اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مستشار حكومي: الحصيلة الضريبية لا تتعدى 2 في المائة من الناتج المحلي.. اقتصاديون: تهرب ضريبي «ممنهج» تقوده جهات متنفذة.. والحكومة غير مؤهلة لإدارة الجباية

بغداد ـ طريق الشعب

يواجه النظام الضريبي في العراق تحديات جمّة، تتجسد في بنيته المتهالكة وما يعانيه من مشاكل كبيرة في جوانبه الإدارية والقانونية والمالية، ما ادى إلى انخفاض نسبة مساهمته الحقيقية في الإيرادات العامة للدولة، خاصة في ظل ما يسببه الفساد في جباية الضرائب من عدم دخول الإيرادات الى خزينة الدولة، وحدوث تهرب ضريبي كبير

مورد مالي مهم

وتعد الضريبة، كما هو معروف، من أهم ركائز السياسة الاقتصادية لمختلف دول العالم، ومورداً مالياً مهماً يلعب دوراً أساسياً في تمويل الخدمات العامة كالصحة والتعليم واستدامة البنية التحتية، ويسهم في توفير الموارد لتنفيذ سياسات الحكومة وبرامجها، خاصة في البلدان التي تمتلك نظاماً ضريبياً سليماً، وخاضعاً للتحديث المستمر ومتسماً بالعدالة.

الحد من الفساد

وقال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الأحد الماضي، في كلمة له بالمؤتمر الثاني للخطة الوطنية لحقوق الانسان: إن الإصلاح الضريبي يمثل رسالة مهمة إلى المستثمرين الأجانب والشركات، وأن الحكومة جادة في ترميم بيئة ممارسة الأعمال.

واضاف، انه «برغم الصعوبات على المستوى المتوسط والبعيد، لكننا سنصل إلى مرحلة يشعر فيها المنتج والمستهلك والمستثمر بحالة من القبول والرضا، بعد تحقيق العدالة»، معرباً عن امله في «دعم توصيات المؤتمر للتشريعات والبنى التحتية، واعتماد نظام محوكم ومؤتمن يقضي على حالة الابتزاز».

نظام قديم

ويؤكد المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، أن النظام الضريبي في العراق بات نظاماً قديماً جداً، ويشكل ـ في ظل النظام الاداري الضعيف ـ مشكلة تستدعي إصلاحاً عاجلاً.

ويضيف صالح في تصريح خص به «طريق الشعب»، ان «مشكلة الاقتصادات الريعية تكمن في الهروب من الضريبة بشكل عام، حيث هناك معادلتان في الضريبة؛ الاولى تسمى الضريبة السالبة وهو ما تدفعه الدولة من اعانات لمختلف القطاعات كالفقراء والرعاية الاجتماعية ودعم الوقود والبطاقة التموينية. ويشكل هذا الدعم المباشر وغير المباشر حوالي 16 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي. ويفترض ان تقابل الضريبة السالبة وتعادلها ضريبة موجبة، تشكل هي الاخرى 16 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي للمكلفين ممن يحققون دخلاً كبيراً».

ويشير الى انه «بموجب العقد الاجتماعي فالمواطن الذي يحقق دخلاً عالياً، يتنازل عن جزء من دخله لمصلحة المجتمع، الاّ أن الحصيلة الضريبية في العراق من الناتج المحلي الاجمالي لا تشكل سوى 2 في المائة وربما اقل، ولهذا فغياب التعادل بين الضريبتين السالبة والموجبة، أي بين ما تدفعه الدولة من دعم وما تتحصل عليه من أصحاب الدخول العالية والملكيات (المكلفين)، يعني وجود ما نسميه التهرب الضريبي».

عبء على الدولة

وأضاف صالح، ان «نسبة التهرب الضريبي عالية جداً في البلاد، فالموظفون من أصحاب الدخول المعروفة يدفعون الضريبة، بينما يعتبر نشاط السوق ـ الذي تبلغ نسبته 65 في المائة ـ غير معّرف امام الضرائب، ولا يدفع هؤلاء ـ كمكلفين بموجب العقد الاجتماعي ـ أية حقوق ضريبية. وعليه صار هذا الجهاز عبئاً على الدولة، ولن تتمكن هذه المنظومة من تحقيق المراد منها، ما لم يتم إصلاحها إصلاحاً جذرياً، سواء من ناحية الإدارة او التحصيل او التعرف إلى دخول المكلفين بالضريبة بشكل صحيح وغيرها».

وفي ختام حديثه، يؤكد صالح ان «الإصلاح الضريبي سيحقق لنا مورداً اقتصادياً كبيراً، مع أهمية ان تكون هناك عدالة ضريبية، فمن غير المعقول ان الموظف الصغير يدفع الضريبة، بينما هناك شخص دخله عالٍ يتهرب، ولا أحد يستطيع الوصول له».

تهرّب ضريبي ممنهج

من جانبه، قال الباحث في الشأن الاقتصادي احمد عيد: ان النظام الضريبي هو أحد أهم ركائز السياسة المالية للبلدان، ومورد مالي دوري مهم للحياة الاقتصادية في أي بلد، إلا أنه يواجه في العراق الكثير من التحديات، ويعاني من مشاكل كبيرة، منوهاً بان «جباية الإيرادات المتحققة من التعاملات الضريبية في العراق متخلفة، ولا ترقى لمستوى الإدارة الحقيقية، وهناك عمليات ممنهجة للتهرب الضريبي تساهم بها جهات متنفذة، والحكومة غير قادرة للأسف على إصلاح منظومتها الضريبية، التي باتت احد الملفات الشائكة أمام تطبيق وتنفيذ الجباية بشكل علمي ومهني عادل».

وأضاف عيد في حديثه مع «طريق الشعب»، انه «على مدار عقود، كانت عوائد الضرائب تكاد تكون شبه معدومة في العراق، لكن المشكلة تفاقمت مع الغزو الأمريكي في عام 2003 حيث أدت الصراعات السياسية وعمليات الفساد وضعف الرقابة إلى تهميش دور الضرائب كمورد للدخل إلى جانب إيرادات النفط، حتى بات التهرب الضريبي ظاهرة عامة في جميع مفاصل العمل وفي القطاعين العام والخاص».

سبل النهوض بالواقع الضريبي

ونوه الباحث بان «التشريعات والقوانين الضريبية النافذة في العراق، صدرت في أزمان متعددة وتختلف إجراءات تطبيقها مع اختلاف الأنظمة السياسية، ووفق فكر وأيدولوجية النظام الحاكم. وهذه الصورة النمطية منعت تأسيس هيكلية عامة لنظام ضرائب حديث ومتطور».

وأكد عيد، أن ظاهرة المحاصصة الحزبية والإدارة غير الكفوءة «اثرت سلباً على عملية تطبيق السياسة الضريبية في العراق، فضلاً عن كثرة الإعفاءات الضريبية وتبويب منافذ الأموال وعدم كفاءة الهيئة العامة للضرائب، إضافة الى ضعف إدارتها للعمل الضريبي وانتشار الفساد فيها».

ورهن عيد النهوض بالواقع الضريبي العراقي بـ»العمل على إجراء إصلاحات إدارية شاملة للهيئة العامة للضرائب التي تُدار اليوم حزبياً، بعيداً عن المهنية والكفاءة، والعمل على تطوير قدرات الكوادر الضريبية، بالإضافة إلى اعادة صياغة قانون النظام الضريبي وتفعيل الأساليب الحديثة في الجباية، من خلال تفعيل الرقم الضريبي للمكلف، وتفعيل نظام الرقابة والحوكمة على أداء عمل الهيئة ومراقبة كوادرها».

وخلص الى القول: إن «اهم عوامل النهوض بهذا المورد المالي المهم، هو اعتماد انظمة تكنولوجية حديثة ومتطورة وأتمتة البيانات والمعلومات وتحديثها بشكل دوري مستمر».

**************************************************************************************

مستمرون مع شعبنا في العمل من أجل التغيير

نتابع في تحالف قيم المدني إعلان النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات، وما أعقبها من عمليات عدًّ وفرز يدوي لعدد من صناديق الاقتراع. وإذ ندرس بعمق نتائج الانتخابات ونتوقف عند مدلولاتها وما أفرزته وتأثير ذلك على العملية الديمقراطية ومصالح المواطنين والبلد، نعرب عن شكرِنا وامتنانِنا لجمهور تحالفنا على التصويت وانتخاب مرشحي التحالف في مختلف المحافظات، ونثمّن عاليا دور المرشحين وكافة اللجان التي شكلت من اجل دعم الجهود الانتخابية.  وإذ ننوّه بأن الحملات الانتخابية النشيطة لمرشحي التحالف أثمرت عن فوز مرشحين من التحالف في محافظات ذي قار والنجف والديوانية وبابل، نتوجه لهم بالتهنئة والنجاح في مهماتهم القادمة للنهوض بواقع مجالس المحافظات وأداء دورها الرقابي، بما يرفع من كفاءة الأداء الخدمي وتقويض الفساد وتلبية حاجات المواطنين الأساسية. ولكن نشير في الوقت نفسه الى ان ما حصل عليه التحالفُ يعدّ متواضعا وأدنى بكثير من التوقعات قياسا بما بذل من جهد وحملات إعلامية وانتخابية قام بها التحالفُ ومرشحوه، وما تعلّقه جماهير واسعة تتطلع إلى التغيير على التحالف ومشروعه، الأمر الذي يثير شكوكا وتساؤلات مشروعة بشأن مجريات العملية الانتخابية. 

وعلى نحو أولي نعود للتأكيد  على عدد من القضايا المهمة التي أعلنت في مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية المنضوية في تحالف قيم المدني؛ حيث أشّرنا وجودَ عدد كبير من الخروقات التي رافقت العملية الانتخابية، وفي مقدمتها الاستخدام الواسع للمال السياسي، وتوظيف موارد الدولة وسلطاتها من قبل مرشحين في مواقع تنفيذية عليا، مع التأكيد على أن ضعف إجراءات المفوضية لمنع حدوث تلك الخروقات أعطى أريحية كبيرة في التأثير على إرادة الناخب العراقي، وبذلك ساهمت المفوضية بخلق جو غير متكافئ في الممارسة الديمقراطية الانتخابية، التي اصبح الناخب العراقي في ظلِّها عازفا عن المشاركة، ولا يثق بمخرجاتها. إضافة إلى انحياز قانون الانتخابات لصالح الكتل الكبيرة.

ومن جانب آخر، نُشير إلى ان استمرار مثل هذه الظواهر يُسيء إلى عدالة الانتخابات وديمقراطيتها والتكافؤ ما بين المرشحين.

نحن في تحالف قيم المدني ما زلنا بانتظار إجراءات المفوضية بصدد ذلك، إضافة إلى رصدِنا حجم المقاطعة والعزوف عن العملية الانتخابية من قبل طيف واسع من المجتمع العراقي، وهو ما ينذر بمآلات خطرة ستكشفها الأيام المقبلة.

وهنا نجددُّ التأكيدَ على الاستمرار في العمل بمشروعنا للتغيير الديمقراطي من خلال التصدي ومواجهة سياسات الفشل والإقصاء والتهميش، واستمرارِ دفاعِنا عن مصالح المواطن والانحياز لمطالبِهم وتطلعاتهم المشروعة.  

تحالف قيم المدني

23-12-2023

********************************************************************************************

راصد الطريق.. 50 مليون لغم فقط

اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ان العراق واحد من البلدان شديدة التلوث بالأسلحة في العالم، حيث تتواجد المخلفات الحربية القابلة للانفجار على مساحة تزيد عن 3200 كيلومتر مربع من أراضيه، تضم أكثر من 50 مليون لغم. وأشارت ممثلة اللجنة في بغداد إلى أن العدد الدقيق لضحايا حوادث الذخائر المتفجرة غير معروف، رغم أن دائرة شؤون الألغام قد حددتهم بأكثر من 30 ألفاً، منهم 3500 مواطن قتلوا خلال الفترة 2018-2020.

وفيما أعربت اللجنة عن تصورها بأن معالجة مشكلة تلوث الأسلحة في العراق تتطلب موارد هائلة وجهودًا منسقة لجمع المعلومات عن التلوث وآثار الأسلحة المتفجرة وتعزيز إزالة الألغام وزيادة التوعية بالمخاطر، إضافة إلى تقديم المساعدة للضحايا، يحّمل الجميع الحكومات المتعاقبة مسؤولية الفشل في هذا الملف الخطير، حيث أعاق الفساد وسوء الإدارة حل المشكلة، ولم تجر الاستفادة من الدعم الدولي أو من الزام الولايات المتحدة بتنفيذ تعهداتها بإزالة ما سببته من تلوث، في وقت تواصل فيه منظومة المحاصصة والفساد عدم اكتراثها بأرواح العراقيين وبالتلوث الذي تسببه المشكلة لبيئتهم المعرضة للتخريب والتغير المناخي.

*****************************************************************************************

عشر حالات طلاق في الساعة الواحدة

بغداد_ محمد التميمي

أعلن مجلس القضاء الأعلى، أخيرا، إحصائية الزواج والطلاق لشهر تشرين الثاني الماضي، كشف فيها عن تسجيل أكثر من 6620 حالة طلاق، أي بمعدل 220 حالة يومياً.

***********************************************************************************

الصفحة الثانية

الزراعة تحيل مليوني دونم في بادية السماوة الى الاستثمار

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة الزراعة، عن إقامة إحالة مليوني دونم في بادية السماوة للاستثمار، ولغرض زراعة أنواع مختلفة من التمور، فيما أشارت إلى الاعتماد على طريقة جديدة أسمتها “الري الذكي” وكذلك الآبار العاملة بالطاقة الشمسية لسقي المحاصيل كاشفة عن مميزاتهما.

وقال مدير عام دائرة الاستثمارات الزراعية في الوزارة، أياد البولاني، إن “محافظة المثنى من المحافظات الواعدة في الاستثمار، حيث تتميز بأراضيها البكر، ما جعل إنتاجها غزيرا بالاعتماد على المياه الجوفية، وكذلك على منظومات الري الحديثة حيث قطعت شوطاً كبيراً بهذا المجال وعلى مساحات واسعة”.

وأوضح، أن “إنتاج محافظة المثنى للدونم الواحد باعتماد هذه الطرق وصل بحدود طن وربع إلى طن ونصف، عكس الأراضي التي تزرع بالطريقة التقليدية في محافظات أخرى، والتي يتراوح إنتاجها من  600 إلى 800 كيلو غرام للدونم الواحد”.

وأضاف، أن “بادية السماوة تضم مليوني دونم، وتم إحالتها للاستثمار وقسمت تحديدا لشركتي المهندس والصفصاف، لزراعة مختلف أصناف التمور”.

وعن مشاريع الوزارة أوضح أن “هنالك مشاريعاً مختلفة للاستثمار في القطاع الزراعي، كإنشاء المعامل وإقامة الواحات الخضراء وزراعة جانبي الطرق بالنخيل والزيتون ونبات الجوجوبا، الذي يعتبر مصداً للرياح  ويعمل على تحسين البيئة”.

**********************************************************************************

بيان ختامي صادر عن الاجتماع الاستثنائي.. للأحزاب الشيوعية في البلدان العربية حول فلسطين

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية (الحزب الشيوعي الأردني، الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الشيوعي اللبناني، حزب الشعب الفلسطيني، الحزب الشيوعي المصري، الحزب الشيوعي السوري الموحد، الحزب الشيوعي السوداني، الحركة التقدمية الكويتية، حزب التقدم والاشتراكية المغربي، المنبر التقدمي البحريني) اجتماعاَ استثنائياَ يوم الأربعاء الموافق 20 كانون الأول 2023.

تناول الاجتماع استمرار العدوان الصّهيونيّ الدموي والشامل على الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحاصر، وأهداف هذا العدوان ومِنْ ضمنها، مخططات تهجير الفلسطينيين ومساعي تصفية قضيتهم الوطنية، وتحديد مهمات العمل المشترك لهذه الأحزاب، من أجل استمرار التصدي للمخاطر الجدية الراهنة لتصفية القضية الفلسطينية، وتهديد أمن وسلامة المنطقة وشعوبنا العربية، والتحديات الكبيرة القائمة جراء ذلك.

وقد وجه اجتماع الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، التحية والتقدير العاليين للمقاومة البطولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وللصمود الأسطوري لقطاع غزة في وجه العدوان وحرب الإبادة غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من (20) ألف شهيد وشهيدة، جلّهم من الاطفال والنساء.

وأكد الاجتماع مجدداَ على الحق المشروع للشعب الفلسطيني وقواه الوطنية في مقاومة الاحتلال وعصابات المستوطنين، وفي اللجوء إلى أشكال النضال كافة، بما في ذلك المقاومة الشعبية والمسلحة، للجم العدوان، وإنهاء الاحتلال، وانتزاع الحقوق الوطنية والإنسانية كاملةً، وفي مقدمتها، الحقّ في تحرير وطنه، والعودة، وتقرير المصير، وإقامة الدَّولة الوطنيَّة المستقلَّة وعاصمتها القدس.

كما حيا الاجتماع، التحركات والأنشطة الاحتجاجية الحاشدة، العربية والدولية، والغضب الشعبي العارم على عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني البشعة، والتضامن غير المسبوق في جميع أنحاء العالم مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الإنسانية والوطنية المشروعة والعادلة. كما حيا دور القوى الشيوعية واليسارية والتقدمية في تلك التحركات الاحتجاجية والتضامنية.

وبعد نقاش موسع ومعمق، أجمعت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية المشاركة في هذا الاجتماع، التأكيد مجدداَ على الآتي:

إن حالة الصمت للمجتمع الدولي إزاء العدوان الصّهيونيّ - الأميركي على الشعب الفلسطيني، وما ارتكبه ولا يزال يرتكبه مِنْ إبادة جماعيَّة وجرائم حرب أخرى مختلفة، وعجزه الكامل عن تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عملية وملموسة للجم هذا العدوان وممارساته التي تشكل انتهاكاَ جسيماَ وصارخاَ للقوانين والمواثيق الدولية كافة، والتقاعس عن مساعدة وانقاذ المدنيين الفلسطينيين، شكّل على الدوام وما زال عامل تشجيع لأميركا وحليفها الاحتلال الصهيوني - الاستيطاني الإحلاليّ والعنصري - على مواصلة عدوانهما وجرائمهما الفظيعة، بل وشكل غطاء لكل ذلك.

هذا إلى جانب استمرار حالة العجز (والتواطؤ) العربي الرسمي الذي حال دون اتخاذ موقف عربي موحد، يرتقي إلى مستوى التعامل المفترض مع حجم العدوان والمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والمخاطر على قضيته الوطنية، وعلى أمن وسيادة الدول العربية، ولو حتى بحدود تقديم العون الإنساني الكافي لضحايا العدوان في قطاع غزة وضمان إيصاله لهم.

وفي هذا السياق، عبر الاجتماع عن إدانته لتماهي بعض الأنظمة السياسية مع قوى العدوان الصهيوني – الأميركي، والتعاون مع أحلافه العسكرية في المنطقة. 

إنَّ استمرار الاحتلال الصّهيونيّ، ومواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، بدعم من الامبريالية الأميركيَّة وحلف شمال الأطلسي والقوى الرجعية العربية، هو جذر معاناة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ومشكلاتها، ومصدر انعدام الأمن والاستقرار فيها. ومِنْ جرَّاء ذلك، تستمرّ الصراعات، وتُحرم الشعوب من العيش بسلام، وسوف تبقى في خطر الوقوع في دوامة حرب شاملة.

إن على المجتمع الدولي (ممثلا بمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها) تحمل مسؤولياته الفعلية بصورة ملموسة لإلزام الاحتلال الصّهيونيّ بالقوانين والمواثيق العالمية، وفي المقدمة منها “اتفاقيات جنيف الرابعة لحماية المدنيين في المناطق المحتلة وفي أوقات الحرب والنزاعات المسلحة”، وكذلك ضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

كما إن بعض الدول من أصدقائنا التاريخيين، مطالب بتقديم المزيد من الاستخدام الفعال لمكانته الإقليمية والدولية للتدخل وممارسة أقصى أنواع الضغط الدولي للجم ممارسات الاحتلال الصهيونيّ، ومساندة الحقوق الوطنيَّة والإنسانيَّة المشروعة للشَّعب الفلسطينيّ.

وعليه، فإن الاجتماع الاستثنائي للأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، يطالب مجلس الأمن الدولي، وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية كافة، وكذلك جميع الدول من أصدقاء شعوبنا والداعمين للأمن والسلام الدوليين، للتدخل العاجل والشروع باستخدام مكانتها الإقليمية والدولية وقدراتها كافة، من أجل سرعة التحرك والضغط للجم العدوان الصّهيونيّ الفاشي على الشعب الفلسطيني، والوقف الشامل والدائم لإطلاق النار، وفك الحصار كلياَ عن قطاع غزة، وضمان وصول الامدادات والاحتياجات والمساعدات الإغاثية له. وكذلك وضع حد نهائي للممارسات الإرهابية والعنصرية للاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ولأطماعه التوسعية وتهديداته المستمرة لأمن شعوب ودول المنطقة العربية ومقدراتها وسيادتها الوطنية، بما في ذلك الاعتداءات العسكرية المتكررة على سوريا ولبنان.

كما يتوجه الاجتماع إلى عموم الأحزاب الشيوعية واليسارية والقوى التقدمية والديمقراطية، وإلى الشعوب والحركات التضامنية وأنصار التحرر الوطني، وإلى كل المؤمنين بقيم الحرية والعدالة والأحرار في العالم أجمع، بالدعوة إلى ضرورة مواصلة النزول للشوارع والميادين وتوسيع وتصعيد التحركات الاحتجاجية عبر كل الوسائل الممكنة، للضغط على حكومات بلدانها والمجتمع الدولي، وتنظيم التعبئة الشعبية للنضال ضد الاحتلال والعدوان الصّهيونيّ.

وانطلاقا من كل ذلك، أكدت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية المشاركة في الاجتماع، على المهمات الملحة لعملها ونضالها المشترك، وفق الأولويات الراهنة التالية:

أولاَ: العمل على توسيع التحرك السياسي والكفاحي وتكثيفه، رسمياَ وشعبياَ وبكافة الوسائل والأشكال الممكنة، للضغط على الصعد كافة – في المنطقة وفي كلّ بلد مِنْ بلدان العالم - من أجل سرعة:

أ) مواجهة ولجم العدوان الحربي الصّهيونيّ - الأميركي على الشعب الفلسطيني وحملة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها وإفشال أهدافها، وإلزام الاحتلال الصّهيونيّ بوقف إطلاق النار بشكل دائم وشامل.

ب) كسر الحصار المفروض على الشَّعب الفلسطينيّ، وفي مقدمة ذلك قطاع غزة، وتأمين دخول جميع الامدادات الإنسانية والمساعدات والاحتياجات الأساسية للقطاع ومؤسساته كافة، ولعموم الفلسطينيين المحاصرين.

ج) التحرك عالميا لفضح جرائم الاحتلال الصهيوني التي ترتقي إلى مصاف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإنهاء إفلاته من العقاب، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق فوريّ في هذه الجرائم، وملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال الصهيوني وقادة الدول الداعم لجرائمه.

ثانياَ: تقديم كل أنواع الدعم الملموس للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، سياسياَ ومعنوياَ ومادياَ وإعلامياَ وثقافياَ وسوى ذلك مِنْ أنواع الدعم الممكنة، وتعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونيةَ وماكينة التضليل الاعلامي - للتحالف الأميركي الصهيوني الغربي - في جميع أنحاء العالم... الخ. إضافة إلى اختراق الأوساط السياسية المضللة أو الملتبسة المواقف، خصوصاً في أوروبا الغربية وأمريكا.

ثالثاَ: توسيع وتصعيد كل أشكال التضامن الرسمي والشعبي والمؤسساتي مع الشعب الفلسطيني في كل بلد من البلدان العربية، وعلى صعيد المنطقة والعالم، والسعي الدائم لوضع القضية الفلسطينية وتحصيل الحقوق الوطنيَّة والإنسانيَّة للشَّعب الفلسطينيّ، على رأس جدول أعمال اللقاءات التنسيقية واجتماعات الاحزاب الشيوعية واليسارية والتقدمية على كل مستوياتها في العالم.

رابعاَ: بذل كل جهد ممكن للضغط بلا كلل أو ملل من أجل دعم تحقيق الوحدة الوطنيّة الفلسطينية وتعزيزها، على أساس وحدة الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته للاحتلال، والالتزام بالدفاع عن حقوقه الوطنية والإنسانية كاملة.

خامساَ: التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وتحرير وطنه، والحصول على حقوقه الوطنية كافة، وفي مقدمتها: حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والعودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار هيئة الأمم المتحدة 194 الصادر في العام 1948.

سادساَ: الشروع في تنظيم مختلف الأنشطة والفعاليات الضاغطة لتوسيع وتعزيز المقاطعة الشاملة لكيان الاحتلال الصّهيونيّ وجميع منتجاته ومؤسساته ووسائل إعلامه على المستويات كافة، وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه، ككيان احتلال واستيطان وإرهاب.

