اخر الاخبار

الصفحة الاولى

المطالب تركز على كشف قتلة الناشطين

25 أيّار.. موعد احتجاجي لاستعادة زخم لحظة تشرين

بغداد ـ طريق الشعب

انطلقت دعوات واسعة من مختلف محافظات البلاد، لاستئناف النشاط الاحتجاجي، يوم 25 أيّار الجاري، والمطالبة بالكشف عن فرق الموت والاغتيالات التي تلاحق الناشطين ومن يقف وراءها، وبتغيير نظام المحاصصة، ومحاسبة المتورطين بالفساد.

رفع صور الشهداء

ورفعت صور عدد من شهداء انتفاضة تشرين في مختلف مدن البلاد, تتقدمها صورة الناشط المدني ايهاب الوزني, الذي تم اغتيل أخيرا في محافظة كربلاء, وذلك ضمن حملة «أنا عراقي، مَن قتَلَني؟», للمطالبة بالكشف عن القتلة والجهات الداعمة لهم.

محاولات حكومية للتهدئة

وتحاول الحكومة تهدئة الاوضاع من خلال اعلانها عن طريق محافظ كربلاء, نصيف جاسم الخطابي, تشكيل لجان تحقيقية للكشف عن قتلة المتظاهرين.

ويقول الخطابي في حديث صحافي, طالعته «طريق الشعب»، ان «المحافظة تسعى بكل جهد الى متابعة نتائج التحقيق الذي تقوم به اللجنة الخاصة بجريمة اغتيال الناشط المدني ايهاب الوزني والنشطاء الاخرين.

اجراءات شكلية

ويصف المحتجون اجراء الحكومة بتشكيل لجان تحقيقية للكشف عن القتلة، ومن يدعمهم بـ»الإجراء العاجز»، اذ ادين فقط عناصر من القوات الامنية دون ان يتم الكشف عن القتلة الحقيقيين؟، بحسب قولهم.

ويؤكد الناشط المدني حسين علي لـ»طريق الشعب», ان «الدعوة للتظاهر في يوم الخامس والعشرين من ايار الحالي، هي للتأكيد على استمرار انتفاضة تشرين حتى تحقيق اهدافها, برفض نظام المحاصصة والفساد, ومحاولاته الالتفاف على الارادة الجماهيرية والمطالب الحقة للمنتفضين».

ويرى علي ان «الحكومة فشلت في اداء مهامها، وعجزت عن حصر السلاح بيد الدولة, ومحاسبة القتلة والفاسدين».

ويضيف أن «السلاح المنفلت والمال السياسي سيكون صاحب السطوة الكبرى في الانتخابات المقبلة، ومن غير المنطقي اعطاء الشرعية الشعبية للانتخابات التي تكون نتائجها معروفة مسبقا، بسبب القانون البائس الذي يكرس المناطقية والفئوية والقبلية, فضلا عن سيطرة الاحزاب المتنفذة على مصادر القرار في داخل المفوضية, في الوقت الذي تستعد لتقاسم موظفي يوم الاقتراع», منوها الى ان «الحكومة ومعها القوى السياسية الفاسدة عجزت عن تقديم ضمانات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة, وبمأمن عن السلاح المنفلت وفرق الموت, والمال السياسي».

ويبيّن علي ان «تشكيل اللجان التحقيقية في الحوادث هي صفة مشتركة لجميع الحكومات، لكننا لم نسمع يوما بنتائج حقيقية تكشفها هذه اللجان», واضاف ان «الحكومة تحاول كسب مزيد من الوقت وترحيل الازمات فقط».

عودة طبيعية

من جانبه, اعتبر الناشط المدني زيد شبيب, العودة المرتقبة للاحتجاجات بأنها «تطور طبيعي، نتيجة لفشل الحكومة في تنفيذ التزاماتها بالوعود المعلن عنها».

ويقول شبيب لـ»طريق الشعب», ان «الحكومة وعدت كذلك في بداية تشكيلها بالكشف عن قتلة المتظاهرين, وحصر السلاح بيد الدولة, وفرض القانون على الجميع لكنها فشلت في تطبيق هذه الوعود», مشيرا الى ان «الحكومة وعدت بانتهاج خطة اقتصادية، تنقذ البلاد من الاقتصاد الريعي وتخلق فرص عمل للشباب الباحثين عن فرص العمل, لكنها بدل ذلك اعتمدت على الورقة البيضاء التي حملت المواطن اعباء الفشل وسوء الادارة والفساد للقوى الحاكمة للبلاد».

ويضيف الناشط في محافظة النجف, ان «هذه الاسباب كفيلة باتساع رقعة الاحتجاج واعادة الزخم الاحتجاجي، بسبب تجذر المشاكل واستعصاء الحلول على نظام المحاصصة والفساد», داعيا «القوى الوطنية والمحتجين الى توحيد صفوفهم، ونبذ الخلافات من أجل تحقيق هدف التغيير المنشود».

توفير بيئة انتخابية مناسبة

من جهتها, تقول الصحفية والناشطة المدنية ايناس الحسن, ان «الهدف من حملات المقاطعة وتعليق المشاركة في الانتخابات, يجب ان لا يكون من اجل افشالها», مشيرة الى «ضرورة الضغط على الحكومة والقوى الحاكمة والمجتمع الدولي وافهامهم ان هدف المحتجين هو توفير بيئة انتخابية تمكن المرشحين المستقلين والاحزاب التشرينية والقوى المدنية من خوض تنافس انتخابي، على وفق قواعد يحددها القانون».

وتفيد الحسن في حديثها لـ»طريق الشعب», ان «الاحتجاج سوف يتسع ويخرج عن السيطرة في حال واصلت القوى المتنفذة اصرارها على التمسك بنهج المحاصصة والفساد», مشددة على ان «هدف التغيير بحاجة ماسة الى الضغط المتواصل من قبل الجماهير المتضررة».

وفي ساعة كتابة هذا التقرير, انطلقت في محافظة النجف مسيرة تضامنية مع شهداء الانتفاضة.

وسار المشاركون في المسيرة من ساحة ثورة العشرين صوب ساحة الاعتصام الرئيسية في المحافظة.

*************

الرفيق رائد فهمي

في حديث موسع

عن أيّة انتخابات نتحدث؟ *

طرحت الانتخابات المبكرة من قبل الانتفاضة كوسيلة للتغيير. والتغيير غدا ضرورة لان البلد في أزمة  عميقة. فلا أفق أمام شبابه، وهناك تردٍّ في الخدمات، واستشراء للفساد، وغياب للتنمية.. الخ. وجاءت انتفاضة تشرين،  والناس انطلاقا من المطالب الحياتية والخدمية والاقتصادية توصلوا الى استنتاج كبير : نريد وطن.

كل مطالب المنتفضين  المشروعة غير قابلة للتحقيق في ظل هذه المنظومة  القائمة. لكن هناك ارادة شعبية كبيرة لا يعبر عنها فقط من  نزلوا الى الساحات في تشرين ٢٠١٩، وبلغت اعدادهم عشرات بل مئات الآلاف، فهناك اضعافهم من المواطنين الذين يرفعون ايضا تلك المطالب. وهكذا فان التغيير بات ضرورة.

المطالبة بالانتخابات المبكرة عكست هذا المزاج الشعبي المُلحّ على التغيير، والتغيير يمكن ان يتحقق عبر الانتخابات، وهي طريق دستوري وديمقراطي وسلمي، الا ان لها مستلزمات وشروطا. وقد طالب المنتفضون في هذا الخصوص بقانون انتخاب جديد، وبمنظومة انتخابية جديدة مستقلة حقا، وقانون احزاب يتم احترامه، كذلك باشراف ورقابة دوليين.. ما نريد قوله هو ان التغيير ضرورة للبلد، وان الانتخابات لابد ان تكون دستورية وسلمية. فهي لا يمكن ان تغير الا اذا كانت حرة ونزيهة وشفافة. وقد قلنا ان المستلزمات لن تكون جاهزة اليوم، ولكن يجب العمل والضغط من اجل توفيرها، وان لم تتوفر 100  في المائة، فيجب ان يتحقق جزء منها، خاصة في الجانب الامني.

وقد مرت اشهر على تحديد موعد الانتخابات، رأينا خلالها الكثير من الاغتيالات. وواضح ان من ينفذ تلك الاغتيالات انما ينفذها بحرية كبيرة، والى جانبها ينفق المال السياسي بصورة غير محدودة.  فاذا استمر الوضع على هذا المنوال، فستعيد الانتخابات المنظومة الحاكمة نفسها، ربما بوجوه جديدة. وفي هذا اولا التفاف على المطلب الحقيقي للجماهير والمنتفضين، وهو ثانيا سيكرس واقعا معينا  بوجوه اخرى. وهذا ليس هدف المتظاهرين ولا هدف البلد، وليس فيه حل  لمشاكل البلد والمواطنين.

لقد سبق ان قلنا ان المشهد الحالي اذا بقي على حاله خلال الفترة القادمة، فلن يساعد في شيء، وهو لا يمكن ان يدفعنا الى خوض انتخابات كهذه معروفة النتائج مقدما، لاسيما والصوت الآخر المعارض غائب عنها. فلا الناخب قادر على الإدلاء بصوته بحرية، ولا المرشحون،  خصوصا من دعاة التغيير، قادرون على الكلام: بعضهم منفيون، والقسم الاخر لا يستطيع الحديث.

اذن عن أية انتخابات نتحدث في مثل هذه الظروف والأوضاع؟

وأيّة انتخابات نريد؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مقتطف من الحديث الضافي للرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والذي ننشر اليوم نصه الكامل.

**************

الرفيق رائد فهمي يستقبل رئيس التجمع الوطني التقدمي

بغداد - طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي امس الاربعاء (19 ايار 2021) الدكتور خالد المعيني رئيس التجمع الوطني التقدمي.

وبحث الجانبان تطورات الوضع السياسي وبضمنها ما يتعلق بملف الانتخابات. وتطرق الضيف الى مواقف الحزب التي عدها مواقف وطنية، وبضمنها استقالة نائبيه من البرلمان والبيان الاخير الذي اصدرته اللجنة المركزية حول تعليق الحزب مشاركته في الانتخابات،  وقال انهم في التجمع يحملون نفس الرؤية في ظل عدم حصر السلاح بيد الدولة، وتفشي الفساد المالي والاداري، مما يصعّب اجراء انتخابات حرة ونزيهة.  واتفق الطرفان على العمل مستقبلا على اقامة جبهة تكون اداة لمواجهة الفساد والمحاصصة.

وحضر اللقاء بجانب الرفيق رائد فهمي الرفيق وسام الخزعلي عضو اللجنة المركزية للحزب، ومع الدكتور خالد المعيني كل من المهندس نصير حميد السعدي والدكتور محمد  الطعان  والمهندس فرج  جبر الشويلي. 

***********

بسبب الاعتراض الامريكي

مجلس الأمن يفشل

 للمرة الرابعة !

نيويورك ـ وكالات

فشل مجلس الامن الدولي، للمرة الرابعة، في غضون ثمانية ايام، في اصدار بيان إدانة حول العدوان الاسرائيلي على فلسطين. وفي اجتماعه الذي عقد، يوم أمس الاول، استمر إصرار واشنطن على أن “البيان المشترك الذي سوف يخرج من المجلس، لن يسهم في احتواء التصعيد، وفق دبلوماسيين”.

وأفاد دبلوماسي لـ”فرانس برس”، بأن السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، قالت خلال الجلسة المغلقة: “لا نعتقد أن بياناً علنياً سيسهم في الوقت الراهن في احتواء التصعيد”.

وبحسب مصادر دبلوماسية عدة، لم تعرض الصين وتونس والنرويج، الدول الثلاث التي أعدت مشروع البيان الجديد، النص مسبقاً على أعضاء المجلس، وهي تبذل منذ أكثر من أسبوع جهودا للتعبئة الأممية ولانعقاد مجلس الأمن.

 ومنذ العاشر من أيار رفضت الولايات المتحدة ثلاث مسودات بيانات تدعو إلى إنهاء أعمال العنف، أعدتها الدول الثلاث. ودعت فرنسا مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بشأن الصراع.

************

راصد الطريق

حقوق مهدورة .. وصمت رسمي !

النائب عن ديالى فرات التميمي قال في حديث اخيرا ان”  نهر ديالى فقد ٩٠ في المائة من ايراداته حتى الآن قياسا بالفترة ذاتها من العام الماضي“. ودعا الى استخدام الورقة الاقتصادية مع  ايران وتركيا كي تطلقا المياه ونتفادي كارثة ربما تكون الأكبر في التاريخ الحديث.

ونهر ديالى يغذي بالماء بحيرة حمرين، التي يعد خزينها المائي الآن الأقل، ما ادى الى توقف عمل محطات توليد الكهرباء، التي كانت ترفد المنظومة الوطنية بأكثر من ٢٠ ميغاواط !

فِي السياق  قال وزير الموارد المائية مهدي رشيد بعدم وجود شح في المياه، مشيرا الى ان انخفاض مناسيب دجلة والفرات هو من ضمن خطط الوزارة. لكنه أشار الى قيام ايران بتحويل مجرى عدد من الروافد. ومن جانب آخر دعا تركيا الى “مراعاة حقوق العراق المائية في كل الأحوال”.

فمتى تعمل السلطات المختلفة في سبيل تأمين حقوق بلدنا من دون اتخاذ موقف تمييزي، على الأقل في التعامل الاقتصادي والتجاري مع الدول التي تتعمد الاضرار بمصالح وطننا،  وتتدخل بنحو سافر في شؤونه؟

**************

الصفحة الثانية 

نقابة الاطباء تستنكر عمليات اغتيال وخطف المتظاهرين

بغداد ـ طريق الشعب

طالبت نقابة الأطباء، الجهات الحكومية بالكشف عن قتلة الناشط ايهاب الوزني، وجميع من استشهدوا خلال التظاهرات.

وقالت النقابة في بيان لها تلقت “طريق الشعب”, نسخة منه, ان “اغتيال  الناشط ايهاب الوزني في مدينة كربلاء المقدسة واحد من الاغتيالات التي هزت الضمير الإنساني، لما لهذا الإنسان من مواقف وإصرار على التغيير”, مشيرة الى ان “الشهيد قتل على ايد تفتقر للإنسانية ومتحدية للقانون”.

وطالبت النقابة في بيانها، الجهات الحكومية بـ”كشف قتلة الوزني وكل الذين قضوا في التظاهرات، وحماية أبناء شعبنا الذين خرجوا مطالبين بلقمة العيش وبناء الوطن واحترام صوته”.

واستنكرت النقابة ما وصفته “شلال الدم الذي يجري في العراق جراء استمرار الاعتداءات بالضرب والخطف وتغييب الناشطين وتساقط شبابنا الغض الواعد بالخير، جرحى أو شهداء على يد جهات مجهولة، في ظل غياب الأمن وانعدام الحماية، وعدم اكتراث بعض المسؤولين في الحكومات المحلية والجهات الأمنية والاستخبارية”.

***************

كل خميس

إعادة تأهيل مسرح الرشيد

رسالة نجاح وجمال

جاسم الحلفي

تشهد بناية مسرح الرشيد بطوابقها العشرة حركة تعمير غير مسبوقة، في جهد تطوعي ندر مثيله خلال السنوات التي مرت. وقد تكللت بالنجاح جهود المتطوعين من منتسبي دائرة السينما والمسرح، فنانين وفنيين وشغيلة في مختلف الاختصاصات، واعادت تعمير المسرح الذي شهد الحرائق والتخريب والنهب، شأن غيره من مؤسسات الدولة التي طالها فعلُ الحواسم المشين غداة الغزو الأمريكي للعراق وما اعقبه من احتلال، والتي نسيتها الحكومات المتعاقبة، التي كان آخر ما تفكر به هو الاهتمام بالثقافة وبيوتها والفن والمشتغلين في حقوله، باستثناء حالات محدودة في فترات معينة.

ولا يمكن ان نمر على مشاريع الدولة من دون التطرق الى الفساد، الذي لا يوفر فرصة دون ان يستغلها ويقضم التخصيصات ويترك تقارير الإنجاز ورقا يتلف في اقرب مفرمة قبل رميه في سلة المهملات. وهذا ما جرى للتخصيصات التي رصدت لتعمير المسرح أيام “بغداد عاصمة الثقافة العربية” في عام ٢٠١٣. فقد صرفت ملايين الدولارات، التي كان فيها ما يكفي لأعادة المجد لهذا الصرح الذي شهد اعراسا ثقافية حقيقية، شارك في صنعها فنانون عراقيون ومبدعون عرب كبار، مثل يوسف شاهين ومحسنة توفيق وفريد شوقي وحسين فهمي ونور الشريف. الا ان المبالغ التي رصدت له تسربت الى جيوب الفاسدين والمنتفعين.

وها ان الايادي النظيفة والقلوب النزيهة تنفق اقل من ٣ بالمائة من تلك المبالغ لهذا التعمير، مع ان الأموال هي تبرعات تجمع من مؤسسات وشخصيات وطنية، وتصرف بحرص بالغ، وتكشف بشفافية كاملة.

لقد ازيحت الانقضاض وامتدت يد التعمير الحريصة لإصلاح الاضرار البليغة، وابعد الخراب عن الصرح الثقافي الكبير، وهو الخراب الذي لم تبصره عيون المسؤولين رغم انه في مرمى عيونهم من قصور حكمهم الباذخة!

وقد ابدع شغيلة الفكر واليد، والمشتغلون في الثقافة والفن، في الانتصار على الخراب والرثاثة والتوجه نحو صناعة الجمال. ودفعهم النجاح الى الاستمرار في التعمير، وتقدموا في جهودهم وواصلوا تعمير الطوابق طابقا تلو طابق، مسجلين نجاحا يليق بالحريصين على بناء بلدهم.

وانا لا انظر الى إعادة تعمير مسرح الرشيد، بطوابقه العشرة، الا باعتباره  انتصارا لقيمة مهمة، هي قدرة العراقيين على البناء والتعمير وصناعة الجمال، والانتصار على التفاهة والخراب، شرط ان تكون الإدارة نزيهة، وان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.

انه درس من دورس الاحتجاج على قيم الرذيلة والفساد والاتكالية والانانية، هذه القيم السلبية التي هي من تداعيات الأوضاع المزرية التي مر بها العراق، جراء الحروب والحصار والصراع الطائفي.

هكذا تمكنت الهمة العراقية والحرص النبيل والجهد الكبير، ومعها العناد العنيد من تبديد الظلام الذي اريد له ان يخيم على مسرح الرشيد.

انه درس نبيل للإرادة الثقافية، درس محدد لكنه غير محدود، ومطلوب تعميمه لتخليص العراق من الرثاثة والخراب، تأكيدا لما قالته انتفاضة تشرين الباسلة حول إمكانية إعادة البناء والاعمار والتنمية.

وهو درس لخص إمكانية الفوز على اليأس والقنوط واللامبالاة، درس تضحية ونكرات ذات، درس ايادٍ نظيفة وقلوب نزيهة،  درس جميل في حب العراق.

****************

محاضرو السليمانية يطالبون بتحويلهم الى الملاك الحكومي

احتجاجات الخدمات تتصاعد

بغداد ـ طريق الشعب

تصاعدت موجة الغضب الشعبي، خلال اليومين الماضيين، احتجاجا على سوء الخدمات واستمرار البطالة والفساد؛ وأقدم المحتجون على قطع عدد من الطرق الرئيسية في مناطقهم، للضغط على الحكومة بالاستجابة لمطالبهم.

قطع للجسور

وفي الناصرية, اقدم العشرات من المحتجين من اهالي منطقتي الصحفيين والكشمرة على قطع الطريق العام، احتجاجا على تردي الخدمات في مناطقهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المتظاهرين أظهروا معاناة من ضعف قدرة التيار الكهربائي وعدم وجود المحولات وانعدام شبكة ماء الإسالة, وافتقارها الى المدارس، وعدم شمولهم بإنشاء الطرق الداخلية”, مؤكدا ان “التصعيد الاحتجاجي جاء بعد وعود تلقاها اهالي هذه المناطق بتقديم الخدمات من قبل المسؤولين، لم يتم الايفاء بها”. يُشار الى ان العشرات من اهالي منطقة الموحية, اقدموا على قطع جسر الزيتون وسط المدينة، مطالبين بتوفير الخدمات.

اعتصام مفتوح

من جانبهم, حوّل العشرات من حملة الشهادات العليا في محافظة الديوانية, تظاهراتهم الى اعتصام مفتوح، امام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وذكر مراسل “طريق الشعب” ان العشرات من حملة الشهادات نظموا اعتصاما مفتوحا امام مبنى المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم, وتفعيل قانون تعيين حمّلة الشهادات العليا، وتطبيق مواد قانون الموازنة العامة الخاصة بتعيينهم”.

هذا وأنهى المهندسون المعتصمون أمام مبنى شركة نفط ميسان، اعتصامهم، مؤقتا ولمدة عشرة ايام، للسماح لإدارة الشركة بتسجيل خريجي المعاهد النفطية.

وبيّن عدد منهم، خلال مؤتمر صحفي، عقدته تنسيقيتهم بالتعاون مع نقابة المهندسين في ميسان، انهم سمحوا بإعادة فتح الشركة بعد ان كانت مغلقة لأكثر من اربعة اسابيع، وسوف يعودون لخطوات تصعيدية اخرى، حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم في فترة لا تتعدى العشرة أيام, لافتين الى ان مطالبهم تتلخص بضرورة منحهم عقودا وزارية، كان قد وعد بها وزير النفط.

قطع للطرق في ديالى

من جهتهم، قطع اهالي المقدادية طريق بعقوبة ـ خانقين، احتجاجا على تردي الخدمات.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي, صورا للعشرات من الاهالي، وهم يقومون بقطع الطريق الرابط بين بعقوبة وخانقين. 

وحوّل الاهالي تظاهراتهم الى اعتصام مفتوح من خلال نصب السرادقات على طريق خانقين ـ بعقوبة, مطالبين بإنهاء ازمة الكهرباء التي تفاقمت بشكل كبير في الآونة الاخيرة.

تظاهرات للمحاضرين

الى ذلك, تظاهر العشرات من المحاضرين في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، امام مديرية تربية المحافظة، للمطالبة بتحويلهم الى الملاك الحكومي.

وطالب ممثل التظاهرة كارزان محمد, في حديث صحفي, بـ”تحويل المحاضرين على الملاك الدائم كونهم يمثلون 25 في المائة من عدد التدريسيين في المحافظة”, مشيرا الى أن “بعض المحاضرين له خدمة تتراوح بين 5 الى 10 سنوات”.

وهدد كارزان بـ”التصعيد والاضراب عن العمل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”.

***************

بعد ان كشفت الحكومة عن أطرافه 

“الحوار الوطني”.. مصطلح “عائم” بلا مرتكزات أو أهداف

بغداد ـ عبدالله لطيف

لا تعوّل كثير من القوى السياسية والاحتجاجية والمجتمعية على خطوة “الحوار الوطني” المرتقب، الذي دعا اليه رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي؛ إذ تلاحظ شخصيات ديمقراطية ان أغلب القوى المتنفذة لم تتعاط مع دعوة الحكومة، التي لم تطرح ورقتها السياسية في ما يخص الحوار حتى الان.

وما لم تقدم الحكومة أهدافا ومرتكزات واضحة، فإن بعضا من القوى المدعوة للحوار لن تشترك.

ووفقا لمحليين سياسيين، فإن ما يجري في البلاد مرهون بخطط وأجندات خارجية، وبالتالي فإن مخرجات الحوار المحتمل، ربما لا ترضي تلك الجهات.

