيدا خطيرا، يعرض حياة المواطنين للخطر بمن فيهم اللاجئون، ويتنافى مع القانون الدولي والإنساني”.

وأكدت الرئاسة في بيانها على تعزيز العلاقات مع تركيا على أساس المصالح المشتركة وحل المشاكل الحدودية والملفات الأمنية عبر التعاون والتنسيق، ورفض الممارسات الأحادية الجانب في معالجة القضايا العالقة، ووجوب احترام السيادة العراقية.

دعوة الى «تنسيق عملي»

من جهته، أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، الخميس الماضي، ان من واجب الدولة العراقية التنسيق العملي بين السلطات لإيقاف التجاوزات ومحاسبة المذنبين.

وقال صالح في تغريدة له على “تويتر”، تابعتها “طريق الشعب”، ان “التجاوز على السيادة والعنف ونزوح المدنيين من منازلهم، فضلا عن قطع أشجار الغابات في هرور وباتيفا وغيرها من المناطق الحدودية في إقليم كردستان ممارسات غير إنسانية، وجريمة بيئية لا يجب غض النظر عنها”.

وأضاف صالح ان “من واجبنا التنسيق العملي بين السلطات لإيقاف التجاوزات ومحاسبة المذنبين”.

دعوة نيابية لتحرك عاجل

ودعت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إلى تحرك عاجل لإيقاف التجاوزات التركية.

وقال عضو اللجنة كاطع الركابي، في حديث صحفي، طالعته “طريق الشعب”، ان “القوات التركية المنتشرة في بعض مناطق شمال العراق لم تكتف بالقصف من خلال الطائرات والمدفعية للقرى والمناطق الجبلية، بل امتدت الى تجريف الغابات وقطع اشجارها ونقلها الى عمق اراضيها من اجل بيعها لمصانع وتحويلها الى فحم يعاد تصديره للعراق” بحسب قوله.

واضاف ان “كل هذه التجاوزات التي تحصل وحكومة بغداد صامتة ولم تحرك ساكنا”، مؤكدا بان “حجم التجاوزات والانتهاكات التركية كبيرة جدا للسيادة الوطنية خاصة بعد زيارة وزير دفاعها وقياداته لبعض نقاط الجيش التركي”.

واشار الركابي الى ان “ما تقوم به القوات التركية يضر بالمصالح المشتركة بين انقرة وبغداد وبعيد جدا عن حسن الجوار”.

العمليات المشتركة تصرح..

بدوره، نفى المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة، تحسين الخفاجي، انباء تواجد حزب العمال الكردستاني في منطقة مخمور بمحافظة نينوى، مؤكدا ان المنطقة تقع تحت مسؤولية الجيش العراقي.

وقال الخفاجي، في تصريح صحفي، إن “منطقة مخمور تقع تحت مسؤولية الفرقة 14 التابعة للجيش العراقي، وتحت سيطرة الحكومة الاتحادية، وجميع ادارة الامن مسؤولية قيادة العمليات المشتركة”.

وأضاف ان “ادارة الملف الامني لمنطقة مخور مسؤولية العمليات المشتركة التي تعمل على مطارة الارهابيين في المنطقة”، موضحا ان “انباء تواجد حزب العمال الكردستاني غير صحيحة”.

وأردف أنه “يوجد منطقة بين حرس الاقليم وبين الفرقة 14 وسلسلة جبلية تدعى بسلسة جبال قرة جوخ، والتي استطاع ان يتخندق فيها الارهابيون، وهناك عمل كبير من خلال مراكز التنسيق المشترك بين الجيش والبيشمركة لمطاردة الارهابيين في المنطقة”.

“مناطق محرمة” على الصحفيين

ومع بداية الحملة الجديدة للجيش التركي على اراضي إقليم كردستان، ازداد حجم المناطق المحرمة والتي يشكل التواجد فيها خطراً على حياة الصحفيين وعملهم وتغطياتهم لما يحدث هناك، بحسب ما أشّره مركز ميترو  للدفاع عن حقوق الصحفيين.

ويقول المركز في تقرير له، تسلمت “طريق الشعب” نسخة منه، ان “أعضاءه المتطوعين يرفدونه بمعلومات حول الفرق الاعلامية الميدانية في محافظة دهوك، والتي لا تستطيع الوصول الى أماكن الاحداث بفعل هجمات الجيش التركي، ما يضطرها الى تغطية الاحداث من المناطق البعيدة المحيطة بمكان الاحداث، نظراً للمخاطر الجدية التي تهدد حياتهم في حالة دخولهم الى المناطق المتضررة”.

ويؤكد الركز انه “تسلم حدوث عدة تجاوزات بحق الصحفيين في حدود محافظة دهوك”، والتي لم يتم التحقيق فيها لكشف منفذيها.

ويجد تقرير المركز أن “من الضروري على حكومة اقليم كردستان ان تصدر يومياً معلومات حول تحركات الجيش التركي وتغلغله في عمق أراضي اقليم كردستان”. 

ويشير المركز الى أن “أي صحفي او فريق صحفي ينوي التوجه الى حدود المناطق التي تشهد معارك بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، يتوجب عليه المرور على سيطرات قوات الآسايش وحرس الحدود العراقي، وكل واحدة من هذه السيطرات لها تعليمات وتصرفات تختلف عن السيطرة الاخرى، لكن جميع هذه السيطرات يجمعها شيء واحد، وهو القول: “هذه المناطق محرمة”.

أنقرة استخدمت أسلحة كيماوية؟

ويقول تقرير نشرته صحيفة مورننغ ستار البريطانية، أخيرا، انه حزب العمال الكردستاني وجه تهمة استخدام الاسلحة الكيماوية السامة من قبل تركيا في مدينة دهوك، في حربها ضدهم”.

ونقلت الصحيفة في تقريرها عن مسؤولين في حزب العمال قولهم: إن “الجيش التركي قام بنشر العوامل الكيماوية السامة ضد الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو المقاومة المسلحة في جبال دهوك المتاخمة لتركيا”.

واضاف المسؤولون أن “مثل هذه التكتيكات القذرة استخدمت في 12 مناسبة على الاقل”. وتؤكد الصحيفة انها “لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من المزاعم.

وذكر التقرير البريطاني انه “على الرغم من الفظائع المزعومة التي ارتكبتها دولة عضو في الناتو، ظل المجتمع الدولي صامتا وسمح لتركيا بمواصلة العمليات العسكرية مع الإفلات من العقاب”.

انتهاكات مستمرة رغم المعارضة

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد وصف، أخيرا، منطقتي قنديل ومخمور، بأنهما “حاضنات لتفريخ الإرهابيين”، في إشارة الى انتشار حزب العمال الكردستاني فيهما.

ونقلت قناة “TRT” التركية عن أردوغان قوله: إن “قنديل ومخمور في شمال العراق حاضنات لتفريخ الإرهابيين”، مضيفاً “سيرون ويدركون قيمة تركيا التي عقدت العزم على تجفيف مستنقع قنديل”.

لكن قيادة العمليات المشتركة، ردت على تصريح أردوغان، مؤكدة ان تلك المناطق تقع تحت مسؤولية الجيش العراقي.

وكان مجلس الأمن التركي، أعلن نهاية الاسبوع الماضي، أن تركيا “مصممة على مواصلة عملياتها العسكرية في أراضي كل من سوريا والعراق رغم معارضة سلطات البلدين”. وقال المجلس في بيان أصدره عقب اجتماع قاده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: إن “العمليات العسكرية العابرة للحدود التي نفذتها القوات التركية للقضاء على الإرهاب ومصادره، جرت بهدف إرساء الأمن والسلام في أراضي دول الجوار وتركيا ذاتها”.

وشدد المجلس على أن “تركيا تحترم سيادة ووحدة أراضي دول الحوار، لكنها ستحتفظ بموقفها من قضية محاربة الإرهاب داخل حدود تركيا وخارجها”.

وتابع ان “عملياتنا العسكرية للقضاء على التنظيمات الإرهابية على طول حدودنا الجنوبية وضمان الأمن الحدودي، ستتواصل في الفترة المقبلة”.

وفي مساء أمس، كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تغريدة على حسابه في “تويتر”، أعلن فيها عن تحييد قيادي في حزب العمال الكردستاني، عن مخيم مخمور.

تبادل الاتهامات

وفي تطور امني، نقلت وكالات الانباء عن وكيل وزارة البيشمركة، سربست لزكين قوله إن قوة من البيشمركة وقعت في كمين لحزب العمال الكردستاني، في جبل متين، بقضاء العمادية، ما أدى إلى مقتل 5 عناصر من البيشمركة وإصابة 4 آخرين.

من جانبه، ذكر المركز الإعلامي لحزب العمال الكردستاني أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني قام في الساعة الرابعة فجرا بتوجيه قوة كبيرة من عناصر البيشمركة إلى مناطق تواجد مقاتلي حزب العمال “الكريلا” في العمادية ومتين”.

*************************

مصدر يؤكد استبدال بعض المرشحين بسبب عدم مقبوليتهم

مراقبون: قانون الانتخابات يغذي العنف

بغداد ـ علي شغاتي

لم يزل الجدل مستمرا حول قانون انتخابات مجلس النواب, حيث تحدثت  اللجنة القانونية النيابية عن اشكاليات وصفتها بـ”الكبيرة” في القانون, فيما عدّت لجنة الامن والدفاع في البرلمان، تصاعد موجة الاغتيالات مع قرب الانتخابات بسبب وجود جهات سياسية تستخدم العصابات لضرب خصومها.

ودعا ناشطون ومهتمون بالشأن الانتخابي، الى مراجعة القانون الجديد لأجل توفير بيئة انتخابية امنة للمرشحين والمواطنين.

إشكاليات كبيرة

وكشف عضو اللجنة القانونية البرلمانية سليم همزة، عن إشكاليات وصفها بـ”الكبيرة” في قانون الانتخابات.

وقال همزة إن “هناك بالفعل إشكالية كبيرة في قانون الانتخابات الجديد، لتضمنه فقرات خطيرة جداً تفتح نافذة كبيرة وواسعة للاغتيالات السياسية”, مضيفا ان “أي شخص يموت أو يقتل من قبل أي جماعة منافسة لا يحق لكتلته تقديم مرشح آخر، لأن باب التقديم انتهى، وبالتالي يكون هناك جدل واسع حول هذه الفقرة تحديدا”.

وأضاف أن “هذه الفقرة لا بد من مراجعتها وإجراء تغييرات عليها من قبل مجلس النواب، لأن بقاءها سيفتح بابا واسعا للاغتيالات السياسية في المرحلة القادمة”.

دعوات للمراجعة

وضمن السياق ذاته, أشار الخبير الانتخابي بشار قاسم الى ان القانون “يحتوي على جملة من الاشكاليات التي سوف تتسبب في عدم استقرار امني وسياسي في حال المضي في اجراء الانتخابات وفقا له”.

وقال قاسم لـ”طريق الشعب”, ان “القانون نص على استبدال عضو مجلس النواب في حال فراغ مقعده لاي سبب كان، بالحاصل على اعلى الاصوات بعده في نفس الدائرة”، معتقدا ان “هذا الامر قد يفتح مجالا امام القوى السياسية التي تمتلك مجاميع مسلحة، بالعمل على استهداف الفائزين في الانتخابات، من الذين لا يتوافقون مع أجنداتهم”.

واضاف ان “الامر من الممكن ان يصل الى ابعد من ذلك، وربما سوف نشهد صراعات مسلحة وعمليات اغتيال متبادلة في حال تم استهداف بعض الشخصيات التابعة للمجاميع المسلحة”. والتالي هناك خطر كبير “يواجه المرشحين المستقلين والشخصيات الوطنية التي من المرجح فوزها في الانتخابات”.

ودعا الخبير الانتخابي الى “مراجعة قانون الانتخابات وتعديله, وتوفير الامن الانتخابي للمرشحين والمواطنين من اجل الادلاء بأصواتهم بشكل حر ونزيه”.

وأردف كلامه مشككا في “قدرة الحكومة على توفير هذه الاجواء في ظل انتشار السلاح المنفلت واستقواء العناصر المسلحة على القانون”.

تصفيات سياسية

من جانبها, أكدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، عزمها استضافة قادة أمنيين في الثالث عشر من الشهر الحالي، لمناقشة ملف تأمين الانتخابات. 

وقال الرئيس اللجنة البرلمانية محمد رضا آل حيدر، في تصريح صحفي، إن “زيادة الاغتيالات مع قرب الانتخابات يأتي بسبب وجود بعض الجهات التي تستخدم العصابات لضرب خصومها، لكن ليس بشكل كبير”، موضحاً أن “لجنة الأمن والدفاع بصدد استضافة القيادات الأمنية في الشهر المقبل مع قرب الانتخابات، لبحث هذا الملف وتأمين العملية الانتخابية والمرشحين”. 

الاقتراع يتطلب استقرارا أمنيا

الى ذلك, اعلنت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، ان العراق مقبل على إنتخابات مبكرة، تتطلب استقرارا امنيا.

جاء ذلك خلال لقائها مع رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي.

وذكر بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس جهاز الأمن الوطني، طالعته “طريق الشعب”, انه جرى خلال اللقاء “مناقشة عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على اهمية الاستقرار الأمني للبلد للسير قدما في اعماره وتطويره ودور بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق في العديد من المجالات”.

واكدت بلاسخارت بحسب البيان، ان “العراق مقبل على انتخابات مبكرة تتطلب استقرارا امنيا وهناك قرار من مجلس الأمن بمراقبة أممية للانتخابات التي يجب ان يعمل الجميع من اجل إنجاحها”.

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي شكل في وقت سابق لجنة أمنية خاصة بالانتخابات المقبلة، ويتعلق عملها حصراً بالأمن الانتخابي، ومنع استخدام السلاح المنفلت في ترهيب المواطنين لانتخاب جهات معينة.

شروط إجرائها لم تتحقق

ويرى الناشط المدني منتظر ثائر, ان الاجواء المحيطة في البلاد “غير مناسبة لإجراء الانتخابات”, في ظل استمرار عمليات الاغتيال والترهيب والاستعراضات العسكرية.

ويقول ثائر لـ”طريق الشعب”, ان “الداعين للتغيير يسعون الى توفير شروط اقامة انتخابات حرة ونزيهة, يكون التنافس فيها شريفا بدون تدخل السلاح المنفلت والمال السياسي وموارد الدولة”.

وينوه بان “الهدف ليس افشال الانتخابات, انما توفير البيئة الآمنة للمرشحين والناخبين، وضمان أمنهم الشخصي، وحماية مراكز الاقتراع، ونزع السلاح المنفلت, وانهاء نفوذ الاحزاب المتنفذة على مفوضية الانتخابات ومراكز الاقتراع”.

تلاعب

وفي السياق, كشف مصدر مطلع على عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات, عن سماح المفوضية لبعض الكتل المتنفذة باستبدال مرشحيها، بعد انتهاء موعد تقديم المرشحين.

وقال المصدر (الذي رفض كشف هويته) لـ”طريق الشعب”, ان “المفوضية سمحت لبعض الكتل باستبدال مرشحيها بعد انتهاء موعد تقديم المرشحين, ما سمح لبعض الكتل السياسية المتنفذة بدراسة الدوائر الانتخابية، وزج مرشحيها في دوائر يعتقدون بسهولة المنافسة فيها, واستبدال مرشحي دوائر بدوائر اخرى”, مشيرا الى ان “هذا الاجراء يخالف قواعد التنافس الشريف بين المرشحين للانتخابات المقبلة”.

وبيّن المصدر ان “اجراء الاستبدال يأتي عن طريق استبعاد بعض الاسماء المرشحة من قبل احدى الجهات التي تدقق في اهلية المرشح. وبما أن القانون يسمح بالاستبدال خلال 72 ساعة، فإن هذا الوقت كافي لإجراء التغيير”، مستدركاً بالقول ان “هذا الامر جاء بعد كشف عدم مقبولية بعض مرشحي القوى المتنفذة في دوائرهم الانتخابية”.

**********************

رابطة المرأة: التعليم والغذاء والحماية

تضمن حياة آمنة لأطفالنا

بغداد ـ طريق الشعب

اكدت رابطة المرأة العراقية في مناسبة اليوم العالمي للطفل، ان التعليم والغذاء والحماية تعزز حياة صحية وآمنة لأطفال العراق.

وقالت الرابطة في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, ان “الالاف الاطفال فقدوا حقوقهم في العراق، ومنها التعليم والغذاء والعيش الآمن والكريم”, مؤكدة “ضرورة تخصيص الموارد الكافية لمعالجة الكثير من المشاكل”.

وحدد البيان ان “عدد الايتام في العراق بلغ بنحو 5 ملايين طفل, أي بنسبة 16 في المائة من سكان البلاد، نتيجة لأعمال العنف التي تشهدها البلاد”.

وأشار البيان الى ان “العراق يضم النسبة الاكبر من الايتام في العالم العربي. كما يعد ضمن أخطر 10 دول لعيش الأطفال في العالم”.

وبينّت الرابطة، بحسب بيانها، ان “الاحتفال بيوم الطفل لهذا العام، يضعنا امام مسؤولية تجاه الاطفال لتأمين الحياة الصحية والآمنة لهم، والانتباه لمخاطر المتغيرات المناخية والوبائية التي تعطل إلانتاج الزراعي ووصول الأسر الريفية إلى الغذاء بالكامل”، منوهة الى ان “الحرمان من الحصول على المياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية، تسبب في انخفاض معدلات الالتحاق بالمدارس والحضور والأداء في مجالات مثل الرياضة والقراءة والفن”.

وشدد البيان على ان “التعليم والغذاء والحماية حق أساسي من حقوق الإنسان للطفل”, داعية الى “ضرورة الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات الدولية والبروتوكولات الخاصة بحماية حقوق الطفل واهداف التنمية المستدامة”.

**************************

الصفحة الخامسة 

دفعت 100 مليون عامل إضافيين الى هاوية الفقر

كورونا وتأثيرها على الاطفال: كارثة لجيل كامل

متابعة ـ طريق الشعب

قال تقرير أممي إن جائحة كورونا دفعت 100 مليون عامل إضافي الى الفقر، فيما أكدت ان العمالة لن تستعيد مستويات ما قبل الجائحة إلا في 2023.

وكشفت دراسة سنوية لمنظمة “كيدزرايتس” أن جائحة كورونا اثرت بشكل خطر على حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم، محذرة من “كارثة لجيل كامل” إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات.

“كارثة لجيل كامل”

وكشفت دراسة سنوية لمنظمة “كيدزرايتس” أن جائحة كورونا، اثرت بشكل خطير على حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم، محذرة من “كارثة لجيل كامل” إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات. 

وحذّرت المنظمة الحقوقية من أن ملايين الأطفال حرموا من التعليم بسبب القيود الصحية، ما يتسبب بعواقب طويلة الأمد على صحتهم الجسدية والعقلية. 

وتتصدر ايسلندا وسويسرا وفنلندا “مؤشر كيدز رايتس 2021” الذي يصنف 182 بلدا بناء على امتثالها للاتفاق الدولي لحقوق الطفل. وتأتي تشاد وأفغانستان وسيراليون في المرتبة الأخيرة. 

