اخر الاخبار

ص1

في الذكرى 73 لنكبة فلسطين

الشيوعي العراقي:

كل التضامن مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته

الباسلة للاحتلال الاسرائيلي

تمر اليوم الذكرى الـ73 للنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني وهو يتصدى ببسالة للاحتلال الصهيوني والجرائم الوحشية التي يرتكبها في غزة والقدس والضفة الغربية وكل اجزاء فلسطين المغتصبة، في انتفاضة شعبية تؤكد مجدداً تصميمه على انتزاع حقوقه وتطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها الهمجي على قطاع غزة واستهداف الاحياء السكنية والمدنيين، ما أدى الى سقوط اكثر من 120 شهيدا، من بينهم 31 طفلا. كما اطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين الفلسطينيين في الضفة الغربية يوم الجمعة الماضي وسقط 10 شهداء.

ويستقطب صمود الفلسطينيين ووحدتهم تضامناً واسعاً على الصعيد العالمي، وتتصاعد المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة فوراً، فيما تعرقل واشنطن وحلفاؤها اتخاذ قرار في مجلس الأمن بإدانة العدوان وتبرر استمراره بإعطاء دولة الاحتلال حق الدفاع عن النفس!

في الذكرى المؤلمة للنكبة عام 1948، التي ادت الى تشريد الشعب الفلسطيني وكانت واحدة من اكثر الجرائم بشاعة وعنصرية، تثبت انتفاضته اليوم فشل الحركة الصهيونية في القضاء على هويته الوطنية وتصفية قضية اللاجئين ومصادرة حق العودة وحقه في تقرير المصير بإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

لكن مواصلة هذه الانتفاضة الباسلة وتنويع اشكالها الكفاحية وتحويلها الى انتفاضة شعبية شاملة، تحبط العدوان الاسرائيلي والممارسات الاستيطانية والعنصرية والفاشية، أمر صعب المنال في ظل الانقسام الداخلي وغياب الوحدة الوطنية. وان تجاوز هذا الواقع ضروري ايضا لاستنهاض وتصعيد التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وحشد التأييد الدولي لمطلب وقف المجزرة التي يرتكبها الحكام الصهاينة في قطاع غزة وجرائمهم البشعة في الضفة الغربية والقدس واللد وحيفا وكل مكان.

ان حزبنا الشيوعي العراقي، الذي ساند منذ اللحظات الأولى لتأسيسه النضال الوطني التحرري للشعب الفلسطيني، يواصل وسيواصل تقديم كل ما باستطاعته للشعب الشقيق المكافح، حتى انتصار قضيته العادلة بإنهاء الاحتلال وتحقيق اهدافه في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة الوطنية.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

15 ايار 2021

*************

للانتخابات الحرة والعادلة مستلزماتها

رائد فهمي: المنظومة المتنفذة عاجزة

عن تلبية مطالب المنتفضين وعامة الشعب

بغداد ـ طريق الشعب

أجرى المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، أمس الاول السبت مقابلة خاصة مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، تحدث فيها عن قرار تعليق الشيوعي العراقي المشاركة في الانتخابات.

وتطرق الرفيق فهمي الى بيان الحزب عن تعليق مشاركته في الانتخابات، ووضعه اشتراطات للعدول عن قراره هذا، قائلا: إن “الانتخابات المبكرة طرحت من قبل الانتفاضة كوسيلة للتغيير. والتغيير غدا ضرورة لان البلد في أزمة  عميقة، فلا أفق امام شبابه، وهناك تردي في الخدمات وفساد مستشري، ولا وجود لتنمية”، مشيرا الى ان “انتفاضة تشرين جاءت انطلاقا من المطالب الحياتية والخدمية والاقتصادية، ووصلت الى استنتاج كبير: نريد وطن”.

وقال فهمي ان “كل مطالب المنتفضين المشروعة غير قابلة للتحقيق، في ظل هذه المنظومة القائمة. وبالتالي هناك ارادة شعبية كبيرة لا يعبر عنها الذين نزلوا الى الساحات في تشرين ٢٠١٩، والذين وصلوا الى عشرات بل مئات الالاف، انما هناك اضعاف هذه الأرقام من المواطنين ايضا، يطالبون بتحقيق تلك المطالب”.

واضاف فهمي ان “التغيير ضرورة ملحة. المطالبة بالانتخابات المبكرة عكست المزاج الشعبي المطالب بالتغيير، الذي يمكن ان يكون عبر طريق دستوري وديمقراطي وسلمي ايضا”.

وتابع ان “الانتخابات لا يمكن ان تغير، الا اذا كانت حرة ونزيهة وشفافة”، منبّها الى ان “المستلزمات لن تكون جاهزة، لكن يجب العمل والضغط من اجل توفيرها، ان لم تكن 100  في المائة، فيجب ان يتحقق جزء كبير منها، وفي مقدمتها الجزء الامني”.

وزاد فهمي “مرت اشهر منذ تحديد موعد الانتخابات، بينما رأينا الكثير من الاغتيالات”، ملاحظا أن “من يقوم بتلك الاغتيالات يقوم بها بحرية كبيرة. والمال السياسي يصرف بطريقة غير محدودة”.

وحذر سكرتير اللجنة المركزية للحزب من أن استمرار الوضع على هذا الحال يعني “إعادة نفس المنظومة ربما بوجوه اخرى. وهذا الامر فيه التفاف على المطلب الحقيقي للجماهير والمنتفضين أولا، وثانيا سيكرس واقعا  معينا بوجوه اخرى. وهذا ليس هدف المتظاهرين، ولا هدف البلد، ولا فيه حل لمشاكل البلد والمواطنين”.

وأكد فهمي ان “المشهد الحالي اذا استمر خلال الفترة القادمة، فانه لا يساعد، ولا يمكن ان يدفعنا لخوض هكذا انتخابات معروفة مآلاتها مقدما، لأنّ الصوت الاخر المعارض غير موجود. والناخب غير قادر على أن يُدلي بصوته بحرية. كذلك المرشحون، وخصوصا من دعاة التغيير، سيكونون غير قادرين على الحديث، وقسم منهم منفيون. إذن عن أي انتخابات نتحدث في مثل هذه الظروف والأوضاع؟ واية انتخابات نريد؟”.

(سننشر اللقاء كاملا في عددنا القادم)

********

مخيم الهول يثير جدلا حكوميا ـ برلمانيا

بغداد ـ عبدالله لطيف

أثارت قضية تحرك الحكومة المحتمل بشأن إعادة لاجئين عراقيين في مخيم الهول شمال شرق سوريا (الذي يؤوي أُسر عناصر داعش)، ردود فعل سياسية وعشائرية وشعبية واسعة، محذرين من ان هذه الخطوة قد تنتج صراعا جديدا في البلاد.

واكدت وزارة الهجرة والمهجرين، عبر متحدثها الرسمي، علي عباس، “هناك تحرك على عودة النازحين، وبالتحديد العوائل التي لم يسجل عليها ملاحظات امنية”.

وأكد في حديث لـ”طريق الشعب”، ان وزارته لم يصلها “اي شيء رسمي بهذا الخصوص، وأنها ملزمة بتقديم الايواء والاغاثة لهذه الأسر، حتى لو ان التهم ملتصقة بهم، لكننا لا نعلم متى يعودون”. 

فيما اشار عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، كاطع الركابي، الى “عدم وجود موافقات حكومية على دخول عوائل مخيم الهول السوري إلى العراق”.

*********

بسبب الجائحة والازمة الاقتصادية

عيد الفطر.. الكترونياً!

بغداد – وكالات

أضحت مظاهر الاحتفال بالعيد في العراق، افتراضية مثل الكثير من المجالات التي فرضتها تداعيات جائحة كورونا، إما بسبب الإغلاق والحظر أو تهاوي القدرات الشرائية للكثير من المواطنين، لتشكو الأسواق هجر المشترين في موسم طالما انتظره التجار لتحريك المبيعات.

ووفق محمد التميمي، وهو صاحب محل لبيع ملابس الأطفال في سوق الشورجة وسط بغداد، فإن الأسواق تعيش اليوم حالة ركود غير مسبوقة. ويضيف ان “العيد هذا العام أصبح إلكترونياً كما التعليم الإلكتروني في المدارس والجامعات”.

وبحسب بيانات رسمية، فإن نسبة الفقر ارتفعت في العراق إلى 31.7 في المائة، بسبب تداعيات كورونا.

وفي السياق، تقول المواطنة أفراح السلماني، إنها اضطرت إلى عدم شراء ملابس جديدة لأطفالها على عكس ما تعودت عليه سابقا، مشيرة إلى انها اكتفت بصنع الحلوى والمعجنات فقط استعدادا لعيد الفطر هذا العام.

********

راصد الطريق

فاسدون مدانون

يريدون اعادة المحاكمة

رفض مجلس القضاء الاعلى أخيرا استلام طلبات من بعض السياسيين، باعادة التحقيق او المحاكمة وفقا لاحكام المادة (9) من قانون العفو العام رقم 27 لسنة 2016، معتبرا ذلك “دعاية انتخابية”.

وجاء هذا الموقف إثر ورود طلبات كثيرة الى مقر المجلس، خصوصا من سياسيين نافذين، للنظر في اعادة التحقيق مع بعض المدانين، الذين سبق ان ادينوا وفق احكام قانونية، او اعادة محاكمتهم.

فهذه الطلبات لا تعني سوى ان الفاسدين المذكورين يريدون تبرئة انفسهم وأمثالهم، عبر شراء الذمم وتغيير مجرى التحقيق او اخفاء الحقائق، وما شابه من اشكال التلاعب التي فاحت عفونتها في الفترة الاخيرة خصوصا.

ولقد يصح القول هنا ان شبكة الفساد في هذه البلاد اكبر حتى من شبكات الصرف الصحي، التي تبقى نتانتها عصية على التنظيف بسبب الفساد والفاسدين أنفسهم.

فمتى يأتي اليوم الذي يحاسب فيه القضاء العادل من استغلوا او يحاولون استغلال  نفوذه في هذه او غيرها من القضايا؟

علما ان القضاء هو الجهة الوحيدة التي يعوَّل عليها في انصاف المظلوم واعادة حقه اليه.

**********

ص 2

مئات المحاضرين يتظاهرون في السليمانية

بغداد ـ طريق الشعب

تظاهر مئات المحاضرين في بلدة سيد صادق في السليمانية، امس الاحد، مطالبين بتعيينهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل “طريق الشعب”, ان “المئات من المحاضرين تظاهروا أمام مديرية تربية قضاء سيد صادق، شرقي السليمانية، للمطالبة بتعيينهم على الملاك الدائم”.

وحذر المتظاهرون من “انهيار القطاع التربوي في المحافظة”, فيما حملوا “حكومة إقليم كردستان المسؤولية، واتهموها بـإهمال هذا القطاع”.

وتأتي احتجاجات المحاضرين في السليمانية على خلفية قرار الحكومة الاتحادية التعاقد مع المحاضرين المجانيين لمدة عام واحد, بعد احتجاجات غاضبة لهم في اغلب مدن البلاد.

يُشار الى ان وزارة التربية في حكومة الإقليم، تمنح أموالاً للمحاضرين مقابل عدد المحاضرات التي يقدمونها في المدارس.

*****************

اضاءة

“ على من نطلق الرصاص “ ؟

محمد عبد الرحمن

هذا عنوان فلم مصري انتج عام ١٩٧٥ وتمت استعارته لا بهدف اسقاط حوادثه على واقعنا الراهن تعسفا، بل  لتبيان مضار “اطلاق الرصاص” عشوائيا وفِي غير محله.

العبرة في الفلم  تقول بضرورة البحث  عن الأسباب الحقيقية، الجوهرية  للاحداث والظواهر، ودراستها لاستخلاص الحلول والبدائل والتوجهات والاليات .

الظواهر لها أسبابها المتنوعة، ومنها الرئيسية، والمتفرعة المتشعبة، ومن الخطأ الجسيم ان يتيه المرء وسطها دون الامساك بالأساسي والارأس منها. وفي جميع الأحوال من الضار جدا ان تحل هنا الرغبات والانطباعات، محل الواقع المراد تغييره ومدى نضج العوامل الموضوعية والذاتية لهذا التغيير.

والسؤال هنا هو: أي القضايا يتوجب الآن تركيز العمل والنضال عليها دون اهمال غيرها بالطبع، وهذا ما يمكن تسميته ترتيب الأولويات في الظروف الملموسة، وبعكس ذلك يكون فقدان البوصلة والتخبط.

فأين هي الحلقة الارأس التي يتوجب الإمساك بها ومراكمة القوى عليها لإحداث التغيير المطلوب؟  او أين يتوجب توجيه “الرصاص” وتكثيفه ؟  

 يجري الحديث على نطاق واسع عن ان  أُس الازمة المتراكمة والشاملة التي يعاني منها بلدنا، يكمن في نهج إدارة الدولة وفي بنائها، وفِي منظومة المحاصصة والفساد والقتل المتحكمة بها. وهذه المنظومة لم تعد مجرد افرادا، بل ان مصالح أصحابها تعشقت مع مصالح آخرين في الدولة وفي مركز قرارها وخارجه، وامتد التعشيق حتى الى قوى وفصائل مسلحة على اساس التخادم، لادامة المصالح والهيمنة والنفوذ والامساك بالقرار بجوانبه المختلفة، خاصة منه السياسي والاقتصادي والأمني.

فعندما تطرح موضوعة التغيير فانها تمس قطعا تلك المصالح، فيلجأ أصحابها الى كل الوسائل للدفاع عنها. وهذا لا يحدث في بلدنا فقط، بل وفي غيره من البلدان، فالقديم الذي يحتضر لا يسلم أوراقه بسهولة، ولا يستسلم الا مجبرا.

السؤال هنا كيف يتحقق هذا الاجبار؟ طبيعي انه يتوجب عدم استصغار أي فعل نضالي تراكمي يعمل على تقويض سطوة “القديم” ، ومن الخطا القاتل عدم الاهتمام بذلك ، لا سيما عندما يؤدي الى  تضييق مجال تحرك “القديم” ومحاصرته. وهذا بالتأكيد لا يتقاطع بل ولا بد ان يتعشق مع “ الهزات “ الكبرى الشعبية للخلاص من القديم المتهرئ الذي يفقد تدريجيا، بفعل النضالات المتراكمة، قدرته على المقاومة. لكن ذلك يبقى مرهونا بتحقيق جملة شروط وعوامل داخلية وخارجية، يتوجب حسابها جيدا من دون الاخلال بالترابط الوثيق بينها جميعا.

في هذا السياق تذكرت، والشعب الفلسطيني يعيش هذه الايام المأساة على أيدي الحكام الصهاينة، عندما كنت في الجامعة ودار نقاش مع رفيق فلسطيني كان متحمسا لالحاق الهزيمة بالمشروع الإسرائيلي، حتى ولو تم ذلك شبرا شبرا مع وضوح الرؤيا للهدف النهائي.

وتبقى الحاجة قائمة الى مواصلة ومراكمة النجاحات، صغيرها وكبيرها، على مختلف الصعد، ومن دون استصغار حتى الشبر شرط وضوح المسار والرؤيا، وتعشيقهما الجدلي مع الآليات والوسائل !

*****************

لا انتخابات نزيهة في ظل السلاح المنفلت

مطالبات بحظر مشاركة الاحزاب ذات الاذرع المسلحة في الانتخابات

بغداد- نورس حسن

يرى خبراء وناشطون ان الانتخابات المقبلة ستفتقر الى الشرعية في حال استمرار سطوة السلاح المنفلت، ويشددون على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة، ولتفعيل قانون حظر مشاركة العناصر المسلحة والاحزاب ذات التنظيمات المسلحة في الانتخابات.

 

مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات عبد الحسين الهنداوي أقرّ بوجود قلق حكومي من تأثير السلاح المنفلت على الانتخابات البرلمانية، التي من المقرر أن تجرى في العاشر من تشرين الأول المقبل، مبينا أن “الحكومة تبذل جهوداً لتوفير بيئة آمنة لإجراء الانتخابات”.

لا معنى لانتخابات غير نزيهة

وقال الهنداوي، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الإجراءات الخاصة بالانتخابات متواصلة، وإن مفوضية الانتخابات تواصل عملها بالاستعداد لاجراء الانتخابات في موعدها المقرر”، مشددا على أن “الحكومة تعمل بشكل جاد وجيد على تواجد منظمات دولية تراقب سير العملية الانتخابية”. وقال الهنداوي ان “من الضروري جداً تطبيق قانون الأحزاب السياسية، خاصة المادة 32 التي تتعلق بالسيطرة على السلاح المنفلت، ومنع استخدام العنف بأي شكل من الأشكال ضد المواطنين والمفوضية والمرشحين”، مؤكدا على ان “الحكومة ملزمة بتوفير بيئة آمنة للانتخابات”. ولفت إلى أن “هناك لجنة حكومية  تضم كافة الوحدات العسكرية والهيئات الاستخبارية، تعمل على حماية مكاتب المفوضية في الانتخابات، والبحث عن مستودعات أمينة لتجهيزات ومعدات المفوضية”.  وقال الهنداوي” نحن اليوم بحاجة إلى التركيز على جوانب أخرى تضمن نزاهة الانتخابات، فهذه الانتخابات إما أن تكون نزيهة وإلا فلا معنى لها”.

المفوضية لديها كل الصلاحيات

من جانبه افاد المحلل السياسي د. احسان الشمري في تصريح لـ “طريق الشعب” ان “تحجيم تأثير وسطوة السلاح المنفلت على الانتخابات هو من مسؤولية مفوضية الانتخابات، وان على الحكومة العمل وفق المعطيات التي تجدها المفوضية مناسبة”. واوضح ان المفوضية تتمتع بكافة الصلاحيات القانونية والدستورية “لاتخاذ القرارات الكفيلة بالسيطرة على السلاح المنفلت”. واستدرك الشمري قائلا:”ولكن ومع الاسف الشديد، على الرغم من الصلاحيات القانونية التي تمتلكها المفوضية الا انها لم يصدر عنها أي تعليق او توضيح ازاء ما يجري، خاصة وان الكثير من الفصائل المسلحة انخرطت في قوائم لدى المفوضية للمشاركة في الانتخابات المقبلة”. وفي اشارة الى تأثير السلاح المنفلت على الانتخابات بيّن انه “في عام 2018 اتخذ الكثير من الجهات السياسية من السلاح اداة للترهيب والسيطرة على بعض المراكز الانتخابية، فضلا عن عمليات التصفية الجسدية التي تعرض لها بعض الناشطين الذين رغبوا في الترشيح الى الانتخابات، إضافة الى  استخدام السلاح كجزء من عملية التسويق الانتخابي باعتباره الحامي لمكوّن مجتمعي معين، على حساب بقية الايدلوجيات السياسية”.

موارد الدولة والمال السياسي

ولفت الشمري الي خصوصية الانتخابات القادمة قائلا:” التعويل الاكبر عليها في  تخليص العملية السياسية من الاحزاب التقليدية الفاسدة او تحجيمها على اقل تقدير”. واضاف ان  “الانتخابات القادمة هي نتيجة انتفاضة تشرين، وبالتالي فانها ستخضع لمراقبة من قبل المجتمع الدولي والامم المتحدة، المعول عليهما في وضع معايير لعمليات الانتخاب والاقتراع، وكيفية تعاطي القوى والاحزاب التقليدية مع القوانين المرعية في العراق”. ونبه الى ان “جزءا من هذه المعايير يكمن في الكيفية التي ستوظف فيها موارد الدولة والمال السياسي والسلاح المنفلت، وتأثيرها جميعا على الانتخابات”.

من جهته، يرى الناشط احمد ساير ان “الانتخابات القادمة لا قيمة لها بوجود السلاح المنفلت، خاصة وان الكثير من الناشطين اغتيلوا بسبب السلاح المنفلت، في ظل صمت حكومي مستمر”. وشدد على ان “استمرار الوضع على ماهو عليه يقودنا الى انتخابات غير شرعية، ستكون نتيجتها تدوير نفايات الاحزاب الفاسدة في الحكم لا اكثر”. وبخصوص الاجراءات الحكومية بيّن الساير ان “على الحكومة العمل على السيطرة على السلاح المنفلت، وتفعيل قانون منع مشاركة الاحزاب المسلحة في الانتخابات”.

الاحزاب الفاسدة والسلاح

وقال لـ “طريق الشعب” ان “الاحزاب الفاسدة تسعى الى ادامة تواجدها واستمراريتها في الحكم من خلال سطوة السلاح، وذلك لتحقيق مصالحها ومصالح دول خارجية”، منبها الى ان “السلاح المنفلت الذي في جعبة الاحزاب الفاسدة ساهم ويساهم في تصفية الناشطين واصحاب الرأي، الراغبين في المشاركة في الانتخابات والذين يشكل تواجدهم نقطة تهديد للقوى المهيمنة  ويحول دون استمرارية فسادهم الذي تغاضت الحكومات المتعاقبة عن الحد منه منذ عقود”.

بدوره ذكر الخبير الامني أعياد طوفان ان “السلاح المنفلت بات اليوم لا يهدد حياة المواطنين فحسب، وانما هناك عمليات قتل ممنهج تتم لناشطين واصحاب رأي، اضافة الى عمليات الابتزاز والتهديد”.

وقال لـ”طريق الشعب” ان الفساد والمال السياسي والسلاح المنفلت مثلث لا بد من ازاحة تواجده واستمراريته لضمان نزاهة وشرعية الانتخابات القادمة”.

وشدد على انه “ليس من المعقول حث المواطنين على الذهاب الى صناديق الاقتراع وهم تحت تهديد وسطوة السلاح المنفلت”.

****************

رفيقنا المناضل حمدي العاني – ابو حماده .. وداعا

هزّنا خبر وفاة رفيقنا العزيز الكاتب والصحفي حمدي فؤاد العاني، بعد ان عجز بدنه عن مقاومة الوباء اللعين الغادر.

انها خسارة كبيرة ومؤلمة، فقد فقدنا برحيله رفيقا متفانيا مثابرا ومتواضعا، كرس كل حياته للحزب ومن اجل قضيته السامية في «وطن حر وشعب سعيد». ولقد تعرض بسبب مواقفه النضالية وكفاحه السياسي الوطني، لملاحقات السلطات الرجعية وللاعتقال في الخمسينات ايام الحكم الملكي، وغداة انقلاب شباط الاسود 1963.

وفي السنوات الاخيرة ورغم تقدمه في السن وتراجع قدراته البدنية ، لم يفقد شيئا من حماسه وحيويته، وظل يكافح في سبيل مصالح وحقوق الكادحين ومن اجل خير الجماهير الواسعة والشعب كله، ويرفع باصرار شعارات التغيير وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

كان ابو حمادة عراقيا اصيلا وشيوعيا مخلصا، نقيا، صادقا، وفيا.

تعازينا الحارة لعائلته الكريمة، ولكل رفاقه ومن عرفوه واحبوه واحترموه.