ويشمل الحوار الوطني الذي دعت اليه الحكومة “اربع فئات”، هي: كتل سياسية، قوى معارضة، قوى مجتمعية وشباب محتج.

مبادرة حكومية

وقال مستشار رئيس الوزراء، حسين علاوي، إن مبادرة الحوار الوطني التي دعا اليها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي “فرصة لاستعادة الدولة، وأنها ستشمل جميع شرائح المجتمع”.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية، مؤخراً عن علاوي، قوله إن “هذه المبادرة تشمل جميع شرائح المجتمع”.

وأكد علاوي أن “اللجنة العليا في مكتب رئيس الوزراء تعمل على تحديد المسارات وتصميم الورقة المرجعية، وتحديد فريق العمل والفئات التي أوضحها رئيس الوزراء والشرائح الاجتماعية. وفي مقدمتها الشباب المحتجون وكذلك القوى المعارضة”.

وأوضح أن “الفئات الأخرى المشمولة تتضمن قوى سياسية ومجتمعية، منها العشائر والشباب والنساء وكذلك القطاع الخاص”، مبيناً أن “جميع هذه الشرائح الاجتماعية ستشارك في الحوار الوطني، وهي فرصة كبيرة جداً لاستباق عمليات التعاون التي تجري وتندفع في المنطقة نحو سياسة داخلية موحدة”.

وتابع علاوي أن “هذه المبادرة هي السبيل والكفيل لاستعادة الدولة العراقية والانطلاق نحو المستقبل”.

ورقة سياسية

المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي أحمد ابراهيم، قال انه “لا توجد معلومة مؤكدة لدى الجميع عن جدية دعوة الحوار الوطني، حتى القوى المشاركة في السلطة لم تتجاوب مع هذه الدعوة”، مشيراً الى أن “من يدعو لحوار وطني يجب ان يقدم ورقة سياسية، تحتوي على اهداف ومرتكزات واضحة، كي تتمكن القوى الاخرى من التعامل معها”.

وأضاف إبراهيم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “كل القوى السياسية المشتركة في الحكومة والبرلمان، تدعي المعارضة للسطلة.

ويجد ان “المعارضة الحقيقية هي معارضة الشارع المحتج، والقوى المدنية والديمقراطية”، مبيناً ان “القوى السياسية تتجنب ان تلتقي مع قوى المعارضة، لانها تدرك ان قوى المعارضة هي الند الحقيقي لمشروعاتهم السياسية”.

وأشار المنسق العام الى ان “القوى السياسية دخلت معترك الانتخابات وهي غير موحدة، رغم اتفاق الاطراف على النزول للانتخابات في ائتلاف واحد، لكن كل القوى لها آراء متخوفة، فيكف لها ان تجري حوارا بشأن المستقبل”، مؤكدا ان “الدعوى تهدف الى تهدئة الاجواء السياسية التي اصبحت معقدة جداً”. 

مصطلح عائم

الى ذلك، وصف المحلل السياسي جاسم الموسوي، مصطلح الحوار الوطني بـ”العائم”، مشيراً الى ان العديد من الشخصيات السياسية سبق وان طرحته.

وقال الموسوي، في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “مصطلح الحوار الوطني عائم، وبين انه “مجرد كلام اكثر مما هو واقع تطبيقي، باعتبار ان قواعد اجراء حوار بين فريقين متناقضين، الاول يسعى لتجريد القوى السياسية من السلطة، واخر معترض على وجوده في السلطة، غير متوفرة، ولا تجمع بينهما اية مشتركات”.

وأضاف أن ما يطرح يبقى في “إطار الآمال” ، مشيراً الى أن “ما يجري في العراق هو خلاف سياسي مرتبط بأجندات خارجية، وهي تلعب دوراً كبيراً في العملية السياسية”. 

وأوضح أن “كل ما يقال عن ان رئيس الوزراء سيتبنى مشروع حوار مع الشباب، لن يفضي الى نتائج ايجابية”.

وأكد الموسوي أن “القوى المعارضة الحقيقية، هي الشباب المحتج منذ 11 عاما. بدأت هذه القوى بعد تشرين تنظم نفسها”، لافتاً الى أن “ما ورد عن مستشار رئيس الوزراء بأنهم سوف يحاورون قوى معارضة، اعتقد انهم سوف يتوجهون نحو قوى وشباب تشرين”.

***************

الصفحة الثالثة 

دعوات الى تخليص الجهد الهندسي الحكومي من سطوة المتنفذين

نواب يصطادون الفقراء بواسطة

«شبكة الرعاية الاجتماعية»

بغداد ـ طريق الشعب

يعتاش الموسم الانتخابي في العراق على حاجة الناس للقمة العيش، ومعاناتهم من الملف الخدمي في ما يتعلق بالبنى التحتية والفوقية؛ إذ منذ أكثر من شهر، تعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بنشاطات مسؤولين ونواب وشخصيات سياسية، والتي تشمل لقاءات بالمواطنين والاستماع لمشاكلهم، وتبليط أو إكساء شوارع وتنظيم بطولات رياضية وغيرها مما يندرج ضمن الحملة الدعائية المبكرة للانتخابات.

ويبدو أن ما طرحته وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مؤخرا، من برنامج بشمول آلاف العائلات برواتب شبكة الرعاية الاجتماعية، يشكل دسومة كبيرة لتعبئة الجماهير، في ظل القانون الانتخابي الجديد الذي يعزز المناطقية.

وكان وزير العمل والشؤون الاجتماعية، عادل الركابي، أعلن في وقت سابق عن وجود ما يقرب من مليون و400 أسرة تتقاضى رواتب شبكة الحماية الاجتماعية، لافتاً إلى زيادة تخصيصات هيئة الحماية الاجتماعية ضمن موازنة 2021 بنحو تريليوني دينار، لترتفع بذلك من 3 إلى 5 تريليونات دينار.

وقال الركابي، إن “نخطط لشمول أعداد إضافية برواتب شبكة الحماية الاجتماعية وفق قرار مجلس الوزراء، فضلاً عن إمكانية رفع سقف مبلغ الإعانات للمستفيدين منها”.

حصص لكل نائب؟

وبحسب مصادر مطلعة، فإن هناك حراكا سياسيا بدأ قبل شهر تقريبا، لاستغلال برنامج وزارة العمل في تحشيد الناخبين، عبر تسجيل عوائلهم في برامج الحماية.

وتتحدث المصادر لمراسل “طريق الشعب”، عن “وجود حصص معينة لكل نائب يقدمها إلى الوزارة، ضمن اتفاق سياسي واسع، تحت غطاء تقديم العون للعائلات الفقيرة، التي لا تستطيع غالباً التسجيل على المنصات الالكترونية، لافتقارها إلى التعاطي مع التكنولوجيا”.

ويتفق المرشحون من النواب مع تلك العائلات على التصويت لهم في الانتخابات النيابية المقبلة، مقابل رواتب محتملة في شبكة الرعاية. ورصد مراسل “طريق الشعب”، منشورات في صفحات عددٍ من النواب، تؤكد انجاز معاملات المتقدمين على شبكة الحماية الاجتماعية.

وتذكر المصادر انه “في ظل الاستغلال الحاصل لملف الرعاية الاجتماعية، برزت دعوات لإلغاء التقديم عبر النواب، لإبعاد المؤسسة التشريعية عن أية شبهات أو تنافس انتخابي”.

تبريرات برلمانية

بدورها، كشفت عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النائبة نهلة الراوي، عن سبب لجوء المواطنين إلى النواب لتسجيلهم في شبكة الحماية الاجتماعية.

وقالت الراوي في تصريح صحفي، إن “الأسر التي تم شمولها حديثاً في شبكة الرعاية الاجتماعية قدمت منذ العام 2016”، مشيرة إلى أن “البعض منهم قدم الكترونيا والبعض الآخر قدم عن طريق نواب في البرلمان”.

وأضافت أن “كثيراً من العوائل لجأت إلى بعض نواب البرلمان لغرض مساعدتهم في تسجيلهم بشبكة الرعاية الاجتماعية”.

وبررت الراوي ما يقوم به النواب بأن “بعضاً من أعضاء مجلس النواب قام بتسلم معاملات المواطنين، لغرض إيصالها إلى وزارة العمل، بحكم العلاقات التي يتمتع بها النواب في الدوائر والوزارات الحكومية”.

وتساءل عدد من المواطنين عن اسباب تأخر معاملات المتقدمين للشبكة، من الذين لم يقدموا طلبات الى اعضاء مجلس النواب، بينما انجزت غالبية المعاملات المقدمة عبر النواب؟

وتصاعدت مؤخرا التحذيرات من استغلال المؤسسات الحكومية الرسمية، ضمن الماكينة الانتخابية، وتسخير موارد الدولة في الحملات الدعائية، خلال الانتخابات التشريعية المبكرة.

وفي تصريح سابق، حذر رئيس الوزراء، فريقه الحكومي من استغلال وزاراتهم لأغراض انتخابية، فيما أكد أنهم جاؤوا لأسباب خدمية وليس لأهداف سياسية.

ويشكل استغلال موارد الدولة، إحدى أدوات الفساد في المواسم الانتخابية، حيث تلجأ بعض الأحزاب إلى وزرائها في الحكومة، لتمويل حملاتها الانتخابية، أو إحالة عقود مربحة إلى شركاتها الخاصة.

القانون الجديد ينعش الظاهرة

وأكد المحامي والناشط المدني سجاد سالم، أن القوى المتنفذة بدأت مبكرا “تشكيل ماكنات انتخابية، عينت مرشحين لها، وما زالت تبحث عن آخرين، وهي الان تستغل بشكل واضح الملف الخدمي لترويج مرشحيها”.

وقال سالم في حديث لمراسل “طريق الشعب”، ان تلك القوى “تحاول السيطرة على الجهد الهندسي داخل المديريات البلدية والخدمية، وجعلها تحت إمرة مرشحيهم، لتحقيق مكاسب انتخابية”.

واضاف “بما أن هذه الحملات (الانتخابية) مبطنة، وتأتي كجهود خدمية تطوعية، دعونا كناشطين الى متابعة الحكومة للجهد الهندسي في المحافظات، خلال هذا الوقت تحديدا، لتخليصه من سطوة المتنفذين وطموحاتهم الانتخابية غير المشروعة”.

ولفت المتحدث الى “القانون الانتخابي الحالي، بدوائره المتعددة، أحال النواب او من يطمح للوصول للبرلمان، الى مقاولين يستغلون نفوذ الجهات التي تقف خلفهم، للتدخل في ملفات التوظيف كما حصل سابقا، وكذلك الجوانب الخدمية والمقاولات”.

غياب المحاسبة القانونية

فيما ذكرت رئيسة منظمة تموز للتنمية الاجتماعية والمختصة بمراقبة الانتخابات، فيان شيخ علي، أن “استغلال الملف الخدمي يحدث قبل كل انتخابات، وهذا ما أكدناه مرارا في تقاريرنا الرصدية”.

وبشأن امكانية محاسبة هذه الحملات المبكرة قانونيا، أفادت بأن “القانون لم يتحدث عنها بشكل واضح. كما ان فترات الحملات الدعائية الرسمية تتعرض هي الاخرى الى الخروقات”.

ورأت الشيخ علي، أن “استغلال النفوذ والمال العام أصبح سمة بارزة لعمل القوى المتنفذة، خلال الفترات التي تسبق الانتخابات”.

وأكدت أن قانون الانتخابات الجديد “يركز على المناطقية، وهو بذلك سيجعل من النواب معقبين ومقدمين للخدمات، أكثر مما هم مسؤولين عن الجانب التشريعي والرقابي”.

***********************

تآكل حصة الفقراء

 في الموازنات السنوية

ابراهيم المشهداني

من المعروف أن الموازنات السنوية عبارة عن بيانات رقمية تعتمد على تقديرات تخمينية، مبنية على توقعات وتصورات العاملين في إعدادها. لكنها أبعد ما تكون عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي في شموله وتنوعه، وهذا ما يحصل في العراق حيث يجري اقرارها في البرلمان خلافا لنص المادة 61 من الدستور، كما يحصل في بعض البلدان النامية التي تتشابه مع واقعنا السياسي.

ومعلوم ان العديد من الدول التي تتبع نهجا اقتصاديا واقعيا أخذت تتخلى عن مفهوم الموازنة بوصفها اداة للسياسة المالية بحساب النفقات والايرادات لتحقيق توازن محاسبي، بل ذهبت أبعد من ذلك بأن يكون هدف الموازنة تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي للاقتصاد الكلي، فاتجهت الى موازنات البرامج بهدف تقليل التفاوت بين الطبقات الاجتماعية في توزيع الدخل، والتخلي عن موازنات البنود وهي النوع التقليدي كالذي يعتمد في بلادنا، لأن الاخيرة أداة للرقابة على الانفاق فقط وبالتالي فإنها لا تستخدم مقاييس وقواعد لتقييم الأداء وتحليل العائد والكلفة، من خلال التركيز على البرامج ومنهاج استغلال أفضل للموارد المتاحة.             

من كل ما تقدم انتجت موازنات البنود مخرجات لا تجسد العدالة في توزيع المداخيل بين الطبقات الاجتماعية، ولهذا السبب تزايد عدد الفقراء في المجتمع العراقي ليصل حسب الكثير من المصادر إلى 13 مليون مواطن تحت خط الفقر ولا يزيد دخلهم اليومي على خمسة دولارات.

وكانت موازنة هذا العام مثل سابقاتها مجسدة لحرمان قطاعات الانتاج الحقيقي من الدعم الحكومي المطلوب من أجل اخراج الاقتصاد من حالة الانكماش التراكمي. فعلى سبيل المثال بلغت حصة وزارة الزراعة في هذه الموازنة 300 مليار دينار عراقي، فيما جاء نصيب وزارة الصناعة 1173 مليار دينار، وكلاهما يمثلان   0،9 في المائة من إجمالي النفقات العامة، فيما بلغت النسبة في موازنة عام 2019 1،5 في المائة. ومن جهة أخرى انخفضت تخصيصات البطاقة التموينية التي تعتمد عليها الطبقات الفقيرة في موازنة هذا العام لتصبح 795 مليار دينار، فيما بلغت تخصيصاتها 1،5 تريليون دينار في موازنة عام 2019، اي بانخفاض نسبته 48 في المائة.

كما ان حجم الاستثمارات في موازنة هذا العام تبلغ 19،6 مليار دولار مقابل 27،8 مليار دولار في موازنة 2019، ويترتب على ذلك تباطؤ في معدلات النمو وتقلص في فرص العمل، فيما تتزايد معدلات البطالة وضحيتها ملايين الشباب العاطل خاصة المؤهلون علميا للعمل، وأسفر ذلك عن تحطيم الموار البشرية وتآكل طاقاتها الانتاجية وتعاظم الاحتجاجات المطلبية.

   ويصاحب هذه المنهج الباعث على التشاؤم تدعيم للسياسة الاستيرادية التي تفسح المجال أمام الطبقة الاوليغاركية المالكة للمصارف، للاستحواذ على العملة الصعبة من نافذة البنك المركزي، واتساع عمليات تهريب العملة إلى الخارج والتي تقدر بـ 500 مليار دولار عبر السياسة الاستيرادية الفاشلة، مما يؤدي إلى إعاقة عمليات الاستثمار في القطاعين العام والخاص، وحرمان الخزينة من ضرائب تقدر بـ 8 تريليونات دينار سنويا.

إن إعادة النظر في فلسفة الموازنات السنوية باتت حاجة ضرورية، تتطلب من الدولة مراجعتها على أساس مبدأ البرامج وليس البنود، من أجل تنمية حقيقية وعدالة ملموسة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وتوزيع الدخل.

والمقترح بهذا الخصوص هو التالي:

*زيادة حجم التخصيصات المالية الموجهة للاستثمار في الموازنات السنوية، لتزيد على 40 في المائة من اجمالي النفقات العامة، من اجل تحقيق زيادة في الانتاج المحلي الاجمالي وزيادة فرص العمل في قطاع الانتاج.

*إعادة النظر في هيكلية الانفاق الكلي في الموازنات السنوية بما يحقق نموا في مداخيل الطبقات الفقيرة في المجتمع، عبر توسيع الخدمات وتحسينها في مجال الصحة والتعليم وفرصها في الضمانات الاجتماعية.

*وضع الخطط الكفيلة بتحريك المشاريع المعطلة، نتيجة الاهمال الحكومي والتجاوز على تخصيصاتها عبر عمليات الفساد في العقود وضعف كفاءة اداراتها وهزال أدائها، والتي يجري اختيارها وفق النظام التحاصصي الجائر. 

***********************

إقبال ضعيف على اللقاحات

جدل طبي بشأن إصابات كورونا

بغداد ــ طريق الشعب

توقعت وزارة الصحة ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدة أنه لا يمكن الحكم على الإصابات بالاعتماد على الموقف الوبائي اليومي.

وكشفت الوزارة عن حصيلة اصابات يوم أمس، مقدمة أرقاما مقلقة لم تشهد أي تحسن على الصعيد الوبائي.

ارتفاع أعداد الاصابات

وقالت عضو الفريق الطبي الاعلامي للوزارة، ربى فلاح حسن، في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، إن “ارتفاع معدل الاصابات خلال الموقف الوبائي اليومي، اثبت اننا لا نستطيع الحكم على انحسار الفايروس او انخفاض عدد المصابين، في ايام قليلة، انما يحتاج ذلك الى فترة طويلة لتقييم الوضع”.

وتوقعت حسن ارتفاع عدد الاصابات في الاسابيع المقبلة، نتيجة لـ”عدم التزام المواطنين بالاجراءات الوقائية خلال فترة العيد”.

حصيلة جديدة

وأعلنت الوزارة يوم أمس، عن تفاصيل الموقف الوبائي اليومي الخاص بجائحة كورونا في العراق، حيث ذكرت في بيان لها، حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، ان “كوادرها سجلت 4609 إصابة جديدة، مقابل تماثل 5090 حالة للشفاء، و40 وفاة بالفيروس”.

واشارت إلى “تلقي 17307 شخصاً للقاح كورونا خلال الساعات الـ 24 الماضية”.

اقبال ضعيف على اللقاحات

أما بالنسبة لحملات التطعيم، فقد اكدت الوزارة “تخطي مجمل عدد الملقحين نصف المليون شخص”، مشيرة إلى “ارتفاع مستمر بحالات الوفيات، نتيجة الإصابة”.

ولفتت إلى أن “مجموع الذين تلقوا اللقاح بلغ 502720 مواطنا، حتى الان”.

اسباب انخفاض الاصابات

وفيما يتعلق بالانخفاض الطفيف في اعداد الاصابات، التي يشهدها العراق بين فترة واخرى، أوضح مدير الصحة العامة، رياض عبد الأمير الحلفي، أنها “ليست بسبب تلقي اللقاح، بل لأن معظم المصابين الحاليين، كانوا قد تعرضوا لإصابات سابقة”.

وبين في تصريح صحافي، ان من تلقوا اللقاح لا تزيد نسبتهم على 2 في المئة من السكان الذين يزيد عددهم على 40 مليونا.

وبخلاف ما ذهبت اليه د. ربى فلاح حسن، فإن الحلفي يرجح استمرار تراجع الإصابات، مشيرا إلى أن تلقيح من 60 - 70 في المئة من المواطنين وبخاصة البالغين، يضع الوباء “تحت السيطرة، وتكون هناك مناعة القطيع”.

وأشار إلى أن الكميات الواردة الى العراق من اللقاح، لا تكفي للجميع، لكن خلال الأشهر القادمة سيكون هناك ما يكفي، مستدركا  “هناك شح في اللقاحات بكل العالم، عدا الدول المنتجة للقاح، مثل أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية”.

 ************************

الصفحة الرابعة

في مناسبة يوم المتاحف العالمي

خراب 2003 يلاحق متاحف العراق

بغداد ـ طريق الشعب

لم تتمكن الحكومة العراقية حتى الان من معرفة عدد القطع الاثرية المسروقة والمحطمة في متحف الموصل، الذي تعرض للتخريب والسرقة  بعد سقوط المدينة بأيدي تنظيم داعش الارهابي عام 2014. وفيما يعمل فريق متخصص على اعادة اعمار هذا المتحف، أكدت جهات معنية قرب افتتاح متحف ميسان الذي اوشك على الاكتمال.

ويبلغ عدد المتاحف الموجودة في عموم البلاد 14 متحفا، عدا متاحف اقليم كردستان. افتتحت وزارة الثقافة حتى الان، خمسة منها، بينما تستعد لافتتاح متحفها الخامس في محافظة ميسان “قريبا”.

وتعرضت المتاحف في العراق الى سرقات كثيرة من قبل كبار تجار الاثار والمهربين، حيث تؤكد تقارير صحفية ان هناك جهودا حكومية لاسترداد الاثار المهربة وهي في اكثر من اتجاه، اولها جهات وطنية تعمل وفق تنسيق عالي تجمع وزارة الثقافة والخارجية وجهاز امني متخصص بالملف، بالاضافة الى سفارات العراق في مختلف البلدان. كذلك هناك جهود مع المؤسسات المعنية في مكافحة تهريب الآثار في باقي البلدان.

وأشارت التقارير ذاتها الى ان هناك طرقا حديثة ذكية في تعقب الاثار المسروقة؛ حيث ان قطاع المصارف والبنوك وتحديداً الجهاز المعني بغسيل الاموال في اوربا، رصد حركة غير طبيعية للأموال بين بعض البلدان، وبعد المتابعة من قبل المصارف، اتضحت انها اموال بيع بعض القطع الاثرية التابعة للعراق.  

ويصادف في 18 ايار اليوم العالمي للمتاحف، الذي اقره المجلس الدولي للمتاحف في باريس، الذي أنشئ في عام 1946، وانضمت له حوالي 164 دولة.

متحف الموصل

وتعمل السلطات العراقية مع أطراف دولية داعمة على إعادة بناء متحف الموصل، واستعادة المدينة مكانتها كمركز حيوي للثقافة في العراق.

وفي عام 2019، زار فريق من مؤسسة سميثسونيان بواشنطن، المتحف لتقييم الأضرار والبدء في وضع خطة لإعادة الإعمار، كجزء من مشروع بالتعاون مع متحف اللوفر الفرنسي، وصندوق الآثار العالمي، ومؤسسة أليف بسويسرا.

وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن المتحف الذي كان رمزا للتعدد الثقافي داخل المجتمع العراقي، حاول تنظيم داعش تدميره خلال الثلاث سنوات التي خضعت المدينة لحكمه، قبل أن يطردوا منها في عام 2017.

وقال الباحث بمعهد سميثسونيان، ريتشارد كورين، الذي يشارك في مشروع تأهيل متحف الموصل، إن “عملية الترميم من الممكن أن تساعد العراقيين في التغلب على الدمار الذي أحدثه تنظيم داعش”. وفقاً للصحيفة ذاتها.

وبجانب عملية إصلاح مبنى المتحف المتضرر بشدة، فإن الفريق المسؤول عن المشروع يواجه تحديا آخر، وهو فرز آلاف القطع الأثرية المختلفة التي دمرها تنظيم داعش.

وصمم الفريق شبكة على الأرض، حيث وضع علامات على كل قطعة أثرية قبل نقلها بعناية إلى منشأة تخزين، مخصصة للترميم في المستقبل وإعادة التجميع المحتملة.