وقال مؤسس المنظمة ورئيسها، مارك دلآرت، انه “مع الوباء العالمي المستمر، كان علينا معالجة الآثار والآثار المدمرة لكورونا التي تجاوزت التوقعات التي وضعناها في بدايته قبل عام”. 

وأضاف انه “بمعزل عن مرضى فيروس كورونا، فإن الأطفال هم الأكثر تضررا، ليس بسبب  الفيروس مباشرة لكن لأن الحكومات في كل أنحاء العالم أهملتهم”، مشددا على أن “إعادة إطلاق التعليم هي المفتاح لتفادي وقوع كارثة جيل”. 

168 مليوناً خارج المدارس

ووفقا للمنظمة، لم يتمكن أكثر من 168 مليون طفل من الذهاب إلى المدرسة، في حين أن طفلا من بين كل ثلاثة أطفال في العالم ليس بإمكانه متابعة الدروس الافتراضية. 

وعانى 142 مليون طفل إضافي حرمانا ماديا عندما تضرر الاقتصاد العالمي جراء الوباء، ولم يعد 370 مليون طفل يحصلون على وجبات في المدرسة. 

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد مؤلفو الدراسة أن 80 مليون طفل قد لا يحصلون على اللقاحات الروتينية لأمراض أخرى بسبب الضغط الذي تواجهه أنظمة الرعاية الصحية. 

كذلك عبّروا عن قلقهم من “الارتفاع الحاد” للعنف الأسري خلال فترة الإغلاق، والذي غالبا ما يكون الأطفال ضحاياه. 

وللمرة الأولى، أدرجت المنظمة فلسطين في قائمتها وقد احتلت المرتبة 104 لاهتمامها بالرعاية الصحية رغم الظروف الصعبة. 

في المقابل، كما في السنوات السابقة، كان تصنيف المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا سيّئا بسبب نقص الحماية لبعض الأطفال. كما تراجعت النمسا والمجر في الترتيب بسبب التمييز.

100 مليون فقير إضافي

وكشفت الأمم المتحدة، في تقرير لها، تابعته “طريق الشعب”، أن “تفشي فيروس كورونا، منذ 17 شهرا، دفع نحو 100 مليون عامل إضافي إلى الفقر”، مشيراً إلى أن “سقوط هؤلاء العمال في دائرة الفقر سببه التراجع الكبير في ساعات العمل وغياب فرص العمل الجيدة”.

ووفقاً لوكالة “فرانس برس”، فإن منظمة العمل الدولية، حذرت في تقريرها السنوي من أن “العمالة لن تستعيد مستويات ما قبل الجائحة إلا في 2023، في حال استمرار الأزمة”.

وقالت منظمة العمل الدولية، في تقرير بعنوان “العمالة العالمية والآفاق الاجتماعية: اتجاهات 2021”، إنه من المتوقع أن “يظل 220 مليون شخص على الأقل عاطلين عن العمل على مستوى العالم هذا العام، أي أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء، مع تعافي سوق العمل الضعيف مما يؤدي إلى تفاقم التفاوتات القائمة”.

ورجحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن “تتحسن التوقعات إلى 205 ملايين عاطل عن العمل العام المقبل، وهو رقم ما زال أعلى بكثير من 187 مليون عاطل عن العمل المسجل في العام 2019 قبل أن تسبب أزمة فيروس كورونا بفوضى في العالم”، بحسب ما أفادت به رويترز.

وقالت منظمة العمل الدولية في تقريرها: “لن يكون نمو التوظيف كافياً لتعويض الخسائر التي تكبدتها حتى عام 2023 على الأقل”.

التأثير الاكبر

بدوره، قال الخبير الاقتصادي في منظمة العمل الدولية والمؤلف الرئيسي للتقرير، ستيفان كوهن في تصريحات صحافية، إن “التأثير الحقيقي على سوق العمل كان أكبر عندما تم تخفيض ساعات العمل المفروضة على العديد من العمال وعوامل أخرى”.

وإجمالا، فقد قدرت منظمة العمل خسائر ساعات العمل في عام 2020 مقارنة بعام 2019 بما يعادل 144 مليون وظيفة بدوام كامل في عام 2020، وهو عجز لا يزال عند 127 مليونا في الربع الثاني من هذا العام.

وقال كوهن، ان “البطالة لا تعكس التأثير على سوق العمل”، مشيرا إلى أنه في حين استؤنف التوظيف في الولايات المتحدة بعد فقدان الوظائف الهائل، ظل العديد من العمال في أماكن أخرى، لا سيما في أوروبا، يعملون على خطط ساعات العمل المخفضة”.

وأضاف أن النساء والشباب، بالإضافة إلى ملياري شخص يعملون في القطاعات غير الرسمية هم الأكثر تضررا، حيث تم تصنيف 108 ملايين عامل إضافي في جميع أنحاء العالم الآن على أنهم فقراء أو فقراء للغاية مقارنة بعام 2019.

وذكر التقرير أن “5 سنوات من التقدم نحو القضاء على فقر العمال قد تم مسحها بفعل الجائحة”.

******************

مواطنون يشكون قلة موادها وسوء نوعياتها

البطاقة التموينية.. فشل مستمر رغم الوعود الحكومية

بغداد ـ محمد التميمي

لم يلمس المواطنون شيئا ملحوظا من تلك الجهود التي مرارا ما تتحدث عنها الحكومة بشأن ملف مفردات البطاقة التموينية، عبر زيادة تخصيصاتها المالية. ودائما ما تعد وزارة التجارة، المستفيدين من مفردات التموين بتحسين نوعيتها وزيادة كمياتها، لكن الحال باقٍ، وكأن تلك الوعود لم يسمع بها أحد.

مبلغ إضافي

وصوّت مجلس الوزراء، مؤخرا، على تخصيص مبلغ مالي لدعم تخصيصات البطاقة التموينية، وتحسين مفرداتها وإدامتها على مدار السنة. وفي وقت سابق, أكدت وزارة التجارة على لسان المتحدث باسمها محمد حنون, أن “البطاقة التموينية امام منعطف ايجابي بعد قرار مجلس الوزراء، بأن تكون البطاقة التموينية سلة واحدة، تضاف اليها البقوليات ومعجون الطماطم”، لافتا الى أن “الملف سيحال الى شركة متخصصة بحسب العقد الذي تجريه الشركة العامة للمواد الغذائية مع إحدى الشركات”.

وأضاف أن “هذا القرار أعطى للبطاقة التموينية صورة جديدة، تختلف عن كل السنوات السابقة، التي عانت فيها من مشاكل بسبب قلة التخصيصات”.

مواد سيئة

يقول المواطن جاسم ناصر لـ”طريق الشعب”، إن “المفردات التي توزع من قبل وكلاء الحصة التموينية سيئة وغير صالحة للاستخدام، فضلا عن انها لا تلبي احتياجات العائلة العراقية”. ويضيف ناصر ان مفردات البطاقة تقتصر على 4 مواد، توزع بشكل منقطع وغير منتظم. فيما علق محمد احمد (مواطن آخر) على الموضوع بالقول ان “الحكومات المتعاقبة فشلت في تأمين مفردات الحصة التموينية, وما يوزع منها لا يسهم في سد احتياجات العوائل من المواد الاساسية”, مشيرا الى ان مفرداتها “اقتصرت على الزيت والسكر والرز والطحين”.

لا تلبي الطموح

وذكر المواطن عبد الرزاق حسين لـ”طريق الشعب”، ان أغلب الوكلاء يسلمون المواطنين حصصا ناقصة”, مشددا على “ضرورة ان تكون المواد التي توزع ضمن الحصة التموينية مجانية”. ويأمل حسين من وزارة التجارة ان تستورد “مواد غذائية ذات نوعية جيدة” تصلح للاستهلاك البشري.

قرارات خاطئة

أما المواطن سعد حمزة، فقد شكا عدم كفاية مقادير الحصة التي يتسلمها من الوكيل، مشيرا الى انها لا تسد حاجة عائلته، كونه من العاطلين عن العمل، وكبيرا في السن، ولا يملك راتبا يعينه على تدبير اوضاعه. واكد حمزة ان “الدولة مقصرة بحق المواطن البسيط، وان قراراتها تلقي بظلالها عليه وتحمله وحده مسؤولية الفساد وسوء الادارة”.

اجراءات شكلية

المواطنة جنان مهدي، ذكرت لـ”طريق الشعب” ان “الحصة التموينية ان حضرت لا تعد وان غابت لا تفتقد من قبل عامة المواطنين، خاصة انها لا تتجاوز 3 مواد كل شهرين واحيانا كل اربعة اشهر”. وأكدت جنان ان “عائلتها لم تعد تعتمد على مفردات الحصة التموينية لسد متطلباتها الغذائية”. ووصفت جنان الاجراءات الحكومية، بانها “شكلية”. وأضافت ان هناك “الكثير من العوائل من ذوي الدخل المحدود بحاجة ماسة الى إجراءات ملموسة لتعزيز مفردات البطاقة التموينية، وأن ما اتخذته الحكومة من قرارات الى الان، لا تلامس معاناتهم”. وكان المتحدث باسم وزارة التجارة محمد حنون، قال في تصريح سابق لـ”طريق الشعب”: ان “مفردات البطاقة التموينية، اليوم، بحاجة الى اموال طائلة لتعزيزها، بشكل يسد المتطلبات الغذائية للاسر المستفيدة منها”. وأضاف حنون ان وزارته “لا تستطيع رفد المواطنين بمفردات البطاقة التموينية بالشكل المطلوب، بسبب قلة التخصيصات التي تبررها الحكومة، نتيجة الازمة المالية التي تمر بها البلاد”.

الفئات المشمولة بالحجب

وبحسب مراقبين فان الفساد المستشتري ونظام المحاصصة الطائفية اثرا كثيراً على مفردات البطاقة التموينية، والتي هي بمثابة قوت الفقراء والكادحين.

هذا وحددت وزارة التجارة في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، الفئات التي ستشمل بقرار الحجب عن مفردات التموين، والذي سينفذ بدءا من حزيران الجاري، وهي: أفراد الأسرة غير المتزوجين الذين يزيد مجموع دخلهم الشهري عن 1.5 مليون دينار، والمقاولون المصنفون حتى الدرجة السادسة، وأصحاب الشركات المسجلون في دائرة تسجيل الشركات (سواء كانوا مديرين أم مساهمين). وشمل القرار أيضا المسجلين في اتحادات الغرف التجارية حتى الدرجة الثانية، والصناعات حتى الفئة الثالثة، واتحاد رجال الأعمال، فضلا عن نقابات الأطباء، وأطباء الأسنان والصيادلة، والأفراد الذين لديهم تحاسب ضريبي أكثر من 18 مليون دينار سنويا، والمسافرين خارج العراق ولمدة تزيد عن 3 أشهر (يتم حجبها مؤقتا لحين إثبات عودتهم)، والمقيمين خارج البلاد، والعراقيين الذين يحملون جنسية البلد المضيف.

وشمل أيضا نزلاء السجون المركزية (لحين الإفراج عنهم) والمتوفين داخل السجون، والمنتمين إلى التنظيمات الإرهابية، والهاربين من العدالة، العرب والأجانب و اللاجئين، باستثناء الأُسَر الفلسطينية.

********************

المبارزة حاضرة في طوكيو رغم تقليص المشاركات

سلمى الجُميلي

أكد مبارزوا البارالمبية تأهلهم الى بارالمبياد طوكيو 2020 المؤمل انطلاقها آب القادم في اليابان، بمشاركة أربعة لاعبين ضمن فعاليتي الفردي والفرقي باشراف المدرب المثابر رحيم فالح هامان الذي رافق الفريق بكل انجازاتهم في فعالية سيف المبارزة منذ انطلاق الدورة الاسيوية 2010 حتى اليوم. فأن تكون ضمن الفرق المشاركة في الدورة البارالمبية لن يأتي بالمجهود الفردي انما بالعمل الجماعي والتنسيق الناجح بين الجانبين الفني والإداري لذلك عمل اتحاد المبارزة رئيساً واعضاء على تذليل الصعاب وتجاوزها لوصول مبارزينا الى اروقة البارالمبياد من خلال اقامة المعسكرات الداخلية والخارجية التي نظمتها اللجنة البارالمبية للاعبين المؤهلين بإشراف مباشر من رئيس اللجنة البارالمبية العراقية وتوفير التجهيزات الخاصة باللعبة لضمان تحقيق الاوسمة ورفع العلم العراقي بين الدول المشاركة في اهم محفل رياضي عالمي.

مشقة المشوار الى طوكيو

المشاركة في البطولات الخارجية كانت محدودة بسبب الضائقة المالية التي مرت بها اللجنة البارالمبية سنة 2018 و2019 مما قلص مشاركة منتخب المبارزة في المحافل الخارجية وهدد امكانية وجودهم فيها، لذا عمل اتحاد اللعبة على وضع منهاجٍ خاص ودرس اهم السُبل نحو البارلمبياد فقد حرصوا على اختيار البطولات المؤهلة ذات التنقيط العالي لتعزيز تسلسل اللاعبين وضمان تأهلهم فكانت جورجيا اول موضع قدم لهم في طوكيو والتي توجت مشاركتهم فيها بثلاث اوسمة منها ذهبية هادي وبرونزية غيلان في منافسات الفردي وفضية منافسات الفرقي. عمار هادي حامل فضية بارالمبياد ريو دي جانيرو 2016 وصاحب التصنيف الثاني عالمياً بالفئة B كان اول المؤهلين ويُعد من المبارزين المميزين في اللعبة وله تاريخ حافل بالانجازات  على الصعيدين القاري والدولي، وسبق له تحقيق العديد من الاوسمة خلال مشوار تأهيله منها تحقيق ثلاث ذهبيات بمنافسات الفردي في بطولات كأس العالم للمبارزة التي أقيمت بمدينة تبليسي في جورجيا 2018 وفي وارشو - بولندا 2019 وفي مدينة كويوتو اليابانية شهر كانون الأول 2019   المبارز زين العابدين غيلان ذو التسلسل السادس عالمياً بالفئة A  حجز مقعده ايضاً في طوكيو بفعالية الفردي لسلاح سيف المبارزة، بعد تحقيقه لوسامين برونزيين من خلال مشاركته في اهم بطولتين مؤهلة هي بطولة كأس العالم في جورجيا 2018 وبطولة ابطال العالم التي أقيمت في كوريا 2019 بالإضافة الى تحقيقه للعديد من الاوسمة في البطولات القارية، غيلان صاحب الترتيب الرابع في البارالمبياد السابق يسعى الى تحقيق اول وسام له في طوكيو وتعزيز تسلسله بين ابطال اللعبة بفعالية سيف المبارزة .

اول مشاركة للعراق في البارالمبياد

تُعد طوكيو أول بارالمبياد يشارك فيها منتخبنا العراقي الذي يحتل المركز الثالث عالمياً بفعالية الفرقي لسلاح سيف المبارزة، وتضم المنافسات ثمانية منتخبات هي فرنسا صاحبة ذهبية ريو دي جانيرو 2016 ومنتخب روسيا وبولندا وإنكلترا والصين وإيطاليا وأوكرانيا.

ويضم منتخبنا بفعالية الفرقي كل من اللاعبين عمار هادي وعلي سعدي بالفئةB  وزين العابدين غيلان وحيدر ناصر بالفئةA الذين أكدوا على تحقيق أول انجاز في تاريخ اللعبة بفعالية الفرقي، وكانت الدورة الاسيوية جاكارتا هي الشباك الذي قطع منه مبارزونا تذكرتهم الى طوكيو من خلال تحقيقهم لفضية منافسات سلاح سيف المبارزة والتي لحقها وسام فضي آخر في بطولة كأس العالم في جورجيا 2018.

*******************

الصفحة السادسة  

وقفة اقتصادية

القطاع الخاص بين الواقع والوعود الحكومية

ابراهيم المشهداني

يحتل القطاع الخاص مساحات متباينة في الاقتصاد بين قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة والبناء والتشييد وصولا إلى انتاج الخدمات، ويحدد حجم هذا القطاع ودوره في مختلف الدول شكل النظام الاقتصادي السائد في أي بلد والمدارس الاقتصادية والفكرية المعتمدة، كما أن فاعلية هذا القطاع تخضع لمحددات أخرى منها مدى الاستقرار السياسي والأمني والبيئة الاستثمارية وكفاءة التخطيط وأدوات الانتاج وقربها وبعدها من مستويات التطور التكنولوجي الحديد.

   ومن المعروف أن دور القطاع الخاص في العراق قد اختلفت فاعليته ونسبة مساهمته في الانتاج المحلي الإجمالي في المراحل التاريخية منذ قيام الدولة العراقية في عام 1921 ارتباطا بالسياسات الحكومية المتبعة، فقد كان ناشطا في العهد الملكي وتراجع نسبيا في العهد الجمهوري حيث قفز القطاع الحكومي إلى الواجهة في ستينات وسبعينات القرن العشرين حتى نهاية الثمانينات بعد التحول نحو دعم القطاع الخاص لأسباب ترجع إلى تداعيات الحرب العراقية الايرانية وتدهور العديد من المشاريع الحكومية نتيجة ضعف الدعم الكومي.

  وكان من المفترض أن تفتح صفحة جديدة بعد التغيير في عام 2003 حيث الادعاء بالتوجه إلى اقتصاد السوق، إلا أن الواقع يدل على أن ما قيل عن اقتصاد السوق كان مجرد مزاعم وبالونات غايتها أيهام بعض القوى الداخلية والخارجية التي كانت تراهن على بيع المشاريع الحكومية في أسواق الخردة، فان التجربة في البناء الاقتصادي لم تشهد قطاعا حكوميا كاملا ولا قطاعا خاصة كاملا وانما هو عبارة عن اقتصاد هجين.

إن المؤشرات البيانية تشير إلى ضعف هذا القطاع وعدم تمكينه من معالجة المحنة التي يمر بها، فعلى سبيل المثال فان مساهمة القطاع الصناعي الخاص في الانتاج المحلي الاجمالي قد انخفض من 2،8 في المائة عام 2002 إلى 1،7 في عام 2008 فيما ارتفع في قطاع البناء والتشييد من 6 في المائة إلى 13 في المائة خلال نفس الفترة، أما في القطاع المصرفي وخلال الفترة ذاتها فازداد من 15 مصرفا إلى 36 مصرفا، غير أن مساهمتها لا تزيد على 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، على أن  النمو في القطاع الخاص قد تجلى في القطاع الصحي والتعليمي بسبب الاهمال الحكومي المتعمد لمؤسسات الحكومية في هذين القطاعين مع تنامي عمليات غسيل الاموال.

