اخر الاخبار

ص1

 

غابت اجراءات الحماية والسلامة المهنية

شبح الموت يخيم من جديد على معامل الطابوق

 

بغداد ـ محمد التميمي

 

تشتد باستمرار معاناة العمال في معامل الطابوق، سواء الموجودة بمنطقة النهروان في بغداد او العاملة في المحافظات، والتي لا تختلف ظروفها كثيراً عن مثيلتها   في بغداد، فهي جميعاً تتقاسم الظروف الصعبة ذاتها، حيث غياب إجراءات السلامة المهنية، والموت البطيء للشغيلة، بعيداً عن انظار الناس والجهات الرقابية.

وبسبب هذه المعاناة، نظّم وفد من الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، الثلاثاء الماضي، زيارة الى معامل طابوق النهروان، رفقة وفد نقابة البناء في الاتحاد ومراسل جريدتنا، وأجرى عدداً من اللقاءات مع العمال، للتعرف الى المعاناة التي يكابدونها وكشف حجم المخاطر التي يواجهونها، والاستماع الى مطالباتهم وامكانية اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة تحمي ارواحهم التي لا يعيرها ارباب العمل اي اهتمام.

 

الحاجة الى مفتشين

وتقول عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق، كوريا رياح، أن «هذه الجولة الحادية عشرة لهؤلاء العمال الذين يفتقرون لأبسط معايير السلامة المهنية، ولطالما تتكرر الحوادث التي تكون نهاية بعضها مأساوية، كما حدث في الحلة قبل ايام، حيث انهار احد الافران من تحت ـ الشاعول ـ  وهو العامل المسؤول عن ايقاد النار في الفرن، وتوفي بشكل مؤلم بعد أن عجز الجميع عن اسعافه او تقديم العون له، وتم جمع رماده لاحقاً».

وتضيف قائلة لـ «طريق الشعب»، انهم يهدفون من خلال هذه الجولات الى «رفع وعي العمال، اضافة الى تقديم المساعدة، مثل الملابس و الرعاية الطبية والفحص، ويرافقنا ايضا طبيب للسلامة المهنية للتثقيف الصحي»، مبينة ان «لجان وزارة العمل ـ قسم مكاتب التفتيش - لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب، علماً ان نقابتنا قد نبّهت في زيارات عديدة للوزارة المعنيين الى المخاطر في معامل الطابوق لكن الاستجابة ضعيفة».

واشارت الى ان «اصحاب المعامل ذوو نفوذ ولديهم ارتباط ببعض الشخصيات المتنفذة، كما لا يوجد في كل العراق سوى خمسين مفتشاً،  بينما نحن نحتاج الى ما لا يقل عن 300 او اكثر، ومهمة هذا المفتش تكمن في الحرص على متابعة معايير العمل، ومدى الإلتزام بالسلامة المهنية و طبيعة أماكن العمل وشمول العمال بالضمان الاجتماعي، ووجود المراكز الصحية لعلاج العمال».

وتتابع النقابية رياح بالإشارة الى ان دورهم يشمل «الزيارة والتوعية والمساعدة بحسب المستطاع، لكن نحن نتعرض للتهديد، ويتم اتهامنا بالعمالة وغيرها من الأساليب، وهذا ما يجعل دور النقابات في هذه المعامل محدودا بسبب الخوف، والحال ذاته بالنسبة للعامل الذي لا يمكنه المطالبة بحقه بسبب الخوف من التسريح. فمن المؤسف ان يبقى الحال هكذا بعد عقدين على التغيير، وما يؤسفنا اكثر هو  الوجهة غير الصالحة للعمال، والتي لا تتوفر فيها البيئة الملائمة وحتى السياسات تسير ضد العامل وتهمش حقوقه، بمباركة اصحاب النفوذ في السلطة الذين يمتلكون معظم هذه المعامل».

 

مخاطر كبيرة

الناشط العمالي، يوسف غازي، الذي يعمل في هذه المهنة منذ 15 عاما، حيث دخل الى هذا المجال منذ نعومة اظفاره ليعين اسرته متخلياً عن احلامه بإكمال دراسته، والذي تبنى وسط الظروف الصعبة والخطيرة، التي يعيشها زملائه العمال، الدفاع عن حقوقهم فتحدث مع «طريق الشعب»، عن ابرز اوجه المخاطر التي تعترضهم قائلا: ان «الخطورة تتفاقم حين يرفع الشاعول درجة الحرارة الى مستويات عالية وايضا في حال ان الفرن الطيني كان بحالة غير جيدة ولم يشهد اعمال صيانة وادامة ما يؤدي الى انهياره. ينهال الطابوق على رؤوسنا في بعض الاحيان ونحن نعمل، ويتسبب لنا بإصابات بليغة، حيث ان ارباب العمل لا يوفرون عدة السلامة والحماية مثل الخوذ وغيرها، وهذا زاد من حالات الوفيات بين صفوف العمال. وفي فترات الصيف تتنوع الإصابات ايضا بسبب العمل تحت أشعة الشمس الحارقة وفي ظروف صعبة جداً».

ويضيف العامل قائلاً ان «هذه المخاطر كلها لا تستحق مردودها المالي، فالأجور متدنية والعمال بدون ضمان صحي او اجتماعي، فيما تغيب إجراءات السلامة المهنية، التي تحمي العمال من هذه المخاطر، علماً ان العمال بحّت أصواتهم وهم يطالبون ارباب العمل بتوفيرها، ولكن لا حياة لمن تنادي».

 

فساد فاضح

الى ذلك، يقول العامل علي ستار، «ان اللجان الحكومية والوفود التي تزور المعامل باستمرار، على اطلاع بكل ما يحدث ويجري مع العمال، لكن يتم شراء صمت اللجنة بمبلغ رمزي يتراوح بين 250 ـ 500 الف دينار، وهذا هو الحال منذ زمن، فلم يتغير شيء».

ويضيف على في حديثه مع «طريق الشعب»، قائلا ان «العمال لديهم خوف من نواح عديدة فهم اما يتعرضون للاعتقال او يقمعون او يتم تسريحهم، في حال فكروا في الاحتجاج او المطالبة بحقوقهم التي تمثل الحد الادنى من الحقوق التي ألزم القانون العراقي ربّ العمل بتوفيرها، لكن جشع هؤلاء أكبر بكثير من أن ينفقوا اثمانا بسيطة لحماية حياة عمالهم».

ونوه الى ان هناك الكثير «من اصحاب المعامل يتاجرون بشكل غير مشروع، حيث ان المعمل متوقف عن العمل، ولكنه يتاجر بمادة النفط الاسود التي يشتريها من الدولة بسعر رمزي، ويبيعها في السوق السوداء. وبالطريقة ذاتها يتم شراء صمت اللجان الحكومية، ويتسلم صاحب المعمل الواحد حوالي 8 صهاريج نفط مقابل 3 ملايين دينار».

ويزيد ستار على حديثه، ان «ابرز ما نرفعه من مطالب اليوم هو تحسين حياة العامل وتوفير إجراءات السلامة المهنية والمراكز الصحية ومستشفى واحد على الاقل، حيث علينا نقل العامل عند أية اصابة او اي عارض صحي، الى مستشفيات داخل بغداد، والتي تبعد كثيراً عن معامل الطابوق».

ويخلص الى القول ان «على المعنيين الالتفات الى معاناة عمال معامل طابوق النهروان، ومعالجة تردي اوضاعهم على كافة المستويات، والاصغاء الى هدير صوتهم تجنباً لغضبهم مستقبلاً، فمهما طال الصمت لا بد للعمال هنا ان يتوحدوا يوماً ويرفعوا المعاناة عن انفسهم بايديهم».

 

 

الحزب الشيوعي يطالب حكومة العراق بدعم دعوى جنوب افريقيا

ضد الاحتلال الاسرائيلي

 

‎بدأت اليوم الخميس الجلسة الاولى لمحكمة العدل الدولية للنظر في الدعوى التي قدمتها دولة جنوب افريقيا ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي بتهمة ارتكابها جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويحيي الحزب الشيوعي العراقي هذه المبادرة السياسية والتضامنية الجريئة لجنوب افريقيا، التي تؤكد تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتلقى تأييدا واسعا من قوى الحرية والسلام في ارجاء العالم التي تطالب بالوقف الفوري والدائم لحرب الابادة الاسرائيلية في غزة.

كما يحيي الحزب جميع الدول التي ساندت جنوب افريقيا وكذلك الشخصيات السياسية واليسارية والنقابية

ومع انطلاق الجلسة الأولى للنظر في هذه الدعوى، يطالب حزبنا الشيوعي الحكومة العراقية بإعلان تأييدها ودعمها الكامل لهذه الخطوة. وان يقترن ذلك بتحرك عاجل لدعوة بقية الدول العربية والاسلامية لاتخاذ موقف مماثل، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وصموده البطولي في غزة ضد جرائم الحرب التي يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكابها منذ أكثر من ثلاثة أشهر بدعم سافر من الولايات المتحدة وحلفائها.

11/1/2024

 

العراق يدعم دعوى

جنوب إفريقيا

ضد الكيان الإسرائيلي

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

اعلنت وزارة الخارجية العراقية عن دعم العراق ومساندته لقرار جمهورية جنوب أفريقيا برفع دعوى قضائية ضد الكيان الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية. وذكرت الوزارة في بيان لها انها “تعبر عن تقديرها لموقف جنوب أفريقيا الرافض لما تقوم به سلطة الاحتلال من أعمال قتل وتدمير غير مسبوقة ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني”.

 

 

راصد الطريق.. السلاح المنفلت وارتفاع معدلات الجريمة

 

 إصابة 4 مواطنين في هجوم بقنبلة يدوية على منزل في حي الدسيم بمدينة الصدر شرقي بغداد.

  • إصابة شخص برصاص مجهولين على الطريق بين الإصلاح والناصرية، قبل ان يفرّ الجناة الى جهة مجهولة.
  • مقتل مواطن واصابة 3 آخرين في حوادث متفرقة بمحافظة كركوك.
  • اصابة 3 اشخاص في مشاجرة بالاسلحة البيضاء، بسبب خلاف على كلفة تصليح سيارة في باب الشيخ وسط بغداد.
  • إصابة مواطن في البصرة بعد هجوم على منزله من قبل مسلحين.

هذه الاحداث هي جزء يسير مما سجلته مدن العراق خلال 24 ساعة ماضية، في انعكاس مقلق لواقع غياب القانون.

ورغم تعدد الأجهزة الأمنية وارتفاع عديدها سنويا، بقيت الحوادث والمشاكل الأمنية الشغل الشاغل للمواطنين، مع تفاقم معدلات الجريمة عموما وبضمنها ما يتصل بانتشار المخدرات.

والملاحظ في ارتفاع معدلات الحوادث الأمنية هذا، انه يأتي وسط عدم قدرة ملحوظ من جانب الأجهزة الأمنية على احتوائه والسيطرة عليه. والعوامل المسببة كثيرة، لكن الأبرز بينها هو انتشار السلاح المنفلت، الذي اعلنت الحكومة في اكثر من مناسبة عزمها على السيطرة عليه.

فهل تُراها فشلت؟ ام ماذا؟

  

تظاهرات ضد تهرب الحكومة من الإيفاء بوعدها

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

تظاهر مهندسون باحثون عن فرص عمل في الشركات النفطية امام مكتب النائب جاسم العلوي وسط مدينة العمارة، احتجاجا على عدم اصدار امر تعيينهم وفق وعود تلقوها خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى ميسان أخيرا.

  

ص2

 

العراق يدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

اعربت وزارة الخارجية عن دعمها ومساندتها لقرار جمهورية جنوب أفريقيا برفع دعوى قضائية ضد الكيان الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية.

وذكرت الوزارة في بيان لها انها “تعبر عن تقديرها لموقف جنوب أفريقيا الرافض لما تقوم به سلطة الاحتلال من أعمال قتل وتدمير غير مسبوقة ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني.

وأنهت محكمة العدل الدولية في لاهاي، أمس الاول الجمعة، جلساتها للنظر في الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في قطاع غزة؛ حيث سعت إسرائيل، إلى الإفلات من اتهامات وجهتها إليها جنوب أفريقيا، بتأكيد أن المطالب بوقف هجومها في غزة ليس لها أي أساس. لكن جنوب أفريقيا ردت بأن إسرائيل أخفقت في الرد على البراهين التي تقدمت بها، فهل سيدفع إخفاق إسرائيل إلى إنهاء الحرب في غزة؟

  

تظاهرات في 3 محافظات احتجاجا على تلكؤ تسليم الوحدات السكنية وتهرب الحكومة من الإيفاء بوعدها

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

لا حصر للمشاكل التي يواجهها العراقيون والتي تدعوهم الى الاحتجاج مطالبين بقضايا مشروعة. وشهدت بغداد وذي قار وميسان خلال الأيام الماضية تظاهرات احتجاجية حملت مطالب متعددة.

 

تهرب من تسليم الوحدات السكنية

ويواصل المتعاقدون على شراء وحدات سكنية في مجمّع المحبة 2 بمنطقة السيدية في بغداد، احتجاجهم على تأخر الشركة المنفّذة بتسليم وحداتهم أو إعادة الأموال إليهم، رغم مرور أكثر من سنة على موعد التسليم.

ومجمّع المحبة 2 تنفّذه شركة خيرات الدار، التي يواجه رئيس مجلس إدارتها أحكاماً قضائية.

المشاكل القانونية أثرت على إكمال مشروعها الأول (المحبة 1) ضمن منطقة السيدية أيضاً.

المتعاقدون مع الشركة يشعرون أنهم تعرضوا للاحتيال من الشركة لعدم قدرتهم على فسخ العقود أو استعادة أموالهم منها.

ويشير المتعاقد على شراء وحدة سكنية موسى محمد الى ان “العمل متوقّف في المشروع وصاحب المشروع محكوم قضائياً. المشترون دفعوا مبالغ كبيرة ولم يروا شيئاً حتى الآن، رغم أن موعد التسليم مر عليه أكثر من سنة”.

من جانبها، قالت المتعاقدة على شراء وحدة سكنية رنا العاني انه لم يتم ابلاغهم بمشاكل الشركة قبل التسجيل على الوحدات السكنية فيها ودفع المقدمة، فمن يريد خسارة أمواله يرميها في هذا المشروع ويظل بلا سكن ولا مال”.

موظفة سابقة في الشركة اكدت ان “الشركة لا تستطيع إكمال المشروع ولا تستطيع إعادة الأموال للمتعاقدين، كما أن هنالك الكثير من الموظّفين والعاملين في المشروع لم تصلهم أجورهم منذ أشهر”.

 

أصحاب منافذ الصرف

وهدد أصحاب منافذ صرف الرواتب، بإيقاف شامل لعملهم بعد استقطاع جزء من عمولتهم.

وذكر بيان لهم “نحن أصحاب منافذ صرف الرواتب الشريك الرئيس مع شركات الدفع الالكتروني لصرف رواتب الموظفين والمتقاعدين ونعمل بأموالنا الخاصة متحملين مخاطر نقل الاموال والتسليب والقتل حيث تعرض الكثير منا لهذه العمليات وكذلك نتحمل النقص الحاصل بالاموال المستلمة من المصارف وكذلك التالفة وحيث ان جميع منافذ الصرف ملتزمة بكافة التعليمات الصادرة من الجهات ذات العلاقة بعدم اخذ عمولة اضافية على عمليات السحب والبالغة ثلاثة الاف لكل مليون”.

ولفت البيان الى ان “مصرف الرافدين، أصدر قراراً باستقطاع مبلغ مقداره ألف دينار على كل مليون دينار عند سحب أموال صاحب المنفذ تحت مسمى (عملية العد والفرز) وكذلك استقطاع ثلاثة آلاف على كل عملية سحب وهذا ينعكس سلباً على صاحب المنفذ، علما ان جميع المصارف الاخرى وشركات الدفع الالكتروني لا تستقطع اي اموال عند سحب أصحاب المنافذ”.

وقدم أصحاب المنافذ طلباتهم مهددين “بالتوقف عن صرف الرواتب لبطاقات الموظفين والمتقاعدين الموطنة رواتبهم على مصرف الرافدين لحين تنفيذ مطالبهم”.

ولخص البيان المطالب بـ”إلغاء عمولة الاف دينار على أصحاب المنافذ (عمولات العد والفرز)، وإلغاء عمولة ثلاث آلاف عن كل عملية سحب وتخصيص شباك خاص لأصحاب المنافذ، وتوفير الأموال وعدم تخصيص وقت معين للتسليم واستقبال الأموال التالفة بدون أخذ عمولات”.

استيراد المعجنات

ونظم العشرات من المواطنين تظاهرة أمام غرفة تجارة بغداد في شارع النهر وسط العاصمة، احتجاجا على قرار منع استيراد المعجنات والحلويات والكيك، مشيرين الى ان “القرار غير منصف وقطع لارزاقهم”.

وتأتي تظاهرة تجار الكيك والمعجنات، بعد نحو أربعة أشهر على قرار اتخذه المجلس الوزاري للاقتصاد يقضي بحظر العصائر والمرطبات والكيك بأنواعه والمعجنات، خلال اجتماع عقده في السابع من آب 2023.

إلى ذلك تظاهر العشرات من شريحة الفاحصين المدنيين على وزارة الدفاع العراقية أو ما يطلق عليهم (قائمة 399) امام مجلس الخدمة في بغداد، مطالبين بإكمال إجراءات التعيين أسوة بأقرانهم الفاحصين.

 

إزالة التجاوزات

وشهدت ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، احتجاجات واسعة من قبل أصحاب البسطات المتجاوزة في الساحة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن أصحاب البسطات المتجاوزين على ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مركز المحافظة، أحرقوا الإطارات فيها بشكل كبير وأغلقوا شارعاً رئيسياً يؤدي إلى الساحة.

وأضاف، أن احتجاج أصحاب البسطات، يأتي على خلفية قيام بلدية الناصرية بإزالة تجاوزاتهم على ساحة الحبوبي.

 

فرص العمل

وتظاهر مهندسون باحثون عن فرص عمل في الشركات النفطية امام مكتب النائب جاسم العلوي وسط مدينة العمارة، احتجاجا على عدم اصدار امر تعيينهم وفق وعود تلقوها خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى ميسان أخيرا.

وقال عدد منهم، انهم ينتظرون منذ فترة ان يطبق السوداني وعدا أطلقه خلال زيارته لميسان اخيرا والوعد نص على ادراج المهندسين المعتصمين امام شركة نفط ميسان ضمن وجبة تعيينات تطلق ضمن موازنة 2023 الا ان الاخير لم يصدر حتى الآن اي توجيه بهذا الصدد وانهم يطالبون النواب بالتدخل منذ فترة دون استجابة، على حد تعبيرهم. واليوم خطوتهم هذه بالتظاهر امام مكتب النائب العلوي هي الخطوة الاولى وستليها خطوات تصعيدية اخرى وفق تعبيرهم.

  

المناضل والمفكر كريم مروة .. وداعا

  

مُني اليسار الماركسي والفكر التقدمي عامة في العالم العربي، يوم العاشر من كانون الثاني 2024، بخسارة جسيمة مع رحيل أحد وجوههما البارزة، المناضل الكبير والركن القيادي السابق في الحزب الشيوعي اللبناني، السياسي والمفكر والكاتب الدكتور كريم مروة.

وقد استقبل الشيوعيون والاوساط الثقافية والفكرية التقدمية في العراق، بأسى وأسف، الخبر المؤلم لرحيله، وهو الذي عاش فترة من حياته المبكرة في العراق، وعَرَف العراقيين عن قرب وأحبهم، وبقي يكنّ الاعتزاز لحزبنا الشيوعي العراقي ويحتفظ بعلاقات ود وصداقة مع رفاقه، حتى آخر ايامه.

عُرف الفقيد بمساهماته المهمة في تجديد الفكر والممارسة السياسية للأحزاب الشيوعية، كما بكتاباته الانتقادية لعملها من منطلقات فهم تجديدي للماركسية، ولقراءة الواقع السياسي والاجتماعي الاقتصادي في لبنان والبلدان العربية عامة.

وارتباطا بذلك تميّز بخصوبة انتاجه الفكري والسياسي والثقافي، وبمشاركته النشيطة والدؤوبة في الحياة الثقافية والفكرية والسياسية في لبنان والعالم العربي. وفي إطار ذلك خاض حوارات هامة مع مفكرين وقياديين في الاحزاب الاسلامية وشخصيات من المرجعيات الاسلامية...

للراحل الكبير دوام الذكر العَطِر، ولأسرته الكريمة ورفاقه واصدقائه خالص المواساة.

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

11/1/2024

  

إضاءة.. انتخابات مجالس المحافظات .. جدل (٢)

  

محمد عبد الرحمن

 

هذه الانتخابات رافقتها هي الأخرى ثغرات ونواقص وخروقات كثيرة، ابطالها كما في انتخابات سابقة هم المتنفذون وأصحاب المال والسلطة والسلاح.

فقد تم شراء ذمم واغداق أموال، وشمل ذلك مرشحين وناخبين، واستُخدم المال السياسي على نطاق واسع قبل بدء الحملات الانتخابية وخلالها. ولم تفلح المفوضية بإعلاناتها في الحد من ذلك، وهي أيضا لم تقدم على اجراء معلن، يوجه رسالة بوجود إرادة للتصدي لذلك. وفي هذه الانتخابات كما في سابقاتها، حصل اندماج واضح وكبير بين أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، وأصحاب النفوذ في مؤسسات الدولة وخارجها، كما جرى بنحو ملحوظ أيضا استخدام مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية.

وهناك مواطنون لم يستطيعوا الادلاء بأصواتهم بسبب البصمة وتعقيدات الجهاز الالكتروني، وعدم الشفافية والعدالة في نسبة التخطي البالغة ٥ في المائة. فضلا عن معطيات أخرى اشرت جوانب الخلل في تنظيم السجل الانتخابي، والتعقيدات المرافقة لتجديد المعلومات وتغيير مراكز الاقتراع.

وهناك ايضا دور المفوضية، لا سيما مؤسساتها في المحافظات، والتي للأحزاب والقوى المتنفذة هيمنة عليها.

 وتتوجب الإشارة الى عدم تفعيل قانون الأحزاب والمواد ذات العلاقة بالكتل والتنظيمات التي تمتلك فصائل مسلحة. فالقول بان هذه الفصائل مستقلة، هو مما لا تسنده المئات من الشواهد. ذلك انها تتلقى التوجيه من قياداتها السياسية، وبالتالي هي تصوت لها. وان العديد من الرسائل والتوجيهات، التي صدرت خلال فترة الانتخابات عن هذه الفصائل وتسربت الى مواقع التواصل الاجتماعي، يؤشر هذا الارتباط.  

ولابد أيضا من التوقف عند قانون الانتخابات، الذي يتلاعب به المتنفذون باستمرار، وبما يضمن لهم دوام النفوذ والهيمنة. وفي آخر تعديل له جرى تشويه آخر لسانت ليغو، ووضع الرقم ١٫٧ بما يشبه العتبة، الآمر الذي حدّ من تنوع التمثيل في عضوية مجالس المحافظات.

 ويبقى التصويت الخاص موضع نقاش جدي، مرتبط بحالة عدم التيقن من شفافيته ومدى التقيد بالتعليمات الانتخابية، وأيضا بحكم طبيعة المؤسسات العسكرية والأمنية، وتشكيلها وطبيعة الطاعة والضبط فيها، إضافة الى مسعى المتنفذين لاستخدامها وتوظيفها لصالحهم، والدليل ما يحصل عليه المتنفذون من أصوات في هذه المؤسسات دون غيرهم.

ولقد اشرت الانتخابات استمرار حالة العزوف والمقاطعة، وهو ما تتحمله أساسا القوى المتنفذة والحاكمة، التي لم توفر أجواء مناسبة للمواطن تجعل صوته مقررا، بما يحفزه على المشاركة والتفاعل. وفي النهاية يؤشر العزوف والمقاطعة حقيقة شرعية التمثيل الشعبي والسياسي.   

وفي الوقت ذاته اكدت الانتخابات ونتائجها من جديد، الحاجة الى منظومة انتخابية متكاملة، تكون محايدة وضامنة لأصوات المواطنين، ولقدرتهم على الاختيار الحر.

وفي رأينا ان الامر لا يستقيم عند التوجه الى تقييم شامل للعملية الانتخابية، وهو أمر مطلوب، دون ان يتم تناول ليس العوامل الموضوعية والظروف العامة التي جرت فيها الانتخابات فقط، بل كذلك دور مختلف الكيانات والكتل السياسية، ومنها الأحزاب والقوى المدنية والديمقراطية الحاملة لمشروع التغيير، واهمية استخلاص العبر والدروس بما يساعد على ان تكون زادا للقادم من المعارك السياسية. فالانتخابات، كما نرى، هي حلقة في صراع سياسي محتدم، على عكس من يتوهم ان صفحاته قد أغلقت بانتهاء هذه الانتخابات، وانه قد حسم الامر واستقر الحال. بدليل انه بعد ساعات معدودة من انتهاء الانتخابات، بما آلت اليه من نتائج، انطلقت موجة جديدة من التظاهرات والاحتجاجات.

