اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المحاصصة وفرت لأنصارها امتيازات أنهكت الاقتصاد الوطني.. مالية البرلمان: سياسة الإغراق الوظيفي تقامر في مستقبل العراق

بغداد ـ طريق الشعب

دأبت القوى السياسية المتحكمة بالسلطة منذ عقدين على شراء الولاءات عبر الوظائف الحكومية، مستغلة معاناة الشباب وحاجاتهم، بدل ان تجد حلولاً حقيقية وناجعة، تنهي مسلسل الفقر والبطالة الذي يعصف بهم. وتوغلت هذه القوى في هذه السياسة في سنوات الانتخابات، لتحقيق اكبر عدد ممكن من الاصوات الانتخابية، في تخادم زبائني، لا علاقة له بالتأييد الجماهيري، بل بتحقيق مصالح سياسية ضيّقة على حساب معاناة الناس.

من المسؤول؟

وبات معروفاً اليوم، أنه مع كل احتجاجات جماهيرية، يطالب فيها الشباب بفرص عمل، يسارع المتنفذون الذين يديرون شؤون البلاد، إلى إطلاق مجموعة من التعيينات لتخدير الشارع، في حل ترقيعي وحيد، اعتمدته الحكومات المتعاقبة لإدارة الازمات في البلاد، دون أن تعمل على بناء اقتصاد قوي، يفرز سوق عمل حقيقي، يستوعب مئات الآلاف من العاطلين، ومنهم نصف مليون خريج سنوياً.

وللمستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، رأي بهذا الصدد، حيث يقول إن سبب المشكلة يكمن في المحاصصة «التي ولدت وظائف للمتحاصصين، تزيد على ثلاثة أضعاف أو أكثر عن حاجة البلاد. إنها نتيجة طبيعية لتوزيع المصالح بين الكتل السياسية، سواء على مستوى الطوائف ام القوميات، ما أدى إلى تراكم هذه الاعداد الكبيرة غير المنتجة».

ويشير د. صالح في حديثه مع «طريق الشعب»، إلى أن «النظام السياسي الذي فرض هذه الطريقة، أثقل كاهل الدولة بنفقات تشغيلية تصل إلى 75 في المائة من الانفاق الكلي، حتى باتت الأجور والمرتبات والمعاشات والتقاعدات، أقرب إلى الدعم والرعاية الاجتماعية».

وأضاف، أن «الدولة أمام خيار جديد، يتمثل في الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، مع إعطاء ضمانات للعاملين، كالتقاعد وعدم التسريح، لأن ذلك سيفتح الأفق للعمل المنتج، وتتحول الأوضاع من الرعاية الاجتماعية إلى الانتاج، أي استغلال العمل، للإنتاج وليس لأغراض الرعاية».

ولفت إلى أن «البلد وصل إلى حد لا يسّر، بينما الرؤية الاقتصادية الصحيحة تتمثل في الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، وهذه الشراكة تتطلب اقتصادات كفوءة رابحة غير خاسرة، وتعمل بكفاءة وانتاجية عالية».

ولفت إلى أن التوجه الحكومي الحالي يتلخص في «تأسيس صندوق العراق للتنمية الاقتصادية، والذي يمثل جزءًا من هذه الشراكة، إضافة إلى تشييد طريق التنمية الكبير، وخلق شراكة في الصناعة التحويلية، اي شراكات لإقامة صناعات جديدة».

ستستمر المزايدات

من جانبه، قال عضو اللجنة المالية النيابية، جمال كوجر، إن هناك «ترهلا وظيفيا وتكديسا للملايين من موظفي الدولة، حتى وصلنا إلى مرحلة، صارت فيها كل الحلول شبه مستحيلة»، مؤكدا إن «هناك خيارين متبقيين أمام الدولة، الأول هو التدقيق بمتعددي ومزدوجي الرواتب والفضائيين. والثاني هو الشراكة مع القطاع الخاص وترحيل بعض الشركات الحكومية بموظفيها إلى هذا القطاع، ولا توجد حلول اخرى».

وتابع، أن «سياسة الإغراق الوظيفي مستمرة منذ التغيير وفي كل الحكومات وحتى الآن، وستستمر في ظل وجود الانتخابات والعرف السياسي السائد، واستمرار نفس السياسيين في الحكم. هذه المزايدات ستبقى، واي كلام عن تقليلها يبدو كلاماً فارغاً».

ووصف كوجر هذه السياسة بكونها «مقامرة بمستقبل العراق، فانخفاض اسعار النفط، يمكن أن يؤدي إلى افلاس دولة كالكويت، بسبب كثرة التزاماتها في الموازنة التشغيلية، ويمكن ان يصل عجز الحكومة العراقية لمليارات الدولارات حينها»، مبيناً ان «قيمة موازنتنا التشغيلية بلغت أكثر من 70 ترليون دينار، يذهب ما قيمته 60 ترليون دينار منها إلى الرواتب والالتزامات الشهرية، وهو شيء مخيف. ان عدد موظفي الدولة العراقية يوازي ما موجود في خمس دول اوروبية مجتمعة».

وخلص كوجر إلى القول إن «للبرلمان دورا سلبيا في هذا الجانب، فالحكومة اوقفت التعيينات في موازنة 2023، لكن البرلمان اجبرها على تعيين 175 ألف مواطن في درجات وظيفية جديدة».

ما العمل؟

أما الخبير الاقتصادي، صالح الهماش، فيشير إلى ان «النظام السياسي خلق صورة في سوق العمل العراقي وعند الشباب، مفادها أن الوظيفة الحكومية هي الأكثر أماناً والأفضل، بغض النظر عن الرواتب التي يتقاضونها، وحتى لو كانت هناك أجور أفضل بقليل في القطاع الخاص، فسيفضل الشاب الوظيفة الحكومية بسبب الامتيازات، التي لا توفرها وظيفة القطاع الخاص، كالحماية والتأمين والضمان الاجتماعي وغياب قانون عمل واضح».

ونبه الخبير الهماشي في حديثه مع «طريق الشعب» إلى أن «النظام السياسي واصل سياسة التوظيف لأغراض سياسية، ليحشد من خلالها الاصوات والتأييد لجهات سياسية. وهذا ينطبق على الحكومة الحالية، التي أطلقت ايضاً وظائف بهدف اجتماعي وسياسي غير اقتصادي، وأبقى ذلك سوق العمل العراقي متشعبا، ويخلق كسلا لدى الشاب الذي يطمح فقط للتعيين الحكومي».

 واشار إلى أن «الشاب اليوم يدفع اموالاً طائلة لمسؤولين بالدولة ليحصل على توظيف. وقد يكلف تعيين شرطي في وزارة الداخلية، عشرة آلاف دولار. ويكلف التوظيف في وزارات أخرى 25 ألف دولار، وتتراوح كلفة الحصول على عقد عمل بين 5 و6 الاف دولار».

ورهن الخبير الهماش الحلول بتشريع «قانون عمل واقعي يضمن حقوق العامل ويحقق الضمان الاجتماعي بشكل واضح وغير روتيني او معقد»، مؤكداً أن غياب القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية عن النشاط الحقيقي يسبب كل هذه البطالة وهو «ما يتطلب من الحكومة ان تنظر اليه بجدية أكبر، وأن تقوم بجذب الاستثمارات لتفعيل هذه القطاعات».

*****************************************************************************************

راصد الطريق.. جهاز مكافحة الإرهاب .. يكافح البطالة

سارع ملايين الشباب العراقي الى متابعة رابط التقديم للتطوع في جهاز مكافحة الإرهاب،  بعد سويعات من إعلانه، وفورا ضجت مواقع التواصل باصوات من لاحظوا في الاستمارة حقلا خاصا بطائفة المتقدم.

الاعداد الهائلة للمتقدمين جاءت صادمة وهي تعكس حجم البطالة في بلادنا.

ولم تصمد اقوال المسؤولين والمتنفذين عن الاستقرار السياسي والاقتصادي، امام الواقع اليومي لألوف المحتجين الباحثين عن عمل، ولم يخفف الحال تعيين 800 الف شاب تقريباً بداية تشكيل الحكومة الحالية. فلما اعلن عن اغلاق باب التعيين، جاءت تعليقات الشباب بالرفض والاستهجان.

وبجانب الاحصائيات الرسمية التي تشير الى تشكيل الشباب غالبية المجتمع، ولا تذكر شيئا عن اعداد العاطلين في صفوفهم، فأن المعطيات الحكومية الخاصة بمعالجة مشاكلهم الكثيرة لا تعد حتى الان بحلول واقعية. لذا يلجأ هؤلاء الملايين الى طلب التعيين في أجهزة الامن، التي تعرض رواتب تسهم ربما في سد احتياجاتهم.

وقد لا يهتم احد لذكر «المذهب» في استمارة التطوع، لكن القوى المتنفذة تصر دائما على تذكير المواطنين بأنها تقسمهم كما في الاستمارة وفق الانتماء الى الدين او المذهب او القومية، ولا تنظر اليهم كعراقيين وفق الهوية الوطنية الجامعة.

**************************************************************************************

التغير المناخي يهدد الحياة البرية في العراق

بغداد – تبارك عبد المجيد

رغم أن التغيّر المناخي في البلاد، بات واقعا لا يمكن إنكاره، وتظهر تأثيراته السلبية على مختلف جوانب الحياة، فإن هناك نقصًا مريعاً في الإجراءات المطلوبة لمواجهته. وإذا كان البشر في مقدمة المتضررين من هذه المشكلة الكبيرة، فإن الحيوانات تعاني منها أيضًا، حيث هناك حوالي 58 نوعا مهددا بالانقراض في العراق، وفق معطيات وزارة البيئة، وحملاتها التوعوية.

*****************************************************************************************

الصفحة الثانية

جرعات مضادة  لخيبات الأمل

منى سعيد

لن نسمح لنمر الزمن أن يفترسنا بشراسته المعهودة، إذ مازلنا نردد على الدوام بأننا محكومون بالأمل. نعلم أن العام المقبل سيختلف لا محالة عن هذا العام وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فلا يمكن أن يتشابه نزول النهر لمرتين، لأن مياهه قد جرت وستجري بالجديد، الذي سيخلف طمى رخواً بضاً يمكن أن يصوغ تجاربنا القادمة.

سنستقبل الشمس بحفاوة شبابيك مشرعة، وبأفكار شجاعة لا تهاب المخاطرة، وكما يذكر نلسون مانديلا “نسامح لكن لن ننسى”!

كم بليغ هذا القول، يلكزنا لمراجعة حساباتنا في كشوفات ساطعة، لكل ما مر في مرايا ذاكرتنا المكسَّرة، قد نجفل لمرارتها وتعتصر قلوبنا غصّات فقدان، وخسائر لا حصر لها. لكن، وبحسب الروائي سنان أنطوان، إذ يذكر “ أحيانا عليك أن تفعل ما تفعله لكن المهم أن تعود إلى السرج وتمسك اللجام من جديد.. هناك أشياء لا يمكن القبول بها، وهناك ذكريات يجب أن تبقى حية.. لا تسقط في شراك الحنين فالذاكرة ليست أداة لاستكشاف الماضي إنما هي حيز للمدن المدفونة مثل الأرض، تُقلب وتُحفر ويستحضر ما فيها”.

ويكتب الروائي الكبير غائب طعمة فرمان “ نشاهد الغبار يرقص في الضوء.. لا أحد يعلم أي موسيقى تَسمع ذرّات الغبار”، وهنا استعيد رؤيته هذه وأفكر بأننا نرى ونعيش حركة الأشياء والأحداث لكن لا نعلم ما الذي يختبئ وراءها، ربما يكون الجمال بحد ذاته نعمة أو صلاة دون أن نسعى في البحث عنه، أو قد نعيشه ولا نشعر به ممعنين بالإنصات لدراما تنسجها الأيام حولنا، تتجعد أحيانا أمامنا كورقة مهملة، نقف عندها عاجزين حتى عن الابتسام.

ويقال إن ثمار عمر من بلغ السبعين غير حامضية، كثمار من بلغ الثلاثين، وتصبح أشبه بالنفايات بعد عمر الستين.. ورغم تشاؤمية هذا القول، لكني أندهش تماما عند متابعتي لفديوهات عجائز نساء ورجال يتراقصون بخفة وطرب، على وقع أنغام التانغو وإن تجاوزوا التسعين !، كما أتوقف طويلا عند تجارب كتاب وأدباء نضجت تجاربهم الأدبية بعد سن الثمانين.

كم أتمنى أن يستخلص العلماء والباحثون جرعات مضادة لخيبات الأمل بدل براعتهم في تطوير أسلحة الدمار الشامل وتفننهم في ألاعيب تفني البشر وتقضي على الزرع والضرع.

أما أمنيات العام الجديد فهي السلام والأمان لكل بقاع الأرض، لفلسطين ولأوكرانيا ولكل المناطق الملتهبة، مع بساطة من يود الضحك من كل قلبه دون قلق وفقدان، والسير على الأعشاب مغمض العينين، مع دفء رفقة حنان الأهل والأحبة في عراق آمن مستقر.

  أخيرا قرأت قولا رائعا لجان بول سارتر يذكر “حين يهيلون على قبري التراب، أنثر فوقه فتات خبز، فتتهافت عليه العصافير، فأسمع صوتها، ولا أشعر بأني وحيد”.

*******************************************************************************************

كل خميس.. رمال غزة .. واوحال فيتنام

جاسم الحلفي

في حين يحتفل العالم بعيد ميلاد السيد المسيح، ويستقبل سنة ميلادية جديدة، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه السافر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستخدما اكثر الأساليب الفاشية اجراما، مواصلا حربه العدوانية، فارضا حصارا جائرا، ومستخدما سلاح التجويع والتعطيش، في تحدٍ صلف للقانون الدولي الانساني، وعدم اكتراث بالرأي العام الدولي، الذي يحتج في تظاهرات شعبية ضخمة تشهدها عواصم عديدة في العالم أسبوعيا.

لم يوفر جيش الاحتلال الاستيطاني وسيلة بشعة الا واستخدمها، مجسدا فاشية تعدت همجيتها ما شهدته ماكنة حرب هتلر ونازيته. فقد قصف مدن قطاع غزة بمئات القنابل الضخمة، التي أدت الى هدم العمارات السكنية من اساساتها، وخلفت مئات حفر الارتطام التي يزيد قطر الواحدة منها على اثني عشر مترا، حسب رصد الأقمار الصناعية ووفق تحليل أجرته شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية ( Synthetaic) لصالح شبكة CNN الإعلامية، وفيه اكدت أن “هذه القنابل أثقل أربع مرات من تلك التي أسقطتها الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم “داعش” في مدينة الموصل بالعراق”.

فأي جريمة اشنع من القصف العشوائي الذي يحرّمه القانون الدولي الإنساني، ومن قصف المدنيين في بيوتهم التي لم تنعم يوما بالامان جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ احتلال فلسطين.

ومع كل هذا العدوان الهمجي الذي يتواصل على مدار الساعة منذ ما يقارب ثلاثة اشهر، ورغم عشرات الاف الشهداء والجرحى وعمليات النزوح في العراء تحت قسوة الطقس، وانعدام ابسط مستلزمات الحياة الأساسية، نشهد صمودا اسطوريا للشعب الفلسطيني البطل، ونتابع تصدي مقاومته الباسلة للعدوان الفاشي. جاعلة من حكومة (النتن ياهو) مسخرة عاجزة مهزوزة القرار، حيث لم تحقق الامن للمستوطنين، ولم تستطع القضاء على المقاومة واعتقال قادتها، مثلما ادعت، ولا الوصول الى أي رهينة احتجزتها المقاومة كما هدفت.

لقد فاقت جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل ما قامت به أمريكا ضد الشعب الفيتنامي، عندما كان يخوض كفاحه المستميت من اجل التحرر من نير الاحتلال الأمريكي. وقد قال محقق جرائم الحرب السابق لدى الأمم المتحدة مارك غارلاسكو عن كثافة القصف الإسرائيلي على غزة في شهره الاول: “لم نشهد مثل هذا منذ حرب فيتنام”!

وعند استحضار هزيمة أمريكا امام مقاومة الشعب الفيتنامي، الذي استخدم بيئته المحلية خير استخدام واستدرج جيوش المحتلين واغرقهم في اوحال فيتنام، فانسحبوا اذلاء مكسورين .. ندرك ان انتصار الشعوب المكافحة من اجل الحرية والكرامة، لا يعيقه تفوق المحتل عسكريا وامتلاكه الأسلحة الحديثة، فإرادة التحرير هي الحاسمة، وهذا ما سيحققه شعب الجبارين الفلسطيني، حيث تبتلع رمال غزة الآليات العسكرية للمحتل، وتواصل المقاومة حصد حشود المعتدين. وما انسحاب قوات النخبة “لواء جولاني” من قطاع غزة بعد تكبدها خسائر كبيرة، وقتل عدد كبير من قادتها، الا مقدمة لانكسار جيش الاحتلال امام إرادة الشعب الفلسطيني، الذي اجاد في اكثر من مواجهة في استدراج ومحاصرة جيش الاحتلال بين انفاق غزة ورمالها.

وسنشهد بالتأكيد هزيمة جيش الاحتلال ذليلا مكسورا.

**********************************************************************

الزراعة تحذر: فصل شتاء شحيح احتياطي المياه في أدنى مستوياته.. والموارد المائية تتحضر للصيف المقبل بـ «تكنولوجيا جديدة»

بغداد ـ طريق الشعب

حذرت وزارة الموارد المائية من أن احتياطي المياه في أدنى مستوياته منذ عقود، مؤكدة أن هذا الملف لا يقل خطورة عن مواجهة داعش، وفيما أكدت استمرار السلطات العراقية في مطالبة إيران وتركيا بزيادة تدفقات المياه، كشفت عن تكنولوجيا جديدة لتكوين الاحتياطيات. وقال وزير الموارد المائية عون ذياب، إن ملف المياه وشحتها لا يقل خطورة عن مستوى مواجهة تنظيم داعش، مشيراً الى توجه حكومي لوضع الملف بـ»سلة واحدة»، مع ملفي الاقتصاد والتجارة.

يشار إلى أن وزارتي الزراعة والموارد المائية، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.

 وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20في المائة من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80في المائة، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.

ويعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.

وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، إلا أن هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.

تحسين نقل المياه

وعن تحديات 2023، المائية، قال وزير الموارد المائية، إنه «بإدارة حكيمة عملنا على ازالة التجاوزات وتحسين نقل المياه من مكان إلى آخر واستطعنا تجاوز موسم الصيف بنجاح بأضرار قليلة، وفي سنة 2018 كان لدينا مياه ضعف ما كان عدنا في هذه السنة».

واشار الى «تفاهم مع إيران وصل إلى تحقيق إنجاز بفتح فتح نهر الكارون منذ شهر نيسان الماضي». وعن المياه المالحة في البصرة، اوضح أن «المياه الداخلة الى البصرة الآن أفضل من السنوات السابقة».

وعدّ الوزير مسألة مياه نهر الفرات مع تركيا «سياسية»، وأشار الى «المباحثات مستمرة مع الجانب التركي، وهناك توجه حكومي لتحسين العلاقة مع هذه البلاد، ويكون ملف المياه هو الأول بين البلدين».

وتابع، أن «هناك اهتماماً من الحكومة لمعالجة مشكلة المياه التي قد تصل درجة خطورتها إلى مستويات مواجهة داعش»، محذراً من أن «الخزين المائي هو ادنى خزين يمر به العراق، وأملنا كبير بزيادة الخزين لمواجهة الصيف القادم». واوضح ان «هناك مصالح مشتركة مع الجانب التركي والإيراني»، لافتاً إلى أن «الإيراد المائي على نهر دجلة جيد بسبب سقوط الأمطار في إقليم كردستان العراق وإطلاق المياه من سد «اليسو» التركي لتوليد الطاقة، وأن ما يدخل من مياه في سد الموصل أكثر من مما يطلق منه».

بابل تشكو

من جهته، أكد مدير زراعة بابل، ثامر الخفاجي، أن كمية المياه المخصصة لمحافظة بابل قليلة ولا تسد الحاجة، وبينما اقترح حلّين للأزمة، حذّر من استمرار زحف أهالي القرى نحو المدن، لما لها من تداعيات سلبية على المدينة.

وقال الخفاجي، إن «بالنسبة للخطة الزراعية لزراعة محصول الحنطة لهذا العام في بابل، تم طلب 256 ألف دونم، لكن ما تم تخصيصه هو 103 آلاف دونم، أي ما يقارب أقل من نصف الكمية، وفي العام الفائت كانت 173 ألف دونم، وأضيف إليها 50 ألف دونم خارج الخطة، وأصبحت 223 ألف دونم».

وأشار إلى أن «كمية المياه المخصصة لبابل قليلة ولا تسد احتياج المحافظة، لذلك بدأت تشهد منطقة الغزالي التابعة إلى ناحية الحمزة الغربي، هجرة باتجاه المدينة للعمل في معامل طابوق النهروان، وكذلك حصلت هجرة في الصمود باتجاه جبلة، وهناك 3 إلى 4 قرى هاجر أفراد منها باتجاه المدينة».

وأضاف، أن «هذه الهجرة تشكل ضغطاً على المدينة، باعتبار أن النازحين يسكنون العشوائيات، كما تساهم هذه الهجرة بزيادة البطالة بنسب كبيرة في المدينة، وفي حال استمرار الشحة المائية متوقع أن تتجه الأمور نحو الأسوأ». وأكد مدير زراعة بابل، أن «الشح المائي له حلان، الأول توفير المرشات أو الري بالتنقيط، والثاني توفير الآبار الارتوازية أو الآبار الجوفية».

وزاد بالقول: «في حال تم حفر الآبار ووجدت مياهاً مالحة، حينها ينبغي توفير محطات لتحلية المياه، وإن النهر الثالث يصب مئات الأمتار المكعبة في الخليج ولا يستفاد منه لأن مياهه مالحة، وفي حال وجود محطات تحلية عليه قد يستغل لزراعة آلاف الدوانم واستقرار عشرات أو مئات العوائل».

وبشأن استجابة الجهات المعنية لاحتياجاتهم، وأوضح الخفاجي، أن «زراعة بابل طلبت 11250 مرشة لمعالجة شح المياه، لكن ما تم توفيره هو 8 مرشات فقط».

فصل شتاء شحيح

الناطق بإسم وزارة الزراعة، حميد النايف، قال ان توقف جريان المياه إلى قضاء يقع في أطراف العراق الجنوبية كقضاء المجر في محافظة ميسان، ناتج عن استحواذ المحافظات والمدن الأخرى على المياه وعدم التزامها بالحصص المائية”.

وأضاف النايف، ان العراق لم يسبق أن مر بفصل شتاء شحيح الأمطار هكذا منذ 70 عاماً، متوقعاً «خسائر في القطاع الزراعي العراقي من 20 إلى 30في المائة في حال استمرت أزمة المياه دون حلول ناجعة».

وكان قائممقام قضاء المجر الكبير، أحمد عباس، أعلن في تصريحات صحفية، عن «توقف جريان نهر دجلة في القضاء»، مبيناً أن «محطات المياه في قضاء المجر الكبير، وقضاء قلعة صالح وناحيتي العدل والخير وعشرات القرى توقفت بشكل تام».

**********************************************************************************

احتجاجات شعبية تطالب بتعديل سلم الرواتب والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

نظم عدد من موظفي دوائر الدولة إضرابا جزئيا عن العمل، مطالبين بتعديل سلم الرواتب.