لقد واجه القطاع الخاص عوامل كابحة لنموه يقف في مقدمتها عجز الحكومات عن تمكينه من النهوض بدوره عن طريق الدعم المالي مما اضعفت قدرته على منافسة البضائع المستوردة عبر سياسة اغراق ممنهجة أعدت لها إدارة الاحتلال التي حددت الرسوم الكمركية ب5 في المائة على الرغم من التشريعات الحمائية اللاحقة التي وضعتها الدولة في عام 2010، كما أن السياسة المالية والسياسة النقدية قد اسهمتا ايضا في اضعاف دور هذا القطاع والبيئة الطاردة للاستثمار التي انتجتها الاوضاع السياسية والأمنية والاجراءات البيروقراطية والابتزاز التي انتجتها المؤسسات الحكومية التي تديرها قوى فاسدة آثرت مصالحها الذاتية على المصلحة الوطنية .

  إن الجدية في تمكين القطاع الخاص لكي يلعب دوره الحقيقي في إنعاش الاقتصاد الوطني إلى جانب القطاع الحكومي يتطلب رسم سياسة اقتصادية جديدة تاخذ في الاعتبار ما يلي:

  1. تفعيل استراتيجية خطة التنمية لتطوير القطاع الخاص للسنوات 2014--- 2030 من خلال ربطها بالخطط الخمسية ودعمها بتشريعات قانونية ملزمة من أجل تخليصها من دائرة الإهمال واتباع نهج لامركزية التنفيذ لكي تؤدي دورها في إنشاء وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحسين بيئة الاعمال.
  2. إعادة النظر بالسياستين المالية والنقدية بغية توفير التخصيصات المالية في الموازنات السنوية وفي ذات الوقت قيام الجهاز المصرفي وخاصة المصرف الصناعي بتقديم التسهيلات الائتمانية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم للمشاريع القائمة والمتلكئة من أجل تحريكها ووضعها في دائرة الانتاج.
  3. تقديم الدعم الحكومي عبر السلك الدبلوماسي في البحث عن أسواق للمنتج الوطني في الخارج وإصدار التوجيهات الحكومية الملزمة لكافة وزارات الدولة لإبرام العقود مع مشاريع القطاع الخاص وشراء منتجاتها.

********************

أرقام متضاربة عن أعداد الفقراء في العراق

توصيات البنك الدولي أنهكت الناس في معيشتهم

بغداد ـ طريق الشعب

لم تكافح الإجراءات الحكومية التي تضمنتها ورقتها البيضاء، مشكلات المواطنين، الناجمة عن صدمتي انخفاض اسعار النفط، وتفشي وباء كورونا، انما زادتها تأزماً، الامر الذي فاقم إحصائيات الفقر والبطالة في مختلف مناطق البلاد، وجعل أرقامها الصادرة عن مؤسسات وأطراف رسمية وغير رسمية متضاربة.

فبينما طرح البنك الدولي، أخيرا، أرقاما تخمينية تشير أنَّ نحو 2.7 الى 5 ملايين عراقي مهددون بالفقر من “جرَّاء جائحة كورونا وانخفاض سعر برميل النفط”، قالت وزارة التخطيط، ان معلوماتها تشير الى ان عدد فقراء العراق يقترب من 10 ملايين شخص.

وما بين الإحصائيتين، يقدّر اقتصاديون ومعنيون أن تكون النسب تفوق تلك الارقام، بمعدلات كبيرة.

خصخصة كل شيء

وتبرأ البنك الدولي، على لسان وائل منصور ـ وهو اقتصادي أول في البنك ـ من أن تكون لمؤسسته “علاقة في تحديد سعر الصرف”. 

وأردف منصور كلامه بأن الورقة البيضاء لحكومة الكاظمي تتضمن “إصلاحات حقيقية”، من بينها “تحسين الجباية من الجمارك والضرائب، وكيفية الاستفادة من هذه الموارد في زيادة الايرادات غير النفطية”.

وذكر منصور أن “موارد الموازنة المالية من خارج القطاع النفطي، تقدَّر بمعدل 8 في المائة من مجموع موارد الموازنة”.

وبرغم ما لحق قرار تغيير سعر صرف الدولار أمام الدينار من تداعيات قاسية على معيشة المواطنين ـ لا سيما ذوي الدخل اليومي المحدود ـ يجد منصور ان هناك حاجة لأن تزيد الحكومة “الحيز المالي لتستثمر في قطاعات استراتيجية كالتعليم والصحة او الحماية الاجتماعية والبنى التحتية فلا بد من رفع الإيرادات غير النفطية لتلبية احتياجات وتقديم الخدمات العامة بجودة للمواطنين”.

وما يبدو متناقضا، هو أن منصور يقر بأن “جائحة كورونا وانخفاض سعر النفط قد أثرا في معدلات الفقر ورفعها بين 7 الى 14 نقطة مئوية اي نحو 2.7 الى 5 ملايين عراقي مهددون بالفقر، جرَّاء الجائحة وتذبذب سعر النفط”. وبالتالي فهو يدعو لإجراءات من شأنها تقفز بتلك النسب الى أرقام مضاعفة.

وعن شروط منح القروض، قال منصور ان “البنك الدولي لا يفرض شروطاً سيادية على أي بلد مقابل منحه القروض”.

التعويم أضرّ بالفقراء

وتعقيبا على كلام الاقتصادي في البنك الدولي، يقول الخبير الاقتصادي نبيل جبار العلي لـ”طريق الشعب”، ان نسب الفقر “ارتفعت” نتيجة لـ”تغيير سعر صرف الدولار، الذي أثر سلباً على معيشة المواطن، حيث ان مستوى دخول المواطنين اصبح لا يتناسب مع حجم التضخم في السوق العراقية”.

وأضاف العلي ان “سحب الدعم من مجموعة القطاعات العامة، اصبح يثقل كاهل المواطن العراقي”، مؤكدا ان ذلك كان “من ضمن شروط البنك الدولي قبل منحها القروض، وأهمها سحب الدعم عن قطاعي التعليم والصحة وانهاء مجانتيهما، فضلاً عن رفع سعر الوقود وزيادة الضرائب”.

وزاد أن “البنك الدولي هو مؤسسة استثمارية وليس جمعية خيرية”.

وقدر العلي “عدد الفقراء بـ 7 ملايين، إضافة الى 5 ملايين متوقع نزولهم الى هذا الخط”.

وفي وقت سابق، حددت وزارة التخطيط عدد الفقراء في العراق بأنه “أقل من 10 ملايين شخص”.

ويتزايد معدل الفقر بشكل ملحوظ في المحافظات الجنوبية الفقيرة أصلاً.

خصخصة الشركات الرابحة

الى ذلك, علّق الخبير الاقتصادي، احمد خضير، على موضوع معالجة الحكومة للمشاكل الاقتصادية، وتوفير فرص العمل.

وقال خضير في تصريح لـ”طريق الشعب”, ان “الحكومة الحالية خضعت بشكل كبير الى توصيات صندوق النقد الدولي من خلال فرض سياسات اقتصادية، حملت المواطن البسيط، مسؤولية الفشل والفساد وسوء الادارة لموارد الدولة وثرواتها”, مشيرا الى ان “الحكومة عالجت العجز في انخفاض اسعار النفط من خلال القروض، ولو عادت اسعار النفط للانخفاض مجددا فإنها سوف تعود للاقتراض, نتيجة لغياب الرؤية الاقتصادية الصحيحة”.

واضاف ان “الحكومة الحالية تعمد الى خصخصة وبيع الشركات الرابحة وتحويل ملكية هذه الشركات الى الفاسدين في مشهد غريب، لا يخدم سوى القوى الفاسدة والمتحكمة في البلد منذ عام 2003”.

نقمة شعبية على اجراءات الحكومة 

ويقول الناشط المدني محمد الجبوري، ان “ما يحدث من فقر وبطالة، مرده الفساد والإهمال الذي طال مستوى التعليم وفرص العمل لخريجي الجامعات”.

وحسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن أكثر من 45 ألف شخص يتخرجون سنوياً في الجامعات والمعاهد في العراق. وفي سنة 2019 وحدها كان هنالك نحو 50 ألف خريج، وتم تعيين نحو ألفين فقط من هذا العدد.

ويذكر الجبوري لـ”طريق الشعب”، “كلما زاد عدد العاطلين عن العمل وزاد حجم الفقراء، أصبحت الأمور تنذر بموجة احتجاجات كبيرة، تختلف عن سابقاتها”.

ويشير الى ان “الإحباط واليأس الذي يسيطر على الشباب، من جراء من السياسات الحكومية، تجعلهم لا يحسبون أي حساب للسلطة، وهم ينظمون احتجاجاتهم. بمعنى هم تدريجياً يصبحون اكثر صداماً”.

يشار إلى أن نسبة البطالة في العراق في أواخر سنة 2019 كانت 22 بالمئة، ولكن هذه النسبة ارتفعت لتصل إلى 40 بالمئة، وذلك نتيجة تفشي فيروس كورونا وحظر التجوال.

مزاد العملة يواصل إنعاش الأحزاب

وفي مقابل ما يحيق المواطنين من أزمات، يشير النائب السابق ماجد شنكالي، الى أن “الأحزاب تربح يوميا ما يقارب 7 – 8 مليار دينار يوميا عبر شركات الصيرفة التابعة لها بمساعدة البنك المركزي”.

ويقول شنكالي، في تغريدة له على “تويتر” تابعتها “طريق الشعب”، إن “سعر الدولار يصل الى ١٥٠٠ دينار لكل دولار واحد، والبنك المركزي يبيع يوميا ما يقارب ال٢٠٠ مليون دولار. وبالتالي فان تهريب الدولار لا يزال مستمرا”.

ويخمن شنكالي، أنه “بحساب بسيط فإن المصارف وشركات الصيرفة المندرجة تربح ٧ - ٨ مليارات دينار يوميا. وللعلم اغلبها تعود لكتل سياسية واحزاب وشخصيات متنفذة”.

وزير المالية: إصلاحاتنا لم تتحقق

ووفقا لوزير المالية، علي عبد الامير علاوي، فإن أزمات العام 2020 كشفت “هشاشة الاقتصاد العراقي”.

وقال علاوي في تصريح نقلته عن صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، “اذا استمر العراق بالاعتماد على النفط في اقتصاده، فان ذلك قد يكون كارثيا”، مشيرا الى ان إصلاحات اقتصادية كاسحة على مستوى الدولة، قد تساعد في تلافي هذا السيناريو”، وانه بذل جهدا باتجاه هذا التغيير.

ولفت علاوي الى انه كان يتمنى “ان تمهد صدمة العام الماضي الطريق لتنفيذ إصلاحات كاسحة وصارمة. ولكن هذا التحذير لم يدم طويلا في وقت بدأت فيه أسعار النفط بالتعافي مرة أخرى، حيث وصلت أسعار النفط الآن الى ما يقارب 70 دولارا للبرميل، بعد ان كانت بحدود 38 دولارا للبرميل في تشرين الأول الماضي”.

وزاد انه “بدلا من ان تتجه الدولة لتقليص الرواتب وتمويل الاستثمار وإصلاح شامل للاقتصاد التي تعتبر أمورا ضرورية، فإنها اتجهت لمعالجة حالة البطالة بإضافة مزيد من خريجي الكليات والجامعة لقائمة رواتب موظفي الدولة”.

ضرورة تنويع الاقتصاد

ويرتبط الاقتصاد العراقي بظروف ومناخات سياسية؛ إذ تقول أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة بغداد، د. شيماء اللهيبي، ان “اقتصادنا هو ضحية عقود من سوء الاستقرار السياسي والأمني، الممتد فعلياً منذ أواخر السبعينات من القرن المنصرم”.

وتضيف اللهيبي، ان “الاقتصاد السياسي في العراق يتلهف على الدوام لاستخدام عائدات النفط لخلق شبكات ضخمة من الولاء والارتباط بالحاكمين، الذين يشعرون بأن تنويع الاقتصاد إلى قطاعات غير مركزية، سيمنح مزيداً القوة للأطراف والجهات التي تحاول الفكاك من يدي سُلطة الحُكم المركزية”.

وتجد اللهيبي في حديث صحفي، تابعته “طريق الشعب”، أن “الحكومة لم تتخذ أية إجراءات واضحة لتجنب حدوث الكارثة”، مشيرة الى انها “خفضت فقط نسبة الاستثمارات العامة بنسبة 87 في المئة، ورافقتها بإجراء تخفيض على قيمة العملة المحلية بنسبة 18.5 في المئة، أي رفع التضخم في البلاد، ومع ذلك بقي العجز في الميزانية العامة 6.4 في المئة”.

وترهن الأكاديمية، انتشال “الاقتصاد العراقي من بؤرة القطاعات الرعوية”، بجملة إجراءات تشمل “خلق قطاعات إنتاجية وتنموية حقيقية”.

***************

مفاهيم اقتصادية مبسطة

البطالة

اعداد: د. صالح ياسر

البطالة ظاهرة حتمية الوقوع في النظام الراسمالي، تلف قسما كبيرا من البروليتاريا. وهؤلاء الناس لا يستطيعون تأجير عملهم، ويحرمون من العمل ومن وسائل المعيشة، ويكونون جيش العمل الاحتياطي. وتنشأ البطالة بفعل القوانين الاقتصادية للراسمالية. فكلما تراكم الراسمال، وتعاظم تركيبه العضوي تضاءل الطلب، نسبيا، على القوة العاملة، وينشأ ويتعاظم فيض السكان النسبي. وبما ان البطالة هي نتيجة حتمية لاسلوب الانتاج الراسمالي فإنها تلازم، بالضرورة، الاقتصاد الرأسمالي الذي لا يستطيع من دونها الاستمرار ولا التطور. ويؤلف جيش العاطلين عن العمل احتياطيا من قوة العمل، يستخدم لتوسيع الانتاج في ظل الرأسمالية، كما يستخدم الراسماليون البطالة، ايضا، لتشديد وتائر استغلالهم للعمال. وهناك العديد من التجليات التي تتخذها البطالة. فمن بينها على سبيل المثال البطالة المزمنة، وهي عبارة عن بطالة واسعة، دائمة، قائمة على امتداد جميخ مراحل دورة الانتاج الراسمالية. والبطالة المزمنة هي احد المؤشرات الساطعة على تعفن الرأسمالية المعاصرة وطفيليتها.

****************

الصفحة السابعة

يريد البقاء دورة رئاسية ثانية

في الفلبين دكتاتور يشن حملة لإبادة الشيوعيين وقوى اليسار

رشيد غويلب

تقع الفلبين في جنوب شرق آسيا، غرب المحيط الهادي. ونظامها السياسي جمهوري دستوري شكلا، لكن نظامها السياسي يتميز بهيمنة عوائل وسلالات سياسية على الحياة السياسية والاقتصادية. ويشغل أبناء هذه السلالات 70 في المائة على الأقل من المقاعد البرلمانية.  والبلاد عبارة عن أرخبيل مكون من7,641 جزيرة. يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة منهم أكثر من 11 مليون يعيشون في المهجر، ومجتمعها متنوع عرقيا وثقافيا.

ستشهد البلاد انتخابات رئاسية في 9 أيار 2022، وتعتبر مفصلية بالنسبة للرئيس الحالي رودريغو دوتيرتي، الذي لا يحق له بموجب الدستور النافذ، الترشيح لدورة رئاسية ثانية، ويخشى أن يحاكم لانتهاكه حقوق الإنسان أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بما في ذلك تصفية 20 ألف مواطن خارج السياقات القضائية في إطار حربه ضد المخدرات، وأيضًا بسبب الاضطهاد الوحشي للشيوعيين وقوى اليسار. في نهاية أيار الفائت قامت قواته الأمنية بتصفية اثنين من الناشطين القدامى في الجبهة الوطنية الديموقراطية في الفلبين اثناء تنفيذ مذكرة اعتقال بحقهما. كما قُتل الراهب روستيكو تان، وهؤلاء جميعا مثلوا الجبهة في مساعي السلام في فترات مختلفة. إن عمليات القتل جزء من سلسلة من عمليات التصفية التي أمر بها دوتيرتي ونفذتها أجهزته الأمنية بحق نشطاء الجبهة، وقيادات مفترضة للحزب الشيوعي والحركات اليسارية.

محاولات لتعديل الدستور

وخلال سنوات حكمه، سعى دوتيرتي مرارًا للسماح للرئيس بالترشيح لأكثر من دورة، إما من خلال إعلان الأحكام العرفية، أو من خلال التعديلات الدستورية التي طرحها حلفاؤه في الكونغرس، والتي قوبلت بالرفض من قبل أعضاء مجلس الشيوخ المستقلين والمعارضين الذين يريدون الحفاظ على الدستور النافذ.

ومن جانب آخر يعمل الرئيس على الالتفاف على الدستور من خلال ترشيح أحد المقربين منه لمنصب الرئاسة، على ان يرشح نفسه لمنصب نائب الرئيس، ويستمر عمليا بحكم البلاد، والتمتع بالحصانة. ودار الحديث عن إمكانية ترشيح السناتور وصديق الرئيس كرستوفر بونغ غو، ولكن شعبيته في استطلاعات الراي منخفضة (5 في المائة فقط)، فضلا عن أنه لا يتمتع بشخصية قيادية.

المرشح القوي لخلافة الرئيس هي ابنته سارة التي تعطيها استطلاعات الراي 27 في المائة، يليها ابن الدكتاتور السابق ماركوس بحصوله على 13 في المائة، والذي لم يعلن ترشحه. في البداية أعربت ابنة الرئيس التي تشعل منصب عمدة مدينتها عن ترددها، ولكنها عادت مؤخرا لتعلن موافقتها.

ولا زال القلق يرافق الرئيس، فرغم تمتعه بشيء من التأييد، فإن إدارته لأزمة وباء كورونا كانت كارثية، الأمر الذي قد يؤثر على نسب استطلاعات الراي لابنته التي قد تتراجع عن الترشيح، مما يضع حصانته في مهب الريح.

الدكتاتور وأحلام اليقظة

في حوار ضاف مع القيادية الشيوعية والرئيسة المؤقتة للجبهة الوطنية الديمقراطية في الفلبين جولييتا دي ليما، والجبهة تحالف ثوري يضم 18 فصيلا، يعد الحزب الشيوعي قوته الرئيسة أكدت فيها أن هزيمتنا ستبقى من أحلام يقظة الدكتاتور. وأضافت، إنه على الرغم من أن الحكومة ألغت عام 1992 قانون مكافحة التخريب (يماثل قانون تحريم الأفكار الهدامة الذي سنه النظام الملكي في العراق) من أجل بدء مفاوضات السلام مع الحزب الشيوعي، في محاولة لإقناع الحزب الشيوعي بالتخلي عن الكفاح المسلح. لكن الحزب كان يقظًا في مواجهة مثل هذه المكائد، وقدم من خلال الجبهة الوطنية إعلان لاهاي المشترك في ايلول 1992، وبهذا وضع الحزب إطارًا للمفاوضات وتجنب الدخول في العملية السياسية التي تقودها الحكومة، وبالتالي حافظ على استقلاله الفكري والسياسي والتنظيمي في مواجهة الرجعية.