وبعد فان عمل المجالس الجديدة سيكون هو الآخر على المحك، بجانب مدى القدرة على اقران القول بالفعل، وتنفيذ الوعود التي اغدقت في الحملات الانتخابية. كذلك مدى القدرة على أداء مهامها في ظل تدافع متواصل على المواقع والمناصب، بعيدا عن هموم عموم الناس ومصالحهم وتطلعاتهم.

  

ص3

 

نقابة الأطباء غير قادرة على إيقافها وملاحقتها

مراكز التجميل.. أيد «غير مرخصة»

 تتاجر بالنساء الساعيات وراء الموضة

بغداد – تبارك عبد المجيد

 

يتعرض العديد من النساء الى أضرار جسيمة نتيجة خضوعهن لعمليات “تجميلية” فاشلة، في ظل هوس الكثير منهن بصيحات الموضة والتأثر بجمال المشاهير، الأمر الذي ساعد في تكاثر وانتشار مراكز التجميل الى حدود تجاوزت المعقول، وسط شكوك في كفاءة ومهنية العاملين فيها.

 

تحايل

يقول نقيب الأطباء في العراق، د. عقيل شاكر محمود، إن “النقابة تحاول جاهدة الحد من التزايد المستمر لمراكز التجميل غير المرخصة في أحياء بغداد والمحافظات الأخرى، برغم أن إمكانيات لجنة الإشراف المهني العاملة في النقابة والمختصة بمراقبة عمل الأطباء داخل هذه المراكز، غير كافية لتأمين التفتيش على المئات من المواقع، خاصة مع عزوف الكثير من الزملاء عن العمل في هذه اللجان، بسبب التهديدات التي يتلقوها من قبل أصحاب هذه المراكز”.

ويضيف محمود في تصريح لـ “طريق الشعب”، قائلا إن “بعض المراكز تبدو ظاهرياَ مراكز للعناية بالجمال فقط، لضمان عدم اقتراب أعضاء التفتيش المتمثلة بالنقابة ووزارة الصحة منها، إلا أن المشرفين عليها يقومون سراً بعمليات جراحية تجميلية كبرى وخطرة، وربما بأيدٍ لم تمارس مهنة الطب والجراحة يوما”.

ويؤكد أن “هذا النوع من التحايل لا يسمح لنا حتى بمعرفة إحصائية دقيقة عن عدد المراكز غير القانونية”، مردفا ان “عدد المراكز المرخصة في العراق بحسب الاحصائية المقدمة من قبل وزارة الصحة الى نقابة الاطباء، يبلغ نحو 71 مركزاً فقط. اما غير المرخصة فهي بالمئات، ما يصعب السيطرة عليها في ظل انعدام الرقابة”.

ويتابع، أن “المراكز التي تستوفي شروط إجراء العمليات التجميلية الخطرة لا تتعدى نسبتها 15 في المائة من جميع مراكز التجميل الموجودة في البلاد. كما أن وزارة الصحة لا تمنح ترخيصا لهذه المراكز، إلا بعد أن تستوفي شروط ومتطلبات الصحة العامة”، مؤكدا ان هناك تعاونا مستمرا بين نقابة الاطباء والجهات ذات العلاقة مثل دائرة التفتيش في وزارة الصحة ومجلس القضاء الاعلى ووزارة الداخلية المتمثلة بدائرة الجريمة المنظمة وجهاز الامن الوطني لرصد المخالفات ومحاسبة المقصرين.

ويشير الى انه في ما يتعلق بالموافقة على عمل الأطباء، فإن الطبيب المختص بالجلدية أو الجراحة التجميلية يستطيع ممارسة الاختصاص داخل هذه المراكز، شرط ان يتمتع بخبرة لا تقل عن 15 عاما، وفق القانون العراقي.

انعدام الثقة

الباحثة الاجتماعية آيات توفيق، تعلل سبب لجوء بعض النساء لعمليات تجميل مفرطة، بما تسميه “الانفتاح التكنولوجي، الذي جعلهن يتأثرن بغيرهن من عارضات الأزياء وبعض المشاهير اللواتي يظهرن بصورة براقة، جراء عمليات التجميل والمكياج، وهذا ما يجعل بعض النساء يشعرن بالنقص وعدم الثقة بجمالهن”.

وتقول توفيق لـ “طريق الشعب”، إن “بعض الفتيات يتعرض لازمة نفسية بسبب انعدام الثقة بجمالهن او لتعرضهن للتنمر من قبل الأصدقاء او العائلة، كانتقاد لون البشرة او شكل الوجه، وهو سبب اخر للاتجاه صوب التجميل”، منبهة الى ان مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا في التأثير على فئات كبيرة من الاناث، خاصة شريحة المراهقات”.

وتؤكد ان هناك ضرورة لإنشاء حملات توعوية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي العشرات من الإعلانات والدعايات الممولة تعود لمراكز تجميل، منها غير مرخص وغالبية الذين يعملون فيها لا يمتلكون المؤهلات العلمية والعملية للقيام بمثل هذه الأعمال. كما لا يملكون إجازات عمل رسمية.

وهنا تشير آيات الى انه “من خلال مواقع التواصل الاجتماعي نرى الكثير من عمليات التجميل الفاشلة، بسبب انعدام الخبرة والكفاءة او بسبب استخدام مواد قديمة او غير جيدة في البوتكس والفلر وغيرهما، نتيجة لضعف الجانب الرقابي من قبل الجهات المعنية”.

تجارة

تقول د. مها الدليمي، تعمل في أحد مراكز التجميل ببغداد: أنه “في السنوات الأخيرة ازدادت اعداد مراكز التجميل، واتجهت النساء للعمل في الصالونات او انشاء عمل خاص لهن من المنزل، بسبب العائد المادي الجيد وعدم توفر وظائف بتخصصاتهن العلمية”.

وتضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “اغلب عمليات التجميل تعد عمليات صغرى وغير جراحية، وليس فيها خطورة على حياة الشخص. كذلك لا يحدث تشويه إذا كان الطبيب ذا تخصص ومعرفة، ويستخدم مواد صالحة وغير ضارة. اما عكس ذلك فيمكن حدوث كارثة ببشرة او صحة الزبون، وهو ما حدث كثيرا”.

وتؤكد أنّ “اغلب زبونات مراكز التجميل يطلبن اجراء تغيير مماثل لفنانة او فاشينستا مؤثرة. كما تكثر الحجوزات على مادتي الفلر والبوتكس لملء الشفة وشد الوجه”، مردفة أن ذلك يساهم في تعزيز ثقة المرأة بنفسها.

وتعترف د. الدليمي بوجود مبالغة في إجراء بعض العمليات، إضافة الى وجود استغلال كبير من قبل بعض المراكز التي تجازف بالزبون مقابل الحصول على بعض المال، منبهة الى ان بعض الأشخاص يقومون بشراء إجازة مراكز التجميل، وهذا يعد تصرفاً غير قانوني.

 

 

العراق في الصحافة الدولية

 

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

 

كردستان وانتخابات البرلمان

نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مقالاً للكاتب رينوار نجم، حول انتخابات برلمان إقليم كردستان، والتي من المؤمل إجراؤها في العام الحالي، أشار فيه إلى أن تصاعد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، قد دفع بمجموعة من القوى والشخصيات المعارضة، إلى السعي لتجميع قدراتها وتبوء موقع مناسب في الساحة، التي يهيمن عليها منذ أمد طويل الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

مخاوف من تقويض الفيدرالية

وأشار الكاتب إلى مجموعة من التحديات السياسية والاقتصادية غير المسبوقة التي تواجه حكومة وأحزاب كردستان العراق، ومنها مساعي أطراف في الحكومة الاتحادية لتقويض المؤسسات الرئيسية للإقليم من الناحية القانونية، فيما خلق عدم الاتفاق المالي بين أربيل وبغداد وضعاً صعباً للغاية، بقي بسببه ملايين الموظفين العموميين بدون رواتب لعدة أشهر، مما أدى إلى خيبة أمل واسعة النطاق ولتفاقم الاستياء العام ضد الأحزاب الحاكمة، التي شهدت شعبيتها تراجعات ملحوظة، خاصة في انتخابات البرلمان الفيدرالي 2021، حيث حققت هذه الأحزاب مجتمعة 22.7 بالمائة فقط من إجمالي اصوات الناخبين في الإقليم.

المعارضة في الإقليم

واوضح الكاتب بأن هناك ثلاث كتل معارضة تواجه الحزبين الحاكمين، أولها يقودها رجل أعمال تحول إلى سياسي وحقق شعبية في الانتخابات البرلمانية العراقية في عامي 2018 و2021. اما الكتلة الثانية فتتمثل بالأحزاب الإسلامية، التي حققت مجتمعة 12 بالمائة في انتخابات 2018. اما الكتلة الثالثة، المكونة من حركات فاعلة أو كانت كذلك ثم انحسر نفوذها، فإنها الاكثر اهتماماً بتنظيم جهودها وتجميع قواها لتحقيق نتائج جيدة في انتخابات شباط المقبل.

صعوبات جدية

وشارك الكاتب الكثيرين في كردستان اعتقادهم، بأن وجود كتلة جديدة معارضة، لن يقلص من هيمنة الحزبين الرئيسيين بشكل ديمقراطي، بسبب تمتعهما بنفوذ كبير في المؤسسات الحاسمة، الأمنية والاقتصادية والقانونية. كما تحتاج هذه المعارضة أيضاً إلى إعادة بناء الثقة في العمليات الانتخابية والديمقراطية في الإقليم، واقناع المقاطعين، الذين فاق عددهم نصف الناخبين، بالمشاركة في الإقتراع.

كما اشار إلى أن أبرز مشاكل هذه المعارضة لا تتعلق بالخلافات السياسية او البرنامجية او تلك التي تستند لمفاهيم فكرية، بل ترتبط بالصراع على القيادة، وانعدام الثقة بين الشخصيات البارزة والمخاوف بشأن الخسائر الانتخابية المحتملة. كما يشكل تدني الامكانيات المالية لهؤلاء المعارضين، عقبة كبيرة أمام نشاطهم الدعائي والإعلامي وفي مساعيهم للتعريف بشعاراتهم ومرشحيهم وتعبئة الناخبين. ورأى الكاتب بأن الصراعات الداخلية بين شخصيات المعارضة، تبدو أعمق بكثير مما توحي به المظاهر الأولية، وتبادل التحايا في الاجتماعات المتعددة.  وأُختتم المقال بالتأكيد على أن السعي نحو عصر سياسي جديد في كردستان يتطلب مواجهة تحديات هائلة، والتي يحتاج التغلب عليها، التخلص النهائي من الانقسامات الداخلية، والقناعة من أن التغيير صيرورة طويلة المدى، وربما لا تظهر نتائجه في الفترة القريبة القادمة.

  

عين على الأحداث.. «تنمية» قدرات الشباب

  

كشف موقع “ستاتيستا ماركت إنسايتس” أن حجم الإنفاق على الألعاب الإلكترونية في العراق، بلغ 900 مليون دولار وبنسبة زيادة قدرها 11 بالمائة عن 2022. وأوضح الموقع بأن العراق قد احتل بهذا، المرتبة الثالثة عربياً، في الإنفاق على هذه الألعاب بعد السعودية ومصر. هذا وفي الوقت الذي يحذر فيه المختصون، من المضار الجسيمة لإدمان الأطفال والمراهقين على هذه الألعاب، كالإبتعاد عن الرياضة والسمنة والإجهاد المفرط وقلة التركيز عند القراءة وتبني سلوكيات عدوانية وعنصرية وضعف التمييز بين الخطأ والصواب والعزلة عن الناس والملل من الحياة الاجتماعية، يدعون للحد من استيرادها وانقاذ التعليم من المستنقع الذي انحدر اليه.     

منافسو عرقوب

بعد قرارها بنصب عدادات لساعات تشغيل المولدات، تخلت محافظة بغداد في الشهرين الماضيين عن قرارها السابق بتسعيرة الأمبير، مما اتاح للكثير من أصحاب المولدات فرض أسعار خيالية، تعدت أحياناً ضعف السعر الذي اعتادت المحافظة على تحديده، خاصة مع عجز المواطنين عن الاعتراض. هذا وفيما راح الناس يتندرون على موضوع نصب العدادات، لعدم التزام أحد به أو بالمواعيد التي حددت لتنفيذه، يستمر التساؤل عن السر وراء غرام “أولي الأمر” بالمولدات وأصحابها، بحيث لا يجرؤون على محاسبتهم أو ازعاجهم بحل مشكلة الكهرباء أو بنصب العدادات أو بتسعير الأمبير، لاسيما إذا لم يكونوا شركاء معهم في الدخل.

 

أصحي يا بلد!

حلّ العراقُ في المرتبة 23 عالميا من أصل أكثر من 160 دولة في مؤشرِ الإجهادِ المائي الذي يُعد أكثرَ المؤشراتِ رعباً في العالم والذي تتلخص فكرته بإستهلاكِ أي دولةٍ من المياه نسبةٍ أكبرَ أو تقتربُ من كميةِ إيراداتها المائية، مما يعني بأن العراق بات ضمن المنطقةِ الحمراء، التي تستخدم بلدانها 80 في المئة على الأقل من إيراداتها المائية ووجود امكانية لوصولها الى عجز مائي مخيف خلال سنواتٍ. هذا وفيما تسبب هذه المشكلة خسائر كبيرة في الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية وتهدد البيئة والأمن الغذائي للعراقيين، راهناً ومستقبلاً، لا يجد الناس مسؤولين يعيرون الخطب اهتماماً جاداً.  

هذا موطنهم

شدد بطريركُ الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال “لويس ساكو” على ضرورةِ العملِ على وقفِ الإنتهاكات التي تطال المسيحيين والمكوناتِ الأخرى في العراق، كفرض الأتاواتِ عليهم من قبل متنفذين، كما هو الحال في مناطقِ سهل نينوى على سبيل المثال، مشدداً على استحواذ جهاتٍ مسلحة على أكثرَ من 1250 منزلاً وعقاراً تابعاً للمكون في المنطقةِ ذاتها. هذا ويعرب كل الحريصين على التنوع الأصيل لشعبنا، عن قلقهم من تعرض المكونات الأقل عدداً للتهديد والتهجير والتمييز الديني ويطالبون بسن قوانين صارمة تمنع ذلك والسهر على تطبيقها بجدية، واعتماد الهوية الوطنية وتكافؤ الفرص في ادارة الدولة والمجتمع.  

فساد مسنود

اعلنت هيئة النزاهة عن ضبط 10 متهمين بالتلاعب والتزوير والتجاوز على عقارات الدولة في نينوى، وكشف مُخالفات في مشروع ماء بكلفة (14) مليار دينار في ناحية ربيعة، فيما أكد مختصون على أن تلكؤ شركة أنغولية – امريكية في استثمار حقل القيارة النفطي منذ 2009، يأتي بسبب عدم أهلية الشركة لأداء مثل هذا العمل. وكشفوا عن مخالفات كبيرة في تنفيذ الشركة لمهماتها كتوظيف 40 بالمائة من العمال العراقيين بدل 80 بالمائة وعدم اتخاذها لاجراءات تحمي البيئة والمواطنين من آثار استخراج النفط، حيث زادت نسب الإصابة بالسرطان في المنطقة، بنسبة 6.5 بالمائة، دون أن يتمكن أحد من محاسبتها.

   

ص4

 

عام حافل بانتهاك حقوق الإنسان وفظائع الحروب

 

متابعة ـ طريق الشعب

 

أكد التقرير العالمي لحقوق الإنسان، الذي تصدره منظمة هيومن رايتس ووتش، على أن العام 2023 كان عاماً حافلاً بإنتهاكات حقوق الإنسان وفظائع الحرب ودبلوماسية الصفقات والمعايير المزدوجة، التي تخلي مسؤولية المضطِهدين وتحمل المضطَهدين تبعات المزيد من القمع والخوف والمرض والجوع والتغيير المناخي المخيف، مشددة على أنه، ورغم وجود كوى من الضوء في هذه العتمة، فهناك قلق جدي على التهديدات التي تحيق بالمنظومة المدافعة عن حقوق الإنسان حول العالم، خاصة مع افلات منتهكيها من العقاب.

 

معايير مزدوجة

وأوضحت المديرة التنفيذية للمنظمة تيرانا حسان بإنّ هناك حاجة ماسة لإعتماد معايير متساوية في التقييم، بغض النظر عن نفوذ الدولة أو دعمها المادي لعمليات الإغاثة الإنسانية أو قوتها السياسية والاقتصادية، منبهة الى أن التسامح مع قتل الأطفال وخروقات حقوق الإنسان واستهداف المستشفيات وقتل العاملين في مجال حقوق الإنسان والصحافيين وغيرها في غزة، وهي عمليات لا علاقة لها بالمحاسبة، قد يشجع اخرين على ارتكاب جرائم مماثلة. وتطرق التقرير الى حالة حقوق الإنسان في العديد من الدول العربية مثل تونس وسوريا والسودان وغيرها، اضافة الى ما يجري في فلسطين من عدوان وجرائم، ترتكبها اسرائيل المحتلة.

 

حال العراق

كما أفرد التقرير فصلاً خاصاً بالعراق، اشار فيه الى انه ورغم ما تشهده البلاد من استقرار نسبي، فإنها ما زالت تعاني من الإستقطاب ومن عدم انصاف محتجي وضحايا تشرين، واستمرار ذات الخطايا التي يرتكبها النظام السياسي، من سوء الخدمات وتدهور البنية التحتية والبطالة وتفشي الفساد، والتي كانت سبباً رئيسياً في الإحتجاجات الكبيرة في تشرين الأول 2019، مشدداً على استمرار قمع المحتجين حتى الأن، وخاصة الصحفيين.

 

نقاط ايجابية ولكن!

ورصد التقرير بعض النقاط الايجابية كتنفيذ قانون الناجيات الأيزيديات وتشريع سياسة حماية المدنيين والخطة الخمسية لمعالجة قضايا حقوق الإنسان والتي اعلنت عنها حكومة اقليم كردستان. الاّ انه انتقد وبشدة عرقلة إقرار تشريعات أساسية تحمي حقوق العراقيين، مثل مشاريع القوانين المتعلقة بحماية الطفل ومناهضة العنف الأسري، وكذلك تفعيل الإصلاحات الهيكلية التي تعالج مشاكل المواطنين في سياق أزمة المناخ المتفاقمة، كتنويع الاقتصاد للتخلص التدريجي من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

 

حقوق النساء

وحول حقوق المرأة، أكد التقرير على الدور السلبي الذي تلعبه بعض التشريعات، حين تسمح بافلات مرتكبي العنف ضد النساء والاطفال من العقاب، أو التسامح مع المغتصبين إذا ما تزوجوا ضحاياهم، منوهاً ببعض الاجراءات التي اتخذت بحق المتاجرين بالبشر وايجاد ملاجئ سرية للنساء المعنفات. كما انتقد التقرير بشدة ازدياد معدلات زواج الأطفال، والذي ارتبط بارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن وتدني التحصيل العلمي للفتيات. واشار الى مساوئ الزيجات غير المسجلة جراء تعرض المرأة بسببها للتحايل على القيود القانونية، وخضوعها لتحديات شديدة فيما يتعلق بالاستفادة من الخدمات الحكومية والحماية الاجتماعية.

 

النازحون

وذكر التقرير بأنه وبعد ست سنوات من هزيمة الإرهاب فإن هناك حوالي 1.16 مليون عراقي، بينهم 60 بالمائة من سكان مدينة سنجار، ما زالوا نازحين داخليا، معظمهم في إقليم كردستان العراق، فيما اتخذت خطوات متسرعة لإعادتهم الى مناطقهم الأصلية، دون تبديد مخاوفهم من هذه العودة، وهو ما دفع ببعض المنظمات غير الحكومية وموظفي الأمم المتحدة، الى التشكيك بمدى تطابق عمليات الإعادة هذه مع مبادئ الأمم المتحدة للعودة الآمنة والطوعية.

 

التغيير المناخي

وذكر التقرير بأن العراق باعتباره الدولة الخامسة الأكثر تعرضا لمخاطر الاحتباس الحراري وتغير المناخ، يعيش ازمة بيئية متفاقمة من حيث نطاقها وشدتها، فيما يساهم ضعف تشريعات حماية البيئة والممارسات الصناعية المسببة للتلوث، مثل حرق الغاز أثناء استخراج النفط، في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، منتقداً تعريض حماة البيئة للمضايقات والترهيب والتهديد.

 

حرية الرأي

وكشف التقرير عن تعرض حرية الرأي والتعبير لتهديد متزايد في 2023، حيث استُخدمت قوانين ذات صياغة فضفاضة لاستهداف الصحفيين والناشطين والسياسيين المنافسين وإسكاتهم، بما يشمل إقليم كردستان العراق. كما اطلقت الحكومة حملة لاستهداف “المحتوى الهابط” على الإنترنت، اُستغلت بشكل سلبي احياناً.

 

أخبار المحافظات

 

النجف

 

فيما يتواصل الصراع بين المتنفذين على المناصب الادارية في الحكومة المحلية، يستمر الحراك الإحتجاجي في المحافظة سواء في القطيعة مع المتنفذين أو في المشاركة بنشاطات مطلبية متنوعة، كما جرى في تظاهرة موظفي وعمال البلدية من أجل تحسين سلم الرواتب. وقد شهد الوضع الأمني حدثين تمثلا في القبض على مروج للمخدرات، ووقوع بعص حالات سطو وسرقة لعدد من البيوت.

اما على الصعيد الزراعي، فهناك متابعة جيدة لإنتاج الحنطة في الموسم الشتوي الحالي، عبر تعاون اللجنة الزراعية في المحافظة مع اتحاد الجمعيات الفلاحية، تضمن رفع التجاوزات لإيصال المياه إلى المناطق البعيدة للسقي والشرب في منطقة ( العياشي و الجفيرة والمواش والوهابي ). وما عدا حدوث ارتفاع بسيط في أسعار البيض المستورد، حافظت أسعار المواد الغذائية واللحوم والخضار على مستوياتها المعتادة.  وعلى الصعيد الثقافي، أقامت منظمة حزبنا الشيوعي العراقي، أمسية ثقافية، احتفاءً بالمنجز الأدبي للكاتب حميد الجمالي، فيما أقام اتحاد الأدباء والكتاب أمسية ثقافية بعنوان (سيميائية العنونة في المجموعة القصصية بين الآلهة).

 

الأنبار

 

وهنا أيضاً، جرت صراعات سياسية بين القوى المتنفذة للاستحواذ على مراكز القرار في المحافظة، في الوقت الذي لم يعر الناس فيه أي اهتمام جدي بهذه الصراعات ولا بنتائجها، خاصة في ظل القلق الذي تسببه الخروقات الأمنية سواء في الهجمات على قاعدة عين الأسد أو فيما جرى للصيادين الخليجيين في الصحراء الواقعة بين محافظتي صلاح الدين والأنبار، وأخيراً بانتشار المخدرات والإجراءات التي تتخذها السلطات لمكافحتها.

على الصعيد الاقتصادي، لا زال التلاعب بأسعار المواد الغذائية من قبل التجار، مستمراً، ويتحمل عبئه المواطنون، وخاصة ذوي الدخل المحدود، حيث ارتفعت أسعار اللحوم والأسماك والدواجن. وفيما تختفي الأدوية، لاسيما الخاصة بالأمراض المزمنة، من المراكز الصحية الحكومية، لا يلتزم اصحاب الصيدليات بالتسعيرة الرسمية، ويبيعون أدوية بديلة، ذات فاعلية أضعف، ومصّنعة لدى شركات غير رصينة. وقد تم رصد مؤشرات على اضطرار الكثير من الخريجين للهجرة خارج المحافظة أو البلاد بسبب ارتفاع معدلات البطالة وتدهور المستوى المعاشي للشبيبة.

كما ازدادت أعداد المجازين لخمس سنوات وذلك بسبب ما يعانوه من بطالة مقنعة وتغييب لتكافؤ الفرص، ولرغبة العديد منهم للهجرة إلى خارج الوطن. ومن المفارقات المؤلمة بلوغ اعداد الموظفين في بعض الدوائر الرسمية ثلاثة اضعاف الملاك، ومنها دائرة السكك الحديدية، رغم عدم وجود قطارات في المحافظة!

