اخر الاخبار

الصفحة الاولى

الرفيق رائد فهمي: لبينا دعوة رئيس الجمهورية

وبحثنا مع سيادته في موضوع الانتخابات

بغداد ـ طريق الشعب

صرح الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح أبدى تفهمه للمطالب المشروعة بشأن قتلة المتظاهرين وتأمين نزاهة الانتخابات، واكد سعيه للمضي في هذه الوجهة، خصوصاً ما يتعلق بالكشف عن قتلة المتظاهرين، وبمحاربة الفساد».

وجاء التصريح إثر لقاء الرفيق رائد فهمي ظهر اليوم، على رأس وفد من قيادة الحزب، مع فخامة رئيس الجمهورية وبدعوة من فخامته، حيث تداول الجانبان الاوضاع الراهنة، وبشكل خاص ما يتعلق باجراء الانتخابات الحرة النزيهة وباشتراطاتها.

واضاف الرفيق رائد فهمي متحدثا للمركز الاعلامي للحزب ان «الرئيس صالح قدم بعض التصورات والخطوات التي يمكن الاقدام عليها، مؤشراً الاحتمالات والمخاطر التي تترتب على عدم اجراء انتخابات حرة ونزيهة، وعلى العملية الديمقراطية وامن وسلامة البلد».

وتابع الرفيق ان «الوفد قدم من جانبه رؤية الحزب بشأن اجراء الانتخابات الحرة والنزيهة، التي  ينبغي ان تتوفر لها جملة من الشروط وبضمنها الكشف عن القتلة ومعاقبتهم، وتأمين سلامة الانتخابات ومنع المال السياسي من ان يمارس تأثيره. وشدد الوفد  ايضا على تطبيق قانون الاحزاب. واشار من جانب آخر الى ان الانتخابات المزمع اقامتها في الشهر العاشر تواجه بحالة من عدم الثقة وعدم الرغبة من جانب جمهور واسع من الرأي العام، نظرا للاعتقاد انها لا يمكن ان تحدث اي  تغيير من دون توفير الشروط الكافية لسلامتها ونزاهتها «.

واضاف سكرتير الحزب ان الوفد «بيّن انه اذا كانت الحكومة والجهات المعنية تريد ان تجري الانتخابات وتجتذب جمهورا اكبر للمشاركة فيها، فان عليها تفهم ان ذلك يمر عبر الافعال وليس من خلال اطلاق الوعود والتعبير عن النوايا الطيبة، فالافعال هي من تحكم».

وذكر الوفد ان «الانتخابات الحرة والنزيهة لا يمكن ان تتحقق من دون تأمين الشروط المذكورة، وان مشاركة الحزب في هذه الانتخابات معلقة لحين تنفيذ الجهات المسؤولة  خطوات جدية نحو الانتخابات الحرة والنزيهة».

وزاد الرفيق فهمي قائلا بلسان الوفد « نحن ندرك تماماً ان الضغط الشعبي هو السبيل الفعال والاساسي لاجراء ليس فقط انتخابات حرة، وانما ايضا لتحقيق شروط التغيير. ونحن من جانبنا ننظر للانتخابات من زاوية مدى خدمتها واقترابها او ابتعادها من تأمين متطلبات التغيير، وانها بحد ذاتها ليست الهدف،  محذراً من مخاطر انسداد العملية الديمقراطية والانتقال السلمي الديمقراطي».

وشدد الوفد على انه «يجب ان يقترن الحديث عن تأمين شروط الانتخابات بتوجه كامل نحو توفير متطلبات دور الدولة وحكم القانون، وكل ما يستدعي ذلك على صعيد مكافحة الفساد وازالة اي مظاهر للتهديد».

ونوه وفد الحزب الى ان «المشاركة الشعبية للناس متوقفة على مدى تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم، وليس كما جرى سابقاً في التصويت من دون تحقيق منجز ملموس لحياة الناس المعيشية والامنية والاجتماعية».

هذا وضم وفد الحزب الشيوعي العراقي الى جانب السكرتير رائد فهمي كلا من الرفيق مفيد الجزائري نائب السكرتير، والرفيقة شميران مروكل والرفيق بسام محي عضوي المكتب السياسي والرفيق حسين النجار عضو اللجنة المركزية.

************

تصريح الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

يداً بيد

نحو تظاهرات 25 أيار

استجابة للدعوة التي أطلقتها عوائل الشهداء من ناشطي الانتفاضة والحراك الشعبي، تتواصل الجهود المخلصة لقوى الانتفاضة وناشطيها ومجموعات حراكهم، تحضيرا لتظاهرات 25 ايار وتحشيدا للطيف الواسع، المتأهب للمشاركة فيها ومطالبة الحكومة بالكشف عن قتلة الناشطين ومن وراءهم والاقتصاص منهم.

وتأتي هذه الدعوة للتظاهر لتعبر عن مشاعر الغضب الشعبي التي تنامت في نفوس أبناء شعبنا، جرّأء مسلسل الاغتيالات والاختطافات والاعتداءات الذي استهدف المنتفضين والناشطين المدنيين البارزين في الحراك الاحتجاجي وفي التظاهرات، وعجز السلطة وأجهزتها الأمنية عن الكشف عن مرتكبي هذه الجرائم السياسية الشنيعة وعن تأمين الحماية للناشطين. ويهدف حراك 25 أيار ايضا لمطالبة الحكومة والسلطات المختلفة للدولة، بتوفير بقية الشروط والمتطلبات المعروفة للانتخابات الحرة النزيهة والشفافة، والتي بدونها لا يتحقق الدور المرتجى من الانتخابات المبكرة كرافعة للتغيير المنشود.

ويوما بعد آخر تتضح بشكل متزايد مسؤولية قوى قابضة على مفاتيح السلطة ومتحكمة فيها وراعية لنهج المحاصصة والفساد، عن التستر على ما تنفذه الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، والحيلولة دون ايقافها عند حدها، وتطبيق القانون بحقها. اضافة الى دورها في تعطيل اي جهد يستهدف محاسبة الفاسدين، ومحاربة شبكات الفساد، والقضاء على السلاح «المنفلت»، وتطبيق قانون الاحزاب.

لذا فمن الواجب تأكيد الضرورة الملحة لتطوير وتوحيد عمل قوى الاحتجاج والتغيير، والسعي الى ان يكون امتدادا وتجديدا وتطويرا لارادة التغيير، والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، واقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية التي طالبت بها انتفاضة تشرين الباسلة.

23 ايار 2021

***********************

أحمد عقل: الشعب الفلسطيني حقق نصراً مهماً

طريق الشعب - خاص

قال السفير الفلسطيني في بغداد احمد عقل، ان “الشعب الفلسطيني حقق نصراً مهماً في الانتفاضة، وان إسرائيل ارتكبت ابادة جماعية بحق الفلسطينيين”.

وأضاف عقل في حوار أجرته معه “طريق الشعب”، ان “الانتفاضة الاخيرة أكدت وجود تضامن شعبي عراقي واسع. كل الاحزاب والقوى والنقابات والمؤسسات وكل المدن حدثت فيها وقفات وتظاهرات. كما ان الاعلام غطى الحدث في فلسطين بشكل جيد، وهذا شكل حالة من زيادة الوعي وخاصة في الجيل الجديد، بشأن أهمية القضية الفلسطينية حتى في داخل العراق”.

وأكد عقل ان “نتنياهو سوف يعاقب بالسجن قريباً بعد خروجه من الحكومة، نتيجة للتجاوزات التي قام بها أثناء توليه قيادة الحكومة”.

وتابع أن “اسرائيل خسرت 920 مليون دولار في كل يوم اثناء الحرب، وهذا مبلغ كبير قياسا بما تعانيه اسرائيل من أزمة اقتصادية”.

************************

الأموال المهربة

وعود حكومية ونتائج غائبة

بغداد  ــ طريق الشعب

أكد نواب ومراقبون، ان عدم استعادة الاموال المهربة، تقف خلفه جهات سياسية متنفذة، فيما قال رئيس الجمهورية برهم صالح، إن “ما لا يقل عن 150 مليار دولار من صفقات الفساد، تم تهريبها إلى الخارج”.

وأعلن صالح يوم أمس، عن تقديم مشروع قانون “استرداد عوائد الفساد” إلى مجلس النواب، في خطوة لمكافحة الفساد واستعادة الأموال العراقية المهرّبة للخارج وتقديم الفاسدين للعدالة.

وتتضارب الأرقام التقديرية بخصوص المبالغ العراقية المهربة إلى الخارج، بحسب ما تقدمه جهات حكومية وأخرى تخصصية. وتتراوح هذه المبالغ بحسب التأكيدات ما بين 350 – 500 مليار دولار تم إخراجها في فترة النظام الدكتاتوري السابق، ومن ثم فيما بعد عام 2003.

************

راصد الطريق

السيد المستشار .. هل هذا دقيق؟

أشار السيد مستشار رئيس الوزراء  لشؤون الانتخابات في حوار صحفي أخيرا، الى انه   “ليس هناك حتى الآن أي عائق مالي أو أمني أو تقني أو سياسي حقيقي منظور، يمكن أن يمنع إجراءها”.

لكنه قال في الحوار نفسه بعدم إمكان “استبعاد قيام جماعات إرهابية بالاعتداء على مراكز انتخابية”، مضيفا “أن الأخطار تظل نسبية”.

 هذا التصريح  الذي يفترض انه يعكس موقف الحكومة، يثير طائفة من الأسئلة: لابد انكم والحكومة الموقرة سمعتم بالاغتيالات الأخيرة لناشطين مثل إيهاب الوزني. فهل اغتيل الشهيد الوزني ذاته في مكان تنشط فيه قوى الإرهاب المعروفة: داعش ومن لف لفها؟  ثم هل سمعتم باغتيال احد المرشحين للانتخابات، وبتهديد آخرين غيره ما اضطرهم للانسحاب من العملية الانتخابية؟

فكيف والحال هذه يستوي القول ان لا تهديد أمنيا حقيقيا يواجه الانتخابات؟

 نعم، طمأنة المواطنين ضرورية لتشجيعهم على المشاركة في الاقتراع، لكن هذا يتحقق عبر إجراءات محسوسة يتلمس المواطن نتائجها، مثل الكشف بشجاعة عن قتلة الناشطين والمتظاهرين.

فهذا لا غيره هو ما تنتظره الملايين!

****************

الصفحة الثانية 

استمرار الاغتيالات  يثير القلق بشأن الأمن الانتخابي

بغداد ـ طريق الشعب

يتواصل مسلسل الانفلات الامني، وسط عجز حكومي، عن معالجة الاوضاع، وايقاف هذه العمليات الارهابية. إذ اعلن يوم الجمعة الماضي اغتيال المرشح الى الانتخابات المقبلة عن منطقة الطارمية في بغداد، هشام المشهداني.

ويترأس المغدور منظمة شبابية في منطقته. ويمتلك حظوظا جيدة في الانتخابات, نتيجة للإعمال التطوعية العديدة التي نفذها.

وقال النائب السابق, اياد الجبوري, في حديث صحافي, ان “ملف الاغتيالات في العراق, ليس جديداً، خصوصاً في مواسم الانتخابات، لكنه الآن يزداد خطورة، في ظل فشل متكرر سواء في كشف القتلة أو محاسبتهم”.

واضاف ان “استمرار مثل هذه التصفيات سوف يؤثر كثيراً على مسار الانتخابات، وعلى الوضع العام في البلاد”, داعيا الى “أهمية توفير أمن انتخابي، وهو ما يتطلب من الحكومة والجهات الأمنية وضعه في سلم الأولويات وإلا فإن أي حديث عن التغيير عبر الديمقراطية وصناديق الاقتراع ليس سوى حديث خرافة”. وفي السياق, نجا الناشط في الاحتجاجات الشعبية عماد العكيلي يوم امس, من محاولة اغتيال في محافظة ذي قار. وبحسب شهود عيان فأن “عبوة لاصقة كانت موضوعة اسفل سيارة العكيلي, انفجرت عندما اقترب من ساحة الحبوبي, ما أدى الى اصابته بجروح بالغة”. ويتخوف عدد من المراقبين والمعنيين بالشأن الانتخابي من عدم قدرة الحكومة على فرض الامن الانتخابي, خاصة في ظل ارتفاع معدلات الهجمات الارهابية, وعمليات الاغتيال ضد الناشطين والمرشحين.

*******************

اضاءة

عن “الامن الانتخابي“

 محمد عبد الرحمن

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى خلال فترة “الحرب الباردة” كان السائد هو مفهوم الأمن القومي او الوطني. ولكن ظهرت لاحقا تحديات جديدة، جعلت الباحثين والمتخصصين يشيرون الى بعد آخر في هذا المجال، اسموه الامن الإنساني .

وقد  ظهر مفهوم الامن الإنساني لأول  مرة في تقرير الأمم المتحدة  للتنمية البشرية عام 1994. فالى جانب التهديدات التقليدية نشأت أيضا التهديدات البيئية والتنموية، وما يرتبط بحقوق الانسان. وقد تبنى التقرير هذين الاتجاهين، ووضع سبعة أبعاد لمفهوم الأمن الإنساني،  تتمثل ( كما جاء في ذلك التقرير)  في:

* الأمن الغذائي ويعني توفير الفرص المادية والمالية للحصول على الغذاء.

* الأمن الصحي ويعني الخلو النسبي من المرض والعدوى.

* الأمن البيئي ويعني تأمين ما يكفي من الماء الصحي والهواء النظيف والشبكة الأرضية المتماسكة.

* الأمن الشخصي ويتضمن الأمن من العنف والتهديدات البدنية.

* الأمن المجتمعي ويتضمن أمن الهوية الثقافية.

* الأمن السياسي ويتضمن حماية الحقوق الأساسية للإنسان وحرياته.

كذلك تبنى التقرير تعريفاً للأمن الإنساني يقول بـ -”تحرير البشر من التهديدات الشاملة، واسعة النطاق، التي تمتد فترات طويلة وتعرض حياتهم للخطر”.

ومن يراجع جملة من الكتابات ذات العلاقة بمفهوم الامن بأبعاده المختلفة، يجد طائفة واسعة من المفاهيم وربما من سير التطور البشري، تدفع باستمرار الى الجديد منها. ومن أشكال الامن التي يجري  تداولها  في أيامنا  هذه :

الامن النفسي ، الامن الثقافي ، الامن الاقتصادي ، الامن الغذائي ، الامن الوقائي ، الامن الوطني ، الامن الفكري ، الامن الثقافي ، الامن الاجتماعي ، الامن السياسي ، الامن القومي ، الامن السياحي ، الامن الجنائي ، الامن الجماعي ، الامن السيبراني .

وقد تحمل لنا الأيام مفاهيم أخرى للامن مع اتساع التحديات التي تواجه الانسان، ولعل في مقدمتها ما يرتبط بمفهوم الحق في الحياة وشروطها المناسبة التي تليق بالبشر. فبالاضافة الى  الحق في المأكل والملبس والتعليم والصحة والتنقل الحر والتعبير والعقيدة، هناك الحق في الحماية الشخصية وأمن الفرد، الذي يفترض ان يكون جزءا لا يتجزأ بل ومن صميم امن الدولة ومفهوم الامن الوطني بابعاده المتعددة، وليس فقط العسكرية والأمنية وحفظ الحدود ومنع الاختراقات.  

وفِي الأيام الأخيرة وارتباطا بالانتخابات المبكرة،  كثر  في بلادنا استخدام مفهوم “ الامن الانتخابي “، الذي يجري  تناوله  ارتباطا بحديث واسع، سياسي وشعبي، عن غياب البيئة الآمنة حتى الآن لاجراء انتخابات نزيهة وعادلة، تعبر حقا عن إرادة المواطن واختياره بحرية تامة من يمثله لعضوية مجلس النواب.

ولكن كثيرا ما يربط الحديث عن “الامن الانتخابي” باجراءات محدودة، تخص حماية  صناديق الاقتراع وتأمين وصول المواطنين  اليها في يوم الانتخاب، كذلك حصر السلاح بيد الدولة. فيما يفترض ان يكون المفهوم أوسع من هذا، وفي سياق عمل متراكم للدولة ومؤسساتها والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، في تأمين بيئة سياسية وتشريعية وامنية مناسبة وشاملة. والمفهوم بهذا المعنى مرتبط وثيقا بعمل تراكمي، للسير على طريق بناء دولة القانون والمؤسسات والعدالة وتأمين الفرص المتكافئة للمواطنين.

 انه في ترابط قوي مع  التنفيذ غير الانتقائي لحقوق الانسان الدستورية وحرياته. وهو بهذا أوسع واكثر دلالة ومعنى من “ العنف الانتخابي”. 

من هنا فان العمل من اجل “أمن انتخابي” يتوجب الا ينظر اليه  كحالة مؤقتة او منقطعة عن  العمل متعدد الجوانب للارتقاء بالإنسان، الذي كان ويبقى اثمن رأسمال في العالم.

****************

تظاهرات تلح على الكشف عن القتلة

احتجاجات واسعة تطالب بالخدمات وفرص العمل

بغداد ـ طريق الشعب

صحت مدن عراقية عدة يوم امس, على احتجاجات واسعة وقطع للطرق وغلق للدوائر الحكومية، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات, واحتجاجا على تردي الكهرباء.

احتجاج غاضب في ذي قار

وكان لمحافظة ذي قار حصة الاسد من هذه الاحتجاجات, حيث اقتحم محتجون من أهالي قضاء الفهود، مبنى ديوان المحافظة، احتجاجا على توقف مشروع إكمال السايد الثاني للطريق العام الرابط بين قضاء الجبايش ومركز المحافظة.

وطالب المحتجون، إدارة المحافظة باستئناف العمل، وصرف المستحقات للشركة المنفذة.

وأغلق العشرات من خريجي الكليات والمعاهد في المحافظة, فرع توزيع المنتجات النفطية, مطالبين بتوفير فرص العمل. فيما اقدم عدد من اصحاب العقود في دائرة صحة ذي قار, على اغلاق دائرتهم، وشارع الحبوبي وسط الناصرية، مطالبين بتفعيل قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019, وصرف مستحقاتهم المالية.

الى ذلك, جدد العشرات من أهالي منطقة حي الإعلام، شرق مدينة الناصرية، تظاهراتهم الاحتجاجية، بسبب تردي واقع الخدمات وعدم شمولهم بخطة المشاريع في المحافظة لهذا العام.

تظاهرة في البصرة

وفي شمال محافظة البصرة، تظاهر عدد من أهالي ناحية الهوير, امام مقر الناحية, مطالبين بتوفير فرص العمل في الشركات النفطية، ومعرفة مصير مبالغ المنافع الاجتماعية، وبيان أبواب صرفها في الناحية.

وطالب الاهالي ببناء مستشفى خاص في الناحية، ومنتزه ترفيهي، وتوفير فرص عمل ومعالجة الانبعاثات السامة الناتجة عن استخراج النفط, منوهين الى ان المركز الصحي في الناحية يسجل 200 حالة وفاة سنويا، بسبب الأمراض السرطانية، التي تتسبب بها عمليات الاستخراج النفطي.

المثنى تطالب بالخدمات

من جهتهم, تظاهر المئات من اهالي قضاء المجد في محافظة المثنى، داعين الى تحسين الخدمات الأساسية, لا سيما قطاعات الطرق والكهرباء والبلدية والصحة.

ووفقا لقول المتظاهر احمد قاسم لـ”طريق الشعب”, فإن “التظاهرة تهدف الى انتشال القضاء من واقعه المزري، نتيجة تردي الخدمات بصورة كبيرة”,

ويقطن قضاء المجد أكثر من ٤٠ ألف نسمة، لكنه “يفتقر لأبسط الخدمات الأساسية” بحسب تأكيدات قاسم.

تظاهرات لذوي العقود

في الاثناء, جدد عدد من اصحاب العقود في دوائر وزارة الكهرباء, وقفتهم الاحتجاجية أمام مبنى مديرية التوزيع كهرباء المثنى, احتجاجا على تخفيض رواتبهم وعدم صرفها، حسب العقود الموقعة معهم في العام الماضي.

واغلق العشرات من اصحاب الأجور والعقود في دوائر محافظة الديوانية، بوابة مبنى المحافظة، احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المتظاهرين من اصحاب العقود والاجور اليومية اغلقوا بوابة مبنى المحافظة، احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم الخاصة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم  315”.

وجدد العشرات من اصحاب العقود في جامعة واسط، اعتصامهم أمام مبنى الجامعة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية، وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315، مشددين على الحكومة والجهات المعنية بمعالجة قضيتهم وصرف مستحقاتهم المالية.

وشهدت العاصمة بغداد تظاهرة للعشرات من اصحاب العقود في وزارة الكهرباء والسكك الحديد، في منطقة العلاوي، مطالبين بتثبتهم على الملاك الدائم.

تظاهرات تطالب بالكهرباء

وفي محافظة ميسان, اقدم عدد من الأهالي على قطع طريق المعيل الرابط بين قضاء الكحلاء ومقر الشركات النفطية، احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في منطقتهم.

في غضون ذلك, هدد العشرات من الأهالي ناحية الحيدرية في محافظة النجف، بإغلاق محطة الكهرباء، احتجاجا على سوء الخدمة المجهزة.

وشّرع المحتجون بنصب خيم الاعتصام أمام المحطة, معلنين رفضهم استقبال أي مسؤول محلي.

يُذكر ان عدد كبير من أهالي قضاء العزيزية في محافظة واسط, نظموا وقفة احتجاجية، للمطالبة بتوفير التيار الكهربائي للقضاء.

ونظم عمال شركة مزارع العراق للثروة الحيوانية في قضاء الزبيدية اضراباً عن العمل بسبب تجاهل الشركة لمطالبهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, شاكر القريشي, ان “العمال قدموا حزمة من المطالب وفقا لقانون العمل رقم (٣٧) لسنة (٢٠١٥)”, مشيرا الى ان “ابرز المطالب هي احتساب يوم الجمعة عطلة رسمية وبراتب كامل, واحتساب ساعات العمل الاضافية وفق  قانون العمل, فضلا عن ابرام عقود عمل بين العمال والشركة”.

تظاهرتان في ديالى والسليمانية

في المقابل, تظاهر العشرات من اهالي قرية الشيماء في محافظة ديالى، احتجاجا على عدم ادراج قريتهم ضمن موازنة مشاريع 2021.

وذكر مراسل “طريق الشعب”, ان “اهالي القرية التابعة لناحية بني سعد، نظموا تظاهرة، احتجاجا على عدم شمول قريتهم في مشاريع العام الحالي”, مهددين بـ”قطع طريق بعقوبة - بغداد القديم في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”.

يُشار الى ان المحاضرين في مدارس السليمانية، جددوا تظاهراتهم في بنجوين وسيد صادق، للمطالبة بالتثبيت على الملاك الدائم.

شهدت محافظتا كربلاء وذي قار, تظاهرتين امام محاكم الاستئناف، طالبتا بالكشف عن قتلة المتظاهرين

وقال مراسل “طريق الشعب” في كربلاء، ان “العشرات من المتظاهرين أمام محكمة استئناف كربلاء، طالبوا بالكشف عن قتلة المتظاهرين، لا سيما الشهيد إيهاب الوزني ومتابعة سير التحقيقات التي وصلت لها الجهات المعنية”, داعين القضاء الى ممارسة دوره “في كشف المجرمين دون الرضوخ للضغوطات، مهما كان حجمها”.

وفي الناصرية, نظم العشرات من المتظاهرين والناشطين، وقفة احتجاجية أمام محكمة استئناف المحافظة، مطالبين بالكشف عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي.

وشدد المشاركون في الوقفة على ضرورة اعتقال المتهمين في عملية اختطاف العراقي, والكشف عن مصيره، من دون تسويف او مماطلة.

*********************

22 نقابة واتحادا يدينون التهديدات التي تواجه عملهم

بغداد ــ طريق الشعب

أصدرت 22 نقابة واتحادا، يوم أمس، بيانا بشأن "الاستهداف والتهديدات التي تواجه الحركة النقابية في العراق"، فيما أعلنت عن موقفها بشأن ما يجري.

