اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مثقفون وفنانون ورياضيون يتحدثون عن أمنياتهم في 2024: عراق أفضل تسوده العدالة الاجتماعية وتصان فيه الحريات

بغداد ـ طريق الشعب

عام يطوي صفحته خلال ساعات، وآخر على الأبواب، يأمل العراقيون أن يكون أفضل، على الصعد الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية، ويتطلعون إلى غد مشرق تسوده العدالة الاجتماعية وتصان فيه الحريات العامة والخاصة.

السلام والمحبة للعراقيين

يقول الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب في العراق عمر السراي لـ»طريق الشعب»، إن «العام الحالي كان عاما متميزا وحافلا على الصعيد الثقافي؛ حيث استطاع الاتحاد أن يقدم نتاجات كبيرة من مهرجانات ومطبوعات ومنشورات وحقق العديد من المكتسبات».

ويأمل السراي أن يكون العام 2024 الأفضل على مختلف المستويات، لأن «أفضل الأعوام تلك التي لم نعشها بعد».

ويبين السراي، أن «العام الجديد سيشهد وضع خطة رائدة تنطلق بتنظيم 12 مهرجانا بالإضافة إلى استمرار إصدار المنشورات والمختارات الشهرية، ومواصلة الورش الثقافية والأدبية التي تندرج من التراث نحو المعاصرة والحداثة، مع دعم المجلات المكرسة وتواصل مهم مع تقديم ورش ثقافية وأدبية وتدريبية تخص الأدب».

ويشير إلى ان «الاتحاد سيكون حريصا على تقديمه العام المقبل»، معربا عن «أمنياته بالسلام والمحبة للعراقيين وأن تكون أيامهم رافلة بالمحبة والرخاء والاستقرار».

مساحة أكبر من الحرية

بدوره، يعبّر الفنان أحمد وحيد عن أمنياته بأن يشهد العام المقبل مساحة أكبر من الحرية للفن العراقي، وأن يكون باستطاعة الفنانين طرح أفكارهم بحرية دون مضايقة من أحد.

ويضيف في حديث لـ»طريق الشعب»، أن «الفن يزدهر في بيئة تمكنه من طرح جميع تساؤلاته وقضاياه بأريحية».

أما السيناريست، نهار حسب الله يحيى فيأمل في حديثه مع «طريق الشعب»، أن «يرى قانونا يحترم ويحمي الحريات، وأن تعم ثقافة السلام في ربوع العراق، وأن يكون هناك قانون يحفظ حق المواطنين ويضمن لهم التعبير عن رأيهم دون خوف وبعيدا عن مظاهر السلاح».

ولا يخفي نهار تطلعه للعيش في ظل دولة مدنية ديمقراطية تعامل المواطنين على أساس المهنية والكفاءة، لا الطائفة والقومية.

«لنا الحياة»

الموسيقار وعازف العود مصطفى زاير، يؤكد استعداده لتقديم أكبر حفل موسيقي في العراق، وذلك ضمن فعاليات «لنا الحياة» بنسخته الرابعة، خلال عام ٢٠٢٤ بالتعاون مع أوركسترا السلام للعود العراقي.

ويتطلع زاير إلى إنهاء أعمال ألبومه الموسيقي القادم، الذي يجمع بين موسيقيين من جميع أنحاء العالم، إذ يبرز التعاون الدولي كجزء أساسي من مشروعه الموسيقي، مع التطلع إلى تقديم مساهمات فنية متنوعة وغنية في المشهد الموسيقي العالمي.

المرأة في الأولويات

الناشطة النسوية نور الهدى سعد تؤكد على «التصدي ومواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تلقي بظلالها وآثارها السلبية على النساء والفتيات»، مشيرة إلى «أهمية تعزيز وجود المرأة بشكل فعال ومؤثر، وتمكينها خاصة في الجانب السياسي، بالإضافة إلى تحسين بعض القرارات والقوانين».

وتأمل سعد في حديث مع «طريق الشعب»، أن يشهد العام الجديد معالجة التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعترض طموحات المرأة في المجتمع.

إنجاز آسيوي جديد

الصحفي الرياضي منعم جابر يعبر عن أمله بحصد إنجاز آسيوي آخر خلال مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس آسيا 2024 المقامة في قطر عام 2024، مشيرا إلى أن كرة القدم العراقية خطت خطوات إيجابية إلى الأمام لكنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من التطوير والاستمرار.

ويُعرب جابر في حديث مع «طريق الشعب»، عن أمله بتحقيق إنجاز جديد للرياضة العراقية خلال المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، مؤكداً أنّ «العراقيين انتظروا ما يكفي في سبيل تحقيق وسام آخر الى جانب الوسام الوحيد عن طريق البطل الأولمبي عبد الواحد عزيز». ويحمل الناشط المدني علي البهادلي، أمنية، يعبر بها عن حال اغلب أقرانه بالقول: ان «امنيات الشباب لا تتجاوز استرداد حقوقهم المسلوبة من قبل طغمة فاسدة، تسيطر على مقدرات البلد»، مؤكدا أن «اقرانه يحلمون بوطن تسوده العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص».

***************************************************************************************

راصد الطريق.. لماذا التبرم من احتفال رأس السنة ؟

عاد الجدل الى الشارع العراقي بشأن الاستعدادات للاحتفال بعيد رأس السنة، ومحاولات إلغائه في محافظات ومدن معينة.

فبينما اعلن مسؤولون حكوميون انتهاء التحضيرات لتأمين الاحتفالات المليونية بالمناسبة، وقدمت قيادات سياسية واجتماعية ودينية تهانيها للمواطنين، شهدنا مظاهر تبرّم من هذه الاحتفالات المزمعة، بدعوى مساسها بالهوية الدينية والثقافية وبطبيعة بعض المدن!

في الموروث ان العوائل العراقية تستعد لعيد رأس السنة بتحضيرات متنوعة. فهناك من ينثر الخضرة في ارجاء المنزل، وهناك من يشتري الملابس الجديدة، كما لا تغيب الحلوى والمأكولات. ولا ننسى النذور التي تقدمها الأمهات في الكنائس والمواقع الدينية، لتحقيق امنياتهن في السنة الجديدة. 

لذا يتوجب عدم حرمان المواطنين والعائلات من المناسبة هذه للفرح والابتهاج والتواصل والتطلع الى عام أمل آخر، هو أيضا حق للمواطن يفترض الا يحرم منه، فالحفاظ على الهوية لا يتم من خلال الاكراه والتعسف والتلويح بقوة السلطة.

 وان على من يقوم بذلك ان يتمعن في السؤال: لماذا يصر المواطنون، خاصة منهم الشباب، على الاحتفال بهذه وامثالها من المناسبات، رغم تكرار إجراءات المنع ذاتها؟!      

****************************************************************************************

اعتداءات تركية متواصلة على الأراضي العراقية

متابعة ـ طريق الشعب

تواصل القوات التركية انتهاك السيادة العراقية عبر سلسلة عمليات قصف جوي يومية تشنها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.

*********************************************************************************************

الصفحة الثانية

مفوضية الانتخابات تكشف مراحل المصادقة على نتائج الانتخابات

بغداد ـ طريق الشعب

فصّلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، امس مراحل ما بعد اعلان النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات، لحين المصادقة على اسماء الفائزين.

وقال المستشار القانوني لمفوضية الانتخابات حسن سلمان في حديث صحفي إنه “بعد مرحلة اعلان النتائج النهائية غير المصادق عليها، سيمنح كل من له مصلحة في الطعن، فترة للطعن ابتداءً من اليوم التالي لإعلان النتائج النهائية”.

وأضاف المستشار القانوني لمفوضية الانتخابات، أن “الطعن في النتائج يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويحق الطعن في النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات”.

وأشار سلمان إلى، أن “الطعن يكون من خلال الهيئة القضائية للانتخابات”، مبينا أن “الهيئة القضائية للانتخابات هي من تقوم بالنظر في الطعون”.

وتابع، “من حق الهيئة القضائية للانتخابات، مطالبة المفوضية بجميع التفاصيل المتعلقة بالطعن، الذي يقدم”، مشيرا الى أن “المفوضية عليها الإجابة خلال 7 أيام، وهناك 10 أيام للهيئة القضائية للبت في جميع الطعون”.

**************************************************************************

انتهكت السيادة 514 مرة في 2023 اعتداءات تركية متواصلة على الأراضي العراقية وصمت حكومي مطبق

متابعة ـ طريق الشعب

تواصل القوات التركية انتهاك السيادة العراقية عبر سلسلة عمليات قصف جوي يومية تشنها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.

وتواصل هذه القوات تواجدها غير الشرعي داخل الأراضي العراقية، وسط صمت مطبق من قبل الجهات الحكومية.

أوراق الضغط

وفي هذا الشأن، يقول الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة الفريق الأول جبار ياور، إن هناك أوراقا تستخدمها تركيا ضد العراق تمنع الجهات الحكومية من اتخاذ موقف صريح من الانتهاكات المستمرة للسيادة العراقية ألا وهي وجود عناصر حزب العمال الكردستاني والادعاء بتهديدهم للأمن التركي. كذلك ملف المياه وملف تصدير نفط الإقليم.

ويضيف الياور، أن «القوات التركية انتهكت السيادة العراقية برا وجوا لغاية نهاية تشرين الأول الماضي 514 مرة، بعد أن نفذت في العام الماضي 612 عملية من خلال سلسلة عمليات برية وجوية»، مبينا أن «الطائرات المسيرة انتهكت الأجواء العراقية بمديات وصلت إلى 300 كم ونفذت عمليات بالقرب من كركوك، وفي داخل سنجار والسليمانية وعلى طول الشريط الحدودي التركي العراقي الإيراني».

ويبين، أن «الإحصائيات الرسمية التركية والمؤشرة على خرائط وزارة الدفاع التركية تفيد بوجود 87 ثكنة ومعسكرا تركيا داخل الأراضي العراقية بعمق 10 إلى 15 كم، وفي بعض المناطق عمق 30 إلى 40 كم متر، وبعرض حوالي 200كم على طول الحدود العراقية التركية»، منتقدا «عدم وجود موقف حكومي حازم من الخروقات التركية المستمرة على السيادة العراقية».

حالة الردع

من جانبه، أكد الخبير الأمني أحمد الشريفي، أن «المعطيات الحالية تفيد بأنه في المرحلة القادمة سيكون هناك تصعيد بين حزب العمال الكردستاني وتركيا قد تكون هناك عمليات عسكرية لا تقتصر فقط على العمليات الجوية بل تمتد إلى العمليات البرية واحتمالية تنفيذ القوات التركية لاجتياح بعض مناطق الإقليم».

وأضاف، أن «على الحكومة العراقية إيجاد حالات ردع لأن ما يحصل في إقليم كردستان وما يهيئ له في سوريا يندرج ضمن المعادلات الدولية للتسوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا»، مشيرا إلى أن «هذه التسوية ليست خيارا عراقيا، وعليه فإن الحكومة العراقية مدعوة إلى انتهاج الطرق الدبلوماسية مع تركيا في بادئ الأمر».

وتابع، «في حال إحجام تركيا عن الكف عن انتهاك السيادة العراقية فعلى الحكومة استدعاء خيارات الردع العسكري الميداني وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق وبين الولايات المتحدة»، متسائلا «ما هو دور الولايات المتحدة لا سيما أنها تتحدث دائما عن دعمها لإقليم كردستان وعليه فأنها مدعوة لإظهار الدعم في هذا الوقت الحساس والحرج».

تعزيز القواعد

وفي 28 من الشهر الحالي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا ستعزز قواعدها الثابتة التي أقامتها حديثا في شمال العراق. ويأتي هذا التصريح غداة تصعيد امني خطير في العراق وسوريا بين القوات التركية واحزاب كردية معارضة.

وتنفذ القوات التركية بانتظام ضربات في العراق المجاور في إطار الهجوم الذي تشنه ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

ومنذ عام 2019، تشنّ تركيا سلسلة عمليات في شمال العراق بعد إعلان أردوغان عن «مفهوم أمني جديد في مكافحة الإرهاب».

وتتحدث تقارير موثقة من مصادر استخباراتية عن أن تركيا تمتلك 11 قاعدة عسكرية رئيسية في إقليم كردستان العراق، إلى جانب 19 معسكراً أساسياً تابعاً لها. وتتوزع تلك القواعد والمعسكرات على مناطق بامرني وشيلادزي وباتوفان وكاني ماسي وكيريبز وسنكي وسيري وكوبكي وكومري وكوخي سبي وسري زير ووادي زاخو والعمادية.

************************************************************************************

أربيل تتحدث بالتفصيل عن أزمة الرواتب: لدينا عجز سنوي يصل إلى 5 تريليونات دينار  وبغداد دفعت لنا مستحقات نصف عام

بغداد ـ طريق الشعب

بينت وزارة المالية والاقتصاد في حكومة إقليم كردستان، حجم المبالغ المالية المرسلة من قبل الحكومة الاتحادية خلال العام 2023، مؤكدة أنّها لا تتجاوز أربعة تريليونات و298 مليار دينار.

وأوضحت الوزارة، ان حكومة إقليم كردستان تحتاج سنوياً إلى نحو 11 ترليون دينار لتوزيع الرواتب، وبالتالي فإن نسبة العجز تصل إلى 5 تريليونات دينار في السنة، أي ما يعادل نحو رواتب 6 أشهر لموظفي الإقليم.

وقالت الوزارة في بيان تابعته “طريق الشعب”، إنه “طوال سنة 2023، قمنا في الوزارة بتوزيع 10 رواتب ومنها راتب شهر كانون الأول 2022، وتسعة رواتب لأشهر 2023، فيما أرسلت الحكومة الاتحادية طوال هذا العام، أربعة تريليونات و298 مليار دينار فقط لإقليم كردستان، منها ثلاثة تريليونات و700 مليار دينار على شكل قروض، و598 مليار دينار احتُسبت ضمن مستحقات الإقليم لشهر حزيران”.

وقال البيان، إن حصة إقليم كردستان ضمن موازنة 2023 الاتحادية تُقدر بنحو 16 تريليوناً و498 مليار دينار، لكن بموجب اعتماد معيار الإنفاق الفعلي فإن حصة الإقليم طوال العام والتي تخصصها الحكومة الاتحادية لحكومة الإقليم يقارب 6 تريليونات و300 مليار دينار. في حين أن حكومة الإقليم تحتاج سنوياً إلى نحو 11 ترليون دينار لتوزيع الرواتب فحسب، وبذلك فإن نسبة العجز في الرواتب تصل إلى 5 تريليونات دينار في السنة، أي ما يعادل نحو رواتب 6 أشهر لموظفي الإقليم.

وأضاف البيان، أن “إحدى المعضلات الكبرى في قانون الموازنة 2023، تتمثل بفقرة الإنفاق الفعلي ما يجعل حصة الإقليم لا تتجاوز 500 مليار دينار في الشهر، في حين أن رواتب موظفي الإقليم تُكلف 913 مليار دينار شهرياً استناداً للأرقام والبيانات في التقارير المصادق عليها من قبل الفرق المشتركة بين ديواني الرقابة المالية في العراق وإقليم كردستان إلى جانب المساعدات المالية التي يقدمها التحالف الدولي لقوات البيشمركة بمقدار نحو 25 مليار دينار في الشهر”.

وبيّن، أنه “بسبب هذا العجز الكبير في الرواتب، فأنه حتى إذا ما خصصنا الإيرادات المحلية بالكامل لسد العجز فإننا لا نزال غير قادرين على توزيع كل الرواتب. لذا فإننا كنا نضطر أحياناً لتخصيص الإيرادات المحلية لشهرين من أجل سد عجز الرواتب لشهر واحد، حيث يُقدر العجز بنحو 340 مليار دينار”.

وحول الإيرادات المحلية في الإقليم، أوضح البيان أنها تقدر شهرياً بنحو 320 مليار دينار أي 4 تريليونات دينار سنوياً، وأغلبها يأتي من خمسة مصادر رئيسة وهي إيرادات الجمارك والضرائب والكهرباء والمرور ومديريات التسجيل العقاري، لكن قسماً من هذه الإيرادات تكون على شكل أمانات وصكوك وقروض وبعد إخراج حصص الوزارات المخصصة لها بحسب القوانين وقرارات مجلس الوزراء فأن ما يتبقى نقداً لخزينة وزارة المالية والاقتصاد يتراوح بين 170 و200 مليار دينار شهرياً.

ولفت إلى أن أكثر من تريليوني دينار من الإيرادات المالية خصصت خلال 2023 لتغطية العجز وتوزيع رواتب الأشهر العشرة طوال 2023، فيما أنفقت البقية للسلف والنفقات الشهرية للمؤسسات الحكومية ولا يبقى مبلغ يُذكر للنفقات الاستثمارية، مبينةً أن النفقات الشهرية لمؤسسات حكومة الإقليم مع سلف الوزارات والمؤسسات تقدر شهرياً على مستوى الإقليم بنحو 170 مليار دينار وكلها تُغطى بالإيرادات المحلية بإجمالي تريليوني دينار سنوياً.

**************************************************************************************

إضاءة.. يبقى التغيير هدفاً راهناً

محمد عبد الرحمن

بعد الخلاص من النظام الدكتاتوري سنة ٢٠٠٣ تطلّع عموم العراقيين  الى  إقامة بديل ديمقراطي بكل ما تعنيه  الديمقراطية من نهج وأسلوب حكم وممارسة وحريات وقيم، وان يجري تداول سلمي حقيقي للسلطة عبر انتخابات نزيهة وعادلة، تتيح للمواطنين حرية الاختيار بعيدا عن الاكراه وضغط السلاح وشراء الذمم واستخدام المال السياسي واملاءات الانتماءات الفرعية بكل أنواعها، وان يتم ذلك على الصعيد الاتحادي كما في الإقليم والمحافظات .

ولم يتحقق هذا البديل المرتجى، لكن المطلب يظل قائما ولا يمكن ان يسقط بتقادم السنين، ومن دون تحقيقه تبقى الأمور تتراجع، وفي احسن الأحوال تظل تراوح في مكانها ، فيما الزمن يتقدم.

وقد قيل الكثير عن أسباب وعوامل ذلك، ولماذا لم يقطف العراقيون ثمار نضالهم وتضحياتهم الجسام في بناء بلدهم على افضل ما يكون، حتى قياسا الى دول المنطقة، وبما يملك من إمكانيات وموارد وقدرات مالية؟

لا ريب في ان وراء ذلك مجموعة واسعة من المسببات، ومن الصعب قصرها على سبب واحد اوحد. البعض يرجع ذلك الى الاحتلال ومشاريعه، وبعض آخر الى تركة النظام المقبور وعصابات الإرهاب، القاعدي والداعشي، وثالث الى التدخلات الخارجية. كما يجري الحديث عن غياب الفعل السياسي المعارض المؤثر،  ويضيف آخرون، وهم على حق، الاستغلال السياسي للمشاعر الدينية والمذهبية والطائفية والقومية، وتوظيفها لخدمة مصالح ضيقة عبر طرحها على انها مصالح مكوّن معين ، في حين ان واقع حال غالبية هذه المكونات يفند ذلك، وهو ما عبّرت عنه المشاركة الواسعة في الفعاليات والنشاطات والاضرابات والاعتصامات  وفي انتفاضة تشرين المجيدة عام ٢٠١٩ .

نعتقد ان هذه الاسباب مجتمعة ومع غيرها ربما، هي ما كوّنت صورة الواقع الراهن، وبدلا من التوجه الى بناء نظام ديمقراطي حقيقي، تم بناء نظام محاصصاتي لا صلة له باي أساس من الديمقراطية. وقاد هذا النظام الزبائني ليس الى تشويه الديمقراطية وقيمها ومعانيها فقط، بل ووفّر الحماية للفاشلين والفاسدين، وحصل تخادم بين العناصر المستفيدة من هذا النظام المحميّ بعناصر القوة والعنف والسلاح، التي يتحرك بعضها باسم “شرعية الدولة”، فيما هو بعيد جدا عن الالتزام بقوانين الدولة وسياستها العامة، خاصة في المجالين العسكري والأمني،  وذلك ما تؤكده التطورات الأخيرة بشكل جلي .

وعمدت هذه الأقلية الحاكمة من اجل تأبيد سلطتها وتأمين مصالحها، الى تشريع عدد من القوانين بضمنها قانون انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات. وهو القانون الذي لم يستقر على حال منذ ٢٠٠٥، وفي كل مرة يتم تعديله باتجاه المزيد من تأمين الاحتكار  للسلطة، بدل توفير الامكانية الفعلية للتنافس الحر والعادل والمتكافئ .

 ان الوضع في العراق واقعا ابعد واعقد من قضية انتخابات مجالس المحافظات على أهميتها، وابعد من اختصار راهن الحال  بمسألة المقاطعة او المشاركة في الانتخابات، فهو في نهاية المطاف يتعلق بمنظومة الحكم ونهجها، وبإمكانية دحرها عبر فرض البديل للنظام المحاصصي – المكوناتي، وبناء اصطفاف سياسي وشعبي واسع لقلب موازين القوى، وكسر احتكار السلطة. وما الانتخابات، سواء التي جرت للتو لمجالس المحافظات او حتى القادمة،  الا محطات، فيما يبقى التعويل في كل الأحوال على نهوض جماهيري واسع منظم واضح الأهداف. وما زالت هذه المهمة قائمة وتمس الحاجة اليها، وان تحقيقها يتطلب قبل كل شيء تجاوز حالة الانتظار، والخروج من اللافعل الى الفعل المنظم، وهنا ثمة دور للعازفين والمقاطعين للانتخابات أيضا، وبعكسه ستقتنص القوى المتنفذة والحاكمة الفرص  .

وان تحقيق هذه الانعطافة مرهون بالمواطنين عموما، بالغالبية المكتوية بنارالازمات، وبجدية وفاعلية القوى الرافضة للمنهج الراهن في إدارة الدولة وبناء مؤسساتها، ومدى قدرتها على توفير مقومات نهوض جديد لا غنى عنه. وهذا هو التحدي امام قوى التغيير.  

نودع العام المنتهي ونستقبل عام ٢٠٢٤، وثقتنا راسخة بشعبنا وشبابه وقواه الحية الخيرة، وبقدرتهم اللامحدودة على اجتراح المآثر والبطولات. وكما أبلى المنتفضون بلاء حسنا في  انتفاضة تشرين المجيدة، فانهم  قادرون أيضا على تجديدها والمضيّ بها حتى نهايتها المظفرة .

**********************************************************************************************

الصفحة الثالثة

المالية النيابية تؤشر عقبات في إحالة مشاريع البنية التحتية.. أمين بغداد يقر بالفساد في دوائر الأمانة: نسعى لمحاربته بـ «تدوير النفايات» والأتمتة

بغداد ـ طريق الشعب

بعد عقدين من الفساد والفشل في النهوض بواقع بغداد، وفي ظل سطوة أصحاب النفوذ ممن وظفوا الخدمات لمصالحهم الشخصية، باتت العاصمة بحاجة لمشاريع كبيرة، يترك غيابها أثراً سلبياً في جميع مفاصل الحياة.

ووفق أصحاب الاختصاص، فأن بغدادنا، التي كانت على مر الازمان والحقب، مثالاً ومنارة للحضارة والتقدم، خصوصا العمراني منه، صارت بحاجة ماسة الى التوسعة نحو حدودها الخارجية على المدى البعيد، وفق مخطط متكامل ومدروس وبعيد عن العشوائية.

وطرح معماريون ثلاثة حلول لمعالجة المشاكل.

حل مشكلة النفايات

يقول أمين بغداد المعمار علاء معن، إن مشكلة النفايات “جزء من المشاكل المتراكمة في المدينة، والتي تشمل ايضاً ضعف البنى التحتية وضعف هيبة القانون، ما أدى لحدوث تجاوزات ومخالفات في البناء وإقامة العشوائيات التي امتدت لتصل الى ١١٠٠ منطقة، والى انتشار الباعة الجوالين، وبالتالي فإن من أولويات مشروع نهضة بغداد، معالجة النفايات عبر آليات عمل تتضمن توعية المواطن ومحاسبة المخالفين وتطوير المدينة بمشاريع إكساء الشوارع والأزقة والمحلات السكنية”.