وذكر عدد منهم ان الاضراب الجزئي الذي نظم يوم الثلاثاء الماضي، هو “خطوة تمهيدية للتصعيد القادم في حال استمرار تجاهل مطالبهم من قبل الحكومة الاتحادية”. من جانب اخر، أعرب مواطنون في قضاء كلار لإدارة منطقة كرميان عن استيائهم وغضبهم جراء نقص الخدمات في مجمع استثماري سكني، مطالبين بمعالجات وتدخلات حكومية لضمان حقوقهم الخدمية.

ونقلت وسائل اعلام ومواقع محلية عن تنظيم تظاهرة ليلية في كلار، احتجاجا على تردي الكهرباء.

وأغلق المتظاهرون ليلة أمس طريق كلار - كفري، قبل أن يعاد فتحه بعد تدخل السلطات المحلية.

من جانبه، أوضح مدير عام كهرباء كرميان، حازم كريم حميد، أن “سكان مجمع (تابلو ستي) السكني الذي يضم 900 وحدة سكنية يعانون من نقص في خدمات المجمع ليس في قطاع الكهرباء، بل في أمور خدمية يتحملها (المقاول) المستثمر، بسبب مشكلات مع دائرة الاستثمار، وتلكؤ السكان في دفع الأقساط الشهرية للوحدات السكنية.

وأقدم أهالي قضاء جمجمال في محافظة السليمانية، على اغلاق الطريق الرئيس في القضاء، احتجاجاً على انعدام الخدمات الاساسية.

وأظهر فيديو قيام مجموعة من المتظاهرين باغلاق طريق قضاء جمجمال بالإطارات احتجاجاً على انعدام الكهرباء والخدمات في القضاء.

الى ذلك، نظم عدد من ذوي طالبات ثانوية الحرية للمتميزات في بعقوبة، وقفة احتجاجية، بسبب توقف التعليم في المدرسة، جراء حريق التهم “لوحة الكهرباء” بعد استخدامها كمركز انتخابي.

وقال المتظاهر محمد صالح، ان “المدرسة هي الوحيدة للمتميزات في ديالى، وحدث حريق فيها بعد يوم الاقتراع الخاص، بحسب إدارة المدرسة”، مشيرا الى ان “الحريق أدى إلى ضرر في لوحة الكهرباء أو ما تعرف بـ “البورد” حيث انقطع التيار وأصاب كل شيء بالشلل، خاصة وأن التعليم هنا إلكتروني بالكامل من سبورات ذكية وحاسبات، إلى جانب انعدام الإنارة”.

بدورها، قالت ضفاف فادي، ان “المدرسة إلكترونية بالكامل من سبورات ذكية وغيرها، والمفوضية استلمتها بشكل سليم، لكن سلمتها محترقة للإدارة”، مطالبة بـ”حل سريع لضمان استئناف الدراسة وعدم حدوث حريق مرة أخرى”.

**********************************************************************************

الفنان صبحي الخزعلي وداعا

بمزيد من الأسى والألم، تعزي المختصة الثقافية في الحزب الشيوعي العراقي، عائلة الرفيق الفنان د. صبحي الخزعلي، الذي توفي أول أمس الثلاثاء بعد صراع مع مرض لم يمهله طويلا.

وكان الفقيد قد انتمى إلى الحزب في بداية ستينيات القرن الماضي، وبقي وفيا له حتى آخر لحظات حياته. وقد عمل في مجالي المسرح والتلفزيون وأخرج العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية. كما أخرج العديد من المسرحيات التي عرضت على مسارح بغداد، وهو من مؤسسي المسرح الفلاحي في بداية السبعينيات، ومن مؤسسي تجمع الفرق المسرحية الأهلية، وأصبح رئيسا له. وفي بداية تشرين الثاني الماضي، أقام التجمع «مهرجان يوسف العاني» الثالث - دورة الفنان صبحي الخزعلي.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان.

**********************************************************************************************

الصفحة الثالثة

التغير المناخي يقسو على الحياة البرية في العراق  58 حيواناً يهددها الانقراض

بغداد – تبارك عبد المجيد

رغم أن التغيّر المناخي في البلاد، بات واقعا لا يمكن إنكاره، وتظهر تأثيراته السلبية على مختلف جوانب الحياة، فإن هناك نقصًا مريعاً في الإجراءات المطلوبة لمواجهته. وإذا كان البشر في مقدمة المتضررين من هذه المشكلة الكبيرة، فإن الحيوانات تعاني منها أيضًا، حيث هناك حوالي 58 نوعا مهددا بالانقراض في العراق، وفق معطيات وزارة البيئة، وحملاتها التوعوية.

إهمال غير مبرر

وتتفاقم المشكلة بشكل سريع نتيجة الاهمال الكبير من قبل الجهات الحكومية؛ فحسب ما يقوله غالي المرشدي، مدير متنزه حيوانات البصرة، ومروّض الأسود فيها، فإن «التغيّر المناخي يهدد بانقراض عدد من الحيوانات البرية مثل غزلان الريم والقضاعة ناعمة الفراء والركين طويل الذنب والذئاب، إضافة إلى الأسود التي شهدت أعدادها انحساراً منذ زمن».

ويضيف المرشدي في حديث مع «طريق الشعب» إنه «بالرغم من ان العراق هو أحد المواطن الأساسية للأسود، الا ان البيئة الحالية غير ملائمة لمعيشته؛ فعملية التكاثر تتم في محميات خاصة، كما يتم توفير بيئة مصطنعة تلائم طبيعة الأسود».

وإضافة الى التغير المناخي، يذكر المرشدي أسباباً أخرى، ساهمت في تهديد وجود الحيوانات في العراق منها «الصيد الجائر وغياب المساحات الخضراء والواسعة، وتحويل بعض الأراضي الى مراكز تجارية وبيعها إلى مستثمرين، فضلا عن إهمال الجهات الحكومية مثل دائرة السياحة والموارد المائية ووزارة البيئة لهذا الأمر».

ويضيف، أنه «في السنوات الماضية كانت هناك حركة كبيرة وملحوظة للطيور، بعضها يأتي من مناطق الأهوار وأخرى تذهب اليها، مثل البجع والفلامنكو واللقلق، ثم قلّت هذه الحركة جراء جفاف المساحات المائية ومنها مدن الأهوار».

ودعا المرشدي البلديات كافة الى «انشاء محميات طبيعية تتم متابعتها من قبل البلديات»، مستذكرا تجربة بلدية السماوة التي تبنت انشاء محمية طبيعية منذ أربع سنوات، وكانت تجربة ناجحة.

وزارة البيئة

وعن الإجراءات التي تتخذها وزارة البيئة بشأن مكافحة التغيرات المناخي، يقول المتحدث الرسمي باسم الوزارة، مدير دائرة التوعية والإعلام، أمير علي الحسون: إن البيئة «تعمل بالتنسيق مع بقية الوزارات لتنفيذ وثيقة المساهمات الوطنية العراقية NDC، التي تعتبر خارطة طريق لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ»، كاشفاً عن «إطلاق الوزارة خلال الأيام المقبلة وثيقة تتضمن خطة لتخفيف تأثيرات التغير المناخي، ووثيقة الاحتياجات التكنولوجية لعام 2024 التي تعّد من الوثائق الوطنية للتغيرات المناخية».

ويؤكد الحسون خلال حديث خصّ به «طريق الشعب»، أن «الوثائق أعلاه تمثل نهج الحكومة في قطاع التغيرات المناخية»، مشيرا الى انه خلال العام الجاري كانت هناك «جهود توعوية كبيرة، من قبل دائرة التوعية والإعلام البيئي؛ اذ تم تنفيذ خطة لتوعية أصحاب القرار، شملت إقامة ورشات عمل لكافة الوزارات، وتحديداً الإدارات العليا والوكلاء العامين والإدارات الوسطى».

ويذكر الحسون، أن الوزارة ستطلق حملة توعية أخرى بعد اسبوعين، وإنها «تستهدف الإدارة الجديدة للحكومات المحلية، وستتضمن التوعية بكيفية التعامل مع التغير المناخي من خلال مناصبهم».

ويشير الى انه «تم تشكيل لجنة برئاسة الوكيل الفني للوزارة وعضوية مدير عام التوعية والاعلام، وعدد من المدراء العامين في وزارة التربية، وتهدف الى تغيير المواد الدراسية وجعلها تلائم الوضع المناخي الحالي».

تهديد

وفي هذا الصدد، يقول الناشط البيئي سلام احمد: إن «التغير المناخي يشكل سببا في فقدان العديد من الميزات الطبيعية والبيئية للبلاد، في السهول والجبال والاهوار، جراء الجفاف وارتفاع درجات الحرارة»، مشيرا الى ان العراق كان موطناً منفرداً للعديد من الحيوانات، التي وجدت فقط على ارضه.

ويضيف قائلاً في حديثه مع «طريق الشعب»، أنّه «يفترض ان يتخذ العراق إجراءات عاجلة لحماية الحيوانات، ووضع خطط بشأن ذلك، خاصة في ظل عضوية البلد باتفاقية (رامسار)، المعنية بالمحافظة على الموارد الطبيعية والأراضي الرطبة والحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، والتي انضم اليها العراق وادرج فيها هور الحويزة في العام 2007 وهور الحمار والأهوار الوسطى وبحيرة ساوة، مع نهاية العام 2015».

ويشير سلام الى أن «منظمة طبيعة العراق حذرت في وقت سابق من انقراض 58 نوعاً من الحيوانات والطيور في مختلف مناطق البلاد، وهذا مؤشر خطر يهدد الحياة البيئية في البلاد».

ويؤكد، أن «الإجراءات الحكومية لا تتلاءم مع حجم المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد اخر، حيث لا يستمع احد للعديد من الملاحظات التي ينادي بها الخبراء والناشطون في مجال البيئة».

ومن بين الحيوانات المهددة بالانقراض، يشير الناشط البيئي الى البقر الوحشي، الأسد، الحمار الوحشي، غزلان الريم وغيرها.

************************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

انتخابات مجالس المحافظات والحراك الاحتجاجي

في إطار دراسة نشرها المعهد الفرنسي للأبحاث والمعنّي بشؤون العراق، حول نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مؤخراً، تمت مناقشة تأثير تلك النتائج على حراك الشباب الإحتجاجي في المستقبل القريب، ساهم فيها حسين النجار، أحد نشطاء الحراك وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ومنتظر ناصر، رئيس تحرير صحيفة العالم الجديد، ومحمد العلوي من مركز عشتار لدعم الديمقراطية.

تحدٍ هام

وخلصت الدراسة إلى أن الانتخابات شكلت تحدياً كبيراً لقوى التغيير، التي تسعى لبناء بديل لمنظومة المحاصصة، تمثّل بما تعرضت له هذه القوى من قمع سلطوي غير مسبوق، تم خلاله قتل وتشريد العديد من ناشطيها وإخلاء الساحات من التظاهرات والاعتصامات بالقوة المفرطة، وشيطنة المنتفضين إعلامياً، وشراء ذمم بعض الوجوه من جهة، وكذلك في عدم نجاحها بتوحيد صفوفها في إطار برنامج معارضة مشترك، وضعف ثقة بعض أطرافها بإمكانية تحقيق انتصار سياسي عبر الإعتماد على الشعب وتعبئة الناس حول مشاريعها وبرامجها من جهة أخرى. ويبدو، حسب الدراسة، أن ذلك كله، كان وراء تراجع تعاطف “الأغلبية الصامتة” والمرجعية الدينية مع الحراك.

كما تمثّل التحدي أيضاً في ما تمتلكه أطراف المنظومة المتنفذة من موارد طائلة، وما حققته من نجاح في إنشاء واجهات لها بيافطات مدنية زائفة وشراء الولاءات وتعزيز العلاقات الزبائنية، إضافة إلى تعبئتها لقواعدها الحزبية، التي صارت أكثرية، عندما عزف الناخبون عن المشاركة، جراء عدم ثقتهم في العملية السياسية وخيبة أملهم من تجارب الماضي التي فشلت في إحداث تغيير حقيقي.

هل من عودة

وفي محاولة للبحث في إمكانية استعادة حراك الشباب الإحتجاجي لزخمه من جديد، أشارت الدراسة إلى عدد من المعوقات، التي لابد أن تذلل، بغية تحقيق ذلك، ومنها معالجة التشتت وغياب الموقف الموحد تجاه القضايا المصيرية، كالمشاركة في انتخابات 2021 التشريعية وانتخابات 2023 المحلية، والسعي لعزل المنتقلين إلى خندق قوى المحاصصة والفساد، والعمل على خلق نموذج سياسي ناجح.

وتوقعت الدراسة وجود حظوظ مهمة للحراك على التطور، حيث لن تستطيع الحكومة الحالية مواصلة المحافظة على جمهور زبائني، وخاصة بين الشبيبة، والذي حققته حتى الآن عبر التعيينات التي فاقت 800 ألف مواطن، او عبر توزيع الإعانات الاجتماعية على ملايين العوائل، وذلك بسبب ما سيؤدي اليه هذا الإنفاق غير المحدود، من زيادة مضطردة في عجز الموازنة، لاسيما إذا ما انخفضت واردات النفط، في ظل نمو سكاني يبلغ مليون باحث جديد عن العمل سنوياً. كما سيتصاعد غضب الجمهور مع استمرار نقص الخدمات أو تدهور ما تحسن منها من جديد، لإسباب تتعلق بالفساد وسوء الإدارة وتراجع الموارد المالية.

واعربت الدراسة عن صعوبة التنبؤ بما سيحمله العام القادم، 2024، بسبب استمرار الصراع في الشرق الأوسط واوكرانيا، وتأثيراته على الإقتصاد العالمي وأسعار النفط والغاز بشكل رئيسي، وبسبب الخلل الكبير في ديناميكيات السلطة الناجم عن هيمنة طرف واحد وبقاء أطراف اخرى مؤثرة خارج اللعبة.

دور شكلي للمرأة

وحول دور النساء، أشارت الدراسة إلى أن العديد من الأحزاب تسعى لإفراغ الكوتا النسائية من محتواها من خلال اختيار نساء لا يملكن المؤهلات اللازمة لمثل هذه المناصب، لاسيما مع عدم تمتع المرأة اساساً بدور ملحوظ في عمل مجالس المحافظات، وضعف خبرتهن في الجوانب القانونية والتشريعية والأطر السياسية، وهو ما انعكس بوضوح في البرامج المرتبكة للمرشحات بشكل عام. وأعربت الدراسة عن الأمل بتحسن مشاركة المرأة في المجالس المحلية في الانتخابات المقبلة وأن يكون هناك تمثيل حقيقي لها.

*********************************************************************************

عين على الأحداث.. هاي هيّه؟!

أعلنت هيئة النزاهة عن تمكُّنها من إعادة نحو 1.5 مليون دولار إلى خزينة الدولة، سبق لها وسُرقت من قبل مسؤولين سابقين في رئاسة الوزراء ومحافظة بغداد إضافة إلى ما عُرف بفضيحة الأمانات الضريبية. هذا وفيما لم تذكر الهيئة شيئاً عن علاقة هذا الأمر بالحملة التي أطلقتها لرصد تضخم الأموال والكسب غير المشروع في مؤسسات الدولة المختلفة، أثار الخبر دهشة الناس من ضآلة المبلغ قياساً بما تم نهبه من ثروة بلادنا، التي تعّد من بين أكثر الدول فسادا في العالم، وكذلك قياساً بحجم سرقة الأمانات الضريبية، حيث لا يعادل كل المبلغ المستعاد سوى 0.006 بالمائة منها.

هاي مو لعبة

ذكرت مجموعة الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود، عن وجود شبهات فساد وتلاعب بحقوق الموظفين في الشركة الكندية المسؤولة عن أمن مطار بغداد. وأشارت المجموعة إلى غياب الشفافية في التعامل الحكومي مع الأمر، حيث رفضت سلطة الطيران المدني ووزارة النقل ومكتب رئيس الوزراء، الرد على استفسارات المجموعة. هذا، وإذ يحذر الناس من خطورة تسلل الفوضى والرشوة وشراء الذمم، إلى هذا المرفق الحيوي، المرتبط بحياة آلاف المسافرين وبسمعة البلد، يدعون إلى التحقيق العاجل وحسم أية بوادر خراب، لاسيما وأن مدير فرع الشركة في العراق، قد اعترف بوجود هذه التجاوزات.

من المسؤول؟

سجلت حالات الانتحار في البلاد ارتفاعاً بنسبة 10 – 20 بالمائة كل عام عن العام الذي يسبقه، حتى تجاوزت 1200 حالة في العام الجاري. وإذ تشير الإحصائيات إلى أن 70 بالمائة من المنتحرين هم من الشباب، دون سن الثلاثين، ممن لا عمل ولا تحصيل دراسي لهم، يؤكد الخبراء على أن الأسباب الأبرز للمشكلة تتمثل في تفشي المخدرات والعنف الأسري والبطالة، محمّلين الحكومة مسؤولية ذلك، لتقصيرها في اتخاذ ما يلزم، ليس لمعالجة الأسباب، كالقضاء على المخدرات وتوفير فرص العمل والإسراع بتشريع قانون العنف الأسري فحسب، بل وأيضاً في توفير الدعم الاجتماعي والنفسي للشبيبة وعوائلهم.

تأمين عودة اللاجئين

كشفت وكالات أنباء المانية عن بدء تنفيذ اتفاقية سرية بين بغداد وبرلين تقضي بترحيل 26000 طالب لجوء عراقي إلى بلدهم، بعد رفض المانيا لطلباتهم. وأشارت الوكالات إلى أن التفاصيل المتعلقة بهذه الصفقة يكتنفها الغموض، مما يثير تساؤلات عن مدى توفر المعايير الأمنية والاخلاقية فيها. هذا، وإذ يتساءل الناس عن السبب وراء غياب الشفافية في الاتفاقيات مع الدول التي تستضيف لاجئين عراقيين، يدعون لمعالجة كل الأسباب التي اجبرت هذه الشريحة من المواطنين على الهجرة، وتذليل الصعوبات التي تعترض عودتهم الطوعية للوطن، واندماجهم في مسيرة بنائه من جديد، وتعويضهم عما خسروه في غربتهم القاسية.

«إبشّرهُم عمّو علينا»

اعترفت انقرة علناً بقصف طائراتها لأراضي بلادنا، بدعوى ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، في وقت قامت فيه مجاميع مخابراتية تركية بإغتيال بعض كوادره القيادية في مناطق مختلفة من كردستان العراق. هذا، وفيما تشكل هذه الإعتداءات وعمليات الإغتيال المتكررة، انتهاكاً فضاً للسيادة الوطنية وللقانون الدولي، أعادت انقرة رفض تعديل حصتنا من المياه ومنعت تصدير النفط المنتج في كردستان عبر أراضيها، واستثنت عشرات آلاف السواح العراقيين من قرار إعفاء زائريها من التأشيرة، في وقت يستمر فيه التهاون الحكومي غير المبرر، تجاه هذه السياسة، التي لم تعّد تحترم، لا سيادة بلادنا ولا كرامة العباد فيها.

***********************************************************************************

الصفحة الرابعة

مسؤولون حكوميون: شح الأموال ونقص الموارد البشرية يعرقلان طي ملف الألغام في 2028

بغداد ـ طريق الشعب

يعد العراق واحدا من أكثر الدول تلوثا بالألغام ومخلفات الحروب غير المتفجرة، والتي هي بمثابة قنابل موقوتة تحصد أرواح عراقيين كثر أو تتسبب لهم بعاهات مستديمة.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة البيئة، أنها بصدد وضع خطة سيتمكن العراق وفقها بحلول العام 2028 من حسم الملف.

وتدور أعداد ضحايا الألغام وفق الوزارة حول رقم 30 ألفا.

وفي تصريح سابق للوزارة خصت به “طريق الشعب”، فإنها تنتظر إقرار الموازنة كي تحسم الملف بحلول العام 2028، إلا انها وجدت الأموال “غير ملبيّة للطموح” بعد إقرار الموازنة، الامر الذي يعني تمدد ملف الألغام الى ما بعد التوقيتات المتفق عليها.

شحّ الأموال

تقول هند الزاملي (عاملة في منظمة متخصصة بمسح الأراضي الزراعية من الألغام)، إن “أغلب الألغام مرتبطة بالحرب العراقية الإيرانية وما تلتها من حروب، وصولا إلى احتلال تنظيم داعش لبعض الأراضي العراقية”.

وتضيف الزاملي في حديث مع “طريق الشعب”، ان هناك خطرا كبيرا على المواطنين الساكنين بالقرب من الأراضي الملوثة، حيث تحرص المنظمة على “وضع اللافتات التحذيرية في المناطق المشبوهة لحين تنظيفها بالكامل”، مبينة أن “العديد من الأشخاص لقوا مصرعهم وبعضهم تعرض إلى تشوهات مستدامة. وتعود اغلب الأراضي إلى مزارعين، تلوثت أراضيهم خلال نزوحهم منها”.

وتوضح الزاملي، أن التلوث البيئي الناتج عن انفجار الألغام والذخائر، ليس محصوراً بالهواء والتربة والمياه السطحية والضجيج فقط انما هناك مواد كيماوية خطرة تذهب عن طريق المنافذ التصريفية إلى الأنهار والمناطق المجاورة لمواقع الانفجارات، مسببة تلوثاً للمياه الجوفية.

وتعد الزاملي، أنّ سبب عدم إنهاء ملف الألغام في العراق، يعود إلى “قلة التخصيصات المالية، وضعف الدعم البشري”، مشيرة إلى أن العراق ملتزم باتفاقيات دولية محددة بتوقيتات زمنية لإنهاء ملف الألغام.

تحديات

وفي سياق السعي لمعالجة هذا الملف، صادقت اللجنة الوطنية العليا لشؤون الألغام على استراتيجية دائرة شؤون الألغام الوطنية للأعوام 2023-2028.

يقول مدير قسم التوعية في دائرة شؤون الألغام، مصطفى حميد إن “الألغام في العراق تنقسم إلى عدة أنواع، فهناك الذخائر العنقودية والألغام المضادة للأفراد والدروع بالإضافة إلى العبوات الناسفة”. ويبين حميد خلال حديث مع “طريق الشعب”، أن “محافظة البصرة تتصدر القوائم الأولى بحجم التلوث في العراق، تليها كل من ديالى والأنبار وبابل”.

ويشير حميد إلى وجود ثلاث اتفاقيات تهدف إلى التخلص من التلوث بالألغام: اتفاقية أوتاوا للألغام المضادة للأفراد، واتفاقية القنابل العنقودية، واتفاقية خاصة بالعبوات الناسفة.

ويشير إلى أن السقف الزمني للاتفاقيتين الأولى والثانية ينتهي سنة 2028، عازياً تأخر العراق في تنفيذ الاتفاقية السابقة، التي كان من المفترض الانتهاء منها سنة 2018، الى “الحرب التي خاضعها العراق مع تنظيم داعش وعدم توفر الموارد المالية، بالإضافة إلى عدم إقرار الموازنات السابقة”.

وعن مدى إمكانية غلق ملف الألغام بموجب الاتفاقيات الجديدة، يؤكد حميد أن “خلو العراق من الألغام يعتمد على القدرات البشرية والمالية واللوجستية”، لافتا إلى أن الموازنة الثلاثية وفرت بعض التمويل لتنظيف الأراضي الملوثة، إلا انه تمويل لا يلبي الطموح.

وتأسست دائرة شؤون الألغام في عام 2003، وحُدد وقتها حجم التلوث بالألغام والذخائر بحوالي 6400 كيلومتر مربع، وتقدر المساحة الملوثة اليوم بحوالي 2100 كيلومتر مربع، اي بنسبة إزالة تتجاوز الـ 57 في المائة، حسب ما أدلى به مصطفى حميد في حديثه.