وذكرت النقابات والاتحادات في البيان، الذي تلقت "طريق الشعب"، نسخة منه، أن "ابرز ما يهدد الحركة النقابية المتمثلة بالوحدات التنظيمية للمهن والنقابات والاتحادات والروابط، هو الاستهداف الذي تتعرض له من قبل جهات وتكوينات عشائرية وحزبية وسياسية، بقصد الانقضاض على قواعد العمل النقابي المهني، والنيل من استقلالها او التدخل في قراراتها الوطنية او المهنية او تنظيمية"، مضيفة "نرفض كل الأساليب التي نتعرض لها بهدف مصادرة استقلال القرارات، وافقادنا دورنا في الدفاع عن حقوقنا وحقوق المهنة ومنتسبيها من المهنيين".

وتابع البيان "نشجب ونرفض ما تعرضت له نقابة الاطباء ونقيبها، ونطالب الحكومة والجهات الرسمية بتحمل مسؤوليتها في ضمان العمل النقابي الحر والمستقل، بعيدا عن كل تدخل أو مضايقة، خلافاً للدستور والقوانين النافذة".

ووقع على البيان كلٌّ من "نقابة المحامين العراقيين، نقابة الجيولوجيين، نقابة الاطباء، نقابة الاكاديميين، نقابة المهندسين، نقابة أطباء الاسنان، نقابة الصيادلة، نقابة الكيميائيين، نقابة المحاسبين والمدققين، اتحاد المقاولين، اتحاد الحقوقيين، نقابة ذوي المهن الصحية، نقابة ذوي المهن الهندسية، نقابة الأطباء البيطريين، نقابة الكوادر الإدارية والساندة في وزارة الصحة، الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق، اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق، اتحاد نقابات النفط والبتروكيمياويات، اتحاد النقابات العمالية والمهنية المستقلة، الاتحاد الوطني المركزي لنقابات عمال العراق، نقابة المعلمين".

**************************

وقفة احتجاجية في بغداد تضامناً مع الشعب الفلسطيني

طريق الشعب - خاص

نظمت القوى والأحزاب والشخصيات المدنية الديمقراطية وقوى تشرين والمنظمات والاتحادات والنقابات العراقية، الخميس الماضي، وقفة احتجاجية، ‏في ساحة الفردوس وسط بغداد، بسبب ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم حرب وإبادة جماعية، يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

وحضر الوقفة الاحتجاجية السفير الفلسطيني في العراق، الاستاذ أحمد عقل، وقرأ كلمة بالمناسبة. فيما ارتجل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي كلمة أيضا. أكد خلالها تضامن الحزب مع مطالب الشعب والمقاومة من أجل التحرر، والخلاص من سلطة الاحتلال الغاشمة.

وقال فهمي في كلمته: ان “معركة الشعب البطولية الباسلة، تتواصل، بمواجهة اعتداء على المناطق السكنية في غزة ومناطق اخرى من فلسطين”، مبيناً ان “ما كان لإسرائيل وسلطة الاحتلال الغاشمة ان تواصل اعتداءاتها، لولا تغطية واسناد من قوى عالمية وبمقدمتها الولايات المتحدة الامريكية”.

وأضاف ان “امريكا لم تكتف بمنع مجلس الامن الدولي من اصدار قرار إدانة بحق اسرائيل، بل ذهبت الى حد تزويد الكيان المحتل بالأسلحة الدقيقة لتواصل قمعها”، لافتاً الى ان “اصرار الشعب البطولي بيّن ان سلطات الاحتلال تركض وراء سراب ووهم، ساعيةً الى كسر ارادة الشعب والمقاومة، وهذا لن يحصل مهما عظمت التضحيات”.

وقالت القوى المشاركة في الوقفة، من خلال كلمة مشتركة، القاها المهندس رياض فرحان عبد الكريم، عضو التيار الاجتماعي العراقي: إن “حكومة الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي تمارس الفصل العنصري لحد القتل، وتقوم بالغارات الوحشية على شعب تعرض ويتعرض لجرائم الحرب والإبادة الجماعية”، مبينا ان “الهجمة الشرسة تسببت بدمار هائل للمساكن والبنى التحتية، ولم تسلم منها حتى المواقع الصحية والإنسانية، فيما استشهد ما يزيد على مائتين من المواطنين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ”.

وقال السفير الفلسطيني في بغداد، احمد عقيل، ان “الشعب العراقي بكل فئاته، يقول الان ان القدس ابنتنا الاولى، وان القدس هي معركتنا الاخيرة، التي سينتصر فيها الشعب”. 

وأضاف في كلمة مقتضبة ان “الكيان اصبح في هذه الايام مهزوزا وضعيفا، وما عمق من ضعفه المشاركة الواسعة لعرب 48، كما اننا كشعب ومقاومة فاجأنا الكيان بوحدتنا وتضامننا وقدراتنا العسكرية”.

************************

الصفحة الثالثة 

شباب انتفاضة تشرين يبحثون عن وطن

السفير الفلسطيني لـ «طريق الشعب»:

 أصبحنا أقرب الى تحقيق الدولة المستقلة

طريق الشعب - خاص

عشية قرار إيقاف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أجرت “طريق الشعب” حواراً موسعاً مع سفير دولة فلسطين في العراق ، السيد احمد عقل قال فيه، ان الشعب الفلسطيني حقق نصرا مهما في انتفاضته الحالية، واثبت للعالم انه شعب لا يقهر، معرباً عن أهمية التضامن الكبير من شعوب العالم مع القضية الفلسطينية، لا سيما بغداد التي تردد عاليا  “صوت الانتفاضة فيها”.

في أدناه نص الحوار:

طريق الشعب: في ظل هذه الاوضاع واستمرار العدوان الاسرائيلي على فلسطين العزيزة المحتلة، وفي ظل هذه الصعوبات التي يعانيها شعبنا، ارتأت جريدة “طريق الشعب” والمركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، ان نجري معك هذا الحوار.

احمد عقل: انا سعيد بهذا اللقاء. وان الحزب الشيوعي منذ تأسيسه ذهب مؤسسه الشهيد فهد الى فلسطين، وهناك التقى بالحزب الشيوعي الفلسطيني والقوى الوطنية. ولاحقا  شكل لجنة مكافحة  الصهيونية(  وكان الرفاق في الحزب الشيوعي يقاسموننا افراحنا واتراحنا. وهناك عشرات الشهداء الشيوعيين في الثورة الفلسطينية المعاصرة،  وكان في لبنان او في سوريا او الاردن. وهناك المئات من الذين تطوعوا ايضا للنضال مع الثورة الفلسطينية، وفي لحظة من اللحظات كان الاعلام الفلسطيني يتكون كله من  الشيوعيين العراقيين. وبالتالي قدموا الشيء الكثير للثورة الفلسطينية المعاصرة وما زالت هذه العلاقات متواصلة ، وهي تاريخية ونضالية من اجل مصلحة شعوبنا.

الشعب فجر مفاجأة في الداخل الفلسطيني

طريق الشعب: هل لك ان تطلعنا على اخر تطورات انتفاضة شعبنا الفلسطيني في مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي؟

احمد عقل:  نستطيع القول ان هذه معركة القدس، ونتنياهو اراد لأسباب شخصية، لها علاقة بالوضع السياسي الداخلي الاسرائيلي، وبتثبيت قرار او اعتراف ترامب، بان القدس الموحدة هي عاصمة للكيان الصهيوني. وبالتالي هو أراد ان يجذر ذلك على مستوى الوعي الفلسطيني والادارة الامريكية الجديدة والوعي العالمي: ان هذه الارض لنا، لذلك بدأ بقضية محاولة السيطرة على بيوت “حي الشيخ جراح”، المحيطة بالمسجد الأقصى، ما يعني السيطرة الكاملة عليه من  الاتجاهات كافة ، لذلك المحكمة الاسرائيلية اصدرت قراراً بأن هذه البيوت تعود للمستوطنين الاسرائيليين، مستندين على وثائق صادرة قبل مئة عام بأنها تعود لمستوطنين يهود موجودين في فلسطين. في حين اننا قدمنا وثائق تعود لزمن الحكومة العثمانية تؤكد ان هذه الاراضي فلسطينية، إضافة الى وثائق من الحكومة الاردنية، تؤكد ان هذه الاراضي لنا، والذي حدث هو اتفاق بين الحكومة الاردنية وهيئة الامم المتحدة، بأن الحكومة الاردنية تتبرع بهذه الاراضي، والامم المتحدة تقوم ببنائها، ومن ثم يصار الى اعطاء وثائق للساكنين تؤكد ان هذه الاراضي لهم.

هذا الحدث ألهب الوضع، ولاحقاً قرر نتنياهو منع المصلين في رمضان من الجلوس في مدرج الباب الأكبر، كما تعود المقدسيون  لقضاء بعض الوقت. وحدث إثر ذلك اشتباكات مع الشرطة الاسرائيلية لعشرين يوميا، ما اضطرهم الى سحب الحواجز التي وضعت بعد القرار. لاحقاً اطلقت دعوة لتسيير مسيرة ضخمة للمستوطنين، تمر من باب العموم ومن المسجد الأقصى في مناسبة يوم توحيد القدس، لكن المقدسيين منعوا ذلك، وفي النهاية أوقفت المسيرة.

تفجرت الأمور لتصل الى انتفاضة حينما دخل عدد كبير من القوات الاسرائيلية الى المسجد الأقصى، مطلقين النار والغازات على المصلين، وهذا امر صعب بالنسبة لأي فلسطيني. لذلك انتفض كل شعبنا (الذي يشكل نسبة 20 في المائة من السكان هناك)، في الداخل الفلسطيني حسب امكانياته، مفجرين مفاجئة كبيرة تقول بانهم  لم يتأثروا بالعمل الذي اشتغلت عليه الصهيونية منذ 73 عاما  على أساس اخراج فكرة الوطنية والتأثير على انتمائهم.

حدثت اشتباكات وخسائر بشرية بين الطرفين، واستطاع الشباب الفلسطيني السيطرة على بلدات كاملة واجزاء من بلدات أخرى. في النهاية أدخلت اسرائيل الجيش الى هذه المناطق.

القضية الاخرى هي قضية غزة. شعبنا هناك لا يمكن أن يرى هذا المنظر في المسجد الاقصى دون ان يتحرك، لذلك بدأوا الهجوم بما لديهم من صواريخ مصنوعة محليا. نتنياهو تصور ان هذه فرصة ليدمر غزة وينهي المقاومة وكان حسب المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديه، بأنه يعرف مكان الصواريخ والانفاق والقادة، لكن عندما بدأت الاحداث أخذت المقاومة تطلق مجموعة من الصواريخ ، وهو تحدٍ لم تقو عليه القبة الحديدية.

ما حدث ابادة جماعية وجريمة حرب

وتوقعت إسرائيل ان يجري قتل قادة مهمين او تدمير الانفاق وما شاكل ذلك، لكن النتائج لم تكن ذات أهمية، لذلك بدأوا بقصف البيوت لغرض تخويف الناس. هناك 12 عائلة كاملة أبيدت بالكامل. اكثر من 90 في المائة من الشهداء هم مدنيين ، وحوالي 40 في المائة نساء وأطفال، عمرهم اقل من 12، الامر الذي دعا محكمة العدل الدولية الى المطالبة بفتح تحقيق في تلك الاحداث، لان هذا يشكل ابادة جماعية وجريمة حرب. وهذا كله سيحال الى المحكمة الدولية، كجزء من محاولة معاقبة الكيان الصهيوني.

طريق الشعب:

 الامكانيات البسيطة للشعب الفلسطيني، استطاعت هزّ الكيان الاسرائيلي الغاصب. في المقابل نتنياهو أرادها فرصة  لتأخير تشكيل حكومة، كونه خسر في الانتخابات، لغرض الاستفادة الشخصية.. فما هو تعليقك؟

احمد عقل: في اليوم الذي أمر فيه نتنياهو القوات المحتلة بالدخول الى المسجد الاقصى كان الفريق الاخر المنافس له، قد وصل الى اتفاق بتشكيل الوزارة، واراد تقديم ذلك لرئيس الجمهورية، واخباره بأنهم يملكون61  مقعداً، وهو العدد المؤهل لتشكيل الحكومة.

بالنسبة لنتنياهو، فان معركة الاستمرار في الحكومة هي حياة او موت، لانه فور خروجه من الوزارة سيكون في السجن، ليعاقب على القضايا والتجاوزات التي قام بها أثناء توليه قيادة الحكومة.

اسرائيل منعت من التواصل مع العالم

طريق الشعب: داخليا هل لديكم معلومات عن حجم الضغوطات من  الاسرائيليين على الحكومة والاجهزة الامنية بخصوص خسارتهم الكبيرة وصواريخ المقاومة التي وصلت الى أبعد الحدود؟

احمد عقل: بالتأكيد اذا تتابع وسائل الاعلام الاسرائيلية وحالة الخوف والرعب لدى المواطن الاسرائيلي، ستكتشف ان الكل يضغط باتجاه انك ما الذي عملته. قلت انك ستدمر الصواريخ، وستقتل القيادات، وسترجع المقاومة 20 سنة الى الخلف، ولم يحدث اي شيء. انما هو خلال الايام الاخيرة، كان يحاول ان يبحث عن سمكة كبيرة، يبحث عن قائد سياسي معروف، من اجل ان يقتله، ويقول انني حققت شيئا، لكن لسوء حظه لم ينجز شيئا.

توقف القتال ولم يحدث ذلك وهذه خسارة كبيرة له ، هو في هذه الفترة وحّد اليمين حوله، ولكن سيبدأون    بسؤاله: ما الذي عملته، ومن الذي سيتحمل مسؤولية هذه الخسائر؟ هذه هيبة اسرائيل اين ذهبت؟ المقاومة منعت اسرائيل من التواصل مع العالم. كل شركات العالم أوقفت طيرانها. اسرائيل تخسر كل يوم 920 مليون دولار، وهذا مبلغ كبير خاصة، وان اسرائيل لديها ازمة اقتصادية بالنسبة لكورونا.

ضغط هائل

طريق الشعب:  هذه المعركة لم تكن تخص الفلسطينيين وحدهم، انما التضامن العالمي الى جانب صواريخ المقاومة، هو نصر اخر للشعب. إذن كيف ترون هذا التضامن الذي حدث عالميا؟

احمد عقل:  بالتأكيد هناك حركة تضامن شعبية واسعة ، ابتداء من إندونيسيا في الشرق، وانتهاء بأمريكا في الغرب. خرجت كل المدن متضامنة مع فلسطين، وطلبت وقف اطلاق النار، واستنكرت جرائم الكيان الصهيوني. ايضا الرئيس الامريكي بايدن قال لنتنياهو انا لا استطيع تحمل هذا الضغط الدولي عليّ والضغط الداخلي، لذلك يجب ان توقف الحرب، لان هناك ضغطا هائلا.

ثانيا، التأييد الجماهيري لفلسطين  ارتفع من 22 في المائة الى 33 في المائة في الولايات المتحدة، وهذه نسبة مهمة. وفي اوروبا حتى الحكومات والجماهير لم يكن موقفها مقتصرا على وقف اطلاق النار، انما المطالبة بالبحث عن مصدر المشكلة وإيجاد الحلول. والعالم متفق على ان الحل الممكن في هذا الصراع هو اقامة دولتين جنب بعض. وبالتالي فالتوقعات تشير الى ان هذه الانتفاضة وهذه المعركة ستؤدي الى تحرك دولي من أجل طرح التسوية السياسية القائمة على حل الدولتين.

تضامن شعبي عراقي واسع

طريق الشعب: بخصوص التضامن العراقي، كان هناك اعلان من نقابة الاطباء العراقيين ووزارة الصحة عن إمكانية مساعدة جرحى القصف الاسرائيلي ومعالجتهم، فكيف تنظرون الى التضامن الشعبي والمجتمعي والتضامن السياسي العراقي؟

احمد عقل: اعتقد انه مثلما هناك انتفاضة في فلسطين. هناك انتفاضة في العراق. وهنا تغيرت المفاهيم التي كانت تؤيد طرح التطبيع عند البعض، الذين كانوا يقولون ما دخلنا بفلسطين، وما علاقتنا بهذا الموضوع.

اكدت الانتفاضة الاخيرة وجود تضامن شعبي واسع، وانطلقت المواقف الاساسية من المرجعيات الدينية. وكان للسيد السيستاني بيان قوي، وتوالت بعد ذلك الكثير من المواقف بناءً على موقفه. والمعروف ان السيستاني لا يتدخل في السياسة  وخاصة الخارجية. تصريحات السيد الصدر اليومية تقريبا الداعمة والمؤيدة. كل الاحزاب والقوى والنقابات والمؤسسات وكل المدن حدثت فيها وقفات وتظاهرات. والاعلام غطى الحدث في فلسطين  بشكل جيد، وهذا شكل حالة من زيادة الوعي وخاصة في الجيل الجديد، بشأن أهمية القضية الفلسطينية حتى في داخل العراق، لانه في النهاية  اسرائيل وجدت في المنطقة ليس فقط لضم فلسطين، وانما وجدت كمشروع استعماري  للسيطرة على المنطقة ومنع وحدتها.

امريكا تزود اسرائيل بانواع الاسلحة

طريق الشعب: ما هو تعليقكم على استمرار الولايات المتحدة في نقض اي قرار او اي بيان او مشروع لإدانة العدوان الاسرائيلي. ونقول هناك نوع من العلاقات ما بين الجانب الفلسطيني والجانب الأمريكي؟

احمد عقل:  نحن من يوم اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، اوقفنا كل العلاقات مع امريكا، ورفضنا اي حوار معها، الان هناك عودة لكن في بداياتها؛ اذ اتصل الرئيس الأمريكي بالرئيس الفلسطيني اثناء الاحداث، لكن بغض النظر عن ذلك، يجب ان نعرف أن أمن اسرائيل بالنسبة لأمريكا قضية استراتيجية بمعنى انها ستبقى تحافظ على أمن اسرائيل، وتزودها  بكل انواع الاسلحة، وهي لن تتخلى عنها.

القضية بالنسبة لأمريكا، هي حل الدولتين وترى فيه مصلحة لإسرائيل لغرض استمرار وجودها. في تصورنا وانطلاقا من هذه الرؤية الامريكية سيكون هناك عمل . هذه المعركة ربما تساعد الادارة الامريكية في اقناع الاسرائيليين بان ليس امامكم الا حل الدولتين. يذكر ان الإسرائيليين  غير مستعدين لذلك، لانهم يريدون دولة يهودية نقية كما يذكرون.  تقرير هيومن رايتس ووتش الأخير  أشار الى وجود تميز عنصري وعرقي داخل إسرائيل وهذه نقطة بداية كما نرى ، كونها منظمة مقرها في واشنطن، وتخرج بهذا التقرير، فهذا  امر غير مسبوق، ويعطي علامات مختلفة عما سبق .

طريق الشعب: أمام هذه التعنت الاسرائيلي واستمرار دعم وانحياز امريكا المعتاد لإسرائيل، فان التطورات الراهنة قد تطرح ضرورة مراجعة شاملة للنضال الفلسطيني وحل الدولتين، وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس؟

احمد عقل: من يوم ما تبنينا هذا البرنامج، قلنا ان هذا البرنامج بحاجة الى نضال ومقاومة بكل وسائل النضال الممكنة للوصول الى ذلك، سواء كان هذا النضال دبلوماسيا ام سياسيا ام جماهيريا او حتى عسكري في الوقت الذي يفرض العدو عليك ذلك. برنامجنا ثابت. نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي التي احتلت عام 1967. بما فيها القدس ومناقشة قضية حق العودة ومناقشة القضايا موضع  الخلاف. وبالتالي هذه هي رؤيتنا، وهذه الرؤيا وافقت عليها حماس، على ان تجري الان مرحلة اقامة دولة فلسطين المستقلة عبر: اولا، المفاوضات، ومن ثم النضال الجماهيري. وحتى اذا اضطرنا  في لحظة من اللحظات الى حمل السلاح دفاعا عن شعبنا وارضنا.

إضراب ناجح

طريق الشعب: إضافة الى الخسائر التي لحقت بإسرائيل، فإن الشعب الفلسطيني انتصر عليها ايضا في قضية  الاضراب، فكيف تقيمون جانب الاضراب الذي اعلنت عنه لجنة المتابعة في اسرائيل، وأراضي 48 وغيرها من المدن؟

احمد عقل:  قد يكون هذا الاضراب هو الاول الذي يشترك فيه كل الشعب، ويشمل كل الارض الفلسطينية التاريخية. كان اضرابا ناجحا بشكل كبير، وخاصة في اراضي 48، لدرجة ان الموظفين الفلسطينيين في المؤسسات الاسرائيلية اتصلوا عليهم اصحاب العمل، وقالوا لهم ان لم تلتحقوا غدا بالدوام فأنتم مفصولون. ورغم ذلك لم يذهب احد الى الدوام، بمعنى انك ان اردت فصلي فقم بذلك لأني اقوم بعمل وطني. وبالتالي فإن الاضراب عمق الشعور الوطني والانتماء، وزاد التشابك ما بين اراضي 48 واراضي 67، أشار الباحثون الى إمكانية توقف الصواريخ لكن هناك  2 مليون فلسطيني في أراضي ٤٨ ، وهم مساهمون بالوضع  الانتاجي وكذلك  الوظيفي، وفي حال عاد الاضراب ستكون الأمور وخيمة علي إسرائيل .

طريق الشعب:  سعادة السفير كلمة اخيرة؟

احمد عقل: تحية إجلال وإكبار لشعبنا العراقي وللحكومة العراقية. كنت قبل يومين في زيارة لفخامة رئيس الجمهورية، وقال اننا سندعم فلسطين حقيقيا وواقعيا. سيكون هناك دعم حقيقي. اعتقد ان هذه الانتفاضة اثرت في الواقع العراقي، وقد تؤثر الى حد ما على نتائج الانتخابات القادمة. كما هو معروف أن الاخوة التشرينيين ذهبوا الى الاردن، ويريدون الوصول الى الحدود مع فلسطين. ومجرد التفكير بهذه الطريقة هو شيء متقدم. وكما ان التشرينيين كانوا متهمين بانهم مع السفارة الامريكية، لكن ما يفعلوه اليوم يثبت انهم شباب انقياء، وطنيون، يبحثون عن هوية، كما يقولون “نريد وطن”. اعتقد بشكل أو بآخر ستكون هناك تأثيرات ايجابية.

***********************

الصفحة الرابعة

قوى تشرينية ترهن مشاركتها في الانتخابات بتوفير بيئة ملائمة

نواب: مناورة التعديل الوزاري «غير مجدية»

بغداد ـ طريق الشعب

يستعد رئيس الحكومة الى إجراء تعديل وزاري في فريقه الحكومي، قد يطال خمسة الى ثمانية وزراء، في خطوة لم ترق لقوى سياسية مختلفة من بينها الاحزاب التي انبثقت عن انتفاضة تشرين، وأيضا قرأها ثلاثة نواب من كتل مختلفة على أنها “غير مجدية”. 

وقررت قوى الاحتجاج، في مؤتمر لعوائل الشهداء في كربلاء الذي عقد مؤخرا، العودة الى ضغط الاحتجاجات، يوم 25 أيار الجاري، للمطالبة بكشف قتلة الناشطين.

وترهن هذه القوى، المشاركة في الانتخابات بـ”توفير بيئة عادلة لإجراء الانتخابات، عبر حصر السلاح المنفلت، وملاحقة المال السياسي الفاسد، ومحاسبة القتلة، والكشف عن مصير المغيبين والمعتقلين”.

ماذا جنى المحتجون؟

ولم تتلمس الاحتجاجات المتواصلة في المحافظات، أي تقدم ملموس في جهود مكافحة الفساد ومعالجة البطالة، وتوفير الخدمات وفرص العمل، حتى الان، بعد مرور أكثر من عام على تشكيل الحكومة.

وتقول الصحفية والناشطة المدنية ايناس الحسن, ان «الهدف من حملات المقاطعة وتعليق المشاركة في الانتخابات, يجب ان لا يكون من اجل افشالها», مشيرة الى «ضرورة الضغط على الحكومة والقوى الحاكمة والمجتمع الدولي وافهامهم ان هدف المحتجين هو توفير بيئة انتخابية تمكن المرشحين المستقلين والاحزاب التشرينية والقوى المدنية من خوض تنافس انتخابي، على وفق قواعد يحددها القانون».