لقد حاولت جميع الحكومات منذ تأسيس الحزب الشيوعي في عام 1968 في عهد فرديناند ماركوس، الذي أعلن الأحكام العرفية في 21 ايلول 1972 وأسس دكتاتورية فاشية، حاولت تدميره، إما بواسطة العنف المباشر، أو من خلال عروض الاحتواء بواسطة مفاوضات وقف إطلاق النار، أو أخيرًا من خلال برامج مكافحة التمرد المختلفة التي استعارتها من الجيش الأمريكي. إن نظام دوتيرتي هو أكثر خلف ومقلد لماركوس بوحشية وغباء. إنه يقرن الشيوعية بالإرهاب، ويمارس إرهاب الدولة، ومصصم بشدة على إقامة دكتاتورية فاشية على غرار سلفه.

لقد توقفت مفاوضات السلام بين النظام والشيوعيين عمليا منذ بداية 2020، وشكل الرئيس فريقا لأنهاء الكفاح المسلح المستمر منذ 51 عاما في 72 مقاطعة من مجموع مقاطعات البلاد البالغة 81، حتى نهاية عهده في 30 حزيران 2022.

إن كل الحكومات السابقة حلمت بالقضاء على الحركة الثورية الشعبية بمساعدة أمريكية، لكن الحركة انتصرت وستستمر في التغلب على أي قوى قمعية تقف في طريقها. وهذا الاستمرار سببه ظروف القمع والاستغلال الشديدين، والواقع شبه الاستعماري، وشبه الإقطاعي. إن الجرائم الخطيرة التي يرتكبها الرئيس مثل الخيانة والاستبداد والإرهاب والنهب والخداع تزيد من تفاقم هذه الظروف، تزيد من عزم الثوار وتدفع الناس للانضمام إلى الحركة الثورية المسلحة.

****************

نريد أن نموت أحرارا

الرئيس التونسي: نتعامل مع الدول وليس الأنظمة

تونس ـ وكالات

علق الرئيس التونسي، قيس سعيد، على سؤال بشأن إقامة بعض الدول العربية، مؤخرا، علاقات رسمية ودبلوماسية مع إسرائيل، ورؤية بلاده لتلك الخطوة.

وأكد في لقاء تلفزيوني أمس الاول، أن “تونس لم تتدخل في أية اختيارات للدول الأخرى المطبعة مع إسرائيل، فهم أحرار”. كذلك هو يرغب أن تكون بلاده حرة أيضا في اختياراتها بهذا الشأن.

وقال الرئيس التونسي: “نحن نتعامل مع الدول، الأنظمة تختار الاختيارات التي تريد. لم نتدخل فيها على الإطلاق”، مؤكداً “هم أحرار، ولكن أيضا نحن أحرار وعشنا أحرارا، ونريد أن نموت أحرارا”.

يشار إلى أن كلا من الإمارات والبحرين وقعتا على اتفاق سلام مع إسرائيل، في الخامس عشر من  أيلول الماضي، برعاية من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في البيت الأبيض.

وتلتهما السودان في الثالث والعشرين من تشرين الثاني، وبرعاية أمريكية، أيضا، لتصبح خامس دولة، بعد مصر والأردن والبحرين والإمارات.

فيما جاءت المغرب في المرتبة السادسة للتطبيع مع إسرائيل، حينما وقعت على اتفاق سلام في العاشر من كانون الأول الماضي.

****************

مرشحو الرئاسة الايرانية

يتبادلون الاتهامات

طهران ـ وكالات

تبادل المتنافسون على الرئاسة الايرانية الاتهامات، في أول مناظرة تلفزيونية بينهم، والتي نظمت، أمس الاول، وبدا المرشح المعتدل والرئيس السابق للبنك المركزي، عبد الناصر همتي في مواجهة المرشحين المحافظين الخمسة. وانتقد بحدة إذكاء معسكرهم السياسي التوتر مع الغرب، معتبرا أنه تسبب في تفاقم المصاعب الاقتصادية، إلا أن محسن رضائي الرئيس السابق للحرس الثوري، وهو أحد ممثلي هذا الصف السياسي بالاقتراع، اتهم همتي بالخيانة.

وشهدت أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران،  تبادل الانتقادات الحادة، واتهم كل منهم الآخر بالخيانة أو الافتقار إلى الكفاءة العلمية اللازمة لإدارة اقتصاد أوهنته العقوبات الأمريكية المفروضة منذ ثلاث سنوات.

وألقى المرشح المعتدل الرئيس السابق للبنك المركزي عبد الناصر همتي باللائمة على غلاة المحافظين في إذكاء التوتر مع الغرب، إذ قال إنه “أدى إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية الإيرانية”. فيما هاجم المرشحون المحافظون الخمسة أداء الرئيس المعتدل المنتهية ولايته حسن روحاني بعد ثماني سنوات في السلطة.

واتهم رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضائي، المرشح همتي “بالرضوخ الكامل” للعقوبات الأمريكي. وقال إنه “ينبغي أن يواجه اتهامات بالخيانة”.

وأضاف رضائي في المناظرة التي استمرت ثلاث ساعات ونقلها التلفزيون “إذا أصبحت رئيسا سأفرض حظرا على همتي وعدد آخر من المسؤولين بحكومة روحاني وأمنعهم من مغادرة البلاد وسوف أثبت في المحكمة الأدوار الخائنة التي قاموا بها”.

وبعد تصريحات رضائي توجه همتي بسؤال لأبرز المرشحين المحافظين ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي وهو يقول مازحا: “سيد رئيسي هل تعطني ضمانات بعدم اتخاذ إجراء قضائي ضدي بعد هذه المناظرة؟”.

****************

من غير المحتمل أن يُغيّر الحمار الوحشي خطوطه

فيس بوك يُغلق صفحة ترامب لمدة عامين‎

واشنطن ـ وكالات

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أمس الاول، إن شركات التواصل ‏الاجتماعي تتحمل مسؤولية مكافحة المعلومات المضللة على منصاتها. تعليقا على إعلان ‏شركة فيسبوك تعليق حساب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لمدة عامين، بسبب ‏تعليقاته التي تحرض على العنف.‎

وقالت ساكي، إنه “قرار يتعين على الشركة اتخاذه وأي منصة تتخذه، ومن الواضح ‏أنهم خرجوا واتخذوا قرارهم. لا تزال وجهة نظرنا بأن على كل منصة، سواء كانت فيسبوك ‏أو تويتر أو أي منصة أخرى تنشر المعلومات لملايين الأمريكيين، أن تتحمل مسؤولية قمع ‏المعلومات المضللة والمعلومات الكاذبة، سواء كانت تتعلق بالانتخابات، أو حتى عن اللقاح”.‎‎

وأوضحت “تعلمنا الكثير من الرئيس السابق ترامب، خلال العامين الماضيين عن ‏سلوكه وكيفية استخدامه لهذه المنصات. من غير المحتمل أن يغير الحمار الوحشي خطوطه ‏خلال العامين المقبلين. سوف نرى”.‎

وكانت شركة “فيسبوك”، أعلنت مؤخراً، أنه سيتم تعليق حسابات ترامب حتى 7 يناير 2023 ‏على الأقل، أي لمدة عامين.‎‎

وقالت الشركة، في منشور لها يوم الجمعة الماضي، إنها ستقيم الظروف بعد ذلك لمعرفة ما إذا كان ينبغي ‏السماح لترامب بالعودة.

من جانبه، ردّ ترامب على قرار فيسبوك بوصفه بأنه “إهانة لـ75 مليون شخص صوتوا له في ‏الانتخابات الرئاسية المزورة لعام 2020”، وفق تعبيره، معتبرا أنه “لا ينبغي السماح لهم ‏بالإفلات”.

******************

بيرو: منافسة قوية بين اليسار الراديكالي واليمين الشعبوي

متابعة ـ طريق الشعب

واجه البيروفيون في انتخابات الرئاسة التي جرت، أمس الأحد، مهمّة الاختيار بين اليمينية الشعبوية كيكو فوجيموري واليساري الوحدوي الراديكالي بيدرو كاستيو في انتخابات الرئاسة.

ووصلت فوجيموري (46 عاما)، التي طالتها فضيحة فساد، إلى الجولة الثانية في ثالث انتخابات على التوالي، بينما اشارت استطلاعات الرأي الاخيرة إلى تساوي فرصها مع استاذ المدرسة كاستيو. لكن 18 في المئة من الناخبين لم يحسموا أمرهم عشية الانتخابات في الاختيار بين المرشّحين المتناقضين تماما.

وتم تسجيل 25 مليون ناخب للتصويت في الانتخابات، علما أن الاقتراع إلزامي. ويتوقع صدور أولى النتائج ليل الأحد.

وأشار محللون الى ان البيروفيين سيختارون بين النيوليبرالية التي تمثلها فوجيموري والاشتراكية التي يمثلها كاستيو، أي بين بقاء الوضع الراهن والتغيير.  وتستمد فوجيموري الدعم من العاصمة ليما بينما تعد المناطق الريفية الداخلية معقل كاستيو. ويقضي والدها، ألبيرتو فوجيموري الذي تولى الرئاسة من العام 1990 حتى 2020، حكما بالسجن لمدة 25 عاما لإدانته بالفساد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وهي تصر على براءته، فيما أكدت بأنها ستصدر عفوا عنه حال انتخابه.. لكن كيكو نفسها كانت عرضة لاتهامات بالفساد وقضت 16 شهرا قيد الاعتقال ما قبل المحاكمة.

وانطلق السجال بين المعسكرين الاسبوع الماضي، مع اتّهام فوجيموري خصمها اليساري بإثارة العنف خلال الحملة الانتخابية، بينما رد كاستيو بالإشارة إلى أن الفساد «مرادف للفوجيمورية» في بيرو.

ضرائب على الأرباح الزائدة

وتعهّد كاستيو (51 عاما) في برنامجه الانتخابي بتأميم قطاعات التعدين والمحروقات والاتصالات، وفرض إصلاحات ضريبية وعلى العائدات يعتبرها «ضرورية للغاية» للتعامل مع عدم المساواة في توزيع الثراء.

ويذكر أن البيرو منتج أساسي للنحاس والذهب والفضة والرصاص والزنك، إذ يساهم التعدين بنسبة 10 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد وخمس ضرائب الشركات.

ومع بلوغ أسعار النحاس مستويات قياسية وصلت إلى أكثر من 10 آلاف دولار للطن الشهر الماضي، يريد كاستيو بأن تستفيد الدولة من جزء أكبر من هذه الأرباح بدلا من الشركات الخاصة. ويقترح بالتالي «ضريبة جديدة على الأرباح الزائدة، وإلغاء الإعفاءات الضريبية والعائدات بناء على المبيعات».

لكنه يصر على أنه لا يسعى إلى إلغاء الشركات الخاصة أو الاستثمارات الأجنبية. وقال «ستعزز الدولة دورها التنظيمي في إطار نهج اقتصادي مختلط»، مضيفا أنه «سيتم تنظيم الاحتكارات والأوليغارشيات بشكل نشط أكثر».

في المقابل، شددت فوجيموري على «إيمانها الراسخ في أن النشاط الخاص يعد محرك الاقتصاد البيروفي والوظائف». وتعهّدت خفض الضرائب للمساعدة على إعادة تحريك الاقتصاد المتضرر بشدة جرّاء كوفيد وخلق ثلاثة ملايين فرصة عمل ورفع الحد الأدنى للأجور والمعاشات التقاعدية. لكن نظرا إلى أن خططها، على غرار خطط خصمها، تتطلب زيادة الإنفاق العام، اعتبر العديد من خبراء الاقتصاد بأن سياساتها «شعبوية».

دستور «تشوبه عيوب»

ومن بين تعهّدات كاستيو الأساسية استبدال الدستور الذي أقرّ عام 1993 في عهد والد منافسته، الرئيس السابق ألبيرتو فوجيموري المسجون .

وقال كاستيو إن الدستور الحالي «تشوبه عيوب وهو ثمرة انقلاب ويمنح أولوية للمصالح الخاصة على المصالح العامة». لكن فوجيموري دافعت عن الدستور الذي تشير إلى أنه «أنقذ البلاد من الفقر والفوضى الناجمين عن نموذج الدولة الريعية.»

واعتبر عالم الإنسانيات برناردو كاثيريس أن «كيكو العدو الأسوأ للديموقراطية إذ أنها تدافع عن ماض استبدادي شهد انتهاكات».

أسوأ معدل وفيات

سيتعيّن على الفائز في الانتخابات التعامل مع تداعيات وباء كوفيد (كورونا) الذي أصاب 1,9 مليون شخص في بيرو وأودى بـ180 ألفا.

وكشفت عملية إعادة حساب جرت مؤخرا بأن معدل الوفيات جراء الوباء في البيرو كان الأسوأ عالميا. وخسر مليونا بيروفي وظائفهم بينما دخل ثلاثة ملايين في الفقر خلال الوباء، ما يعني أن ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 33 مليونا يعيشون في حالة فقر، بحسب أرقام رسمية.

***********

الصفحة الثامنة

جوانب نظرية في التنظيم الحزبي على ضوء وثيقة النظام الداخلي

ماجد الياسري

منذ تشكيل العصبة الشيوعية في لندن (1847) أكد  ماركس وانجلز على ضرورة وجود حزب موحد للطبقة العاملة ينظم نشاطاتها ويوجه اعمالها  كشرط ضروري لتحقيق هدف  الاطاحة بسلطة البورجوازية وديكتاتوريها القمعية، وبشرط ان يكون هذا التنظيم واعيا فكريا  ومستقلا ومتميزا عن الاحزاب الأخرى برؤيته الطبقية المستقبلية وبشعاراته واليات عمله واهدافه النهائية في تحقيق الحلم الاشتراكي عبر توحيد جميع افراد الطبقة العاملة الاكثر وعيا وبغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والقومية.

ومن شروط نجاح هذا التنظيم هو أن يتوفر لدى اعضاء هذا الحزب مستوى معين من الكفاءة النظرية لتحليل الظواهر الاجتماعية الاقتصادية والخروج باستنتاجات تترجم كبرامج عمل ملموسة وخبرات عملية في التنظيم وقيادة وادارة الانشطة الجماهيرية مثل التظاهرات والاعتصامات وغيرها من الفعاليات الجماهيرية التي كانت سائدة آنذاك، محذرا من ضم اعضاء قلقين نظريا ومتذبذبين فكريا ومن منحدرات طبقية غير مستقرة، مع العمل على تقوية النواة العمالية في داخل التنظيم وتوسيع الديمقراطية الداخلية  التطوير الذاتي لأعضاء الحزب.

وكانت عصبة الشيوعية التي لخص برنامجها البيان الشيوعي الشهير اهدافها التنظيمية والسياسية النواة الجنينية للتنظيم الحزبي الشيوعي والذي نجد بصماته في برامج الاحزاب الشيوعية واليسارية الى هذا اليوم. وقام ماركس وانجلز بعدها بجمع التنظيمات الشيوعية والعمالية في منظمة واحدة سميت بالأممية الأولى (1866-1877) وكان مقرها لندن.

فمثلا نجد ان الصراعات السياسية الحادة في داخل الاممية الثانية (١٨٩٨-١٩١٦) التي تأسست في باريس من احزاب شيوعية وعمالية ادت الى تفتتها قضايا الثورة والاصلاح او العلاقة ما بين هو وطني واممي والتي كان بعضها يشمل اشكال التنظيم أيضا وانتهت بتصويت التيار اليميني الاصلاحي الى جانب اعتمادات الحرب في المانيا لخوض الحرب العالمية الاولى  في 1914.

اما في روسيا فقد شكل لينين اول تنظيم شيوعي بعنوان(من اجل النضال لتحرير الطبقة العاملة). ولم يمتلك آنذاك نظاما داخليا او قيادة سياسية بل سادت التيارات الفكرية المختلفة المتصارعة. ولمعالجة ذلك بدأ لينين مسيرته بإصدار جريدة (الشرارة) كأداة دعاية للفكر الشيوعي وتحريض ضد البرجوازية والاقطاع في روسيا والاضطهاد القومي وايضا من اجل تنظيم  العناصر الواعية من الطبقة العاملة والمثقفين الثوريين في تنظيم موحد والذي من اجله خاض نضالات فكرية لخصها في مقاله (من أين نبدأ)  في كتابه المعروف باسم (ما العمل)، الصادر عام ١٩٠٢ في التصدي للأفكار التي كانت تطالب بعفوية النشاط الجماهيري والسياسي وتندد بالدعوات الى التنظيم. وتناول فيه مفهوم ودور ومكانة الحزب في العمل السياسي وطبيعة التنظيم وشكل العلاقة مع الجماهير والطبقة العاملة والذي ادى الى تمايز حاد وانقسم التنظيم الى جناحين ثوري وإصلاحي.

و يعتبر هذا الكتاب من أهم كلاسيكيات الماركسية في موضوع بناء الحزب، وهو أيضا النص الأكثر تعرضا للانتقاد من قبل الإصلاحيين والأكاديميين المعاديين للشيوعية لربطهم فشل المسار الاشتراكي واخطاء الحزب الشيوعي في الاتحاد  السوفيتي بالسياسة و التنظيم ودور لينين وبشكل خاص كونه لم يهتم بدمقرطة الحزب وضعف الثقة بالجماهير، لذا كان نموذجة في التنظيم نخبويا وتآمريا ومروجا لاستخدام  العنف، من قبل ثوريين محترفين متشددين، يفعلون حرفيا ما يطلب منهم كي تتم الاطاحة بالرأسمالية.

ولتفهم هذا الكتاب يجب قراءته ارتباطا بالظروف التي سادت قبل اكثر من مئة عام خاصة في سيادة العفوية وضعف انتشار النظرية  الثورية وعدم وجود وضوح نظري وعملي في مفهوم بناء الحزب الذي على حد توصيف جورج لوكاش الفيلسوف والماركسي المجري

(١٨٨٥-١٩٧١) الوسط  الذي يربط النظرية بالممارسة، ومهمة الحزب هو ليس لخلق فئات اجتماعية ثورية بل لتحقيق وحدتها. وهذا أيضا ما عبر عنه نيكولاي بوخارين الماركسي والمنظر الاقتصادي الروسي (١٨٨٨-١٩٣٨) عندما كتب ان الحزب لا يخلق الطبقة العاملة بل يضمن وحدتها وقيادتها فكريا وعمليا وهو جزء ضروري لانضاج العوامل الداخلية للثورة في مواجهة تيار الاقتصاديين اليمينيين الذين نفوا اهمية التنظيم ودافعوا عن العفوية في نشاط الطبقة العاملة الروسية.

وبعد مسيرة ١٥٠ عاما من الانتصارات والاخفاقات نجد ان هذا النموذج النظري للتنظيم بمواصفات ماركس وانجلز والتي طورها لينين قد استمر وامتد حتى الى خارج الاحزاب الشيوعية من التنظيمات اليسارية الى اليمينية وحتى القومية والإسلامية في الوطن العربي  ولكن بصياغات مست جوهر الموقف الماركسي من التنظيم وابقت على الهيكلية والاليات.

لقد كان كتاب (ما العمل) انعكاسا للتركيبة الطبقية آنذاك وشكل ومحتوى الصراع الطبقي وطبيعة الدولة والياتها القمعية، وهو ما فرض ضرورة وجود منظمة سرية محترفة ونوعية مكافحة للتصدي لديكتاتورية النظام القيصري وارهابها الذي تطلب وجود منظمة سرية محترفة تركز على النوع وليس العدد.