خطر أمني وبيئي

من جانبه، يؤكد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية د. غازي فيصل أن “وجود الألغام في الأراضي العراقية يسبب مشاكل أمنية وبيئية، كما يحول مناطق زراعية شاسعة وأخرى صحراوية إلى حقول موت وخراب”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، إن “وجود تلك الالغام ينعكس سلبا على عجلة التنمية والتطوير في تلك المناطق، وحتى المحيطة بها والقريبة منها”.

****************************************************************************************

نتيجة لضعف البنية التحتية.. العراق في المراتب الأخيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي

بغداد - طريق الشعب

يعتبر العراق احدى الدول المتأخرة في مجال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ويعود ذلك لعدة أسباب منها غياب التشريعات القانونية وتهالك البنية التحتية.

ويحتل العراق المرتبة 13 عربياً و133 عالمياً في مستوى جهوزية “الذكاء الاصطناعي الحكومي” لسنة 2023، بحسب بيانات مؤسسة “أكسفورد إنسايتس”، حيث يقاس التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي من خلال أكثر من 100 معيار ضمن سبعة مؤشرات هي، الاستراتيجية الحكومية، والبحث والتطوير، والكفاءات، والبنية التحتية، والبيئة التشغيلية، والتجارة.

محاولات ضعيفة

يقول الخبير التكنولوجي علي أنور: إن “التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي موجودة في العراق لكن بشكل محدود، وتتواجد في القطاع الخاص بدلاً من الحكومي”، مضيفا أن “قلة التشريعات الداعمة للتكنولوجيا وتطبيقاتها وضعف البنية التحتية من أسباب تأخر استخدام الذكاء الاصطناعي في البلاد”.

ويضيف الخبير أنور خلال حديثه مع مراسل “طريق الشعب”، أن “اغلب البيانات التي يعتمدها العراق تكون ورقية بدلاً من الإلكترونية، ما يتسبب في اعتماد مفرط على العامل البشري، وأن المحاولات الجارية للتحول صوب اعتماد التطبيقات والذكاء الاصطناعي في المعاملات لا تزال ضعيفة وفقيرة”.

ويلفت أنور إلى وجود “ضعف في البحث العلمي في الجامعات، وقلة التخصصات في مجال الذكاء الاصطناعي، كما أن معظم الدراسات الخاصة بمجالات التقنيات الحديثة تتم خارج البلاد”، مشيراً الى ضرورة تقديم “الحكومة دعما لتنشيط هذا القطاع ودعم الابتكار والكفاءات المحلية، بخاصة أن العراق هو احد مستهلكي هذه التقنيات، وليس منتجاً لها”.ويتوقع أنور، أن “تطور البنية التحتية ووضع تشريعات داعمة وتعزيز البحث العلمي، ستحدث تغييرا إيجابيا في السنوات القادمة، ما يعزز التقنيات الحديثة في العراق”.

تخوفات مشروعة

وفي ما يخص التخوفات المتعلقة بوجود الذكاء الاصطناعي، يبين الخبير التكنولوجي، أنه على الرغم من كون العراق بعيدا جداً في الوقت الحالي عن اعتماد التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل كامل، فإن على الحكومة ان تواكب التطور وتبدأ بالتفكير في استحداث وظائف تلائم التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك لضمان الاحتفاظ بالموارد البشرية، وعدم خلق نوع جديد من البطالة، مؤكداً أنه “يجب التعامل مع هذه المسألة بحذر، وتكثيف حملات التوعية بطرق استخدام التقنيات الحديثة”.

ضعف البنية التحتية

من جانبه، يقول الأكاديمي د. عامر العيثاوي (متخصص في مجال التكنولوجيا)، إن “ضعف البنية التحتية وتهالك بعضها بسبب الحروب السابقة، خاصة بنايات الاتصالات والتكنلوجيا، وضع العراق في المراتب الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة الى تأثير العديد من المشاكل الأمنية ومرور العراق بعدد من الأزمات المعيقة لعمل الحكومة”.

ويضيف العيثاوي أن “الحكومة العراقية تسعى الى تعزيز التقنيات الحديثة وإدخال الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية”، مقترحا إطلاق برامج تقنية داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية، وتوفير مختبرات خاصة وتجهيزها بكافة المواد المطلوبة، إضافة الى ضرورة الحصول على دعم دولي والاستفادة من تجارب بقية البلدان، خاصة ان خبرة العراق محدودة جداً في مجال التقنيات.

************************************************************************************************

وقفة إقتصادية.. نحو تفعيل نظام ضريبي عادل

إبراهيم المشهداني

يعد النظام الضريبي واحدا من الوسائل المهمة التي تمنح الدولة القدرة على التأثير في النشاط الاقتصادي بهدف تحقيق التنمية، وهذا النظام أيا كان محتواه التشريعي وتطبيقاته العملية فانه يؤدي في مختلف الاقتصادات وظائف عديدة بعضها يتعلق بتعبئة الفائض الاقتصادي وتوجيهه في مجالات الاستثمار وبعضها يتعلق بالاستقرار الاقتصادي فضلا عن إعادة توزيع أكثر عدالة للدخل القومي، زيادة على كونه مصدرا مهما في تمويل موازنات الدولة واستخدامها كأداة رئيسية لأحداث التغييرات في البنى الاقتصادي والاجتماعية.

وبعد عام 2003 جرى العديد من التغييرات في تشريعات النظام الضريبي  لكنها بالإجمال كانت ابعد من ان تكون نظاما  متكاملا ومتينا ولم يحسن  في إحداث طفرة ملموسة تؤدي الوظائف المطلوبة في تنمية الاقتصاد وإعادة توزيع الدخل  القومي  بل العكس  فقد أسهم هذا النظام رغم العديد من المزاعم  في خلق بيئة ملائمة لانتشار الفساد وتكثيف فايروساته مما اسهم في تبديد الثروة بصورة عبثية وظهور طبقات اجتماعية زبائنية لها القول الفصل في التمتع بالثروات المنهوبة، كل ذلك وتراكماته  شكل ضغطا على الحكومة الحالية للبحث في إصلاح النظام الضريبي فأقدمت على تشكيل لجنة تحضيرية تهيئ لمؤتمر إصلاح النظام الضريبي الذي عقد في السادس من شهر كانون الأول من العام الجاري 2023 تحت شعار(نحو نظم ضريبي عادل)، وهذا المؤتمر وإن جاء متأخرا فهو خير من ان لا يأتي  شريطة ان تتحول توصياته إلى مفاعيل حقيقية تحقق العدالة الاجتماعية  وتطور البنية الاقتصادية.

بيد أن التجربة القريبة قد أوضحت أن الضرائب أصبحت بابا من أبواب الهدر والفساد المالي والإداري حيث تشير بعض التقديرات أن حجم المبالغ المهدورة تجاوزت 800 مليون دولار سنويا،  وهذه الإشكالية أفقدت دور الضرائب في كونها أداة لتوزيع الموارد والدخل فضلا عن وظائفها الأخرى المتعلقة بالسياسيات النقدية والمالية ودورها في السيطرة على معدلات التضخم  ومستويات الأسعار،  زد على ذلك  الفارق الكبير بين التقديرات الضريبية والمبالغ الفعلية المتحصلة منها،  ويعود السبب في ذلك إلى قدم الأساليب  والتقصير المتعمد أو غير المتعمد في تطبيق القوانين واللوائح الخاصة باستحصال الضريبة، الأمر الذي انعكس على ضالة نسبة الضريبة إلى حجم الواردات في الموازنات السنوية، فعلى سبيل المثال يتم في العادة تقدير المبلغ الضريبي بين(2--3) تريليون دينار أي ما يعادل (1،1 ) مليار دولار في حين التقديرات الحقيقية تتجاوز الـ 7 تريليون دينار أي ما يعادل (4،8) مليار دولار،  وهذا التدني في التحصيل  الضريبي يرجع إلى جملة من التحديات نذكر منها بدائية الأساليب عبر الاستخدامات الورقية التي لا تنسجم  مع تزايد المجالات الخاضعة  للضريبة وعدم الإقدام على إدخال نظام الحوكمة وتقنياته، وهذا التحدي الأول، أما التحدي الآخر فيتمثل في التهرب الضريبي المقصود او حالات الإعفاء من دفع الاستحقاق الضريبي على الشخصيات او الشركات الاستثمارية التابعة لجهات متنفذة في السلطة أو عن طريق دفع الرشاوى نظير تخفيض مقدار الضريبة بأرقام فلكية، وهذا يرتبط بالوضع التاريخي للدوائر الضريبية المصابة بأمراض مزمنة من الفساد والتلاعب في تخمين الضرائب  والتحدي الثالث يتمظهر بتجاهل فرض الضريبة على أصحاب الدرجات الخاصة  بالإضافة إلى رواتب الرئاسات .

ومن الأهمية  بمكان القول إن  مما يجري من التهرب من الوعاء الضريبي ان الثروة في العراق تتركز لدى فئة قليلة من المجتمع العراقي، فتشير الإحصاءات المنشورة في التقارير العالمية إلى أن 36 شخصا يمتلك كل منهم اكثر من مليار دولار وربما تصل عشرات المليارات، وان هناك 16 الف شخص يمتلك كل منهم اكثر من مليون دولار وقد تصل إلى  900 مليون دولار، وهي بمجموعها تشكل ثروة كبيرة جدا تم تراكمها عبر عمليات اختلاس وابتزاز واستغلال المركز الوظيفي ولو اتخذت الدولة إجراءات قانونية صارمة على حساب حجم هذه الثروة لحققت مبالغ ضريبية تقدر  لوحدها على ما يزيد على 20 مليار دولار. وبعد هل أنتج المؤتمر قاعدة راسخة لا صلاح النظام الضريبي؟ المستقبل كفيل بالإفصاح عن ذلك.

********************************************************************************************

الصفحة الخامسة

الأسواق العراقية تشهد ركودا غير معهود

متابعة – طريق الشعب

تشهد الأسواق العراقية هذه الأيام، حالة ركود غير معهودة. فمقارنة بالأعوام السابقة، التي كانت الأسواق فيها تكتظ بالمتبضعين لشراء الملابس الشتوية مع بداية موجات البرد، فضلاً عن شراء مستلزمات الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، ورغم زخم المارة في الشوارع والأسواق، فإن الحركة التجارية تعاني من الركود وضعف الطلب، وهو ما يؤكده ايضاً، الكثيرون من الباعة عبر وسائل الإعلام.

وأدى التذبذب الحاصل في سعر صرف الدولار خلال السنتين الأخيرتين، إلى ارتفاع أسعار مختلف المواد والبضائع، لا سيما تلك التي يجري استيرادها بالعملة الصعبة، الأمر الذي سبب تراجعاً في القدرة الشرائية للمواطن، وجعله يختزل عملية الانفاق ويجعلها تقتصر على شراء المتطلبات الأساسية كالمواد الغذائية، مستبعداً الاحتياجات غير الضرورية جداً، كالملابس والاكسسوارات والسلع الكمالية وغيرها، مما أدى بدوره إلى اضطراب الحركة التجارية في السوق.

ويحمّل مواطنون، التجار الجشعين مسؤولية ارتفاع الأسعار، حين يرون بأن الكثيرين منهم سواء من تجار الجملة أو باعة المفرد، يستغلون المناسبات وبدايات المواسم، والتي تشهد ازدياد الطلب بما يتناسب مع عادة العراقيين بشراء الجديد في الاعياد، لرفع الأسعار وزيادة أرباحهم، مشيرين إلى أنه وبسبب هذا الجشع وارتفاع الأسعار، تضطر العائلات، خاصة الفقيرة وذات الدخل المحدود، إلى التخلي عن الكثير من تلك المستلزمات، وبالتالي تُحرم من التمتع بأجواء المناسبات. 

البيع متدنٍ  

وتقول ميس علي (26 عاماً)، صاحبة محل لبيع الملابس في محافظة بابل، في حديث صحفي إن “البيع في هذه السنة متدنٍ. إذ لا يوجد إقبال على شراء الملابس، رغم أن الفترة الحالية تعتبر موسماً لبيع البضاعة الشتوية”.

وتؤكد على أن “المحل لم يحقق نسبة مبيعات تكفي لسد الإيجار حتى الآن. ورغم نشر إعلانات عن وجود خصومات في الأسعار وتخفيضات، إضافة إلى العروض المجانية، إلا انه لم يتغير شيء. فلا تزال الملابس مكدّسة في المحل تنتظر أن تُباع”!

الأسعار مرتفعة

من جانبها، تقول المواطنة أم علي (33 عاماً)، وهي من بغداد، “في هذه الأوقات من كل سنة نشتري عادة الملابس الشتوية، لكن هذا الموسم لم يشهد برودة شديدة حتى الآن. لذلك ليست هناك ضرورة لشراء الملابس الشتوية، خاصة أن الشتاء في العراق لا تتعدى ذروة برودته الشهرين”.

أم علي، وهي أم لثلاثة أولاد وبنت، تضيف في حديث صحفي أن “أسعار الملابس هذه السنة مرتفعة بشكل غير طبيعي، ولهذا، يضطر ذوي الأطفال إلى تقليل الإنفاق قدر الإمكان، وأن تقتصر المشتريات على الأشياء الضرورية”، مبينة أن “أصحاب المحال يعزون سبب ارتفاع الأسعار إلى صعود سعر صرف الدولار وتذبذبه، خاصة أن معظم المواد الموجودة في السوق مستورد”.

جشع التجار

ويقول المواطن مشتاق الطباطبائي، في هذا السياق، إن “الأسعار في السوق تشهد اضطرابا مستمرا، خاصة خلال فترات المناسبات. إذ ترتفع الأسعار بصورة مبالغ فيها نظرا لزيادة الطلب. وهذا يأتي في ظل ضعف الرقابة الحكومية على حركة السوق”، مبينا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “هناك تجار يجدون المناسبات فرصة لتحقيق قدر أكبر من الربح على حساب المواطن الفقير”. ويطالب الطباطبائي الجهات الحكومية ذات العلاقة، بـ “التدخل من أجل وضع حد لجشع التجار الذي يتفاقم خلال المناسبات، والذي يثقل كاهل المواطن ويحرمه من شراء الكثير من متطلباته”.

لا دعمَ للسلع الكمالية

ويفيد الباحث الاقتصادي علي عبد الكاظم، بأنه “في الاقتصاد هناك سلع ضرورة وأخرى كمالية. الضرورية تدعمها الحكومة، ومنها المواد الغذائية. لذلك يُلاحظ أن أسعارها لا ترتفع كثيرا. أما السلع الكمالية، مثل الملابس وغيرها، فهذه لا تدعمها الحكومة، وبالتالي يقع الأمر على عاتق القطاع الخاص”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا، إن “تجار القطاع الخاص على نوعين، الأول يستورد بالسعر الرسمي عن طريق منصة البنك المركزي، التي تبيع الدولار بسعر 1320 دينارا، ويبيع بضاعته بسعر مناسب. أما النوع الآخر من التجار، فهؤلاء يستوردون بضاعتهم أيضا بالسعر الرسمي، لكنهم يبيعون وفق سعر السوق الموازي، لذلك تكون أسعار بضاعتهم مرتفعة. وفي النهاية، الأمر يرجع إلى أخلاقيات التاجر نفسه”.

***************************************************************************************

أكول.. هل يُعقل ذلك يا وزير الصحة؟!

آيات سعدون

قبل شهرين تقريباً، راجعنا “مستشفى الدكتور سعد الوتري” للعلوم العصبية في بغداد، بعد أن حصلنا على موعد لفحص مريضنا بجهاز الرنين ذي المستوى العالي “تيسلا 3”، والذي يتوفر فقط في مستشفيات معينة.

وخلال مراجعتنا، تبيّن أن أحد الأجهزة خرج عن الخدمة بسبب عارض فني، وهو بحاجة إلى صيانة من قبل اختصاصيين، وقيل إن الصيانة سوف تتأخر لمدة شهرين على الأقل، نظرا لصعوبتها وعدم توفر السيولة المالية لتغطية تكاليفها، فضلا عن عدم توفر المعدات اللازمة لهذه العملية.

وبعد مرور هذين الشهرين، راجعنا المستشفى مجددا، لكننا تفاجأنا بأن الجهاز لا يزال خارجا عن الخدمة، ولم يجرِ تصليحه، والسبب – حسب ما تبيّن لنا – هو عدم الحصول على الموافقات المالية، وأن الإدارات المسؤولة تنتظر السيولة المالية التي تصرف لها بعد انتهاء العام الحالي، وهذا يعني تأخر إجراء الفحوصات للكثيرين من المرضى، ومنهم أولئك المصابون بالصرع، سواء كانوا أطفالا أم كبارا. 

ونحن نشير إلى ذلك، نستذكر زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمستشفى الكاظمية، بُعيد تسنمه المنصب، واطلاعه على الواقع المزري للمستشفى، وما وجهه من انتقادات لإدارتها، حيث قال ما نصّه في مقطع متلفز “حتى الصاحي إلي يجي هنا يتمرض.. الله لا يوفقنا على هاي الخدمة !، ونتذكر وعوده بعدم استمرار هذا الوضع السيء، وبمنح القطاع الصحي الأولوية في برنامجه الحكومي.

فنتساءل: هل يُعقل ان ينتظر المرضى الفحوصات الطبية الضرورية شهوراً عدة، بسبب عطل في جهاز؟ هل عجزت الحكومة عن توفير مستلزمات تصليح هذا الجهاز؟ هل يعقل ذلك يا وزير الصحة ويا دولة رئيس الوزراء؟!

*********************************************************************************************

ماء بسماية غير صالح للشرب

متابعة – طريق الشعب

تقوم فرق مركز بسماية الصحي، بتوزيع حبوب تعقيم المياه على سكان المجمّع، ضمن حملة مستمرة، إذ يؤكد عاملون في المركز أن المياه التي تصل إلى السكان غير صالحة للاستخدام البشري، وإن حبوب التعقيم متوفرة دائما في المركز.

من جانبه، يقول المواطن محمود عواد، أن السكان يستخدمون الفلاتر لتنقية المياه، لكنهم يغيرونها يوميا، كونها تتلف بسرعة نظرا لرداءة نوعية المياه، مضيفا في حديث صحفي، أنهم يشترون ماء الشرب من المحطات الأهلية لتنقية المياه.

ووفقا لما يذكره موظف في هيئة الاستثمار لشبكة «964» الاخبارية، فإن الماء المتوفر حاليا هو ما تستطيع الهيئة تقديمه فقط، مبينا أن هناك اتفاقا مع محافظة بغداد ووزارة الإسكان على تنفيذ مصدر آخر للمياه في المجمع، بسعات تلبي كامل حاجة السكان. ويلفت إلى أن تنفيذ المشروع يحتاج إلى وقت.

هذا، ولا يلبي المصدر المائي الذي يغذي مجمع بسماية السكني حاجة السكان، إذ لا يزال الأهالي ينتظرون تنفيذ مشروع محطة الماء المهمل منذ نحو 5 سنوات. وفي آذار الماضي، تعهدت الهيئة الوطنية للاستثمار بالعمل على توفير مستويات عالية من الخدمة للسكان، في سياق توقيع رئيس الهيئة حيدر محمد مكية محضر عمل مشترك مع وزارة الاعمار والإسكان والبلديات ومحافظة بغداد، لإنشاء محطة سحب ماء خاصة بمشروع المجمّع.

******************************************************************************

شكر وامتنان

شكر وامتنان كبيرهمان، نقدهما الى جناب الدكتور زياد طارق إبراهيم. وذلك لجهوده الكبيرة في رفع بلاتين الفخذ بعد معاناة شديدة استمرت 15 عاماً وعجزت أي جهود طبية عن رفعه.

الامنيات الصادقة باستمرار التقدم العلمي

عائلة المواطن تيسير كاظم لفتة

*****************************************************************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الاولى، الرفيق دري غالي بوفاة والدته إثر مرض عضال. للفقيدة الذكر العطر وللرفيق دري وعائلته الصبر والسلوان.
  • بأسى والم بالغين، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الرفيق المناضل حسب حنون (ابو رافد) الذي توفي إثر مرض عضال. والفقيد من الشخصيات الوطنية والاجتماعية، التي افنت حياتها مواكبة مسيرة الحزب، ومناضلة في صفوفه.

له الذكر الطيب ولأسرته الصبر والسلوان.

*******************************************************************************************

قضاء المجد في المثنى شوارع منطقة سكنية تتحوّل إلى ممرات للشاحنات

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي منطقة “أم العكف” في قضاء المجد بمحافظة المثنى، من مرور شاحنات الحمل بسرعة كبيرة عبر شوارع منطقتهم السكنية، مشيرين إلى أن الأمر بات يشكل خطرا على السكان، لا سيما تلاميذ المدارس.

وأوضحوا في حديث صحفي، أن الجهات المعنية منعت الشاحنات من المرور عبر المنطقة، لكن دون جدوى، مطالبين مديرية المرور وقيادة الشرطة بوضع حد لهذه المشكلة الخطيرة، حفاظا على سلامة المواطنين وأطفالهم. 

************************************************************************************

كان سابقا مخازن اسمنت مطمر نفايات في قلب «البلديات»

متابعة – طريق الشعب

بعد عام 2003، تحوّلت مخازن الاسمنت الكائنة في منطقة البلديات شرقي بغداد، إلى موقع مهمل تُرمى فيه النفايات وتُحرق، الأمر الذي أثر سلبا على الواقعين الصحي والبيئي، لا سيما أن المخازن تتوسط منطقة سكنية، حيث تقع على شارع البلديات الرئيس، وتتكون من جملونات كبيرة كانت تستخدم لخزن الاسمنت، قبل أن تُهمل ولا يبقى منها سوى هياكل متهالكة، ما فسح في المجال لتحويلها إلى موقع للطمر الصحي.

أهالي المنطقة يشكون بشدة، من وجود هذا المطمر، مبينين في حديث صحفي أن النفايات تحرق باستمرار وتخلف دخانا خانقا، وان الموقع أصبح مأوى للكلاب السائبة، لافتين إلى أن الشارع الرئيس المحاذي للمخازن، يتجمع عنده صباح كل يوم موظفون وطلبة وتلاميذ صغار، كمحطة لانتظار خطوط النقل، ما يعرضهم لهجمات الكلاب السائبة. 

ويوضح الأهالي أن هناك متجاوزين يقومون برمي النفايات في الموقع، ويحرقونها أيضا، مطالبين الجهات البلدية بمتابعة هذه المشكلة ومعالجتها. وينوّهون إلى أن مساحة الموقع كبيرة، ويمكن استثمارها وإعادتها كمخازن اسمنت، أو استخدامها لأغراض أخرى تجارية واستثمارية.

هذا وفيما تناقلت وكالات أنباء عن مصدر في البلدية، قيام فرقها برفع النفايات عن الموقع بين حين وآخر، حذر المصدر باسم البلدية، المتجاوزين من رمي النفايات وحرقها في الموقع مجددا.

***************************************************************************************

مواطنون في السماوة:  مياه الإسالة تصلنا ملوّثة

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي منطقة “آل بو حجر” الكائنة في أطراف مدينة السماوة، من تردي نوعية مياه الإسالة الواصلة إلى منازلهم، مبينين أن الماء يصلهم ملوثا، مما يضطرهم إلى شراء الماء من محطات التصفية الأهلية.

وأكد الأهالي في تصريح صحفي على مضي فترة طويلة على هذه المشكلة، دون ان تتم معالجتها، ما يشكل خطرا على صحتهم، داعين الجهات المعنية إلى تصفية الماء بشكل جيد قبل ضخه إلى المنازل. 

******************************************************************************************

بُعيد انتهاء الانتخابات توقف أعمال تأهيل أهم شوارع الغزالية!