ويضيف المعمار معن، ان “أمانة بغداد استوردت قبل سنوات معملين لتدوير النفايات، تبلغ طاقة الواحد منهما (١٠٠٠) طن، لكن الإجراءات البيروقراطية وعدم تهيئة مواقع مناسبة لهما، ادت لتأخر تنفيذ ونصب المشروعين”، مشيرا الى العمل “على إيجاد الحلول المناسبة للأمر. ما يتم تنفيذه الآن في قطاع النظافة لا يعدو ان يكون معالجة وقتية تشكل نسبة نجاح بين ٥٠-٦٠٪، انما الحل الوحيد لمعالجة النفايات هو تدويرها كما هو الحال في المدن المتحضرة”.

ويلفت أمين بغداد إلى أن “المؤشرات العالمية تشخص العراق في مقدمة الدول الاكثر فسادا، وامانة بغداد مؤسسة خدمية لها تماس مباشر مع المواطن، لذلك لا تخلو من الفساد الذي نسعى لمحاربته”، مؤكدا مساعيهم “للحد من الفساد عبر مشروعين مهمين؛ الأول: ادارة النفايات وتدويرها وسيحسم خلال الشهرين القادمين. والثاني: هو الحوكمة الالكترونية والاتمتة والجباية الإلكترونية التي ستؤدي الى تقليل التعامل المباشر بين الموظف والمواطن”.

إكمال المشاريع الحيوية

رئيس اللجنة المالية النيابية عطوان العطواني، اكد ضرورة الاسراع في استكمال تنفيذ المشاريع الحيوية، مشيرا الى ان مناطق أطراف العاصمة وشرق القناة تحتاج إلى جهد خدمي مضاعف.

وعبّر العطواني في بيان له عن تقديره “لسرعة استجابة رئيس الوزراء، لدعوتنا التي اطلقناها قبل أيام، حيث طالبنا بتدخله شخصيا لإزالة المعوقات وتذليل العقبات التي تؤخر موضوع إحالة مشاريع البنية التحتية الخمسة في محافظة بغداد، الخاصة بإنشاء شبكة مجارٍ متكاملة لمناطق (النهروان، ناحية الوحدة، ناحية سبع البور، قضاء أبو غريب، الراشدية)”.

وأكد ان “مناطق أطراف العاصمة بغداد ومناطق شرق القناة تحتاج إلى جهد خدمي مضاعف ومتابعة متواصلة لإجل الإسراع بإحالة المشاريع الخدمية التي خصصنا لها الأموال اللازمة في موازنة 2023”.

تطوير التصميم الأساس

من جانبه، رأى المتخصص في إدارة البلديات، المهندس سلوان ظافر الاغا، ان نوعية المشاريع التي تحتاج اليها العاصمة بغداد، تتمحور حول تطوير مراكز الجذب فيها ومراكز الادارة والوزارات والاماكن الترفيهية والتجارية، وان يتم ابتكار وايجاد مناطق جديدة تكون مراكز للجذب، خاصة مع تنامي الكثافة السكانية، مشددا على ضرورة ان تُنشأ تلك المراكز خارج حدود العاصمة.

وأشار الى ان “كل العالم يقود تحولات نحو مشاريع تدفع بالمدينة الى الخارج، وتحول مراكز الجذب بعيدا عن مركزها”.

وبيّن في حديث مع “طريق الشعب”، ان الحلول الراهنة في البلاد لا تتجاوز تقويض الجزرات الوسطية، وانشاء المساحات الخضراء والارصفة المزروعة، وحتى بالنسبة للمتنزهات والمناطق الترفيهية، فهي الأخرى من الممكن مستقبلاً قضمها تدريجيا، وتتحول من مناطق خضراء الى أبنية ومنشآت”.

واكد ان “هذا يمكن ملاحظته في مشاريع التقاطعات حالياً والمجسرات والاستدارات وغيرها، فبرغم ان بعضها فعلاً يحل مشكلة، لكن جزءاً كبيراً منها يتم على حساب الجمالية، ويُفقد المدينة طابعها وثيمتها”.

وفيما اذا كانت تحتاج الى توسيع، شدد الاغا على ضرورة توسعة بغداد، قائلاً ان “العاصمة تحتاج أيضا الى تطوير التصميم الأساسي بهدف التوسعة نحو الخارج مستقبلا. ومن المهم ان يكون التحرك لمديات بعيدة، كي يتحقق الغرض الذي وضعت من اجله التوسعة وأن يفي بمتطلباتها”.

وخلص الى القول ان هناك ثلاثة حلول “أولها حلول انية سريعة تتعلق بفتح الشوارع المغلقة من قبل الوزارات والمؤسسات بالكتل الكونكريتية، على أن يشمل كافة شوارع العاصمة. وثاني هذه الحلول هو ايجاد بعض الممرات والمجسرات لبعض المناطق وتغيير حركة السير في بعض الشوارع على المدى المتوسط. ويتمثل الحل الثالث بفتح الشوارع الحولية، واستكمال الطرق الشريانية”.

غياب الرؤى والتخطيط

من جانبه، قال المهندس المعماري، بلال سمير “ان سياسة الحلول الترقيعية وغياب الرؤى والتخطيط السليم على البعدين القريب والبعيد، هو ما أدى الى تدهور وضع العاصمة بغداد، التي كانت على مر الأزمنة، مثالاً للحضارة والعمران والتمدن”.

وتابع في حديث لـ“طريق الشعب”، ان هناك “طروحات تشوبها الكثير من السلبيات، وهذا بالفعل ما عانت منه الكثير من الدول الغربية، وتسعى اليوم الى معالجتها، بينما نحن لا نعالج جذر المشكلة وسببها الرئيسي”، مردفا “نعم، قد يكون توسيع الشوارع وتوفير المساحات حلولاً مناسبة، لكنها ليست جذرية، ما دامت اعداد السيارات في تفاقم لا تستطيع العاصمة استيعابه، وبالإمكان تطوير النقل العام ودعمه فهو واحد من بين حلول عديدة ناجعة”.

ومن وجهة نظر سمير فإن احد اهم المشاريع التي يجب ان تحظى باهتمام المعنيين، “هو مشروع تطوير النقل العام، وتوسيع العاصمة بغداد على ان يكون توسعاً مخططاً له، إضافة الى توفير مساحات خضراء”.

واشار المهندس الى ان “سوء التخطيط وغيابه، هو أحد السلبيات التي نعاني منها، حتى في ما يخص الاستثمار، فالهيئة المعنية تمنح اجازات غير مدروسة ذات طابع اقتصادي ربحي. وهذا انعكس أيضا في اختيار أماكن هذه الاستثمارات، فهي على الأغلب امكان غير مناسبة، تخلق مشكلة”، مؤكدا ان هذه التوجهات “شوهت المدينة وطمست معالمها وغيبت هويتها، ولا اعتقد ان البغداديين سعداء بأوضاع العاصمة اليوم”.

********************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

التغير المناخي من أين ينبغي أن يبدأ العراق؟

حول هذا الموضوع، وبعيد اختتام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ  COP 28 والذي انعقد في دبي مؤخراً، كتب كل من نعوم ريدان وهاري استباديان مقالاً لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ذكروا فيه بأن الأهداف المعلنة لخطة العراق من أجل تحقيق التحول إلى الطاقة النظيفة وتقليل بصمته الكربونية، تتمثل بالوصول إلى مستوى الصفر من حرق الغاز، وتوليد 12 جيجاوات من الطاقة من مصادر متجددة في السنوات القليلة المقبلة، وتركيب أنظمة لالتقاط واكتشاف انبعاثات غاز الميثان في منشآت النفط والغاز، وإنشاء بنك أخضر للتنمية المستدامة.

الواقع والطموح

وأشار المقال إلى حاجة العراق لصياغة قانون للطاقة المتجددة، والذي تأخر إقراره منذ سنوات، والعمل على تحقيق التوازن بين خطط خفض الانبعاثات وبين زيادة إنتاج النفط الخام. وذكر بأن لدى وزارة النفط العراقية ستة مشاريع على الأقل، تستهدف خفض 34.2 مليون طن سنويًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بحرق الغاز بحلول عام 2028، في ظل مسؤوليتها عن حرق 1200 مليون قدم مكعب، واستيراد مليون قدم مكعب من الغاز يومياً من ايران. وأضاف بأن للوزارة خطة استثمارية بقيمة 3 مليار دولار لرفع انتاج الغاز المصاحب إلى 1400 مليون قدم مكعب يومياً مما سيؤدي إلى انخفاض الانبعاثات.

تشريع القوانين المنظمة

واشار الكاتبان إلى أن تشريع قانون الطاقة المتجددة، يمكن أن يلعب دوراً محورياً في تطوير استخدام مصادر الطاقة النظيفة، عبر تشجيع الاستثمار فيها، ووضع الحوافز التي تساعد على تبني الممارسات المستدامة وتساهم في وضع معايير واضحة لحماية البيئة والحد من الانبعاثات. وبيّنا أن العراق يفتقر ايضاً لتشريع ينظّم انبعاثات الكربون من حقول النفط والغاز، خاصة في محافظة البصرة الجنوبية، وهو الأمر الذي تعرضت بسببه بعض الشركات الأجنبية العاملة في حقول النفط العملاقة للوم، بسبب ما سببه نشاطها من انتشار حالات الإصابة بالسرطان في المجتمعات التي تعيش بالقرب من المنشآت التي تحرق الغاز المصاحب بدلاً من الاستفادة منه.

كما يفتقد العراق، وفق المقال، إلى قانون ينظم انبعاثات أكاسيد النيتروجين والكبريت من محطات الطاقة الكبيرة والقديمة التي تعمل بالنفط والتي تحرق النفط الخام عالي الكبريت وزيت الوقود الثقيل، لاسيما مع ضعف قدرته على تحقيق توليد كامل بسبب شيخوخة محطاته وتدهور كفاءتها. وخلص الكاتبان إلى أن وجود مثل هذه القوانين من شأنه أن يضمن عدم انتهاك اللوائح المتعلقة بالانبعاثات، وحماية سكان البلاد وبيئتها، التي باتت تواجه مخاطر عالية بسبب التلوث وتغير المناخ.

الوقود الإحفوري

وأكد المقال على أنه ورغم معارضة العراق تقليل انتاج الوقود الإحفوري، فإنه متفق على التخلص التدريجي من الانبعاثات، وليس الوقود، وذلك لأن عائداته من النفط والغاز تمول أكثر من 90 بالمائة من ميزانيته السنوية، حيث بلغ مؤخراً انتاجه من النفط الخام 4.18 مليون برميل يوميًا، درت عليه حوالي 8.512 مليار دولار أمريكي في الشهر الماضي فقط. واشارت إلى خطط العراق المستقبلية لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط إلى حوالي 6-7 ملايين برميل يوميًا في السنوات القليلة المقبلة.

التوازن

وأوضح المقال بأن معارضة العراق للتخلص الفوري من الوقود الأحفوري، لا يمنعه من الاعتراف بتأثير تغير المناخ على سكانه وبيئته، ولهذا لا ينبغي لأحد أن يتوقع منه أن يتخلى عن موارده الطبيعية الهائلة، بما في ذلك حقول الغاز العملاقة التي لا تزال غير مستغلة، وانما أن يُّطلب منه إظهار جديته بشأن التحول في مجال الطاقة، وتجهيز البلاد بالأطر القانونية الحديثة اللازمة لذلك.

************************************************************************************

عين على الأحداث.. الدولار والدولة العميقة

عاد سعر صرف الدولار للإرتفاع من جديد، بعد تراجع طفيف في منتصف الإسبوع الماضي. وعلى الرغم من إعلان مستشار للحكومة، بأن معركتها مع الدولار أوشكت على النهاية، بسبب ما أسماه إرادتها في إصلاح المؤسسات المالية وتعزز ثقة واشنطن بها، وصفت اللجنة المالية البرلمانية ذلك التراجع بالمؤقت الذي عادة ما يحدث في عطلات رأس السنة، مؤكدة على تحكم مجموعات من المضاربين في السوق المالي ممن لا يخضعون لأحد، ويحددون على هواهم الأسعار، كي يجنوا أرباحاً قياسية، فيما رأى مراقبون بأن الحل يكمن في التغيير، والقضاء على نفوذ الدولة العميقة، التي تسبب كل هذه الاختلالات السياسية والاقتصادية.

تره العافية بالتداريج

أنشأ البنك المركزي، الشركة الوطنية لنظم الدفع الإلكتروني، فيما اتخذت الحكومة قراراً صادماً بالتحول نحو هذه الآلية الالكترونية في جميع محطات بيع الوقود والمدارس والجامعات والمتاجر والمطاعم والصيدليات وغيرها خلال شهر، رغم تأكيد المختصين على أن وجود 8 مليون حساب مصرفي و9000 جهاز دفع الكتروني و1697 صراف آلي، ليست بنية تحتية كافية لتنفيذ هذا القرار، مما سيؤثر سلباً على السوق ويضيف أعباءً جديدة على المواطنين ويفسح في المجال لتهريب العملة وتفعيل نشاط الفاسدين. هذا، ويدعو الناس، الذي تربكهم القرارات المتعجلة، بما فيها السليمة، إلى دراسة متأنية لها والتثقيف بها وتهيئة مستلزمات تنفيذها بيسر وانسيابية.

تراجع «طبيعي»

أحتل العراق المرتبة السابعة بين الدول العربية، في حصة الفرد من الناتج المحلي خلال عام 2023، وفق دراسة أعدها صندوق النقد الدولي، حيث بلغت 5880 دولاراً، اي بنسبة 7 بالمائة قياساً بأغنى العرب، وبنسبة 1.5 ضعف حصة الفرد في أفقر دولهم. وإذ تشكل هذه المعطيات تراجعاً كبيراً في حصة الفرد العراقي، التي بلغت 10 آلاف دولار قبل سنتين، فإنها تؤشر تراجع القوة الشرائية للمواطنين وتدهور مستواهم المعاشي ونوعية حياتهم، في ظل اقتصاد ريعي مشوه وفساد وسياسة نقدية فاشلة، وهو ما يراه الناس نتاجاً مأساوياً لحكم منظومة المحاصصة المأزوم، لا ينتهي إلاّ بزوالها. 

مدينة الجواهري

أطلق رئيس الحكومة العمل في إنشاء مدينة سكنية باسم الجواهري الكبير، تضم 30 ألف وحدة سكنية متنوعة، و10 آلاف قطعة أرض سكنية مخدومة، وجامعات ومدارس ومراكز تجارية والعديد من المرافق الخدمية الأخرى. وستخصص ربع الأراضي المخدومة للحكومة لتوزعها بين الناس بمعايير غير معروفة حتى الآن. وإذ يستبشر الناس خيراً بهذه المشاريع، ينظرون اليها بحذر وقلق، بسبب محدودية وحداتها السكنية قياساً بحاجة البلد، التي تقدر بمليوني وحدة سكنية، ولعدم قدرة حتى متوسطي الدخل على دفع أثمانها، ولفشل التجارب السابقة، التي هرب المقاولون بمخصصاتها دون أن ينجزوها او لم تكن صالحة للسكن بسبب رداءة الإنجاز.

حين لم تدمْ الفرحة!

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تقديم 8 مليون شاب عراقي فقط، طلبات للتطوع في صفوفه، عبر الإستمارة الإلكترونية التي أطلقها لساعات قبل أيام. ورغم ما يبعثه الخبر من فرح بوجود رغبة عارمة لدى شبابنا للإنخراط في جهاز دفاع وطني مهم، فإن العدد المبالغ فيه من المتقدمين قياساً بعدد الدرجات الشاغرة، بدد الفرحة وعكس الدافع الأهم لأغلبية المتقدمين، والمتمثل بالحصول على فرصة عمل، في ظل متنفذين أشاعوا البطالة وحطموا القطاعات الإنتاجية، بسياسات فاشلة ونهب منظم للمال العام، مع إهمال واجباتهم في خدمة الناس وتأمين مصالحهم وما يحتاجوه من خدمات، مكتفين بالصراع على السلطة والثروة.

***************************************************************************************

الصفحة الرابعة

نحو نهضة صناعية حقيقية ومنتج وطني منافس.. مراقبون: توريد المصانع الى العراق خطوة مهمة

بغداد ـ محمد التميمي

يستعد العراق للاتفاق مع عدد من الدول التي لديها باع طويل في التكنلوجيا المتقدمة، لتوريد المصانع مقابل ضمانات سيادية، وذلك في خطوة مهمة، لتطوير الانتاج الصناعي وتخليص الاقتصاد من طابعه الريعي المشوه. ويبرز أمام هذا التوجه الحكومي عدد من التحديات التي تحتاج إلى معالجات سريعة، أهمّها وجود بنية تحتية أساسية مناسبة، وتوفير التمويل اللازم للمشاريع الصناعية، إضافة الى سلسلة من التشريعات القانونية المرتبطة بهذا التوجه.

في طور الاتفاق

وفي هذا الشأن، قال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الفنيَّة محمد الدراجي، إن “العراق في طور الاتفاق مع خمس دول لتوريد مصانع، وهناك لجنة مشكلة بتوجيه من رئيس الوزراء، لتنفيذ فقرة في الموازنة تنص على منح الحكومة ضمانات سيادية لصالح استيراد خطوط إنتاجية ومعدات زراعية للقطاع الخاص العراقي”.

وأضاف الدراجي، ان “هذه الدول هي ألمانيا وإيطاليا واليابان والصين وإسبانيا، إضافة إلى بنك التنمية الإسلامي. وتأتي هذه الخطوة المهمة لتقوية الاقتصاد العراقي وتغيير فلسفته في الأداء”.

حماية المُنتج العراقي

ووفي هذا الشأن، قال المستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، أنّ السوق هو وليد الدولة ورعايتها، والرؤية الاقتصادية في العراق اليوم تتمحور حول الشراكة بين الدولة والسوق، بينما مساهمة الدولة او الحكومة بالناتج المحلي الاجمالي يصل الى 65 في المائة وهي مساهمة كبيرة.

 ونوه في حديث لـ”طريق الشعب”، بأن “جزءاً من رعاية الدولة للسوق، هو التفكير بكيفية النهوض بالصناعة العراقية، بالإستفادة مما هو موجود في بلدان العالم المتقدم، فقد تم تدمير الصناعة العراقية منذ العام 1980، لذلك يجب أن تتم اعادتها عبر تكنلوجيا جديدة مع بلدان متقدمة مثل المانيا واليابان وكوريا، وهذا كله بحاجة الى دعم ورؤية وارادة حكومية”.

وذكر صالح ان “حصة الفرد من الصادرات الصناعية سنوياً يصل الى 4 دولارات، وهو رقم مضحك، بينما حصة الفرد من الناتج الصناعي التحويلي بعيداً عن النفط يصل 108 دولارات، وبالتالي تكون مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الاجمالي اقل من 1 في المائة. بينما متوسط دخل الفرد 5000 دولار، بما معناه ان هذا الدخل يأتي من النفط”.

ولفت الى انه “على هذا الأساس هناك توجه حكومي للنهوض بالصناعة التحويلية وفي اتجاهين؛ أولهما بالشراكة مع القطاع الخاص، وتكللت بصدور قانون الإصلاح الاقتصادي، الذي صادق عليه مجلس الوزراء الثلاثاء، وأحاله الى مجلس النواب”. “أما الاتجاه الثاني فيكون عبر رعاية الدولة للصناعة والتنمية الصناعية بالقطاع الخاص، ما سينتج لدينا قطاع خاص صناعي برعاية حكومية، وهذا هو بالأساس جزء من فلسفة الدولة القائمة على الشراكة بينها وبين السوق”.

وخلص إلى القول: انّ من الضروري ان تكون هناك صناعات بتكنلوجيا متقدمة تخلق التنافسية وتحل محل الاستيرادات جزئياً او كلياً، مؤكدا “حاجتنا الى تفعيل قانون التنمية الصناعية وقوانين الاستثمار لتقديم الضرائب وحماية المنتج العراقي من الاغراق السلعي وغيره”.

بيئة جاذبة وقاعدة قانونية

الى ذلك، اكد الخبير الاقتصادي، باسم جميل انطوان ان هذه الخطوة “مهمة لإعادة بناء قاعدة انتاجية في مجال الصناعة والزراعة والنقل والسياحة والخطوط، بضمانات من البنك المركزي وبنك جي. بي. مورغان المتعاقد مع بنك TBI”، مؤكدا ضرورة ان “تدرج كل اتفاقية بمفردها وبشروطها، وان لا يكون هناك انبطاح او استسلام لكل ما يطلب”.

وقال لـ”طريق الشعب”،  إن “هذه الخطوة تحتاج بالدرجة الاساس الى ان يكون هنالك كادر فني وكفاءات وعدم استيراد عمالة من الخارج، ومن جانب اخر يجب تشجيع الاستثمار عبر خلق ظروف عمل وبيئة جاذبة ومناسبة للمستثمر، وقاعدة قانونية تتخطى الروتين والبيروقراطية ولا تعرقل العمل، وتخلق بيئة قانونية تفتح المجال امام المستثمر الحقيقي للعمل والانتاج دون التعرض لمضايقات او ابتزاز وهذه شروط اساسية”.

وشدد على ضرورة ان تكون هوية الاقتصاد العراقي واضحة ومفهومة: “نحن نرفع شعار اقتصاد السوق ونعمل بقوانين النظام السابق، وهذا تناقض كبير لا يحدد التوجه الاقتصادي، ان كان اقتصادا رأسماليا او اشتراكيا او موجها، وهنا يجب ان يكون هناك توفيق في هذه القضية بالتحديد”.

كما اكد ضرورة “عدم عرقلة سير عملية التنمية الصناعية، فلا يمكن اليوم ان ننهض بدون عملية تنمية وتعاون واتفاقيات مع دول عديدة متطورة، تمتلك امكانيات منها الصين وغيرها من دول لها باع طويل في هذا المجال”.

***********************************************************************************

ضمن حملة “بغداد أجمل” التي تنطلق مطلع عام 2024 مكافحة التشوهات البصرية للمباني السكنية والتجارية

بغداد – تبارك عبد المجيد

تعكس أحياء العاصمة بغداد واقعا حضريا مشوها، في ظل انتشار العشوائيات هنا وهناك وتهالك بنيتها التحتية نتيجة للعديد من التحديات، وغياب الرقابة الفعّالة الى جانب ظاهرة مخالفة البناء.

ويقول مراقبون، إنّ تمادي المخالفين يرتبط بضعف المتابعة، فيما أثنوا على مبادرة الأمانة في بغداد بإطلاق حملات تفتيشية وفرض غرامات لتحفيز الامتثال وتحسين المظهر الحضري، موضحين انه ضمن هذه المبادرة جرت إزالة ما يقارب 2700 ملصق عشوائي مخالف في عموم مناطق العاصمة، خلال الفترة من شهر كانون الثاني وحتى مطلع شهر اب الماضي.

تعزيز الجانب القانوني

وبينما تستعد العاصمة بغداد الى إطلاق حملة واسعة لإزالة جميع التشوهات التي تسيء لمنظر المدينة، في مطلع عام 2024، يقول مدير العلاقات والإعلام في امانة بغداد، محمد الربيعي: إن “امانة العاصمة تعلن استعدادها التام لإطلاق حملة لإزالة جميع التشوهات البصرية للمباني السكنية والتجارية”.

ويضيف الربيعي في حديث مع “طريق الشعب”، قائلاً إن “الحملة ستكون تحت عنوان “بغداد أجمل”، وتهدف للارتقاء بالواقع الحضري للعاصمة”.

ويبين، أن “لجنة الذوق العام، ستباشر بفرض غرامات مالية تصل إلى 250 ألف دينار، والحبس لمدة خمس سنوات، وفق قرار 111، ويبدأ التنفيذ بداية شهر كانون الثاني المقبل”، مشيراً الى أن “العديد من المشوهات السمعية والمرئية تملأ شوارع العاصمة بغداد، وبعضها يؤدي الى تخريب المال العام”.