وستبقى ذكراه حية مضيئة في قلوبنا.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

16/5/2021

**************

الى عائلة الاستاذ الدكتور خليل محمد ابراهيم المحترمين

 

تلقينا بأسف وألم خبر وفاة صديقنا الوفي، الشاعر والناقد والاستاذ الجامعي الدكتور خليل محمد ابراهيم، الذي اختطفه الداء اللعين.

كفّ بصر الفقيد في طفولته المبكرة جدا، لكنه درس لاحقا مع المبصرين، وأكمل دراسته الجامعية والعالية، وعمل مدرسا ثم استاذا جامعيا. وفي اثناء ذلك حقق منجزا ادبيا وعلميا مهما، تمثل خصوصا في اعمال قصصية وروائية وشعرية ودراسات وابحاث منوعة.

عرف الراحل بمواقفه الوطنية والتقدمية سياسيا وثقافيا واجتماعيا، وبحضوره المدني الديمقراطي اللافت، فكان بحق شخصية وطنية ديمقراطية متميزة. وكان يحرص دائما على البقاء قريبا من حزبنا، ويعبر عن دعمه لسياساته ومواقفه الوطنية والتقدمية الثابتة .

في هذه المناسبة المؤلمة نتوجه بخالص مواساتنا الى عائلة الفقيد والى اتحاده – اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، والى كل زملائه واصدقائه ومحبيه الكثيرين، راجين لهم الصبر والسلوان.

وتبقى ذكرى الاستاذ الدكتور خليل محمد ابراهيم عطرة في قلوب الجميع.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

16/5/2021

**************

ص3

نازحو الهول بين قبول عودتهم ورفضها

معلومات حكومية وبرلمانية متضاربة  وحالات العنف في ازدياد

بغداد ـ عبدالله لطيف

عثرت قوى الأمن المسؤولة عن مخيم الهول، شمال شرق سوريا، مؤخرا، على جثة لاجئ عراقي، قُتل على يد مجهولين (يعتقد أنهم من خلايا تنظيم داعش النائمة)، لترتفع إحصائية القتلى الى قرابة 48 حالة، منذ مطلع العام الجاري، والتي طالت لاجئين عراقيين ونازحين سوريين، في هذا المخيم، الذي تحاول دول مختلفة، إيجاد حل لقاطنيه.

وكان من بين ما تفكر به الحكومة العراقية، هو نقل اللاجئين العراقيين فيه الى مخيم الجدعة في مدينة الموصل، الأمر الى لم يتقبله الكثير من المسؤولين والشخصيات القبيلة وغيرهم.

ويعد مخيم الهول من أكبر المخيمات التي تحوي أُسراً وأفراد تنظيم “داعش” في شمال شرق سوريا. ويقطن فيه أكثر من 60 ألف شخص من مواطنين سوريين وجنسيات أخرى مختلفة. بضمنهم 8256 عائلة عراقية، بعدد افراد 30738 شخصاً.

48 حالة قتل في المخيم

وعن عملية القتل الاخيرة، قال مصدر أمني: إن اللاجئ العراقي خلف مصلح حماد (٢٠ عاماً)، قتل بطلق ناري من قبل مجهولين في القسم الأول من مخيم الهول.

وهذه عملية القتل الثانية التي تطال لاجئاً عراقياً بعد انتهاء الحملة الأمنية ضد خلايا تنظيم داعش، في شهر واحد.

وكان لاجئ عراقي قد قتل فيما أصيبت لاجئتان عراقيتان ونازحة سورية، بعدة رصاصات من قبل مجهولين في القسم الأول من مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، وذلك في 17 نيسان الماضي.

وحتى الان، جرى تسجيل قرابة 48 حالة قتل، و10 إصابات منذ مطلع العام الجاري، في المخيم.

وكانت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ ‹قسد› قد أعلنت، عقب انتهاء الحملة الأمنية، اعتقال 125 عنصراً من خلايا داعش النائمة، بينهم 20 مسؤولًا.

هل نقلت أسر “داعش” الى العراق؟

وفي وقت سابق، صرّح النائب عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني، بدخول قافلة، تقل أُسر عناصر داعش الى الحدود العراقية قادمة من سوريا، لم يؤكد أحد من الجهات الرسمية صحة ذلك، حتى اعداد هذا التقرير.

وقال الدوبرداني، إن “القافلة نقلت أسرا قادمة من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في جنوب الموصل، والبالغ عددها 100 أسرة، اي ما يقارب 700 فرد.

وأشار إلى أنه قد حذر في وقت سابق من خطورة ما يجري، ولكن دون فائدة، حسب تعبيره.

تحذيرات عشائرية

فيما حذر أمير قبيلة الجبور، الشيخ عبد الرزاق الوكاع، من أن نقل عوائل عناصر داعش إلى مخيم الجدعة في نينوى بمثابة “تسونامي” يهدد أمن المحافظة، مشيرا الى تفشي “الفساد الأخلاقي والمخدرات” في هذا المخيم.

وقال الوكاع في بيان، طالعته “طريق الشعب”، إن نقل عوائل داعش من مخيم الهول في سوريا إلى مخيم الجدعة “يعتبر قنبلة موقوتة لسكان المنطقة، والغاية منه إعادة تسونامي (داعش) مرة أخرى وإحلال عدم الاستقرار الأمني”.

واضاف “يوجد في هذا (المخيم) تمويل الإرهاب من خلال النساء الإرهابيات”، داعياً إلى تحويل مجمعات المهجرين إلى منطقة غرب القيارة وفي الجزيرة بعيداً عن القرى والمدن لـ”إبعاد خطر الإرهابيين عن منطقة جنوب الموصل وحقول النفط والغاز والكبريت في منطقة القيارة”.

رفض برلماني

من جانبه، عبّر عضو مجلس النواب احمد الجبوري، عن رفضه إعادة فتح المخيمات في جنوب الموصل للنازحين من مخيم الهول في سوريا، فيما اعتبر ذلك خطوة إلى الوراء في ملف النازحين.

وقال الجبوري في بيان تابعته “طريق الشعب”، إن “المنطق والشرع والقانون لا تجيز منع عودة النساء والأطفال وكبار السن من أبناء محافظة نينوى المتواجدين في مخيم الهول في سوريا”. 

واقترح الجبوري “قيام الحكومة المحلية في محافظة نينوى والأجهزة الأمنية بالتعاون مع العشائر والمجتمع لاحتواء النساء والأطفال وكبار السن في مناطق سكناهم القديمة أو أي مناطق أخرى وإعادة تأهيلهم بالمجتمع مع إخضاعهم للمراقبة الأمنية والمجتمعية”.

حقوق الانسان تطمّن..

الى ذلك، رد نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان، علي ميزرا، على الاتهامات التي وجهها بعض السياسيين بخصوص الموقف الامني لنازحي مخيم الهول قائلاً، ان “الحكومة العراقية في عام 2017 قررت اعادة ما يقارب 18 الف عائلة من اصل 27 الف عائلة، كانت موجودة في مخيم الهول، وان العوائل كلها مدققة اسماؤها من قبل الجهات الامنية”. 

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “معارك الباغوز في سوريا عطلت عودة النازحين الى العراق”، مؤكداً ان “الجهات الامنية تؤكد سلامة الموقف الامني للعوائل المتبقية هناك”. 

واوضح ميزر أن “النازحين العراقيين في مخيم الهول هم من محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين”، مشيراً الى ان “هذه العوائل اذا عادت الى العراق ستتواجد في مخيمات الجدعة في الموصل”.

واستدرك بقوله، ان “على الحكومة ان تتأكد من ان العوائل التي ستعود هي نفسها التي دققت اسماءها في عام 2017، على ان تهيئ برامج التأهيل كي يتمكن النازحون من اعادة الاندماج في المجتمع”.

وتتواصل عمليات إعادة النازحين الذين أجبرتهم الحرب على ترك مناطقهم، ونقلهم من المخيمات إلى مناطقهم الأصلية، بدعم من الحكومة العراقية.

الهجرة والمهجرين لا تعلم

ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس، دخول لاجئين عراقيين من سوريا الى الموصل، لكنه أشار الى ان “هناك تحركا على عودة النازحين، وبالتحديد العوائل التي لم يسجل عليها ملاحظات امنية”.

وأكد في حديث لـ”طريق الشعب”، ان وزارته لم يصلها “اي شيء رسمي بهذا الخصوص، وأنها ملزمة بتقديم الايواء والاغاثة لهذه الأسر، حتى لو ان التهم ملتصقة بهم، لكننا لا نعلم متى يعودون”. 

وأكد المتحدث ان “الحكومة العراقية تسعى الى اعادة هذه الاسرة النازحة، من أجل الحد من خطورتها في المستقبل، كونها الان في مخيم يحتوي على نازحين من مختلف البلدان، ومنهم أسر لعوائل داعشية، فاستمرار بقاء العائلات العراقية على احتكاك مع العوائل الاخرى يشكل خطراً في المستقبل على العراق”.

وأوضح انه “في عام 2017 عاد حوالي 27 الف شخص”، مبيناً ان “وزارة الهجر تكفلت في ذلك الوقت عودة 13 الف شخص من هؤلاء، فيما تكفلت جهات اخرى بعودة البقية”.

 

لا توجد موافقات

وفي غضون ذلك، أكد عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، كاطع الركابي، الجمعة، “عدم وجود موافقات حكومية على دخول عوائل مخيم الهول السوري إلى العراق”.

وقال الركابي، “لحد اللحظة لا توجد اي موافقة حكومية على دخول عوائل مخيم الهول السوري الى الاراضي العراقية”، مؤكدا ان “الحديث عن وجود موافقات او اتفاق حكومي على دخول العوائل غير صحيح حتى الان”.

ووجّه محافظ نينوى، نجم الجبوري، في 6 أيار الجاري، كتابا إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، يطلب فيه التريث في نقل نازحي مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في ناحية القيارة جنوب الموصل، وذلك لوجود رفض شعبي واسع لعودة عوائل تنظيم داعش، ومن عدة محافظات الى محافظة نينوى.

 

الافلات من العقاب

تعطيل متعمد لوظيفة القانون

هادي عزيز علي

الفقه القانوني في كافة ارجاء الدنيا اوجد تعاريف عدة للقانون ورغم اختلاف الصيغ لتلك التعاريف الا انها تلتقي بالمضمون القائل بأنه  : (مجموعة القواعد العامة التي تحكم سلوك الافراد بقصد اقامة نظام الجماعة حكما ملزما ولو بطريق الجبر المادي “ الجزاء “ الذي تملكه السلطة العامة للجماعة ) اذن فالقواعد العامة وظيفتها ضبط وتنظيم ايقاع ونشاط الافرارد فيما بينهم من جهة ودولتهم من جهة اخرى ، وبهذا التعريف تكون البشرية قد غادرت مفهوم العدالة بصيغته البدائية  التي تحصل عن طريق الاقتصاص الفردي (الثأر) ولم تعد العدالة موضوعا شخصيا يسعي الى تحقيقه الافراد بانفسهم بل تكفلت الدول بالتعامل معه تنظيما فضلا عن اعتباره شأنا عاما يقع ضمن مسؤوليتها . هذا التحول في مسيرة البشرية يعد انعطافا من خلال تنظيم حركة الافراد في المجتمع والحيلولة دون القيام بما يحلوا لهم من الافعال ومتى شاء هذا او رغب ذاك لان غياب التنظيم  وفقدان الضوابط ياتي بنتائج مدمرة وهذا ماقاله الفيلسوف الفرنسي بسويه (Bossuet) في مقولته الشهيرة : (حين يملك الكل فعل ما يشاءون ، لا يملك احد فعل ما يشاء ، وحيث لا سيد فالكل سيد ، وحيث الكل سيد فالكل عبيد) .

لما كان القانون ينزع نحو اقامة نظام للمجتمع عن طريق وضع قواعد تضبط ايقاع ونشاط الافراد فان مخالفة تلك القواعد والتمرد عليها  امريمكن حصوله  ولا يثني البعض من القيام بذلك ، ولكي لا يقوم الافراد بفعل ما يشاءون فلا مناص والحالة هذه من تفعيل دور الدولة باعتبارها المحتكرة لاستعمال القوة والمكلفة قانونا في فرض الطاعة على كل من خالف احكام ومضامين القواعد القانونية تلك اويتجاوزعليها . وهنا تتجسد فكرة الجزاء التي تضمنتها  قوانين العقوبات وكل الانظمة العقابية والتي يمكن ان نختصرها بالقول : ( الجزاء هو حمل الافراد جبراعلى طاعة القواعد القانونية ) ، والجزاء القانوني هذا يختلف عن الجزاء الذي ينتج عن مخالفة احكام الاخلاق والذي يقتصر على  تأنيب الضمير اوالجزاء الذي تورده النصوص الدينية ،لان الجزاء القانوني مادي ملموس دنيوي يقع عن طريق الجبر من قبل السلطة العامة المختصة وهي اذ توقعه ليس لغاية او منفعة تخص السلطة ذاتها  بل توقعه باسم الجماعة ولأجلها  لغرض كفالة احترام القانون وقواعده القانونية .

ان التعريف القانوني الوارد اعلاه  وبصفته تلك يعبر عن مدلولا عاما ، اما مدلوله الخاص فان القواعد القانونية تلك تصدر عن السلطة التشريعية في هذا البلد او ذاك وهو ما يطلق عليه اصطلاحا ( التشريع ) فيقال القانون المدني وقانونون الاحوال الشخصية وقانون العمل وقانون العقوبات ويقصد بها التشريعات التي تتناول المواضيع التي تضمنتها تلك القوانين  .

والذي يهمنا هنا هي القواعد القانونية المتعلقة بالنظام العام (القواعد القانونية الآمرة ) اي القواعد القانونية الواردة في قانون العقوبات الذي يهدف الى تدعيم الامن في المجتمع وصيانة الحقوق والحريات التي تضمنها الباب الثاني من الدستور كحق الفرد في الحياة والامن والحرية ( المادة 15 منه ) وحقه في حريةا لتعبير عن الرأي بكل الوسائل وحريته في الاجتماع والتظاهر السلمي ( المادة 38 منه ) وحريته في الفكر والضمير والعقيدة ( المادة 42 منه ) ومجموع الاسس التي يرتكز عليها المجتمع كلها محكومة بالقواعد القانونية الحافظة لكيان المجتمع وامنه واستقراره هذه القواعد هنا هو ما يطلق عليها النظام العام وفي طليعة تلك القواعد هو ما نص عليه قانون العقوبات وبقواعدة الآمرة ، وعندما نقول قواعده الآمرة يعني تلك القواعد التي لا تجيز الاتفاق عما يخالفها , اذ تعد الحريات المنصوص عليها دستوريا من القواعد المتعلقة بالنظام العام ويقع باطلا كل اعتداء او تقييد او حرمان منها ويلزم مرتكبه الجزاء وهنا تتجلى وظيفة القانون .

المئات فقدوا حياتهم في ثورة تشرين واخيرا وليس اخرا الشهيد ايهاب الوزني  فضلا عن الاعداد الكبيرة من المصابين ولم تتمكن الدولة من الوقوف على الجناة  العابثين بالقواعد القانونية الآمرة المعطلين لوظيفة القانون المنتهكين لاحكام الباب الثاني من الدستور المتعلق بالحقوق والحريات رغم ان الدستور كرر على مسامع الدولة مفردة ( تكفل الدولة ...) وبحدود الـ (12) مرة والمبثوثة في ثنايا نصوصه الا انها تراخت في اعمال هذه الكفالة او تلك وتركت للعابثين يسحبون الوضع الى مرحلة ما قبل الدولة وهم يوصولنا الان  الى مقولة الفقيه ( بسويه ) القائلة : ( فالكل سيد وحيث ان الكل سيد فالكل عبيد ).

 

ص4

في ندوة الكترونية بمناسبة ذكرى النكبة

الشيوعي العراقي يعلن تضامنه الثابت مع القضية الفلسطينية

متابعة ـ طريق الشعب

نظمت مجموعة احزاب يسارية عربية، أمس الاول، ندوة إلكترونية في إطار الاسبوع العالمي للنضال ضد الامبريالية، بالتزامن مع ما يجري الان في فلسطين، ومصادفةً للذكرى الـ73 للنكبة واعلان الاحتلال الصهيوني قيام ما يسمى دولة اسرائيل، تبعاً لقرار تقسيم فلسطين.

ويواصل الشعب الفلسطيني مقاومته الاستيطان الاسرائيلي. ومؤخراً قام الاحتلال الاسرائيلي بمحاولة اخراج اهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، من دون وجه حق، ما أثار انتفاضة فلسطينية جديدة.

تضامن عراقي

وجاءت الندوة لتسلط الضوء على مستجدات الانتفاضة الفلسطينية.  وفيها، قدم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حيدر مثنى، مداخلةً استعرض فيها مشاركة العراقيين في فعاليات احتجاجية عبرت عن تضامنهم مع ابناء الشعب الفلسطيني. 

وقال مثنى: ان “الاحرار خرجوا في مدن العراق، تنديداً بالعدوان الاسرائيلي، الذي اسقط مئات الشهداء من الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أن الحزب الشيوعي العراقي يؤكد ان “الاعتداء الاسرائيلي على القدس جاء من أجل افراغ هذه المدنية من سكانها، وان ما يحصل يمثل حلقة اخرى من تنفيذ اجندات صفقة القرن سيئة الصيت، بتواطؤ مفضوح من انظمة التطبيع العربية التي تسعى لتعزيز الهيمنة الامريكية على الشرق الاوسط من خلال تحالف اقليمي تقوده اسرائيل”. 

وأوضح أن “حزبنا يدين بقوة الهجمة الصهيونية الشرسة على القدس ويحيي مقاومة الشعب الفلسطيني وتصديه البطولي لعملية التوسع الصهيوني، ويؤكد الحزب تضامنه الثابت مع القضية الفلسطينية من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

واوضح مثنى ان “حزبنا يرى ان صمود الفلسطينيين ووحدتهم يستقطبان تضامنا واسعا على الصعيد العالمي، حيث تتصاعد المطالبة بوقف العدوان الغاشم على الشعب”، مؤكداً في الوقت ذاته ان “واشنطن وحلفاءها يحاولون عرقلة اتخاذ قرار في مجلس الامن الدولي من شأنه ان يدين الانتهاكات التي تمارسها اسرائيل، وتبرر استمراره بإعطاء دولة الاحتلال حق الدفاع عن النفس”.

واشار، الى مشاركة الشيوعيين في حمل السلاح الى جانب الفصائل الفلسطينية واللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ابان اجتياحه لعدد من المدن اللبنانية

استعراض تاريخي

وقدم الكاتب والمحلل السياسي، راسم عبيدات، استعراضا لما حصل في حي الشيخ جراح. وقال ان “هذا الحي الواقع في مدينة القدس، يتعرض الى تطهير عرقي شامل، حيث ان هناك  28 منزلا في هذا الحي، مهددة بالإخلاء والطرد والقسري من قبل الجماعات الاستيطانية، حيث تدعي هذه الجماعات ملكية الارض”. 

فيما أكد ان من يعيش في هذا الحي هم من “أبناء شبعنا الذين هجروا من باقي المدن الفلسطينية بفعل الاحتلال الغاشم. وهؤلاء المواطنون الفلسطينيون يعيشون في هذا الحي منذ عام 1956 باتفاق ما بين وزارة الانشاء والتعمير الاردنية السابقة ووكالة الغوث واللاجئين، ومقابل الحصول على هذه الاراضي وتملكها في حي الشيخ جراح، تنازلوا عن حقوقهم كمهاجرين من مدنهم الاصلية”، مبينا ان “حرب حزيران في 1967 قد منعت عملية اكمال تسجيل الارض لسكان حي الشيخ جراح”.

وأضاف الكاتب انه في عام 1972 “رفع المستوطنون قضية على اهالي الحي، مدعين ملكية الارض ووكل اهالي هذه الحي محاميا يهوديا لكنه قد باع القضية للمستوطنين، وقال المحامي في ذلك الوقت، ان هذه الارض ملك للجماعات الاستيطانية”، مؤكداً انه “منذ ذلك الحين وحتى الان، لا تزال الدعوى معلقة في محاكم الاحتلال التي تنظر في هذه القضايا وهذه المحاكم وجدت لخدمة المستوطنين”.

المقاومة.. خيار حاسم

بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح، ان “ذكرى النكبة جاءت هذا العام بالتزامن مع الاحتدام التناقض والصراع مع الاحتلال، وانفجار الانتفاضة في مواجهة الاحتلال”.

وأكد رباح، ان ما يحصل اليوم جاء على خلفية “مشاريع الضم التي شرعتها صفقة القرن للإدارة الامريكية التي شطبت قضية اللاجئين واعترفت بالقدس عاصمة ما يسمى دولة الاحتلال، والتي اهملت حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وطلقت يد الاحتلال لتأمين كل احتياجاته الامنية، وعلى هذا الاساس بدأ الضغط العربي من خلال مسار التطبيع واصطفافات الدولية في محاولة لفرض حلول سلطوية على الشعب”.

وبيّن انه في هذه المعركة فان “المقاومة هي الخيار الحاسم لنا. ويتطلب انهاء الانقسام والعنصر الرئيسي في ذلك هو العودة الى الاجماع الوطني وتجاوز اتفاق اوسلو والتحرر من كل قيوده، وفي مقدمتها التنسيق الامني وسحب الاعتراف بإسرائيل وتشكيل قيادة موحدة للمقاومة لتوحيد الجهد الوطني والشعبي وتوجيه كل المؤسسات الفلسطينية نحو دعم صمود الشعب ومده بكل الامكانيات في وجه العدو”.

ودعا رباح الى “العمل على تشكيل جبهة مقاومة عربية لمواجهة المشروع الامريكي الاسرائيلي”، مطالباً في الوقت ذاته بـ”التحرك لدعم القضية الفلسطينية والضغط على الانظمة العربية الاخرى للتضامن مع فلسطين”.

مجموعة استنتاجات

من جانبه، قدّم نائب المكتب الوطني للنهج الديمقراطي، معاذ الحجري، مجموعة استنتاجات عن الانتفاضة الفلسطينية الحالية، أهمها ان هذه الملحمة “تعطي الدليل القاطع على ان المقاومة المسلحة لشعب صمم على الكفاح وفق برنامج واهداف، تشكل خارطة طريق لتحرير فلسطين”، مضيفا ان “هذه الملحمة تؤكد ان الشعب الفلسطيني موحد، برغم التشريد الذي تعرض له”.

وأكد الحجري ان ما يحصل “يكشف عن بشاعة الصهيونية حيث ارتكب هذا الاخير جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، والصهيونية تقوم على اساس ادعاء ايديولوجيا، يؤكد استحالة تعايش اليهود مع غيرهم، وهذه الايديولوجيا يجب محاربتها، وانهاء وجودها”.

وأشار الى ان هذه الملحمة تؤكد ان “العدو الرئيسي الذي يقف بالضد من التحرر الفلسطيني هو الصهيونية والامبريالية الغربية بقيادة امريكا والانظمة العربية الرجعية، وهذا استنتاج تحدثت عنه الحركات اليسارية في سبعينيات القرن الماضي”.