سابعاَ: مقاومة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، والمطالبة بإلغاء اتفاقات التطبيع المذلة معه، بصورة دائمة وليس بالارتباط بقضية العدوان ووقف إطلاق النار فقط.

ثامناً: يدين الاجتماع توسّع العدوان الصهيوني ضد لبنان وسوريا واستهداف أراضيهما، ويؤكد على حقهما بتحرير الأراضي المحتلة في شمال وشرق سوريا وفي الجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا في لبنان، ويدين الاجتماع كذلك استمرار العقوبات الاقتصادية والحصار الظالم على الشعب السوري. كما يدين كل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن، ويدعو للتصدي لهذا المشروع الإجرامي الخطير.

تاسعاَ: أكد الاجتماع على ضرورة متابعة مخرجاته، ووضعها موضع التنفيذ، ومواصلة التنسيق بين أطرافه، ومتابعة مهمات العمل الملحة على صعيد القضايا المشتركة ذات الأولوية الواردة في هذا البيان.

الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية

20 كانون الأول 2023

*************************************************************************************************

السفير الفلسطيني يشكر العراق على ارسال باخرة الوقود

بغداد ـ طريق الشعب

شكر سفير دولة فلسطين لدى العراق احمد الرويضي الدعم العراقي المستمر للشعب الفلسطيني مع استمرار العدوان الاسرائيلي عليه.

وأكد الرويضي ان موقف الأخوة في العراق الشقيق هو استمرار للدعم المستمر الذي يقدمه العراق للقضية الفلسطينية منذ العام ١٩٤٨ حيث قدم شهداء في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما زال تراب جنين في فلسطين يحتضن شهداء العراق.

وقال السفير الرويضي ان مساهمات العراق متعددة في دعم الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الدعم السياسي المستمر الذي تلقاه فلسطين من القيادة العراقية.

وقال السفير الرويضي  أن ارسال العراق إلى غزة باخرة مساعدات  تحمل 10 مليون لتر مشتقات بترول اهمها  زيت الغاز الذي تم اعلان الحاجة له بالتنسيق بين الهلال الاحمر الفلسطيني والهلال الاحمر العراقي، يؤكد على اهتمام العراق الشقيق بإيقاف العدوان ورفع الحصار وادخال المساعدات وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عام ١٩٤٨، وان ذلك ترجمة واضحة لمواقف العراق المعلنة والتي تم التعبير عنها من دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أكثر من مناسبة.

وفقا لما أبلغ به سعادة السفير الرويضي من الجهات الرسمية العراقية ان هذه نصف الكمية وتشمل المشتقات التي تم تحديد حاجتها لقطاع غزة.

وانها جزء من المساعدات التي يقدمها العراق إضافة إلى جاهزية العراق الشقيق لعلاج الجرحى في المستشفيات العراقية.

وأشار الرويضي الى أن اتصالات مكثفة تتم لاستقبال اول عدد من الجرحى في مستشفيات العتبة الحسينية التي عبرت عن استعدادها لعلاج كافة جرحى فلسطين ، ويجري التنسيق بين الأطراف الرسمية المعنية لاستقبال اول قائمة قريبا، وان سفارة دولة فلسطين لدى العراق تبذل جهودا كبيرة للتنسيق وايصال الجرحى إلى العراق للعلاج.

******************************************************************************

إضاءة.. انتخابات لم تحقق ما مطلوب منها

محمد عبد الرحمن

الأسبوع الماضي كان حافلا باحداث ومجريات انتخابات مجالس المحافظات، والتي أعلنت نتائجها  الأولية، راسمة معالم التركيبة القادمة لتلك المجالس التي ستتولى إدارة شؤون المحافظات للسنوات الأربع القادمة.

مخرجات الانتخابات حملت إشارات، تشي بانه ما زالت هناك حالة كبيرة من العزوف والمقاطعة، فهذه النسبة العالية من الذين لم يشاركوا في الانتخابات لهم اسبابهم ودوافعهم، ومن الصعوبة تحديد ذلك بعامل واحد وحيد.

هذه الظاهرة تحتاج الى دراسة متأنية بعيدة عن انفعالات النتائج، سواء كانت إيجابية او سلبية. فالفائزون حققوا الفوز بنسبة ذكرت متابعات رصينة انها لاتزيد في احسن الأحوال على 25 في المائة ، ولذا يبرز التساؤل: أي  طعم لهذا الفوز مع بقاء هذه الجموع المقاطعة والعازفة؟ 

صحيح ان لا قانون يحدد النسب التي يفترض ان يقال عند تحقيقها بان الانتخابات قانونية وشرعية، ولكن في جميع  الأحوال فان نسب المشاركة المنخفضة لها  اهميتها في الإشارة الى مدى الثقة بالمنظومة  الحاكمة، والعملية الانتخابية ذاتها وقدرتها على إدارة عملية انتخابية ناجحة، وذات صدقية ولا تثير شكوكا او أسئلة تبحث عن أجوبة  .

عانت هذه الانتخابات، كما سابقاتها من طائفة من الثغرات والنواقص، وزادها صعوبة سلوك القوى المتنفذة، التي لم تترك وسيلة الا واستخدمتها للاستحواذ على المقاعد وادامة هيمنتها.  وهنا وظفت هذه القوى وجودها في مراكز الدولة، واستغلت مواقعها لتحقيق زبائنية واضحة، كما لجأت لتأجيج النزعات والمشاعر الدينية والطائفية والعشائرية والمناطقية عند المواطنين، ولم تكترث هذه القوى بان فعلها هذا مدمر للنسيج الاجتماعي والوطني  وقاتل لروح المواطنة، فيما استخدمت على نطاق واسع المال السياسي الذي لم تتمكن المفوضية من الحد منه والسيطرة عليه.

نعم حققت القوى المتنفذة والمتحكمة فوزا، ولكنه امام الظواهر السلبية العديدة، التي رافقت هذه العملية الانتخابية، منذ البداية وحتى اعلان النتائج ، يمكن القول بان  هذا الفوز لا طعم حقيقيا له .

هذه القوى الفائزة الفرحة الان، والمستمرة في نهجها وسلوكها، ستواجه كما واجهت سابقا استحقاقات عجزت عن الإيفاء بها، فكان السخط والتذمر والاحتجاج والتظاهر والاعتصامات وانتفاضة تشرين.

ومن غير المتوقع ان تفي هذه القوى بوعودها، بحكم طبيعتها ونهجها وشخوصها وتقديم المصالح الذاتية الانية على حساب المصلحة العامة للبلد والمحافظة والمواطن .

وهنا تتوجب الإشارة الى ان المقاطعة لهذه الانتخابات، بقيت للأسف، في حدود الفعل السلبي، ولم تتحول الى أي فعل سياسي مؤثر، وهذا ما يفرح المنظومة الحاكمة، بل وتنتظره على احر من الجمر.

يبدو، وقد يكون هذا موضع جدل ونقاش، وايا كانت الآراء التي ستقال فيه، وهي محترمة مقدما، ان في خصوصيات وضع بلدنا وطبيعة القوى الحاكمة، فان المقاطعة والعزوف لا يزيحها عن مواقع السلطة والتحكم والهيمنة، والتجربة الحية تقول بان العكس هو المطلوب، فاي حديث عن التغيير الجدي لا يتم الا بتغيير موازين القوى وهو ما يتطلب مساهمة جماهيرية فاعلة تمزج بين مشاركة واسعة في الانتخابات، وبين فعل جماهيري متعدد الاشكال يفرض إرادة التغيير وينتزع الحقوق.

كما تفرض النتائج المعلنة أيضا على القوى المدنية والديمقراطية مراجعة جادة لادائها وعملها والتوقف عند النتائج المتواضعة التي انتزعتها في ظروف غير ملائمة على صعد مختلفة ، برغم  محاولات التشويه والدس والتفرقة  والتسقيط، بما يعزز من الإمكانات لخوض معارك سياسية قادمة .

*************************************************************************

الصفحة الثالثة

وزارة النقل تتعهد بــ«إصلاحات جذرية».. مراقبون: صراعات سياسية تعرقل الارتقاء بخدمات المطارات العراقية

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تشهد مطارات العراق بين فترة وأخرى، حالة من الفوضى والتذمر، تحوّل المسافرين إلى مادة إعلامية مهمة لوسائل الإعلام المختلفة، لكن وزارة النقل التي تسلّمت مسؤولية إدارة المطارات من سلطة الطيران المدني، تعهدت بـ “إحداث نهضة” في هذا القطاع الحيوي، الذي وصفه رئيس الوزراء في اجتماع أخير بأنه «يمثل واجهة العراق مع العالم».

ويعلّل مراقبون تدنّي مستوى الخدمات بـ»وجود صراعات سياسية تعرقل عملية تطور مؤسسات النقل الجوي».

معاملة «سيئة»

ويشكو مسافرون من سوء الخدمات في مختلف المطارات، معربين عن سخطهم من حالة الفوضى وسط غياب التنظيم وسوء المعاملة.

يقول المواطن علي الجريصي، إن «هناك تأخراً في رحلات الطيران حصل بسبب العامل الجوي، وهو امر متوقع ويصب بسلامة المسافرين، لكن المشكلة تكمن في الفوضى التي حصلت جراء غياب التنظيم وسوء التعامل من موظفي المطار مع المسافرين العراقيين تحديدا».

ويضيف الجريصي في حديث مع «طريق الشعب»، أنّ «المسافرين بقوا في صالات الإقلاع ما يقارب 9 ساعات، لكن نسبة التنظيم لا تتجاوز 5 في المائة».

فصل إدارة المطارات

وسبق أن وافق مجلس الوزراء على فصل إدارة المطارات العراقية عن سلطة الطيران المدني وربطها بوزارة النقل. ووفقاً لمدير إعلام الوزارة ميثم الصافي فأنه «بعد قرار مجلس الوزراء صدرت عدة قرارات من ضمنها ربط إدارة المطارات بوزارة النقل/ شركة الخدمات الملاحية، التي أعيدت تسميتها لتصبح (الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية)، استنادًا إلى أحكام المادة (47/ ثانيًا) من قانون الموازنة العامـة الاتحاديـة للسنـوات الماليـة (2023 – 2024 – 2025).

يقول الصافي في تصريح خصّ به «طريق الشعب»، إنّ «وزارة النقل أعلنت جاهزيتها لتسلم المطارات، وهي الان بصدد اكمال بقية الإجراءات وإعداد خطة شاملة».

ويضيف، أن «إدارة المطارات تملك كفاءات وكوادر على قدر المسؤولية، كما أن الحكومة بدأت تولي هذا القطاع اهتماما كبيرا».

ويؤكد السافي أن وزارته تعهدت بإحداث نهضة كبيرة في مجال الملاحة الجوية وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.

غير «متعاونة»

عضو لجنة النقل والاتصالات في مجلس النواب، هيثم فهد، يقول إن «سلطة الطيران شهدت تلكؤاً وانحرافًاً في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، بعد تحولها إلى سلطة رقابية وتنفيذية في الوقت نفسه».

ويضيف النائب في حديث مع «طريق الشعب» أن اللجنة كانت قد طالبت بفصل إدارة المطار عن سلطة الطيران، لتحقيق حرية أكبر في الرقابة والمتابعة، مع التركيز على إصدار التوصيات، مشيرا الى ان «وزارة النقل كانت غير مستعدة لقرار مجلس الوزراء بفصل إدارة المطارات عن سلطة الطيران».

محاصصة

يقول المحلل السياسي محمد زنكنة، إن «اغلب المطارات العراقية في حالة يرثى لها»، مشيراً إلى أن «المحاصصة السياسية لها تأثيرها الواضح على ادارة المطارات، وتوزيع المهام والعمل داخل أروقتها».

ويضيف زنكنة لـ»طريق الشعب»، أن «مؤسسات النقل الجوي، لها أهمية كبيرة في تعزيز القطاع الاقتصادي»، مردفا «لكن السياسات والخطط الخاطئة وغياب الالتزام بالمعايير الدولية، خاصة بما يتعلق بنوعية الطائرات والمدارج وطرق شحن البضائع، جعلت هذه المؤسسة عبئا على الحكومة». وعن تأثير الصراعات السياسية والمحاصصة الطائفية، يجد أن «تأثيرها كبير ومباشر على الوضع العام للمطارات، وجميع الشركات التي تعمل في المطارات تمول من قبل سياسيين متنفذين».

ويعد مطار بغداد احد اقدم المطارات في العراق وقد يكون من اقدمها في الشرق الأوسط، وبالرغم من ذلك فهو يخلو من المقومات العالمية، ويقع خارج التنافس مع المطارات الدولية كمطار الدوحة والشارقة وحتى مطار طهران وإسطنبول، بحسب ما أوضح زنكنة.

*********************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الشباب في العراق

كتبت كاري برين تقريراً لشبكة (CBC) الإخبارية عن مشروع بقيمة 10 مليون دولار، قدمته كندا لدعم الشباب في العراق. ونقل التقرير عن وزير التنمية الدولية الكندي قوله بأن المشروع سيساعد كندا في نهاية المطاف، لأن الإستثمار يدعم الاستقرار في المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى أن من أهم نقاط استراتيجية بلاده في الشرق الأوسط هي تلك المتعلقة بالعراق، لأنها تعتقد بأن الطريقة التي سيسير بها هذا البلد هي ذاتها الطريقة التي ستسير بها بقية المنطقة.

تدريب مهني وتقني في العراق

وسيساعد التمويل الجديد، حسب التقرير، في دفع تكاليف التدريب المهني والتقني لمدة خمس سنوات من خلال شراكة مع منظمتين، هما خدمة الجامعات العالمية في كندا والقادة الكنديين في الاستشارات الدولية. ويأتي المشروع في ظل ما يعانيه الشباب العراقي من أزمة بطالة متفاقمة، يمكن أن تقوض الأمن الاقتصادي، لاسيما مع دخول حوالي 700 ألف شاب في سوق العمل العراقي كل عام، والذي يعّد العثور على وظائف جيدة فيه تحدياً كبيراً.

بطالة وخيبة أمل

ونسب التقرير إلى تانيا جوردان، نائب مدير إدارة البرامج والعمليات في الخدمة الجامعية العالمية في كندا قولها بأن معدل البطالة بين الشباب على المستوى الوطني يزيد بثلاثة أضعاف عن معدل البالغين، وهو أسوأ بالنسبة للشابات، اللاتي يواجهن تحديات إضافية بسبب جنسهن، مؤكدة على أن هناك الكثير الذي يمكن لمؤسسات التدريب وأصحاب العمل القيام به لضمان قدرة الشباب على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، إذا ما حصلوا على دعم مناسب، مما يبّدد ما يشعرون به من خيبة أمل.

الشباب والانتخابات

وحول موقف الشباب العراقي من انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العراق، نشرت صحيفة (ذي هيل) مقالاً لعدد من مراسليها في بغداد وكردستان، أشاروا فيه إلى تدني نسبة إقبال الناخبين في التصويت العام مقابل ارتفاعها غير العادي في التصويت الخاص بقوى الجيش والأمن، معربين عن تصورهم بعدم انخراط الشباب بالعملية الانتخابية، جراء ضعف ثقتهم بالسلطات، وبسبب نقمتهم على تفشي الفساد في مفاصل الدولة وانتشار السلاح المنفلت وارتفاع معدلات البطالة، إضافة إلى رفضهم للممارسات التي رافقت الحملة الانتخابية وخاصة دفع بعض المرشحين رشاوى للناخبين المحتملين.

وعزت الجريدة ارتفاع أعداد المصوتين في الاقتراع الخاص، إلى خوف العسكريين والأمنيين وخاصة الشباب منهم، من العقوبات الإدارية، اضافة إلى الضغوط التي مورست عليهم ليشاركوا في التصويت. كما لاحظت الجريدة ارتفاع نسب مشاركة الشباب الإيزيدي، الذي ينتظر من مرشحيه الفائزين، العمل على إعادة بناء مناطقهم، مثل سنجار، التي حطمها تنظيم داعش الإرهابي والحصول على تعويضات وتحسين الخدماتً.

الشباب والتغير المناخي

وحول ما سيواجهه الشباب العراقي من تأثيرات قاسية للتغير المناخي في البلاد، ذكر تقرير نشرته منظمة اليونسيف أوجه تعاونها مع الحكومة العراقية في وضع إستراتيجات علمية تضمن مساهمة الشباب في تقليل التأثيرات السلبية للتغيير المناخي، بما في ذلك تنظيم تدريس المشكلة في المؤسسات التعليمية. ويتضمن هذا التعاون سبل دمج الأطفال والشباب في العمل البيئي وحمايتهم من آثار تغير المناخ، وتدريب المختصين العراقيين وفرق المتطوعين. كما تساهم اليونسيف في عملية التخطيط وتحليل القدرات المؤسسية وتحديد إجراءات التنفيذ، بالتشاور مع أصحاب المصلحة. وأوضح التقرير بأن منظمات عديدة كمنظمة الأغذية والزراعة الدولية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الهجرة الدولية، تلعب أدواراً مساهمة وداعمة في هذه المشاريع، التي يحتاجها العراق وشبابه بشكل خاص، بسبب ما يعاني منه من ضعف في القطاعات الرئيسية مثل المياه والزراعة والصحة والموارد الطبيعية.

*****************************************************************************

عين على الاحداث.. العراق «الديمقراطي»

احتل العراق المرتبة العاشرة كأسوأ دولة في حرية الإنسان لعام 2023، وفق مؤشر معهد كاتو الذي يقيس الحرية الشخصية والمدنية والاقتصادية في 165 دولة، رغم انخفاض نقاطه بمقدار 0.08 مقارنة بالعامين الماضيين. هذا وفيما احتلت السويد المرتبة الأولى، وتفوق العراق في هذا المؤشر على 9 دول فقط، خمس منها عربية، لم يثر الأمر دهشة الناس، الذين أدركوا الترابط الذي لا ينفصم بين الحرية والعدالة، وبعد أن بات جلياً لديهم، أن لا ديمقراطية حقيقية في ظل المحاصصة والسلاح المنفلت والتباين الطبقي المريع، مهما اشتدت ماكنة التضليل وتم تأجيج الإستقطابات الطائفية والعرقية.

الغربال وقرص الشمس

أكد تحالف الشبكات والمنظمات الوطنية لمراقبة انتخابات مجالس المحافظات، على أن نسبة المشاركة فيها بلغت 26.7 بالمائة، حيث إمتنع عن التصويت 16.4 مليون ناخب، كاشفاً عن توثيق مايقارب الأف مخالفة، كعدم انتظام عملية دخول الناخبين إلى محطات الاقتراع وطرد وكلاء المرشحين أو المراقبين أو توقف المحطات وغير ذلك. هذا وكانت السلطات قد أعلنت عن بلوغ نسبة المشاركة 41 بالمائة، معتمدة على “حيلة شرعية” ابتدعها مجلس النواب ليستر بها الرفض الشعبي الكبير لمنظومة المحاصصة، ويتم فيها احتساب نسبة المقترعين على أساس من يمتلك بطاقة بيومترية، وليس على أساس الحق الدستوري للمواطن في التصويت.

يوم التضامن

احتفى العالم في العشرين من الشهر الجاري، باليوم العالمي للتضامن الإنساني، والذي يهدف لتعزيز الالتزام بالتضامن والتكافل الاجتماعي، ورفع مستوى وعي الناس بأهميتهما. ويبدو أن “نجاح” المتنفذين والفاسدين في الهيمنة على كعكة مجالس المحافظات، قد أنست “أولي الأمر” في بلادنا الاحتفاء بهذه المناسبة، والإستفادة منها، كعادتهم، في ذر الرماد بالعيون، لاسيما وأن “فضائلهم” قد عمت العراقيين، وجعلتهم الأحوج للتكافل، بعد أن ألقت بربعهم في أُتون فقر مدقع، وأجبرت 4 مليون منهم على العيش في عشوائيات تفتقد لأبسط مستلزمات الحياة الكريمة، وتركت 30.8 بالمائة من الشباب و60 بالمائة من الشابات في بطالة لا نهاية لها.

باب النجار مخلّع

تجاوزت قيمة المشتقات النفطية التي يستوردها العراق النفطي سنويًا ستة مليارات دولار، بضمنها 3.5 مليار دولار لاستيراد البنزين وزيت الوقود، فيما تعترف السلطات بوجود هدر تصل نسبته 50 بالمائة، بسبب الفساد وسوء الإدارة وشراء مشتقات بأضعاف سعرها الحقيقي في السوق العالمية. هذا ورغم ما أعلنته الحكومات المتعاقبة عن إنشاء وافتتاح العديد من المصافي في المدن المختلفة مثل كربلاء والبصرة، وعن إعادة الحياة إلى مصفى بيجي بعد “استعادة” معداته المسروقة، ورغم وعودها بإغلاق هذا الملف نهائياً، ترتفع تكاليف الاستيرادات كل عام، فيما يعاني الناس من شحة هذه المشتقات في السوق، بين فترة وأخرى.

چا وينه حچيكم!

أعلنت شركة انترناشونال للإنذار، الرائدة بمجال خدمات الأمن، مؤشر المخاطر التفاعلية السنوية لعام 2024، والذي يوفر تصنيفات أساسية للمخاطر الطبية والأمنية ويعكس تأثير الأحداث والصراعات إضافة إلى مخاطر تغير المناخ. وقد جاء العراق ضمن النطاق الأحمر الذي يوصف بأن الخطر فيه “عالٍ جدا” وذلك برفقة سوريا وافغانستان وفلسطين واليمن والسودان وغيرها. هذا ويأتي تقييم الشركة ليفضح وهم الاستقرار الذي يدعيه البعض، في ظل تفشي الفساد وتغول السلاح المنفلت وتخلف الخدمات وفي مقدمتها الرعاية الصحية، والإهمال وعدم الإكتراث الذي يتسم به موقف الحكومة من تدهور البيئة بسبب الجفاف وحرائق الغازات في مناطق إنتاج النفط.

**********************************************************************************

الصفحة الرابعة

في 2023 تواصل مشكلة المياه في البلاد

بغداد – طريق الشعب

صنّفت الأمم المتحدة العراق كأحد البلدان الخمسة الأولى الأكثر تأثراً بتغير المناخ في جميع أنحاء العالم، وأشارت إلى تزايد فقدانه للأراضي الصالحة للزراعة بسبب التملح وقلة هطول الأمطار وموجات الحر الطويلة والعواصف الترابية.

وتأتي هذه المتغيرات مع فقدان العراق مؤخراً لـ 90 في المائة من المياه التي كانت تتدفق إليه من إيران وحوالي 70 في المائة من المياه التي كانت تتدفق إليه من تركيا، مما سّبب في أزمة شديدة بالإمدادات المائية وترك تأثيرات سلبية قاسية على الإنتاجين الزراعي والحيواني، لاسيما حين ترافق هذا الحصار المائي مع جفاف استثنائي تعيشه البلاد هذا العام.

فبعد أن كانت حصة العراق من نهر دجلة تصل إلى 20.5 مليار متر مكعب ومن نهر الفرات 30 مليار متر مكعب عام 1933، بلغت في العام الفائت 9.7 و9.5 مليار متر مكعب فقط، على التوالي، فيما فقدت البلاد خلال الأعوام الثلاثة الماضية نحو 53 مليار متر مكعب من مخزونه المائي، وفق بيانات وزارة الموارد المائية. وقد دفع هذا الأمر الخطير بالبنك الدولي إلى التحذير من أن الموارد المائية ستصل إلى 20 بالمائة من احتياجات العراق بحلول عام 2050 في حال استمر الوضع على ما هو عليه. وأشار البنك إلى أن ذلك سيعني حرمان ثلث الأراضي المروية حاليا من حصتها المائية وتراجع الناتج المحلي بنسبة 4 بالمائة إضافة إلى تراجع الطلب على العمالة بنسبة لا تقل عن 12 بالمئة في الأنشطة الزراعية، وهجرة سبعة ملايين شخص، من العمل في هذا القطاع. كما حذرت وزارة الموارد المائية، في تقرير صادم، أصدرته في ديسمبر 2021، من أن استمرار فقدان المياه من نهري دجلة والفرات، اللذين يشكلان العمود الفقري لإمدادات المياه العذبة، يمكن أن يحّول البلاد إلى أرض بلا أنهار بحلول عام 2040.

كما جاءت هذه المتغيرات لتزيد من الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الإنتاج الزراعي في البلاد، كوجود تربة رسوبية ذات خصوبة منخفضة، وارتفاع في معدلات تملح التربة، وغياب إستراتيجية توفير الأصناف المناسبة من البذور، القادرة على التكيف مع ظروف التربة والمناخ، وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الحيوان والآفات الزراعية.

وقد اشتدت جراء ذلك، الحاجة إلى حلول جذرية سريعة، تستند إلى معالجات داخلية وخارجية. فعلى الصعيد الإقليمي سعى العراق للإستفادة من العلاقات الجيدة مع أنقرة وطهران لفتح ملفات المشكلة وإيجاد حلول مشتركة لها.