وتؤكد الحسن، ان “ موضوع تغيير بعض الوزارات ليس شأناً ذا اهمية، كون القوى المتنفذة هي من تتحكم بالوزارة وليس الوزير نفسه”.

وبحسب مصادر مطلعة على كواليس صناعة القرار الحكومي، فإن الكاظمي ينوي تغيير عدد من الوزراء، أبرزهم الكهرباء، النقل، التربية والإعمار والإسكان.

وكان رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قال في مقابلة متلفزة، إنه سيجري تعديلات وزارية بعد عيد الفطر.

مبررات التغيير غير متاحة

لكن عضو لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي والتخطيط الاستراتيجي البرلمانية، محمد البلداوي، استبعد إجراء أي تغيير بالحقائب الوزارية.

وقال البلداوي، يوم أمس، في تصريح أطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “رئيس الوزراء أقر بفشله خلال تصريحاته السابقة، وعدم امكانية حكومته ادارة ملفات الدولة وتوفير الاحتياجات الضرورية والأساسية للمواطن العراقي بعد مرور عام على رئاسته للحكومة”.

وأضاف إن “اللجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي النيابية قدمت في وقت سابق تقريرها الاولي، وإن الحكومة لم تلتزم بالمنهاج الوزاري وأن نسبة الإنجاز لعملها لم تتجاوز 17،50في المائة، بالإضافة إلى عجز الحكومة عن تقديم الخدمات للمواطن”.

وتابع البلداوي، أن “الوزراء في حكومة الكاظمي غير قادرين على إدارة الملفات ولم يحققوا أي نسبة انجاز بعملهم والمهام الموكلة إليهم”.

وعن مساعي الكاظمي لإجراء تغيير في الكابينة الوزارية، بيّن البلداوي أن “تغيير الوزراء يحتاج إلى أسباب، تتعلق باستقالة أو إعفاء الوزير، أو استجوابه وإقالته من منصبه”.

أولويات الحكومة

واستبعد عضو مجلس النواب جمال فاخر، حصول اية تغييرات وزارية ضمن الفترة المتبقية من عمر الحكومة الحالية، فيما اشار الى ان حقيبة الصحة من الممكن ان تتم إدارتها من قبل رئيس مجلس الوزراء بالوكالة، بعد أن استقال وزيرها حسن التميمي.

ويبرر فاخر استبعاده حدوث أي تعديل حكومي، بأن حجم التحديات الاقتصادية والصحية والامنية والاستعدادات لإجراء الانتخابات المبكرة، جميعها امور تجعل الاولوية لدى الحكومة هو استكمال ما عليها من واجبات، بدل فتح صراعات وخلافات لا نهاية لها من خلال اقالة او استقالة بعض الوزراء.

الكاظمي يتجنب التقصير

وتعقيبا على كلام النواب بعدم جدوى التعديل الحكومي، يقول رئيس مركز التفكير السياسي، د. إحسان الشمري لـ”طريق الشعب”، ان “عملية الاستبدال تأخذ في نظر الاعتبار ان الحكومة يجب ان تكتمل من ناحية وجود اشخاص مهنيين، يتمتعون بقدرة كافية على إدارة مؤسسات الدولة”.

ويجد الشمري، “حتى لو جرت الانتخابات في تشرين الاول المقبل، فإننا اليوم امام 6 اشهر لحين تشكيل الحكومة القادمة. وبالتالي يستطيع الوزراء الجدد ان يتركوا بصمات، أو يغيروا ـ الى حد ما ـ وفق استراتيجية معينة ومحدودة”.

ويشير الشمري الى أن الكاظمي يحاول أن يبعد اتهامات التقصير عن نفسه، لذلك أخذ يطرح خطوة الاستبدال “لتجاوز أخطاء وإخفاقات بعض الوزراء”.

ويكشف الشمري ان الوزارات التي يحتمل أن يطالها التغيير، هي: “الداخلية، الصناعة، والاتصالات، باعتبارها غير منتجة”.

 *************************

أمانة بغداد تعد المواطنين بـ «مجسرات كهربائية» قريبا

جسور المشاة.. ممرات خربة تقلق العابرين

بغداد ــ طريق الشعب

يشتكي بغداديون في مناطق مختلفة من إهمال الجهات الحكومية المعنية لمتطلبات السلامة المرورية في ما يخص نظام المرور وجسور المشاة، مؤشرين ضعفاً في “الرادع القانوني” الذي ساهم في استفحال الفوضى وتفاقم إحصائيات الحوادث وغيرها.

فيما تؤكد أمانة بغداد، بدورها، بأنها رصدت أموالاً لإعادة تأهيل جسور المشاة، كما تعهدت عبر “طريق الشعب” ببناء مجسرات كهربائية “قريبا”.

إهمال حكومي

في ما سبق، كان المواطنون اكثر تحضرا “يحترمون الاشارة المرورية، ويعتمدون جسور المشاة في عبور الشارع”، يقول ضرغام علي (مواطن ـ 65 عاما).

ويضيف علي في حديث لـ”طريق الشعب”، انه “بسبب الإهمال الحكومي لجميع جسور المشاة التي تهالكت بمرور الزمن، فضلا عن عطل اغلب الإشارات المرورية، جعل الناس (مواطنين وسائقين) غير ملتزمين بآليات المرور”.

كذلك يشير المواطن الى من أسباب الاهمال الحكومي زيادة حوادث دعس المواطنين، نتيجة لقلة الوعي.

متطلبات السلامة.. مغيّبة

أما آلاء حسن (مواطنة ـ 33 عاما) فتلاحظ أن “اغلب شباب اليوم يفتقرون الى ثقافة السلامة المرورية”، معللة ذلك نتيجة بـ”اهمال المدارس للتثقيف بجميع متطلبات السلامة”.

وتشير حسن في حديثها لـ”طريق الشعب”، الى أن “جميع جسور المشاة خربة، وأغلبها غير صالح للاستخدام”.

وتذكر حسن التي تعمل موظفة في إحدى الدوائر الحكومية، ان رجال المرور، هم أيضا لا يعتمدون الاشارات المرورية في تنظيم السير، انما يقفون وسط التقاطعات لتنظيم حركة السيارات، عبر حركة اليد.

مجسرات خربة

سجاد محمد (مواطن ـ 24 عاما)، تعوّد يوميا عبور الشارع العام في منطقة الزعفرانية شرقي بغداد، دون الاستعادة بجسور المشاة “لم أنتبه يوما لهذا الجسر” يشير بيده الى مجسر عبور للمواطنين، يبعد عنه أمتارا عدة. 

وما يبرر حديث سجاد هو أن المجسر المقصود يبدو آيلا للسقوط، بينما تتجمع أكوام النفايات في عنقيه من كلا الجانبين.

ويقول سجاد لمراسل “طريق الشعب”، ان أغلب المواطنين “تمر من هنا” لعبور الشارع. المجسرات معطلة حتى في ذاكرة الناس”.

لا يوجد رادع قانوني

بينما رجل المرور أحمد نعيم، فيقول لـ”طريق الشعب”، ان “مجسرات المشاة تعرض جميعها الى الاهمال”، مضيفا أن “الكثير منها هدم أو فكك وسرق حديده، ولم يبق منها غير سلالم وآثار خربة”.

ويؤكد نعيم ان “الكثير من جسور المشاة على الطرق السريعة، طالها الضرر بسبب المركبات الكبيرة، وبالتالي تم رفعها من دون استبدالها بجسور اخرى، تضمن سلامة العبور الى المواطنين”.

ويجد رجل المرور أن هناك “ضرورة ملحة لإعادة اعمار جسور المشاة وبناء جسور اضافية، تتناسب مع متطلبات الشارع الذي بات مزدحما، لكي نضمن سلامة العبور، فضلا عن مظهرها الحضاري”. ويردف نعيم كلامه بأن السلامة المرورية لا تتعلق بإعادة تأهيل جسور المشاة فحسب، بل هناك متطلبات اخرى تتعلق بضرورة تعزيز الرادع القانوني ازاء المتجاوزين على الارصفة والشوارع العامة، فضلا عن ضرورة اعادة العمل بالإشارات المرورية، وإجراء عمليات اعمار وتوسيع للطرق العامة، وجعلها تتناسب وأعداد المركبات”.

ويعرّج نعيم على فوضى أماكن وقوف السيارات، بأنها “مأساة اخرى تتحملها أمانة بغداد ووزارتا الداخلية والنقل، لردع المواطنين المتجاوزين على الأماكن العامة”.

وينبّه المتحدث الى أنّ هناك “مافيات تعمل على جبي أموال من المواطنين الذين يقومون بركن مركباتهم في أماكن غير مخصصة لوقوف السيارات”.

وفي احصاء رسمي صدر عن جهاز الاحصاء المركزي التابع الى وزارة التخطيط، العام الماضي، فإن عدد حوادث دعس المواطنين، تجاوز 2793 حادثة، عدا اقليم كردستان.   

أمانة بغداد تعد بـ”جسور كهربائية”

فيما أفاد مدير المكتب الإعلامي في أمانة بغداد سمير ميرزا، بأن “الأمانة رصدت وضمن تخصيصاتها من الموازنة السنوية، مبالغ مالية لإعادة تأهيل جسور المشاة، فضلا عن بناء جسور جديدة”.

وقال ميرزا لـ”طريق الشعب” إن محدودية التخصيصات المالية لامانة بغداد أحالت دون تنفيذ الكثير من المشاريع، وبضمنها اعادة تأهيل جسور المشاة”، مردفا هناك “مساع لبناء جسور مشاة كهربائية في اماكن محددة من العاصمة بغداد، وسيتم تنفيذ المشروع في القريب العاجل”.

**********************

الموارد المائية تتوعد الحكومات المحلية بـدعاوى قانونية

مياه الصرف الصحي تهدد مناطق الأهوار

بغداد- نورس حسن

تتعرض الأهوار التي عرفت تاريخيا بانها موطن جنة عدن، والتي هي اليوم ضمن لائحة التراث العالمي، للتهديد أكثر من أي وقت مضى، بسبب سوء إدارة مياه الصرف الصحي والتغير المناخي.

ويقول القاطنون في المنطقة ان”مياه المجاري الثقيلة تتدفق من أنابيب الصرف الصحي مباشرة في أهوار الجبايش”. وهم يحمّلون الحكومات المحلية ووزارة الموارد المائية مسؤولية الاهمال المتعمد وغير الواعي لمناطق الاهوار،  التي تعد من أهم المسطحات المائية في البلاد فضلا عن مردوداتها الاقتصادية والسياحية.

منظمة الجبايش

رئيس منظمة الجبايش رعد حبيب الاسدي ابلغ “طريق الشعب” انه على الرغم من “المناشدات المتكررة للحكومة المحلية ولوزارة الموارد المائية لمنع تدفق المياه الثقيلة الى مناطق الاهوار، فانه لا صوت لمن تنادي”.

وقال الاسدي ان “نسب التلوث في مياه الاهوار ارتفعت بشكل كبير، خاصة بعد تقليل الاطلاقات المائية وارتفاع درجة الحرارة و نسب الملوحة”. واشار الى ان “هناك الكثير من الاسماك النافقة التي تطفو بالقرب من اماكن تدفق المياه الثقيلة في الاهوار “.

ولفت الاسدي الى ان منسوب المياه في نقطة قياس مجرى السحاكي في الاهوار الوسطى، لا يتجاوز اليوم  1.40 سنتيمترا، بعد ان زاد في شهر آذار الماضي على 1.78 سنتيمترا”. وتابع القول “ان تباطؤ جريان المياه في الاهوار الوسطى تقودنا كما في السنوات السابقة الى بوادر عودة كارثة جفاف الاهوار”.

وحمّل رعد الاسدي الحكومة المحلية في محافظة ذي قار “مسؤولية الاهمال المتعمد لمناطق الاهوار” واوضح ان “محافظة ذي قار تفتقر الى محطات لاعادة تدوير المياه الثقيلة، لذلك تعمل ادارة المحافظة على توجيه المصبات الرئيسية للمياه الثقيلة مباشرة في مناطق الاهوار وفي نهر دجلة، دون اجراءات لعمليات التدوير والتنقية”.

منظمة طبيعة العراق

بدوره اعتبر رئيس منظمة طبيعة العراق غير الحكومية جاسم الأسدي أن “المياه العادمة السوداء المتدفقة الى الأهوار تحمل تلوثا ومعادن ثقيلة، تهدد بشكل مباشر الحياة النباتية والحيوانية في الأهوار”.

 واشار الى ان الملوثات “تؤثر سلبا على الانسان والجاموس، الذي هو المعول الاكبر عليه في انتاج الحليب، فضلا عن نفوق اعداد غير قليلة من الاسماك والاحياء البرية الاخرى في مناطق الاهوار”.

من جهته افاد المواطن نادر محسن، وهو صياد ومزارع  في منطقة الجبايش، إن “الجاموس يضطر للتنقل عدة كيلومترات في الأهوار ليتمكن من الحصول على مياه نقية “.

 مؤكدا أن “معظم الأسماك نفقت حول أنابيب الصرف الصحي، فضلا عن وجود العشرات من الاسماك المتعفنة تطفو على سطح مياه الاهوار”.

في غضون ذلك افاد مدير مجاري ذي قار حيدر رزاق في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” ان “قلة التخصيصات المالية تحول دون تنفيذ واستكمال مشاريع لمحطات تصفية المياه الثقيلة في محافظة ذي قار”.

وقال إن “سبب غياب وحدات معالجة في محطات الصرف الصحي، يعود إلى كلفتها المالية العالية التي تصل إلى نحو 100 مليار دينار عراقي”

ونبه الى ان دائرة مجاري ذي قار تمتلك مشروعين لمحطات المعالجة، احدهما كان مفترضا أن يبدأ العمل منذ العام 2015، لكن ذلك لم يتحقق بسبب الأزمة المالية”.

وزارة الموارد المائية

من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب كميات المياه في مناطق الاهوار بـانها “مقبولة”.

وعبر في حديث لـ”طريق الشعب”  عن الاسف الشديد لكون “المحافظات والمدن اعتادت على توجيه مياه الصرف الصحي نحو الاهوار والانهر، دون سعي لتدويرها”.

وبخصوص الاجراءات المتخذة من طرف وزارة الموارد المائية بيّن ذياب ان “الوزارة في صدد رفع دعاوى قانونية ضد الجهات التي تعمل على توجيه مياه الصرف الصحي الى مناطق الاهوار والانهر “.

وبيّن انه “وفق القانون يمنع منعا باتا اعادة المياه الثقيلة الى الانهر من دون عمليات التدوير والتنقية، وذلك لما تتضمنه من مواد سامة تؤثر سلبا على الانسان والبيئة”.

وذكر ذياب ان “وزارة الموارد المائية لا تريد تحميل الحكومات المحلية اكثر من إمكانياتها المتاحة، كي تعيد تنقية المياه الثقيلة لتصبح صالحة للشرب، وانما تريد منها على الاقل العمل على تخليصها من المواد الصلبة السامة، وبالتالي اعادتها بشكل مقبول الى الانهر”.

ولفت ذياب الى “عمليات تنقية المياه الثقيلة تحتاج الى ثقافة ووعي، فضلا عن الدعم المادي”، مستدركا القول ان هذا “وللاسف الشديد ما يفتقده الكثير من المؤسسات الحكومية، التي تعتبر عمليات تنقية المياه الثقيلة امرا ثانويا”.

***********************

الصفحة الخامسة 

أقسى من الإرهاب والجفاف

التجريف.. آفة تفتك ببساتين ديالى وتمحو آثارها!

بعقوبة – وكالات

منذ سنوات وبساتين محافظة ديالى تشهد ظروفا أمنية غير مستقرة، جعلتها عرضة للتجاوزات، والجفاف الذي انعكس سلبا على الكثير من مساحاتها الخضراء. لكن هناك آفة شديدة الوقع، لا يمكن علاجها بالمبيدات الحشرية، غزت آلاف الدونمات المزروعة ودمرتها بشكل يتعذر إصلاحه.. إنها آفة التجريف.

ووفقا لقائم مقام قضاء بعقوبة، عبد الله الحيالي، فإن القضاء، الذي يعتبر مركز المحافظة، فقد وحده أكثر من 7 آلاف دونم من أشهر بساتينه خلال السنوات الـ 18 الماضية، مستدركا في حديث صحفي “لكن المساحة ربما تكون أكبر بكثير في بقية مدن المحافظة”.

ثلاث لعنات

ويتحدث الحيالي عن ثلاث “لعنات” ضربت بعد 2003 بساتين ديالى، التي تعد من أهم وأكبر الأحزمة الخضراء في البلد، والداعم الأكبر للبيئة في المنطقة، مشيرا إلى أن على رأس تلك اللعنات الخروقات الأمنية المتكررة، التي أبعدت آلاف المزارعين عن بساتينهم، بالإضافة إلى الجفاف الذي أضر كثيرا بالمساحات المزروعة.

فيما يرى أن اللعنة الثالثة هي الأخطر “متمثلة في التجريف الناتج عن أزمة السكن الخانقة، التي تعتبر عاملا مؤثرا خاصة بعد فترة الاستقرار الأمني وانتعاش الوضع الاقتصادي لشرائح كبيرة وواسعة”.

وخلال عامي 2006 و2007، عانت مناطق مختلفة في ديالى، اضطرابات أمنية دامية، حالت دون العناية بالبساتين، الأمر الذي فاقم الآفات الزراعية، والتي بمعونة الجفاف، فتكت بآلاف الدونمات، وطالت النخيل والحمضيات التي تشتهر بها المحافظة.

ويوضح الحيالي، أن “حمى التجريف مستمرة، وربما سنفقد ما تبقى من البساتين خلال 10 سنوات، إذا ما استمر الحال دون تغيير”، لافتا إلى “ضرورة سن قوانين تساهم في إيقاف عمليات التجريف وتفرض غرامات مالية كبيرة على المتجاوزين. فخسارة الغطاء الأخضر من الصعب تعويضها في فترة وجيزة”.

أزمة السكن

وتعاني بعقوبة، أزمة هي الأكبر على مستوى ديالى، في ما يخص السكن، تتطلب بناء أكثر من 30 ألف وحدة سكنية، وذلك بسبب الزيادة الهائلة في أعداد السكان - بحسب تصريحات رسمية.

ويؤكد المهندس الزراعي المتقاعد، يعقوب حسن، إن أكبر تهديد لبساتين بعقوبة، وبقية مدن ديالى، هو التجريف “خاصة أن هناك ازمة سكن خانقة جدا دفعت الى ارتفاع اسعار القطع الزراعية بنسبة 300 في المائة”.

ويمضي حسن قائلا في حديث صحفي، إن “الـ100 متر من الأرض تباع حاليا بين 10 و30 مليون دينار، وذلك حسب الموقع والخدمات المتوفرة. وان الأسعار ربما تكون أعلى قرب مركز بعقوبة، ما يغري الكثيرين من أصحاب البساتين بتجريف بساتينهم وتقسيمها إلى أراض سكنية وبيعها”.

وتشير تقارير رسمية إلى وجود أكثر من 3 آلاف منزل متجاوز في بعقوبة ومحيطها، أغلبها بُنيَت على أراض زراعية.

ويلفت المهندس الزراعي، إلى أن “جزءاً ليس قليلا من حرائق البساتين، متعمد بهدف التجريف، وهذا المشهد المؤلم يحدث أمام أعيننا، وليس هناك أي إجراءات لمنع تجريف المزيد من البساتين”.

إلى ذلك، يقرّ النائب مضر الكروي، بأن ديالى، التي تتميز بضمها نحو 200 ألف دونم من البساتين، شهدت بعد 2003 تقلصا كبيرا في مساحاتها الخضراء، وذلك بسبب الجفاف والآفات الزراعية، وتداعيات الاضطرابات الأمنية وما أفرزته من نزوح وتهجير قسري، وصولا إلى مرحلة التجريف.

ويضيف في حديث صحفي، أن “الأحزمة الخضراء مهمة جدا في الإطار البيئي، لدرء مخاطر العواصف الترابية، والمساهمة في خفض درجات الحرارة”، مشددا على “أهمية إطلاق برنامج وطني لإعادة إحياء الأحزمة الخضراء، خاصة في محيط المدن”.

أما حسيب خلدون، وهو مزارع يبلغ من العمر 81 عاما، ويسكن أطراف بعقوبة الجنوبية، فيتحدث عن مجموعة أشجار برتقال معمّرة هلكت وتحولت إلى حطب، بعد أن كانت بمثابة كنز والدته “التي كانت ترعى الأشجار كما لو أنها من أبنائها” – على حد تعبيره.

ويوضح أن “أسبابا متعددة ترغمنا على بيع البساتين كقطع سكنية، منها أن البساتين أصبحت من الماضي، وإعادة إحيائها من جديد غير مجدٍ، لعدم وجود من يتحمل مسؤولية أن يصبح مزارعا”، مضيفا أن “ضعف إيرادات البساتين وإغراق الأسواق بالمستورد، كلها عوامل تدفع المزارعين  إلى التخلي عن بساتينهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة”.

*****************

غرفة تجارة المثنى:

تجار كثيرون تركوا المهنة بسبب "الدولار"

السماوة – وكالات

أفادت غرفة تجارة محافظة المثنى، بأن عددا كبيرا من العاملين في القطاع التجاري تركوا أعمالهم بعد رفع سعر صرف الدولار، وما خلفه ذلك من انعكاسات سلبية على واقع الاقتصاد في المحافظة.

وقال رئيس غرفة التجارة، كريم محمد علي، ان رفع قيمة المواد الاستهلاكية أدى إلى حالة من الإرباك في الأسواق وتسبب في حصول كساد اقتصادي، مشيرا في حديث صحفي، إلى ان الواقع التجاري في المحافظة يعيش اليوم أزمة مزدوجة تتجلى في ضعف القدرة الشرائية عند المواطنين، والكساد الذي يعانيه التجار.

***************

©قرية الحميرات في ناحية كنعان تسأل:

أين الكهرباء والدواء؟

ناشد عدد من أهالي قرية الحميرات في ناحية كنعان، التابعة إداريا لقضاء بعقوية (مركز محافظة ديالى) الجهات الحكومية المعنية، معالجة مشاكل الكهرباء في قريتهم، وتوفير الأدوية في المستوصف الصحي.

ويؤكد الأهالي في مناشدتهم، أن عددا من القرى تتغذى على محولة واحدة سعة 250 k v، التي يفترض أن تكون خاصة بقاطني تلك القرية، لكن سكان القرى المجاورة وبسبب افتقارهم لأية مغذيات قريبة، فإنهم يلجؤون الى الاعتماد على تلك المحولة، بينما تضم قرية الحميرات وحدها اكثر من 50 منزلا. 

ويأمل الأهالي من مديرية توزيع كهرباء ديالى، ان تلتفت لمعاناتهم وتوفر لهم محولة جديدة سعة 400 k v، الى جانب المحولة الحالية، كي تكون هناك محولتان لتوفير كهرباء مستقرة للمواطنين، الذين يقاسون حاليا ارتفاع درجات الحرارة، التي لا قوى كبار السن والأطفال على تحملها.

تقبلوا وافر احترامنا وتقديرنا

لفيف من أهالي الناحية

عنهم/ أحمد سلمان شهاب

*******************

البصرة

أهالي “النصر” يطالبون بتحويل مناطقهم إلى ناحية

البصرة – وكالات

طالب العشرات من أهالي مناطق “النصر” في قضاء الدير شمالي البصرة، بتحويل مناطقهم إلى ناحية وشمولها بالمشاريع الخدمية، وذلك خلال وقفة احتجاج نظموها أخيرا.

وأوضح الأهالي، من شيوخ عشائر ووجهاء ومواطنين، أن مناطقهم، وفي حال تحولت إلى ناحية، ستحظى بمشاريع خدمية مستقلة عن الموازنة المالية لقضاء الدير، ما يساهم في حل مشكلاتهم الخدمية التي يعانونها منذ سنوات.