وبعد أن قام فريق الترميم بتأمين المتحف، وإصلاح السقف الذي أصابته قذائف الهاون، وغربلة أكوام الحطام، انخرط مدير المتحف، زايد غازي ومساعدوه الآن، في “عملية التخطيط الدقيقة للعصر القادم للمتحف”، بحسب وصف الصحيفة الأميركية.

وقال غازي للصحيفة الأميركية، واصفا لحظات هدم داعش للآثار بالمتحف في عام 2015، “كان أمرا لا يصدق.. لقد ظهرت الكراهية العميقة في قلوبهم”.

تدمير وسرقة

من جانبه، قال رئيس هيئة الآثار، في وزارة الثقافة، ليث مجيد لـ”طريق الشعب”، ان “الموجودات التي كانت في حوزة متحف الموصل جزء منها تعرض للتدمير، كما بينت لنا اشرطة الفيديو المصورة، والجزء الاخر تعرض للسرقة”.

وأضاف انه حتى الان “غير معروف كيف تم تهريب القطع الاثرية، والى اي جهة ذهبت والتصوير الذي وصلنا عن التخريب بين لنا عمليات التدمير فقط، ولم يكشف لنا عن عمليات سرقة”. 

وأوضح رئيس الهيئة، انه “غير معلوم لدينا عدد القطع الاثرية التي استحوذت عليها تنظيمات داعش”، مبيناً “أننا لم نرصد في سوق الاثار العالمي القطع الاثرية المسروقة من متحف الموصل”.

وعن طريق تتبع القطع الاثرية المسروقة، قال مجيد ان “الطريقة الوحيدة الموجودة لتتبعها تسمى طريقة المياه الذكية، حيث توضع هذه المياه الذكية على كل قطعة اثار، ويوجد فيها رقم سري منظم، لا يمكن لاحد رؤيته، ولكن ليست كل اثار العراق قد تم تطبيق هذا النظام عليها، ونحن بدأنا تطبيق هذا النظام”.

وأشار الى أن “الحكومة العراقية تطالب بشكل رسمي عن طريق سفارتها بأسترداد اي اثر عراقي يظهر في اي مكان في العالم، وفي بعض الاحيان تظهر آثارنا في المزادات العالمية للآثار تتم متابعتها من قبل قسم الاسترداد ووزارة الخارجية”.

ترسخ الهوية الوطنية

وقال وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم، ان “المتحف له قدرة على ترسيخ الهوية الوطنية، كونه يربطنا بتاريخنا وهو تمهيد لاعداد ثقافة الاجيال الجديدة، لكي تتعرف الى تاريخها وترتبط به وترسخ هويته العراقية”. 

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “كثيراً ما يكرر الاعلام على ثم وجود قصدية من قبل الحكومات بالاهتمام بقطاع معين واهمال الاخر”، مشيراً الى ان “السنوات الماضية كانت كلها حروب ودماء، ولم تتمكن الحكومات من الاهتمام بالعديد من القطاعات، ومنها المتاحف وحيث كانت المحاصصة سيدة الموقف في قيادة الدوائر الثقافية، بالاضافة الى ان المبالغ المرصودة للمتاحف كانت دون المستوى”.

متاحف حضارية

وقال معاون مدير عام دائرة المتاحف العامة، في وزارة الثقافة، عباس عبد منديل، لـ”طريق الشعب”: ان “متاحف العراق تختص بحضارات وادي الرافدين، بينما المتاحف العالمية تضم اثارا لحضارات مختلفة”.

وأضاف ان “عدد المتاحف الموجودة في عموم البلاد يبلغ 14 متحفا، عدا متاحف اقليم كردستان، فيما المفتتح منها لا يزيد على خمسة، وهي المتحف العراقي في بغداد، ونماذج اخرى مصغرة من هذا المتحف في اربع محافظات، وهي:  بابل، السماوة، الناصرية والبصرة”، مؤكدا ان المتحف الخامس سيفتتح قريبا في ميسان، كما انه يوجد في اربيل متحف كرميان للفلكور.

ولا تزال البنى التحتية لبقية المتاحف مدمرة، منذ العام 2003. واكد ان “اول من اهتم بالمتاحف، هو الحضارات العراقية من خلال جملة من الشواهد التاريخية والحضارية، من بينها متحف الملك نبوخذ نصر”.

وخلص الى أن “المتاحف في العراق تمثل اقدم فكرة متحفية في العالم”.

 ********************

اللسان الملحي يهدد البصريين بالهلاك.. والوزارة تُطمّن

تصريحات متناقضة حول جفاف دجلة والفرات

بغداد ـ طريق الشعب

عزت وزارة الموارد المائية، انخفاض مناسيب المياه، الى “خطة استثنائية”، مشيرة الى ان الزراعة لا تحتاج حاليا الى المياه، لأنها في موسم الحصاد.

وفيما أكدت الوزارة ان مياه نهري دجلة والفرات، سترتفع الى “أعلى مستوى بعد شهرين”، اشارت الى وجود تنسيق مع سوريا بشأن الحصص المائية.

وتستعد الوزارة لمفاتحة الجهات المعنية في حكومتي طهران وأنقرة، لأجل “مراعاة حقوق العراق المائية”.

الاطلاق عند الضرورة

وقال وزير الموارد المائية مهدي رشيد، إنه “لا يوجد شح في مياه دجلة والفرات”، مردفا أنه “اذا لم تكن هناك حاجة للمياه فالأفضل تخزينها في الخزانات واطلاقها عند الضرورة”.

ونبّه في حديث متلفز تابعته “طريق الشعب”، الى “نحن في فترة حصاد ولا نحتاج مياه للزراعة”، مشيرا الى أنه “بعد شهرين ستكون مناسيب دجلة والفرات في أعلى مستوى لها”.

وعزا رشيد تخفيض مناسيب نهري دجلة والفرات الى “خطة وزارية”، لافتا الى أن وزارته “استطاعت تأمين خطة مائية استثنائية، وأسسنا المركز البحثي المشترك وهو مختص بشؤون المياه”.

ولفت وزير الموارد المائية الى أن “ايراداتنا من دربندخان أصبحت صفرا”، مبينا أن “انخفاض المناسيب في بحيرة حمرين يحصل للمرة الرابعة”.

وتابع رشيد أن وزارته تحقق “في موضوع قيام ايران بحفر انفاق لحرف مجرى بعض الانهر”، مشيرا الى أن “أكثر من 3 روافد تم حرف مجراها من قبل ايران”.

وكشف وزير الموارد المائية عن زيارة مرتقبة له الى ايران، لبحث موضوع المياه.

وبشأن التنسيق مع سوريا، أكد رشيد أن “هناك تنسيقا مع سوريا بشأن الحصص المائية”، مبينا أن “ذلك تم خلال اجتماعنا مع الجانب السوري لبحث موضوع الحصص المائية”، لكنه دعا تركيا الى “مراعاة حقوق العراق المائية في كل الأحوال”.

تصريحات متناقضة

وفي ما يبدو حديثا متناقضا، كان وزير الموارد المائية، قال في مؤتمر صحفي عقده في بغداد، مؤخرا، وتابعته “طريق الشعب”: إن “الواردات المائية القادمة من تركيا لنهري دجلة والفرات انخفضت بمقدار 50 في المائة”، ولم يتحدث عن خطة وزارته “الاستثنائية”.

وأكد الحمداني أن “الجانب الإيراني قام بتحويل مجرى بعض الروافد إلى داخل إيران، منها نهر سيروان، وبعض من مياه رافد ديالى. وتم التأكد من هذه المعلومات عن طريق المراقبة التقنية”، مشيرا الى ان “هذا الأمر سيولد مشكلة. وقد طلبنا من إيران عقد اجتماع حول هذا الموضوع، لكن لا توجد استجابة. كما أن الوزارة تنوي إطلاق كميات كبيرة من مياه السدود تدريجيا، وسوف يرتفع منسوب المياه في نهر دجلة خلال الأسبوعين المقبلين لتلبية متطلبات الشرب والموسم الزراعي الصيفي”.

تنسيق دبلوماسي

من جانبه، أكد المتحدث باسم الوزارة، علي راضي فاضل، وجود تنسيق دبلوماسي مع ايران وتركيا وسوريا، لضمان حصة العراق المائية.

وأوضح فاضل، في تصريح صحفي طالعته “طريق الشعب”، إن “وزير الموارد المائية عقد اجتماعا مهما مع نظيره السوري عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، لبحث ايرادات المياه وأضرار ندرة المياه بسبب الظروف المناخية.

وأن العراق ينسق مع سوريا بشأن التخزين الاستراتيجي في السدود وتوريع عائدات المياه بشكل عادل وفق المواثيق والاتفاقيات الدولية”، لافتا إلى أن اللقاءات ستتواصل “عبر جميع القنوات الدبلوماسية الرسمية مع الجانبين الإيراني والتركي، لضمان حصة العراق من مياه الأنهار المشتركة ومواجهة أزمة المياه التي يعاني منها العراق راهنا”.

عدم الالتزام بالاتفاقيات

وفي السياق، أكد عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، عبد الأمير الدبي، أن تركيا لم تلتزم بالاتفاقيات العالمية للدول المتشاطئة.

وقال الدبي في تصريح لوكالة الانباء الرسمية، طالعته “طريق الشعب”، إن “الجانب التركي تجاهل انخفاض حصة العراق المائية من خلال عدم الالتزام بالاتفاقيات العالمية للدول المتشاطئة”، لافتاً الى أن “وزارة الموارد المائية تتحمل المسؤولية، وتتابع هذا الملف بشكل فردي”.

وشدد الدبي على “ضرورة قيام وزارة الخارجية بمفاتحة الأمم المتحدة تجاه سياسة تركيا حول المياه”، مبيناً أن “تركيا شيدت سدوداً على منابع ومسار نهري دجلة والفرات، ما أدى الى انخفاض حصة العراق المائية على الرغم من وجود الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالدول المتشاطئة”. ودعا الى “أهمية تنسيق المواقف بين وزارتي الخارجية والموارد المائية في هذا الملف، الذي يعد من المواضيع الأمنية والاقتصادية، ويجب أن يتم التعامل معه من قبل الحكومة العراقية”.

تحذير

أما فيما يخص الجانب الإيراني، فقد حذّر مدير ناحية السيبة في البصرة، احمد الربيعي، من خطر ارتفاع الملوحة في شط العرب، بسبب ما تقوم به إيران.

وقال الربيعي في تصريح صحفي طالعته “طريق الشعب”، إن “نسبة الملوحة في شط العرب تجاوزت 3000 TDS وهي مقبولة حتى الان، لكن زيادته تعني ارتفاع الملوحة بشكل خطير، وأن المواطنين غير قادرين على التعامل مع هذه الملوحة من ناحية الاستعمال اليومي للمياه”.

وطالب حكومة البصرة بـ”ضرورة مخاطبة وزارة الموارد المائية لغرض زيادة الاطلاقات المائية عبر ناظم قلعة صالح، فضلا عن تحرك الجهات الدبلوماسية لإقناع الجانب الايراني بإطلاق كميات من نهر الكارون لدفع اللسان الملحي بشط العرب”.

وفيما طمأن وزير الموارد المائية في لقائه الاخير، بأنه “لن يكون هناك لسان ملحي في البصرة خلال هذا الصيف”، عزا المسؤول المحلي ارتفاع اللسان الملحي في شط العرب الى “غلق نهر الكارون من الجانب الايراني باتجاه العراق”.

مؤخرا، خبرت مصر والسودان الدرس المائي ذاته، عندما قررت إثيوبيا إنشاء سد النهضة على نهر النيل الازرق؛ فقد تصاعدت الجهود الدبلوماسية للحكومتين، لمنع تأثير ملء السد على المصالح المائية لدولتي المصب.  وهددت مصر

بـ«إجراءات مقابلة»، اذا ما قامت إثيوبيا بأي سلوك “أحادي غير مسؤول”.

وفي مقابل ذلك، لم تتمكن الحكومات العراقية المتعاقبة من ضبط إيقاع حصصها المائية في نهري دجلة والفرات، اللذين ينبعان ويمران عبر الاراضي التركية والإيرانية والسورية، الى العراق، وبرغم اعلان تلك الحكومات مرارا وتكرارا انها لديها اتفاقات دائمة مع دول المنبع، لكنها تواجه في كل موسم، أزمة شح مائي، يعرض الاراضي الزراعية الى أضرار كبيرة، بسبب قيام تلك الدول بحرف مسارات الانهر، وانشاء سدود مائية، تؤثر على الحصص المائية للعراق.

 *******************

الصفحة الخامسة 

كورونا عطّلت أعمالهم والحكومة أهملتهم

عمال العراق.. معاناة كبيرة وضغوط معيشية قاسية

بغداد – وكالات

تتزايد معاناة عمال العراق مع تفاقم أزمة كورونا، التي نجم عنها فرض إغلاقات واسعة طاولت القطاع الخاص. وتبرز هذه المعاناة بشكل جلي عند الأجراء اليوميين، الذين باتوا يتعرضون لضغوط معيشية واقتصادية واجتماعية ونفسية بسبب انقطاع أرزاقهم.

أيام بلا عمل

يتجمع عند تقاطع “حي الجامعة” في بغداد، عشرات العمال يوميا تحت أشعة الشمس الحارقة، في ما يعرف بـ “المسطر”، منتظرين عملا يوفر لهم قوت عائلاتهم.

ومن بين هؤلاء يقول ياسر الشمري  في حديث صحفي أن “العمال العراقيين يعانون غياب فرص العمل والحرمان من أبسط الحقوق”، مبيناً أن البعض منهم يبقى أياما من دون عمل”.

ويضيف إن “العمل حتى اذا توفر في بعض الأحيان، لا تتناسب أجوره مع المجهود الذي يبذله العامل” مؤكدا أن “فرص العمل غائبة، وان هناك أعدادا كبيرة من العاملين في القطاع الخاص تم تسريحهم بعد تفشي جائحة كورونا. كما أن معظم أصحاب العمل صاروا يرفضون تشغيل عمال المسطر في منازلهم، خشية أن يكونوا مصابين بفيروس كورونا فينقلوا العدوى اليهم”.

ولا يختلف الأمر في “منطقة الشورجة” التجارية عما في مساطر العمال. فهناك يتجول مئات الشباب من محل إلى آخر ومن سوق الى سوق بحثاً عن فرصة عمل، بعد أن تعطلت مصالحهم السابقة جراء تفشي جائحة كورونا.

من سيئ إلى أسوأ!

المواطن محمد العكيدي يقول في حديث صحفي أنه كان يعمل في أحد مطاعم بغداد “قبل أن يقوم صاحب المطعم بتسريح أكثر من 50 في المائة من العاملين، وأنا من بينهم”. وبيّن انه لم يترك باباً إلا وطرقه بحثاً عن عمل، لكنه حتى اللحظة لم يجد عملا يوفر من خلاله لقمة عيش عائلته.

ويضيف أن “معظم من تعطلت أعمالهم بسبب كورونا، هم من الطبقة العاملة الكادحة ذات الأجر اليومي”، مؤكدا أن “أوضاع العمال في العراق تتجه من سيئ إلى أسوأ”.

الحكومة أهملت أكبر شريحة عراقية

وفي السياق يذكر النقابي العمالي وليد نعمة ان “جائحة كورونا وارتفاع سعر صرف الدولار كان لهما أثر واضح وكبير على شريحة العمال العراقيين”، مشيراً في حديث صحفي إلى أن “العمال يعانون غياب التأمين الصحي والضمان الاجتماعي”.

ويضيف أن “الحكومة العراقية أجبرت الكثير من العمال على التسول بعد أن أهملت شريحتهم، التي تعد من أكبر شرائح البلد وأكثرها مظلومية”، لافتا إلى أن “نقابات عمال العراق، بحّ صوتها وهي تطالب بحقوق العمال وبتوفير فرص عمل تتيح لهم العيش الكريم، لكن الفوضى السياسية ألقت بظلالها على العمل النقابي أيضا”.

ويؤكد نعمة أن “النقابات لا تستطيع القيام بدورها الحقيقي ما لم يتوفر لها غطاء قانوني حقيقي”.

من جهته يقول النقابي العمالي علي الجواري ان “عشرات الآلاف من عمال القطاع الخاص في العراق، تضرروا بشكل كبير بعد توقف أعمالهم جراء الحظر الوقائي. كما أن شركات وقطاعات مختلفة في البلد لجأت إلى تقليص عدد العاملين لديها بنسب قياسية، بسبب خسائر لحقت بها إثر الجائحة. فيما قامت شركات أخرى باستقطاع نسب من رواتب العاملين لتعويض خسائرها”.

ويضيف في حديث صحفي أن “الأزمتين الاقتصادية والصحية اللتين يمر بهما العراق، أثرتا بشكل كبير ومباشر على الطبقة العاملة، ما زاد من حدة الأزمة المعيشية، حتى تراجعت القدرة الشرائية لدى العاملين بالأجر اليومي لتصل إلى الصفر أحيانا”.

إلى ذلك، يقول رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية حسين عرب ان “شريحة العمال تعرضت إلى الظلم على أيدي الحكومات المتعاقبة، ولم يتم إنصافها على مدى سنوات طويلة على المستويين التشريعي والتنفيذي. لكن هذا الظلم ازداد بعد انتشار جائحة كورونا وارتفاع سعر الدولار”.

 *********************

أگـول

من ينقذ أطفال العراق

من الضياع؟!

صالح العميدي

في الدول المتحضرة يتزايد الاهتمام بقضايا الطفولة، نظرا لما يمثله الطفل من عنصر أساسي يعوّل عليه في بناء المجتمع ورسم مستقبله، فضلا عن اقتران هذه القضية بقضايا الاسرة والمرأة التي يتبناها اليوم الكثير من المنظمات الإنسانية المعنية، محلية وإقليمية ودولية.

وتشير دراسات وإحصائيات الى المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها أطفال العراق اليوم، من قهر وجوع ومرض واستغلال واغتصاب ومتاجرة وغير ذلك، فضلا عن انتشار الأمية في صفوفهم.. كل ذلك يأتي نتيجة السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة، والصراعات الطائفية والأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد، والتي خلّفت أعدادا هائلة من الأيتام والعائلات المعدمة، وتركتهم يواجهون شظف العيش وغياب الرعاية والخدمات.

ومما زاد الأمر سوءا اليوم، هو اتساع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، إلى جانب الأزمة الصحية المتمثلة في تفشي وباء كورونا، الأمر الذي ساهم في بروز ظواهر خطيرة، تجلت في ترك الأطفال مقاعدهم الدراسية، وتوجههم نحو التسول أو العمل في مهن وأشغال لا تتناسب مع براءة الطفولة!

بناء على ذلك، نرى أنه من واجب الجهات المعنية الالتفات إلى قضية الطفولة في العراق، من خلال سن القوانين والتشريعات التي تتفق مع القوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل، والتي تهدف إلى حماية الأطفال من العنف والتعسف في العائلة والمدرسة والمجتمع، ورعايتهم وتوفير الظروف المناسبة لتنمية قدراتهم ومواهبهم، فضلا عن منعهم من العمالة وحظر جميع أشكال الاستغلال التي تمارس ضدهم، وتأمين الضمانات الصحية والاجتماعية والتعليم الإلزامي للأطفال عموما، وبشكل خاص لليتامى والمعدمين وذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين الذين يتوجب قبل هذا أن يوفر لهم المأوى المناسب، من دور حضانة ورياض أطفال وغيرها.

كما أن الأطفال اليوم بحاجة إلى برامج تثقيفية توعوية تساهم في تطوير قدراتهم العلمية والأدبية والفنية والرياضية، وتنمي شخصياتهم وتغرس فيهم روح المواطنة وقيم النزاهة واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على الملكية العامة، ونبذ العنف والتعصب والتقاليد البالية .

فهل من ينقذ أطفالنا من الضياع قبل فوات الأوان!؟

الى شركة توزيع كهرباء بغداد- الرصافة

كثيرا ما تطلب وزارة الكهرباء من المواطنين دفع اجور الكهرباء في حينها من اجل ادامة التيار  الكهربائي وهو واجب وحق ،ولكن هناك اجراء عكسي إذ يعاني اهل حي المستنصريه  في بغداد في شارع فلسطين محلة 504 من تحميل القوائم ديون مدفوعه قبل اكثر من سنه و نصف ولديهم القوائم المدفوعة والمختومه من قبل الموظف المستلم ولكنها لم تدرج ضمن الحاسبه، لذا يراجع المواطنون الشركه ويقوم احد الموظفين بشطب حقل الديون السابقه بيده ويكتب المبلغ الحالي ويسدد المواطنون المبلغ ويتكرر المبلغ في القوائم اللاحقه وهكذا منذ سنة ٢٠١٩ ولحد الشهر الحالي واغلب ألمراجعين كبار السن والدائرة  في الطابق الثاني والسلم يتكون من ٢٥ درجه مما يسبب معاناة لهم متكرره  وعلى سبيل المثال كاتب هذه المناشده دفع الديون منذ الشهر العاشر عام ٢٠١٩ ولديه القائمة  ومختومه بختم الموظف المستلم وباسمه الصريح ولكنها لم تدرج ضمن الحاسبه  نرجو من الشركه معالجة الموضوع واراحة اهالي حي المستنصريه من هذه المتاعب وتشجيعهم على دفع الاجور في حينها ولكم الشكر.

عنهم - جليل مجيد

 **********************

بعد كارثة «ابن الخطيب»

عمارات سكنية معرّضة للحرائق أيضا!

ودود عبد الغني داود

لمجرد أن نلقي نظرة على العمارات السكنية المتعددة الطوابق في بغداد، وتحديدا القديمة منها، سنجد أن معظمها يكاد يخلو من أية وسيلة للوقاية من الحوادث، وبالأخص حوادث الحرائق التي غالباً ما تنطلق من المطابخ او احدى وسائل التدفئة او بسبب تماس كهربائي وغيرها من المسببات.

وللاحتراز من هذه الحوادث الخطيرة، اتفق سكان بعض العمارات على تشكيل لجان خاصة مدعومة من قبلهم، تتكفل مسؤولية متابعة شؤون عماراتهم الخدمية والاحترازية، والتي من أهمها تأمين وسائل اطفاء الحرائق وغيرها من شروط السلامة. وقد نجح البعض من تلك اللجان في تلافي حوادث كثيرة، كان من الممكن أن تؤدي إلى كوارث لا يحمد عقباها.

انها دعوى لتشكيل مثل هذه اللجان في جميع العمارات السكنية، بالإضافة إلى الدوائر والمؤسسات الحكومية والأهلية وكل الأماكن المكتظة بالناس. ومن الأجدر أن تتلقى اللجان دعما من الجهات الحكومية ذات العلاقة.

 **********************

قرى في الحويجة تحتاج إلى مستوصف قريب

كركوك – وكالات 

ناشد اهالي ثماني قرى في قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك، دائرة الصحة في المحافظة، بناء مستوصف قريب من قراهم، مشيرين إلى ان حاجتهم لهذا الأمر باتت ملحة جدا، كونهم يضطرون إلى نقل مرضاهم للمراكز الصحية في مركز القضاء، وهي بعيدة. أحمد النعيمي، أحد سكان «قرية السادة البكارة»، ذكر في حديث صحفي أن أهالي قريته وقرى «السادة البكارة» الثانية و»البو مفرج» و»العكيدات» و»الفاروق» و»الربيع» وبقية القرى المجاورة، يناشدون دائرة صحة كركوك بناء مركز صحي قريب، كأن يكون في «قرية السادة البكارة»، مبينا أن الأهالي حصلوا عام 2011 على موافقة المجلس البلدي في القضاء لافتتاح مركز صحي قرب قراهم، وان قطاع الرعاية الصحية في الحويجة كان قد فاتح وقتها قسم الرعاية الاجتماعية في دائرة الصحة بهذا الأمر، كما استحصلت موافقة قائم مقام القضاء في كانون الثاني الماضي.