ورغم الضجيج الذي أطلقه المتنفذون حول تطوير البنية التحتية، فقد فضحت زخات المطر الأولى زيف ذلك، حيث امتلأت الطرق بالأوحال والطين، وغطت الأوساخ والمياه الآسنة، طرقات القرى والأرياف، وتكررانقطاع التيار الكهربائي والماء، فيما حدثت تلكؤات عديدة في توزيع حصص المواطنين من نفط التدفئة.

 

بابل

 

فيما تواصلت الخروقات الأمنية بسبب ضعف هيبة القانون وتغول السلاح المنفلت، كانت قضية استخدام لحوم الحمير في وجبات بعض مطاعم الحلة، القضية الأكثر اهتماماً من قبل الناس من كل القضايا الأخرى، بما فيها صراع المتنفذين على السلطة والثروة، لاسيما حين أكد لهم بعض ضباط الشرطة، بأن مرتكبي هذه الأفعال محميون من قبل متنفذين فاسدين، يسعون اليوم لعرقلة مساءلتهم وفق القانون.  على صعيد آخر، شهدت المحافظة نشاطات ثقافية واسعة، كان رفاقنا الشيوعيون في طليعة مقيميها وجمهورها. فقد استضاف منتدى بابل الثقافي الشاعر الكبير ناهض الخياط في محاضرة عن مسيرته الحياتية وبداياته الأدبية والظروف الصعبة التي مر بها بسبب مواقفه السياسية، وتنوع انتاجه وأهم اصداراته الشعرية والمسرحية والأوبريتات التي اخذت طريقها للمهرجانات الفنية.  كما استضاف الملتقى الناقد الدكتور رشيد هارون في محاضرة بعنوان (جزيرة النص الأدبي)، أدارها الدكتور وسام العبيدي، وقرأ فيها الضيف نماذج من نصوصه الشعرية، وتحدث عن النص الأدبي وإشكالاته.

وألقى المخرج السينمائي ذوالفقار المطيري، محاضرة في اتحاد أدباء وكتاب بابل عن تأثير الفيلم الاثنوغرافي في تثقيف المجتمع. كما ضيّف الإتحاد استاذ اللسانيات في جامعة بابل الدكتور الناقد  حيدر غضبان لإلقاء محاضرة بعنوان (الصراع الخطابي في انتخابات مجالس المحافظات، قراءة في تسليع الخطاب). وفي أمسية للاتحاد بعنوان (شواعر بابلية شابة)، قدمت الشاعرة سناء الأعرجي، الشواعر وئام الموسوي وريام الربيعي وآلاء الحسيني وحنين عيساوي في قراءات شعرية، ساهمت مجموعة من الكتاب والنقاد في الحديث عنها لاحقاً. وكانت للاتحاد أمسية أخرى، استضاف فيها الباحث د. عماد الطلباني بمحاضرة عن (الشبه والاشتباه في الزيتون والرمان صورة بلاغية)، وبتقديم الدكتور تراث أمين.

 

 

السجون العراقية تكتظّ بالنزلاء

 ومراقبون يدعون إلى إنشاء مدن إصلاحية

 

بغداد – تبارك عبد المجيد

 

تشهد السجون العراقية اكتظاظًا بعدد السجناء يتجاوز الطاقة الاستيعابية لها، ما ينبئ بحدوث انتهاكات متكررة تطال السجناء.

 

ويطالب مراقبون بضرورة إنشاء مدن إصلاحية تضم السجون ومراكز الاحتجاز لتحسين أوضاع المدانين، نظرًا لقدم البنية التحتية الحالية وصغر مساحتها.

 

اكتظاظ كبير

ووصلت نسبة الاكتظاظ في السجون العراقية الى 300 في المائة، وفق احصائيات المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان. ويقول رئيس المركز، فاضل الغراوي، أن “عدد السجناء والموقوفين يصل الى نحو 100 ألف شخص”، مشيراً الى ان هذا الرقم يفوق الطاقة الاستيعابية لمراكز الاحتجاز والسجون.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “مشكلة الاكتظاظ انتجت تداعيات سيئة، منها انتشار عدد من الامراض كالجرب والمشاكل الصدرية، مما يجعل ادارة السجون تضطر الى إيداع السجناء من أصحاب الجرائم الصغيرة مع ذوي الجرائم الخطرة”.

وبالحديث عن البنية التحتية للسجون العراقية، يؤكد أنها “قديمة ومتهالكة، ومصممة لاستقبال 30 ألف سجين وموقوف، في حين أن عدد السجناء والموقوفين الآن يفوق الطاقة الاستيعابية لهذه السجون ومراكز الاحتجاز”.

ويطالب الغراوي في ختام حديثه بإنشاء “مدينة إصلاحية كحل أمثل لمعالجة مشكلة الاكتظاظ في السجون”.

وتعذر على مراسل “طريق الشعب”، استحصال معلومات عن مشاكل السجون والحلول لدى وزارة العدل، بسبب عدم وجود متحدث رسمي للوزارة مخول بالتصريح للإعلام.

لكن المتحدث السابق باسم الوزارة، كامل امين كان قد صرّح لـ “طريق الشعب” في حزيران الماضي، قائلا أن “نسبة الاكتظاظ في سجون النساء تصل الى 150 في المائة، مقارنة مع نسبته في سجون الرجال والتي تصل الى 300 في المائة”.

وأكد امين حينها أن “الوزارة لديها خطط مستقبلية تتضمن زيادة الطاقة الاستيعابية للسجون العراقية، لأجل تخفيف حالة الزخم”.

وكان تقرير للمركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، قد كشف نهاية العام الفائت، عن احتجاز السلطات الحكومية عشرات الآلاف من المعتقلين في ظروف غير إنسانية، عبر وضعهم في زنازين مكتظة وغير مهيأة صحياً لسنوات عدّة، بدوافع انتقامية وطائفية، موضحاً أن الظروف الصحية معدومة في معتقلاتهم، وأنّها ذات درجة حرارة ورطوبة عاليتَين، ممّا يؤثّر على صحتهم بشكل مباشر.

انتهاكات

من جانبه، يقول رئيس منظمة مدافعون لحقوق الإنسان، علي البياتي، أن “عدد السجناء وصل إلى 60 ألفا، توزعوا في 13 سجنا تابعة لدائرة الاستصلاح، وأيضا يتوزع الموقفون في 13 سجنا تابعة لوزارة الداخلية والدفاع ومكافحة الإرهاب”، مشيراً إلى أن “50 في المائة من المسجونين محكومون في قضايا إرهاب. بينما النصف الآخر محكومون بقضايا جنائية”.

ويضيف في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “عدد النساء يصل 2 في المائة والأحداث 3.5 بالمائة”، وإن “السجون في العراق تشهد اكتظاظاً يصل لمستويات كارثية. كما تشهد سوء رعاية صحية وخدمية”.

ولفت الى انه “خلال الاشهر الخمسة الاخيرة تم تسجيل وفاة 48 شخصاً في عموم السجون، بسبب سوء التغذية والمعاملة السيئة”، مستدركاً بالقول إن “قضايا التعذيب غير القانونية بدأت تخرج للعلن، خاصة في الفترات الأخيرة”.

ويوضح البياتي، أن “منظومة العدالة في العراق ما زالت تعتمد على الوسائل الوحشية بدلاً من الاعتماد على الأدلة، اذ يتعرض المتهمون للتعذيب فور دخولهم لمؤسسات نفاذ القانون. وفي بعض الحالات، لا يُحالون للقضاء لعدة أسابيع أو سنوات، ما يتطلب تحسين نظام العدالة وتفعيل حقوق المتهمين”.

ويردف البياتي كلامه بأن التعذيب قد يمتد أحيانًا ليشمل العائلة، خاصة إذا كانت التهمة مرتبطة بقضايا الإرهاب، حيث يتعرض أحد أفراد العائلة للاعتقال والتعذيب. ويصل الأمر في بعض الحالات إلى حدوث اعتداء جنسي.

ويؤكد المتحدث، أن “ملف السجون معقد ويضم مشاكل كبيرة، وهي بعيدة تماما عن الإصلاح. كما يرتبط هذا الملف بقضايا سياسية وفساد”.

ويحث البياتي على وقف انتهاكات حقوق الإنسان داخل السجون، وتفعيل الرقابة على هذه المؤسسات، مع دعوته إلى فصل وزارة العدل عن دور الرقابة، نظرًا لتورطها في اتهامات بالتعذيب.

وحذر البياتي من استمرار العمل في السلوك المتبع في السجون، والذي يبتعد تماما عن العدالة والإصلاح والتأهيل، لأن السجون ستصبح بسبب ذلك بؤرة للفساد ولتصدير مجرمين بطرق جديدة.

وكان وزير العدل خال شواني، قال في حوار متلفز، ان “إجراءات عديدة جرى اتخاذها لتقييد الاعتداءات وممارسات التعذيب في السجون، بما في ذلك نصب كاميرات مراقبة في كل قاعة داخل الإصلاحيات وأماكن الاحتجاز”.

وأضاف شواني، ان الوزارة تخطط لنصب 4 كاميرات في كل قاعة سجن، لإنهاء الحالات الشاذة التي تتحدثون عنها. كذلك لمنع التعذيب ولتكون هناك شفافية ولمنع الاعتداء الجنسي، وكذلك لمعرفة أسباب الوفيات”، مؤكدا ان هذا الاجراء سيطبق أيضا “في دوائرنا والتسجيل العقاري حيث بدأنا بوضع 4 كاميرات في كل غرفة لإنهاء حالات الرشوة والابتزاز”.

واكد انه تبنى ملف إطعام السجون في الإعلام، وتمكن من تعديل العقد.

  

ص5

 

ناحية بْصَيّة في المثنى

66 سنة بلا شبكة كهرباء والألغام تحاصر السكان!

متابعة – طريق الشعب

 

منذ نحو 66 عاماً وناحية بصية التابعة إلى قضاء السلمان في محافظة المثنى، بلا شبكة للكهرباء الوطنية ويعتمد سكانها الذين يتجاوز عددهم 10 آلاف نسمة، على مولدات الديزل في توفير الطاقة الكهربائية.

 

وبجانب هذا البؤس الخدمي لواحدة من أهم الحاجات الإنسانية الأساسية، يواجه سكان الناحية مخاطر كبيرة جراء انتشار ألغام ومخلفات حربية وقنابل عنقودية على مسافة150 كيلومترا، من بادية السلمان إلى حدود الناحية.

ويُطلق مواطنو الناحية باستمرار مناشدات واستغاثات لايصال الكهرباء إليهم، والتي لو وصلت ستساهم في إحياء مئات الآلاف من الدوانم الزراعية، وفي تنمية الثروة الحيوانية، بما يعزز الأمن الغذائي للمحافظة بشكل عام. كما يناشد السكان تخليصهم من مخلفات الحروب السابقة والألغام المزروعة على امتداد منطقتهم، وصولاً إلى الحدود مع السعودية.

 

منفى لمعارضي الدكتاتور

وتأسست بصية عام 1958، في قلب الصحراء على موقع محاذٍ للحدود العراقية – السعودية. فهي تبعد عن مركز المثنى حوالي 300 كيلومتر، وتعد من أكبر نواحي البلاد بمساحة 48 ألف كيلومتر مربع، ومنذ تأسيسها لم يتم رفدها بالطاقة الكهربائية.

وينقسم سكان بصية إلى قسمين، هما: الحضر الذين يسكنون في مركز الناحية، والبدو الرحل الذين يمتهنون تربية الأغنام والإبل.

وحسب مدير الناحية توفيق جابر علك الحساني، فإن بصية كانت قبل 2003 منفى لمعارضي النظام المباد، مبينا أنه «بين عامي 2005 و2010 تم اكتشاف 4 مقابر للمعارضين، عُثر فيها على رفات قرابة 400 شخص».

ويلفت الحساني في حديث صحفي، إلى انه بعد عام 2003 بدأ النشاطان الخدمي والزراعي يعودان إلى بصية. إذ انطلقت مشاريع إعمار رغم قلة التخصيصات المالية. كذلك نشطت الزراعة، وأهمها زراعة القمح التي اتسعت خلال السنوات الأخيرة حتى تجاوزت المساحات المزروعة 600 ألف دونم، موضحا أن المزارعين يعتمدون كليا على المياه الجوفية.

ويضيف قائلا: «كذلك شهدت بصية نشاطا صناعيا. فخلال الفترة الأخيرة تم منح 4 إجازات استثمارية لإنشاء معامل اسمنت في الناحية، نظرا لوفرة المواد الأولية في باديتها»، مبينا أن «الناحية تضم أيضا مدارس ابتدائية ومتوسطة وإعدادية، لكنها تفتقر للجامعات. لذلك يلجأ طلبتها الجامعيون إلى الدراسة في جامعات المحافظات القريبة». 

أما من الجانب الخدمي – حسب مدير الناحية - فإن بصية تفتقر للعديد من المشاريع المهمة، أبرزها شبكة طرق تربطها بالمحافظات المجاورة، مشيرا إلى أن «هناك مشروعين وزاريين لإنشاء شبكة طرق، لكنهما متلكئان».

وبخصوص الكهرباء، يوضح أن هناك مشروعا لربط بصية بالشبكة الوطنية عبر خط ناقل «وهذا لو أنجز سيمثل قفزة نوعية لتطوير الناحية».

 

مشروع الكهرباء.. هل سيكتمل قريبا؟!

في تموز 2022، وضعت وزارة الكهرباء ومحافظة المثنى حجر الأساس لمشروع مد الكهرباء إلى قضاء السلمان وناحية بصية. وحينها صرّح وزير الكهرباء السابق عادل كريم بأن وزارته خطت خطوات جدية لإيصال الكهرباء الوطنية إلى القضاء والناحية بعد مرور أكثر من 60 عاماً على تأسيسهما كوحدتين إداريتين، مبيناً أن المنطقتين تعتمدان على مولدات الكهرباء الحكومية.

وفي هذا الجانب، يوضح معاون محافظ المثنى لشؤون الطاقة حامد جهاد الحساني، ان «الخط طوله 92 كيلومترا، وعدد أبراجه 291 برجا، وطاقته التصميمية 500 MVA»، مبينا أن «نسبة إنجاز المشروع وصلت حالياً إلى أكثر من 75‎ في المائة‎، وأنه من المؤمل إدخاله للعمل في 15 آذار المقبل».

ويؤكد في حديث صحفي أن «العمل مستمر حالياً بلا توقف لإيصال الكهرباء إلى المنطقتين اللتين لم تريا الكهرباء الوطنية منذ تأسيسهما. إذ تعتمدان على مولدات تديرها الحكومة».

وكانت مديرية الدفاع المدني في المثنى قد أعلنت في كانون الثاني 2023، مباشرتها حملة لتطهير مسار مشروع مد خطوط الكهرباء من المخلفات الحربية، وتسليم الأرض للشركة المنفذة للمشروع لتقوم بنصب القواعد الإسمنتية للأبراج.

 

الألغام تحصد السكان

وتعد المثنى من أكثر المحافظات تلوثاً بالألغام والمخلفات الحربية. إذ تنتشر كميات كبيرة منها على مساحة 150 كيلومترا من بادية السلمان إلى حدود بصية - حسب إحصاءات مديرية بيئة المثنى.

وتسجل السلطات المحلية حوادث عديدة في هذه البادية - التي تشكل 90‌ في المائة من مساحة المحافظة الإجمالية - يذهب ضحيتها مربو أغنام وسكان من البدو الرحل والصيادين. وقد وصل عدد ضحايا هذه المخلفات إلى 3700 شخص في الفترة الممتدة بين العام 1991 حتى العام الماضي 2023.

ويبلغ التلوث بالمخلفات الحربية 25‌ في المائة من مساحة بصية، في حين تتركز الألغام في مناطق أبو غار والخط السريع وبصوت والهبارية وبصية والجدعة والعظامي وأبو خويمة وخرانج والشريط الحدودي ومغيزل وعادن والشيحيات ولية والعطشانة وشليهبات والابطية – حسب تصريح صحفي سابق لنائب رئيس منظمة حماية البيئة والتنوع الأحيائي في المثنى، أحمد حمدان.

وفي هذا السياق، يقول المواطن جميل نافع، أن «بصية تمتاز بتربية الحيوانات والزراعة، لكن منذ حرب 1991 وهي ملوثة بالكثير من الألغام والذخائر العنقودية المنفلقة وغير المنفلقة، التي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، رغم خطورتها المباشرة على الناس».

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن «الدفاع المدني والهندسة العسكرية ومنظمة مساعدات الشعب النرويجي NPA، يعملون جاهدين لحل هذه المشكلة التي تودي بحياة أكثر من 10 أشخاص سنوياً».

  

حديقة تتوسط 3 أحياء بغدادية تحوّلت إلى مكب نفايات!

متابعة – طريق الشعب

 

أبدى عدد من سكان مجمع حي السلام في بغداد، انزعاجهم من تحوّل الحديقة التي تربط الحي باثنين من الأحياء المجاورة، إلى مكب نفايات وأنقاض، مبيّنين أن الحديقة على حالها هذا منذ أكثر من 30 سنة.

وكان مخططا لهذه المساحة، منذ إنشاء المجمع السكني في ثمانينيات القرن الماضي، أن تكون حديقة عامة. لكنها تحوّلت إلى مكب نفايات وملاذا للحيوانات السائبة، ما يشكل عامل إزعاج وأذى للأهالي.

ويطالب سكان الحي والحيين المجاورين، بتأهيل الحديقة ضمن مشاريع إنشاء المساحات الخضراء في المناطق السكنية.

وفي حديث صحفي، قال المواطن عمر الدليمي، أنه «طالبنا البلدية وجمعية حي السلام التعاونية أكثر من مرة بتأهيل الحديقة، لكننا لم نلق استجابة، لكون الموضوع من اختصاص أمانة بغداد ودوائر الزراعة والنظافة وغيرها».

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في البلدية قوله، أن «شمول هذه الحديقة بحملات التشجير وتأهيل المساحات الخضراء، مرتبط بالجداول المحدّدة للمناطق ووفرة المخصّصات المالية لكل بلدية»، مبينا أنه «ننتظر توجيهات أمانة بغداد بخصوص وضع الحديقة، كأن يتم تأهيلها أو تحويلها إلى متنزه أو إلى أي مرفق آخر».

 

 

سكان حي دجلة البغدادي:

شبكة الهاتف «وهمية» في منطقتنا!

متابعة – طريق الشعب

 

يشكو سكان حي دجلة في بغداد، من وجود مشكلة في الاتصالات، تتمثل في ضعف شبكة الهاتف المحمول، مرجعين السبب إلى قلة أبراج الاتصالات في المنطقة. ووفقا لعدد من السكان، فإن علامة الشبكة التي تظهر على هواتفهم المحمولة «وهمية» في معظم الأحيان، الأمر الذي يتسبب في صعوبة تواصلهم مع الآخرين.

وفي حديث صحفي، قال المواطن خالد وليد، أنه «نستغرب من وجود هذه المشكلة. فحي دجلة قريب من مركز العاصمة وشبكة الهاتف فيه لا تزال سيئة، في حين أن الشبكة وصلت إلى مناطق نائية»، مطالبا وزارة الاتصالات بـ «حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، لأن المنطقة يسكنها عدد كبير من المواطنين، ومن حقهم التمتع بخدمات الاتصالات أسوة بسكان بقية المناطق».

أما الموطن محمد توفيق، فيقول أن «انقطاع الشبكة يحصل في فترات متقطعة خلال النهار والساعات الأولى من الليل، ولا نعرف الأسباب»، لافتا في حديث صحفي إلى أن «باقات الانترنيت التي توفرها شركات الهاتف المحمول، تكون ضعيفة جداً ولا تعكس واقع الخدمة مقارنة بالمناطق المجاورة».

ويرى المواطن أن سبب ضعف الشبكة هو عدم وجود أبراج اتصالات كافية، بما يتناسب والكثافة السكانية للمنطقة.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في هيئة الإعلام والاتصالات قوله أنه «وصلتنا شكاوى حول ضعف شبكة الاتصالات في حي دجلة، وبعد التحري تبيّن أن هذا الأمر صحيح»، مشيرا إلى أن «هناك سببين لضعف الشبكة، الأول هو نصب كثير من المواطنين أجهزة تقوية شبكة غير مرخّصة، والتي تسبب تشويشاً على أبراج الاتصالات. والثاني هو قلة الأبراج».

وأكد أنه «سيتم تبليغ المواطنين بضرورة رفع أجهزة التقوية وعدم استخدامها».

 

هيئة التقاعد

في «ساحة الوثبة»

المراجعون يتجمهرون أمام نافذة وحيدة

ولا مساطبَ للجلوس!

 

 بغداد – طريق الشعب

 

شكا عدد من مراجعي فرع هيئة التقاعد في ساحة الوثبة ببغداد، من اختناق الدائرة بالمراجعين، مبينين لـ «طريق الشعب» أن المراجعين يتجمهرون أمام نافذة واحدة خلفها موظفٌ واحد، في حين ان أسماءهم تذاع وفقا للحروف الأبجدية.

وحسب المراجع أحمد جعفر، فإن المراجعين يضطرون إلى الوقوف ساعات داخل الدائرة، نظرا لعدم توفر مساطب للجلوس، مشيرا إلى أن «الناس يتوافدون على الدائرة منذ الساعة 6 صباحا لغرض استكمال معاملاتهم التقاعدية، وهناك من يراجع لأغراض أخرى، منها توقف صرف راتبه التقاعدي لأسباب غير معروفة».   

ويدعو المراجعون إدارة فرع هيئة التقاعد، إلى «فتح أكثر من منفذ للمراجعة، وتوفير أعداد كافية من الموظفين، مع وضع مسطبات للجلوس، لا سيما أن معظم المراجعين من المرضى وكبار السن، الذين لا يقوون على الوقوف ساعات طويلة».

  

ص6

 

تحرك عالمي من أجل فلسطين

ملايين المتظاهرين في 45 دولة يطالبون بإيقاف الحرب على غزة

 

طريق الشعب ـ وكالات

 

خرج ملايين المتظاهرين إلى الشوارع في أكثر من 120 مدينة، عبر 45 دولة وفي ست قارات في تطور تاريخي للحركة العالمية المناهضة للحرب، مطالبين بإنهاء قصف غزة واليمن.

 

لندن

وبدأت فعاليات المسيرة العالمية لنصرة فلسطين في لندن، بوصفها عاصمة محورية ضمن إطار يوم التضامن العالمي من أجل غزة في جميع أنحاء العالم.

وتأتي هذه الفعالية الكبرى بتنظيم من حملة التضامن مع فلسطين، والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وتحالف أوقفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي، وأصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا. وقد اتحدت هذه المنظمات تحت راية موحدة لدعم القضية الفلسطينية.

وحمل المتظاهرون في لندن دمية عملاقة لطفلة سورية لاجئة تدعى أمل الصغيرة سارت مع المتظاهرين المطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وتم تصميم الدمية التي يبلغ ارتفاعها 3.5 متر لتسليط الضوء على محنة الأطفال اللاجئين، وسترافقها مجموعة من الأطفال الفلسطينيين خلال المسيرة الوطنية السابعة من أجل فلسطين.

ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن شرطة العاصمة لندن تأكيدها تواجد شرطي كبير مع حوالي 1700 ضابط في الخدمة لمراقبة المسيرة، بما في ذلك العديد من القوات خارج لندن.

وطالبت شرطة لندن المتظاهرين باحترام عدة شروط، وأهمها: يجب على أي شخص مشارك في الموكب ألا ينحرف عن المسار المحدد؛ يجب أن تنتهي الخطب في التجمع بعد الموكب بحلول الساعة 4.30 مساءً ويجب أن ينتهي الحدث بأكمله بحلول الساعة 5 مساءً؛ ولا يجوز لأي مشارك في الاحتجاج دخول المنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية.

وذكرت شرطة العاصمة أن غالبية الاحتجاجات والأحداث الأخرى التي جرت في الأشهر الأخيرة جرت دون أي اضطرابات ملحوظة، ولكن كان هناك عدد من الاعتقالات.

ونقلت الغارديان عن لورانس تايلور، الذي سيقود عملية الشرطة قوله: “نحن ندرك تمامًا العاطفة وقوة المشاعر التي أثارها الصراع المستمر ونحترم حق أولئك الذين يرغبون في الاحتجاج وسماع أصواتهم للقيام بذلك. نحن الشرطة نقوم بدورنا دون خوف أو محاباة، وحيثما يختلف نهجنا الشرطي، فهو استجابة للاستخبارات وطبيعة الحدث، وليس لأولئك المشاركين أو القضية التي يمثلونها”.

 

تحرك عالمي من أجل غزة

وجاء في بيان للتحرك العالمي من أجل غزة أن العالم شهد نزول مئات الآلاف إلى الشوارع في العواصم الكبرى، بما في ذلك لندن وباريس وسيدني وطوكيو وواشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، بالموازاة مع مواجهة إسرائيل تهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.