تفعيل الرقابة

ونوه ليث علي (مهندس مدني) بقرار امانة بغداد بشأن محاسبة المخالفين المتسببين بتشويه منظر العاصمة سواء كان بشكل متعمد او غير متعمد، متمنياً أن “يطبق القرار بصرامة دون تهاون، لأجل ضمان التزام الجميع باحترام القانون”.

وقال علي خلال حديث مع “طريق الشعب”، أن “اغلب المواطنين لا يعيرون أهمية للقوانين”، عازيا الأسباب لـ”عدم معرفتهم بوجود القوانين او تطبيقها من قبل الجهات المعنية، وذلك يؤشر ضعفا في الدور الرقابي”.

واضاف ان هناك “العديد من العوامل التي شوهت منظر مدينة بغداد وأبعدتها عن المشهد الحضري والمعماري، كبناء عمارات سكنية وفق الشروط القانونية، وانتشار الإعلانات والدعايات بألوان وأشكال تعطي منظراً غير محبب للمارة”.

وحثّ المهندس علي على “تفعيل دور الرقابة والمتابعة بشكل كبير ومنع كافة التجاوزات”، مستذكرا وجود “دعايات انتخابية لعدد من المرشحين لا تزال تعرض في الشوارع، بينما من المفترض ازالتها قبل أكثر من أسبوع”.

وتحدث علي عن العديد من المنازل التي بدأت تسيء للتخطيط العمراني عبر التجاوز على الأرصفة سواء لأجل توسعة المنزل او لافتتاح محال بيع. اما التجاوز الاخر فيتمثل بالعشوائيات غير القانونية والتي معظمها بدأت بالزحف على المناطق الزراعية، وهذه مشكلة يفترض على الحكومة معالجتها وإيجاد حلول سريعة وعاجلة لها”.

القطاع الخاص

أما إيلاف اسعد (متخصصة في المجال المعماري)، فقد ألقت باللوم على القطاع الخاص الذي يهدف الى تحقيق الربح المادي على حساب التصميم والجودة؛ إذ يتم استثمار قطع أراض صغيرة جداً وتحويلها لعمارات سكنية صغيرة وضيّقة وأحيانا يتم استخدام مواد بناء رديئة، في ظل غياب الدور الرقابي الفعال”، وتمنت أيضا ان تطبق حملة “بغداد أجمل” وان تتمكن من إزالة جميع التشوهات غير الحضرية.

وقالت اسعد، خلال حديثها مع “طريق الشعب”، إنّ “اغلب المستثمرين يدركون مدى ضعف القانون في البلاد، لذا يتهاونون في تطبيقه. كما ان الامر ممكن أن يحلّ بدفع بعض الغرامات او الرشاوى، وبالتأكيد لن يصل المبلغ الى مستوى الربح الذي يتحقق من بيع او شراء الشقق. كما ان اغلبها لا تراعي الذوق العام عند التصميم”.

************************************************************************************

مطالعة حكومية.. مناطق منسية منذ 23 عاما دون خدمات

متابعة ـ طريق الشعب

بينما تتفاقم أزمة السكن بالعراق، يشكو أصحاب قطع أراض طابو بالعاصمة بغداد افتقار الخدمات منذ 23 عاماً، مما يعطل تحويلها لمدن مأهولة، رغم أن هذه القطع تعادل ضعف مدينة الجواهري التي أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني العمل بها من يومين لتخفيف الاكتظاظ السكاني.

غياب الخدمات

وتفتقر هذه القطع التي وزعت بـ”الآلاف” قبل عام 2003 على الموظفين والضباط والمراتب، للخدمات بنسبة 100 في المائة، حسب مطالعة قدمت للسوداني، وأشارت إلى أنها تشمل مناطق “الثعالبة المرحلة الثانية المعروفة بخلف البزل والصابيات والسلاميات ومقاطعات 2/10 و3/10 أبو دشير وكويريش”.

وفي وقت خُدمت فيه الأراضي الزراعية والتجاوز وأراض الطابو الصرف التي وزعت مؤخرا على موظفي مجلس النواب أو موظفي أمانة بغداد في الزعفرانية خلال سنتين فقط، لا تزال هذه المناطق من دون ماء، ولا كهرباء، ولا شبكة مجاري أو حتى لو شارع (سبيس)، طبقا للمطالعة التي قدمها أحد الإعلاميين نقلا عن عدد من أهالي المناطق آنفة الذكر.

وأوضحت أن “ أصحاب هذه المناطق من الطبقة الفقيرة، كون أصحابها اللذين استلموها من الدولة اكثرهم باعوا أراضيهم وبأسعار رخيصة لأنها غير مخدومة، والمشترين طبعا من الطبقة المسحوقة اللذين يبحثون عن وطن وسكن كريم لعوائلهم”.

تعليمات معيقة

المطالعة لفتت إلى أن “المشكلة الأكبر تتمثل بإصدار النظام السباق خلال سنوات الحصار قرارا أو تعليمات إلى أمانة بغداد، بأن الأولوية في الخدمات للمناطق المسكونة بنسبة أكثر من 50%”، مشيرة إلى أنه “هذا القرار جاء نتيجة الحصار”.

غير أن انعدام الخدمات حتى من الطرق الرئيسية في المناطق التي تمت الإشارة لها، تعطل أصحابها من بناء أراضيهم لكي تتحقق نسبة البناء التي تطلبها أمانة بغداد، كما جاء في المطالعة.

لذلك اقترحت المطالعة “إلغاء التعليمات أو القرار الذي ينص على أن تكون نسبة البناء المأهول في المنطقة 50% كشرط لتقديم الخدمات، علما أن هذه المناطق تضم 50 ألف وحدة سكنية ستضم أكثر من 250 ألف نسمة على أقل تقدير، مما سينعكس إيجابا على تخفيف أزمة السكن في بغداد، بخاصة أن الأراضي موجودة ومفروزة”.

مدن سكنية

والأربعاء الماضي، أوضع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، حجر الأساس لمدينة الجواهري الجديدة في قضاء أبو غريب، غرب العاصمة بغداد، في إطار مشاريع المدن الجديدة التي تم الإعلان عنها لمعالجة أزمة السكن.

وأكد السوداني أن “مدينة الجواهري تعد الأولى من نوعها بهذا الحجم، لاسيما وأن جزءا مهما منها سيعتمد على الطاقة البديلة”. مشيرا إلى أن “مشكلة السكن مزمنة في الدولة العراقية وتتزايد بشكل كبير بسبب نسبة النمو”.

رئيس الوزراء أشار إلى أن “الحكومة شخصت، الخلل في أزمة السكن، وأعدت خططا مدروسة لمعالجتها، انطوت على تشييد مدن سكنية متكاملة، وليست مجمعات، واختيار مواقع لها على أطراف بغداد والمحافظات، بعيدا عن مناطق الاكتظاظ”.

وتبلغ المساحة الكلية لمشروع مدينة الجواهري الجديدة 7121 دونما، وتشتمل على 30 ألف وحدة سكنية متنوعة، و 10 آلاف قطعة أرض سكنية مخدومة، وجامعات ومراكز تجارية، ونحو 70 مدرسة، وستحظى بجميع المرافق الخدمية الأخرى ومراكز النشاط الحضري، في إطار تصميم مدينة ذكية تراعي معايير البيئة والحداثة وتقديم الخدمات بالنظم الإلكترونية.

يذكر أن العراق يعاني من أزمة سكن خانقة نظراً لتزايد عدد سكانه قياساً بعدد المجمعات السكنية، علاوة على عجز المواطن ذي الدخل المحدود عن بناء وحدة سكنية خاصة به بسبب غلاء الأراضي والمواد الإنشائية.

وتقدر وزارة الاعمار والإسكان حاجة العراق الى أكثر من ثلاثة ملايين وحدة سكنية لسد ازمة السكن في البلاد.

****************************************************************************************

الصفحة الخامسة

في مقابل 12 مليون أميّ القطاع التعليمي يتداعى وسط الفساد والإهمال

متابعة – طريق الشعب

يواجه تلاميذ العراق وطلبته، منذ أكثر من 20 عاماً، أزمة فقدان الركائز لتأمين مستوى تعليمي جيد. فبالرغم من انقضاء منتصف العام الدراسي الحالي، لا يزال قسم كبير من التلاميذ بلا كتب مدرسية.. تلك المشكلة التي باتت تتكرر سنويا. في حين لم تعالج السلطات المعنية مشكلات نقص المقاعد في الصفوف، وتهالك المباني المدرسية، ونقص الكوادر التعليمية، وضعف تدريس المواد العلمية.

ومنذ انطلاق العام الدراسي الحالي، حدث إرباك شديد في العملية التعليمية، بسبب عدم توزيع الكتب المنهجية على التلاميذ والطلبة، الأمر الذي اضطر أولياء أمورهم إلى شراء تلك المناهج من الأسواق بأسعار باهظة تتراوح بين 5 و7 آلاف دينار للكتاب الواحد، بعد أن استنزفت القرطاسية والأزياء المدرسية وأجور النقل وغيرها من مستلزمات الدراسة، جيوبهم!

واستمرت مشكلة نقص المناهج، بالرغم من إعلان وزارة التربية منذ بداية العام الدراسي، انها شرعت بتوفيرها لتغطي حاجة جميع المدارس.

واقع كارثي

يقول المشرف التربوي في محافظة نينوى عبد الناصر محمود، أن “الواقع التعليمي في العراق كارثي، ويشبه الخدمات السيئة للكهرباء والمياه والأحوال المزرية للطرقات.. تلك المشكلات التي تظهر من دون أن يجد لها المسؤولون حلولا”، مبينا في حديث صحفي أن “أعداد المدارس لا تكفي لاستيعاب التلاميذ. لذا تعمل المدارس بدوامين أو حتى ثلاثة، ويتراكم التلاميذ داخل صفوفها وصولاً إلى 80 في بعضها، ما يؤثر في قدرتهم على الاستيعاب. ناهيك عن المدارس الكرفانية التي تنتشر في الأرياف وأحياء بعض المدن”.

هل لا يزال التعليم مجانيا؟!

على ضوء التدهور الذي يشهده القطاع التعليمي الحكومي، ازداد التوجه نحو الاستثمار في التعليم. إذ اتسعت ظاهرة افتتاح المدارس الأهلية، إضافة إلى رياض الأطفال والجامعات. ومقابل ما توفره تلك المؤسسات الخاصة من بنى تحتية ووسائل تعليمية حديثة وكوادر اختصاصية وأجواء دراسية جيدة، تفرض على التلميذ أو الطالب أجورا دراسية باهظة يصعب على الفقراء ومحدودي الدخل تأمينها.

وتدفع العائلات سنويا عن كل طالب في المدارس الخاصة، بين مليون ومليوني دينار وأحيانا أكثر، حسب المرحلة الدراسية ونوعية التدريس. وهذا المبلغ يمكن أن توفره قرابة 30 في المائة من العائلات ذات الدخل المتوسط، كونه يُسدد على شكل أقساط، وليس دفعة واحدة. أما العائلات الفقيرة وذات الدخل المحدود، فمن المستحيل أن تقوى على تأمين مثل هذه المبالغ.

وفي هذا السياق، يرى المواطن محمد سالم من محافظة واسط، أن “وجود هذا العدد الكبير من المدارس والجامعات الخاصة، يدل على أن التعليم الحكومي في العراق لم يعد مجديا”! مضيفا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “التعليم الحكومي بدأ يفقد صفته المجانية. فكل المستلزمات التي كانت توفرها الدولة، من مناهج دراسية وقرطاسية وأزياء مدرسية ووسائل نقل، وحتى وجبات الطعام، باتت اليوم، في ظل الإهمال والفساد والمحاصصة، تقع مسؤوليتها على كواهل أولياء الأمور”!

تغيير المناهج الدراسية

من جانبها، تنتقد المدرّسة أمل محمود نظر، “تكرار تغيير وزارة التربية المناهج الدراسية، وإلغاء مناهج أساسية مثل مادة الاقتصاد المنزلي في مدارس البنات، ومادة الاقتصاد للصف الخامس العلمي، ودروس الرسم والفن، فضلا عن ضعف الاهتمام بالرياضة رغم أهميتها للتلاميذ”.

وتقول في حديث صحفي، أن “هناك أسبابا عديدة لتدهور التعليم، أبرزها وجود ثلاث دورات للامتحانات، وتطبيق الدوام المزدوج، وتضارب القرارات الإدارية، ونقص المدرسين، وتقادم المباني المدرسية وعدم صيانتها، إضافة إلى مشكلة النقص الحاد في الكتب المدرسية التي تتكرر كل عام، ما يضطر إدارات المدارس إلى منح الأطفال الكتب القديمة”.

وكان وزير التربية السابق علي حميد الدليمي، قد ذكر في تصريح صحفي أن العراق يحتاج الى 9 آلاف مدرسة للتخلص من ظاهرة الدوام المزدوج، وان الوزارة بحاجة إلى 6 أو 7 أعوام لمعالجة هذا النقص.

أما المدرّسة ديما فائز، فترى أن “أبرز الصعوبات التي تواجه هيئات التعليم والتلاميذ هي تهالك المدارس، وازدحام الصفوف، ونقص المدرسين، والدوام المزدوج”، لافتة في حديث صحفي إلى أن “المدرسة لم تعد بيئة صحية تجذب الأطفال. فيما تتحمل وزارة التربية مسؤولية هذه الأوضاع”.

وتشير ديما إلى أنه “مع بداية كل عام دراسي تتكرر معاناة الأهالي والتلاميذ إثر غلاء الملابس المدرسية والكتب والدفاتر. علماً أن بعض الأهالي تبرعوا لبناء مدارس، أو إنشاء مرافق صحية في مدارس أبنائهم. وأعتقد أن تخلّف التعليم الحكومي هو نتيجة السياسات التعليمية، التي تشجع على هيمنة التعليم الخاص”.

هل ستتجه الحكومة إلى معالجة الأزمة؟!

تؤكد لجنة التربية البرلمانية أنها تسعى إلى تخصيص 4.8 في المائة من الموازنة لقطاع التربية، من أجل انتشاله من واقعه المزري، وخفض نسب تسرب التلاميذ العالية. في حين يتوقع اختصاصيون أن يرتفع عدد التلاميذ في البلاد إلى نحو 13 مليوناً خلال العام الدراسي القادم بسبب الزيادة السكانية، ويترافق ذلك مع نقص كبير في المدارس والكوادر التعليمية، إضافة إلى مشكلات أخرى جعلت بيئة التعليم منفرة للتلاميذ في بلد يحتل مقدمة ترتيب الدول المصدرة للنفط في العالم!

يقول المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، أن “الوزارة بدأت استعداداتها مبكرا لتجهيز مستلزمات التعليم، وتنفيذ إجراءات تسجيل التلاميذ”، مستدركا في حديث صحفي “لكن التحدي الأكبر هو نقص المباني المدرسية في ظل الحاجة إلى أكثر من 9 آلاف مدرسة. علماً أن العام الحالي يختلف على صعيد الشروع بتنفيذ مشاريع المباني المدرسية بإشراف الوزارة أو الشركة الصينية التي أبرمت السلطات عقداً معها”.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسِف)، قد كشفت في تقرير سابق عن وجود 2.3 ملايين طفل عراقي في سن الدراسة خارج المدارس، مؤكدة أن “عقوداً من الصراع وغياب الاستثمارات دمرت النظام التعليمي في العراق الذي كان سابقاً يعتبر بين الأفضل في المنطقة، ما أعاق بشدة وصول الأطفال إلى تعليم جيد”.

وفي حين يعاني العراق وجود 12 مليون شخص أمّي، فشلت البلاد في الوصول إلى أدنى المراتب في التصنيف العالمي لجودة التعليم عام 2021، وظلت خارج التصنيف الدولي، بحسب مؤشر مستويات التعليم في العالم الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والذي اعتبر العراق وسورية واليمن من بين الدول غير المصنّفة بسبب عدم توفر معايير جودة التعليم فيها!

******************************************************************************

أكول.. ملايين الدولارات  في مكب النفايات!

سلام القريني

ها قد انتهت جولة اخرى من اللهاث خلف المال السائب و”خمط” مغانم السلطة والتمتع بالسحت الحرام عن طريق الانتخابات، التي حدث فيها شراء ذمم بأرخص الاثمان! حيثُ شطبت هذه المرة البطانيات وحل بدلا عنها صرف مواد غذائية ومبلغ خمسين ألف دينار، إضافة لملايين الدولارات من أجل تلميع الصور التي ملأت الشوارع والازقة والحارات، متوسدة اعمدة الكهرباء وإشارات المرور، وصولا الى الاعلانات الضوئية الممتدة على طول العراق وعرضه.

والعجيب الغريب، هو ان المفوضية العليا للانتخابات لم  تحرك اي ساكن ازاء الهدر الفاحش للمال العام، الذي استخدمه العديد من مرشحي السلطة وابنائهم وبناتهم بشكل فاضح دون اي وازع، ولم تسألهم من اين لكم هذا؟!

من اين لكم  كل هذه الاموال؟ اكثر من علامة استفهام واستفهام..

وانا في طريقي إلى البيت، صدمت بهذه الصورة: مكب نفايات فيه طن من صور المرشحين! حينها عادت بي الذاكرة الى حقبة السبعينيات، ابان حكم النظام الدكتاتوري، الذي كان يرسل الكتب التقدمية ومجلات مثل “الوقت” و”السلم والتضامن” والادبيات الماركسية، الى معمل الورق، ليصنع منها عجينة لورق الدفاتر المدرسية، في محاولة بائسة لمنع انتشار الفكر اليساري. ورغم ذلك، كان ذاك التصرف الخبيث أخفَ من تصرفات ساسة الصدفة، الذين لم يفكروا طيلة عشرين عاما في الاستفادة من عمليات تدوير النفايات الجارية في العالم، حيث فشلوا حتى في ذلك.

لا اعرف من اي طينة جبلوا؟ واي مصير  ينتظرهم في قادم الايام؟!

فيا صديقي .. “حيل خربانة”!

***************************************************************************************

الأزبال تخنق سكان المجمّع الفلسطيني في بغداد

متابعة – طريق الشعب

تغص شوارع المجمع الفلسطيني في منطقة البلديات شرقي بغداد، بالقمامة، على الرغم من حملات التنظيف المستمرة التي تنفذها البلدية. فيما يؤكد الأهالي أن بعض سكان الأحياء المجاورة يرمون النفايات في الطرقات بدلا من الأماكن المخصصة لرميها، مطالبين بإجراءات رادعة ازاء هؤلاء المتجاوزين.

يقول محمود مصطفى، وهو أحد سكان المجمع، أن “البعض يستسهل رمي النفايات في الطريق، ثم يعود ويلقي بالمسؤولية على فرق البلدية”، مطالبا في حديث صحفي، أمانة بغداد بـ “تكثيف جهود رفع القمامة، التي باتت تخلف روائح كريهة إضافة إلى منظرها المقرف”.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في أمانة العاصمة، قوله أنه “رغم الجهد الذي تبذله آلياتنا في رفع أطنان من النفايات، إلا أننا نجد مثل هذه المظاهر”، مؤكدا أنه “نعمل بشكل منتظم على توفير الحاويات في كل الأحياء والأزقة، لكن بعض الأهالي لا يلتزم بالأماكن المخصّصة لرمي القمامة”.

ودعا المصدر، الأهالي إلى الحفاظ على النظافة والتعاون مع الأمانة بعدم رمي النفايات إلا في الأماكن المخصّصة لها.

*****************************************************************************************

الصفحة السادسة

اتهام قوات الدعم السريع بنهب مستودعات الاغذية.. السودان.. منظمات إغاثية تعلق عملها

الخرطوم - وكالات

علّقت منظمتا إغاثة دوليتان عملياتهما في ولاية الجزيرة السودانية بعد نهب قوات الدعم السريع مخازنها، في حين دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمات الصحية والإنسانية المتفاقمة في البلاد.

وقال برنامج الأغذية العالمية: إنه «اضطر لوقف توزيع المساعدات في الولاية بعد نهب مخزن يحوي إمدادات تكفي 1.5 مليون شخص لمدة شهر».

واضاف البرنامج: إن «مقاتلي قوات الدعم السريع في السودان نهبوا الحصص الخاصة برعاية نحو 20 ألف طفل ممن يعانون من سوء التغذية، والأمهات المرضعات».

بدورها، أفادت منظمة أطباء بلا حدود، بأن مسلحين هاجموا مجمعها في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في 19 كانون الأول وسرقوا سيارتين ومحتويات أخرى.

وكتبت في بيان: «بسبب تدهور الوضع الأمني، علّقنا جميع الأنشطة الطبية في ود مدني وأجلينا طاقمنا إلى مناطق أكثر أمنا في السودان ودول مجاورة».

***********************************************************************************

امريكا.. منع ترامب  من الترشح للانتخابات ثانية

نيويورك - وكالات

قضت ولاية ماين الأميركية، بعدم أهلية الرئيس السابق دونالد ترامب لخوض انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية للانتخابات الرئاسية لعام 2024، بعد أسبوع من قرار مماثل اتخذته المحكمة العليا في ولاية كولورادو على خلفية اقتحام حشد من أنصاره مقرّ الكونغرس في عام 2021.

وفي وثيقة رسمية، أعلنت المكلّفة تنظيم الانتخابات في الولاية شينا بيلوز أن ترامب «غير مؤهّل لمنصب الرئيس» بموجب التعديل 14 للدستور الذي يستبعد أيّ شخص شارك في أعمال «تمرّد» من تولي أي مسؤولية عامة.

وجاء في القرار الذي ردّ على طعون قدمتها مجموعة من الناخبين في ولاية ماين أن «دستور الولايات المتحدة لا يتسامح مع الاعتداء على أسس حكومتنا، وقانون الولاية يتطلب التصرف ردا على ذلك».

وقالت بيلوز إنها ستعلق تأثير قرارها في انتظار أي استئناف قضائي من جانب ترامب.

وسرعان ما انتقدت حملة ترامب قرار بيلوز، معتبرة أنه «محاولة لسرقة الانتخابات وحرمان الناخب الأميركي من حقه في التصويت»، كما وصفت بيلوز بأنها «يسارية خبيثة وديمقراطية متشددة تدعم الرئيس جو بايدن».

********************************************************************************

جنوب افريقيا تقاضي اسرائيل العالم يحتفل ببداية السنة الجديدة.. وغزة تحت القصف

متابعة – طريق الشعب

في وقت يستعد العالم للاحتفال بعيد رأس السنة 2024، تبقى المدن الفلسطينية وخصوصاً في قطاع غزة تحت القصف العبثي الاسرائيلي، وهجماته التدميرية، دون ان تجد ردود الفعل الجماهيرية الرافضة للحرب أي صدىً لها لدى الحكومة الصهيونية او القوى الدولية الداعمة لها.

وانتقد محللون إسرائيليون أداء جيش الاحتلال في حربه على قطاع غزة، وقالوا إنه يقتل عشوائيا ويستهدف الأطفال، في حين يستمر الجدل في وسائل إعلام إسرائيلية بشأن أهداف الحرب ومصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقف فوري ودائم للحرب

دعت الحملة العالمية لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة إلى جعل احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة، فرصة للدعوة إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وتنفيذ فعالية رمزية مرافقة للاحتفالات المحلية في مختلف أنحاء العالم.

وقال بيان لهذه الحملة، إنها تدعو إلى جعل لحظة الاحتفال برأس السنة «فرصة لاتخاذ قرارات من أجل مستقبل أكثر إشراقا».

وأضاف، انه «مع مقتل ما يقرب من 30 ألف مدني، بما في ذلك أكثر من 10 آلاف طفل، فإن قرارنا الوحيد في العام الجديد هو الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار».

وأشار البيان إلى أنه «تم تبني الحملة بنجاح من قبل أكثر من 30 دولة متحدة في مهمتها لوقف القتل الوحشي للمدنيين، وإنقاذ حياة الناس في غزة والضفة الغربية وإسرائيل».

منع تظاهرة في باريس

في الاثناء، منعت السلطات الفرنسية تظاهرة تضامنية مع فلسطين، كان من المقرر تنظيمها في شارع الشانزليزيه الشهير في باريس، اليوم الاحد.