وأضاف النعيمي، أن الأهالي ينتظرون اليوم الشروع ببناء المركز الصحي، مؤكدا أن قريته والقرى المجاورة تمتاز بكثافتها السكانية العالية، الأمر الذي يجعلها بحاجة ماسة إلى مركز صحي متكامل.

وأشار إلى أن هناك قطعة أرض فارغة في قريتهم، مخصصة للخدمات العامة، ما يؤهلها لأن تكون مكانا مناسبا لبناء المستوصف، لافتا إلى أن لديهم ممرضين وممرضات مستعدون لأن يشكلوا كادرا تمريضيا للمركز الصحي.  من جانبه، ذكر مدير عام صحة كركوك بالوكالة، نبيل حمدي بوشناق، أن دائرته تلقت مطلب أهالي القرى عبر موقعها الالكتروني، مبينا في حديث صحفي، أن الدائرة ستشكل لجنة لغرض النظر في الطلب ومعرفة ما يحتاج إليه من موافقات رسمية.

وتابع قوله، أن بناء المركز الصحي يتوقف على حساب الكثافة السكانية، ورأي وزارة التخطيط، فضلا عن توفير الكادر الصحي.

********************

مواساة

  • تعزي محلية المثنى الرفيق نجم عبيد الزيادي (أبو ماجد) من الشيوعيين القدامى لحزبنا الشيوعي العراقي والذي ما زال وفياً لمبادئه الشيوعية لوفاة زوجته.

الذكر الطيب للفقيدة

  • تعزي تعزي محلية الكرخ الثانية الرفيق قاسم حمزة فرهود عضو المحلية وتشاطره الاحزان بوفاة زوجته اثر مرض عضال.

للفقيدة الذكر الطيب  ولعائلتها  الصبر والسلوان.

  • تعزي محلية المثقفين في الحزب الشيوعي العراقي الرفيقين احمد وحسين عبدالرزاق في وفاة والدهما إثر مرض عضال، للرفيقين العزيزين الصبر والسلوان وللعائلة الكريمة جميل الصبر.

*****************************

الكوت

مطالبات بتوفير سيارة إطفاء في “الكارضية”

الكوت – وكالات

طالب عدد من المزارعين في “منطقة الكارضية” التابعة إلى مدينة الكوت، مديرية الدفاع المدني بضرورة توفير سيارة اطفاء بالقرب من الأراضي الزراعية في المنطقة، كي تكون على أهبة الاستعداد لإطفاء حوادث الحريق في حال حصلت.

وأوضح المزارعون في حديث صحفي، أن أراضيهم تشهد اليوم أعمال حصاد لمحصولي الحنطة والشعير، وانها تعرضت خلال السنوات السابقة، في مثل هذه الأيام، إلى حوادث حريق لم يتم تداركها في الوقت المناسب، لافتين إلى أن الطرق التي تربط المنطقة الزراعية بمركز مدينة الكوت، وعرة وتعيق وصول عجلات الإطفاء من مركز الدفاع المدني في الوقت المناسب.

وتعرض العديد من الأراضي الزراعية في  محافظة واسط، خلال السنوات السابقة، إلى حرائق بالتزامن مع موسم حصاد محصولي الحنطة والشعير، ما سبب خسائر طائلة للمزارعين.

**********************

الصفخة السادسة - السابعة

الانتخابات الحرة والعادلة شرط مباشرة عملية التغيير

رائد فهمي: مستلزمات الانتخابات الحرة والنزيهة

ليست جاهزة ويجب العمل والضغط من اجل توفيرها

بغداد ـ طريق الشعب

أجرى المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي،  السبت الماضي، مقابلة خاصة مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، تحدث فيها عن قرار الحزب التعليق المشروط لمشاركته في الانتخابات.

في أدناه نص المقابلة :

  • المركز الإعلامي: قرر الحزب الشيوعي العراقي تعليق مشاركته في الانتخابات، ووضع أمام الجهات المسؤولة والمتنفذة اشتراطات واجبة التنفيذ مقابل العدول عن قراره هذا. ما مدى قدرة تلك الجهات على تنفيذ الاشتراطات المذكورة؟ خاصة منها المتعلقة بالكشف عن قتلة الناشطين، ومن يقف وراءهم؟

رائد فهمي: علينا أن نعود الى الأساس . الانتخابات المبكرة طُرحت من قبل الانتفاضة كوسيلة للتغيير . والتغيير غدا ضرورة لان البلد في أزمة  عميقة. فلا أفق أمام شبابه، وهناك تردٍّ في الخدمات، واستشراء للفساد، وغياب للتنمية.. الخ. وجاءت انتفاضة تشرين،  والناس انطلاقا من المطالب الحياتية والخدمية والاقتصادية توصلوا الى استنتاج كبير: نريد وطن.

كل مطالب المنتفضين  المشروعة غير قابلة للتحقيق في ظل هذه المنظومة  القائمة. لكن هناك ارادة شعبية كبيرة لا يعبر عنها فقط من  نزلوا الى الساحات في تشرين ٢٠١٩، وبلغت اعدادهم عشرات بل مئات الآلاف، فهناك اضعافهم من المواطنين الذين يرفعون ايضا تلك المطالب. وهكذا فان التغيير بات ضرورة.

المطالبة بالانتخابات المبكرة عكست هذا المزاج الشعبي المُلحّ على التغيير، والتغيير يمكن ان يتحقق عبر الانتخابات، وهي طريق دستوري وديمقراطي وسلمي، الا ان لها مستلزمات وشروطا. وقد طالب المنتفضون في هذا الخصوص بقانون انتخاب جديد، وبمنظومة انتخابية جديدة مستقلة حقا، وقانون احزاب يتم احترامه، كذلك باشراف ورقابة دوليين.. ما نريد قوله هو ان التغيير ضرورة للبلد، وان الانتخابات لابد ان تكون دستورية وسلمية. فهي لا يمكن ان تغير الا اذا كانت حرة ونزيهة وشفافة. وقد قلنا ان المستلزمات لن تكون جاهزة اليوم، ولكن يجب العمل والضغط من اجل توفيرها، وان لم تتوفر 100  في المائة، فيجب ان يتحقق جزء منها، خاصة في الجانب الامني.

وقد مرت اشهر على تحديد موعد الانتخابات، رأينا خلالها الكثير من الاغتيالات. وواضح ان من ينفذ تلك الاغتيالات انما ينفذها بحرية كبيرة، والى جانبها ينفق المال السياسي بصورة غير محدودة.  فاذا استمر الوضع على هذا المنوال، فستعيد الانتخابات المنظومة الحاكمة نفسها، ربما بوجوه جديدة. وفي هذا اولا التفاف على المطلب الحقيقي للجماهير والمنتفضين، وهو ثانيا سيكرس واقعا معينا  بوجوه اخرى. وهذا ليس هدف المتظاهرين ولا هدف البلد، وليس فيه حل  لمشاكل البلد والمواطنين.

لقد سبق ان قلنا ان المشهد الحالي اذا بقي على حاله خلال الفترة القادمة، فلن يساعد في شيء، وهو لا يمكن ان يدفعنا الى خوض انتخابات كهذه معروفة النتائج مقدما، لاسيما والصوت الآخر المعارض غائب عنها. فلا الناخب قادر على الإدلاء بصوته بحرية، ولا المرشحون،  خصوصا من دعاة التغيير، قادرون على الكلام: بعضهم منفيون، والقسم الاخر لا يستطيع الحديث.

اذن عن أي انتخابات نتحدث في مثل هذه الظروف والأوضاع؟ وأيّة انتخابات نريد ؟

  • المركز : ماذا لو سُجلت جريمة اغتيال الوزني ضمن ملف النزاعات العشائرية، مثل بعض سابقاتها؟ هل ينهي الحزب تعليق مشاركته في الانتخابات؟

رائد فهمي: نحن ننظر الى الأمور نظرة أبعد. فهذا ليس مجرد عمل احتجاجي. هناك من يروّجون للمقاطعة كعمل احتجاجي. و هذا جيد طبعا، لكننا كطرف سياسي ننظر الى العملية ارتباطا بالتغيير. ونرى أن التغيير حاجة ملحة للبلد، وان الانتخابات واحد من المسارات المهمة للتغيير. لماذا اقول واحد من المسارات؟ لأننا نعرف ان هناك عوامل بنيوية في البلد، فللقوى المتنفذة حضور ونفوذ واسعين في مؤسسات ودوائر الدولة المدنية والعسكرية، وعلى مختلف المستويات. لذا فهذه الانتخابات حتى وان كانت حرة، لن تأتي ببرلمان قادر على خلق توازن قوي لصالح قوى التغيير. لكن البرلمان قد يضم مجموعة من دعاة التغيير، الذين قد يستفيدون من دورهم ونشاطهم فيه.

الا ان هذا يجب ايضا ان يقترن بحراك، فقد لاحظنا طوال السنوات الماضية، ان اية عملية تغيير حقيقية لم تأت من البرلمان، انما جاءت من خارجه. قانون الاحزاب جاء بضغط من خارج البرلمان. تغيير قانون الانتخابات جاء بضغط من خارج البرلمان. اسقاط الحكومة السابقة جاء بضغط من خارج البرلمان.

اذن فالضغط الشعبي هو اليوم عنصر أساسي ومهم في احداث التغيير، وحتى في الدفع نحو اتخاذ اجراءات حقيقية لمصلحة الناس عبر الضغط على السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.

اكرر القول انه اذا بقيت الامور على ما هي عليه حتى موعد الانتخابات، فسيكون من المستحيل تقريبا ان ينتج عن الانتخابات شيء غير تركيبة مشابهة  للبرلمانات الاخرى، ان لم تكن اسوأ.

وبشأن الشروط التي طرحناها، وما اذا كانت قابلة للتحقيق: الحكومة تقول انها تعرف القتلة لكنها لا تريد ان تعلن عنهم، لانها لا تريد ان تحدث مواجهات دموية. ونحن بالطبع لا نريد مواجهات دموية، لكن اذا بقي الامر هكذا فسيؤدي الى ادامة الازمة، والى مزيد من التدهور.

نحن لدينا قناعة عميقة بقوة الشعب والضغط الشعبي، وقد سجلنا ذلك في محطات مهمة. والسخط اليوم كبير لدى الناس، وهذا السخط يحتاج الى تنظيم وتوجيه وتوحيد، وهو قادر على ان يشكل سندا لأي مسعى جدي حقيقي لتوفير مستلزمات الانتخابات الحرة النزيهة.

نقول اننا لن نشارك في الانتخابات اذا كانت كل العوامل غير متوفرة ، فذلك معناه عدم احترام إرادة الشعب ومساهمة في ادامة الازمة. لكننا لن نسكت. سنعمل في كل الميادين: شعبية ، جماهيرية، مع كل القوى الجادة، والتي تعمل من اجل التغيير. نعمل من اجل توفير مستلزمات هذه الانتخابات. فهدفنا ليس افشال الانتخابات. قد تكون هناك قوى تعمل على زعزعة الاستقرار لاجل منع اجراء الانتخابات، لكن هذا ليس هدفنا. نحن نعمل من اجل انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، ونضغط من اجل تأمين هذه الانتخابات. لكننا لن نكون طرفا يسهم في تهيئة سيناريو يعيد انتاج الوضع القائم. بل  سنطالب ونعمل من اجل توفير الشروط التي تحدثنا عنها. لذلك نقول بوضوح ان الغاء تعليق مشاركتنا يتوقف على توفير هذه الشروط.

  • المركز : كنتم من الداعمين والمؤيدين لإجراء الانتخابات. وعمل الحزب على تشكيل تحالف مدني واسع، وسجل مرشحيه.. وقبله دعا الناس الى تحديث سجلاتهم.. ما الذي تغير لكي تتخذوا موقفا سريعا بخصوص الانتخابات؟

رائد فهمي: كنّا نعمل كثيرا من أجل اصلاح العملية السياسية واصلاح الاوضاع. عندما تريد ان تحدث تغييرا اعمق من الاصلاح، يجب ان تكون لديك أدوات، وان تكون هناك امكانية من اجل رفع سقف المطالب. في الفترة التي سبقت الانتفاضة كانت هناك ربما عوامل تعتمل  في الشارع، احتجاجات مستمرة هنا، واضرابات هناك او اعتصامات، لكنها لم تكن قد حققت زخما كبيرا، يؤشر وينبئ بامكانية حدوث تغيير كبير.

وعندما انفجرت الانتفاضة ظهرت امكانية جديدة. وقد توقفنا أمام هذه الامكانية، فيما كانت الجهود تتواصل لاغراقها بالدم. وكان موقفنا واضحا بالتأكيد، فنحن نؤيد زخم الانتفاضة، ندعم الارادة الشعبية التي بدأت تعبر عن نفسها بكل عنفوان وجرأة، وكان الشباب بصدورهم العارية يواجهون الرصاص.

اليوم يجري الحديث عن التغيير. الناس تتظاهر، فالبطالة متفشية، والعدالة الاجتماعية غائبة، ومظاهر السلاح المنفلت تصدم العين، والخدمات سيئة، والصيف دخل علينا من دون كهرباء، والوضع الصحي يثير الرثاء، فكورونا تفتك بالناس، وهناك المآسي التي كشفها حريق مستشفى ابن الخطيب، وغير ذلك الكثير.

اذن، فلابد من التغيير والا فالبلد ذاهب الى الهاوية. وما الانتخابات المرتجاة الا احدى الوسائل السلمية لتحقيقه. والآن ومن نفس المنطلق نقول انه اذا جرت الانتخابات بنفس الطريقة والظروف السابقة، فستؤدي الى اجهاض مشروع الانتفاضة، ونحن لا نريد ان نبقى نتفرج على ذلك ونشترك في عملية نعرف ان نتائجها ستكون بعيدة جدا عما نطمح له. لذلك نريد ان نكون في موقف فاعل ومؤثر، لاجل ان تكون الانتخابات كما ينبغي ان تكون.

  • المركز : الحكومة وجهت القوات الامنية بملاحقة منفذي الجرائم بحق الناشطين. ووعدت تكرارا بالكشف عن الجهات المتورطة ومحاسبتها، وكان آخرها اغتيال الناشط ايهاب الوزني. لكنها عجزت حتى اليوم عن كشف ملف واحد من مئات الملفات ذات الصلة. فكيف تعتقدون انها ستتصرف هذه المرة؟ لا سيما وان جريمة الاغتيال الاخيرة اثارت غضبا واحتقانا كبيرين في الشارع؟

رائد فهمي: لنكن واضحين. حتى وان اعلنوا عن القتلة، فالقضية لا تقف عند هذا الحد. فهؤلاء القتلة تقف خلفهم منظومة تسندهم. وهم لا يتحركون من دون دعم قوى سياسية. وهناك نواب بدأوا يشيرون الى ان هناك قوى سياسية داخلية تقف وراء عمليات الاغتيال.

وفي ما يخص الشهيد الوزني، فانه نبّه منذ فترة الى ما قد يتعرض له، وطلب من القوات الأمنية توفير الحماية له، وقيل انه اعطاهم ايضا بعض الاسماء. فهل من المعقول ان تجري عملية الاغتيال بعد كل تلك التحذيرات والتنبيهات، بالسهولة التي جرت بها بالنسبة للمنفذين؟ واين هي اذن المنظومة الامنية؟

 قد تكون الحكومة راغبة في الكشف عن القتلة، لكنها غير قادرة كما يبدو. والحصيلة هي ان هناك وضعا منفلتا. وضعا لا يمكن ان تتم فيه انتخابات حرة، ما دام يمكن للسلاح ان يصوب نحو أي شخص لديه رأي آخر، مختلف او مخالف لرأيهم.

وأريد ان أسأل عما سيحدث في حالة استحالة اجراء انتخابات تعكس ارادة الناس؟ اعتقد ان  الناس سيصيبها اليأس، وتبعا لذلك تبرز احتمالات العزوف. فاليأس يخلق شروطا وتوجهات تقود الناس الى اطر وسياقات بعيدة عن العملية الانتخابية، التي يهيمن عليها المتنفذون، والعاجزة عن ان تعكس ارادة الناخب.

مثل هذه الانتخابات غير مفيدة اذن، وهي تشكل ابتعادا عن النهج السلمي. وتظهر تجارب الشعوب انه  عندما تغلق منافذ ومسارات التحول والتغيير الديمقراطيين السلميين، فإن القوى التي تقدم على غلقها هي التي تتحمل مسؤولية المآلات والبدائل التي تحصل، وكل الاحتقانات التي قد تتفجر بأشكال عنيفة.

انها قضية خطيرة جدا، وأبعد من أن تكون قضية انتخابات عادية وإعادة أشخاص للسلطة. فنحن هنا نتحدث عن مصير ومستقبل بلد. واليوم يعتمد البلد كليا على عوامل ليست تحت سيطرته.

فعندما يقل مردود النفط وليس في البلد انتاج وطني غيره، فمعنى ذلك انك لا تؤمّن احتياجات معيشة الناس، ولا تمنع ارتفاع الاسعار كما يحصل الآن، وهذا معناه المزيد من الفقر .. وماذا تفعل الناس؟ بدأنا الآن نرى حالات من السخط مدمرة. فالشاب الذي تغلق كل أبواب الأمل امامه، سيندفع بالتأكيد في اتجاهات شتى. ونحن نريد القول ان رسالتنا تركز على جعل البلد ينطلق في عملية التغيير مقابل اقل ثمن ممكن، وعلى ان تكون العملية سلمية، وتفتح آفاقا واعدة .

  • المركز: بين تعليق المشاركة في الانتخابات ومقاطعتها هناك العديد من القوى، التي تنسجم مع هذا التصور او ذاك. كيف يمكن توحيد هذه التوجهات؟ وما الاسلوب الذي تتفقون عليه لمواجهة قوى المحاصصة؟ لاسيما وان هناك رغبة كبيرة لدى المواطنين في تغيير الاوضاع؟

رائد فهمي: لا اريد هنا ان اطلق تعميما. نعم، يوجد في داخل الجهات المتنفذة بعض القوى التي ربما تعي المخاطر، علما ان الموقف ليس متطابقا من الجميع. وفي المحصلة ما نسبة حزم هذه القوى، اذا افترضنا ان لديها بالفعل رغبة في التغيير والاصلاح؟

اليوم ما عادت الادانة كافية، ما عاد اطلاق التحذيرات والتوصيات كافيا. فقد اصبحت الأمور واضحة النتائج. المطلوب اليوم هو الفعل، الفعل المدني السلمي الجماهيري، فهو اقوى من السلاح، وهو الذي نراهن عليه لإحداث التغيير. نعم، نراهن  على كل الحركات وكل الشباب وقوى التغيير الواسعة، لان هؤلاء الشباب يعبرون عن مطالب مجتمعية عميقة. لذلك نأمل من بعض القوى السياسية الموجودة والفاعلة، ان تتفاعل مع هذه الرؤية، وان  تمارس دورها في تأمين شروط انتخابات حرة ونزيهة، وبكل ما يعنيه ذلك من كشف قتلة المتظاهرين ومن يقف وراءهم، ومن مكافحة للفساد والسلاح المنفلت.

وما هو السلاح المنفلت؟ عندما يمارسون القتل بسلاسة، فمعنى هذا ان السلاح ليس منفلتا، وانما هو سلاح منظم. ويبدو ان هناك سندا، فالامر تكرر في اكثر من مكان، وبطريقة منظمة ومنسقة. فهو اذن ليس منفلتا، وانما هناك جهة تقف خلفه.

الدولة واللادولة

عن اللادولة يمكن القول ان المقصود هم حملة ما يسمى بالسلاح المنفلت، وهذا يشمل بالتأكيد قوى الارهاب، كذلك من يستهدفون أيّة قوة تريد التغيير. كما يشمل من يريد ان ينتزع من الدولة صلاحيتها، على اعتبار ان حصر السلاح بيد الدولة، بينما هي تتقاسمه مع الدولة، وتنتزع منها هذا الحق الحصري.

واليوم تنخر شبكات الفساد في بناء الدولة. وعندما تكون الدولة عاجزة عن التنفيذ ومترهلة، وينفذ كل شيء بزبائنيات، أفلا تعتبر هذه من قوى اللادولة؟ ثم ان كل ما ينسف بناء المؤسسات الشرعية الديمقراطية يدخل هو ايضا ضمن اللادولة. فإذا استخدمنا مصطلح اللادولة ووسعناه نجد انه لا يقتصر على حمَلة السلاح، بل يشمل حتى القوى المتورطة في الفساد، لان الفساد الآن ينخر بالدولة ويجعلها عاجزة عن الإنجاز، وعاجزة عن تلبية احتياجات المواطن الاساسية.

  • المركز : هل يتلمس الحزب رغبة، وان كانت محدودة، لدى قوى السلطة المتنفذة، في ضمان اجراء انتخابات حرة ونزيهة؟

رائد فهمي:  المصالح هي التي تحكم في النهاية.  فقسم من القوى السياسية، والمصالح التي تعبر عنها هذه القوى: مصالحها الخاصة او مصالح قوى اخرى او فئات اجتماعية تمتلك امتيازات، هي الحاكمة. فعندما يرتفع الضغط الشعبي، ويطالب بتقييد تلك الامتيازات او الغاء بعضها، فمن المؤكد ان المعنيين سيحنون ظهورهم امام العاصفة. لكنهم عندما يخف الضغط يتمددون مجددا.

يحصل هذا في كل مكان وليس فقط في العراق، لذلك نرى أن الانتفاضات تحقق مكاسب آنية. لكن انتفاضة بحجم انتفاضة تشرين، يصعب ان تدوم بمثل المستوى العالي الذي شهدناه في تشرين 2019. لذلك تقل اعداد المنخرطين فيها. وقد ساعد المتربصين بها هذا التنوع والتشتت في حركة تشرين. ويمكن ان نسميه النقص في أشكاله التنظيمية. وكان عملهم يتمثل في التسرب الى داخل  الانتفاضة، والسعي الى تفتيتها  اولا بالقمع واستهداف الناشطين، كذلك بحملات التسقيط وعبر الاتهامات. وفي المحصلة نجد منظومة كاملة عملت فيها اجهزة الدولة المختلفة وحتى من خارجها .

واليوم يشكل هذا الاحتجاج الشعبي المشروع رد فعل على اغتيال الوزني. ولا بد لنا من المحافظة على توازنه، وألا نجعله ينحرف عن الحلقة المركزية الرئيسية للمطالب: فنحن نحتج على اغتيال الوزني لانه رفع مطالب مشروعة. وقد تم اغتياله من قبل قوى تعمل بأساليب الارهاب ومدعومة من جهات معينة.

نحن اذن نطالب بتحقيق اهدافنا المتمثلة في بلد فيه كرامة، ويؤمّن المتطلبات، ونحن نضغط على الحكومة لاجل تحقيق هذه الشروط. فلا يجوز ان نحرف هذه الامور وندفعها نحو اهداف اخرى وصراعات  ليست هي ربما الأساسية. على سبيل المثال يشكل حرق المقرات رد فعل انفعاليا. ويبقى موقفك إدانة هذه الجهة، اذا كانت لديك قناعة ان وراءها دولة او جهة معينة. لكن لا تذهب في اتجاهات تعطي ذريعة للمقابل كي يحاسبك، ويحرف مسار النضال بحجة حرق ممتلكات وما الى ذلك. فالقضية اكبر، وهي تخص شعبا وعدالة وحريات وقضية الحفاظ على أمن المواطن.