وبالموازاة مع دعوة المتظاهرين إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة طالبوا أيضا المملكة المتحدة والولايات المتحدة والقوات الأخرى بوضع حد لهجماتها على اليمن، والتي تمثل تصعيدًا خطيرًا للحرب في الشرق الأوسط.

وقال متحدث باسم التحالف الدولي المنظم للمظاهرات: “إن يوم العمل العالمي هذا، من أستراليا إلى آسيا وأوروبا والأمريكتين، هو أول حركة دولية منسقة ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. وسوف يبعث ذلك برسالة قوية ليس إلى الإسرائيليين فحسب، بل إلى القوى الغربية التي تدعمهم مفادها أن الجمهور يقول “ليس باسمنا”.

وأضاف: “إنه يمثل جهدًا جماعيًا، قادته الحركة المناهضة للحرب في المملكة المتحدة، والذي سيكون له صدى مع دعوة للتغيير الذي يتجاوز الحدود والأيديولوجيات”.

وتابع، “إننا نحث كل شخص لديه ضمير على الانضمام إلى ملايين الأصوات من جميع أنحاء العالم للمطالبة بإنهاء الحرب”.

وتشمل المدن المشاركة في يوم التضامن مع غزة وفلسطين: بيونس أيرس، الأرجنتين، تيرانا في ألبانيا، فيينا، سيدني، أديلاد وميلبون (أستراليا)، دكا، برازيليا وساو باولو في البرازيل، تورنتو، ليماسول في قبرص، ريكيافك (أيسلندا)، أكرا (غانا)، كوبنهاغن، باريس، دلهي، جاكرتا، برمين في ألمانيا، بالرمو في إيطاليا، أثينا، عمان، الكويت، طوكيو، أوساكا، شتغوتغارت في ألمانيا.

وتشهد دول تظاهرات متعددة إلى جانب العاصمة كما في ألمانيا التي ستخرج تظاهرات من 21 مدينة فيها، والبرازيل التي ستشارك ست مدن فيها، والهند، إلى جانب دبلن في أيرلندا، وكوالمبور في ماليزيا، والمكسيك التي ستخرج تظاهرات من ثلاث مدن فيها، وستشهد المدن العالمية يوم الغضب والتضامن مع غزة وفلسطين في أمستردام في هولندا، وبورت لويس في موريشوس، وواشنطن.

 

دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل

وتأتي هذه الاحتجاجات العالمية، في أعقاب عقد محكمة العدل الدولية في لاهاي، يومي الخميس والجمعة، جلستي استماع علنيتين في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ورفضت إسرائيل اتهامها بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين، وزعمت أن ما تنفذه بقطاع غزة “دفاع عن النفس”.

ومن المقرر أن تحدد محكمة العدل الدولية في الأيام المقبلة خطواتها المستقبلية بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.

ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة “23 ألفا و708 شهداء و60 ألفا و5 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

 

 

اليوم 99 للعدوان.. الإبادة تتواصل

 

طريق الشعب ـ وكالات

 

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصفه الوحشي المتواصل في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، جوا وبرا وبحرا، عشرات المواطنين الفلسطينيين، في اليوم التاسع والتسعين من العدوان.

 

غزة في عزلة تامة

وقالت وكالة “وفا” للأنباء، إنّ طواقم الدفاع المدني انتشلوا جثامين 20 شهيدا، بينهم أطفال، ونساء، فجر اليوم، إثر قصف الاحتلال منزلا في حي الدرج في مدينة غزة.

ووصل عدد من الجرحى لمستشفى ناصر، جراء قصف مدفعي عنيف وسط وجنوب خان يونس.

وشنت طائرات الاحتلال حزاما ناريا على قزان النجار والبطن السمين في المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

واستهدفت طائرات الاحتلال عدة منازل في حي الدعوة شمال النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد العشرات، وإصابة آخرين بجروح، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.

كما شهدت شرق دير البلح والنصيرات والمغازي ومحيط مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، قصفا مكثفا.

ولليوم الثالث، يتواصل الانقطاع الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المتواصل.

ويعاني قطاع الاتصالات من الاستهداف المستمر، حيث وصل حجم الدمار ما يزيد عن 80%، بالإضافة لتعرض الطواقم الفنية للاستهداف المباشر، خلال قيامها بعملها بالرغم من وجود تنسيق مسبق عن طريق المؤسسات الدولية.

وهذه هي المرة السابعة على الأقل، التي تنقطع فيها الاتصالات بالكامل مع قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول 2023، علما أن تضرر الخطوط والشبكات وأبراج الإرسال جراء الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان في البنية التحتية، ونقص الوقود بسبب الحصار، أدى إلى انقطاعات متكررة وضغط على الشبكة وضعف الإرسال في أنحاء متفرقة من القطاع.

ويرافق انقطاع الاتصالات والإنترنت تصعيد في المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، بالإضافة إلى تعطيل جهود إنقاذ المواطنين وإسعافهم.

كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انقطاع الاتصال بشكل كامل عن طواقمها العاملة في قطاع غزة بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي خدمات الاتصالات والانترنت، ما يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقمها في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة”.

 

إحصائيات

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من شهر تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 23700 شهيد، بالإضافة إلى أكثر من 60 ألف جريح، والآلاف من المفقودين.

جهاد حمودة مواطن فلسطيني من سكان مدينة غزة في العشرين من عمره، حكى لصحيفة واشنطن بوست عن معاناته في أحد مراكز الاعتقال الإسرائيلية.

وقال، إنه مكث 17 يوما معصوب العينين ومقيد اليدين في منشأة احتجاز إسرائيلية، وأجبر على الجثو على الأرض لساعات طوال، دون أن يعرف مكان وجوده أو متى سيُفرج عنه.

وأضاف، أن جنودا إسرائيليين اقتحموا منزل عائلته في مدينة غزة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقتلوا جده البالغ من العمر 78 عاما، رغم أنه كان يعاني من الخرف. كما اعتقلوا أخته وأعمامه وجدته وأبناء عمومته.

وأمضى حمودة في بداية اعتقاله، يوما وبعض يوم محبوسا في منزل جاره في غزة، حيث جرده الجنود الإسرائيليون من ملابسه الخارجية.

وروى كيف أن المحققين أوسعوه ضربا عندما نفى صلته بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن أحد الجنود أمسك سكينا بيده، وهدده ببتر إصبعه ما لم يقر بحيازته أسلحة.

وقال الشاب الغزاوي: “أكدت لهم أنني طالب جامعي وليس لي علاقة بأي تنظيمات عسكرية”. وفي اليوم التالي (9 ديسمبر/كانون الأول)، اقتادوه إلى حدود القطاع المحاصر إلى مكان يُفترض أنه موقع عسكري إسرائيلي.

  

الشيوعي البريطاني يدين الحرب الأمريكية البريطانية على اليمن

 

لندن ـ وكالات

 

دان الحزب الشيوعي البريطاني الحرب الأمريكية البريطانية على اليمن.

وقال الحزب في بيان، ان “القوات المسلحة البريطانية تحت قيادة الولايات المتحدة تهاجم مرة أخرى، دولة في الشرق الأوسط بحجة الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان والقانون الدولي”، مبينا ان “الهدف هذه المرة، هو اليمن، أحد أفقر البلدان في العالم بعد حرب أهلية طويلة ضد سلسلة من الدكتاتوريات الملكية المدعومة من المملكة العربية السعودية والقوى الإمبريالية الغربية”.

وأشار الى انه “من المثير للسخرية أن رئيس الوزراء سوناك ووزير الخارجية شابس يدعيان أن قصف اليمن يهدف إلى استعادة الاستقرار وحماية الأرواح البريئة في المنطقة”، موضحا أن “الدوافع الحقيقية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة هي الدفاع عن المصالح التجارية المتضررة من الهجمات التي شنتها حركة الحوثيين على التجارة البحرية الإسرائيلية”.

وبيّن “لو كانت الحكومتان البريطانية والأمريكية تعيران أي اهتمام للدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان والقانون الدولي، فينبغي ان تتخذا إجراءات ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة”.

وتابع “بدلاً من ذلك، يُترك الأمر لحكومة جنوب إفريقيا والحوثيين للتحرك تضامناً مع الشعب الفلسطيني، في حين يرفض زعيم حزب العمال كير ستارمر دعم وقف إطلاق النار غير المشروط في غزة، ويدعم الحرب الجديدة على اليمن”.

 

الولايات المتحدة

 تعتدي مجددا على اليمن

 

صنعاء ـ وكالات

 

جددت الولايات المتحدة عدوانها على أهداف لجماعة أنصار الله (الحوثيين) امس السبت، بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة في اليمن.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي قوله: إن الضربات الجديدة في اليمن استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، مشيرا إلى أن الغارات أقل نطاقا بكثير من سابقتها، وقد نفذتها واشنطن بشكل منفرد.

من جهته، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين إن الجماعة لن تسمح بـ “استباحة الأميركيين اليمن وإن الرد على تلك الهجمات سيكون قريبا”، مشيرا إلى أن القاعدة التي استهدفها القصف كانت خارج الخدمة.

وأضاف عامر، أنّهم يعتبرون وجود الأميركيين في المنطقة غير مشروع، وأنه انطلاقا من ذلك يعد استهداف الجماعة القطع الحربية الأميركية في المنطقة مشروعا.

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى عدم التصعيد بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة للحوثيين باليمن، كما حثّ الدول التي تحمي سفنها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى الالتزام بالقانون الدولي.

بدوره، دان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الضربات الأميركية والبريطانية، ووصفها بأنها “عدوان مسلح سافر”.

لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد حذرت من أن سفن كل البلدان عرضة لتهديد الحوثيين على الشحن عبر البحر الأحمر.

 

 

في سياق التضامن الأممي مع نضال الشعب الفلسطيني

أمريكا اللاتينية تدعم جنوب إفريقيا في لاهاي

 

رشيد غويلب

 

أكدت عدة دول في أمريكا اللاتينية تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعمها للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وقالت وزارة الخارجية الكوبية يوم الخميس الفائت: إن “هذه المحاكمة أمام أهم هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة يجب أن ينظر إليها باعتبارها دعوة عاجلة لإنهاء جرائم الإبادة الجماعية الفظيعة والجرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني”.

وانتقدت هافانا إسرائيل لتصرفاتها وإفلاتها المستمر من العقاب لأنها “تتمتع بحماية وتواطؤ الولايات المتحدة، التي تستخدم حق النقض (الفيتو) لعرقلة إجراءات مجلس الأمن الدولي وبالتالي تقويض السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”.

وأدلت دول أخرى في القارة اللاتينية بتصريحات مماثلة.

وقالت وزارة الخارجية التشيلية إن الحكومة ترحب بشكل خاص بدعوة محكمة العدل الدولية إسرائيل إلى الوقف الفوري لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، وتقف بالضد منها.

وأضافت ممثلة تشيلي لدى الأمم المتحدة، باولا نارفايز، أن بلادها دعت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها أيضا في لاهاي، إلى “التحقيق في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وانضمت حكومتا البرازيل وكولومبيا أيضًا إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.

وأعلنت وزارة الخارجية في العاصمة الكولومبية بوغوتا أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية تشكل “أعمال إبادة جماعية”.

وقال بيان للوزارة، إن “إسرائيل كدولة ملزمة بتجنب هذه الجرائم بأي شكل، وبالتالي فهي مسؤولة أمام العالم أجمع عن عدم الامتثال لهذه الالتزامات”.

وكانت وزارة الخارجية البوليفية قد أشادت بالدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا، ووصفتها بأنها “خطوة تاريخية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني”. وان جنوب إفريقيا اضطلعت “بدور قيادي”.

وقال رئيس بوليفيا السابق إيفو موراليس، في إشارة إلى الدعم الأمريكي لإسرائيل، أن “هذه الجرائم لم تكن لترتكب لولا دعم الولايات المتحدة”. كما دعت فنزويلا إلى دعم “التزام جنوب إفريقيا بالقانون الدولي”. وشددت نيكاراغوا على أن الدعوى القضائية هي خطوة أولى ملموسة تجاه الحكومة الإسرائيلية تجبرها على الرد على المجتمع الدولي. وفي الوقت الذي تدعم فيه العديد من دول أمريكا اللاتينية جنوب افريقيا في مبادرتها فإن حكومات الاتحاد الأوروبي تشاطر واشنطن الموقف السلبي.

وفي إسبانيا فقط، دعا قزى اليسار (تحالف سومار وحزب بودوموس) وأكثر من 250 محاميا الحكومة الإسبانية الانضمام إلى البلدان الداعمة الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا.

 

 ص7

 

غزة: القانون الدولي على المحك

د. ماهر الشريف

 

غزة: إبادة جماعية

كان يوم الخميس، في 11 كانون الثاني/يناير الجاري، يوماً تاريخياً بالنسبة للشعب الفلسطيني وللتضامن الإنساني مع قضيته العادلة. فقد بدأت أمس مداولات محكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في طلب جنوب أفريقيا تقديم إسرائيل للعدالة الدولية بتهمة ارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

ما طبيعة محكمة العدل الدولية وممن تتكوّن؟

تُعتبر محكمة العدل الدولية الهيئة القانونية العليا للأمم المتحدة، وهي تتألف من خمسة عشر قاضياً يتم انتخابهم لمدة تسع سنوات من قبل الجمعية العامة ومجلس الأمن التابعين للأمم المتحدة، وذلك بعد أن تصوّت هاتان الهيئتان على انتخابهم في الوقت نفسه. ولكي يُعلن انتخاب المرشح، يجب أن يكون قد حصل على الأغلبية المطلقة في كلتا الهيئتين، الأمر الذي يتطلب في بعض الأحيان عدة جولات من التصويت. ومن أجل ضمان استمرارية معينة، تكون المحكمة قابلة للتجديد بالثلث كل ثلاث سنوات. وتختار المحكمة بالاقتراع السري رئيساً ونائباً للرئيس للسنوات الثلاث التالية. ويتمتع بحق اقتراح المرشحين جميع الدول الأطراف في النظام الأساسي للمحكمة. ويجب أن يتم انتخاب القضاة من بين الأشخاص الذين يتمتعون بمكانة أخلاقية عالية، ومن الذين يستوفون الشروط اللازمة لممارسة أعلى الوظائف القضائية في بلادهم أو ليكونوا فقهاء قانونيين ذوي كفاءة معترف بها في القانون الدولي. وبمجرد انتخاب عضو المحكمة، لا يصبح مندوباً لحكومة بلده أو حكومة أي دولة أخرى.

وينتمي قضاة محكمة العدل الدولية الحاليون إلى الدول التالية: الولايات المتحدة وروسيا والصين وسلوفاكيا والمغرب ولبنان والهند وفرنسا والصومال وجامايكا واليابان وألمانيا وأستراليا وأوغندا والبرازيل. وأضيف إليهم قاضيان جنوب أفريقي وإسرائيلي، إذ انتدبت جنوب أفريقيا القاضي ديكغانغ موسينيكي، وهو نائب رئيس المحكمة العليا السابق ويتمتع بمكانة قانونية وأكاديمية متميزة في جنوب أفريقيا وخارجها، وكان قد قضى عشر سنوات من شبابه في جزيرة روبن، حيث كان رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا معتقلاً، بينما انتدبت إسرائيل القاضي أهارون باراك، الرئيس السابق للمحكمة العليا، وذلك بعد أن وافقت، في 2 كانون الثاني/يناير الجاري على المثول أمام المحكمة [1].

 

وقائع جلسة المحكمة ومداولاتها

تعليقاً على إقدام بلده على تقديم هذه الدعوى إلى محكمة العدل الدولية، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا هذا الأسبوع إن نيلسون مانديلا كان «مصدر إلهام للعمل في مجال العدالة الدولية»، وأضاف: «إنها مسألة مبدأ بالنسبة إلينا؛ فالشعب الفلسطيني يتعرض للقصف والقتل (...). وكان من واجبنا الوقوف ودعم الفلسطينيين».

وقد أرسلت حكومة جنوب أفريقيا إلى لاهاي وفداً مكوّناً من ثمانية محامين، من ضمنهم المحامية عديلة حاسيم، عضو لجنة حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا، وجون دوغارد، الشريك في شركة المحاماة الدولية، Doughty Street Chambers، وتيمبيكا نجكوكايتوبي، الذي عمل بصورة خاصة في القضية التي أودت بالرئيس السابق جاكوب زوما إلى السجن، وماكس دو بليسيس أستاذ القانون في جامعة كوازولو- ناتال بجنوب أفريقيا، وكبير الباحثين في برنامج الجرائم الدولية في أفريقيا في معهد دراسات الأمن، والمحامي البريطاني فوغان لوير. ويترأس الوفد وزير العدل رونالد لامولا الذي أوضح، في تصريح صحفي، أن بلاده عازمة على إنهاء «الإبادة الجماعية في غزة من خلال هذه المحاكمة»، مشيراً إلى أن جنوب أفريقيا «تستمد قوتها من زعماء العالم الذين يقفون على الجانب الصحيح من «التاريخ». وأوضح محامو جنوب أفريقيا أمام المحكمة أن حركة «حماس» ليست دولة، وبالتالي «لا يمكنها رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، لذا فمن واجبنا أن نعرض الوضع في غزة أمامكم». وواحداً تلو الآخر، وصف المحامون، سواء كانوا من جنوب إفريقيا أم لا، المعاناة التي يتحملها الفلسطينيون في غزة منذ الهجوم الإسرائيلي المضاد. ووفقا لوزير العدل ورئيس الوفد، فإنه «مهما كانت الفظائع التي ارتكبت» في مستوطنات «غلاف غزة»، «فلا يمكن لأي هجوم أن يبرر الأحداث والأعمال التي وقعت في غزة». بينما قال تمبيكا نجكوكايتوبي، المحامي في المحكمة العليا في جنوب أفريقيا، إن «إسرائيل لديها نية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة»، وأضاف أن هذه النية «واضحة في الطريقة التي يتم بها تنفيذ هذا الهجوم العسكري»، وجلية في «التصريحات المقدمة، والتعليقات الصادرة عن الوزراء الإسرائيليين أو أفراد الجيش»[2].

وتصف مراسلة صحيفة «اللومانتيه» الباريسية، إليزابيت فلوري، وقائع جلسة المحكمة ومداولاتها، فتكتب: «يدخل أعضاء المحكمة في الموعد المحدد، خمسة عشر قاضياً دائماً، وقاضيان خاصان عُيّن أحدهما من قِبل جنوب أفريقيا، والآخر من قِبل إسرائيل، بينما يقف الحاضرون في القاعة صامتين، أمام هيبة استماع تاريخية، يهيمن عليها لون الرداء الأسود والأبيض والشعر المستعار الغريب...كلمات ثقيلة يجري الاستماع إليها: «إبادة جماعية»، «تمييز عنصري»، «مجازر»؛ إحصائيات مخيفة تم تحديثها قبل يومين: 23210 من الفلسطينيين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، 70% منهم نساء وأطفال، 7000 مفقود، يُفترض أنهم مدفونون تحت الأنقاض، هُدم 350 ألف منزل، ونزح 85% من الفلسطينيين في غزة؛ يتم إسقاط 6000 قنبلة، من بين أكثر القنابل تدميراً في العالم، كل أسبوع على منطقة مكتظة بالسكان؛ مداخلات موقوتة، يتم تقديمها بنبرة جادة، لا يقاطعها أحد؛ القانونيون المهنيون المتمرسون، والمعترف بهم، يتم الترحيب بهم باحترام، يعتمدون منطقاً معقداً يعرف وزن الكلمات، ويقدمون مفاهيم معترفاً بها وسوابق قضائية غنية وتحليلاً دقيقاً ومفصلاً ومدعوماً؛ ثم فجأة تظهر المشاهد المأخوذة من هاتف محمول: مجموعات من الجنود الإسرائيليين، أسلحتهم تتدلى من أكتافهم، وأذرعهم متشابكة، يرقصون ويضحكون مع حلول الليل: «لا يوجد أبرياء»، يغني الجنود وهم يدوسون الأرض بشكل إيقاعي؛ «لندع قراهم تحترق؛ لندع غزة تمحى»، وآخرون في وضح النهار، يحتمون بجدار منخفض، يفجرون نحو ثلاثين منزلاً دون سابق إنذار أثناء تلاوة مقتطفات من التوراة: «ويتم محو ذكر عماليق من تحت السماء»، وتظهر سحابة كثيفة من الغبار. وعندما تتلاشى الصورة، يصبح الصمت في قاعة المحكمة أبيض مثل الكفن. ثم تحذر المحامية الجنوب أفريقية عديلة حاسيم قائلة: «سيكون لدينا استخدام معتدل للوسائل السمعية والبصرية»، بينما يضيف البروفيسور ماكس دو بليسيس: «هذه المحكمة ليست مسرحاً أو عرضاً ودعوانا تستند إلى القانون، وليس إلى الصور؛ وخلال الساعات الثلاث من جلسة الاستماع التاريخية المخصصة للشكوى بشأن الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، تمت مناقشة العدالة والقانون والفقه، ولم يكن هدف المشاهد، التي استخدمت بصورة محدودة، إثارة المشاعر، بل للإشارة إلى ما هو واضح؛ فبينما نتحدث هنا، كل هذا مستمر في غزة». وتتابع الصحافية نفسها نقل وقائع الجلسة، فتكتب: «بالنسبة لبريتوريا، ليس هناك مجال للشك في أن الهدف الذي تسعى إليه «حكومة إسرائيل، وليس الشعب اليهودي»، هو في الواقع «تدمير جميع سكان غزة»؛ وهذه الرغبة في الإبادة الجماعية، لا تأتي من عدم، إذ يذكر أحد المحامين أن «عقوداً من الانتهاكات المنتظمة شجعت إسرائيل، فلقد قام الاحتلال على أساس ازدراء تام للقانون الدولي». ويصر مقدمو الدعوى على أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات سريعة، فيقول أحد المحامين: «كل يوم، يُقتل 247 فلسطينياً أو يتعرضون لخطر القتل، ومن بينهم 47 أماً و117 طفلاً، ويتم بتر أطراف عشرة أطفال كل يوم، ويتضرر أو يدمر 3900 منزل؛ كل يوم، تلد 180 امرأة في هذه الفوضى، ذلك إن المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس وعشرات المباني تحولت إلى ركام، ويقتل منقذ كل يومين». وعليه، وحتى قبل أن تبت المحكمة في حقيقة الإبادة الجماعية - والتي قد تستغرق سنوات - يجب إصدار أمر فوري باتخاذ «تدابير مؤقتة» لمنع «الخطر»، كما يحث على ذلك محامو جنوب أفريقيا؛ ومن بين هذه الإجراءات: التعليق الفوري للعمليات العسكرية؛ وقف جرائم القتل والطرد والحرمان المختلفة؛ تقديم المساعدة الإنسانية لسكان غزة، بما في ذلك الوصول إلى ما يكفي من الوقود والمأوى والملابس ومرافق النظافة والصرف الصحي، فضلاً عن الإمدادات والمساعدة الطبية، وضمان امتناع المسؤولين الإسرائيليين وغيرهم عن أي «تحريض مباشر وعلني لارتكاب الإبادة الجماعية» ومعاقبة من يفعلون ذلك، وفتح قطاع غزة أمام فرق التحقيق؛ ويقول أحد رجال القانون: «إن سمعة القانون الدولي ذاتها هي التي على المحك»، فإذا قررت محكمة العدل الدولية عدم إدانة إسرائيل، فسيكون ذلك بمثابة القول إن «الفلسطينيين أقل استحقاقاً للحماية من غيرهم»، وإن المحكمة «تبتعد عن اجتهادها القضائي». ويصر أحد المتحدثين على أن «حظر الإبادة الجماعية هو حكم قانوني مطلق ينطبق على الجميع»، ولدى الفلسطينيين في غزة، مثل أي شعب في العالم، حق بسيط، ولكن عميق، في الوجود». وينهي الرئيس الجلسة، على أن يقول الدفاع كلمته صباح يوم الجمعة»[3].

ويرى أستاذ القانون الدولي في جامعة بروكسل الحرة، فرانسوا دوبويسون، أن صدور حكم عن محكمة العدل الدولية بتفعيل التدابير الاحترازية كي تمتنع إسرائيل عن الأفعال الحربية وتسمح بتمرير المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، سيكون حكماً إلزامياً وقد يصدر خلال أسابيع، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل ستلتزم به، ذلك إن المحكمة لا تملك الوسائل اللازمة لتنفيذ أحكامها بالقوة، ولا يستطيع أن يفعل هذا إلا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكن التدابير الاحترازية من شأنها أن تشكل وسيلة ضغط على الدول الأخرى، بحيث تزداد الضغوط على إسرائيل، بما في ذلك من حلفائها الغربيين، لوقف المذبحة في غزة[4].