ووصف نائب حزب الجمهوريين أريك سيوتي عبر حسابه بمنصة «إكس»، التظاهرة بأنها «داعمة لحماس»، وتضر بالنظام العام، وطلب من وزير الداخلية منعها.

من جانبه، اعلن مدير الأمن في باريس، حظر كافة التظاهرات في شارع الشانزليزيه يوم 31 كانون الأول. وهدد بأن قوات القمع ستضمن «تنفيذ المنع بكل دقة».

تظاهرات أخرى

تظاهر العشرات في مدينتي سيدني وملبورن بأستراليا تنديدا بتواطؤ الحكومات في ظل استمرار قصف وحصار قطاع غزة، وللمطالبة بوقف إطلاق النار بالقطاع.

وطالب المتظاهرون بوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فضلا عن مطالبة الحكومة الأسترالية بقطع العلاقات مع إسرائيل.

وشارك الآلاف في تظاهرات نظمت في العاصمة الألمانية برلين، والعاصمة النمساوية فينا، ومدينة يوتوبوري السويدية، وأيندهوفن الهولندية، دعما للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

غوتيريش: اشعر بالقلق!

فيما جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذرا من اندلاع صراع إقليمي.

وقال في لجلسة مجلس الامن الدولي: «أجدد الدعوة إلى وقف فوري في غزة لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج عن الرهائن».

وعبّر غوتيريش عن قلقه مما سماه تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك العمليات المكثفة الإسرائيلية وعنف المستوطنين.

جنوب افريقيا تقاضي اسرائيل

وقالت محكمة العدل الدولية، إنها تلقت طلبا من جنوب أفريقيا لمقاضاة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. وجاء في الدعوى أن إسرائيل «قامت بأفعال تهدف للتطهير العرقي في غزة».

من جانبها، اعتبرت إسرائيل إن ادعاء جنوب إفريقيا «يفتقر إلى أساس واقعي وقانوني ويشكل استغلالا خسيسا ومهينا للمحكمة». ودعت الى الرفض التام للدعوى.

‏وقالت الخارجية الإسرائيلية، إن «جنوب إفريقيا تتعاون مع منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير دولة إسرائيل».

الأكثر فتكا بالأطفال

وأكدت رئيسة قسم الصحة العامة في جامعة إدنبرة الأسكتلندية ديفي سريدهار، في مقال نشرته صحيفة الغارديان، أن «صيحات التحذير التي تطلقها منظمات الإغاثة الدولية بشأن الأوضاع في غزة مرعبة للغاية، وتؤشر لوجود مخاوف كبرى من حدوث مآس غير مسبوقة في حق المدنيين بالقطاع المحاصر».

وأضافت أن هذه الحرب لم تحترم فيها الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية جنيف.

ووصفت الحرب بأنها الأكثر فتكا بالأطفال، التي يرجح أنها ستكون البداية فقط، إذ يعلم خبراء الصحة العامة أنه من المرجح أن يلقى عدد كبير من الأطفال حتفهم بسبب انتشار الأمراض. كما أنها الحرب الأكثر دموية للصحفيين منذ 30 عاما،

وحذرت سريدهار من أن ما يقرب من ربع سكان غزة قد يلقون حتفهم في غضون عام واحد ما لم يتغير شيء ما في القطاع.

********************************************************************************************

ما الذي ينتظره البرازيليون من الرئيس لولا؟

برازيليا – وكالات

انهى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عامه الرئاسي الاوّل، بتحقيق بعض النجاحات التي تُحسب لعهده، أبرزها الحدّ من إزالة الغابات في الأمازون، لكنه يواجه تحديات اخرى.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة برازيليا أندريه روزا، إنه «أمام لولا تحديات أكثر مما عرف خلال ولايتيه السابقتين»، مضيفاً انه «لم ينعم بفترة سماح في الاشهر الأولى وهو يواجه برلماناً معادياً».

إلا أنّ هذا الوضع لم يردع حكومته عن إطلاق برامج اجتماعية مهمة، وسط مؤشرات اقتصادية أفضل من المتوقع.

وأظهر استطلاع نشره معهد «داتافولها» المرجعي في منتصف كانون الأول، أنّ «لولا يحظى بـ38 في المائة من الآراء المؤيدة».

وأتت هذه النسبة أقل من بدء ولايته الأولى، لكنها أفضل من نسبة الآراء المؤيدة لبولسونارو بعد عام من ولايته.

لولا: وضعنا جيد

وقال لولا خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة للعام 2023 «نصل إلى نهاية العام ونحن في وضع جيّد لا بل استثنائي، مقارنة بما كان عليه وضع البلاد عند صولنا» إلى السلطة.

وانخفضت في عهد لولا إزالة الغابات في منطقة الأمازون إلى النصف بين كانون الثاني وتشرين الثاني مقارنة بالأشهر الـ11 الأولى من العام 2022.

وترى سويلي أروجو من مرصد المناخ، وهو تجمّع من المنظمات غير الحكومية البرازيلية، أنّ هذا الانخفاض يرجع إلى عدة أسباب بينها «تكثيف عمليات المراقبة التي تقوم بها إيباما»، وهي هيئة عامة ترأستها أروجو من 2016 إلى 2019 وخُفّضت ميزانيتها وطاقم عملها في عهد بولسونارو. وأعطت الحكومة أيضاً تراخيص لثماني محميات محلية جديدة يعتبرها العلماء بمثابة روادع أساسية ضد إزالة الغابات.

وفي وقت تحسّن الوضع في أكبر غابة استوائية بالعالم، شهد تدهوراً في سيرادو، وهي منطقة سافانا غنية جداً بالتنوع البيولوجي وتقع في جنوب الأمازون.

ومن الجوانب السلبية أيضاً أن حكومة لولا تتعرض لانتقادات حادة بسبب مشاريع التنقيب عن النفط المحاذية لمصب نهر الأمازون. كما أن الإعلان عن نية البرازيل الانضمام إلى تكتل «أوبك بلاس» للدول المصدرة للنفط في خضم انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، لم يلق ترحيباً.

ويقول سولي أروجو «ثمة تناقض في أن تكون رائداً في مجال المناخ وتنضم في الوقت نفسه إلى اوبك+».

تركيز على السياسة الداخلية

وعلى الصعيد الاقتصادي، تمكّن لولا بعد مواجهة استمرت عدة أشهر، من حمل البنك المركزي على إقرار أربعة تخفيضات متتالية لنسبة الفائدة الرئيسي، بفضل السيطرة على التضخم.

وتتوقّع الحكومة نمواً بنسبة 3 في المائة في العام 2023، بعد أرقام تجاوزت التوقعات في الأرباع الثلاثة الأولى من السنة، فضلاً عن تسجيل البطالة أدنى مستوياتها منذ 2015.

ومع نهاية السنة الأولى من ولاية لولا، أقر البرلمان خطة إصلاح واسعة النطاق للنظام الضريبي، كان يطالب بها رجال الأعمال والأوساط التجارية منذ أكثر من ثلاثين عاما.

ولاقت خطة الإصلاح ترحيباً من وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني، ورفعت العلامة السيادية للبرازيل خلال الأسبوع الفائت

ويتوقع الخبراء أن يركّز لولا بصورة أكبر خلال العام 2024 على السياسة الداخلية، مع اقتراب الانتخابات البلدية في تشرين الاول. وسيتعيّن عليه مواجهة تحدي انعدام الأمن، بعد عام شهد سلسلة هجمات على مدارس وموجة عنف في ولايتي ريو دي جانيرو وباهيا.

************************************************************************************

مراجعات عام .. 2023  تركيا تتجه للانحدار والفشل يلازم المعارضة

رشيد غويلب

انتشر أخيرا في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لمواطنة تركية تحتج على سؤال بشأن وضع البلاد الاقتصادي. تقول: «لماذا نطرح سؤالاً جوابه واضح؟»، فالانحلال الاجتماعي أصبح أكثر إلحاحاً. «واقتصاديا»، يتعافى العالم بعد كل أزمة، فرأس المال لا يدمر نفسه، لكنه لا يستطيع بسهولة تعويض التدهور الاجتماعي. والأخلاق لم تعد موجودة. لقد أصبح الاحتيال والكراهية والعنف أمورا شائعة في العام الحادي والعشرين من عهد حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم. وفي عام 2023، اصبحت تركيا دولة ينحصر فيها حلم الشباب بالهجرة فقط.

والأمل الذي بدا قريبا، بعد انتصار المعارضة في العديد من المدن الكبرى في الانتخابات المحلية 2019، أنهته النتائج البائسة للانتخابات البرلمانية والرئاسية في أيّار الفائت. وتحولت تركيا الى مكان لإلقاء القبض على عتاة المجرمين المطلوبين في السويد وصربيا وشمال إنجلترا، واستراليا، حيث تم اخيرا القاء القبض على المجرم هاكان أيك المطلوب في استراليا.

فساد وغلاء

وفي هذا العام، وضعت الوكالة الدولية لمكافحة غسيل الأموال، تركيا، مرة أخرى، على «القائمة السوداء» لغسل الأموال وتمويل الجماعات الإسلامية. ووفقا لتقرير مؤشر الجريمة المنظمة في العالم، نجد الحكومة متورطة في تجارة الذهب والنفط غير المشروعة وكذلك في تهريب الأشخاص والأسلحة. ويقال إن بلال، نجل أردوغان، طلب رشاوى من شركة «دغنته سيستمز» السويدية - الأمريكية من أجل مساعدة الشركة على تحقيق مركز مهيمن في السوق التركية، وقد تم كشف ذلك بالصدفة اثناء تحقيقات في ملفات فساد في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الوقت الذي يتسع في جشع المستفيدين من النظام، يعيش المواطنون العاديين البؤس. والأزمة الاقتصادية المستمرة، ولم يؤدِ استبدال رئيس البنك المركزي ووزير المالية، في حزيران الفائت، الى حلحلتها. ولا يزال معدل التضخم رسميا أكثر من 60 في المائة، وربما يكون في الواقع أعلى من ذلك بكثير. ووفقا لليونيسف، يعيش ثلث أطفال البلاد في فقر. وكثيراً ما يضطرون إلى ترك المدرسة والعمل لإعالة أسرهم.

وبسبب الصعوبات الاقتصادية، انتشر الزواج القسري للقاصرات. ومنح الرئيس أردوغان أخيرا جائزة العلوم لأستاذ اللاهوت سليمان أولوداغ، الذي شرعن زواج الرجل من ابنته بالتبني. وانسحبت البلاد رسميًا من اتفاقية إسطنبول لحماية المرأة هذا العام. وجرائم قتل النساء في ازدياد.

وبعد أن حظرت العديد من دول جنوب شرق آسيا دفن النفايات البلاستيكية في اراضيها، تحولت تركيا الى مقبرة نفايات عالمية، ونتج عن ذلك آثار مدمرة على الناس والطبيعة. وفي مدينة أرزينجان الكردية، انفجر أنبوب أثناء استخراج الذهب من قبل شركة تعدين كندية - تركية، وتدفق السيانيد السام إلى نهر كاراسو، احد منابع نهر الفرات، أطول نهر في غرب آسيا. وبالمقابل كافأت الحكومة الشركة بإلغاء ديون قيمتها 7.2 مليون دولار.

وكانت إدارة زلزال السادس من شباط كارثية. وفق المعطيات الرسمية هناك أكثر من 50 ألف ضحية، لان الاولوية كانت لحصد الأرباح على حساب شروط سلامة المباني. وبررت الحكومة عجزها «بالقضاء والقدر» أو «إرادة الله» وكأنها لا تتحمل أية مسؤولية. وفي مقاطعة هاتاي، التي كانت واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الزلازل، يفتقد الناس البنى التحتية الضرورية لحياة طبيعية، ناهيك عن عدم اكتمال عمليات إعادة البناء.

معارضة منقسمة

على الرغم من وجود أوساط واسعة مكتوية بالأزمة، ورافضة لسياسات الحكومة، الا ان المعارضة السائدة تعجز عن تعبئتها، وتنشغل في صراعات عدمية بين قوى الوسط (الحزب الجمهوري) واليمين ممثلا بحزب İyi (الصالح)، وبالتالي فالمعارضة مهددة بفقدان المكاسب المتحققة في المدن الكبرى خلال الانتخابات المحلية في اذار المقبل.

ومن جانب آخر، كلف التحالف مع أحزاب اليمين الحزب الجمهوري، ليس خسارة الانتخابات الرئاسية، وبرلمان أكثر يمينية من سابقه فقط، بل دخل الحزب في صراع داخلي انتهى باستقالة زعيمه كمال كليجدار أوغلو، وجاء أوزغور أوزيل بديلا عنه.

ولم تكن نتائج الانتخابات مرضية بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي، الذي خسر الكثير من الأصوات. لقد واجه الحزب قضية اتهامه بالإرهاب، وتجميد نشاطه. وكان عليه الاشتراك في الانتخابات باسم «حزب اليسار الأخضر». لقد أدى تغيير اسم الحزب القسري، ودعمه غير المشروط لزعيم الحزب الجمهوري، بهدف هزيمة اردوغان، الى خسارة الحزب الكثير من الأصوات. وتعرض الحزب الى انتكاسة أخرى، بسبب تخلي زعيمه السابق، والشخصية الأكثر شعبية عن دوره السياسي، بسبب خيبة الامل التي اصابته من الأداء السياسي.

وتعمق واتسع قمع الحكومة للسكان الكرد في كردستان تركيا، بموازاة احتلال مناطق واسعة، والتدخل العسكري والأمني التركي في سوريا والعراق. لقد وصل العنف ضد السكان المحليين إلى مستوى دفع حتى الولايات المتحدة شريكة تركيا في حلف الناتو إلى فرض عقوبات على اثنتين من الميليشيات السورية المتحالفة مع تركيا.

********************************************************************************************

الصفحة السابعة

مشاكل وحلول.. البنى التحتية لقطاع الثروة الحيوانية في العراق

عبدالكريم عبدالله بلال*

يعتبر قطاع الثروة الحيوانية في العراق، من القطاعات الاقتصادية المهمة في تحقيق الامن الاقتصادي والغذائي  للمواطن العراقي. وقد تعرضت هذه البنى في العقدين الاخيرين، وبعد سقوط النظام المقبور، الى الخراب الشامل، بسبب عمليات السرقة والنهب للمنشآت الحكومية، وكذلك بسبب عمليات الفساد وسوء الادارة وقلة التخصيصات والموارد المالية. ولعل خير مثال على ذلك ما جرى لمراكز التلقيح الاصطناعي للابقار، التي باتت متخلفة بشكل واسع، لا يتناسب واهمية قطاع الثروة الحيوانية.

لقد بدأ العمل في التلقيح الاصطناعي في العام ١٩٤١، حين تم جلب اربعة بقرات فريزيان وثورين من فلسطين، لغرض تحسين الصفات الوراثية للابقار العراقية المتخلفة في صفاتها وذات الانتاجية القليلة.  ثم استوردت فيما بعد، انواع اخرى من الابقار مثل أيرشير والجيرسي والهولشتاين، وتم تضريبها مع الابقار المحلية. غير أن اولى المحاولات لاستخدام التلقيح الاصطناعي بدأت عام ١٩٥٥ بعد جلب امبولات اللقاح اللازمة لذلك، مع العلم ان اول مركز للتلقيح الاصطناعي انشأ في العراق في العام ١٩٦٢ وفي العام ١٩٧٥ تم ارسال العديد من الكوادر للتدريب في فرنسا، وفي العام ١٩٧٨ تم فتح وحدات للتلقيح الاصطناعي في كافة المحافظات. لكن مما يؤسف له في العام ٢٠٠٣ وبعده، قيام البعض بنهب كافة التجهيزات الخاصة بالتلقيح الاصطناعي وكذلك الثيران المستوردة والمحلية والحصارات على الطرق الريفية وحتى الابنية.

ولتلافي ما حصل لهذا القطاع، قامت وزارة الزراعة بتنفيذ مشروعين، الاول سمّى بالمشروع ٤٥٧ وهو بالاشتراك مع الامم المتحدة، والمشروع الثاني لإستيراد جهازين للنتروجين مع ٣٠ ثور هولشتاين لغرض اعادة العمل بمشروع التلقيح الاصطناعي.

الا أن هذه الثيران اصيبت بمرض الحمى القلاعية في العام ٢٠١٠ مما اضطر الجهات ذات العلاقة بالاعتماد على الثيران العراقية، ثم على استيراد ٢٥ ثور من هولندا بعد الاتفاق معها، بحيث وصل عد الابقار حسب موقف وزارة الزراعة في نهاية العام ٢٠٢٢ هو (١٤٧١٧٨٤) رأس.

وبغية تطوير هذا القطاع، نقترح التالي :

اولاً - فتح مراكز للتلقيح الاصطناعي اخرى غير الثلاثة الموجودة حالياً لانها لا تكفي لسد الحاجة.

ثانياً - فتح وحدات للتلقيح الاصطناعي في كافة المستوصفات التي لايوجد فيها ذلك.

ثالثاً - توفير سونار لفحص الحمل والاورام في كافة المستشفيات البيطرية.

رابعاً - توفير ادوات الجراحة للتوليد في المستشفيات البيطرية.

خامساً - اعادة نصب حصارات للحيوانات على الطرق الرئيسة بدل التي نهبت بعد العام ٢٠٠٣ .

سادساً- تأهيل كادر وسطي بيطري متخصص في التلقيح الاصطناعي وتوزيعه على مراكز ووحدات التلقيح الاصطناعي .

سابعاً - توفير الادوية والعلاجات واللقاحات اللازمة لذلك في المستشفيات البيطرية .

ثامناً - القيام بحملات ارشادية في الريف العراقي بأهمية التلقيح الاصطناعي من قبل المراكز الارشادية واقسام الارشاد في مديريات الزراعة .

تاسعاً - توفير ثيران بقرية من مناشئ واصناف وانواع متعددة وذات انتاجية عالية وعدم الاكتفاء بنوع الهولشتاين، التي لا يرغب بها بعض المربين.

عاشراً - دعم العاملين في التلقيح الاصطناعي من اطباء بيطرين وكوادر وسطية بيطرية، بمخصصات الخطورة اسوة بزملائهم من العاملين في المفاصل البيطرية الاخرى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

**************************************************************************************

اخبار زراعية

اعداد: طريق الشعب

ارتفاع انتاج الحمضيات

اعلنت محافظة ديالى ارتفاع إنتاج الحمضيات للموسم الحالي بنسبة 30 بالمائة قياساً بالعام الماضي فيما كشفت عن حملة احياء للبساتين المتضررة واستحداث للجديدة منها.  وقال مدير اعلام زراعة ديالى محمد جبار المندلاوي ان «انتاج الحمضيات للموسم الحالي تجاوز 42 الف طن فيما بلغ إنتاج العام الماضي 28 ألف طن فقط»، مبيناً ان «توفر المياه وتأمين الخزين الاروائي لها إلى جانب حملات الادامة والمكافحة والمعالجات الناجعة، هو ما اسهم بذلك «.

وكشف المندلاوي عن حملات ذاتية للمزارعين لإحياء واستحداث بساتين الحمضيات الهالكة والمتضررة وزراعة أصناف جديدة من الحمضيات، الأسرع نموا والأكثر انتاجا، وذلك لتلبية حاجة الأسواق المحلية والحفاظ على هوية ديالى كمدينة للبرتقال، لاسيما وتعتبر الاحصائيات الزراعية، منتجاً رئيسياً للحمضيات بحدود 93000 طن تقريباً، فيما يبلغ عدد اشجار الحمضيات حالياً بنحو 2662526 شجرة.

تقنيات حديثة

ظهرت بالدول المتطورة وخلال السنوات الأخيرة، أنظمة إنتاج زراعية بديلة ذات تقنيات متقدمة، كاستخدام إضاءة LED والذكاء الاصطناعي والمكافحة البيئية للأدغال والوقاية من الأمراض النباتية باستخدام الخريطة الجينية وقضايا التعبئة والتغليف والأتمتة واعادة تدوير مياه الري والبيوت الزجاجية وغيرها، مما يوفر فرصاً أفضل للعاملين والمستثمرين في هذا الميدان الإنتاجي المهم.

ويواجه ادخال هذه التقنيات في الإنتاج اشكاليات كبيرة من اهمها الموارد المالية اللازمة وقدرة المزارعين على استيعاب هذه التقنيات وادخالها في انظمة الإنتاج والثقافة الإنتاجية التي تتحكم ببيئة العمل الزراعي. ولهذا، باتت الحاجة ماسة لوجود مؤسسات تعاونية او شركات استثمارية لتنشيط هذا الحقل الحيوي، الذي يمكن أن يوفر إمدادات غذائية مستدامة وأكثر أمانا.

كما يلعب التواصل المبرمج والنشط، بين المؤسسات التعليمية وبين المنتجين ورواد العمل الزراعي، دوراً مهماً في تذليل تلك الصعاب، مما يستلزم تطوير مهارات العاملين في التعامل مع الشبكات الاجتماعية أو المهنية أو الإنترنت أو الاتصالات الدولية أو المعارض التجارية. 

اكتفاء أم استيراد

اعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى بغداد، عن استيراد العراق 3.8 مليون طن متري من القمح في العام المقبل لتلبية كافة متطلبات العراقيين من الخبز، واعدة بقيام الشركات الأمريكية بالمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على القمح في العراق. هذا وكانت الحكومة قد افادت بأن البلد حقق الاكتفاء الذاتي من القمح لهذا الموسم، بعد أن تجاوز المعروض التوقعات، حيث زاد على 4.5 ملايين طن. ولا يبدو ان مسؤولينا متفائلون فيما يتعلق بالموسم القادم، فسارعوا للإستيراد، رغم ان مؤشرات الأمطار تبعث على التفاؤل حتى الأن!

***************************************************************************************

الغابات في العراق

إعداد: سلام عبد الرحيم تويج *

تقدر مساحة الغابات في العراق 5 بالمائة من المساحة الكلية. وتشير الدلائل التاريخية والمشاهدات الميدانية الى ان اراضي الغابات كانت مكسوة بالغطاء النباتي، المتكون من الاشجار والشجيرات ذات الصفات الجيدة والقيمة الاقتصادية العالية كأشجار البلوط والصنوبر والسماق وغيرها، حيث تتم الإستفادة من اخشابها وبذورها وثمارها، قبل أن تفقد صفاتها وتتدهور قيمتها الاقتصادية، نتيجة للاستغلال الجائر، حيث راحت تقطع كيفيا او تحرق او تترك عرضه للتعرية والانجرافات، حتى صارت غاباتنا مستوطنة للأمراض والحشرات، ومات العديد من اشجارها.

ان قلة مساحة الغابات في العراق وتدهورها وانخفاض نموها السنوي، جعلها لا تتمكن من سد حاجة البلد من الموارد الخشبية، خاصة مع زيادة السكان وارتفاع مستوى المعيشة. كما اصبحت علجزة عن صيانة التربة وحمايتها من التعرية والانجراف، وبذلك فقدت واحدة من خواصها في حماية المجاري المائية من الترسبات والتي تؤدي الى زيادة مخاطر الفيضانات وعرقلة الاستفادة من الانهر وخزانات المياه بشكل صحيح.

وعليه، يجب الاسراع في العمل على تطوير وتحسين وضع الغابات وزيادة رقعتها والاهتمام بإكثار الانواع الموجودة وحماية الغابات الباقية من التدمير والتخريب. ان تنمية الغابات في العراق يبدأ بموضوع توفير البذور والمشاتل والمشاجر وادامة الغابات الموجودة وينتهي بالإنتاج الاقتصادي المستمر ضمن مخطط مدروس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ماجستير ارشاد ونقل تقنية زراعية

**********************************************************************************

معمل تعبئة التمر تطوير للإنتاج وتوفير لفرص العمل

اعداد: طريق الشعب

كان نحو ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من التمر يأتي من العراق، قبل أن تحطم الحروب والتغييرات المناخية والإهمال على مدى عقود، هذا الإنتاج حيث تراجعت حصة البلاد من الإنتاج العالمي إلى نحو 5 بالمائة فقط.