ولفتوا في حديث صحفي، إلى أن هناك مشروعا للمياه الثقيلة تقرر أن يمر عبر مناطقهم، مؤكدين رفضهم مرور المشروع في حال عدم شمول مناطقهم به. 

وشدد الأهالي على أهمية إدراج مناطقهم ضمن التصميم الأساسي لقضاء الدير، مطالبين حكومة القضاء بالإيعاز إلى دائرتي البلدية والمجاري، بإرسال آلياتهما إلى مناطقهم دوريا، لغرض تنفيذ الأعمال الخدمية.

كذلك طالبوا، بشمول مناطقهم بمشاريع تعليمية وصحية تتماشى مع كثافتهم السكانية التي فاقت الـ 12 ألف نسمة – على حد قولهم، داعين في الوقت ذاته، السلطات المحلية في القضاء إلى الاتفاق مع ديوان المحافظة على تخصيص قطع أراض لبناء مدارس ودوائر صحية.

**************

هددوا بقطعه

أهالي الفاو يطالبون بإكمال طريق البصرة

الفاو – وكالات

نظم اهالي قضاء الفاو جنوب شرقي البصرة، الجمعة الماضية، وقفة احتجاج امام بوابة مدخل القضاء، وذلك للمطالبة بإكمال الخط الثاني (السايد الثاني) من الطريق الرئيس (بصرة – فاو)، الذي تبقى منه نحو 65 كيلومترا دون إنجاز.

وفيما أمهلوا الحكومة المحلية ومديرية الطرق والجسور اسبوعاً واحداً للمباشرة باكمال المشروع، هددوا بقطع الطريق امام الشركات العاملة في المنطقة، سيما النفطية وشركات ميناء الفاو، في حال عدم الاستجابة لمطلبهم.

وقال عدد من المحتجين في حديث صحفي، ان اهالي القضاء خسروا اكثر من 200 شخص في حوادث سير حصلت على هذا الطريق، وذلك بسبب عدم اكماله، مشيرين إلى أن الشركات الاستثمارية العاملة في القضاء، تستخدم هذا الطريق للوصول إلى أماكن عملها.

وأوضح المحتجون، انه سبق وأن نظموا احتجاجات عديدة طالبوا فيها بإكمال الطريق، لكن دون جدوى. فيما وجهوا نداء إلى رئيس الوزراء للتدخل وانهاء معاناتهم، موضحين ان الكاظمي كان قد مر بهذا الطريق خلال زيارته الاخيرة الى البصرة، وشاهد بنفسه خطورته ومعاناة المواطنين الذين يمرون منه.

من جانبه، قال قائم مقام قضاء الفاو وليد الشريفي، ان حكومة القضاء كانت قد خاطبت الحكومة المحلية بـ20 كتابا رسميا خلال فترة زمنية قصيرة، لغرض إكمال الطريق، لكنها لم تحصل على أي رد، مبيناً في حديث صحفي، ان “من يتحمل المسؤولية هي مديرية الطرق والجسور، كون الشارع يعتبر من الطرق الخارجية التي تقع على عاتقها”، مؤيداً في السياق، مطالب الأهالي والإجراءات التي سيتخذونها في حال عدم الاستجابة لهم.

الى ذلك، قال مدير بلدية الفاو احمد سعدون، في حديث صحفي، ان “مشروع الطريق متلكئ منذ عام 2010، وانه لم تقدم اي حلول جدية او تحركات واقعية لتنفيذه”.

*******************

تصويب واعتذار

نسب خطأ في التقرير المنشور في عدد الجريدة ليوم الخميس 6 أيار عن احتفالية مكتب اعلام الخارج بيوم العمال العالمي إلى أن الرفيقة نوال يوسف أشارت في حديثها خلال الاحتفالية الى أن الرفيق الشهيد سلام عادل والرفيقة ثمينة ناجي يوسف كانا ضمن المشاركين في المسيرة الكبرى التي نظمت في بغداد ابتهاجا بعيد العمال العالمي العام 1959. والتصويب هو أنها التقت بالرفيقة ثمينة ناجي يوسف ومن ثم بالرفيق سلام عادل عقب تركها المسيرة،

كما نعتذر للرفيقة العزيزة نوال يوسف عن هذا الخطأ غير المقصود.

*******************

مواساة

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق مهدي الرهيمي، الذي توفي بعد معاناة مع المرض. والفقيد من الشيوعيين الذين واكبوا العمل السياسي منذ العهد الملكي وشارك في مهرجان الشبيبة في موسكو عام ١٩٥٧ وعمل في لجنة حماية الجمهورية بعد ثورة تموز ١٩٥٨. كما ساهم في العمل الوطني بشكل فاعل واعتقل عدة مرات في اقبية الحكم الفاشي، وكان من معتقلي سجن الحلة بعد انقلاب شباط الاسود عام١٩٦٣، وقد استمر في العمل التنظيمي سبعينيات القرن الماضي والتحق بالحزب بعد ٢٠٠٣ وظل مواظبا حتى مرضه الاخير. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه خالص العزاء. *هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي تقدم التعازي والمواساة للاستاذ فراس عبد العزيز فالح الزبيدي، عضو الهيأة الادارية المركزية لنقابة المعلمين، وذلك بوفاة عمه باسم فالح.  الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

وتقدم التعازي والمواساة أيضا، الى الرفيق سوادي مديخل الظاهري (ابو عبد الله) بوفاة ابن اخيه نجم عبد مزيعل مديخل اثر مرض عضال. الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

*تتقدم اساسية الشهيد عدنان حسين/ اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، بالتعزية والمواساة للرفيق حسان عبد السادة بوفاة زوجته اثر نوبة قلبية مفاجئة. للفقيدة الذكر الطيب دوما ولذويها الصبر والسلوان.

*ببالغ الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء المربي فيصل الشامي، احد الرفاق الرواد، الذي فارق الحياة بعد رحلة طويلة مع العطاء المتميز. لفقيدنا الذكر الطيب دوما والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

*تتقدم محلية الكرخ الأولى للحزب الشيوعي العراقي باحر التعازي والمواساة إلى الرفيق بهاء احمد طه ( ابو كرم)  بوفاة شقيقه الاستاذ عبد الحسين احمد طه اثر مرض عضال لم يمهله طويلا. الذكر الطيب للفقيد ولعائلته الصبر والسلوان.

وتنعي بحزن شديد الرفيق غالب الدباس ( ابو ظافر) الذي توفى اثر مضاعفات مرض كارونا. لروحه الذكر الطيب للفقيد ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

********************

الصفحة السادسة - السابعة

نحو المؤتمر الحادي عشر لحزبنا الشيوعي العراقي

مؤتمر الديمقراطية والتجديد الثاني

نحو مناقشة جادة لمسودة النظام الداخلي

مزهر بن مدلول

تأسس حزبنا الشيوعي العراقي في ثلاثينات القرن الماضي (1934)، وعمل لعقود طويلة وسط ظروف صعبة وقاسية وشديدة التعقيد، استطاع خلالها Hن يقارع ببسالة نادرة الحكومات الرجعية والاستبدادية المتعاقبة من جهة، وان يقف على قدميه متصديا لكل محاولات النيل من وحدته والقضاء عليه من جهة اخرى. لكنّ نظرة سريعة وعميقة إلى ذلك التاريخ، تجعلنا أن نتبين الفرق، وان لا تشابه، لا من قريب ولا من بعيد بينه وبين ما نراه ونعيشه اليوم، وهذا ما يدفعنا بشكل جدي ومسؤول إلى قراءة تجربتنا التاريخية بصورة نقدية وموضوعية وبعيدة عن جلد الذات لكي نتمكن من اداء مهامنا الجديدة التي يتطلبها عالمنا الجديد، الخالي من القيود، والمستند على قاعدة التعددية والحوار المفتوح والتفاعل الشامل الذي فرضته الثورة الرقمية.

وإذ أطلق الشيوعيون العراقيون على مؤتمر حزبهم الخامس، الذي انعقد في عام 1993 اسم (مؤتمر الديمقراطية والتجديد)، ادراكا منهم للظروف والعوامل الذاتية التي مرّ بها الحزب بعد مسيرة حافلة من الكفاح الشجاع والتضحيات الجسام ومن الكبوات والانكسارات ايضا، وادراكا منهم كذلك للأسباب الموضوعية، وعاصفة المتغيرات التي اطاحت بالنموذج الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية، وما تركه ذلك من تداعيات على حركة التحرر الوطني بشكل عام والأحزاب الشيوعية بصورة خاصة، اضافة إلى عوامل اخرى كثيرة، داخلية وخارجية، لا مجال النقاش فيها في هذه المقالة المخصصة لموضوع اخر.

اقول وقد أطلقوا على مؤتمرهم الخامس اسم (مؤتمر الديمقراطية والتجديد) للأسباب المذكورة، فلهم كامل الحق، إذا ما استشعروا اليوم الطفرات السريعة التي حدثت في حياة الأفراد والمجتمعات، أن يطلقوا على مؤتمرهم الحادي عشر اسم (مؤتمر الديمقراطية والتجديد الثاني). فمنذ المؤتمر الخامس وإلى الآن، جرت تحولات هائلة وتبدلات كبيرة في جميع قطاعات الحياة وميادينها، وظهرت بيئة جديدة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، ونتيجة إلى التقدم السريع في مجال العلوم وتكنلوجيا الاتصالات، أصبح العالم يعيش في فضاء رقمي لا يمكن الاستهانة به أو تجاهله، هذا الفضاء الرقمي الذي فرض نفسه بقوة، غيّر طريقة حياة البشر، وخلق انسانا مختلفا في وعيه وتفكيره ومزاجه واحتياجاته (السوسيو نفسية). بمعنى آخر إن هذا الانسان المختلف في تفكيره وآماله والذي يطمح إلى أن يكون فاعلا ومتفاعلا، لم يجد في التنظيم الحزبي ما يمنحه الفرصة الكافية لكي يكون كذلك، بينما يستجيب المجتمع الافتراضي لجميع تطلعاته وأحلامه بما فيها العدالة التي ينشدها!

ولهذا، ومن هذا الادراك البسيط والواضح أعلاه، تقع على الحزب مسؤولية المراهنة في خوض السباق مع هذه التحولات الكبيرة والمتسارعة، من أجل أن يواكب روح العصر ويتفاعل معه ايجابيا. ولكي يستطيع حزبنا أن يقدم اجابات شافية على ما تطرحه الحياة من اسئلة ومستجدات، وأن يقدم للجيل الجديد مساحة اضافية إلى ما تمنحه اياه شبكات التواصل الاجتماعي في التأثير والممارسة السياسية، عليه أن يعيد صياغة اساليب ومبادئ حياته الداخلية، وطريقة رسم سياساته التكتيكية والاستراتيجية، وآليات علاقاته في المجتمع وفئاته المختلفة بطريقة لا تتعارض مع المتغيرات الحاصلة في الوعي والمزاج العام الذي خلقته وسائل التواصل الاجتماعي وتكنلوجيا المعلومات.

إن لا سبيل أمام الحزب الاّ أن يكون جديرا بمرحلة الحداثة، وأن يجعل المسافة إليها قصيرة، وذلك من خلال تبنيه للمعاني الحقيقية لمفاهيم التطور التي يطرحها عصرنا الراهن، وان يقطع الطريق على الذين يظنون أن التجديد ما هو الا خدش للصورة التي رسمها الشيوعيون لحزبهم، وأن يثقف رفاقه واصدقاءه بأهمية محاربة الأفكار الانعزالية والجمود العقائدي، وأن يشيع الحيوية النضالية والحضور المميز لمنظماته، وأن يوصي بالابتعاد عن جميع الممارسات والشعارات الديماغوجية التي لا تعبر عن السردية اليومية لأبناء شعبنا. 

ويُعد النظام الداخلي للحزب المطروحة مسودته للمناقشة والتعديل، أحد أهم وأقوى ركن يقوم عليه بناء الحزب التنظيمي والسياسي، وهو الذي ينضم حياته الداخلية وانشطته السياسية المختلفة، ويحدد آليات عمل هيئاته ومنظماته بما فيها قيادته، ويصون وحدة صفوفه ومنطلقاته الفكرية، ومن تلك الأهمية وعلى ضوء المتغيرات الهائلة في التكنلوجيا وتطبيقاتها المتنوعة والتي راحت تمارس تأثيرها في توجيه وإدارة حياة الناس، لابد وأن يحظى النظام الداخلي لحزبنا بالمراجعة الحقيقية والعملية لكي يتلاءم ويتناغم مع تطلعات الجيل الجديد. فلنجعل المؤتمر الحادي عشر مؤتمرا لكل العراقيين انطلاقا من تاريخ حزبنا النضالي ودم شهدائه الطاهر وثقافة الكرامة والحرية التي زرعها في تربة العراق وعلى ضفتي نهريه دجلة والفرات.

***********

في ضوء الدعوة لمناقشة مفتوحة

من أجل تعزيز الديمقراطية والمشاركة الجماعية

رشيد غويلب

في إطار الاستعدادات لعقد مؤتمره الحادي عشر طرحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي النظام الداخلي للمناقشة العامة بهدف تعزيز النقاش الداخلي الذي بدأ خلال الأشهر الأربعة او الخمسة الماضية، ولتوسيع دائرة المشاركين داخل الأطر التنظيمية للحزب وخارجها. وكنت أتمنى ان لا تحتوي الدعوة الإشارة الى: “لا يعني هذا استنساخا لتجارب بعض الأحزاب الشيوعية أو اليسارية في أوروبا والبلدان المتطورة الأخرى، التي قطعت شوطاً كبيراً في دمقرطة مجتمعاتها والأحزاب نفسها”، لأنها قد تفهم وكأنها محاولة للدخول في مناقشات مشروطة. بالإضافة ان وجود الحزب الشيوعي او اليساري في بلد متطور ديمقراطيا، يجعله اكثر تقبل للديمقراطية من أحزاب مماثلة في بلدان أخرى.

يكاد الحزب الشيوعي العراقي ينفرد، عن الطيف السياسي العراقي، في ترسيخ هذه الممارسة الديمقراطية، بغض النظر عن الحصيلة المتحققة منها في المرات السابقة، ففي نهاية الأمر تحدد المنهجية، والآليات السائدة في الحزب حدود وطبيعة التغيير المتحقق، والتي يمكن القول انها ظلت محدودة، منذ الانطلاقة النوعية التي جسدها المؤتمر الخامس (تشرين الأول 1993)، والذي مثل خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح شمل مجمل جوانب نشاط الحزب السياسية والتنظيمية والفكرية.

ان ما تحقق في المؤتمر الخامس، وطبيعة النقاشات التي سبقت انعقاد المؤتمر، ودارت في اروقته، واستمرت لسنوات قليلة من بعده، فقدت من زخمها الكثير، ولذلك بقي ما تحقق، على أهميته محدودا. وبقدر تعلق الأمر بالنظام الداخلي، لم تمس جميع التغييرات جوهر الوثيقة التي تعود جذورها التاريخية الى عام 1903، أي قبل 118 عاما. ومن هنا يتضح حجم المراوحة في انجاز مهمة شديدة التأثير في حياة الحزب، في سياق محاولات نقله الى واقع أفضل. وهنا يمكن القول “ ان تأتي متأخرا خيرا من ان لا تأتي “

ان مناقشة النظام الداخلي لا تنحصر في مراجعة الوثيقة المقرة واجراء تعديلات على بعض صياغاتها، وأحيانا محتواها كما حدث في المؤتمر العاشر، عندما تم تحديد تولي الموقع الأول في الحزب بدورتين. ان التغيير المطلوب يجب ان يشمل الرؤية الفكرية والسياسية التي يستند عليها اعداد وثيقة عصرية ومرنة لتنظيم حياة الحزب الداخلية. وكذلك ضرورة ان تساعد عصرنة الوثيقة على تحجيم وإزالة ارث ثقيل من التقاليد التنظيمية المرتبطة بعقود العمل السري الشاق، والتأثير السلبي للحقبة الستالينية، والتي ما تزال بعض ملامحها  حاضرة في حياة الحزب الداخلية، في تعارض جلي مع انفتاح الحزب الفكري والسياسي، والذي تقدم كثيرا على عشرات الأحزاب الشيوعية والمنظمات الماركسية شديد الانشداد للماضي والغارقة في جمود فكري مقيت، رغم ان هذه الأحزاب تعيش وتعمل في البلدان المتطورة سواء في المراكز الرأسمالية الاساسية او خارجها، كما ان تطور الحراك السياسي والاجتماعي في العراق، ونزوع أوساط واسعة في المجتمع، وخصوصا الشبيبة، يعكس ضرورة ملحة الى تبني الحزب لنظام داخلي جديد عصري في المحتوى والشكل. ان التغييرات الشكلية لم تعد كافية، وتشكل كابح لانطلاق الحزب وملامسته لنبض الحياة وحاجات الناس.  

  ان التقليد الذي اتبع منذ عدة مؤتمرات وطنية، بطرح النظام الداخلي المقر في المؤتمر السابق، كمشروع للمناقشة تحضيرا لمؤتمر مقبل هي طريقة شكلية وغير منتجة. فالمعروف ان مناقشة هكذا وثائق تقوم على دراسة المتغيرات في الحياة التنظيمية للحزب ما بين مؤتمرين، والعوامل المؤثرة فيها سلبا وايجابا سياسيا وفكريا. باعتبار ان كل شيء في حياتنا متحرك وفي تغيير مستمر. لذلك تعمد قيادات الغالبية العظمى من الأحزاب الشيوعية واليسارية الى طرح مشاريع جديدة للمناقشة في كل مؤتمر، يعكس تقييمها لتجربة العمل، كونها الأكثر اطلاعا على التفاصيل، وكذلك يجعل جميع رفيقات ورفاق الحزب على دراية بالتوجه الأولي لأعداد الوثيقة، وفي أحيان ليست قليلة يجري طرح أكثر من مشروع للمناقشة، وفق حاجات الحزب المعني وطبيعة الصراع الداخلي فيه. والصراع الجدلي هنا ظاهرة صحية لتطوير مشروع الحزب وادائه، وليس سلبيا كما توحي مفردة “صراع”، او يراد لها ان تفهم كذلك. وبعيدا عن المبالغة، اعتقد بان حزبنا ينفرد بتقليد طرح الوثيقة المقرة، كمشروع للمناقشة، الذي قد يسهل المهمة، ولكنه يراكم النمطية في حياة الحزب.

هناك اهداف يجب ان تحقق من خلال إقرار نظام داخلي جديد للحزب: توسيع المشاركة في اتخاذ القرارات المفصلية على الأقل، وضمان وصول المعلومات الملموسة لجميع أعضاء الحزب، وهو حق نص عليه أيضا النظام الداخلي النافذ، واعتماد هرم تنظيمي سلس وبسيط، وإلغاء المبادئ والصياغات التي تؤكد المركزية، والتي يمكن ان تصبح بلا ديمقراطية، إذا طبقت بشكل سيء، فضلا عن تطبيق فعلي ومرن للنظام الداخلي وعدم وضع الكثير من مواده على الرف بطريقة انتقائية، وتبرير ذلك بالصعوبات الموضوعية، وعدم طرح المشاكل الماثلة على طاولة الحل، وبدون تأخير، لان التجربة العملية المعاشة تؤكد ان جانب من مشاكل العمل اليومي مرتبطة بهذا الترحيل. وسأحاول الإشارة الى ذلك من خلال نماذج لعدد من فقرات ومواد النظام الداخلي الحالي التي من الضروري تغييرها، واحياء أخرى معلقة عمليا.

تنص الفقرة (1) من المادة الأولى على: “ قيادة واحدة للحزب، تمثل هيئته التنفيذية العليا، وتنتخب بطريقة ديمقراطية، وتعبر عن إرادته بجميع أعضائه ومنظماته، وتقدم تقاريرها الدورية إلى المنظمات الحزبية وتخضع لرقابتها المنتظمة”. ان تطبيق هذه الفقرة يجري لحد الان وفق مقاسات العمل السري والانتقائية، فالرسائل الداخلية الصادرة عن الفعاليات التنظيمية المركزية، عادة ما تحتوي تقييمات واشارات عاملة، بلا ارقام وبلا ملموسية، بحيث يصعب على أعضاء الحزب التعرف على حقيقة الواقع التنظيمي تقدما وتراجعا، وليس هناك ارقام او مقارنات يمكن من خلالها وضع حلول او اقتراح تدابير بالاتجاه المطلوب. وهذا يشمل جميع جوانب الحياة الداخلية للحزب. وهكذا امر مفهوم جدا في حزب يعمل سريا، ولكنه غير مطلوب في حزب يعمل على تعبئة قاعدته الحزبية وجماهيره وناخبيه في معارك سياسية مكشوفة بالكامل. لقد ودعت الأحزاب الشيوعية العلنية هذه الأساليب، باستثناء تلك التي لا زالت تمارس العلنية بأدوات العمل السري، وبرؤية فكرية وسياسية استنفذت كل امكانياتها. ويجب ان لا تشكل مثل هذه المطالبات ازعاجا لاحد، فتنوع الرؤى مدخلا لا غنى عنه للتغيير.

الفقرة (2) من نفس المادة والمتعلقة بمبدأ المركزية الديمقراطية، ووحدة الإرادة والعمل.

لقد رفع مبدأ المركزية الديمقراطية في المؤتمر الخامس كنص مباشر من النظام الداخلي، ولكن جرى وبوعي من المشرعين الحفاظ على مضمونه. ولا تستطيع أي قيادة حزبية مهما كانت ديمقراطية ان تطبق مبدأ المركزية الديمقراطية ووحدة الإرادة والعمل في الحياة العلنية، لان الأولى ترتبط بالعمل السري، شبه العسكري، والثانية بديهية في كل مجموعة عمل، إذا اقترنت بالديمقراطية الحقة، التي بدونها تتحول الى شكل من اشكال الفرض الفوقي.  فأبداء الراي في الهيئة الحزبية قضية مفيدة في حال اخذت الهيئات العليا بها، اما إذا مورست بشكل شكلي فلا فائدة مرجوة منها، ففي النهاية يجري الاستماع للآراء فقط، مقابل الالتزام بالسياسة المقرة، أي يبقى الحال على ما هو عليه، ولذا فان ابداء الراي في هيئة الحزبية، ليس بديلا عن المناقشة الواسعة، بحيث يصبح بإمكان الأكثرية العظمى من أعضاء الحزب ومناصريه الاطلاع على المناقشات الجارية والبدائل المطروحة. وهذه القضية تشبه مسالة حصر الديمقراطية السياسية والاجتماعية بأجراء الانتخابات فقط، وهو نقد محق يسجله الحزب على الكتل المتنفذة.

الفقرة 3 (ج) من المادة الأولى: “ حق الأقلية في مناقشة سياسة الحزب العامة، وسياسته التنظيمية، وفي ابداء الاعتراض عليها أمام الهيئات الحزبية المسؤولة بما فيها المؤتمر، والتعبير عن رأيها في منابر الحزب الاعلامية، على ألا يعيق ذلك التزامها تنفيذ قرارات الهيئات القيادية”.

الجزء المتعلق بأبداء الراي بسياسة الحزب العامة وسياسته التنظيمية في منابر الحزب الإعلامية لحد الآن يعاني من الارباك ويخضع لتقدير الرفاق المعنيين في منابر الحزب الإعلامية، بل ابعد من هذا في حالات لا تنشر مقالات سياسية ووجهات نظر حول الكثير من الأسئلة الآنية، باستثناء تلك المقالات والمساهمات المؤيدة لما هو عام، والتي تخلو من رؤية نقدية. طبعا ليس المقصود المطالبة بنشر كل شيء، وخصوصا محاولات الإساءة لمشروع الحزب وتاريخه النضالي. لقد أدت هذه الذهنية الى كف الكثيرين من طرح وجهات نظرهم ومقترحاتهم، وكذلك الى خسارة منابر الحزب لمساهمات كثيرة من أسماء معروفة بما فيها مثقفون وصحفيون مرموقون أعضاء في الحزب، ولكنهم اختاروا العمل في منابر إعلامية أخرى، لكي يتجنبوا الاحتكاكات المحتملة بسبب شدة الرقابة. ان حدوث حلحلة في السنة الأخيرة بهذا الخصوص، لا يلغي المطالبة بمراجعة تفصيلية، واحياء فقرات النظام الداخلي المتعلقة بذلك.