ردود أفعال المسؤولين الإسرائيليين على جلسة المحكمة

سيكون على الوفد الإسرائيلي أن يترافع اليوم، الجمعة، أمام المحكمة. وكان المسؤولون الإسرائيليون قد أدلوا بتصريحات، تعليقاً على مرافعات أعضاء وفد جنوب أفريقيا، تؤشر إلى طبيعة «الدفاع» الذي سيقدمه هذا الوفد.

فقد نددت وزارة الخارجية الإسرائيلية بما أسمته «أحد أعظم مظاهر النفاق في التاريخ، بالإضافة إلى سلسلة من الأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة»، متهمة جنوب أفريقيا بأنها «تعمل بمثابة الذراع القانوني لمنظمة حماس الإرهابية». وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس أن جنوب أفريقيا «تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بينما تكافح البلاد ضد الإبادة الجماعية»، مضيفاً أن القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي كشفت «عالماً انقلب رأساً على عقب»، معرباً عن أسفه قائلاً: «إن نفاق جنوب أفريقيا صارخ»، وإن إسرائيل «ستواصل القتال ضد الإرهابيين… حتى النصر الكامل». كما انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد، بالإضافة إلى العديد من السياسيين الإسرائيليين من جميع الأطراف، بشدة جلسة محكمة العدل الدولية. وفي بيان بالفيديو نُشر على موقع X، قال لابيد: «ليست إسرائيل هي التي تُحاكم اليوم، بل نزاهة المجتمع الدولي»، بينما صرّح وزير الاقتصاد نير بركات، بعد لقاء مع نائب المستشارة الألمانية روبرت هاباك في القدس: «بدلاً من اتخاذ إجراءات قانونية ضد حماس، توجه المحكمة المنافقة في لاهاي اتهامات باطلة ضد إسرائيل، وتنخرط في افتراءات معادية للسامية»، وأضاف: «معاداة إسرائيل هي معاداة السامية الجديدة»، في حين وصف رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت المحكمة المنعقدة بـ «قضية دريفوس في القرن الحادي والعشرين»، وأضاف: «هذا عرض مخز للنفاق ومعاداة السامية الصارخة». من جانبه، صرّح وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بأنه «لم يسبق أن شارك هذا العدد الكبير من الكفار في مثل هذه الأكاذيب الدنيئة»[5].

وتدّل هذه التصريحات على حقيقة أن حكام إسرائيل قد شعروا، لأول مرة، بأن سيف القانون الدولي مسلط على رقابهم، وخصوصاً جراء الرمزية العالمية التي تتمتع بها الدولة التي تقدمت بدعوى الإبادة الجماعية ضدهم؛ من الصحيح أن هذه ليست المرة الأولى التي يُطلب فيها من محكمة العدل الدولية إصدار حكم بشأن مدى التوافق بين السياسة الإسرائيلية والقانون الدولي، إذ أنها أصدرت، في سنة 2004، فتوى سابقة بعدم شرعية جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة تجاهلتها إسرائيل كلياً، إلا أن الإجراء الذي اتخذته جنوب أفريقيا اليوم «يعتبر استثنائياً»، لأن جنوب أفريقيا «ليست مجرد دولة، بل هي دولة نيلسون مانديلا، الذي هو أهم شخصية أخلاقية في العالم خلال المئة عام الماضية؛ رجل جعل من الكفاح ضد الفصل العنصري وتحرير الإنسان معركة حياته؛ الرجل الذي كان يقول دائماً: «حريتنا غير مكتملة من دون حرية الفلسطينيين»»، وهي دولة «حساسة للغاية، جراء ماضيها، تجاه نضال الفلسطينيين من أجل تقرير مصيرهم، وهو ما تشبهه بالنضال ضد الفصل العنصري، والعنيف الذي عاشته (1948-1991)»[6].

ــــــــــــــــــــــــــــ

 

[1) https://www.icj-cij.org/fr/statut;

https://www.bbc.com/afrique/articles/c3gy238kyj2o

[2] https://www.rfi.fr/fr/afrique/20240111-accusations-de-g%C3%A9nocide-contre-isra%C3%ABl-l-afrique-du-sud-a-d%C3%A9fendu-ses-arguments-devant-la-cij

[3] https://www.humanite.fr/monde/afrique-du-sud/guerre-a-gaza-la-cour-internationale-de-justice-se-penche-sur-un-possible-genocide

[4] https://www.rfi.fr/fr/moyen-orient/20240110-isra%C3%ABl-accus%C3%A9e-de-g%C3%A9nocide-devant-la-cij-la-justice-internationale-est-susceptible-d-agir

[5] https://fr.timesofisrael.com/a-la-haye-pretoria-crie-au-genocide-israel-refute-des-

contre-verites-infondees;

 https://fr.timesofisrael.com/netanyahu-repond-a-lhypocrisie-de-lafrique-du-sud-cest-israel-qui-combat-le-genocide/

[6] https://www.humanite.fr/monde/afrique-du-sud/israel-palestine-la-cour-internationale-de-justice-se-penche-sur-le-risque-de-genocide-a-gaza

  

ص8

 

الصحافة الفنلندية والهجرة من العراق

 

هلسنكي ـ طريق الشعب

 

نشر موقع حزب اتحاد اليسار الفنلندي منتصف شهر كانون الأول الماضي مقالا بعنوان (هل ستتوقف الهجرة من العراق الى فنلندا؟) للزميل يوسف أبو الفوز، كتب أساسا باللغة العربية وترجمه الى اللغة الفنلندية الدكتور ماركو يونتنين أستاذ كرسي دراسات الشرق الأوسط في جامعة هلسنكي. أشار المقال الى ان منظمة الهجرة العالمية (IOM) تقدر عدد اللاجئين من العراق، في مختلف انحاء العالم، بأكثر من مليونين، (ممن تركوا بلدهم في العقود الأخيرة، وبدأوا حياة جديدة بعيدا عن سمائهم الأولى في دول الجوار ومختلف البلدان الاوربية ومنها فنلندا.). ويؤكد المقال أن الهجرة من العراق ارتبطت أساسا بطبيعة الانظمة الحاكمة وسياساتها المباشرة. ويشير بشكل واضح الى كون انتكاسة الانتفاضة في اذار 1991، والقمع الذي تعرضت لها أوضح للعراقيين أيامها (ان نظام صدام حسين سيعيش فترة أطول، فبدأت موجة هجرة من العراق ودول الجوار العراقي نحو البلدان الاوربية ومنها فنلندا).

ويسلط المقال الضوء، على تصاعد ازمة الحدود ما بين روسيا وفنلندا في الشهور الاخيرة، ووصول اعداد متزايدة من اللاجئين الى نقاط العبور على حدود فنلندا الشرقية على الدراجات الهوائية، وينبه الى ما اشارت اليه التقارير الرسمية من وجود عدد ليس قليل من العراقيين ما بين راكبي الدراجات بغرض طلب اللجوء والحماية الدولية. وأوضح المقال بان وسائل الاعلام الفنلندية نشرت لقاءات مع بعض العراقيين من اللاجئين، وينبهنا من ان (مرور سريع لأي متابع لوسائل التواصل الاجتماعي، لمواقع بعض من هذه الأسماء، سيجد ان احوالهم الاقتصادية في العراق كانت جيدة، بل وبعضهم يعيش حياة باذخة) فيتساءل المقال (لماذا أذن يتركون كل هذا ويتحملون أخطار السفر ومجازفاته في البرد والثلج ويقصدون بلدا مثل فنلندا، بعيدا تحت سماء القطب؟) يحاول ان يجيبنا المقال من خلال استعراض دراسة لمنظمة الهجرة العالمية (IOM) نشرت في شهر آب من العام الماضي بينت (ان فنلندا وألمانيا هي أكثر البلدان الاوربية تفضيلا بالنسبة للمهاجرين العراقيين للاستقرار فيها، بسبب ما معروف عن البلدين من استقرار سياسي وطبيعة الأنظمة والقوانين فيها) وأيضا يذكر المقال بأن نفس الدراسة تشير الى ان أسباب الهجرة من العراق في الفترة الأخيرة تكمن في (عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني والسياسي وغياب العدالة الاجتماعية في البلد). ويؤكد ان ( في كل الهجرات، التي حصلت من العراق، كان المهاجر العراقي يبحث عن سقف آمن، يبحث عن استعادة كرامته المنتهكة من قبل سلطات المحاصصة ، لهذا نجد شبابا نالوا التحصيل الأكاديمي العالي في العراق، أو ان أوضاعهم الاقتصادية جيدة، يتركون بلدهم بحثا عن حياة أفضل يستعيدون فيها انسانيتهم) ويطلق المقال تحذيرا من انه ( ما دامت في العراق والشرق الأوسط أنظمة غير ديمقراطية، وتغيب العدالة الاجتماعية وتنتهك الحريات العامة والشخصية وتقمع حرية التعبير، فان الهجرة من العراق الى أوروبا وفنلندا لن تتوقف.)        

 

رحيل الشخصية الوطنية والاجتماعية في كندا المناضل يلماز جاويد

 

د. خالد الحيدر

 

ولد في 1 حزيران عام 1938 في مدينة كركوك، وكان ثالث إخوته وهو شقيق الشهيد البطل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي فكرت جاويد. تحمل مسؤولية عائلته في عمر الرابعة عشرة واضطر لتكبير عمره ليتسنى له العمل في شركة النفط بكركوك هناك.

كان يعمل نهارا ويدرس في مدرسة مسائية حتى تخرج معلما ودخل كلية التجارة محتفظا بعمله كمعلم. انخرط في صفوف الحزب الشيوعي في سن مبكرة والتزم بمبادئه وأخلاقه طيلة حياته.

أثناء انقلاب ٨ شباط 1963 الأسود كان مع الرفاق في باب وزارة الدفاع مدافعا عن مكاسب ثورة 14 تموز 1958 الخالدة، وفي ٩ شباط ألقي القبض عليه هو وأفراد عائلته وخسر سنتين من دراسته وسحبت يده من وظيفته كمعلم. وبعد عودته للدراسة كان الأول على قسم المحاسبة في الجامعة وأصبح يعمل في مكتبين للحسابات إضافة إلى عمله كمعلم ليستطيع أن يفي بالتزاماته لعائلته الكبيرة

تزوج عام ١٩٦٦ وله ابنتان زينب مهندسة معمارية وزينة ماجستير اتصالات

لظروف قاهرة هاجر إلى كندا وهناك حصل على دبلوم في المحاسبة وأنشأ (مؤسسة جاويد لخدمات المسنين) ومن خلالها قدم كل ما بوسعه لمساعدة العراقيين من كبار السن وكذلك خدمات للقادمين الجدد. تواصل مع الجمعيات العراقية والعربية وأنشأ علاقات طيبة معهم وبعدها أنشأ (نادي كبار السن) ليلتقي فيه العراقيون من الرجال والنساء مرة كل اسبوع للنقاش والترفيه والتعارف. بذل قصارى جهده في خدمة الجالية العراقية تسانده زوجته الأديبة الشاعرة أم زينب في تجمع النساء والالتقاء في النادي وتقديمها بما يلزم. وترأس لفترة ذهبية الجمعية العراقية الكندية وكان ذا حضور جميل في كافة فعاليات ونشاطات مؤسسات الجالية العراقية وجمعياتها وبهذا حظي بتكريمها ومنها عضو فخري في الجمعية المندائية الكندية لإسناده وخدماته الجليلة لها. وقد استمر في ذلك لسنوات عديدة حتى توفي في ٣٠ /٤ /٢٠٢٢ في إحدى مستشفيات تورونتو. ترك بعده أطيب الأثر بين أهله وأصدقائه والجالية العراقية.

 

 

مسيرة عراقية

في المهجر الأمريكي

 

سعد كاظم

 

يوثق كتاب مسيرة عراقية في المهجر الامريكي، بقلم الكاتب نبيل رومايا، مسيرة الأتحاد الديمقراطي العراقي النضالية في أمريكا، الذي تأسس عام 1980، الكتاب بجزأين يحتوي كل جزء على  625 صفحة، يتحدث  فيها المؤلف عن سيرته الذاتية ونشاطات الجالية العراقية في ولاية مشيغان والهجرة إلى أمريكا. ومعروف أن الهجرة الى أمريكا لا تختلف عن هجرة أغلب العراقيين في بلدان الشتات وجلها لأسباب سياسية،  إرتبطت بسنوات الجمر والطغيان وفرض إرادة الدكتاتورية والبطش التي طالت فئات سياسية عراقية مختلفة.  كما يوثق الكاتب أحداث حركة الجالية السياسية والثقافية ويصور الأحداث بشكل جميل وبتسلسل زمني وتاريخي مبدع. ويذكر أن  عقد الاتحاد الديمقراطي العراقي أكثر من مؤتمر دولي، وأستضاف عددا من الشخصيات السياسية المهتمة  بالشأن العراقي والأمريكي الديمقراطي العراقي، بالتنسيق مع لجان ومنظمات عراقية وعربية.

كما يتناول الكتاب عرض السيرة الذاتية للمؤلف وبداياته ومساهماته بالعمل مع أبناء الجالية العراقية من خلال الأتحاد الذين أبدعوا في نشاطهم المتواصل والدؤوب في العمل الديمقراطي والسياسي.

 هذا الكتاب يعد مرجعا للباحثين عن تاريخ نضال الجالية العراقية والهجرة وحياة المهاجرين السياسية والإجتماعية في امريكا. وهو جدير بالقراءة وفيه توثيق وصور جميع نشاطات الأتحاد الديمقراطي في مشيغان، ومن لديه الرغبة بالبحث والتوثيق عن تاريخ الجالية العراقية في أمريكا سيجده فيه.

 

عن الرفيق عامر جميل

(ابو سلام)

 

 

ماجدة الجبوري - كندا

 

 التعرّف على شخصية عامر جميل ابو سلام، تعد مكسباً كبيراً، فهو محاور وسياسي محنك، لديه تراكم ثقافي كبير، وذاكرة متّقدة يحسد عليها، وهي مرجع لأكثر رفاقه، وأصدقائه لما يمتلكه من خزين من المعلومات وبالتواريخ.

 ولد ابو سلام عام ١٩٥٣ في كركوك، ينحدر من عائلة عمالية كادحة، انتقل وعائلته إلى بغداد ليعيش طفولته وشبابه في العاصمة، وتعمّق أفكاره ومداركه، بتأثير من العائلة واصدقائه، يذكر منهم القيادي في الحزب كمال شاكر، وعبد الإله خميس الحسني « ابو حيدر»، بدايات عمله كان مع اتحاد الشبيبة الديمقراطي، عمل مع الرفيقة شميران مروكل ونستطيع القول إنه الانتماء الأول وبداية المشوار النضالي.

 اكمل دراسته الجامعية في كلية الادارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية، ومن ثم سيق إلى الخدمة العسكرية وبعد إكمال خدمته، وبسبب الظروف السياسية السيئة في البلد ومطاردة اليساريين وأصدقائهم واختفاءه بأكثر من مكان، اتيحت له الفرصة لمغادرة العراق بعد ان اشتدت ملاحقة اليساريين الى سوريا عام ١٩٧٩ ومن ثم إلى اليونان، وبلغاريا، والعودة مرة  اخرى إلى اليونان مكث فيها بحدود عامين، حاول فيها جمع بعض الوجوه العراقية الديمقراطية يذكر منهم، كاك محمود علي كمال، و شهاب زغير، ويذكر في حديثه كان لديهم نشاط  معارض للحكم، من خلال توزيع مناشير توضّح أسلوب تعامل النظام مع شعبه بشكل بربري و وحشي، وحاول وقتها النظام إرشاء حكومة اليونان بمبلغ خمسة ملايين دولار لدعمه في الانتخابات مقابل القاء القبض على الناشطين والمعارضين العراقيين، لكن بمساعدة الحزب الشيوعي اليوناني استطاع البعض الافلات من الاعتقال وهو واحد منهم ، وللأسف تم اعتقال العديد من رفاقنا يذكر منهم شهاب زغير، وهو عامل كان يقود التظاهرات في معمل « Elsa « رغم صغر سنه، وضعه مرتزقة أ لنظام في تابوت وارسلوه للعراق ومن ثم سيق إلى الخطوط الأمامية في الحرب الطاحنة بين العراق و ايران..

 توفّرت فرصة لجميل بداية الثمانينات ليشدّ الرحال الى الولايات المتحدة الامريكية والاستقرار في ولاية مشيغان، هناك التقى مع مجموعة من الشباب شكلوا هيئة رابطة الديمقراطيين التقدميين العراقيين يذكر منهم، عادل عقراري، عامر دادو ، جميل سلمو، صائب شونيه ، عماد اسمرو، بدر معروف، كان عددهم حوالي ٤٠ شخصاً، وإصدار  جريدة باسم «صوت الأحرار» ومن ثم عزمنا على تأسيس تجمع مدني تحت اسم (الاتحاد الديمقراطي العراقي ) عام ١٩٨١ وانتخاب عامر جميل سكرتير للاتحاد وتم واعاده انتخابه عدة مرات، شكل الاتحاد فروعًا له في كالفورنيا وشيكاغو، نيويورك وأريزونا، وفرع خاص في كندا مركز  مدينة تورنتو . في ظل كل تلك الظروف القاسية عمل عامر جميل مع زملائه ورفاقه في الخارج بهمة نضالية عالية، ونشاط دؤوب، والتصدي لجرائم النظام بحق الشعب العراقي وفضح ممارساته الشوفينية، ويتذكر عامر حادثة عام ١٩٨٢ لازالت عالقة في ذهنه عندما خرج البعثيّون لبيعة النظام ومساندته في ارتكاب جرائمه، تصدى زملاء الاتحاد لهم وتم اعتقال سكرتير الاتحاد عامر جميل من قبل الامن الامريكي FBI، وبالرغم من قوة وجبروت النظام الى ان ازلامه كانوا يخشون صلابة المعارضة في ذلك الوقت. وعن نشاط الاتحاد ومهامه يقول جميل، قدنا عددا من التظاهرات ضد سياسة الدكتاتور صدام حسبن، و تحشيد الرأي العام العالمي ضد ممارسات النظام، وايصال صوت رفاقنا في الداخل وهم يقبعون في السجون والمعتقلات، إلى المنظمات  العالمية المعنيّة بحقوق الانسان في سبيل الضغط على الحكومة العراقية واطلاق سراحهم وايقاف الاعدامات الجماعية، كما كان للاتحاد دور كبير في ايصال المساعدات للداخل للعوائل المحتاجة وتحمل تكاليف أجهزة اذاعة الشعب العراقي التي كانت تبث من اقليم كوردستان ... استمر الاتحاد بنشاطه وسط الجالية العراقية ومد الجسور مع المنظمات الأخرى وتشكيل لجنة تنسيق انبثق منها اربعة مؤتمرات دولية تطالب برفع الحصار الجائر عن الشعب العراقي، ودعم القوى الوطنية ومساندتها من خلال نبذ الطائفية والمحاصصة بعد سقوط النظام البائد. كما استضاف الاتحاد عدد من الشخصيات السياسية والادبية المهمة قبل وبعد سقوط النظام السابق.

 سيمون ـ حسين البزون فنان واعد

 

يوسف أبو الفوز

 

كان اللقاء معه شيقا، فهو شاب مفعم بالحيوية، لا تتوقف يديه عند الحركة عند حديثه.

تتلاحق عنده الأفكار وتتقاطع بثراء فطموحاته بدون حدود. أجتهد كثيرا في عمله كممثل مسرحي وسينمائي، فنالت موهبته اعجاب اهم المخرجين الفنلنديين المسرحيين والسينمائيين. ضمن ما شدنا اليه، أن نشأته الفنلندية، لم تمنعه من الاعتزاز بجذوره العراقية والفخر بها والحديث عنها وتمثلها في عمله وعموم علاقاته. وصل حسين البزون الى فنلندا عام 1993 وهو في التاسعة من عمره، درس وتعلم في مدارس مدينة توركو قبل ان ينتقل الى العاصمة هلسنكي ويستقر فيها. يكرر بان الاختلاف الثقافي ولّد عنده تحديا كبيرا لأجل اثبات ذاته. شغف بالرقص التعبيري خلال دراسته في المدرسة الإعدادية، ومارسه كراقص ثم كمدرب، فمنح جسده مرونة يحتاجها فن التمثيل. اعتلى خشبات المسرح في عدة اعمال مسرحية وبالمثابرة والاستفادة من كل تجربة فنية، نجح في العمل الى جانب اهم المخرجين الفنلنديين، في مسرحيات وأفلام قصيرة وطويلة ومسلسلات، مثل المخرج الفنلندي والعالمي آكي كوريسماكي والمخرج ميكو ميليلاتي، ويذكر ان العديد من أفلام آكي كوريسماكي نالت جوائز عالمية في اهم المهرجانات فمن 72 ترشيح لمختلف المهرجانات والجوائز نال منها 59 جائزة،واخرها فيلم (الأوراق المتساقطة) الذي شارك في القائمة التنافسية لمهرجان كان الأخير ونال جائرة لجنة التحكيم، وتم اختياره لتمثيل فنلندا في حفل الاوسكار القادم، ويشارك في التمثيل فيه فناننا الشاب سيمون البزون .

الى جانب التمثيل، نالت الكتابة اهتمام الفنان حسين البزون فاجتهد كثيرا والتحق بدورات دراسية خاصة، ليتمكن من تقديم سيناريوهات لأفلام قصيرة أنتج بعضها والبعض تنتظر.

منها نص سيناريو لفيلم قصير بعنوان (أبتسم وانحني) ينتظر التمويل المناسب للإنتاج، بعد ان تم اختياره ضمن عدة نصوص نالت ثناء لجنة تحكيم خاصة، التي ذكرت في تعليقها (ان سيناريو “أبتسم وأنحنى” فتن لجنة التحكيم بدفئه وحساسيته.) ويحكي السيناريو عن المصاعب التي يواجهها طالبي اللجوء من خلال الحديث عن معاناة عامل نظافة هو بالأساس ممثل مسرحي.

ان شباب مثل سيمون ـ حسين البزون، حرصوا على إستثمار كل دقيقة من وقتهم لأجل العمل المثمر والابداع، وإثبات جدارة تليق بتأريخ موطن آبائهم، جديرون بالإهتمام.

 

الباحث الجاد: هاشم نعمة أنموذجا

 

مجيد إبراهيم خليل

 

أكمل هاشم نعمة دراسته في علم الجغرافيا بجامعة البصرة، وواصل دراسته العليا في هذا المجال؛ فحصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات السكانية والجغرافية من أكاديمية العلوم الهنغارية. وعند قدومه إلى هولندا إنخرط بالعمل في المؤسسات العلمية ومراكز البحث الهولندية، وترجمة البحوث والدراسات إلى اللغة العربية من اللغتين الهولندية والإنكليزية.

وشغلت هاشم هموم وطنه، فكرّس تحصيله العلمي وجهده الفكري ووقته لقضايا وطنه، خصوصا ما يتعلق بالسكان وقضايا التصحر والمياه وغيرها من القضايا الاجتماعية التي تعاني منها البلاد، كما شغله موضوع الهجرة حيث تعرض الوطن إلى هجرات سكانية متعددة؛ فأصدر كتابا بعنوان: “العراق: دراسات في الهجرة السكانية الخارجية”2006. ولم تقتصر اهتماماته بقضايا الوطن، فكتب دراسة تحليلية عن “هجرة العمالة من المغرب العربي إلى أوربا، هولندا نموذجا” 2012. ومن المعروف أنه تتوزع في هولندا وبلجيكا وفرنسا عمالة قادمة من بلدان المغرب العربي منذ سبعينات القرن الماضي. كما أصدر الدكتور هاشم كتابا بعنوان” التصحر يعيق التنمية في العالم العربي، أبعاده البيئية والاقتصادية والاجتماعية” وهذا الإصدار يؤشر إلى اهتمام المؤلف بما تعانيه بلادنا وبلدان عربية شقيقة من التصحر. كما أصدر كتابا بعنوان: “ العالم العربي: دراسات في المتغيرات السكانية ونظرياتها” 2018.

ويترجم نعمة بإنتظام من صحيفة هولندية عريقة إسمها (أن. آر. سي) بعض المقالات التي تهم الشأن العراقي، أو تهم الشأن الهولندي لإطلاع قراء العربية على مجريات الواقع الهولندي. منها مقال بعنوان: “التطرف اليميني بات مقبولا على نطاق واسع في هولندا”. وفي الشأن العراقي مقال عن معاناة سكان الأهوار بعنوان:”يمكنك أن تشعر بجفاف الدلتا في العراق من حليب الجاموس”.