 ملحمة بطولية

الى ذلك، اعتبر عضو اللجنة المركزي لحزب العمال في تونس، علي الجلولي، ما يحدث في فلسطين “ملحمة بطولية لأنها جاءت في وقت اعتقد الكثير ان موازين القوى اختلت نهائياً لصالح الامبريالية والصهيونية، وفي الوقت الذي شهد فيه الواقع السياسي العربي، موجة كبيرة من التطبيع مع الصهاينة، اعتقد العديد من المنهزمين ان الشعب الفلسطيني رفع راية الاستسلام، لكن الشعب نهض مجدداً ليقلب الطاولة على الجميع”.

وقال إنه في ظرف ايام معدودة “حقق الشعب انتصارات مهمة نحن نعتقد انها ستكون حاسمة في إدارته للصراع”، لافتا الى ان “الشعب الفلسطيني اكد وحدته في بضعة ايام، ورفع الراية الوطنية متمسكاً بها،  وهو يتجند خلف المقاومة على رأسها المقاومة المسلحة”.

وأشار الى ان “المقاومة تمكنت من صياغ معادلات جديدة في إدارة المعارك، وقد خلقت أزمة عميقة في جسم الكيان المحتل”.

موقع الشريك

وفي السياق ذاته، أكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، حسن الخليل، ان موقع لبنان في هذه الموجة ينطلق من موقع الشريك.

وقال الخليل في مداخلة قدمها في الندوة: “قاتلنا المحتل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية منذ وجود هذا الكيان”، مشيراً الى ان “لبنان اطلق المقاومة المسلحة منذ عام 1937 ضد عصابات الهاكانا حيث كنا ننقل السلاح من لبنان الى فلسطين، وفي ذلك التاريخ سقط الشهيد الاول للمقاومة الوطنية، وهو عساف الصباغ ابن الحزب الشيوعي اللبناني”.

وأضاف ان “ما يجري في فلسطين هو محاولة لإجهاض اي امكانية لقيام دولة فلسطينية، وهو نتيجة لصفقة القرن. وللأسف يحصل هذا من قبل الرجعية العربية”.

وأوضح ان “الانتفاضة جاءت لإسقاط اتفاقية اوسلو، واسقاط التنسيق الامني بين السلطات الفلسطينية والكيان المحتل واسقاط صفقة القرن. وما يحدث الان يؤكد ان لا خيار لهذا الشعب إلا المقاومة، لأجل تحرير فلسطين وبناء دولته الوطنية”.

 

 

العالم يتضامن مع فلسطين

متابعة ـ طريق الشعب

شهدت اهم مدن العالم هذا الاسبوع، تنظيم فعاليات احتجاجية شعبية، تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي، وهتف المحتجون من مختلف بلدان العالم  لفلسطين، ودعوا لنصرتها والوقوف معها في وجه العدوان، وفي ذات الوقت اصدرت احزاب وقوى شيوعية وتقدمية عربية وعالمية بيانات تضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال.

فعاليات واسعة في العراق

شهدت العاصمة بغداد ومدن عراقية مختلفة، تظاهرات شعبية واسعة نددت بالقصف الاسرائيلي العشوائي على المدن الفلسطينية.

وعبر المحتجون عن غضبهم من استمرار الاحتلال الاسرائيلي

في محاولات تهجير الفلسطينيين من اراضيهم المحتلة، داعين القوى العالمية الى الوقوف مع الشعب الفلسطيني وخياره في بناء دولته المستقلة.

لبنان تساند

وشهد الشريط الحدودي اللبناني – الفلسطيني تظاهرات شبابية غاضبة، نددت بالاحتلال الاسرائيلي وقصفه لمدن غزة والضفة الغربية.

وتستمر الدعوات في بيروت الى تنظيم فعاليات احتجاجية لمساندة الشعب  الفلسطيني في انتفاضته الباسلة.

 

 

فعاليات الأردن

وفي الأردن بدأت أعداد كبيرة من الأردنيين، الجمعة الماضية، التوجه إلى حدود بلادهم مع فلسطين، للمشاركة في فعالية دعا إليها ناشطون، لدعم صمود أشقائهم في الأراضي المحتلة.

وردد المشاركون هتافات تطالب بفتح الحدود والسماح لهم بنصرة إخوانهم الفلسطينيين، وأخرى تدعو لتوحيد الصف والوقوف خلف المقاومة وأنهم والفلسطينيين شعب واحد وليس شعبين.

ويشهد الأردن منذ ما يزيد على أسبوع فعاليات داعمة لفلسطين، يطالب فيها المشاركون حكومة بلادهم باتخاذ موقف قوي إزاء ما يحدث في الأراضي المحتلة.

 

سوريا واليمن

وفي مدينة تعز اليمنية خرجت تظاهرة نصرة للأقصى وغزة، حمل فيها المشاركون صور الأقصى ولافتات وهتفوا بحياة فلسطين ونددوا بما يقوم به الاحتلال من عدوان.

وفي مدينة «الباب» السورية شرقي حلب، خرجت تظاهرة تضامن نصرةً للأقصى ورافضة للانتخابات في سوريا، حمل فيها المتظاهرون اللافتات ورددوا الهتافات.

 

تظاهرات امام بعثات دبلوماسية

وفي الولايات المتحدة، تجمع حشد من المتظاهرين، أمام مبنى يضم القنصلية الإسرائيلية في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية، منددين بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

واحتفل المسلمون في باترسون بولاية نيوجيرسي الأمريكية بعيد الفطر، واضعين الكمامات وأدوا صلاة العيد في ساحة مفتوحة، بينما ألقى الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة بظلاله على احتفالات هذا العام.

جنوب إفريقيا

وفي جنوب إفريقيا، خرجت مجموعة من مواطني جنوب إفريقيا يحملون لافتات خلال تظاهرة احتجاجية ضد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في المسجد الأقصى وقطاع غزة.

 

اليابان

وفي اليابان، خرجت تظاهرة في العاصمة طوكيو نظمتها الجالية العربية والإسلامية، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة، واحتجاجاً على انتهاك حرمة المسجد الأقصى، وتهجير الفلسطينيين من القدس.

تظاهرات تجتاح أوربا

فيما شهد العديد من مدن أوربا تظاهرات تضامن مع الشعب الفلسطيني؛ وخرجت في العاصمة الألمانية برلين تظاهرة تضامنية مع غزة، وضد العدوان عليها.

ونظم عدد من الجمعيات في الدنمارك، تظاهرة حاشدة تضامنا مع القدس وحي الشيخ جراح، وضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وشارك في التظاهرة الجاليات الفلسطينية والعربية، والمتضامنون من الدنمارك. ورفع المتظاهرون خلالها الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بجرائم الاحتلال، وشعارات تؤيد نضال الشعب الفلسطيني.

ودان المحتجون في كلمات خلال التظاهرة، الإجراءات القمعية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس المحتلة وقطاع غزة.

وتظاهر الآلاف في النمسا بمسيرة انطلقت من العاصمة فيينا بمشاركة من الجاليات العربية وأحزاب نمساوية، داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

كما خرج متظاهرون مؤيدون للقضية الفلسطينية، وهم يحملون لافتات وأعلاما فلسطينية للاحتجاج على الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني في داونينغ ستريت.

وفي فرنسا، أفادت وسائل اعلام أن مدنا فرنسية شهدت تجمعات للمتظاهرين. وقام الأمن الفرنسي باستعدادات كبيرة لتأطير التظاهرة التي كانت مقررة في باريس، وقام الأمن بإغلاق لمحطات الميترو المؤدية لمكان التظاهرة، في ظل تصميم من المنظمين على التظاهر رغم قرارات المنع. وبحسب مصادر إعلامية فرنسية، فإن تظاهرات باريس ونيس ستكون غير مرخصة. فيما يسمح بالتجمعات أو المظاهرات في ليون، بوردو، مونبلييه، مرسيليا، نانت، رين، ستراسبورغ، تولوز، ليل، ميتز، وسانت إتيان.

وفي سياق الاحتجاجات الأوربية، قامت المنظمات والمؤسسات البلجيكية المتضامنة مع فلسطين، بالتنسيق مع الجالية الفلسطينية، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة بروكسل، مطالبين بضرورة التدخل الأوروبي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ولوقف مخططاته العنصرية والخارجة عن القانون الدولي.

وعلى الصعيد ذاته، نظمت الجالية الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية أمام مقر الحكومة الرومانية في العاصمة بوخارست، وقفة تضامنية «تنديدا بالعدوان الإسرائيلي ضد شعبنا واعتداءات المستوطنين في القدس والداخل المحتل على المواطنين وممتلكاتهم».

مدن استرالية

وشهدت كبرى المدن الاسترالية، وعلى رأسها سيدني وملبورن وبيرث، تظاهرات حاشدة دعما لفلسطين والقدس وغزة والضفة الغربية والجليل، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل. وبمشاركة واسعة من الناشطين وممثلي الأحزاب السياسية الأسترالية والجاليات العربية، وبحضور أعضاء من البرلمان ومجلس الشيوخ الأسترالي وسياسيين، ندد المتظاهرون بـ»جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والتطهير العرقي في القدس»، مطالبين الحكومة والبرلمان الأسترالي بـ»الضغط على إسرائيل لوقف العدوان وإلزامها باحترام القانون الدولي والكف عن انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني».

رسالة تضامن من رياضيين

وأمام هذه الأحداث المليئة بالعنف، أطلق اللاعب الفرنسي الدولي ولاعب مانشستر يونايتد بول بوغبا رسالة سلام من خلال نشر صورة لنفسه على موقع إنستغرام، معلقا عليها بما يلي: «العالم بحاجة إلى السلام والحب. سيأتي العيد قريبا، فلنحب بعضنا البعض. صلوا من أجل فلسطين». اما الدولي الجزائري رياض محرز، ولاعب مانشستر سيتي الإنكليزي الذي سيخوض قريبا نهائي دوري أبطال أوروبا، فقد نشر العلم الفلسطيني على حسابه في (تويتر) مع هاشتاك أنقذوا الشيخ جراح.

وفي الاثناء، كتب نجم المنتخب المصري ولاعب نادي ليفربول محمد صلاح التغريدة التالية: «أدعو قادة العالم أجمع، بمن فيهم رئيس وزراء الدولة التي أعيش فيها منذ 4 سنوات، إلى بذل كل ما في وسعهم لضمان إنهاء أعمال العنف وقتل الأبرياء على الفور». في إشارة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

وكان محمد صلاح قد نشر صورة قديمة له، وهو يقف أمام المسجد الأقصى في القدس الشرقية. بدوره، عبّر اللاعب المغربي الدولي أشرف حكيمي عن تضامنه من خلال نشر مقطع فيديو على (تويتر) لفتاة فلسطينية معتقلة من قبل الشرطة الإسرائيلية. وفي تشيلي، أعرب لاعبو نادي بالستينو عن دعمهم للفلسطينيين من خلال دخولهم الملعب وهم يرتدون الكوفية (اللباس الفلسطيني التقليدي). هذه اللفتة ليست جديدة عن النادي الذي أسسه عام 1920 مهاجرون فلسطينيون، وأصبح في صفوف النخبة في البطولة التشيلية.

ص 5

ركود غير مسبوق تعيشه الأسواق

عيد «افتراضي» تغيب عنه مظاهر البهجة والزينة

بغداد – وكالات

أضحت مظاهر الاحتفال بالعيد في العراق، افتراضية مثل الكثير من المجالات التي فرضتها تداعيات جائحة كورونا، إما بسبب الإغلاق والحظر أو تهاوي القدرات الشرائية للكثير من المواطنين، لتشكو الأسواق هجر المشترين في موسم طالما انتظره التجار لتحريك المبيعات.

ولم يقتصر العزوف عن الشراء، في أسواق الملابس والأحذية والسلع الترفيهية، بل طاول حتى المواد المنزلية والأطعمة والحلوى التي تشهد إقبالا في المعتاد خلال مواسم الأعياد.

العديد من أصحاب محال بيع الملابس والمواد المنزلية، يشكون باستمرار تشديد قيود مواجهة كورونا، التي أدت إلى ضعف إقبال المواطنين على الشراء، حتى في موسم العيد.

ووفق محمد التميمي، وهو صاحب محل لبيع ملابس الأطفال في سوق الشورجة وسط بغداد، فإن الأسواق تعيش اليوم حالة ركود غير مسبوقة.

ويوضح التميمي في حديث صحفي، ان “عيد الفطر هذا العام أصبح إلكترونياً كما التعليم الإلكتروني في المدارس والجامعات” - في إشارة إلى التباعد الجسدي إذعانا لقيود كورونا.

ولطالما راهن الكثير من التجار على موسم العيد لتحريك المبيعات، إلا أن موجات الغلاء المتلاحقة وتراجع القدرات الشرائية لأغلب المواطنين حالت دون تحقق ما يصبو إليه التجار.

الوباء رفع نسبة الفقر

وبحسب بيانات رسمية، فإن نسبة الفقر ارتفعت في العراق إلى 31.7 في المائة، بسبب تداعيات كورونا. إذ صرّح وزير التخطيط خالد البتال، أخيرا، بأن تداعيات الوباء تسببت في إضافة 1.4 مليون مواطن إلى إجمالي عدد الفقراء البالغ 10 ملايين شخص قبل ظهور الفيروس مطلع العام الماضي 2020. وكانت نسبة الفقر 20 في المائة عام 2018 - وفق الوزير.

لا زينة لا ملابس جديدة!

من جهته، يقول المواطن أدهم حسين، ان “عيد هذا العام أضحى مختلفاً تماماً. فأجواؤه وتحضيراته أصبحت مقتصرة على الأشياء الضرورية الواجب توفرها، دون المبالغة بتزيين المنازل وموائد الطعام وشراء الملابس الجديدة”.

ويضيف حسين في حديث صحفي، أن “كل شيء تغيّر، الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل مباشر على الأوضاع المعيشية لأغلب الناس، حيث تراجعت القدرة المالية، فضلا عن إجراءات الحظر التي حرمت المواطنين من زيارة الأقارب والذهاب إلى المتنزهات”.

وفي السياق، تقول المواطنة أفراح السلماني، إنها اضطرت إلى عدم شراء ملابس جديدة لأطفالها على عكس ما تعودت عليه سابقا، مشيرة إلى انها اكتفت بصنع الحلوى والمعجنات فقط استعدادا لعيد الفطر هذا العام.

وتضيف في حديث صحفي، أن” الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها غالبية العائلات، غيرت من أولوياتها، وجعلت الكثير من احتياجات العيد الأساسية أمورا ثانوية”، منوهة إلى إن “الحياة في العراق تزداد صعوبة يوماً بعد يوم وعيداً بعد عيد”.

ويمرّ العراق بأزمة مالية خانقة نتجت عن انخفاض أسعار النفط عالمياً، منذ بداية انتشار كورونا، فضلا عن تفشي الفساد الذي تسبب في خسارة البلاد مئات مليارات الدولارات منذ عام 2003.

ورغم صعوبة الظروف التي تعانيها غالبية الأسر العراقية، يتلهف الأطفال لاستقبال يوم العيد ببهجة تأبى إن تفارق وجوههم.

وبهذا الصدد تقول فاطمة الطائي، وهي ربة منزل، إن الأطفال يترقبون يوم العيد بشوق كبير للبس أجمل الثياب وشراء الهدايا. لذا من الضروري توفير احتياجاتهم لرسم الفرحة على وجوههم، فهم يحتاجون لمن يجبر خواطرهم ويدخل السرور إلى قلوبهم، ما يجعل الكثير من الأسر في ضغط مالي من أجل تحقيق ذلك لأبنائها.

****************

أگـول

شهادات جامعية تتكدس

وآمال شبابية تتبدد!

ودود عبد الغني داود

منذ ان تأسست جامعة بغداد واخواتها في عموم العراق.. كانت هناك حالة من التنسيق والتوافق بين ما تخرّجه تلك الجامعات من كوادر اكاديمية ومهنية، وما تحتاجه مؤسسات الدولة من هذه الكوادر. إذ يتم ذلك وفق شروط وضوابط تتعلق بمعدل الطالب وثقافته العامة وسلوكه وشخصيته وقابلياته الجسدية، وغيرها من المواصفات المطلوبة الأخرى التي يتم التركيز عليها اثناء المقابلة السابقة للتعيين، لضمان توظيف جميع الخريجين في المواقع المناسبة.

إلا انه، ومنذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بدأت هذه الإجراءات الحضارية بالتراجع شيئاً فشيئاً، نتيجة هيمنة النظام الدكتاتوري على العراق وما سببه من حروب طاحنة وفوضى وشح في الخدمات وقرارات مزاجية، مرورا بالحصار الاقتصادي الجائر، والاحتلال الأمريكي وما أعقبه من سياسات مبنية على المحاصصة الطائفية التي استقطبت مجاميع الطفيليين وقوى الشر والتخلف، لتتكالب على جني الأموال وتستبيح المتاجرة بالعلم والمعرفة. حتى شهد العراق انتشارا واسعا غير مسبوق للمدارس والجامعات الاهلية التي يمنح بعضها شهادات من دون أي استحقاق، إلى كل من هب ودب، لقاء مبالغ مالية.

ولا يفوتنا أن نتحدث عن التدخلات السافرة في شؤون الجامعات الحكومية العريقة من قبل حفنة من المتنفذين الفاسدين، الذين يمنحون امتيازات لطلبة معينين دون أي استحقاق، وغير ذلك من الخروقات التي وصلت الى درجة التصفية الجسدية للمعارضين من الأساتذة والاداريين، ممن يقفون بالضد من تلك التدخلات. 

كل هذه المشكلات والحالات السلبية، أدت الى تكدس الشهادات الجامعية وإلحاق بالغ الضرر بالمستوى الثقافي والعلمي، الأمر الذي تسبب في تبديد آمال شبابنا المتميزين دراسيا، الذين وجدوا أنفسهم في النهاية، اما عاطلين عن العمل او محشورين في دوائر ومؤسسات مترهلة عقيمة، لا تتناسب وإمكاناتهم العلمية.

وإلى جانب ذلك، لا نجد أن هناك حلا لمشكلة تكدس الشهادات وتراجع المستوى الثقافي والمعرفي في البلد، دون توحيد المناهج الدراسية كافة، التي يجب أن يتم وضعها على أيدي أساتذة كفوئين، بما في ذلك الأسئلة الامتحانية التي يفترض أن تخضع إلى نظام الامتحان الوزاري، على أن تكون هناك رقابة مشددة على القاعات الامتحانية ومراكز فحص وتقويم الدفاتر الامتحانية السرية.

*****************

نجفيون: امنعوا بيع المفرقعات!

النجف – طريق الشعب

طالب لفيف من المواطنين، من سكان الأحياء الشعبية في مدينة النجف، الشرطة الاقتصادية بالتحرك تجاه المحال التجارية، وإلزام أصحابها بعدم بيع ألعاب المفرقعات وأسلحة "الصجم" البلاستيكية، التي يقبل على شرائها الأطفال، خاصة في الأعياد والمناسبات.

ونقل المواطن رياض الحمداني لـ "طريق الشعب"، عن المواطنين تأكيدهم أن هذه الألعاب سبق وان خلفت حوادث وإصابات بين الأطفال والكبار.

*************

بين الغلاء والحظر

باعة ملابس يشكون ضعف حركة البيع

البصرة – وكالات

شكا العديد من أصحاب محال بيع الملابس في مدينة البصرة، ركود حركة السوق وتراجعها حتى قبيل عيد الفطر، الذي يعد في الظروف الاعتيادية موسما لبيع الملابس.

وأوضح الباعة في حديث صحفي، ان ارتفاع سعر صرف الدولار، رفع معه أسعار الملابس المستوردة بصورة مضاعفة أحيانا، الامر الذي أرهق القدرة الشرائية لدى المواطنين، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتوقف الأعمال جراء تفشي جائحة كورونا. 

إلى ذلك، كشف العديد من المواطنين، عن عدم قدرتهم على شراء ملابس العيد لأطفالهم بسبب ارتفاع أسعارها. فيما لفت آخرون، إلى أن إجراء الحظر الصحي الذي تقرر تطبيقه خلال أيام العيد، أطفأ هو الآخر الرغبة في التسوق لدى العديد من العائلات.

***************

ناقشوا مشكلة شح المياه

شيوعيو المحمودية يزورون “ري شيشبار”

بغداد - مهدي العيسى

زار وفد من المختصة الفلاحية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء المحمودية، أخيرا، "شعبة ري شيشبار" التابعة لمديرية الموارد المائية "ما بين النهرين".

والتقى الوفد بمدير الشعبة، رئيس المهندسين الأقدم جاسم دعبول، وتبادل معه النقاش حول مشكلة شح المياه في نهر الفرات، وتأثير ذلك على الموسم الزراعي الحالي، مشددا على أهمية التحرك السريع على وزارة الموارد المائية لغرض وضع الحلول الآنية لمشكلة شح المياه.

واتفق الطرفان على حث الخطى باتجاه معالجة المشكلة، من أجل مواصلة العملية الزراعية بالشكل المطلوب.

ضم الوفد كلا من عضو المختصة الفلاحية للحزب في بغداد سعدون كاظم غاوي، وعضو المختصة الفلاحية في المحمودية مبدر حميد سيف، والشيخ فريق علي دليمي الغريري، شيخ عموم قبيلة الغرير، فضلا عن عدد من فلاحي المحمودية.

**************

قدموا حزمة مطالب

فلاحو واسط يعقدون مؤتمرهم الأول

الكوت - شاكر القريشي

عقد فلاحو محافظة واسط، الأسبوع الماضي، مؤتمرهم الأول بحضور جمع من المزارعين والشخصيات الاجتماعية والوطنية، بالإضافة إلى العديد من موظفي الدولة والإعلاميين.

استهل المؤتمر الذي عقد في ناحية الدبوني شمالي المحافظة، بكلمة ألقاها الشيخ والناشط المدني جليل البطيخ، ورحب فيها بالحاضرين، مثمنا دور اللجنة التنسيقية لتظاهرات شمال واسط في تبني مطالب الفلاحين، وحثهم على التكاتف من أجل واقع زراعي أفضل.

وتعد واسط من اهم المحافظات انتاجا للمحاصيل الاستراتيجية. اذ تتميز بوجود آلاف الدونمات والمشاريع الاروائية والأراضي المستصلحة بالطرق العلمية الحديثة. وقد شكل انتاج المحافظة من هذه المحاصيل، خلال الأعوام السابقة، أكثر من نصف إنتاج العراق.

وفي سياق أعمال المؤتمر، جرت الإشارة إلى أن فلاحي واسط عانوا كثيرا خلال المرحلة الحالية “وذلك نتيجة عدم اهتمام وزارة الزراعة بالخطة الزراعية بالشكل المطلوب”. وقد أكد المؤتمرون إلى أن مؤتمرهم هذا سيكون بمثابة شرارة لانطلاق تظاهرات واحتجاجات فلاحية من أجل تحسين الواقع الزراعي.

وتخللت المؤتمر قراءات شعرية وأهازيج حماسية ساهم فيها الشاعر والناشط المدني كاظم الدليمي.