العلاقات مع تركيا

برزت مشكلة العراق مع الإطلاقات المائية من تركيا، منذ سبعينيات القرن الماضي، حين أدى إكمال سد كيبان على نهر الفرات إلى انخفاض إيرادات العراق المائية منه إلى 9 مليار متر مكعب ولسنتين متتاليتين. ثم جاء مشروع تركيا لإنشاء سلسلة من 22 سداً كبيراً على نهر دجلة، لحجز المياه واستخدامها في الزراعة وفي إنتاج الطاقة الكهرومائية، كان آخرها سد أليسو، وإقامة خمسة سدود أخرى على نهر الفرات، أهمها سد اتاتورك، ليلحق أفدح الأضرار بالعراق، الذي استخدمت تركيا كما يبدو المياه كأداة للضغط عليه. فبعد أن وافقت على صرف 500 متر مكعب من المياه في الثانية، انخفض المعدل إلى حوالي 200 متر مكعب في الثانية من نهر دجلة و175 متر مكعب في الثانية من نهر الفرات، وهو ما قلل من كمية المياه المتاحة لكل عراقي، من 5000 متر مكعب في عام 1997 إلى 2400 متر مكعب في عام 2009.

وبهدف التوصل إلى اتفاق مع تركيا لرفع الإطلاقات المائية بواقع 400 متر مكعب في الثانية من نهر دجلة، و500 متر مكعب في الثانية من نهر الفرات، افتتحت بغداد جهودها في العام 2023، بتشكيل لجنة مشتركة بين برلماني البلدين، لمعالجة مشكلة المياه على أساس قواعد القانون الدولي التي تنظم تقسيم وتوزيع المياه بين الدول المتشاطئة بصورة عادلة. لكن الآمال التي توقعت أن تحقق هذه اللجنة أهدافها سرعان ما تبددت، على الرغم من العلاقات السياسية الودية، وتجاوز التبادل التجاري بين البلدين حاجز العشرين مليار دولار، حيث تستورد بغداد الكثير من المنتجات الزراعية والغذائية والتكنولوجية من تركيا، التي تنفذ شركاتها العديد من المشاريع الإستثمارية في العراق، وخاصة في مجال البناء والطرق والجسور، وحيث تسعى لضمان احتياجاتها من النفط والغاز العراقي.

ثم جاءت زيارة رئيس الوزراء إلى تركيا، كمحاولة ثانية، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي، لكنها فشلت في تحقيق اختراق ما، لا في مشكلة المياه وتدفقات نهري دجلة والفرات ولا في القواعد العسكرية التي أقامتها تركيا داخل العراق، بذريعة محاربة معارضيها من أعضاء حزب العمال الكردستاني، والتي تعتبر حسب القانون الدولي، اعتداءً على السيادة العراقية.

ورغم القرار الذي اتخذه اردوغان، بزيادة كمية المياه المتدفقة من نهر دجلة لمدة شهر واحد، كبادرة حسن نية على الزيارة، فقد انتقدت انقرة بشدة بغداد على هدرها غير المسؤول للمياه، جراء استخدامها لطرق تقليدية ومتخلفة في الري. ولم تمض سوى أسابيع حتى أعلن وزير الموارد المائية العراقي عن أن الإطلاقات المائية التركية لنهر الفرات على الحدود السورية، ما زالت محدودة جداً، وهي أقل مما تم الاتفاق عليه بـ 50 بالمئة.

وفي مواجهة سعي تركيا لإخضاع العراق إلى إرادتها، عبر استخدام المياة كسلاح للتدجين، وإجهاض محاولات العراق اللجوء إلى التحكيم بشأن نزاع المياه مع أنقرة، وأخيراً إظهار القوة العسكرية والعمل على زعزعة استقرار العراق، وضرب أهداف عميقة داخل أراضيه، دعا بعض الخبراء بغداد لتبني استراتيجية كلية بدلاً من استراتيجية مجزأة، أي ربط قضية المياه مع الإستثمار والتجارة والطاقة والأمن. ويذكر هؤلاء أمثلة على ذلك بالسعي لجذب تركيا للمشاركة في طريق التنمية، او للإستثمار في المشاريع الزراعية وإنتاج الغذاء على نطاق واسع، إضافة للاستثمار في مجال الطاقة.

العلاقات مع ايران

شكلت اتفاقية الجزائر التي وقعها النظام المقبور مع شاه إيران العام 1975، الشرارة التي اندلع منها لهيب حرب الثمانينيات بين البلدين، حيث صنّفت الاتفاقية الأنهار الحدودية في ثلاث فئات، يتم في الفئة الاولى تقسيم المياه مناصفة بين البلدين، وفي الفئة الثانية وفق الاتفاقية العثمانية-الإيرانية لعام 1914، أما في الفئة الثالثة فعلى اساس حُسن الجوار والاحترام المتبادل. وأدى ذلك إلى ان تحصل إيران على نصف شط العرب، بعد ان كان بضفتيه، مُلكا للعراق.

وبقي ملف المياه بين البلدين مقلقاً وغامضاً بعد أن أكملت إيران سيطرتها على الروافد والأنهار المشتركة جميعها، وحبست مياه النهرين الكبيرين، الكرخة والكارون، وحجبتها من الوصول إلى مصباتها التقليدية في جنوب العراق. وكان لهذه الإجراءات آثارٌ مدمرة على الأهوار العراقية، وهي المساحات المغمورة بالمياه منذ آلاف السنين، والتي كانت موئل الحضارة السومرية.

لقد قامت إيران في العقود الأخيرة منفردة ودون التشاور مع الحكومة العراقية، بقطع العديد من مجاري الأنهار الحدودية المشتركة مع العراق، بلغت أكثر من أربعين نهراً حدودياً مشتركاً ما بين كبير وصغير إضافة لإقامة 109 سد وخفض الإطلاقات المائية بمقدار 15 مليار متر مكعب سنوياً. كما قامت بتحويل هذه المياه إلى داخل أراضيها، دون أي اعتبار إلى حقوق العراق التأريخية المكتسبة منذ القدم في هذه الأنهار، والتأثير البالغ لتلك الأعمال والأنشطة على الحياة الطبيعية والبيئية والأجتماعية فيه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لاسيما وأن بعض هذه الأنهار يشكل بطبيعته الجغرافية والتكوينية، منابع وروافد مهمة لنهري دجلة وشط العرب وللأهوار الجنوبية. كما تشكل هذه الأنهار عنصراً مهماً للحياة الطبيعية في المناطق والمدن والقصبات العراقية الحدودية. ومن الطبيعي أن يعّد ذلك مخالفة لمبادئ وقواعد استخدام مياه الأنهار المعترف بها دولياً.

وشهد العام الجاري زيارات عديدة لطهران، قام بها كبار المسؤولين العراقيين، وتمت في بعضها على الأقل مناقشة ملف المياه، حيث طالبوا بمراعاة حصة العراق في روافد نهري دجلة وشط العرب، وسمعوا من مضيفيهم وعوداً ايجابية ودعوات للتعاون من أجل الوصول إلى حلول. غير ان المطالبات والوعود، بقيت حبراً على ورق، رغم مرور أوقات جفاف قاسية على العراقيين.

ما العمل؟!

وهكذا تتطلب الأوضاع الخطرة التي يعيشها العراق على صعيد الأمن الغذائي والمائي، وضع إستراتيجية عاجلة، لا لإنتزاع حقوق البلد من المياه من دول المنبع وحسب الشرائع الدولية، بل وأيضاً تغيير وتحديث أنظمة الري والهدر الحاصل في المياه، وتخصيص استثمارات جادة لهذا الغرض.

******************************************************************************

بواقع عشر حالات في الساعة الواحدة.. العام 2023 يسجل أعلى معدلات طلاق.. والرصافة في المقدمة

بغداد ـ محمد التميمي

يعكس ارتفاع معدلات الطلاق بشكل واضح تردي الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وما يتركه ذلك من اثار سلبية على الاسرة العراقية.

وأعلن مجلس القضاء الأعلى، أخيرا، إحصائية الزواج والطلاق لشهر تشرين الثاني الماضي، كشف فيها عن تسجيل أكثر من 6620 حالة طلاق، أي بمعدل 220 حالة يومياً.

احصائيات العام 2023

وحسب ما تم رصده خلال النصف الأول من 2023، فقد سجل العام أعلى احصائية لحالات الطلاق، وصلت إلى 6728 حالة، أي بواقع عشر حالات في الساعة الواحدة، كما تم تسجيل 4259 حالة تصديق طلاق خارجي في المحاكم العراقية باستثناء إقليم كردستان، فضلا عن 1549 حالة تفريق بحكم قضائي.

وتصدرت محكمة استئناف بغداد – الرصافة، حالات تصديق الطلاق الخارجي بواقع 655 حالة، فيما كانت حصة محكمة استئناف بغداد – الكرخ، 377 حالة تفريق بحكم قضائي.

وكان لشهر تموز، خصوصية في ذلك، حيث أعلن مجلس القضاء الأعلى عن حدوث 5808 حالات طلاق في عموم البلاد، باستثناء محافظات إقليم كردستان العراق الثلاث، وهو ما يعني حصول قرابة 193 حالة طلاق يومياً في المحاكم العراقية، اي بمعدل 8 حالات في الساعة الواحدة.

احصائيات الاعوام الماضية

وقياسا بالأعوام الماضية سجل العراق قرابة “61276” حالة طلاق خلال 10 أشهر فقط من العام الماضي، كانت كالاتي: في كانون الثاني 6486، وفي شباط 5815، وفي اذار 6606، وفي أيار 5270، وفي حزيران 6330، وفي تموز 4827، وفي أب 6491، وفي أيلول 5569، وفي تشرين الأول 6987، وفي تشرين الثاني 6895، فيما لم ترد اي إحصائية رسمية في نيسان.

وبالنسبة للعام 2021 فقد سجل مجلس القضاء الأعلى، أكثر من 73 ألف قضية طلاق، وهي حصيلة مماثلة لحصيلة العام 2018. وخلال العقد الممتد بين 2004 و2014، انتهى زواج واحد من بين كل خمس زيجات بالطلاق، حيث سجلت 516784 حالة طلاق من بين 2.6 مليون زيجة.

وفي احصائيات رسمية اخرى سجلت المحاكم العراقية 1498 حالة طلاق لنساء لم يبلغن الخامسة عشرة خلال عام 2020، و2594 حالة خلال العام 2021.

من اسباب الظاهرة 

تصف الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، سارة جاسم، ارتفاع معدلات الطلاق بالأمر المتوقع الذي تقف خلفه العديد من الاسباب، والذي يحتاج الى معالجات جادة عبر قوانين فاعلة ورادعة. 

وتقول جاسم في حديث مع “طريق الشعب”، انه “منذ سنوات تتكر هذه النسب والاحصائيات، وتتنامى عاماً بعد اخر، ولعدة اسباب منها العوامل الاقتصادية، وبالدرجة الاساس زواج القاصرات، الذي يتم من بين زيجات اخرى، خارج المحاكم، ويجد فيه البعض منفذاً للتخلص من عبء الفتيات الصغيرات بأسرع طريقة، دون التفكير بالعواقب الكبيرة التي ستمر بها الفتاة”.

ولفتت الناشطة الى ان ذوي الضحية يلجؤون الى تطليق الفتاة “في حال عدم نجاح الزيجة، برغم إنها لم تكمل سن الثامنة عشرة. أي لا تملك عقد زواج رسمي في المحكمة، مما يضطرهم الى تسجيل الطفل، إن وجد، باسم الجد والجدة من اهل الام، اي ان هناك ضياعا بالنسب ايضاً. بينما تخسر الفتاة مستقبلها ودراستها وحياتها، وتكون أمّاً تنتظر الزواج ثانية”.

وأكدت الناشطة هذه الحالات تفرز تفككا اسريا كبيرا. وللأسف لا ينتبه احد اليه؛ حيث يتم التركيز فقط على العنف الأسري كسبب للطلاق، فيما يتم اتهام المدافعين عن حقوق النساء بتشجيعهن على الطلاق”.

وتجد أن “من المهم أن تكون هناك قوانين منظمة لحياة العائلة ورادعة لحدوث ظاهرة العنف الاسري الذي يعد بالتأكيد سبباً رئيسياً من اسباب الطلاق”.

التفكك الاسري

من جهته، يؤكد الباحث الاجتماعي نشوان محمد، ان التنامي المخيف لمعدلات الطلاق، مؤشر خطير على تفكك الاسرة، وسيؤدي بالضرورة الى تفكك المجتمع، وحدوث المزيد من الجرائم.

ويعزو الباحث هذا الارتفاع الى “اسباب ذاتية متعلقة بطرفي العلاقة واسباب موضوعية كالأسباب الاقتصادية والاجتماعية، أو تلك المتعلقة بالجانب الثقافي والوضع العام في البلاد والتغيرات الثقافية وغيرها التي يشهدها المجتمع”.

واكد أن اهم سبب “يقف خلف ارتفاع معدلات الطلاق، هو العامل الاقتصادي. كذلك الزواج بالإكراه، الذي يخلق الكثير من المشاكل التي تؤدي في نهاية المطاف الى الانفصال”، مبيناً انه “في السابق كان الترابط العائلي يحكم الزواج ويمنع انهياره، ونادراً ما يتمرد الأزواج على العائلة ولكن الوضع اليوم اختلف عن السابق”.

واشار الى ان “الكثير من حالات الطلاق التي تشهدها المحاكم العراقية ناجمة عن سوء استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأزواج. اليوم، الزوج والزوجة، يأخذان ثقافتهما وقناعاتهما من مصادر اخرى مختلفة، إذ يخلق كبار رواد هذه المنصات صورة نمطية غير حقيقية عن الزواج والعائلة والاسرة، سرعان ما تصطدم بالواقع المغاير تماماً عند الزواج”.

ونوه الى ان “هذه النسبة التي اعلن عنها مجلس القضاء الاعلى كبيرة جداً بالنسبة الى مجتمع يعتبر نفسه محافظاً، ويبغض الطلاق وينظر للمطلقة نظرة سلبية”، مشدداً على ضرورة ايجاد “معالجات من خلال مشروع ثقافي توعوي تتبناه الحكومة والجهات الرسمية او حتى التحالف مع المنظمات الدولية المختصة، وتوفير الدعم المادي للطبقات الفقيرة وخلق فرص عمل”.

******************************************************************************

الصفحة الخامسة

أكول.. واقع خدمي بائس  في بعقوبة!

عبد اللطيف أسد

قبل فترة، زارت لجنة العلاقات الوطنية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، عددا من الدوائر الخدمية ذات الصلة بحياة الناس في مدينة بعقوبة، وهي دائرة الماء ودائرة المجاري وبلدية بعقوبة.

وخلال المناقشات التي اجرتها اللجنة مع إدارات الدوائر، تم عرض المشكلات الخدمية التي تعانيها المدينة، ومنها أن ماء الإسالة ملوّث وغير صالح للاستهلاك البشري، وأن مياه الصرف الصحي لا تخضع للمعالجة، ويجري تصريفها مباشرة في نهري ديالى وخريسان، فيما ليس لبلدية بعقوبة أي نشاط في مجال توزيع الأراضي على الفقراء وذوي الدخل المحدود، عدا المشمولين من عائلات الشهداء والجرحى، حيث حُصر الأمر برمته بالمحافظ، كما أن البلدية عزفت عن إنشاء مشروع لتدوير النفايات، كي يساهم في صنع بيئة نظيفة، لإنها تعتقد بأن المشروع سيتعرض للخسارة، جراء عدم تجاوب المواطنين في استخدام المنتجات البلاستيكية المعاد تدويرها من النفايات.

كما أكدت اللجنة على أن مدينة بعقوبة، ومحافظة ديالى بشكل عام، تعيش واقعا خدميا سيئا، ما يتطلب من الجهات المعنية الوقوف عند هذه المشكلات والسعي إلى معالجتها، لا سيما وإنها تمس الصحة العامة.

**********************************************************************************

أهالي الغزالية: ساحاتنا العامة تحوّلت إلى مقابر للأنقاض!

متابعة – طريق الشعب

شكا العديد من أهالي منطقة الغزالية غربي بغداد، من تحوّل ساحات عامة وقطع أراض فارغة في المنطقة إلى مكبات للأنقاض والنفايات ومواقف لمركبات الحمل الكبيرة، منتقدين عدم تفاعل الجهات البلدية مع مطالباتهم بتنظيف هذه المواقع.

وأوضحوا في حديث صحفي، أنه “لم تبق ساحة عامة أو قطعة أرض خالية إلا وتحوّلت إلى مكب نفايات ومقبرة للأغراض القديمة والتالفة (السكراب)”، مؤكدين أن “بعض سائقي سيارات الحمل الكبيرة يستخدمون هذه الأماكن كمواقف لمركباتهم”.

ولفتوا إلى أن “المشكلة لا تتعلق بشارع معين أو محلة ما في الغزالية، بل هي عامة تشمل كل المنطقة بجانبيها، بدءاً من خط سريع اللقاء وصولاً إلى جانب الشعلة”، مؤكدين أنه “تحدثنا أكثر من مرة مع موظّفي الأمانة والبلدية، لكنهم يقولون إن بعض هذه الأراضي تابع لجهات معينة، أو أن لها أصحابها الذين يمتلكونها ولا يمكن التصرّف بها من دون موافقتهم”.

واستدرك الأهالي قائلين “لكن هذا الأمر غير مقبول. فالنظافة من مسؤولية الأمانة والبلدية”.

وأكدت البلدية عبر مصدر لها على أنها تتلقى شكاوى من السكان حول هذه المشكلة، وتحتاج إلى تعاون الأهالي بالدرجة الأولى لمنع الأشخاص الذين يتجاوزون على هذه المساحات، مشيرة الى أن “قسما من هذه الساحات مخطط له أن يكون مساحة خضراء، والقسم الآخر يعود لجهات أو أشخاص يملكونه، والمسألة تحتاج إلى بعض الوقت لحلها”.

******************************************************************************

«نفق ملعب الشعب» لا إنارة ولا نظافة!

بغداد – طريق الشعب

انتقد عدد من البغداديين عدم اهتمام الجهات البلدية المعنية، بنفق عبور المشاة الذي يوصل بين جانبّي سريع محمد القاسم بالقرب من «ملعب الشعب» الدولي، مبينين أن النفايات متناثرة على أرضية النفق، الذي يخلو من الإنارة ويبقى مظلما حتى خلال ساعات النهار.

وقال المواطن محمد المبارك لـ «طريق الشعب»، أن بعض السابلة يمتنعون عن المرور من هذا النفق، بسبب عدم نظافته وخلوه من الإنارة، ويضطرون إلى عبور الطريق السريع، وبالتالي يتعرضون إلى خطر الدهس.

وطالب المواطن الجهات البلدية المعنية، بتنظيف النفق وتزويده بالإنارة، نظرا لأهميته، مؤكدا أن عددا كبيرا من المواطنين يسلكون هذا النفق يوميا، حيث يؤدي الى العديد من المستشفيات والدوائر الحكومية في هذه المنطقة.

*********************************************************************************

طلبة متوسطة المدحتية يضطرون إلى تنظيف مدخل مدرستهم!

متابعة – طريق الشعب

اضطر طلبة متوسطة المدحتية جنوبي الحلة، إلى تنظيف مدخل مدرستهم الخارجي، من النفايات والمياه الآسنة، في الوقت الذي تقع فيه مسؤولية هذا العمل على دائرتي البلدية والمجاري.

يقول المدرّس في المتوسطة حيدر الحربي، أن «النفايات متكدسة أمام بوابة المدرسة منذ أكثر من أسبوعين، مما تسبب في انسداد شبكة الصرف الصحي وطفح مياه المجاري»، مبينا في حديث صحفي بأنهم اتصلوا «أكثر من مرة بمديرية البلدية لكنها لم تستجب، فاضطر الطلبة بالتنسيق مع الإدارة لرفع النفايات ودفع المياه الآسنة بعيداً عن المدرسة».

وأشار الحربي إلى أن «المنظر لا يليق بمؤسسة تعليمية. فهذه المؤسسة يجب أن تحظى باهتمام الدوائر المعنية، حفاظاً على صحة الطلبة».

من جانبه، قال مدير المدرسة أحمد يحيى، أن «المشكلة الرئيسة ليست في تكدس النفايات، بل في وجود انسداد في شبكة الصرف الصحي التي تحتاج إلى تنظيف وصيانة، وهذه مسؤولية مديرية المجاري»، مشيرا إلى ان «البلدية أرسلت عمال النظافة لرفع النفايات، بعد أن قام الطلبة بجمعها».

إلى ذلك قال مدير مجاري بابل عقيل جابر الحمداني، أنه «وجهنا شعبة صيانة الشبكات في الناحية للذهاب إلى المكان المعني ومعالجة الانسداد»، مضيفا في حديث صحفي أنه «على البلدية رفع النفايات باستمرار، وتحديداً القريبة من فتحات شبكات المجاري».

***********************************************************************************

بغداديون ينتظرون إنارة الجانب الآخر  من «جسر الصرافية»

متابعة – طريق الشعب

بعد إنارته من قبل البلدية، أصبح “جسر الصرافية” الرابط بين الأعظمية والعطيفية، على ضفتي دجلة، جميلا وجذابا، إلا أن الإنارة التي أنجزت، غير مكتملة، فلا تزال في جانب واحد فقط من الجسر، والذي يطل على شارع حيفا، أما الجانب المقابل للأعظمية، فهو حتى الآن بلا إنارة.  ويؤكد مواطنون أن هناك أسلاكا كهربائية غير مغطاة مثبتة بالجسر، مما يشكل خطورة على المارة، حيث يشير المواطن علي كاظم، أنه “فرحنا بإنجاز الإنارة، لكننا فوجئنا بأنها منصوبة في جانب واحد من الجسر. ولا تزال كذلك بالرغم من مرور قرابة أسبوعين على إكمالها”، مشيرا إلى أن “الجانب غير المنار من الجسر بات كئيبا”!

ويؤكد المواطن أنه “انتشرت على وسائل التواصل صورا لأسلاك كهربائية عارية مثبتة على الجسر، ولكونه حديديا قد يحدث تماس كهربائي، ما يشكل خطورة على المارة، لا سيما أن الكثيرين منهم يعبرون الجسر مشيا على الأقدام”. 

ووفقا لما نقلته وكالات أنباء عن مصدر في البلدية، فإن “فرق الكهرباء تعمل بشكل مستمر لإكمال إنارة الجسر من جانبه الآخر، ليكون بمظهر جميل”، مبينا أنه “وصلتنا شكاوى حول وجود أسلاك كهربائية غير مغطاة، وسنعمل على متابعة الشكاوى ومعالجة المشكلة”.

*****************************************************************************

أهالي البلديات يشكون من التجاوزات على شبكة الإسالة

متابعة – طريق الشعب

أبدى العديد من أهالي منطقة البلديات في بغداد، استياءهم من قيام البعض بربط مضخات بصورة عشوائية على أنابيب الإسالة، للحصول على المياه واستخدامها في غسل السيارات في الشارع العام، مشيرين في حديث صحفي إلى أن هذه الظاهرة تعد تجاوزا على شبكة الماء وتتسبب في غرق الشوارع والإضرار بها.  وفي حديث صحفي، قال المواطن ذو الفقار الشويلي، أنه “نرى هؤلاء الأشخاص، وأغلبهم من أحياء مجاورة، يأتون إلى هنا يومياً وينصبون مضخات المياه على الأنابيب الرئيسة للحصول على المياه، واستخدامها في غسل السيارات”، مؤكدا أنه “حتى أفراد الشرطة يغسلون سياراتهم لدى هؤلاء، كونهم يأخذون أجوراً أقل من المحطات النظامية، على اعتبار أنهم يحصلون على المياه مجانا، ولا يدفعون ضرائب أو رسوما لأمانة العاصمة”.

ويلفت الشويلي إلى أن “العاملين في هذه المهنة، يختفون يوم السبت من كل أسبوع، بسبب فرق البلدية التي تقوم بجولاتها التفتيشية في هذا اليوم”.

شبكة “964” الاخبارية تنقل عن مصدر في بلدية المنطقة قوله أن “هذه المشكلة موجودة في عدد كبير من مناطق بغداد، لكنها منتشرة هنا أكثر، لوجود أنبوب مياه رئيس يمر بجانب الشارع ضمن منطقة متروكة”.

***********************************************************************************

الصفحة السادسة

حزب الشعب الفلسطيني: يكرس المفهوم الإسرائيلي - الأمريكي العدواني.. فيتو أمريكي جديد يقوض مساعي وقف الحرب على قطاع غزة

بغداد ـ طريق الشعب

في تطورات استمرار الحرب العدوانية على قطاع غزة، اظهرت مقاطع مصورة جثثا لمدنيين بينهم اطفال ونساء، ملقاة في الشوارع، جراء الاستهداف الإسرائيلي، كما تحللت الجثث نتيجة عدم التمكن من الوصول إليها على مدى الأيام الماضية حين كانت الآليات الإسرائيلية تتوغل في المكان، ويسيطر القناصة الإسرائيليون على الشوارع.