ولكن مع استمرارية وتوسع نضال الأحزاب الشيوعية وظهور طيف واسع من اليسار العالمي في العقدين الأخيرين من القرن العشرين تطورت صيغ تنظيمية تلاءمت مع المرحلة بما فيها من توازن للقوى الطبقية ومتطلباتها في كسب الجماهير وفي اشكال النضال السائدة وبروز افاق واعدة للتطور السلمي البرلماني في عدد من البلدان. و حفزت التطورات اللاحقة بعد انهيار نموذج الاشتراكية القائمة بروز حركة مراجعة فكرية ونظرية واسعة شارك فيها حزبنا  منذ البداية والتي انعكست في وثيقة الخيار الاشتراكي التي أقرها المؤتمر الثامن (2007) وامتد الجدل ليشمل الفلسفة والسياسة التنظيمية للحزب التي اعتبرها البعض احد اسباب عدم ارتفاع  الحزب الشيوعي  العراقي الى مستوى التحديات التي واجهته في مقابل نجاحات التيارات القومية والاسلامية الانقلابية للسيطرة على السلطة، وادراك أن التحديث هو عبر  بناء قوى اليسار العريض مقابل الموقف الكلاسيكي في  بناء الحزب.

وقد كرس المؤتمر الوطني الخامس للحزب ( عقد في 1993) و الذي سمى بمؤتمر الديمقراطية والتجديد وقتا ضافيا  لمناقشة مسودة النظام الداخلي ولكن بالاعتماد على الاساس النظري الماركسي بضرورة وجود حزي شيوعي عراقي تعكس وثيقته التنظيمية  الشكل الرئيس للنضال السياسي والظروف الملموسة التي يناضل في اجوائها والتي كانت العمل من اجل اسقاط الدكتاتورية واعتماد طريق النشاط المسلح كأسلوب رئيسي باعتبار النظرية هي تعميم للتجارب الماضية للحزب ودليل للعمل وليس توصيفا اكاديميا للتصدي لدعاة العفوية في التنظيم.

ويطرح ذات الامر مع اقتراب المؤتمر الحادي عشر للحزب ونشر مسودة الوثيقة التنظيمية.  فالنقاشات يجب ان تدرس هيكلية واشكال التنظيم في الواقع العراقي اليوم الذي يمر بمرحلة انتقالية تسودها نماذج مشوهة لنظام علاقات رأسمالية تابعة تهيمن عليها احزاب جوهرها برجوازي طفيلي او كمبرادوري متحالفة مع برجوازية بيروقراطية تعتمد الانتهازية والمخاتلة في سياساتها التنظيمية المأزومة ودكتاتورية في ممارساتها داخل احزابها او على صعيد المجتمع العراقي.

وفي الوقت الذي يتبنى الحزب الطريق البرلماني السلمي الذي يتطلب ان تعكسه الاليات التنظيمية الا انها أيضا تتطلب صياغات ترسم الطريق في حالة تدهور الوضع السياسي،  كونها مرحلة محفوفة بالمخاطر بسبب احتدام التدخلات الخارجية وإصرار الأحزاب المتسلطة على العملية السياسية على التمسك بالسلطة وفرض واقع شمولي ودفع المجتمع العراقي الى متاهات تسودها الممارسات الفاشية نتيجة العدد الكبير من الميليشيات المسلحة. 

وهناك جانب اخر سيتوجب على المؤتمر الحادي عشر تفحصه هو واقع التنظيم في ظروف الثورة العلمية والتكنولوجية الرقمية التي تفتح آفاقا على صعيد اليات واشكال التنظيم التي يمكن اعتمادها وأيضا كأداة لنشر الفكر الماركسي وزيادة جماهيرية وعضوية الحزب وفي النشاط الدعائي والتحريضي  تشكل عامل قوة للحزب الشيوعي العراقي لتحقيق أهدافه الحالية والمستقبلية.

**************

بعض الملاحظات والمقترحات حول النظام الداخلي للحزب

د. مزاحم مبارك

  1. المادة (1) فقرة - 3 - /أ

تكون كالاتي:” قرارات مؤتمر الحزب الوطني الأخير” بدلاً عن قرارات مؤتمرات الحزب الوطنية. لأن الحزب بأجمعه يلتزم بقرارات مؤتمره المنعقد، فلا توجد قرارات أخرى يمكن الالتزام بها عدا التي يقرها المؤتمر المنعقد الأخير.

  1. المادة (1) فقرة - 3 - /ب

وكذا الحال ما ورد في (1) أعلاه ينطبق على “مؤتمرات” الحزب المختلفة.

3.المادة (1) فقرة - 3 - / ج

حذف عبارة: “والتعبير عن رأيها في منابر الحزب الإعلامية”. لأن أفضل مكان يمكن للرفيق أو الرفاق للتعبير عن آرائهم هو الاجتماع الحزبي. كما أن حذف هذه العبارة سيزيل إشكاليات سوء فهمها.

  1. المادة (3) فقرة - 6 -

حذف عبارة “أو آخرين”. لأن الذي لا يرشح نفسه بناء على تقييمه لقدراته ولا يمكن لأخرين أن يرشحوه.

  1. المادة (4) فقرة - 4 -

يرحل الجزء التالي منها الى المادة (5): [أن يكون نموذجاً في نضاله وتأدية واجباته الحزبية والاجتماعية والإنسانية]

  1. المادة (6) – الفقرة 2 –

يعد مستقيلا من الحزب من تخلى عن الالتزام بشروط العضوية ومن شروط العضوية أن يدفع بدل الاشتراك المالي المقرر. أرى من الضروري تحديد مدة عدم دفع الاشتراك كأن تكون نصف سنة او سنة.

  1. المادة (7)

إجراءات الانضباط الحزبي.. اقترح ان تحظى تلك الإجراءات برأي واضح وصريح من قبل لجنة الرقابة المركزية.

  1. المادة (8) الفقرة - 3 - /ج

تكون كالاتي:” ترويج وسائل إعلام الحزب كافة.. الخ” وعدم اقتصارها على الصحافة.

  1. المادة (11) الفقرة - 2 - / ب

تضاف العبارة التالية الى نهايتها: “وبحضور أحد رفاق لجنة الرقابة المركزية”.

  1. المادة (16) / - 2 -

الفقرة (ج). / يعد ضيفاً من لم يصادق عليه المؤتمر ومراقبا ممن صادق عليه.

  1. المادة (16) / - 3 -

نهاية الفقرة تكون “أربع” سنوات.

  1. اقترح دمج المادتين (12) و(17) بمادة واحدة.
  2. المادة (19)

تضاف الفقرة التالية وتأخذ التسلسل -1- وتنص:” هيئة حزبية مستقلة معنويا وتكون مسؤولة من مؤتمر الحزب”.

  1. المادة (19) فقرة - 2 -

تكون كالاتي:” تراقب النشاط المالي والإداري لهيئات الحزب كافة”.

13.المادة (19) فقرة - 3 -

تستبدل عبارة:” وتتخذ القرارات” لتصبح:” وترفع التقارير بشأنها”.

14.المادة (21)

  • اقترح حذف الفقرتين 1 و3.

******************

فلاح القس

-1 ان يجري اعتماد تشكل حلقات لأصدقاء الحزب.

-2 مقترح لفترة مرشحي الحزب ان تكون فترة الترشيح سنة.

-3 الأعضاء يجري تقسيمهم إلى أعضاء عاملين بنسبة لا تزيد عن 20%، وأعضاء مؤازرين ولا تناط بهم مسؤوليات تنظيمية بل قضايا جماهيرية وتحشيدية ونقابية ومنظمات شعبية، والاعضاء العاملون في ل.م يكونوا متفرغين أو شبه متفرغين وقادرين على الحضور في اي تجمع خلال ساعة او ساعتين في أكثر الأحوال إلا في الحالات الاستثنائية.

-4 يستبدل النظام الخلوي بنظام الصفوف بعدد لا يقل عن خمسة عشر ولا يزيد عن 25 رفيقاً وتكون اجتماعات هذه الصفوف شهرياً، ويقود الاجتماعات الرفاق قيادة الحزب ل.م ومكاتب المحليات حسب القابلية القيادية والمستوى النظري.

-5 يعتمد مبدأ الترحيل إلى مستوى أعلى أو التقديم الحزبي للمسؤوليات من خلال ملاحظات وتقييم الرفاق قادة الصفوف وحسب قابلية الرفاق ومستواهم وقدرة تطورهم.

-6 تناط مهمات التصريحات والآراء الخاصة بالحزب بالرفاق العاملين فقط إما غيرهم فأن آراءهم شخصية فقط.

-7 إقامة موسعات حزبية بمعدل موسعين في العام للرفاق الأعضاء المؤازرين لشرح وضع الحزب.

-8 إصدار كراريس حزبية وكتب خاصة بالشيوعيين المبتدئين ذات توجه تعريفي.

-9 إقامة دورات حزبية مكثفة للرفاق أعضاء ل.م لتسليحهم للعمل في الظروف العلنية وخاصة في تاريخ الحزب والثقافة الماركسية.

-10 تفعيل المادة 19 لجنة الرقابة المركزية وأعطاها دوراً فاعلاً وليس وضعاً شكلياً ولا بأس إن يتم انتخابهم مع انتخابات ل.م.

*****************

سامي شغيت

أولا: الفقرة 3 من المادة 1 اتخاذ القرارات بالاتفاق العام أو بالأغلبية المطلقة، اقترح ان تكون الأغلبية المطلقة 50+1 وأحيانا ثلث أو + ثلثين.

ثانيا: الفقرة 7 من المادة 3 حقوق العضو: إذا تعذر عليه حضور أية مسألة حزبية شخصية اقترح له الحق أن يعترض على أي اجراء.

ثالثا: الفقرة 2 المادة 6 الاستقالة من الحزب

يعد مستقيلا من الحزب كل من تخلى عن الالتزام بشروط العضوية تحدد 3 غيابات او عدم دفع الاشتراكات 3 اشهر.

1 - يعمل في احداى منظماته.

2 - يدفع بدل الاشتراك المالي المقرر

كذلك الفقرة 3 لايجوز من استقال عدة مرات إلا بموافقة اللجنة المركزية أو من ينوب عنها جاءت مطلقة يجب أن يحدد عدد الاستقالات.

رابعا: الفقرة جـ من المادة 1 المنظمات الحزبية – الشخصيات المحلية التي تسميهم ل. المحلية عبر الاليات الديمقراطية كأعضاء للمؤتمر على ان تحظى هذه التسمية بمصادقة المؤتمر. لاتتجاوز نسبتهم 10% المندوبين المنتخبين؟ اي تحديد 4% من اعضاء المنتخبين للمؤتمر.

خامسا: حذف المجلس الاستشاري المادة 14 لأن توصياته غير ملزمة إلى المنظمات الحزبية، وعمله هو نتاج اعمال اللجان المحلية خلال الفترة السابقة، 4 اشهر، وهي التطورات السياسية وتقارير اللجان المحلية والمختصات وهي مكررة بحضور اعضاء اللجنة المركزية وسكرتاريي المحليات واعضاء المختصات والرقابة المركزية. و منذ حضوري لمدة ثماني سنوات لم يشر إلى الغياب وحضور اعضاء ل.م . كذلك لا نعرف من هم سكرتاري المختصات واعضاء الرقابة المركزية ولم يشر إلى حضورهم من قبل سكرتاري ل.م.

سادسا: الفقرة 6 من المادة 18 ل.م مهماتها وصلاحيتها وتحديد السياسة المالية للحزب وتقوم بتشكيل اللجنة المالية ولجنة التدقيق المالي اقترح تشكيل اللجنة المالية والرقابةالداخلة في المؤتمر وتقوم بتحديد السياسة المالية للحزب ....الخ وحضور رئيس لجنة الرقابة لاجتماعات ل.م بصفة مراقب تحدد نسبة الاشتراك المالي في النظام الداخلي.

سابعا: النظام الداخلي معطي أهمية للمالية (الشؤون المالية للحزب).

ثامنا: مهام المؤتمر الوطني ص 19، انتخاب لجنة الترشيحات للعضوية ل.م والطعون في أول جلسة عمل “هل يجوز هذا في اعمال المؤتمر وهل كل من الرفاق ترشيح لعضو ل.م من قبل لجنة الترشيحات”.

****************

الصفحة التاسعة

الشباب والحياة السياسية.. أسئلة وإجابات

حسين النجار

اثبتت الفعاليات الاحتجاجية خلال الفترة 2011 - 2021 واكدت الشواهد التاريخية والاحداث الجارية والتحليلات الاكاديمية والسياسية، على أهمية دور الشباب في صناعة الأحداث الكبرى وبالتالي الحياة العامة، لكننا لا نجد أي تأثير للشباب في صناعة القرار السياسي او أي مساهمة منهم في المناصب الحكومية المهمة، وغاب تماماً دورهم او ممثلهم في مجلس النواب والجهات القطاعية الحكومية التي ترعى هذه الشريحة. وأسباب ذلك كثيرة، في مقدمتها عدم وجود رؤية واضحة المعالم، توحّد الصوت الشبابي الذي يقدم ولا يجني.

غياب تمثيل للشباب

ويقع على عاتق القوى السياسية، وبالخصوص المتنفذة منها، وكذلك الطغمة الفاسدة، الدور الأكبر في تغييب دور الشباب، من خلال التعمد في تشتيت القوى الشبابية ومنعهم من الاتفاق على المشتركات وترك الخلافات، وتجد ذلك في نصوص الدستور، وحتى في القوانين النافذة، مروراً بتنفيذ الفعاليات السياسية المختلفة.

فالدستور رفع سن المترشحين إلى المناصب الحكومية “رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء (المادة 68 ثانياً: كامل الأهلية وأتم الأربعين سنةً من عمره، المادة 77 أولاً: يشترط في رئيس مجلس الوزراء ما يشترط في رئيس الجمهورية، وأن يكون حائزاً الشهادة الجامعية أو ما يعادلها، وأتم الخامسة والثلاثين سنةً من عمره).

بينما غاب في التشريعات العراقية منذ تأسيس مجلس النواب، القوانين التي تصب في مصلحتهم (قانون الاتحادات والمنظمات الطلابية والشبابية، قوانين تدعم الرياضة والثقافة والتعليم والعمل)، وأبقى المتنفذون عمر المرشح إلى مجلس النواب فوق “25 عاماً” ناهيك عن الصعوبات الأخرى التي تواجه المرشحين الشباب في منافسة حيتان الفساد.

ونجد أن ممثلة الشاب في الحكومة “وزارة الشباب والرياضة”، همهما الأوحد هو “كرة القدم والقليل من الرياضات الأخرى”، التي دخلت المنافسة السياسية فيها وكذلك حيتان الفساد وحتى المحاصصة الطائفية والحزبية الضيقة، مع الأخذ بنظر الاعتبار وجود مجموعة كبيرة من المنتديات الشبابية المنتشرة في عموم العراق، لكنها معطلة، والأغرب، ان الشباب لا يقود في هذه الوزارة المهمة. وينسحب هذا الكلام على دور وزارات التربية والتعليم وكذلك الثقافة.

إن القوى السياسية المتنفذة وخصوصاً التي تمتلك المال والسلاح تواصل العمل على تشتيت جهود الشباب لتُقصيهم عن المشاركة في الحياة السياسية العامة من خلال إشاعة التفرقة الطائفية وعسكرتهم وحرمانهم من حق العيش بكرامة، وحق التعبير عن الرأي، وهذا ما حدث في انتفاضة تشرين، بل إنها استخدمت الطاقات الشبابية لتنفيذ أجنداتها المتخلفة.

ومع مجمل تلك المصدات التي تواجه الشباب هناك عوامل أخرى، جعلتهم يتخلفون عن الركب، ومنها الوضع الاجتماعي السيئ والتردي الاقتصادي وتراجع دور الثقافة والتعليم، وضعف إمكانيات القوى المدنية والديمقراطية الحاضنة الرئيسية لجموع الشاب والرافعة لهمومهم والمتبنية لمشاريعهم.

ولم تنصف الموازنات السنوية “الانفجارية” الشباب، بل سعت إلى تكريس الطائفية والتمايز بينهم، وعملت على خلق جيل واسع متكاسل، اتكالي، لا يسعى سوى إلى الراتب الحكومي. لذا فتح باب التعيينات بصورة واسعة ولمن؟ التعيينات الحكومية جرى حصرها بالفاسدين من القوى السياسية الذين بدورهم وظفوا المنتسبين لأحزابهم والمقربين منهم، فتوسع الجهاز البيروقراطي للدولة، وأصبح هم الشباب إما الحصول على وظيفة، وإن كانت غير مناسبة في جهاز الدولة أو التطوع في صفوف القوات الأمنية للغرض ذاته، وهو الحصول على راتب ثابت. وغابت التنمية البشرية والإحصاءات والدراسات وتوظيف الخبرات، وقلت موارد التعليم والثقافة والرياضة، ما أسهم في خلق جيش واسع من العاطلين عن العمل.

موازنة 2021 مثلاً (الدفاع والداخلية 757 مليارا، الشباب والرياضة 22 مليارا، الثقافة 10 مليارات، التعليم 81 مليارا، التربية 172 مليارا، الصناعة 33 مليارا، الزراعة 43 مليارا). ومن هذه الأرقام تلاحظ كيف أن الحكومة ومن يقودها من القوى السياسية المتنفذة.. تتحكم بالريع ولمن توجهه. وبالتالي يخسر العراق بسبب ذلك طاقات إبداعية تفوق ما يستخرج من المورد النفطي، لو جرى توظفيها بصورة صحيحة.

دور الشباب وعمقهم الاجتماعي

بعد أن توفرت وسائل التواصل الاجتماعي في كل بيت، صار التواصل أسهل بين الشرائح الشباب المختلفة، وتبادلوا الخبرات وتنوعت الثقافة واطلع الآخرون على آراء المختلفين معهم، فأدى ذلك إلى شيء من الانسجام.

وحاول الشباب طيلة الفترة الماضية، ومن يمثلهم أو النشطاء منهم ـ بروح التحدي والصمود وببطولة غير معهودة ـ إبراز الدور الريادي في التصدي لعراقيل منعهم من التعبير عن رأيهم سياسياً في مناسبات مختلفة. بدأت في الهبة الجماهيرية الشبابية الكبرى في شباط 2011 بعد النجاح الكبير والواسع لشبيبة المنطقة العربية في كسر حاجز الخوف والخروج إلى الشوارع وتحدي السلطات الدكتاتورية الجاثمة على الصدور في تونس ومصر وغيرها.