وكان لـ “طريق الشعب” لقاء على هامش المؤتمر، مع الشيخ والناشط رعد البطيخ، الذي كشف عن مطالب فلاحي واسط، وأبرزها صرف مستحقاتهم للمواسم الزراعية الماضية، وإلغاء الفوائد الباهظة المترتبة على السلف الزراعية، وفتح القروض الميسرة لصغار الفلاحين، وحماية المنتج المحلي ووضع تسعيرة ثابتة لحماية المستهلك، فضلا عن دعم شركات الدواجن وتسعير منتجاتها. 

وفي الختام، صوّت المؤتمرون على المطالب الفلاحية المذكورة، مشددين على ضرورة تنفيذها ومؤكدين انه بخلاف ذلك سيضطرون إلى تنظيم وقفة احتجاج أمام مديرية زراعة واسط.

**************

 مواساة

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثانية، الرفيق رزاق هنوان مطلك   (ابو نعمت) الذي توفي اثر جلطه دماغية.  للرفيق الراحل ارث كفاحي ضد الدكتاتورية المقيتة حيث تعرض بسبب انتمائه للحزب الشيوعي العراقي الى الملاحقة والاعتقال من قبل الاجهزة القمعية لنظام البعث المقبور. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

وتنعى اللجنة المحلية أيضا، الرفيق كاظم عبد السادة موات. له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

*تنعى لجنة قضاء قلعة سكر للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حميد عبد الرزاق (أبو كفاح) الذي توفي بعد صراع مع المرض. للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الرفيق عبد الحسين فليح (ابو ريام) بوفاة اخيه عباس فليح بسبب مرض عضال لم يمهله طويلا. الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، الرفيق علوان محمد (ابو كرار) بوفاة ابن أخيه الفقيد يوسف جاسم اللامي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا. للفقيد السلام والطمأنينة والذكر العاطر ولرفيقنا وعائلته الكريمة مزيد من الصبر والسلوان.

* تنعى محلية المثقفين للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حمدي فؤاد العاني (أبو حمادة).. الذي توفي اثر مرض عضال.

انتمى الفقيد منذ شبابه الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي وعانى السجن والاعتقال من قبل الاجهزة القمعية للأنظمة السابقة، عمل في صحافة الحزب منذ اتحاد الشعب وطريق الشعب ورفدها في المطالب العمالية والفلاحية وفي المسألة الزراعية.

لفقيدنا الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه جميل الصبر والسلوان

*************

 

ص6-7

اعلان عن نشر النظام الداخلي ومناقشته الواسعة

 

إلتزاماً بمبدأ الديمقراطية والتجديد، الذي اقره المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي عام 1993، وتعزيزاً للديمقراطية الحزبية، حرص الحزب منذ عقود في  مؤتمراته على طرح وثائقه الحزبية الرئيسية (البرنامج والنظام الداخلي) للنقاش العلني. فنشرها في وسائل إعلامه وقام بإيصالها ألكترونياً، لكي تناقش وتُطور وتُغنى بما ينسجم مع متطلبات ومستجدات الحياة السياسية في البلاد.

 وفي اطار التحضير لمؤتمر الحزب الحادي عشر المقبل، نطرح اليوم النظام الداخلي وبرنامج الحزب للمناقشة والحوار الواسعين، اللذين نطمح الى ان لا يقتصرا على رفاق الحزب وحدهم، بل نريد لهما أن يشملا اصدقاءه وجماهيره، وكل من يرغب غيرهم في إبداء رأيه بشأنها. وسيجري التعامل مع كل الملاحظات والمقترحات والآراء الانتقادية بمنتهى الجدية، وسيتم إخضاعها إلى دراسة معمقة للاستفادة منها، ولتعزيز دور العقل الجماعي في صياغتها وبلورتها بشكل نهائي.

ولا بد من التنويه هنا الى أن مهمة النظام الداخلي ووظيفته، تتلخصان في تنظيم حياة الحزب الداخلية وفقاً للظروف القائمة، ولعلاقة الحزب بالجماهير وبالقوى السياسية الأخرى، وأن يكون بمضمونه وشكله منسجماً مع هويته الفكرية، ومعبراً عن برنامجه السياسي والاقتصادي – الاجتماعي، وأن يوفر المقدمات الضرورية لوضعه موضع التنفيذ، عبر إجتذاب من يؤمن بأهدافه ويرغب في الاسهام في تنفيذها. فضلا عن تعميق الديمقراطية داخل الحزب، وضمان التجديد الفعلي على صعيدي الفكر والممارسة، بما فيها الأطر التنظيمية.

بيد أن تطبيق الديمقراطية والتجديد لا يعني، بأية حال من الاحوال، تحويل الحزب إلى منظمة أو مؤسسة هلامية، أو جعله بلا ضفاف. فهناك ثوابت ومبادئ يجب عدم الإخلال بها، بل يتوجب تطويرها وإبتكار آليات جديدة لتطبيقها وتحويلها إلى واقع ملموس. كما لا يعني هذا إستنساخاً لتجارب بعض الأحزاب الشيوعية أو اليسارية في أوروبا والبلدان المتطورة الأخرى، التي قطعت شوطاً كبيراً في دمقرطة مجتمعاتها والأحزاب نفسها.

واليوم وحزبنا يتوجه لعقد مؤتمره الحادي عشر، تشهد بلادنا والعالم تطورات متسارعة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وتغيرات هائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وانتشارا متزايد لوسائل التواصل الاجتماعي، وتسارعا لتداول المعلومات. ويترك هذا كله بالغ التأثير ليس فقط على عملية تناقل ونشر الفكر والثقافة وتكوين الوعي وصناعة الرأي العام، وإنما يوفر ايضا إمكانات غير مسبوقة لمشاركة الفرد أو المنتسب - عضو التنظيم في رسم السياسة وصناعة القرار للكيان التنظيمي الذي ينتمي إليه. وهذا يضع اشكال التنظيم الراهنة على اختلافها، والحزبية منها بشكل خاص، أمام  تحديات وفرص تفرض عليها ان تتفحص بوعي ودقة أنظمتها الداخلية وآليات عملها. وان من الضروري الاهتمام بهذه التطورات والمستجدات في المناقشات الواسعة، التي يطلقها حزبنا بشأن مسودات الوثائق التي ستقدم إلى مؤتمره الحادي عشر، وصولا إلى صيغ وقواعد عمل تنظيمية تجمع بين الثبات على الأسس المبدئية، والمرونة والانفتاح على الجديد والتفاعل معه، لكي يأتي النظام الداخلي مرناً  قادراً على استيعاب ما هو جديد في التغيرات الاجتماعية والطبقية الحاصلة في المجتمع، وتهيء الارضية لمنظمات الحزب ورفاقه كي يلعبوا الدور الطليعي في تنفيذ برنامج الحزب وتحقيق اهدافه.

واننا لنطمح ايضا الى أن تساهم ممارستنا الديمقراطية هذه في تعميق وتوطيد الوعي لدى الجهات المعنية في الاحزاب والقوى السياسية الاخرى، بأهمية صياغة برامج وآليات عمل قادرة فعلاً على ترجمة هذه الطموحات وتجسيدها في الممارسة العملية، بعيداً عن سيادة الرأي الواحد، والأستئثار بالسلطة ومغانمها، وافراغ الدولة من وظيفتها اتجاه شعبها ووطنها، كما يحصل حالياً.

ختاما نأمل من كل الأصدقاء والمختصين والمهتمين بشأن الحزب، وأبناء الشعب عامة، ان يدلوا بآرائهم ومقترحاتهم في شأن وثيقة النظام الداخلي لحزبنا، ويرسلوها إلى جريدة "طريق الشعب" أو يسلموها إلى إحدى منظماتنا الحزبية.

 مع فائق الشكر.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي 

**************

النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي

المادة (1) المبادئ التنظيمية للحزب ونشاطه

 

الحزب الشيوعي العراقي اتحاد طوعي لمواطنات ومواطنين يجمعهم الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والجماهير الكادحة وعن الحقوق والمطالب الوطنية لسائر فئات الشعب، والكفاح من أجل تأمين التطور الديمقراطي الحر والمستقل للبلاد، ولتحقيق التحولات الاجتماعية وصولاً إلى بناء الاشتراكية فيها.

تتجسد مبادئ تنظيم الحزب، وحياته الداخلية، وعمله القيادي، ونشاطه ككيان سياسي ديمقراطي موحد، في:

  1. قيادة واحدة للحزب، تمثل هيئته التنفيذية العليا، وتنتخب بطريقة ديمقراطية، وتعبر عن إرادته بجميع أعضائه ومنظماته، وتقدم تقاريرها الدورية إلى المنظمات الحزبية وتخضع لرقابتها المنتظمة.
  2. وحدة الحزب السياسية والتنظيمية، ووحدة المنطلقات الفكرية المبنية على الأسس الديمقراطية وعلى حرية الآراء وتفاعلها، وهي تجد تعبيرها في وحدة الإرادة والعمل.
  3. اتخاذ القرارات الحزبية على مختلف المستويات بالاتفاق العام أو بالأغلبية المطلقة، بعد المناقشة الحرة. وضماناً لاغناء القرارات وتنفيذها، يجري التمسك بالقواعد التالية:

أ‌- قرارات مؤتمرات الحزب الوطنية وقيادته ملزمة لجميع أعضائه وهيئاته ومنظماته.

ب‌- القرارات التي تتخذها مؤتمرات منظمات الحزب المختلفة ملزمة لأعضائها وللمنظمات التابعة لها. وكل هيئة مسؤولة عن نشاطاتها وقراراتها ونتائج تنفيذها، أمام مؤتمر منظمتها وأمام الهيئة التي تقودها وتقدم تقارير دورية إليها.

ج‌- حق الأقلية في مناقشة سياسة الحزب العامة، وسياسته التنظيمية، وفي ابداء الاعتراض عليها أمام الهيئات الحزبية المسؤولة بما فيها المؤتمر، والتعبير عن رأيها في منابر الحزب الاعلامية، على أن لا يعيق ذلك التزامها تنفيذ قرارات الهيئات القيادية.

د‌- حق المنظمات الحزبية وأعضاء الحزب في الاعتراض على قرارات الهيئات القيادية، والمطالبة بإعادة النظر فيها، مع توضيح الاسباب، على أن لا يعيق ذلك تنفيذهم لها إلى حين البت في الأمر والاتفاق بشأنه. والهيئة القيادية ملزمة بالنظر فيه خلال شهر واحد من تأريخ استلامه من قبل الهيئة التي تصادق على القرار.

  1. رقابة الهيئات الحزبية المعنية على نشاط الهيئات القيادية، وحقها في مطالبة الأخيرة بتقديم تقارير عن مواقفها ونشاطها في مختلف الميادين.
  2. الاستقلالية الذاتية للمنظمات والهيئات الحزبية في بحث وإقرار المسائل المتعلقة بحياتها الداخلية ونشاطها وفي تطبيق سياسة الحزب المقرة وتحديد مواقفها بشأن القضايا المحلية، على ان لا تتعارض في ذلك مع سياسة الحزب وبرنامجه ونظامه الداخلي.
  3. إشاعة وتطوير الديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب ومنظماته وهيئاته، ورعاية مواهب أعضائه واطلاق طاقات منظماته، تعزيزاً للتلاحم والوحدة في صفوفه. والديمقراطية الحزبية الداخلية تعني:

أ - مساهمة منظمات الحزب واعضائه في تقرير شؤونه وبنائه وتركيب هيئاته القيادية ومتابعة نشاطه، وفي رسم سياسته العامة وانجاز المهام المطروحة أمامه.

ب - رجوع الهيئات القيادية الى الرأي العام الحزبي عند بحث القضايا الاساسية المستجدة وذلك باجراء استفتاء داخلي، وطرح الوثائق الخاصة بتلك القضايا للمناقشة الحزبية العامة قبل اتخاذ قرارات بشأنها.

ج - حرية ابداء الرأي والمناقشة، وتعدد الآراء وتباينها وتفاعلها والاتفاق عليها داخل المنظمات والهيئات الحزبية، والاستماع الى الاراء المخالفة واحترامها والاستفادة منها.

د - اعتماد الشفافية في ما يتعلق بنشاط الحزب العام وتوفير المعطيات الضرورية بما يمكن العضو من المساهمة الفعالة في الحياة الداخلية للحزب.

هـ - انتخاب جميع الهيئات القيادية بالاقتراع السري وبالأغلبية المطلقة، مع ضمان حرية التنافس بين المرشحين وحق الناخبين في الاعتراض عليهم او مطالبتهم بتوضيح ارائهم ومواقفهم تجاه أية قضية. وتكون الهيئات المنتخبة مسؤولة امام من إنتخبها. كما يتعين الاخذ بمبدأ التجديد لهذه الهيئات في كل دورة، والتخلي عن التنسيب الى المنظمات الحزبية الا في الحالات الاضطرارية التي تفرضها ظروف عمل الحزب، وبقرار من الهيئات الحزبية المختصة.

و- توزيع المسؤوليات داخل الهيئات الحزبية بالاستناد إلى السمات السياسية والعملية لأعضائها.

ز‌- ممارسة النقد والنقد الذاتي ضمن الأطر التنظيمية.

ح‌- تقديم جميع الهيئات تقارير منتظمة عن سير تنفيذ سياسة الحزب والقرارات الحزبية وعن برامجها بروح موضوعية انتقادية، مع تحديد المظاهر الإيجابية والأسباب والمسؤولية الشخصية والجماعية في حالة التقصير أو الخطأ في التنفيذ.

ط - تمسك جميع منظمات الحزب بمبدأ العمل الجماعي، مقترناً بالمسؤولية الشخصية وتحديدها، مع تشجيع روح المبادرة والابداع.

ي - مكافحة الأساليب البيروقراطية في التعامل بين منظمات ورفاق الحزب.

  1. اختيار الحزب شكل تنظيمه، وبنائه وفقاً للمؤشر الاقليمي- الاداري والانتاجي، بناء منظماته وفقاً لمحل العمل والسكن والمهنة، او اي شكل اخر تستدعيه ضرورات العمل الحزبي.

 

المادة (2) شروط العضوية

 

كل مواطنة اكملت، ومواطن أكمل الثامنة عشر من العمر، يحق له أن يكون عضوا في الحزب الشيوعي العراقي، على ان:

  1. يوافق على برنامجه ونظامه الداخلي ويسترشد بهما.
  2. يعمل في إحدى منظماته.
  3. يدفع بدل الاشتراك المالي المقرر.

 

المادة (3) حقوق عضو الحزب

 

  1. أعضاء الحزب متساوون في الحقوق.
  2. المساهمة في رسم سياسته العامة ومراقبة تنفيذها، والاشتراك في المناقشات داخل الاجتماعات الحزبية.
  3. نشر وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في المنابر الاعلامية للحزب، وتقديم المقترحات والاعتراضات الى هيئته او اية هيئة حزبية اعلى، لدراستها والابلاغ عما اتخذته من إجراءات بشأنها.
  4. نقد أية هيئة حزبية أو أي عضو حزبي، وممارسة النقد الذاتي.
  5. ممارسة مسؤوليته الحزبية في حدود صلاحياته، بروح المبادرة، وفي اطار سياسة الحزب وقراراته.
  6. ممارسة الحق في الانتخاب، وفي ترشيح نفسه أو آخرين الى مختلف الهيئات الحزبية.
  7. حضور اية مساءلة حزبية شخصيا، الا اذا تعذر عليه ذلك، وله ان يعترض على اي اجراء يتخذ بحقه لدى الهيئات الحزبية القيادية.

 

المادة (4) واجبات عضو الحزب

 

  1. ان يسترشد ببرنامج الحزب ويلتزم بنظامه الداخلي وينفذ سياسته وقراراته.
  2. ان يسعى إلى تطوير مداركه باكتساب المعارف الماركسية، وان يحرص على الارتقاء بثقافته العامة، واغناء معرفته بتاريخ الحزب والطبقة العاملة والحركات الوطنية والديمقراطية في العراق والعالم.
  3. ان يساهم في نشر الوعي الديمقراطي والقيم الاشتراكية في صفوف الحزب والجماهير وتطوير العمل الجماعي، واحترام الرأي الآخر.
  4. ان يكون صادقاً، نزيهاً في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية والسياسية، وان يقرن اقواله بالافعال، وان يكون نموذجاً في نضاله وتأدية واجباته الحزبية والاجتماعية والانسانية، وديمقراطياً في مواقفه ازاء عائلته وفي المجتمع.
  5. ان يحافظ على وحدة الحزب وسلامته، ويتقيد بضوابطه ويحترم خصوصياته، وان لا يشوه الحقائق ولا يخفيها عن الحزب.
  6. ان يخدم مصالح الكادحين وجماهير الشعب ويوثق صلته بهم، ويصغي بتواضع الى مطاليبهم وارائهم، ويتعلم منهم، ويوضح سياسة الحزب واهدافه لهم ويعمل على توسيع صفوف الحزب وتقوية نفوذه ومواقعه بينهم.
  7. 7- ان يخبر مرجعه الحزبي عند ترك محل اقامته.

 

المادة (5) الترشيح لعضوية الحزب

 

  1. على من يرغب الانتماء إلى الحزب تقديم طلب تحريري. ولا يصبح مرشحا إلا بعد التوثق منه ومن التزكية الشخصية والسياسية عنه من قبل الخلية الحزبية المعنية وموافقتها وإقرار الهيئة الحزبية المسؤولة عنها.
  2. فترة الترشيح:

أ‌- تكون فترة الترشيح (6) أشهر. ويجوز تمديدها فترة أخرى مع تبيان الأسباب الموجبة لذلك.

ب- للمرشح أن يطالب بمنحه العضوية، بعد انتهاء فترة ترشيحه.

  1. يمارس المرشح للعضوية، خلال فترة الترشيح، حقوق عضو الحزب – عدا حق التصويت والترشيح لهيئات الحزب - وينفذ واجبات العضو الحزبي.
  2. تكون الخلايا واللجان الحزبية مسؤولة عن متابعة نشاط المرشحين المرتبطين بها، وتقدم تقاريرها إلى اللجان المحلية عند انتهاء مدة ترشيحهم، وتقترح منحهم العضوية أو تمديد ترشيحهم (لمرة واحدة) أو الغاء الترشيح ، وتبت اللجان المحلية بالأمر.

 

المادة (6) الاستقالة من الحزب

 

  1. لعضو الحزب ان يستقيل متى شاء. وعلى هيئته ان تبلغ الهيئة المسؤولة عنها بذلك.
  2. يُعَدْ مستقيلاً من الحزب كل من تخلى عن الالتزام بشروط العضوية.
  3. للخلية الحزبية او الهيئة الحزبية المعنية اعادة المستقيل الى الحزب، بعد مصادقة الهيئة المسؤولة عنها. ولا يجوز اعادة من استقال مرات الا بموافقة اللجنة المركزية او من ينوب عنها.

 

المادة (7) إجراءات الانضباط الحزبي

 

  1. كل عضو حزبي معرض للمساءلة الحزبية في هيئته عند خرقه النظام الداخلي. وتتخذ منظمته الحزبية الاجراءات الانضباطية الضرورية في هذا الشأن. وهذه الاجراءات هي: التنبيه، الانذار، التنحية من اللجان أو المسؤولية، وفصل العضو من الحزب أو انهاء الترشيح للحزب.
  2. فصل العضو من الحزب هو اقصى اجراء انضباطي. ويعتبر هذا القرار نافذ المفعول بعد التصويت عليه من ثلثي اعضاء الهيئة التي ينتمي اليها، ومصادقة الهيئة التي تليها، ويعرض قرار فصل عضو اللجنة القيادية المنتخبة على الهيئة التمثيلية التي انتخبته.
  3. تجميد عضو الحزب، أو احدى هيئاته، اجراء مؤقت تتخذه الهيئة الحزبية المعنية لضرورات التحقق، ويقترن التجميد بمصادقة الهيئة القيادية ذات الصلة وينتفي بزوال الاسباب.

المادة (8) الخلية الحزبية

 

  1. الخلية الحزبية هي نواة الحزب الاساسية، وحلقة إتصاله الرئيسية بالجماهير وعلى اعضائها السهر على تطوير معارفهم وانماء ثقافتهم السياسية والفكرية والطبقية واستيعاب سياسة الحزب واغنائها، وتطبيقها في نطاق عملها.
  2. تتشكل الخلية على اساس محل العمل او محل السكن أو المهنة او النقابة او النشاط المهني والابداعي والاجتماعي الواحد. ويتحدد عدد اعضائها وفقاً لظروف عملها.
  3. حقوق وواجبات الخلية:

أ- المساهمة في رسم سياسة الحزب من خلال مناقشتها وتقديم المقترحات بشأنها ونشرها بين الجماهير، والاصغاء الى آرائها فيها، واطلاع الحزب على هذه الآراء.

ب‌- العمل على اجتذاب الجماهير الى توجهات الحزب، وتنظيمها وتوجيهها، وتحفيز المؤهلين منها للانتماء اليه.

ج- ترويج صحافة الحزب ومطبوعاته، وتزويدها بآراء الجماهير وبالمعلومات عن مشاكلها والمساهمة في تحريرها.

د- توطيد حياتها الداخلية على قواعد الديمقراطية والالفة الرفاقية والتعاون المتبادل بين اعضائها، ومن خلال توزيع العمل بينهم، وتقوية الالتزام الحزبي الواعي، وكشف نواقص العمل واخطائه، وممارسة النقد والنقد الذاتي، وتحفيز المبادرات والجوانب الايجابية في نشاط اعضائها.

هـ- عقد اجتماعات دورية تتسم بالروح العملية وتُغني محتوى اعمالها، ورفع المحاضر والتقارير الدورية عن نشاطها وبرامجها الخاصة، ومنجزاتها وماليتها، الى لجنة المنظمة الأساسية.

و- مناقشة صفات طالبي العضوية، والتأكد من دقة المعلومات بشأنهم.

  1. كل عضو في الخلية مسؤول عن نشاطها بالتضامن مع بقية اعضائها. وهي مسؤولة عن كل عضو فيها.
  2. تنتخب الخلية سكرتيراً لها ونائباً له، ويتجدد الانتخاب مرة كل سنتين.

 

المادة (9) المنظمات الأساسية

 

  1. تتشكل المنظمات الأساسية من الخلايا الحزبية (أو أي شكل آخر يعوض عنها ويتطلبه الظرف الملموس)، المبنية وفق مؤشر العمل والسكن والمهنة وغيره.
  2. تُبنى المنظمات الأساسية للحزب، عند الضرورة، في الوحدات الادارية والانتاجية وغيرها من المواقع والتجمعات، وبما يساعد على توحيد عمل الشيوعيين وتأديتهم لمهماتهم الحزبية والاجتماعية. وهي مسؤولة امام اللجنة الاعلى وتقدم تقاريرها اليها.
  3. الهيئة العليا للمنظمة الأساسية هي المجلس الحزبي الذي يعقد كل عامين ويحضره اعضاء الخلايا التي تؤلف المنظمة (أو ممثلون منتخبون من قبلهم). ويناقش المجلس تقارير لجنة المنظمة الأساسية، وبرنامج عملها وتوجهاتها، في اطار ما يرسمه المؤتمر الوطني وقرارات الهيئات الحزبية العليا، ويعقد باشراف الهيئات القيادية.
  4. ينتخب مجلس المنظمة الأساسية من بين أعضائه لجنة قيادية لها، تعمل تحت رقابته وتنفذ قراراته وتقدم تقاريرها اليه.
  5. تشرف اللجنة على نشاط اعضاء الحزب في المنظمات النقابية والمهنية والابداعية وغيرها من المنظمات غير الحكومية، وعمل ممثليه في المجالس البلدية، وتنظم عملية اختيار المرشحين عبر الآليات الديمقراطية.
  6. تنتخب اللجنة سكرتيرا ونائبا له، ومكتبا لها.