  • المركز : المخاوف التي شخّصها الحزب والتي تتعلق بتهديد السلم الأهلي ومصير البلد، كيف تتعامل معها بقية القوى؟ هناك من يقول أن تراجع انتفاضة تشرين سمح لهذه القوى بالمزيد من الوقت والرهان على انتهاء الغضب الشعبي، وبقاء الوضع على ما هو عليه؟

رائد فهمي: لا شك أنهم سوف يستمرون بالتسويف. ولا تتصور إن صاحب مصلحة تريد ان تنتزع منه امتيازاته، وان تحيله الى القضاء لأنه فاسد، سيرضخ ولن يصعّب  عليك المهمة. او انه لن يستغل أية فرصة للتراجع عن أي تنازل. لذلك نقول ان قوى التغيير يجب ان تكون متماسكة ولديها رؤية، وان تسلط الضغط بصورة متواصلة، وتعتمد تكتيكات واستراتيجيات تجاه القضايا التي  تواجهها.

لذلك اتساءل في ظل التكتيكات وضمن ردود الفعل، من يتحمل المسؤولية؟ انها بالتأكيد القوى التي تمنع الاستجابة، وتعمل على تسويف المطالب وتضع عقبات امام تلبيتها. في المقابل يجب على قوى الاحتجاج ان تدرك اين توجه ضغطها وجهدها؟ اعتقد ان هناك اليوم سخطا شعبيا، وهناك ايضا تعاطف كبير مع مطالب المحتجين ومطالب المنتفضين ازاء هذه الجريمة الشنعاء، التي يجب ألا تؤخذ بشكل منعزل، أي باعتبارها مجرد اغتيال ناشط مدني. فهي كذلك مؤشر على عزم منظومة السلطات ومَن وراءها، هذه المنظومة الرافضة للتغيير، والمستعدة للتمادى في جرائمها والتستر على مصالحها ومنع حدوث اي تغيير حقيقي.

ومن ثم يأتي السؤال: لماذا اتخذنا هذا القرار اليوم، ولم نفعل ذلك قبل الآن؟ ببساطة لأننا رأينا هذا التراكم للتمادي في عمليات الاغتيال والاستهداف، وفي مسعى إسكات اي صوت يريد التغيير.

نحن نعتقد ان الأوان آن لتحفيز مزيد من القوى على المشاركة في منع انطلاق البلد على طريق الهاوية.

  • المركز : هناك من يقول ان القوى التشرينية ادركت أنها لن تحقق مكسبا في الانتخابات، ولذلك لجأت الى خيار المقاطعة، فما ردكم؟

رائد فهمي: هذه حجة مستهلكة: انتم لا تريدون المشاركة لان وزنكم ضئيل. لكن هذا تقزيم للمشكلة. القضية اكبر من هذا بكثير. فهي ليست قضية حصول على مقعد في البرلمان.

نحن اليوم نتحدث عن بلد يئنّ، بلد محاصر بأزمات شديدة جدا. رئيس الوزراء اليوم يقول: نريد اعادة ثقة المواطن بالدولة او بالنظام السياسي. لكن كيف تعيد ثقة المواطن بالنظام السياسي وانت لم تؤمّن له خدمات، ولا فرص عمل، ولا تعليما جيدا، ولا رعاية صحية جيدة، ولا تمتع بالاستقلالية في بلده؟ فالموجود هو نظام سياسي ينخره الفساد، ويقف عقبة امام ضمان الأمن للمواطن. لذلك قلنا ان علينا الا نعتبر قوى اللادولة خارج النظام السياسي فقط. فالدولة اليوم غير قادرة على محاربة الفساد، وغير قادرة على ان تقف امام القتلة.

الى متى وهذه  المساومات المستمرة من اجل اسكات هذا او ذاك، بينما الضرر يتراكم ويتحمله المواطن، ونسبة الفقر تبلغ  35 في المائة وربما اكثر، وقد تصل الى 50 في المائة؟ الى اين سنصل؟ واليوم يبشروننا بأزمة كبيرة في الكهرباء مجددا، وبمشكلة في الماء ايضا، وفي الصحة بسبب الجائحة وهشاشة مؤسساتنا، وقد رأينا ما حصل في مستشفى ابن الخطيب؟ كيف تعيد ثقة المواطن وانت ترى الفاسدين يتأهبون الآن لاعادة انتاج انفسهم في الانتخابات القادمة؟

  • المركز : يدور حديث عن تعليق المشاركة في الانتخابات بمستويات مختلفة. وقد عبر الكثير من القوى عن ارتياحه لدواعٍ مختلفة، ابرزها ان المشاركة في الانتخابات تعطي شرعية لهذا النظام، والمقصود طبعا نظام المحاصصة الذي تصر القوى المتنفذة على التشبث به؟ هل يأتي تعليق الحزب مشاركته في هذا الاطار؟

رائد فهمي: قلنا في البيان اننا نعلق مشاركتنا على توفير الشروط سابقة الذكر. وهذه الشروط ـ ونحن نقترب من موعد الانتخابات ـ لا تزال غائبة، وفي مقدمتها الأمن، ودعنا نسميه الأمن السياسي. وبالتالي فان هذه الامور كلها تؤدي الى انتخابات تديم الازمة الحالية.

لنفترض الآن ان المقاطعة حصلت، وان نسبة المقاطعين بلغت 90  في المائة. وبما انه لا توجد في نظام  انتخاباتنا عتبة محددة، فإن ذلك سوف لا يمنع من تشكيل برلمان ومن ثم حكومة،  بمشاركة انتخابية نسبتها 10 في المائة.

امام الدولة الآن - وهذا يشمل السلطتين التنفيذية والتشريعية وحتى القوى السياسية المتنفذة ـ وقت حتى يوم الانتخابات، يمكن لها ان تعالج خلاله هذا الوضع. البعض يقول انهم عاجزون عن المعالجة، لكن هذا في كل الاحوال ضغط. ولسنا وحدنا من يضغط، انما الشعب سيخرج. هناك قوى تريد مقاطعة نهائية، واخرى تقول انها ستمارس الضغط. ونحن نعتقد بامكانية تجميع مزيد من القوى للضغط من أجل توفير مستلزمات الانتخابات الحرة والنزيهة. 

نقول ان علينا الآن ان نتفق على تصعيد الضغط بالطرق السلمية الدستورية. وهذا يشمل شريحة واسعة وليس فقط التشرينيين وغيرهم من القوى. بل حتى ان جزءا من المنظومات المتنفذة لن يستطيع  الطعن في هذا المطلب المشروع.

وهذا جزء من عملية تجميع القوى لاجل التغيير، وهو سيتجاوز موضوع الانتخابات. نحن نلمس مؤشرات ايجابية، وهناك دعوة لتجميع القوى. ومطلبنا اليوم، الذي لا يطعن فيه حتى بعض القوى المتنفذة، هو: هل هناك من يشكك في ان الظروف الحالية لا تضمن متطلبات الانتخابات الحرة النزيهة؟ كلا، فحتى القوى المتنفذة غير قادرة على التشكيك في ذلك. وهذه المرة نحتاج الى وقفة جادة، وليس مجرد الخروج بخطاب وتحذير للحكومة.

المطلوب اليوم هو اجراء فعلي يبدأ بكشف القتلة ومن وراء القتلة، ويستمر في قضية الفساد وليس ان توضع محاذير امام محاسبة الفساد. اذا كان الجميع جادا بالفعل فيجب ان يوضع حد لمثل هذه الامور، وهناك امكانية لذلك. وهل من المعقول الا نستطيع كشف القتلة، ولدينا ما لدينا من معطيات وكاميرات واسماء وصور؟

انها اذن قضية ارادة سياسية. وفي المقابل هناك ارادة سياسية للتغيير، وعلى اطراف التغيير ان تجمع قواها لتكون ارادتها هي الغالبة. بمعنى ان تفرض ارادتها السياسية على ارادة القوى الماسكة بالسلطة. فان لم تستطع تحقيق ذلك، فان الشعب سيعرف عندها وعلى الاقل من هو الجاد ومن غير الجاد، فيحمّل القوى الماسكة بالسلطة كل النتائج وكل المآسي التي قد تترتب على الاستمرار بهذا النهج.

 نعتقد ان هذه نقطة مهمة لإعادة تجميع القوى، لا سيما قوى التغيير. وهذه القوى بموقفها الموحد قادرة على التأثير حتى على القوى الماسكة بالسلطة، وربما تجتذب بعض القوى نحو مطلب التغيير، ومطالب ضبط الاوضاع وتأمين البيئة السياسية والامنية المناسبة لخوض الانتخابات.

  • المركز الإعلامي : ما هي الخطوة المقبلة للحزب بخصوص سعيه الى تغيير منظومة المحاصصة والفساد؟

رائد فهمي: يواجهنا البعض بالقول كيف تلجأون الى الشارع ؟ والمقصود بالشارع البعد الجماهيري. ويضيف: يجب ان تعتمدوا الطرق القانونية والمؤسساتية. ولكن اين هي الطرق المؤسساتية؟ لو ان الامور تأخذ مجراها والمؤسسات الدستورية والتشريعية والتنفيذية والقضائية تعمل عملها، وتحاسب الفاسدين، والقتلة، وتقوم بالاجراءات الاصلاحية، لما لجأنا الى الشارع. انما نلجأ اليه لان هناك انسدادا في كل الامور، وهناك تسويف وتعطيل وممانعة وكوابح. حتى عندما تتوفر ارادة سياسية لدى هذا الوزير او لدى تلك السلطة التنفيذية، نجد هناك جهات نافذة لا رابط يربطها بالمصلحة العامة، تمنعه او تمنعها من التنفيذ. فكيف اذن تستطيع  كسر هذه الكوابح والتغلب عليها؟ المواطن وحده غير قادر. لكن الارادة الجمعية للمواطنين هي الاكبر، لذلك فان كل القوى المحافظة والرافضة للتغيير على مر العصور، وعلى اختلاف المجتمعات والدول، لديها تكتيكات تستخدمها لتفتيت وتقسيم القوى حاملة لواء التغيير، او القوى المنتفضة او القوى الثورية، سمّها ما شئت. السلطات تحاول تفتيتها، وتستخدم تكتيكات لأجل ذلك. وقد تحاول استخدام الانتخابات في ظرف معين، عندما تكون هناك مطالبات جماهيرية شعبية بالتغيير. نعم، تسعى لاستخدام الانتخابات كتكتيك للتقسيم. لذلك انا اطرح سؤالا كبيرا: عن أية انتخابات تتحدث؟

نحن نريد انتخابات حرة ونزيهة، تكون طريقا نحو التغيير ورافعة له، لاعادة رسم الخريطة السياسية، انما بشكل غير تعسفي، لأن الارادة الشعبية واضحة وتريد التغيير. البعض قد يريدها انتخابات لطمس هذه الامكانية، او للحد منها.

 لذلك اذا كانت هناك رغبة ـ ونحن نرغب ـ في ان تكون انتخابات عادلة  باعتبارها طريقة دستورية وسلمية ومؤسساتية للتغيير، فأهلا وسهلا. نحن نريدها ونعمل من اجلها. لكن الشروط الضرورية لاجراء مثل هذه الانتخابات غير متوفرة اليوم، مع الاستمرار على النهج السابق ذاته. قد يكون ثمة إجراء  اصلاحي هنا، وخطوة منعزلة هناك، لكن هذا لم يعد يفي بالغرض. فالمطلوب اليوم اجراءات اقوى واكبر، تعطي اشارة واضحة ومعبرة عن رغبة وارادة جديتين في توفير الشروط الآمنة للمواطنين.

هذا غير متوفرحاليا، ونحن نقول بوضوح: اذا لم تتوفر هذه الامور فان الضغط الشعبي سيزداد. اما كيف سيتبلور وبأي شكل، فهذا موضوع آخر. وعلى القوى السياسية ايضا ان تعي جيدا، أن لها مصلحة في الاستجابة لارادة المواطنين: في الجانب الأمني اولا، والفساد ثانيا، ومن ثم الالتفات الى المصالح الحقيقية للمواطنين: الاقتصادية - المعيشية والاجتماعية. هذه الوجهة وحدها يمكن ان تعطي المواطن أملاً، يستعيد معه شيئا من الثقة المفقودة.

********************

الصفحة الثامنة 

الحرب تقود الشعب الى “وحدة 1936”

فلسطين.. الاضراب أضر كثيراً بالاقتصاد الاسرائيلي

متابعة ـ طريق الشعب

اعلن الفلسطينيون اضرابهم الشامل ضد العدوان الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي عليهم منذ أكثر من 10 ايام، ورغم ان الاضراب له انعكاسات سلبية على حياة الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات عدة، إلا انهم اختاروا ان يضحوا بمعيشتهم بغية الحصول على تحررهم الكامل من الاحتلال.  

أبعاد كثيرة

ووصف أستاذ الاقتصاد السياسي، في جامعة النجاح الفلسطينية، بكر اشتية، في حديث لـ”الجزيرة”، بأن الاضراب لا يقاس بتأثيره الاقتصادي ليوم واحد، فهناك أبعاد وطنية وسياسية كبيرة تجسدت خلفها “وحدة فلسطين التاريخية” بإضراب لم يشهد مثله منذ الإضراب الشهير الذي خاضه الفلسطينيون عام 1936.

وقال اشتية، إن الحسابات الاقتصادية تتقزم أمام المكاسب والمفاهيم الوطنية، وتوعية جيل بأكمله “يعاني جهلا بهذا الجانب” بأهمية المنظومة الوطنية الفلسطينية ووحدتها بين الضفة الغربية وغزة والداخل المحتل والقدس.

ويرى اشتية، أن الإضراب واحد من أدوات عدة كحركة المقاطعة العالمية لإسرائيل “بي دي إس” يمكن لهذا الجيل أن يحققها ويعمل على رفع منسوب الوطنية لدى المجتمع الفلسطيني بكافة أطيافه وجغرافية مناطقه.

وعلى المستوى المحلي، استبعد اشتية وبالمفهوم المجرد، أي خسائر أو تأثير كبير للاقتصاد الفلسطيني المعتاد أصلا على الخسائر في ظل الأزمات المختلفة، فإغلاق المحال التجارية أو المصانع ليوم، لا يؤثر، كونها “أرباحا مؤجلة”.

أما العمالة داخل إسرائيل فهي المتضررة أكثر في حال استمر الإغلاق، خاصة أن إسرائيل أعلنت منع دخول من هم دون سن 45 عاما من العمال إليها.

وذكر أن الخسائر ستكون كبيرة على إسرائيل، حتى ليوم واحد، ويمكن للهبة الفلسطينية أن تحدث خللا في الاقتصاد الإسرائيلي وتزداد وتتسع باتساع رقعة الإضراب، كأن يتوقف العمال عن التوجه للعمل داخل إسرائيل شريطة تعويضهم فلسطينيا كونهم الفئة “الأكثر تهميشا في المجتمع”.

واوضح أن التأثير يتضاعف عندما يوقف التجار ووكلاء المنتجات الإسرائيلية من الفلسطينيين استيراد بضائع الاحتلال، خاصة تلك التي لها بديل فلسطيني.

وأشارت دراسة اقتصادية أجراها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية، مؤخرا، طالعتها “طريق الشعب”، إلى أن حجم التبادل التجاري مع إسرائيل والذي يمكن الاستعاضة عنه بمنتجات فلسطينية يقدر بمليار و150 مليون دولار، وهذه توفر 70 ألف فرصة عمل إذا استغلت الموارد الاقتصادية الفلسطينية جيدا. وبالتالي، عندما ينتفض الفلسطينيون وتضج وسائل الإعلام محليا وعالميا ومواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن قضاياهم الوطنية وكيفية تخلصهم من التبعية لإسرائيل فهذا “إنجاز وطني تتقزم أمامه أي خسائر اقتصادية”.

اضراب يعزز الاقتصاد الفلسطيني

من جهته، قال عضو الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل، محمود نواجعة،  أن الإضراب شكل من أشكال العصيان المدني والمقاومة أيضا، ولا يضر بالاقتصاد الفلسطيني، بل يعززه من خلال الدعوات الواسعة لمقاطعة منتجات الاحتلال، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.

وأكد في تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام، أن الإضراب أضر بالاحتلال وأصابه بحالة من الشلل، وبالمقابل أظهر أن الفلسطينيين مستعدون لدفع الثمن من أجل حريتهم.

وبحسب نواجعة، تواجه إسرائيل أصلا خسائر اقتصادية كبيرة، ولكنها لا تصرح بها، فقد باتت تخسر من تصنيعها العسكري 2 في المائة، أي نحو 37 مليار دولار سنويا. كما انخفض الاستثمار الأجنبي لديها بنسبة 47 في المائة، وانخفضت صادراتها إلى السوق الفلسطيني حسب البنك الدولي 24 في المائة.

وبعيدا عن تأثيره الاقتصادي، تبقى للإضراب أهميته السياسية عبر توحيد كل فئات الشعب الفلسطيني خاصة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 حول قضايا جوهريا ووطنية كبرى تتعلق بموقفه من الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية كجزء أصيل من الشعب الفلسطيني.

إفشال الأسرلة

وفي السياق، قال الأكاديمي الفلسطيني وعضو الكنيست السابق، إمطانس شحادة، أن “الإضراب أكد تجذرهم وعمقهم الفلسطيني، وفشل محاولات الاحتلال سلخهم عن شعبهم وأسرلتهم عبر تدجينهم وكي وعيهم”. وأضاف ان “الأضراب أفشل محاولات دفع فلسطينيي الداخل للاكتفاء بالقضايا المعيشية اليومية، وهذا سيغير قواعد اللعبة والوعي وهو الأهم بهذا المجال”.

وأشار شحادة إلى أن “تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة تقدر بأكثر من 900 مليون دولار يوميا، موزعة على العتاد العسكري، وصواريخ القبة الحديدية، وتجنيد الاحتياط بالجيش، والبطالة، وتعطيل العمل، وإغلاق المرافق الاقتصادية، وغير ذلك”.

وأعاد الاضراب الحالي الى أذهان الفلسطينيين إضرابهم الشهير عام 1936، والذي استمر 6 أشهر، وأدى بهم لإطلاق ثورتهم الكبرى ضد المحتل الإنجليزي. كما مهد لإضرابات خاضها الفلسطينيون لاحقا خلال انتفاضتهم المختلفة، ولا سيما انتفاضة الحجارة عام 1987، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهو ما تداوله فلسطينيون كثر في حساباتهم المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم.

*************

حزب الشعب الفلسطيني: المخزون الكفاحي  لا ينضب

بغداد ـ طريق الشعب

وجه حزب الشعب الفلسطيني التحية للجماهير شعبنا بمناسبة  نجاح الاضراب الشامل والمواجهات البطولية والمتواصلة على مختلف مواقع التماس مع الاحتلال الصهيوني وعصابات مستوطنيه.

واكد الحزب في بيان تلقت “طريق الشعب”, نسخه منه, ان “شمول الاضراب كل فلسطين التاريخية، هو تعبير عن وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أهدافه وهويته الوطنية، كما وحد نضاله في مواجهة الاحتلال وعدوانه المستمر على شعبنا”.

وحيا الحزب “الفلسطينيين في كل مكان، وهم يسطر ملحمة بطولية في الدفاع عن انفسهم ومقدساتهم ومقدراتهم وهويتهم الوطنية في مواجهة عدو فاشي عنصري يوجه كل مقدراته العسكرية والمادية ضد الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه والمصر على القتال والمقاومة حتى تحقيق أهدافه الوطنية”.

وثمن الحزب “الشعوب العربية والاحرار في العالم اجمع على وقوفهم الى جانب فلسطين وادانتهم للعدوان الفاشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”.

وطالب الحزب “المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها الذي طال البشر والحجر واستهدف المدنيين الابرياء ومساكن المواطنين ومقدرات الشعب الفلسطيني في جريمة حرب تستمر يوميا”.

*************

وزير الخارجية اللبناني

يطلب الإعفاء من مهامه

بيروت ـ وكالات

أكدت الرئاسة اللبنانية، أمس، أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة، طلب من الرئيس ميشال عون، الإعفاء من وزارة الخارجية، جاء ذلك على خلفية تصريحات أدلى بها الوزير خلال مقابلة تلفزيونية أدت إلى توتر العلاقات مع حلفاء بلاده التقليديين من دول الخليج والدول المانحة.

وأثارت تصريحات وهبة، الاثنين الماضي، توترات، والتي أشار خلالها إلى أن دول الخليج دعمت صعود تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى تصريحات اعتبرت مسيئة. وذكرت وزارة الإعلام اللبنانية، أن وهبة أكد بعد لقائه عون أنه "في ضوء التطورات الأخيرة والملابسات التي رافقت الحديث الذي أدليت به إلى إحدى المحطات التلفزيونية، وحرصا مني على عدم استغلال ما صدر للإساءة إلى لبنان واللبنانيين، تشرفت بمقابلة فخامة الرئيس وقدمت إليه طلب إعفائي من مهامي ومسؤولياتي كوزير للخارجية".

وكانت السعودية والإمارات والكويت والبحرين قد استدعت سفراء لبنان وأصدرت شكاوى رسمية. كما طلبت وزارة الخارجية المصرية من السفير اللبناني في القاهرة، على الحلبي، تقديم تفسير لما أدلى به الوزير شربل وهبة من تصريحات مسيئة بحق الدول والشعوب العربية الشقيقة في الخليج. وكان وهبة قد أدلى بتصريحات لاذعة بشأن دول الخليج خلال مقابلة تلفزيونية، وألقى باللوم عليها في انتشار تنظيم الدولة الإسلامية.  وقال وهبة في مقابلة مع شبكة "الحرة" التلفزيونية: "دول المحبة والصداقة والأخوة، جلبوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر"، في إشارة إلى مناطق التي استولى عليها تنظيم "داعش" في عام 2014، في سوريا والعراق.  وردا على سؤال عما إذا كان يقصد "تلك الدول" دول الخليج، قال وهبة إنه لا يريد أن يذكر أسماء، بيد أنه ردا على سؤال آخر عما إذا كانت دول الخليج قد مولت التنظيمات الارهابية، قال: "من الذي مولهم آنذاك، هل أنا؟".ويمر لبنان بمشاكل اقتصادية كبرى تشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية 1975 - 1990.

***************

المدعية العامة في نيويورك: تحقيق جنائي يخص ترامب

واشنطن ـ وكالات

قال مكتب المدعية العامة في نيويورك، أمس، إن التحقيق في بعض نشاطات مؤسسة ترامب أصبح يتعلق بجوانب جنائية.

وأوضح المتحدث باسم المدعية العامة ليتيا جيمس، أن التحقيق في نشاطات شركة العقارات التابعة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يعد ذي "طابع مدني".

وكانت ليتيا جيمس تحقق في التعاملات المالية لترامب قبل أن يصبح رئيسا.

ويقول مساعدو ترامب، إن الشركة لم ترتكب أية مخالفات، وإن التحقيق الذي تشرف عليه، ذو طابع سياسي.

ونقلت "بي بي سي"، عن المتحدث باسم المدعية، فابيان ليفي، قولها:  "لقد أخبرنا مؤسسة ترامب أن التحقيق في نشاطاتها لم يعد ذا طابع مدني بل أصبح جنائيا. نحن الآن نجري تحقيقا جنائيا في نشاطات مؤسسة ترامب، وليست لدينا تعليقات أخرى".