وشنّت إسرائيل، أمس السبت، عمليات قصف إضافية على غزة مع تأكيدها مواصلة الحرب، بُعيد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى زيادة كبيرة وفورية في المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.

يكرس العدوان

واعتبر حزب الشعب الفلسطيني صيغة قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم التصويت عليه، امس الاول الجمعة، تكريساَ للمفهوم الإسرائيلي - الأمريكي العدواني ضد الشعب الفلسطيني.

وأكد الحزب في تصريح صحفي، حصلت عليه «طريق الشعب»: أولا، القرار تكريس للمفهوم الاسرائيلي - الامريكي في التعاطي مع العدوان والحصار المفروض على قطاع غزة. وثانياَ، لن يطبق على الأرض لبقاء التحكم في ذلك بيد قوة الاحتلال الاسرائيلي. وثالثاَ، ما جرى اعتماده من صيغة في هكذا قرار، يمثل تراجعاَ عن القرار الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما إن هذا القرار يشكل غطاءَ وضوءاً أخضر لاستمرار دولة الاحتلال الفاشية في عدوانها على شعبنا.

وشدّد حزب الشعب على ضرورة السعي والمثابرة في العمل من أجل سرعة وقف شامل لإطلاق النار وللعدوان على قطاع غزة وفك الحصار عنه، مهما جرى من إعاقات بسبب السلوك و»الفيتو» الأمريكي السافر، واستمرار التمسك بمطالبة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن.

من جهته، قال الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس إن الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل عمليتها العسكرية تخلق «عقبات هائلة» أمام توزيع المساعدات داخل القطاع المتضرر.

واعتمد مجلس الأمن الدولي، بأغلبية كبيرة قرارا مخففا بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومراقبتها، لكن دون اعتماد مشروع القرار الخاص بتعليق فوري «للعمليات العدائية الاسرائيلية».

الفيتو مفرغ من جوهره

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد محاولة روسية لإضافة دعوة «لوقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية» لمشروع القرار.

وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن الولايات المتحدة أدرجت عنصرا خطيرا في مشروع القرار يسمح لإسرائيل بتطهير قطاع غزة.

وأضاف نيبيزيا، أنه تم إفراغ نص مشروع القرار المتعلق بغزة من جوهره، بسبب ضغوط الولايات المتحدة، متهما واشنطن أيضا بأنها استخدمت الذرائع والابتزاز لوضع قرار يرضيها بخصوص غزة.

من جهتها، قالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن القرار سيسمي مندوبا أمميا للإشراف على توسيع إيصال المساعدات إلى غزة.

وأضافت غرينفيلد، أن القرار يعطي إمكانية وصول المساعدات لغزة بدون عوائق، وعبّرت عن استغرابها، لأن بعض أعضاء المجلس رفضوا إدانة حماس في هذا القرار.

كما قالت المندوبة البريطانية باربرا وودوارد، إن القرار المعتمد سيبسط عمليات تفتيش المساعدات ويسرع إيصالها لمن يحتاجها.

رد فلسطيني

وفي ردود الفعل، قالت حركة حماس، إن قرار مجلس الأمن الداعي لتوسيع دخول المساعدات خطوة غير كافية، ولا تلبي متطلبات الحالة الكارثية في قطاع غزة.

وأضافت الحركة، في بيانها، أن «الإدارة الأمريكية عملت على إفراغ القرار من جوهره وإخراجه بصيغة تسمح للاحتلال استكمال التدمير والقتل».

ودعت حماس مجلس الأمن إلى إلزام الاحتلال بإدخال مساعدات كافية إلى كل مناطق القطاع، خصوصا مناطق الشمال.

من جهته، وصف المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، تبني القرار 2720 بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة.

في الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن تل أبيب ستستمر فحص جميع المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة لأسباب أمنية.

وفي تطورات الحرب

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، انه جرى تصنيف 3000 جندي من جرحى الحرب على غزة بأنهم أصحاب إعاقات دائمة، فيما كشف استطلاع جديد للرأي العام، أمس الاول الجمعة، أن 67 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة جديدة لإطلاق الأسرى المحتجزين مقابل وقف النار.

في الاثناء، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن «الجيش يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب»، وبحسب المصادر «تشمل المرحلة الثالثة إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة».

فيما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر في محادثات وقف إطلاق النار، أن الخلافات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية كبيرة، لكنها لم تصل إلى طريق مسدود.

*******************************************************************************

السودان.. عقبات كبيرة أمام خطوة وقف الحرب!

الخرطوم ـ قرشي عوض

على العكس مما كان متوقعا من خطوات تهدئة عقب (قمة الايغاد) التي انعقدت في التاسع من الشهر الجاري في جيبوتي، اتسعت دائرة القتال لتشمل مناطق في وسط السودان.

وهاجمت قوات الدعم السريع في الأيام القليلة الماضية ولاية الجزيرة ودقت أبواب عاصمتها (ود مدني) المدينة التي ظنها اهل الخرطوم انها آمنة فهاجروا إليها واستقرت فيها آلاف الأسر، ما أسفر عن هجرة كبيرة منها.

وفي هذا الشأن، اختلف المراقبون في تفسير هذا التصعيد، فظنه البعض رداً على اعتراض الخارجية السودانية على مخرجات القمة المشار اليها ووصفها بأنها مدسوسة على البيان الختامي.

ولعل أهم ما توصلت إليه القمة ضمن التوصيات الأخرى هو الحصول على موافقة من قيادتي الجيش والدعم السريع على لقاء يجمع بينهما في غضون أسبوعين للتفاهم على وقف دائم لإطلاق النار، لكن فور صدور بيان القمة سارعت الخارجية السودانية للتشكيك في بعض النتائج التي خرجت بها وأهمها اللقاء المشار إليه، وقالت إن هذه التوصية تم إقحامها ولم يتم الاتفاق عليها.

من جانبها، تجاهلت المنظمة الإفريقية تعليق الخارجية السودانية ولم تقدم من جانبها أي توضيح، على اعتبار أنها مع الاتحاد الإفريقي لا يعترفان بحكومة الأمر الواقع في السودان وبعبد الفتاح البرهان كرئيس لمجلس السيادة لأنه قام بانقلاب عسكري علي الحكومة الشرعية التي تمخضت عنها الثورة الشعبية، بالتالي فإن الخارجية السودانية غير معنية أصلا بالأمر، وان المقصود هو عبد الفتاح البرهان كقائد للجيش السوداني باعتباره طرفا في النزاع، وليس رئيسا للسودان. ويمكن القول ان تلك التصريحات تسعى لوضع العقبات امام الوصول لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

وفي تلك الاثناء، وصلت العلاقات بين دولة الإمارات العربية وحكومة الانقلاب الى أسوأ درجاتها وجرى تبادل طرد الدبلوماسيين وانتهى الامر بإغلاق السفارة الإماراتية ومغادرة السفيرة لمدينة بورتسودان. ويأتي هذا التطور بعد أن اتّهم نائب القائد العام للجيش الاماراتي ياسر العطا بأنها دولة مافيا وانها تقف خلف قوات الدعم السريع. وبرغم ذلك وجهت الايغاد الدعوة الى الامارات لحضور القمة كمراقب.

ومن ردود الفعل الدولية ايضا على تصاعد القتال، صرح المبعوث الأمريكي للقرن الافريقي بأن استمرار الأوضاع الحالية في السودان سيقود الي تقسيم البلاد، وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت من قبل عن عقوبات على قادة سابقين في جهاز الأمن والمخابرات السوداني تعتقد أن لهم علاقة باستمرار القتال، والذي تنشط فيه هيئة العمليات التابعة للجهاز الى جانب كتيبة البراء بن مالك التابعة للحركة الإسلامية، وذلك بعد فشل محادثات جدّة الأخيرة. والادارة الأمريكية ترى ضرورة التأثير على أرض المعركة والمتحكمين في مفاصل العملية الحربية بدلا من حصر جهودها داخل غرفة التفاوض. ولممارسة مزيد من الضغط اعلنت الخارجية الامريكية انها عدلت قانون جرائم الحرب ليمكّن المحاكم الأمريكية من النظر في الجرائم المرتكبة في السودان خاصة في إقليم دارفور. غير ذلك هي تعتقد أن طرفي النزاع متورطان في جرائم حرب تتعلق بمعاملة الأسرى.

وفي السياق، سارعت ممثلة أمريكا في مجلس الأمن، أخيراً، في إدانة مهاجمة قوات الدعم السريع لمدينة (ود مدني) مؤخرا، وقالت الإدارة الأمريكية إنّها هي والأمم المتحدة تحثان قوات الدعم السريع على عدم احتلال المزيد من المدن.

من جانبه، وسّع الجيش عملياته في الخرطوم وأم درمان فيما انتشرت قوات الدعم السريع شرقا في سهل البطانة ووصلت الي قرية تسمى (أم شديدة) على بعد 150 كيلومترا من مدينتي شندي وعطبرة حيث توجد حاميات المشاة المدفعية، وذلك كرد فعل على تصريحات البرهان في شندي والتي وصف فيها قوات الدعم السريع بالسرطان الذي يجب استئصاله وذلك فور عودته من مدينة جيبوتي التي تعهد فيها أمام الرؤساء الأفارقة والمبعوث الأمريكي وممثل الاتحاد الأوربي بان يمضي في طريق وقف الحرب من خلال اللقاء المرتقب بينه وبين قائد الدعم السريع، مما يعني ان الحرب قد وصلت إلى أقصى اتساع لها منذ انفجارها قبل تسعة أشهر.

 الملاحظ أن أطرافا في حكومة البحر والنهر التي شكلها قائد الجيش لا تريد الوصول إلى وقف إطلاق النار الدائم قبل خروج قوات الدعم السريع من المنازل والأعيان المدنية الخطوة التي تعتبرها قوات الدعم السريع استدراجا لها لتكون هدفا للطيران، ولذلك ترد على خطوات التصعيد التي يقوم بها الجيش بتوسيع دائرة الحرب واحتلال مدن جديدة.

***************************************************************************

بعد مرور يومين على اليوم العالمي للهجرة.. مؤسسات الاتحاد الأوربي تتفق على قضم حقوق اللاجئين

رشيد غويلب

في العشرين من الشهر الحالي، اتفقت مؤسسات الاتحاد الأوربي ودوله الأعضاء على “إصلاح” نظام اللجوء الأوروبي المشترك. لقد وافق البرلمان الأوروبي على إجراءات التشديد القصوى التي قررها وزراء داخلية الدول الأعضاء في حزيران وتشرين الاول الفائتين. وبهذا اختممت ما يسمى بالمفاوضات الثلاثية بين الدول الأعضاء وبرلمان الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأوروبي. يقوض الاتفاق المعلن، بشكل كبير حماية اللاجئين في أوروبا ويُظهر تحول فعلي نحو اليمين في أوروبا.

ينبغي ان تقر مؤسسات الاتحاد الأوربي التشريعية (البرلمان الأوربي ومجلس الاتحاد الأوربي) الاتفاق السياسي في ربيع عام 2024. ومن المتوقع أن تدخل هذه اللوائح حيز التنفيذ بعد 24 شهر، وتصبح مباشرة نافذة المفعول. وفي غضون عام 2026، ستصبح معسكرات اعتقال اللاجئين في أوروبا حقيقة مرة. إن اعتماد هذه التشريعات سيعني أن إجراء تدابير اللجوء في معسكرات الاحتجاز ستكون الزامية، وستنخفض معدلات الحماية إلى أقل من 20 بالمائة.

الاتفاق خضوع للفاشيين الجدد واليمين المتطرف

اعتبرت كتلة اليسار في البرلمان الاوربي الاتفاق خضوعا للفاشين الجدد واليمين المتطرف، من أمثال ميلوني، رئيسة الوزراء الفاشية الايطالية، ورئيس الوزراء الهنغاري فكتور وأوربان. ودفن الحق الشخصي في اللجوء. وأكد بيان الكتلة ان سرعة التوصل إلى الاتفاق تأتي على حساب تفكيك حقوق الإنسان في أوروبا. وسوف لن يوقف الاتفاق الهجرة القسرية بسبب الاضطهاد والحرب والفقر. وستكون للاتفاق عواقب بعيدة المدى على حقوق المهاجرين في العقود المقبلة وعلى معايير حقوق الإنسان التي يدعي الاتحاد الأوروبي أنها قيم، ولدت من رماد وأهوال الحرب العالمية الثانية.

وفي ختام البيان تم التشديد على أن قوى اليسار تناضل من أجل سياسة هجرة إنسانية قائمة على التضامن وتقترح بدائل، تمكن الناس من القدوم إلى أوروبا بكرامة. ووصف كونستانتينوس أرفانيتيس، عضو كتلة اليسار عن حزب سيريزا اليوناني بأنه “ غوانتانامو أوروبي برعاية أوروبية قانونية”. ومرة اخرى “تفشل اوربا في ضمان التضامن وحماية البلدان المستقبلة كاليونان، وعندما تبحث عن تضامن حقيقي، فلن تجد سوى النفاق”

ورفضت عضوة البرلمان الأوربي عن حزب اليسار الالماني كورنيليا إرنست بسخط ما يسمى بالاتفاق على “نظام اللجوء الأوروبي المشترك”: “يعد هذا الاتفاق أكبر تشديد لقانون الهجرة اللجوء الأوروبي منذ تأسيس الاتحاد الأوروبي. في المستقبل، سيتم احتجاز طالبي اللجوء على الحدود، بما في ذلك الأسر التي لديها أطفال من جميع الأعمار. و يجب بعد ذلك ترحيل الأشخاص، من هناك، كما ينبغي مباشرة إلى ما يسمى بـ “الدول الثالثة الآمنة” وهذا يعني أن حق الفرد في اللجوء قد مات بحكم الأمر الواقع”.

موقفان متناقضان

 قالت رئيسة تحالف سومار الاسباني ونائبة رئيس الوزراء الاسباني يولندا دياز: “لا يمكن إضفاء الطابع النسبي على حقوق الإنسان. وباتفاق الهجرة هذا، يظل البحر الأبيض المتوسط مقبرة جماعية كبيرة. إنه اتفاق يؤدي إلى جعل حياة المهاجرين والمشروع الأوروبي أكثر سوءا، وبالتالي لا يمكننا أن ندعمه”. وخلصت نائبة رئيس الوزراء الاسباني إلى القول، بهذا الاتفاق تكون أوروبا قد “استسلمت لأجندة اليمين المتطرف”، و “لا أعتقد أنه ينبغي التوقيع على الاتفاقية”. وعلى النقيض من نائبة رئيس الوزراء، قال وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا غوميز: “إن مواطني الاتحاد الأوروبي يطالبون حكوماتهم بالتعامل مع تحدي الهجرة ويمثل اليوم خطوة كبيرة في هذا الاتجاه”.

من الواضح أننا إزاء موقفين متناقضين داخل الحكومة الاسبانية، يعكس التباين في الرؤى بين قوى اليسار والوسط التي تشكلها. وجاءت، مواقف أحزاب التحالف الحاكم في المانيا، بما في ذلك حزب الخضر الذي كان يوما داعما للاجئين، ويشدد على مناهضة السياسات المعادية للأجانب، تكاد تكون متطابقة مع مواقف اليمين، وقد جسد ذلك تصريحات وتغريدات المستشار الالماني، ووزيرتا الداخلية ووزيرة الخارجية في حكومته.

موقف منظمات الدفاع عن اللاجئين

لقد عبرت المنظمات الاجتماعية ومنظمات الدفاع عن حقوق اللاجئين عن رفضها الشديد للاتفاق. على سبيل المثال، أشارت جمعية كاريتاس التابعة للكنيسة الكاثوليكية الأوروبية إلى أن الإصلاح لن يحل مشكلة اللجوء في الاتحاد الأوروبي، ولكنه سيقيد الحصول على اللجوء وحقوق الذين يطلبون الحماية. وقالت ماريا نيمان، الأمينة العامة لكاريتاس أوروبا: “نحن قلقون بشأن التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه الاتفاق على أولئك الذين يبحثون عن الحماية في أوروبا”.

وقال فيليكس براونسدورف، خبير اللاجئين والهجرة في منظمة أطباء بلا حدود: “اليوم، يوم كارثي للفارين من الحرب والعنف”. و”بواسطة إصلاحات اللجوء، يعتمد الاتحاد الأوروبي على معسكرات الاعتقال والأسوار والترحيل إلى بلدان ثالثة غير آمنة. وهذه تسوية على حساب حقوق الإنسان”.

وعيرت منظمة “بروازيل” المدافعة عن اللاجئين عن رعبها من مضمون الاتفاق، وشاركت المنظمات الأخرى نقدها لمحتواه. وذكرت في ختام بيانها بالجهود التي بذلت، والاصرار على الاستمرار في الدفاع عن حق اللجوء: “لقد ناضلنا معكم على جميع المستويات”.  و”وأعلمنا الرأي العام بالخطط وتظاهرنا في العديد من الأماكن، وكتبنا باستمرار إلى السياسيين، وقدمنا هذا الشهر أكثر من 40 ألف توقيع على مذكرتنا للبرلمان الاتحاد الأوروبي. والآن؟ الآن يستمر التزامنا بحماية اللاجئين بشكل أكبر”.

*****************************************************************************

الصفحة السابعة

بين وزارة الصحة ونقابتي الصيادلة والأطباء وشركات الأدوية .. التسعيرة الدوائية الموحدة لا تراعي أحوال محدودي الدخل

بغداد- نورس حسن

تحتاج المواطنة فاتن هادي وزوجها مئتي ألف دينار شهريا لشراء أدوية السكري وضغط الدم والمرارة والقولون العصبي. ولأنهما يعجزان عن توفير هذه الكلفة العالية دائما، فهما يضطران أحيانا لشراء علاج لمدة نصف شهر فقط.

وتقول فاتن (60 عاما) لـ”طريق الشعب” إن الأدوية المتوفرة في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية “من نوعية رديئة”، وإن “هناك كثير غيرها غير متوفر أصلا” فيضطر المواطنون إلى شرائها من الصيدليات الخارجية بأسعار عالية.

وتتقاضى المواطنة فاتن 450 ألف دينار شهريا لا أكثر لقاء عملها في أمانة بغداد، لذلك تشكل تكاليف علاجها الشهرية عبئا كبيرا عليها فتضطر لشراء ما يكفيها لمدة نصف شهر فقط “وأتحمل في بقية الأيام إجراءات الحمية الغذائية المرهقة”.

لا دواء للفقير

وتتحدث عن معاناتها المستمرة من هذا الحال وهي تردد: “الأدوية ليست للفقراء” وتروي أنها عند سماعها صاحب الصيدلية الذي تقصده لشراء الدواء يقول إن سعر علاج الضغط أصبح 20 ألف دينار بعد ان كان 18 الفا، قاطعته قائلة: “أسعاركم ستصيبني بجلطة في القلب وزياداتها الإضافية ستنهي حياتي”.

ولا تقتصر هذه المعاناة مع غلاء الأدوية، بالطبع، على المواطنة فاتن وعائلتها. فهناك ما لا يحصى من العراقيين غيرهم يتجرعون من الكأس ذاتها، ومنهم المواطنة مروة الجنابي (30 عاما) التي بدأت تعاني حديثا من التهاب الكلى.

كلف عالية

تقول مروة لـ”طريق الشعب” إن ألماً حاداً فاجأها فتوجهت إلى الطبيب، وبعد إجراء الفحوص “تبين أني أعاني من التهاب الكلى، وكانت هذه المفاجأة الثانية. ثم جاءت المفاجأة الثالثة بعد التشخيص عندما علمت بمدى غلاء العلاجات”.

وتوضح أنها استطاعت شراء علاجين فقط بكلفة 170 ألف دينار من إحدى الصيدليات في شارع الأطباء قرب ساحة الواثق، ولم تتمكن من شراء البقية بسبب ارتفاع أسعارها “فاضطررت للتوجه إلى مناطق شعبية لعلي أجد    صيدلية تبيع بأسعار مناسبة”. وحتى في هذه الحالة لم تقل الكلفة الشهرية لعلاجها كاملا عن 250 ألف دينار.

وتضيف متساءلة عن حال الفقير الذي لا يمتلك المال الكافي لشراء العلاج، خاصة ونحن في بيئة تعاني من تلوث كبير تعرّض المواطنين لمختلف أنواع الأمراض!

وترى مروة أن هناك ضرورة لتدخل وزارة الصحة “ووضع حد لجشع أصحاب الصيدليات والأسعار العالية التي يفرضونها، مستغلين حاجة المواطنين الملحة للعلاج”.

تسعيرة دوائية غير منصفة

وعلى رغم الدور المنتظر لاعتماد التسعيرة الدوائية في توحيد أسعار الأدوية والسيطرة على استهتار بعض الصيادلة، إلا أن تسعيرة وزارة الصحة جاءت هي الأخرى مرتفعة.

وترى الصيدلانية مها عبد الله أن هذه التسعيرة “رغم أهميتها في توحيد الأسعار في جميع الصيدليات، إلا أنها تفتقد الدعم الحكومي وتحمّل المواطنين جميع الكلف المالية التي تترتب على استيراد الأدوية، وبضمنها أرباح الصيدلي وأرباح مكاتب الأدوية ومذاخرها وتكاليف الفحوص العلمية والاستيراد”.

جشع وسلوكيات غير انسانية

وتعبر مها عبد الله في تصريح لـ”طريق الشعب” عن اعتقادها بالقول “مهنتَيْ الطب والصيدلة أصبحتا عموما من المهن التجارية التي تستهدف الربح المالي وبالتالي ابتعدتا عن الغايات الانسانية”، مشيرة بذلك إلى سلوكيات الكثير من الأطباء والصيادلة في سعيهم لانتزاع أرباح متزايدة من المواطنين. وتُبيّن أن مندوبي بعض شركات الأدوية يقدمون للأطباء عروضا مغرية، مثل تأمين سفرات مجانية إلى الخارج لهم ولأسرهم “مقابل الترويج لمنتجاتهم وتوجيه زبائنهم المرضى لشرائها من صيدليات محددة يكونون قد اتفقوا معها مسبقا”.

وتفيد في هذا السياق أن الصيدلي يضطر إلى زيادة سعر العلاج الذي يبيعه للمواطنين، كي يحقق الربح الإضافي الذي يسد به كلفة رحلة الطبيب وعائلته.

وتضيف أن “بعض الأطباء يبدون، رغم دخولهم الجيدة، الموافقة الفورية على مثل هذه العروض الرخيصة، التي يدفع المواطنون ثمنها في النهاية”.

نوع آخر من الانتهاكات

وهناك نوع آخر من الصفقات غير الأخلاقية التي تتم على حساب المرضى تشير إليه الصيدلانية مها عبد الله، حيث يعرض الطبيب على الصيدلي أن يرسل إليه جميع مراجعيه المرضى لشراء الدواء من صيدليته مقابل 50 بالمائة من أرباح المبيعات!

وتقول عبد الله إن الصيدلاني الساعي لتصريف أدويته قبل انتهاء صلاحيتها يقبل في الغالب مثل هذا العرض، ويقوم عادة بتأمين حصة الطبيب عبر زيادة أسعار العلاجات التي يبيعها على المرضى، الذين يقصدونه بتوجيه من الطبيب ذاته.

أسعار خيالية

ووسط غياب الرقابة وعدم استقرار أسعار صرف الدولار، تصعد أسعار الأدوية في الصيدليات إلى مستويات يعتبرها الأطباء “خيالية”، لا تستطيع الطبقات الفقيرة وحتى بعض المتوسطة الحصول عليها.

وتقول الطبيبة د. وفاء إبراهيم المتخصصة بطب الأسرة إن إجراءات وزارة الصحة بفرض التسعيرة “خطوة بالاتجاه الصحيح، إلا أنها غير مدروسة، ولم تخفف من الأعباء المالية التي يتحملها الكثير من المواطنين، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة والسرطانية”.

مسؤولية الوزارة والنقابة

وتعليقا على جشع بعض الأطباء والصيادلة ورفعهم الأسعار بصورة غير مسؤولة، ترى د. وفاء أن وزارة الصحة ونقابتي الأطباء والصيادلة هن المسؤولات عن ذلك.

وتوضح لـ”طريق الشعب” قائلة إن “الدور الرقابي الذي تؤديه لجان التفتيش المتكونة عادة من أعضاء في نقابتي الأطباء والصيادلة وممثل عن وزارة الصحة دور ضعيف، وهذا ما أدى إلى استفحال الممارسات البعيدة عن الانسانية وعن مهنة الطب”.

وتضيف مشددة على “الحاجة الملحة لتعزيز عمل لجان التفتيش المذكورة وفرض أشد العقوبات على كل من يستغل حاجة المواطنين للعلاج” ويرفع أسعار الأدوية.