 

المادة (10) المنظمات الفرعية

  1. تتشكل المنظمات الفرعية من المنظمات الأساسية، ومن بعض الخلايا عند الضرورة، وهي مسؤولة امام اللجنة المحلية، وتقدم تقاريرها إليها.
  2. الهيئة العليا للمنظمة الفرعية هي المجلس الحزبي الذي يعقد كل عامين ويحضره أعضاء المنظمات الاساسية (أو ممثلون منتخبون من قبلهم)، وتناقش فيه تقارير لجنة المنظمة الفرعية، وبرنامج عملها وتوجهاتها، في إطار ما يرسمه المؤتمر الوطني وقرارات الهيئات الحزبية العليا، وينعقد باشراف الهيئات القيادية.
  3. ينتخب المجلس الحزبي للمنظمة الفرعية، من بين اعضائه، لجنة قيادية لها، تعمل تحت رقابته، وتنفذ قراراته وتقدم تقاريرها اليه.
  4. تشرف اللجنة على نشاط اعضاء الحزب في المنظمات النقابية والمهنية والابداعية وغيرها من المنظمات غير الحكومية، وعلى عمل ممثليه في المجالس البلدية، وتنظم عملية اختيار المرشحين عبر الاليات الديمقراطية.
  5. تنتخب اللجنة سكرتيرا ونائبا له، ومكتبا لها.

 

المادة (11) المنظمات المحلية

  1. تضم المنظمة المحلية الخلايا والمنظمات الأساسية والفرعية وجميع الشيوعيين في المحافظة الواحدة، أو الرقعة الجغرافية التي تعمل فيها، او في القطاع المهني الواحد.
  2. مؤتمر المنظمة المحلية:

أ- الهيئة العليا للمنظمة المحلية هي المؤتمر المحلي الذي يعقد كل عامين، أو بصفة استثنائية بطلب من ثلثي أعضاء اللجنة المحلية، أو بقرار من اللجنة المركزية.

ب - تشرف اللجنة المركزية على مؤتمرات المنظمات المحلية وأعمالها.

ج - يتألف مؤتمر المنظمة المحلية من المندوبين المنتخبين في مجالس المنظمات الحزبية المرتبطة بها مباشرة، ومن أعضاء اللجنة المحلية، ومن الرفاق المختصين والشخصيات المحلية الحزبية ممن تسميهم اللجنة  المحلية، عبر الآليات الديمقراطية، كأعضاء للمؤتمر، على ان تحظى هذه التسمية بمصادقة المؤتمر المحلي، وان لا تتجاوز نسبتهم 10% من المندوبين المنتخبين. ويعتبر مراقباً كل من لا تجري مصادقة المؤتمر عليه.

د- يناقش المؤتمر ويبت في تقارير اللجنة المحلية، ويقر البرامج والتوجهات العامة ونشاط وتطور المنظمة المحلية في جميع الميادين، وفقاً للظروف الملموسة التي تعمل فيها، على ان يستند الى برنامج الحزب وخطه السياسي ونظامه الداخلي، ويحق له ان يناقش الخط السياسي العام.

هـ. يحدد عدد أعضاء اللجنة المحلية وينتخبهم.

و. ينتخب المندوبين الى المؤتمر الوطني ويحملهم طرح وجهات نظر اعضائه في مختلف شؤون الحزب.

  1. اللجنة المحلية ومهامها:

أ- هي الهيئة القيادية والتنفيذية للمنظمة المحلية في الفترة بين مؤتمرين محليين. تمثل الحزب وهيئاته القيادية ضمن حدود صلاحياتها. وهي مسؤولة امام مؤتمر المحلية واللجنة المركزية.

ب- تضع موضع التنفيذ قرارات مؤتمر المنظمة المحلية والهيئات القيادية للحزب، وتقدم التقارير اليه واليها عن نشاطاتها ونشاط المنظمة المحلية وتطورها في مختلف الميادين، وعن شؤونها المالية.

ج- تنظم التثقيف بالفكر الماركسي وبرنامج الحزب ونظامه الداخلي، وتعمل على رفع مستوى الوعي السياسي لاعضاء الحزب، وتهتم باعداد وتربية الكادر المحلي.

د- تعمل على توطيد التنظيم الحزبي، وتنسيق نشاط المنظمات الاساسية والفرعية، وتشرف وتحرص على سلامة  المنظمات الحزبية وعلى توسيعها.

هـ- تولي مزيدا من الاهتمام والعناية بالرفاق الذين تركوا التنظيم لأسباب مختلفة، لكنهم ما زالوا موافقين على الخط العام للحزب، ومساهمين في أنشطته وفي دعمه، وتجد الأطر المناسبة (ندوات، موسعات، سيمنارات....الخ) التي تؤمن أعلى درجات التفاعل معهم.

و- تسعى إلى تقوية صلات الحزب بالجماهير وتشرف على نشاط أعضائها في المنظمات النقابية والمهنية والابداعية وغيرها من منظمات غير الحكومية، وفي مجلس المحافظة والمجالس البلدية، وتحرص على احترام خصوصيتها واستقلالها، وطابعها الجماهيري والديمقراطي، وتنظم عملية اختيار المرشحين عبر الآليات الديمقراطية.

ز- تدرس آراء ومقترحات وانتقادات منظمات الحزب واعضائه بشأن نشاط المنظمة المحلية ولجنتها، وبشأن نشاط الهيئات القيادية وسياسة الحزب ومواقفه، وتبت فيها أو تنقلها مع رأيها الى الهيئات الحزبية القيادية المعنية.

ح- تعنى بإدارة وسلامة الممتلكات الحزبية والشؤون المالية للمنظمة المحلية، وتسعى الى توسيع مصادرها، وتقدم تقارير دورية بذلك الى الهيئات القيادية.

ط - تنتخب اللجنة سكرتيرا ونائبا له، ومكتبا لها.

ي - مكتب اللجنة المحلية مسؤول امامها ويقدم التقارير المنتظمة إليها وينفذ قراراتها.

ك - يترأس السكرتير اجتماعات اللجنة المحلية ومكتبها، وهو مسؤول امامها ويمثلها امام المنظمة المحلية واللجنة المركزية للحزب، وامام الرأي العام في المحافظة أو الرقعة الجغرافية التي تعمل فيها.

 

المادة (12)  المجلس الاستشاري

 

  1. يتكون من أعضاء اللجنة المركزية، وسكرتاري اللجان المحلية، ومسؤولي لجان الأختصاص المركزية، واعضاء لجنة الرقابة المركزية.
  2. يعقد المجلس إجتماعا دوريا كل أربعة أشهر، أو عند الضرورة بدعوة من اللجنة المركزية.
  3. يناقش في اجتماعاته أو موسعاته التطورات السياسية في البلاد وتقارير اللجان المحلية ولجان الاختصاص المركزية.
  4. تعمم نتائج اجتماعاته والتوصيات الصادرة عنه إلى المنظمات الحزبية في رسائل داخلية.

المادة (13) منظمات الحزب في الخارج

 

  1. ينتظم اعضاء الحزب في الخارج في منظمات حزبية في كل بلد، تنتخب لجانها القيادية في مجالسها العامة مرة كل سنتين.
  2. تقرر اللجنة المركزية شكل قيادة منظمات الحزب في الخارج وطريقة ارتباطها بعد التشاور معها.

 

المادة (14) آلية العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني

 

  1. تبنى العلاقة بين حشع وحشك على أساس المصالح الطبقية والوطنية، والهوية الفكرية المشتركة، والروح الأممية، والتاريخ النضالي المشترك في إطار بلد متعدد القوميات، والتي تجد تعبيرها في الوثائق البرنامجية المشتركة.
  2. تنظم اللجنتان المركزيتان للحزبين آلية العلاقة بينهما تبعا لتطورات الواقع الاداري - السياسي للدولة العراقية.

 

المادة (15) التعددية القومية والدينية في المجتمع العراقي

 

إقراراً بتعدد الانتماءات القومية والدينية في المجتمع العراقي، وانسجاماً مع توجهات الحزب البرنامجية في الدفاع عن حقوقها المشروعة، ووفقاً لضرورات العمل والظرف الملموس، للحزب ان يشكل هيئات اختصاصية لتوجيه وتطوير نشاطه في هذا الميدان.

 

المادة (16) المؤتمر الوطني للحزب

 

  1. المؤتمر الوطني هو اعلى هيئة في الحزب ويعقد كل اربع سنوات بدعوة من اللجنة المركزية، ولها أن تدعو في حالات استثنائية الى عقد مؤتمرات طارئة بموافقة ثلثي اعضائها.
  2. يتألف المؤتمر الوطني من:

أ- المندوبين المنتخبين من المنظمات المحلية للحزب، ومن منظماته في الخارج.

ب- أعضاء اللجنتين المركزية والرقابة المركزية للحزب.

ج- المختصين والشخصيات الحزبية ممن تسميهم اللجنة المركزية أعضاء في المؤتمر، على ان تحظى هذه التسمية بمصادقة المؤتمر، وان لا تتجاوز نسبتهم 10% من المندوبين المنتخبين. ويعتبر مراقباً كل من لا تجري مصادقة المؤتمر عليه.

د- يحق للجنة المركزية دعوة مراقبين الى المؤتمر.

هـ- يعتبر المؤتمر شرعياً ومستكملاً نصابه القانوني في حالة حضور الثلثين من المندوبين.

  1. قواعد الانتخاب ونسب التمثيل تحددها اللجنة المركزية، مع الاخذ بنظر الاعتبار ضرورة تناسب التمثيل في المؤتمر مع مجموع عدد اعضاء الحزب في كل منظمة. ويشترط ان لا يقل العمر الحزبي للمندوب الى المؤتمر عن ثلاث سنوات.
  2. تتلخص مهام المؤتمر الوطني في:

أ- اقرار برنامج الحزب ونظامه الداخلي، وتعديلهما.

ب- تحديد الخط السياسي العام للحزب ورسم الاتجاهات العامة لنشاطه في الميادين كافة.

ج- مناقشة تقارير اللجنة المركزية والبت فيها.

د- مناقشة التقرير المالي والمصادقة على ميزانية الحزب.

هـ- تحديد عدد أعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية وانتخابهم بطريقة التصويت السري، وعلى اساس الترشيح الفردي.

و- تثبيت كوتا للشباب واخرى للنساء بنسبة تحدد حسب الظروف الملموسة.

ز- انتخاب لجنة الترشيحات لعضوية اللجنة المركزية والطعون في أول جلسة عمل.

ح- مناقشة تقرير لجنة الرقابة المركزية.

  1. في حالة تعذر عقد المؤتمر الوطني في موعده المقرر يحق للجنة المركزية تأجيله لمدة سنة واحدة، على أن توضح الأسباب الموجبة إلى جميع منظمات الحزب.

 

المادة (17) المجلس الحزبي العام

 

  1. للجنة المركزية ان تدعو لعقد مجلس حزبي عام كلما دعت الظروف السياسية أو أوضاع الحزب الداخلية الى ذلك.
  2. يتكون المجلس الحزبي العام من اعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية ومن مندوبين منتخبين من اللجان المحلية وهيئات الاختصاص المركزية ومنظمات الخارج.
  3. قرارات المجلس الحزبي العام ملزمة لجميع هيئات الحزب.

 

المادة (18) اللجنة المركزية – مهماتها وصلاحياتها

 

  1. هي الهيئة القيادية والتنفيذية العليا للحزب في فترة ما بين مؤتمرين، وهي مسؤولة عن مجمل نشاطها امام الحزب ومؤتمره الوطني.
  2. تحدد سياسة الحزب ومواقفه، في اطار برنامج الحزب وخطه السياسي العام المعتمد، وتعمل على تعبئة وتنظيم القوى الحزبية والجماهيرية، واقامة التحالفات السياسية الضرورية لتحقيق الاهداف والمهمات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية.
  3. تعمل على تعزيز الوحدة السياسية والتنظيمية، ووحدة المنطلقات الفكرية للحزب، وتأمين المقومات الديمقراطية والاجراءات الضرورية للحفاظ عليها.
  4. تحدد سياسة الحزب التنظيمية، بما فيها سياسته في مجال اعداد وتهيئة الكادر، وتعمل على تقوية الحزب وتوسيع تنظيماته، وتنسيق اعمال هذه التنظيمات، ومساعدتها على تأدية مهماتها الحزبية.
  5. تحدد سياسة الحزب الاعلامية، وتشخص هيئات تحرير صحافة الحزب المركزية ومنابره الاعلامية الاخرى، وتشرف على نشاطها وهي مسؤولة عنها.
  6. تحدد السياسة المالية للحزب، وتشرف على تنفيذها وتقوم بتشكيل اللجنة المالية ولجنة التدقيق المالي.
  7. تشكل سكرتارية أو لجاناً او مكاتب اختصاص مركزية لمختلف جوانب نشاط الحزب، تكون مسؤولة عنها، وتحدد صلاحياتها.
  8. توجه وتشرف على عمل الرفاق المنتخبين والمنتدبين الى الهيئات التشريعية والتنفيذية، وغيرها من الهيئات والمنظمات السياسية والاجتماعية، الشعبية منها والرسمية، الوطنية والعربية والعالمية.
  9. تصدر التوجيهات بجرد اي من منظمات الحزب في الحالات التي تراها ضرورية لسلامة الحزب.
  10. تجتمع اللجنة المركزية دورياً كل اربعة اشهر. ولها ان تعقد اجتماعات طارئة عند الضرورة بدعوة من مكتبها السياسي، او بطلب من ثلث اعضائها. ولها ايضا ان تعقد اجتماعات موسعة، تدعو كوادر حزبية مجربة للمشاركة فيها بصفة مراقبين.
  11. تنتخب في اجتماعها الكامل سكرتيراً ونائباً له، وتحدد عدد أعضاء المكتب السياسي، وتنتخبهم بالأغلبية المطلقة.

 

المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب:

  1. هو مكتب اللجنة المركزية، يسهر على تنفيذ قراراتها، وهو مسؤول امامها.
  2. على المكتب السياسي تقديم تقارير منتظمة الى اجتماعات اللجنة المركزية، تتناول تطبيق الخط السياسي العام للحزب، وقضايا الحزب الداخلية وماليته.

 

سكرتير اللجنة المركزية:

  1. يمثل لجنة الحزب المركزية ومكتبها السياسي امام جميع منظمات الحزب وامام الرأي العام. وهو المسؤول الاول عن تطبيق قراراتهما وادارة وتنظيم أعمالهما، وهو مسؤول امام اللجنة المركزية.
  2. يترأس اجتماعات اللجنة المركزية ومكتبها السياسي والمجلس الاستشاري، ويهيئ أو يشرف على اعداد التقارير لاجتماعاتها.
  3. يُنتخب سكرتير اللجنة المركزية لدورتين متتاليتين فقط.

 

المادة (19) لجنة الرقابة المركزية

 

1 - تتابع وتدقق التقيد ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي، من قبل جميع هيئاته ومنظماته.

2 - تراقب النشاط المالي والاداري للحزب.

3 - تدرس الشكاوى والاعتراضات والخلافات الحزبية وتتخذ القرارات بشأنها.

4 - تُعلم اللجنة المركزية بتقارير دورية عن سير عملها ومقترحاتها وتوصياتها، وهي مسؤولة امام المؤتمر  والمجلس الحزبي العام وتقدم التقارير اليهما.

5 - تنتخب من بين اعضائها سكرتيرا لها.

6 - يحضر سكرتير لجنة الرقابة المركزية او من ينوب عنه اجتماعات اللجنة المركزية بصفة مراقب، وبصورة دائمية. كما يحضر اجتماعات المكتب السياسي بطلب منه أو بدعوة توجه إليه.

7 - على لجنة الرقابة المركزية طرح الخروقات الحاصلة في البرنامج والنظام الداخلي وفي النشاط المالي والإداري في اجتماعات اللجنة المركزية لوضع معالجات ملموسة وبصورة مشتركة.

 

المادة (20) الشؤون المالية للحزب

 

  1. تتكون مالية الحزب من اشتراكات وتبرعات اعضاء الحزب ومؤازريه، ومن الاعانات المالية من الدولة وفق قانون الاحزاب، ومن مردود صحافة الحزب ومطبوعاته، ومن نشاطاته المختلفة المكرسة لزيادة مصادر ماليته.
  2. تشكل اللجنة المركزية لجنة لتنفيذ سياسة الحزب المالية وتنظيم ادارتها.
  3. تضع اللجنة نظاماً مالياً للحزب، وعلى ضوئه تحدد الاشتراكات الشهرية للأعضاء، على وفق نسبة معينة من مداخيلهم وحسب ظروفهم وامكانياتهم.

 

المادة (21) احكام ختامية

 

  1. للجنة المركزية للحزب صلاحية اتخاذ قرار الدخول في تحالفات مع احزاب وكتل سياسية اخرى.
  2. لمؤتمر الحزب الحق في ايقاف نشاطه مؤقتا وله صلاحية حل الحزب بموافقة 90% من المندوبين، وتؤول امواله وممتلكاته عند الحل الى الجهة التي يحددها قرار الحل.
  3. لمؤتمر الحزب صلاحية اتخاذ قرار دمج الحزب مع حزب او احزاب اخرى بموافقة ثلثي المندوبين.
  4. يعدل النظام الداخلي في المؤتمر الوطني للحزب بالأغلبية المطلقة.

***********

ص8

الطعن في قانون انتخاب مجلس النواب

أمام المحكمة الاتحادية العليا

 

د. علي مهدي

 

تتصاعد الأصوات المحتجة على قانون مجلس النواب النافذ، بعد عودة المحكمة الاتحادية لمزاولة عملها، وانتهاء المهلة الزمنية المحددة لتقديم التحالفات وأسماء المرشحين للانتخابات، باللجوء برفع دعوى أمام المحكمة الاتحادية بعدم دستورية قانون انتخاب مجلس النواب رقم 9 لسنة 2020، وهذا يعكس في الحقيقة، ظاهرة ايجابية في الحياة السياسية في العراق، وهي اللجوء للقضاء والاحتماء بالدستور للفصل في المنازعات التي تحصل بين الكتل السياسية، بدل اعتماد اللجوء إلى التصعيد من خلال الشارع بالاحتجاجات والاعتصام أو استخدام القوة والسلاح. ويعكس أيضا المكانة الكبيرة التي بدأت تحظى بها قرارات المحكمة الاتحادية العليا، أعلى هيئة قضائية للفصل بالمنازعات، رغم الفترة القصيرة من تشكيلها الذي لم يتجاوز 16 سنة.

الطعن أمام المحكمة الاتحادية

يعتبر الدستور أعلى مرتبة من سائر القوانين والأنظمة، وأن القواعد الدستورية تحتل قمة الهرم القانوني في الدولة وأن مبدأ سمو الدستور يقتضي أن يكون النظام القانوني بأكمله محكوما بالقواعد الدستورية، وان تكون القوانين التي تصدر من السلطة التشريعية والأنظمة والتعليمات التي تصدر من السلطة التنفيذية لا تتعارض مع أحكام الدستور، وفي معظم الدول توجد رقابة تتولى الفصل في مدى تطابق القوانين والأنظمة الصادرة مع أحكام الدستور أو مخالفتها لها، وهذه تسمى بالرقابة على دستورية القوانين، وفي العراق أنيطت هذه الرقابة إلى المحكمة الاتحادية العليا التي تشكلت سنة 2005، وهي المعنية بالرقابة على دستورية القوانين والأنظمة، أي مدى مطابقة القانون الصادر من مجلس النواب مع مواد الدستور أو مخالفته له. وعندما تفصل المحكمة الاتحادية العليا بأن النص القانوني مخالف للدستور، يعتبر هذا النص ملغى وكأنه لم يكن.

خلفيات قانون انتخاب مجلس النواب رقم 9 لسنة 2020

لقد أجبرت التظاهرات الكبيرة التي اجتاحت العراق في تشرين 2019، وزارة عادل عبد المهدي على تقديم استقالتها والدعوة إلى الانتخابات المبكرة، ومن أجل ذلك وتحت ضغط الاحتجاجات، تم تعديل قانون المفوضية المستقلة للانتخابات، الذي أتاح للقضاة المرشحين من قبل مجلس القضاء الأعلى إدارة العملية الانتخابية، بعد أن كانت تُدار من قبل ممثلي القوى المتنفذة في مجلس النواب، وكان من ضمن الشعارات التي رفعها المحتجون، تعديل القانون الانتخابي باتجاه الترشيح الفردي، وتصغير الدوائر واعتماد نظام الأغلبية، بحجة أن ذلك يتيح للمرشحين المستقلين الفرصة للفوز، حيث كان في وقتها الصوت عاليا ضد الأحزاب ودون إي تمييز.

ولهذا أخذت صياغة قانون انتخاب مجلس النواب فترة طويلة نسبيا، فبين التصويت على فقرات القانون في 29 تشرين الأول 2019 ومصادقة رئيس الجمهورية بتاريخ 1 تشرين الثاني 2020، بعد الانتهاء من التصويت على الملحق الخاص بتحديد الدوائر الانتخابية، فترة زمنية قاربت 11 شهرا، إن ذلك يجسد أهمية القانون الانتخابي للكتل والأحزاب السياسية الذي له دور في تحديد ملامح الصراع المحتدم على طبيعة تركيبة مجلس النواب القادم ومدى ضمان بقاء كل كتلة على عدد المقاعد التي بحوزتها أو زيادتها.

تطرق الدستور العراقي لسنة 2005 إلى المبادئ العامة للقانون الانتخابي التي تعتبر الأساس الذي يعتمد عليه مجلس النواب عند تشريعه للقانون، وذلك من خلال تضمينه لعدد من البنود في المادة (49) والتي لا يجوز للمشرع العراقي تجاوزها والتي لا تقبل الاجتهاد أو التأويل عند صياغته للقانون الانتخابي وهي الاتي:

1- أن يكون لكل مائة ألف نسمة مقعد واحد، وبهذا حدد الدستور عدد أعضاء مجلس النواب، حسب عدد سكان العراق، ويعتمد مجلس النواب عند صياغة القانون الانتخابي على الأرقام المتوفرة لدى وزارة التجارة ووزارة التخطيط الأساس لتحديد عدد سكان العراق والمحافظات، وعلى ضوئها يتم تحديد عدد المقاعد لكل محافظة.