ويعود العمل في تعبئة التمور قبل تصديرها، الى ثمانينات القرن الماضي. وفي عام 2009، وبمساعدة قرض من الحكومة، اقيم معمل لتعليب التمور في قضاء الحسينية بمحافظة كربلاء، والذي يتيح اليوم فرص عمل للكثير من النساء، من العوائل الفقيرة والمتعففة، واللواتي يتوليّن فرز أطنان من التمر قبل تعبئتها، ليتسنى لصاحب المعمل تصديرها الى خارج البلاد.  وبهذا الصدد يقول حسين عبود، صاحب المعمل إن « المعمل يضم نحو 100 عاملة بأعمار مختلفة تبدأ من 18 إلى 70 عاماً، ويوزّع العمل بما ينسجم مع عمر العاملة، حيث يكون من مهام العاملات الصغيرات في السن، الوظائف التي تتطلب الحركة والنقل، أما الأكبر سناً فيعملن في الفرز». ويضيف، أن «العاملات بصورة عامة من محافظات مختلفة، ولسن من كربلاء فقط، حيث هناك من ذي قار ويسكن مع أقربائهن في المحافظة، أما اللواتي في محافظة بابل فهناك خط نقل خاص يتولى توصيلهن ذهاباً وإياباً كل يوم».

عمل مكثف وشاق

يتواصل العمل في المعمل لمدة 6 أيام في الإسبوع فيما يحصل العاملون على يوم الجمعة كأجازة اسبوعية. وتتحدد ساعات العمل اليومي بثماني ساعات، حيث تبدأ في الساعة 7 صباحاً وتنتهي عند الساعة الرابعة مساءً، مع ساعة لاستراحة الغداء. ويعّد العمل موسمياً، إذ يغطي سبعة اشهر فقط من السنة، بين شهر أيلول حين يتم استلام التمور من الفلاحين، وشهر نيسان. وتكون ذروة النشاط خلال فصل الخريف، لإرتفاع الطلب على التمور.

تمر عراقي متميز

يضيف صاحب المعمل قائلاً «انتاجنا ليس للأسواق المحلية، وإنما جميعه يُصدّر للخارج ولعدة دول، أبرزها الهند، ومن ثم تأتي بعدها تركيا ومصر وباكستان وبنغلادش واليمن، ويقدر تصدير هذا العام بألف طن شهرياً».

ومن أفضل انواع التمر العراقي التي يتعامل معها المعمل، تمر الزهدي، الذي يعّد من «أكثر أنواع التمور وذلك لوفرته محلياً، حيث يتم توزيع صناديق بلاستيك على الفلاحين من كربلاء وبابل، ومن الكوت والصويرة بواسط، ومن الطارمية ببغداد، لتعبئة التمور من الدرجة الأولى فيها، وبعدها يتم جلب هذه التمور إلى المعمل لتعليبها تمهيداً للتصدير» حسب ما يفيدنا به صاحب المعمل.

وفيما يتعلق بتأثير أزمة الدولار على العمل، يشير إلى أن «حركة سعر صرف الدولار صعوداً وانخفاضاً تؤثر على العمل، إذ إن البيع للخارج يتم بالدولار، لذلك تحصل خسارة عند تسديد مستحقات الفلاح بالدينار العراقي».

قصة كفاح مثالية

أم سعد (65 عاماً)، كادحة من محافظة بابل، رفضت أن تستسلم لظروف الحياة بعد وفاة زوجها، وواجهتها بشجاعة لتربي أولادها وتعلمهم وتزوجهم، وكل ذلك من خلال العمل الشاق في معمل تعبئة التمور. تقول أم سعد التي تشغل وظيفة مسؤولة النساء في المعمل «أعمل منذ أكثر من 20 عاماً هنا، ومن هذا العمل استطعت أن أوفر لأطفالي ما يحتاجوه. كما ساعدتُ في توظيف 20 امرأة من بابل، يأتين معي يومياً عبر خط نقل خاص يوفره المعمل «. عاملة أخرى تدعى أم خلود (32 عاماً) من محافظة كربلاء، تقول إن «العمل يتم بأياد نسائية فقط، ويجري بأجواء مريحة، حيث إن الزميلات يساعدن بعضهن في العمل، وانا راضية بعملي ومقتنعة به».

*********************************************************************************

الصفحة الثامنة

مكاسب عملية طوفان القدس

د. ماجد أحمد الزاملي

استهدفت المقاومة الفلسطينية الكيان الصهيوني في السابع من أكتوبر بعملية كبيرة بحجمها وتأثيرها على الخارطة السياسية في المنطقة سمّيت طوفان الأقصى، والتي جاءت أشد إيلاما للعدو من حيث عدد الضحايا والأسرى، والأهم من ذلك حجم الفشل الذريع الذي مُنيت به الاستخبارات الإسرائيلية في كشف العملية قبل حدوثها، ويأتي طوفان الأقصى ردا على الاقتحامات المتكررة والعدوان المستمر من طرف المستوطنين، لنشهد سقوط وانهيار أسطـورة الدولـة القوية والجيش الذي لا يُقهر، على  أيدي قلّة من المقاومين يواجهون أعتى آلات القتل للإمبريالية  الأمريكية الداعم الرئيسي لنظام الفصل العنصري الصهيوني، من هنا تأتي أهمية استعادة مركزية القضية  الفلسطينية في الوجدان العربي والعالمي، وعلاقتها بزوال قيم الإمبراطورية مقابل استمرارية الحضارة، وما بين الاستهداف الممنهج للمدنيين والصحفيين وقصف البنى التحتية.

إسرائيل منذ نشأتها كانت تتلقى الدعم الكامل من قبل الاستعمار  الاستيطاني المتوحش، وكان ثمن ذلك الكثير من الشهداء  والمهجرين من الفلسطينيين، واستمر الوضع القائم كما تصفه الإمبراطورية الأميركية  ضمن استراتيجية التغيير الشامل للشرق الأوسط، ومع خطط التقسيم التي طالت دولاً مثل السودان وغيرها ممن تحركت المجموعات الوظيفية للغرب في تأجيج الصراع الداخلي فيها، ازدادت ضراوة ووحشية الاحتلال الصهيوني مع كل حرب تخوضها المقاومة الفلسطينية ضده، ومع كل جولة ينساق لها الاحتلال صاغراً وذليلاً، ترتفع الأصوات المناهضة في شتى بقاع العالم، وحيث وطَّنت الصهيونية سرديتها التي لم نرها على أرض الواقع او في صفحات التاريخ، خرجت الملايين من الجماهير تحمل راية الحقيقة والإنسانية، داعية إلى تصفية آخر المعاقل الاستعمارية . وعملية طوفان القدس أدَّت الى «فقدان ثقة واعتماد» الدول العربية التي طبّعَت وسارت في ركب التطبيع بناءً على قوة وقيمة «الرضى» الإسرائيلي حتى لو خالف وناقض وجدان الشعوب العربية والاسلامية والتي تدفقت بالملايين وبشكل غير مسبوق لتعلن تضامنها ودعمها وتأييدها لحماس وللمقاومة. وسيكون على إسرائيل أن تواجه عملية دولية من أجل جرّها إلى محكمة جنائية دولية على جرائمها التي ارتكبتها – بصورة مفضوحة وبشعة- في هذه الحرب. فقد قامت العديد من الحكومات والمنظمات بوصف إسرائيل بالكيان الإرهابي والعنصري والإشارة إلى قيادتها وسياساتها بجرائم الحرب، وحرب الإبادة، وارتكاب المذابح والمجازر.

وأن هناك تغييراً كَبيراً في المنطقة بعد عملية طوفان القدس، على رأسه قوة الأثر لوحدة ساحات المقاومة ومفاعيلها، ومستوى التنسيق والإعداد والتحضير لخوض المعارك العسكرية الواسعة، وفق خطط استراتيجية موحدة الأهداف والمقاصد، تسير في الميدان بخطوات ثابتة، ومدروسة، أثبتت فاعليتها الميدانية في ساحات المواجهة مع الأعداء، وتقود إلى نتيجة واحدة مفادها هزيمة أمريكا في المنطقة وزوال كيان الاحتلال.

قد يكون الجزء الأكبر في إسرائيل يشعر بنشوة الانتقام والثأر مما جرى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول؛ في عملية طوفان الأقصى، على المدى القصير، لكن سيبدأ على المدى الأبعد النقاش داخل إسرائيل حول المسؤول عن الاخفاق، ضمن جدلٍ إعلاميٍ سيترك أثره على ميزان المناعة القومي في إسرائيل، وهو ميزانٌ لرصد العلاقة بين المؤسسة العسكرية والمجتمع. قبل طوفان الأقصى تراجع ميزان المناعة القومي، وثمة اختلالٌ في العلاقة بين الدولة والمجتمع، ويبقى السؤال الآن: هل تداعيات طوفان الأقصى؛ التي كسرت هيبة المؤسسة العسكرية، ستزيد من الفجوة، أو أن ما قامت به آلة الدمار الإسرائيلية سيرمّم ذلك؟ في تقديرنا إنّ الاحتمال الأكثر ترجيحًا هو الأوّل، أي ستتراجع العلاقة بين المجتمع والدولة، انطلاقًا من سيناريو الجدل بعد الحرب، حول مسؤولية الفشل، وهو ما يكشف كواليس واقع المؤسسة العسكرية، وبذلك سيزيد من الفجوة والاختلال لميزان المناعة القومي، وهو ما يعني استراتيجيًا زيادة الهجرة العكسية من إسرائيل إلى الخارج، لا سيّما هجرة رؤوس الأموال. ولإدراك أبعاد ما حدث وأسباب الهزيمة المخزية، علينا معرفة التأثير الكبير للأزمة الداخلية العميقة التي تعيشها إسرائيل في ظل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا، ومساعيها إلى تغيير إسرائيل لتصبح دولة ديكتاتورية حتى بالنسبة إلى اليهود، وعلينا معرفة ما كتبه قادة وخبراء وصحافيون إسرائيليون بأنه فشل سياسي واستخباري وعسكري هائل، يدل على هشاشة لم يكن يتصور وجودها في واحد من أقوى وأفضل الجيوش في العالم، ويدل على غطرسة القوة، ويعكس استهتارًا كاملًا وصل إلى درجة العمى الكامل، إلى حد عدم التوقف عند المناورات العسكرية التي أجرتها كتائب القسام وحاكت ما حصل لاحقًا قبل فترة وجيزة من طوفان الأقصى. وقد اظهرت لنا معركة طوفان القدس وعلى سبيل المثال لا الحصر، التدخل الفاضح، أميركياً وغربياً، إلى جانب العدو الصهيوني، وإمداده بالصواريخ والقنابل والطائرات المسيَّرة، وتشكيل غطاء سياسي وغطاء قانوني للإبادة الجماعية التي يقوم بها، بالإضافة إلى غياب شبه كلي للمواقف العربية والإسلامية الجادة، والتي يمكن أن تُفضي إلى وقف العدوان، أو تخفيف حِدَّته، في أقل تقدير، باستثناء بعض المواقف الخجولة، والتي لا تكاد تصلح لتشكيل أرضية صلبة قد تؤدي إلى لجم الهجوم الإسرائيلي.

وإذَا ما نظرنا لخطابات ولقاءات “بايدن” الأخيرة: التي تعمدت سرد عبارات التحيز لكيان الاحتلال ومدى أهميته بالنسبة للإدارة الأمريكية، من خلال مقولته القديمة التي أفصح عنها “لو لم تكون إسرائيل موجودة لأوجدناها”، وغيرها من العبارات، ما ينبئ عن مقدار الاستفادة الأمريكية من توظيف هذا الكيان وتسخيره في ابتزاز حكومات وشعوب المنطقة ومصادرة ونهب مقدراتها، ومقدار الخسارة الأمريكية إذَا ما نجح الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ومقدساته.

وفي كل المعارك السابقة، كان العدو يسعى لإنهاء القتال من دون اتفاق مُلزم، قد يكبّل يديه عن مواصلة جرائمه في أوقات لاحقة. وعلى رغم أن مجموعة من تلك المعارك نتجت منها اتفاقات تهدئة مكتوبة، وقع عليها رعاة إقليميون وأمميون فإن الاحتلال تنصّل منها على الدوام، ولم يُلقِ لها بالاً. 

وستصبح غزة شوكة أمنية وسياسية في وجه المشروع الصهيوني في الأجل القريب والمتوسط حتى يتم تقديم حل أوسع للقضية الفلسطينية برمتها؛ ومن ثم تراجع المشروع الصهيوني الطموح خطوات إلى الخلف. 

وقد خسرت إسرائيل العلاقة مع روسيا وتركيا وماليزيا وجنوب أفريقيا والعديد من القوى التي كانت تشدها كأطراف محيطة بالعالم العربي.

********************************************************************************************

حصاد طوفان الأقصى في ٨٥ يوما

سليم عبد الكريم

هكذا هي ارادة الشعوب التي تروم الحصول على حريتها فثمن الحرية ليس بالسهل ولنا أماثيل في بلد المليون شهيد الجزائر الأبية والشعب الفيتنامي البطل والكوبي والكوري والعديد من شعوب أمريكا اللاتينية وأفريقيا.

واليوم وبعد ٧٥ عام من التضحيات للشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وحصار اقتصادي نراه اليوم وبعد طوفان الاقصى قد قام بفعل يصل إلى المعجزات بتغير موازين القوى بشكل يثير الاعجاب فكانت نتائج مبهرة منها

  • بدء الهجرة العكسية لليهود الصهاينة وقد وصل الرقم إلى أكثر (من ٥٠٠ ألف) مهاجر ولاتزال مستمرة.
  • ابعاد مستوطنات محيط غزة لأكثر من ٥ كم.
  • فضح ما يسمى بالديمقراطية الامريكية والغربية المقيتة من خلال التضامن العالمي والتظاهرات التي امتدت لكل أنحاء العالم وقطع العلاقات الدبلوماسية للعديد من الدول مع الكيان الاسرائيلي الغاصب.
  • فضح الوجه القبيح للحركة الصهيونية العنصرية ومن يواليها من خلال الجرائم الني ارتكبتها بقصف وقتل آلاف الفلسطينيين وتدمير ممنهج للمستشفيات والمدارس ومؤسسات الامم المتحدة وعمليات التجويع التي لم يمارسها أقسى البرابرة في التاريخ
  • أيقاف عمليات التطبيع سيئة الصيت.
  • توقف كافة المعامل والمصانع الاسرائيلية نتيجة دعوة الاحتياط للجيش الصهيوني
  • ضياع أكثر من ٣٣ مليار دولار وهي الموازنة الاسرائيلية في خضم الحرب على غزة.
  • توقف الامدادات إلى إسرائيل عن طريق البحر الاحمر نتيجة تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني.
  • الخسائر التي تحملتها أمريكا والغرب والتي تقدر بعشرات المليارات نتيجة جلب أساطيلها لمنطقة الشرق الأوسط.
  • وصول صواريخ المقاومة لكافة المدن الاسرائيلية بما فيها تل ابيب والقدس الغربية.
  • تدمير أكثر من (١٠٠٠) دبابة والية مدرعة وجرافة.
  • مقتل أكثر من (١٥٠٠) مستوطن صهيوني.
  • مقتل أكثر من (500) جندي إسرائيلي علماً ان العدو الصهيوني لا يعلن عن الارقام الصحيحة.
  • جرح أكثر من (٢٥٠٠) جندي صهيوني.
  • أسر أكثر من (٢٠٠) جندي ومستوطن من بينهم قادة برتب عالية.
  • استمرار التظاهرات في إسرائيل للمطالبة بإعادة الأسرى ووقف الحرب وأصبح وضع حكومة الاحتلال الصهيوني مهزوزا.
  • أعادة الروح المعنوية وبوتائر سريعة لأبناء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس والشتات وكذا لأبناء الشعوب العربية وإعادة التعريف بالحق الفلسطيني وإظهاره بوجه ناصع وردع كل المشككين بإمكانية عودة الحق الفلسطيني
  • دفع المقاومة الفلسطينية للعمل الجاد من أجل توحيد صفوفها والعمل المشترك لإنهاء الاختلاف والاحتلال.

لتعش المقاومة الفلسطينية حرة ابية

*******************************************************************************************

الحرب في الشرق الاوسط: مصطلح «الإبادة الجماعية» سلاح سياسي وقانوني

إعداد: فؤاد الصفار

في 28 اكتوبر 2023، قدم كريج مخبير، مدير مكتب نيويورك لمفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان (HCDH) والذي قام بالعديد من مهام الدفاع عن حقوق الانسان وخاصة في قطاع غزة، استقالته وجاء في حيثيات استقالته ‘‘مرة أخرى تحدث أمام أعيننا إبادة جماعية ومنظمتنا لا تستطيع ايقافها ‘‘هذا المصطلح الذي استخدمه ‘‘إبادة جماعية ‘‘بدأ استخدامه بشكل كبير لوصف ما يحدث في قطاع غزة وما يقوم به الجيش الاسرائيلي، رغم ان بعض الدول تحاول تجنب استخدامه لما له من ثقل سياسي.

يقدم هذا المحامي وهو في وضع جيد لمعرفة أن مفهوم ‘‘الإبادة الجماعية‘‘ كان في كثير من الاحيان موضوعا للإساءة السياسية ويضيف ‘ ان المذبحة الحالية للشعب الفلسطيني، المتجذرة في ايدلوجية استعمارية عرقية قومية ومواصلة لعقود من الاضطهاد والطرد المنهجي والمستندة بالكامل إلى حقيقة ان هؤلاء السكان عرب، وايضا إلى نوايا الحكومة الاسرائيلية والجيش، لا تترك أي مجال للشك او التردد في استخدام هذا المصطلح، مستشهدا بحقيقة تدمير منازل المدنيين ،المدارس، المستشفيات ، جوامع وكنائس بدون أدنى سبب وأدت إلى مقتل الآلاف من المواطنين العزل.

مصطلح الإبادة الجماعية استخدم ايضا من قبل باحثين وفلاسفة مثل اتيان باليبار، والفيلسوفة الامريكية جوديث بتلر (اعضاء مكتب الصوت اليهودي من أجل السلام)، وعالم الاجتماع ديدييه ماسين، أيضا سياسيين مثل الرئيس البرازيلي، ووزير في الحكومة الاسبانية الحالية وايضا من منظمات مثل المركز الامريكي للحقوق الدستورية وحركة IfnotNow  الامريكية، واستخدم المصطلح من قبل ممثل فلسطين في الامم المتحدة وسفيرة فلسطين في فرنسا ‘هالة ابو حصيرة.

كما شوهدت في كثير من المظاهرات المؤيدة لفلسطين شعارات التقارب بين النازية والاسرائيليين، اما المنظمة الامريكية لمراقبة الإبادة فقد وضعت عشرة مستويات لتصنيف الإبادة وذكرت في تقررها ان الحرب الحالية وصلت إلى المستوى السادس لما فيها من تمييز وتجريد من الانسانية واستخدام التعبيرات غير الأخلاقية مثل تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت، بالقول اننا ‘نحارب حيوانات بشرية ‘ علما ان تقرير هذه المنظمة قبل ضرب مستشفى المعمدان واكتساح مستشفى الشفاء وضرب سيارات الاسعاف وتهجير الفلسطينيين نحو جنوب غزة ، اعتقد ان التوصيف وصل إلى المستوى العاشر وتجاوزه واصبح مصطلح الإبادة الجماعية واضحا لا يقبل الشك.

من الناحية القانونية، سوف يستغرق الأمر وقتا اطول قبل ان تتمكن المحكمة الجنائية الدولية من تصنيف مثل هذه الجرائم، رغم ما يحدث الآن في قطاع غزة وبشهادة المدعي العام البريطاني الجنسية كريم جان الذي زار معبر رفح ولم يسمح له بالدخول إلى غزة في 30 اكتوبر.

يمكن تمييز مصطلح الإبادة الجماعية عن ‘‘ جرائم الحرب المحتملة ‘‘ و ‘‘جرائم ضد الانسانية ‘‘ وحسب تعريف الأمم المتحدة لجرائم الحرب ، هو ‘‘عمل او سلسلة اعمال غير قانونية تنتهك القانون الانساني الدولي الذي يهدف إلى حماية المدنيين اثناء الحرب ‘‘اما ‘‘الجرائم ضد الانسانية ‘‘ ليست بالضرورة معرفة في معاهدة مثل جرائم الحرب في اتفاقيات جنيف ولكنها تشمل، الفصل العنصري، العبودية، ترحيل السكان، القتل الجماعي وتحدث في سياق هجومي منهجي ضد السكان المدنيين، ومميزة ايضا بأعمال العنف واسعة النطاق على السكان والأقاليم وبطريقة منهجية منظمة.

مصطلح الإبادة الجماعية، صاغه رافائيل ليمكين، الحقوقي البولندي الذي شهد المجازر التي ارتكبها النازيون خلال الهولوكوست، وقد تم الاعتراف به لأول مرة من الامم المتحدة عام 1946 ثم تدوينه في اتفاقية الإبادة الجماعية عام 1948، كما الجرائم ضد الإنسانية، فالإبادة الجماعية ممكن ان تكون ذات طبيعة مختلفة وتعرفها المادة 2 من اتفاقية 1948 ما يلي : أي فعل من الافعال أدناه مرتكبة بقصد التدمير كليا او جزئيا، حزب او مجموعة قومية، دينية، عرقية، نقل افراد او مجموعة إلى خطورة على السلامة الجسدية او العقلية، الخضوع المتعمد للمجموعة تحت ظروف تؤدي إلى تدميرها جسديا كليا او جزئيا، الاجراءات الرامية إلى عرقلة الولادات، النقل القسري للأطفال من مجموعة إلى اخرى.

يكمن الفرق الرئيسي بين الجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعة في حقيقة انه لكي يتم تصنيف الافعال على انها إبادة جماعية يجب ان ترتكب بقصد التدمير وهذه من الصعب اثباته حتى لو تمكنت العدالة الدولية من ذلك عليها ان تأخذ بالأفعال وليس الاقوال، ولكن استمرار العدوان الوحشي من استهداف المستشفيات والمدارس وحتى سيارات الاسعاف واجبار الفلسطينيين من النزوح إلى جنوب غزة وقصفهم، لا يترك أي مجال للشك، أن هذه الافعال هي بقصد التدمير وانهاء الشعب الفلسطيني.

لم يستخدم مصطلح الإبادة الجماعية الا في الحالات التالية منذ اقراره:

الهرروس والناماس في جنوب غرب افريقيا الماني 1904-1908

الأرمن على يد الاتراك 1915-1916

اليهود خلال الحرب العالمية الثانية

كمبوديا تحت حكم الخمير 1970

ابادة التوتسي في روندا 1994

من الناحية الساسية والاعلامية فإن استخدام هذا المصطلح بشكل واسع من قبل الفلسطينيين ومؤيديهم، هو سلاح سياسي مجهزا بثلاثة اهداف مهمة، اولا، تشويش اذهان الناس عند تسليط الضوء على حجم الدمار وجرائم القتل التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي، ثانيا، إظهار هذه الحرب ضد غزة والتي تقدمها اسرائيل كرد انتقامي على يوم 7 اكتوبر واخيرا التاريخ الطويل لسلب الحقوق والارض الفلسطينية منذ عام 1948، ايضا علينا التذكير ان الحكومة الحالية تعتمد على دعم المتطرفين اليهود المسيانيين، مثل الوزيرين بسليل سمرتريتش واتمار بن غفير، الذين لم يخفيا أبدا رغبتهما في القضاء على الوجود الفلسطيني من نهر الاردن إلى البحر الابيض المتوسط ، وهذا ما نشاهده اليوم من قتل واعتقالات في كافة مدن الضفة الغربية والتي زاد معدلها منذ 7 اكتوبر.

أيا كان التعريف القانوني الذي سيعطى للأفعال المرتكبة في غزة فانه يثير غضب الإسرائيليين ومن يدعمهم، ويعتبرون انهم هم من عانوا من الإبادة الجماعية فكيف يوصمون بذلك.