ولم يتضح من البيان ما الذي حوّل التحقيق إلى الصيغة الجنائية، وما إذا كان الرئيس السابق مشمولا بأية ادعاءات.

ويتعلق التحقيق ذو الطابع المدني بأضرار سببت لأشخاص أو مؤسسات خاصة. أما القانون الجنائي فهو يتعلق بإضرار تطال المجتمع ككل والدولة.

وبدأت المدعية التحقيق المدني في شهر آذار عام 2019 في ادعاءات بأن ترامب قام بتضخيم قيمة ممتلكاته، حين طلب الحصول على قروض من بنوك. بينما قام بتخفيض قيمتها حين دفع الضرائب.

وقام مكتبها بالبحث عن وثائق تخص أربع ممتلكات لمؤسسات تابعة لترامب في مانهاتن ونيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو.

وقال مدعي حي مانهاتن سيروس فانس في المحكمة في شهر آب الماضي، إن مكتبه يحقق في "سلوك جنائي طويل الأمد" في مؤسسة ترامب.

واستندت الدعوى التي قدمها مكتب فانس إلى مقالات حول تزوير لوثائق تتعلق بقضايا بنوك وتأمين في الشركة.

ويحقق مدعي مقاطعة مانهاتن أيضا فيما إذا كان حصل تلاعب للتغطية على دفع مبالغ مالية لنساء من أجل السكوت على انتهاكات بحقهن عام 2016، بعد أن قلن إنهن كن على علاقات مع ترامب. وقال مكتب فانس في شهر شباط، إنه حصل على الإقرار الضريبي الخاص بترامب من أجل التحقيق، وذلك بعد معركة قانونية طويلة. وكان ترامب قد رفض الكشف عن إقراراته الضريبية طوال فترة رئاسته، بالرغم من تعرضه لضغوطات قوية ليفعل ذلك.

***************

الناخبون يعاقبون اليمين واليمين المتطرف

اليسار في تشيلي يحقق انتصارا استثنائيا

رشيد غويلب

على عكس كل التوقعات، حققت قوى اليسار في تشيلي فوزا انتخابيا شاملا مساء الأحد 16 أيار الجاري. وجاء انتصار اليسار المفاجئ في انتخابات أعضاء الجمعية التأسيسية وكذلك في انتخابات برلمانات المناطق، والانتخابات البلدية، واستطاعت شخصيات يسارية اشغال مراكز متقدمة في العديد من المناطق.

حصلت “قائمة المدينة” التي تضم نشطاء الحركة الاحتجاجية الأخيرة في تشرين الأول 2019 على 27 مقعدا في الجمعية التأسيسية التي ستعد مشروع دستور جديد يحل محل دستور الليبراليين الجدد الموروث من عهد الدكتاتورية الفاشية بزعامة بينوشية. وكانت التوقعات التي سبقت يوم التصويت منحت القائمة، 9 مقاعد لا أكثر. 

الشيوعيون يعودون بقوة إلى الواجهة

وحقق تحالف “ثابتون على الكرامة” الذي يضم الحزب الشيوعي وجبهة أمبليو اليسارية نجاحًا مفاجئًا. لقد حصل التحالف على 28 مقعدًا في الجمعية التأسيسية. وهكذا، حققت القوى المناهضة لليبرالية الجديدة نسبة الثلث المعطل، التي طال انتظارها، وسيكون لها دور حاسم في صياغة مشروع الدستور، وتثبيت المزيد من مطالبها في تعميق الديمقراطية والحقوق الاجتماعية الأساسية وحماية البيئة.

وعلى المستوى المحلي. تولى رؤساء البلديات اليساريون مناصبهم في عدة بلديات مهمة. وفي العاصمة سانتياغو، انتصرت المرشحة الشيوعية إيراجي هاسلر على خصمها اليميني فيليبي أليساندري. وهذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها الشيوعيون المركز السياسي في البلاد. يذكر ان الحزب الشيوعي ومنظماته الطلابية والشبابية لعبت دورا مؤثرا ليس في الحراك الاحتجاجي الأخير في تشرين الأول 2019، بل أن كوادره الطلابية تصدرت الاحتجاجات الكبيرة التي اجتاحت البلاد منذ عام 2013.

وقال مرشح الحزب الشيوعي لانتخابات الرئاسة دانييل جادو، مساء الأحد، “اليوم بدأت إمكانية حدوث تغيير حقيقي في تشيلي”. وتعتبر نتيجة الانتخابات مؤشرا قويا لنتائج انتخابات الرئاسة المقبلة التي ستجري في تشرين الثاني المقبل والتي يعتبر فيها المرشح الشيوعي الأوفر حظًا وفق آخر استطلاعات للرأي.

ونجاحات يسارية أخرى

وفي منطقة فالبارايسو، فاز الناشط البيئي رودريغو مونداكا بموقع حاكم المنطقة بعد حصوله على 43,7 في المائة، وفي جولة الانتخابات الأولى. وأصبح معروف عالميًا، بسبب دوره في النضال ضد خصخصة المياه، وضد ملاكي مزارع الأفوكادو الكبار. ويعد انتصاره إعلان حرب على ما يسمى ببارونات الأفوكادو، الذين استولوا على قرى ووحدات إدارية بأكملها وشوهوا السياسات المحلية.

معاقبة اليمين واليمين المتطرف

تعرضت أحزاب اليمين واليمين المتطرف إلى هزيمة قاسية.  ولم يحققوا هدفهم في الحصول على نسبة الثلث المعطل. وخسروا البلديات المهمة خارج أحياء الطبقة العليا في العاصمة سانتياغو. لقد حصلوا على 37 مقعدًا فقط وهم معزولون داخل الجمعية التأسيسية الجديدة.

وعوقبت أحزاب التحالف الحكومي السابق بشدة، وحصل الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي كان لديه عدد من رؤساء البلديات، على مقعدين فقط. واعترف أعضاء الحزب الواحد تلو الآخر بفشل حزبهم. وبعد إعلان النتائج، انسحبت المرشحة الديمقراطية المسيحية خيمينا رينكون من السباق الرئاسي المقبل. لقد اختفى المركز الليبرالي الجديد عمليا من المشهد السياسي. وبلغ عدد من يحق لهم التصويت قرابة 14 مليون ناخب، لاختيار اعضاء الجمعية التأسيسية البالغ عددهم 155 عضوا، منهم 17 مقعدا مخصصة لممثلي السكان الأصليين. وتوزع مقاعد الجمعية التأسيسية مناصفة بين الرجال والنساء.

ويفترض أن تتم صياغة الدستور الجديد في غضون تسعة أشهر، قابلة للتمديد لمدة أقصاها ثلاثة أشهر. وسيتم إقرار مشروع الدستور الجديد في استفتاء عام 2022.

وتعد النتائج أكبر الانتصارات التي يحققها اليسار منذ فوز الجبهة الشعبية الموحدة بقيادة الزعيم اليساري سلفادور اليندي، الذي استشهد في القصر الرئاسي وهو يقاوم انقلاب 11 أيلول 1973 الفاشي.

*************************

الصفحة التاسعة 

النساء يتحملن وطأة الجوع في جنوب السودان

تشكل مدينة بيبور بؤرة أزمة الجوع المروعة التي تجتاح جنوب السودان في الوقت الراهن. هذه الأزمة يصفها عاملون في منظمات غير حكومية ناشطة في المنطقة، بأنها قد تكون الأكثر ضراوة في “الذاكرة الحية” للبشرية.

لكن في حين أن المجاعة التي تعصف بمدينة بيبور تساهم في تدمير كل من الرجال والنساء هناك وتضع حداً لحياتهم، فقد تبين من خلال دراسات أجريت حديثاً أن النساء هن غالباً “آخر وأقل من يتناولن طعاماً” في الدول التي تواجه حروباً أو ترزح تحت وطأة الجوع. ولتوضيح الأمر بصورة أفضل، فإن قرابة 60 في المئة من أصل 690 مليون شخص يعانون في الوقت الراهن من الجوع أو من انعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء العالم، هم من النساء والفتيات.

في مدينة بيبور، تكافح غالبية الأسر في هذا الوقت من أجل البقاء على  قيد الحياة من خلال تناول وجبة واحدة فقط من الطعام كل يوم، في حين يضطر آخرون إلى مواصلة حياتهم بلا أي طعام لأيام كاملة. حتى أن بعض التقارير أفاد عن حدوث وفيات بسبب الجوع.

وفي حديث مع “اندبندنت”، أشار ريتشارد أورينغو مدير برنامج “بلان إنترناشونال” (منظمة إنسانية وتنموية مستقلة تعمل في 71 دولة في جميع أنحاء العالم لتعزيز حقوق الأطفال والمساواة للفتيات) في جنوب السودان، إلى أن “هذه المشكلة تنعكس بشكل أكبر على النساء والفتيات، فالتقاليد والمعايير الثقافية السائدة تقضي بأن تكون النساء والفتيات آخر من يفترض به أن يحصل على غذاء. وهذا يعني أيضاً أنه إذا نضب الطعام فلن يحصلن على أي وجبة، على الرغم من أنهن اللاتي يتكلفن عناء إحضار الطعام وطهيه. وفيما تفرض الأزمة على الأسر أن تتناول وجبة واحدة في اليوم، فإن مفاعيلها هي أشد وطأة على النساء وأكثر سوءا”.

ويضيف أورينغو أن الأولوية تعطى لـ”أرباب الأسر” كالآباء أو الأبناء، موضحاً أن التقليد يقضي بأن تهتم النساء بالأعمال المنزلية، وألا يتعاطى الرجال بشؤون الطعام، إلا فقط عندما يتناولونه.

ويتابع مدير برنامج منظمة “بلان إنترناشونال” الذي يساعد في توزيع الأطعمة على الأسر في تلك المنطقة قائلاً: “تقوم النساء بإحضار الطعام ويتكبدن عناء حمله إلى المنزل لمسافات طويلة، الأمر الذي يجعلهن عرضة لخطر الاستغلال الجنسي. وإذا كانت الأسر غير قادرة على تأمين طعام يكفي لجميع أفرادها، فيتوجب حينها أن يُبعد أحدهم لتخفيف العبء عنها. وهذا ما يؤدي عادة إلى زيجات مبكرة وقسرية للفتيات، وهو أمر مروع”.

ويرى ريتشارد أورينغو، أنه من “المحبط” أن يعاني بعض الناس من الجوع في وقت يوجد فيه “فائض من الطعام الذي يتعفن” حول العالم. وينبه إلى أن التخفيضات العالمية التي تجرى على برامج المساعدات، تترجم تقليصاً في الأغذية للأسر المبتلاة بآفة الجوع، محذراً من أن هذه الأزمة في مدينة بيبور جنوب السودان تحديداً، ستتفاقم وتزداد سوءاً بسبب الفيضانات المتوقعة في الشهر المقبل أو نحو ذلك.

ويوجه أورينغو صرخة بقوله: “نريد للعالم أجمع أن يعرف حقيقة الوضع في جنوب السودان. إنه لأمر مخيب للآمال في بعض الأحيان، فنحن نتوقع أن يشعر العالم كله بالقلق وأن يبدي اهتماماً بهذه المشكلة”.

معلوم أن دولة جنوب السودان، هي أحد أكثر البلدان فقراً في العالم، وقد استنزفتها حرب أهلية شرسة في الأعوام الأخيرة أودت بحياة عشرات الآلاف من الناس. وتسبب النزاع الدائر فيها بنزوح نحو ثلث أهالي البلاد التي يبلغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين شخص، عن منازلهم.

أما مقاطعة بيبور التي تقع في شرق البلاد، فتشهد هي بالتحديد صراعاً دموياً مميتاً بين قبائلها، كما أنها تعد من أكثر المناطق التي يفتك بها الجوع. وتقدر مبادرة “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” التي تراقب الأمن الغذائي حول العالم، أن نسبة هائلة من سكان جنوب السودان تصل إلى 60 في المئة- أي قرابة 7 ملايين و200 ألف شخص- سيعاني أفرادها من انعدام حاد في أمنهم الغذائي، في الفترة الممتدة ما بين نيسان وتموز هذه السنة، الأمر الذي يتطلب تقديم مساعدة ملحة لهؤلاء ليتمكنوا من تفادي شبح الموت.

وفي هذه المرحلة، من المرجح أن يتم تصنيف سكان ولاية جونقلي التي تقع فيها منطقة بيبور، والذين يقدر عددهم بنحو 800 ألف شخص، على أنهم شعب “في حال طوارئ” أو “في وضع منكوب”.

وتشكل أزمات الجوع في جنوب السودان عبئاً غير متناسب على النساء والفتيات بشكل خاص، بسبب حالات الزواج القسري الذي يفرضه عليهن ذووهن، في محاولة للتخلص من مسؤولية إطعامهن، كما أن عقد القران يعد وسيلة لتحقيق أموال إضافية للأسرة.

وتلفت منظمة “بلان إنترناشونال” إلى أن النزاع الذي طال أمده في تلك البلاد، جعل من اختطاف القبائل نساء وأطفالاً من الجماعات المعارضة في الأعوام الأخيرة، وسيلة للانتقام منها. في حين أنه غالباً ما يتم تزويج النساء والأطفال المختطفين في مقابل الحصول على أبقار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت” عربية – 16 أيار 2021

 **********************

صوفي شول: الطالبة التي قاومت هتلر وألهمت ألمانيا!

جيني هيل

لا يعرف اسم صوفي شول على نطاق واسع خارج ألمانيا، لكنها اسم معروف ورمز في بلدها بفضل قصتها الاستثنائية.

ويحتفل الكثيرون في عطلة نهاية الأسبوع هذه بعيد الميلاد المئوي لصوفي، التي قاومت أدولف هتلر ودفعت حياتها ثمنا لذلك. وقد رويت قصة مقاومتها مرارا في كتب وأفلام ومسرحيات، وتستمر في إلهام الناس حتى وقتنا الحاضر.

ولدت صوفي شول في عام 1921 في بلد كان يعيش فترة أزمات، لكن طفولتها كانت آمنة ومريحة.

كان والدها عمدة بلدة فورشتينبرغ في جنوب غرب البلاد، إلا أن الأسرة انتقلت لاحقا إلى مدينة أولم. ونشأت صوفي واخوتها الخمسة في أسرة لوثرية، تعلي القيم المسيحية.

وعندما وصلت إلى سن المراهقة، كان أدولف هتلر يحكم البلاد.

لا تقل لي إنه من أجل وطننا

في البداية، كان هانز شقيق صوفي من داعمي الحزب النازي، مثل العديد ممن كانوا في أعمارهم آنذاك، انضم هانز لحركة شباب هتلر التابعة للحزب، في حين انضمت صوفي للمنظمة الشقيقة «رابطة الفتيات الألمانيات».

وكان والدهما معارضا شديدا لهتلر، وراعه هذا الحماس الأولي لديهما، لكن تأثير العائلة والأصدقاء بدأ يؤثر على هانز وصوفي بمرور الوقت. ولم يقدر الأخوان بتعليمهما المنفتح على التماهي مع سياسات الرايخ الثالث، ولاحظا الطريقة التي كان يعامل بها معارفهما من اليهود والفنانين، وبدآ في رؤية النظام الحاكم بعين ناقدة.

ومع اجتياح هتلر لبولندا، كانا قد حسما موقفهما بالاتجاه إلى المعارضة.

وأُرسل الشباب الألمان إلى القتال، وكتبت صوفي لصديقها الحميم الذي جند كذلك، فريتز هارتناغيل: «لا أستوعب لمَ يستمر بعض الناس بالمخاطرة بحياة الآخرين. لا أفهم ذلك أبدا وأراه شيئا مروعا. لا تقل لي إنه من أجل وطننا».

وجذب هذا الحساب عبر انستغرام، الذي أطلق حديثا لتوثيق حياة صوفي شول عن طريق ممثلين معاصرين، حوالي نصف مليون متابع.

ولحقت صوفي بشقيقها هانز في جامعة ميونخ، وكونا صداقات مع نفس المجموعة من الأصدقاء التي عرفت باهتماماتها المشتركة بالفنون والثقافة والفلسفة. ودرست صوفي هذه المواد بجانب تخصصها في الأحياء، ويقال إنها أحبت الرقص والعزف على البيانو، وكانت رسامة موهوبة.

لكن هذه الفترة من تاريخ ألمانيا اتسمت بالعنف. وانخرط بعض الطلاب في هذا الأمر. كانوا يعيشون في ظل الديكتاتورية وأصروا على المقاومة.

لن تكمم أفواهنا

ضمت مجموعة الوردة البيضاء ستة أعضاء، وهي مجموعة أسسها هانز شقيق صوفي وصديقه ألكسندر شموريل. وانضمت صوفي إليهما، بجانب كريستوف بروبست، وويلر غارف، وأحد أساتذتهما ويدعى كيرت هوبر.

وطبع أفراد المجموعة ووزعوا عددا من المنشورات بمساعدة شبكة من الأصدقاء والداعمين. وحثت هذه المنشورات المواطنين الألمان على مقاومة النظام النازي، وإدانة قتل المواطنين اليهود والمطالبة بإنهاء الحرب.

وكتب في أحدها: «لن تكمم أفواهنا. نحن صوت الضمير، والوردة البيضاء لن تترككم في سلام».

وأصدرت المجموعة الوثيقة السادسة في بداية عام 1943.

وجاء فيه: «سيدمر اسم ألمانيا إلى الأبد إذا لم ينهض الشباب الألماني وينتقم ويغير الوضع الحالي، ويسحق الطغاة وينشئ أوروبا روحانية جديدة».

وكان من المفترض أن يكون آخر إصداراتهم.

صوفي شول كانت ترمي المنشورات من الدور الأعلى لجامعة لودفيغ ماكسميليان في ميونخ

وفي 18 شباط 1943، كان هانز وصوفي شول يوزعان المنشورات في الجامعة.

وليس من الواضح لمَ صعدت صوفي إلى الدور الأعلى المطل على البهو في مبنى الجامعة الرئيسي، حيث ألقت بمجموعة من المنشورات. ويرجح أنها أرادت أن يرى المنشورات أكبر عدد ممكن من الطلبة.

ومع تناثر الأوراق إلى الأرض، رآها أحد العمال وأبلغ البوليس السري (غستابو).

واستجوبت صوفي وشقيقها هانز، وحكم عليهما بالإعدام بعد محاكمة صورية. ورفضا خيانة باقي المجموعة، لكن السلطات كانت تتبعتهم في كل الأحوال. وخلال عدة أشهر، أُعدمت المجموعة بالكامل.

وفي صباح يوم الإعدام، قالت صوفي البالغة من العمر 21 عاما:

«ياله من يوم مشمس جميل، وأنا عليّ الرحيل... ماذا يهم موتي، إذا كنا قد أحدثنا صحوة لدى الآلاف وتحفزوا للتحرك؟»

هذه الكلمات، وشجاعة صوفي، ما زالت محل فخر وتقدير في ألمانيا حتى اليوم، وسميت مدارس وشوارع باسمها واسم أخيها. ويحزن البعض لأن باقي أعضاء «الوردة البيضاء» لم يحظوا بمثل هذا التكريم.

اسما صوفي وهانز شول معروفان في ألمانيا، على عكس باقي أفراد مجموعة «الوردة البيضاء»

وتصدر دار صك العملة الألمانية عملة تذكارية في عيد ميلاد صوفي شول المئة، كما تخصص من أجلها صلوات في الكنائس، وأُطلقت قناة جديدة عبر انستغرام لتوثيق حياتها.

وسيتأمل العديدون هنا في حياة هذه الشابة التي ما زالت حاضرة في قلوب وعقول الناس حتى اليوم بشجاعتها وإصرارها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«بي بي سي» – 10 أيار 2021

 *******************

فيسبوك

يكيل بمكيالين !

اتهم نشطاءٌ منصات التواصل الاجتماعي بتعمد التعتيم الإعلامي، بحجبها أصواتهم الداعمة للقضية الفلسطينية، وذلك بعد تلقي معظم رواد الشبكات الاجتماعية تحذيرات بالحظر وحجب منشوراتهم التي تتضمن وسم «أنقذوا حي الشيخ جراح»، مع التهديد باحتمالية حذف الحسابات بصورة تامة إذا تكررت المنشورات التي تصفها إدارة شركة فيسبوك بالمخالفة للقواعد الإرشادية لمجتمع فيسبوك وإنستغرام.

لم يكن الأمر منطقيا، حين حذف فيسبوك بعض منشورات صحفيين فلسطينيين ترصد انتهاكات جيش محتل ضد شعب أعزل، على الرغم من عدم حض تلك المنشورات على الكراهية أو تضمنها أي سباب أو عنصرية أو أي صورة من صور المنشورات الممنوعة ضمن الدليل الإرشادي لفيسبوك.

قبل أيام حذف فيسبوك مقطع فيديو شهيرا للصحفية الفلسطينية مها رزق، الذي تضمن حوارا بين سيدة فلسطينية ومستوطن إسرائيلي استولى على بيتها، حين أخبرته الأولى أنه سرق بيتها، فكان رد المستوطن «إن لم أسرقه أنا فسوف يسرقه غيري»، ورغم أن الفيديو لم يتضمن أي مخالفة، فإن فيسبوك حذفه دون إنذار.

إجراءات فيسبوك وإنستغرام وتويتر لم تقتصر فقط على الحظر ومنع أصحاب الحسابات من إمكانية التعليق، بل إخفاء المنشورات عن المتابعين، وتقويض الوصول إليهم، بل وحذف أعداد هائلة منهم.

أثار المدافعون عن حرية التعبير وحقوق الإنسان بالفعل مخاوف من أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام تسمح بشكل منتظم لخطاب الكراهية للقوميين البيض بالانتشار، في حين أن المنشورات والصفحات التي تدافع عن حقوق المجتمعات المضطهدة -من فلسطين إلى كشمير وصولا إلى ميانمار- مستمرة بلا رقابة، في حين تم حجب صفحة وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من فيسبوك 3 مرات، بما في ذلك أثناء جائحة الفيروس التاجي.

وبحسب مجموعات حقوقية فلسطينية وصحفيين على مدار عدة سنوات فإن المنظمات الإسرائيلية غير الحكومية التي تمولها الحكومة الإسرائيلية تعمل بشكل منهجي لجعل فيسبوك يخفي انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان من خلال فرض الرقابة على الفلسطينيين ومؤيدي حقوق الفلسطينيين على منصتهم.

امتثل موقع فيسبوك لـ95  في المائة من طلبات الحكومة الإسرائيلية بفرض رقابة على منشورات الفلسطينيين، ولا سيما في فترة اختيار الإسرائيلية إيمي بالمور ضمن حكماء منصة فيسبوك، في حين أن منشورات خطاب الكراهية مثل «الموت لفلسطين» أو «كل مسلم هو الإرهابي القتيل» لم تتم إزالته أو الإبلاغ عنه بواسطة فيسبوك لانتهاكه معايير مجتمع المنصة الأكثر شهرة على مستوى العالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الجزيرة نت» – 17 أيار 2021

 ***********************

الصفحة العاشرة 

اصدار

“من حدائق الشعر الشعبي”

طريق الشعب / خاص

عن مؤسسة ثامر العصامي للطباعة والنشر صدر مؤخرا للكاتب امين قاسم الموسوي كتاب “من حدائق الشعر الشعبي”. 

يضم الكتاب مجموعة مقالات يتناول فيها المؤلف عددا من الشعراء، وقد احتوى  ثلاثة اقسام تناول الاول قصائد مختارة لعدد من المبدعين، والقسم الثاني تناول قامات لها تميزها الابداعي في الشعر الشعبي العراقي، وفي الثالث تناول الكاتب كتاب الدكتور علي حداد “جمر اخضر”، وجاءت الخاتمة عن الشعر الدارمي.