متابعة – طريق الشعب

توقفت أعمال تأهيل وتوسعة شارع البدالة في منطقة الغزالية غربي بغداد، بشكل مفاجئ بُعيد انتهاء الانتخابات المحلية، الأمر الذي أثار استياء أصحاب المحال وأهالي المنطقة، الذين طالبوا في حديث صحفي بإنجاز العمل قبل تحول المساحات المتروكة والجزرات الوسطية غير المكتملة، إلى مكبات قمامة وبرك آسنة. ويعد شارع البدالة من أهم الشوارع التجارية في الغزالية، وأقدمها، حيث يتوسّط المنطقة ويضم محال لبيع الذهب ومجمّعات تجارية مهمة. وخلال الفترة الأخيرة خضع الشارع لحملة توسعة وإكساء، غير ان الحملة توقفت مع انتهاء الانتخابات، حيث انسحبت فرق البلدية مع آلياتها من دون أن تكمل العمل، حسب ما يؤكده عدد من الأهالي في حديث صحفي، مشيرين إلى أن خطة البلدية كانت تتضمن توسعة جانبي الشارع وتعبيد الأرصفة بالمقرنص. 

*******************************************************************************************

واسط.. حوادث السير تخلف 300 ضحية خلال هذا العام

متابعة – طريق الشعب

أفادت دائرة صحة واسط، أول أمس الثلاثاء، بأنها سجلت خلال هذا العام نحو 300 حالة وفاة بسبب حوادث السير، مبينة أنها وفرت مراكز للإسعاف الفوري على الطرق الخارجية في المحافظة، وخاصة طريق الكوت – بغداد، الذي شهد العدد الأكبر من الحوادث.

وفي حديث صحفي، أوضح معاون مدير الدائرة سعدون الأمير، أن حوادث السير في شوارع المحافظة خلفت هذا العام 5072 إصابة، إضافة إلى 296 حالة وفاة، معتبرا أن هذه الأرقام كبيرة جدا.

وأشار إلى أن إحصائية الوفيات تشمل فقط حالات الوفاة أثناء الحادث، ولا تشمل الحالات التي تقع نتيجة حصول مضاعفات للإصابة، فيما أرجع أسباب الحوادث إلى عدم التزام السائقين بالإرشادات والتعليمات المرورية، فضلاً عن رداءة الطرق الخارجية.

*************************************************************************************************

الصفحة السادسة

صحف ومحللون ومعنيون يدينون استمرار العدوان الاسرائيلي.. مسؤولون أمميون: الإبادة الجماعية في غزة تحدث بإذن من العالم

متابعة – طريق الشعب

دب الخلاف مجدداً في حكومة الحرب الإسرائيلية، بعد فشلها من الوصول إلى أهدافها في الرد على هجمات السابع من تشرين الأول 2023 والقضاء على منفذي عملية «طوفان الأقصى».

فيما يستمر رفض العدوان الإسرائيلي على غزة داخلياً وخارجياً حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 21 ألف شهيد وأصيب أكثر من 55 ألف فلسطيني حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض في اجتماع مجلس الحرب نقاش المرحلة التالية من الحرب وأرجأها لموعد غير محدد». فيما أكد زعيم المعارضة يائير لبيد، أنه لا يمكن لنتنياهو البقاء في منصبه، ولا يستطيع الاستمرار.

مصالح شخصية

قال دانيال ليفي، مستشار رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك، إن انتهاء الهجمات على غزة ستشهد بداية المرحلة السياسية الأكثر تعقيدا بالنسبة لبنيامين نتنياهو، متهمه بأن لديه مصالح شخصية.

وانتقد ليفي في مقابلة صحفية، الهجمات على غزة والدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، وعبر عن شكوكه بشأن الأهداف السياسية لرئيس الوزراء في غزة.

«يقدمون صورة زائفة»

وقدم الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك تحليلا صحفياً، أوضح فيه أن عدد من استشهدوا من مقاتلي حماس أقل بكثير مما يروج له، وأن أغلب من قتلوا من الجنود والضباط الإسرائيليين سقطوا نتيجة لقنابل حماس وصواريخها المضادة للدبابات.

وأعرب عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك حاليا وسيلة ناجعة وسريعة للقضاء على أعضاء حماس، ومن الواضح، وفقا لبريك، أن «المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الدفاع يريدون تصوير الحرب على أنها نصر عظيم وذلك قبل أن ينقشع غبار المعركة وتتضح الصورة الحقيقية».

فكرة مشوهة غير مقبولة

وتناولت صحيفة هآرتس، الحديث المتزايد بين السياسيين الإسرائيليين عن تسهيل مغادرة سكان غزة إلى بلدان أخرى، حيث يواصل المشرعون الإسرائيليون الضغط من أجل القيام بذلك تحت ستار المساعدات الإنسانية، وحذرت من أنها فكرة مشوهة وغير مقبولة.

واستغربت الصحيفة إصرار عضو الكنيست داني دانون على أن ما يقترحه من نقل السكان سيكون طوعيا، ورأت أن محاولة إظهاره فرار سكان غزة للنجاة بأرواحهم كما لو كان مغادرة «طوعية»، «مزحة سمجة».

وليس دانون من يدفع بفكرة النقل الطوعي وحده، إذ نشر عضو الكنيست رام بن باراك من حزب «يش عتيد» مقالا افتتاحيا في صحيفة وول ستريت جورنال، وهو ما يدل على أن فكرة الترحيل وجدت موطئ آذان صاغية لدى المعارضة أيضا، كما نشرت وزيرة الاستخبارات جيلا غمليئيل مقالا حولها في صحيفة «جيروزاليم بوست»، وهو ما اضطر السفارة الإسرائيلية في واشنطن إلى توضيح أن هذا لا يعكس سياسة الحكومة.

انعكاسات الحرب على إسرائيل

وركزت قنوات إعلامية إسرائيلية في نقاشاتها للحرب على ما وصفته بالوضع الكارثي الذي يعيشه الإسرائيليون، بالإضافة إلى المخاوف من فقدان إسرائيل للدعم الخارجي وخاصة الامريكي، في ظل الرفض الشعبي للمجازر التي ترتكبها ضد الفلسطينيين.

ففي جلسة نقاشية لتطورات الحرب على غزة، عبّر ليلور موشاييف، وهو صاحب مصلحة تجارية، عن الانعكاسات السيئة التي تركتها الحرب على الإسرائيليين، وقال: «أرى أن وضعنا أصبح كارثيا.. أنا لا أعلم كيف أنهي يومي لدرجة أنني أخشى من استعمال بطاقة الاعتماد لاقتناء حليب أطفال لابنتي.. إن ثلاجتي فارغة».

وأضاف أنه لم يتلق راتبه، وأنه يعرض حياته يوميا للخطر، لأن الرصاص يمر من فوقه وهو يدافع عن الجميع، كما قال.

أما ألون بنكاس، وهو قنصل إسرائيل في نيويورك سابقا، فحذر من تنامي التيار المعادي لإسرائيل في الدول الغربية على خلفية عدوانها على قطاع غزة، وردود الفعل الشعبية الرافضة للعدوان.

اللامبالاة تدعم التدمير والقتل

قالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن «لامبالاة المسؤولين الدوليين في مواجهة المذبحة المستمرة في غزة سمحت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض حالة حرب دائمة وتجاهل المصير الذي ينتظر القطاع الفلسطيني بعد الصراع، ولا أدل على ذلك من الصمت العالمي الذي أعقب الهجوم المميت على مخيم للاجئين في 24 كانون الأول».

وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها، أنه «لم يعد أحد يناقش حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المذبحة المستمرة، وبالتالي فإن هذه اللامبالاة المذنبة، إن لم نقل الدعم الأعمى للتدمير الجاري، هي التي تساعد نتنياهو، ليعلن تكثيف القتال ويعد بأنها ستكون حربا طويلة ليست قريبة النهاية».

ويبدو للوموند أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم يعتبر أن حالة الحرب الدائمة، التي يحاول إرساءها من خلال اللعب على تعطش رأيه العام للانتقام، يمكن أن توفر له طوق النجاة، لأن استمرار العمليات يؤجل وقت الحساب.

ستستمر لأشهر عدة

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن «الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ستستمر على الأرجح لأشهر عدة».

وأضاف هاليفي للصحفيين على الحدود مع غزة، أنه «لا توجد طرق سريعة لتفكيك حماس، مؤكدا أن «الجيش الإسرائيلي سيصل إلى قيادة حماس سواء استغرق ذلك أسابيع، أو أشهرا»، وفق تعبيره.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمزيد من القتلى في صفوف جنوده خلال العملية البرية في غزة، وقد أقر الجيش، صباح أمس، بمقتل 3 عسكريين بينهم ضابط، في المعارك الجارية شمال قطاع غزة. وفي وقت سابق أعلن الجيش مقتل 5 ضباط وجنود بينهم قائد سرية في لواء ناحال من قوات النخبة.

وبذلك يرتفع عدد القتلى الجيش الإسرائيلي إلى 170 ضابطا وجنديا، أما العدد الإجمالي فارتفع إلى 498 بين ضابط وجندي.

إبادة جماعية بأذن العالم

قال منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية، شون كيسي، الذي شارك في مهمة إنسانية إلى وسط غزة، إن هناك دماء في كل مكان في مستشفيات القطاع، واصفا ما شاهده بأنه «حمام دم ومذبحة»، مؤكدا بأنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

واكد كيسي في حوار مع موقع -أخبار الأمم المتحدة- بعد زيارته لمستشفى الأقصى، «إنه حمام دم، كما قلنا من قبل، إنها مذبحة. إنه مشهد فظيع».

وفي وقت سابق، صرحت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، بأن (الإبادة الجماعية) في قطاع غزة حاليا تحدث بإذن من العالم، كما حدث في سربرنيتسا ورواندا سابقا.

وأوضحت ألبانيز أن «الإبادة الجماعية» والمجازر التي يتعرض لها أطفال غزة ينفذها «مرتزقة» من عدة دول، من بينها فرنسا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وأوكرانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وجنوب أفريقيا، والهند.

وأضافت: «لكن لا يوجد أحد يشير إلى هؤلاء بصفة الإرهابيين الأجانب.

سرقة أعضاء من جثث الشهداء

اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أعضاء من جثامين فلسطينيين من شمالي القطاع، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.

وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، وفقا لمصدر طبي، وصلت إلى غزة في وقت سابق، الثلاثاء، جثامين نحو 80 فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي واحتجزهم لفترة خلال عمليته البرية المتواصلة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان «بعد معاينة الجثامين، تبين أن ملامح الشهداء مُتغيرة بشكل كبير، في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال أعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء».

وأشار البيان إلى أن الاحتلال سلّم «الجثامين مجهولة الهوية، ورفض تحديد أسماء هؤلاء الشهداء، ورفض تحديد الأماكن التي سرقها منها».

*****************************************************************************************

رئيس كوبا: حرب إسرائيل في غزة «إرهاب»

هافانا ـ وكالات

صرّح الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، أن «التصرفات الإسرائيلية في قطاع غزة لا يمكن اعتبارها إلا إرهابية، وهي إذلال للإنسانية جمعاء».

وكتب كانيل على منصة «إكس»، أن «الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة إسرائيل الإرهابية في غزة هي إهانة للإنسانية جمعاء، وإلى متى سيستمر الإفلات من العقاب، وإلى متى ستظل هناك حرية كاملة للقتل؟، كوبا، التي لن تكون غير مبالية أبدًا، ترفع صوتها مرارًا وتكرارًا في الدفاع عن فلسطين».

*************************************************************************************************

إيغاد: لم نتفق على مكان وزمان لقاء البرهان وحميدتي

الخرطوم - وكالات

صرح المتحدث باسم المنظمة الحكومية المعنية بالتنمية (إيغاد) والتي تعمل على حوار بين المتحاربين في السودان، أن «المنظمة تعمل على تنسيق اجتماع بين قائد الجيش السوداني البرهان، وقائد قوات الدعم السريع حميدتي

وأضاف المتحدث، أن «رئيس (إيغاد)، والأمين العام للهيئة، يعملان على جلب الجنرالين (البرهان وحميدتي) إلى طاولة المفاوضات». وأكد أنه «لم يتم الاتفاق بعد على موعد ومكان الاجتماع».

وأوضح أن «المنظمة ستعلن عن التطورات بمجرد التوصل إلى معلومات دقيقة حول الأمر.

*********************************************************************************************

المالية الأوكرانية: قدراتنا مستنفدة لتمويل الاحتياجات العسكرية

كييف – وكالات

أفاد وزير المالية سيرغي مارشينكو، أمس الأربعاء، بإن التعبئة المحتملة لـ 500 ألف شخص ستكون تحديا خطيرا للاقتصاد الأوكراني، وقد استنفدت الإمكانات الداخلية لتمويل الاحتياجات العسكرية.

وأوضح مارشينكو في تصريح صحفي» من الناحية النظرية، فإن تعبئة 500 ألف شخص يمثل تحديا خطيرا للغاية».

وأشار مارشينكو إلى أنه بينما تستمر المناقشة حول التعبئة وتوقيت تنفيذها، فإن وزارة المالية الأوكرانية تنتظر مقترحات من هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية.

وأكّد مارشينكو: «لقد استنفدنا إمكاناتنا الداخلية فيما يتعلق بتمويل الاحتياجات العسكرية، وأن أي زيادة «مصطنعة» بمقدار معين من مليارات الهريفنيا، لن تؤتي أوكلها، فهذه المليارات غير موجودة، وإذا كان علينا إيجادها، فسنحتاج إلى جدولتها عبر تسلسل زمني، أي هل نحتاج لتأمينها اليوم أو في مارس أو أبريل، عندما يكون لدي الجدول الزمني، سيكون من الممكن التحدث عن تلبية هذه الاحتياجات».

*******************************************************************************************

مراجعات عام 2023.. قراءة متناقضة لراهن الهند ودورها في السياسة العالمية

إعداد: رشيد غويلب

يرى الغرب في الهند قوة اقتصادية متنامية. وفي الوقت نفسه تلعب الهند بالنسبة لأنصار عالم متعدد الأقطاب دورا متناميا، تصاحبه مبالغة في تحليله وعرضه. وفي الجانب الآخر تركز وسائل إعلام يسارية على ما تراه حقيقة تتعارض مع الرؤية الغربية.

 هذه المساهمة، تطرح الصورة غير المرئية لواقع البلاد في عام يلفظ أيامه الأخيرة.

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وتوالي حزم الحصار والتضيق على روسيا الاتحادية، اجتذبت الهند الكثير من الاهتمام من خلال زيادة مشترياتها من النفط الروسي ودورها المتنامي في مجموعة بريكس، التي تحاول التحول إلى لاعب مهم في صراعات الهيمنة الجارية في عالمنا الراهن.  وكلا الأمرين يُفسر على نطاق واسع على قدرة الهند المتنامية على مقاومة إملاءات الغرب. وتتعزز هذه الصورة بظهور بعض الاحتكارات القوية في الهند وإعلان الحكومة الهندية لمجموعة من الخطط الطموحة، فيما يتعلق ببرامج الفضاء أو صناعة الرقائق. في الدوائر البرجوازية، يُنظر إلى البلاد كقوة اقتصادية ناشئة، ويتأثر تقييم الدور الهندي في أوساط اليسار بالتباين في هذه الأوساط بشأن الموقف من الحرب الجارية في أوكرانيا، فيراها المصطفون مع بوتين، بغضا للغرب، قوة «مناهضة للإمبريالية»، حين تراها أوساط اليسار الأخرى، اعتمادا على تحليل الواقع الطبقي والاجتماعي السائد في البلاد، وتعبيراته السياسية منذ وصول اليمين الهندوسي العنصري إلى السلطة، من بلدان الأطراف التابعة للمراكز الرأسمالية. في حين يكشف التحليل الدقيق للاقتصاد الهندي عن صورة أكثر تعقيدا.

بعد الاستقلال في عام 1947، بنيت في الهند دولة رفاه، وفق معايير البلاد وامكاناتها الفعلية، من خلال بناء القطاع العام، وتطوير التصنيع، والابتعاد عن الغرب، وتأكيد السيادة الوطنية، ودور أساسي في كتلة بلدان عدم الانحياز حينها. وفي العقود التي تلت ذلك، ازدادت قوة البرجوازية وانفتحت شهيتها للاستيلاء على شركات القطاع العام. وفي الوقت نفسه، دخل رأس المال الأجنبي إلى أجزاء كبيرة من الاقتصاد الهندي. وتم توظيف أزمة ميزان المدفوعات وانهيار الاتحاد السوفييتي لتحرير الاقتصاد الهندي منذ عام 1991، وفق النموذج الليبرالية الجديدة. وكجزء من هذه السياسة، تم فتح الاقتصاد أمام النهب الإمبريالي، وتم تدمير القطاع العام وتمت تهيئة الظروف للخصخصة.

وما شهدته البلاد منذ ذلك الحين ــ بصرف النظر عن التطورات المضادة في القطاعات الفردية ــ هو تراجع التصنيع. ومن الأمثلة على ذلك السكك الحديدية الحكومية، ثاني أكبر «صاحب عمل» في البلاد: فقد أدت خصخصتها إلى تفكيك المحطات والطرق في المناطق النائية من البلاد باعتبارها غير مربحة. وفي الوقت نفسه، أصبح السفر بالقطار غير متاح على نحو متزايد لعامة السكان مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير. وينتقل إنتاج عربات السكك الحديدية إلى الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الصناعي. تعتبر السكك الحديدية العمود الفقري للاقتصاد الهندي، ويصاحب تدميرها عمليات تسريح جماعية للعمال وتعطلت الاتصالات الصناعية في البلاد.

وتمت خصخصة قطاع الكهرباء، فأصبح من الصعب، بشكل متزايد، على الشركات العمل بشكل مربح بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة الكهربائية، وبالتالي توالت عمليات تسريح جماعي للعمال ايضا. ويلاحظ السير بالاتجاه نفسه في جميع قطاعات الاقتصاد الهندي تقريبًا: الاتصالات والنقل والصحة والتعليم والمالية والبنوك والإسكان وما إلى ذلك. وقد انخفضت القوة الشرائية للجماهير الهندية بشكل كبير في العقود الثلاثة الماضية. ويتم تحويل الأرباح بشكل متزايد إلى البلدان الإمبريالية، مما عمق تراجع التصنيع.

وتعتبر أزمة القطاع الزراعي خطيرة جدا، وقد نجمت عن انخفاض الدعم الحكومي وفتح القطاع أمام السوق العالمية. منذ عام 1997، ولا تزال احداث احتجاجات الفلاحين والمذراعين المليونيرة طرية في الذاكرة. لقد انتحر أكثر من 300 ألف مزارع بسبب الفقر. وفي العقدين الأولين بعد تحرير السوق من القيود وسيادة سياسة الفوضى فيه، انخفض عدد المزارعين بمقدار 15 مليون مزارع.

يفسر هذا التطور صعود الفاشية الهندوسية في الهند. ويحظى صعود هذه القوى بدعم من الرأسماليين الهنود، الذين يعتبرون منافسين عدائيين في أزمة تتفاقم باستمرار. لقد قادوا الرأسمالية إلى طريق مسدود، دون إجابات، باستثناء إطلاق عنان للعنف، لمواجهة مقاومة الطبقة العاملة والأوساط الاجتماعية والسياسية المناهضة للإمبريالية.

ويصف الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) الهند اليوم بأنها «حليف ثانوي للإمبريالية». إن البلاد بعيدة كل البعد عن أن تصبح قوة اقتصادية عظمى، وهي تسير على طريق تراجع التصنيع، وتدمير القوى الإنتاجية، والعودة إلى السياسة الاستعمارية، واستخدامها كساحة خلفية لإثراء الإمبرياليتين.

*******************************************************************************************

الصفحة السابعة

منظمة دوليّة تشخّص تحديات تنفيذ قانون الضمان.. «العمل» مستمرة في تغييب تعليمات التنفيذ

بغداد – طريق الشعب

أشرت منظمة العمل الدولية وجود تحديات تواجه تنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، منبهة إلى ضرورة إطلاق حملات توعية وتثقيف لتسهيل ذلك، فيما اعتبر مراقبون، وعود الحكومة محاولة لتطبيق القانون، دون الإخذ بما طُرح من ملاحظات لتصويبه.

وبهذا الصدد، يقول مستشار منظمة العمل الدولية د. عدنان ياسين في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» إن «الجهاز التنفيذي في العراق، يفتقر إلى العمل المؤسسي، مما يتطلب التوجه نحو اقامة المحاضرات والندوات والورش لتمكين الكوادر الوظيفية المكلفة بتنفيذ القانون وتثقيفهم».

من جهته، أفاد المستشار الفني للضمان الاجتماعي في منظمة العمل الدولية ايغور بوسك في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» أن «توفير الحماية الاجتماعية للعمال يلعب دورا مهما في صناعة السياسة الاقتصادية للبلاد» منبها إلى ضرورة تطبيق القانون بآلية سهلة على العمال وارباب العمل». وشدد المستشار على أن «منظمة العمل الدولية تسعى للتعاون مع الحكومة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتنفيذ بنود القانون بجدية وحرص شديدين لضمان حقوق العمال»، وأضاف «وعلى الرغم من توفر البنود القانونية الضامنة لحقوق العمال، إلا أنها تفتقر إلى الحرص على التنفيذ».

وفي تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب»، قالت وكيل وزارة العمل السابقة د. عبير الجلبي بأنه «يجب على وزارة العمل أن يكون دورها حقيقيا في المرحلة المقبلة، خاصة وان هناك الكثير من الشركات العاملة في العراق، التي تستقطب الأيادي العاملة الأجنبية، رغم أن قانون العمل ينص على تشغيل العمال الأجانب مقابل عدد من العمال المحليين، إلا ان القانون لم يفّعل في أغلب المشاريع».

وتؤكد الجلبي على «وجود ضعف في الجهاز التنفيذي لفرض القانون، وأن هناك حاجة ماسة لجدية العمل عبر تعزيز الرقابة، خاصة على شركات القطاع الخاص».

وفي هذا السياق، يفيد المحامي والناشط العمالي مصطفى قصي لـ»طريق الشعب» أن «قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال النافذ تضمن الكثير من الآليات التي لم يتضمنها القانون السابق، كأتمتة آليات الشمول والخدمات التي يقدمها الصندوق اضافة إلى الاحتساب»، منبها إلى أن «الآليات التي تضمنها القانون جديدة على موظفي الضمان وعلى الرغم من دخول القانون حيز النفاذ إلا ان اجراءات الشمول الجديدة ما تزال معلقة».

ويضيف قصي قائلاً « لم يتم حتى الآن، إصدار تعليمات تنفيذ القانون الجديد، والتي من المفترض إرسالها أولا إلى مجلس الدولة لتدقيقها لتمر بعدها بسلسلة من الإجراءات إلى حين وصولها إلى جريدة الوقائع الرسمية»، معللاً التأخير في إصدار تعليمات التنفيذ، التي هي من صلاحية وزير العمل، إلى الإرباك في الإجراءات.

ولفت المحامي قصي إلى وجود عدة تساؤلات حول آلية تنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، خاصة فيما يتعلق بالنفقات والمعادلة التقاعدية التي سيتم احتساب التقاعد على ضوئها. ونبه إلى وجود مؤشرات بأن «رواتب عمال الضمان التقاعدية ستكون أقل بكثير من الرواتب التقاعدية لموظفي القطاع العام، وهذا خلاف ما وعدت به الجهات الحكومية».

وشدد قصي على عدم وفاء الحكومة بالتزامها في «تحقيق المساواة بين أجور عمال الضمان والموظفين المتقاعدين، اذ عملت على تحديد مبلغ 500 ألف دينار كحد أدنى لعمال الضمان المتقاعدين».