وللمؤلف إهتمامات فكرية أخرى متنوعة، إضافة إلى انشغالاته في الجغرافيا والسكان؛ فهو يقدم لقرّاء العربية عبر التأليف، والترجمة قراءات جادة لأحدث الإصدارات في مجالات معرفية عديدة، تعالج قضايا فكرية راهنة وشؤونا عديدة تخص الوطن وأوضاعه، وأصدر عدة كتب في هذا المجال ومازال يثري المكتبة العربية. وآخر ما صدر له هذا العام 2023 كتابان هما “موضوعات إجتماعية-إقتصادية معاصرة، مع التركيز على حالة العراق” ويضم الكتاب مجموعة من البحوث والدراسات الأكاديمية، وموضوعات وقراءات تتعلق بالجانب الاجتماعي-الاقتصادي مع التركيز على حالة العراق. وكتاب: “العالم العربي، دراسات في الهجرة الدولية ونظرياتها” ويضم هذا الكتاب فصلا بعنوان: هجرة الكفاءات العلمية العراقية، دراسة تحليلية.

وقد سبق للمؤلف أن ضمّن كتاب “الهجرة القسرية في البلدان العربية” لمجموعة مؤلفين 2022 فصلا بعنوان: اللاجئون العراقيون في أوربا بين إكراهات اللجوء وآفاق الاندماج: هولندا نموذجا.

 إن الدكتور هاشم يسعى من خلال كتاباته الأكاديمية وقراءاته لما يترجم أن يكون له موقف من مجريات الواقع في الوطن، والعمل على تغيير هذا الواقع نحو الأحسن، وذلك بتشجيع القراء على إعمال العقل والنقد وإثارة الأسئلة. 

  

مؤسسة الجالية الكلدانية

 في ديترويت

طموحات لنشاطات مقبلة

 

كمال يلدو

 

تتوجه هذه الأيام  مؤسسة الجالية الكلدانية للعمل على توفير الخدمات للأفراد في مجالات التأمين الصحي والصحة النفسية والخدمات الاجتماعية والمساعدة على التأقلم مع المجتمع الأمريكي، وذلك ضمن أهدافها  بالإضافة الى برامج مهمة اخرى والتي تشمل:

برنامج التدريب ومساعدة اللاجئين للتأقلم في المجتمع: يهدف الى مساعدة اللاجئين وأفراد المجتمع الأخرين ليتسنى لهم التأقلم مع المجتمع الأمريكي وليكونوا أقل اعتمادا على المساعدات الحكومية.

خدمات تعليم اللغة الأكليزية: فتح دورات لتعليم اللغة الأكليزية كلغة ثانية، وذلك بالتعاون مع كلية مكومب.

خدمات الهجرة: مساعدة الافراد في تعبئة أستمارات التقديم للحصول على الإقامة الدائمة (الكرين كارد) والجنسية الأمريكية.  فصول التهيئة للحصول على الجنسية الأمريكية: فصول التحضير والتدريب لإكمال امتحان التقديم للجنسية الأمريكية بنجاج. برنامج إيجاد عمل: يوفر فرص التدريب والبحث وإيجاد إعمال للعاطلين حسب قابلياتهم.  فصول لتعليم الكمبيوتر (الحاسوب): دورات لتعليم الخطوات الأساسية في كيفية إستخدام الكومبيوتر . برنامج الرعاية الصحية: لمساعدة وتسجيل أفراد الجالية في برنامج الرعاية الصحية وبرنامج الصحة للجميع في ميشيغان.  خدمات الصحة النفسية للاجئين: يقدم هذا البرنامج خدمات الصحة النفسية للمحتاجين من اللاجئين وافراد المجتمع في مناطق جنوب شرق ميشيغان.  برنامج ذوي الاحتياجات الخاصة: يعتبر هذا البرنامج من البرامج المهمة لمساعدة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير ساعات راحة لمقدمي الرعاية. ندوات ثقافية تدريبية: تقدم مؤسسة الجالية الكلدانية ندوات ومحاضرات ثقافية للمنظمات الصحية والجهات الحكومية في المجتمع للتعرف على الجالية الكلدانية. الصندوق الكلداني للقروض: يوفر الصندوق قروض بفوائد مخفضة لغرض مساعدة اللاجئين لشراء سيارة. برنامج بسموثا: يقدم برنامج بسموثا وبالإشتراك مع الرابطة الكلدانية الأمريكية لذوي المهن الصحية خدمات صحية مجانية لأبناء الجالية الكلدانية السريانية الاشورية الذين لا يتمتعون بالتأمين الصحي. 

برامج المنح الدراسية الاكاديمية: يقدم مساعدات مالية للطلاب الكلدان تساهم في نفقات الدراسة.

برنامج قلوب العطاء: تأسس هذا البرنامج لأحياء ذكرى السيدة ففيان اسحاقي شونيا، وذلك بالتعاون مع مجموعة من نساء الكلدان، لتخفيف وطأة النفقات المالية المتعلقة بالرعاية الصحية فيما يخص سرطان الثدي.

صندوق جون لوسيا لمرض السرطان: في ذكرى المرحوم جون لوسيا تأسس هذا الصندوق لتقديم مساعدة مالية للذين لا يستطيعون تحمل إرتفاع كلفة النفقات الطبية.

صندوق وعد مراد: تأسس الصندوق إحياء لذكرى المرحوم السيد وعد مراد الذي قتل في مكان عمله ويقوم هذا الصندوق بدفع مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القاء القبض والحكم على مرتكبي جرائم عنف ضد رجال الأعمال الكلدان.

  

ص9

 

أدم طالب ينتقل الى صفوف تورينو

تورينو ـ وكالات

 

وقع نجم العراق في منتخب الشباب الموهوب آدم طالب، امس السبت، رسمياً عقده مع نادي تورينو الإيطالي لتمثيل فريقه تحت 19 عامًا.

ويبلغ اللاعب آدم طالب 17 عامًا، وسبق له أن مثل منتخب شباب العراق في بطولتي كأس آسيا-أوزباكستان 2023، وكأس العالم-الأرجنتين 2023.

 

العراق يُعوّل على خط الوسط في مواجهة اندونيسيا

متابعة ـ طريق الشعب

 

يعول المنتخب العراقي في مشاركته ببطولة كأس آسيا، التي يستهل مشواره فيها بمواجهة إندونيسيا غدا الإثنين، ضمن المجموعة الرابعة التي تضم أيضًا اليابان، وفيتنام، على جاهزية أبرز لاعبيه.

ويعد خط وسط المنتخب الذي يتميز بالمهارة والجودة، أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها خيسوس كاساس، مدرب المنتخب.

ويمتلك المدرب الإسباني، وفرة في وسط الملعب وعلى الأطراف، يقف في مقدمتهم محترف أوتريخت الهولندي زيدان إقبال، الذي سيدخل منافسات البطولة القارية لأول مرة في مسيرته، ويتطلع إلى ظهور مميز بعد عودة من إصابة سابقة أبعدته عن المشاركة ببطولتي كأس ملك تايلاند، والأردن الرباعية.

ويلعب إلى جانب إقبال الثلاثي المحترف في البرتغال والسويد وفرنسا: «أسامة رشيد وأمير العماري وأحمد علي» وقدم هؤلاء مستويات مبهرة في مباراتي إندونيسيا (5-1) وفيتنام (1-0) بتصفيات مونديال 2026.

وعلى الأطراف يتواجد في جهة اليمين نجم القوة الجوية إبراهيم بايش، الذي يمر بأفضل حالاته، وينافسه في اللعب بشكل أساسي الوافد الجديد محترف هاماربي السويدي منتظر ماجد، الذي في حال مشاركته ضد إندونيسيا سيسجل في رصيده الدولي مباراته الثانية بعد خوض ودية كوريا الجنوبية التي أقيمت مؤخرا في أبو ظبي وخسرها (0-1).

وفي جهة اليسار، يبرز اللاعب الصاعد علي جاسم، الذي يمتلك فرصة كبيرة بتسجيل أسمه في قائمة أفضل اللاعبين، أملا أن يواصل رحلة تسجيل الأهداف مع صناعتها كما أهلها بدوري أبطال آسيا.

ويشكل المحترف في النرويج دانيلو السعيد إضافة قوية لمنتخب بلاده، بعد الإمكانيات الكبيرة التي أظهرها في بطولة الأردن الرباعية، بينما يتواجد بشار رسن محترف قطر القطري كصانع ألعاب وقد يزجه كاساس ورقة رابحة.

كما يحضر بالقائمة الحالية المحترف بصفوف آينتراخت براونشفايج الألماني يوسف الأمين، الذي قدم أوراق اعتماده بوقت مبكر رغم صغر سنه، لكن لمحاته ومهاراته أثبتت أنه الموهبة المتوقع لها أن تقدم المردود الإيجابي لمنتخب بلاده في المعترك القاري المرتقب.

وخاض المنتخب الوطني مرانه قبل الأخير يوم أمس السبت، ومن المؤمل ان يفتقد المنتخب العراقي لخدمات مدافعه سعد ناطق أمام إندونيسيا بسبب شد عضلي.

 

 

استراليا تهزم الهند في كأس اسيا

متابعة ـ طريق الشعب

 

تغلب منتخب أستراليا على الهند 2-0 امس السبت على ستاد أحمد بن علي في الريان، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية في كأس آسيا قطر 2023.

وسجل جاكسون ايرفاين (50) وجوردان بوس (73) هدفي الفوز لصالح المنتخب الأسترالي.

 جاءت بداية مجريات اللقاء متكافئة بين الفريقين، مع أفضلية للمنتخب الأسترالي الذي بادر في تهديد مرمى منافسه مُبكراً عندما سدد عزيز بيهيتش كرة قويّة زاحفة من خارج منطقة الجزاء، لكنها مرّت بجوار الأيمن (5).

في المقابل، سنحت أولى الفرص للمنتخب الهندي حينما أرسل نيكيل بوجاري كرة عرضية مُتقنة من الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء حوّلها سونيل تشيتري برأسه من منتصف الصندوق مرّت قريبة بجوار القائم الأيمن لمرمى الحارس الأسترالي ماثيو رايان (16).

ولم تشهد الدقائق الأخيرة من زمن الشوط الأول محاولات خطيرة على كلا المرميين، لتنتهي مجريات الشوط بنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين.

ومع بداية الشوط الثاني، نجح المنتخب الاسترالي في افتتاح التسجيل حينما أرسل بويل كرة عرضية مُتقنة من الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء فشل الحارس سينغ ساندو في التعامل معها لتصل أمام جاكسون ايرفاين الذي سددها قوية بقدمه اليسرى من منتصف الصندوق داخل الشباك (50).

وأسفرت أفضلية المنتخب الأسترالي عن إحرازه الهدف الثاني بعد توغل البديل رايلي ماكغري من الجانب الأيمن لمنطقة الجزاء قبل أن يمرر كرة عرضية أرضية باتجاه القائم البعيد سددها البديل الأخر المدافع جوردان بوس مباشرة بقدمه اليسرى باتجاه الزاوية اليسرى لتسكن الشباك (73).

 صراع ريال مدريد وبرشلونة يتجدد في الرياض

الرياض ـ وكالات

 

يتجدد الصراع مرة أخرى بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة عندما يلتقيان غدا الأحد في مباراة «الكلاسيكو» بنهائي كأس السوبر الإسباني لكرة القدم على استاد «الأول بارك» بالرياض.

وتستضيف السعودية بطولة كأس السوبر الإسباني للمرة الرابعة في التاريخ، بعد أعوام 2020 و2022 و2023.

وستكون هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يلتقي فيها الفريقان في المباراة النهائية للبطولة، حيث التقيا في العام الماضي، وفاز برشلونة 3 - 1 وتوج باللقب.

وحجز الريال موقعه في المباراة النهائية بعد فوزه على جاره أتلتيكو مدريد 5 - 3 عقب وقت إضافي، في الدور قبل النهائي، فيما تأهل برشلونة بفوزه على أوساسونا 2 - صفر في الدور قبل النهائي.

والتقى الفريقان في 255 مباراة رسمية حتى الآن، وكانت الكلمة العليا للريال الذي حقق الفوز في 104 مباراة، فيما حقق برشلونة مئة انتصار، وتعادلا في 51 مباراة.

وفي آخر 12 مباراة جمعت بين الفريقين، فاز الريال في ثماني مباريات، فيما فاز برشلونة بأربع مباريات.

وكان الفوز الذي حققه برشلونة 3 - 1 على الريال في نهائي نسخة الموسم الماضي، هو الأول له على الفريق في كأس السوبر بعد أربع هزائم متتالية في الفترة ما بين 2012 و2022.

ولم يخسر الريال إلا في مباراة واحدة في جميع المسابقات هذا الموسم، وفشل في التسجيل في مباراة واحدة في آخر 27 مباراة.

وتحوم الشكوك حول مشاركة داني كارفاخال في المباراة، حيث تدرب منفردا بسبب إصابة عضلية، وسيخضع اللاعب لفحص طبي خلال الساعات المقبلة لمعرفة مدى جاهزيته للقاء.

وأنهى برشلونة فترة انتظار خمس سنوات للتتويج بلقب كأس السوبر، بعدما توج به الموسم الماضي، وستكون الفرصة متاحه أمامه للفوز بالكأس للعام الثاني على التوالي وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية تتويجا باللقب حيث حصده 14 مرة بفارق لقبين أمام الريال.

وسيفتقد برشلونة لجهود رافينيا، ولذلك يتوقع أن يبدأ لامين يامال اللقاء بدلا عنه، كما يتوقع أن يبدأ بيدري اللقاء.

وستكون هناك مباراة أخرى خارج الخطوط بين تشافي، المدير الفني لبرشلونة، والإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال.

ومنذ أن تولى الثنائي تدريب الفريقين التقيا في ثماني مباريات، وتمكن كل مدرب من الفوز على الآخر في أربع منها.

 

 

الفدائي الفلسطيني يدشن مشاركته في كاس آسيا في مواجهة صعبة امام إيران

متابعة ـ طريق الشعب

 

يتأهب منتخب فلسطين لخوض مشاركته الثالثة تاريخيًّا في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم؛ حيث يدشن «الفدائي» مشواره بنسخة البطولة «قطر 2023»، من خلال مواجهة صعبة أمام إيران، غدًا الأحد، ضمن منافسات المجموعة الثالثة.

وبالإضافة إلى فلسطين وإيران، تضم المجموعة أيضًا منتخبَي الإمارات وهونغ كونغ. وحسب محللين، يمتلك الفريق الفلسطيني حظوظًا جيدة للتأهل، وفقًا لنظام البطولة الجديد، الذي طُبق بداية من النسخة الأخيرة «الإمارات 2019».

وبات نظام كأس آسيا ينص على تأهل صاحبَي المركزين الأول والثاني في ترتيب كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الستة، إلى الأدوار الإقصائية.

وشارك منتخب فلسطين بنهائيات كأس آسيا لأول مرة عام 2015 بأستراليا، لكنه احتل المركز الرابع على سلم المجموعة بـ 3 خسارات متتالية، قبل أن يُظهر الفريق تطورًا لافتًا بالنسخة التالية في 2019؛ حيث تعادل مرتين، مقابل تلقيه هزيمة واحدة، ليأتي ثالثًا في ترتيب مجموعته، مُتقدمًا على منتخب سوريا، صاحب التاريخ والرصيد البشري الأكبر.

ومن المعروف أن استعدادات منتخب فلسطين للمشاركة بنهائيات كأس آسيا 2023 قد تأثرت بالظروف الحالية، لكن مراقبين قالوا إن هذه الظروف قد تدفع لاعبي «الفدائي» لتقديم أفضل مستوياتهم، في محاولة لإسعاد شعبه.

ومن المُقرر أن يخوض منتخب فلسطين مباراته الثانية في المجموعة، حينما يلاقي نظيره الإماراتي يوم الخميس المقبل (18 يناير/ كانون الثاني الجاري)، قبل مواجهة هونغ كونغ في الجولة الثالثة (الأخيرة) من دور المجموعات، يوم الثلاثاء 23 يناير.

وأبدى لاعب منتخب فلسطين ياسر حامد، حماسه للمشاركة في نهائيات كأس آسيا بقطر؛ مقدمًا وعدًا لجماهير بلاده بقوله: «اللاعبون متحمسون. كأس آسيا بطولة كبيرة بالنسبة إلينا، نحن جاهزون ولدينا دافع كبير. سنبذل قصارى جهدنا لجعل بلادنا فخورة».

وبخصوص منتخب إيران، قال حامد: «يعلم الجميع أن منتخب إيران يُعد أحد المنتخبات المُرشحة للتتويج باللقب، لكننا مستعدون لخوض هذه المباراة، وتقديم 100 بالمائة من جهودنا. لقد تحضرنا خلال الأسابيع الماضية بشكل جيد للغاية، وجاهزون للقاء».

واتفق موسى فيراوي -لاعب آخر في منتخب فلسطين- مع ما ذكره زميله ياسر حامد؛ حيث قال: «نشعر أننا جاهزون، وإن شاء الله سنقدم مستوى طيبًا جدًّا أمام إيران».

ووجّه فيراوي رسالة للمشجعين، قائلًا: «نطلب الدعم الجماهيري، وأن يكون المشجعون معنا، لأن ذلك سيعطينا حافزًا كبيرًا لقطع خطوة إيجابية في البطولة، أمام إيران».

وقفة رياضية.. تنمية القابليات الإبداعية للشباب.. واجب وطني

 

 

 

منعم جابر

 

من المسؤول عن تنمية القابليات الإبداعية لشبيبة الوطن، ومن هو المسؤول عن الاهتمام ورعاية الجيل الصاعد من كلا الجنسين؟ خاصة وان الواقع الاجتماعي لأبناء الوطن يقدر بـ 62 في المائة من الشباب.

وقبل الخوض بقضية تنمية هذه القابليات أريد أن اتطرق لما تعانيه هذه الفئة من هموم ومشاكل وإهمال، وفي مقدمتها البطالة والفقر والأمية، وأخطر ما تواجهه هذه الفئة العمرية هي آفة المخدرات التي تتمكن من تحطيم الشباب وزرع اليأس والفشل في مسيرتهم.

وهنا يجب أن نفكر وبجدية عن الجهات الفاعلة والمؤثرة والقادرة على إعطاء الشباب جرعة من الحب والاهتمام والرعاية لدفعهم باتجاهات صالحة ووطنية، وهنا تلعب العائلة والمدرسة دوراً مهماً، إضافة إلى دور وزارة الشباب والرياضة من خلال أنديتها ومنتدياتها الشبابية، وسوف أركز في حديثي عن دور منتديات الشباب وما يمكن ان تعلبه من أدوار في نشر الوعي والارتقاء بثقافة الجيل الجديد وإبعادهم عن طريق الشر، من خلال الاهتمام بتوجيههم وتعليمهم مهنا جديدة تشكل واقعاً جديداً لحياتهم وتنمية مهاراتهم الرياضية والفنية والأدبية والعلمية، كل ذلك سيخلق عندهم النضوج الفكري الصحيح، لذلك أصبح لزاماً على الحكومة ان تبذل كل الجهود لتحسين الظروف التي تساهم في نهوض وتطوير واقع الشبيبة من خلال تظافر الجهود وخلق الأجواء المناسبة لوضع هذه الشريحة الاجتماعية والفئة العمرية على السكة الصحيحة.

إن هذا العمل لا يتحقق بشكل عشوائي أو بالصدفة، بل من خلال جهود متواصلة وسياسات ناضجة تضعها الحكومة ووزارة الشباب والرياضة إضافة إلى منظمات المجتمع المدني وغيرها من الجهات المعنية بالواقع الشبابي على إعادة بناء مرحلة الشباب وبشكل واع ومنسجم مع ذاته ودوره الوطني الفاعل، بعيداً عن نوازع الشر والأنانية والمصالح الشخصية وقريباً من الوطنية والعمل الجماعي وحب الخير والإخلاص للوطن والشعب، وانتهاج منهج عقلاني بعيدا عن التطرف والتعصب القومي والطائفي بكل أشكاله.

 أوستابنكو تحرز لقب

بطولة أديلايد للتنس

 

 

ملبورن ـ وكالات

أحرزت اللاتفية يلينا أوستابنكو، المصنفة 12 عالميا، لقب دورة أديلايد الأسترالية، بفوزها أمس السبت، على الروسية داريا كاساتكينا 6-3 و6-2. وحسمت أوستابنكو (26 عاما) المباراة في ساعة و14 دقيقة، بعد أن سيطرت على خصمتها من بداية المباراة حتى نهايتها. وبإحرازها اللقب السابع في مسيرتها، ستتقدم أوستابنكو مركزين في التصنيف الصادر عن رابطة اللاعبات المحترفات، وتصبح عاشرة وذلك لأول مرة منذ 5 سنوات. وكانت بطلة رولان غاروس 2017 خارج قائمة العشر الأوليات منذ أيلول 2018. في المقابل، ستتقدم كاساتكينا إلى المركز الرابع عشر عالميا، رغم خسارتها السادسة في 8 مباريات مع اللاتفية.

وهذا اللقب الرابع على أرض صلبة لأوستابنكو والأول منذ تتويجها عام 2022 في دبي. وتعيش بداية عام مميزة، إذ بلغت ربع نهائي دورة بريزبين وحصدت لقب الزوجي مع الأوكرانية ليودميلا كيتشينوك.

 ص10

 القراءة السياسية للاقتصاد: سلطة المال وسلطة السياسة سلطة المال والسلطة التنفيذية

 فواز طرابلسي

 من يريد البحث في العلاقات بين المصارف والسلطة السياسية، يمكنه البدء بالعلاقات الوثيقة بين رؤساء الجمهوريات والمصارف منذ أن كان لبنان المستقل، مع التشديد على أن مركز رئاسة الجمهورية كان محوراً أساسياً تلتف حوله المصالح المتحكمة بالاقتصاد.

 

من بنك فرعون - شيحا إلى بنك سيدروس، كان لكل رئيس جمهورية ولكل عهد مصرفه. يفيد المصرف من سلطة الرئيس وعهده، ويقدّم له في المقابل ما يخدم سلطته السياسية.

في عهد بشارة الخوري، كان «بنك فرعون - شيحا» هو بنك العهد، يمّول الحملات الانتخابية للحزب الدستوري ويسلف الصحافيين لقاء خدماتهم الإعلامية. يقول عنه الصحافي شكري البخاش صاحب جريدة «الصحافي التائه» أنه كان يعين ثلاثة أرباع النوّاب ويدفع مرتبات شهرية لأربعة وعشرين منهم.

الانحياز السياسي لسلطة المال هو الذي يحفز سمير جعجع، الذي لم نجد له أثراً في امتلاك أسهم في أي مصرف، لأن يعلن «لقد بدأ عهد التأميمات!» تعليقاً على استدعاء المدّعي العام المالي أربعة مدراء مصارف استخدم كميل شمعون «بنك سورية ولبنان» الذي كان لا يزال مصرف الدولة، لتأسيس «بنك التسليف الزراعي والصناعي والتجاري» للشيخ بطرس الخوري، ورعى أبرز البنوك الناشئة - «بنك لبنان والمهجر» و«سوسيتيه جنرال» و«بنك إنترا». وفي عهده، أقرّ قانون سرية المصارف في العام 1956.

في عهد الرئيس فؤاد شهاب، برز «بنك إنترا»، لصاحبه يوسف بيدس، بما هو بنك العهد، يسيّره «المكتب الثاني» (مخابرات الجيش) ويتولى تمويل الانتخابات وتسليف السياسيين والإعلاميين. عندما وقع المصرف في ضائقة مالية لم تفده لبيدس صلاته السياسية والأمنية. تألبت عليه المصالح المالية والتجارية الخارجية والمحلية المربوطة بالخارج، فامتنعت السلطة عن تعويم المصرف.

في عهد شارل حلو، حل «البنك الأهلي» محل «بنك إنترا»، يرأس مجلس إدارته أدريان جدي، المساهم أيضاً في «بنك الاعتماد المالي اللبناني» و«الكونتوار الوطني للتوفير والتوظيف المالي» ووكيل عدد من الشركات الأميركية، بينها الشركة التي كانت تملك الحصة الأكبر في كازينو لبنان. ظل يخدم المصرف «المكتب الثاني» صاحب النفوذ المستمر فيما سمّي العهد الشهابي الثاني. وما من شك في أن المصرف أفاد بالمقابل في صفقة كازينو لبنان.

ينفرد الرئيس سليمان فرنجية بين الرؤساء، في أنه كان عضواً مؤسساً في «بنك الشرق الأدنى» وكان على صلات وثيقة برجال الأعمال الشماليين، وأبرزهم المصرفي والصناعي الشيخ بطرس الخوري وآل أبو عضل، من كبار مستوردي الأدوية.

أما الرئيس الياس سركيس، فكان رجل المصارف الأول وحاكم مصرف لبنان، الذي تولى إصلاح النظام المصرفي بعد الهزة الكبرى التي تعرض لها إثر إفلاس «بنك إنترا» في العام 1966. بعد انتهاء ولايته عيِّن سركيس رئيساً لمجلس إدارة بنك «ويدج» لصاحبه عصام فارس.