الفقرة (6 ب) من المادة الأولى: “ رجوع الهيئات القيادية الى الرأي العام الحزبي عند بحث القضايا الاساسية المستجدة وذلك بأجراء استفتاء داخلي، وطرح الوثائق الخاصة بتلك القضايا للمناقشة الحزبية العامة قبل اتخاذ قرارات بشأنها”.

العمل بهذه الفقرة محدود جدا، ولم يحدث ان طرحت وثائق بهدف الاستفتاء عليها، وتستبدل عادة بالاستفسارات الشفهية السريعة، وعلى طريقة استطلاعات الراي العامة. ثم تعلن نسبة عامة كما حدث في التعامل مع إقرار المشاركة في تحالف سائرون.

 المادة الثانية الفقرة (2) من واجبات العضو: “يعمل في إحدى منظماته” وهذا ليس التزام بحضور جميع الاجتماعات. ومعروف ان تلكأ اشتراط حضور جميع الاجتماعات يأخذ حصة الأسد في اجتماعات الهيئات الحزبية، لمناقشة ظاهرة الغيابات واقتراح التدابير لمعالجتها، والنجاحات محدودة في هذا الجانب. وعليه فمن المفيد ان يصبح حضور الاجتماعات اختياريا، اما في الهيئات الأعلى والمختصات، فيفترض ان تكون ظاهرة الغياب محدودة جدا، او بأعذار مشروعة حقا.

المادة السادسة عشر (3 ) قواعد الانتخاب ونسب التمثيل تحددها اللجنة المركزية، مع الاخذ بنظر الاعتبار ضرورة تناسب التمثيل في المؤتمر مع مجموع عدد اعضاء الحزب في كل منظمة.

من الضروري ان يقر المؤتمر نصا ملزما يثبت في النظام الداخلي المقبل، ولا يجري تعديلها الا من قبل مؤتمر الحزب، وهذا ما يضمن ممارسة ديمقراطية يتحمل مسؤوليتها كامل الحزب، ولأيتم حصر هذه المهمة باللجنة المركزية. ان نقل هذه المهمة من اللجنة المركزية الى مؤتمر الحزب او فعالية تنظيمية تمنح صلاحياته تعزز المشاركة في اتخاذ القرار، وتمنح الجماعية في الحزب حيوية استثنائية.

المادة السابعة عشر المجلس الحزبي: “للجنة المركزية ان تدعو لعقد مجلس حزبي عام كلما دعت الظروف السياسية أو أوضاع الحزب الداخلية الى ذلك”.

هناك ضرورة لتغيير هذه الصيغة والالزام بعقد مجلس حزبي، بعد سنتين من انعقاد المؤتمر الوطني، كمحطة للمراجعة والتقييم وعدم تركه لخيارات اللجنة المركزية، فمعروف ان الحزب فد غادر عقد المجالس الحزبية طيلة هذه السنوات التي كانت مليئة بالمصاعب والملفات الشائكة، فلو كان هناك إلزام بعقد المجلس الحزبي، لكان بالإمكان تجاوز الكثير من عدم الدقة وما يترتب عليها من تكاليف سياسية وتعبوية.

المادة الثامنة عشر اللجنة المركزية (2) تحدد سياسة الحزب ومواقفه، في إطار برنامج الحزب وخطه السياسي العام المعتمد، وتعمل على تعبئة وتنظيم القوى الحزبية والجماهيرية، واقامة التحالفات السياسية الضرورية لتحقيق الاهداف والمهمات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية.

وكذلك المادة الحادية والعشرين/ احكام ختامية: “للجنة المركزية للحزب صلاحية اتخاذ قرار الدخول في تحالفات مع احزاب وكتل سياسية أخرى”.

نقل مهمة تحديد الخط السياسي العام وإقرار التحالفات السياسية والانتخابية الى مؤتمر حزبي العام. وعند الحاجة الدعوة الى مجلس حزبي، او مؤتمر مصغر، لإقرار التحالفات السياسية الأساسية والتحالفات الانتخابية، ووضع قوائم المرشحين، وهذا الأسلوب الأكثر ديمقراطية، ومعمول به في الغالبية العظمى من الأحزاب الشيوعية والسياسية الأخرى في العالم المعاصر، لأنه يجعل القرار قرار الحزب، ويجنبه نقاشات تحميل المسؤولية، ويعفي اللجنة المركزية من تحمل نتائج عدم النجاح بمفردها، وعندها ينفتح الباب واسعا للتبرير في محاولة لعدم الإقرار بخطأ الأداء والاختيار.

ونفس الشيء ينطبق على الوارد في الفقرات (4 و5 و6) من نفس المادة والتي تبدأ بمفردة تحدد اللجنة المركزية السياسة التنظيمية، والمالية، والإعلامية. في ظروف العمل العلني وفي حزب “ديمقراطي في جوهره” كحزبنا يجب ان يقوم المؤتمر بتحديد هذه السياسات كتوجهات ملزمة، وتقوم الهيئة القيادية بتنفيذها بالتفاصيل بأبداع وإيجاد البدائل والحلول في ضوء التوجهات. واغلب تجارب الأحزاب الشيوعية واليسارية تشير الى ذلك، لان ذلك يتيح لمجموع الحزب عبر مؤتمرة تحديد هذه السياسات.

المادة التاسعة عشر لجنة الرقابة الحزبية

هذه اللجنة حديثة العهد في حزبنا، ولم يأتي قرار تشكيلها نتيجة لدراسة الحاجة الموضوعية لوجودها، بل جاء رد فعل وتنفيذ لما يشبه الفرض. ولذلك جاءت مهامها نسخة عراقية غير مسبوقة، ووفق مقاسات موضوعة سلفا. ان مراجعة لأنظمة داخلية لأحزاب شيوعية ويسارية تبين ان مهام هذه اللجنة تنحصر في مراقبة مجمل عمل الحزب من خلال مراقبة تطبيق النظام الداخلي، وكذلك النظر في الشكاوى والاعتراضات التي ترد اليها من منظمات الحزب ورفاقه، أي انها تمثل السلطة القضائية في الحزب وهي مستقلة بالكامل عن اللجنة المركزية (القيادة التنفيذية)، ومحاسبة فقط امام مؤتمر الحزب لأنها منتخبة منه.

فلا علاقة لها بحضور اجتماعات اللجنة المركزية، او المشاركة في الإشراقات الحزبية، او اعداد دراسات تنظيمية. وهي لا تجتمع الا عند الحاجة. ويمكن في هذا الصدد مراجعة عدد من الانظمة الداخلية للأحزاب الشيوعية واليسارية والاستفادة بهذا الشأن منها.

وأخيرا اقترح رفع المادة الخاصة بالعلاقة بالحزب الشيوعي الكردستاني، العلاقة الرفاقية والتضامنية بين حزبين شيوعيين مستقلين بالكامل عن بعضهما لا تحتاج الى نص في النظام الداخلي.

*************

اقتراحات بشأن النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي

عادل عبد الزهرة شبيب

إشارة الى ما جاء بتعميم لجنة النظام الداخلي المؤرخ في 16 /10 /2020، وما نشر في طريق الشعب يوم 16 /5 /2021 حول دراسة النظام الداخلي الحالي المقر في المؤتمر الوطني العاشر لحزبنا الشيوعي العراقي باعتباره مسودة مطروحة للنقاش وتقديم الآراء والمقترحات والاضافات والملاحظات والتعديلات الضرورية لها، أقدم مقترحاتي الآتية:

- ينظم النظام الداخلي للحزب الشيوعي الحياة الداخلية للحزب وبالتالي فإنه يكبح البيروقراطية في الحزب ويكبح التسيب وعدم الانضباط الحزبي.

1 - في المادة (1) ((المبادئ التنظيمية للحزب ونشاطه)): اقترح اضافة عبارة (يوافقون على مبادئه واهدافه ومنطلقاته الفكرية والسياسية ويلتزمون بنظامه الداخلي ويجمعهم الدفاع ... الخ) ،لتصبح مقدمة المادة (1) بالشكل الآتي: ((الحزب الشيوعي العراقي اتحاد طوعي لمواطنات ومواطنين يوافقون على مبادئه واهدافه ومنطلقاته الفكرية والسياسية ويلتزمون بنظامه الداخلي ويجمعهم الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين .... الى آخر العبارة .))..

مع اضافة بند خاص الى نفس المادة (1) يتضمن بأن معيار قبول اي شخص في الحزب الشيوعي العراقي يتمثل بتمسكه بمبادئ الحزب وقدرته على النضال الميداني واخلاقه وانعكاس اخلاقه على حياته اليومية ايضا ليس بطائفته او عرقه او قوميته يكون معيارا لقبول اي شخص في الحزب الشيوعي العراقي.

2 - وفي المادة (2) (( شروط العضوية)): اقترح اضافة كلمة ((بنشاط)) الى الفقرة (2) من المادة لتصبح الفقرة كما يأتي: ( 2. يعمل في احدى منظماته بنشاط).

وفي الفقرة 3. من نفس المادة اقترح تعديلها لتصبح: ((يدفع بدل الاشتراك المالي بانتظام وحسب النسب المقررة من قبل الحزب )). ويتم ذكر النسب المئوية التي سبق وان حددها الحزب وكما يأتي: %2 لأقل من 500 ألف دينار، %3 لمن راتبه يتراوح بين (500 ألف دينار الى 3 مليون دينار)، و%4 لم راتبه (3 مليون الى 5 مليون دينار، و%5 لمن راتبه 5 مليون دينار فما فوق..

كما اقترح اضافة فقرة الى المادة (2) حول شروط العضوية: (على طالب الانضمام الى الحزب ان يملأ استمارة طلب الانتماء للحزب ويجب ان يزكيه عضوان حزبيان كاملا العضوية، ويبت في قبوله خلال اجتماع المنظمة الحزبية، وتضاف هذه العبارة بعد (( كل مواطنة اكملت ومواطن اكمل الثامنة عشر من العمر يحق له ان يكون عضوا في الحزب الشيوعي العراقي بعد ان يملأ استمارة طلب الانتماء...

3 - وحول المادة (4) ((واجبات عضو الحزب)) اقترح اضافة النقاط الآتية الى المادة 4:

- ان يلتزم بوعي بالانضباط الحزبي والقواعد السياسية للحزب ويتشدد في المحافظة على اسرار الحزب وان ينفذ قرارات الحزب ويؤدي مهمات الحزب بنشاط .

- ان يعارض بحزم كل التكتلات الانشقاقية والأنشطة التشرذمية.

- ان يتصل بالجماهير ويعمل على توعيتها بمواقف الحزب تجاه مختلف القضايا ، وان يطلع الحزب على آراء الجماهير ومطالبها دون تأخير.

4 - اما المادة (5) من النظام الداخلي (( الترشيح لعضوية الحزب)) فأقترح اضافة الى الفقرة 2 من المادة (فترة الترشيح) (أ) اقترح تحديد فترة تمديد الترشيح وبالأشهر هل هي 6 أشهر مثلا او اقل من ذلك او اكثر فتذكر.

5 - المادة (6) من النظام الداخلي (( الاستقالة من الحزب)) / الفقرة 2 : من خلال التجربة لاحظنا وجود مرونة كبيرة جدا وعدم التزام بتطبيق هذه الفقرة حيث ان كثير من الرفاق انقطعوا عن الحزب منذ سنوات وابتعدوا عنه ولا يدفعوا المالية ولا يساهموا في فعاليات الحزب المختلفة ولا يتصلوا برفاقهم ولا نعرف عنهم شيئا ومع ذلك لم يطبق بحقهم النظام الداخلي وبقوا محسوبين على قوام التنظيم ، اقترح وضع آلية وتحديد مدة لهؤلاء وحسم مواقفهم واخراجهم من القوام الحزبي وضرورة التمسك بإدارة الحزب لشؤونه واعضاءه بصرامة  ويجب جعل المعايير الصارمة والاجراءات الشديدة تسود في كل عملية ادارة الحزب لشؤونه واعضائه وفي كافة اوجهها وينبغي ابراز الانضباط في المقدمة.

6 - وحول المادة (7) من النظام الداخلي (( اجراءات الانضباط الحزبي)) اقترح اضافة: (يجب مساءلة أي منظمة حزبية اذا اخفقت في الحفاظ على انضباط الحزب، واذا ارتكبت المنظمة الحزبية خرقا خطيرا لانضباط الحزب وعجزت عن اصلاح اخطائها يجب على اللجنة الحزبية الأعلى بعد التثبت من الحقائق وتحديد خطورة القضية اعادة تشكيل هذه المنظمة او حلها بعد مصادقة اللجنة فوق الأعلى).

- تشكيل لجان للانضباط الحزبي على مستوى المحليات تتولى مراقبة الوضع داخل تنظيم اللجنة المحلية وتكون مهمتها هي صيانة النظام الداخلي للحزب وسائر اللوائح داخل الحزب وفحص الأحوال الخاصة بتنفيذ خطوط الحزب ومبادئه وسياسته وقراراته والقيام بتوعية اعضاء الحزب بواجبهم في الالتزام بالانضباط الحزبي.

7 - وحول المادة (20) ((الشؤون المالية للحزب)): اقترح اضافة فقرة تحدد فيها النسب المئوية للاشتراكات لأعضاء الحزب وحسب مداخيلهم الشهرية ووضع جدول بذلك ضمن هذه المادة : مثل الدخل الشهري = النسبة المئوية وكلما ازداد الدخل كلما ازدادت النسبة المئوية كأن تكون %1 ، %2 ، %3 ، %4 ، %5 ،... الخ وعدم تركها عامة . وعلى الرغم من ان الحزب سبق وان حدد نسبا للمالية الا انه لا يوجد التزام بها ولا توجد متابعة ورقابة على هذا الأمر فتم نسيانها.

8 - اقترح تضمين النظام الداخلي للحزب: شعار الحزب وعلم الحزب ووصف مفصل لهما مع تعزيزها بالصورة.

9 - لم يرد في النظام الداخلي للحزب جعل الرفاق بصلة فردية وانما ورد في المادة (7) الفقرة (3) من النظام الداخلي: تجميد عضو الحزب والذي هو اجراء مؤقت تتخذه الهيئة الحزبية المعنية لضرورات التحقق وينتفي بزوال الأسباب. ولذلك ينبغي عدم اللجوء للصلات الفردية المخالفة للنظام الداخلي.

***********************

الصفحة الثامنة

هل يواجه  نهرا دجلة والفرات الجفاف التام ؟

إبراهيم المشهداني

تشير التقديرات  الفنية والهندسية الى احتمالات تعرض نهري دجلة والفرات الى امكانية تعرضهما الى مخاطر الجفاف الكامل بسبب السياسات غير المسئولة التي تقوم بها الدولتان الجارتان تركيا وايران من خلال  حزمة من البرامج لإنشاء سدود على النهرين في عملية تجاهل تام لحاجة العراقي الى الموارد المائية التي تتطلبها الزراعة واهميتها في  تحقيق  الامن الغذائي  واستمرار الاستفادة من الثروة السمكية والتنوع الاحيائي  التي يوفرها النهران وبساتين النخيل التي عرف بها العراق منذ قرون والتي انخفضت الى الثلث بسبب التقلص التدريجي المقصود في حصته المائية  التي نظمتها  المواثيق والبروتوكولات الدولية .

   ان البحث عن أية حلول لهذه المشكلة يتطلب  دراسة أسبابها ومسبباتها وتقييم الجهود التي بذلتها الدولة منذ عشرات السنين  على المستويين الداخلي والخارجي ومراجعة السياسات المائية والاروائية خلال تلك الحقبة الزمنية  ، فان الدراسات التي تناولت هذه الإشكالية تشير بلا لبس أن هناك أزمة مياه حقيقية  في العراق  ، حذرت منها مؤخرا لجنة الزراعة والمياه البرلمانية ،  تتمظهر بمستويين الأول المستوى الداخلي وبشكل خاص التغييرات المناخية وانخفاض الإمطار وقلة السدود والخزانات المائية وكثافة النباتات الطفيلية في الجداول ومشاكل في توزيع المياه التي تقلصت عملية الرقابة عليها خصوصا في العقدين الأخيرين من القرن الماضي واستمرارها بعد عام 2003 فضلا عن التخلف الكبير في استخدام طرق الري الحديثة كالري بالتنقيط مثلا  وعلاقة كل تلك العوامل على عملية تنظيم المياه على كامل الرقعة الزراعية  . ولكن المشكلة الأبرز تتمثل في النزاعات التي تنشا بين الدول المتشاطئة وتناقض التفسيرات للقوانين والأعراف الدولية ونوازع الهيمنة التي تحدد مواقف بعض البلدان في ممارسة الضغوط السياسية على بلدان التشارك المائي وهذا ما يحدث بين العراق وتركيا وبينه وبين ايران فان المعطيات المتوافرة تشير الى ان الموارد المائية في نهر دجلة انخفضت من 80 مليار متر مكعب في سبعينات القرن الماضي الى 30 مليار متر مكعب في الوقت الحاضر ومن المتوقع ان تنخفض الى 15 مليار متر مكعب في العقد القادم وان عدد السدود في الدولتين وصل الى 60 سدا كبيرا خلال العقود الاربعة الماضية فضلا عن ان ايران حجبت مياه 35 رافدا من الروافد التي تصب في العراق بالرغم من ان العراق يتعامل مع الدولتين بما يقرب من 40 مليار دولار سنويا   . صحيح إن الحكومات العراقية المتعاقبة خلال الفترة الماضية وما زالت لم تنظر  بعين الجدية إلى حجم المشاريع التي تقوم بها مع الدولتان الجارتان  والتي تؤشر إلى خطورة استكمال هذه المشاريع وتجاوزها على حقوق العراق المائية وفقا للقوانين الدولية ،

لكن  تصريحات الزعماء الأتراك حول حقوق العراق المائية تؤكد تلك المواقف والتي تنظر الى الثروة المائية كمعادل للثروة النفطية وتجسد هذه النظرة في وسائل إعلامها وحتى مسلسلاتها الفنية فما صرح به سليمان ديمريل ومن قبله توركوت اوزال  في افتتاح سد أتاتورك عندما أشار الى إن مياه الفرات ودجلة ومصادرهما هي موارد تركية وأننا نتشارك مع العراق وسوريا بالنفط ولا يحق لهما القول إنهما تشاركاننا مواردنا. ان هذه المشاكل واستمرارها مرشحة لوضع العلاقة مع البلدين التي نطمح تكون الأفضل ، الى أزمة سياسية على المدى المتوسط والبعيد .

كل ذلك يتطلب من الحكومة العراقية اخذ كل هذه المشاكل بعين الاهتمام في خططها واستراتيجياتها بما فيها تحسين إدارة المياه  للاستفادة من الثروة المائية في الداخل ومن خلال تفعيل الانشطة الدبلوماسية بعيدا عن الموسمية  بشان متابعة   الاتفاقيات المبرمة مع الدول المتشاطئة كل من تركيا وسوريا والتوصل مع إيران إلى اتفاقات مماثلة  بما تحمله تلك الاتفاقيات من مبادئ وحقوق قانونية دولية  تبلورت مع الوقت الى قواعد قانونية دولية ساعدت على ضمان حقوق تلك الدول  . والاستفادة من المؤسسات العدلية الدولية ومنها محكمة العدل الدولية في  لاهاي وصولا الى اتفاقات ثنائية ضامنة لحقوقنا المائية .

*************************

مراقبون: يمكن ازاحة الحكومة في حال فتح ملفاتها

أموال العراق المهربة.. وعود حكومية ونتائج غائبة

بغداد  ــ طريق الشعب

رغم التصريحات والتأكيدات التي تطلقها جهات حكومية وأخرى مسؤولة في الدولة، بشأن ضرورة استرجاع أموال العراق المهربة من الخارج، إلا أن خبراء يتحدثون عن اصطدام هذا الملف بجهات سياسية متنفذة تقف خلفه، وبإمكانها مواجهة أي حراك جدي، يهدف لاستعادة تلك الأموال ومحاسبة الفاسدين.

تهريب 150 مليار دولار

وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، يوم أمس، إن “ما لا يقل عن 150 مليار دولار من صفقات الفساد تم تهريبها إلى الخارج”.

وأعلن صالح في كلمة له ، تابعتها “طريق الشعب”، عن تقديم مشروع قانون “استرداد عوائد الفساد” إلى مجلس النواب، في خطوة لمكافحة الفساد واستعادة الأموال العراقية المهرّبة للخارج وتقديم الفاسدين للعدالة، مشيراً إلى أن مشروع القانون يتضمن إجراءات عملية استباقية رادعة، وأخرى لاحقة لاستعادة أموال الفساد.

وزاد رئيس الجمهورية، أن “مشروع القانون يسعى لاسترداد الأموال المهرّبة، عبر آليات عمل وإجراءات تقوم على إبرام اتفاقات مع البلدان، وتعزيز التعاون مع المنظمات والجهات الدولية المتخصصة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة، لكبح هذه الظاهرة”.

وأشار إلى أن “الفساد العابر للحدود كلّف العراق خسارة أموال طائلة، تُقدر بالمليارات، وتُخمن إحصاءات وبيانات حكومية ودولية أن مجموع واردات العراق المتأتية من النفط منذ 2003 يقارب ألف مليار دولار، بينها ما لا يقل عن 150 مليار دولار من صفقات الفساد تم تهريبها إلى الخارج، وكانت كفيلة بأن تضع البلد في حال أفضل”.

أرقام ضخمة

الأرقام التقديرية بخصوص المبالغ العراقية المهربة إلى الخارج الى (متضاربة)، بحسب ما تقدمه جهات حكومية وأخرى تخصصية. وتتراوح هذه المبالغ بحسب التأكيدات ما بين 350 – 500 مليار دولار تم إخراجها في فترة النظام الدكتاتوري السابق، ومن ثم فيما بعد عام 2003.

وفيما يتعلق بالمبالغ المتعلقة بالنظام السابق، فتتحدث مصادر عدة عن وجودها مرصودة بأسماء شخصيات وعناوين مختلفة، بينما يمثل الجانب الأكبر منها ما بعد هذه الفترة، أي بعد عام 2003 والتي تقدر بنحو 360 مليار دولار.

وبحسب اعتقاد الخبير الاقتصادي، عبدالرحمن المشهداني، فإن ما يجري الحديث عنه في الوقت الراهن من خطط وتحقيقات وإجراءات لاسترداد الأموال العراقية المنهوبة “هو ما يخص النظام السابق قبل عام 2003 وليس ما بعدها. لأن الحكومات بعد هذا التاريخ لا تملك من أمرها شيئا، وأصحاب تلك الأموال يمكنهم إزاحة الحكومة كليا إذا تعارضت مع مصالحهم”.

ويوضح المشهداني في تصريح صحافي، أن “أموال  النظام السابق التي يجري الحديث عنها لا تتعدى مئات الملايين، لأن العراق كان مفروضا عليه حصار مطبق منذ العام 1990، وحركات الأموال كانت مقيدة ببرامج أممية، وعمليات بيع النفط كانت تجري مقابل الغذاء وفقا لبرنامج دولي”، مضيفا “لم تكن هناك سوى فروق بسيطة قد تكون نتيجة عمليات التذبذب في الأسعار أو المشتريات، أما الحجم الحقيقي للأموال المهربة ما بعد العام 2003 فيتراوح بين  500 - 600 مليار دولار على وفق بعض الإحصاءات، وهذه الأموال موزعة بين عدد من دول الجوار الإقليمي والعربي.

وأكد الخبير، أن استرداد تلك الأموال “هو أمر بالغ الصعوبة إن لم يكن هناك تعاون وثيق مع الولايات المتحدة لتوفير المعلومات بسأن حركتها، علاوة على ذلك أن بعض الأشخاص الذين يمتلكون حسابات مصرفية وأموالا بالخارج هم من أتوا بالحكومة وبيدهم قرار إزاحتها، إذا تعارضت توجهاتها مع مصالحهم، لذا أرى أن الحديث عن استرداد تلك الأموال في الوقت الراهن هو نوع من التمني غير المستند إلى الواقع والمنطق”.