******************************************************************************************

عمال المساطر يشكون هيمنة العمالة الاجنبية

بغداد - طريق الشعب

لا يملك الشاب حسام كريم (28 عاماً) عملا، إذ يستيقظ فجر كل يوم، لينطلق برفقة زملائه الثلاثة الساكنين في شقة صغيرة بمنطقة البتاويين في جانب الرصافة من بغداد، بحثا عن رزقهم في المسطر في منطقة الباب الشرقي.

مع ساعات الفجر الاولى، يتناول الشاب ما تبقى من عشاء الأمس، ليتوجه إلى الشارع المؤدي إلى ساحة التحرير، وينتظر من يحتاجه لأداء خدمة معينة، حيث يمكن أن يعمل يوماً في البناء ويوماً في السباكة أو فتح المجاري او حمل الأثقال.

ويقول حسام لـ»طريق الشعب»، إن «الوضع الاقتصادي المتردي وعدم توفر فرص العمل في البصرة، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة مع العمالة الاجنبية على الأعمال المتوفرة، دفعتني إلى التوجه نحو بغداد، عسى أن تتوفر فيها فرص أفضل»، مبينا أن «أسعار المواد في بغداد مرتفعة مقارنة مع المحافظات الاخرى، فضلاً عن الإيجار اليومي الذي لا بد من دفعه لصاحب الفندق قبل منتصف الليل، من كل يوم».

ويلفت حسام إلى أن «العمالة الاجنبية، ممن يعملون بطرق غير قانونية، أثرت سلبا على عمل عمال المسطر، مشيرا إلى أن «معدل الدخل اليومي للواحد منهم، حوالي 25 ألف دينار وحسب طبيعة العمل الذي يؤديه».

ويتقاسم هذه الحكاية مع حسام، العديد من الشباب الباحثين عن قوت يومهم في «المسطر». عبد الله نجاح، عامل آخر في المسطر، أُجبر على التحول إلى الدراسة المسائية من أجل العمل صباحا، ويقول لـ»طريق الشعب» « بسبب ضنك العيش وحاجتي إلى العمل، لم اوفق في إتمام دراستي في مرحلة الاعدادية «. ويفيد أن «المسطر لا يضم عمالاً لم يكملوا دراستهم فقط، بل يحوي ايضاً مهندسين ومعلمين وخريجين آخرين، وحتى أصحاب شهادات عليا، يبحثون صباحاً عن فرصة عمل هنا في المسطر».

وينبه عبد الله إلى أن «غاية عمال المسطر الحصول على أجور عمل تمكنهم من العيش الكريم مع عوائلهم، وهم يأملون بمناسبة نهاية العام وبداية سنة جديدة، أن تتحقق لهم فرص عمل مضمونة وثابتة»، ويضيف بأن «أبرز التحديات التي تواجه عمال المسطر هو هيمنة العمالة الاجنبية على فرص العمل مقابل أجور بخسة لا تناسب تكاليف المعيشة حاليا».

ويتطرق الأسطة مصطفى احمد (60 عاما) إلى واقع حال عمال المسطر فيقول لـ»طريق الشعب» إن «الحكومة تتحمل واقع الحال المزري لعمال المسطر، الذين أغلبهم من الشباب» موضحا أن «قلة فرص العمل وهيمنة العمالة الاجنبية وغياب الرادع القانوني، جعل الكثير من الشباب العاطلين منحرفين ويتاجرون بالمسروقات والمخدرات»، منبها إلى «تورط الكثير من العمال الوافدين من المحافظات في أعمال غير قانونية، مثل بيع الحبوب المخدرة والمتاجرة بالأثاث المنزلي المسروق أو التحف، فضلاً عن تورط آخرين بالسرقة، وهم ملاحقون اليوم من السلطات بسبب ذلك».

ويعتبر الأسطة مصطفى هذا الوضع، «طبيعيا بسبب الفقر، فللشباب طموح وحاجة للمال لشراء ما يلزمه ليعيش عيشاً كريماً، ولكي يتزوج ويكّون عائلة». ويتابع «الأوضاع الاجتماعية تدفع إلى الانفجار، خصوصاً أنّ الحكومة والمسؤولين لا يهمهم إلا أنفسهم، ولا يقدمون غير أسماء معارفهم للتعيينات في السلك الحكومي أو حتى المشاريع الخاصة التي تحتاج إلى كوادر أو خريجين أو عمال».

وحول إجراءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يفيد الأسطة مصطفى أنها «دون المستوى المطلوب، فقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال ما يزال ضعيف التنفيذ، وأن شروط الحصول على قروض العاطلين عن العمل تعجيزية ومبالغ تسديدها شهريا كبيرة، فضلا عن أن إجراءات الشمول معقدة وتتطلب توفير الكفيل الذي هو الآخر بات يبتز المواطنين بمنح الكفالة مقابل مبالغ ماليه كبيرة».

****************************************************************************************

وعود وزارة العمل  لم تعد دَيْناً؟

نورس حسن

حين كان العمل جاريا في اعداد ومناقشة قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال (الذي عُرف فيما بعد بالرقم 18 لسنة 2023) ، كانت وكالات الانباء والفضائيات والصحف تضج بالكثير من الوعود الحكومية حول المستوى الذي سيرتقي اليه عمال القطاع الخاص وذوو المهن الحرة حال تشريع هذا القانون.

وكان من ابرز تلك الوعود ما صرح به  وزير العمل والشؤون الاجتماعية احمد الاسدي من تضمين القانون   «معادلة تضمن راتبا تقاعديا يوفر استقرارا نفسيا وماديا للمشمولين بأحكامه، وتكون مساوية للمعادلة التقاعدية الخاصة بالموظفين».

لكن ما حدث بعد انتظار طويل من جانب العمال ودخول القانون حيز التنفيذ، هو خروج  وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتصريح تعلن فيه ان الحد الاعلى لراتب عمال الضمان الاجتماعي المتقاعدين وفق القانون الجديد النافذ سيكون 500 الف دينار!

 وفوق ذلك تبين ان القانون هذا جرى تضمينه نصا تلغى بموجبه مكافأة نهاية الخدمة، التي كان يتيحها قانون الضمان الاجتماعي السابق للعمال اسوة بموظفي القطاع العام المتقاعدين، مما يتسبب في حرمانهم من مخصص مالي كانوا يتقاضونه بعد سنوات عمل طويلة، وفي خروجهم براتب تقاعدي ضئيل لا يستجيب لمستلزمات المعيشة الراهنة وتكاليفها المتصاعدة.

ولم تقف اجراءات تهميش العمال عند هذا الحد. ففي الوقت الذي اطلقت فيه الوزارة الكلام حول امكانية شمول حتى سائقي سيارات الاجرة بقانون الضمان الاجتماعي الجديد، بقيت حتى الان عاجزة عن فتح النوافذ الالكترونية للراغبين بالشمول ، بعد اعتماد آلية الاتمتة الالكترونية. وما زال هؤلاء غير قادرين على الوصول الى استمارات طلب الشمول الجديدة وملئها بالمعلومات المطلوبة للتقديم الكترونيا.

ويضاف الى هذا كله ان الوزارة ما زالت حتى الآن تحجب التعليمات الخاصة بتنفيذ القانون حتى عن الدائرة القانونية التابعة لها!

وقد اثار هذا كله لدى المتابعين الكثير من الشكوك في مهنية ونزاهة  تنفيذ القانون، والكثير من التساؤلات عن مصير الوعود التي اطلقتها الوزارة والجهات الحكومية الاخرى أيام تشريع القانون الجديد ودخوله حيز التنفيذ.

قديما قيل وحتى اليوم يقال ان «وعد الحر دَيْن» ، فهل ان هذا لا ينطبق على وعود وزارة العمل؟

***************************************************************************************

امهال الشركات 45 يوماً لتسجيل العمالة الاجنبية

بغداد – طريق الشعب

أظهر فيديو نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، الاعداد الكبيرة للعمالة الاجنبية التي تتواجد في حقل مجنون النفطي، شرقي محافظة البصرة، في وقت أمهل فيه وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، بتصريح اطلعت عليه «طريق الشعب»، الشركات، مدة 45 يوماً لإكمال إجراءات تسجيل العمالة الاجنبية.

ويقول الأسدي إن « هناك مئات الآلاف من العمال الأجانب في البلاد، يعملون في العديد من المفاصل كالشركات والمطاعم والفنادق، لكنهم غير مسجلين ووجودهم غير شرعي في البلاد»، منبهاً إلى أن الشركات التي تستقدم عمالة خارجية، يفترض عليها تطبيق القانون والضوابط التي تنص على أن تشغيل هذه العمالة في البلاد، يجب أن يقابله تشغيل عمالة وطنية بنسبة 50 بالمائة.

*****************************************************************************************

تضامن اتحاد النقابات العالمي مع عمال الأرجنتين

متابعة – طريق الشعب

أدان اتحاد النقابات العالمي بشدة السياسات الفاشية الجديدة التي تتبعها حكومة ما يلي في الأرجنتين، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات المناهضة للشعب، بما في ذلك تخفيض قيمة العملة والبروتوكولات غير الدستورية والقوانين الجديدة، تهدد الطبقة العاملة والعدالة الاجتماعية. وأكد اتحاد النقابات العالمي على وقوفه إلى جانب العمال الأرجنتينيين والحركة النقابية ذات التوجه الطبقي في البلاد، وإدانته لخصخصة مؤسسات الدولة وتبديد مكتسبات العمال وفق الأجندة النيوليبرالية الشاملة.

وأشار البيان إلى «أننا وباسم ممثلي أكثر من 105 ملايين عامل في 133 دولة، نضم أصواتنا إلى عمال الأرجنتين، الذين يعلنون حالة التأهب الدائم ضد هذه الإجراءات الرجعية، معربين عن تضامننا مع العمال في نضالهم من أجل العدالة».

******************************************************************************************

الصفحة الثامنة

سليم إسماعيل البصري – بطل من هذا الزمان

فيصل الفؤادي

كتاب المناضل سليم اسماعيل البصري «أبو عواطف أو أبو يوسف» المعنون (الصراع مذكرات شيوعي عراقي) الصادر في عام 2006 من دار المدى للثقافة والنشر، يتكون من 447 صفحة من القطع الكبير.

يتميز الكتاب بأحداثه الكثيرة الممتعة والمتشعبة التي مرت علي الكاتب وعلى شعبنا كونه أحد المناضلين الشيوعيين الذي عانى من الملاحقة والقمع والسجن والاضطهاد.

يحتوي الكتاب 24 فصلا لعناوين مختلفة ومن خمسة اقسام. في القسم الأول يتناول الكاتب حادثة هروبه من سجن نقرة السلمان مع اثنين من السجناء (كاظم فرهود وآخر اسمه علي) ومطاردة الشرطة لهم في قرى السماوة ومدينة الخضر (مدينة الشهيد محمد الخضري). ثم يتحدث عن البصرة والمشاركة في أول المظاهرات وعن سجن الكوت ومجزرة سجن بغداد ونقرة السلمان ثم يتحول للحديث عن سجن بعقوبة ومحاولة الهروب ثم العودة إلى بادية نقرة السلمان وفترة المراقبة والالتحاق بالخدمة العسكرية في معسكر قتيبة بالشعيبة والهروب منه. إضافة إلى القسم الثالث وفصوله عن ثورة 14 تموز 1958 ثم القسم الرابع انقلاب البعث في 8 شباط الاسود عام 1963.

اما القسم الخامس الذي يتكون من سبعة فصول فيتحدث فيه عن الكونفرس الثالث 1967 والمؤتمر الثاني ايلول عام 1970 حتى التحاقه في الكفاح المسلح في عام 1980 ويتحدث ايضا عن بشتاشان والتحضير للمؤتمر الرابع تشرين الثاني 1985 ثم يصبح سكرتير اقليم كردستان، وضرب النظام الدكتاتوري بالأسلحة الكيمياوية مقر قاطع بهدينان في زيوة التابع للحزب الشيوعي حتى خروجه من كردستان.

ولد المناضل ابو عواطف في مدينة البصرة عام 1935 ودخل المدرسة وهو في عمر 8 اعوام وينتمي إلى عائلة كبيرة ومعروفة وميسورة الحال إلا أن رب العائلة كما يذكر لم يكن يملك من حطام الدنيا سوى قوة عمله ويتحدث عن ظروف العائلة وإخوته وعماته..

ويضيف كانت احداث الحرب العالمية الثانية تنعكس على الناس وعلى الشباب منهم بوجه خاص، منهم من يروج للفاشية.. ومنهم من يروج للإنكليز باعتبارهم اعداء النازية وحلفاء الاتحاد السوفيتي. ويصف حياة الصبا وحبه لكرة القدم ولعبه مع اقرانه في البصرة تحت درجة حرارة 50 مئوية، إضافة إلى حبه للملاكمة فيقول (كنت اتدرب على الملاكمة في نادي الاتحاد الرياضي مع مجموعة من الملاكمين ومنهم (محمد هامل) العامل في شركة نفط البصرة وتومي توماس)، وكان بطل وزنه ونجاحه في مجال الملاكمة حتى أصبح من الملاكمين الجيدين وبطلا للمنطقة الجنوبية وحصل على كأس البطولة. ويعرج المناضل سليم اسماعيل على الظروف التي اثرت عليه من خلال ما شاهده من ظلم واستغلال من الاستعمار الانكليزي والشركات الاجنبية ،(كانت البواخر الاجنبية الكبيرة ترسو في شط العرب وتعمل ليل نهار محملة بخيرات بلادنا كالتمور والجلود والحنطة والشعير لتصنعُ وتعاد لنا بأضعاف سعرها ..كنا نرى العمال العراقيين في الميناء وهم يحملون بأيديهم تلك الثروات، يفرغونها ويحملونها من وإلى تلك البواخر ذات الجنسيات المختلفة، وبأجور يومية لا تزيد عن خمسين فلسا مقابل سد رمق عوائلهم، يعملون 8 ساعات من العمل المضني تحت أشعة شمس لاهبة درجات الحرارة بين 40 إلى 50 درجة، ويطلق على عمال الميناء هؤلاء اسم (المصاليخ- وهم فلاحون معدمون جاؤوا للبصرة هربا من جور الاقطاعيين يسترون اجسامهم بعباءة من الصوف في الصيف الحارق وهم شبه عراة).

ويصف انتماءه إلى الحزب الشيوعي، بتأثير صديق له اسمه عبد الوهاب(هوبي) الذي كان عسكريا في بغداد ورجع في اجازة إلى البصرة حيث تحدث له عن المظاهرات والاضرابات في بغداد، وعن طريق صديقه جميل نوري الذي زوده بالمنشورات السرية للحزب وكان يدفع له التبرعات. وبعد تعيينه في شركة نفط البصرة رشحه لعضوية الحزب ابن عمته الشيوعي المعروف على الشعبان في عام 1950-1951.

ثم تتناول فصول كتاب المناضل سليم اسماعيل بعضا من محطات حياته النضالية حتى أصبح مسؤولا عن اللجنة العمالية في النفط حيث تبدأ حياة الاختفاء والسجون والمطاردة والهروب.

من خلال قراتي للكتاب وسرد تلك الذكريات البطولية أشير إلى ثلاثة أمور في حياة هذا المناضل وهي صلب محتويات الكتاب.

مواقف الكاتب في السجون وهروبه أكثر من مرة

دخل المناضل سليم اسماعيل السجون وهو في عمر 18 عاما.. حيث يصف اول محاكمة (كان المعتقل في معسكر الرشيد إثر انتفاضة تشرين 1952 مملوءا بالموقوفين والمعتقلين بينهم المرحوم الاستاذ كامل الجادرجي.. وبهاء الدين نوري وصادق الفلاحي...لم تدم المحاكمة خمس دقائق أصدر بعدها الحاكم العسكري احكامه الجائرة ضدنا، صدر الحكم علي ثلاث سنوات مع سنتين تحت مراقبة الشرطة وعلى علي شعبان خمس سنوات. وبعد ان انتقلنا بين عدة مواقف سفرنا إلى سجن الكوت، كانت فكرة الهروب تراودني، ولكننا كنا انا وعلى مربوطين بالسلاسل سوية والحراسة علينا مكثفة. كان عدد السجناء 160 سجينا منهم العمال والفلاحون الذين انتزعوا من اماكن عملهم بتهم ملفقة، باعة وكسبة طلبة وجنود، من العرب والاكراد والإيزيدون والصابئة واليهود ومن مختلف مدن العراق، سجنوا وفق المادة 89أ (89 أ من قانون العقوبات البغدادي اضيفت للقانون حرمت المبادئ الشيوعية وما شاكل ذلك). كان عنصر التنظيم هو الشيء البارز في حياة السجناء وهي تقاليد توارثها السجناء من زمن الرفيق فهد الذي وضع أسسها وجرى الحفاظ عليها بتضحيات كبيرة. ص 110 ويتحدث الكاتب عن هذه الفترة حيث جرت محاولتان للهروب من سجني الكوت وبغداد 1952 و1953 فاكتشف السجانة في صباح يوم 11 شباط 1952 أن السجناء حفروا نفقا طوله 13 مترا، وان 14 سجينا قد هربوا واستطاع الرفيق جمال الحيدري عام 1953 الهروب من المستشفى بينما كان سجينا في سجن بغداد المركزي.

ويتحدث عن مجزرة سجن بغداد (ضربت قوات الشرطة في 18 حزيران 1953 طوقا على السجن، احتل رجال الشرطة بعدها سطوح السجن وبدأوا برمي السجناء بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع، وعندما تجمع السجناء وسط الساحة فتحت خراطيم المياه اولا بهدف تفريقهم ثم بدأ إطلاق النار على السجناء العزل فسقط 8 شهداء وجرح 81 سجينا بعد مقاومة باسلة. نجحت السلطات بعدها في نقل السجناء إلى سجن بعقوبة المركزي إلا ان هذه المجزرة القذرة الهبت حماس الشارع العراقي.

مجزرة سجن الكوت

وجاء الدور علينا نحن سجناء سجن الكوت في 2/8/1953، حيث طلبت الادارة تفتيش السجن وكل التفاصيل الاخرى، رفضت لجنة السجن ذلك من خلال اجتماعات طارئة عقدت لكل الكوادر وتم رفض طلب تفتيش السجن وكان ممثلنا مع الادارة الرفيق عزيز وطبان، فأدى واجبه وبلغ الادارة برفضنا، لكنه لم يرجع الينا وانما حجز ونقل...قطعوا الارزاق والكهرباء والماء. ثم يتحدث عن المجزرة التي جرت بنفس طريقة مجزرة بغداد. كنا اكثر من 11 إلى 15 سجينا نعاني من نزف الدماء والكسور والرضوض التي تملآ اجسادنا مكدسين بعضا فوق الاخر. ويقول كانت اغاني الحزب الشائعة نغنيها اثناء الاحتفالات ..............يارايح للحزب خذني ..وبنار المعركة ذبني ..بركبتي دين اريد اوفي ..على الاعوام اللي مضت مني.

ويصف في الكتاب محاولة الهروب من سجن بعقوبة المركزي وهو عمل مبررة مشروع من اجل الالتحاق بالحزب واعادة نشاطه.

مطبعة الحزب

عمل الرفيق في مطبعة الحزب السرية وكانت بإشراف قيادة الحزب الرفاق سلام عادل وجمال الحيدري حيث يذكر (.. دخل علينا شخص نحيف، تبدو ملامحه جدية، ذو نظرات حادة وثابتة، سلم علينا وصافحه الرفيق حمزة سلمان (ابو سلام) بحرارة وكذلك الرفيق خضير ويبدو انه يعرفه جيدا. ثم صافحنا انا ومحمد وجلس.. ثم التفت لي وقال لي (انت تأتي معي، هل لديك حاجيات؟ قلت كلا. ركبنا سيارة تاكسي إلى زقاق شعبي عرفت فيما بعد انه منطقة العوينة.. طرق الرفيق الباب عدة طرقات قد يكون متفقا عليها. وعندما دخلنا تبينت ثلاثة اشخاص بأيديهم حروف طباعية كانت هناك مطبعة صغيرة. اذن انا في مطبعة الحزب السرية. وبعد زمن من هذا اللقاء مع سكرتير الحزب سلام عادل تعرفت على الآخرين وهم (صبيح سباهي وحزام عيال ولطيف الحاج). ويتحدث بالتفصيل على عمله في المطبعة التي يضع مجموعة شروط للرفيق الذي يعمل في المطبعة، (المبدأية والوعي السياسي، الشجاعة والجرأة والصبر والانضباط الواعي وتحمل الظروف المعاشية والثقة بالمستقبل والسلوك والمعاشرة والخلق الجيد ...الخ). وفيما بعد يقوم باستلام المطبعة من الرفيق صبيح سباهي.

الكفاح المسلح

من الفصل الثامن عشر ينتقل الكاتب حول مساهمته في النضال في الكفاح المسلح مع الانصار منذ التحاقه عام 1980 مع رفيقه القائد الانصاري توما توماس (سافرت من المانيا إلى سورية ومنها إلى لبنان. كانت لدينا منظمة واسعة في بيروت مسؤولها الرفيق فخري كريم وكنا بحماية ورعاية الرفاق اللبنانيين والمقاومة الفلسطينية بأكثرية فصائلها. وبعد ارسال عدة وجبات إلى كردستان سافر توما توماس (ابو جوزيف) وبهاء الدين نوري وانا إلى تركيا عبر القامشلي بجوازات غير مزورة.

أصبح الرفيق سليم اسماعيل مستشارا سياسيا ومسؤول التنظيم في قاطع بهدنان، ثم انتقل إلى مناطق اخرى حتى أصبح مسؤول مكتب اقليم كردستان مع الرفاق ابو سالار وابو هزار ومام قادر الشيوعي المخضرم ص 400 آخرين في منطقة كافيه التابعة إلى قاطع أربيل. ثم يتحدث عن تطور عمله واجتماعات الإقليم ولجانه.. الخ.

الكتاب غني جدا بأحداثه الكثيرة والتي من الصعوبة اختصار محتوياته بعدة صفحات. ان نضال وحياة الرفيق سليم اسماعيل البصري (ابو عواطف)، تاريخ ناصع وبطولي وهو جزء من نضال الحزب الشيوعي العراقي.

****************************************************************************************

السيد ضايع كريم.. شهيد انتفاضة آذار الخالدة

حامد كعيد الجبوري

صدر عام ٢٠٢٣ وعن دار الصادق الثقافية كتاب (السيد ضايع كريم ال مجدي شخصية اجتماعية حلية.. متعددة المواهب) لمؤلفه السيد عدنان محمد الحسيني، ويقع الكتاب بواقع ٣٠١ صفحة من الحجم الكبير ومعزز بملحق للصور والوثائق.

لم يقسم الكاتب كتابه لفصول بل كانت رؤيته ان يضع جدولا للمحتويات فوقع الكتاب تحت عناوين مختلفة تبدأ من التوطئة وتنتهي بمصادر الكتاب، وكتب توطئة الكتاب التي أجدها الرأي الشخصي للأستاذ شاكر الحلي بحق المغفور له السيد ضايع ال مجدي، وكل فقرة من المحتويات لها مدلولاتها بحياة الشهيد الراحل المترجم له.