حينها تحققت بعض الغايات ومنها اسقاط الحكومات في تلك البلدان، بالرغم من المساعي الخبيثة للقوى السياسية هناك والتدخلات الأجنبية لحماية الأنظمة المتعاونة من الدول الراعية لهم، لكن التجربة في العراق تأخر نجاحها، بعد تعاون قوى الشر وطغمة الفساد على اثباط العزيمة واللعب على الأوراق التي كشفت لاحقاً بحجج حماية التجربة الحديثة، وتعرقل تحقيق الإصلاح اثر الهجمة المضادة في استخدام أساليب الخطف والاعتقال والتغييب، وكذلك القتل العمد وقطع الطرق والانترنت واستخدام جميع الإمكانيات الحكومية والحزبية لصد الحركة الاحتجاجية، مع الدعم الواسع من الفعاليات السياسية والدينية والعشائرية لمنع انتشار ظاهرة الاحتجاج، ما أدى إلى تراجع الحركة الاحتجاجية الشبابية حينها، لكنها بقيت مستمرة؛ اذ استمرت الفعاليات الاحتجاجية بمعدل يومي، وحملت هذه الحركة مطالب مختلفة.

إبان تلك الفترة انتعشت الحركة الشبابية العراقية، ونما تفكيرهم وعمقهم الاجتماعي. وبعد أن التفتت القوى السياسية إلى جهودهم وامكانياتهم، وبالتالي أصبح من غير المعقول إهمال هذا الوسط الكبير. وهنا سعت هذه القوى الى تعزيز صفوفها بخيرة الشباب العراقي الواعي. وحينها اشتغل الكثير منهم في مجالات مختلفة (الانضمام للأحزاب، الاشتراك في منظمات المجتمع المدني والاتحادات الشبابية، تشكيل فرق والاشتراك في النقابات وغيرها) حتى وصل الحال إلى رفع الصوت باتجاه أن يتبوأ الشباب مناصب حكومية وحزبية، لكن الحركة لم تتوحد بالطريقة التي يمكنها أن تقود نفسها بنفسها، وبالتالي غابت فرصة حقيقية للنهوض بهذا القطاع.

ونتيجة لصعود الحركة الاحتجاجية، وتقاعس القوى الحاكمة عن الاستجابة لمطالبها، أصبح حضور التيار المدني واضحاً. وحينها اكتظت الساحات العامة بمختلف الفعاليات الشبابية المدنية كان أبرزها مهرجانات القراءة ويوم السلام العالمي وحملة وزارات بلا محاصصة، ورفض منح أعضاء مجلس النواب راتبا تقاعديا.. وغيرها.

انتعشت القوى المدنية في عموم العراق وتكلل ذلك في فوز التحالف المدني بثلاثة مقاعد في مجلس النواب، سبقها حصول القوى المدنية على عشرة مقاعد في مجالس محافظات مختلفة، ما أثار حفيظة القوى الماسكة بالسلطة، وعملوا على عرقلة حصول هذه القوى على تمثيلها الحقيقي من خلال إعادة تشريع قانون الانتخابات بطريقة تضمن عدم فوزهم.

حاضرون في الشدائد.. مغيبون في الامتيازات

لم تترك قوى المحاصصة الطائفية فرصة الا وعملت فيها بتأجيج الوضع الطائفي منذ تغيير النظام الصدامي في العام 2003، كون المحاصصة هي السد المنيع الحامي لهذه القوى من محاسبة الشعب وغضبه. ولم يرق لها تلاشي دورها شيئاً فشيئاً، لذلك أصبح الخطاب الطائفي هو السائد مع محاولة اللعب على أذهان الناس من خلال تشكيل أحزاب مرادفة لأحزاب طائفية تدعي أنها تمثل القوى المدنية.

ونتيجة لبقاء صوت التخلف واستشراء الفساد واستمرار تقاسم المناصب بطريقة التحاصص وادامة الصراع على النفوذ والسلطة، سقطت مدينة الموصل ومدن أخرى بيد التنظيمات الإرهابية، سبقها الكثير من المشاكل الأمنية والصراع الطائفي الدموي.

هنا وقع الجهد الأكبر على الشباب في استعادة ما سلمته القوى المتحاصصة للإرهاب، إذ رخصت الدماء لأجل الوطن، فهبت الجموع الشبابية لتلبية نداء العراق، وبالتالي سجلوا أروع معاني البطولة والفداء في تحرير الأرض مع توجيه صفعة جديدة إلى القوى الطائفية التي سعت لتقسيم البلاد. وهنا ايضاً سجلت قيادات هذه القوى الانتصار لحسابها الضيق.

في موازاة ذلك، وبعد شعور الشباب بالحرمان ولغياب العدالة الاجتماعية، هبت الجماهير الشبابية في حركة احتجاجية واسعة بالكثير من المحافظات في تموز 2015، ما ساهم في خلق وعي شعبي واسع بأهمية إزاحة القوى الطائفية الماسكة بالسلطة وإصلاح النظام السياسي وتوفير الخدمات، وحققت هذه الحركة الكثير من أهدافها المرجوة بالرغم من محاولات تشتيتها وكذلك القمع الدموي الذي لحق بها، وهنا أصبح التوجه للشباب بصورة أكبر عن الوقت السابق.

أدى استمرار الأسباب التي دعت الشباب إلى الاحتجاج في تموز 2015 وتفاقمها، إلى توهج شرارة انتفاضة تشرين في تشرين 2019 ولعب الشباب دوراً تاريخياً في هذه الانتفاضة، نستطيع القول إنه فاجأ الجميع وإنه سوف يدرس للأجيال القادمة، وفي تطورات الانتفاضة رفع المعتصمون أهدافا وشعارات ممكنة التحقيق، وتحت هذا الضغط الجماهيري العارم والفعاليات الاحتجاجية المتنوعة اضطرت القوى الحاكمة إلى الاستجابة لمطالب الانتفاضة، ولو على حساب خسارتهم المؤقتة فقدمت الحكومة استقالتها، وجرى القبول بإجراء الانتخابات المبكرة.

ولكن العقل الثعلبي الماكر والخوف من خسارة النفوذ والسلطة جعل القوى التي تختلف على كل شيء، تتفق هذه المرة من أجل وأد الانتفاضة واخماد عنفوانها عبر سلسلة من الإجراءات القمعية، منها كانت القتل والخطف والتغييب والاعتقال التعسفي والتهديد وغيرها. اما الإجراءات السياسية فكان منها تأخر تشكيل حكومة مؤقتة ذات صلاحيات استثنائية واسعة، وتشريع قانون انتخابات عكس ما طالب به المنتفضون. وعدم الكشف عن قاتلي المنتفضين ومن يدعمهم. ولم تجر محاسبة الفاسدين وطردهم واستعادة الأموال التي نهبوها، وعملت هذه القوى الحاكمة على تأخير أي اجراء من شأنه أن يحقق اجراء الانتخابات المبكرة بصورة شفافة وعادلة ونزيهة، بما يضمن وصول الشباب إلى مجلس النواب وصعود الممثلين الحقيقيين لقوى الانتفاضة والجماهير الرافضة لنظام المحاصصة.

هل الشباب مجاميع مشتتة؟

تمكنت القوى المتنفذة مع كل الأسف من وضع موطئ قدم لها بين صفوف المنتفضين، واشترت ذمما رخيصة لشباب غير واعين لخطورة المرحلة. وانتجت القوى المحاصصاتية أحزابا وتكتلات تدعي تمثيلها لحركة الاحتجاج وانتفاضة تشرين، في مقابل رفض غير مبرر من الشباب المنتفض للعمل الحزبي والتنسيق المشترك على الأهداف، بحجة أن جميع الأحزاب العراقية فاسدة وهذا غير دقيق وايضاً ناتج عن معلومات مضللة، مررتها القوى المتنفذة كي تبقى الساحة لها وحدها.

لقد جاء تشكيل الأحزاب الشبابية أو الانضمام للقوى السياسية الداعمة للانتفاضة بصورة متأخرة ومع وجود الكثير من العراقيل أمام تشكيل أحزاب شبابية، أبرزها توفير الأموال المقررة لتشكيل الحزب. وكذلك قانون الانتخابات الذي يحصر المنافسة بين القوى الماسكة بالسلطة.

تكون عدد من التنظيمات السياسية الشبابية، وهي تسعى حالياً إلى المنافسة وبناء بديل سياسي عن القوى المتنفذة. هذا لا يعني ضرورة تشكيل أحزاب كثيرة للشباب لغرض التمثيل، كون الاحزاب المدنية والديمقراطية، حاملة مشروع التغيير موجودة. ويمكن لها في حال التفت الجماهير حولها أن تحقق اهداف الانتفاضة، لكن هل يمكن ان يتحقق ما يصبو اليه هؤلاء الشباب، في تحقيق شعار انتفاضتهم “نريد وطن”؟ وهل يمكن التعويل على هذه القوى في عملية التغيير؟

من الناحية النظرية فإن هذا ممكن في حال تحققت الشروط التي وضعها المنتفضون لإجراء الانتخابات المبكرة وهي على شقين (سياسي واداري) وتتضمن “الكشف عن قتلة المتظاهرين ومن يقف خلفهم ومحاكمتهم، معاقبة مرتكبي جرائم الفساد السياسي والإداري والبدء بالكبار منهم، تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة حقاً وفعلاً، تعديل قانون الانتخابات بما يضمن مشاركة سياسية واسعة، تفعيل قانون الأحزاب ومنع القوى التي تملتك اذرعا مسلحة من خوض الانتخابات، حصر السلاح بيد القوات الأمنية الرسمية، مراقبة العملية الانتخابية بصورة كاملة، أما الإجراءات الإدارية فتتعلق بتوزيع البطاقة البايومترية لكل الناخبين واطلاق حملة واسعة لأهمية المشاركة في الانتخابات، وتوفير مراكز انتخابية قريبة من الناخبين، وتوظيف عاملين في المفوضية من القادرين على إدارة العملية الانتخابية بصورة شفافة، واعلان النتائج بوقت مناسب ومبكر. واضيف لهذه المطالب مؤخراً توفير الامن الانتخابي.

هل سيحقق الشباب حضورهم؟

المعطيات تؤكد أن القوى الفاسدة المتنفذة، تسيطر على جميع مفاصل الدولة، وهي بالتالي لا تنوي ترك المغانم والنفوذ لصالح قوى سياسية جديدة تعمل على ازاحتها وتقديم نظام سياسي جديد، وتمتلك هذه القوى مقومات تؤهلها لأن تعيد انتاج نفسها مرة أخرى، بل هي تستطيع أن تتصدر المشهد الانتخابي كونها استعدت مبكرة لهذه المعركة الانتخابية عبر استخدام وسائل مختلفة، أبزرها تكييف قانون الانتخابات بصورة مناسبة جداً مع نفوذها الجماهيري، إضافة إلى البدء بالتصعيد السياسي الطائفي، واستغلال كل ما يمكن استغلاله لتأجيج ذلك، مع الحملة الأخيرة للتصفيات السياسية والاغتيالات المنظمة، وهي التي لا تزال تمتلك المال السياسي والإعلام الواسع والجيوش الالكترونية مع السلاح غير الرسمي، ناهيك عن حضورها الأكيد في مفوضية الانتخابات.

وتشير المعطيات إلى أن الانتخابات هذه المرة لن تجري بصورة سلمية وهادئة، بل هي ستكون معركة بالمعنى الحقيقي، وبالتالي فإن أي قوة سياسية جديدة طامحة للتغيير، ستكون منافستها صعبة، ويمكن ان تكون مستحيلة، هذا لا يعنى انها لن تحقق حضوراً في مجلس النواب، والسؤال: ما هو تأثير ذلك امام الحيتان الكبيرة “ولو اني لا أحبذ استخدام كلمة الحوت كوني اعتبره حيوانا لطيفا”.

الانتخابات وسيلة تحقق الغاية، ولكن؟

أعتقد أنّ أي مشاركة غير مؤثرة في مجلس النواب، لن تحقق الطموح الذي ترغب فيه القوى الشبابية المنتفضة، وبالتالي سيعود الوضع إلى ما هو عليه مع سيطرة القوى المعادية لطموح الشعب وتطلعاته، بل أن المعطيات تشير إلى صعوبة المرحلة المقبلة، مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي وغياب خطط تجاوز الازمة.

ما هو البديل؟

من المناسب هنا الإشارة إلى أن أسباب اندلاع انتفاضة تشرين لم تنته، بل تفاقمت وزاد الوضع سوءا. كما أن ما قبل تشرين لن يكون كما بعدها ليس من الناحية السياسية فحسب بل هذا يشمل الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وفي هذه الفترة وبعد نمو نشاط فرق الموت المنظمة واستمرار تغييب الناشطين ونمو دور المليشيات وقوى اللا دولة مع ضعف الإجراءات الحكومية واستمرار الإفلات من العقاب وتواصل القمع الحكومي للمحتجين، توجّه الكثير من الشباب الى اعلان مقاطعة الانتخابات او تعليق المشاركة فيها، للضغط على الحكومة والجهات المعنية من اجل توفير الشروط المعلن عنها.

ولأن الانتخابات هذه المرة تختلف عن السابقة، فهي تأتي في وقت حرج جداً، وبعد انتفاضة جبارة، وعلى واقع رغبة شعبية واسعة للتغيير، فإن هذا الموقف هو فعل سياسي إيجابي، وهو شكل من اشكال الضغط الشعبي لتحقيق الأهداف المطلوبة. والمقاطعة في حال اللجوء اليها، فهي لا تسعى الى الغاء العملية الانتخابية، بل هي تهدف الى بناء أرضية لتغيير سياسي من اجل ان تكون الانتخابات ديمقراطية حقيقية.

ففي حال استمر الوضع كما هو عليه، وجميع الإشارات تدل على ذلك، فإن البديل في هذه الحالة عن الانتخابات هو الاحتجاج السلمي الجماهيري الواسع الذي يفرض معطيات سياسية جديدة، تكون قاعدة أساسية لبناء الديمقراطية السلمية، وإعادة تكوين الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

واذا حدثت المعجزات، وحدث ما لا يمكن ان نتوقعه، فيجب السعي الى حملة واسعة وكبيرة بشرط أن تكون مؤثرة لمنع وصول الطغمة الحاكمة مجدداً إلى مجلس النواب، تبدأ فوراً وأن يخطط لها بمسارين؛ أولهما ان تشجع الحملة على مشاركة واسعة لانتخاب البديل الحقيقي من القوى السياسية المدنية الديمقراطية، وتلك المنبثقة عن انتفاضة تشرين، وهنا سوف يجري عزل القوى السياسية التي ساهمت في نهب المال والثروة وتفشي الفساد عن عموم الشعب العراقي ما يعني بالضرورة القيام بخطوات أخرى تحقق العيش الكريم للمواطن، وتحقق له مشاركة سياسية حقيقية.

******************

الصفحة العاشرة

لنقرأ ماركس وانجلز معا

من بطن الوحش

ثامر الصفار

ولد فريدريك إنجلز في عائلة مزدهرة تمتلك طاحونة في مدينة بارمن الألمانية في عام 1820. وكانت نشأته خالية من الهموم والمتاعب، إلا أنه عند بلوغه سن الرشد بدأ برفض العقلية الدينية البروتستانتية المتزمتة لوالديه. في أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر غادر الى برلين لإداء خدمته العسكرية الإجبارية. وقد وفرت له إقامته في برلين فرصة الاستماع الى العديد من المحاضرات التي كانت تلقى في جامعة برلين، والتعرف أيضا على الهيغليين الشباب.

أرسله والده فيما بعد للعمل كمدير في مصنع المنسوجات العائلية في مانشستر، إنكلترا. لكن إنجلز خيب مخططات والده بعد وقوعه في حب فتاة ثورية إيرلندية تدعى ماري بيرنز، كانت تعمل في المصنع، وانغماسه في حركة الطبقة العاملة، وفي جمع ثروة من البيانات من داخل المصنع من أجل كشف أسرار الاستغلال الرأسمالي.

قضى انجلز 21 شهرا في مانشستر، وكانت الحصيلة كتابة أهم أعماله، وأقصد تحديدا (حالة الطبقة العاملة في إنكلترا). تكمن أهمية

هذا الكتاب في إدانته القوية لظروف الحياة التي تفرضها الرأسمالية اعتمادا على شهادات حية من داخلها، من بطن الوحش. كما إنه يمثل أيضا عملا نظريا رائدا يوضح أن إنجلز كان شريكا فعالا في تطوير الماركسية.

كتب ماركس في (العائلة المقدسة): «لا يهم ان نعرف الهدف الذي يتصوره مؤقتا هذا البروليتاري أو ذاك، أو حتى البروليتاريا بأكملها. بل المهم معرفة ما هي البروليتاريا، وما الذي ستكون مضطرة تاريخيا ان تفعله طبقا لهذا الكيان». وهو بلا شك تصريح جريء، لكنه لم يكن مبنيا على معرفة مباشرة بالرأسمالية الصناعية. ففي ذلك الوقت، لم يكن ماركس، الذي يعيش في باريس، قد أمسك بتفاصيل «ما هي البروليتاريا»، في حين واجه إنجلز الشيء الحقيقي وجها لوجه في مانشستر.

كيف تعمل الرأسمالية

يصر إنجلز على ضرورة عدم اكتفاء الاشتراكيين بالتخمينات المجردة. فيكتب «إن معرفة ظروف البروليتاريا ضرورية للغاية للتمكن من توفير أرضية صلبة للنظريات الاشتراكية». لذلك، نجده يبدأ مقدمته بسرد سريع للتغييرات الجذرية التي أحدثتها الرأسمالية في إنكلترا:

«يبدأ تاريخ البروليتاريا في إنكلترا في النصف الثاني من القرن الماضي [القرن الثامن عشر]، مع اختراع المحرك البخاري والآلات التي تتعامل مع القطن. لقد أدت تلك الاختراعات، كما هو معروف، إلى إحداث ثورة صناعية».

بيد ان هذه الثورة أدت أيضا الى تدمير نمط الحياة الريفية والزراعية. لقد جذبت مئات الآلاف من الفقراء الأيرلنديين إلى المدن البريطانية، وجعلت المملكة المتحدة القوة الاقتصادية البارزة في العالم. أي ان الآلات والقوة البخارية والقطن هي التي خلقت البروليتاريا.

ولكي يحدد انجلز لنا من المسؤول عن هذا التحول، فانه يلخص ذلك في عنوان فصل من كلمة واحدة، «المنافسة»: «المنافسة هي أكمل تعبير عن معركة الكل ضد الكل، وهي من يتحكم بالمجتمع المدني الحديث. هذه المعركة، معركة من أجل الحياة، من أجل الوجود، من أجل كل شيء... لم تخض طبقات المجتمع المختلفة غمارها فقط، بل أفراد هذه الطبقات أيضا».

وفي حين كان آدم سميث يرى ان هذه العملية تزيد من «ثروة الأمم»، برغم انه شجب بعض عواقبها الاجتماعية، فإن إنجلز - قبل ماركس - يقدم لنا تفسيرا متطورا للسبب في أن المنافسة الرأسمالية قد تؤدي إلى ثروات كبيرة ولكن سينتج عنها أزمات وانهيارات عميقة في ذات الوقت. فبعد ان يطرح علينا قراءاته التفصيلية في الاقتصاد السياسي وخبرته في مكتب مدير المصنع، يوضح لنا إنجلز العلاقة بين الأجور كسلع والبطالة من ناحية، ومنافسة السوق الحرة والأزمات التجارية الدورية من ناحية أخرى:

«في الإنتاج والتوزيع غير المنظمين الحاليين لوسائل العيش، التي لا تتم من أجل توفير الاحتياجات، بل من أجل الربح، في النظام الذي يعمل فيه كل فرد لنفسه، لإثراء نفسه، فإن من المحتم ان تنشأ اضطرابات في كل لحظة... كل شيء يتم بشكل أعمى، كتخمين، تحت رحمة الصدف بشكل أو بآخر ... وستتكرر الأزمة عادة مرة كل خمس سنوات بعد فترة قصيرة من النشاط والازدهار العام».