كان الرئيس أمين الجميّل محاطاً بالمصرفيين: أنطون شادر صاحب «كميكال بنك»، سامي مارون صاحب بنك «ليتيكس»، وكان «بنك المشرق» بمثابة بنك العهد الكتائبي بإدارة روجيه تمرز، الذي ولّاه الجميل أيضاً على «شركة إنترا للاستثمار». ومن مصارف تمرز «بنك الكويت والعالم العربي» و«فيرست فينيشيان» «كاپيتال ترست» و«بنك الاعتماد اللبناني».

لم يُعرَف لعهد الرئيس الياس الهراوي مصرف بعينه، على ما نعلم. تركز اهتمامه على قطاع النفط والمحروقات من خلال شراكته مع خليل غطّاس، وكيل شركة موبيل الأميركية. وتركّز اهتمام إبنه رولان بشركة كهرباء لبنان بالشراكة مع إيلي حبيقة. وفي عهده، انتقل مركز الثقل في السلطة الاقتصادية إلى رئاسة الوزراء التي تسلّمها رفيق الحريري ومن مصارفه «بنك المتوسط».

شهد عهد الرئيس إميل لحود فضيحة «بنك المدينة» المدوية وتنامى دور الشبكة الأمنية السورية - اللبنانية وحاكمية البنك المركزي في إدارة شؤون الاقتصاد والسياسة.

لن يبقى من التشخيص والتشهير إلا: شيطنة الدولة - ولو كانت دولة الليبرالية المتحولة - واتهامها بخنق القطاع الخاص. والوصفة جاهزة في إملاءات البنك الدولي وصندوق النقدفي عهد الرئيس ميشال عون، ولِد «سيدروس بنك، وقد منحه رياض سلامة هندسة مالية لرسملته وتمكين أوضاعه. راجت شائعات عن وجود مساهمين من التيار الوطني الحر ومن أسرة الرئيس عون. لم يعثر على مثل تلك الأسماء عندما نشرت لائحة المساهمين بالمصرف. لكن من سيبذل ما يكفي من الجهد في البحث، ألن يكتشف أسماء واجهة لرجال أعمال لهم صلة بالرئيس وتياره أو بسواه من السياسيين؟ مهما يكن، يكمل «سيدروس ينك» اللائحة الطويلة التي بدأت من بنك فرعون - شيحا عن العلاقة (المتبادلة) بين رؤساء الجمهورية والمصارف. (راجع، طرابلسي، «الطبقات الاجتماعية والسلطة السياسية في لبنان»، 2016)

 

ما المقترحات؟

ما الذي يترتب على ما كشفه جاد شعبان من إجراءات قانونية وعملية للفرز بين السياسيين وملكية أصول المصارف؟ منع السياسيين من الاستثمار في المصارف؟ أو منعهم من احتلال مقاعد في مجالس إدارتها؟ وعكساً، منع المصرفي من أن يمارس مسؤولية سياسية في النيابة والوزارة أو في إحدى الرئاسات الثلاث؟ إذا كان ذلك، فلماذا لا يصرح عنه جهاراً؟ ولعل الباحث يعرف أن الولايات المتحدة الأميركية لا تحرّم وجود رجال أعمال في الكونغرس ولا تمنع المشرعين الأميركيين من الاستثمار في الشركات ولا في تداول الأسهم والسندات، حتى لو كانت تلك الشركات تتأثر بقرارات قد يقترعون عليها. وفي تحقيق لصحيفة «نيويورك تايمز» العام 2020 تداول خُمْس أعضاء الكونغرس أو أفراد من عائلاتهم بأسهم وسندات. أما إحصائيات الكونغرس الأميركي في كانون الثاني/ يناير 2017 فتفيد أن 231 من أعضاء مجلس النواب شغلوا مهناً في المصارف والتجارة هو ضعف ونصف ضعف ما كان عليه الحال في المجلس السابق. والأمر نفسه يتعلق بمجلس الشيوخ حيث بلغ عدد أعضائه العاملين في المصارف والتجارة 43 شيخاً وقد كانوا 24 في المجلس السابق.

فإذا كان الباحث يقترح الفرز والتحريم بين سلطة المال وسلطة السياسة، بغض النظر عن الممارسة الأميركية، فليجهر بذلك.

في غياب أي مقترحات مستخلصة من تشخيص «رأسمالية المحاسيب» وتشريحها، كما في حالات البحث في الفساد، ولو بالدعوة إلى تطبيق «قانون الإثراء غير المشروع» واشتراع قانون «تضارب المصالح»، لن يبقى من التشخيص والتشهير إلا: شيطنة الدولة - ولو كانت دولة الليبرالية المتحولة - واتهامها بخنق القطاع الخاص. والوصفة جاهزة في إملاءات البنك الدولي وصندوق النقد: وقف الإنفاق الاستثماري؛ وقف التوزيع الاجتماعي؛ وقف دعم المواد الغذائية والمحروقات؛ ترشيق الجهاز الإداري وتقليص الخدمات العامة؛ والخصخصة التي تعيدنا إلى ... «الصندوق السيادي».

ـــــــــــــــ

موقع (صفر) – 10 أيار 2023

 

قاموس اقتصادي فلسفي 

 

البناء الفوقي

اعداد: د. صالح ياسر

 

البناء الفوقي (superstructure). يقصد بالبناء الفوقي الأفكار السياسية والإيديولوجية للمجتمع والمؤسسات الملائمة لها.

ان الحياة الاقتصادية هي القاعدة (the base) الفعلية والتناقضية للحياة الاجتماعية، التي ترتفع على أساسها بنية سياسية قانونية (خاصة الدولة) مكلفة بالابقاء على صراعات وتناقضات الحياة الاجتماعية وليس تقليصها بل ضبطها. ومن الجدير بالذكر أن العلاقة بين البناء التحتي والبناء الفوقي هي اساسا علاقة دينامية لا علاقة ساكنة، إنها أساسا علاقة بين جانبين لا ينفصلان لمجموع العملية الانتاجية ويتطور أحدهما على اساس الآخر ويؤدي وظيفة اجتماعية تتعلق به. لماذا يحدث ذلك؟ يحدث لان حركة الصراع الطبقي هي الحركة الموحِدة لتطور البنية الاجتماعية. غير أن هذه الحركة لا تتم بشكل منفلت يجعلها خاضعة لمجرد ارادة الطبقات الاجتماعية المتصارعة، بل تتم داخل الاطار البنيوي الذي يحدده التناقض الاقتصادي الاساسي في البنية الاجتماعية. إن الاطار البنيوي لهذه الحركة ليس في بنية التناقض الاقتصادي وحدها، بل في بنية البناء الاجتماعي بكامله (القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي الذي يقوم عليها). معنى هذا أن الإطار الذي يحدد تطور الصراع الطبقي ليس البناء التحتي وحده، بل البناء الفوقي ايضا، أو بدرجة اكثر دقة، علاقة التعقد بين هذين البناءين في البنية الاجتماعية الشاملة. إن هذا التشخيص هو رد على الافكار المبتذلة الشائعة التي تعالج تطور البناء الفوقي فوق أساسه الاقتصادي، بنيته التحتية كعملية آلية. ولكن الأفكار والمؤسسات ليست نتاجا أوتوماتيكيا (آليا)  لبناء تحتي اقتصادي وطبقي معين بل هي نتاج نشاط الناس الواعي وصراعاتهم. ولكي نستطيع تفسير دور البناء الفوقي لا بد أن نقوم بدراسة هذا النشاط والصراع دراسة محددة في تطورها الفعلي المركب. من هنا ليس صحيحا، منهجيا، عندما نحاول الاستنتاج من وصف ظروف اقتصادية معينة ماذا سيكون عليه البناء الفوقي القائم على هذا الأساس، أو أن نستنبط كل خاصية تفصيلية للبناء الفوقي من سمات للاساس الاقتصادي لا تتوافق معها.

 

جدل العلاقة بين القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي

ينشأ البناء الفوقي ويتوضع على أساس بناء تحتي معين ويتحدد به. كما أنه لكل بناء فوقي بناء تحتي (قاعدة اقتصادية) متميز يتناسب معه بشكل عام (طبقا لقانون التوافق الضروري بين القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي). على انه من المفيد الاشارة الى أن هذا التوافق بين البناءين يجب أن لا يفهم كتوافق مطلق وكامل، بل انه قابل للحركة والتغيير. كما ان هذا التوافق بين البناءين يحدده في النهاية التوافق البنيوي في علاقة طرفي البناء التحتي نفسه، أي علاقة القوى المنتجة بعلاقات الانتاج. التوافق هنا لا يعني التماثل او غياب التناقض، بل أن التناقض قائم بالضرورة، سواء بين البنائين، او بين طرفي البناء التحتي في البنية الاجتماعية. لقد اشار ماركس الى انه ومع تغيير القاعدة الاقتصادية «يجري بسرعة، تزيد او تنقص، انقلاب كامل في البناء الفوقي العريض». وهذا يعني ان التغيير في البناء الفوقي يأتي متأخرا بعض الشيء عن تغييرات البناء التحتي. ولكن متى حلّ هذا التغيير فان البناء الفوقي لا يبقى سلبيا، بل انه يمارس دورا يخدم مصالح الطبقة المسيطرة (أو الائتلاف الطبقي المهيمن) في البنية التحتية (المسيطرة اقتصاديا).

إن تعاقب الأشكال الفوقية واستقلالية البناء الفوقي النسبية يفسران طابع التوافق القائم بين البنائين. يتحدد البناء الفوقي بالبناء التحتي (هذا هو الارتباط الأساسي بينهما) إلا أن الأول يسير في تطور مستقل نسبيا، وبشكل اكثر دقة في خطوط مستقلة تتعلق بأشكال الوعي الاجتماعي المختلفة. إن الجزء الاساسي من البناء الفوقي يقترب بشكل مباشر من البناء التحتي ويعكس التغييرات الجارية فيه. ويمارس البناء التحتي تأثيرا حاسما على اجزاء البناء الفوقي من خلال تاثيره على الجانب السياسي منه. لماذا؟ الجواب: لأن القاعدة الاقتصادية تمثل جملة من العلاقات الانتاجية للمجتمع، أي أنها تعكس المصالح الطبقية لمختلف الطبقات والفئات والشرائح المتواجدة في البنية الاجتماعية وتعكس النزاع الدائر بينها والذي ينعكس بدوره على البناء الفوقي للمجتمع.

وأخيرا فان توضيح التاثير العكسي للبناء الفوقي على البناء التحتي وفهم الدور الفعال له، يكتسب أهمية خاصة في مجال التعامل بين البنائين. وفي هذا الصدد فان رسائل أنجلس تحتل أهمية أساسية وتمثل الفكرة الرئيسية التي تجمع بين هذه الرسائل في التأكيد على الدور الفعال للبناء الفوقي. اذ يؤكد (أنجلز) على ان الجانب الاقتصادي لا يكون حاسما إلا في المحصلة أو في نهاية المطاف، وان عناصر البناء الفوقي تؤثر على سير الصراع التاريخي، وفي حالات عديدة تحدد شكل هذا الصراع. إن هذا التشخيص هو رد على التفسير المبتذل للماركسية وكانها تقول ان كل فكرة ومؤسسة في المجتمع تنتج مباشرة من احتياج اقتصادي مباشر وتخدمه. إن هذه ليست ماركسية، انها جبرية اقتصادوية تريد تجريد الماركسية من طابعها المادي الجدلي. إن ماركس في حديثه عن هؤلاء المبتذلين كان يقول دوما «ان كل ما أعرفه هو انني لست ماركسيا». ان هؤلاء المبتذلين وتفسيراتهم للماركسية يتناسون ان المادية التاريخية تشير الى ان العنصر النهائي المحدد للتاريخ هو انتاج وتجديد انتاج الحياة المادية. ولم يؤكد لا ماركس ولا انجلز اكثر من ذلك. ومن هنا فإن قام احدهم بلي هذا القول ليعني به ان العنصر الاقتصادي هو العنصر المحدد الوحيد فانه يحول هذه القضية الى عبارة حمقاء مجردة لا معنى لها، اطلاقا. وفي هذا الخصوص كتب انجلز قائلا: «ليست المسالة على هذا النحو اطلاقا، أي ليس العامل الاقتصادي وحده السبب الفعال، وباقي العوامل مجرد نتيجة سلبية، كلا (... ) إن المهم هنا هو التفاعل القائم على اساس الضرورة الاقتصادية التي تشق الطريق لنفسها دائما في نهاية المطاف».

من المفيد التذكير بان بعض الكتاب يشيرون الى استقلالية البناء الفوقي متناسين ان هناك صلة وطيدة بين القاعدة والبناء الفوقي. وهم بفهمهم هذا يعبرون عن قصور كبير في فهم مقولات المادية التاريخية، التي تعتبر مقولة « القاعدة – البناء الفوقي « احدى مقولاتها الاساسية، وأن هذه المقولة تعبر عن الوحدة الجدلية لعنصريها، أي ان أحدهما يؤثر على الآخر. ويشهد التاريخ أن هناك أزمنة يعتقد فيها بعض القادة – من موقع السلطة – أن إرادتهم ورغباتهم الشخصية، أو رغبات أولئك الذين يحيطون بهم، يمكن ان تقرر كل شيء، وتتخطى كل العقبات، وأن تتحرر من القوانين الموضوعية، متناسين العوامل المقررة التي يخضع لها البناء الفوقي. إنهم يمضون في الحقيقة مثل المتامرين، يحتاجون في كل خطوة الى ان يجدوا كبش فداء، يمكن تقديمه للرد على التعارض بين خططهم والامكانيات الفعلية. إن هذا يعني أن التطور التاريخي لا يتحدد بالرغبات الشخصية للشخصيات الجالسة على قمم السلطة وانما بحركة الطبقات الاجتماعية وتفاعلاتها وصراعاتها. إن الرجال البارزين أو قادة الطبقة يؤثرون على مصائرها بحكم اعمالهم او حماقاتهم، ولكنهم لا يصنعون طبقة، والقائد التاريخي انما يستمد مكانته وقوته من طبقة ما، وما لم يتمتع بتاييدها – اذ انه يمثل مصالحها واتجاهاتها – فإنه سيكون عاجزا ولا يستطيع ان يمارس تاثيرا حاسما. ولهذا يمكن القول ان الأهمية العملية لمسالة البناء الفوقي والبناء التحتي تكمن في أن حل هذه المسالة يساعد على التقييم الصحيح لدور البناء الفوقي في كل مرحلة من مراحل التطور الاجتماعي.

وبما أن البناء الفوقي في المجتمع الطبقي التناحري، انعكاس للبناء التحتي وتناقضاته. لذلك فهو الآخر أي البناء الفوقي للمجتمع الطبقي، متناقض، ويشمل على أفكار ومؤسسات مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية المكونة للمجتمع الطبقي. ولكن الأفكار والمؤسسات الخاصة بالطبقة المسيطرة اقتصاديا هي السائدة فيه. كتب ماركس وإنجلز:» إن الطبقة التي تمثل القوة المادية السائدة في المجتمع، هي في نفس الوقت قوته الروحية السائدة». ففي ظل الرأسمالية تسيطر البرجوازية اقتصاديا، ولذا فإن الأفكار والمؤسسات البرجوازية هي السائدة في المجتمع وتستخدمها البرجوازية في مكافحة الطبقة العاملة، من أجل تخليد سيطرتها.

ولكن الى جانب ذلك في المجتمع الرأسمالي الطبقة العاملة تصيغ أفكارها وتقيم مؤسساتها من أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات تعاونية من أجل محاربة البرجوازية. 

إن الدور الحاسم للبناء التحتي تجاه البناء الفوقي للمجتمع لا يتجسد فقط في حقيقة أن البناء الفوقي هو وليد البناء التحتي للمجتمع، بل أيضاً في أن التغييرات الهامة في النظام الاقتصادي تفضي بشكل موضوعي الى تغييرات في البناء الفوقي. فمثلاً بانتقال الرأسمالية ما قبل الاحتكارية الى الإمبريالية وميزتها الأساسية الاحتكارية، طرأ تغير هام في الاقتصاد الرأسمالي، فالمزاحمة الحرة أخلت مكانها للاحتكار.

  

ص11

 

مهرجان المسرح العربي

بدءأً من 10/ 1 – 18/ 1/ 2024 يتواصل مهرجان المسرح العربي (الدورة 14) في بغداد. هذا المهرجان الذي ترعاه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية ونقابة الفنانين وضع في برنامجه تقديم (21) عرضاً مسرحياً عراقياً وعربياً، الى جانب محاور فكرية عن: أصداء تجارب موت المؤلف، ما بعد الدراما، تجارب المسرح التفاعلي والعضوي، تجسير المسافة بين المسرح الدرامي والفنون البصرية، المرأة في المسرح.

رافق المهرجان طبع (20) كتاباً مسرحياً عراقياً، ومائدة مستديرة عن (المسرح العراقي في المهجر/ التأثير والأثر) وتكريم عدد من المسرحيين العراقيين، ومناقشة وتحليل العروض التي قدمت في المهرجان.

 

ما بعد الحداثي و المأزق النقدي لما بعد الحداثة

عبد الغفار العطوي

 

أكثر ما يواجهنا  في الفكر العالمي اليوم، في بداية العقد الثالث من القرن الحادي و العشرين  كيف ننظر  نحو التمييز بين عشرات المصطلحات  الفكرية و الفلسفية والأدبية و الفنية المتعلقة بالحداثة و أنواعها و أنماطها و مراحلها، و قد باتت شائكة ، و ملتبسة ؛ خاصة بالنسبة لنا في المنطقة( العربية)  التي تختلف  حضارياً ثقافياً و منهجياً، في  استيعابها لتلك المصطلحات و متابعة جذورها اللغوية و استخداماتها الدلالية و الاستعمالية  و مواضعاتها التاريخانية زوالعلمية المناسبة لمدلولاتها الفكرية الفلسفية  المخفية، وبما فيها قدرتنا على فهم ما تقدمه لنا  تلك من إدراك للممارسات النقدية التي تحقق طفرة حداثوية في الاختلافات الفلسفية دون إراقة إنفعالات شعبوية تضر بوعي تعدد المراحل  و تداخلاتها، و تمثل إشكالية المأزق النقدي الواجب إزالته  لجملة من إرث الحداثة الغربية التي لازالت تعيش في مواجهة الانسداد التاريخي للفكر الغربي لما بعد الحداثة  فيما يطلق عليه ماندل بنظام الرأسمالية المتأخرة الذي يقوم على المزاوجة  بين مراحل التطور التكنولوجي و مراحل تطور النظام الرأسمالي   فهي لازالت واحدة  من المظاهر الخلاقة التي انتجتها العقلانية الغربية، فقد اتسمت مرحلة ما بعد الحداثة  من الناحية الإبستمولوجية بأنها مرحلة قامت على نقد  مرحلة  الحداثة  بكل  مشتملاتها و كل تبعاتها، لدرجة يمكننا أن نقول إنها جاءت بإسهام فكري على مستويين، نقد لما هو قار في فكر الحداثة أو محاولة لوضع البديل المتجاوز  للحداثة، و يتماشى مع المتغيرات التي أحدثتها مرحلة ما بعد الحداثة، هذا المنظور الصعب بالنسبة لنا في التفرقة ليس في المصطلحات الجاهزة، إنما في ربكة كيفية تكون فاعليتها، و في أي سياق يمكنها العمل به، بيد إننا  سنشاهد إن ما بعد الحداثة  أخفقت في أن تخلق مبررات لها ، ربما لكونها  كما يعبر ديفيد كارتر  عن مصطلح ما بعد الحداثة  إنه من الصعب التوصل لاتفاق النقاد حول مجموعة المعاني التي يقدمها هذا المصطلح و هذا ما هو ملموس لدينا في الجانب الابستمولوجي الذي يعد الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الممارسة النقدية ، و كان ظهورها  بالطابع التشاؤمي العدمي في سلسلة من الاقصاءات غير البناءة  من أهم السلبيات التي وجهها ما بعد الحداثنين لما بعد الحداثة،  ترك آثاره المباشرة، فيما يتعلق بعلم الاجتماع و النظرية  السيسيولوجية عن طريق ما قام به جان بوديار (1929-2007) الفيلسوف و عالم الاجتماع الفرنسي بإطلاق مقولته بموت الاجتماعي و فناء النظرية و استبدال العلاقات الاجتماعية  للمجتمعات بعلاقات افتراضية  مما يعني انتفاء اي دور لعلم الاجتماع، لهذا ظل ذلك  المأزق النقدي الذي لم يفعله منظرو ما بعد الحداثة، بعد أن صارت التساؤلات  تطرح  حول فكرة أن نغير فلسفة منظري (ما بعد الحداثة )  من جوهرها الرومانسي التشاؤمي الذي يعتبره منظرو ما بعد الحداثية، بأنه كان يعبر عن فترة  تاريخية  محددة  استهلكت بلاعقلانيتها  وبلا صرامتها أو تراخيها في الرؤية  المنهجية، و استنفذت أغراضها بكفها عن  الممارسات لنقدية التي اتسمت بها الخصائص  العامة المميزة  لفكر ما بعد الحداثة بصورة لافتة، و تجاوزها  نحو العبور بالعالم لمرحلة  تاريخية مخصوصة اصطلح عليها ( ما بعد الحداثة ) أما منظرو (ما بعد الحداثية) الذين تمسكوا بنقد كل منجزات ما بعد الحداثة، فقد أسسوا  لموقف نقدي مميز، لأن مصطلح ( ما بعد الحداثية) يشير  بصورة عامة إلى شكل من أشكال الثقافة المعاصرة  بخلاف ما بعد الحداثة، و يقول المفكر الماركسي البريطاني المعاصر تيري إيغلتون في كتابه ( اوهام ما بعد الحداثة ) وما بعد الحداثة  أسلوب في الفكر  يبدي ارتياباً بالأفكار و التصورات  الكلاسيكية  لفكرة الحقيقة، و العقل   و الهوية و الموضوعية، و التقدم أو الانعتاق الكوني، و الأطر الأحادية  و السرديات الكبرى و لكي نعي إن ( الحداثة) لازالت مستمرة، بعدم اكتمالها الأدائي بقول هابرماس في خطابه عام 1980 بسبب الارتباك النقدي لمفاهيم غامضة جاءت كلها لتدل على نفاذ صلاحية تلك الحداثة التي ابتدأت  من عام 1850  على يد كبار الفلاسفة كماركس ودارون و فرويد و كومت و غيرهم و شملت كذلك الجوانب الأدبية و الفنية بصورة عامة التي شهدت ثورة في نصف القرن الماضي ( النظرية الأدبية  ديفيد كارتر) لكي  نفهم  كيف أدى المأزق النقدي لما  بعد الحداثة التي هاجمت الحداثة التنويرية و نادت بما بعد التنويرية هذا المأزق النقدي المفترض ان تمارسه كما وعدتنا في نقدها للسرديات الكبرى مثلاً على يد ليوتار  بالتعجيل  في طي صفحتها  الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعاً، و المراهنة على استمرارها من عدمه، و رفع تأثيرها اللاعقلاني عن كاهل العالم،اي الافتقار  للمعايير العلمية وبالتالي افتقارها للمصداقية، بينما  يرى  باومان في علاقة ( ما بعد الحداثية ) للمناهج السسيولوجية  إن الوصول  لمرحلة ما بعد الحداثة له تبعات  بعيدة  المدى و شديدة التأثير، وبمجيء عقد الثمانينات من القرن العشرين، الذي دشن فكر ما بعد الحداثة  باللاعقلانية و التخلي عن المنهجيات، وإعادة المنظور الرومانسي للعالم والاجابة عن سؤال: هل حقاً حدث ذلك أم التسرع  في اطلاق  مصطلح ( ما بعد الحداثة )  و تكريس الأساليب ما بعد الحداثية هو مجرد أوهام؟ علينا التمييز أولاً بين( ما بعد الحداثة) و (ما بعد الحداثية ) في أيهما كان امتداداً منهجياً للحداثة ؟ و أيهما اتسم بطابع التشاؤمية العدمية و رفض إزالة المأزق النقدي؟ كي نصل إلى مقولة موت الاجتماعي لبوديار و مناقشة التكهنات النقدية للمجتمعات الافتراضية البديلة ( فولر و لوري و شيمبري) تيري إيغلتون يتهم  الطرفين، ليس بسبب التباس المصطلح و تقارب التواريخ و إسهامهما في البدايات، و بالتالي بوجود المغالطات  و تأثير التناقضات في استيعاب مفهوم ( الحداثة) التي ركز الفريقان على استهداف الحداثة التنويرية فيها، ربما سبقت  ما بعد الحداثة بخطوة في كونها إحدى العوامل المحفزة  لما يعرف بالتحول  اللغوي  في العلوم الاجتماعية حيث اعتمد ذلك التحول  على فكرة إن اللغة  تشكل فهمنا  للعالم.