صدقا أجد ان شخصية الشهيد السيد ضايع تولد عام ١٩١٢ م غرائبية ومن الصعوبة ان تكرر، وهب الله هذا الرجل ميزات لم تمنح لغيره، تعلم القراءة والكتابة عند ما يسمى (المله)، وبعد أن اتقن القراءة والكتابة بدأ يقتنني الكتب وأصبح قارئا له صفحة خاصة عند مكتبة الفرات لصاحبها مهدي السعيد، كما نقل لي ولده الباحث والمترجم صلاح السعيد، نشأ الرجل رحمه الله على حب الزراعة وما يتعلق بها، ونشأ على حب الناس والبذل لهم بالنصح والعمل والمتابعة، حباه الله جلت عظمته بميزة الشجاعة والقيادة والحكمة والسخاء والذكاء، حياة هذا الرجل تعد من النوادر وتستحق شخصيته ان تدرس وتدرس، استفاد من بحبوحة العيش وسعة ذات اليد ان ينشأ الكثير من المشاريع التي تخدم اهل وبالمقابل تدر عليه ربحا اضافيا لما يكسبه من زراعة بساتينه. أنشأ مطحنة لطحن الحنطة والشعير، والغريب انه هو الذي كان يشتري ويجهز وينصب محتوياتها دون الاستعانة بذوي الاختصاص، وبعد أن أكمل تنصيبها عمد لتعليم بعض الشباب من قريته ولقاء اجر مجز لإدارة تلك المطحنة، بعد أن اكملت المطحنة وبدأت تعمل ابتكر ان يضع لها مشروعا تكميليا، وبعد أن ابتاع ما يتطلب لمشروعه ووضع (تربونات) لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتنصيب أعمدة من جذوع النخيل لتنوير أغلب بيوتات قرية الحصين بالمصابيح الكهربائية، المطحنة ومشروع الكهرباء نهاية عقد الأربعينات من القرن الماضي، وحدد السيد المؤلف العام ١٩٥٠ لتلك المطحنة وما يتعلق بها. وتستمر أعمال هذا الرجل لينشأ مدرسة ابتدائية ومفاتحة مديرية تربية بابل لتعيين الكادر التعليمي بعد أن اكملت صفوف المدرسة. واجد أجمل مشروع عمله الشهيد السيد ضايع هو (الطبگه) وهي وسيلة عبور بين ضفتي نهر الفرات من قرية الحصين لقبالتها قرية الدبلة والتي هي أقرب لطريق ديوانية حلة المعبد، علما ان قرية الحصين لم تكن ترتبط بالحلة إلا بطريق ترابي لا يمكن أن يستخدم أثناء فترة الشتاء والامطار، فكرة المشروع ترتكز لقواعد فيزيائية حيث يستفيد من قوة تيار الماء لتحريك (الطبگة) من ضفة لأخرى.

ومشروع بحيرة الأسماك التي أنشأت على الطريق العام بين الحلة والديوانية يعد من المشاريع السياحية أيضا حيث كانت عوائل الحلة ترتاد البحيرة أيام الأعياد والعطل الرسمية، وهنا بودي التركيز على كيفية حصول الأسماك على الغذاء المعد لها، ومعلوم ان بحيرة الأسماك كانت المشروع الأول لتربية الأسماك في العراق أنشأ من قبل السيد ضايع، ومعلوم أيضا آنذاك لم تك بعد موجودة معامل انتاج العلف البروتيني لها، لذلك ابتكر السيد ضايع انتاج البروتين بطريقته الخاصة، بدأ يجمع فضلات الحيوانات وبخاصة الدجاج ويرمي بتلك الفضلات بغرفة خصصت لذلك، ومن ثم ترش بالماء وتغطى بأكياس الجوت وتترك ليوم او يومين ومن ثم ترفع الأكياس فتجد ملايين الديدان ملأت تلك الغرفة، فتجمع الديدان مع الفضلات وترمى في الماء كعلف للأسماك. مشاريع الرجل كثيرة جدا آخرها صناعة الطابوق.

لم يقتصر عمل الشهيد السيد ضايع على ما ذكر فهو فلاح اكتسب خبرته فطريا، وبرز كأفضل فلاح ومنتج لأنواع التمور والاعناب في الحلة وكذلك في بقية المحافظات العراقية، شارك في الكثير من المعارض الزراعية وكانت له الأسبقية بذلك. مرة ابتاع جهاز (مكرسكوب) طبي لمتابعة ومعاينة بعض الأشجار التي تصاب بالآفات الزراعية، حسّن وكثّر الأصناف الجيدة من الاعناب والتين وبعض المنتجات الأخرى، ويعد الرجل اول مبتكر لعملية الترقيد الهوائي، والتي حصل بموجبها على شهادة دكتوراه فخرية من إحدى الجامعات الأمريكية آنذاك. كان الرجل رحمه الله مُنظما بكل شيء حتى وجد ولده السيد عامر سجلا خاصا لوزن السيد ضايع، مثلا كان وزنه عام ١٩٦٠ ٦١ كغم، وعنده سجل خاص لتوزيع الهدايا لأصدقائه من محصول العنب والبرتقال والعرموط والتمر. في حياة هذا الرجل الكثير من الطرف التي كانت تحدث في المضيف الذي يجمع فيه اهل قريته، وهنا لابد لي أن أشير إلى موضوعة كتبتها ونشرت حينها في جريدة الصباح العراقية، ذكر السيد عدنان ان المصدر الذي اعتمدته نقل لي خطأ اسم صاحب الأبيات التي هتف بها صبيان القرية بعد أن صادر منهم السيد ضايع (طكاكياتهم)، بل أجد ان المصدر الذي اعتمده السيد عدنان غير موثق بشكل جيد بدليل الخطأ في وزن الشعر المنقول ص ٧٩ (طبينه لمضيفك يبو عامر هام يردم هام)، وهنا (يبو عامر) زائدة وجودها يخل بالميزان الشعري، وكان المصدر الذي زودني بالمعلومة هو الدكتور السيد حازم السيد سليمان الحلي أطال الله بعمره وهو صديق للمترجم له.

الحديث عن السيد ضايع طويل ونافع ومفرح، وحسنا فعل السيد عدنان محمد الحسيني هذا التوثيق والجهد الكبير الذي يشكر عليه.

اخيرا بقي علينا أن نقول عن رحيل هذا الرجل الذي يعد من الشخصيات الاجتماعية والوطنية والوجوه الحلية البارزة فقد وجدت رفاته بعد رحيل صنم الدكتاتورية لمزبلة التاريخ مع الكثير من الشباب الذين تم اعدامهم بمعسكر المحاويل، ودفنوا بمقابر جماعية كبيرة، وتم التعرف على رفاته بواسطة السكين التي كان يطعّم فيها الأشجار في احد جيوب ملابسه التي كان يرتديها، رحم الله السيد ضايع ويسكنه فسيح الجنان.

********************************************************************************************

الصفحة التاسعة

كاساس يكشف عن قائمة الأسود لكأس آسيا

بغداد ـ طريق الشعب

كشف مدرب منتخب العراق خيسوس كاساس قائمة باسماء المنتخب المشارك بنهائيات بطولة اسيا في قطر 2024 .

وتألفت التشكيلة من جلال حسن وفهد طالب وأحمد باسل» لحراسة المرمى، والدفاع «زيد تحسين وسعد ناطق وفرانس ضياء وريبين سولاقا وعلي عدنان، و ميرخاس دوسكي واحمد يحيى وحسين علي ، والآن محي الدين.

وخط الوسط إبراهيم بايش وزيدان اقبال واحمد علي واسامة رشيد وامير العماري وامجد عطوان  وعلي جاسم وبشار رسن ويوسف الامين ودانيلو سعيد ومنتظر ماحد، وللهجوم علي الحمادي وايمن حسين ومهند علي.

*************************************************************************************************

دوري نجوم العراق.. الزوراء يفوز على نفط الوسط وتعادل إيجابي بين زاخو والقاسم

بغداد ـ طريق الشعب

فاز نادي الزوراء على ضيفه نفط الوسط بهدفين دون رد في مباراة مؤجلة ثانية من الجولة السادسة لدوري نجوم العراق.

وعلى ملعب الزوراء، انتهى الشوط الاول بالتعادل الايجابي من دون اهداف.

وفي الشوط الثاني سجل الزوراء هدفه عن طريق حسن عبد الكريم لكن حكم اللقاء الغى الهدف بعد العودة الى الفار في الدقيقة 55، وفي الدقيقة 70 سجل مراد محمد هدف التقدم للزوراء عن طريق اللاعب مراد محمد، وجاء هدف الزوراء الثاني عن طريق محمد علي عبود في الدقيقة 90+1.

وفي مباراة أخرى، تعادل فريق نادي زاخو مع ضيفه نادي القاسم بنتيجة 1-1.

وعلى ملعب زاخو، انتهى الشوط الاول بتقدم زاخو بهدف دون مقابل للقاسم سجله مهيمن سليم الملاخ في الدقيقة التاسعة.

وفي الشوط الثاني جاء هدف التعديل للقاسم في الدقيقة 61 عن طريق علاء محيسن.

**************************************************************************************

الريال يمانع عودة فاران

مدريد ـ وكالات

كشف تقرير صحفي إسباني، أمس الأربعاء، عن سر معارضة ريال مدريد، عودة لاعبه الفرنسي السابق رافائيل فاران، في يناير/كانون الثاني المقبل.

وافتقد ريال مدريد الثنائي إيدر ميليتاو وديفيد ألابا، حتى نهاية الموسم، بعد إصابتهما بقطع في الرباط الصليبي. وبحسب صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، فقد ارتبط اسم فاران بتدعيم دفاعات الميرنغي، في الميركاتو الشتوي المقبل.

ومع ذلك، أوضحت الصحيفة، أن ريال مدريد لا يفكر في استعادة فاران، نظرا لراتبه الضخم الذي يتقاضاه في مانشستر يونايتد.

وأكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، قبل مباراة ألافيس الماضية، أن ناديه أمامه الوقت، لحسم قراره.

وأشارت الصحيفة إلى أن أنشيلوتي سيعتمد على الفرنسي أوريلين تشواميني، كحل طارئ، لحين حسم التعاقد مع قلب دفاع جديد.

ورحل فاران عن ريال مدريد، في صيف 2021، وانتقل لصفوف مانشستر يونايتد، مقابل 50 مليون يورو.

**************************************************************************************

هالاند وإيدرسون الأفضل خلال عام 2023

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم جوائز القرن للعام 2023، حيث فاز النرويجي ومهاجم مانشستر سيتي إرلينغ هالاند بجائزة أفضل لاعب في العام، بينما فاز زميله إيدرسون بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم.

وحصل هالاند على 209 نقاط، بينما حصل الفرنسي كيليان مبابي على 105 نقاط، فيما لم يحصل ميسي إلا على 85 نقطة.

وهذه هي أول جائزة من الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم يحصل عليها هالاند.

وبفضل النجاح الكبير لفريق مانشستر سيتي في 2023، جاء 3 من زملاء هالاند في قائمة أفضل 10 لاعبين، وهم الإسباني رودري، الذي حل في المركز الرابع والبلجيكي كيفين دي بروين، في المركز السادس والبرتغالي برناردو سيلفا الذي حل ثامنا.

وفي حراسة المرمى، حصل زميل هالاند في مانشستر سيتي، البرازيلي إيدرسون على جائزة أفضل حارس مرمى في العالم للعام 2023.

وجمع إيدرسون 145 نقطة، ليفوز بالجائزة بفارق كبير عن الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، الثاني للعامين على التوالي بعد 2022، وتيبو كورتوا، الحائز على الجائزة ذاتها عامي 2018 و2022.

***************************************************************************************

بيستونز يسجل رقمًا سلبيًا جديدًا في تاريخ الـ NBA

ميشغان ـ وكالات

سجل فريق ديترويت بيستونز رقمًا سلبيًا جديدًا، في تاريخ الفريق ببطولة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، بعد تعرضه لخسارة جديدة أمام ضيفه بروكلين نتس بنتيجة 112-118، ووصوله للخسارة الـ 27 تواليًا في البطولة.

ومنحت الخسارة الأخيرة فريق بيستونز أطول سلسلة في الموسم العادي من الدوري، متفوقًا بذلك على كل من كليفلاند كافالييرز موسم 2010-2011 وفيلادلفيا سفنتي سيكسرز موسم 2013-2014، عندما تعرضا إلى 26 خسارة متتالية، بينما بات على بعد خسارة واحدة لمعادلة أطول سلسلة هزائم على الإطلاق وهي 28 مباراة متتالية حققها سيكسرز امتدادًا بين موسمي 2014-2015 و2015-2016.

ورغم الخسارة، نجح كادي كانينغهام في الحصول على جائزة نجم المباراة بتسجيله 41 نقطة مع تسع متابعات بينها 37 نقطة في الشوط الثاني (18 في الربع الثالث)؛ لكن ذلك لم يكن كافيًا لمنح فريقه ديترويت فوزه الأول منذ 28 أكتوبر/ تشرين الأول عندما تغلب على ضيفه شيكاغو بولز 118-102 في ثاني انتصار له حتى الآن بهذا الموسم.

فيما جاء كاميرون جونسون كأفضل مسجل في صفوف بروكلين نتس برصيد 24 نقطة، وأضاف ميكال بريدجز 21 نقطة بينها 12 نقطة في الربع الأخير.

وكاد البوسني بويان بوغدانوفيتش وكانينغهام أن يقلبا النتيجة بتسجيل رميتين ثلاثيتين متتاليتين، حيث تقدم بيستونز 97-92 قبل 8:10 دقائق على النهاية، لكن نتس عاد سريعًا بتسجيله 13 نقطة متتالية، حيث فشل كانينغهام في التفوق مجددًا رغمًا عن تقليصه الفارق إلى نقطتين قبل أقل من دقيقة من النهاية.

من جانبهم، طالب أنصار بيستونز ببيع النادي عقب نهاية المباراة، وهي دعوات وصفها مالك النادي توم غوريس سابقًا بأنها «سخيفة»؛ لكنه أكد الأسبوع الماضي أن شيئًا ما يجب أن يتغير دون توضيح أي جانب يستحق التغيير.

فيما قال كانينغهام: «إن هذا الأمر يثقل كاهلنا كل يوم»، لكنه أشار إلى أن رسالته إلى زملائه كانت تركز على التضامن. وأضاف: «نحن بحاجة إلى الاستمرار في الاعتماد على بعضنا بعضًا ومواصلة دفع بعضنا البعض ومحاسبة بعضنا أكثر من أي وقت مضى الآن».

أما مدرب بيستونز مونتي ويليامس، فحمل نفسه مسؤولية نتائج الفريق، وأكد أنه عبء «ثقيل» على الجميع أن يحمله، حيث قال: «علينا أن نعي حقًا بشأن ما نحن فيه. لا أحد يريد أن يتحمل شيئًا من هذا القبيل. اللاعبون يلعبون بكل ما في وسعهم».

*************************************************************************************

ديوكوفيتش: لماذا اعتزل؟

الرياض ـ وكالات

أعلن الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنّف الأول عالميا والبالغ 36 عامًا، أنه يأمل في البقاء داخل ملاعب التنس حتى سن الأربعين أو أكثر، خلال مباراة استعراضية في المملكة العربية السعودية.

قال ديوكوفيتش المتوّج بـ 24 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى «آمل أن تستمر مسيرتي حتى سن الأربعين وحتى أكثر. أشعر أنني بحالة بدنيّة رائعة. ألعب بطريقة عالية الجودة. كان عام 2023 واحدًا من أفضل المواسم في مسيرتي».

وتابع متسائلاً في مقابلة عبر الفيديو أجريت بمناسبة كأس موسم الرياض للتنس: «لماذا سأتوقف في حين لا أزال ألعب بشكل جيد؟ سأستمر، وسأتعامل مع السنوات الواحدة تلو الأخرى وسأرى إلى أين ستصل الأمور».

واتخذ ديوكوفيتش كمثال أسطورة كرة القدم الأمريكية توم برادي الذي «يعرفه شخصيًا وتعلم منه الكثير».

وأثنى الصربي على برادي، قائلاً «إنه مثال رائع للبطل الذي كان لديه مسيرة رائعة وطويلة. لقد أمضى الكثير من الوقت في الاعتناء بنفسه والتعافي بشكل جيد للتأكد من أنه يأخذ في الاعتبار جميع الجوانب الجسدية والعقلية من أجل الحصول على مسيرة طويلة وناجحة».

ويخوض ديوكوفيتش مواجهة قوية أمام الشاب الإسباني كارلوس ألكاراز اليوم الأربعاء في مباراة استعراضية، قبل أن يتوجّه إلى بيرث حيث سيخوض غمار منافسات كأس يونايتد، استعدادًا لبطولة أستراليا الكبرى المفتوحة، أولى بطولات غراند سلام (14-28 كانون الثاني المقبل).

******************************************************************************************

وقفة رياضية.. «الفار» حالة حضارية لا تفسدوها

منعم جابر

لقد حصل الكثير من التطور في لعبة كرة القدم منذ ان بدأت في العصر الحديث في القرن التاسع عشر، وكانت آخر عمليات التحديث في تطبيق مشاركة (الفار) للقضاء على الأخطاء والعيوب في اللعبة، وفي موسمنا الحالي تم تطبيق تقنية الفار في ملاعبنا لتجاوز الأخطاء والعيوب التي تتحملها الهيئة التحكيمية بقصد او سوء تقدير.

واستبشرنا خيراً عندما تم تطبيق هذه التقنية التي تحقق العدالة والابتعاد عن الاجتهاد الشخصي بنسبة تقرب من 95%، وهذا واقع جديد وناجح وقد طبقنا هذه التجربة في ملاعبنا إلا أننا واجهنا قضية معقدة، وهي عمليات التأخير في إصدار القرارات، بما يؤثر على سير المباراة واندفاع اللاعبين..

إن التوقفات الطويلة أثناء المباراة ولأكثر من مرة لها آثار سلبية بدنية ونفسية وهي مثار اعتراضات وتذمر على سير المباراة ونتيجتها ومثار تساؤل جماهيري وإعلامي.

عليه، أقول لأعضاء لجنة الحكام مطلوب منكم ان تضعوا البعض من حكام (الفيديو) ممن لديهم الخبرة والقابلية وقدرة على إصدار القرارات الحاسمة من دون تردد ولا خوف وخاصة في حالات الطرد والتسلل وضربة الجزاء، وهنا لا بد لنا كلاعبين أن نكون حريصين على مسيرة التحكيم وعدم اللجوء إلى (الفار) في كل حادثة وحدث، إلا في حالات الاضطرار القصوى، وأدعو الاخوة في لجنة الحكام المركزية أن يوجهوا الدعوة إلى الحكام المتقاعدين من أصحاب الخبرة والتجربة من أجل الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في مجال التحكيم والتواجد في غرفة الفار للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.

الإخوة في لجنة الحكام أدعوكم لدراسة مقترحي هذا من أجل نجاح مباريات الدوري، وأملنا كبير بلاعبينا من أجل التعاون مع الحكام وعدم زيادة حجم الاعتراضات مع كل قرار من الهيئة التحكيمية.

********************************************************************************************

انتقالات

محاولة فاشلة لضم بطل العالم

أكدت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، أن أتلتيكو مدريد لن يسمح للاعبه رودريغو دي بول بالانتقال إلى صفوف يوفنتوس في كانون الاول القادم.

وقالت الصحيفة إن النادي الإيطالي تقدم بالفعل بمحاولة إلى نظيره الإسباني ولكنها قوبلت بالرفض عدم رغبة المدرب دييجو سيميوني في التخلي عن أي لاعب بمنتصف الموسم.

سيتي يقتل أحلام برشلونة

اقترب نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، من حسم صفقة التعاقد مع كلاوديو إيتشيفيري لاعب ريفر بليت الأرجنتيني خلال الأيام القليلة القادمة.

وقالت شبكة «ESPN» إن النادي الإنكليزي ينوي إرسال اللاعب على سبيل الإعارة إلى ناديه الحالي لما تبقى من هذا الموسم، على أن ينضم للفريق في الصيف.

وتمثل هذه الأنباء ضربة قوية لبرشلونة الذي كان يطمح في الحصول على خدمات اللاعب المٌصنف كأحد أهم المواهب في أمريكا الجنوبية.

إنتر يراقب مارسيال

كشفت صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» الإيطالية، عن اهتمام نادي إنتر بالتعاقد مع أنتوني مارسيال مهاجم مانشستر يونايتد بالميركاتو الشتوي القادم.

وأوضحت أن اللاعب ينتهي عقده ينتهي مع الشياطين الحمر في الصيف المقبل، مع وجود إمكانية التمديد لموسم إضافي بشكل تلقائي.

*******************************************************************************************

الصفحة العاشرة

في هوليوود.. مكارثية جديدة تضرب مناصري فلسطين

نادين كنعان 

في عاصمة الترفيه الأميركية، يدفع مشاهير كثيرون، منذ أكثر من شهرين، ثمن مواقفهم الرافضة لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة، في وقت لم تعد تنطلي فيه محاولات التضليل والبروباغندا المهترئة التي يبثها الغرب والكيان الصهيوني على الرأي العام العالمي. إلا أن ما يحصل يستدعي حقبة مظلمة حين أطلق السيناتور الجمهوري جوزيف مكارثي «حملة الخوف» في الخمسينيات، التي اضطهدت عشرات المثقفين والفنانين والكتاب اليساريين والنقديين وهجرتهم بتهمة التآمر على المصالح الأميركية

في منتصف القرن الماضي حين كان «الذعر الأحمر» في أوجه وسط حملة هستيرية للتخويف من الشيوعية، كانت «لجنة الأنشطة غير الأميركية» التابعة لمجلس النوّاب في الولايات المتحدة تعقد سلسلة من جلسات الاستماع العلنية للمخرجين والكتاب والممثلين الهوليووديين الذين «اتُهموا» أو اشتُبه بأنهم شيوعيون. نتيجة لهذه الجلسات، وُضعت قائمة «هوليوود 10» (قائمة سوداء ضمت مجموعة من الكتاب والمخرجين والممثلين) خلف القضبان، حين رفض المدرجون ضمنها الإدلاء بشهادتهم، من بينهم السيناريست الشهير دالتون ترامبو الذي رفض الإدلاء باعترافاته لـ «لجنة الأنشطة غير الأميركية» عام 1947 بخصوص تدخل الشيوعية في صناعة السينما، فمنع من العمل ككاتب سيناريو لمدة عشر سنوات، كتب فيها أشهر أفلامه تحت أسماء مستعارة. حتى إن من لم يدانوا بأي «جريمة»، كانوا غالباً ما يُدرجون في القائمة السوداء، وبالتالي ترفض شركات الإنتاج العمل معهم. بفعل مشاعر الخوف التي سادت يومها، أصبحت مروحة واسعة من الناس على استعداد للشهادة ضد الآخرين، حتى لو كانوا أصدقاء وأبرياء، تجنباً للاشتباه بهم. بالتالي، خلقت هذه التحقيقات نظاماً كاملاً دمر الحياة المهنية في عالم صناعة السينما، وأرغم بعضهم على مغادرة البلاد، لا بل تسبب أحياناً في حالات انتحار.

في تلك الفترة الحالكة من تاريخ هوليوود، رأى كثيرون أن اليهود كانوا المستهدفين الحقيقيين، وسط إصرار على الترويج دوماً لفكرة أنهم يسيطرون على هذا المجال. رأي يؤيده المؤرخ ستيفن كار الذي سبق أن صرح لصحيفة «ذا غارديان» البريطانية أن الادعاء بأنّ «اليهود يسيطرون على هوليوود كان دائماً ذريعة قديمة لاستهدافهم بسبب ماهيتهم. هذا النوع من الاتهامات سبق أن كان بمثابة حجر الزاوية في الارتكابات النازية التي أدت إلى تجريدهم من حقوقهم كافة حتى أدت إلى الإبادة الجماعية التي ارتكبها هتلر في حقهم». ما يقصده مؤلف كتاب «هوليوود ومعاداة السامية: تاريخ ثقافي حتى الحرب العالمية الثانية» هو أن صناعة الفن السابع في الولايات المتحدة أُنشئت على يد جيل من اليهود الآتين من أوروبا. فقد أسس كارل لايميل الألماني المولد استديوات «يونيفرسال بيكتشرز»، فيما بنى أدولف زوكور المولود في المجر ما أصبح في ما بعد «باراماونت». أما وليام فوكس، وهو ابن مهاجرَين من المجر، فأسس شركة «فيلم فوكس كوربوريشن». كما انطلقت استديوات «وورنر براذرز» على يد أبناء بنيامين وورنر، وهو مهاجر بولندي كان ــــ من بين وظائف أخرى ـــــ صانع أحذية في بالتيمور. وكان أشهر قطب سينمائي في ذلك الجيل هو لويس بي. ماير، رئيس شركة «مترو غولدوين ماير» الذي ولد في روسيا واعتمد الرابع من تموز ـــــ وهو اليوم الذي يُحتفل فيه باستقلال الولايات المتحدة ـــــ موعداً للاحتفال بولادته الجديدة في أميركا.