في عام 1948، تم طرد 700000 فلسطيني من اراضيهم باتجاه غزة وما يحدث الآن من تهجير من شمال غزة إلى جنوبها يعود بذاكرة الفلسطينيين إلى النكبة الاولى معتبرين هذه النكبة الثانية لهم.

تحاول حكومة إسرائيل بكافة الطرق تشويه نضال الفلسطينيين، وفي مقابلة بنيامين نتنياهو مع المستشار الماني اولاف سكولز، شبه المقاومة الفلسطينية وحماس بالنازيين الجدد، وهذا يذكرنا بعام 1982 يوم غزت إسرائيل لبنان، فقد حاول رئيس الوزراء آنذاك مناحيم بيغن تشبه ياسر عرفات بهتلر، ان اساليب الكذب وتشويه الحقائق ما عادت تنطلي على العالم، لقد ارادوا بحملتهم هذه القضاء على القضية الفلسطينية، فتحول العالم كله فلسطين.

ــــــــــــــــــ

المصدر: ميديا بار

*********************************************************************************

الصفحة التاسعة

بنزيما بطلا لأزمة جديدة في اتحاد جدة

جدة ـ وكالات

كشفت تقارير إعلامية سعودية عن أزمة جديدة بنادي اتحاد جدة، بطلها النجم الفرنسي كريم بنزيما، مشيرة إلى أن الأخير غادر مدينة جدة وغاب عن تدريبات النادي، عقب الخسارة الثقيلة أمام نادي النصر (5-2) في الدوري السعودي.

وأكدت صحيفة «الشرق الأوسط»، بناءً على مصادرها الخاصة، أن بنزيما غاب عن جميع الحصص التدريبية للاتحاد، بعد الخسارة أمام النصر، ولم يجرِ توضيح سبب ذلك؛ إذ لا توجد مؤشرات لتعرض المهاجم الفرنسي لإصابة في مواجهة رفاق البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها النجم السابق لريال مدريد الإسباني، عن بعض الحصص التدريبية؛ إذ تكرر الأمر عدة مرات سابقًا، خلال فترة تولي البرتغالي نونو سانتو تدريب الفريق.

*******************************************************************************

دوري نجوم العراق .. الشرطة يلاحق الجوية والزوراء يريد الاستمرار في المنافسة

بغداد ـ طريق الشعب

تغلب الشرطة على مستضيفه نفط البصرة بهدف نظيف، في المباراة التي جرت امس السبت، على ملعب الفيحاء، في الجولة 12 من دوري نجوم العراق.

واقتنص كرار عامر، هدف الفوز للشرطة في الدقيقة 40، بعد رأسية جميلة صنعها له الجناح علي حصني.

ورغم الغيابات الكثيرة التي وصلت إلى 7 لاعبين، إلا أن كتيبة المدرب التونسي شهاب الليلي، قدمت مباراة كبيرة من الناحية الهجومية.

وأهدر لاعبو الشرطة، مجموعة فرص أبرزها رأسية السوري محمود المواس، التي ارتدت من العارضة، وتصويبة حصني التي ردها الحارس جمال الدين.

وشهدت المواجهة في الربع الأخير، مشاركة مهاجم الضيوف، مهند علي ميمي، الذي شكل خطورة لم يكتب لها النجاح.

وحاول أصحاب الأرض، إدراك التعادل في الشوط الثاني، لكن محاولاته ضلت مرمى الشرطة، بجانب تألق الحارس أحمد باسل.

ووصل الشرطة إلى 25 نقطة في وصافة البطولة، فيما تجمد رصيد نفط البصرة عند 10 نقاط في المركز 18.

وفي المباراة الثانية التي جرت على ملعب السليمانية تعادل نادي نوروز مع ضيفه نادي الكرخ بهدف واحد لكل منهما.

وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي من دون اهداف، في حين سجل في الشوط الثاني الكرخ اولا عن طريق اللاعب يونس غني في الدقيقة 75، وعادل نوروز النتيجة عن طريق اللاعب مرتضى هديب عبد الرضا في الدقيقة 86 من عمر اللقاء. وتختتم منافسات الجولة اليوم الاحد، بإقامة 6 مباريات، حيث يستضيف القاسم الطلبة على ملعب كربلاء في الساعة الواحدة والنص، وزاخو وكربلاء على ملعب الأول في الساعة الثانية والنصف ظهرا، ونفط ميسان واربيل على ملعب الأول بذات التوقيت.

ويستضيف ملعب النجف الدولي لقاء أصحاب الأرض والمتصدر القوة الجوية في الساعة الخامسة مساء، في حين تختتم المباريات بلقاء الزوراء والنفط على ملعب الأول في الساعة الثامنة مساء.

*******************************************************************************************

بطولة بريزبن: نادال يعود للملاعب بمواجهة سهلة

بريزبن ـ وكالات

صبت قرعة بطولة بريزبن التي أجريت أمس السبت، في صالح الإسباني رافاييل نادال الذي يعود للملاعب بعد غياب 11 شهرًا حيث أسفرت عن مواجهة تجمعه مع أحد اللاعبين المتأهلين من الدور التمهيدي بالدور الأول.

ومن بين المنافسين المحتملين لنادال بالدور الأول النمساوي دومينيك تيم، والأرجنتيني دييجو شفارتزمان، والأمريكي أليكس ميكيلسن الذين يخوضون الدور التمهيدي لبطولة بريسبن التي تقام في الفترة من 31 ديسمبر/كانون أول الجاري، وحتى 7 كانون ثاني المقبل.

وإذا تجاوز نادال، 37 عامًا، الذي يشارك في البطولة بدعوة، الدور الأول فإنه سيواجه في الدور الثاني الروسي آصلان كاراتسيف، والأسترالي غيسون كوبلر.

كان نادال، المتوج بـ 22 لقب غراند سلام، خاض آخر مباراة له في 18 كانون ثاني الماضي عندما سقط أمام الأمريكي ماكينزي ماكدونالد في الدور الثاني بأستراليا المفتوحة.

ومن وقتها اتبع نادال خطة تعافي من إصابة في الساق اليسرى استلزمت خضوعه لجراحة.

من جانبه، يستهل الدنماركي هولغر رونه، المرشح الأول للقب، مشواره في البطولة بمواجهة الأسترالي ماكس بورسيل، بينما يلتقي المرشح الثاني الروسي غريغور ديميتروف بالبريطاني آندي موراي.

وتشهد منافسات السيدات عودة اليابانية نعومي أوساكا، التي تغيب عن الملاعب منذ أيلول 2022 بسبب الحمل والولادة، وتواجه في الدور الأول الألمانية تامارا كورباتش.

****************************************************************************************

سكالوني يخطف جائزة من ديشامب والركراكي

لندن ـ وكالات

حصل ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، على جائزة جديدة خلال العام الحالي.

ووفقا للاتحاد الدولي لتأريخ وإحصائيات كرة القدم، فقد فاز سكالوني بجائزة أفضل مدرب على مستوى المنتخبات في العالم خلال 2023.

وحصد سكالوني، الجائزة برصيد 185 نقطة، ويليه ديدييه ديشامب مدرب فرنسا، في المرتبة الثانية برصيد 112 نقطة.

وحل روبرتو مارتينيز مدرب منتخب البرتغال، في المركز الثالث (61 نقطة)، ثم جاء لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا، رابعا (56 نقطة).

واحتل مارسيلو بيلسا مدرب منتخب أوروغواي، المركز الخامس (43 نقطة)، ويليه هاجيمي مورياسو المدير الفني لمنتخب اليابان (20 نقطة).

وحل جاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنجلترا، سابعا برصيد 19 نقطة، ثم سيلفينيو مدرب ألبانيا (16 نقطة).

وجاء وليد الركراكي مدرب المغرب في المركز التاسع برصيد 15نقطة، وأخيرا ستيف كلارك مدرب اسكتلندا في الترتيب العاشر (7 نقاط).

********************************************************************************************

تتويج العراق يتصدر مفاجآت كأس الأمم الآسيوية

متابعة ـ طريق الشعب

يترقب عشاق كرة القدم انطلاق منافسات بطولة كأس أمم آسيا في نسختها الـ 18 والتي تستضيفها قطر خلال الفترة من 12 كانون الثاني وحتى 10 شباط 2024.

ويشارك في البطولة 24 منتخباً للمرة الثانية بعد النسخة الماضية التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة.

وفيما يلي يسلط هذا التقرير على أبرز المفاجآت في تاريخ كأس أمم آسيا:

معجزة العراق

جاء تتويج منتخب العراق بلقب نسخة 2007 كأحد أهم وأكبر المفاجآت في تاريخ البطولة العريقة، في ظل الظروف الصعبة التي عاشها أسود الرافدين.

ونجح العراق بقيادة مدربه جورفان فييرا وكتيبة من النجوم في إبهار العالم والوصول لمنصة التتويج وحصد اللقب القاري الوحيد في تاريخ أسود الرافدين.

تأهل منتخب العراق من دور المجموعات إلى ربع النهائي في صدارة مجموعته بعد تعادلين أمام عمان وتايلاند وفوز تاريخي على أستراليا (3-1).

وتخطى العراق بسهولة نظيره الفيتنامي في ربع النهائي ليصطدم بمنتخب كوريا الجنوبية أحد المرشحين الكبار لحصد اللقب.

ونجح رفاق يونس محمود في كتابة التاريخ والتأهل للنهائي بعد الفوز بركلات الترجيح على المنتخب الكوري.

وواصل المنتخب العراقي مسيرته الإعجازية نحو اللقب بالفوز على السعودية (1-0) بفضل الهدف الشهير ليونس محمود.

تتويج العنابي

جاء تتويج منتخب قطر بلقب كأس آسيا 2019 كأحد أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة، خاصة وأن العنابي لم يسبق له التأهل حتى لنصف النهائي.

ويعد فوز قطر باللقب في النسخة الماضية التي استضافتها الإمارات تتويجاً لمشروع انطلق في 2014 عقب التتويج بلقب آسيا تحت 19 عاماً ليتحول القوام الرئيسي لهذا المنتخب الصغير إلى نواة للمنتخب الأول تحت قيادة الإسباني فيليكس سانشيز.

وتكمن المفاجأة في تتويج قطر باللقب في تفوقه خلال مشواره على العديد من المنتخبات العريقة، حيث تأهل العنابي كمتصدر لمجموعته على حساب المنتخب السعودي بعد الفوز عليه بنتيجة 2-0.

وتخطى منتخب قطر نظيره العراقي في ثمن النهائي (1-0) قبل أن يواجه كوريا الجنوبية ويفوز بنفس النتيجة، ثم تغلب على نظيره الإماراتي (4-0) في نصف النهائي، ثم فاز على اليابان في النهائي (3-1).

انطلاقة الساموراي

أعلنت بطولة كأس آسيا عن مولد منتخب اليابان كأحد عمالقة الكرة الآسيوية بعدما توج بأول ألقابه في 1992 بمدينة هيروشيما.

وتجاوز اليابان دور المجموعات متصدراً لمجموعته رغم التعادل مع الإمارات وكوريا الشمالية، قبل أن يسجل فوزاً تاريخياً على إيران (1-0).

واصل منتخب اليابان رحلته نحو النهائي وتخطى الصين في نصف النهائي (3-2) قبل أن يحقق لقبه الأول على حساب السعودية بفوزه (1-0).

وتحول منتخب اليابان بعد هذا اللقب إلى المنتخب الأكثر تتويجاً بلقب كأس آسيا (4 مرات) إضافة لتأهله عدة مرات لنهائيات كأس العالم.

*****************************************************************************************

وقفة رياضية.. لا تتركوا الأندية بهيئات مؤقتة

منعم جابر

الأندية الرياضية هي الذراع القوي الذي يرفع مستوى الرياضة وألعابها وأنديتها نحو آفاق المستقبل والنجاح وهذا ما نلمسه في الأندية الرياضية المستقرة والمعروفة بحسابها ونتائجها ومستوى فرقها وحب جماهيرها. لكن بعض الأندية اليوم نجدها تعيش مشاكل وهموم متنوعة بعضها هموم مالية والبعض الآخر مشاكل إدارية وأخرى تعاني من إشكالات شخصية او صراع على المواقع والقيادات، وهذا ما وجدناه في أندية الطلبة والميناء البصري وغيرها. هذا ما تسبب في حصول إشكالات وصعوبات خاصة وان بعض هذه الأندية تلعب ضمن (دوري نجوم العراق)، وبسبب هذه الأحداث نجد بعض هذه الأندية تفقد مواقعها في الدوري او تسوء نتائجها بشكل يفقدها المواقع الحقيقية، ولعل السبب الأساسي الذي تعاني منه هو الاشغال من قبل (هيئات مؤقتة) تشكل لمدة ثلاثة أشهر وتمدد بعضها لنفسها ثلاثة أشهر ثانية وربما ثالثة! وقد يخطط البعض لنفسه ان يستمر في العمل بقيادة النادي في الهيئات الإدارية الدائمة بشكل مخالف للنظام والتعليمات، وهذا ما تعانيه أغلب ان لم يكونوا كل الهيئات الإدارية المؤقتة، لهذا أدعوا أحبتي وزملائي في الهيئات المؤقتة ان يعملوا على تنظيم عملهم بحساب الفترة المؤقتة (ثلاثة أشهر) وإجراء الانتخابات المطلوبة في الموعد المحدد. وهذا نعم الموقف الصحيح الذي يخدم النادي والرياضة والوطن.

إن التصرف بحرية والتلاعب بالفترة المحددة او التصرف بها قد تسبب خسارة للنادي ورياضته خاصة عندما يكون هذا النادي من أندية النخبة او الأندية الجماهيرية. وهذا يتطلب الاهتمام بسرعة تنظيم عمل إدارته لأنه مطالب بحلول سريعة وعلاجات أسرع. وان تحاول الهيئات المؤقتة لمعالجات قوية ومؤثرة مثل إبعاد أعضاء منها واعفائهم من المسؤولية وهذا ما حصل في بعض الهيئات المؤقتة.

إن عمل الهيئات المؤقتة مقتصر على أهداف محددة وواجبات محددة ويتوجب عدم تجاوزها والعبور عليها لواجبات إضافية قد تسبب خسائر كبيرة وتجاوزات لا يقبلها القانون، ولأنها تسبب إساءة لواقع النادي وسمعته وخاصة تلك الأندية الجماهيرية وصاحبة التاريخ المجيد. وبهذا يجب ان نضع أمام المرشحين للإدارات الجديدة ان يكون الدافع الأساسي للمرشحين الجدد هو ان يضعوا مصلحة الرياضة والوطن أمام عيونهم وأن يبعدوا الفاشلين والمسيئين والفاسدين من إدارتهم الجديدة. خاصة ان المرحلة الجديدة يتطلب معها ان تظهر في الميدان قدرات شابة وجديدة خاصة وان الأندية بشكل عام والجماهيرية بشكل خاص تتطلب قياداتها من خلال الخبرة والكفاءة والنزاهة والوطنية ولا مجال للمجاملات و(الإخوانيات). لأن واقع الاندية في هذه المرحلة تتطلب عملاً دؤوباً وشاقاً واحترافياً، ويجب أن يصل إلى قياداتها من هو أهل لتحمل هذه المسؤولية. إن أندية عريقة مثل الميناء البصري ونادي الطلبة هي أندية عريقة لها تاريخ مجيد وقدرات عالية ونجاحات كبيرة ومشهود لها مطلوب منها أن تحترم جماهير عريضة وواسعة ان تقدم نفسها واداراتها بقوة وكفاءة عالية وان تكون اداراتها الجديدة معبرة عن حب جماهيرها وان تمثلهم خير تمثيل وتعبر عنهم أحسن تعبير. وان تأخير إقامة وتشكيل هيئة إدارية دائمة ستتسبب في إخفاق هذه الأندية المعروفة بتاريخها وتكون عاملاً اساسياً في فشل إداراتها الجديدة لأنها ستورث امراضاً وتشكيلات غير قادرة على حل مشاكلها واشكالاتها. إن الواجب الوطني والرياضي يتطلب من أهل الرياضة وأعضاء الهيئات العامة بذل الجهود الكبيرة من اجل تشكيل إدارات دائمة وقادرة على تجاوز الازمات العابرة لأنديتهم ورياضتهم.. ولنا عودة.

******************************************************************************************

الصفحة العاشرة

القراءة السياسية للاقتصاد: سلطة المال وسلطة السياسة.. ما هي آثار «الإمرة لي»؟

فواز طرابلسي

إذا سلمنا بأطروحة شعبان عن سيطرة ذوي الصلات السياسية على قرابة نصف أصول المصارف، بل امتلاكها، عما يدلنا ذلك عن سياسات القطاع المصرفي عموماً، وعن وضع كل مصرف منها على حدة؟ وكيف يزيدنا ذلك علماً عن السياسة المالية والاقتصادية في البلد؟

الحجج الثلاث التي يقدّمها شعبان على أثر الصلات السياسية على أداء المصارف هي الآتية: المصارف المسيّسة أكبر من المصارف الأخرى؛ تملك عدداً أكبر من سندات الخزينة؛ وتلجأ إلى دعم الدولة أكثر من غيرها. والحال أن هذه الخصائص تلقى تفسيرها في أن الباحث اختار أكبر المصارف في القطاع. هل تؤثر السيطرة السياسية على ربحية المصارف والمقصود التأثير الإيجابي على حساب سائر المصارف؟ وهل تدلّ تلك الصلة على انكشاف زائد للمصرف المعني في موضوع الدين العام؟ يعترف الباحث بأن لا أدلة على ذلك الأثر في الحالتين>

التحقيق البوليسي، الذي ألقى شبهة «الصلة بالسياسة» على العائلات المسيطِرة على القطاع المصرفي والمساهمين فيه، هو بديل كسول عن أي تحر جدي عن كل تعقيد العلاقة المتبادلة بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية يتحدث الباحث عن الخدمات التي تقدمها المصارف للسياسيين عن طريق التوظيف السياسي والقروض السياسية في مقابل مساهمة المصارف بدورها في تمويل الانتخابات، مع أنه يستدرك بأن البيانات ليست متوافرة عن تلك الخدمات المتبادلة. في حين أن التحفظ الأكاديمي لا يمنع المرء من الاستدلال على أن المصرفي مروان خير الدين موجود على لائحة تدعمها حركة أمل وحزب الله، ليس موجوداً لكونه إبن عائلة سياسية ولا مواهب سياسية خاصّة به، بل إنه ضُمّ إلى اللائحة ليسهم في تمويلها. وهذا تقليد عريق في السياسة اللبنانية منذ أن كان التمثيل النيابي.

على أن شعبان لا يشير إلى ذلك في حديثه عن التواطؤ بين السياسيين والمصارف القائم منذ الاستقلال و«جمهورية التجّار» (تُنسَب التسمية إلى كارولين غايتس وهي لألبرت حوراني)، وهو تواطؤ يدعم بنية السلطة الموجودة، حيث المصارف تدافع عن النظام الاقتصادي بقيادة قطاع الخدمات، وتناضل بشراسة ضدّ رفع الضرائب على أرباحها والريوع والفوائد. فما الحاجة إلى هذا المقطع من قبيل «رفع العتب» في نقد المصارف، طالما أن الباحث ينسب لها الإمرة في تلك المواقف والمبادرات الذاتية دونما حاجة للاستعانة بالسياسة والسياسيين؟

أما ما يترتب من آثار ممارسة «رأسمالية المحاسيب» في الجمهورية الثانية فهو الآتي:

»إن منظور انتفاع الأقربين لدى المصارف اللبنانية قد تكون له ارتدادات سلبية على نوعية التسليف، ذلك أن البيانات توحي بعلاقة متبادلة سلبية قويّة بين سيطرة مالكي الأسهم السياسيين ومعدّل القروض غير الفاعلة (أو المشكوك بها/ باستردادها) قياساً إلى إجمالي الأصول».

لا حاجة للخوض في بحث هذه الخلاصة الاحتمالية، والتي قد تعود إلى مجرد الطابع المغامر للمصرف المعني. والأهم أنها خلاصة تبدو شديدة التواضع قياساً إلى ضخامة السيطرة والتملّك التي تمارسها عائلات رجال أعمال عمّدت «عائلات سياسية».

مهما يكن، تحقق المطلوب من البحث، وهو إلقاء شبهة «انتفاع الأقربين» و«رأسمالية المحاسيب» على تدخّل السياسيين والدولة في هذا القطاع المصرفي الحيوي والرائد في الاقتصاد اللبناني. ولن نعرف شيئاً عن «المصرفيين الأحرار» ودورهم في تسيير القطاع المالي والسياسة الاقتصادية. وما تحقق، بكل موحياته حول سندات الخزينة والديون الهالكة، قد أسهم في توظيفه في تبرئة المصرفيين عن الأزمة المالية التي انفجرت العام 2019 وتبنّي رواية المصارف عن مسؤولية الدولة عن المديونية، مع كل ما يستتبع ذلك من حدود وقيود فرضتها جمعية المصارف على أي تسوية للأزمة بما في ذلك الحد الأدنى مما يطالب به صندوق النقد الدولي.

فيما السلطة السياسة علنية ومظهرية بل قل فاجرة، غالباً ما تكون سلطة المال خفية ومراوغة لا تظهر على المسرح كقوّة جماعية إلّا عند التحديات الكبرى والأزمات، عندما تعجز السلطة السياسية عن تدبير مصالحها. لكن الباحث أعطانا، من غير قصد، أدلّة قاطعة على مدى تمركز الملكيّة والقرار في القطاع المصرفي، حيث تسيطر أكبر ثلاثة مصارف على 45 في المائة من إجمالي أصول القطاع. وأكد الطابع المركزي للرأسمالية اللبنانية، حيث تنتمي تلك العائلات الثماني إلى ثلاثين عائلة من أصحاب شركات الهولدينغ التي تشكّل النواة الصلبة للأوليغارشية المسيطرة على قمم الاقتصاد في المال والصناعة والتجارة، والخدمات، والأغذية، وتمثيل الوكالات الأجنبية، والعقارات والإلكترونيات والصحافة والسياحة والاصطياف وغيرها. (راجع طرابلسي، «الطبقات الاجتماعية والسلطة السياسية في لبنان»، 2016)

المال سلطة

ما تغطّي عليه مقولة «رأسمالية المحاسيب» - المهووسة بالسلطة السياسية - أن المال سلطة بذاته. هكذا كان منذ أن كان مالٌ. وقد استفحل المال في العهد النيوليبرالي كما لم يفعل في أي وقت مضى. أما الجمع والخلط والتقاطع بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية فبلغ أيضاً أعلى مستواه عندما خلقت سياساتها مسوخاً أمثال «الأوليغارش» في أوروبا الشرقية باتت عاجزة عن السيطرة عليها.