 قصص قصيرة جداً

كامل الدلفي

 

أولاد الشوارع

مرة وأنت صغير رأيت رجالا  يركضون  في الشوارع  حذرين من الموت، فسألت والدك : وهل يخاف الرجال يا أبي؟   قال: أحقا رأيت رجالا ؟ وبعد عقد ونصف، كنت قد كبرت، وبلغت الحلم، وخطّ شاربك، وساورك الحبّ، فرأيتهم   ثانية  يركضون بالملابس، والوجوه نفسها يملأون الشوارع بالموت والوعيد، وكان أبوك يعيد عليك السؤال القديم أحقا رأيت رجالا ؟ وارتقيت  الكهولة، ومضى ثلاثون عاماً ونيف على ركضهم  أول مرة،  رأيت  أولاد الشوارع في المرة الثالثة يركضون،       ويدخلون  لعبة  الضحك على الذقون. في كل زاوية يعزفون لحن الجنائز، والضياع. فعرّج لقبر والدك، وطف حوله  قبل أن يأتيك السؤال،  وقل والدي.. صدقت فلم أجد  ما يُسمون رجالا.

 

طز

صمّ كفه اليمين وحرك ذراعه ليكتب في الهواء «طز كبيرة»  يتسع ظلها لقامات عديدة.  منذ زمن وهو يتخيل أولئك الذين ينالون استحقاق الاصطفاف تحت هذه المظلة  أكثر من غيرهم.  رسم في ذهنه خريطة توزيعهم في المكان حسب شروط حددها على وفق خبرة تراكمت لديه عنهم. جاء في اليوم التالي إلى المكان ليرى مَن مِن الأسماء وصل إلى محله المفترض. كان هناك زحام شديد،  فتطلب الموقف منه وقتا ليتبين من بين المتدافعين  الوجه المحدد الأول في الخريطة، رآه يقف تماماً كما خطط له، فتساءل بمرح : أ تراه جاء مستعجلاً خوف أن يفقد مركزه؟                                                       

 قهقه بصوت عال، تنبه المكتظون إليه، فرفعوا أصواتهم بقهقهة مماثلة.

 

كلب ماء

النارُ تأكل الصوت والصدى، لهب مجنون يلتهم ما يلوح في الأفق بشهوة جارفة. ألا ترين بأن الصمت أطبق بيننا وبينهم، أحترق صغارهم مثلما احترق صغارنا، لم نسمع منذ الحادث كركراتهم، وصياحهم العذب نحونا ( جليب الماي تريد حليب، لو جاي ). اختفى صوتهم الجميل عن سماء الأهوار، وتسمم الهواء برائحة الحقد، والوحشية، والدخان. ألا تشمين أصواتهم  المحترقة  تتصاعد في فتائل من جنون؟

 بهذه الزفرات الحارقة أخذ كلب ماءٍ حكيم، ومفجوع يواسي ثدية من جنسه فقدت صغارِها، وهما يسحبان بدنيهما المنهكين في بقايا مياه ضحلة جفت عن آخرها، مبتعدين  عن نار تُؤجج منذ أشهر في تخوم طبيعة منوعة. نار تغلي  في مرجل إبادة شعواء تأكل الحياة والإنسان والتاريخ.

 

صهيل مُغيب

واقف منذ حولين على  باب إسطبل كبير، حصان أصيل. الخيل سواه  تدخل وتخرج،   ثم تدخل... عامان قمريان ولم يلتقط سمعه صهيل خيول. فجرّب أن يصهل للذكرى.. أطلق صوته الجميل.. تجمعت الخيول في الإسطبل لتسأل: ما هذا الصوت؟  قال واحد: هو الرعد، قال آخر: صوت الشيطان، وقالوا كثيرا ..  لكن، لا أحد منهم عرف، أو تذكر أن هذا صوتهم الذي نسوه إلى الأبد.

 

أنيس الرافعي

وخياطة الثوب السردي

رغد السهيل

 

اكتشفت في العام المنصرم عالما سرديا متفردا بذاته، توقفت أتأمله متفحصة ودارسة لأنه راق ذائقتي التي تميل الي السرد المختلف، ولا يقلد نهج الآخر، السرد الذي يشق طريقه ليصنع بصمته الخاصة به حين يتفرد بمنجزه..لأتذكر العبارة التي أحبها لأندريه جيد: (ما كان في وسع غيرك أن يكتبه لا تكتبه، وانما تعلق في ذاتك بالعنصر الفريد الذي لا يتوفر لأحد غيرك).

ومن الصعب اليوم أن نجد سردا مختلفا، كأن كل شيء قد تم قوله قبلنا وتعددت الأساليب ووصلت الى نهايتها فليس هناك ما يضاف، لكن الكاتب المغربي أنيس الرافعي منحني جرعة أمل بأن قافلة الابداع الانساني  تتواصل وأن المبدع الحقيقي يصنع تفرده الخاص ويضع بصمته ولن يكون ذلك الطريق سهلا كما يتعجل بعض الكتاب اليوم، بالتأكيد خلف هذا التفرد اجتهاد كبير، ومواظبة وجدية للوصول الى الجمال المختلف..

منحتني نصوصه، الشعور بأني أمام خياط للكلمات يخيط ثوب النص بجمالية ساحرة، فتارة يستخدم غرزة السراجة فيربط بها الكلمات  وتارة غرزة السلسة تكون فيها كلمته مستديرة، وتارة أخرى يجمع الغرزتين معا ليخلق غرزته الخاصة التي تصعب على غيره تقليدها، فالنصوص السردية للرافعي المغربي تحمل خلفها ظلالا وعليك أنت َ كقارئ أن تراقب حركات تلك الظلال وتماسها في مخيلتك لأنها تمثل صورة خلفية للمتن، انه يمنحك جرعات مركزة وكبيرة من الجمال تشعرك بالثمالة فتضطر للتوقف للتأمل وقد تعيد السطر او الصفحة كاملة وربما كل القصة مفتشا عن تلك الظلال، وأحيانا ينزل سرده على رأسك كالمطرقة التي يعجبك ايقاعها في الطرق وفي الألم اللذيذ أيضا..ومن الصعب وضع نماذج أمامكم لأن كل سطر مرتبط بما خلفه وبعده والمساحة هنا لن تكفي، الجمال في نصه هو بالشكل النهائي للثوب السردي الذي يخيطه بأناقة متذوق لمعنى الكلمة وبلاغتها وعمقها..

لن أقول هو بنظري بمثابة محمد خضير المغرب لأنه ليس سوى الرافعي المغربي

ولن أقول أن في ثنايا نصه متاهات بورخيس لأنها متاهاته الخاصة المختلفة..

ولن أقول أنه يلعب بخفة على الواقعية السحرية لماركيز لأنها واقعيته  وحده..

ولن أقول انه يذكرني بتفرد جمعة اللامي بنصوصه الصوفية والسردية لأنها تفرد الرافعي وحده .

ليس من السهل سبر عوالمه السردية، فهي لمحترف القراءة وتمتاز بكثرة التجريب لذا  لن تمنحك نفسها بسهولة،  لكن هذا النوع من السرد الذي يجعلني أتردد بقلب الصفحة وأنا أطارد تلك الظلال خلف السطور فلا أراها الا اذا أغمضت عيناي هذا النوع من السرد بمثابة تحدي ممتع في القراءة، خصوصا وهو يستخدم الرسم والأسطورة والأيقونات  كما أنه يمتاز بمتانة اللغة وجمال السبك في العبارة، وهذه اللغة تساعده لخياطة الثوب السردي بأناقة وذوق رفيع،  كما انها تمتاز بالعمق الفكري والفلسفي دائما، شخصيا لا أعيد قراءة إلا دوستويفسكي أحيانا، ولكنني وضعت كتاب الرافعي قربي في محاولة مني للتمتع باصطياد تلك الظلال، الغريب والجميل كل مرة أصطاد ظلا مختلفا، واكتشف نوعا جديدا من غرزات الخياطة لديه، لأترك نصه وأظلّ أفكر بتقنيّاته الخاصة فأتعلم من مدرسته في خياطة الكلمات واللعب بالأسطورة.

 

نصوص

 

قصائد

عبدالحسين بريسم

  

١- مسقط رأسي

 

ازيح عن مشهد الليل

القمر بعيدا

ليستقر بديلا وجهك القمر

مسقط رأسي يلهث خلفي

وراس قلبي

لا يرى الا عشق الصبايا

مسقط

عطش امر على نبع

تدفق

ولا يبلغ شفتي منك

بعض ماء

الوذ بشجر نماء

على راحتيك

فتطير مم تحت أقدام

العصافير

انبأني بتاويل قلبي

 

٢- غزل حاد

على شفتيه بقايا كلام منطفئ

لم يصل سمعك

وانت تعزفين انوثة طاغية

زينتها فراشات

على أطراف ثوبك

العاصفة

صغيرة على برد الغبش

والصبح

 لابد أن يستنشق انفاسك

 لتشرق

 شمساً على ايما ضفة اطبع

قبلاتي

وهذا الماء قبلات

  

زمن الغربة

حيدر حاشوش

 

وجهي مرايا قديمة

وذاكرتي منديل مليء بوقاحة الدموع ...

المدينة التي تسرني اغلقت ابوابها للتو

العاطلون عن العمل فوق سفن الرغبة

لا أريد ان اتكئ على الريح

كي لا أنكسر ....

**

انا نخلة

لا أترنح امام الريح

ولست اهدرُ وقتي

من اجل امرأة عانس ...

من يحلم معي

يزداد اقترابا

من يحلم معي

ويترك فراغ الاسئلة العاقر ..!؟

** 

اتركوا الغد

وتعالوا نجيء للمستقبل

بلااخطاء

تعالوا نتصافح من جديد

طوبى لمن حفظ

تضاريس السلام ...!

هذه التفاحة

هي المستقبل,

هذه الأرض ولدت صخرة

بحجم الريح

اسمها وطن ....!

**

ولدتني امي

كي اختار الحرية

لهذا كلما مرت غيمة

اتطهر

 

 همسات في زمن الخراب

عبدالله عباس

 

(1)

وانا منذ البداية

القيت في عينيك

الاماني

دون خوف من الخطوت

حالماً ...

ان اجتاز حواجز الحزن

واتجه لعينيك

لعلي اكشف الزمان و.... الزمانِ

والتقي بالعشق ولكن..

 

(2)

الماء و الأشجار و الظل الثقيل

وخطوات النهارات يموت ضياؤها

والمدينة تنزف جرحها

ونحن نصارع الموت

فالحب مات في الطريق

والضحكة ماتت على الشفاه

وعندما صار الجوع سيد المشهد

من كان له الخبز

شجع موت الحب

وختام الحياة

 

(3)

نبحث عن بقية ماء

من فوق وتحت الحجر

وبقية من جذور الورد

من قاع البحر

نبحث عن ضوء الصبح و بقايا الحلم

في وجه المساء

احلام تبدأ بالدموع

في شكل الكبرياء

والجيل القادم   ياتي وجيبه

خالٍ من كل الضياء

 

 

 

 

ص12

 

في مقر شيوعيي كربلاء

الباحث حسين أحمد خضير يتحدث عن «حياة مدينة»

 

كربلاء غانم الجاسور

 

ضيّفت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أخيرا، الباحث حسين احمد خضير الذي تحدث عن كتابه الموسوم «حياة مدينة»، بحضور جمع من المثقفين.

 

الجلسة التي نظمت على قاعة مقر اللجنة المحلية، أدارها الرفيق علي الحلو، واستهلها بتقديم نبذة عن سيرة الضيف.

وقال أن «الباحث ابن مدينة كربلاء ومحلة باب السلالمة الشعبية التي أنجبت الشاعر محمد علي الخفاجي واسماء لامعة من رفاقنا الشيوعيين، بين من استشهد على طريق الحرية والكرامة، ومن غادر ارض الوطن جراء الهجمة الشرسة التي شنت على الشيوعيين وسائر الوطنيين بعيد انتفاضة آذار 1991».

وأشار إلى ان الضيف رياضي، وانه خريج كلية التربية الرياضية 1979، ولاعب في منتخب العراق بالكرة الطائرة. فيما ألقى الضوء على كتابه الذي يتحدث فيه عن مدينة كربلاء ومحلاتها ودكاكينها، ويروي تفاصيل عن مناطقها الشعبية مثل باب السلالمة وباب الطاك وباب الخان.

بعد ذلك، ابتدأ الباحث الضيف حديثه مقدما وصفا دقيقا لمدينة كربلاء وضواحيها وأحيائها وشوارعها وبيوتاتها الشهيرة، فضلا عما تضمه من مقاهٍ ومحال حلويات ومطاعم.

ثم تطرق إلى كتابه «حياة مدينة»، مبينا أنه استغرق في تأليفه سنتين، وقرر أن يدوّن فيه معلومات عن مدينة كربلاء ككل، ومن ذلك أماكن عامة ومهن وحرف شعبية، بلغ ما مذكور منها في الكتاب نحو 82 مهنة وحرفة. 

ونوّه خضير إلى ان كربلاء كانت تسمى ابان ستينيات القرن الماضي «يابان العراق»، لأنها تحترف وتمتهن الكثير من الصناعات المهمة، لافتا إلى أن التصنيع العسكري آنذاك تعاقد مع الحرفيين الكربلائيين لإنتاج بعض المصنوعات.

وأشار إلى أنه، اثناء تأليفه الكتاب، كان يتصل بزملاء وأصدقاء كي يزودوه بمعلومات عن المهن والحرف الكربلائية وأسماء ممتهنيها، لينقل الصورة بأمانة، موضحا أنه كتب عن الحرفيين الذين كانوا منتشرين في كربلاء بين عامي 1920 و1990.

وتابع قائلا أنه بعيد انتفاضة آذار 1991، شنت السلطات هجمة بربرية على الشعب العراقي المنتفض، ما أدى إلى هدم الكثير من المباني والمساكن والمحال التجارية في كربلاء، خاصة التي تقع بين الحرمين، مؤكدا أن آثار الدمار لا تزال باقية إلى الآن، وأن هذه الهجمة غيّرت الكثير من ملامح كربلاء التراثية.

ولفت الضيف إلى أنه تحدث في كتابه أيضا عن بعض الطقوس الدينية، وعن مواكب العزاء الحسيني، وحياة الناس، مشيرا إلى أنه دعم تلك التفاصيل بالصور.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، بضمنهم الرفيق سلام القريني الذي نوّه إلى أن هناك الكثيرين ممن كتبوا عن المدن، وفي مقدمتهم ابن خلدون، مضيفا أن في كربلاء شخصيات كثيرة ألفت كتبا عن المدينة، أمثال حسين علي الجبوري وسلمان الطعمة وطه الربيعي ومنتظر الأوسي وعلي الفتال وحسين الكواز.

وقبيل الختام، نوّه الباحث حسين أحمد خضير إلى أنه سيصدر كتابا جديدا، يتحدث فيه عن معظم المهن والحرف الشعبية التي كانت تزاول في كربلاء.      

 

 

شيوعيو الشطرة يكرّمون الفنان حيدر الشطري

 

 الشطرة – أحمد طه

 

كرمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشطرة، الأربعاء الماضي، الفنان المسرحي حيدر الشطري في مناسبة فوزه بجائزة أفضل نص في مهرجان بغداد الدولي للمسرح، وتبوئه منصب نائب رئيس نقابة الفنانين العراقيين في ذي قار.

وأقيمت فعالية التكريم في مقر الحزب وسط القضاء، بحضور سكرتير اللجنة المحلية الرفيق شهيد الغالبي وجمع من رفاقه.

وقدم الرفيق الغالبي نبذة عن سيرة الشطري ومسيرته الفنية، مشيرا إلى دوره الكبير في تطوير الواقع المسرحي داخل مدينة الشطرة، وإلى تعاونه مع الحزب في مختلف نشاطاته الفنية والثقافية.

بعدها تحدث الشطري عن المسرح وأهميته ورسالته الانسانية، مشددا على ضرورة أن يجد المسرح اهتماما كافيا من المعنيين والمثقفين، لا سيما من الشيوعيين، الذين قدموا طوال عقود دعما كبيرا لشريحة المسرحيين.

ولفت الفنان إلى أن هناك طاقات مسرحية شبابية تستحق الاهتمام، مبينا أن الرسالة التي تحملها نصوصه المسرحية تتضمن معاني كثيرة، وان هدفه الأساس كفنان ومؤلف هو نشر الوعي الفني بين الناس.

وفي الختام، قدم الرفيق الغالي لوح إبداع إلى الفنان حيدر الشطري. فيما أعرب الأخير عن شكره إلى الحزب على هذه الالتفاتة، التي تشكل حافزا لجميع الفنانين والمثقفين على الاستمرار في تقديم المزيد. 

 

 النجف

رابطة المرأة تزور

معهد العوَق الفيزيائي

 

النجف – ملاذ الخطيب

 

زار وفد من رابطة المرأة العراقية في النجف، الخميس الماضي، “معهد المستقبل” للعوق الفيزيائي في حي الجمعية بمركز المحافظة.

واستقبل مدير المعهد عقيل الميالي ومعاونه إسماعيل مهدي، الوفد بترحاب.

ويضم المعهد 30 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعانون شللا في الأطراف، أو صعوبة في النطق. وخلال الزيارة اطلع الوفد على المناهج الدراسية التي يقدمها المعهد، فوجدها لا تختلف عن المناهج التي تُقدم في المدارس الاعتيادية، ما يعني انها غير مخصصة لهذه الشريحة. 

ومن خلال الرابطة، ناشد مدير المعهد الجهات المعنية، وضع مناهج دراسية خاصة تتناسب مع القدرات الاستيعابية لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة. فيما أكد أن أبواب المعهد مفتوحة أمام الأطفال السليمين، الذين تساهم زيارتهم أقرانهم المعاقين في تسهيل اندماجهم بالمجتمع، فضلا عن كونها تفرحهم وتبعث الأمل في نفوسهم.

هذا ووزعت الرابطة حلوى على الأطفال.

 

لكي تكتمل القائمة

بمناسبة تكريم المسرحيين العراقيين

 

طه رشيد

 

شهد العراق، في نهاية سبعينيات القرن الماضي، هروبا جماعيا لعدد كبير من النخبه الثقافية والادبية والفنية نتيجة الظرف السياسي المعقد، آنذاك، إثر الهجمة الشرسة التي قادها النظام السابق ضد الحركة الوطنية المستقلة، هذه الحملة التي ابتدأت، بسياسة “ تبعيث “ الوسط التربوي والفني، وكانت حصيلة رفض تلك السياسة، في بادئ الامر، نقل تلك الكوادر الى خارج اختصاصها فوجد استاد اللغة الانكليزية نفسه موظفا في احد معامل الطابوق!! ونقل الشاعر من وزارة الاعلام الى مديرية الري او الزراعة او الصحة كما حصل للشاعر الراحل سعدي يوسف على سبيل المثال لا الحصر!

ولم يتوقف الامر على” النقل” بل وصل، بعد ذلك، للتصفية الجسدية كما حصل للشاعر والمعلم خليل المعاضيدي وللفنان المسرحي دريد ابراهيم وعشرات غيرهم، وحدث ولا حرج بالنسبة للمنتمين الى غير حزب البعث الحاكم!

وفي ظل هذه الاجواء الداكنة هرب المئات من خيرة مثقفي وفناني العراق وكانت المحطة الاولى لهم تتوزع بين دمشق وبيروت، والبعض الاخر وجد له ملاذا في عواصم عربية اخرى، كالجزائر وتونس والمغرب، حتى وصل العدد في منتصف عام 1979 بحدود الف كاتب وشاعر وصحفي وفنان ومسرحي واكاديمي! ولم يجرؤوا على العودة لعراقهم الا بعد السقوط باستثناء بعض الشواذ!

وبخصوص الفنانين المسرحيين فقد اكمل البعض دراسته العليا في دول اللجوء ونشط البعض الاخر في مدن الهجرة - المنفى المتوزعة على جهات الكون الاربع!

هناك اسماء متميزة عادت بعد السقوط وحاولت ان تساهم في الحراك المسرحي العراقي وان تقدم ما تمتلك من خبرة جديدة مثل د.جواد الاسدي ود.فاضل السوداني ود.فاضل الجاف، وبقيت بعض الاسماء التي ارتضت بان يستمر نشاطها، ولحد الان، في المهاجر والمنافي، سواء بفرق مسرحية خاصة او بفرق الدول التي تعيش فيها، وهنا نذكر بعض الاسماء النشطة مما حفظته الذاكرة : روميو يوسف وسلام الصگر ونضال عبد الكريم وبهجت هندي ورياض محمد وعثمان فارس وانوار البياتي وفاروق صبري وروناك شوقي ومي شوقي وفلاح هاشم وعلي رفيق وحميدة حمد وانعام البطاط وحازم كمال الدين ولطيف الخزاعي

وقاسم حسن وفارس الماشطة ورياض جميل وطه رشيد وصلاح الحمداني وسمير عبد الجبار، والراحلون منذر حلمي وزينب ولطيف صالح وناهده الرماح ونور الدين فارس وثامر الزيدي ولطيف حسن وصالح البدري وعوني كرومي وخليل شوقي وعدنان يوسف، وربما هناك غيرهم، وبالاخص من الجيل الثاني من المغتربين - المنفيين، واعتذر ممن لم تسعفني الذاكرة باسمه!

هذه الاسماء او بعض منها، الا تستحق ان تكرم في وطنها، بعد ان حصلت على التكريم مرارا في عواصم اللجوء؟!

ولكي تكتمل القائمة، قائمة المكرمين، كان لا بد من ذكر بعض الاسماء من داخل الوطن، والتي هي الاخرى كانت تستحق التكريم في مهرجان المسرح العربي بدورته الرابعة عشرة المنعقدة في بغداد حاليا، مثل الفنان المعلم سالم الزيدي والفنان مقداد عبد الرضا والفنان باسم قهار والفنان محمود ابو العباس والناقد المسرحي حسب الله يحيى.

 وانا على يقين ان هناك اسماء اخرى تستحق التكريم لو بذلنا قليلا من الجهد في البحث عنها!

  

اتحاد الأدباء يحتفي بالإعلامية أسيل سامي

 

متابعة – طريق الشعب

 

احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، بالكاتبة والإعلامية أسيل سامي، التي تحدثت عن مسيرتيها الإبداعية والمهنية وسط جمع من المثقفين والإعلاميين والأدباء.

د. صالح الصحن أدار جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، وافتتحها بتقديم سيرة المحتفى بها، لتتحدث هي بدورها عن مسيرتها في فضائي الكتابة والإعلام وأبرز إنجازاتها في هذين المجالين، فضلا عن تجربتها الإعلامية في العراق وقطر، مبينة انها تطمح إلى تحقيق المزيد، وانها في حالة تعلم دائم.

وأشارت إلى الدعم والمساندة اللذين كانت تتلقاهما من والدها الفنان المسرحي الكبير الراحل سامي عبد الحميد، ووالدتها الفنانة فوزية عارف.

وعلى هامش الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة المحتفى بها.

 

كركوك تقرأ

 

متابعة – طريق الشعب

 

احتضنت مدينة كركوك أخيرا، معرضا للكتاب حمل عنوان “كركوك تقرأ”، بمشاركة عدد من المكتبات المعروفة في المحافظة.

وأقيم المعرض على أرض مول “سنتر تايم” في مركز المدينة. وخلال افتتاحه، ألقيت كلمات شددت على أهمية إقامة معارض الكتاب، بغية الارتقاء بالواقعين المعرفي والثقافي، وتحفيز الناس على المطالعة.

وعرضت في المعرض عناوين بمختلف الاختصاصات، وباللغات العربية والكردية والانكليزية.

  

«نساء في مرسمي»

 على قاعة حوار

 

متابعة – طريق الشعب

 

افتتح الفنان التشكيلي الشاب سيف سعيد، الثلاثاء الماضي على قاعة حوار في بغداد، معرضه الشخصي الأول الموسوم “نساء في مرسمي”.  وحضر افتتاح المعرض رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين قاسم سبتي وعدد من أعضاء هيئتها الإدارية، إلى جانب جمع من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الفن التشكيلي.

وضم المعرض الذي يستمر افتتاحه لغاية بعد غد الثلاثاء، لوحات زيتية بمختلف الأحجام، تعكس رؤية الفنان الواقعية للمرأة.

وفي حديث صحفي، أشاد رئيس جمعة التشكيليين بأعمال سيف سعيد. فيما أشار التشكيلي صباح حمد إلى أن لوحات سعيد تعكس شخصاً متمرداً على الواقعية من نواحي الشكل واللون والمنظور الإنشائي والأبعاد والكتلة، مبينا أن “الأعمال تتميز بوضوح رسالتها”.  والفنان سيف سعيد حاصل على الدبلوم في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وعلى البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، وهو عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.