يقع الكتاب في 100 صفحة من القطع المتوسط، والاخراج الفني لـ نهلة نشأت الشمري. والكتاب اسهامة في مضمار التراث الشعبي ، الذي يشكل الشعر الشعبي بابا واسعا من ابوابه.

***************

فضاء شعبي

الجرأة والسخرية في شعرية عبود الكرخي

علوان السلمان

“صحت من قسوة حالي../ فوق نعلي كل اصحاب المعالي

قيل لي:عيب..فكررت مقالي

ثم لما قيل (عيب)

قد تنبهت الى سوء عباراتي وخففت انفعالي

ثم قدمت اعتذاري لنعالي”

للشاعر احمد مطر

فالجرأة والسخرية ميزة الشاعر المنتمي لشعبه ووطنه من سلطة لا تنتمي له..وها هو الشاعر الشعبي  عبود الكرخي يعانق الفصيح من القول.. حتى صارت نصوصه تتراقص صورها مثلا على شفاه الناس التي تشعر بالاغتراب المجتمعي والعوز المادي...

(هم هاي عيشة وتنحسب وحساب اكو تاليهه)

(ناس تاكل بالدجاج وناس تتلكه العجاج)..

(ذبيت روحي اعلى الجرش وادري الجرش ياذيها ساعة واكسر المجرشة والعن ابو راعيها)

وهذا يكشف عن صدق التجربة الشعرية باطارها الاجتماعي الممزوج بوطنية صادقة وسخرية سوداء معبرة عن حال المعذبين في الارض..

ـ عبود الكرخي..بجريدته (الكرخ) التي منحته التهديد بالاعتقال وسببت له التوقيف والسوق للمحاكم..لانها صوت الفقراء فاغلقت مرات عدة مما اضطر الكرخي مخاطبا السلطة:

آنه بالمرصاد واكف بالشعر      امن الذي خانوا وطنهم انتقم

ـ عبود الكرخي... النص عنده يكشف عن شاعر ملتزم قضايا شعبه..ويؤرخ لعصره بصدق يحا كي الواقع بكل تناقضاته  كما في نصه(قيم الركاع من ديرة عفج) الذي يسخر فيه من واقع سياسي تأكله الطائفية والفئوية وتقوده قيادات لا تملك ذرة من الانتماء الوطني وهي (تنسحب على واقعنا اليوم) ..اذ استلاب انسانية الانسان وانتشار الامية والجهل والاوبئة والبطالة والعوز الاقتصادي فكان النص ملائما لروح العصر بسلطته وبرلمانه ومنسحبا على المرحلة الحالية التي يعيشها الوطن وشعبه..

يا حكومتنه الرشيدة ام الوقار

الفساد المالي عنوان الج صار

ندري جابوكم بدبابه وقطار

ليش ظليتوا سمج ياكل سمج

قيم الركاع من ديرة عفج

لازم انميز الزين امن الزلم

وننتخب كلمن شهم صاحب علم

ونرفض اللي يجي كل يوم ابفلم

من يشوف المنصب شوية اندحج

قيم الركاع من ديرة عفج

فالنص يعكس حالة رجالات الوطن ببرلمانه المأساوية وتفشي الفساد وتفكيك النسيج الاجتماعي بسخرية واستهزاء يضرب قلب السلطة ومكوناتها ورجالاتها.. مع توظيف تقنية التكرار الجملي الذي صار لازمة النص المضفية نبرة مموسقة جاذبة عليه..فضلا عن توظيفه المثل (زاد الطين بله) كما في قوله وهو ينتقد السلطة الحاكمة انذاك:

لعبتوا بعقل المساكين       وخربتوا الوطن والدين

هنا صح المثل بالطين     بله زدتوا بل بلات

ـ عبود الكرخي شهدت لنصوصه اعلام الفصيح من الشعراء كعلي الشرقي الذي قال فيها(لما تصفحت ديوان الكرخي وجدتني قد تصفحت الوطن كله) كونه لا يكرر المعاني ويجدد ويبتكر الصور ويعتمد الالفاظ اليومية في بناء نصه الشعري..

*************

الشاعرالغنائي كاظم السعدي:

ساهمتُ في اطلاق شهرة مطربين عرب وعراقيين كثيرين

وسأضع حداً لغربتي التي دامت اكثر من عشرين عاماً

حاوره / حيدر النعيمي

أحد أبرز شعراء الأغنية العراقية، ظهر إبداعه وتميزه في سبعينات القرن الماضي وكانت تعاملاته مع كبار الفنانين العراقيين آنذاك. عمل في الصحافة والشعر والفن حتى خروجه من العراق عام 1995 حين غادر الى الأردن ومنها الى الإمارات التي يستقر فيها منذ أكثر من عشرين عاماً، فاستغل تواجد الفنانين هناك ليبدأ رحلة جديدة من الإبداع مع فنانين عراقيين وعرب. يعود كاظم السعدي اليوم ليضع حجر الأساس للاستقرار نهائياً في بغداد بعد مشوار حافل بالمنجزات وتعب الغربة.

* كاظم السعدي في بغداد بدون مناسبة، كما كانت زيارتك الأولى، فماذا تحمل هذه الزيارة في طياتها؟

– إنه الاشتياق والحنين الذي لا يعوض لا برسالة ولا بهاتف، أنا دائم الحنين لأصدقائي ولبلدي الذي غبت عنه طويلاً، وعندما تجولت في أزقة منطقتي القديمة “الدوريّين” الواقعة في منطقة الكرخ شعرت وكأني ولدت من جديد.

* هل هناك تعاونات فنية جديدة ستحملها هذه الزيارة؟

– نعم، مع الملحنين محسن فرحان وسرور ماجد وعلي سرحان.

* لماذا هذه الأسماء بالذات؟

– حاولت التعامل مع ثلاثة أجيال مختلفة: السبعينات والثمانينات والتسعينات، فأنا بدأت مع سعدون جابر ورياض أحمد وحميد منصور وصلاح عبد الغفور وغيرهم.

* لاحظت شخصياً أنه خلال العشر سنوات الأخيرة خلال فترة تواجدك في الإمارات أنك ملازم للفنان وليد الشامي وأثمر هذا عن ولادة أهم الأعمال له..

– أنا كنت معه منذ بداياته عندما بدأنا بعمل “سيبه” وتلته أعمال أخرى أبرزها “مجنوني وأحبه كلش”، ليس وليد فحسب، فعندما أفل نجم حاتم العراقي استطاع العودة للنجومية العربية من خلال أغنيتي “أشوفك وين يامهاجر”، ونفس الحال ينطبق على حسين الجسمي حيث عززت جماهيريته في العراق من خلال أغنية “كلنا العراق”، وراشد الماجد “سلامات، وهلي وإن جارت الدنيا عليّ”، فايز السعيد “لتعلي صوتك عليه”.

* هل ساهمت بشهرة وليد الشامي؟

– أنا ساهمت في شهرة الكثير من المطربين العرب والعراقيين وليس وليد الشامي فحسب، وهم كل من عاصي الحلاني بعمل “ياناكر المعروف”، وديانا حداد بـ “أهل العشق دلوني”، وأصيل هميم بـ”بلاني زماني”، لقد كانت في الظل وهذه الأغنية سبب شهرتها وهذه الأغنية كانت بالأصل لراشد الماجد حتى أن التنازل كان باسمه، ولكن كان في ذلك الوقت هو من التزمها فنيا فأعطاها الأغنية.

* كيف ولدت أغنية “كلنا العراق”؟

– أخبرني عدد من الفنانين أن الفنان حسين الجسمي يبحث عنك في كل مكان فأعطوني هاتفه الخاص وفور اتصالي به قال لي: “وينك كل رقم هاتف أتصل عليه يظهر لي غير شخص”، بسبب تغييري المستمر لتلفوناتي، وقال لي :”محتاج أغنية عن العراق لكني أريدها شعبية على غرار أغنيتي لمصر (بشرة خير)، وأنتظر منك تلفوناً لأنني أعرف عنك أنك سريع البديهية والكتابة”، فكتبت الدخول “حبَيْبه أم كذيله. رائعة وجميلة. ألف ليلة وليلة حب وغرام”، فصاح حينها :”عاشت إيدك أنا في الاستدوديو تعال بسرعة”، عندما دخلت الأستدويو شاهدت حسام كامل ومعه حسين الجسمي، فسلمته الأغنية كاملة فصدم قائلاً:”إمتى كتبتها؟” أبلغته “في الطريق إليك حيث كانت مسافة الطريق ساعة من الزمن” . بلّش الجسمي يلحن الأغنية مباشرة وانتهى منها الساعة الرابعة فجراً، كنت أتوقع نجاحاً، ولكن ليس بهذا الحجم حيث ذهلت لنجاحها المدوي حتى أن التصوير كان رائعاً، وهنا أشيد بالمخرج علاء الأنصاري والشباب المبدعين في بغداد فقد كانت بسيطة ومعبّرة خصوصاً أنها بثت في ذروة محاربة عناصر داعش في العراق.

*عتب؟

- أنا أعتب بشدّة على القنصلية العراقية في الإمارات لأنهم حتى كلمة شكراً لم يبوحوا بها؟ لم أرد منهم سوى كلمة “شكراً” مع أنهم يبثونها في احتفلاتهم الدبلوماسية واصبحت مثل النشيد الوطني.

* أنت في بدايات كاظم الساهر كتبت له الكثير نحو أكثر من عشرين أغنية.. لمَ لم تعاود التعامل معه بكثافة مثل ذي قبل؟

– هناك عمل سجله كاظم الساهر في ألبومه الجديد واسم العمل “ماينكدرلك يسمر”، والمطربون كلما كبر شأنهم يبدأون بالبحث عن الشعراء الشيوخ لأن لديهم إمكانية مادية لإنتاج أعمالهم وبالتالي يربحون إنتاج العمل كاملاً، فضلاً عن قيمة مادية كبيرة مضافة للعمل، وأما نحن، شعراء الأغنية منذ سنوات طوال، فأصبح حظنا قليلاً في الأغنية.

* آخر تعاملاتك مع من كانت؟

– كاظم الساهر وحاتم العراقي ووليد الشامي ومنى أمرشا وشذى حسون.

* لماذا لم نرَ لك تعاملاً عربياً كما كان سابقاً؟

– على أساس تغني لي المطربة أنغام من ألحان كاظم ولكن لم يكتب لهذا التعاون النجاح.

* هل تحن للصحافة؟

– نعم أكيد، فلقد عملت فيها 19 سنة وأجريت العديد من الحوارات وكنت رئيس قسم الموسيقى والغناء في مجلة فنون، عملت في الصحافة من عام 1976 الى عام 1990 وبعدها انتقلت الى مجلة (ألف باء) لغاية عام 1995، وتركت العمل بسبب هجرتي الى الأردن وكان آخر لقاء عملته في الأردن مع ديانا حداد حين اشتهرت وقتها بأغنية “ياهل العشق دلوني”، أحن للصحافة دائماً وعملت بها في الإمارات بمجلة “فواصل” وكذلك “العرب اللندنية”.

* أين الملحن علي صابر من خارطتك؟

– اتصل بي منذ مدة وقال لي: هل من المعقول أنني أتعامل مع جميع الشعراء وأنت بقربي ولم نتعاون؟ فبعثت له أربع أغانٍ ستكون انطلاقاً للتعاون بيني وبينه.

* أخيرا الى متى ستبقى في الإمارات؟

– أصلاً هذه الزيارة هي لوضع حد لغربتي التي زادت على العشرين عاماً، فلقد تعبت وسأكشف لك سراً أن أغنية “أشوفك وين يامهاجر” هي قصتي، لقد حان موعد الرجوع الى الوطن بشكل نهائي وبدأت بوضع الأساس لاستقراري هنا.

***************

ابن ثنوه

لروح صفاء السراي الطمأنينة والسلام

حسين جهيد الحافظ

جوع او يتم

واعيون تتجادح زلم

حط روحه بچفوفه عزم

شايل كرامه ابكثر

ما شاف بالدنيه ظلم

دمه ابشراينه انفجر

بركان من عنده او نعم

اشروگي الاصل

غيره او حسم

شايل عراقيته علم

(بن ثنوه) كفوين او نعم

نعم الاسم

بالروح ضحه او ما ندم

صافي (صفاء)

اسمه صفه

بالدنيه هلهولة عرس

هلهلت تسواهن علن

خنگت زواغير الهمس

هلهلت وأكتوبر فزع

شايل بيارغ من امس

انطت الدنيه ابكل فخر

اكبر درس

(سراي) ساري بالوفه

كيف او ونس

هوساته طشرهن نذر

ما گال ممنوع اللمس

ثوره انتفض وي ربعه

جهرا مو ندس

دمهم رسم راية وفه

عالفاسد اصبح عاصفة

عثمان وازداد او حسن

مو سر أبدا لا علن

كتبوا شعار ابحرفنه

اتحدى الزمن

لا كرسي رايد لا ابد

رايد وطن

بيه النخل يبقه نخل

والماي ذاك الماي

كلمن مبدأه

او عنده احترام الرأي

واجب ابد مو مستحب

والصوت عالي يظل

ما يقبل البهداي

رايد وطن

بيه المحبه نهر

يتباهه ابسماءالگمر

او بيه البشر

(شوگ الصحاري للمطر)

عشگ النده للشجر

وايغني ابن (ثنوه) فخر

وياه عباس او عمر

رايد وطن

ما ينكسر بيه جنح الحمام

بيه الصليب اويه الهلال

ابكل الصدگ ٠٠ شدة أحزام

(المجد لله في الاعالي

وعلى الارض السلام)

**************

هي احبك

سليم مرزة الجراح

هيّ احبك ماترهم بس عليك

انتَ دنيا وبيك اشوفن حالي

امل انت يراودني من زمان

عفت كلشي وصرت انت آمالي

يا شفاف بيك اشوفن من بعيد

ليل شعرك يزهي بي اخيالي

تدري شتمنّها هسه والمسيح

اكبالك آني وانت هم اكبالي

اشم روحك اشم كلبك والخدود

يضوي خدك عندي جنه اهلالي

عمر خلصته حزن آني وهموم

وانت يا لحظة فرح تبرالي

بيك اشم ريحة تعال ومااجيت

واني صافن اني ليش اشمالي

هيه بس ضحكات وجهك جنها عيد

عيد يرسم بالفرح دلالي

اني احبك حتى لو انت بعيد

المهم يمي كبل ما كولن تعالي

تجي يمي تسألني دكلي ليش

ياحلاتك من تجواب عن سؤالي

آني المحتاج حبك  من زمان

حتى اكاسر بي همي والجرالي

حتى احفظ بيك روحي من الشتات

آني من دونك امشتت ما بقالي

آني ضايع وانت لملمت الجروح

بيك داوي اجروح كلبي لاتبالي

انت المحلي حياتي من جديد

كوم لملمها  البقيه والتوالي

***************

أبوذيات

سامي عبد المنعم

الوكت كترين هدم وإنته ثالث

وآنه إعشگت واحد وإنته ثالث

عليه إثنين جاروا وإنته ثالث

الزمان او ضحكة الشامت عليه

چثير أصحاب إلي چانو وأعدهم

أو چنت مغرور بس أسمع وعدهم

الحزن چادر نصب عندي وعدهم

صفگه أو طرب واصل للثريه

تعال او شوف مني الوكت شلوه

 مثل ماي أو تبده إبگاع شلوه

چنت صاگر زماني صگر شلوه

 صفت غربانها تضحك عليه

الليالي حيل بيه گصن وأدمن

وأخذ گلبي على اللوعات وأدمن

علي گلبك تبدل ليش ود من ؟

هضيمه إتشمت العدوان بيه

************

الصفحة الحادية عشر

كتب جديدة    

 “انا ونقابة الفنانين العراقيين” عنوان كتاب للأستاذ صباح المندلاوي نقيب الفنانين العراقيين السابق، تحدث فيه عن مسيرة عمله وما أنجزته نقابة الفنانين. الكتاب بعد وثيقة لمسيرة عمل نقابي جاد ورصين. * “ترتر اسود” هو الديوان الرابع عشر للشاعر طالب حسن صدر حديثاً عن دار المثقف/ بغداد، وقد وضع على غلافه لوحة للفنان الراحل بلاسم محمد. الشاعر سبق وان نشر العديد من قصائده في “طريق الشعب”. * “نخب للوحي الدائري” مجموعة شعرية لمرتضى محمد، صدرت من اتحاد الادباء والكتاب/ بغداد. والشاعر سبق وان نشر العديد من كتاباته في “طريق الشعب” و “الثقافة الجديدة”.

 **********************

قراءة في كتاب

العنف السياسي في السرد القصصي العراقي 

محمود خيون

أن مسيرة البناء الفني القصصي والروائي في العالمين العربي والغربي لابد أن يكون شاملا، وبما يكفل الخروج بنتائج إيجابية كبيرة يمكن للدارس و القاريء الإفادة منها...خاصة إذا كانت بعض تلك الكتابات تميل إلى الرمزية أو الخيال أو إلى عالم الأساطير ودهاليزها المقفرة والمتشعبة للنجاة والتخلص من قيود السلطة ومتاريس الحكام والملوك والسلاطين...

وهناك الكثير من الأمثلة التي تنصب في حكايات عن العنف الذي واجهته الرواية العربية والغربية، أو ماسمي بالتعسف الثقافي وما يؤول إليه من تناقضات ومنزلقات تقود أصحابها في بعض الأحيان إلى مهاوي الردى والسقوط في قبضة السلطة بوصفها هي الجهة المتنفذة التي يقودها أصحاب القرار فيكون لها الشرعية في تمثيل جميع مكونات المجتمع...ولعل ما جاء في كتاب( العنف الرمزي ) للكاتب بورد يو، خير شاهد على ذلك...وفيه أهتم بالكيفية التي بها تتمكن السلطة الرمزية من جعل الثقافة نسقا في الأمثلة الثقافية التعسفية، فتضيع الحقيقة للموضوعية ويصبح الجهل هو أصل التناقضات التي تطبع مختلف الايديولوجيات بطابع رمزي تتعالق الثقافات الغالبة والمغلوبة التي تعنى بالطبقات المقهورة وفي الوقت نفسه تمارس النماذج الثقافية الاستغفال بحقها كي لاتكون لها أية صحوة ثقافية...وبحسب نص بحث الكاتبة نادية هناوي( السلطة الرمزية في العربية والعنف ) .

ومن هذا نجد أن الباحث الدكتور عبد جاسم الساعدي قد وفق تماما في كتابه( العنف السياسي في السرد القصصي العراقي) عندما يصف ذلك بالقول إن ظاهرة العنف تتمدد وتأخذ أساليب عدة لدى الأفراد والجماعات الإجتماعية والسياسية، بأنعدام الحوار والبيئات الثقافية .. فيعود بعضها إلى جذوره الإجتماعية الأولى، فيما قبل المدنية، فتظهر ولاءات وقيادات تغذي أسباب العنف والتهديد والمواجهة وخلق بؤرة للفوضى وعدم الإستقرار فتصبح عندئذ كيانات هامشية معزولة ذات خطاب يتسم بالعنف والتحريض ... مستفيدين من تفشي ظاهرة الجهل والأمية وغياب المساواة والعدالة الاجتماعية..

إلى ذلك يوضح الروائي أحمد خلف: أن ما تحمله الملاحم والأساطير والحكايات من رموز واقنعة وإشارات، ما يجعلها تغني النص بالكثير من جدية الفن وخصائصه الأسلوبية والفنية واعطائه حالة من حالات التغريب المقصود منه إعلاء شأن الصورة أو المشهد الدرامي الذي يحمل روح الصراع...)..

من هنا يتضح جليا بأن منطق القوة والصلف السلطوي والقدرة على البطش وتسليب الروح الإنسانية من روعة صفائها هو مايحمل قطاع الثقافة الذي يعنى بشؤون الأدب والفن في خانة الانصياع إلى المضي في طريق مهول ومتعثر، وهذا الأمر يدفع الكثير من الكتاب وخاصة ( القصة أو الرواية ) إلى الإستخدام المفرط للرمزية والاسطورة مثلما يفضل الكثير من الفنانين التشكيليين فن التجريد في رسم لوحاتهم التي تعبر عن واقع دام ومريض يعيشه الناس ومن دون أي شعور بالملل أو الضيق وكأنه صار أمرا مألوفا تتعايش في جميع مكونات المجتمع ومنهم المثقفون على وجه التحديد...

ويشير الساعدي إلى حجم تلك المعاناة التي عاشها الكثير من كتاب الرواية و القصة، خاصة في مرحلتي الستينيات والسبعينيات وماتلاهما، إذ روت لنا كل كل الأفكار والحكايات، ما جاء في معظم الكتابات بأنها اختصرت تلك المرحلة المتعبة والمضنية باللجوء إلى إستخدام الرمزية في الكتابة للتخلص من تبعات مايفسره السلطويون لتلك الرؤى والأحداث التي قد تتصل بالواقع من خلال مايمارسه أبطال تلك القصص داخل مجريات البناء الفني للقص والرواية...

وقد أختار الباحث الساعدي الكثير من النماذج في القصة والرواية عن تلك المرحلة الحرجة التي عاشتها البلاد بعد أن مرت بأستشراء حالة التخبط السياسي والفوضى في إتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة ومشوشة قادت إلى الدخول في معترك خطير وشائك أسفر عن سقوط ضحايا وخسائر وزاد من الطين بله كما يقال، بأن غصت آمال المتطلعين إلى غد اكثر إشراقا، في دهاليز مظلمة وموحشة، حتى أن هذا الأمر صار أشبه بالحقيقة الموجعة التي تجوس أعماق الكثير من الحالمين بتحقيق مايصبون إليه من أهداف تجعل منهم أكثر ثقة بالواقع والمستقبل الذي أتضح لهم فيما بعد أنه مرهون بإرادة حفنة من الأشخاص الذين لايفقهون فن السياسة ومساراتها المتعددة وصورها المرعبة، فكان أن أختار لنا انموذجا حيا من تلك المرحلة إلا وهو( تشكيل الصورة في قصص “ خريف البلدة “ للقاص احمد خلف والتي صدرت عام ١٩٩٥.

ويقول الباحث الساعدي أن النصوص الفنية في “ خريف البلدة “ تقترب من قارئها، وتضيق المسافات بينهما إلى درجة الانغمار بها والدخول في تفاصيلها، حينما ينشأ هاجس من التواصل والحوار الداخلي، يتشكل وينمو في مفاصل العلاقة على تنوعها، ويتوافر عنصر الإحساس بعامل الصدق في النص، فتحقق القراءة غرضها ويصبح صوتا من أصواته..  مضيفا بأن “ خريف البلدة “ خرجت تحمل في نفسها دوافع الكتابة وكأنها تبحث عن قراءة لها تخرجها من الركام المتتالي لإصدارات قصصية ظهرت لقصاصين من جيل الكاتب “ الستيني” كما سرت تسميتهم “

ومما تقدم يتبين بأن الكتابة خلف قضبان الحياة الحديدية المرتبطة باشكالية الحكاية المحددة وذات المواصفات المطلوبة للمرحلة التي تكتب بها والتي تخضع في أكثر الأحيان إلى ارادات الحاكم أو الملك أو إلى مجموعة أفراد أو جماعات لها ايدلوجيات محددة وتختلف اختلافا كليا مع مثيلاتها في العالم العربي والغربي...