فوضى في الاستيراد

ويقول الطبيب د. عماد حميد شلتاغ إن “هناك عجز حكومي عام عن تطبيق القوانين وغياب للرقابة يؤديان إلى التلاعب بأسعار صرف الدولار، على الرغم من التحديد الحكومي لها، وهذا ما يجعل كل صيدلية تتعامل مع المواطنين وفق رؤيتها الخاصة”.

ويشير شلتاغ إلى أن “الأداء الحكومي في إطار السيطرة على المنافذ الحكومية ضعيف”، وأن أغلب الأدوية التي تدخل إلى العراق “مجهولة المصدر وقد تحمل مؤشرات صحية خطرة على المواطنين”.

وبشأن التسعيرة الدوائية الموحدة يقول إنها “غير مدروسة وليست في مصلحة المواطنين، خاصة محدودي الدخل منهم “، ويضيف أن “ شعارها غير المعلن هو: من لا مال عنده لا دواء له”.

الصحة تعفي نفسها من المسؤولية

وينبّه د. شلتاغ في تصريحه لـ”طريق الشعب” إلى أن وزارة الصحة “اعتمدت في تسعيرتها الدوائية الموحدة على القطاع الخاص في استيراد الأدوية وفي توزيعها على الصيدليات دون أن تحدد لنفسها أي دور، فحمّلت المواطنين تكاليف مالية كان يمكن الاستغناء عنها والتخفيف عنهم”. مشيرا إلى أن لدى الوزارة كل الصلاحيات لتبني عملية الاستيراد والتوزيع على الصيدليات بأسعار مدعومة “بعيدا عن ممارسات التوزيع والبيع التي تشم منها روائح الفساد”.

ونقابتا الصيادلة والأطباء؟

ويستطرد قائلا إن الوزارة تؤدي إلى جانب نقابتي الأطباء والصيادلة دورا ضعيفا في الرقابة على سلسلة تجارة الأدوية، المتمثلة في الاستيراد وفي عمل مذاخر ومكاتب الأدوية “التي يهيمن عليها متنفذون بعضهم غير متخصص، وصولا إلى الصيدلاني الذي يخضع هو الآخر لضغوط مختلفة، تجبره على رفع أسعار العلاجات”.

ويؤكد أن الازمات الاقتصادية التي تواجهها البلاد والإجراءات غير المدروسة المتخذة ازاءها، جعلت ارتفاع أسعار الأدوية أمرا متوقعا “ولابد من سلسلة تدابير وقرارات سيادية لمعالجة الموضوع”.

من جانب آخر يذكر شلتاغ أنه رغم التطبيل الإعلامي للتسعيرة الدوائية الموحدة تبقى الوزارة حتى الآن “غير جادة في تنفيذها”، علما أن أسعارها كثيرا ما لا تراعي معاناة المواطنين، بل وتبلغ مستويات تفوق ما كانت عليه قبل تطبيق التسعيرة”.

وإزاء هذا كله يجد د.عماد شلتاغ أن “من الضروري تعزيز عمل فرق التفتيش الصحية والعمل الرقابي لوزارة الصحة ولنقابتي الأطباء والصيادلة، والأهم من ذلك رفد المراكز الصحية الحكومية بالعلاجات اللازمة بما يقلل اعتماد المواطنين على الصيدليات الخارجية”.

بماذا ترد وزارة الصحة؟

من طرفها تقول وزارة الصحة إن التسعيرة الدوائية الموحدة “مدعومة” وإنها “ماضية في تطبيقها فعليا بناء على توجيهات البرنامج الحكومي”.

ويضيف المتحدث باسم الوزارة د. سيف البدر أنها “التزمت تطبيق التسعيرة الدوائية عبر وضع اللواصق على الأدوية، والتي يستطيع المواطن من خلالها التعرف على سعر الدواء الموحد والثابت في جميع الصيدليات”.

ونفى البدر في جواب على سؤال “طريق الشعب” أن تكون التسعيرة الدوائية عالية وتتجاوز إمكانيات المواطنين، وقال إن الوزارة “حريصة على دعم المواطنين عبر توفير تسعيرة مدعومة لهم جميعا، خاصة المشمولين بالرعاية الاجتماعية منهم “.

وحسب د. البدر تتواصل جهود الوزارة بالتعاون مع نقابة الصيادلة، بهدف اعتماد التسعيرة الموحدة في جميع المذاخر والصيدليات الخارجية.

وماذا تقول نقابة الصيادلة؟

يرى نقيب الصيادلة د. مصطفى الهيتي أنه على رغم الجهود المتواصلة من قبل لجنة تسعيرة الأدوية التابعة إلى وزارة الصحة، والتي تشكلت وفق قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 40 لسنة 1970 ونص مادته 49 على تطبيق التسعيرة الدوائية الموحدة، فان هناك “الكثير من المعوقات التي تحول دون إنجاز المطلوب في التوقيتات المحددة، ومن ذلك عمليات تهريب الأدوية وعدم السيطرة على المنافذ الحدودية”.

وفي شأن اللجنة يقول متحدثا لـ”طريق الشعب” إنها تتكون من خمسة اعضاء، اثنان منهم من كبار الأطباء رشحهما وزير الصحة، والبقية يمثلون نقابة الصيادلة والشركة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية وشركة أدوية سامراء.

التسعيرة وفق السوق العالمي

وبخصوص الآلية التي تعتمدها اللجنة في تحديد تسعيرة الأدوية قال د. الهيتي إن “هناك مقارنة تعتمدها اللجنة أولا لتحديد السعر، وهي تبدأ أولى خطواتها بمعرفة سعر الدواء المعين في بلد المنشأ، ثم سعره في دول الجوار، وبعد ذلك يجري تحديد سعر الدواء محليا بعد أن يضاف إليه ربح الصيدلي وضريبة الدخل وكلفة الشحن”.

ويضيف الهيتي أن السعر النهائي يثبت على شريحة خاصة تلصق بعلبة الدواء، كما يستطيع المواطن التعرف على السعر عبر برنامج خاص على جهاز هاتفه (الموبايل)”.

وجوابا على سؤال حول سبب ارتفاع أسعار الأدوية المحددة في التسعيرة الموحدة أفاد أن “خطوات عملية الاستيراد جميعا وضريبة الشحن تتم لقاء مبالغ كبيرة، كما أن هناك كثيرا من شركات المصدر وبسبب الخسائر المالية التي تكبدتها إبان جائحة كورونا، تحاول تعويض تلك الخسائر عن طريق رفع الأسعار”.

إلا أن د. الهيتي يؤكد أن “التسعيرة الدوائية الموحدة التي تم وضعها تنسجم مع أسعار السوق العالمية”.

الدعم لفئة محددة

وحول معاناة المواطنين من أصحاب الدخل المحدود في ظل هذه التسعيرة قال الهيتي إن وزارة الصحة “تعمل على توفير الضمان الصحي وتتحمل تكلفة العلاجات لبعض الفئات الاجتماعية، خاصة فئة المشمولين بالضمان الاجتماعي”.

وذكر ان الوزارة تمكنت حتى الآن من وضع تسعيرة موحدة لـ 15 ألف دواء، وأن هناك أدوية ذات جودة عالية وأعراض جانبية قليلة، تنتظر الوزارة وصولها إلى العراق، وهي خاصة بالأمراض السرطانية”.

جهود رقابية متواصلة

وحول الدور الرقابي لنقابة الصيادلة في الحد من جشع بعض الصيادلة وإيقافهم عند حدهم، أفاد نقيب الصيادلة انهم تمكنوا خلال عام 2022 من القيام بـ 15 ألف جولة تفتيشية على الرغم من الصعوبات، وان تلك التفتيشات شملت مكاتب ومذاخر الأدوية إضافة إلى الصيدليات، وانهم تمكنوا حسبما قال، بالتعاون مع جهاز مكافحة الجريمة المنظمة، من “غلق 220 محلا وهميا في بغداد، كانت تبيع الأدوية إلى المواطنين باعتبارها صيدليات، ليتبين في ما بعد أن أصحابها ينتحلون صفة الصيادلة لا أكثر”. مضيفا ان “هؤلاء عوقبوا باغلاق صيدلياتهم مع الحبس مدة 3 سنوات”.

ضعف الصناعة المحلية 

وتطرق د. الهيتي في حديثه لـ”طريق الشعب” إلى الشركة العامة لصناعة الأدوية، وذكر أن “هناك 23 معمل أدوية تعمل في عموم المحافظات، إلا انها تنتج أدوية نمطية لا تواكب التطورات في الصناعة الدوائية، فضلا عن كونها غير قادرة على تغطية أكثر من 20 بالمائة من حاجة السوق”. وهو يرى من جانب آخر أن دعم الصناعة الدوائية المحلية “لا يمكن التعويل عليه في التقليل من الكلف المالية للعلاجات، نظرا إلى كون البيئة المحيطة مكلفة بطبيعتها” حسب رأيه.

 ويبقى القول أخيرا إنه رغم مرور قرابة 7 أشهر على إعلان وزارة الصحة تطبيق التسعيرة الدوائية عبر الصيدليات، إلا أن المواطن لم يتلمس خطوات فعلية في هذا الاتجاه، حيث لا تزال تسعيرة الدواء خاضعة لمزاج أصحاب الصيدليات.

****************************************************************************************

رائد فهمي: نعم لتسعيرة دوائية موحدة لا تثقل كاهل المواطنين

وعن الموضوع قال الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي إن الواقع الصحي في العراق بات يشكل ملفا مرهقا للمواطنين عموما، خاصة مع انحسار الدور الحكومي وتراجع مستوى الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة في مستشفياتها ومراكزها الصحية، وقلّة ما يجري توفيره من الأدوية.

وأضاف : في بلدنا  يجبر المواطن على اللجوء إلى القطاع الخاص، الذي يحمّل المواطنين تكاليف عالية جدا لقاء الخدمات الصحية، وبضمنها كُلف الأدوية، فتسعيرة  الأدوية التي تعمل وزارة الصحة على وضعها، ذات مستويات مرتفعة ولا تؤمّن للمواطن حاجته منها، وهناك في الوقت نفسه أدوية متوفرة خارج الإطار الحكومي بأسعار أدنى، ولأسباب متباينة منها طرق التجهيز، وهذا يثير العديد من التساؤلات، بضمنها ما يتعلق بأهمية القطاع الصحي بالنسبة للحكومة، وبمدى ادراكها لضرورة زيادة الأموال المخصصة له في الموازنة السنوية، فهناك رأي عام  يقول بأن  مستوى هذه التخصيصات هو اليوم من بين الأدنى بالمقارنة مع دول عديدة، واليوم أيضا نرى مستوى الخدمات الصحية متدنيا كما ونوعا، وهذا الواقع يؤدي إلى تحميل المواطن الجزء الاعظم من تكاليف العلاج. فهذه التكاليف لا تتناسب اليوم مع مستوى الدخول اليومية والشهرية للمواطنين، الذين يواجهون واجب تأمين متطلبات المعيشة اليومية.

وبشأن تسعير الأدوية قال: إن ما تعمل عليه وزارة الصحة من فرض أسعار للدواء عالية بالنسبة للمواطنين، يجعل الكثيرين منهم عاجزين عن الحصول على العلاج المطلوب بسبب تجاوزه قدراتهم المالية، وهم في الوقت ذاته لا يجدونه في المراكز الصحية الحكومية، وأن المعالجة التي تقدمها الدولة بتطبيق التسعيرة الدوائية، لا تقدم حلا للمرضى الباحثين عن علاج، وهذا يضاف إلى عموم المشاكل المتعلقة بالسياسة الدوائية وأيضا بالضمان الصحي، فالدواء اليوم يخضع لمنطق السوق، بكل ما يتضمنه من منافسة وكُلف ودعاية واعلام.

وعن آلية وضع تسعيرة الأدوية أوضح بانها تتحدد في ضوء سلسة مراحل، أول حلقاتها قطاع خاص مستورد يذهب بها إلى المكاتب، ومن ثم إلى المذاخر، وأخيرا إلى الصيدليات. وفي كل مرحلة من هذه المراحل يجري استحصال أرباح مالية، وعند جمع هامش هذه الأرباح وإضافته إلى سعر الدواء، يتكشف سبب الارتفاع الكبير لأسعار الدواء النهائية، ولو كان الاستيراد مباشرا من قبل وزارة الصحة، لأمكن تجاوز جميع هذه المراحل المكلفة جدا بالنسبة للمواطنين، وبالتالي توفير الأدوية بأسعار مناسبة ومعقولة.

ومضى قائلا: إن المواطنين اليوم يعانون من واقع معيشي صعب، ونسبة الفقر تشمل 22 في المائة منهم، وهذا يضعهم في مواجهة مشكلة حقيقية حين يريدون تأمين العلاج، وذلك على الرغم من تأكيد الدستور على توفير الرعاية الصحية للمواطنين، لذا لابد من الارتقاء بدور الدولة، والعمل على تأمين الخدمات الصحية المجانية أو الرخيصة بجميع مراحلها، والعناية بالمؤسسات الصحية كماً ونوعاً، فضلا عن السيطرة على السياسة الدوائية بجميع مراحلها.

وبين الرفيق فهمي: إن اخضاع السياسة الدوائية لعوامل السوق، يعني أن من يمتلكون المال هم وحدهم الذين سيحصلون على العلاج الشافي، نظرا إلى النسبة الكبيرة من المواطنين الذين يعانون من الفقر الشديد، وإذا كان يراد للتسعيرة الموحدة للأدوية والعلاجات ان تكون خطوة في الاتجاه الصحيح، وان تنجح في الغاء التباين في الأسعار بين الصيدليات، فلا بد من توفير الدواء بأسعار مناسبة وألا يخضع للمنافسة في السوق.

مؤكدا: إن على وزارة الصحة تقليص مراحل استيراد الأدوية، لكونها تؤثر سلبا على أوضاع المواطنين، وهم بأمس الحاجة إلى العلاجات، ويضاف الى ذلك أن التسعيرة المنصفة يصعب تأمينها او تحقيقها، ما لم تعمل الحكومة على السيطرة على المنافذ الحدودية.

وخلص سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي: نحن نعمل على أن تتوفر تسعيرة دوائية موحدة، ولكن بأسعار مناسبة لا تثقل كاهل المواطنين، وأن على مجلس النواب أن يأخذ دوره الحقيقي في استحداث تشريعات جديدة في هذا الاتجاه، وتشديد الرقابة على تطبيق التشريعات النافذة في السياسة الدوائية، وفي كل ما يتعلق بالواقع الصحي.

************************************************************************************

الصفحة الثامنة

الطلبة يتحدثون عن حالات غريبة داخل الصفوف الحكومية.. المدارس الأهلية في العراق.. مشاريع ربحية تحرج الأهالي وتضخم جيوب المستثمرين

بغداد ـ طريق الشعب

لا تخرج المدارس الأهلية في العراق من خانة الاستثمار الذي يستهدف الربح بعيدا عن الأهداف التربوية والتعليمية، الامر الذي أثر بصورة ملحوظة على هذا القطاع الحيوي، الذي أضحى عبئا على الأهالي والطلبة والحكومة أيضا، وفقا لناشطين.

سوء المعاملة

نادية الحلفي الى نقل ابنتها الى مدرسة أهلية بسبب «سوء التعامل» في المدرسة الحكومية.

تؤكد الحلفي لـ»طريق الشعب»، أن «مدرسات بعض المواد في مدرسة ابنتها سارة، مارسن نوعا من الابتزاز غير المباشر: من لم تشترك في الدروس الخصوصية لتلك المدرسات، تواجه التضييق والمحاربة داخل الصف، وبطرق مختلفة: التعامل، الدرجات، طريقة التدريس وغيرها».

وتردف الحلفي قولها: إنه «بسبب محدودية الدخل العائلة لم نستطع الحاق ابنتنا الصغرى بأختها الكبرى».

وتتراوح أجور المدارس الأهلية الثانوية بين مليون ونصف المليون و5 ملايين دينار في بغداد، ولا تشمل تلك الأجور تجهيز الطلبة بالكتب المنهجية والزي المدرسي.

ويصل عدد المدارس الأهلية الابتدائية والثانوية في العراق إلى 2884 مدرسة، بحسب إحصائية لوزارة التخطيط، نشرت منتصف العام الحالي.

تجارة تعليمية

يقول الناشط في مجال التعليم، علي حاكم: إن «العملية التعليمية في العراق فقدت جوهرها الحقيقي، وحصر هدف التعليم بالمنفعة وليس التعلم»، مشيرا إلى أن «الطلاب لا يدرسون لاكتساب المعرفة انما للحصول على شهادة دراسية بأي بصورة ممكنة، أملا في الحصول على وظيفة حكومية، تلحقه بجيوش البطالة المقنعة في مؤسسات الدولة».

ويضيف حاكم لـ «طريق الشعب»، أن «الحصول على وظيفة يشكل حقا مشروعا لكل مجتهد، لكنه أضحى هو الهدف الأساسي من العملية التربوية!»، مشيرا الى ان «الكثير من الخدع التعليمية أضحت تمارس داخل القطاع عبر المدارس والمعاهد الأهلية؛ منها (التعليم عن بعد) حيث يتم دفع مبالغ مالية مقابل الحصول على فيديوهات تعليمية، أو بيع (كارتات الامتحانات)، حيث إنّ العديد من معاهد التدريس يقف خلفها تجار التعليم، بالإضافة إلى استحداث ملازم إضافية وبأسعار كبيرة».

وينصح المتحدث بضرورة العودة إلى أساسيات التعليم التي تستهدف تمكين الطالب من المواد العلمية، مستدركا بالقول إنّه «في السابق لم يكن هناك مشكلة او ملاحظات على التعليم الحكومي او الأهلي، كون الجوهر كان ذاته في القطاعين»، لكنه يجد اليوم أن هذه المشاريع «ساءت الى العملية التربوية في البلاد، وأصبح الجميع يتاجر بها سواء من جانب الاهل ام من قبل المستثمرين الذين وجدوا ان البيئة الحالية مهيأة لإنشاء تلك المعاهد والمدارس التي تستهدف الربح».

ابتزاز

تقول سميرة الخفاجي ـ مدرسة في إحدى المدارس الثانوية ببغداد ـ إن «بعض الطلبة في المدرسة يتفاخرون باشتراكهم في الدروس الخصوصية عند المدرسين الأعلى أجرا»، مشيرة إلى ان ذلك أضحى عرفا لدى طلبة المدارس لا سيما في مناطق وسط العاصمة.

وتضيف الخفاجي في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، أن بعض الأساتذة يمارسون الابتزاز بحق الطلبة ربما بصورة غير مباشرة، من اجل إجبارهم على الاشتراك في الدروس الخصوصية التي يقدمونها للطلبة في المعاهد الأهلية»، والتي عادة ما تكون بالقرب من المدارس الحكومية، لأنها تستهدف طلبها.

وفي مقابل ذلك، تذكر الخفاجي أن كثيرا من الطلبة لا يزالون يعتمدون على مصادر بسيطة، ويستعينون بوسائل التواصل الاجتماعي او قنوات اليوتيوب لاستيعاب الدروس».

وتأمل الخفاجي من كافة التدريسيين والمعلمين أن يكونوا فعلا رسل التعليم والتربية، ويعملون بمهنية ومصداقية، تليق بما يحملون من ألقاب علمية.

***********************************************************************************

أضواء على المسيرة التربوية والتعليمية في العراق

صادق النداوي

لقد مرت المسيرة التربوية والتعليمية في العراق بعدة مراحل حسب تغيير نظام الحكم وأيدولوجيته. في مجتمع يخيم عليه التخلف والجهل والبؤس والحرمان. واصلت فيها مسيرتها حتى ارتقت القمة ثم بدأت بالتدحرج في ظل أنظمة دكتاتورية متخلفة حتى هوت في مستنقع افكار التخلف الجهل.

ولابد لنا ان نسلط الاضواء على تلك المسيرة بما حفلت به من انجازات وما بذله أولئك الرواد من تضحيات وعطاء واضاءوا الاهوار والارياف بحروف العلم والمعرفة وافكار التحرر من العبودية والجهل والتخلف.

  ١- مرحلة تأسيس الدولة العراقية١٩٢١.

 لقد كان المجتمع العراقي آنذاك مجتمعا زراعيا يخيم عليه التخلف والجهل والبؤس والحرمان.

فبعد فتح المدرسة الجعفرية فتحت دار المعلمين ١٩٢٣ لرفد المدارس بالمعلمين، وفي ١٩٢٧فتحت كلية الطب التي وضع اسسها وحصانتها ومنهجها الدكتور اندرسن المبعوث البريطاني طبيب العائلة المالكة.

واعقبها فتح العديد من المدارس من كافة المراحل التعلمية والمهنية ودور المعلمين والدورات التربوية في جميع انحاء العراق من المدن الى الاهوار وقد وجد اولئك الرسل حسن الضيافة والتكريم من قبل السكان وشيوخ العشائر، كما حولت السلطات تلك المدارس الى منفى للمعارضين السياسيين ومنهم على سبيل المثال شاعر العرب الاكبر الجواهري.   استطاع أولئك الرواد الاوائل بما يتمتعون به من وعي وطني تحرري وتضحية واخلاص ان يوقدوا فوانيس العلم والمعرفة والوعي التحرري بين الفلاحين الكادحين. استمرت الحكومة بتوسيع وفتح المدارس المعاهد والكليات وارسال البعثات الدراسية للخارج واغلبهم من ابناء العوائل الميسورة، ليعودوا الى الوطن وكلهم حماس وطموح لبناء وطنهم وازدهاره.

٢- مرحلة العهد الجمهوري

دأبت حكومة ثورة ١٤تموز١٩٥٨ الخالدة بالاهتمام بترسيخ الوعي الوطني والاستمرار بفتح مزيد من المدارس ومن جميع مراحل ودعم العملية بمجانية التعليم وبكافة احتياجاتها، وتأسيس جامعة بغداد برئاسة العلامة عبد الجبار عبد الله. كما ارسلت الكثير من البعثات الدراسية للدول الاوربية الشرقية (والاتحاد السوفيتي آنذاك) ليطلعوا على علم وفلسفة الفكر الاشتراكي. وفي هذه الفترة والعمرانية ازدهر العراق في جميع الميادين الدراسية والاقتصادية، واستعادت بغداد مجدها باستقبال كثير من طالبي مختلف العلوم ومن كافة دول العالم الثالث واحتلت والكليات العراقية المكانة المرموقة بين كليات العالم المتقدم. كما تخرج من تلك المدارس النائية الكثير من العلماء والادباء والمثقفين ومنهم صاحب القلم الثوري المنير المناضل الراحل شمران الياسري (ابو كاطع) والمناضلة زكية خليفة. وغيرهم

٣- مرحلة انقلاب شباط١٩٦٣ 

وعلى إثر انقلاب شباط١٩٦٣ الدموي فقد انتكست العملية التربوية والتعليمية نتيجة لحمامات الدم التي قام بها عصابات الحرس القومي ضد الشعب العراقي ومنهم الاسر التعلمية واساتذة كليات من اعتقال مطاردة واعتقال مما اضطر الكثير بمغادرة العراق.

 4-بعدانقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ 

شهد العراق تطورات تغييرات تقدمية في جميع الميادين   الحياتية الهدف منها تحسين صورته الشباطية وزاد من ونتيجة للخطة الانفجارية فشهدت العملية التربوية والتعليمية فانتشرت المدارس والجامعات بكافة مراحلها واختصاصاتها وزادت مكانة العراق عالميا، ولكن ذلك الازدهار لم يدم طويلا.

حيث بدأت بالتراجع وذلك:

١- نتيجة لسياسة تبعيث والتعليم وانهيار الجبهة الوطنية واستخدام سياسة الترغيب والترهيب والاعتقال ضد القوى اليسارية من كوادر وقواعد وجماهير الحزب الشيوعي وديمقراطيين ومستقلين مما اضطر الكثير منهم بمغادرة الوطن.

٢- نتيجة للحروب وعسكرة المجتمع والحصار فازدادت العملية التربوية والتعليمية تدهورا، وضعف المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمهني لتلك الفئات مما اضطرهم للممارسة المهن الحرة.

٣- تحول كثير من مكاتب الطباعة والاستنساخ الى دكاكين لبيع الكتب والملازم وحتى الرسائل الجامعية .٤-منح النظام الدكتاتوري ٥ درجات اضافية لأبناء الشهداء واصدقاء الحاكم ليحتلوا كرسي الطالب المتفوق .٥- منح شهادات دراسية لكثير من الحزبين للتدريس في الكليات للتي لم تستوفي الشروط اللازمة.

 5-مرحلة ما بعد سقوط النظام ٢٠٠٣.

فبعد سقوط النظام وتأسيس نظام المحاصصة والفساد فقد تراجعت الجامعات العراقية الى أدنى مستوياتها حسب مقياس Qsالبريطاني وذلك ١- كثرة الشهادات العليا المزورة    لغرض احتلال منصب حكومي او تدريسي

٢- شراء تخرج من دول الجوار. الجوار .٣- فتح كثير من المدارس والكليات الاهلية من قبل الاحزاب الحاكمة.