واقع يرى كثيرون أنه شكل لاحقاً أرضية استندت إليها عملية صيد الساحرات في نهاية أربعينيات وبداية خمسينيات القرن العشرين. وهو ما أُطلقت عليه أيضاً أوصاف عدة من بينها طبعاً «معاداة السامية» التي استحالت اليوم شماعة يعلق عليها الغرب وإسرائيل الاعتداءات المختلفة التي ترتكب في حق مناهضي الاحتلال الصهيوني.

شكّل السابع من تشرين الأول الماضي نقطة مفصلية على أصعدة مختلفة، أبرزها تعرية انحياز هوليوود إلى الصهيونية تماماً. صناع القرار هناك يفعلون حالياً ـــ بشكل لا لبس فيه ــــ ما كانوا ينتقدونه قبل عقود، إذ تمعن هوليوود في استهداف الفنانين بسبب معتقداتهم وآرائهم، تماماً كما يحدث في أي نظام ديكتاتوري. وفق تقرير نشرته شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية، يرفع نجوم هوليووديون اليوم الصوت في وجه ما يعتبرونه «رقابة وانتقاماً في صناعة ترتكز على التعبير وحريته».

في عاصمة الترفيه الأميركية، يدفع مشاهير كثيرون، منذ أكثر من شهرين، ثمن مواقفهم الرافضة لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة، في وقت لم تعد تنطلي فيه على الرأي العام العالمي محاولات التضليل والبروباغندا المهترئة التي يبثها الغرب والكيان الصهيوني. أحدث العدوان الإسرائيلي انقساماً حاداً في هوليوود التي دائماً ما عُرفت بوحدة الكلمة في المجال السياسي (كلنا نذكر موقفها من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وحركة «حياة السود مهمة»، والإجهاض، وحرب أوكرانيا...). وصل التباين إلى حد طرد «المختلفين» من العمل، ومقاطعة من يعبرون عن موقف مضاد للمجازر الإسرائيلية في غزّة، ما يؤكد على تبدل المشهد جذرياً، وفق ما لاحظت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية.

منذ سنوات طويلة، لا تتوانى النجمة الأميركية الحاصلة على أوسكار سوزان ساراندون عن التعبير عن مواقفها السياسية. منذ بدء العدوان الأخير على غزّة، تشارك في تظاهرات في أنحاء مختلفة من بلادها تدعو إلى وقف إطلاق النار وتدعم فلسطين. وفي إطار «معاقبتها»، ألغت وكالة المواهب UTA، الشهر الماضي، تعاقدها معها بعد تعاون بدأ في عام 2014. وطُردت الممثلة المكسيكية ميليسا باريرا من الجزء السابع من سلسلة الرعب السينمائية «سكريم» بسبب انتقادها على السوشال ميديا لأميركا وإسرائيل ومطالبتها بوقف إطلاق النار في غزّة. وبعد ساعات من استبعاد باريرا التي تجسد شخصية «سام كاربنتر»، انتشر خبر انسحاب الأميركية الشابة جينا أورتيغا من الشريط نفسه الذي يفترض أن تلعب فيه دور «تارا كاربنتر». علماً أن الممثلة البالغة 21 عاماً معروفة بآرائها الرافضة للممارسات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين.

في سياق متصل، أُرغمت الرئيسة المشاركة لقسم السينما في «وكالة الفنانين المبدعين» (CAA)، الأميركية ــ الليبية مها دخيل، على الاستقالة من مجلس الإدارة بعد منشور انتقدت فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، واتهمت الكيان الصهيوني بارتكاب إبادة. وتمثل دخيل نجوماً بارزين من بينهم توم كروز وآن هاثاواي وريس ويذرسبون وأوليفيا وايلد.

يثير هذا الشكل من العقاب قلق المدافعين عن حرية التعبير، أمثال الممثلة والناشطة دونزالي أبيرناثي، ابنة رالف أبيرناثي أحد المدافعين عن الحقوق المدنية وحفيدة مارتن لوثر كينغ. «أنا آسفة جداً للممثلين الذين عانوا لأنهم عبروا عن رأيهم. لا أعتقد أن هذا عادل. خلاصة القول إنه يتعين علينا معرفة كيفية إنقاذ الأرواح، ولا ينبغي لنا أن نعاقب بعضنا. هل يُعاقب دعاة الحرب والتمييز ضدهم؟ لا أعرف. لكن الحرب يجب أن تتوقف... ».

وعلى الرغم من هذا الواقع، يستمر العديد من الفنانين في إعلاء الصوت ضد ما يحدث، نذكر منهم برادلي كوبر، وألفونسو كوارون، وسيلينا غوميز، وجانيل موناي، ولوبيتا نيونغو، وجينا أورتيجا، وخواكين فينيكس، ومارك رافالو، ومارك رايلانس الذين كانوا من بين أكثر من 260 شخصاً وقعوا على رسالة مفتوحة تحث جو بايدن والكونغرس على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. ومن الأسماء التي برزت إلى الواجهة أخيراً في إطار مواجهة الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون. انضمت الأخيرة في نهاية الشهر الماضي إلى إضراب عن الطعام أمام البيت الأبيض، لمطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن بتحويل الهدنة في غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وقالت الممثلة التي اشتهرت بشخصية «ميراندا هوبس» في مسلسل «سكس آند ذا سيتي» وسبق أن ترشحت لمنصب عمدة مدينة نيويورك، أمام حشد خارج البيت الأبيض إن طفليها يهوديان، وأجدادهما من الناجين من المحرقة، وتابعت: «لقد طلب مني ابني استخدام أي طريقة لأقول بصوت عالٍ قدر الإمكان ضرورة عدم تكرار ما حدث في الماضي». وأشارت إلى أن «إسرائيل في سبعة أسابيع قتلت في نطاق جغرافي ضيق عدداً من المدنيين يفوق مجموع من قتلوا في 20 عاماً من الحرب في أفغانستان بأكملها»، مضيفة: «لقد سئمت وتعبت من الناس الذين يفسرون ذلك بالقول إن الخسائر في صفوف المدنيين هي حصيلة روتينية للحرب. لا شيء روتينياً في هذه الأرقام. ليس هناك شيء روتيني في ما يتعلق بهذه الوفيات».

براين كوكس يوجّه تحيّة إلى «صوت غزّة»

في التّحفة الدرامية التلفزيونية Succession (الخلافة ــ HBO)، يقدّم براين كوكس (1946) أحد أروع أدواره: إمبراطور الإعلام الأميركي لوغان روي. الصراحة الفجة، إحدى أبرز الصفات التي يتشاركها الممثل الإسكتلندي الشهير مع هذه الشخصية الآسرة بكلّ تناقضاتها. وأخيراً، قرر كوكس التعبير عن دعمه للفلسطينيين في وجه آلة الحرب الصهيونية التي تبيدهم منذ السابع من تشرين الأوّل الماضي، بطريقة تعبر عن تفرده. هكذا، نشرت «احتفالية فلسطين للأدب» على منصاتها الافتراضية وقناتها على يوتيوب مقطعاً مصوّراً (1:01 د) لبراين كوكس، يقرأ أمام الكاميرا قصيدة If I Must Die (إن كان لا بدّ أن أموت) التي كانت آخر ما نشره بالإنكليزية أستاذ الأدب الإنكليزي في الجامعة الإسلامية في غزّة، رفعت العرعير (1979 ـــ 2023)، قبل أن يُستشهد الأسبوع الماضي مع أخيه وأخته وأفراد من عائلته في غارة إسرائيلية. جاء ذلك بعدما تعذرت على كوكس المشاركة الحضورية في أمسية أدبية لندنية، أمس الأربعاء، من تنظيم «احتفالية فلسطين للأدب»، وهي مبادرة ثقافية ملتزمة بـ «خلق أفكار ولغة خطاب لمقاومة الاستعمار في القرن الحادي والعشرين»، تسلط منذ بدء العدوان الضوء على الجرائم الإسرائيلية، فيما تحشد الدعم للفلسطينيين وتنظم أنشطة على الأرض وعبر الإنترنت بهدف نشر الوعي حول الموضوع.

الفيديو الذي يُعدّ تحيةً لـ «صوت غزّة» الذي كان أحد مؤسسي مشروع «نحن لسنا أرقاماً» ولعب دوراً محورياً في دعم كتّاب القطاع المحاصر، حظي برواج واسع على مواقع التواصل الاجتماعي التي ثمن كثيرون من روادها خطوة كوكس «الشجاعة».

تجدر الإشارة إلى وجود قاسم مشترك بين كوكس والعرعير. فالأول من المحترفين في المسرح الشكسبيري الكلاسيكي كما أنه عضو في «فرقة شكسبير الملكية» في ستراتفورد. أما الثاني، فمتخصص في الأعمال الشكسبيرية التي درّسها لطلابه.

ستيفن سبيلبيرغ... بوق صهيوني

ليس خافياً على أحد أن ستيفن سبيلبيرغ من أبرز داعمي إسرائيل في هوليوود. فقد سبق للسينمائي الأميركي الشهير أن قال علناً إنه مستعد «للموت» من أجلها، فيما تبرعت مؤسّسة تابعة له بمبلغ مليون دولار أميركي للكيان الصهيوني في عدوان تموز 2006 على لبنان، من أجل «إغاثة النازحين الإسرائيليّين» من شمال فلسطين المحتلة. واليوم، يظهر صاحب فيلم «قائمة شندلر» (1993) كأنّه في حالة هذيان أو إنكار للواقع. في وقت تكشّف فيه حجم الكذب والتضليل الذي تتعمده آلة البروباغندا الإسرائيلية والغربية، يصر ستيفن على إحراج نفسه أمام الرأي العام محاولاً إظهار الإسرائيليين في هيئة الضحية وتلميع جرائهم.

آخر «مآثر» سبيلبيرغ كُشفت في بيان شاركته مؤسسة USC Shoah Foundation  التي أسسها سبيلبيرغ في عام 1994، قال فيه إنه بدأ العمل على مشروع شريط «يوثق للجرائم الهمجية التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول بحق اليهود». وتابع المخرج الحائز جائزة أوسكار: «لم أتخيل أبداً أنني سأشهد مثل هذه الهمجية التي لا توصف ضد اليهود في حياتي». جاء البيان في الوقت الذي تواصل فيه المؤسسة مبادرتها لجمع شهادات من «الناجين الإسرائيليين» من العدوان الصهيوني على غزّة و«الناجين من المحرقة» الذين يقدّمون شهادات. ولفت إلى أن فريق USC Shoah Foundation «يقود الجهود التي تضمن أن تكون أصوات الناجين بمثابة أداة قوية لمواجهة الارتفاع الخطير لأصوات معاداة السامية والكراهية».

في السياق نفسه، أشار المخرج البالغ 76 عاماً في مقابلة مع شبكة «فوكس» الأميركية إلى روايات ومزاعم روجت لها آلة البروباغندا الإسرائيلية والغربية حول «حالات اغتصاب للأطفال والنساء اليهوديات التي لا يمكن لعقل تخيلها». وأضاف أن معاداة السامية «انحسرت بعد هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية، لكننا نشهد صعودها مجدداً، وخصوصاً في الولايات المتحدة». وفي سياق التحضير للمشروع، أكد أن فريقه جمع حتى الآن «130 شهادة».

ــــــــــــــــــــــــــــــ

«الأخبار» اللبنانية – 14 كانون الأول 2023

************************************************************************************

دم فاسد

صلاح بوسريف

ما نكتشفه من فساد في الأحزاب، وفي مواقع المسؤولية، كما يحدث بين الفينة والأخرى، أو صار يحدث بوتيرة متقاربة، هو تعبير عن استهانة هؤلاء بما هم فيه من مواقع، وما يتحملونه من مسؤوليات لا يقدّرون خطرها، وما تقتضيه من أمانة ومسؤوليات تفوق ما يمكن أن يكون عليه من هم تحتهم، أو يتبعون لإدارتهم، أو للحزب الذي هم مسؤولون أو أعضاء فيه، وهذا ما يسري على النقابات، وعلى المجالس المنتخبة، وكأن المفسدين يحتمون بهذه المواقع، وبهذه المسؤوليات لإخفاء فسادهم، أو لحماية أنفسهم، بقدر ما يستطيعون، من الإدانة والمتابعة والعقاب.

أكبر عائق فيما نعيشه من تَعثرات في التنمية، وفي استثمار الثروة من أجل التطور والتقدم، هو الفساد، بكل أشكاله، وحيله، وبكل الألاعيب التي يجري بها، وما يكون من تهريب للثروة خارج البلاد، أو استغلالها في البلاد، في استثمارات هي نوع من تبييض المسروقات، وما هو جرائم لا يمكن لأي عقل أو ضمير ما زال فيه شيء من الإنسان أن يقترفها، أو يعمل بنهبها، أو باستغلال منصبه ووظيفته وكرسيه وعلاقاته، ليبقى في منأى عن المراقبة والمتابعة.

الفساد ورم خبيث، حين يتسلط على جسم ما يتعبه وينهكه،  ويجعله طريح الفراش، أو ضعيف الحركة، غير منتِ، ما عطل الكثير من البلاد، وأوقف نـموها، أو أخلّ به، وأخلّ بالثروة والاستثمار فيها، وانعدمت فيها ثقة الناس بالمسؤولين، وهؤلاء، بدورهم لم يقدّروا ما كانوا يجرّون إليه البلاد من توتّر وخلل في اقتصادها، وفي ثرواتها، وفي خيراتها التي ينتهزها القليلون، والكثيرون يعيشون في بؤس وضيق وحاجة، ما قد يربك الأمن، ويربك التجارة والاقتصاد.

الورم، حين يكون خفيّاً، فهو يعبث بالجسم كما يشاء، وينتشر، ويستفحل، ويمتص الدم والماء والعظام، يهزل الجسم، ولا نتوقع ما يحدث في داخله من نزيف ونهب لدمه، إلا حين يفتضح الأمر بظهور ما يكفي من حجج أو علامات وحقائق لا أحد يستطيع إخفاءها أو إتلافها، أو التلاعب بها، فنعرف حينها أن الدم الفاسد كان بعامل الورم الذي أفسد الجسم، وأفسد الدم، والنفْس والنفَس، وحول الثراء إلى وباء، والغنى إلى ضنك وفقر وعوز.

البلاد تغرق في القروض، دين وراء دين، وكل دين لا أحد يقول لنا ماذا كانت شروطه، فهو ليس  قرضاً حسناً، أو قرضاً لوجه الله، ونحن نعرف ما تضعنا فيه هذه القروض من أزمات، وما تفرضه على العمال والموظفين، وعلى الأجور، وعلى الوظائف ومناصب الشغل، وعلى الوظيفة العمومية، وخزينة الدولة من حيف، ومن ظلم، ومن وضعٍ لليد على اقتصاد البلاد، وكأننا نستمد الدم لهذا الجسم المنهك من دم يجعل جسمنا لا يتحرك ولا يتنفس إلا بما يُمليه ويفرضه، ضمن ما وضعه من شروط حتى يكون القرض حسناً.

أو ليس الفساد عاملا حاسما في هدر الثروة، وهدر كل الجهود للنهوض من الكبوات التي، بقدر ما تفرضها علينا الطبيعة، بقدر ما يفرضها علينا الفساد والمفسدون، من ينخرون الجسم من داخله، وهم الورم الخبيث الذي يحتاج إلى غسل الدم، أو تطهيره مما يعلق به من فساد أو خبث، حين يكون العلاج حاسماً، جدياً، وفاعلاً، لا هوادة ولا رأفة فيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة «المساء» المغربية – 25 كانون الأول 2023

**********************************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء

اصدر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، عدداً من الكتب الجديدة هي:

- “صانعو الجمال/ حوارات في الثقافة” منى سعيد.

- “رصاصة عبر الهاتف” رواية كاظم السعيدي.

- “صلاة الوطن” شعر كفاح عباس.

- “وشم على اسوار القمر” المذكرات الأخيرة لعبد الرحمن مجيد الربيعي. تحرير خضير فليح الزيدي.

- “لو.. أنبأني العراق” شعر لميعة عباس عمارة.

- “ملامح الشخصية في الرواية العراقية” تأليف الناقد حمدي العطار” وقد ورد اسمه في ثقافية الخميس الماضي خطأ.. نعتذر.

***********************************************************************************

الرجل القوي

قصة: جورج ﮔاريت*                                                

ترجمة جودت جالي*

قال هاري: “إبتهجي! إنه ليس أمرا خطيرا حقا”.

-”ألا تراه كذلك؟”

ابتسم فقط. تلك الإبتسامة، كانت هدية عظيمة، مفاجئة، صريحة، مُهدِّئة ، ومثل ابتسامةِ طفلٍ شكّلها أذى مبهم. كان مستحيلا التحدث جديا عن أي شيء إزاء دفاع مفاجيء ساحر كهذا. نظرتْ اليه، تفرست فيه كما لو كانت تتفحص شخصا غريبا تماما.. القَصّة القصيرة لشعره رملي اللون، العينان الصغيرتان، اللطيفتان والحزينتان كعيني كلب، الشفتان الناعمتان ولمعان ابتسامته المثيرة. فكرت بأن هاري وسيم تقريبا بالتأكيد، ولكنه مصطنع بشكل غريب. كان يوجد إحساس نحوه كالإحساس نحو غريب. لا يمكنك التفكير فيه على أنه يمتلك ثلاثة أبعاد.

واصل حديثه قائلا: “كلا. سنتجاوزه، وكل ما تستطيعين تجاوزه فهو في الواقع ليس خطيرا... مثل الحصبة”.

-” أو الجدري”.

ابتسم هاري مرة أخرى وصب بعض البيرة في كأسها. كانا جالسين في مطعم إيطالي صغير قرب نهر آرنو. كان الوقت غسقا، الغسق الطويل الذهبي لمنطقة توسكاني في أواخر الصيف، وكل الطاولات مشغولة. على طول الأرصفة، وعلى جانبي الشارع، تنساب حشود الناس الزاهية كانسياب ماء النهر. كانا قد وصلا للتو الى بيزا ذلك العصر قادمين من روما.

قال:” سنبقى هنا بضعة أيام ونرتاح. إنه مكان مريح. نستطيع الجلوس الى النافذة ونتناول وجبات إفطار متأخرة وننظر الى النهر، وفي الصباح سآخذك لنرى برج الجرس، إنه يميل فعلا، تعرفين”.

قالت:” هل يميل؟ لست متأكدة من أني سأبقى معك. أنا لست متأكدة مطلقا من أنه يتوجب علي البقاء معك”. قال: “لا تكوني سخيفة. طبعا ستبقين معي”. قالت: “أنت متأكد جدا مني، لماذا أنت دائما متأكد مني جدا؟”.

كانت تفتش في محفظتها عن أعواد ثقاب. ظنت للحظة أنها ستبكي، ولم تكن تريد لهذا أن يحدث. انحنى عبر الطاولة وأشعل سيجارتها بقداحته. سألها: “الى أين ستذهبين؟”. قالت: “أيها النغل”. قال هاري: “كلا أنا جاد. لمرة واحدة أكون جادا تماما. لنحاول ونكون عقلانيين بخصوص هذا الأمر كله. الى أين ستذهبين؟”. أجابت: “الى الوطن. أظن أني أود الذهاب الى الوطن”. قال: “خارج الموضوع. ما الذي ستفعلينه عندما تصلين الى هناك... الحصول على طلاق؟”. قالت: “توقف عن هذا يا هاري. لا أعرف ما الذي أنا بصدد فعله”. قال بسرعة: “أريد أن أعرف. أتريدين الطلاق أم لا تريدين؟ إن الأمر بهذه البساطة.. إما...أو”. -” لا أعرف يا هاري. لا أعرف ما أفعل حتى الآن. أحاول التفكير في الأمر كله. هلا تتوقف عن سؤالي أسئلة غبية؟”. - “ماذا عن الطفل؟ عليك أن تفكري بذلك. هل توقفتِ مرة عن التفكير في الطفل؟”. أخيرا بدأت تبكي. ناولها منديله وقال: “رجاءا، حتى لو كان هؤلاء الناس لا يفهمون الإنكليزية فإنهم لا يستطيعون تجاهل امرأة باكية”. ــ- “أنت تهتم بما يفكرون فيه، أليس كذلك؟”. - “مهلا، أنت ترين، عليك أن تتوقفي الآن”. قالت: “يمكنني أن أقولها بالإيطالية. يمكنني أن أقف وأقول بإيطالية بسيطة... هذا هو زوجي الذي يجعلني أبكي. زوجي يجعلني دائما أبكي. زوجي ينام دائما مع نساء أخريات، وعندما اكتشف الأمر نغادر. نحن دائما نغادر الأماكن”. - “هل تعرفين ما سيقولونه؟ سيقولون لماذا لا تتركيه؟ الرد المنطقي”. - “أكنت ستحب ذلك، أكنت ستحب؟”. قال هاري: “لا أعرف. أنا لم أفكر في الأمر في الواقع أبدا حتى اللحظة”. - “لا يمكنك حتى تخيله. بعد كل هذا الزمن لا تستطيع تصور تركي لك. الآن أنا حامل، أنت واثق”. - “أيجب عليك أن تخوضي في هذا كله؟”. - “أنت لا تستطيع حتى تخيل تركي لك، هل تستطيع؟”. قال: “كلا. أقول لك الحقيقة لا أستطيع”. قالت: “حسن، إفترض أني لم أتركك. إفترض أني بقيت فحسب. ثم ماذا؟”. قال مبتسما ابتسامة رائعة: “كل شيء. ثم كل شيء. سنبدأ من جديد. لا يوجد سبب يمنعنا. نستطيع الذهاب الى باريس. أعرف أناسا هناك”. - “لم لا نذهب الى الوطن؟”. -”لِمَ لا؟”. - “هل أنت جاد؟ أستذهب حقا الى الوطن؟”. - “وقد أذهب الى العمل. إن الأيدي الكسولة...”. قالت: “الشيء البغيض هو أني لا أعرف أبدا متى تقول الحقيقة. أنا لا أعرف أبدا متى أستطيع أن أثق فيك”. أشار الى النادل وقال: “أظن بأنه سيتوجب عليك ذلك. أظن بأن عليك أن تنتهزي الفرصة لا أكثر”.

عبرا الشارع واندسا في حشد الناس السائرين على طول ضفة النهر. كان الظلام قد بدأ يحل والجبال الى الشمال كانت مجرد كتلة من الظلال القاتمة. كانت الجبال تختفي والنهر مظلما. استطاعت أن تشم النهر وأن تسمعه، ولكنها تستطيع فقط أن تراه حيث يسقط ضوء. شعرت بالدوار، كما لو أنه ليس هاري فقط بل العالم كله غير حقيقي، يختفي. الظلام يحل والجبال تختفي. سألت عندما كانت طفلة: “الى أين يذهب كل شيء في الظلام؟”. أجابت المربية الزنجية: “الأشياء تذهب للنوم لا غير. إنها تنطوي فحسب وتذهب للنوم”.