من جانبه، يرى أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، نبيل المرسومي، إن تهريب الأموال إلى الخارج ملف ضخم ومستمر وهناك معالم واضحة بشأنه خصوصا فيما يتعلق بمزاد بيع العملة الذي تساهم عملياته في تهريب واسع وبأرقام ضخمة.

وأكد المرسومي في تصريح سابق لـ”طريق الشعب”، إن صندوق النقد الدولي كشف في بياناته عن “وجود فرق حسابي قيمته ١٠٠ مليار دولار ما بين أعوام ٢٠٠٦ - ٢٠١٦ خلال عمليات التحويل والاستيراد، وهو غسيل أموال واضح جدا”، علما إن بيانات تقرير وزارة التخطيط لعام ٢٠١٩ بخصوص السلع المستوردة، أوضح إن “إيرادات العراق كانت ٢١ مليار دولار، في حين أن الاعتمادات المستندية لتغطية بيع المستوردات كانت ٤٤ مليارا و ٩٠٠ مليون دولار”، وهذه فجوة قيمتها قرابة ٢٥ مليار دولار لعام واحد فقط.

غسيل أموال كبير

من جهته، يوضح الخبير الاقتصادي رحيم الكبيسي، إن الأموال المهربة خارج العراق، “تعد جريمة دولية لأنها تقع تحت طائلة عقوبات (غسل الأموال)، فالدول التي وافقت على إدخال تلك المليارات غير الشرعية إلى بنوكها، غضت النظر عنها ولم تحرك ساكنا”.

ويتحدث الكبيسي خلال تصريح صحافي لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أنه وعلى سبيل المثال “يوجد أكثر من 24 مليار دولار عراقية في البنوك اللبنانية ومسجلة بأسماء عراقيين لدى بنوك أعلنت إفلاسها، وتلك الأسماء من السياسيين الذين لا يستطيعون الآن الإدعاء بوجود أموال لديهم في تلك البنوك، ولا يستطيعون أيضا إقامة دعاوى”، مذكّرا بحادثة “محاسبة رئيس الوزراء البريطاني على قيامه بإعادة دهان شقته”.

وأردف الخبير ان “عملية استعادة تلك الأموال من الخارج ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض، لأننا في البداية نحتاج إلى حكم قضائي يثبت أن تلك الأموال غير شرعية وأن صاحبها قد ارتكب جريمة سرقة المال العام، وقتها نطالب بعملية الاسترداد، فالفساد وتهريب المال العام أصبح في كل قطاعات الدولة، إذ ليس سهلا علينا تمرير التصريحات الحكومية حول عمليات وإجراءات الاسترداد”.

دول مستفيدة

وحتى وقت قريب، قدّرت لجنة النزاهة النيابية الأموال العراقية المهرّبة من قبل بعض الفاسدين في عهد النظام السياسي القائم منذ عام 2003 وحتى الآن بنحو 350 مليار دولار. أي ما يعادل 32 في المائة من إيرادات العراق خلال 17 عاما.

وقال عضو اللجنة، طه الدفاعي، إن “الأموال المهربة تقدر بين 300 -350 مليار دولار، في الأعوام التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق، وذلك عدا الأموال التي هرّبت قبل ذلك”.

وبيّن الدفاعي ان “الأموال المهربة قبل 2003 ما زالت غامضة لأنها باسم جهاز المخابرات وشخصيات فضلا عن وجود عقارات ومزارع وغيرها”، مضيفا أن العراق “بحاجة إلى استخدام علاقاته الخارجية لإعادة هذه الأموال”.

أما زميل الدفاعي في اللجنة ذاتها، حسن شاكر، فيؤكد أن أغلب الدول “ترفض إعادة هذه الأموال، لأنها مستفيدة منها، عبر تشغيل قوى العمل وتحريك اقتصادها”، مردفا أن “العراق يمتلك جهات متعددة تعمل على استرداد أمواله، مثل وزارة الخارجية وهيئة النزاهة وجهاز المخابرات، لكن أعمالها ما زالت دون مستوى الطموح”.

متخصصون يقدمون ملاحظات نقدية بشأنها

ذي قار تطرح خطة للنهوض بالواقع الخدمي

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت محافظة ذي قار، مؤخراً، “خطة عمل جديدة” لدعم مشاريع المحافظة، بعد إكمال خطة صندوق إعمار المحافظة. 

وقال إعلام المحافظة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، “نعمل مع وزارة التخطيط على مصادقة مشاريع تنمية الاقاليم، ونجتهد من أجل زيادة المشاريع الجديدة المسموح فيها للمحافظة”. 

وطرح البيان 12 مشروعاً على رأسها مشاريع البنى التحتية، وتشمل: اكمال البنى التحتية (مجاري، وماء، واتصالات، وكهرباء دفن، وتبليط وارصفة) لكافة المناطق غير المخدومة في محافظة ذي قار، وفقا لتصاميم ودراسة وكشوفات، تعدها جهات أجنبية، وتنفذ من قبل شركة اجنبية.

وأكد البيان، وجود مشاريع المدن الجديدة، وتشمل تنفيذ طرق كافة البنى التحتية للطرق الحلقية والشريانية الرئيسية بمناطق التوسع، ضمن التصاميم الاساسية المحدثة لكل الوحدات الادارية في ذي قار، على ان تكون الطرق بمواصفات عالية وبتصاميم عالمية. 

وكذلك شملت الخطة مشاريع سكنية ومشاريع التنمية الصناعية والقضاء على البطالة، حيث أكد البيان “اكمال المرحلة الثانية من المدينة الصناعية”.

مشاريع عامة بلا تفاصيل

وقال مسؤول حكومي لـ”طريق الشعب”، ان “الخطة التي طرحتها الحكومة المحلية تحدثت عن مشاريع عامة، ولم تتضمن اية تفاصيل لهذه المشاريع”.

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان “ما طرح من قبل الحكومة، لا يصلح ان يكون خطة. وهذه مجرد افكار وصعب تطبيقها على ارض الواقع، من دون ان يكون لها تمويل واضح”. 

 وتساءل المتحدث، “لماذا لم يتم تطبيق طريقة التمويل بالنفط مقابل الاعمال، لدى بقية المحافظات المنتجة؟”.

ونبه المسؤول الى ان هذه المشاريع “الضخمة” لم يتضمنها قانون موازنة 2021.

لم تحدد سقوفاً زمنية

من جانبه، قال عضو مجلس المحافظة السابق، شهيد الغالبي، ان “ما يؤخذ على هذه الخطة، انها لم تحدد سقوفا زمنية للتنفيذ. ولم نعرف هل هي خطة آنية او متوسطة او بعيدة المدى”.

وأضاف الغالبي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “كل هذه المشاريع الاستراتيجية سوف تنفذ من قبل شركات اجنبية، وقد تكون لها افضلية، لكن يجب الاستعانة بشركات وطنية، تنفذ جزءا من المشاريع”، مبيناً ان “الابتعاد عن الشركات الاجنبية، يغلق لنا احد ابواب الفساد، كون ان المسؤولين يسعون للحصول على عمولة من الشركات المنفذة، مقابل احالة المشاريع لهم”.

ودعا الغالبي الى ان “يخضع تحديد اسعار المشاريع الى متابعة من قبل الجهات الرقابية، للحد من شبهات الفساد”، مؤكداً انه “اذا تم تنفيذ الخطة  بإرادة وطنية، فسوف تقدم الكثير للمحافظة، لكن المخاوف كبيرة ونحن نعيش في واقع مملوء بالفساد؛ فاللجان الاقتصادية لا تترك مشروعا يمر من دون ان تفرض سطوتها عليه”.

بيئة خصبة للاستثمار

ويشكك الخبير الاقتصادي، احمد خضير, في قدرة الحكومتين المركزية او المحلية على تنفيذ مشاريع استراتيجية “بسبب سوء الادارة والفساد وغياب الامن”. وقال خضير لـ”طريق الشعب”, ان “مئات المشاريع، كان قد خُطط لها، لكنها بقيت حبرا على ورق، بسبب عدم قدرة الحكومات المحلية والمركزية على تنفيذها، لأسباب متعددة، منها: سوء الادارة والفساد, وغياب الامن والابتزاز الذي يتعرض له المستثمرون من قبل عصابات السلاح المنفلت”.

واضاف، أن “العراق بيئة خصبة للاستثمار، ويمكن له تنفيذ المشاريع الكبيرة والاستراتيجية، شريطة توفر إرادة حقيقية لمكافحة الفساد”, ناصحا “الحكومة بعدم انتهاج نهج سابقاتها بكثرة الوعود دون تنفيذ, وايلاء المحافظات التي تعاني الفقر وارتفاع نسب البطالة، اهمية كبيرة في مثل هذه المشاريع”.

وقال الناشط المدني، حسين احمد، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “مديتنا تشهد نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية وتدهورا وتقادم البنى التحتية، ناهيك عن عجز سريري في المستشفيات الحكومية يقدر بأكثر من 4500 سرير، وعجز بالأبنية المدرسية، يقدر بأكثر من 700 بناية، فيما لا تشكل المناطق السكنية المخدومة بشبكات المجاري، إلا أقل من 30 بالمائة من المناطق المذكورة”.

مدينة سياحية .. ولكن!

وأضاف أن “قطاع الكهرباء يعاني من تقادم الخطوط الناقلة والشبكات والمحطات والمحولات الثانوية، التي باتت لا تستوعب الأحمال المتنامية وتواجه الانفجار، وما زالت هناك العشرات من القرى غير المخدومة بالماء والكهرباء، ناهيك عن معاناة السكان المحليين من شُح المياه خلال فصل الصيف، وتزايد واتساع الأحياء ومناطق التجاوز على الممتلكات العامة”.

وأكد احمد ان “المحافظة فيها الكثير من المقومات التي تساعدها لكي تكون مدينة سياحية واثرية مميزة، لكن الفشل والفساد الذي كان مسيطراً على كل الحكومات المتعاقبة حال دون تحقيق ذلك”.

ووصف علي، الخطة التي طرحتها الحكومة المحلية بـ”الطموحه”، لكنه يرى في الوقت ذاته صعوبة تنفيذها، كونها “شاملة”، مردفا أن “الحكومة لم تستطع ان تنجح في اعمار مرفق واحد في المحافظة، فكيف لها ان تحقق نجاحاً في 12 قطاعا، مرة واحدة؟”.

************************

الصفحة التاسعة

حروب إسرائيل على قطاع غزة

قتل وتدمير من دون تحقيق أهداف سياسية *

د. ماهر الشريف

أُسدل الستار على الحرب الإسرائيلية التدميرية الرابعة على قطاع غزة، التي حملت هذه المرة اسم “حارس الأسوار”، بإعلان حكومة بنيامين نتنياهو من جانب واحد بعد 11 يوماً من القتال وقف إطلاق النار، وكانت حصيلتها  مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين بلغ  نحو 240، معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح نحو 5000 فلسطيني وفلسطينية، وتدمير المرافق الحيوية في القطاع، من طرقات وأبراج ومنازل ومدارس ومصانع، بينما قتل في إسرائيل 12 شخصاً ما بين مدنيين وعسكريين، وجرح بضع مئات.

وكما في الجولات القتالية الثلاث السابقة، صمد الفلسطينيون صموداً بطولياً، وعجزت الحكومة الإسرائيلية عن تحقيق الأهداف السياسية التي وضعتها لهذه الحرب، إذا استمر إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المدن والبلدات الإسرائيلية حتى لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار. 

وبعد هذه الجولة  عادت  الحكومة الإسرائيلية لتتخبط في مواجهة  السؤال ذاته الذي واجهته منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، في حزيران/يونيو 2007، وهو: ما هي الاستراتيجية التي ينبغي انتهاجها تجاه هذه الحركة؟ فالحكومة الإسرائيلية لا تريد العودة إلى احتلال قطاع غزة بصورة مباشرة وتحمل مسؤولية مليوني فلسطيني يعيشون فيه، وهي تريد إبقاء الفصل الجغرافي قائماً بين قطاع غزة والضفة الغربية بغية إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية والحيلولة دون توفير شروط قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وبالعودة إلى نتائج الحروب الإسرائيلية التدميرية السابقة على قطاع غزة، يمكننا الافتراض بأن سكانه الفلسطينيين سيقومون الآن بلملمة جراحهم بكرامة، وسيسعون إلى إعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية بتصميم، وسينتظرون أن تفكر الحكومة الإسرائيلية بعد فترة في اسم جديد تطلقه على حربها التدميرية الخامسة على قطاع غزة، ما دامت مستمرة في فرض حصارها الخانق على القطاع، وما دامت - وهذا هو الأهم- غير مستعدة للتوصل إلى حل سياسي يضمن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية. 

وماذا بعد: إلى متى يظل فلسطينيو القطاع  يتحملون هذه المعاناة؟

ذكرنا  أن سكان قطاع غزة سينتظرون اسم الحرب التدميرية الخامسة ما دامت حكومات إسرائيل مستمرة في فرض حصارها الخانق على القطاع، من جهة، وما دامت غير مستعدة للاستجابة لمتطلبات سلام “العدل الممكن”، المتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، من جهة ثانية.

وتجدر الاشارة  الى رأي  جان - فرانسوا لوغران ، الباحث الفرنسي في المركز الوطني للأبحاث العلمية في ليون، الذي يؤكد من جهته  أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تندرج  ضمن منطق إسرائيلي، يريد الحؤول دون التوصل إلى أي اتفاق مع الفلسطينيين يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، وإيجاد تسويات مقبولة  لقضيتَي القدس واللاجئين. معتبراً أن الانسحاب  الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة كان ضمن هذا المنطق. كما اعترف بذلك لصحيفة هآرتس في 11 تشرين الأول 2005 دوف ويسجلاس، مستشار رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون، بقوله إن ذلك الانسحاب كان “لمنع أي عملية سياسية مع الفلسطينيين”.

ويخلص الباحث إلى أن المجتمع الدولي هو الوحيد القادر على إنهاء النزاع من خلال مشاركته السياسية والعسكرية الفعالة، بما يضمن قيام  دولة فلسطينية كاملة الصلاحيات إلى جانب دولة إسرائيل، والتوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين، وفقاً للتصوّر التقليدي الذي تتباه الأمم المتحدة، وإرسال قوة تدخل عسكرية إلى مسرح الأحداث لضمان حماية السكان .

ان التوصل  إلى مثل هذا الحل  سيتوقف في التحليل الأخير على موقف القيادة الفلسطينية وعلى مدى استعدادها لتوظيف هذا الصمود البطولي في قطاع غزة، وهذه الهبة الجماهيرية العارمة في كل فلسطين التاريخية، وهذا التضامن الشعبي العربي والدولي الذي لا سابق له مع نضال الشعب الفلسطيني، في سياسة مختلفة كلياً عن السياسة التي انتهجتها إلى اليوم، توظيفه في سياسة جديدة تقوم على إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتستند إلى الوحدة التي عبّر عنها الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، وتبقي شعلة الهبة التي فجّرها متقدة من خلال توفير قيادة وطنية موحدة لها تكون قادرة على تحويلها إلى انتفاضة شعبية عارمة؛ سياسة جديدة تقف سداً في وجه المناورات، وخصوصاً الأميركية، التي بدأ التحضير لها، والتي تهدف إلى إعادة هذه القيادة إلى دوامة المفاوضات الثنائية العقيمة، التي لن تنطوي العودة إليها سوى إلى مزيد من المعاناة يتحملها فلسطينيو قطاع غزة ومجموع الشعب الفلسطيني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مقتطفات من مقال ضاف منشور في الموقع الالكتروني لحزب الشعب الفلسطيني.

********************

تحقيق: “بي بي سي” انتهكت معايير النزاهة والشفافية

لندن – طريق الشعب

توصل تقرير نُشر الخميس الماضي عن نتائج تحقيق مستقل، الى ان هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "لم ترتق إلى المستوى العالي من النزاهة والشفافية الذي يميزها" عندما لجأ احد مقدمي البرامج فيها الى "الخداع" لتأمين مقابلة شخصية مع الأميرة الراحلة ديانا عام 1995.

وارتباطا بذلك قدم المدير العام للهيئة اعتذارا كاملاً وغير مشروط في ضوء النتائج الواردة في التقرير.

وكان مجلس ادارة بي بي سي عيّن أحد كبار القضاة السابقين، اللورد جون دايسون، في تشرين الثاني 2020 للتحقيق في الطريقة التي مكّنت المحاور التلفزيوني مارتن بشير من إجراء مقابلته الشهيرة مع الأميرة ضمن برنامج "بانوراما" آنذاك، والتي كشفت خلالها بشكل مثير عن مشاكل في علاقتها الزوجية مع الأمير تشارلز.

وتوصل التقرير الى ان بشير "خدع واستدرج" شقيق الأميرة ديانا، إيرل سبنسر، من أجل الحصول على المقابلة. وقد أطلعه على وثائق مصرفية مزورة تعود لأفراد من العائلة المالكة، وتشير إلى أن ديانا كانت تخضع لتنصت أجهزة الأمن، وأن اثنين من كبار مساعديها كانا يتقاضيان أموالاً لتقديم معلومات عنها.

وجاء في التقرير أنه بعد بث المقابلة، كذب بشير مراراً على رؤسائه في ما يتعلق بكيفية تمكنه من إجراء المقابلة. كما ان مدراء بي بي سي فشلوا في التحقق من روايته للأحداث وتستروا على الحقائق.

وقال المدير العام لهيئة بي بي سي تيم ديفي في بيان إنه "يوافق على خلاصات" تحقيق اللورد دايسون. وأوضح انه "رغم إشارة التقرير إلى أن ديانا، أميرة ويلز، كانت مؤيدة لفكرة إجراء مقابلة مع بي بي سي، فمن الواضح أن مسار الحصول على المقابلة لم يكن على قدر تطلعات الجمهور. ونحن آسفون حقاً لذلك". وبعد أكثر من ربع قرن على هذه المقابلة، قدّم ديفي اعتذارا "غير مشروط" بإسم "بي بي سي".

ورداً على النتائج التي توصل إليها تحقيق اللورد دايسون، اعتذر الاعلامي مارتن بشير، قائلاً إن تزوير كشوف الحسابات المصرفية كان "تصرفاً يندم عليه بشدة".

وقد استقال بشير الاسبوع الماضي من منصبه كمحرر للشؤون الدينية في قناة بي بي سي نيوز الأخبارية "لأسباب صحية".

****************

بعد استقالة بابلو إغليسياس

شيوعية تقود تحالف اليسار الإسباني

عادل محمد

لم يأت فوز اليمين مفاجئا في انتخابات برلمان منطقة مدريد التي جرت في 4 أيار الحالي، ولكنه هز السياسة الإسبانية. ضاعف حزب الشعب اليميني المحافظ نتيجته السابقة بحصوله على 44 بدلا من 22 في المائة، وضمن 65 مقعدا من مجموع مقاعد برلمان المنطقة البالغ عددها 136 مقعدا، ولكنه لم يحقق الأغلبية 69 مقعدا، وسيحتاج إلى التحالف مع حزب فوكس الفاشي، والذي حصل على 13 مقعدا، لكي يستمر حكمه للمنطقة لدورة انتخابية ثانية. وجاء فوز الحزب على حساب حليفه حزب “المواطنين” اليميني الليبرالي الذي خسر جميع مقاعده البالغة 26 مقعدا، وأصبح خارج برلمان المنطقة.

الخاسر الثاني هو حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الاجتماعي الذي يقود الحكومة الإسبانية. خسر الحزب 10 في المائة، وحصل على 17 في المائة فقط، منحته 24 مقعدا، بدلا من 37 في الدورة المنتهية.

حقق تحالف اليسار المحلي “مزيدا لمدريد”، نتيجة جيدة، حيث حصل على 24 مقعدًا، وشغل المرتبة الثانية. وحصل تحالف اليسار الإسباني “متحدون قادرون” الذي يضم حزب بودوموس، واليسار الإسباني المتحد وقوته الرئيسة الحزب الشيوعي الإسباني، على 10، بدلا 7 مقاعد في الانتخابات السابقة.

تقييم الشيوعي الإسباني للنتائج

 رفض السكرتير العام للحزب الشيوعي الإسباني، إنريكي سانتياغو، اعتبار النتيجة التي حصل عليها تحالف اليسار نكسة، وقال سانتياغو “في مدريد رفع تحالف اليسار رصيده بنسبة 30 في المائة، والنتيجة في هذه الانتخابات جيدة بالنسبة لنا”.

ولا يعتقد الزعيم الشيوعي، أن استقالة إغليسياس، على إثر عدم تحقيقه هدفه المعلن بهزيمة اليمين، يمكن أن تشكل مشكلة في قيادة تحالف اليسار، لاعتماده القيادة الجماعية. وقال: “نجد أن انسحاب شخص ما من الحياة بسبب ترهيب اليمين المتطرف والجماعات الاقتصادية، أمر مأساوي، إنه أمر مخجل“ ورحب سانتياغو بمقترح بابلو اغليسياس انتخاب القيادية الشيوعية ووزيرة العمل في الحكومة الإسبانية يولاندا دياز رئيسة لتحالف اليسار ونائبة لرئيس الحكومة الإسبانية.

ويرى، أن تحالف اليسار وخلال عامين تحول إلى “قوة أساسية في الحكومة الإسبانية، لضمان ما نطلق عليه الدرع الاجتماعي في هذه الأوقات الصعبة”. في إشارة إلى السياسة الاجتماعية التي تمثل الركيزة الأساسية للائتلاف الحاكم. وذكر بالمساعدات الاستثنائية التي قدمت للعاطلين، وبإجراءات وزارة العمل التي حافظت على 3 ملايين فرصة عمل، ويجري العمل الآن على الحفاظ على مليون فرصة عمل أخرى. وعلى الرغم من مرور البلاد بأسوأ ازمة اقتصادية اجتماعية خلال المئة عام الأخيرة، إلا أن البطالة لم تصل إلى اسوأ المستويات التي وصلتها في سنوات حكم اليمين. وبشر سانتياغو بقرب صدور قانون يحد من ايجارات المساكن في المناطق المكتظة بالسكان، يضمن للجميع الحصول على مسكن والعيش بكرامة.

وشدد على تطوير الدرع الاجتماعي “لحماية الديمقراطية”. ولضمان أفضل ظروف معيشية ممكنة “حتى لا ينخدع العاملون ولا يخضعون لإغراءات الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة”. و “لا نسعى لكي يكون الجميع اغنياء، ولكن ان يعيش الجميع بالكرامة التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهنا تكمن أهمية تعزيز هذا الفضاء السياسي”. لا يرى إنريكي سانتياغو أي تهديد لوجود الحكومة الإسبانية. حتى أنه يعتقد أنه بالنظر إلى التحالف الحتمي بين حزب الشعب والفاشيين، فإن التحالفات اليسارية التي تدعم الحكومة حاليًا ستقترب من بعضها البعض أكثر.

 انسحاب

بعد الإعلان عن اجراء انتخابات مبكرة في منطقة مدريد، استقال مؤسس وزعيم حزب بودوموس اليساري باولو إغليسياس من منصبه كنائب لرئيس الوزراء ووزير للشؤون الاجتماعية، ليقود قائمة تحالف اليسار في انتخابات مدريد، آملا هزيمة تحالف اليمين واليمين المتطرف. وقد حاول الائتلاف مع تحالف” مزيدا لمدريد” اليساري المحلي، لكن جهوده لم تتكلل بالنجاح، نتيجة لخلافات في انتخابات سابقة على الأدوار والحصص. وقد تميزت الانتخابات باستقطاب سياسي وفكري بين معسكري اليسار واليمين، استخدم فيه الفاشيون التهديد والترهيب، وخزين العداء للشيوعية الموروث من فاشية فرانكو. وعلى الرغم من حصول تحالف اليسار على ثلاثة مقاعد إضافية. الا ان إغليسياس، وجد انه فشل في تحقيق هدفه المعلن، وكذلك في تجميع قوى اليسار. ولقناعته بـ “عندما يكون المرء غير مفيد عليه ان يرحل”. لذلك أعلن بعد إعلان النتائج انسحابه من الحياة السياسية.