2- أن تكون الانتخابات بطريقة الاقتراع العام السري المباشر. أي أن الدستور لم يقيد مشاركة أي فئة أو شريحة اجتماعية، كما هو في بعض الدول، كأفراد القوات المسلحة أو يستثنى بعض المواطنين لأسباب سياسية أو للمستوى العلمي أو حسب الثروة.

3- أن تكون هناك مراعاة لتمثيل سائر مكونات الشعب، من خلال وجود حصة (كوتا) للمكونات القومية والدينية والطائفية لضمان تمثيل:( المسيحيين، الإيزديين، الصابئة المندائيين، الشبك، الكرد الفيلية ...).

4- أن يكون المرشح عراقيا كامل الأهلية. والعراقي هو كل من ولد لأبٍ عراقي أو لأمٍ عراقية. والأهلية تعني قدرة الإنسان على التعامل مع واجباته وحقوقه بشكل منظم وهي تثبت عند بلوغ سن الرشد وحسب القانون العراقي عند تمام الثامنة عشر من العمر.

5- لمجلس النواب تشريع قانون يُحدد فيه شروط الترشيح والانتخاب وكل ما يتعلق بالانتخابات مثل (النظام الانتخابي، تنظيم السجل الانتخابي، تنظيم الدعاية الانتخابية، الأحكام الجزائية، أحكام عامة وختامية).

6- أن تكون حصة للنساء لا تقل عن الربع من عدد أعضاء مجلس النواب. لضمان تمثيل النساء في مجلس النواب وهو ما يسمى بالتمييز الإيجابي.

هذه هي أهم المحددات للقانون الانتخابي لمجلس النواب، وعندما يكون هناك تشريع من قبل مجلس النواب يخالف هذه المبادئ، يحق لكل صاحب مصلحة أن يطعن أمام المحكمة الاتحادية لغرض إبطالها وإنهاء وجودها القانوني. وإن أي تشريع خارج نطاق هذه المبادئ، يكون ذلك خيارا لمجلس النواب وتقديرا خاصا منه، ويقع ضمن اختصاصه الذي منحه له الدستور وفق الفقرة (ثالثاً) من البند (اولاً) من المادة (49) التي وردت في النص الخاص بمجلس النواب (تنظم بقانونٍ، شروط المرشح والناخب وكل ما يتعلق بالانتخاب). ومن هذه الخيارات والتقديرات الأتي:

* وضع شروط المرشح والناخب وبما لا يتعارض مع بعض مواد الدستور، بأن العراقيين متساوون أمام القانون دون تمييز... (المادة 14)، تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين (المادة 16)، للمواطنين رجالاً ونساءً، حق المشاركة في الشؤون العامة، والتمتع بالحقوق السياسية، بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح. (المادة 20).

* تحديد عدد الدوائر الانتخابية وحجم كل دائرة، كأن يكون العراق دائرة انتخابية واحدة، المحافظة دائرة واحدة كما في القانون السابق، أو أن تتشكل المحافظة من عدة دوائر، وهي الطريقة التي أقرها القانون النافذ.

* النظام الانتخابي: ويقصد به طريقة تحويل الأصوات المدلى بها في انتخاب عام إلى مقاعد مخصصة للأحزاب والمرشحين، وهناك طرق متعددة للانتخاب منها:

- إتباع الانتخاب الفردي والانتخاب بالقائمة والانتخاب المختلط. واختار القانون الحالي طريقة الانتخاب الفردي.

- طريقة تحديد الفائز في الانتخاب وهناك عدة طرق: نظام الفائز بالأغلبية، أو نظام الفائز بالنسبية، وقد اختار القانون الحالي، طريقة الفائز بالأغلبية (الأكثرية)، أي الذي يحصل على أغلب (أعلى) عدد من أصوات المقترعين.

- تحديد طريقة تمثيل حصة (كوتا) للمكونات، حيث تم تخصيص 9 مقاعد للمكونات ووفق الآتي: 5 للمسيحيين، 1 للإيزديين، 1 للصابئة المندائيين، 1 للشبك، 1 للكورد الفيليين.

- تنظيم طريقة لضمان تمثيل النساء بما لا يقل عن ربع عدد أعضاء مجلس النواب، ومن أجل ضمان حصة النساء في مجلس النواب بالقانون الجديد، تم تقسيم العراق إلى 83 دائرة وهي حصة النساء من مجموع (329) وهو العدد الكلي لأعضاء المجلس، حيث يكون في كل دائرة مقعد للمرأة.

السوابق القضائية

أقام رئيس الطائفة المندائية دعوى أمام المحكمة الاتحادية العليا، طعن بعدم دستورية الفقرة (ج) من المادة (1) من القانون رقم (26 لسنة 2009) (قانون تعديل قانون الانتخابات رقم (16 لسنة 2005) من خلال تحديدها الحصة (الكوتا) للمكون الذي يمثله على مستوى محافظة بغداد فقط وبالتالي حرم أبناء الطائفة المنتشرون في عموم محافظات العراق من المشاركة في التصويت لانتخاب ممثليهم في مجلس النواب، وقد أصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارها في هذه الدعوى المرقمة 7/ اتحادية/ 2010 وبتاريخ 3/ 3/ 2010 قررت بموجبه عدم دستورية الفقرة (ج) من البند ثالثاً من المادة الأولى من القانون رقم (26/ لسنة 2009) قانون تعديل قانون الانتخابات رقم (16 لسنة 2005) لتعارضها مع المادة (14) و (20) من الدستور باعتبار المقاعد المخصصة من الكوتا للمكون الصابئي المندائي ضمن دائرة انتخابية واحدة، ومنذ ذلك الحين يكون التصويت للمكون الصابئي المندائي ضمن دائرة انتخابية واحدة. رقم قرار المحكمة الاتحادية

6/ اتحادية/ 2010 في 3/3/2010

وفي حكم قضائي أخر للمحكمة الاتحادية وعلى اثر تقديم عمر علي حسين و مفيد محمد جواد الجزائري النائبين دعوى طعن ضد قانون 26 لسنة 2009 الذي تضمن تعديلا لقانون الانتخاب رقم 16 لسنة 2005 حيث نص البند (رابعاً) من المادة (الثالثة) من التعديل على : ( تمنح المقاعد الشاغرة للقوائم الفائزة التي حصلت على عدد من المقاعد حسب ما حصلت عليه من الأصوات)، ويشكل هذا النص المعدل على النص الأصلي تعارضا مع الدستور، حيث ستؤدي إلى تهميش ملايين من أصوات الناخبين واستبعاد العشرات من الكيانات السياسية الصغيرة، لكونها لم تحقق القاسم الانتخابي، من خلال تجيير تلك الأصوات لصالح الكيانات الكبيرة الفائزة، التي لم يصوتوا لها أصلا. وقررت المحكمة الحكم بعدم دستورية (قانون تعديل قانون الانتخاب رقم 16 لسنة 2005)، على ألا يخل هذا الحكم بما تم في عملية توزيع المقاعد الشاغرة في انتخاب مجلس النواب لسنة 2010 بعد ما جرى تصديق نتائجها من قبل المحكمة العليا بتاريخ 1/6/2010. رقم قرار المحكمة الاتحادية 12/ اتحادية/ 2010 في 14/6/2010.

لقد تم استعراض المبادئ الدستورية لصياغة القانون الانتخابي، وكذلك الخيارات المتاحة لمجلس النواب وفق تقديره عند تشريعه للقانون الانتخابي الجديد، وكذلك بعض الأحكام القضائية  بخصوص الطعن ضد القانون الانتخابي، ولهذا عندما تجد أي كتلة أو حزب أو أن يجد أي مرشح مستقل تعارضا ما بين المبادئ التي تضمنها الدستور والمواد التي شرعها مجلس النواب، أن يرفع دعوى أمام المحكمة الاتحادية، بعدم دستورية تلك المواد ومن أجل كسبها من قبل المحكمة وإبطال مفعولها، قبل إجراء الانتخابات بفترة مناسبة، لأن إذا قررت المحكمة بطلان دستورية أي نص قانوني سيكون أثره في الانتخابات التي تأتي بعدها، حيث لا يجوز للمحكمة الاتحادية أن تطعن بنتائج الانتخابات والتي هي من صادقت عليها، وهي التي قراراتها باتة وملزمة للسلطات كافة.

 

 

ماذا يعني أن تنتخب مرشحاً للسلطة التشريعية في النظم البرلمانية؟

د. أسعد كاظم شبيب

كلية العلوم السياسية/جامعة الكوفة

في الأنظمة السياسية تعد السلطة التشريعية أعلى سلطة في النظام البرلماني، وهي بموضع التشريع، والمراقبة والإشراف على السلطة التنفيذية التي هي مسؤولة عن اقتراح القوانين وارسالها إلى البرلمان ومن ثم تنفيذها في حالة قراءتها والتصويت عليها، في حين تقف السلطة القضائية بموقع الحياد ووظيفتها الفصل في المنازعات التي قد تحصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية فضلاً عن وظيفتها الأساسية في التحكيم والمقاضاة وتحقيق العدالة، وعليه فإن السلطة التشريعية في النظام البرلماني تتقدم على السلطتين التنفيذية والقضائية من حيث الوظيفة، لما لها من صلاحيات كبيرة منها صلاحية تعين رئيس واعضاء السلطة التنفيذية(رئيس مجلس الوزراء ورئيس الدولة) وعزلهما، كما انصت على ذلك كل الدساتير وتحديد صلاحيات واسعة ترسم السياسات العامة وتصوت عليها كقوانين تلزم الحكومة بتنفيذها، فعلى سبيل المثال لا الحصر اناط الدستور العراقي النافذ صلاحيات جمة بمجلس النواب، فقد نصت المادة(61) منه بصلاحيات كثيرة منها: تشريع القوانين الاتحادية، والرقابة التشريعية على السلطة التنفيذية والرقابة على أداء السلطة التنفيذية، واختيار رئيس الدولة، وتنظيم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بقانون يسن بأغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب، والموافقة على تعيين كل من: رئيس واعضاء محكمة التمييز الاتحادية ورئيس الادعاء العام ورئيس هيئة الاشراف القضائي بالأغلبية المطلقة، بناءً على اقتراح من مجلس القضاء الأعلى، والنائب العام، وتأسيس المجلس القضائي، واختيار قضاة المحاكم العادية، والسفراء واصحاب الدرجات الخاصة باقتراح من مجلس الوزراء ، ورئيس اركان الجيش، ومعاونيه، ومن هم بمنصب قائد فرقة فما فوق، ورئيس جهاز المخابرات، بناء على اقتراح من مجلس الوزراء، واختيار القيادات الميدانية. ونص الدستور أيضا على مساءلة رئيس الجمهورية بناءً على طلبٍ مسبب بالأغلبية المطلقة لعدد اعضاء مجلس النواب، والرقابة التشريعية على السلطة التنفيذية، واعفاء رئيس الجمهورية بالأغلبية المطلقة لعدد اعضاء مجلس النواب، بعد ادانته من المحكمة الاتحادية العليا في إحدى الحالات الآتية: الحنث في اليمين الدستورية، انتهاك الدستور والخيانة العظمى، ولمجلس النواب اقالة رئيس الحكومة أو اعضاء مجلس الوزراء. وكذلك له صلاحية الموافقة على إعلان الحرب وحالة الطوارئ بأغلبية الثلثين، بناء على طلبٍ مشترك من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، وكذلك له سلطة إعلان والموافقة على الحرب.

وهنا يتضح مدى الصلاحيات المناطة بأعضاء مجلس النواب أو السلطة التشريعية، وعليه فعندما ينتخب مرشح ما بعد الحصول على نسبة عالية من الاصوات وجعلها بهذا المستوى كونه يصبح ممثلا عن الشعب، ومشرعا عنهم فيما يحتاجه البلد ومواطنوه من قوانين تنظم جوانب الحياة العامة والخاصة بصورة عصرية عادلة، وبالتالي فالانتخابات في الأنظمة البرلمانية تمثل فيصلا أساسيا كمبدأ رئيس من سيادة نمط الحكم الديمقراطي يستطيع من خلالها الشعب انتخاب ممثليه ليكونوا مشرعين، لذا وجب هنا أن يكون الانتخاب قائما على أسس عقلانية ومهنية منها أن يكون عالما بالشرائع والقوانين، له اطلاع واسع على ثقافات المجتمع، و أن يتميز بالإخلاص للدولة، و أن يتسم المرشح ايضا بالنزاهة والسيرة الحسنة، ولا تشوبه شائبة من فساد أو جرائم أو تورطه بالمال والدم العام والخاص داخل البلد وخارجه، وان يكون من مواطني البلد لفترة لا تقل عن خمس سنين حتى يكون عارفا بمتطلبات الدولة والمجتمع، و أن يتخلى عن أي انتماء قانوني أو سياسي لصالح دول أو جهات خارجية، حتى لا يتعارض ذلك مع مصلحة الدولة والمواطنين، إضافة إلى الصدق والأمانة وصاحب برنامج وطني قابل للتطبيق يعد بتنفيذه حال فوزه في عضوية مجلس النواب كمشرع عن الشعب، وغير ذلك من اخلاقيات العمل السياسي، ولا نجد غرابة عندما وضعت فلسفة الفكر السياسي قديما وحديثا مبادئ صارمة فيمن يمتهن العمل السياسي والنيابة والتشريع عن الناس، من ضمن ذلك أن تكون الخدمة هذه تشريفا يتنازل على ضوئها عن الملكية الخاصة، وفي حالة المخالفة أو النكث بوعوده، تكون عقوبته المعنوية أمام الناس شديده، وأمام القانون صارمة، وهذا راجع إلى الوظيفة الوطنية القانونية التي أنيطت من قبل الناس للمرشح في الانتخابات، لكن الواقع السياسي اليوم في الانظمة البرلمانية في عدد من الدول العربية كالعراق ولبنان أصبحت هذه الوظيفة ومبادئها والصلاحيات المناطة بها لا تمت إلى كل ما أشرنا له من خلال تحول الوظيفة هذه إلى وظيفة اوليغارشية وإلى أداة للكسب غير المشروع، وتنفيذ أجندات حزبية ضيقة بعيدة عن أخلاقيات العمل التشريعي والنيابي، وبالتالي يصبح النائب بعد فوزة بعضوية مجلس النواب بمعزل عن طموحات ناخبيه، لذا علينا أن نفكر بجدية في اختيارنا قبل الانتخابات لاسيما ونحن على ابواب انتخابات برلمانية في تشرين الأول من هذا العام ستحدد مصير البلد لسنوات اربع قادمة قد تكون عبئا كسابقاتها من الأعوام الثمانية عشر الماضية أو قد تكون هناك مفاجئات وهذا يتوقف على اختيار أبناء المجتمع وطموحاتهم بالتغيير. 

ص 9

في مواجهة المجهول - الوباء والنظام العالمي 

تقييم مفصل لوضع العالم في زمن كورونا

تأليف: إغناسيو رامونيت

ترجمة: رشيد غويلب

عرض : د. مزاحم مبارك مال الله

كتاب صدر عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، يتضمن مقالا يقدم تقييما مفصلا للوضع العالمي خلال فترة كورونا، من النواحي الاجتماعية والصحية والاقتصادية والسياسية، وذلك في ضوء المنهج الماركسي . يقع الكتاب في 91 صفحة من القطع المتوسط.

المقال دراسة قيمة محورها المركزي كيف واجهت الأنظمة السياسية المختلفة الأوبئة والجائحات المجتمعية، وتم نشره في منابر إعلامية عدة في اسبانيا، والارجنتين، والمكسيك، وكوبا، وفرنسا، وألمانيا والعراق.

المقال ثلاثة أجزاء، وفي كل جزء هناك عناوين فرعية، تستعرض حقائق تاريخية وسياسية وايكولوجية وعلوما طبية وتكنولوجية أضافة إلى الإجراءات التي أقدمت عليها مختلف الأنظمة ليخلص إلى جملة من الاستنتاجات المهمة والتي يقف على رأسها ان العولمة الجديدة هي احد أسباب الوضع المأزوم الذي تعيشه البشرية.

 

الجزء الأول

أ‌) حقيقة اجتماعية

  • الوباء هو” حدث مجتمعي شامل”.
  • نظرية “نهاية التاريخ” هي مغالطة فالتاريخ لا يمكن التنبؤ به. نحن نواجه حالة غامضة غير مسبوقة.
  • كانت هناك عشرات الاحتجاجات في العالم، خنقها فايروس كورونا المستجد.
  • تتجه عيون المواطنين إلى العلم والعلماء داعين إلى اكتشاف لقاح منقذ. و يبحث الناس أيضًا في الدولة عن ملجأ وحماية، التي يمكن أن تتدخل، بعد الوباء، على حساب السوق بشكل متزايد بعد الوباء.
  • إن الاقتصاد العالمي مشلول بسبب أول حجر صحي عالمي في التاريخ.
  • “نحن على حافة وباء “سوء التغذية “.
  • النقطة المضيئة الوحيدة هي أن البيئة حصلت على استراحة للتنفس.
  • (الأمم المتحدة دعت إلى وقف إطلاق النار في جميع انحاء العالم لمواجهة الوباء – المترجم). للوباء سلطة أكثر من مجلس الأمن نفسه.

ب‌) فايروس كورونا

  • . ان مفردات مثل “حظر التجوال” و”الحجر الصحي”، اصبحت تعبيرات شائعة. انها توضح، راهننا غير الطبيعي.
  • هناك جدل في أعلى المستويات حول أصل هذا الفيروس
  • ترامب اتهم العلماء العسكريين الصينيين بإنتاج الجراثيم.
  • الدراسات العلمية الموثوقة تستبعد أن فايروس كورونا المستجد هو سلاح بيولوجي مصمم تم إطلاقه عن عمد أو عن طريق الخطأ.
  • هناك اتفاق واسع بين الباحثين العالميين على أن الفايروس ظهر عبر الانتقال من الحيوانات إلى البشر.

ت‌) اعلان مسبق عن الوباء

  • مجلس الاستخبارات الوطني التابع لقسم الإستراتيجيات الجيوسياسية بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قدم تقريرًا إلى البيت الأبيض بعنوان “الاتجاهات العالمية 2025: عالم متحول” وأشار إلى “ظهور مرض يصيب الجهاز التنفسي للإنسان.
  • وعلى الرغم من هذه التحذيرات الصريحة والمتكررة، حل ترامب لجنة مجلس الأمن القومي للصحة والأمن البيولوجي.

ث‌) تغيَر المناخ

  • اقر العلماء بوجود تدمير ايكولوجي.

خ) المراقبة الإلكترونية الصحية

  • استخدمت كوريا الجنوبية وسنغافورة والصين، المراقبة الرقمية في محاولة السيطرة على المرض.
  • في الولايات المتحدة حاولوا إثبات أن العالم الأمريكي تشارلز ليبر، صنع فيروس كورونا الجديد وباعه إلى السلطات الصينية.

 

  • الجزء الثاني

أ‌) الصابون وماكينة الخياطة

  • النجاح النسبي في مواجهة كوفيد 19 كان بسبب الخبرة المكتسبة بين عامي 2003 - 2018 في المعركة الطويلة ضد وبائي السارس وميرس، اللذين سببتهما أيضًا فيروسات كورونا.
  • سارس - أول فيروس قاتل ناتج عن العولمة المفرطة ووصل إلى حوالي 30 دولة.
  • بدأت الدول الآسيوية على الفور في تجربة التقنيات الرقمية لوقف انتشار العدوى. لقد استخدموا قوانين الصحة العامة السابقة.
  • منذ القرن 14 كانت هناك إجراءات وقائية استعادت هذه الدول تطبيقها.
  • كانت فيتنام نموذجا يحتذى به في جنوب شرق آسيا. وهي واحدة من الدول التي تصرفت بشكل أسرع وأكثر حسما ضد السارس في عام 2003. وتعلمت الدرس جيدا. عندما بدأ الوباء الحالي بالانتشار في المنطقة، وبعد إصابة 6 مواطنين فقط، طبقت السلطات في هانوي على الفور أشد إجراءات الاحتواء والعزل صرامة، وأعلنوا في شباط 2020 عن احتواء الوباء. كانت فيتنام أول دولة في العالم تهزم فايروس كورونا الجديد. لقد شفي جميع المصابين. ولم تشهد البلاد حالة وفاة واحدة.

ب‌) التضحية بـ “كبار السن”

ت‌) ابطال عصرنا

  • الأطباء والممرضات والمساعدون وغيرهم من العاملين في قطاع الصحة، أبطال لا إراديين، يحظون بالثناء والتصفيق من الشرفات وفي ساحات وشوارع مدن العالم.
  • في هذا السياق، تميزت دولة صغيرة، مثيرة للإعجاب بإيثارها وكرمها. إنها كوبا المحاصرة، منذ 60 عاما من قبل الولايات المتحدة الامريكية.
  • أدرك العالم ما حاولت وسائل الإعلام الدولية الرئيسية هو أن كوبا قوة طبية عظمى تملك أكثر من 30 ألف طبيب وممرض في 66 بلدا.

ج‌) ذروة التضليل

  • الأخبار الكاذبة تنتقل عشر مرات أسرع من الاخبار الصحيحة؛ ويتم تحرير العديد منهما باحترافية رائعة.

ح‌) في الطريق إلى رأسمالية رقمية؟

  • نقضي ساعات أكثر من أي وقت مضى أمام شاشات أجهزتنا الرقمية.
  • شهد تقنية Zoom، نموًا غير مسبوق، لقد كان تطبيق iPhone الأكثر تنزيلًا وكانت الزيادة اليومية في حركة المرور 535 في المائة.
  • تطبيق TikTok، حظي بشعبية كبيرة بين الشباب.

الجزء الثالث

أ‌) الاقتصاد:

  • وقوع كارثة اقتصادية غير مسبوقة يلوح في الأفق.
  • النفط الرخيص التغيير البيئي الضروري لأنه يرفع تلقائيًا من سعر الطاقات البديلة (الشمس، والرياح، المواد العضوية، وما إلى ذلك). الاقتصاد العالمي يدخل الآن مساحات غير معروفة
  • انخفضت التجارة العالمية إلى المستوى الذي كانت عليه قبل قرن من الزمان.
  • بدأت رؤوس الأموال هجرة جماعية من البلدان النامية. تشير التقديرات، هرب قرابة 59 مليار دولار من هذه الدول. ونتيجة لذلك، انهارت العديد من العملات.
  • عندما ينتهي الوباء، ستشهد العديد من الدول الضعيفة والمدمرة والمثقلة بالديون اضطرابات اجتماعية شديدة.
  • ولتجنب السيناريوهات تدعو أصوات كثيرة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة مختلفة. من بينها إلغاء ديون البلدان النامية، التي كانت المثقلة بديون خارجية هائلة قبل اندلاع الأزمة الحالية. ووفقًا للأمم المتحدة، سيتعين على هذه البلدان، حتى نهاية العام المقبل، دفع حوالي 2.7 مليار دولار كفوائد على ديونها.