ذهبا عبر الجسر مع حشد الناس ثم كان هناك شارع ضيق مرصوف بالحصى فيه مقاه ومطاعم ومسارح سينما. سمعا فرقة عسكرية تعزف بصوت ضعيف في مكان ما وسمعا الضحك  وعبارات اللغة الفخمة في كل مكان حولهما. الى أبعد في الشارع دخلا ساحة صغيرة في ركن منها حلقة ضيقة من الناس حول شخص واحد، كان لونه شاحبا جدا تحت ضوء مصباح، قوي البنية، يرتدي بنطلونا قصيرا للسباحة وحذاء رياضة. وقف مسترخيا، متهدل الكتفين، فيما رجل قصير سمين تلتمع صلعته تحت الضوء، مشى بطيئا حول حلقة الناظرين عارضا إعلانا بصورة الرجل الذي يرتدي بنطلون السباحة.

سألت: “ما هو؟ ساحر؟”. ضحك هاري وقال: “كلا. هو نوعا ما رجل قوي. أتودين رؤيته؟”. ـــ “لا أدري. لم أر أحدا مثله أبدا”. - “فلنتفرج”.

حل صمت فيما بدأ الرجل عرضه. رفع وزنا ثقيلا فوق رأسه، متوترا، وعضلاته الشاحبة تنتفخ والعرق يتلألأ على جسمه كله. عندما انتهى مشى الرجل القصير بين الجمهور آخذا قليلا من القطع النقدية في قبعته. إتكأ الرجل القوي الى عمود المصباح وهو يتنفس بصعوبة. فكرتْ بأنه بدا في غاية التوحد هناك تحت دائرة الضوء، وحيدا وعاريا تقريبا، لم يبد أنه ينظر الى أحد أو شيء، بدا غير منتبه للجمهور. كان فقط يرتاح، متنفسا بمشقة، متحفظا متوترا كحيوان مفترس في قفص. أمسكت يد هاري بين يديها. قال هاري: “فلنذهب. هذا شيء ممل”. قالت: “انتظر. سيقوم بشيء بالحبال”.

لف إثنان من الجمهور حوله باهتمام شبكة حبال معقدة، وعندما انتهيا كان قد أصبح لا يستطيع تحريك يديه أو رجليه، وتراجعا الى داخل الجمهور. ظل الرجل القوي ساكنا للحظة ثم أغمض عينيه وبدأ يتوتر داخل الحبال. كان العرق ينزلق على جبينه ، والعروق الكبيرة في رقبته تظهر زرقة وتنتفخ تحت جلده. بدأ ببطء، وبألم كما بدا، يقوم بكتفيه بحركات . خلفت الحبال خطوطا حمرا حيث انغرزت في لحمه. لقد بدت لها لحظة يائسة ولن يستطيع التحرر أبدا، وإذا به يتلوى بحدة وبطريقة ما حرر ذراعا. صفق الجمهور ومرر الرجل القصير القبعة مرة أخرى فيما الرجل القوي يحاول التخلص من باقي الحبال. قالت: “سيجرب بالسلاسل المرة القادمة. لنره يتخلص من السلاسل”. ـــ “إنها مجرد حيلة. ألا ترين ذلك؟ هيا بنا”. - “أريد أن أشاهدها”. قال هاري: “في سبيل المسيح. أوه، لا بأس”.

بدأ الرجل القوي بجسمه كله يتلوي داخل السلاسل، وبغتة إنزلق وسقط  وأخذ يلهث وصدر صوت الحديد شديدا على الحصى ، واستلقى على الشارع ساكنا سكون دمية ساقطة. قال هاري: “فلنذهب”. قالت: “أريد أن أتفرج. أريدك أن تبقى وترى العرض”. - “لن يستطيع الفكاك الآن. سيتوجب عليهم تحريره”. - “لا أظن ذلك”. قال هاري: “هذا شيء سخيف. لا أستطيع أن أجد سببا لوجوب وقوفنا هنا ونتفرج على هذا العرض”. قالت: “أنظر! إنه يتحرك الآن”.

بدأ الرجل القوي يتلوى في الشارع. تحرك متقدما على ظهره، متوترا ومرفرفا كالسمكة خارج الماء. تدحرج على بطنه وكان يمكنهما رؤية الدم على شفتيه والتركيز المزجج المتعصب في عينيه. قالت: “لست مجبرا على النظر. أغمض عينيك إن لم تكن تريد النظر اليه”. راقبت الرجل المقيد بسلاسل وشعرت بانتعاش غريب. شعرت بجسدها يتحرك، مشدودا مع الإيقاع الحاذق لكفاحه. ذراع حرة، ثم ببطء، غاية في البطء، الذراع الأخرى، واخيرا لوى رجليه المتألمتين ليخلصهما وهو جالس، وفيما مرر رفيقه القبعة، جلس الرجل القوي في الشارع ونظر الى ساقيه، مبتسما قليلا. إستدارت ونظرت الى هاري. لن يفهم هاري المسكين. مهما كان الذي قررت فعله في النهاية فإن هاري لن يفهم.

قال: “فلنعد الى الفندق ونتناول طعام العشاء”. عادا أدراجهما، وفيما عبرا الجسر على نهر آرنو رأت بأن قمرا جديدا طلع وأنها تستطيع رؤية الشكل المظلم للجبال. كانت الجبال لا تزال هناك، واستطاعت أن تشعر بقوة النهر وجريانه، وأن تشعر بطفلها، الحياة السرية تكافح في رحمها.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

Evening performance, new and selected stories by George Garrett. 1985   

*جورج كاريت 1929-2009 ، كاتب روايات وقصص وشاعر أميركي، كان شاعر فرجينيا المكلل بالغار للسنوات 2002-2004 . عمل فاحص نصوص وكاتب سيناريو وأستاذا في جامعة كمبردج ، صدرت حوله عدة كتب نقدية. لعب دورا كبيرا في مساعدة آلاف الكُتّاب الشباب للسير في طريق الإبداع الأدبي. كتب روايات كثيرة مناهضة للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في آسيا وقد سميت هذه الروايات بالروايات السياسية، وقصصا ترجمنا منها قصة الجندي الجريح ونشرت في مجلة الثقافة الأجنبية العدد الأول 1995. حاز 14 جائزة أدبية وتوجد الآن جائزة أدبية بإسمه. رواياته 11 ومجاميعه القصصية 8 ودواوينه الشعرية 8 وله ثلاث مسرحيات وغيرها من الأعمال.

**************************************************************************************

قصيدتان من الغربة

أناسٌ مِنْ كوكبٍ آخر

خالد الحلّي/  ملبورن – استراليا                                                                                                                                                              

اِسْتَيْقَظُوا مِنْ نومِهِمْ لا يَعْرِفُونْ

أينَ ناموا ليلةَ الأمسِ

اِسْتَفاقوا يَسألونْ

أينَ كانُوا؟

أينَ صارُوا؟

ما هيَ الأرضُ التي اُقْتِيدوا إليْها؟

ما الذي يحيا عليْها؟

ما الذي تحيا عليْهْ؟

***

مرّت الأيّامُ تترى

و هُمو يَسْتَعْلِمُونْ

دونَ جَدوى

و رويداً .. و رويداً ..

يَذْكُرُونَ

إنّهُمْ كانوا نِياماً

في بيوتٍ من زجاجٍ   

لا يراها غَيْرهُمْ

فَتّتوها قبلَ أنْ يأتوا بهمْ

***

يَغْطُسُونْ

عندما يَقْتَرِبُ الوقتُ

مِنَ الفجرِ

بنهرٍ مِنْ ظنونْ

و إذا ما أدركوا أنّ النهارْ

سَيَكونْ

حاملاً أثقالَ يأسٍ وشجونْ

يَغْرَقُونْ                                                       

في بحارٍ مِنْ جُنونْ

 ***    

يَذْهَلُونْ

عندما يقتربُ الوهمُ

من الوهمِ

و لا  يكتشفونْ

ما هِيَ الأرضُ التي اُقْتِيدوا إليْها؟

ما هُوَ الخيطُ الذي يفصلُ،

ما بين يقينٍ وظنُونْ؟

لَمْ يعودوا يذكرونْ

أينَ كانوا يقطنونْ

***********************************************************************************

كُنْ بإنتظاري أَيُّها البابلي

  سعد جاسم

 الى سلام حربه صديقاً ومبدعاً

يا صاحبي البابلي المُعتّق ؛

بالمطرِ والنبيذِ

والماءِ الفراتْ ،

كُنْ بإنتظاري

فأنا أُريدُ أَنْ أراكَ

في ( بابِ المشهدِ)*

أَو في ( بابِ الحسينْ )*

ومن ثمَّ نجلسُ

مشتاقينَ وظمآنينْ

في حانةِ ( سيدوري)

حيثُ بابلُ النورِ والجمالِ

وحسناءُ الحبِّ الأزلي

و عنقاءُ الشعرِ الأولى

وسيّدةُ الجنائنِ المتلألأة

في القلوبِ والذاكراتِ والأرواح

والمتربّعة على عرشِ الكونِ

والمُتوهّجة في موسوعةِ Guinness

للأرقامِ والأحلامِ

والعجائبِ والغرائبِ

التي هي فراديسُ

وكنوزُ أَهلِنا البابليينْ

التي سرقَها اليانكيونَ

والبرابرةُ والمجوسُ

امامَ انظارِنا وبرغم انوفِنا

نحنُ العراقيينَ الطيّبينَ

والموجوعينَ والمخدوعينَ

و “ الغِشْمَةُ “ حدَّ السذاجةِ

 والنسيانِ والدموعْ

ولاتنسَ يا صاحبي

أنْ تصطحبَ معكَ :

أصدقاءَنا الشعراءَ

والرواةَ والفرسانَ

والعشاقَ والصعاليكَ

البابليينَ النُبلاءَ والرائعينْ

وليسَ الادعياء والاشرار

والحمقى والمُتشاعرينْ

ولا كتّاب التقاريرِ المُريبةِ

والرهيبةِ ، والضباع المُدججينْ

بأَقنعةِ الغدرِ والخديعةِ

وكواتمِ الموتِ والسكاكينْ

ويا خلّي وصاحبي

كُنْ بإنتظاري

فأَنا بيْ شوقٌ

خارجَ النصِّ والكلامِ

لـ ( بابِ الموكبِ )**

و( بوابةِ عشتار)

وظلالِ وأَخْيلةِ

وجنوناتِ ( كَلكَامشَ

وأنكيدو وشمختْ )***

ولتراتيلِ ورقصات ِ

صاحبةِ الحانةِ المَرِحَةِ

والشهيّةِ حدّ اللذَّةِ

والدهشةِ والجنونْ

ــــــــــــــــــ

 اشارات :

*( من ابواب الحلة وبابل الحضارية) .

**بوابة عشتار الشهيرة.

*** شخصيات بابلية وسومرية .

******************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في الاتحاد العام للأدباء والكتاب.. المثقف من مرجعية المشاريع إلى ما بعد المشاريع

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منبر العقل التابع إلى الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أول أمس الثلاثاء، الباحث الجزائري د. فارح مسرحي، الذي قدم محاضرة بعنوان «المثقف من مرجعية المشاريع إلى ما بعد المشاريع».

واستمع للمحاضرة، التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمع من المثقفين والأكاديميين والأدباء، فيما أدارها د. علي عبود المحمداوي، الذي قدم سيرة المحاضر، مبينا أنه يتبوأ منصب رئيس اللجنة العلمية في قسم الفلسفة بجامعة باتنة الجزائرية، وله مجموعة من المؤلفات الفكرية.

وفي مستهل محاضرته، قال د. مسرحي، «أن مفهوم المثقف واسع جدا في السياقات العربية والإسلامية، فمصطلح المثقف سهل الاستعمال، لكن عندما نريد تحديده، سنواجه صعوبة كبيرة»، مشيراً الى أن «مفهوم المثقف تاريخي، ونسبي أيضا يختلف بين ثقافة وأخرى».

وأوضح المحاضر، أن «هناك طبقة مثقفة ظهرت بُعيد الاستقلال الثقافي العربي، وأطلق على أفرادها فيما بعد أصحاب المشاريع الفكرية، أمثال محمد أركون ومحمد عابد الجابري والطيب تيزيني وحسن حنفي وغيرهم»، مشيرا إلى أن «الإنسان العربي كان بحاجة إلى خطط تنموية وبناء مجتمعات وأرضيات فكرية، ولهذا صار من الضروري أن يظهر هذا التوجه في التنظير لمشاريع فكرية ضخمة». واستدرك قائلاً «لكن حينما نتأمل هذه المشاريع، نجدها كبيرة جدا، ونجد أن أبرز المهمات التي اشتغلت عليها، هي مهمة إعادة قراءة التراث العربي الإسلامي».

وتساءل بهذا الصدد عن امكانية قراءة التراث العربي الإسلامي، وما إذا كانت هذه العملية ممكنة، فكل المشاريع الفكرية المذكورة راهنت على ذلك، مع بقاء اشكالية تنفيذ ما تم طرحه من هذه المشاريع في عشرات الكتب. وتابع المحاضر قائلاً «أما السؤال الثاني الذي يطرح حول المشاريع، فهو السؤال المنهجي، وهذا يعّد عقبة في ثقافتنا. فمشكلتنا الكبرى هي مشكلة المنهج، فهذه المشاريع اقترحت مناهج غربية المنشأ، وحاولت أن تطبقها على موضوعات عربية وإسلامية».

وأشار المحاضر إلى أننا «أمام حزمة من الإشكاليات، تتعلق بتلك المشاريع، إذ انها لم تحقق أهدافها، ما يتطلب منا البحث عن نمط آخر من التفكير. فهناك ضرورة للتحول من بناء الأنساق إلى تفكيك المنظومات وتحليلها»، لافتا إلى أن «مهمة إعادة قراءة التراث أو استيعاب الحداثة، وغيرهما، يجب أن لا يقوم بها شخص واحد، إنما يتم تقسيمها إلى مهمات بتخصصات دقيقة».

وأشار أيضا إلى أن «العلاقة بين أصحاب المشاريع لم تكن تواصلية. فالتواصل ضروري، ومن غير التواصل لا يمكننا تحقيق شيء». فيما رأى أن «اللغة التي كتب بها أصحاب المشاريع، أكاديمية واختصاصية، وبعيدة عن الإنسان العادي. لذلك، يفترض أن تكون مفهومة لدى الجماهير على اختلاف مستوياتهم؟». 

وفي الختام، قدم رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، شهادة تقدير إلى د. فارح مسرحي.                  

*******************************************************************************************

يوميات

  • يحتفي نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، بالشاعر صلاح حسن وتجربته الإبداعية. تبدأ جلسة الاحتفاء التي من المقرر أن يديرها الشاعر منذر عبد الحر، عند الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

*************************************************************************************

رابطة المرأة في الديوانية تكسو المتعففين

الديوانية – طريق الشعب

في سياق حملات التكافل الاجتماعي التي تطلقها رابطة المرأة العراقية وفروعها في المحافظات، وزع فرع الرابطة في محافظة الديوانية، أخيرا، ملابس على أطفال وشابات بعض العائلات المتعففة في المحافظة.

وشمل التوزيع 50 طفلا و20 شابة ونحو 5 نساء من مناطق الإسكان والحي العسكري وريف الدغارة فضلا عن منطقة ألبو حسن. ورغم بساطة المواد الموزعة ومحدوديتها، إلا أن الأطفال فرحوا بها كثيرا، حسب ما أفادت به ممثلة الرابطة لـ “طريق الشعب”، والتي أشارت الى أن “مبالغ شراء الملابس جاءت كتبرع من فرع رابطة المرأة العراقية في مدينة يوتبوري السويدية، والذي أقام في تشرين الأول الماضي، سوقاً خيرية، خُصص ريعه لمساعدة أطفال بعض العائلات المحتاجة في العراق.

***************************************************************************************

«دار المأمون» تعقد مؤتمرها الخامس للترجمة

متابعة – طريق الشعب

تحت شعار “المأمون إشراقة العراق على العالم”، عقدت دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة، أول أمس الثلاثاء، مؤتمرها الخامس للترجمة، بحضور وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني وجمع من المسؤولين الثقافيين والأكاديميين والمثقفين والمترجمين.

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، أشار مدير عام دار المأمون د. محمود أحمد المعماري إلى أهمية هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تأكيد دور العراق الريادي والتاريخي في مجال الترجمة، وتعزيز المكانة الثقافية للبلاد عربيا وعالميا، ورفع المستوى الثقافي للملاكات الترجمية المؤهلة للوصول إلى درجات أعلى في الخبرة والمهارة.

وتضمن المؤتمر عددا من المحاور، منها “الترجمة واشكالياتها/ الجسور الموضوعية بين الثقافات”، و”الترجمة والنص/ الصلة وتذليل الصعوبات”. هذا وعرضت دار المأمون، في سياق المؤتمر، عددا من إصداراتها الترجمية الجديدة. وفي الختام، وزع وزير الثقافة شهادات تقدير على منظمي المؤتمر والمشاركين فيه.

******************************************************************************************

في ألقوش ندوة ثقافية حول التراث غير المادي

متابعة – طريق الشعب

أقام قصر الثقافة والفنون في نينوى، أخيرا، ندوة ثقافية حول التراث غير المادي، وذلك على قاعة متحف التشكيلية باسمة الصفار في ناحية ألقوش.

وخلال الندوة التي حضرها جمع من المهتمين بالشأن التراثي، تحدثت مسؤولة قسم المرأة والطفل في قصر الثقافة، فادية خليل، عن التراث غير المادي وعن دور المتاحف في حفظ التراث لضمان بقائه للأجيال القادمة وتوعيتها به.

وبيّنت أن مفهوم التراث غير المادي اتسع بشكل كبير خلال القرن العشرين، وكان لمنظمة اليونسكو دور كبير في تحقيق هذا الاتساع، الذي شمل حاليا المناظر الطبيعية والآثار الصناعية والعادات والتقاليد والمعتقدات والمأكولات والعلاجات الشعبية والأساطير والقصص الشفاهية، مشيرة إلى أن المتاحف تقوم بتوثيق هذا التراث لضمان بقائه.

***********************************************************************************

بمشاركة 50 فنانة وفناناً جمعية التشكيليين تفتتح معرض النحت العراقي 2023

متابعة – طريق الشعب

افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، أخيرا على قاعتها في المنصور، معرض النحت العراقي السنوي 2023، بحضور مدير عام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة د. علي عويد ووكيل الوزارة د. عماد جاسم، إلى جانب أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية وجمع من الشخصيات الثقافية والفنية. 

ضم المعرض الذي يستمر حتى يوم 15 كانون الثاني المقبل، نحو 70 عملا نحتيا قدمها أكثر من 50 فنانة وفنانا، عبروا فيها عن مدارس وأساليب فنية متعددة، مستخدمين في إنجازها خامات مختلفة، منها البرونز والحديد والخشب والحجر.

وأبدى العديد من زائري المعرض إعجابهم بالأعمال والتقنيات، التي حاكى بعضها الهموم اليومية للمواطن العراقي، كإدانة العنف ضد المرأة، وتجسيد أفكار هامة كثورة الجياع ومحنة الأهوار وغيرها من موضوعات جريئة وحيوية.

**********************************************************************************

فيلم عراقي – كردي يحصد جائزتين في مصر

متابعة – طريق الشعب

حصد الفيلم العراقي – الكردي “سعادة عابرة”، من اخراج سينا محمد، جائزتين في مهرجان الجونة السينمائي بدورته السادسة، التي اختتمت فعالياتها أخيرا في مدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر المصرية، حيث حصلت بطلة الفيلم، الفنانة الكردية بروين رجبي، على جائزة نجمة الجونة كأفضل ممثلة، بينما حصل الفيلم على جائزة نجمة الجونة كأفضل فيلم روائي طويل.

وسبق أن شارك هذا الفيلم في مهرجان دهوك السينمائي الدولي الذي اختتمت فعالياته قبل نحو أسبوعين. هذا وشهد مهرجان الجونة، الذي أداره الفنان العراقي انتشال التميمي، عروضاً سينمائية من دول عربية وأجنبية، وحلقات نقاشية ومحاضرات وورش عمل سينمائية. 

**************************************************************************************

أما بعد.. جرعات مضادة  لخيبات الأمل !

منى سعيد

لن نسمح لنمر الزمن أن يفترسنا بشراسته المعهودة، إذ مازلنا نردد على الدوام بأننا محكومون بالأمل. نعلم أن العام المقبل سيختلف لا محالة عن هذا العام وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فلا يمكن أن يتشابه نزول النهر لمرتين، لأن مياهه قد جرت وستجري بالجديد، الذي سيخلف طمى رخواً بضاً يمكن أن يصوغ تجاربنا القادمة.

سنستقبل الشمس بحفاوة شبابيك مشرعة، وبأفكار شجاعة لا تهاب المخاطرة، وكما يذكر نلسون مانديلا “نسامح لكن لن ننسى”!

كم بليغ هذا القول، يلكزنا لمراجعة حساباتنا في كشوفات ساطعة، لكل ما مر في مرايا ذاكرتنا المكسَّرة، قد نجفل لمرارتها وتعتصر قلوبنا غصّات فقدان، وخسائر لا حصر لها. لكن، وبحسب الروائي سنان أنطوان، إذ يذكر “ أحيانا عليك أن تفعل ما تفعله لكن المهم أن تعود إلى السرج وتمسك اللجام من جديد.. هناك أشياء لا يمكن القبول بها، وهناك ذكريات يجب أن تبقى حية.. لا تسقط في شراك الحنين فالذاكرة ليست أداة لاستكشاف الماضي إنما هي حيز للمدن المدفونة مثل الأرض، تُقلب وتُحفر ويستحضر ما فيها”.

ويكتب الروائي الكبير غائب طعمة فرمان “ نشاهد الغبار يرقص في الضوء.. لا أحد يعلم أي موسيقى تَسمع ذرّات الغبار”، وهنا استعيد رؤيته هذه وأفكر بأننا نرى ونعيش حركة الأشياء والأحداث لكن لا نعلم ما الذي يختبئ وراءها، ربما يكون الجمال بحد ذاته نعمة أو صلاة دون أن نسعى في البحث عنه، أو قد نعيشه ولا نشعر به ممعنين بالإنصات لدراما تنسجها الأيام حولنا، تتجعد أحيانا أمامنا كورقة مهملة، نقف عندها عاجزين حتى عن الابتسام.

ويقال إن ثمار عمر من بلغ السبعين غير حامضية، كثمار من بلغ الثلاثين، وتصبح أشبه بالنفايات بعد عمر الستين.. ورغم تشاؤمية هذا القول، لكني أندهش تماما عند متابعتي لفديوهات عجائز نساء ورجال يتراقصون بخفة وطرب، على وقع أنغام التانغو وإن تجاوزوا التسعين !، كما أتوقف طويلا عند تجارب كتاب وأدباء نضجت تجاربهم الأدبية بعد سن الثمانين.

كم أتمنى أن يستخلص العلماء والباحثون جرعات مضادة لخيبات الأمل بدل براعتهم في تطوير أسلحة الدمار الشامل وتفننهم في ألاعيب تفني البشر وتقضي على الزرع والضرع.

أما أمنيات العام الجديد فهي السلام والأمان لكل بقاع الأرض، لفلسطين ولأوكرانيا ولكل المناطق الملتهبة، مع بساطة من يود الضحك من كل قلبه دون قلق وفقدان، والسير على الأعشاب مغمض العينين، مع دفء رفقة حنان الأهل والأحبة في عراق آمن مستقر.

  أخيرا قرأت قولا رائعا لجان بول سارتر يذكر “حين يهيلون على قبري التراب، أنثر فوقه فتات خبز، فتتهافت عليه العصافير، فأسمع صوتها، ولا أشعر بأني وحيد”.