ولكن هذا لا ينهي البحث في العلاقة بين سلطة المال وسلطة السياسة بل يفتحه على مصراعيه. فيما السلطة السياسة علنية ومظهرية بل قل فاجرة، غالباً ما تكون سلطة المال خفية ومراوغة لا تظهر على المسرح كقوّة جماعية إلا عند التحديات الكبرى والأزمات، عندما تعجز السلطة السياسية عن تدبير مصالحها. إنها جمعيات التجار وغرف الصناعة والتجارة التي أحبطت المشاريع الإصلاحية لـ«حكومة الشباب» في عهد سليمان فرنجية في العام 1971-1972، عندما هددت بالإضراب في حال إقرار مشاريع قوانين دعم الصناعة واستيراد الدولة المباشر لأدوية الضمان الاجتماعي والإصلاح التربوي. كان التهديد كافياً للتراجع عن المشاريع الوزارية واستقالة الوزراء الذين تقدّموا بها. وسلطة المال، ومَن شرّع باسمها، هي التي فرضت وضع الاقتصاد الحرّ والملكية الخاصة والمبادرة الفردية في مقدمة دستور الجمهورية الثانية، في سابقة نادراً ما وجدت في الدساتير. وهي سلطة المال بعد الحرب التي رسمت كل آليات انتقال لبنان من الليبرالية إلى النيوليبرالية ذات الألوان الميليشياوية-المافيوية. وهي السلطة ذاتها التي أحبطت مشروع الأجر الاجتماعي الذي طرحه الوزير شربل نحاس ومعه مشروعه لزيادة الأجور. وسلطة المال إياها هي التي تسمح لرئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشمّاس (أبو رخّوصة) أن يزعق في وجه نجيب ميقاتي، صاحب المليار ونيف، بصفته رئيس الحكومة: «نحن نُطاع ولا نطيع!» في خلال أزمة سلسلة الرتب والرواتب! والانحياز السياسي لسلطة المال هو الذي يحفز سمير جعجع، الذي لم نجد له أثراً في امتلاك أسهم في أي مصرف، لأن يعلن «لقد بدأ عهد التأميمات!» تعليقاً على استدعاء المدعي العام المالي أربعة مدراء مصارف لسؤالهم عن خروج أموال من مصارفهم نحو الخارج! وقد توقفت مساءلة المصرفيين منذ ذلك الحين. حتى لا نتحدث عن أفعال الإيمان التي يكررها سامي الجميل عن «الاقتصاد الحر القوي». ويكفي مراجعة أعمال اللجان النيابية، بقيادة كتل حركة أمل والتيار الوطني الحر والجمهورية القوية، لتكوين فكرة عن خدمة السياسة لسلطة المال مجسدة في جمعية المصارف، من دون أن يبرىء ذلك أي كتلة أخرى وعلى رأسها كتلة الوفاء للمقاومة من التواطؤ والمشاركة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع (صفر) – 10 أيار 2023

**************************************************************************************

إطروحات حول الصراع الطبقي والحركة الإجتماعية (14) .. تفاعل بين تناقضين

ثامر الصفار

«ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ الصراع بين الطبقات. الحر والعبد، النبيل والعامي، الإقطاعي والقن، المعلم والصانع، أي باختصار المضطهِدون والمضطهَدون، كانوا في تعارض دائم، وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وأما بانهيار الطبقتين المتصارعتين معا» (البيان الشيوعي – كانون الأول 1847 – كانون الثاني 1848).

منذ ما يقرب من أربعين عاما، أكدنا على الصراع الطبقي باعتباره القوة الدافعة المباشرة للتاريخ ، ولا سيما الصراع الطبقي بين البرجوازية والبروليتاريا باعتباره الرافعة الكبرى للثورة الاجتماعية الحديثة ... لقد صغنا صرخة المعركة صراحة: يجب ان يكون تحرير الطبقة العاملة من صنع الطبقة العاملة بالذات». (رسالة تعميم الى أوغست بيبل وولهلم ليبكنخت وولهلم براكه وغيرهم – 17/18 ايلول 1879).

أربعة وعشرون

عند تفسيرالتاريخ على أساس مادي (اقتصادي) يتميز أمامنا جانبان: الاول، هو وجود بنية تحتية تمثلها قوى الانتاج، وبنية فوقية تمثلها مختلف جوانب الحياة الانسانية (علاقات الانتاج). والجانب الثاني، ظهور تناقض بين البنيتين وممثليها ( تناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج)، وهو المعروف عند الماركسيين بأنه التناقض الرئيسي، الذي يولد أزمة تعجل بالانتقال الى شكل أرقى في اسلوب الانتاج. وهذا الانتقال بحاجة الى من يقوم به، أي، حامل اجتماعي يكون له المصلحة الاساسية في التحول. وفي المراحل المتأخرة من الرأسمالية، وحسب التناقض الرئيسي الخاص بها، تكون الطبقة العاملة هي صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير، إذ « لن تخسر سوى قيودها».

برأي، ان هذا التناقض الرئيسي يجب تكملته بفهم جيد لتناقض ثانٍ: بين قوى وعلاقات الانتاج من جهة وبين ظروف الانتاج من جهة اخرى

{قوى الانتاج <-> علاقات الانتاج} <-> ظروف الانتاج

التناقض الاول يولد أزمات فيض الانتاج وحركة عمالية واسعة، ولا ينتهي هذا التناقض الا بقيام علاقة جديدة بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج من خلال اعادة تشكيل نفسها باتجاه المزيد من جتمعة قوى الانتاج. وخلال هذه العملية تكون الحركة العمالية بمثابة الوسيط اللازم للانتقال الى المجتمع الجديد. بيد ان هذا الانتقال ليس مسألة مضمونة مقدما، لكنه، على الاقل، قابل للتصور او الخيال بفعل تأثيرات الازمة الرأسمالية وبفعل تنامي الطابع الاجتماعي للانتاج الرأسمالي نفسه.

التناقض الثاني المطروح هنا يحاكي الاول في ميله الى توليد الازمات وحركة اجتماعية عريضة (منظمات بيئية، حقوق انسان، وغيرها من منظمات المجتمع المدني) تصبح هي الاخرى عائقا آخر بوجه التراكم الرأسمالي، وستطالب باعادة تشكيل ظروف الانتاج باتجاه اضفاء طابع اكثر اجتماعية عليها. وعليه يمكن القول بوجود طريقين الى المجتمع الجديد، الاشتراكي: طريق العمال وفق التناقض الاول، وطريق الحركات الاجتماعية في اطار التناقض الثاني. وهذا، ما سعيت الى تبيانه في المقالات السابقة خصوصا موضوعة التفاعل بين التناقضين، في علاقة التعاون والمشاركة بين قوى التناقض الاول وقوى التناقض الثاني.

المسألة المهمة هنا هي عدم التعامل مع مفهوم الراسمالية على انها مجموعة من العلاقات الاقتصادية فقط، بل ثمة تأثير كبير للثقافة والحضارة بشكل عام على قوى وعلاقات الانتاج، وبالتالي فان تعريف “ ظروف الانتاج” المستخدم ينطوي على جملة من العلاقات الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك اشكال العائلة، العمليات المدينية، وسائل الاتصال، مؤسسات الدولة خصوصا تلك المعنية بتهيئة ظروف الانتاج.

ان ما ينتج ايكولوجيا (في المجتمع وفي الطبيعة المحيطة بنا) من التناقض الثاني لا يؤثر على عملية التراكم الرأسمالي فقط، بل ان له اهمية اخرى، فنشاطاتنا وممارساتنا اليومية، كبشر، خارج نطاق عملية الانتاج، لها “ظروفها” ايضا كما هو حال الانتاج وظروفه: الشوارع الامينة والهادئة والخالية من التلوث، توفر الاماكن للعب الاطفال خارج المنازل، حرية الحركة للنساء داخل المدينة، توفر فرص للجيران كي يلتقوا ببعض في اماكن عامة، توفر اماكن التنزه للعوائل. بمعنى آخر ان اهمال رأس المال لظروف الانتاج يمكن ان يجر ايضا الى اهمال الممارسات الاجتماعية اللاانتاجية الاخرى، وغالبا ما تشكل هذه التأثيرات غير المباشرة ، للتناقض الثاني، على حياة الناس “ المادة الخام” لقضايا الصراع.

علينا ان نعيد صياغة فهمنا للقوى المحركة للثورات وادراك أن الطبقة العاملة هي ليست صاحبة المصلحة الوحيدة، في التحول الى المجتمع الجديد. فماركس نفسه وبرغم تأكيده على حتمية التناقض الرئيسي إلا انه لم يقل انه التناقض الوحيد وفسح المجال للمزيد من الابحاث حسب تطور التاريخ والحياة – النظرية رمادية....لكن شجرة الحياة خضراء - لاكتشاف ما هو جديد ويصب في مصلحة التحول الى المجتمع الجديد.

ان علينا كماركسيين ان ننظر للامر على اساس المنهج التحليلي التركيبي الماركسي، وإن كنا نؤمن بصحة ويقينية التناقض الرئيسي للرأسمالية فهذا لا يعني ابدا التوقف عنده والايمان بحتمية الانتصار (خصوصا في بلداننا حيث الضعف الواضح في تركيبة الطبقة العاملة كميا ونوعيا) فماركس نفسه لم يقل ذلك بل اكد على ضرورة اتباع المنهج ضمن التطورات التاريخية لكي نستطيع ان نطرح خطابا ينسجم مع المعطيات.

*******************************************************************************************

قاموس إقتصادي فلسفي.. البناء التحتي للمجتمع

اعداد: د. صالح ياسر

البناء التحتي للمجتمع: ويطلق علية كذلك القاعدة الاقتصادية (economic base)، وهو النظام الاقتصادي، أي جملة العلاقات الانتاجية الاجتماعية القائمة في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع. ويعرف (ماركس) البناء التحتي للمجتمع كما يلي : “ إن مجموع هذه العلاقات يشكل البنية التحتية في المجتمع، يشكل البنيان التحتي الواقعي، الذي يعلوه البناء الفوقي: الحقوقي والسياسي، وتلائمه اشكال معينة من الوعي الاجتماعي”. ان طابع القوى المنتجة وتطورها هما اللذان يحددان وضع البناء التحتي في المجتمع وتطوره. غير ان البناء التحتي ليس سلبيا بخصوص القوى المنتجة. إنه وإياها في تفاعل متبادل ومتواصل. ومادامت العلاقات الانتاجية متلائمة مع طابع القوى القوى المنتجة فإنها تكون عاملا يدفع تطور الثانية الى الامام. اما اذا كفّت العلاقات الانتاجية عن التوافق مع طابع القوى المنتجة المتطورة، تتحول العلاقات الانتاجية، على العكس، الى كابح يعرقل تطور القوى المنتجة.

من وجهة نظر الفلسفة الماركسية وفلسفتها المادية للتاريخ، لكل مجتمع بناؤه التحتي الخاص- وهو مجموع العلاقات المادية، مجموع علاقات الإنتاج. ونعني بعلاقات الإنتاج في مجموعها أشكال الملكية، وما ينجم عنها من علاقات بين الناس في عملية الإنتاج، وأشكال توزيع وسائل المعيشة.

ان نوع البناء التحتي للمجتمع، كمجموع لعلاقات الإنتاج، يعتمد على حالة القوى المنتجة.

ولا يمكن أن تظهر أي تشكيلة اجتماعية اقتصادية جديدة للمجتمع إلا إذا ظهرت في بنائه التحتي وتطورت في أحشاء المجتمع القديم الظروف المادية اللازمة- القوى المنتجة الضرورية لميلاده. فتطور القوى المنتجة يخلق ويحدد علاقات الإنتاج.

ولكن القوى المنتجة لا تولد علاقات الإنتاج أياً كانت بل علاقات إنتاج معينة تتفق مع الطبيعة الداخلية ولهذه القوى المنتجة ومع طابعها.  فالتطور الصناعي الرأسمالي الذي نشأ في أحشاء النظام الإقطاعي أدى الى نشوء علاقات الإنتاج الرأسمالية بالذات وليس غيرها.

ولكن لابد من التأكيد ايضا بأن علاقات الإنتاج التي تظهر على أساس القوى المنتجة لا تظل سلبية، فهي، أي علاقات الإنتاج، تؤثر بشكل فعال في القوى المنتجة معجلة أو مؤخرة لتطورها.

ان توافق علاقات الإنتاج مع طبيعة القوى المنتجة هو شرط لا غنى عنه لتطور المجتمع، وهو ما يعبر عنه بقانون محدد هو قانون التوافق الضروري بين مستوى تطور القوى المنتجة وطبيعة علاقات الانتاج.

وهذا التوافق بين علاقات الإنتاج وطبيعة القوى المنتجة، ماثل بشكل أو بآخر في جميع التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية منذ المشاعية فالعبودية فالإقطاعية ومن ثم الرأسمالية.

ولكن هذا التوافق بين علاقات الإنتاج وطبيعة القوى المنتجة غير متوفر في هذه التشكيلات إلا في المرحلة البدائية من وجود أسلوب الإنتاج المعنى.

ولكن بما أن القوى المنتجة تتطور باستمرار، لا تستطيع علاقات الإنتاج أن تتوافق دائما مع القوى المنتجة، ولذلك بالتدريج تصبح علاقات الإنتاج متأخرة ومتخلفة عن تطور القوى المنتجة وهذا الأمر يؤدي الى ظهور تناقض بين القوى المنتجة الجديدة وعلاقات الإنتاج القديمة، لأن القوى المنتجة هي أكثر العناصر تحركا وتطورا في عملية الإنتاج.

فمثلاً خلال كل تاريخ وجود المجتمع الرأسمالي طرأت على القوى المنتجة تغييرات جذرية وعميقة، في حين أن علاقاتها الإنتاجية لا تزال قائمة على الملكية الخاصة الرأسمالية. فعلاقات الإنتاج يلازمها طابع محافظ لا يتطابق مع تطور القوى المنتجة، فلذا تتخلف عن هذه الأخيرة ومع الوقت تعيق تطورها وتدخل في تناقض جدلي موضوعي معها.

وهكذا تختمر ضرورة الثورة الاجتماعية التي تحطم علاقات الإنتاج القديمة وتستحدث علاقات إنتاج جديدة تتوافق مع القوة المنتجة المتطورة.

ففي المجتمع الطبقي التناحري، علاقة جدلية موضوعية بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج تصل الى درجة من التناقض بين الصفة الاجتماعية للقوى المنتجة والملكية الخاصة لعلاقات الإنتاج، ومن خلال قانون نفي النفي تحدث الثورة الاجتماعية وتلغى الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ليحل مكانها الملكية العامة المتوافقة مع الشكل الاجتماعي للقوى المنتجة.

عندما نتحدث على البناء التحتي للمجتمع أي العلاقات المادية، علاقات الإنتاج ونصفها بأنها مجموع علاقات البنية الاقتصادية للمجتمع، علينا أن نؤكد الخاصية الأهم لهذا البناء وهي أنه يشكل الأساس الواقعي الذي يقوم عليه البناء الفوقي للمجتمع أي آراء وأفكار المجتمع السياسية والفلسفية والسلوكية والجمالية والدينية، وكذلك العلاقات والمؤسسات والتنظيمات المطابقة لها. فحياة المجتمع الفكرية هي انعكاس لحياته المادية.

************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

غداً.. فاتحة عام جديد

غداً.. نفتح صفحة جديدة على الحياة وعلى وجهها الثقافي المشرق الذي نريد.

هنا وبإيجاز، نطمح ان تجدوا فيه واقعاً جديداً ومسؤوليات اكبر في تحدي الجهل الذي يعصف بالمجتمع العراقي، نتيجة للسياسات التعليمية والجامعية والثقافية والحراك الثقافي الجامد والمتخلف الذي يثقل البلاد.. نتيجة لهذه السياسات التي تفتقر الى أبسط مقومات الثقافة التنويرية التي ندعو اليها ونتفاعل معها.

ولأننا نؤمن بالمستقبل ونتفاءل بالتغيير الإيجابي القادم؛ فأننا من هذا المنبر ندعو كتابنا الافاضل الى إيلاء الواقع الاجتماعي اهتمامهم والتعبير عنه بلغة حية ومسؤولية أخلاقية ومعرفية تنويرية.. آملين ان تجد صدى دعوتنا الاهتمام والاستجابة معاً.

المحرر الثقافي

************************************************************************************

نقد.. «رائحة صنوبر قديم»: ضياء خضير  تعبير عن قاع المجتمع العراقي

د. ضياء خضير

تبدو مجموعة قصص حيدر المحسن هذه بالغة القسوة والدلالة في موضوعاتها والمصائر التي تنتهي إليها بعضُ شخصياتها؛ فهي إذ تنزل إلى قاع المجتمع العراقي لتصور بالأبيض والأسود مقاطع مختارة بعناية من واقع شخصيات وأسر عراقية ينهشها الفقر والعلاقات العائلية والوظيفية المبتلاة بأكثر من نوع من المشكلات والمصائب، فلكي تكون وفية ومخلصة لروح الفكر والرؤية السردية المعبرة عنه .  قصص قد تنتمي في بعض تقنياتها وأسلوبها إلى مرحلة سابقة من عمر السرد العراقي، مع أنها تسجل شهادات حيّة عن واقع اجتماعي ما زال قاتما وقائما بكل أنفاس أصحابه الحارة وشخصياتهم الممتحنة بوجودها في أوضاع بشرية ،اجتماعية ونفسية غير مناسبة. أوضاع  صنعتها سياسات قاصرة، وخلّفتها حروب، وتناقضات فكرية وطبقية سافرة، واصطفافات حزبية وعقائدية بغيضة، يبدو أغلب أبطالها بعيدين عنها ومنشغلين بأنفسهم عنها، مع أنهم ضحايا لها. والراوي الذي ينتقل بين بيوت وغرف مغلقة، أو فضاءات مفتوحة على أوضاع اجتماعية خانقة يختلط فيها الإحساس بالعار بالبطولة، والمشاعر الجنسية المقنّعة بجو المأساة التي تظلّل سقوف أسر وبيوت، يمتزج فيها الواقع بالحلم، والعقل بالجنون، والأوضاع النفسية المضطربة، بالحاجة إلى الانطلاق والتحرر؛ هذا الراوي يظل مدفوعًا بإصراره إلى تسجيل شهادته المبرأة من أي غرض غير الرغبة في الكشف، ورفع الغطاء عن جوانب من واقع المأساة العراقية الراهنة، التي يلتزم بعضهم الصمت إزاءها، ويجري تجميلها بأغطية وأصباغ وعناوين، تزوّر صورتها وما يرافق الحديث والكتابة عنها. وهي قصص تؤلف بالنسبة لهذا الراوي تجارب حية، تأتي ضمن متوالية سردية قابلة للامتداد والتوسّع في بؤرها الدلالية لتغطي مساحات روائية وحكائية أكبر، ولتشكل في ملامحها العامة صورا وعلامات وإشارات دالة على مرحلة تاريخية ذات حضور اجتماعي وفكري ونفسي وأخلاقي متردٍّ، قابل للفحص والمعاينة من قبل الناقد والمراقب في قطاعات واسعة من حياة المجتمع العراقي السابق والراهن. والقارئ الذي تتسرب إليه خلال القراءة مشاعرُ الخيبة وأحاسيس بنية الإخفاق المهيمنة في سماء هذه القصص مثل أقدار سماوية قديمة، لا يملك إلا أن يحمد لصاحبها الكاتب المبدع حيدر المحسن نجابتَه وأصالته التي تدفعه، شأن كاتب العرائض الشعبي السابق، وطبيب العائلة المهتم بالشأن العام، من أجل تقديم بيان مفصّل عن الأعراض والأمراض والمصائب والمصاعب الشخصية للناس الذين يستمع إليهم أو يزورهم في بيوتهم ومواقع وجودهم. وهي عودة أو زيارة يرتدّ فيها الكاتب نحو نفسه، ونحو الجذور والمنابع الاجتماعية والطبقية الأولى. والاستماع إلى البسطاء والشرفاء من الناس، وإجراء الحوار معهم، وتفهم الظروف المعقّدة التي وجدوا أنفسهم فيها ضحايا غيرَ قادرين على الخلاص منها والتحرر من مكائد لعنة الحياة التي تلاحقهم فيها، تمثل داخل البنية العامة للسرد صورة دائرية لنوع من حضور الماضي في الحاضر، وامتزاجهما للتعبير عن واقع لم تنفع كل جهود التغيير المبذولة في الخطابات السياسية والفكرية السابقة لزحزحته من مواقعه الأولى.

و(رائحة الصنوبر القديم) التي يمكن للقارئ أن يشمّها ويتحسّسها في الحيز المكاني أو الفضاء السردي الذي تتحرك فيه هذه القصص هي، في الواقع، علامة الأصالة والعراقة المنبعثة من صورة مجمل البناء فيها.

****************************************************************************************

«منازل العطراني»: رواية حرية وكشف لحقائق

باسم عبد الحميد جمودي

 هذه الرواية تقدم شواهد تاريخية على حقبة سياسية عاشها كهول العراق وعانوا منها كثيرا، ثم كان أن لسعته شدتها بالسجن او القتل المجاني  او الابعاد الاداري او الدخول في حومة التشظي والصدام العقائدي بين رجال التجربة السياسية الواحدة. (منازل العطراني) تبدو للوهلة الاولى سجلا لحركة عائلة محمد الخلف الاجتماعية والسياسية، لكنك تلمس  خلال القراءة ان الرواية تقدم رؤيا للتجربة الاجتماعية – السياسية عراقيا بعد قيام انقلاب الزعيم عبد الكريم قاسم على النظام الملكي عام 1958.

يقول العتابي في الورقة الثانية التي سجلها في صفحتي 117-118 بالنص:

((شهدت   مرحلة ما بعد تموز 1958 غياب الممارسة الديمقراطية في ألغاء الدستور وتعطيل البرلمان وتمرير كذبة أنهاء فترة  الأنتقال وأجازة الأحزاب ىسيناريو هزلي من أعداد الزعيم لمصادرة الحريات... الصراع يتصاعد بين قوى موالية وأخرى معارضة وفتح أبواب المعتقلات والسجون بتهم كيدية باطلة واستخدام السلاح في مواجهة الكرد.. السلطة يقودها  العسكر والتجارب التاريخية علمتنا أن الديكتاتوريات يصنعها أولئك)). ثم يتساءل الروائي عن معنى ان يقود ضابط السلطة، حيث قاد نفسه الى حتفه وقاد البلاد الى الهاوية التي أستمرت بصور متعددة.

 الروائي لا يدين الحاكم الفرد فقط بل الاتجاهات السياسية الجماهيرية التي وقفت معه أملا في تغيير ثوري حاسم ثم سقطت في فخ أهواء النزعة الفردية للزعيم الأوحد والتضاد بينه وبين قوى الردة والقوى القومية التي سعت الى ربط مصيرها بعبد الناصر وشعار الوحدة.. في وقت سقط فيه شعار الديمقراطية على يد الحكم الفردي، وسقط شعار الوحدة ولم ينفذ عندما ذبحت القوى الديمقراطية أثر قتل الزعيم  وقياداته صباح 8شباط 1963.

تفاصيل الورقة الثانية التي دونها العتابي كثيرة تجلت في الكثير من صفحات هذه الرواية الجريئة الطرح التي لم يخش كاتبها فضح لعبة الديمقراطية الكاذبة زمن الزعيم، وهو أمر ادى الى أجراء انتخابات نقابة المعلمين كمثال  وانقسام التربويين الى قائمتين: ديمقراطية ( الموحدة) وقومية ( التعليمية) حيث استخدمت قوى الامن الهراوات لمنع المعلمين الديمقراطيين من الوصول الى صناديق الاقتراع أضافة الى الاعتقالات المباشرة والاحالة الى المجالس العسكرية العرفية  والحكم على قيادييها الذين كان منهم المعلم محمد الخلف العطراني معلم مدرسة سويج شجر الذي قذف به  في السجن بتهمة اقلاق السلطة.

 ومن حظي اني كنت واحدا من مرشحي القائمة المهنية في لواء الكوت عام 62 وقد عومل وفد معلمي  الصويرة المنتمين للقائمة المهنية  عند وصولهم مركز الاقتراع في مركز محافظة الكوت باشد انواع القسوة والعسف  من قبل قوى الامن  وفريق القائمة المنافسة، والمؤلف يرصد  هذه التجربة في الكوت كما يرصد تجربة أعتقاله والحكم عليه من قبل المجلس العرفي العسكري بسبب هذا النشاط وسواه.

تبدا الرواية أساسا بفرار محمد الخلف من سحن الكوت يوم سقوط نظام الزعيم الذي وضعه هناك والاف الشخصيات اليسارية قبل قيام انقلاب شباط الذي استلم ما وجده منهم في السجون وتولى محاكمتهم وأعدام الكثير منهم وبينهم الشهيد ابو العيس، ومجاميع الكاظمية والموصل والبصرة وعقرة وسواها من قيادات الحزب الشيوعي وأنصاره.

 من جانب شخصي فقد اقتدت مع سواي من الصويرة الى موقف التسفيرات في مدينة الكوت بعد سقوط نظام الزعيم، عند دخولي الموقف أستقبلني ممثل الحزب الشيوعي في المعتقل وقال لي أنه والأخوة الأخرين معتقلون قبل قيام نظام البعث وفي زمن الزعيم نتيحة مشاركتهم في توزيع منشورات  تطالب بالديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان، وهي ذات التهمة التي وجهت للبطل  محمد الخلف (حسن العتابي) خلال  محاكمته في المجلس العرفي العسكري، وهو ذات المجلس الذي بقى بعد حكم الزعيم الأوحد وتولى رئيسه ذاته العقيد شاكر مدحت السعود محاكمتنا بعد هذا.