٤/ضعف المناهج العلمية ونشر ثقافة الجهل والتخلف ٥/ قلة الابنية المدرسية وازدحام المدارس حيث البناية الواحدة تضم ٣ مدارس. ولتدهور الوضع الاقتصادي للعائلة وفقدان المعيل لها وانتشار البطالة ادى الى تسرب الكثير من الدراسة

وعليه اخيرا وضع دراسة علمية واستراتيجية وفق منهج اليونسكو للنهوض بالعملية التربوية   وللوصول بها الى ما وصلت اليه.

****************************************************************************

استخدام العقاب البدني وتأثيره التربوي

سلام السوداني

العقاب البدني طريقة يُنزل فيها المعلم الألم البدني بالطالب كعقوبة لسوء سلوكه، وتكون إما بالعصا أو الصفع او التمرينات الرياضية الشاقة أو الأعمال، ولهذه الطريقة الكثير من المساوئ قد تؤدي إلى هروب الطالب من المدرسة والكذب والغش والقلق والخوف والتوتر والعدوانية المضادة، ولذلك يجب على المعلمين الابتعاد عن العقاب الجسدي.

وللحديث عن هذه الظاهرة كان لنا لقاء مع عدد من المعلمين والتربويين:

* تقول سارة حسن محمد/ مديرة مدرسة: العقوبات جزاء يقصد فيه قمع سلوك غير مرغوب فيه، فالمعلم الجيد لا بد أن يعبر عن الثقة بقدرة الطلاب على التحسن وان يلجأ إلى العقوبة كخيار أخير، وعلى المعلم ان يطبق العقوبة كجزء من استجابة مخطط لها وليس كوسيلة لتفريغ غضبه واحباطاته.

* اما المعلم ماجد عباس عبد الواحد، فيقول: لكي يكون استخدام العقوبة فاعلاً ومؤثراً فمن المفيد مكافأة السلوكيات الإيجابية المقبولة مع التحديد الواضح لهذه السلوكيات التي تؤدي إلى العقوبة مع استخدامها في حالة فشل الحوافز والتدخلات اللاعقابية مع تنفيذ العقوبة بطريقة هادئة وغير انفعالية، إضافة إلى توجيه تنبيه او إنذار قبل تطبيق العقوبة تجاه سوء السلوك.

* غسان عواد ناصر مدير مدرسة يقول: ان استخدام العقاب البدني بشكل مفرط يعطي آثاراً عكسية على سلوكيات الطلبة من الناحية الانفعالية، فيكون رد الفعل احياناً قاسياً تجاه المعلم بحيث يفقد هيبته أمام الطلبة، لذلك لا بد ان تكون العقوبة مناسبة للتصرف الذي يقوم به الطالب.

* المعلمة هالة عبد الكاظم تقول: إن عقوبة الطالب المشاكس تكون تربوية وليست انتقامية لأن المعلم هو أب وموجه ومقوم لسلوكيات الطالب فلا بد ان يراعي ظروف الطالب النفسية والعائلية والظروف التي يعيش فيها (ظروف العائلة) من ناحية وجود الأب والأم وأيضا المشاكل الموجودة داخل المدرسة.

أخيرا نقول إن المعلم الخبير يعرف متى يتدخل عندما يتصرف الطلبة تصرفاً غير لائق داخل الصف، وتدخل المعلم هو إجراء يتخذه في الوقت المناسب، وإعادة الطلبة إلى الأنشطة الصفية وسير العملية التربوية بانتظام.

*********************************************************************************

الصفحة التاسعة

سربست عبد الله يحرز الوسام النحاسي في بطولة العرب للدراجات

بغداد ـ طريق الشعب

أحرز لاعب منتخبنا الوطني بالدراجات سربست عبد الله، الوسام النحاسي في منافسات بطولة العرب الجارية أحداثها في العاصمة السعودية الرياض.

وقال بيان للجنة الاولمبية العراقية، إن “اللاعب سربست عبد الله حصد الوسام النحاسي، بعد أن حل بالمركز الثالث في سباق الفردي العام لمسافة 160 كم، لفئة تحت سن 23 عاما، بمشاركة 48 متسابقا يمثلون ثمانية منتخبات عربية، فيما أحرز المتسابق الجزائري حمزة ياسين المركز الأول والوسام الذهبي، ونال زميله حمزة عماري المركز الثاني والوسام الفضي”. وأضاف، أنه “شاركت في المنافسات العربية عشرة منتخبات هي السعودية والعراق والمغرب والجزائر وتونس وقطر والإمارات والبحرين وعمان وليبيا”.

***********************************************************************************

الزوراء يعود بفوز ثمين من ارض منافسه اربيل في دوري نجوم العراق.. الصقور يستضيف الأنيق بهدف استعادة الصدارة

بغداد ـ طريق الشعب

تختتم مباريات الجولة الحادية عشرة من منافسات الجولة الـ11 من دوري نجوم العراق لكرة القدم 2023 – 2024، بإقامة أربعة لقاءات يستضيف في الأولى نوروز النفط على ملعب السليمانية، والكرخ وزاخو على ملعب واسط.

ويستضيف ملعب النجف الدولي لقاء أصحاب الارض مع جاره القاسم، فيما تختتم مباريات الجولة بلقاء جماهيري بين القوة الجوية المتصدر والطلبة.

ويوم امس، عاد نادي الزوراء بفوز ثمين من ارض منافسه اربيل بعد ان تغلب عليه بهدف دون رد ضمن مباريات ذات الجولة.

ورغم النقص العددي منذ نهاية الشوط الاول والامطار التي حولت ارضية الملعب الى بركة من المياه، استطاع الزوراء خطف الفوز عبر هدف الدولي محمد عبد الكريم.

وحقق نادي امانة بغداد الفوز على ضيفه نادي كربلاء بنتيجة 3-1 جرت المباراة على أرض ملعب امانة بغداد، لحساب الجولة 11. وانتهى الشوط الاول بتقدم امانة بغداد بهدفين دون مقابل لكربلاء جاء الهدف الاول عن طريق كرار علي بري في الدقيقة الـ18، وأضاف اولاديو يعقوب الهدف الثاني في الدقيقة الـ 42.

وفي الشوط الثاني أضاف اولاديو هدفه الشخصي الثاني، والثالث لامانة بغداد عند الدقيقة الـ 86 ، وسجل كربلاء هدف التقليص من ركلة جزاء نفذها اللاعب رضا فاضل بنجاح في الدقيقة 90+6.

وفي لقاء اخر، فاز نادي دهوك على مضيفه نادي الحدود في المباراة التي جرت المباراة على ملعب الكوت وهو الملعب المفترض لنادي الحدود. وانتهى الشوط الاول بتقدم فريق دهوك بهدف دون مقابل للحدود، جاء عن طريق اللاعب جبار كريم في الدقيقة الـ 19، وظلت النتيجة على حالها في الشوط الثاني حتى إطلاق الحكم صافرته معلناً عن نهاية اللقاء.

*************************************************************************************

بيلينغهام يرافق مبابي وهالاند في قائمة أغلى لاعبي كرة القدم

مدريد ـ وكالات

سجل اللاعب الدولي الإنكليزي جود بيلينغهام نجم ريال مدريد الإسباني، قفزه هائلة في قيمته السوقية، جعلته يتقاسم صدارة قائمة أغلى اللاعبين في العالم، رفقة النرويجي إيرلينغ هالاند هداف مانشستر سيتي، والفرنسي كيليان مبابي قائد باريس سان جيرمان، بقيمة بلغت 180 مليون يورو لكلٍّ منهم.

وسطع نجم بيلينغهام مع ريال مدريد هذا الموسم 2023-2024، بعد انتقاله إلى النادي الملكي الصيف الماضي قادمًا من بوروسيا دورتموند الألماني، في صفقة بلغت قيمتها 103 ملايين يورو.

وبحسب آخر تحديث لمنصة “ترانسفير ماركت” العالمية، فإن قيمة بيلينغهام السوقية ارتفعت مرة أخرى منذ انتقاله إلى نادي العاصمة الإسبانية، بمقدار 30 مليون يورو، أي من 150 إلى 180 مليون يورو، ليتقاسم لقب أغلى لاعب في العالم مع هالاند ومبابي.

ونصّب بيلينغهام نفسه النجم الأول للنادي الملكي خلال النصف الأول من الموسم الجديد، بفضل الدور الكبير الذي لعبه في تحقيق النادي لنتائج إيجابية، بأدائه الباهر وأهدافه الحاسمة، تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي. ويُعدُّ النجم الإنكليزي هدافاً للدوري الإسباني، برصيد 13 هدفًا في 16 مباراة لعبها هذا الموسم في البطولة، كما قدّم تمريرتين حاسمتين، أما إجمالًا فقد خاض صاحب الـ 20 عامًا 21 مباراة بمجموع 1822 دقيقة لعب، أسهم خلالها في 22 هدفًا (سجل 17 وقدّم 5 تمريرات حاسمة)، مقابل 24 هدفًا في 132 مباراة مع ناديه السابق بوروسيا دورتموند. وتُوِّج النجم الإنكليزي مؤخرًا بجائزة الفتى الذهبي التي تُمنَح لأفضل موهبة شابة تحت 21 عامًا من صحيفة “Tuttosport” الإيطالية اليومية، فيما يتطلع للمنافسة الموسم القادم على جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” كل عام لأفضل لاعب في العالم، في حال تحقيقه للألقاب مع ريال مدريد وقيادته منتخب بلاده، إنجلترا، للتألق في كأس أمم أوروبا صيف 2024.

*************************************************************************************

سيدات القوة الجوية في صدارة دوري كرة القدم

بغداد ـ طريق الشعب

تغلب فريق القوة الجوية على ضيفه نفط الشمال بنتيجة 2-1، على ملعب الصقور، ضمن مباريات الجولة الخامسة من الدوري العراقي في كرة القدم للسيدات.

تقدم الضيوف أولا في الدقيقة السادسة عن طريق اللاعبة راحلة يحيى، لينتهي الشوط الأول بهدف دون رد لصالح نفط الشمال.

وظهر أصحاب الأرض بصورة مغايرة في الشوط الثاني، فقلبوا الطاولة على الضيوف، حيث تمكنت زينب عباس من إدراك التعادل للقوة الجوية في الدقيقة 61، فيما خطفت تبارك مؤيد، هدف الفوز للقوة الجوية في الدقيقة 88.

وهكذا انفرد فريق القوة الجوية بصدارة الترتيب برصيد 15 نقطة، بعدما حقق الانتصار الخامس تواليا.

وتعرض نفط الشمال ممثل مدينة كركوك، إلى الهزيمة الأولى، ليتراجع إلى الوصافة برصيد 12 نقطة.

*************************************************************************************

الشرطة يكشف تفاصيل إصابة حسين علي

متابعة ـ طريق الشعب

كشف الجهاز الطبي للشرطة، تفاصيل إصابة اللاعب الدولي حسين علي أمام نفط الوسط، ضمن الجولة 11 من دوري نجوم العراق.

وقال عبد الرحمن جابر طبيب الشرطة، “حسين علي تعرض للإصابة بعد مرور الربع الأول من اللقاء، وتلقى العلاج الأولي في الملعب”. وأضاف “سيتم إجراء فحوصات جديدة للاعب خلال الساعات المقبلة، وتحديد فترة غيابه. وننتظر التشخيص الأولي للإصابة التي قد تكون شد بسيط أو تمزق”.

وأوضح: “حسين علي سبق أن تعرض لإصابة سابقة ونجحنا في إعادته للملاعب بفترة وجيزة ولعب في المباراة السابقة 30 دقيقة، ليسمح له المدرب التونسي شهاب الليلي بالمشاركة في مباراة نفط الوسط منذ البداية”.

واختتم عبد الرحمن جابر حديثة بالقول “شهدت المباراة مشاركة مهند علي ميمي في الشوط الثاني، وهذا يدل على جاهزيته التامة بعد فترة التأهيل البدني، عقب تعافيه من إصابة سابقة”.

ونجح الشرطة في تخطي نفط الوسط بنتيجة (3-0)، ليستعيد صدارة دوري نجوم العراق برصيد 25 نقطة بفارق الأهداف عن الوصيف، القوة الجوية.

************************************************************************************

برشلونة متهم بتجاوز قواعد اللعب المالي النظيف

برشلونة ـ وكالات

يبدو أن نادي برشلونة الإسباني لن يهنأ كثيرًا بقرار محكمة العدل الأوروبية، القاضي بالسماح في المضي قدمًا في مشروع السوبر ليغ، والسبب هو اللعب المالي النظيف.

برشلونة عانى من أزمات مالية حادة على مدار السنوات الماضية، ولكنه بدأ في التعافي وأعلن في سبتمبر الماضي عن تحقيق أرباح صافية قدرها 304 مليون يورو، بعد تفعيل الروافع الاقتصادية.

صحيفة “Die Welt” الألمانية كشفت عن وصول تهديدات لبرشلونة بعقوبات قاسية بسبب الفشل في موازنة النفقات مع الإيرادات بما يتماشى مع القواعد المالية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

النادي الكتالوني يحاول تجنب العقوبة بجلب المزيد من الأموال عبر الرعاية وبيع حقوق البث، ولكن لا تزال هناك فجوة، ويجب عليه التخلص منها قبل الموعد النهائي المُحدد من يويفا.

وأشارت الصحيفة إلى أن برشلونة لن يحصل على أي إعفاء من الاتحاد الأوروبي، مع احتمالية فرض عقوبة صارمة تصل إلى الحظر من المشاركة في دوري أبطال أوروبا لمدة تصل من موسمين إلى ثلاثة مواسم بدًا من نسخة 2024-2025. يذكر أن برشلونة يعيش في حالة من الصراع هو وريال مدريد، ضد الاتحاد الأوروبي، بسبب التمسك بمشروع السوبر ليج الذي عاد إلى الحياة من جديد بعد قرار محكمة العدل الأخير.

*******************************************************************************

تألق لافت لخمسة لاعبين عراقيين خلال 2023

متابعة ـ طريق الشعب

شكل عام 2023 الذي شارف على نهايته، حضورًا مميزًا لعدد من اللاعبين العراقيين، سواء في المشاركات المحلية أو العربية والقارية، ويستعرض هذا التقرير، تألق أهم خمسة لاعبين عراقيين، سطع نجمهم خلال 2023.

الهداف الأول

خطف مهاجم القوة الجوية مهند عبد الرحيم، لقب هداف الدوري العراقي الممتاز للموسم الماضي، بعد أن نجح في الوصول إلى شباك منافسيه في 18 مناسبة، ليتوج بهذا اللقب لأول مرة في مسيرته.

وتمكن عبد الرحيم من التفوق على مهاجم النفط دينيس أنتوي، ولاعب الحدود محمد سويعيد، بفارق هدف واحد مع كل منهما، بينما جاء هداف الكهرباء مهيمن سليم ملاخ بالترتيب الرابع برصيد 14 هدفًا، متقدمًا بفارق هدفين عن قائد الشرطة علاء عبد الزهرة.

اللقب الخليجي

دخل لاعب وسط المنتخب العراقي إبراهيم بايش، سجل اللاعبين الأبرز في بطولات كأس الخليج، عندما ساهم في تتويج أسود الرافدين بلقب خليجي 25 بالبصرة.

وتمكن بايش من حصد جائزة أفضل لاعب بالبطولة بعد التألق الكبير في جميع مباريات المنتخب العراقي، علاوة على تسجيله الأهداف، وأبرزها في شباك الأحمر العماني في اللقاء الختامي المثير، الذي أقيم وسط حضور جماهيري غفير زاد عن 70 ألف وانتهى عراقيًا (3-2) بالوقت المضاف.

الرابع عربيًا

تمكن جناح الشرطة أحمد فرحان، من قيادة فريقه إلى المربع الذهبي من بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية التي جرت منافساتها في صيف 2023 بالسعودية.

وقدم فرحان مستويات مبهرة، حيث تمكن من فرض اسمه في قائمة أبرز لاعبي البطولة، وتمكن من المساهمة في عبور الكتيبة الخضراء لأندية كبيرة، أبرزها الصفاقسي والترجي التونسيان والسد القطري.

واستطاع فرحان من نيل جائزة أفضل لاعب في مباراتين بعد المجهود الكبير الذي قدمه. ووصل الشرطة إلى الدور نصف النهائي من البطولة في إنجاز كبير للأندية العراقية بعد فترة طويلة من الابتعاد عن منافسة ومقارعة كبار الفرق العربية.

موهبة فذة

برز الموهوب علي جاسم، بشكل كبير في هذا العام على مستوى المنتخبات الوطنية العراقية، وأيضًا مع ناديه القوة الجوية، الذي انتقل إليه بالميركاتو الصيفي في واحدة من أبرز الصفقات للنادي العريق منذ سنوات.

وتألق جاسم مع منتخب شباب العراق في نيل وصافة كأس آسيا تحت 20 عامًا في أوزبكستان، وبلوغ مونديال الأرجنتين ومواجهة منتخبات كبيرة أمثال إنجلترا والأورجواي.

وعلى مستوى ناديه القوة الجوية، برز جاسم بشكل ملفت في دوري أبطال آسيا واستطاع من إحراز 4 أهداف في دور المجموعات، وتمكن من التسجيل في شباك أندية كبيرة على مستوى القارة الصفراء “اتحاد جدة وسباهان الإيراني”، كما سجل في مرمى أجمك الأوزبكي.

رهان لاوندي

تمكن مهاجم الطلبة حسين عبد الله لاوندي من قيادة منتخب العراق الأولمبي للتتويج بلقب بطولة غرب آسيا تحت 23 عامًا، التي جرت منافساتها في حزيران الماضي في ملعبي كربلاء والمدينة ببغداد.

وتمكن لاوندي من المساهمة بتتويج أسود الرافدين باللقب بعد هزيمة منافسه الإيراني بفارق ركلات الترجيح من علامة الجزاء بعد التعادل الإيجابي (1-1). وكسب لاوندي ثقة مدربه راضي شنيشل الذي فضله على الكثير من المهاجمين، ليحرز لقب هداف البطولة برصيد 4 أهداف سجلها في شباك “الإمارات والأردن وإيران”.

******************************************************************************

الصفحة العاشرة

القراءة السياسيّة للاقتصاد: دعاة الأفكار النيوليبرالية والهوس بالسلطة

فوّاز طرابلسي

في أساس الفكرة الليبرالية في الاقتصاد أن العقلانية، أي الأنانية، تعني اتخاذ القرارات بناءً على الاعتبارات الاقتصادية الصرف، حيث يتصرف الفرد حسب مصلحته الفردية وتتولى السوق الباقي. في صيغتها الجديدة، تتطور الفكرة لتؤكد ضرورة الفصل الكامل للسياسة عن الاقتصاد والسوق عن الدولة. وقد نتجت عنها منوّعات مختلفة في التطبيق، فتارة السياسة/السلطة/الدولة تخنق الاقتصاد، أي القطاع الخاص، وتعرقل عمل آليات السوق والمنافسة الحرة… وتارة أخرى تسيطر المصالح الخاصّة على الدولة، بما هي «المجال العام». وكلاهما من فكر ما بعد الحرب الباردة. ومن منوّعات «الاستيلاء» أو «السيطرة» (Capture) «سيطرة النخب» السياسية (Elite Capture)، أي استيلاؤها على الاقتصاد ومؤسساته؛ تصارعها مقولة (State Capture)، أي «الاستيلاء على الدولة»، بما هي المجال العام، من قبل شبكات المصالح الخاصة، وهي هنا مصالح اقتصادية.

المفارقة في الدعوة لتلك الأفكار النيوليبرالية هي أن دعاتها والمروجين لها يمارسون هوساً كاملاً بالسلطة والسلطان كما سنرى في ما يلي.

تنتمي «رأسمالية المحاسيب»، أو «انتفاع الأقربين» (Cronyism/Crony Capitalism)، إلى مقولات الفئة الأولى، وهي تعني تحصيل الربح لا من خلال السوق، وإنّما من خلال الاستعانة بنفوذ ذوي السلطة السياسية، بما يميز بين رجال أعمال ورجال أعمال بالضدّ من قوانين المنافسة. هكذا ينتفع ذوو الصلة بالسلطة السياسية بأفضليات في عقود الدولة والتزاماتها ومشاريعها الاستثمارية وتقديماتها وبالإعفاءات والتسهيلات الضريبية وغيرها..

تستخدم عشرات الصفات والنعوت التي تلحق بالرأسمالية، والرأسماليين، لتنزيهها عن سلبياتها والتناقضات، على اعتبارها جميعاً ليست هي «الرأسمالية» الصافية بأل التعريف ولا يختلف «انتفاع الأقربين» كثيراً عن مقولة الفساد، بل قل هو منوّع من منوّعاتها. وهو يعتبر طبعاً شواذاً في الرأسمالية لأنه يخرق التنافسية في السوق. حتى أن بعض الاقتصاديين ينفي عنه صفة الرأسمالية. وفي حالتي الشواذ والنفي، تستخدم عشرات الصفات والنعوت التي تلحق بالرأسمالية، والرأسماليين، لتنزيهها عن سلبيّاتها والتناقضات، على اعتبارها جميعاً ليست هي «الرأسمالية» الصافية بألـ التعريف.

من الدراسات حول هذا الموضوع دراسة للجامعي جاد شعبان ذات عنوان معبر «I’ve got the power»، ما يمكن ترجمته إلى العربية «الإمرة لي» أو «أنا السلطة: مسح الصلات بين القطاع المصرفي اللبناني والطبقة الحاكمة» (2016 و2019).

خلاصة أطروحة شعبان أن 18 من أصل 20 مصرفاً من كبار المصارف في لبنان تضمّ مساهمين ومدراء ينتمون إلى «عائلات سياسية»، أو هم على صلة بالنخب السياسية ومقرّبون منها. ويسيطر هؤلاء على 43 في المائة من أصول تلك المصارف وتسيطر ثماني «عائلات سياسية» على 32 في المائة من الأصول أي على 7,3 مليارات دولار (حسب أرقام العام 2014). ويعمل الباحث على إثبات أن التواطؤ بين السياسيين والمصرفيين «يجد تعبيره في بنية ملكية المصارف». أي أن الإمرة والسلطة تتحول إلى ملكية.

شكلت الدراسة مرجعاً، في الخارج خصوصاً، عن الفساد والمحسوبية السياسية والعلاقة بين السلطة السياسية والسلطة الاقتصادية في لبنان، كما في تفسير مسؤولية «الطبقة السياسية» عن الأزمة المالية الراهنة. ها هو موظف كبير في مؤسسة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، يستشهد بالدراسة نفسها في خلال زيارة رسمية للبنان في كانون الأول 2022، ويتهم فيها السياسيين بجرائم ضد حقوق الإنسان بسبب سيطرتهم على الاقتصاد من خلال سيطرتهم على 43 في المائة من أصول المصارف.

أمّا «الصلة بالسياسيين» فبالغة الدلالة، لأن البحث في من هم هؤلاء السياسيون، يكشف ما يشبه التحقيق البوليسي الذي يتحرى عن كل ما له صلة بالسياسة في عالم المصارف. تشمل اللائحة الاتهامية أيضاً: مرشحين على الانتخابات النيابية؛ أبناء أسر حاكمة وسياسيين من دول الخليج؛ شقيق مصرفي لبناني؛ أربعة أقرباء لسياسي سابق؛ إبن رئيس جمهورية سابق؛ موظفا في البنك المركزي، ومقرّباً من حاكم المصرف المركزي، وعضواً في «لجنة الرقابة على المصارف»، وحاكم المصرف المركزي نفسه؛ إبن عم رئيس وزراء؛ زوجة رئيس وزراء؛ إبن رئيس وزراء؛ حفيد نائب سابق؛ والد وزير سابق؛ إبن وزير سابق؛ سفيرا في أرمينيا، وشقيق سفير.