فما عاقبة كل هذا؟ في فصل مرعب بعنوان «المدن الكبرى» يعرض إنجلز تفاصيل الظروف القاتمة التي تغذي إمبراطورية بريطانيا. دعونا نشير هنا الى إننا نشهد اليوم، وجود العديد من العواصم العملاقة. ولكن في أيام إنجلز، لم يكن هناك شيء مثل إنكلترا الصناعية على هذا الكوكب. كان عدد سكان لندن البالغ 2.5 مليون نسمة أكبر من ضعف عدد سكان باريس، وثماني مرات أكبر من برلين ومدينة نيويورك و12 مرة أكبر من روما. لهذا نجده يصف، وهو القادم من برلين، صدمته في مواجهة هذا الوحش العملاق لأول مرة:

«هذا التمركز الهائل، الذي يجمع بين مليونين ونصف مليون من البشر في مكان واحد، قد ضاعف من قوتهم مئات المرات؛ لقد رفع لندن لتغدو عاصمة العالم التجارية ... كل هذا ضخم للغاية، ومثير للإعجاب لدرجة أن الإنسان لا يستطيع تجميع نفسه، انه يضيع في أعجوبة عظمة إنكلترا».

ولابد من التأكيد هنا إن انجلز هو أول من نادى بأن الاشتراكية، إذا كان لها أن تعني أي شيء، يجب عليها أن تترك وراءها الخلافات الأكاديمية حول الفلسفة والدين، وأن تجد طريقها للتجذر في هذا العالم الجديد.

**********************

فلاسفة ومفكرون

اعداد: د. صالح ياسر

بلانكي

 (لوي أوغست)

(1805 – 1881)

شيوعي خيالي فرنسي، اشترك في ثورتي 1830 و1848، وحكم عليه بالاعدام مرتين، وقضى ما يقارب من نصف حياته في السجن. تشكلت نظرة بلانكي الى العالم تحت تأثير المادية الميكانيكية والالحادية والمذهب العقلي للقرن الثامن عشر وكذلك الاشتراكية الخيالية، وخاصة البابوفية (نسبة الى الاشتراكي الثوري الفرنسي فرانسوا نويل بابوف 1760-1797). ورغم ان بلانكي كان مادياً في نظرته الفلسفية العامة، فقد قدم تفسيراً مثالياً للتقدم التاريخي على انه انتشار التنوير. وكان بلانكي واعياً في الوقت نفسه للصراع بين القوى الاجتماعية في التاريخ، وانتقد بشكل حاد تناقضات المجتمع الراسمالي. وكانت وسائلة التامرية خاطئة، وأدت الى فشل الاعمال التي قام بها مؤيدوه.

************************

تاريخ موجز للنيوليبرالية

تفاقم الفروق الاجتماعية

سوزان جورج*

 السمة البنيوية الأخرى من سمات النيوليبرالية كناية عن مكافأة رأس المال على حساب العمل وبالتالي نقل الثروة من أسفل المجتمع إلى أعلى. فإذا كنت في خانة الـ٢٠ في المائة الأعلى من سلّم المداخيل، فأنت قابل لأن تكسب من النيوليبرالية، وكلّما ارتقيت في السلّم زاد كسبك. وعكسا، فجميع من هم في خانة الـ ٨٠ في المئة الأسفل يخسرون جميعا، وكلما انخفض موقعهم من السلّم زادت خسارتهم بنفس النسبة.

إذا كنتم تظنون أني نسيت رونالد ريغان، فدعوني أمثل على هذه النقطة بملاحظات كيفن فيليبس، المحلل الجمهوري والمساعد السابق للرئيس نيكسون، الذي نشر عام ١٩٩٠ كتابا بعنوان «سياسات الأغنياء والفقراء». وهو الكتاب الذي فتح الطريق أمام عقيدة ريغان النيوليبرالية وسياساته التي غيّرت توزيع الدخل في الولايات المتحدة بين الأعوام ١٩٧٧ و١٩٨٩. تبلورت تلك السياسات عموما في «هيريتايج فاونديشن» (مؤسسة التراث)، أبرز مركز أبحاث في عهد ريغان والتي  ماتزال ذات قوة يعتد بها في السياسة الأميركية. على امتداد عقد الثمانينيات من القرن الماضي، زاد الدخل العائلي المتوسط لأعلى ١٠ في المئة من العائلات الأميركية بنسبة ١٦ في المئة، والـ٥ في المئة الأعلى بنسبة ٢٣ في المئة. لكن الأوفر حظا كانوا الواحد بالمئة من العائلات الأميركية الذين أمكنهم شكر ريغان على زيادةٍ قدرها ٥٠ في المئة. فقد قفز متوسط مداخيلهم المرتفعة أصلاً، وهو ٢٧٠ ألف دولار، إلى ذروة تبلغ ٤٠٥ آلاف دولار سنويا. أما الأميركيون الأفقر فقد خسروا جميعا، وكلما كانوا أكثر انخفاضا في درجات السلّم كانت خسائرهم أكبر. فبحسب إحصائيات فيليب نفسه، خسر الـ١٠ في المئة من الأميركيين في أسفل السلّم ١٥ في المئة من مداخيلهم الشحيحة أصلاً التي انخفضت من متوسط منخفض جدا قدره ٤،١١٣ دولارا سنويا إلى متوسط غير إنساني قدره ٣،٥٠٤ دولارات سنويا. في العام ١٩٧٧، كان متوسط دخل الواحد بالمئة من العائلات الأميركية أكبر بـ ٦٥ ضعفا من دخل الـ١٠ في المئة في أسفل السلّم. وبعد عقد من الزمن، صار أعضاء فئة الواحد بالمئة أغنى بنسبة ١١٥ ضعفا قياسا إلى العشرة بالمئة في أسفل السلّم.

إن الولايات المتحدة هي المجتمع صاحب أعلى نسبة من اللامساواة على الأرض. لكن جميع البلدان عمليا شهدت تفاقم الفروق الاجتماعية على امتداد السنوات العشرين الأخيرة بسبب السياسات النيوليبرالية. نشر “مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية” UNCTAD بعض الأدلة الاتهامية في هذا الصدد في «تقرير التجارة والتنمية» لعام ١٩٩٧ المبني على ٢٦٠٠ بحث منفصل عن أشكال اللامساواة في المداخيل، والإفقار وتجويف الطبقات المتوسطة. إن فريق «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية» قد وثّق تلك التيارات في عشرات من المجتمعات المختلفة كليا في ما بينها، بما فيها الصين وروسيا وغيرهما من البلدان الاشتراكية السابقة.

لا يوجد أمر ملغز في هذا الاتجاه نحو المزيد من اللامساواة. وترسم السياسات الخاصة التي توفر لأصحاب الثروات دخلا وفيرا يتأمن خصوصا من خلال الاقتطاعات الضريبية وتخفيض الأجور. إن النظرية والتبرير الأيديولوجي لمثل تلك الإجراءات هو أن المداخيل والأرباح المرتفعة للأغنياء ستؤدي إلى المزيد من الاستثمار، وإلى المزيد من توزيع أفضل للموارد وبالتالي المزيد من الوظائف والرفاه للجميع. في الواقع، وكما كان متوقعا تماما، إن نقل المال عبر السلّم الاقتصادي قد أدى إلى فقاعات في البورصات وإلى الثروة الورقية الخفية للقلة والأزمات المالية. إذا ما أعيد توزيع المداخيل لفائدة الـ٨٠ في المئة من الذين في أسفل المجتمع فسوف يستخدم لغرض الاستهلاك وبالتالي يفيد في خلق الوظائف. أما إذا أعيد توزيعها باتجاه الأعلى، حيث يملك الأفراد معظم ما يحتاجون إليه، فلن تدخل تلك الأموال إلى الاقتصاد المحلي أو الوطني وإنما ستتجه نحو البورصات الدولية.

وكما نعلم جميعا، فإن السياسات ذاتها قد طُبّقت على امتداد الجنوب والشرق بحجة التعديل الهيكلي الذي هو الاسم الآخر للنيوليبرالية. لقد استخدمتُ ثاتشر وريغان للتمثيل على سياسات وطنية. أما على الصعيد الدولي، فقد ركز النيوليبراليون كل جهودهم على ثلاث نقاط أساسية: حرية التجارة في السلع والخدمات وحرية حركة رأس المال وحرية الاستثمار.

على امتداد العشرين سنة الأخيرة، كان صندوق النقد الدولي يعزز قدراته على نحو كبير. بفضل أزمة المديونية وآليات المشروطية، انتقل من دعم ميزان المدفوعات إلى أن يصير أشبه بالدكتاتور الكوني لما يسمى السياسات الاقتصادية «الرشيدة»، أي السياسات الاقتصادية النيوليبرالية. ثم أنشئت «منظمة التجارة العالمية» أخيرا في كانون الثاني ١٩٩٥ بعد مفاوضات طويلة ومضنية وغالبا ما جرى تمريرها في برلمانات لم يكن يدري أعضاؤها الكثير عما قرروه. ولحسن الحظ، فإن الجهد الأخير لرسم قواعد نيوليبرالية كونية وملزمة، على شكل «اتفاق الاستثمار متعدد الأطراف»، قد فشل، مؤقتا على الأقل. وكان مقدرا له أن يمنح كل الحقوق لكبريات الشركات ويلقي كل الواجبات على الحكومات ويحرم المواطنين من كل الحقوق.

القاسم المشترك بين هذه المؤسسات هو انعدام الشفافية وعدم الخضوع للمساءلة الديموقراطية. هذا هو جوهر النيوليبرالية: تزعم أن الاقتصاد يتعين عليه أن يملي قوانينه على المجتمع، وليس العكس. فالديموقراطية مربكة، ذلك أن النيوليبرالية معدّة للرابحين لا للناخبين الذين يضمون فئتي الخاسرين والرابحين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عالمة اجتماع وسياسة ومناضلة أميركية

“بدايات” (فصلية ثقافية فكرية) – العدد 30 – 2021

*************************

الصفحة الحادية عشر

قصة قصيرة جدا

سجين كلّ العراق

حنون مجيد

أعادوه الينا فجراً، هزيلاً شاحب الوجه، وعلى قميصه نقط حمر.

سوّى فراشه على الأرض واستلقى عليه.

كان نحيفاً، يسعل كثيراً وخائفاً مذعوراً، لم يشعر حتى وهو بيننا بأمان.

وجهه دقيق وأطرافه رفيعة، وعلى بعض ثوبه قطرات حمر.

قررت أن أبثّ فيه روح الصمود، وأساعده على الثبات،

لكنه رماني بنظرة كسيرة وأعلن عن رغبته في النوم.

كان صبياً في الحادية عشرة من عمره، رجلاً في الستين،

ما تزال على قميصه عوالق حمر.

في لحظة أخرى كان أسرعنا على التواري عنا،

هو الكائن المذعور؛ الصبي في الحادية عشرة،

الشيخ في الستين.

سجين كل العراق.. وعلى مدى كل العصور!

قصص اخرى للكاتب في عدد قادم

***********

ازهار الدم - محور خاص

لأن الدم العراقي بات مهدوراً في الشوارع والأزقة.. ولأن ليل الجريمة بات يتسع، ولأن وجوه الشبيبة ما زالت تعلق الآمال بأهداب الشمس..

من هنا ارتأينا ان نخصص محور «الطريق الثقافي» اليوم لأزهار الدم العراقي..

المحرر الثقافي

*********************

قصة قصيرة

إنَّهم يَبتَسِمون

ناظم مزهر

لم أتبين ملامح السائق الَّذي جلستُ إلى جواره، غير أن شعر رأسه أبيض وكان متشبثاً بمقود سيارته مثل شبح يقبع في الظلام.

ليلة ماطرة لا أثرَ للنجوم فيها، تشوبها صُفرةٌ باهتة من أضواء المدينة التي انعكست على الغيوم الخفيضة. أحيانا تَمرُ بيّ لحظات من هذا النوع المماثل الَّذي يجعلك تشعر بأن لحظات مشابهة قد مرَّت بك في وقتٍ ما من أيامك الماضية، وهي بالنسبة لي، لها ذات اللون المصفَر والطعم الحريف والرائحة المثلوجة لمشرحة الجثث المجهولة، فأشعر أن قلبي يزن رطلاً وأنني على وشك تقيؤ أمعائي التي، يُخيّل إليّ دائماً، في مثل هذه اللحظات، انها قد امتلأت بسائل أصفر مرير كأنه الصديد الَّذي رأيته يسيل على أرضية المشرحة الباردة، يوم تعرفنا على أخي (وسام) وهو ممدد هناك مثل تمثال من الشمع الأصفر وقد افتر ثغره عن خطوط باهتة لهذا النوع من الابتسام الَّذي تركه عمداً فوق شفتيه لكيلا نعتقد بأنه عانى وتعذب كثيراً قُبيل مصرعه، بَعْدَ أن نادى علينا طويلاً وهو في عِزِّ رمقه الأخير إذ قالوا لنا إنَّه كان يمسك برأسه حين عثروا عَليه، فتكت بها شظية طائشة وتركته يرفس هناك وحيداً في العراء الَّذي يكتنفه الظلام.

-يا عَم، هل سبق لك أن رأيت الموتى؟

قلت للسائق الَّذي لم يردّ عليّ، وأغلب الظن انه لم يسمعني لانشغاله بشرود عميق تحت وطئة القعقعة الضاجة لمفاصل سيارته القديمة نوع (فولغا)، شممت فيها رائحة تبرز قديم أو روث حيوانات، ولمّا التفتَ إليّ أخيراً، كان قد مضى على سؤالي وقت طويل، إذ قال كَمَنْ صحا من غفوة:

- ها ؟ ماذا؟ ماذا قلت ؟ هل قلتَ شيئاً يا فتى ؟

قال ذلك وهو يوزع نظراته بين الطريق وبيني، لهجته سريعة وبصوت عال لأن ضجيج سيارته قد تركه تحت تأثيرٍ ما وأصبح لابد له من الصياح مثل عفريت حتى يسمعه الراكب المجاور، إن سائقي التاكسيات يضطرون طيلة النهار للإستماع إلى أحاديث الأغراب وبسبب من ذلك تجدهم يتحولون إما إلى ثرثارين أو صامتين غير مبالين بِما يدور حولهم، و ربما يكون هذا الرجل مصاباً بنوع من الصَمَم الَّذي سبّبه ضجيج سيارته طيلة سنين، فحاولت مجاراته ورفعت من نبرة صوتي مثله لأقول له:

- يا عَم، قلتُ لك، الموتى، هل...؟

قاطعني وقد انتابته حالة من التوتر العجيب، ويبدو أيضاً انه لم يسمعني جيداً إذ صاح بأعلى من السابق :

- يا الهي! الموتى ؟! ما الَّذي قاله لك الموتى يافتى؟!

- يا عم أقصد هل سبق لك أن...؟

- ماذا ؟ هل قلتَ سبقَ ؟ مَنْ يسبقُ مَنْ في هذا المطر ؟! يا إلهي لقد جَنَّ الفتى!

ضرب مقود سيارته بكلتا يديه !

- حسناً، اهدأ يا عَم أرجوك، أقصدُ هل رأيت...؟

- رأيت؟! هل قلتَ رأيت ؟ مَنْ رأى مَنْ ؟ يا رب! بحق النبي هل أنت مخمور يا فتى أم أنك مصاب بالهذيان ؟

كان يصيح بأعلى صوته وهو يهز يده اليمنى مستهزئاً تارة ومنفعلاً أخرى ثم يضرب مقود السيارة بكلتا يديّه. حينذاك فقط تأكد لي بما لا يقبـل الشك، من أنني متورط تماماً حتى خُفتُ من أن يفقد السيطرة على سيارته وينحرف بها في أية لحظة نَحوَ احد الأعمدة الكهربائية الممتدة على جانبي الطريق.

كأن سؤالي جاء لاستكمال ما ينقصه من حريق فاشتعلت أعصابه مَرَّة واحدة ولا سبيل لإخمادها. كان الرجل من هذا النوع الَّذي يعاني، بلا شك، من عصابٍ ما، ومن الصعب على أي مخلوق مواصلة الحديث معه في تلك اللحظة، فلكي تجعله يفهم ما تقصد، عليك أن تصرخ مثله كالمجنون، وهكذا ملتُ برأسي مقترباً وصحت في أذنه اليمنى بأعلى ما استطعت في محاولة أخيرة:

- يا عَم أردت أن اعرف فقط ما إذا كنت قد رأيت احد الموتى. .. الموتى...

 رددت الكلمة الأخيرة طويلا.

هنا خَمدت أنفاس الرجل كأنّه غطس في بحرٍ من الصمت أو ربما مات فجأة، وظلت السيارة تسير مع استقامة الشارع، لكن عندما راح يسارقني النظر ويرمقني بنظراته الجانبية رأيت لمعانها الغريب في طرف عَينَيِّه من أضواء السيارات المارقة برغم عتمة المكان فتأكد لي أن الرجل حي يرزق. ، كان مرتاباً إلى ابعد حدود الريبة، فتبادر إلى ذهني انه قد يوقف السيارة ويطلب مني المغادرة الفورية بلا نقاش، أو يرتكب طيشاً كلانا في غنى عنه، لأن نظرته لم تكن من هذا النوع الَّذي يبشر بخير وكذلك صمته المفاجئ، حتى أن لحظات صمته التي طال أمدُها، جعلتني على يقين تام من أن الرجل يفكر بما قلت. بدا للوهلة الأولى وكأنه يعيد ويتفحص ويدقق ليتأكد ما سمعه مني أخيراً ولم يرد عليّ بحرف واحد. ربما سيجيب على سؤالي لحظة أخرى. مَنْ يدري ؟ لعله أهمل الموضوع برمته وآثر الصمت حفاظاً على هدوء أعصابه بَعْدَ أن اكتشف غرابة سؤالي وربما أصبح أيضاً على يقين راسخ بأنني مجرد معتوه وأن سؤالي هذا لم يسأله أحد ؛كأنما هبط عليه من السماء في هذه الليلة الماطرة، لهذا أو ذاك قرر أن يتجنب مواصلة الحديث معي و يتركني وشأني لكيلا أتمادى واطرح عليه سؤالاً آخر قد يؤدي بي أو به إلى التهلُكة، فرحتُ أُشاغل نفسي طيلة مدة صمته، بمراقبة المشهد الليلي الَّذي يتشظى بأمطاره على الزجاجة الأمامية ويسفر عن عشرات من الوجوه بملامح من ماء وضياء، ما أن تسيل هذه الوجوه على الزجاج حتى تُسرع ماسحتا الزجاج إلى إزاحتها نَحوَ الجانبين ثم ماتلبث أن تتشكل وجوه أخرى بالملامح المائية نفسها وعلى محياها ذلك النوع من الابتسام اللاصِف مثل صف طويل من الأسنان، وشرعتُ أتساءل هامساً مع نفسي وبصوت مسموع، مادام الرجل ثقيل السمع فلِمَ لا آخذ حريتي في الكلام : أتراه يرى ما أرى وتتراءى له مثل هذه الوجوه ؟ وهل تسربت سيول هذه الأمطار الغزيرة الليلة هذي إلى سراديبهم ؟ أتراهم خرجوا الليلة إلينا يحتمون بنا؟ وهل يبردون ويتذكرون لياليهم الدافئة معنا ؟ كان أخي (وسام) لا يتدثر إلا بلحافين وينادي على أمي أن تجلب له بطانية إضافية، تضحك أمي منه وتناديه باسم الولد العجوز، لو قُدر لك أيـها السائق أن تـرى أخي(وسام) لأدركت في الحال أي مخلوق رقيق وجميل هو؛ مثل عصفور وديع، كُلَّما أقف أمام المرآة التي كان يقف أمامها، يتراءى لي وجهه الوضّاء محتجباً و أتساءل ما إذا كانت المرايا تحتفظ ببقايا ملامح الإنسان في غيابه. وكنت أتساءل أيضاً أين تذهب العصافير إذا ما أمطرت وأظلمت الدنيا وهي بعيدة عن أعشاشها؟ هل تستضيفها العصافير الأخرى، أم تموت على إسفلت الطريق؟

وفي لجة تلك التساؤلات، توقفت السيارة فجأة !