وقد عبر الكثيرون في معسكر اليسار عن اسفهم لانسحابه، وشكرهم له لما قدمه لنضال قوى اليسار، فقد نجح في كسر نظام الحزبين، ولعب دورا أساسيا في تشكيل تحالف يسار الوسط الحاكم.

رئيسة جديدة لتحالف اليسار

تسلط الأضواء الآن على يولاندا دياز بيريز، المحامية التي انتمت إلى الحزب الشيوعي في سنوات شبابها المبكرة. وتشغل منصب وزيرة العمل في الحكومة الإسبانية الحالية، وأصبحت، بعد استقالة بابلو إغليسياس نائبة لرئيس الوزراء.

اقترحها إغليسياس كرئيسة لتحالف اليسار.  وهي عضو البرلمان الإسباني منذ عام 2016. وشخصية محبوبة ذو قدرات قيادية. وتمتاز بالرصانة والمرونة في الحوار، وتفضل العمل بعيدا عن الأضواء.

وقد حققت نجاحًا متتالية: زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 950 يورو شهريًا، راتب سنوي لـ 14 شهرا، إلغاء الفصل بسبب المرض، ادخال التفتيش في القطاع الزراعي، وحظر تسريح العمال أثناء الوباء، بالإضافة إلى ما أشار له السكرتير العام للحزب الشيوعي الإسباني.

****************

الصفحة العاشرة 

لنقرأ ماركس وانجلز معا

انجلز والكاهن مالثوس

ثامر الصفار

بعد لقائهما السريع في مدينة كولون في أواخر عام 1842، توجه انجلز الى إنكلترا ليعمل كاتبا في مصنع النسيج الذي يملكه والده شراكة مع أحد الأصدقاء، في حين ظل ماركس يعمل محررا في الصحيفة الرينانية. وكان الصراع داخل حركة الهيغليين الشباب في أوجه، وبسببه تولدت فكرة الكتابة عن أهمية دراسة الاقتصاد السياسي الذي «ظهر كنتيجة طبيعية لانتشار التجارة»، هذا الاقتصاد الذي يصفه انجلز بأنه «علم الإثراء». وضرورة فضح النظريات التي تبرره ومنها نظرية السكان للكاهن توماس مالثوس.

بدأ انجلز كتابة عمله (خطوط أولية لنقد الاقتصاد السياسي) في أواخر عام 1843 وانتهى منه في كانون الثاني 1844، ونشره لأول مرة باللغة الألمانية في الحوليات الفرنسية – الألمانية عام 1844. ورغم أننا تطرقنا سابقا الى بعض المفاهيم الواردة في هذا العمل، يبقى من المهم التأكيد على بضع نقاط:

أولا: يمثل المؤلف أول عمل اقتصادي في الأدب الماركسي؛ فبفضله انتبه ماركس الى ضرورة دراسة الاقتصاد السياسي وهو الموضوع الذي كرس جزءا كبيرا من حياته له.

ثانيا: يمكن اعتباره من اهم ما يجب ان يطلع عليه كل قارئ يرغب في فهم أساسيات الاقتصاد السياسي، والإمساك بأهم مفاهيمه: النظام التجاري، الثروة الوطنية، القيمة، العمل، الاحتكار، المزاحمة، الربا وغيرها، إذ يوفر انجلز لنا شرحا مبسطا لهذه المفاهيم مقرونا بأمثلة من التاريخ والواقع المعاش.

ثالثا: انه العمل الأول الذي يتطرق الى الطبيعة بمعناها الإيكولوجي (أي علاقتها بالإنسان) عندما ادخلها في عملية حساب تكاليف إنتاج البضاعة. وهو أول من أشار الى ان الإنسان باعتباره أحد «عنصري الإنتاج» يجب ان يؤخذ لا بخواصه البدنية فقط، بل بخواصه الفكرية أيضا – أي قدرته على الاختراع – الفكر.

يكتب انجلز حول مفهوم الثروة الوطنية مثلا: «لا معنى لهذا المفهوم مادامت الملكية الخاصة قائمة» ومثاله عن بريطانيا شبيه بمثالنا، فثروة العراق الوطنية «عظيمة» لكننا أفقر الشعوب! ويصف عملية الربا بأنها غير أخلاقية وان الناس يعرفون ذلك بوعيهم الفطري لكنهم يجهلون ان جذور الربا تكمن في الملكية الخاصة.

القسم الثاني يكرسه انجلز لفضح نظرية الكاهن مالثوس عن السكان، فماذا كان يقول مالثوس؟

يزعم مالثوس «ان السكان يضغطون دائما على وسائل العيش، وان عدد السكان يتزايد بقدر ما يتزايد الإنتاج، وان الميل الملازم للسكان الى التكاثر أكثر من وسائل العيش المتاحة لهم هو سبب الفقر كله.... وحيثما يتواجد عدد كبير من السكان يتوجب قتلهم بالعنف أو تركهم يموتون جوعا.. وهذا ينطبق في جميع الظروف». في هذا الإطار يقول انجلز إذن علينا القول بان «الأرض كانت فائضة السكان حتى عندما لم يكن يوجد[عليها] سوى إنسان واحد!»، ثم يضيف انجلز وفقا للكاهن مالثوس «بما ان الفقراء تحديدا هم الفائضون، لا يتعين فعل أي شيء من أجلهم سوى تسهيل موتهم جوعا... وإقناعهم بأنه يستحيل تغيير أي شيء في هذا الصدد».

على هذا الأساس يتساءل انجلز «هل يتعين عليّ ان أعرض المزيد لهذا المذهب الخسيس، السافل، هذا التجديف الكريه على الطبيعة والبشر؟» ان جوهر نظرية مالثوس عن السكان يكمن في مفهومها الديني عن الطبيعة فهي «التعبير الاقتصادي عن الدوغما الدينية... وكانت أيضا محاولة لدمج اللاهوت البروتستانتي مع الحاجة الاقتصادية للمجتمع الرأسمالي الجديد. وتظهر النتيجة البشعة، المباشرة، للملكية الخاصة في «تقسيم العمل الى جانبين متضادين: الجانب الطبيعي والجانب الإنساني، أي الأرض التي هي ميتة وقاحلة إذا لم يحرثها ويخصبها الإنسان، والنشاط الإنساني الذي تكون الأرض شرطه الأول والأساسي».

ان المجتمع الرأسمالي يدفع بالسكان خارج أرضهم ليجعلها ملكية خاصة لحفنة من الناس مما يمهد الطريق لاستغلال أشد قسوة لجانبي عملية الإنتاج: الطبيعي والإنساني. «ان جعل الأرض، التي تشكل بالنسبة لنا كل شيء، التي هي الشرط الأول لوجودنا، موضع متاجرة، قد كان الخطوة الأخيرة الى المتاجرة بأنفسنا... أن احتكار الأرض من قبل عدد قليل من الأفراد، وحرمان البقية من الشرط الأساسي لحياتهم، لا يختلف البتة من حيث لا أخلاقيته عن المتاجرة بالأرض».

ويمكن القول بأن السمة اللاتاريخية لنظرية الكاهن مالثوس تمثلت في رفضها فكرة التطور، ورفضها لإمكانية التقدم في مسألة زراعة الأرض أو في تربية الحيوانات، وكل إمكانية للتقدم الاجتماعي. وهذا ما رفضه انجلز خصوصا وهو يشهد التطور الحاصل في العلوم خلال القرن الثامن عشر، وتحديدا التطور في علم التربة، حيث أشار الى النجاحات التي حققها السير همفري ديفي (عالم كيمياء انجليزي) ويوستوس ليبيخ (عالم كيمياء ألماني).

القضية الهامة التي يجب الانتباه لها هي إشارة انجلز الى دور العلم الذي أهمله الكاهن مالثوس في جميع حساباته، وحسبنا رؤية الطفرات العملاقة التي حصلت خلال العقود الماضية في جميع الميادين العلمية. ونخلص الى أن مزاعم الكاهن مالثوس التي تقول بأن الفقر هو نتاج لقانون طبيعي أو لحكمة ربانية هي مزاعم كاذبة وباطلة، إنها بسبب «قانون الإنسان الذي يقف بالضد من قانون الطبيعة».

في عام 1844 بدأ ماركس أيضا وبتأثير من مؤلف انجلز بتوجيه سهام نقده الى نظرية مالثوس، حيث كان مهتما بالكيفية التي جرى فيها الهجوم على قانون الفقراء الإنجليزي الذي استند على فكرة «القانون الداخلي للطبيعة، وهو ما ينسجم مع نظرية مالثوس». ففي هذه النظرية لم تكن «حالة الفقر والإملاق المتواترة نتيجة حتمية للصناعة الحديثة» بل بسبب «قانون الفقراء الإنجليزي» فالعلة حسب مريدي مالثوس تكمن في قانون الضمان الاجتماعي، ولهذا السبب جرى تعديل القانون ليرفع عن كاهل الحكومة مسؤولية مساعدة الفقراء.

****************

تاريخ موجز للنيوليبرالية

تمجيد اللامساواة و «لا يوجد بديل»

سوزان جورج*

دعونا نعود إلى ما كانت عليه الأمور في العام ١٩٧٩، عام وصول مارغريت ثاتشر إلى السلطة ومباشرتها الثورة الليبرالية في بريطانيا. كانت «المرأة الحديدية» هي ذاتها من تلامذة فريدريش فون هايك، ومن أتباع الداروينية الاجتماعية، ولم تكن تخجل من المجاهرة بقناعاتها. عرفت بأنها تبرر برنامجها بكلمة واحدة TINA وترجمتها «لا يوجد بديل». إن القيمة المركزية في عقيدة ثاتشر والنيوليبرالية هي فكرة المنافسة – المنافسة بين الأمم والمناطق، والشركات وبين الأفراد طبعا. والمنافسة مركزية لأنها تفصل الغنم عن الماعز، الرجال عن الصبيان، والأقوياء عن الضعفاء. والمفترض أنها توزع كافة الموارد، أكانت مادية أم طبيعية أم بشرية أم مالية بأعلى قدر ممكن من الفاعلية.

وعلى العكس من ذلك، ختم الفيلسوف الصيني الكبير لاو تزو كتابه «تاو–تي تشينغ» بهذه الكلمات «فوق كل شيء آخر، لا تنافسوا». الفاعلون الوحيدون في العالم النيوليبرالي الذي يبدو أنهم عملوا بنصيحته هم كبار الفاعلين قاطبة، أي كبريات الشركات عابرة للجنسيات. فمبدأ المنافسة بالكاد ينطبق عليهم، إنهم يؤثِرون ممارسة ما يمكن تسميته «رأسمالية التحالف». وليس صدفة أن ثلثين إلى ثلاثة أرباع الأموال المسماة «استثمارا خارجيا مباشرا»، حسب الأعوام، ليست مكرسة لاستثمارات جديدة تخلق الوظائف، وإنما لعمليات «دمج واستملاك» تنتهي دوما بصرف موظفين من أعمالهم.

لأن المنافسة دائما فضيلة، لا يمكن لنتائجها أن تكون سيئة. بالنسبة للنيوليبرالي، السوق حكيم إلى درجة أنه مثل الله تعالى: إنه «اليد الخفيّة» التي يمكنها اجتراح الخير من الشر المحقق. هكذا قالت ثاتشر ذات خطاب: «إنه من مهمتنا أن نمجد اللامساواة وأن نحرص على إطلاق المواهب والقدرات وتحرير طاقاتها التعبيرية لصالح الجميع». بعبارة أخرى، لا تكترثوا بالذين يبقون في مؤخرة ميدان الصراع التنافسي. البشر غير متساوين بحكم الطبيعة. ولكن هذا للخير لأن مساهمات أبناء الأسر الوجيهة، والأوفر حظا في التعليم والأقوى سوف تفيد الجميع. لا شيء يستحقه الضعفاء وذوو التحصيل التعليمي المتواضع، وما يجري لهم هو بسببهم وليس أبدا بسبب المجتمع. إذن إن «إطلاق سراح» نظام المنافسة، على قولة مارغريت ثاتشر، هو الأفضل للمجتمع. من أسف أن تاريخ السنوات العشرين يعلمنا أن ما جرى هو العكس تماما.

في بريطانيا قبل عهد ثاتشر، كان حوالي شخص واحد من عشرة يصنف على أنه يعيش تحت خط الفقر، لم يكن ذلك سجلا باهرا لكنه مشرف بالقياس لسائر الأمم وأفضل مما كان عليه الوضع قبل الحرب. والآن شخص واحد من أربعة، وطفل واحد من ثلاثة أطفال، معلن عنه رسميا أنه فقير. هذا هو معنى البقاء للأقوى: الناس الذين لا يستطيعون تدفئة بيوتهم في الشتاء، المضطرون أن يضعوا قطعة معدنية في العدّاد قبل أن تكون لهم كهرباء ويكون لهم ماء، والذين لا يملكون معطفا واقيا من المطر، إلخ. إني أستخدم هذه الأمثلة من تقرير العام ١٩٩٦ لـ«مجموعة العمل عن فقر الأطفال البريطانيين». وسوف أمثّل بنتيجة «الإصلاحات الضريبية» للثنائي ثاتشر- ميجر بمثال واحد. في الثمانينيات، كان واحد بالمئة من دافعي الضرائب يحصل على ٢٩ في المئة من جميع فوائد الحسوم الضريبية، بحيث إن شخصا يكسب نصف معدل الأجر العام يجد أن ضرائبه قد ارتفعت بنسبة ٧ في المئة في حين أن شخصا يكسب عشرة أضعاف معدل الأجر العام ينال تخفيضا بنسبة ٢١ في المئة.

والمدلول الآخر للمنافسة بما هي القيمة المركزية للنيوليبرالية هو وجوب تقليص القطاع العام بقسوة لأنه لا ولن يطيع القانونَ الأساس وهو المنافسة قصد الربح وانتزاع حصة من السوق. والخصخصة واحدة من التحولات الاقتصادية الكبرى في العشرين سنة الأخيرة. بدأ التيار في بريطانيا وانتشر في سائر أجزاء العالم.

الخصخصة وكسر النقابات

دعوني أبدأ بالسؤال: لماذا كان للبلدان الرأسمالية، خصوصا في أوروبا، خدمات عامة أصلاً ولماذا لا تزال لديها مثل تلك الخدمات؟ في الواقع، تشكل معظم الخدمات العامة تقريبا ما يسميه الاقتصاديون «احتكارات طبيعية». يوجد احتكار طبيعي عندما يكون الحجم الأدنى لتأمين الحد الأقصى من الفاعلية الاقتصادية مساويا للحجم الفعلي للسوق. بعبارة أخرى، على شركة ما أن تكون بحجم معين لتحقق وفورات القياس فتقدم بالتالي أفضل خدمة ممكنة بأقل كلفة ممكنة للمستهلك. وتتطلب الخدمات العامة استثمارات كبيرة جدا في البداية، مثل خطوط سكك الحديد أو شبكات توصيل الطاقة – ما لا يشجع على المنافسة هو أيضا. لهذا كانت الاحتكارات العامة الحلّ الأمثل البديهي. على أن النيوليبراليين يعرّفون كل شيء عمومي على أنه «غير فعال» بالضرورة.

فما الذي يحصل عند خصخصة احتكار طبيعي؟ بشكل طبيعي وعادي يتجه المالكون الرأسماليون الجدد إلى فرض أسعار احتكارية على الجمهور ويجنون الأرباح الوفيرة لأنفسهم. يسمي الاقتصاديون الكلاسيكيون هذه النتيجة «فشلا سوقيا بنيويا» لأن الأسعار أعلى مما يجب أن تكون، والخدمة المقدمة للمستهلك ليست بالضرورة جيدة. من أجل الحيلولة دون حالات الفشل السوقية البنيوية، أوكلت البلدان الرأسمالية في أوروبا، بمجموعها تقريبا، البريد والاتصالات الهاتفية والكهرباء والغاز وسكك الحديد وقطارات الأنفاق والنقل الجوي، وفي العادة خدمات أخرى مثل الماء ورفع النفايات إلخ، إلى احتكاراتٍ تملكها الدولة. استمرت هذه الحالة إلى الثمانينيات من القرن الماضي. وكانت الولايات المتحدة الاستثناء الأكبر من هذه القاعدة، ربما لأنها كانت ضخمة جغرافيا بما لا يسمح لها باعتماد الاحتكارات الطبيعية.

في كل الأحوال، عزمت مارغريت ثاتشر على تغيير كل هذا الوضع. والفائدة الإضافية من ذلك هي استخدام الخصخصة لكسر قوة النقابات العمالية. بتدمير القطاع العام بما هو أقوى قلاع النقابات، تمكنت من إضعافها على نحو حاسم. وهكذا بين ١٩٧٩و١٩٩٤ انخفض عدد الوظائف في القطاع العام في بريطانيا بين ٦ ملايين و٧ ملايين وظيفة، أي بنسبة ٢٩ بالمئة. وكانت كل الوظائف التي ألغيت عمليا وظائف شاغلوها منضمون إلى النقابات. ولما كان التوظيف في القطاع الخاص راكدا خلال تلك السنوات الخمس عشرة، بلغ الرقم الإجمالي للانخفاض في الوظائف البريطانية ١،٧ مليون، أي بنسبة ٧ بالمئة بالمقارنة مع العام ١٩٧٩. ففي عُرْف النيوليبراليين أن قلة عدد العمال أفضل من كثرتهم لأن العمال يقتطعون من عائدات أصحاب الأسهم.

أما بالنسبة للآثار الأخرى للخصخصة، فقد كانت متوقعة وقابلة للتوقع. لجأ مدراء المنشآت التي تعرضت للخصخصة حديثا، وقد حافظ معظمهم على مناصبهم، إلى مضاعفة أجورهم بمعدل ضعفين أو ثلاثة أضعاف. واستخدمت الدولة أموال دافعي الضرائب لتصفية ديون المنشآت وإعادة رسملتها قبل إنزالها إلى السوق. فمثلاً، تلقت شركة الماء اقتطاعا من ديونها قدره خمسة مليارات جنيه إضافة إلى ١،٦ مليار سمّي «المَهر الأخضر» لجعل العروس أكثر جاذبية للمشترين المحتملين. أثير الكثير من الضجة في أوساط العلاقات العامة حول كيف تقرر أن يملك صغار المساهمين حصة في تلك الشركات، وبالفعل اشترى ٩ ملايين بريطاني أسهما فيها، لكن نصفهم وظّف أقل من ألف جنيه، ومعظمهم ما لبث أن باع أسهمه في مهلة سريعة نسبيا حالما استطاعوا قبض الأرباح المباشرة.

يستطيع المرء أن يرى من تلك النتائج أن الفكرة الأساسية من الخصخصة ليست الفاعلية الاقتصادية ولا تحسين الخدمات للمستهلك وإنما هي نقل الثروة من الخزينة العامة – القابلة لأن توزعها للتخفيف من الفوارق الاجتماعية – إلى أيدي الخاصة. لقد اشترى موظفو «بريتيش تيليكوم» واحدا بالمئة من أسهم الشركة فقط، وموظفو «بريتيش آيروسبيس» ١،٣ بالمئة، إلخ. قبل هجوم السيدة ثاتشر، كان قسم كبير من القطاع العام في بريطانيا يحقق الأرباح. ففي العام ١٩٨٤، أسهمت الشركات العامة بما يزيد على ٨ مليارات جنيه إلى الخزينة. إن كل هذا المال يذهب الآن إلى مساهمين أفراد. والخدمة في الصناعات المخصخصة كارثية أحيانا، فقد كتبت الـ«فاينانشال تايمز» عن اجتياح الفئران لنظام «مياه يوركشاير»؛ ومن استقل قطارات شركة «ثايمز» ولا يزال على قيد الحياة يستحق نيل وسام.

لقد طُبّقت الآليات ذاتها حرفيا في سائر أنحاء العالم. في بريطانيا، كانت «مؤسسة آدم سميث» الشريكَ الفكري لاختراع أيديولوجية الخصخصة. وقد استخدمت «مؤسسة الولايات المتحدة للاستثمار والتنمية» «USAID» والبنك الدولي خبراءَ «مؤسسة آدم سميث» للترويج لعقيدة الخصخصة في بلدان الجنوب. وبحلول العام ١٩٩١، كان البنك قد قدم ١١٤ قرضا لتسريع العملية، وفي كل عام كانت هيئة «التنمية المالية الكونية» التابعة له تنشر جداول المئات من أعمال الخصخصة المنفذة في البلدان التي تقترض من البنك.

أقترح أن نتوقف عن الحديث عن الخصخصة وأن نستخدم المفردة التي تقول الحقيقة: إننا نتحدث عن «نزع ملكية» وتسليم نتاج عقود من العمل بذلها آلاف الأشخاص إلى أقلية قليلة من كبار المستثمرين. هذه هي أكبر عملية سرقة بالقوة في جيلنا أو أي جيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عالمة اجتماع وسياسة ومناضلة أميركية

موقع مجلة “بدايات” – العدد 30 - 2021

***********************

الصفحة الحادية عشر

قصيدتان

فيصل جاسم

* انشغال

هوم العاشقون على بابه

كان منفتحا

مثل شمس البلاد التي ما أحب سوى شمسها

كان منشغلا بالجدار وبالسقف يدحضه

يطرق العاشقون على بابه بالرصاص و بالشمع

منشغلا بالسموات و الصولجان

اذا اهتز فارقه عن مداه

كان مرتبكا بالذي لا يراه

بالجدار اذا اطبقت راحتاه

على جسد كان يشغله.

* سفينة

وضع القبطان على كتفي

نسرا ودمامل من قلق

واستبسل في موتي

الريح تصفر خارج روحي وتهز جذوع الشجر المهمل والتيجان

وتطرق ابواب الغرقى

الريح تصفر خارج روحي

و تهز خلاياي المسكونة بالامواج الميتة وبالهفوات

الريح سترحل خلف الريح

وسوف اعاند قوتها

واظل اصفف شعر الكلمات.

قتل القبطان النسر واطلقني.

**********

خصائص الثقافة وشروط المثقف

إذا كان الوعي هو مدار الثقافة، فان الواقع هو مدار المثقف

ثامر عباس

مفهوم الثقافة مفهوم واسع وشاسع، كما انه شائك ومعقد وإشكالي بامتياز . ليس فقط لأنه معني بالجوانب الروحية والمعنوية والرمزية للإنسان من حيث هو كائن اجتماعي تتقاذفه الأهواء والنوازع مثلما تتلاعب به المصالح والمطامح حسب، وإنما لأنه (يؤثر) - بهذا القدر أو ذاك - على سائر الأنشطة والفعاليات الحيوية التي يمارسها المجتمع لديمومة وجوده وضمان استمراره، بقدر ما (يتأثر) بأنماط تلك الأنشطة والفعاليات لجهة دورها في تماسك البنيات وتفاعل الديناميات وتطور سيرورات. ولذلك نجد إن مشاعر (الحيرة) و(التردد) لم تزل تمسك بتلابيب الكتاب والباحثين حيال أي من تعاريف (الثقافة) يمكن ترجيحها والاعتماد عليها في بحوثهم ودراساتهم، لاسيما وإن أعدادها لا تفتأ تتضخم وخصائصها تتشعب متجاوزة بذلك حواجز العشرات والمئات مع كل يوم يودع آنية الحاضر ويمضي في مسار التاريخ، على خلفية تسارع التغييرات الاجتماعية وتقاطع الإيقاعات الحضارية وتصارع الإيديولوجيات السياسية. لا بل إن الصعوبات لا تني تتزايد والمعوقات تتضاعف كلما بحثنا في الأصول ودققنا في المرجعيات وتقصينا في الخلفيات، تلك التي غالبا “ما تكون مسؤولة عن ظواهر الاختلاف في السرديات التاريخية، والتنوع في الهويات الثقافية، والتباين في السياقات الحضارية، والتعدد في اللغات القومية.