أما «العائلات السياسية» فالنموذج عنها هو «بنك عودة»، الذي يضم إبن رئيس حكومة وهو فهد الحريري، ووزير سابق، ومساهمين آخرين ذوي صلات بحكام خليجيين. الوزير السابق هو ريمون عودة، مؤسس «بنك عودة» ورئيس مجلس إدارته السابق، وقد شغل منصب وزاري مرة واحدة، فلزم تصنيفه سياسياً. الرجل سليل عائلة عرفت في صناعة الصابون منذ القرن التاسع عشر أقلّه (حول عودة مصنع العائلة إلى «متحف الصابون» في صيدا)، ومصرفه ثاني أقدم المصارف المذكورة في لائحة شعبان. وعلى جريرة عودة والحريري، يجري تسييس عائلة القصّار، أي عدنان القصّار، رئيس مجلس إدارة «فرنسبنك»، وأخيه عادل، وهم أسرة تجارية اشترت «بنك صبّاغ» من مالكيه وهو أقدم مصرف بين مصارف اللائحة (1921). وشغل القصّار طويلاً رئاسة غرفة التجارة والصناعة وغيرها من هيئات رجال الأعمال العربية والدولية. وتولى المنصب الوزاري مرتين، فاستحق وعائلته لقب «العائلة السياسية». والأمر نفسه ينطبق على فريد روفايل، ومؤسِّس ورئيس مجلس إدارة «البنك اللبناني الفرنسي» الذي شغل منصباً وزارياً هو أيضاً، وعلى آل صحناوي، الأسرة السورية الأصل، التي برز أفرادها عندما حازوا على رخصة إنشاء معمل إسمنت في عهد كميل شمعون. أما توفيق عسّاف الذي ترسمل في فنزويلا وكان وكيل شركة «بيبسي كولا» في لبنان، قبل أن يؤسس «بنك بيروت والبلاد العربية» الذي يرأس إبنه غسان مجلس إدارته. وشغل مروان خير الدين صاحب «بنك الموارد» المنصبَ الوزاري مرة واحدة وسقط في الانتخابات النيابية الأخيرة ويبقى عضو عائلة سياسية. وعائلة رجل الأعمال رفيق الحريري وورثته، وكانت إلى حين مالكة «بنك المتوسط»، تشكل عائلة سياسية خرج منها رئيسَا وزراء.

رجل الأعمال هو كل مواطن تشكل عائدات عمله في أحد فروع الاقتصاد - من أرباح وريوع وفوائد ورواتب - الحصة الأكبر من دخله. ينطبق هذا المقياس على جميع أفراد العائلات الثماني التي يسميها شعبان «عائلات سياسية»، تعريف شعبان البوليسي للسياسي هو أي رجل أعمال شغل منصباً نيابياً أو وزارياً أو له شبهة علاقة بالإدارة العامّة والقضاء. وهو يعتبر ذلك من البديهيات التي لا تحتاج إلى شرح. لعلنا نستطيع أن نبحث عن تعريف اقتصادي لرجل الأعمال، بمن فيه المصرفي، ما دام البحث في الاقتصاد والباحث عالم اقتصاد. رجل الأعمال هو كلّ مواطن تشكل عائدات عمله في أحد فروع الاقتصاد - من أرباح وريوع وفوائد ورواتب - الحصة الأكبر من دخله. ينطبق هذا المقياس على جميع أفراد العائلات الثماني التي يسمّيها شعبان «عائلات سياسية»، فيما هي في الحقيقة عائلات رجال أعمال، كما ينطبق على سائر أعضاء مجالس إدارة المصارف الذين لهم صلة بالمصارف.

بناءً على تمييز رجل الأعمال، يمكن تعريف السياسي بما هو مواطن يمارس النشاط السياسي والحزبي والتمثيل النيابي والمشاركة في الحكم. وهو قد يكون رجل أعمال أو يمارس إحدى المهن الحرة (محامٍ، مهندس، طبيب، مدرس، إلخ…) أو موظف في الدولة، وما شابه. لكن يشكل عائده من مهنته وراتبه كنائب أو وزير، المصدر الأساسي لدخله. أما السياسي الذي ترسمل باستخدام النفوذ السياسي والعسكري في خلال الحرب، وبواسطة الانتفاع من المال العام، أي من الريوع السياسية، فيجدر تصنيفه بما هو رجل أعمال. ونعرف من نماذج هؤلاء الحكام والسياسيين المتحولين أنهم قد غادروا منذ فترة مرحلة «التراكم الأولي لرأس المال» من خلال الريوع السياسية، وتحولوا إلى الاستثمار في شتى الفروع الاقتصادية - والأثير عندهم هي الملكيّة العقارية، والوكالات التجارية، والاستثمار في الأسهم وسندات الخزينة في السوق العالمية، والإيداع في المصارف السويسرية أو في الملاذات الضريبية، وغير ذلك.

يبرهن شعبان أن الإمرة السياسية على المصارف محصورة بملكية الأسهم أو احتلال المقاعد في مجالس إدارة المصارف، أو هي الدليل القاطع عليها. والبديهي أن يثار السؤال: ألا يستطيع السياسيون ممارسة التأثير على المصارف من دون أن يمتلكوا أسهماً أو يحتلوا مقاعد في مجالس إدارتها؟ بمعنى آخر، هل أن هؤلاء السياسيين الذي انكشف أمرهم هم وحدهم الذي يمارسون نفوذاً ما على المصارف؟ وماذا بشأن المصارف التي لم تحظَ بسياسيين أو بمقرّبين منهم أو ذوي صلة بهم يملكون أسهماً فيها ويحتلون مقاعد على مجالس إدارتها؟ هل تحرم من الخدمات السياسية؟ ما يعني أن التحقيق البوليسي، الذي ألقى شبهة «الصلة بالسياسة» على العائلات المسيطِرة على القطاع المصرفي والمساهمين فيه، هو بديل كسول عن أي تحرٍّ جدي عن كل تعقيد العلاقة المتبادلة بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع (صفر) – 10 أيار 2023

*************************************************************************************

إطروحات حول الصراع الطبقي والحركة الإجتماعية.. الماركسية ليست تأملية

ثامر الصفار

«ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ الصراع بين الطبقات. الحر والعبد، النبيل والعامي، الإقطاعي والقن، المعلم والصانع، أي باختصار المضطهِدون والمضطهَدون، كانوا في تعارض دائم، وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وأما بانهيار الطبقتين المتصارعتين معا» (البيان الشيوعي – كانون الأول 1847 – كانون الثاني 1848).

منذ ما يقرب من أربعين عاما، أكدنا على الصراع الطبقي باعتباره القوة الدافعة المباشرة للتاريخ، ولا سيما الصراع الطبقي بين البرجوازية والبروليتاريا باعتباره الرافعة الكبرى للثورة الاجتماعية الحديثة ... لقد صغنا صرخة المعركة صراحة: يجب ان يكون تحرير الطبقة العاملة من صنع الطبقة العاملة بالذات». (رسالة تعميم الى أوغست بيبل وولهلم ليبكنخت وولهلم براكه وغيرهم – 17/18 ايلول 1879).

ثلاثة وعشرون

إذا كانت “الحركة الاجتماعية” تشير إلى حالة الصراع الطبقي ككل، فهي حالة اضطراب وتحول دائمين. تتبع الحركات مسارات معقدة تتكون من سلسلة كاملة من المواقف والأحداث الخاصة التي تأخذ شكل صراعات درامية أحيانا على مجموعة متنوعة من الثوابت، حيث يجب تقديم الحجج واتخاذ القرارات وحساب عواقبها المحتملة. وفي سياق هذه الصراعات الدرامية، تكون العلاقات الداخلية داخل وبين “الأجزاء’’ المتعددة من الحركة عرضة للتحول إلى حد ما، حيث يمكن كسب الثقة في الأفراد والتجمعات ويمكن فقدانها أيضا.

الماركسية فعّالة، حيوية، نشطة، وليست تأملية، لهذا فإن الأسئلة المتعلقة بالاستراتيجيات والتكتيكات تحتل، بهذا القدر أو ذاك، ذات الاهتمام بالمسائل الأيديولوجية والفلسفية العامة. يجب صقل الأفكار العامة للماركسية، وتعلم الدروس العملية وتعديل الأساليب. من حيث المبدأ، تقدم كل حالة معينة خيارات حول ما يجب القيام به وكيفية تحقيقه. يتطلب ذلك عملية تقييم مستمرة للفضاء السياسي بأكمله والطرق التي ترتبط بها عناصره المختلفة ببعضها البعض - وهو شكل من أشكال المعرفة لا يمكن اكتسابه إلا من خلال المشاركة النشطة.

في ضوء ذلك، لا تظهر الماركسية على أنها المصدر الوحيد للابتكار النظري والعملي. قد تأتي الحلول العملية للمسائل الآنية، على كل مستوى، من جميع أنواع المصادر.

الماركسية باعتبارها نظرية للصراع الطبقي مرتبطة بالثورة الاجتماعية، لا تُظهر نفسها كنظرية مكتملة، بل نظرية لا تزال تتعلم من الممارسة المبنية على أساس ومنهج واضح. ما هو ضمني في بعض الأحيان في كتابات لينين، ولكنه واضح للغاية في غرامشي، هو النظرة للعمال كمثقفين، ومنخرطين بنشاط في العالم والتفكير فيه وما هو ممكن ومرغوب فيه. إنهم المطورون النشطون للنظرية. لا يُنظر إلى الماركسية على أنها مجموعة أفكار متطورة وثابتة بالفعل، ولكن بشكل حاسم كدليل للعمل. يأخذ تطورها شكلاً حواريا، حيث تتحدى الدوافع الجديدة “من الخارج” الافتراضات القائمة، وتولد مشاكل جديدة، تتطلب تفكيرا جديدا. يظل جوهر الماركسية هو التطلع إلى الثورة البروليتارية، وهو ما يتطلب إثراءً وتوسيعا مستمرين. ان الفكرة القائلة بأن هذه النظرية “مكتملة”، وكل ما هو مطلوب هو أن على العمال أن “يستوعبوا” الحقائق التي تم تطويرها بالفعل، أو الأسوأ من ذلك، أنهم أشياء يجب تحريكها في مصلحتهم الخاصة، هو رأي مدرسي ونخبوي.

الماركسية، بمعنى ما، هي نظرية مفتوحة للمفاجآت. من الذي توقع قبل الحدث أن يلعب الطلاب دورا حاسما في إعادة إيقاظ الدوافع الثورية في جميع أنحاء العالم في الستينيات؟ من تنبأ بالتحدي الذي يواجه الأفكار والممارسات الاشتراكية - بما في ذلك صورتها ذاتها عن “الطبقة العاملة”- التي تولدت عن ولادة جديدة للنسوية، وحماة البيئة والمدافعين عن حقوق الإنسان؟ من تنبأ بمساهمة فئات متنوعة في انتفاضة تشرين؟ من توقع عودة الحياة الى قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة؟ كل هذه الأحداث أثرت الماركسية، ولم تكن من اختراع الماركسية.

بالضد من الاشتراكية الديمقراطية، يطرح الشيوعيون حزبا هو، في معظم الأحيان، أقلية من المناضلين الواعين المناهضين للرأسمالية. لكنهم يسعون إلى إشراك أنفسهم في كل جانب من جوانب النضال الشعبي، ويسعون بنشاط للتأثير على القوى الأكبر “للحركة بشكل عام” باتجاه التغيير الأكثر تكاملا وفعالية، ومن أجل تحقيق ذلك بشكل فعال، يحتاجون دائما إلى تحديد الاتجاهات التي يجب أن يركزوا جهودهم فيها.

وبقدر ما ينجحوا في الارتباط والمشاركة في حوار عملي مع قوى حقيقية خارج أنفسهم، بقدر ما يمكنهم تجنب الخطر الكامن في العزلة.

*********************************************************************************

قاموس إقتصادي فلسفي.. البطالة

اعداد: د. صالح ياسر

البطالة (Unemployment):

البطالة هي ظاهرة اقتصادية بدأ ظهورها بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية التقليدية. طبقا لمنظمة العمل الدولية فإن العاطل هو كل شخص قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ولكن دون جدوى. من خلال هذا التعريف يتضح أنه ليس كل من لا يعمل عاطل. فالتلاميذ والمعاقون والمسنون والمتقاعدون ومن فقد الأمل في العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقت ومن هم في غنى عن العمل لا يتم أعتبارهم عاطلين عن العمل.

ومن جهة اخرى فإن البطالة ظاهرة حتمية الوقوع في النظام الرأسمالي، تلف قسما كبيرا من البروليتاريا. وهؤلاء الناس لا يستطيعون بيع قوة عملهم، ويحرمون من العمل ومن وسائل المعيشة، ويكوّنون “جيش العمل الاحتياطي”. وتنشأ البطالة بفعل القوانين الاقتصادية للرأسمالية، فكلما تراكم الراسمال، وتعاظم تركيبه العضوي تضاءل الطلب، نسبيا، على القوة العاملة، وينشأ ويتعاظم فيض السكان النسبي. وبما ان البطالة هي نتيجة حتمية لاسلوب الانتاج الرأسمالي فإنها تلازم، بالضرورة، الاقتصاد الرأسمالي الذي لا يستطيع من دونها الاستمرار ولا التطور. ويؤلف جيش العاطلين عن العمل احتياطيا من قوة العمل، يستخدم لتوسيع الانتاج في ظل الرأسمالية، كما يستخدم الرأسماليون البطالة، أيضا، لتشديد وتائر استغلالهم للعمال. وهناك العديد من التجليات التي تتخذها البطالة. فمن بينها على سبيل المثال البطالة المزمنة، وهي عبارة عن بطالة واسعة، دائمة، قائمة على امتداد جميع مراحل دورة الانتاج الرأسمالية. والبطالة المزمنة هي أحد المؤشرات الساطعة على تعفن الراسمالية المعاصرة وطفيليتها.

*********************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

أربعة كتب مسرحية عراقية جديدة

عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، وبالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في العراق، صدرت ثلاثة كتب مسرحية عراقية جديدة، هي:

- “لذة النقد/ تطبيقات في التجربة المسرحية في العراق” تأليف د. صميم حسب الله يحيى.

- “المسرح العراقي/ آفاق ورؤى وتجارب” تأليف عواد علي.

- “المسرح الديني في العراق القديم” دراسة ونصوص معربة عن الأصول المسمارية. تأليف د. ماجد الاميري.

- “مسرحيات” تأليف عبد الأمير شمخي.

وسيتم الاحتفاء بتوقيع هذه الكتب من قبل مؤلفيها في مهرجان المسرح العربي الذي تقيمه الهيئة بالتعاون مع نقابة الفنانين والذي يقام في بغداد للمدة من 10/ 1 -  18/ 1- 2024.

******************************************************************************

يَحْدُثُ الآنْ

عبد الحميد الصائح

يأتي بَريدُ القَلْبِ هذا اليَومْ ،

بِلاقِتالٍ ولاقِطافٍ لِثمارٍ دامِية ٍ،

ولابَراءاتٍ لأقْوامٍ عائِدَة ٍمِنَ الخَديعَةْ..

بَريدٌ مِنْ مَلايينِ السنينْ، يَصِلُني يَومِياً ،

مِنْ حٌرّاسٍ يُبدلونَ حُرّاساً وَقَدْ أخْطأوني،

تَركوُني خالِداً مُنْهَكاً بِلا عَواطِفَ أمُرُّ على العُصورْ،

حارَبْتُ بالأيْدي وبِالحَجَرْ،بِالمِعاوِلِ والسّيوفِ، وبِالبارودِ والطّائِراتْ ،

أَدْفُنُ أهْلي وأصدِقائي وأعْدائي ،

يَموتونَ وَيَتَناسَلونَ ويَخرِجونَ وَيَتَكاثَرونْ ،

الاّي،

أنا المُتَبقيّ الوَحيدُ الذي إنطفأتْ بي غُدّةُ المَوتْ ،

أتَنَقَلُ بَيْنَ العُصورْ ،

شاهداً على المَمالِك التي قامَتْ ثُمّ انْدَثَرَتْ ،

على الحٌكَماءِ والمُحاربينَ والسّحَرَة والمجرمينَ والشهداء ِوالحمقى ،

على العُري وَوَرَقِ التوت ِوإفتراس الأطفال الرضّعِ أو تجمّدهم في الحقولْ .

وأعرفُ كمْ كلّفَ هذا الوجود ُمن الدمُوعِ والدِماءْ،

وكَمْ مِنَ الفَرَحِ والتَناسُلِ والحُبِّ والعَذابِ والصُراخِ شَهِدَهُ هذا العالَمْ ..

أعْرِفُها ،

اقوامٌ أعْرِفُها جَيداً ، أعْرِفُ سُلالاتها ، وَمَقاساتِ لِحى مٌحارِبيها ،

وَكَمْ نَزَفَتْ وِكِمْ كَذِبَتْ وَكَمْ خَدَعَتْ وخُدِعَتْ وكمْ ماتَتْ وَعادَتْ ثُمّ ماتَتْ ثم عادت ،

عَلّمتُها الحِكْمَةْ ، وَأشْبَعَتني قِتالاً،

وَتَرَكَتْني جَريحاً أبَدياً بَيْنَ المُسْتَنْقعاتِ والكٌهوفِ ، والسّلاحِفِ ، والبَراكين ، وَحرابِ الأعداءْ.

جُنْدِياً بِلا هُويّة ، وشاعِراً فِطريّاً يَكتُبُ تَحْتَ المَطَرْ ،

مُحاصَراً ب (الآن) الذي لايَنْتَهي ،

والعَجَلةِ التي تَعودُ بي اليّ كلّما مَضَتْ.

أقِفُ عِنْدَ (الآن)،

أتذكّرُ النَمْلَ يَسْحَبُ قَوافِلَ الهاربينَ مِنَ المَوتِ للمَوتْ ،

والبيوتَ التي هُدِمَتْ على ساكِنيها،

والبَواخِرَ التي غَرِقَتْ ،

والحروبَ التي أشْعَلَها الكَهَنَةُ و المَخْمورونَ مُنْذُ أوَلِ إنْسانٍ يَدُبُ بَين الماءِ واليابِسِةْ

..

أتذكّرُالأرواحَ العاريةَ النازحةَ الباكية المنفعلة الخائفة وهي تفتش عَمّنْ أطْلَقَ صافِرةَ البِداية .

لتَتحَول البُلدانُ مِن شَوارِبَ مَعقوفَةٍ الى سُيوفٍ بِرؤوسٍ مُتحارِبَةْ الى نِزاعٍ بين مقابرَ ماضيةٍ ومَقابِرَ في الطريقْ.. .

خرائط َوكتباً وأوهاماً ورسوماً على الكُهوف ،

عقولاً توَرّمت بالتأمل ،

وفلاسِفةً أعْدِموا بَعْدَ أنْ نبتتْ لهم أعْيُنٌ على تَمامِ أجْسادِهِمْ .

أقِفُ عاشقاً صَغيراً لملياراتٍ من النِساءِ اللواتي جِئْنَ وحَلُمْنِ وَرَحَلْنْ.

بَيْنَ صَلاتي عَلى الماءِ ، وصَلاتي على جَسَدٍ مِنْ سَحابْ

أتَنَقّل مِنْ صَحراءٍ الى صَحراءْ ، ومِنْ ذَبحٍ الى ذَبْحْ

لأرى بِحاراً تطوي بحارا ، وفضاءاتٍ تدعو سكانَ تلكَ الكهوفِ الى رِحلةِ اللاعودة.

أثْقَلَني دَمُ الكُتُبْ ، وشَواهِدُ قبورِ الذين انْتَظَروا شَيئاً ما دونَ جَدوى .

دَفَنْتُهُمْ بِيَدي ، وظلّتْ أعينُهم شاخِصَةً أمامي ،

أسْألُ الأقوامَ القادمةَ عن أمي وأبي ، ولاجَوابْ.

عَن حَفلاتِ العَدالةِ ، ولاجَوابْ

عمّن خَلعَ مِنْ جَسدي غُدّةَ المَوت الرحيمْ ،

وَتَرَكَني مُنْهَكاً من الخُلود ،

أمرّ على العُصورِ بلا عاطفة ٍ ولاقَرارْ.

عَن أنْ أكونَ أو لا أكونْ .

عَنْ جَمالِ أنْ تاتي وتُغادِرَ دُونَ ضجيج .

أنْ تَبْكي على أحَدٍ وأنْ يُبْكى عَلْيكْ

أن تَفقِدَ وتُفتَقَدْ ،

أنْ تولَدَ لتَموتْ

وأنْ تَموتَ لتَحْيا

عن عَقْدةِ (يحدث الآن) التي تلُازِمني مُنذُ بدء السؤالْ.

مُمزّقاً بينَ حَرْبٍ وَحَرْبْ، بَيْنَ الغاباتِ والمُدنِ الإلكترونيّة ،

بَيْنَ الله الذي خلقنا جميعا ، وَذلِكَ الذي قَتَلَنا جَميعاً.

بَيْنَ ذاكرةٍ لاتَمْتَليء ونِسيانٍ لايَحْدُثْ.

أفتّش عَن غُدّةِ الموتِ،عن متعة الخوفْ.

افتش عن سلاحي.

************************************************************************************

قصة قصيرة.. العَربانة

ذياب شاهين

إنها فرصة طيبة، تمتم مع نفسه، وحين جلس بقربه، تمتم: يبدو أنني أخطأت الجلوس بقربه فملابسه وسخة ملطخة بالدهون السوداء والتراب، لكنه عاد فلام نفسه على تفكيره متمتما: ما هذا الهراء يا أحمق فكلنا من تراب ومن لحم وشحمِ، أما الرجل فقد كان  متعجّبا، أن يجلسَ جنبه شخصٌ نظيف الملابس وأنيق، وحاول الرجلُ الابتعاد عنه نحو شباك الكيّا المتهالكة، ولكن إلى أين سيذهب فالكراسي ضيقة وكأنها مخصصة للأقزام، أو للأطفال، وحينما جلسَ غطس بالكرسي حتى شعرَ بقاعدة الكرسي الحديدية تضغط على مؤخرته، ولكنه قال لنفسه: ومع ذلك فهي فرصة طيبة أن أجلس مع هذا الرجل البسيط، إنه شابٌ بالثلاثين من عمره، أسمرُ البشرة وتعلو وجهه ابتسامةٌ طافحة، وتعجب حين بادره الرجل : هل أنت موظف، فتبدو عليك النظافة والوقار، وقبل أن يجيبَه باغته بجواب أضحكه: أنتم الموظفون أموركم جيدة وليس لديكم ما تفعلونه وتأخذون راتب في نهاية الشهر، وحين رأى ضحكته، عاد وسأله بمرحٍ: أليس ما أقوله صحيحا، فابتسم مرة أخرى دون أن يجيب، وبدا أنَّ ابتساماته قد أكدت للشاب أنه متفق مع كل ما يقول، لكنه عادَ وقال له: أنا أعرفك فأنت تعمل مديرا بالبلدية، وأنت قد رشحت نفسك للانتخابات، فكاد ينفجر من الضحك من هذا الاستنتاج الطريف، فحملق بوجهه مبتسما، وقبل أن يقول له: كيف عرفت؟، أجابه: لقد رأيت صورك معلقة بالشوارع، وقبل أن ينفيَ عنه هذه التهمة العجيبة وهي تهمة الترشيح، باغته الرجل: بس دير بالك علينا، من تفوز، مو تسد تلفونك ومتجاوب. فهز رأسه وهو يحاول أن يبيّن للرجل أن من رأى صورته كان شخصا آخر، لكن الشاب ضحك واستمر قائلا: لا تضم علينا، فأنا سأنتخبك لو أعطيتني كارت موبايل وخمسين ألف دينار، وربما أقل، وهنا قال للشاب بحزم: أنا متقاعد ولست موظفا بالبلدية، ولم أرشحْ نفسي للانتخابات، فتح الشاب عينيه وكأنه لم يصدقْ ما سمعه، فارتدّ عنه نحو شباك السيارة، كان الجو مشمسا خارج السيارة لكن البردَ شديد برغم وجود الشمس، ولاحظ أن الشابَ لا يزال يرسمُ ابتسامة بلهاء على وجهه، فأراد أن يعيد ما انقطع بينهما من حوار فسأله: هل تعمل بالبلدية، فأجاب الشاب بالنفي، إذن ماذا تعمل، فقال: لدي عربانة أعمل بها، فسأله: وأين تركت العربانة، فقال: في الساحة، ألا تخاف أن يسرقوها، فقال: لا فالمكان محمي وعليه حراس، وقبل أن يلتقط أنفاسه، قال له: خذ زوجتك الحجية وروح بالصيف فأنا سأذهب بالصيف. هنا شعر بأن هذا الشاب يتصرف بغرابة، وحين لاحظ ابتسامته البلهاء ورميه للكلام على عواهنه، تمتم مع نفسه: لابد أن يكون هذا الرجل غير عاقل، أو على الأقل نصف مجنون، ولكنه عاد عن رأيه حين استرجع ما قاله الشاب، فضحك هامسا لنفسه: ربما أنا المجنون وليس هو، فمن الصعب أن يكون الانسان عاقلا في هذا الزمن الغريب.