 تعد هذه الرواية في الكثير من تفاصيلها وخطوطها العامة جزءا من تاريخي الشخصي، وان كانت أسرة محمد الخلف قد نكبت دوما باعتقال رئيسها وهربه من السجن الى العطرانية، فأن اعتقال خالد بعد هذا وأطلاق سراحه وتواري الاب عن المشهد الخارجي  ومعاناة الزوجة المتصلة   أدى الى لون من العذاب النفسي المتصل توجه بعد هذا أختطاف  ولدهم الشاب (عامر) من الشارع  وسجنه وضياع آثاره لفترة عذاب متصلة حتى أبلغ الأب من قبل السلطة أن ولده  عامر قد أعدم منذ فترة   لمعارضته  للنظام وانهم سيعطونه  شهادة الوفاة بعد حين، دون أن يخبر أحدا أو يقيم مظاهر الحزن والفاتحة.

قمع محمد الخلف مشاعره وهو يواجه زوجته الملتاعة ام الشاب المختطف وزوجته الشابة ولم يخبرهما بشيء.

تبدو الرواية هنا في أشد درجات التوتر دراميا حيث تذهب الزوجة الشابة لمراجعة دائرة الامن المختصة وتواجه بموقفهم المتشنج واعلانهم أنهم أبلغوا والده قبل هذا بحقيقة الامر.. لتبدأ أحزان الأسرة علانية ... مؤلمة شديدة التأثير

كان الاكثر ألما مشهد الام، وهي لاتصدق أعدام ولدها وتعتقد أن القضية مجرد أكذوبة.. وتظل الأم تنتظر ولدها حتى يوم أعلان خروج كل السجناء من سجونهم استعدادا للحرب الوشيكة مع قوى التحالف الدولي.. تظل الباب مفتوحة ليومين بأنتظار المأمول.. لكنه لم يأت، فقد أضحى شهيدا ضمن مجاميع المقابر الجماعية التي خلفها نظام صدام  للوطن المنذور للموت والجريمة وعسف الحكام.

 في (منازل العطراني ) الكثير من التفاصيل ومن تعاقب الرواة وأنتقالات الروائي من زمن لاخر وفيها الكثير مما ينبغي التوقف عنده من مثابات وأفكار، لكنها تعد بعد كل هذا رواية نشيج عراقي أستطاعت أن تكشف الخيوط العريضة لجرائم السلطة، فردية أم حزبية مثقلة بالعسف والتجاوز على حرية الشعب وكرامته.

 أنها رواية حرية وكشف لحقائق.

***************************************************************************************

قصة قصيرة.. باب الهلع

علي لفتة سعيد*

كان الجميع في حالة فضولٍ وترقّبٍ وانتظارٍ لمعرفة ما أصاب الباب الخشبي العتيق منذ الصباح المدلهم على غير عادة المدينة التي لم تنكث بعد عن ثوبها غبار الحرب. بدأوا  بسماع أصواتٍ تخرج مسرعةً مثل همهمات امرأةٍ عجوزٍ سقطت أسنانها، فتنابزوا من أن أمرًا ما قد حصل، لا يقل عن كونه جللًا، استرعت أنفارًا منهم ليتجمّعوا على مبعدة شارعٍ عتيق، للكشف عن المستور بطريقة متوجّسة. كانت عيونهم تبحلق فيما يمنحه الباب من فتحةٍ طوليةٍ، فلا يبصروا غير السواد، لذا كلّما حاول بعضهم الاقتراب من الباب لمسافةٍ قصيرة، يصدر صوتٌ يخرج من الباب، يتبعه صريرٌ يعادل عشرات الأبواب المتآكلة، فيعود الصدى مرتدًا من أوديةٍ سحيقةٍ أو سراديبَ عميقةٍ أو حتى كهوفٍ يابسة. فيصيبهم الخوف وترتجف أقدامهم، ثم يرونه ينغلق بقوّةٍ لينفتح من جديد بردّة فعلٍ أقلّ حدّة،، تتبعه النافذة المنخورة الخشب، بصريرٍ وصوتٍ وانغلاقٍ وانفتاح، فيتراجع الكثير بضع خطواتٍ مبتعدين عن الرصيف الملاصق للباب، متجنّبين إصرار الباب على فتح نفسه والانغلاق كلّما أراد أحدهم التقدّم خطوةً زائدةً الى الأمام.

صاح بهم رجلٌ لا يعرفون من أيّ موقعٍ يتحدّث معهم، أن تراجعوا الى الخلف والتجمّع خلف شجرةٍ وحيدةٍ وسط حديقةٍ يابسة، ظلّوا ينظرون لبعضهم نظراتٍ لا تحمل سوى الغرابة والدهشة والخوف، أراد أحدهم توجيه سؤالٍ لمن يقف الى جواره، اصفرّ وجهه وارتعشت شفتاه ولم تخرج الكلمات، بلع ريقه لحظة انفتاح الباب دفعةً واحدةً، وشاهدوا كتلةً سوداءَ تخرج من جوف المكان، تبعتها ريحٌ قويّةٌ محمّلةً بتلك الهمامات العجوزية التي تحولت الى صراخٍ غير مفهومٍ. يبتعد قسم منهم الى حيث لا يدري، ويلتصق أخرون ببعضهم، ويسرع الآباء لاحتضان الأبناء والأمهات يضعن البنات تحت عباءاتهن، وكل يريد الابتعاد عمن يجاوره، تتشكّل بما يشبه الدوائر، تعطي ظهرها للريح، ريثما تمرّ من حولهم ثم تصعد الى الأعلى. ليسمعوا صوت اصطفاق الباب وعودة الصدى مرتطمًا في كلّ جدران الأبنية.

تقدّم رجلٌ آخر، كان يضع على رأسه يشماغًا يلفّ نهايته حول رقبته بطريقةِ من يقف في باب مأتمٍ للتعبير عن الحزن. وطلب منهم أن يبتعدوا ويتجهوا الى الجهة الثانية من الحديقة، فالشجرة حامية الجميع.. تحرّكت دوائر العوائل كلّ دائرةٍ على حدة، ترتطم ببعضها، مثل حركات أجسامٍ مجهرية. يلتفتون الى مصدر الباب، يسحبهم فضولهم الراجف، يتعارك مع خوفهم المتأصّل في العقول. وقبل الوصول الى منتصف الحديقة اليابسة انفتح الباب من جديد، كأن عشرة أيادٍ سحبت ظلفتيه، ومثله فعلت النافذة الصغيرة، خرجت من جوفها ريحٌ قويةٌ حملت ذراتٍ صغيرةً بلونٍ رماديّ مائلٍ الى السواد، كأنها حشر حشراتٍ لا تهدأ من الدوران حول نفسها، ورأوا حركة الريح تتقدّم الى الحديقة، تلتفّ حول الشجرة، تأخذ منها الأغصان الصغيرة، ترميها مثل سهامٍ ناتئةٍ وتسقط حول الجمع مشكلةً سورًا من أشواكٍ.

 تنبه شابٌ ملتحٍ بوجهٍ دائري، يضع في بنصره الأيمن محبسًا شذريًا، وقد طوّق معصمه بمسبحةٍ سوداء الخرز، كان يرى أغصان الأشواك أشبه بنارٍ ملتهبةٍ تصعد ألسنتها الى الأعلى. صرخ دون إرادة منه “احذروا النار”.

ابتعدوا جميعًا بهلعٍ غير مسبوق، سحق بعضهم أقدام بعضٍ، وارتطمت الظهور بالبطون. وندّت من الأفواه أصوات صرير الأمعاء، حينها نفخوا من أفواههم، لتخرج ريحٌ تضيع ببقايا ريح الباب العاصفة. لكن شابًا كان يرتدي تيشرتًا كثير الألوان، تتدلّى من جيدهِ قلادةٌ فضيّة، وشعره صاعد الأعلى، كثير الدهان، وقف مثل متمرّدٍ عنيدٍ، يعدّل من خصلات شعره فوق جبينه، صاح بصوت أراده ان يحمل نبرةً محملّةً بالهدوء والاعتراض “احذروا الخزعبلات...”

ضربوا راحات أيديهم ببعضها تأسّفًا أو ندمًا وتأييدًا، فيما كان بعضهم قد عارضه لأنه لا يؤمن بالقدر.. وجد في عيونهم المفتوحة رسالةَ تهديدٍ ووعيد.. فأراد تحويل المسار عنه “إذن فسّروا لي لماذا أنتم خائفون من شيءٍ لا تعرفونه؟” خرج سؤاله مثل نارٍ انعكست على الباب. صاحت امرأة عجوز لم تزل تحتفظ بثلاثة أسنان في أعلى فكّها، خرج لسناها من أعلى الشفة السفلة “هذا المكان مسكون، كان مغلقًا طوال عقود، فمن أيقظ ما خلف الباب من السبات؟”

اشتعلت نار هائجة لا تعرف لها ألوان. صعدت الى الأعلى على شكلِ لسان، ثم على مستوى الجدار تحرّكت بخطّ مستقيمٍ لتدخل من النافذة التي شرعت وكأنها فم مفتوح. تقدّم رجلٌ يضع على رأسه يشماغا أبيض بلا عقال وقد تدلّى على كتفيه، بانَ على وجهه الورع والتقوى، صاح “ الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد ألّا إله إلا الله” ووجّه الى شطر الكعبة. ثم كبّر من جديد، وصاح “الله أكبر”. انقسم الناس الى طوائف وتجمعات،. بعضهم اصطف خلف الرجل الورع، والبعض تقدم ليتابع عن قرب، وبعضهم جلس على حافّة الحديقة منتظرًا ما قد يفضي له الباب، الذي انفتح بقوّة، وتحوّل على فمِ حوتٍ كبيرٍ، قذف أحشائه على شكل حشراتٍ وبقايا جدرانٍ، وأوراقٍ صغيرة، وشجرٍ يابس، وطيورٍ ميّتة، وأجزاء حيواناتٍ نافقة، وألسنٍ طويلة، وملابسٍ متهرّئةٍ متنوّعةٍ بألوانٍ باهتة. أشياء غريبة جعلت الواقفين خارج صف الرجل الوقور تتراجع الى الوراء وتصطدم بالمصلّين هاربين، وهم يرون كلّ ما خرج من جوف الباب على شكل سحابةٍ فوق الرؤوس، حتى لكأن الشمس غابت، وثمة عاصفة تلوّح في الأفق. صاح الرجل الوقور “ الله أكبر “ وصاح الجميع “ الله أكبر” من الخوف.

لم تمضِ لحظات حتى رأوا اثرًا لسحابةٍ من ترابٍ تبتعد عنهم باتجاه الباب، لتتوارى بغفلة عين، دون أن يتأكّدوا إن كانت قد دخلت من الباب، أم أنها اختفت بفعل الصدمة.

صاح شاب لا يعرفون ملامحه، ان انتبهوا. لم يكمل جملته حتى اصطفق الباب بقوّة، وسمعوا منه صوتًا دار حول نفسه، وعاد بصدى كاد يقلع الشجرة، فلم يتبيّن أحد ما كان يحمله من حروفٍ أو كلماتٍ أو مجرّد زعيقٍ احتجاج.. في تلك اللحظة رأوا رجلًا طويلًا، يتحرّك باستقامة ظهر، ممسكًا بعصا على شكل رمحٍ مصنوعٍ من شجرة أرز. انتبهوا له مع تراجع حدّة الصوت. كان صوت  ضربات العصا على بلاطات رخامية يرنّ في الآذان له قرقعة صوت برق ورعد،  كانت صدورهم وأفكارهم وخطواتهم وجلة مرتعشة خائفة، ينظرون لبعضهم لعلّ أحدًا يعرفه. رفع رجلٌ تجاوز الستين من العمر، يده اليمنى ملوحًا للانتباه، ممسكًا بيده اليسرى كتاب (نهاية العالم).  تقدم نحو الرجل الطويل الذي كاد يصل الى لب الشجرة العتيقة، كان يلوّح بعصاه مرحّبًا، ومعلنًا عن حضوره، صار في منتصف الجمع. صاح الرجل السّتيني “ إنه الملاك الذي سيحمل الأثر من جلجامش حتى الآن” لم يكمل نداءه وتقديمه، سقط الكتاب من وسط صدره لحظة سماعه لأحد الشباب، كان الجميع يعرفونه أميًّا لا يقرأ ولا يحسن الحساب.. بان على وجهه التذمر حدّ الشتيمة من كلّ شيء وعن أيّ شيء, أطلق صوت سخرية من فمه، تبعها رذاذ من لعاب حار. هربت كلّ الأشياء الطائرة، موليّةً وجهها صوب الباب، الذي سمعه الجميع يغلق ظلفتيه بقوّة غاضبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الفائز بجائزة الابداع لعام 2023 عن روايته “باب الدروازة” والصادرة عن دار الشؤون الثقافية- بغداد.

********************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

اتحاد الادباء والكتاب في 2023 .. مسيرة حافلة بالإنجاز

بغداد – طريق الشعب

حفلت مسيرة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في العام 2023 المنتهي، بالنشاطات النوعية والانجازات اللافتة. وعلى الرغم من تأجيل إقامة بعض النشاطات في مقرّ المركز العام بسبب اعمال تأهيله التي جرت هذه السنة، إلا ان الجلسات المعتادة تواصلت في مؤسسات صديقة عدة ، ما ساهم في انفتاح الاتحاد نحو المجتمع. فيما استطاعت اتحادات المحافظات تقديم مشروعها الثقافي بانسيابية عالية.

وفي كلمته التي أصدرها أخيرا ولخّص فيها تفاصيل نشاطاته لهذا العام، قال الاتحاد أنه لم يكتف بالجانب الأدبي، إنما كان حاضراً وفاعلاً وداعماً للبعد الفكري، عبر ندوات فصلية لمنبر العقل، وللثقافة النسوية، وجلسات أخرى احتضنتها قاعة الجواهري في مقره، للجمعية العراقية لدعم الثقافة ولجماعة مربدتوستماسترز والمركز الأكاديمي للمثقفين.

ولفت الاتحاد في الكلمة التي اطلعت عليها «طريق الشعب»، إلى أنه تعاون مع وزارة الشباب في مشروعها التنويري، ومع وزارتي التعليم العالي والتربية وجهات اختصاصية أخرى لتفعيل دور الأدب خدمة للمشروع الوطني، مبينا أنه لم ينس الأطفال والفتيان والفتيات، إذ فعّل مشواره في عقد الندوات المتخصصة والورش الثقافية، لتنمية قدرات الأطفال وبث الروح الوطنية فيهم. 

وأضاف أنه «كانت للعام 2023 أهمية بالغة في تحقيق مكتسبات مهمة للأدباء، سيجري تفعيلها مطلع العام 2024” بضمنها دعم رئيس الوزراء برعايته الأدباء المرضى والجوانب الثقافية والاجتماعية، كذلك دعم المهرجانات الكبيرة ضمن مبادرة الأدب. كما اشار الى زيارة رئيس الجمهورية الى المركز العام للاتحاد، وابدائه الدعم له  في النهوض بمشروع ثقافي جديد سيجد صداه واضحاً في العام 2024.

واشارت الكلمة ايضا الى ان أبرز الفعاليات والمهرجانات التي أقامها الاتحاد خلال الفترة الأخيرة، حملت شعار «فلسطين وغزة الصمود». إذ وضع الأدباء القضية الفلسطينية وطوفان الأقصى نقطة انطلاق لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم.

وبالنسبة لمنشورات الاتحاد في هذا العام، جاء   ان عدد الكتب الصادرة عنها بلغ 200 كتاب، تضاف إليها المجلات المتخصصة وصحيفة «الاتحاد الثقافي». وقد برزت منشورات الاتحاد في معارض داخلية ودولية، ومسابقات عالمية – حسب الكلمة، التي نوّهت إلى أن الاتحاد قدّم خلال هذا العام «ما يقارب 1000 جلسة ثقافية أدبية، بمعدل 3 أو 4 جلسات أسبوعياً في المركز العام، وما لا يقل عن جلسة واحدة أسبوعياً في كلّ من فروع الاتحاد الـ15، مع جلسات هادفة عدة ومشروعات ساندة».

وكان أبرز إنجازات الاتحاد هذا العام في مجال البنى، تأسيس متحف الأدباء، وتأهيل مبنى المركز العام، وتأهيل مبنى اتحاد أدباء البصرة، وافتتاح المقر الجديد لاتحاد أدباء نينوى، وافتتاح مكتبة السارد الراحل سعد محمد رحيم في اتحاد أدباء ديالى.

أما على المستوى الإداري، فقد أجريت انتخابات اتحادات المحافظات وانتخابات المنتديات، وانطلق مشروع الهوية الجديدة لأعضاء الاتحاد.

وعلى صعيد معارض الكتاب، شارك الاتحاد في معارض أربيل ومسقط وكربلاء والرياض والشارقة والكويت الدولية. فيما كانت له مساهمات في اجتماعات ومؤتمرات أدبية وثقافية عربية، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مع روابط ثقافية عربية.

 أما بالنسبة للمهرجانات والفعاليات الكبيرة، فقد أقام الاتحاد عديدا منها في مختلف محافظات الوطن، وساهم في أخرى أقامتها روابط ثقافية وجهات حكومية.

******************************************************************************************

يوميات

  • يضيّف الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد الثلاثاء، المخرج د. صائب غازي، ليتحدث عن تجربته في السينما والتلفزيون.

تبدأ الجلسة التي من المقرر أن يديرها د. صالح الصحن، عند الساعة 4 عصرا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

*************************************************************************************

اختيار عراقية كأفضل طبيبة في أمريكا لهذا العام 

متابعة – طريق الشعب

من بين مليون و660 ألف طبيب ممارس في 50 ولاية أمريكية، اختيرت الطبيبة العراقية د. نور أمين رومي، كأفضل طبيبة لعام 2023 في الولايات المتحدة، وذلك من قبل الرابطة الدولية لكبار الاختصاصيين (IAOTP).

وتعمل د. نور أمين طبيبة في “مستشفى إيمرسون” الأمريكية. وهي حاصلة على شهادة البورد في الطب الباطني ومرخص لها بمزاولة المهنة في ولاية ماساتشوستس. وجاء اختيارها كأفضل طبيبة، لقيادتها الطبية المتميزة والتزامها بقطاع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.

وسبق أن اختارت مؤسسة “Marquis Who,s Who in America” الأمريكية، د. نور كأفضل طبيبة في اختصاصها. حيث تم إدراج اسمها في موسوعة المؤسسة، وفي جميع مجلدات السيرة الذاتية للموسوعة.

************************************************************************************

من بغداد إلى غزة النجف تحتضن مهرجان سينما الشباب الثاني

متابعة – طريق الشعب

احتضنت مدينة النجف يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، فعاليات مهرجان سينما الشباب الثاني، الذي أقامه قسم السينما والمسرح في دائرة ثقافة وفنون الشباب في المحافظة بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة ومنتدى شباب الكوفة، وذلك تحت شعار “من بغداد إلى غزة ألقا وإنسانية.. كلنا غزة لنصرة أهلنا في فلسطين”.

وحضرت المهرجان الذي أقيم على قاعة نقابة المعلمين، وفود ثقافية وفنية من مختلف المحافظات. وقد شهد المهرجان عرض 27 فيلما قصيرا من 14 محافظة، تنوعت بين افلام الرسوم المتحركة وأفلام الموبيل.

وكان من بين الأفلام التي عرضت فيلم رسوم متحركة عنوانه “شيرين”، من إخراج الشاب زيد شكر. ويروي الفيلم الذي سبق ان شارك في مسابقات سينمائية في أمريكا وإيران والمغرب وعمان وفلسطين، حادثة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد عناصر عسكرية صهيونية، إثناء تأديتها واجبها الصحفي.

هذا وشهد المهرجان ندوات ومحاضرات سينمائية، ساهم فيها عدد من النقاد والفنانين السينمائيين.

******************************************************************************************

عندما رأيت هذه الصورة..

شوقي عبد الأمير

عندما رأيت هذه الصورة على الفيس،

رأيت ألوان الحياة مصلوبة تنزفُ على جدران بغداد،

رأيت العراقيين ينحنون للكتاب فقط،

رأيت المتنبي يصافح دجلة ويسيلان معاً في التاريخ والجغرافية،

رأيت القتلة والسفاحين يخرجون من الثقوب،

رأيت الشهداء يوقعون بأقلامهم كتاب الحياة للمارة في شارع المتنبي،

رأيت اللصوص يحتمون كالجرذان في المزابل،

رأيت الحلاج يدفئ بنار صليبه اجساد الفقراء في المخيمات

رأيت اصدقائي الشعراء الذي ماتوا في المنافي يقرأون قصائدهم هنا واحداً واحداً

رأيت القباب الزرقاء والذهبية تفتح صدرها لصلاة الشاعر والشهيد

رأيت الطيور المهاجرة تختار شواطئها الدافئة في القشلة

رأيت العشاق المطرودين يبنون اعشاشاً فوق المنائر والأبراج كاللقالق العائدة

ورأيت العراق

يمسك بيدي ويقول؛

لا تخفْ يا بنيّ؛ انت حفيدُ الازل..

***************************************************************************************

«مقامات لونية» في كربلاء

كربلاء - طريق الشعب

برعاية جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين/ المركز العام، احتضنت قاعة المكتبة المركزية في كربلاء صباح أول أمس الجمعة، المعرض السنوي الثالث لجمعية الفنانين التشكيليين في المحافظة.

المعرض الذي قص شريط افتتاحه القاص والناقد جاسم عاصي برفقة رئيس اتحاد أدباء وكتاب كربلاء الشاعر سلام البناي، شارك فيه 33 فنانة وفنانا.

وضم المعرض نحو 60 عملا توزعت بين الرسم والنحت والسيراميك، وعبرت عن موضوعات إنسانية مختلفة، وفق أساليب ومدارس فنية عديدة.   

وعن المعرض، قال رئيس الجمعية في كربلاء الفنان محمد حاتم، أنه “مرة أخرى نلتقي لنجدد حبنا للفن والحياة، ونصوغ آمالنا وتطلعاتنا المفعمة بالفرح واللون، ونؤكد ان الفن هو حياة متجددة وبحث دائم عن الجمال”.

*********************************************************************************************

«أصابع الأوجاع العراقية»  باللغة الإنكليزية

عن «دار المأمون» للترجمة والنشر، صدرت حديثا ترجمة انكليزية للمجموعة القصصية الموسومة «أصابع الأوجاع العراقية»، لمؤلفها القاص والناقد حسب الله يحيى.

وكانت هذه المجموعة، التي قامت بترجمتها نوال علي، قد صدرت باللغة الأم (العربية) عام 2017 عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة. وهي تضم 25 قصة.  

*******************************************************************************************

أدباء ديالى يحتفون  بالقاصة والتشكيلية أمل مطر

بعقوبة – طريق الشعب

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في ديالى، الخميس الماضي، بالقاصة والفنانة التشكيلية أمل مطر، وبمجموعاتها القصصية التي أصدرتها خلال مشوارها الأدبي.

حضر جلسة الاحتفاء، التي أدارها القاص والروائي مشتاق عبد الهادي، عدد من الأدباء والمثقفين، إلى جانب وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى.

وبعد أن تحدثت المحتفى بها عن مسيرتها الأدبية ومجموعاتها القصصية الصادرة، وقرأت مقتطفات من قصصها، قدم الأديب عمر الدليمي والقاص كامل التميمي قراءتين نقديتين حول تجربتها السردية. فيما ساهم الناقد التشكيلي منعم الحيالي، في تقديم مداخلة نقدية حول تجربتها التشكيلية.

وفي الختام، قدم أمين اتحاد أدباء وكتاب ديالى فراس الشيباني، لوح إبداع إلى القاصة والفنانة أمل مطر، بينما وقعت هي من جانبها نسخا من كتابها “صهيل الذاكرة” ووزعتها على الحاضرين.