وفي هذا المحور فأن هناك الكثير من الأبحاث الأدبية والنقدية تناولت موضوعة العنف والاضطهاد الثقافي ومنها على سبيل المثال لا الحصر، كتاب( العنف الثقافي ) لكاتبه حسن خاقاني الذي صدر في بيروت والذي يصف فيه بأن العنف يتصل بجذور عميقة في حياتنا الإنسانية حتى يكاد يكون جزءا أصيلا من ممارستنا الحياة بشتى مجالاتها وقد كان له من التأريخ الطويل أدواته ووسائله، فإن الغايات الرئيسية له تظل واحدة وهي، السيطرة واخضاع الآخر طائعا مكرها.

وقد رصد المؤلف أصول العنف في الثقافة الإنسانية عامة، والتركيز على نطاق محدد منه هو( العنف الثقافي ) وبيان ملامحه التي طغت على خطاب خصوم الحداثة العربية..وقد وجهوا سهام نقدهم الحاد لها بما يتجاوز الجدل الفكري المقبول إلى التجريح العنيف بالكلمة العنيفة التي تحولت لاحقا إلى سلاح مادي حقيقي أوقع ضحاياه من الأدباء والمفكرين في عالمنا العربي المعاصر ...

وتأسيسا على ذلك نقول بأن الناقد والباحث الدكتور عبد جاسم الساعدي إستطاع في كتابه العنف السياسي أن يجمع بين معالم سردية العنف والذي واجهته القصة والرواية آنذاك وبين قدرة كتابها التغلب على حالة الخوف والريبة والأجواء المخيفة من خلال ماصدر في تلك المرحلة من كتابات قصصية وروائية لكتاب محترفين أمثال فؤاد التكرلي وعبد الرحمن الربيعي ونجم ولي وشاكر الأنباري وعادل عبد الجبار وعبد الستار ناصر وهيفاء زنكنة ومن العرب عبد الرحمن منيف ولطيفة الزيات الذي وقف عندها الكاتب الكبير محمود امين العالم طويلا في قراءته لكتاب(، حملة تفتيش ) في الفصل الأخير، إذ تجري حملة تفتيش بالغة العنف بجانبها التفتيش والمقاومة.

وفي التجربة الذاتية أشار الباحث الساعدي إلى أن السيرة الذاتية ظهرت بعد أن ادعمت إلى حد كبير بالتجربة والتفاعل والحضور الإجتماعي والسياسي الحر إلى العمق الشعبي متناغما مع الوعي والانتماءات الإجتماعية والفكرية والسياسية ونظريات التغيير وحركات الثورة التي اجتاحت العالم بعد الحرب العالمية الثانية ،فزخرت الكتابة الروائية الحديثة وبخاصة في مراحلها الأولى بجوانب مهمة من السيرة الذاتية كرواية ( موسم الهجرة إلى الشمال ) للطيب صالح ورواية ( الحي اللاتيني ) لسهيل إدريس ورواية( الأشجار واغتيال مرزوق ) لعبد الرحمن منيف ورواية( الخبز الحافي ) لمحمد شكري التي حددت الصراع والاختلاف بين الجماعات السياسية والاجتماعية المحافظة وبين قوى المدنية المتنورة وحركت عوامل الوعي والتغيير على مستوى الحوار والمناقشات.

نقول أن كتاب(العنف السياسي في السرد القصصي العراقي) ...يعد وثيقة مهمة إستطاع فيها الباحث الكبير الدكتور  عبد جاسم الساعدي أن يوثق مراحل خطيرة في تأريخ الأدب العراقي والعربي وبأسلوب مبسط وسلس ومدعوم بالشواهد والإشارات المعرفية التي تعين القاريء العادي على تجاوز حالة الغموض وتعيد إلى ذهنه مامر من حوادث وحكايا في سفر التأريخ الذي مرت به البلاد وخاصة المسيرة الذاتية للرواية والقصة العراقية و مثيلاتها العربية من مصاعب وكوارث فكرية واجتماعية إستطاع كتابها وبحرفية ومهنية عالية من تجاوزها وتحقيق الروائع في فن القص والرواية التي صارت منارا إلى يومنا هذا للمتلهفين لمعرفة السر الحقيقي وراء بزوغ أسماء لامعة سجلت حضورا، بعد أن عانت كل أنواع الاضطهاد النفسي والروحي والبؤس والشقاء الذي منحها القوة والصلابة في الموقف الابهى والخصوصية لمثل هذا النوع من الادب...وكما قال الكاتب البير كامو ...لم اتعلم الحرية من كارل ماركس ولكني تعلمتها من البؤس..

وفي الفصل الرابع والأخير يتحدث الباحث الساعدي عن الرواية وتجربة العنف السياسي.. .إذ تناول رواية “غيابة السندباد “ لحسين كمال والذي أعدها من الأعمال التي تمثل الدخول الحر إلى عالم الكتابة الجديد، ووصفه بأنه حالة لاشتعال الذاكرة واستعادة معالم المكان والأشخاص والحركة وحيوية البحث عن المعرفة بصورة إستثنائية لا يماثلها إلا تفجر المواهب والإبداع والتمرد على عزلة المكان...

ويؤكد الساعدي بأن الرواية كانت بحاجة إلى لغة قصصية جديدة ورؤية فنية، تخرج فيها عن تلك الضغوط السياسية وردود الأفعال المباشرة، فالقاريء الذي يبحث عن الفن واللغة والخيال والاسطورة ومتعة القراءة لا تؤهله للدخول إلى عالم الرواية السياسية بالطريقة النمطية والسرد الطولي.

وهذا يعني أن الدكتور عبد جاسم الساعدي، يرى أن النمط الأسطوري والرمزي الممزوج بخيالات الكتاب هو الذي يوحد قضية الكتابة عندما تكون مأسورة لجناح معين تحدد فيه الرؤيا والدلالة والاتجاه الذي يحرم التوسع ويمنع الخيال المتدفق أن يتجاوز الحدود غير المسموح بها والتي تشكل عامل خطر على المعنيين بشؤون الناس وخاصة الفقراء والمعدومين منهم والذين كانت وماتزال احلامهم تعشعش تحت جواربهم وطيات معاطفهم البرونزية العتيقة أو التي تنام على تخوت المقاهي القديمة في ساحات تجمع عمال البناء والتنظيف أو ما تسمى( بالمسطر ) ..

رسم لنا الباحث الساعدي في العنف السياسي في السرد القصصي العراقي....آفاقا واسعة وشاسعة لأن نتأمل عن كثب ماكان يجري خلف الكواليس من قهر وجفاف وموت على أرصفة مقفرة وخالية واسيجة مدماة بجراح الملايين كتب عليها شعارات الحرية التي مسحت انامل الفقراء نصف حروفها واحالتها إلى خطوط متشابكة، ظلت إلى يومنا هذا هي الشاهد الوحيد على زيف المدعين...

 *****************

صداع الضحية

علي فرحان

ماذا جرى للطفل

يشرب من عيون ابيه

يوماً آخرا

نهدان من شغفٍ

على شفتين من

جوعٍ

تفرُّ التمتمات

لتسكرا

فتجيءُ من أقصى البلاد

ضحيةُ اخرى

لتومضَ في النشيد

وتسهرا

جنديةً

لصداع

رأس ضحيةٍ اخرى

وتحرسها من الباكين

والشعراء

حين يمرغون الحرف بالتجوال

بين قيودهم

يهذون او يبكون في المعنى

الأليم

تفكرا

او تشكرَ الجمل الطويلة حين تأخذهم

الى ليلٍ

وتعطفُ دمعهم لدمٍ

يزورُ

الخنجرا

والى نبيٍ عاد

يبكي في العراء

ولم يجد

قربَ الصليبِ

وسادة ً

او مئزرا

صلبوه في التحرير

بنطالا

على حبل السفارة يعشقوه

لينشرا

ماذا جرى

ماذا سيفعل بعدها العشاقَ

قولوا

كي نعدَّ

ضحيةَ الإعلان

والمبكى

وبعض النفط من كركوك

كبريتاً من المشراق

مِرآةً على الورار

تشهد ُ

ما نرى

ولداً سماوياً يذود النحل عن قمصاننا

يبكي على كتف الغريبة

امه كانت

وإن كانت حبيبته

سيهوى الموت

فيها

او سيهديها

الصواع

ليشكر الصديقُ

كفاً لا

تُرى

و

سينهشُ الآتون من أوجاعنا

سبعاً من النجماتٍ

فَرّتْ  من سماءاتٍ

يندين

على السراط

ليعبر المتجشمون دمَ

الضحيةِ

سوفَ يعبرُ

قاضم الشفتين

يعبرُ

قاصمُ  النهدين

يعبرُ نحوّنا الناجوّن

كي نعنى

بسرِّ الكائنات

يبوحُ

في قمصاننا

دمَهُ

لترتبكَ

العبارةُ

او يجيء الموتُ مثل قصيدةٍ

تدري

فتعشقنا قوافيها

وتدمي

صوتنا

باللحن

حين يفيضُ

لحماً

أحمرا

مثل الشيوعيين

يأخذنا النحيبُ

الى العراق الحر

تسعدنا بلادٌ

لا نراها

او ستأخذنا القصيدةُ

كرنفالاً في أعنتها

وتأتي الخيل

من لحنٍ

يزمجرُ في الصدور

لتثأرا

 ********************

المستقبل الافضل

فنجنسو رومانيوولو

ترجمها عن الايطالية: عبدالوهاب الدايني

تذوب في البكاء

تلك البهجةِ

تسرقها الريحُ

تضيع في حلمٍ

قبيحٍ

وتبقى وحدها

الظلالُ جامدةُ

لظلامٍ

 باردٍ

****

صعب يكون الكلامُ

عن الكثيرِ وعن القليلِ

شيءما قد مات فينا

النقاء ُ

الطراوة

ألاعتيادية من برودة حرارتنا

في هذه الومضة

الحزينة والمعتمة

مثل  رقّة قبلة

معانقة

من يدٍ معسرةٍ

اعطت للروح

في لحظةٍ عادلةٍ

آلاف الأفكار

آللاتي ينوهن

أكثر من الكلمات

****

لكن اليومَ تمطرُ أيضاً

وغداً كذلك ربما

أنما يفترض دائماً

أن تعود الشمسُ

ألى الوراء

بما أن ألانسانَ

يكون حاضراً

قوياً وجاهزاً

لأجل مستقبلٍ أفضلٍ

 ********************

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

حياة الديمقراطية وموتها

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “حياة الديمقراطية وموتها”، من تأليف جون كين وترجمة محمد العزير.

يتناول الكتاب معنى الديمقراطية ومؤسساتها، ويرصد جذورها التاريخية واتجاهاتها المعاصرة. كما يتطرق إلى الكثير من المحطات التي ارتكبت فيها الديمقراطيات أخطاءً في سياق مسار التاريخ.

 *************************

شيوعيو كربلاء يحتفون بالتربوي لفتة كاظم

كربلاء – طريق الشعب

احتفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الأسبوع الماضي، بالرفيق التربوي لفتة كاظم (أبو غسان)، أحد الشيوعيين الروّاد. حضر جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة مقر اللجنة المحلية، جمع من الشيوعيين، فيما أدارها الرفيق عبد الرزاق جليل، الذي قدم نبذة عن سيرة المحتفى به، مشيرا إلى انه من الرفاق الذين ناضلوا عبر عقود من أجل تحقيق أهداف حزبهم النبيلة، وتحملوا الويلات في سبيل ذلك.

وتابع قائلا، أن الرفيق أبو غسان، لا يزال مواكبا مسيرة حزبه النضالية. وفي الختام، كرّم الرفيق صباح الحمد، باسم اللجنة المحلية، الرفيق لفتة كاظم بلوح تقدير يتضمن صورة شخصية له مطرزة بشعار الحزب. 

************************

بنى منازل بأعواد الثقاب

شاب من ميسان يُبدع في صناعة المجسمات الصغيرة

العمارة – وكالات

منذ نعومة أظفاره انشغل في بناء عالم صغير من خلال أعواد الثقاب. فتارة يشكل بيوتا، وتارة أخرى يصنع أشجارا وآلات ومجسمات أطفال أيضا. انه الشاب مصطفى ياس خضير من محافظة ميسان، الذي استطاع أن يحقق أحلامه “الكبيرة” من خلال صناعة المجسمات الصغيرة.  يقول مصطفى، المولود عام 1993، انه اشتغل في البداية على صناعة الهدايا البسيطة وطباعة الصور على الخشب وإنجاز تشكيلات مجسمة من الخشب ايضا، مشيرا إلى أنه منذ صغره كان يحوّل أعواد الثقاب، إلى مجسمات بيوت، وهذه كانت أولى خطواته على طريق هذا النوع من الفنون. ويضيف في حديث صحفي، أنه ترك هوايته هذه سنوات، ثم عاد إليها، لكن هذه المرة ليس باستخدام أعواد الثقاب، إنما أعواد الشواء والخشب والكارتون، لينجز أعمالا بسيطة. وفي الاثناء أنشأ صفحة على “فيسبوك” لينشر عليها أعماله، ما لاقى تفاعلا وتشجيعا كبيرين من متابعيه.

ويلفت مصطفى، إلى انه ينجز حاليا مجسمات صغيرة لمتابعيه “حسب الطلب”، مبينا انه شارك في مهرجانات عدة في بغداد وميسان وغيرها من المحافظات، كما حصل على شهادات تقدير وألواح إبداع عديدة عن أعماله.

ولم تتوقف هواية مصطفى عند هذا الحد، فقد تطورت أكثر، حتى صار ينجز لوحات خشبية مجسمة، الأمر الذي أتاح له أن يقبل عضوا في نقابة الفنانين العراقيين.

*************************

أدانا اغتيال الناشطين

اتحادا الشبيبة والطلبة في النجف يستذكران شهداء تشرين

النجف – احمد عباس

نظم فرعا اتحادي الشبيبة الديمقراطي العراقي والطلبة العام في محافظة النجف، أخيرا، وقفة استذكار لشهداء انتفاضة تشرين.

ورفع المشاركون في الوقفة، الذين تجمعوا في أحد الأماكن العامة بمركز المحافظة وأشعلوا الشموع في ذكرى الشهداء، لافتات أدانوا فيها جرائم القتل التي تطال المتظاهرين والناشطين، وآخرهم الشهيد إيهاب الوزني في محافظة كربلاء.  وقرأ منظمو الوقفة بيانا أدانوا فيه تلك الجرائم، جاء فيه أنه “في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها بلدنا الحبيب، ما زال أعداء الحياة وانصار الفوضى يحاولون كسر ارادة القانون وتكميم الأفواه واسكات الأصوات الحرة، بهدف تمرير جرائمهم الكبرى وممارسة أفعالهم الدنيئة”.  واستنكر فرعا الاتحاد في بيانهما، جريمة اغتيال الناشط الوزني التي تندرج “ضمن الحملات المنظمة لاغتيال الناشطين المدنيين”، مطالبين الجهات الأمنية ببذل كل الجهود للكشف عن منفذي الجريمة والجهات التي تقف وراءهم وتقديم الجميع إلى القضاء كي ينالوا القصاص.

ودعا منظمو الوقفة، الحكومة إلى تحمل مسؤولية حماية أبناء الشعب.

 ********************

دعوة

الى جميع الخيرين من أبناء شعبنا

ومن قواه الوطنية والديمقراطية الحية والحركات التشرينية الفاعلة

ندعوكم للمشاركة الواسعة في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، في تصديه وصموده امام قوات الاحتلال الاسرائيلي الغاشم. ولتأكيد نصرتنا لكل قضايا الشعوب العادلة وحقوقها المشروعة، ووقوفنا ضد كل قوى الظلام والاستبداد وتجار الحروب ومشعليها.

موعدنا اليوم الخميس 20 أيار 2021 الساعة الخامسة عصراً في ساحة الفردوس

القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية

النقابات العمالية والاتحادات المهنية

**************************

وزعوا ملابس العيد على الفقراء

شيوعيو الكاظمية في جولة إعلامية راجلة

بغداد – طريق الشعب

نظمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية، الأسبوع الماضي، جولة إعلامية راجلة في شوارع المدينة وأسواقها.

ووزع المشاركون في الجولة، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من البيان الصادر عن اللجنة المركزية للحزب، والمنشور في “طريق الشعب” تحت عنوان “اكشفوا قتلة إيهاب الوزني ومن يقف وراءهم وحاسبوهم فلا مشاركة في الانتخابات من دون ذلك”.

من جانب آخر، وزعت منظمة الحزب، ملابس العيد على العديد من الأطفال الفقراء والأيتام، وذلك في سياق حملات التكافل الاجتماعي الهادفة إلى مساعدة الفقراء والتخفيف من معاناتهم المعيشية.

************************

سامي قفطان:

الدراما العراقية لا تجذب سوى قلة من المشاهدين

بغداد – وكالات

أوجز الفنان العراقي البارز سامي قفطان التحديات التي تواجه الدراما العراقية اليوم، فضلا عن أسباب غيابه عنها، وأكد أنها لا تجذب سوى 20 في  المائة من المشاهدين.

وذكر قفطان في لقاء صحفي، ان “الانتاج الدرامي في السابق كان أكثر مصداقية، أما اليوم فقد أصبح هناك شيء من الاستسهال يدفع المنتج المنفذ أو الجهة المنتجة الى غض النظر عن المشاهد التي تنمّي مستوى العمل”، مضيفا أن “هناك مشهداً يحتاج الى وليمة كبيرة مثلاً، لكنه يختصر بصحنين أو ثلاثة فقط .. هذه الامور تضعف مستوى الدراما”.

وأكد انه طرح على أصحاب القرار حلولا ترفع مستوى الدراما في العراق “لكن للأسف لم يأخذوا بها”.

وفي شأن غيابه عن الدراما، أشار قفطان إلى أن “الفنان ينتظر أن تولد قناعة لدى المخرج باختياره، كي يبعث اليه ويعطيه الدور.. وأنا لا أطرق باب أحد” لافتا إلى أن “الاستمرارية في العمل مهمة للممثل، كالتمرين بالنسبة للرياضي. أما أن يأتي الفنان بعد خمس سنوات ليمثل، فلن يكون تلقائيا في الأداء، بل سيظهر عليه التكلف بوضوح”.

وشدد قفطان على أهمية أن تبقى عجلة الدراما فعالة ولا تتوقف مهما واجه البلد من أزمات “فالفن هوية الدول، وبه تحل أزمات كبرى”، مبينا أن “بعض الوجوه الفنية الجديدة لديها لمسات جيدة، لكن لا يوجد من يقودها مهنيا بشكل مدروس”.

وبخصوص تراجع السينما العراقية، أوضح أنه “في السابق كان أي مشروع فني يدرس على طاولة النقاش قبل التنفيذ، لكن عندما دخل المنتج، أصبح الربح هو الغرض الأول”.

أما عن مشكلات المسرح، فقد بيّن قفطان أن “الرقابة وقيادة المخرج لممثليه غابت عن المسرح التجاري، ما جعل الممثل يتحرك كما يريد ويتكلم مع المشاهد ولا يحترم مواعيد العرض، وهو ما خلق مسرح اسفاف ابتعدت.

**************************

المستشفى التركي يحمل اسم «شهداء تشرين»

الناصرية – وكالات

وجهت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار كتابا رسميا إلى وزارة الصحة، طالبت فيه بتسمية المستشفى التركي في الناصرية باسم “شهداء تشرين”، تلبية لطلب ذوي الشهداء.

ووفقا لما جاء في الكتاب الرسمي الصادر عن مكتب المحافظ، فإن هذا الطلب يأتي “إكراما لدماء الشهداء ومن أجل أن يبقى ذكراهم خالدا”.

وكان قد أعلن الأسبوع الماضي ان المستشفى سيفتتح  نهاية شهر أيار الجاري.

**************************

سلات غذائية إلى فقراء «الفضل» والنازحين في أربيل

بغداد – طريق الشعب

وزعت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، أخيرا، 25 سلة غذائية على عائلات فقيرة في منطقة الفضل وسط بغداد.

وجاءت تلك السلات، التي ضمت مواد غذائية مختلفة، تبرعا من بعض الخيرين، لغرض التخفيف من صعوبات المعيشة التي تواجه الفقراء والكادحين في ظل الأزمتين الاقتصادية والصحية.

من جانب ذي صلة، وزعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في أربيل، سلات غذائية على العديد من العائلات النازحة. 

كما وزعت ملابس العيد على العديد من أطفال النازحين والفقراء.

 **************************

«منتدى الأم والطفل» يساعد المتعففين

بغداد – طريق الشعب

وزع “منتدى الأم والطفل” التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، مساعدات على العديد من العائلات المتعففة وأطفالها.

ووزع المنتدى تزامنا مع عيد الفطر الفائت، ملابس العيد على أطفال عديدين من أبناء الفقراء والمتعففين في مدينة الثورة.

وأعرب المنتدى، في السياق، عن شكره وتقديره إلى كل العاملين في “منظمة محبي الأمل”، وفي مقدمتهم السيد حسن الحسيني، الذين دعموا المنتدى في توفير المساعدات وتوزيعها على المحتاجين.

**********************

سامي قفطان:

الدراما العراقية لا تجذب سوى قلة من المشاهدين

بغداد – وكالات

أوجز الفنان العراقي البارز سامي قفطان التحديات التي تواجه الدراما العراقية اليوم، فضلا عن أسباب غيابه عنها، وأكد أنها لا تجذب سوى 20 في  المائة من المشاهدين.

وذكر قفطان في لقاء صحفي، ان “الانتاج الدرامي في السابق كان أكثر مصداقية، أما اليوم فقد أصبح هناك شيء من الاستسهال يدفع المنتج المنفذ أو الجهة المنتجة الى غض النظر عن المشاهد التي تنمّي مستوى العمل”، مضيفا أن “هناك مشهداً يحتاج الى وليمة كبيرة مثلاً، لكنه يختصر بصحنين أو ثلاثة فقط .. هذه الامور تضعف مستوى الدراما”.

وأكد انه طرح على أصحاب القرار حلولا ترفع مستوى الدراما في العراق “لكن للأسف لم يأخذوا بها”.

وفي شأن غيابه عن الدراما، أشار قفطان إلى أن “الفنان ينتظر أن تولد قناعة لدى المخرج باختياره، كي يبعث اليه ويعطيه الدور.. وأنا لا أطرق باب أحد” لافتا إلى أن “الاستمرارية في العمل مهمة للممثل، كالتمرين بالنسبة للرياضي. أما أن يأتي الفنان بعد خمس سنوات ليمثل، فلن يكون تلقائيا في الأداء، بل سيظهر عليه التكلف بوضوح”.

وشدد قفطان على أهمية أن تبقى عجلة الدراما فعالة ولا تتوقف مهما واجه البلد من أزمات “فالفن هوية الدول، وبه تحل أزمات كبرى”، مبينا أن “بعض الوجوه الفنية الجديدة لديها لمسات جيدة، لكن لا يوجد من يقودها مهنيا بشكل مدروس”.

وبخصوص تراجع السينما العراقية، أوضح أنه “في السابق كان أي مشروع فني يدرس على طاولة النقاش قبل التنفيذ، لكن عندما دخل المنتج، أصبح الربح هو الغرض الأول”.

أما عن مشكلات المسرح، فقد بيّن قفطان أن “الرقابة وقيادة المخرج لممثليه غابت عن المسرح التجاري، ما جعل الممثل يتحرك كما يريد ويتكلم مع المشاهد ولا يحترم مواعيد العرض، وهو ما خلق مسرح اسفاف ابتعدت.