تحركت الكيّا بعد أن امتلأت بالركاب، والشابّ لا يزال يشير لصور المرشحين، ويتكلم عنهم بصوت عال بأن بعضهم لصوص وكان الركاب يستمعون إليه ضاحكين وهم ما بين مؤيد ومستنكر لكلامه، ولكن الأغلبية كانوا متفقين بأن هنالك جيل جديد من اللصوص على وشك أن ينتخبهم الناس، وفجأة أشار لإحدى صور النساء المرشحات وكانت تلبس العباية والشيلة وبوجه قاسي الملامح خال من أي أنوثة وكبيرة السن ولفرط بدانتها تكاد تخرج من الصورة، فقال المجنون: ألا تخجل هذه المرأة من نفسها، كان عليها أن تجلس بالبيت وتسكت، فضحك الركاب حتى النساء الجالسات بالكيّا ابتسمن، وأخذت التعليقات تأخذ منحى قاسيا ممتلئا بالتهكم على الحكومة والأحزاب، وحين وصلت السيارة قرب جسر ساحة الأم، لاحظ وجود صورة كبيرة على واجهة محل للحلاقة، فأراد أن يختبر الشاب المجنون فقال له: أنظر هذه الصورة فهذا  الشاب الجميل قد رشح نفسه أيضا، فحدجه الشاب بنظرة لوم وكأنه قد عرف ما يقصده، فقال: هذه صورة دعاية لمحل الحلاقة، أنا أعرف اللصوص المرشحين، فلا تختبرني، فابتسم وهو متيقن أن هذا الرجل ليس مجنونا، فقال أحد الركاب له مبتسما: هو يعرف اللصوص جيدا كما نعرفهم، وأيده بعض الركاب، فأحس الشاب بالفخر والسعادة وقد وجد أن الركاب يدعمونه.

في ليلة ذلك اليوم وصورة ذلك الشاب لا تزال تثير في نفسه العجب والضحك معا مما سمعه منه، ذهب للنوم وسرعان ما دخل في حلمٍ عجيب:( أنا أمشي وراء الشاب المجنون وهو يقودني باتجاه مكان واسع وجدت فيه الكثير من العربانات الخشبية في فرع  يقود إلى مسجد الغيبة قرب سوق الهرج، وكان المكان فيه رجل ضخم كما لاحظت وجود كاميرا تراقب المكان التي تركن به العربانات وقربها تواليت عام، فأشار لإحداها قائلا: سأخذ هذه وأنت خذ واحدة لنعمل سوية، ولكنها ليست لي كيف سآخذها، فأجاب: نعم أنا أيضا مثلك، ماذا؟، يا حاج أنا أؤجرها من هذا الرجل الضخم  لقاء ألفي دينار يوميا، أعمل بها وأعيدها إليه بعد عدة ساعات، فأخذت واحدة ووجدتني أجري بسرعة في السوق، والمجنون يصرخ ضاحكا : على كيفك حجي لتروح تدهس الناس، كنت فرجا بالعربة، وأنا أنقل البضائع هنا وهناك، كانت وجوه الناس حزينة، لكن المجنون كان يراقب حركاتي، كانت الصور باهتة بالحلم وتحدث أموراً عجيبة، وانفصلت عن المجنون بالزحام، ونقلت مواد وحقائب وصناديق وأكياس، وفجأة ظهر الشاب المجنون  وقال لي : لقد سرقوا العربانة مني، ماذا سأقول لصاحبها، هيا نعود، هيا أصعد وسأدفعك، ركبت بالعربانة وأخذ يدفعني ويصرخ بالسوق مشيرا عليّ: لقد سرق الحاج عربانتي، وسرق نقودي، يا ناس لا تنتخبوه، هذا حرامي لا تنتخبوه لكن الناس كانوا غير عابئين بما يقوله، كان يركض بسرعة، حتى أحسست وكأن العربانة تطير بالفضاء وكلانا متعلقان بها، وأخيرا هوت العربانة على الأرض وتحولت إلى أجزاء متناثرة). فاستيقظت من النوم مذعورا.

كان الحلم مخيفا ولم أجد تفسيرا له، فهو محمل بالرموز وخصوصا العربانة وسقوطها المريع، بعد عدة أيّام التقيت بالشاب المجنون مرة أخرى بالمكان ذاته، حيث كنت راكبا في الكيّا وأريد الرجوع للبيت، وحين رآني صعد بالسيارة وسلم عليَّ وجلسَ قربي على الكرسي الذي يقع خلف السائق مباشرة، كانت السيارة فارغة، وهنا التفت إليَّ وقال: هل تتذكر كيف طرنا أنا وأنت بالعربانة، فأصبت بالدهشة، هل يتكلم هذا المجنون عن الحلم، هل يعقل أننا حلمنا بالحلم ذاته، هذا لا يمكن أن يحصل بل مستحيل، فلم أجبه، بالأحرى لم أجد ما أقوله له، ولكنه أعاد السؤال عليَّ قائلا: لقد فقدت السيطرة عليها يا لها من عربانة لعينة، كان يتكلم عن الحلم، فوجدتني أسأله دون وعي مني: وكيف نزلت، فقال: أنا وقعت على شجرة فمسكت بأغصانها ونجوت، فسألته: وماذا حلَّ بي، فأجاب : لا أدري فقد اختفيت ولم أر لك أثرا، وها أنا أراك أمامي، فسألته :وماذا حل بالعربانة، فقال: لقد تحولت إلى قطع متناثرة، فتعجبت مرة أخرى مما يقول. فسكتُ وأنا مرتبك وخائف من هذا الشاب فتساءلت: سرا هل يمكن أن يكون جنيا؟ ففلتت من فمه ضحكة قوية أفزعتني، فوددت النزول من السيارة، ذلك ان فكرة الجلوس قرب جني في وضح النهار وأمام الناس تبدو فكرة مخيفة حقا، ولكن فجأة صعدت السيارة امرأة شابة جميلة وجلستْ قربه، كانت بيضاء البشرة مشوبة بالحمرة، وتلبس العباية والحجاب ومع ذلك كان جملها يفيض من بينهما، وبدا أنهما يعرفان بعضهما البعض، فسمعتها تسأله عن أمه وأخيه، وهو يجيبها بطريقة عفوية، فتيقنت أنه رجل حقيقي وليس جنيًّا، امتلأت السيارة بالركاب، وتحركتْ باتجاه الحي العسكري، فسألته المرأة: هل أنت جوعان، فأجاب بالنفي وهو يشعر بالخجل منها، أخرجتْ المرأة باكيت من البسكت وأعطتهُ بعضَ القطع، فأخذها كطفل مدللٍ راح يأكل وعندما جُمعتْ أجرة الركاب، دفعتْ المرأة أجرته أيضا، فأردت ممازحته قائلا: بعد شتريد بساكتْ والأجرة بلاش، فضحك، فأردت أن استفزه قلت له: لكن كان عليك أن تدفع الكروة أنت، فالرجل من يدفع وليس المرأة، هذا ما يصير، ولكن المرأة انتبهت لما قلته له، فأجابتْ : لا يصير، يصير بالنسبة له، وكأنها كانت تشير إلى كونه مريضا، كانت عيناها تبرقان ببريق أخاذ بحدة، قالت ذلك وارتسمت على وجهها ابتسامة ساحرة حقا، فشعرت بالظلم الذي يحيق بالمرأة العراقية بعيدا عن نساء العالم، فتساءلت: ترى أتعرف هذه المسكينة الظلم الذي يحيق بها من كل جانب، كانت تنتظر مني جوابا على ما قلته، أشعرني بالخجل، وكأنها تريد أن تقول لي: أنا امرأة أعمل بعرق جبيني وأستطيع أن أدفع أجرة من لا يستطيع الدفع، وأنا سعيدة برغم قيودكم المقدسة والبالية التي تفرضوها علينا،  فأخبرتها أنني أمزح معه ليس أكثر، ولم يكن لي قصد الإهانة مطلقا، فبادلتني بنظرة امتنان وفهم لمقصدي، فأجابت: هو ابن جارتي، ثم التفتت إليه قائلة: إنك تشبه أمك، بل إنك نسخة طبق الأصل منه، لكنه قال لها : بعدج تشتغلين بالمستشفى، فقالت: نعم، ثم وجهت كلامها إليّ قائلة: أمه هكذا مثله،  فسألتها : هل لديه راتب رعاية، أم يعمل ... ولكنها أجابتني قبل أن أكمل كلامي مسرعة: هو لا يستطيع العمل،  وحينما وصلت السيارة منطقة نادر الثانية نزلت المرأة وودعته، وكان نصيبي نظرة بطرف عينها تفيض شكرا،  لكنها طلبت من الشاب أن يوصل سلامها لأمه، تحركت الكيا باتجاه الحي العسكري، ولكنني بقيت تحت تأثير ما قالته المرأة، وبقيتْ في حيرة، وخصوصا ما قالته من أشياء تخص الشاب الذي يسكن جنبي الذي بقي مبتسما ويبدو عليه الذهول، واسترجعت ما قالته المرأة الشابة عنه، وهن شبهه لأمه بكل شيء، فهل ورث الجنون عن أمه أيضا، ولم لا يستطيع العمل، ثم ماذا عنها هي، وهل هي تعمل ممرضة بالمستشفى، يبدو أنها مطلقة فقد سألها عن ولدها وابنتها، استبد بي الفضول لمعرفة المزيد، فسألته عمن تكون هذه المرأة، فقال لي مستغربا سؤالي: ماذا... أية امرأة، فقلت: المرأة التي نزلت توا وأعطتك بسكوتة ودفعت أجرتك، فقال : يا حاج هل أنت صاحي،   فحملقتْ بوجهه الذي تحوّل إلى صخرة قاسية، وكنت أود أن أضربَه  على وجهه لأنني شعرت أنه يريد استغفالي، ووددت أن أصرخ به وأحذره من أن يدعوني بالحاج مرة أخرى، لكنني تمالكتُ نفسي فأجبته: نعم أنا صاحي ولست مخمورا، لماذا تسأل؟ قال: لأنك تتوهم أشياء كثيرة، فصرخت: ماذا؟، فانفجر يضحك ويقهقهُ بقوة فوجئت بالركاب يضحكون وكأنهم قد استغربوا سؤالي، وفجأة التفتَ السائق نحوي قائلا: حجي لم يكن هنالك امرأة بالسيارة، وهنا أسقط بيدي وشعرت بخجل شديد، وحين نظرت إلى الركاب رأيتهم ينظرون إليَّ بنظرة غريبة، ويحملقون بوجهي وكأنني مخلوق غريب، كان الشاب المجنون يضحك بقوة، والسيارة منطلقة بسرعة، فوجئت بأنه قد فتح باب السيارة وهي منطلقة، فقفز منها، حاولت منعه فلم أستطع، والركاب يقهقهون بأعلى أصواتهم، كانت السيارة المتهالكة تتأرجح ذات اليمين وذات الشمال وفجأة وجدتها وقد تحولت  إلى عربانة  خشبية بأربعة عجلات، كنا نجلس بها جميعا والكل يصرخ ويهتف (أجه الحجي أجه هله، أجه الحجي أجه هله)، شعرت بأنني تائه في جوقة مريعة من الرقص والغناء والطبول المزامير، كان الناس مسحورين، فتذوقت حلاوة الجنون، كان الرجل المجنون يشير إليّ من بعيد ضاحكا. وكانت “العربانة” منطلقة بسرعة  يتناوب على دفعها رجال بوجوه شيطانية ضاحكة نحو الهاوية. 

******************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

اختتام فعاليات «مهرجان الكميت» الثقافي السابع

متابعة – طريق الشعب

اختتمت الخميس الماضي في مدينة العمارة فعاليات “مهرجان الكميت” الثقافي السابع، الذي أقامه اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب وبرعاية وزارة الثقافة ومحافظة ميسان.

المهرجان الذي حملت دورته اسم “شهداء غزة”، حضر افتتاحه الأربعاء الماضي على “قاعة الكميت الأسدي” في مبنى المحافظة، محافظ ميسان علي دواي والمستشار الثقافي لرئيس الوزراء د. عارف الساعدي والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، إلى جانب ممثلين عن وزارة الثقافة وأدباء ومثقفين من مختلف المحافظات.

واستهل حفل الافتتاح بكلمة باسم وزير الثقافة ألقاها بالنيابة السيد فراس خضير، وأكد فيها سعي الوزارة الدائم لدعم جميع المثقفين.

بعدها ألقى الشاعر عمر السراي كلمة باسم اتحاد الأدباء العراقيين، نوّه فيها بانعقاد المهرجان بدورته السابعة “في ظلّ هذه الظروفِ الاستثنائية.. الاستثنائية عملاً.. فنحنُ في زمنٍ يُشمّرُ فيه العراقيون عن سواعدِهم للنهوضِ ببلادهم نحو الأفضل. والاستثنائية حزناً.. فنحنٌ نعيشٌ أقسى مأساةٍ يُعاني بها أهلنا في غزةَ ظلم الصهاينة وأعوانهم الظالمين”.

وتابع قائلا: “لذلك، وللمسؤولية الأكيدة للكلمة، يجيء هذا المهرجان ليضعَ فلسطينَ في قلبه وغزّةَ بوصلةً لضميره. فما نفعُ الكلمةِ إذا لم تكنْ مقاوِمةً وساخنةً وصادقة، ألسنا في مهرجانِ الكميت بن زيد الأسدي؟”، مضيفا أن كلمات الشعراء وآراء النقادِ ستكون “ملتهبة كالهاشمياتِ التي بقيت فخراً للأدبِ العربي، حينَ لم يهادنْ شاعرها الكميت واستشهد ثابتاً على موقفِهِ”.

وأشار السراي إلى أن “هذا المهرجان نقطة شروعٍ نحو مقبلٍ زاهر سينمو بفضل تآزرِكم. إذ سيكون عام 2024 عاماً للارتقاءِ نحو العُلى، وستتوالدُ الفعالياتُ الناضجة، وتمتدّ لتشملَ كلَّ المحافظاتِ بل كلَّ الأقضيةِ والنواحي والقصبات”، مقدما الشكر لكل من ساهم في إقامة المهرجان، وإلى رئاسة الوزراء “التي حرصت على أن ترعى الفعاليات المهمة الكبرى المقبلة”.

وأكد أنه “لن يغيبَ الكميتُ عنكم كثيراً، واستعدّوا لدورةٍ مقبلةٍ جديدةٍ بحضورٍ عربيًّ وعالمي وبمحاور ستستلهمُ ما يُطرحُ اليومَ لبناءِ القادم”.

هذا وشهد المهرجان على مدى يوميه قراءات شعرية وفعاليات نقدية، ومعرضا تشكيليا أقامه القصر الثقافي في ميسان، ومعرضين آخرين للكتاب والفلكلور الشعبي. كما عرضت أفلام وثائقية، أحدها عن الاعتداء الصهيوني على غزة.

وكانت الجلسة الشعرية الأخيرة قد خصصت لدعم غزة وصمودها شعريا، بمشاركة شعراء من مختلف المحافظات.

وأوصى البيان الختامي للمهرجان، بتوسيع فقرات المهرجان في الدورات القادمة، ليكون دوليا عبر استضافة أدباء من البلاد العربية.

**********************************************************************************

الباحث الجزائري د. فارح مسرحي في اتحاد الأدباء

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منبر العقل في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بعد غد الثلاثاء، الباحث الجزائري أ.د. فارح مسرحي ليقدم محاضرة بعنوان “المثقف من مرجعية المشاريع إلى ما بعد المشاريع”.

المحاضرة التي من المقرر أن يديرها أ.د. علي عبود المحمداوي، تبدأ عند الساعة 5 عصرا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

**************************************************************************************

أهالي السماوة  يعوّضون عائلة احترق منزلها

متابعة – طريق الشعب

نظم عدد من أهالي مدينة السماوة، الخميس الماضي، حملة جمع تبرعات لعائلة احترق منزلها في “حي النفط” إثر تماس كهربائي، وتمكنت فرق الدفاع المدني من اخماد النيران بمساعدة المواطنين دون خسائر بشرية.

ووفقا للمواطن علي حسين، فإن الأهالي سارعوا، بعد نشوب الحريق، إلى مساعدة العائلة وإخراجها من المنزل سالمة، بمساعدة الدفاع المدني، مضيفا أن المنزل بني حديثا.

وأكد المواطن أن الأهالي تكاتفوا وجمعوا تبرعات للأسرة من أجل تعويضها عن خسائرها، مبينا أن التبرعات تضمنت إضافة إلى مبلغ من المال، مفروشات وأجهزة كهربائية، فضلا عن طلاء المنزل.  

******************************************************************************

معرض وثائقي حول جولات الآثار العراقية في الخارج

متابعة – طريق الشعب

افتتحت الهيئة العامة للآثار والتراث، الخميس الماضي، معرضا وثائقيا حول معارض الآثار العراقية المتجولة في ألمانيا وبولونيا.

حضر افتتاح المعرض الذي أقيم على “قاعة إينانا” في مقر الهيئة، عدد من المدراء العامين في وزارة الثقافة، وجمع من الأكاديميين والاختصاصيين في الآثار. 

وضم المعرض 30 وثيقة توضح طريقة نقل الآثار من العراق إلى الخارج لغرض عرضها في المعارض الجوالة، وتعرّف بالأماكن التي أقيمت فيها المعارض، وبآليات العرض، فضلا عن الأضرار التي تعرض لها بعض الآثار خلال عملية النقل، والتي تمت صيانتها في الخارج قبل إعادتها مجددا إلى البلاد.

وفي كلمة له خلال مراسيم افتتاح المعرض، قال وكيل وزارة الثقافة قاسم السوداني، أن هناك رغبة لدى الجهات ذات العلاقة، في اتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأفراد وذوي الشأن، من مختلف بلدان العالم، للاطلاع على الآثار العراقية، مشيرا إلى أهمية تكرار إقامة مثل هذه المعارض، نظرا لدورها في استقطاب الاهتمام الدولي بالموروث الثقافي العراقي.  

******************************************************************************

الممثلة السورية منى واصف: أنا عراقية الأصل!

متابعة – طريق الشعب

قالت الممثلة السورية منى واصف انها تنتمي إلى العراق عن طريق جدها العراقي الأصل والمولد. فيما اكدت ان حبها للعراقيين لا يوصف، مبينة أن “بلد الرافدين سيظل عظيماً وشامخاً للأبد.”

واوضحت واصف في لقاء خاص مع وكالة الأنباء العراقية، أن “العراق يمثل الجمال والثقافة والعلم، وهو أهلي وبيتي وناسي، وولادة وموطن آبائي الذين ينحدرون من الموصل، من أسرة عراقية كردية”.

وأضافت قائلة انها زارت العراق مرات عدة، كانت الأولى أواسط السبعينيات من القرن الماضي، ثم تكررت الزيارات الى حد قريب، لافتة الى أن “بغداد هي الثقافة، والعراق هو الكتاب الجميل المفتوح الذي سيظل جميلاً وعزيزاً وشامخاً طوال الزمن”.

واشتهرت الفنانة منى واصف المولودة عام 1942، بتمثيلها دور هند بنت عتبة في فيلم “الرسالة”. وقد بدأت مسيرتها الفنيّة من عرض الأزياء، ثم دخلت بعدها مجال التمثيل وقدمت عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية، إضافة إلى أكثر من 130 عملا للتلفزيون، وحققت شهرة واسعة في سورية والوطن العربي.

**********************************************************************************

في المحافظة الأشد فقرا بادية المثنى: مقصد سياحي جميل مرهون بالأمطار

متابعة – طريق الشعب

تشكل البادية أكثر من 90 في المائة من مساحة محافظة المثنى، البالغة حوالي 52 ألف كيلومتر مربع. وتعد هذه البادية التي تربط جنوب غربي البلاد بالحدود السعودية، مقصداً داخلياً وخارجياً للصيد والسياحة، خاصة غداة هطول الأمطار وتفتح الزهور وقدوم الطيور المهاجرة.

وتتميز المثنى بموقعها الجغرافي المهم، وبنشاطها الزراعي والصناعي، والسياحي بشقيه الأثري والطبيعي. فيما تضم باديتها الكثير من المواد الأولية. لكن هذه المحافظة، وفي مفارقة غريبة، تتصدر المحافظات الأشد فقرا في البلاد، بنسبة 52 في المائة!

السياحة الصحراوية في المثنى لها تاريخ طويل وتشكل إرثا حضاريا عرفت به المنطقة منذ القدم، من خلال رحلات المستكشفين – وفقا لمدير سياحة المثنى أحمد حرب شكبان، الذي أفاد في حديث صحفي بأنه “تم إعداد خطة من قبل هيئة سياحة المثنى، بالتنسيق مع الدوائر ذات العلاقة في ديوان المحافظة، للترويج للسياحة الصحراوية في عمق البادية، واستثمارها في الفعاليات المختلفة، ومنها الرياضية”.

وأوضح أن “الخطة السياحية يمكن أن تشمل نشاطات عدة، مثل التخييم وسباق السيارات والدراجات النارية وركوب الخيل والجمال، فضلا عن مشاركة المجتمع المحلي نمطه المعيشي لفترة ما”، منوّها إلى ان “من المؤشرات الإيجابية التي تتميز بها المثنى، وجود الموارد الطبيعية، كنهر الفرات وهور الصلبيات والبادية ذات المناخ الصحراوي المعتدل، فضلا عن المعالم السياحية والثقافية والأثرية والتراثية”.

من جانبه، قال معاون محافظ المثنى لشؤون الزراعة والموارد المائية عبد الوهاب الياسري، أن “بادية المثنى تكتسي في مواسم الشتاء الماطرة ببساط أخضر، وبالأعشاب والورود مختلفة الألوان، ما يمنحها منظراً طبيعياً خلاباً. وفي الربيع تستقطب السائحين من الداخل والخارج، خاصة من الخليجيين”.  وتابع الياسري أن “الأمطار تخدم الزراعة وتوفر العلف الحيواني المجاني، وتؤدي إلى ظهور الكمأ، وهذا يشكل مورداً اقتصادياً للمحافظة، حيث يتم خلال شهري كانون الثاني وشباط تصدير 10 أطنان منه يومياً”. لكنه لفت إلى أن “بادية المثنى مترامية الأطراف، ومن غير الممكن إنشاء فنادق تجارية واستثمارية فيها، لأن أصحاب رؤوس الأموال يبحثون عن الاستقرار الاقتصادي والربح”، مبينا أن “تحوّل بادية المثنى إلى مقصد سياحي يرتبط بالأمطار التي لا تتكرر كل عام. فالجفاف هو الغالب اليوم. لذلك تكون البادية في بقية أوقات السنة عبارة عن أراضٍ جرداء”.

************************************************************************************

في قضاء الحي.. «رابطة الغرّاف»  تحتفي بالروائي والقاص حميد الكناني

الحي – بشار قفطان

وسط جمع من الأدباء والمثقفين، احتفت “رابطة الغرّاف” الثقافية في قضاء الحي بمحافظة واسط، الأربعاء الماضي، بالروائي والقاص حميد محيبس الكناني، في مناسبة صدور روايته الجديدة الموسومة “عدت ثانية ياعودة”.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة نقابة المعلمين في مركز القضاء، أدارها الأديب شاكر عكار، واستهلها بتقديم نبذة عن المحتفى به، وعن تجربته السردية، ومسيرته الوظيفية والإدارية والمهنية كمهندس.

بعدها تحدث الكناني عن تجربته الإبداعية في مجال السرد، وألقى الضوء على إصداره الروائي الأخير.

وفي سياق الجلسة، ساهم عدد من الأدباء الحاضرين في تقديم مداخلات عن تجربة المحتفى به، كان أولهم القاص محسن ناصر الكناني، الذي ركز في مداخلته على الحبكة التي يصنعها المحتفى به في إصداراته الروائية، ومدى تأثيرها على المتلقي.

أما المداخلة الثانية، فكانت للأديب رضا حبيب، الذي قدم تحليلا فنيا عميقا لرواية الكناني الجديدة.

بعد ذلك، عاد المحتفى به مجددا فقرأ جزءا من روايته الجديدة، ثم عقّب على المداخلات التي طُرحت حولها.

 وشهدت الجلسة ايضا قراءات شعرية ساهم فيها عدد من الشعراء الشباب.

وفي الختام، قدم القاص محسن الكناني لوح إبداع باسم الرابطة إلى الروائي والقاص حميد الكناني، فيما قدمت له الناشطة أم طيبة باقة ورد، ليقوم هو من جانبه بتوقيع نسخ من روايته وتوزيعها على الحاضرين. 

********************************************************************************************

لأول مرة عراقياً وشرق أوسطياً ذي قار تنجح في زراعة قلب صناعي

متابعة – طريق الشعب

كشف مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار، الأربعاء الماضي، عن نجاح عملية زراعة قلب صناعي لمريض في مركز الناصرية للقلب، مؤكدا أن هذا النجاح يتحقق للمرة الأولى على مستوى العراق والشرق الأوسط.

ونقلت وكالة أنباء “شفق نيوز” عن المصدر قوله، أن “مواطنا من اهالي المثنى في الستينيات من عمره، أصيب أخيرا بمرض فشل القلب. فتم الاتفاق مع فريق ألماني على القدوم إلى العراق وتحديدا إلى مركز الناصرية للقلب، لغرض اجراء عملية زراعة قلب صناعي للمريض، بالاشتراك مع فريق طبي عراقي”.

وبيّن المصدر الذي لم وكالة الأنباء اسمه، أن “العملية انطلقت عند الساعة الخامسة والنصف عصرا وانتهت في الساعة العاشرة والنصف مساء”، مؤكدا أن “المريض الآن بصحة جيدة”.

ولفت إلى ان “الكوادر الطبية احتفلت بنجاح العملية، لكن يتبقى لدينا أن نتأكد من استجابة جسد المريض للقلب الصناعي الجديد الذي زرع له”.