 يبدو أنني وصلت إلى عطفة الزقاق وأنني أعلمت السائق بوصولي دون أن ادري. كنت على وشك النزول عندما أعطيته إجرته مودعاً، لكن الرجل أطفأ محرك سيارته على نَحو غير متوقع وأسند رأسه على المقود وراح في نحيب عجيب ! حتى أن كتفيّه اهتزتا من فرط البكاء. كان يتحدث بصوت نادب تخنقه العبرات وهو يقول لي كمن يجيب على سؤالي أخيراً :

“نعم، نعم، لقد رأيت، رأيت ولدي ذات يوم وعلى وجهه هذا النوع نفسه من الابتسام!”

*******************

أيها السواد الذي يغتالني بدراجته كل ليلة..

لا تقلق يا ولد

سالم سالم

          1

نحن الجياع

سنشبع جوعا  يا أمي

لا تقلق.. يا ولد

فشيخ الجامع

رئيس البلاد

وبعض الأثرياء

سيأتون الى بابنا

ومعهم كاميرا التلفاز

لن نحتاج بهذا  الشهر

البحث في النفايات

          2

الحياة  قاسية جدا.. جدا

الي درجة  انك الآن تبتسم

 وهي تغتاض...

          3

نحن.. اغنياء جدا جدا

بحيث لا نملك

سوى بسمة

          4

أيتها...الحياة  أطمئني

نحن أقوياء جدا جدا

لدرجة  أننا نرقص

فوق جثة هزائمنا

نشرب الشاي

مع أخطائنا

نعاكس الجميلات

نلعب  كالأطفال

ونعيد تكرار  أخطائنا

          5

في هذا البلد

يجب  أن  تكون

مغفلاً

لتلمس السعادة

          6

أيها السواد الذي

يغتالني بدراجته

كل ليلة

 تخاف من

 أغنيتي الشمس

 خرجت لي وحدي

انت رغم

 كل هذا 

الضوء لا ترى

سوى الظلام

صباح الخير  يا وطن

لا تقلق لن أبكي  كثيرا

سأذهب نحوك

لأجعلك عصفوراً

          7

الم...تشبع جهنمك

منا...

يا موت..أيها الوغد

ام  انك جبان

تقتنص الضعفاء

وقل لسيدك

ان يحمر وجهه

خجلا حينما  يكون

طفل محترق بين يديه

          8

طرق... البلبل

زجاج النافذة

ليوقظك ويهمس

لك بأغنية

أنهض دون مساحيق

كي تشرق الشمس

كما هي

إلبس  ثوبا بسيطاً

جدا  على اثره نعاس

بلبل نام طوال

الليل بعينيك

وخرج مع الفجر

يغني:  قررت

إن أكون سعيداً

لأغيظ الحياة

          9

يا ولد لا تكذب

فإن الملائكة

سيعاقبونك بالجحيم

أبي

هل... الملائكة

يدخلون الجحيم

ويكذبون مثلك يا أبي

أتعبتني... يا وغد

أذهب أركض

مع الفراشات

****************

نص وتعليق

نصف قرن

فريدون سامان

ناكدتُ المُحالَ نصف قرن،

أمضيت نصف قرن من عمر البؤس،

وامتقع حلم طفولتي من المهد...

كان شبابي دماً مسفوحاً

لنعجة منحورة

على عتبة مذبح العادات والخرافة...

هجرت نصف قرن في الحسرة والزنازين،

وملاحم التشرد...

نصف قرن

وأنا في حال جدب كالدراويش

وسط حلقات ذكر العاشقين

واجتزت حقول سياسة الدجالين الملغومة...

والآن

تنكبتُ جثث أحلامي

أمضي صوب إحدى المتاهات

و قبيلة المرائين يرجمونني...

*******************

جولة في «نصف قرن»

تعليق: طه الزرباطي

في لحظة من لحظات النزق الثوري لدى الشاعر، يجعل فريدون سامان نصف قرن من عمره محاورا، وهو يعاتب بغضب ثوري، وبنزق شعري، وبنغمة حزن نصف قرن من العمر، مبكرا كان الشاعر خارج الرتم المعهود، مبكرا كبر الشاعر ليختار طريقه ــ الثورة ــ وهو ولد في الاصل من أمة صارعت المستحيل لتحافظ على كينونتها، على لغتها، على فولكلورها، على الحدود الدنيا من وجودها الثقافي.. ربما اراد ان يوصل القارئ الى فكرة مفادها أن ولادةً بهذا الشكل، من أمة تحارب امم وجودها، وتحاول مسخها والغاء وجودها،وكلما زادت وحشية العدو ولدت الرغبة والاصرار على الوجود.

في هذا الدرب الطويل الذي حاول ان يظهر نصف قرنٍ من مشاهداته هو،فهو يتحدث بشكل ذاتي في النص ؛ لكن القارئ اللبيب سيكتشف ان هذه الذاتية ذائبة في الذات الكلي، او في الوجود، او لتكون جنديا في وقت مبكر في معركة الخلاص مهما كان طويلا.

نصف قرن من تأجيل الاحلام بين الزنازين، والمراقبات، والمطاردات، والغربة المبكرة للدروب، وفي وقت مبكر يصبح الهم الوجودي، كالهم الثقافي الجمعي، شيئا اكثر قدسية؛او ضرورة من احلام شبابك، سيما حين تكون شاعرا .. لم لا تكون كسائر خلق الارض تحلم، تعشق، تخطط لمستقبلك، تعيش اللحظات ولا شيء يجعلك ان تطفر مراحلك التاريخية  لتكون فارسا وتجعل الموت الشرط الاول لتحقيق حلم صعب، حلم امة تصرُّ على كينونتها ...

القصيدة الفلسطينية،والقصيدة الكوردية تولد خارج الاطر الطبيعية لولادة شاعر ؛او قصيدة تمر بمراحل طبيعية وفقا للتنقلات العمرية،لذلك حتى غزلك ملطخ بالدم، ممنوع، وصلب وصخري، لأنه معجون بالآه ...

لذلك معظم ما قرأت للشعراء الكورد الذين حملوا الحلم،تلمست الطريق الوعر الذي اخطه الشاعر، وفي تجربة الشاعر فريدون سامان حتى حين استطاع الدم الكوردي ان يحقق جانبا من الحلم ؛حلم ان يمارس لغته، ويعيش فولكلوره دون أن يهجر،او يُحاول تماهي هويته بشكل قسري، حتى في هذه الفسحة من الامل، مازال فريدون الشاعر، يقاتل وحين تسرق ثورته يعود مرة أخرى لمعركة صناعة امل انسان صمد،وصنع،وتحدى ؛لكن الآخر هو من سرق النشوة منه.

غالبا تميز شعر فريدون سامان بقدرة على تشكيل الصورة الشعرية المبتكرة، واعتقد ان اللغة الكوردية استطاعت ان تحافظ على شخصيتها،وتقاوم كل اسباب الذوبان ؛على الرغم من وجود اللهجات التي تحتاج الكثير من العمل لتتوحد في لغة فصيحة تكون هي الأم،وهذا طريق طويل وصعب ...لكن تركيبة اللغة الكوردية تعطي فسحة للشاعر ليكون صورة،او صورا شعرية مستثمرا خصوبة هذه اللغة التي جمعت الجبل،والورد،واللون، والخير معا ...

****************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

إميل دوركهايم

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “إميل دوركهايم 1858-1917”، من تأليف مارسيل فورنييه وترجمة فاطمة الزهراء ازرويل.

يلقي الكتاب الضوء على حياة وفكر الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي دوركهايم، الذي أحدث ثورة في العلوم الاجتماعية، بدءا من الدفاع عن استقلالية عِلم الاجتماع بصفته عِلمًا، ومرورًا بالبلورة المنهجية لقواعد دراسة الاجتماع وأساليبها، وإدانة النظريات العرقية، ونقد المركزية الأوربية، ووصولًا إلى إعادة تأهيل إنسانية البدائي.

**************

ليس مجرد كلام

الاقتداء بسيرةٍ عظيمة، ليست شعارات فقط!

عبدالسادة البصري

عندما كنت صغيراً، كنت أذهب مع أبي الى المجالس التي تقام في قريتنا، في أقصى جنوب القلب، وأصغي بانتباه لما يتحدثون به عن سيرة الإمام علي (ع) وفضائله وصفاته وطريقة حكمه، حتى انعجنتُ بمحبته بشكل لا يصدق. بعد ذلك قرأت ما كتبه المحبّون والمبغضون الذين لم يجدوا ثغرة واحدة في سيرته، حيث العدالة والإنسانية والنزاهة والإيثار والسعي الى ما ينفع الناس، فترسّخت عندي قناعة تامة ومازالت بأن هذه الشخصية فريدة من نوعها عبر التاريخ، رغم وقوف الفاسدين والمستبدّين والساعين بالفتنة بين الناس ضده ومحاربتهم له وصولا الى قتله ظلما!

استذكرت تلك الأيام وانا اقرأ وأسمع وأعيش في الخراب الذي سبّبه الفساد وعبث العابثين في مقدّرات البلاد والعباد!

انّه أعدل حاكم عرفته البشرية، على وفق ما جاء في احد تقارير الأمم المتحدة عام 2002، حيث تأكد للجميع انه ورغم قصر مدّة حكمه، حكم بما يُرضي ضميره والإنسانية جمعاء!

قال ذات يوم: “لو كان المال مالي لساويتُ بين الناس في توزيعه، فكيف والمال مال الله”. وهذا دليل على إيمانه الشديد بمبدأ المساواة في توزيع الثروة، والتي تُعتبر أولى بذور الاشتراكية في العمل قبل ظهورها كفلسفة. وفي مكانٍ آخر يقول: “إذا شاهدتَ قصراً فتأكد أنّ خلفه ألف ألف كوخ” وهذا دليل آخر على كشفه للفاسدين ولصوص المال الساعين الى خراب النفوس والضمائر!

مآثره كثيرة لا تحصى، من خلال سيرته التي ذكرها المؤرخون من الموالين وغيرهم وحتى المستشرقين، الذين أعجبوا بشخصيته أيما إعجاب .. فإطفاؤه الشمعة بعد انتهاء عمله في خدمة الناس وبقاؤه في الظلمة ، ووصيته إلى ابنه الحسن بعد أن ضربه بن ملجم قائلا “اطعمْ أسيرك مما تأكل واسقِه مما تشرب. فإذا متُّ فضربة بضربة وإذا عشتُ فأنا أحكم فيه وربما أعفو عنه”!

كذلك وصيّته إلى عامله في مصر مالك الاشتر التي يقول فيها: “اعلم إن الناس صنفان، فأما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق” والتي تُعتبر قمّة التعامل الإنساني مع البشر، ولا تفرق بين هذا وذاك على أساس الدين واللون والقومية!

وانطلاقا من سيرة الامام علي ومآثره علينا أن نحكم بالعدل والمساواة والنزاهة بين الناس، وان نجعل من ضمان حقوقهم وتلبية احتياجاتهم أولى مهامنا، فلا يكون هناك فقير يتضوّر جوعاً وبرداً وحرا، ولا يتيم محروم منذذذ ثوبٍ يُفرحه في يوم عيد!

وان خير الناس من نفع الناس وخدمهم وسهر على اسعادهم، ومن سما بالوطن بناءً وعمراناً وأماناً في كل حين!

****************** 

"فوضى منتظمة"

في غابات الموصل

الموصل - صباح سليم علي

احتضن "كازينو الطاحونة" في غابات الموصل، الاسبوع الماضي، النسخة الرابعة من "مهرجان فوضى منتظمة" الدولي للفنون التشكيلية، بمشاركة 120 فنانة وفنانا من مختلف المحافظات.

تضمن المهرجان، الذي يقيمه ملتقى رواد الفن العراقي في تركيا، معارض للرسم والنحت والخزف والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والأعمال اليدوية والاكسسوارات.

واكتظت معارض المهرجان بجمهور واسع من المثقفين والفنانين والإعلاميين والكثير من المواطنين المهتمين بالفنون التشكيلية.

******************

في “بيتنا الثقافي”

أدور المولى ومعزوفاته على التشيلو

بغداد – داود أمين

أقامت اللجنة الثقافية التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي، أول أمس السبت، حفلا موسيقيا ضيّفت فيه عازف التشيلو، عضو الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية، ادور المولى.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس وسط بغداد، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق مفيد الجزائري، إلى جانب جمهور من الفنانين والمثقفين ومحبي الموسيقى.

الفنان جمال السماوي الذي أدار الحفل، استهله بتقديم سيرة الفنان الضيف المولود عام 1958 في مدينة الحلة، والذي تخرج عام 1979 في معهد الفنون الجميلة، وكان من الطلبة الأوائل. كما انه درس على أيدي أساتذة سوفييت كانوا يعزفون في الفرقة السيمفونية الوطنية، بالإضافة إلى استاذه مهدي التكريتي.

واشار السماوي الى أن المولى سافر مطلع الثمانينيات إلى دولة الإمارات وبقي فيها 16 عاما، وأسس في دبي فرقة موسيقية وعمل سنوات عازفا ضمن فرقة الفنان كاظم الساهر.

بعد ذلك تحدث الرفيق مفيد الجزائري فرحب بالوجوه الفنية والثقافية الحاضرة، وحيا مبادرة محلية المثقفين ولجنتها الثقافية ومنتدى بيتنا الثقافي الى اقامة الحفل بعد شهور الاغلاق التي فرضتها ظروف جائحة كورونا، قائلا “إننا لا نستطيع العيش بدون ثقافة أو فنون. فالحياة من دونهما تغدو يابسة”.

الفنان المولى ارتجل معزوفات تنقل فيها بين عدد من الأجناس الموسيقية. ثم عزف بأسلوب سيمفوني بعض الأغنيات المعروفة للمطرب ناظم الغزالي، ليترجم بعدها بنغمات آلته بعض الأغنيات الشهيرة، التي تجسد تراث مختلف المحافظات العراقية. 

وتحدث المولى عن تجربته الموسيقية، مشيرا إلى أنه طوّع آلة التشيلو الغربية للعزف الشرقي، وساهم مع الموسيقار نصير شمة في تأسيس فرقة موسيقية أهلية لدعم اللاجئين.

وفي الختام، قدمت اللجنة الثقافية باقة ورد إلى الفنان ادور المولى.

*********************

“شمس الامومة” تحتفل بيوم الطفل العالمي

بغداد – صبيحة شبّر

أقامت “مكتبة شمس الأمومة” في بغداد، احتفالية في مناسبة اليوم العالمي للطفل، الأول من حزيران، بحضور جمع كبير من الأطفال وأمهاتهم.

 تحدثت في الاحتفالية التي أدارتها الصحفية كريمة الربيعي، الأديبة والرائدة النسوية سافرة جميل حافظ عن مناسبة يوم الطفل العالمي، وأهميتها بالنسبة للأطفال، وكيف يمكن الانطلاق منها للعناية بالطفل وإسعاده.

فيما بينت الروائية صبيحة شبر أهمية التربية والتعليم في حياة الأمم، واشارت إلى أن الأمة الناجحة تولي اهتماما كبيرا للتعليم منذ المراحل الأولى من حياة الطفل، لما لذلك من تأثير في المراحل اللاحقة. وأضافت ان الوطن لا يتطور ويحقق السعادة لأبنائه من دون العلم، الذي يساهم في نهضة البلاد وتقدمها في كل ميادين الحياة.

وألقت مديرة “مدرسة العلوية” في بغداد، كلمة ثمّنت فيها دور السيدة سافرة جميل حافظ في المساهمة في بناء مدرستها ومساعدة معلميها وتلاميذها.

بعد ذلك انطلقت الفقرات الفنية والترفيهية، وبضمنها افتتاح مرسم حر شارك فيه الأطفال الحاضرون، وأشرف عليه الفنان أحمد الماجد، الذي حرص على تشجيع الصغار وتحفيزهم.

واختتمت الاحتفالية بألعاب ترفيهية على أنغام الموسيقى.

****************************

غدا الثلاثاء في النجف

انطلاق مهرجان المسرح الشبابي الخامس

النجف – علي العبودي

تحت شعار “من أجل مسرح شبابي ملتزم”، تنطلق يوم غد الثلاثاء في مدينة النجف، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان المسرح الشبابي، بمشاركة فرق مسرحية من مختلف المحافظات.

وقال الفنان فارس الشمري، رئيس “رابطة عيون الفن” الثقافية، وأحد منظمي المهرجان، أن المهرجان يقام برعاية نقابة الفنانين العراقيين، وان دورته هذه ستحمل اسم الفنان غانم حميد.

وأضاف قائلا في تصريح لـ “طريق الشعب”، ان المهرجان يسعى إلى إظهار الطاقات المسرحية الشبابية، مبينا أن جميع الفعاليات ستقام على قاعة كلية التربية في جامعة الكوفة.

*************************

حدائق أبو نؤاس احتضنته

“مهرجان الطائرة الورقية”

بغداد – وكالات

احتضنت حدائق أبو نؤاس وسط بغداد عصر أول أمس السبت، مهرجانا بعنوان “الطائرة الورقية”، نظمه عدد من هواة اطلاق الطائرات الورقية.

شهد المهرجان حضورا جماهيريا واسعا، وازدانت سماؤه بالكثير من الطائرات الورقية المحلقة، بعضها يحمل علم العراق، وآخر يبهج بألوانه الزاهية.