ب‌) اجتثاث العولمة؟

  • بواسطة تطرف الليبرالية الجديدة الأيديولوجي، بلا شك، ذهب العالم بعيدًا في نقل الإنتاج، وإزالة التصنيع، وعقيدة “المخزون الصفري”.
  • بعد الوباء ستكون الضغوط المناهضة للعولمة قوية جدا. وفي العديد من العواصم، ستتم مراجعة مبدأ الاقتصاد القائم على الاستيراد. وليس هناك شك في أنه سيتم إعادة توطين مختلف القطاعات الصناعية. وتعود فكرة التخطيط مرة أخرى.
  • أن صعود عولمة الليبرالية الجديدة قد تضررت بشدة.

ت‌) الأدوار القيادية

  • لقد فشلت معظم الحكومات. واهتزت كما لم يحدث في أوقات السلم، ولم تتمكن من مواجهة التحدي الهائل.
  • حصل دونالد ترامب، على لقب “أسوأ رئيس أمريكي في كل العصور” بسبب إدارته السيئة.
  • أظهر بالمقابل قادة آخرون يتمتعون برؤية بعيدة المدى وتنبؤا لمسار الأحداث وتصميمًا على التحرك بسرعة. اثنتان منهم نساء، كلاهما تقدميتان: رئيسة الوزراء الأيسلندية كاترين جاكوبسدوتير، ورئيسة وزراء نيوزيلندا، زعيمة حزب العمال، جاسيندا أرديرن.
  • ويعتقد العديد من الخبراء أن أيسلندا ونيوزيلندا، إلى جانب كوريا الجنوبية، هي الدول التي تعاملت بشكل أفضل مع الوباء. لكن يجب إضافة فنزويلا أيضًا.
  • الحياة الديموقراطية أصبحت خارج السياق تماما. وتم تأجيل أو تعليق عشرات العمليات الانتخابية. ولا يمكن لأقوى الجيوش أن تفلت من العدوى. وألغت كبرى شركات الطيران رحلاتها، وتم تعليق وتأجيل أهم المسابقات الرياضية - ويرتدي نصف البشرية اليوم كمامة وقائية، بينما يرغب النصف الآخر في ارتداء كمامة واحدة، لكن لا يمكنهم الحصول عليها.
  • على الأمم المتحدة أن تصلح نفسها وأن تقبل دولاً جديدة كأعضاء دائمين في مجلس الأمن مثل الهند ونيجيريا ومصر والبرازيل والمكسيك.
  • يخلق فشل القيادة الأمريكية فراغًا خطيرًا في السلطة وعززت الصين وروسيا دورهما الدولي من خلال تقديم المساعدة للعديد من البلدان التي هزمها انهيار أنظمتها الصحية. حتى أنها ساعدت حتى الولايات المتحدة الأمريكية.
  • نرى صورًا غير عادية: طائرات عسكرية روسية تهبط في إيطاليا، تحمل أطباءً وتوزع الإمدادات الصحية. وتبرعت الصين بالملايين من تقنية الفحوصات الطبية والأقنعة وأجهزة التنفس والبدلات الواقية وجميع أنواع الخدمات اللوجستية الصحية لمئات البلدان.
  • يجب إعادة توزيع الثروة، وفرض ضرائب أكثر عدلاً لتقليل التفاوتات الفاحشة جدا، وتعزيز دولة الرفاهية.
  • وأن تكون النظم الصحية ملكية عامة ويمكن الوصول إليها بشكل عام.
  • نستذكر ونفكر فيما حدث اثناء انتشار “أنفلونزا كانساس” (التي أطلق عليها خطأ “الإنفلونزا الإسبانية”)، أصيب قرابة 500 مليون شخص، يمثلون حينها ثلث البشرية، ومات أكثر من 50 مليون مصاب.
  • وماذا حدث بعد ذلك؟ هل قامت أوروبا والولايات المتحدة ببناء “مجتمع عادل”؟ الجواب لا. اختفت الوعود.

**************

المحْجَر ــ كتاب يتناول حياة العراقيين في زمن كورونا

علاء البعاج

صدر عن مؤسسة ثائر العصامي للنشر والتوزيع في بغداد كتاب “ المحْحَر.. يوميات في زمن كورونا “ للكاتب والصحفي جبار بچاي ويقع في 308 صفحة من القطع المتوسط ليوثق في أكثر من ثمانين حلقة جوانب مهمة في حياة العراقيين خلال جائحة كورونا وما رافق ذلك من حظر شامل للتجوال ومدى تأثر الناس بهذا الحظر الذي استمر عدة اسابيع خاصة العائلات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود.

واحتلت مبادرات اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط خلال جائحة كورونا ثلاث صفحات في الكتاب مع سرد جميل وممتع تناول فيه الكاتب المبادرات التي أطلقتها اللجنة لتقديم السلات الغذائية للعوائل الفقيرة والمتعففة بعد أن قررت اللجنة المركزية للحزب تخصيص المبالغ للاحتفال بذكرى تأسيس الحزب لإنفاقها في مثل تلك المبادرات وتقديم الدعم للعوائل الفقيرة التي تضررت جراء فرض حظر التجوال الشامل.

جبار بچاي صاغ كتابه بمنهج ابتكاري يتحدث عن قصص واقعية سيخلدها التاريخ، كلحظات مفصلية تركت أثراً على تاريخ محافظته واسط، وصاغها بأسلوب أدبي رشيق، وبتلميحات عميقة للأحداث والأشخاص لا تخلو من براعة وذكاء، وجاءت تلك اليوميات معززة  بعلامة فارقة في الكتابة بعد توظيف اللهجة العامية أحياناً ليجعل من ذلك أداة للتحول في تجربة تشبه تجربة إعادة إنتاج الحكاية بحوارات شعبية وبأدوات تأرجحت بين العراقة والحداثة بالاقتراب كثيرا من الصدق، أي تقديم الحقيقة كما هي لتكون قابلة للتصديق والتعامل مع لحظات الواقع الذي تنتظره الاجيال اللاحقة.

يقول المؤلف إن “ فكرة الكتاب عباره عن مجموعة من القصص الجوالة (يوميّات) ركزت فيها على الأيام الحرجة في محافظة واسط على امتداد مساحتها في سطح العراق، وبقصص وحكايات واقعية تداخل فيها الحزن والفرح في لحظات إنسانية مثيرة مررنا بها جميعاً ونحن نحجر أنفسناً متوجسين اصطيادنا من الفيروس اللعين.”

وأضاف “ اليوميّات جمعت نسيجاً تراكمياً من خبرتي الصحفية التي وظفتها في رصد العديد من المواقف وأنا أتمرد على حظر التجوال، ففي مرات عديدة كسرت الحظر ورحت أرصد في الميدان، رصدت دور رجال الجيش الأبيض في مواجهة الجائحة ونقل جنائز المتوفين بدون ذويهم إضافة إلى الاعمال التي رافقت ذلك من قبيل حملات التعقيم والتعفير وتجهيز الاوكسجين للمستشفيات وبناء مراكز خاصة لحجر المصابين من قبل متبرعين ومتطوعين والكثير من الفعاليات والمبادرات الشعبية والمجتمعية التي قللت من الأذى الذي تعرض له المجتمع العراقي و حالات التكافل الاجتماعي وتقديم المساعدات المختلفة خاصة المواد الغذائية إلى العائلات المحتاجة من المتبرعين وتبني حملات لذلك ساهمت فيها الفرق التطوعية والناشطين المدنيين وجهات شعبية متعددة.”

موضحاً أن “اليوميات توزعت في ثلاثة محاور أو إتجاهات ولم تبوب هكذا، بل جاءت المحاور متداخلة فيما بينها وفقا للتسلسل الزمني للأحداث وتدوينها، إذ ركز المحور الأول على المشاهدات العيانية التي وثقتها في أثناء تجوالي المتكرر في أرجاء مدينتي الكوت ونقل مشاهدات عن طبيعة الشوارع الفارغة والمحال المغلقة مع الحالات التي ترافق كسر الحظر من بعض الاشخاص وآليات التعامل معهم من قبل القوات الأمنية ثم وضع الأسواق والمحال التجارية بعد رفع الحظر جزئياً واتاحة الفرصة أمام أصحاب المواد الغذائية والخضار بفتح محالهم إضافة إلى المشاهدات الاخرى التي كانت ترافق ذلك ومنها دور الأجهزة الأمنية في مراقبة حركة الاسواق للحد من ظاهرة رفع الاسعار كذلك تصنيع الكمامات لتوزيعها مجاناً.”

مشيراً إلى أن “المحور الثاني تمثل بسلسلة من المبادرات المجتمعية التي رافقت الحظر ومنها التبرع بالسلات الغذائية للعوائل الفقيرة التي كانت تعتمد على كدها اليومي للحصول على لقمة العيش وما واجهته من صعوبة في ذلك بعد تطبيق إجراءات الحظر الشامل، وفي هذا الجانب لم أركز على جهة معينة بذاتها بل تناولت جميع الأطراف والجهات التي تبنت موضوع توزيع السلات الغذائية من الفرق التطوعية الشبابية والمنظمات المدنية والهيئات والمواكب الحسينية والقوى السياسية والشعبية الأخرى إضافة إلى المبادرات الشخصية والتي رفض الكثير من القائمين عليها ذكر اسمائهم علناً بل الاشارة لهم بــ فاعل خير.

ويقول بچاي “ركز المحور الثالث على الدور المميز لبعض الدوائر والمؤسسات الحكومية التي قدمت خدماتها للمواطن رغم الظروف الصعبة وفي مقدمة ذلك أبطال الجيش الأبيض خاصة ممن هم في ردهات الحجر الصحي أو المختبرات أو في فرق الاستجابة السريعة التي تتولى مهمة فحص الاشخاص في المناطق التي تظهر فيها إصابات إضافة إلى دور رجال الاسعاف الفوري الذين تبنوا نقل المشتبه بهم من أماكن سكانهم إلى مراكز الحجر، كذلك دور رجال الحشد الشعبي الأبطال في عملية نقل جنائز المتوفين إلى مقبرة وادي السلام بالتعاون مع وحدة الاسعاف الفوري في صحة واسط .”

ويضيف “ضمن هذا المحور تناولتُ الدوائر التي نفذت مبادرات خيرية لإسناد الاداء الوظيفي المميز لكوادر الجيش الابيض ، مثل دور القوات الامنية عموما والشرطة على وجه الخصوص، كذلك الدفاع المدني في التعقيم والتعفير ورجال المرور إضافة إلى الدوائر الخدمية كالبلديات والماء والكهرباء والنفط وغيرها من الدوائر الأخرى التي لم ينقطع عملها خلال أيام الحظر الشامل، بل استمرت بتقديم خدماتها للمواطنين وفقا لقرارات استثنائها من هذا الحظر والتي جاءت ضمن توصيات وقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بعد أن خصصت لكل منها حلقة في تلك اليوميات.”

وكانت تسع مرويات أدبية لكتّاب عرب تناولت جائحة كورونا، وهذه المرويّات بعناوينها وأسماء مؤلفيها:

أقنعة كوفيد ــ (حوارية نهر حياة وانسان) عبد الرحمن بسيسو

يوميات ساخرة لخائف كورونا ــ كامل النصيرات

الست كورونا ــ عادل الأسطة

انوار في ليل كورونا (من دفتر محجور ثقافي) ــ بو علام رمضاني

في قبضة الكابوس (ثلاثون يوماً من حصار كورونا) ــ جان دوست

أرخبيل الفزع (كراسة محكيات المعزل) ــ أنيس الرافعي

مسافر في البيت ــ عبد الرزاق بو كبة

احلم بالرصيف ــ محمد العامري

خارج سور الصين العظيم (من الفكاهة إلى المأساة) ــ ابراهيم اليوسف

 فيما تناول كورونا كتّاب وصحفيون عراقيون من خلال مقالات أدبية أو مواد صحفية متنوعة وكثيرة لكنها لم تصل حتى الآن إلى حد المؤلفات.

يذكر أن جبا بچاي وأحدا من الصحفيين العراقيين ممن عملوا في حقل الصحافة لأكثر من ثلاثين عام وتنقل بين عدة صحف ومؤسسات إعلامية، وعمل في وكالات اخبارية محلية ودولية ونشرت له بعض الصحف والمجلات العربية والمواقع الالكترونية الكثير من التحقيقات والتقارير الصحفية، وسبق أن فازت بعض تحقيقاته الصحفية ولأكثر من مرة بمسابقات عربية ومحلية شارك فيها مع آخرين.

**************

ص10

مأزق افتراق وارتباط الطائفة بالدولة في فكر مهدي عامل وراهنيته

أكرم قرنبش

استحوذت مسألة الطائفية التي تشكل ركيزة النظام السياسي اللبناني على أبحاث وقراءات مختلفة لتبيان أسباب هذا الارتباط البنيوي بينها وبين النظام. كان مهدي عامل أحد أبرز المفكّرين الذين تصدوا لبحث العلاقة الملتبسة بين الطائفة والدولة. ليست الطوائف طوائف إلا بالدولة لا بذاتها، والدولة في لبنان هي التي تؤمن ديمومة الحركة في إعادة إنتاج الطوائف كيانات سياسية هي بالدولة وحدها مؤسسات. هذا ما توصل اليه وبتعبيره في معرض نقده منظري الفكر الطائفي وحتى الاختلاف مع باحثين ماركسيين عالجوا الطائفية وتشكلها.

استند الفكر الطائفي إلى تعدد الطوائف التي يتكون منها المجتمع في دفاعه عن طائفية النظام باعتبار الطوائف وحدات إجتماعية قائمة بذاتها ومبتدعاً مفهوم الفرادة، أي أن النظام فريد في حماية هذا التنوع وإعطاء الطوائف حق الفيتو لتأمين المشاركة. رفضه لهذا المنطق جاء من أن عدداً كبيراً من دول العالم يتكون من جماعات دينية واثنية مختلفة بل وأكثر من لبنان كما بيّن التناقض بين المشاركة وحق الفيتو أو ما اصطلح على تسميته التناقض المأزقي، أي مبدأ تحرك وتعطل النظام. هذا المأزق يجد جذوره في الظروف التاريخية التي رافقت تكون الرأسمالية في لبنان كرأسمالية تابعة وهذا الجانب الاقتصادي الغائب عمّن درسوا تاريخ الطائفية في لبنان، اذ اعتبروا تاريخ وضع الدستور في عام 1926 تاريخاً لتشكّل النظام السياسي فيما تاريخ دخول العلاقات الرأسمالية كان في عام 1860. ولم يسلم من نقده حتى الماركسيون الذين عالجوا المسألة معتبرين أن سبب بقاء الطائفية مع دخول الرأسمالية، رغم أنها علاقة سابقة عليها، هو التكيف والانتقال السلمي من الإقطاع إلى الرأسمالية دون صراع عنيف خاضته البرجوازية، لتخلص من العلاقات السابقة على الرأسمالية فيما كان تفسيره في تفاوت التطوّر بين الرأسمالية في المركز والرأسمالية التابعة أو ما اصطلح على تسميته نمط الإنتاج الكولونيالي. أما الأساس السياسي فيكمن في مصلحة البرجوازية في بقاء الطائفية وضرورتها الملحة في مواجهة أي سيرورة ثورية وأن يأخذ الصراع الطبقي مجرى طائفياً ضمن أطر النظام الطائفي نفسه.

فالطائفة وفق مفهوم مهدي عامل علاقة سياسية محددة بنظام سياسي محدد وليست كياناً قائماً بذاته، وأكثر ما يحجب هذا التحديد ويجعل الطائفة تظهر وكأنها وحدة مستقلة بذاتها المزج بين الديني والسياسي في تحديد الطائفي، وهو ما يستخدمه الفكر الطائفي كذريعة لتأبيد النظام بحجة الحفاظ على التعدد والتنوّع الديني. وهذا ما يؤدي إلى جعل الدين في علاقة تبعية مع الدولة، فيما العكس أن الدولة الوطنية الديمقراطية وحدها تصون ذلك التنوع وحرية الوجود الطائفي وتضع حداً فاصلاً بين الديني والسياسي. وليس هذا التداخل الحاصل بين الديني والسياسي إلا تجسيد لايديولوجيا الطبقة المسيطرة ومصلحتها في إبقاء هذه العلاقة الملتبسة وتنميط ذلك في الوعي، بحيث تصبح حقوق الطائفة مقدسة لاتباعها نتيجة الالتباس الحاصل.

فالتعرف على الطائفية يكون من خلال القاعدة المادية للبنية الاجتماعية القائمة التي، بحسب مهدي عامل، علاقات الانتاج الكولونيالية الخاصة بالبنية الاجتماعية اللبنانية. هذه الخلاصة أتت في معرض مناقشة نصوص المؤرخ مسعود ضاهر حول المسألة الطائفية فيما كان كثير من الباحثين والمفكرين الماركسيين يتساءلون عن سبب بقاء الطائفية كشكل خاص بعلاقات ما قبل الرأسمالية بينما أصبح لبنان داخل نمط الانتاج الرأسمالي. صحيح أن هؤلاء الباحثين نظروا في الطائفية كشكل ماضوي من الحاضر ولكن بالتماثل مع نمط الانتاج الرأسمالي فيما آليات نمط الانتاج الكولونيالي هي المجدّدة، والمعوقة للتطور التاريخي من الإقطاع إلى الرأسمالية.

لطالما كانت الطائفية إحدى الإشكاليات الأساسية في النظام السياسي اللبناني صاعق تفجير للأزمات تحجب الصراع الفعلي وتؤمن ديمومة سيطرة التحالف الطائفي واستمرار سيطرته وتجديد هيمنته بشكل يخفي المأزق الفعلي للنظام والطبقة المسيطرة. هذا ما حدث في اتفاق الطائف بعد الحرب ولو بتوازن هيمني مختلف إنما ببقاء الطبقة المسيطرة وامتيازاتها، وكذلك الأمر عام 2005 بعد انسحاب الجيش السوري وبدء صراع راح يأخذ طابعاً مذهبياً بتداخل داخلي خارجي، ,كادت أن تشتعل حرب جديدة. وما لبث ذلك التحالف الطائفي أن عاد إلى النظام وآلياته وبدعة التوافق أو الديمقراطية التوافقية. ذلك التناقض المأزقي ولعبة شراء الوقت والاستدانة المفرطة وخداع الناس خاصة على مستوى الوضع الاقتصادي وبيع الأوهام وضعت هذا النظام على رصيف الإفلاس على كل المستويات وليس المالي، فقط فانفجرت حالة شعبية عارمة عرفت بانتفاضة 17 تشرين شكلت تهديداً فعلياً ولأول مرة للنظام. وبمعزل عن المسار المخاض والمستمر إلى الآن والاختلاف السياسي والايديولوجي في عوامل الأزمة والحلول الممكنة فانها اخترقت كل الحواجز والحدود الطائفية ومنحت بعضاً من الأمل.

حتى مع الانهيار والدولة تنازع لم تنفك الطوائف تتصارع على الأشلاء في رهان إعادة إنتاج نفسها ضامنة ومكرّسة وجودها الفعلي الذي في النظام والدولة يتحدد كوحدات اجتماعية قائمة بذاتها. هناك قراءات متعددة ومختلفة لأسباب تعثر الانتفاضة، لعل أبرزها تأثيراث الايديولوجيا الطائفية المتجذرة في الوعي العام بفعل ممارسات الطبقة المسيطرة والخوف المتبادل من هيمنة طائفة ما كنمط سائد لدى الناس فيما الهيمنة داخل التحالف المهيمن لم تفارقه منذ التشكل وإن تبدلت في إطار وحدة الدولة الطائفية، وهو ليس سوى عامل ثانوي وليس أساسياً لواقع الطبقات الشعبية، ليحضر سؤال مهدي عامل: ما الذي يجعل الجماهير تخوض معارك لا تمثل مصلحتها...؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«النداء» اللبنانية – 6 أيار 2021

 

ماركس هجّاءً: الأدب مدخلاً لتلقّي ماركس تراجيديا إغريقية

ثائر ديب

إلى جانب إمكانية قراءة «رأس المال» على أنه رواية قوطية يستعبد أبطالها ويستنزفهم وحش خلقوه بأنفسهم، تمكن قراءته، أيضاً، على أنه ميلودراما فيكتورية، كما رأى ستانلي هيمان في دراسته عن داروين وماركس وفريزر وفرويد بوصفهم كتّاباً مبدعين والمنشورة عام ١٩٦٢، أو على أنه تراجيديا إغريقية: «فالفاعلون في إعادة ماركس تلاوة التاريخ الإنساني واقعون، مثل أوديب، في قبضة ضرورة لا تلين تتجلى وتتكشف مهما فعلوا».

أمثولة المعطف والمنضدة

يحذر ماركس قراء «رأس المال» منذ البداية من أنهم يطأون أرضاً فانتازية يختلف فيها جوهر الأشياء أو حقيقتها عن مظهرها أو سطحها الخادع. يقول ماركس في الجملة الأولى من «رأس المال»: «تبدو ثروة المجتمعات التي يسود فيها نمط الإنتاج الرأسمالي وكأنها «تكدس هائل من السلَع»، وتبدو السلعة المفردة كأنها الشكل الأولي لهذه الثروة»(1). وما تعنيه هذه الـ «تبدو» وهذه الـ «كأنها» هو أننا ندخل عالم مظاهر خادعة وأشباح وأطياف. وصفحات «رأس المال» تعج بعبارات مثل «واقع شبحي»، و«شبح وهمي»، و«وهم محض»، و«شبه كاذب»، فلا يمكن كشف الاستغلال الذي تعتاش عليه الرأسمالية إلا باختراق حجب الوهم هذه بتوسل جميع الأسلحة المتاحة ومن بين أهمها الأدب والشكل الأدبي. فلكي يوضح ماركس وجهي العمل أو جانبيه الملموس والمجرد نجده يغرق في تأمل مسهب للقيم النسبية لمعطف وعشرين ياردة من القماش. يقول ماركس: «المعطف، حين يوضع في علاقة قيمة مع القماش، يعني شيئاً أكثر مما يعنيه خارج هذه العلاقة، تماماً مثلما يعتبر الرجل الذي يتبختر ببزة رسمية مذهَّبة أكثر أهمية منه بدونها»(2). فالقماش، بوصفه قيمة استعمالية، شيء مختلف عن المعطف، ذلك الاختلاف الملموس، أما بوصفه قيمة تبادلية، فهو الشيء ذاته في حقيقة الأمر، تعبير عن عمل مجرد. «يكتسب القماش شكل قيمة يختلف عن شكله الطبيعي. ويتجلى وجوده بوصفه قيمة من واقع مساواته مع المعطف، تماماً مثلما أن الطبيعة الخروفية للمسيحيّ تظهر من خلال شبهه بـ حَمَل الرب»(3). ويلاحظ ماركس، في آخر حكايته المتكررة المنهكة عن القماش والمعطف: «تبدو السلعة للوهلة الأولى شيئاً مبتذلاً جداً يُفهم من ذاته. أما تحليل السلعة فيبين أنها، في واقع الأمر، شيء غريب جداً زاخر بالأحابيل الميتافيزيقية والحذلقات اللاهوتية»(4).