وعلى أساس تلك المعطيات والمؤشرات، فان كينونة (المثقف) الذي هو فاعل (الثقافة) بكل ما تحمله الكلمة من معنى وما تمثله من دلالة، لابد وان يكون – بالضرورة - بمثابة البؤرة التي تتجمع في مركزها وتتقاطع في نسيجها، كل ما تنطوي عليه تلك البنى الاجتماعية من ديناميات، والأنساق الثقافية من تفاعلات، والأنماط الحضارية من سيرورات. وبالتالي فهي التجسيد الحيّ لكل ما تشتمل عليه الثقافة من تنوع في الخصائص؛ الطبيعي والإنساني، السلوكي والقيمي، العقلي والانفعالي، الواقعي والمتخيل، المعرفي والإيديولوجي. ولهذا فمن الصعب – بل قل من الجهل - إن يعمد بعضنا إلى اختزال شخصية (المثقف) بموقف سياسي طارئ، أو برأي فكري عابر، أو بنشاط ثقافي آني . فقط لمجرد إن المعني أظهر أمام الجمهور – الذي غالبا”ما يكون سلبي ولا أبالي - القدرة على الكتابة أو الخطابة في مجالات المعرفة الاجتماعية والإنسانية المتنوعة، حتى دون أن تؤخذ المفارقات التي يمارسها في المواقف، والتناقضات التي يتبناها في الآراء، والتعارضات التي يتعاطاها في الأنشطة بعين الاعتبار، كما هو حال الغالبية العظمى من أولئك الذين لا يفتأون يتبجحون بحمل هذا اللقب السامي ويحظون بتلك الهالة المناقبية . لاسيما وان ظاهرة العزوف الجماعي عن مضامين كل ما يتعلق بالثقافة وما يرتبط بالمعرفة أضحت فاشية ومنتشرة، ليس فقط في الأوساط (الأمية) المبتلاة بأمراض الجهل والثقافي والفقر الاقتصادي فحسب، وإنما داخل الأوساط (المتعلمة) المزهوة بنخبويتها الفارغة والمصطنعة أيضا”!. وكما أصبح الأمر واضحا”الآن، فان الضرورات المعرفية والمتطلبات المنهجية باتت تقتضي أن يصار إلى مراعاة جدول (الشروط المعيارية) التي افترضنا – من وجهة نظرنا المتواضعة  - إن الاعتماد على مضامينها والاحتكام إلى شروطها، ستكون بمثابة الفيصل للبت في صيرورة الفاعل الاجتماعي عنصرا”(مثقفا”)، مثلما الحكم في صدقية انتمائه (للثقافة) وشرعية تمثيله لقيمها الأخلاقية وحمله لرسالتها الإنسانية. ولأننا اعتبرنا إن تلك الشروط هي أشبه ما تكون ب(البوصلة) التي ستجنبنا – إذا ما اعتمدنا عليها فعلا “وليس قولا” من الشطط في إطلاق الأحكام التعسفية والانحراف في تبني الصيغ الجزافية، وتمكننا من الاهتداء إلى هوية (المثقف) الحقيقي الذي أصبح عملة نادرة في هذه الأيام، بدلا”من الوقوع في شباك دعاوى (المثقف) المزيف الذي أضحى يشكل ظاهرة طاغية على المشهد الثقافي المهلهل . وهو الأمر الذي يستدعي منا الصرامة في التعاطي مع تلك الشروط لا كأجزاء أو عناصر متفرقة يمكن الاختيار أو المفاضلة فيما بينها، بناء على أهوائنا الشخصية أو مصالحنا الفئوية أو خلفياتنا الإيديولوجية، وإنما كوحدة عضوية ملتبسة بنيويا”ومتفاعلة جدليا” لا يجوز تقسيمها أو تجزئتها إلاّ لأغراض البحث العلمي والدراسة المنهجية.

وهكذا بعد غربلة وتدقيق في كم لا بأس به من الأبحاث والدراسات التي تناولت هذه الشخصية الإشكالية نقدا”أو تقريظا”، فقد استطعنا استخلاص مجموعة من المعايير النوعية التي اعتبرنا أنها أساسية ولا غنى عنها في بناء وتكوين شخصية (المثقف) . وتحاشيا”للإطناب وتوخيا”للتركيز فقد قمنا بعملية دمج بين تلك الشروط التي تتقارب في وظائفها وتتحايث دلالاتها، بحيث تكونت لدينا أربعة مزدوجات معيارية نعتقد أنها إذا ما اجتمعت في شخصية ما من شخصيات الفاعلين الاجتماعيين، كان بمقدورنا تلبية استحقاقه المشروع في حيازة لقب (المثقف) وطوقنا من ثم عنقه بهالة المجد الشخصي والاعتبار الاجتماعي . وعليه فقد أصبحت لدينا الآن الشروط المعيارية التالية: (الشرط الفكري / المعرفي)، و(الشرط النقدي / المنهجي)، و(الشرط الوطني / الإنساني)، و(الشرط الأخلاقي / الحضاري). على أمل أن تتاح لنا فرصة أخرى، في مساهمات لاحقة، نستعرض عن طريقها مضامين كل شرط من هذه الشروط على حدة .

*************

«غراب» تيد هيوز

ترجمة: سهيل نجم

يوصف تيد هيوز المتوفي في عام 1998، بأنه شاعر الطبيعة بامتياز. وهو يتميز، أكثر من أي شاعر آخر، بأنه وظّف الطبيعة وصورها وتحولاتها لينقل باحترافية لافتة فلسفته ورؤيته الشعرية إلى القارئ. ولعل توظيفه لأحوال طائر “الغراب” الذي يمثل له صورة فنية عن الإنسان المعاصر في إحباطاته وروحه الانفصامية وعجزه عن التوفيق بين حيواته الداخلية والخارجية، هو التمثيل الأبرز في الاستعارة الشعرية التي يركز عليها هيوز في جُل أعماله. هنا ترجمة لثلاث من قصائده عن “الغراب”.

هستيريا الغراب

يشعر الغراب بأن دماغه ينزلق ،

ويجد كل ريشة حفرة لجريمة قتل.

من قتل كل هؤلاء؟

هؤلاء الأحياء الأموات، ذلك الجذر في أعصابه ودمه

حتى يبدو أسود بوضوح؟

كيف يمكن أن يطير من ريشه؟

ولماذا هاجموه؟

هل هو ارشيف اتهاماتهم؟

أم هو هدفهم الشبحي وانتقامهم المتلهف؟

أم هو أسيرهم الذي لا يغفر له ذنب؟

لا يمكن أن يُغفر له.

سجنهُ الأرض. فما كان منه غير أن يرتدي إدانته،

محاولاً تذكر جرائمه

ويطير مثقلاً.

الغراب والبحر

حاول نسيان البحر

لكنه كان أكبر من الموت، مثلما هو أكبر من الحياة.

حاول مكالمة البحر

لكن عقله تشتت وجفلت عيناه

مثلما تجفل من لهيب مندفع

حاول ملاطفة البحر

لكنه دفعه بالمناكب ــ مثلما يدفعك شيء ميت

حاول ان يكره البحر

لكنه شعر فجأة كأنه أرنب ناحل ــ يسقط على

صخرة تعصف بها الريح.

حاول فقط أن يكون في ذات العالم كما البحر

لكن رئتيه لم تكونا عميقتين بما فيه الكفاية

وإن دمه المبتهج اصطدم بها

مثل قطرة ــ ماء تصدم بمدفأة ساخنة.

أخيراً

أدار ظهره وسار بعيداً عن البحر

مثل مصلوب لا يمكنه الحراك.

وقفة الغراب الأخيرة

حريق

حريق

حريق

أخيراً حدث شيء ما

لا يمكن للشمس أن تحترق ، حتى أنها

سلمت بكل شيء وصولا إلى - العقبة الأخيرة

وهي إزاء ذلك احتدمت وتفحمت

تحتدم وتتفحم

شفافة بين خبث الفرن الساطع

الألسنة الزرق والحمر والصفر النابضة

واللعقات الخضر للحريق المهول

شفاف وأسود -

بؤبؤ عين الغراب، في برج حصنه اللاهب.

*********

مفارقات كثيرة

طلال الغوّار

هكذا اعيش الحياة

بمفارقاتها الكثيرة

حيناً

اراها اغنيةً خضراء

في طريقٍ لا ينتهي

لهذا كلمّا ارى شجرةً

تفتح لي ذراعيها

وانا القي عليها ابتسامتي 

وحينا

كما لو أني ارى عاشقاً

يأتي بكفين فارغتين

وهو يلتفتُ الى حلمٍ

تيبّسَ بعيداً

فأذرته الرياح

او كما النهرِ

 الذي اراه لغزاً

النهرُ الذي دائماً

 يأخذني اليه هاجسٌ غريبٌ

ولا ادري لماذا

ربمّا انا ولدّتُ من موجةٍ

والا لماذا اتحسّسُ اثارَ غنائها

عند الضفاف

هكذا اراها

فصباحها الذي لا يصغي

لوقع خطاي

ليس لي

قد تغويني نجمةٌ

لتسرقَ احلامي

ولكنها لا تهديني الطريق

او ارمي حجراً

على نوافذ  العراء

لكنه لم يعدْ طائراً

ليحطَّ على كتفي

أو اقفُ تحت شرفةِ حبيبتي

وانادي

فتطل عليَّ مدينةٌ باهرة الجمال

انها المفارقاتُ الكثيرةُ

والرؤى الكثيرة ايضا

لكنها تغدو واحدةً

حينما اكون وحيداً

اتكئُ على وردة

وانا اغرز حنيني

في صباح القصيدة

************

تشكيل

الانسان والحياة بالوان عبد الجليل النوري

د. معتز عناد غزوان   

تشكل تجربة الفنان عبد الجليل النوري نقطة تحول جديدة في فن الكرافيك وتشكيلاته المختلفة من حيث التكوين والتقنية التي حاول فيها ان يجسد معاناة الانسان ومحاكاته للحياة وطبيعتها المركبة. انه يصنع زمكانا مختفيا وراء خطاب يتجاوز فيه حدود اللوحة سائراً نحو هدف يتوارى خلف الالوان والتكوينات الرمزية التي قام باستعارتها في معظم اعماله الفنية. لقد شكل الانسان محور خطابه البصري الجديد وهو حائر تائه لا يشعر بالثبات انه القلق.. ارهاصات الحياة المركبة التي لم تعد حركة يومها ثابتة بل متغيرة بحسب تغير الانسان نفسه، لقد استطاعت الوانه ان تجعل لنا جواً مخضباً بالصراحة اللونية في التعبير تارة، وبشفافية تنحو نحو الهدوء والسكينة تارة اخرى. فهناك سؤال خفي يطرح نفسه قائلاً اين هو الانسان، في هذه الحياة المركبة الصعبة والمتحولة من هنا وهناك؟ انها تساؤلات طرحتها ذاتيته الباحثة عن الوجود والامان والاستقرار والسعادة والحياة الملونة... فالإنسان غدا وحيداً ينازع في هذه الحياة مناديا المجهول من اجل الوصول لشاطئ الامان والسعادة، انها المواجهة الحقيقية ما بين الذات والطبيعة والبيئة والحياة... لقد سعى عبد الجليل النوري الى وضع الانسان وقلقه الدائر في حيرة من امره، فالحياة تحتاج الى تمنيات تبقى واقع هلاميا لا يمكن تحقيقه الا من خلال السعي نحو ولوج عالمها السحري المجهول احيانا.

ان حضور الذات ورسوخها في اعمال النوري جسدت لنا المقدرة التعبيرية الهائلة في ايجاد مشاهد افتراضية قلقة تحاكي الواقع الاليم.. غير الثابت، فلإنسان يتجه باتجاهات مختلفة في معظم اعماله الفنية، فهل حقق ذاته في اتجاه واحد اما في اتجاه معاكس ام من خلال تقابله مع الاخر؟؟؟؟، انها الذات والاخر، حوار مشفر لا يمكن سبر اغواره وفك مضمراته الا من خلال فهم تداخلات الالوان والكتل اللونية والحروف المتناثرة هنا وهناك. انها جدلية مركبة في بنائية الهيئة بمكوناتها المختزلة باحثة عن تأويل يكشف لنا صراع الانسان مع ذاته ومشكلاته وحياته ومتطلبات وجوده وسط اجواء سادت عليها لغة لونية متضادة احيانا ومنسجمة في احيان اخرى. ان تجربة عبد الجليل النوري جاءت لتكون احدى اهم التجارب التقنية والفنية المتطورة لفن الحفر الطباعي او ما يسمى علميا وتقنيا بفن الكرافيك، اذ استطاع ان يقدم لنا مشاهد عالية في التقانة والرمزية التعبيرية ولاسيما تلك الاصرة التعالقية ما بين الالوان والاشكال من جهة والتقنية الجديدة المتعددة المهارات من جهة اخرى. انه الحضور والغياب، ثنائيات متضادة تقصد بها النوري من اجل الكشف عن طعم الحياة والتأكيد بان الانسان هو من يتحكم بها ويجول في تضاريسها بكل ثقة وتفاؤل.

****************

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

ما تبقى في ذاكرتي عن الحركة الشيوعية في العراق

عن “دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع” في دمشق، صدر أخيرا كتاب بعنوان “ما تبقى في ذاكرتي عن الحركة الشيوعية في العراق/ عطشان ضيول الازيرجاوي، المسؤول السابق للجناح العسكري في الحزب الشيوعي العراقي”. وهو من إعداد وتقديم د. عقيل الناصري ود. سيف عدنان القيسي.

يشتمل الكتاب، الذي يعد جزءا ثانيا لآخر صدر عام 2017 تحت عنوان “من رسائل مناضل”، على أربعة فصول، الأول يتناول “دور الفرد في التاريخ”، والثاني عن “أدب الرسائل”. فيما يعرّف الفصل الثالث بشخصية المناضل الراحل عطشان ضيول الازيرجاوي، وسيرتيه الذاتية والنضالية، والرابع مخصص لدراساته النظرية.

يقع الكتاب في 310 صفحات من القطع الكبير.

******************

ليس مجرد كلام

ما مرّ صيفٌ

والعراق فيه كهرباء.. !

عبدالسادة البصري

كان يسير في الشارع يدندن  باغنية لفيروز ، وهو يتصبب عرقاً.. في الجانب الاخر ثمة اطفالٌ شبه عراة يلعبون بمياه آسنة وكأنهم في مسبح .. على البعد جلس شيخٌ عجوز يمسح وجهه ورأسه بمنديل وهو يتذمر من الحرّ بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونحن في اوائل الصيف .. وهناك امرأةٌ تمسك مروحة خوص تهفهف بالهواء يمينا وشمالا.. رضيعٌ يبكي ، وقطةٌ تموء ، والمراوح تشكو السكون.

مرضى .. وعمّال بناء .. وكلاب تلهث .. واشجارٌ تنوء بحملها .. الكلّ في شغل شاغل وأزمات لن تنتهي بعد ، والكلّ يتأفّف ويلعن الفساد والفاسدين !

الكلّ يتذمّر ويتضوّر ويتأوّه ويتوجّع وينفث دخان حريقٍ اشتعل في قلبه !

بين الدخان وهذه القلوب ثمّة سلكٌ معطوب .. سلكٌ يشكو الاهمال ، وآخر يشكو الافلاس ، وثالث يشكو ظلم ذوي القربى.. والكهرباء ما انفكّت  الحلم المؤجّل منذ سنين رغم التصريحات النارية للمسؤولين !

حلمٌ لم يكتمل بعد ، فالسيناريو يحتاج الى لمساتٍ اخرى .. والاستوديوهات لم تفتح ابوابها بعد ، لأن المخرج يتنزّه على شواطيء دجلة المليئة بالقمامة وبقايا جثث الشهداء المغدورين .. وكأنه لم يسمع  بمأساة مياه شط العرب التي امتزجت باللسان الملحي القادم من الخليج مثل كل صيف ، واشجار الحنّاء التي ما انفكت تعاني الظمأ...الكلّ في شغلٍ شاغل !

الناس شاغلها  الوحيد الكهرباء وازمات متعددة  ، وجوّ البصرة لاهب..لن يتحمّله ايّ كائن الّا الذين عجنوا من طين هذه المدينة ــ من (دهلتها) تحديدا ــ وذاقوا اصناف العذاب طيلة العقود من السنوات.. ولكن الى متى ؟؟! الى متى؟؟ الى متى..؟؟!!

الكهرباء صارت هاجسا يؤرق الجميع الاّ المسؤولين ..وقلقا لن يبتعد عنّ الشعب  ابدا..في البيت ،في الشارع، في المستشفى،  في المؤسسة الحكومية، في السوق، في المقهى..  والأدهى والامرّ في المدارس ايام الامتحانات ايضا.. و ( انتظرتك بالصيف.. انتظرتك بالشتي )... بين الحب والحقيقة ثمة هواجس وخواطر ومتاعب وحكايات وآلام لا حصر لها بسبب الفساد وسوء الادارة للأسف ..، وحسافة عليك ياوطن .!!

*****************

في “ملتقى جيكور” البصري

الفنان ناصر هاشم والشاعر داود الغنام

البصرة – طريق الشعب

افتتح “ملتقى جيكور” الثقافي في مدينة البصرة، الثلاثاء الماضي، موسمه الجديد بأمسية ثقافية – فنية حملت عنوان “الأغنية العراقية ماضيا وحاضرا بين الشعر والموسيقى”، ضيّف فيها كل من العميد السابق لكلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة، د. ناصر هاشم، والشاعر الغنائي داود الغنام.

أدار الأمسية التي أقيمت على قاعة “الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الشاعر عبد السادة البصري، مرحبا بداية بالضيفين، ومتحدثا عن جوانب من سيرتيهما الذاتيتين ومسيرتيهما في فضائي الموسيقى والشعر.

بعد ذلك، تحدث الغنام عن تاريخ الأغنية العراقية، وأبرز المراحل التي شهدت ارتقاءها أو هبوطها أحيانا، معززا ذلك بذكر بعض التفاصيل المهمة. 

ثم أسمع الحاضرين، من مثقفين وإعلاميين وأدباء ومهتمين في الشأن الغنائي، باقة من الأشعار الغنائية.

أما د. هاشم، فقد سلط الضوء من منطلق أكاديمي، على جوانب مفصلية في مسيرة الغناء العراقي على مدى عقود من الزمن، معرجا على الأوبريتين الغنائيين “بيادر خير” 1969 و”المطرقة” 1970، اللذين يشكلان اللبنة الأولى المهمة والمؤثرة في تاريخ المسرح الغنائي العراقي، وعلامة من علاماته المميزة في مدينة البصرة.

وأضاف قائلا، أن فكرة تقديم الأوبريت الغنائي في البصرة، انبثقت - وفق ما يذكره الشاعر والملحن طالب غالي - عن طريق لقاء جمع عددا من الفنانين والأدباء البصريين، تمت خلاله مناقشة تقديم عمل موسيقي كبير يتخطى الأغنية الفردية، مشيرا إلى أن اللقاء ضم كلا من  محمد سعيد الصكار، ياسين النصير، حميد البصري، قصي البصري وعلي العضب.

وفي سياق الجلسة، أدى د. هاشم، على العود مجموعة من الأغنيات العراقية، بينها أغنية “سولف يا ليل سوالفنا” من أوبريت “المطرقة”. 

وفي الختام، قدم عضو الهيئة الإدارية للملتقى، باسم محمد حسين، شهادتي تقدير للضيفين.

********************

في ضيافة “منتدى قلعة سكر”

فلاح مزهر يوقع  “ابتهالات يرتلها الغبار”

الناصرية – وسام مهدي حميد

أقام “منتدى قلعة سكر” الثقافي، في قضاء قلعة سكر بمحافظة ذي قار، الخميس الماضي، حفل توقيع للمجموعة الشعرية الموسومة “ابتهالات يرتلها الغبار”، جديد الشاعر فلاح مزهر.

الحفل الذي أقيم على قاعة “صالون الشاعر عمران العميري” في مركز القضاء، حضره جمع من المثقفين والأدباء ومحبي الشعر. وقد أدار الحفل، الشاعر إسماعيل الصياح، الذي قدم السيرة الذاتية للشاعر الضيف (مزهر)، وألقى الضوء على تجربته الشعرية وإصداره الجديد.  وأضاف قائلا، أن للضيف مساهمات شعرية في محافل عراقية وعربية، ورصيدا من الجوائز الإبداعية، في العراق والقاهرة وطرابلس.  بعد ذلك تحدث مزهر عن مجموعته الشعرية الجديدة، وقرأ مختارات من القصائد التي ضمتها. ثم وقع نسخا من المجموعة ووزعها على الحاضرين.

**************************

هند نزار: عجلة الدراما العراقية بدأت بالدوران

بغداد – وكالات

أفادت الممثلة العراقية الشابة هند نزار، بأن عجلة الدراما في العراق بدأت أخيرا بالدوران، داعية في الوقت ذاته، الى منح الفرص للممثلين الموهوبين.

وأوضحت هند في لقاء صحفي، ان هناك “منافسة جميلة” بين الفنانين حفزتهم على الإبداع، داعية إلى “منح الممثلين المبتدئين فرصا لأداء أدوار البطولة في الأعمال الدرامية، في حال امتلكوا مواهب حقيقية، وأساسا فنيا، وقدرة على التعامل مع الكاميرا”.

ولفتت إلى أن إعطاء دور البطولة لممثل مبتدئ، قد يكون مجازفة “لكن ذلك يتوقف على تقدير المخرج”.

وعن بطولتها في مسلسل “النبي أيوب”، أوضحت هند بأن “الدور لم يكن سهلا، سيما أن الشخصية مركبة، لكن مع تقدم العمر تزداد الخبرة وتلقائية الفنان في التعامل مع هذه النوعية من الأدوار”، مشيرة إلى أنها ليست راضية عن عدد من أعمالها السابقة، أما الآن فهي تنتقي أدوارها بدقة وحذر “ما جعلني بطيئة في قبول الدور” – على حد ذكرها.

*********************

تحذير من مخاطر

موجة حر قادم

بغداد – وكالات

حذرت وزارة الصحة، أول أمس السبت، من مخاطر موجة حر قادمة. فيما وجهت نصائح عدة بينها عدم ترك الأطفال داخل السيارات.

وقالت دائرة صحة محافظة ميسان، في بيان لها، إن تحذيراً ورد من وزارة الصحة بشأن مخاطر موجة الحر القادمة وارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن الوزارة نصحت المواطنين بشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل الكافية لمعادلة حرارة الجسم، والابتعاد عن اشعة الشمس المباشرة والاماكن المغلقة كالسيارات، فضلا عن عدم ترك الاطفال داخل السيارات تجنبا لحالات الاختناق.

ولفتت دائرة الصحة، إلى أن الوزارة نصحت أيضا بـ”عدم ترك علب واشياء قابلة للانفجار في السيارات، مثل قناني العطور الحاوية على السبرت والمعقمات وولاعات السجائر”.

وكانت الأنواء الجوية قد توقعت أن يتأثر العراق نهاية أيار الجاري وبداية حزيران، بكتلة ساخنة تؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، يكسر حاجز الـ 50 درجة مئوية.

************************

“سلة الخير وهدوم العافية” للفقراء والأيتام

الحلة -  لفته الخزرجي

تحت شعار “سلة الخير وهدوم العافية”، وزعت الجمعية العراقية الكندية، أخيرا، ملابس العيد وسلات غذائية، على العديد من العائلات المتعففة وعائلات الشهداء والأطفال الأيتام، في مدن ومحافظات مختلفة.  وشمل التوزيع عائلات في بغداد والرمادي وسامراء وكركوك والحلة والديوانية والسماوة والناصرية والبصرة، فضلا عن مخيم للنازحين في أربيل.  وتأتي هذه المساعدات للتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، الذين يعيشون اليوم ظروفا قاسية جدا بسبب الازمات الاقتصادية والمعيشية والصحية.

*************************

في قرية “جيزاني الجول”

بطولة شطرنج

على شرف عيد الحزب

بعقوبة - محمود العزاوي

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قرية “جيزاني الجول” بمحافظة ديالى، بالتعاون مع اللجنة المحلية للحزب في المحافظة، أخيرا، بطولة شطرنج على شرف الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب. 

تنافس في البطولة التي احتضنتها قاعة “كازينو حسنين” وسط القرية، 8 لاعبين. وبعد منافسات وتصفيات أقيمت المباراة النهائية، وكانت بين اللاعبين حسنين فالح وحميد مصطاف. وقد انتهت بفوز الأول.

وفي الختام، تم توزيع كأسي البطولة على الفائزين الأول والثاني، والميداليات على جميع اللاعبين المشاركين.