وحين يرصد رحلة الخشب من كونه مجرد خشب إلى كونه منضدة تنزل السوق، يجد أن هذا الخشب، حين يتحول إلى منضدة، يبقى خشباً على الرغم من ذلك، أي يبقى ذلك الشيء العادي المحسوس. لكنه حين يغدو سلعة يتحول إلى شيء عصي على الأفهام. فالمنضدة «لا تكتفي بوضع أرجلها على الأرض، بل تقف على رأسها إذا جاز التعبير، إزاء السلع الأخرى، ويبدأ رأسها الخشبي بإطلاق أفكار غريبة، تفوق في الغرابة «رقص المناضد» من تلقاء ذاتها»(5).

هكذا يخفي السوق والتبادل العلاقة الاقتصادية الاجتماعية بين البشر وما تعكسه السلَع المختلفة من عمل منتجيها ليُلبَس ذلك كلّه «شكلاً خيالياً بصورة علاقة بين الأشياء». ولا يجد ماركس شبهاً لهذا التحول الغريب إلا في عالم الدين الملفع بالضباب: «ففي هذا العالم تظهر منتوجات الدماغ البشري= [أي الآلهة] بهيئة كائنات مستقلة تتمتع بالحياة، وتدخل في علاقات بعضها مع بعض ومع الجنس البشري. وهكذا أيضاً شأن منتوجات يد الإنسان في عالم السلع. هذا ما أسميه الصنمية (الفيتيشية) التي تلتصق بمنتوجات العمل منذ أن يتم إنتاجها كسلع...»(6)، حيث الصنم، بمعناه الديني، شيء يُجل ويُهاب لما ينسب إليه من قوى فوق طبيعية. وصنمية السلعة عند ماركس، تمثل «سيطرة الأشياء على الإنسان، سيطرة العمل الميت على العمل الحي، سيطرة المنتوج على المنتِج»(7).

وحين يحاول ماركس أن يبين من أين تأتي القيمة الزائدة، يتفحص هذا اللغز من منظور رأسمالي تحت التمرين يدعى «مالك النقد» قبالة عامل يدعى «صاحب قوة العمل»، يرصدهما في فصل عنوانه «يوم العمل» هو أطول فصل في المجلد الأول من رأس المال، وهو عبارة عن خلاصة لعدد من قصص الرعب، يضعها ماركس في إطار يناسبها من الأسلوب القوطي. يقول في الفقرات التمهيدية: «رأس المال عمل ميت، وهو كمصاص الدماء، لا يعيش إلا على امتصاص العمل الحي، ويزداد حيوية كلما يرتشف المزيد»(8).

في منتجات المجرِم

ولعل أدبية ماركس تبلغ واحدةً من أعلى ذراها وأرهفها في الهجاء والسخرية اللذين تنطوي عليهما تلك المقاطع من الجزء الرابع من «رأس المال» الذي يتناول فيه «نظريات القيمة الزائدة» ومحاولات الاقتصاديّن الكلاسيكيين التمييز بين العمل «المُنتِج» والعمل «غير المُنتِج». وكان آدم سميث قد أدرجَفي هذا الصنف الأخير كلاً من «رجال الكنيسة والمحامين والأطباء ورجال الأدب بأنواعهم والممثلين والمهرجين والموسيقيين ومغني الأوبرا وراقصيها، إلخ»(9)، وجميعهم «يعتاشون على جزء من النتاج السنوي لكدّ بشر آخرين». لكن هل كان التمييز بمثل هذا الوضوح وهذه البساطة حقاً؟ يشير ماركس إلى أن كل مهنة يمكن تصورها يمكن أن تكون منتِجة، ويشرع في محاولة لإثبات ذلك من خلال مثال يبدو مضحكاً وسخيفاً:

«ينتج الفيلسوف أفكاراً، والشاعر قصائد، ورجل الدين عظات، والأستاذ الجامعي كتباً وهلم جرا. وينتج المجرم جرائم. وإذا أمعنا النظر في الصلة بين هذا الفرع الأخير من الإنتاج والمجتمع ككل، فسوف نطرح عنا كثيراً من ضروب التحيز. فالمجرم لا ينتج الجرائم وحسب بل القانون الجنائي، ومعه الأستاذ الجامعي الذي يلقي محاضرات في القانون الجنائي وعلاوة عليها الكتاب الأكيد الذي يطرح فيه هذا الأستاذ الجامعي محاضراته في سوق «السلع» العام... ».

بل إن المجرم ينتج الشرطة برمتها والقضاء الجنائي بأكمله، بحاكميه وقضاته وجلاّديه ومُحلَّفيه، إلخ، وجميع خطوط الأعمال المختلفة هذه، والتي تشكل بالمثل كثيراً من أصناف التقسيم الاجتماعي للعمل، تطور قدرات مختلفة يتمتع بها الروح الإنساني، وتخلق حاجات جديدة وسبلاً جديدة لإرضائها. فقد أدى التعذيب وحده إلى نشوء أشد الاختراعات الميكانيكية براعة، واستخدم كثيراً من الحرفيّين الأفاضل في إنتاج أدواته. والمجرم ينتج انطباعاً، أخلاقياً من ناحية وتراجيدياً من ناحية أخرى، بحسب الحالة، وبذلك يقدم «خدمة» عبر إثارته مشاعر الجمهور الأخلاقية والجمالية. فهو لا ينتج كتباً في القانون الجنائي فحسب، ولا قوانين العقوبات ومعها التشريعات اللازمة في هذا المجال فحسب، بل الفن أيضاً، والآداب الجميلة، والروايات، وحتى التراجيديات، الأمر الذي لا تبيّنه الخطيئة لمولنر واللصوص لشيللر فحسب، بل أيضاً أوديب لسوفكليس وريتشارد الثالث لشكسبير. والمجرم يكسر رتابة الحياة البرجوازية وأمنها اليومي. وهو يبعدها بهذه الطريقة عن الركود، ويولّد ذلك التوتر القلق والخفة التي من دونها لتبلّد حافز التنافس ذاته...

«يمكن أن نبين على نحو مفصل ما يتركه المجرم من آثار ومفاعيل في تطور القدرة الإنتاجية. فهل كانت الأقفال لتبلغ قطّ ما بلغته الآن من درجات الإتقان لو لم يكن هنالك لصوص؟ وهل كانت صناعة الأوراق النقدية لتبلغ ما بلغته اليوم من الكمال لو لم يكن هنالك مزوّرون؟... وإذا ما تركنا عالم الجريمة الخاصة: فهل كانت السوق العالمية لتبرز إلى الوجود قطّ لولا الجريمة الوطنية؟ بل هل كانت لتنشأ الأوطان ذاتها، ألم تكن شجرة الخطيئة في الوقت ذاته شجرة المعرفة منذ أيام آدم؟»

يبقى السؤال الأهم هو ما الصلة بين خطاب ماركس الأدبي، لاسيما الساخر والهجّاء وما أراد أن ينجزه من مهمات نظرية وفكرية؟ سبق لماركس أن قال إنه لو تطابق جوهر الأشياء ومظهرها لانتفى العلم وأصبح مستحيلاً. والأدب عند ماركس، عدا عن كونه إبداعاً وإمتاعاً، هو مثل العلم، وسيلة ندلف بها من المظهر إلى الجوهر، من الفهم الشائع أو ما يدعى خطأ بالحس السليم إلى حقيقة الأشياء، إلى حقيقة أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس، وأن الماء يتألف من غازين قابلين للاشتعال.

هوامش

ـــــــــــــــ

1.ماركس، رأس المال، المجلد الأول: عملية إنتاج رأس المال، ص 63. لا يتطابق المقبوس الوارد هنا تمام التطابق مع الترجمة في هذا المرجع، حيث يغيّب هذا الأخير «تبدو» و«كأنها» في الجملة الثانية بخلاف الترجمة الإنكليزية.

2.المصدر ذاته، ص 82

3.المصدر ذاته، ص 83

4.المصدر ذاته، ص 104

5.المصدر ذاته

6.المصدر ذاته، ص 106

7.المصدر ذاته، ص 1074. انظر أيضاً: كارل ماركس، نتائج عملية الإنتاج المباشرة (الجزء المجهول من رأس المال)، ترجمة: فالح عبد الجبار (مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي)، ص86

8.ماركس، رأس المال، المجلد الأول: عملية إنتاج رأس المال، ص 297

9.انظر هذا المقبوس والمقبوسات التي تليه المتعلقة بما دعي في الأدبيات الماركسية بـ «دور المجرم في صناعة التاريخ» في فرنسيس وين، رأس المال لكارل ماركس: سيرة، ص 104 - 107

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الاتحاد” الحيفاوية – 26 آذار 2021

ص11

جديد اتحاد الأدباء

 

في سباق حثيث مع الزمن، وفي عطاء ثقافي وابداعي غير مسبوق، يواصل اتحاد الادباء في العراق نشاطاته الثقافية الكترونياً، الى جانب اصدار جريدته “الاتحاد الثقافي” ومجلته الراقية “الاديب العراقي”، ومنشوراته الجديدة التي كان أحدثها:

- نخب للوحي الدائري/ شعر: مرتضى محمد.

- حياكات السرد في الرواية العربية/ نقد: صباح هرمز.

- افياء على حافة التيه/ شعر: محمد طاهر الصفار.

وفي الوقت الذي نجد فيه الاتحاد دائم الحضور في الحياة الثقافية، نجد ان وزارة الثقافة، تعمد الى إعادة طبع كتب سبق وان صدرت بطبعات عديدة، فيما تصدر مجلاتها بشكل فصلي مرفقة بكتب لا حضور لها.. بينما يبحث القارئ عن كتب نوعية معرفية جادة وجديدة تسهم في توعية القارئ بالمتغيرات التي يشهدها عصرنا وحياتنا الراهنة والمستقبلية.

*********

دعوة لمواصلة البحث

في العلاقةِ بين الشعر والشعراء ومنتفضي تشرين

عبد اللطيف السعدي

في كتابه «الشعر والحياة» قال الشاعر والناقد الأميركي م. ل. روزنتال ( 1917 – 1996) أن «الشعراء ما هم إلاّ هوائيات البث اللفظي للناس». فما يفعله الشعراء «ينشأ من عالم التجربة، الذي يشارك الناس فيه بإحساس وحساسية الشعر والشعراء». كما وأكد أن الشعر «هو حالةٍ من الوعي».

وفي بلادنا، العراق، أكدت الحياة والتطورات، هذا القول النبوئي الواقعي، حين صار الشعر حياةً يومية معاشه، طيلة أيام واستمرارية إنتفاضة الجماهير، وفي مقدمتها الشباب، منذ انطلاقتها الأولى أعوام 2011 و2015، وحين اكتسب الأمر أبعاداً ومعاني أوسع وأعمق في انتفاضة الشعب في تشرين 2019. لقد لخص الشعراء والشعر، بحقليه العامّي والفصيح، لغة المنتفضين، بل لغة الشارع العراقي، شكلاً وبالمضمون.

تضمنت قصائد الشعراء ومن خلال المشاركة المباشرة والفاعلة، مطالب أوسع الجماهير، بل طورت المطاليب وصاغتها بصياغات ارتقت بلغة الناس البسطاء وأعطتها قوة الفعل والتأثير. وكان، وما يزال لهذا، الدور الكبير في صياغة الوعي الجماهيري، في زمن احتاج، ويحتاج فيه العراق إلى حملات متنوعة السبل والوسائل لإعادة الروح والوعي إلى المجتمع، بعد عشرات السنوات من الكبح والقمع والمحو، في ظل النظام الدكتاتوري الصدامي، وثم في ظلامات المحاصصات الطائفية والأثنية، التي أطلق نظامها الخانق، محتلو البلاد بعد عام 2003.

يمكنني القول أن هؤلاء الشعراء، وأخصُ الشباب منهم، رسموا لمرحلةٍ جديدة في مسيرة الشعر العراقي المعاصر. مرحلة تتسم أو اتسمت، بمضامين حيةً وواقعية. وأحدثت، حدّثت، إيقاعات شعرية، عكست طابع إيقاعات حركة الجماهير في مسيراتها وفي أهازيجها وتحركاتها اليومية، ضد النظام السياسي، والفاسدين المحاصصين، وتعرية قباحات التمثيل الزائف الذي طال زمانه، منذ 2003، وحتى اليوم، طبعا،  بلا تكلف في الإحداث والإبداع.

ولم تكتف أشعار الشعراء المنتفضين، بهذا الحد، بل أنهم صاغوا في قصائدهم، وفي إهزوجاتهم العامية، آفاق وعناصر المستقبل المرتجى، ببناء الدولة الحرة المدنية الديمقراطية، ولخصوها بعبارة واحدة، بليغة المعاني وهي «نريد وطن» وأضيف «وطنٌ للجميع».

فهذا الشاعر يحيى السماوي يحدد سبيل بلوغ أهداف الانتفاضة إذ يقول:

لنكن:

حجراً على حجرٍ،

كيّ ينهضُ الصرح.

لوناً جنب لونٍ،

كيّ يشعُ قوسُ قزح.

نخلةً جنب نخلةٍ،

كيّ ينهضُ البستان.

جدولاً مع جدولٍ،

كيّ يتشكل النهرُ العظيم.

ليجرف مستنقع المحاصصات.

وبضرباتٍ شعريةٍ يطيح الشاعر عبد السادة البصري بمعول مفرداته بصرح المحاصصين:

ألا تباً لك ... تعساً لك،

أيها الكرسيّ.

ستنحرك الإرضةُ ،

في آخر المطاف.

وعبّر الشاب عبد الله السعدي، عن مستوىً وجديةٍ الغضب الذي يحمله المنتفضون، باستخدامه استعاراتٍ الفرات، ومائه والضمأ، فيورد في إحدى قصائده:

ماءُ الفراتِ ...،

غدا لهب. موجٌ / غضب.

الشعبُ ... في وجهِ الضمأ،

حراً وثب.

تبت يداك، أبا لهب.

فالنخلُ من عطشٍ تعب،

والطيرُ من كرك الرصافةِ هرب.

ستعود تمطرُ،

السحبُ السمراء،

في شطّ العرب.

ويعيد الشاعر الثائر، عباس ثائر من ذي قار، إحياء وقائع تدمي القلب في صور شبابٍ عانقوا الحياة باستشهادهم، أو سقوطهم جرحى في ميادين الحراك الجماهيري، ويكتب ابياتٍ لهم وبإيقاع مؤثرٍ:

سقطت ذراعُك،

وذراعي سقطت ايضاً.

سقطت قدمك،

وقدمي أيضاً. سقط رأسي، ورأسك أيضاً.

فتعال نحمل ما تبقى منّا.

وفي مكانٍ آخر من القصيدةِ، يشهر بالعلاقة الجدلية، بين ثقل الأجساد وقوة الأفكار، اذ يقول:

كيف يُحمل قتلى الناصريةِ ؟

يقولون أن أجسادنا ثقيلة،

نعم هي كذلك،

فالأفكار تثقلها.

وسيبقى الشهيد صفاء السرايّ، مشروعاً لقائد جماهيريّ، صادقٌ وينبض بنهج التواضع، وستبقى كلماته المصاغة نصوصاً شعريةً، في أعماق الارواح والأفكار. ولن تنسى كلمات قصيدته «دمٌ سمائي» القائلة:

دمٌ سمائي،

وأرضي والدماءُ فمُ. وفي المساجدِ قرآناً ومنتقمُ،

يشنقُ اللهَ فينا كلّ نافلةٍ، ويشربُ الشيخُ ...،

نُخبَ الموتِ،

ومنه دمُ.

ونستفيقُ على موتِ مواجعنا،

وتعثرُ الريحُ فينا،

والمدى رقمُ.

في كلّ دارٍ ..،

صدى موتٍ،

ونائحةٍ ...،

وفي التوابيتِ ...،

 أوصالاً مقطعةً،

حتى توطّنَ فينا، البومُ والرخمُ.

وفي مكانٍ آخر من هذا النص الشعري، يقولُ صفاء السرايّ:

تفجّرَ الخوفُ فينا،

والشظى حممُ.

فذا أميرٌ، يذبحُ الله مبتهجاً،

وذا إمامٌ،

إلى الشيطانِ يحتكمُ.

بنوا المساجدَ في بذخٍ وترفٍ،

وفي النفوس، صروحاُ للنقاءِ هدموا.

سود الوجوهِ، تتباهى في قبائحها،

ويسفرُ الخزيّ، عنها حين تلتئمُ.

ويختتم السرايّ قصيدته بالصراخ المعبئ، في نموذجٍ جليّ لدور الشعر والشعراء في انتفاضة الجماهير، ودوام التأثير والفعل، فيقول:

ياعراااق ...،

كفانا موتاً يا وطني،

ولِمَ المقابرُ حبلى فيك تعتصمُ ؟

لِمَ الملايين صرعى، في الفلا ...،

وملئُ كفيّك فاضَ الجودُ والكرمُ ؟.

مذُ كنتُ طفلاً،

وأنا والحزنُ في شبقٍ،

كعاشقينِ،

بغيرِ الحبّ ما حلموا.

طبعاً إلى جانبِ هؤلاء الشعراء، ساهم شعراء لهم باعٌ في الشعر العراقي المعاصر، ومن أمثالهم، سركون بولص، وموفق محمد، وخزعل الماجدي، وقاسم وعلي عبد الأمير عجام، ورياض غريب وآخرين كثر، وأذكر أيضاً، دون انتقاصٍ من آخرين لا يسع المجال لذكرهم، وادي الحلفي، وعادل قاسم، وكاظم خنجر، ونور درويش، وسراج محمد.

جميعهم ساهموا بالحناجر، وبإيقاعات قصائدهم في إعلاء شأن الحراك الجماهيري وبدور المنتفضين المضحين بحياتهم. بل ساهموا في صياغات المطاليب والأهداف السامية لانتفاضة شعبنا المجيدة. وفي هذا السبيل فقد العديد منهم حياته، وبينهم كما أورت سابقاً، الشهيد صفاء السرايّ. استشهدوا والتغني بالشعر على السنتهم، وأياديهم تلتصق بالقلم سلاحاً، ممتشقاً، بسلمية الروح والعمل، من أجل خير الوطن.

هكذا بدت وتجسدت، العلاقة الجدلية بين الشعر وحركة الجماهير في انتفاضتهم الباسلة، فالأول عبر بصدق، وبأنبل المشاعر عن الثانية. في حين أن الانتفاضة  دفعت بالشعر وبدوره إلى علاه، وسجلت مرحلة تطورٍ وإحداثٍ في الشعر وفي تقديم النموذج في علاقة الثقافة والمثقفين، عموماً بالواقع والوقائع، وبمطامح شعبهم. حيث سجل الشعراء والكتاب على خلاف مناهلهم الفكرية، دور الريادة والالتصاق بواقع حياة الناس بل ولكي يكونوا فعلاً « هوائيات البث اللفظي للناس» والدفع بمستوى وعيهم، كما قال روزنتال.

  • مع الأسف ليس لديّ أي كتابٍ او مجموعة شعرية للشعراء، وأخص الشباب منهم، لجأت، لذلك، إلى الويب وهذا الذي أوردته هو ما حصلت عليه، وأملي أنني كنت سليما وأمينا للقصائد كما وردت. كما أعتبر هذه محاولة للتحريض على البحث والكتابة عن الموضوع، وهو كبير الأهمية في حياتنا الثقافية المعاصرة.

*********

جدّتي

شعر قباد جلييزاده

ترجمة كاوه محمود

جدتي

كانت تقدم فتات الخبز للعصافير

وهي تقول:

انت يا الهي!

لا تجعل بيشمركتنا في الجبل

يتضورون جوعا

 

جدتي

كانت تسمح للقطط أن تنام  قرب الموقد

وهي تقول:

وانت يا الهي!

لا تجعل أيادي وأنامل بيشمركتنا في الجبل

تتجمد من البرد

 

جدتي

عند الغروب  كانت تصعد الى سطح المنزل

تنظر في الأفق بعيدا

تقول مع نفسها

قد يكون الان في هيبت سلطان*

فصيل من البيشمركة

جدتي

عندما كانت تصلي على سجادتها البيضاء

ترفع أيادي الدعاء وتقول:

انت يا الهي!

اجعل الارض تحتهم فراشا من صوف

واجعل الصخور لهم وسادة قطنية

عندما يأخذ بيشمركتنا قسطا من الراحة

جدتي

كانت تستلقي على ظهرها

تنظر  الى السماء

تعد النجوم وتقول

عدد بيشمركتنا اكثر من نجوم السماء

جدتي

عندما تريد ان تضحك

تضع يدها على فمها

لتكتم ضحكتها وهي تقول:

غفرانك ربي

قد يقع احد البيشمركة

في كمين للعدو

جدتي

كانت تلبس السواد

وهي تقول:

يتراءى لي دوما

جسد شهيد من البيشمركه

مستلقيا على ظهر حصان

ينتقل من الجبهة

الى مقبرة في قرية

جدتي

كانت تدخن تبغنا المحلي المعطر

وهي تقول:

ربما لامس ورق هذا التبغ

فخذ بيشمركة مر قرب الحقل

كم كنت أتمنى لو رايتم جدتي

انتم لم تروها

ولكن في تلك الازمنة

كانت في كل بيت جدة

تشبه جدتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* “هيبت سلطان” جبل يطل على مدينة كويسنجق

*********

أزهار حمراء.. ام بقع دماء؟

علي كاظم

لن يحصد دمي أحد.. فهو لن يجف ابداً ..

نصف قطةٌ فقط .. ونصفها الآخر إمتزج مع بقايا طفلٍ كان يحضنها..

هيكل ثلاجة كانت يوما منبراً لمن باع.. لكن بركات أقدام المسؤول لم تحمها

أم تطالب بشدة بوشاح ابنها المقتول.. ونسيت أن تطالب بدمه..

شيخ يدعو الناس بأن يتقبلوا القضاء ويترحموا على الشهداء ..

ويُصَلِحُ للناس أخطاءهم اللغوية..

في زاوية خلف العمود طفلة، تجلس على جثة ابيها ، وتبكي على دميتها الممزقة..

رجل وسيم ينفض الغبار عن معطفه..  

رؤوس سنابل ممزوجة بدم وعسل يلوكها الملوك في اطمئنان

*******

ص 12

إصدار

العدد 142 من “الشرارة”

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، صدر أخيرا العدد (142) أيار 2021 من مجلة “الشرارة”.

ضم العدد مقالات وأخبارا وتقارير سياسية واقتصادية وثقافية وصحية ومنوعة، فضلا عن ملحق “مرحبا يا أصدقاء” الموجه للأطفال.

من عناوين العدد: “لدينا متسع من الوقت لنجعل المستحيل ممكنا”، “تاريخ نشوء الطبقة العاملة في العراق”، “السياسة النقدية في العراق مسؤولية من؟”، “العوز والفقر عنوان يتصدر يوم عيد العمال العالمي”، “كون أعمى”، “النسيان – الوظيفة والمشاكل” و”نجوم رياضية واعدة من الديوانية”.

**************

ليس مجرد كلام

عيدٌ بلا طعم ..!

عبد السادة البصري

في ستينات القرن المنصرم ، وحينما كنّا صغاراً ، كنّا ننتظر العيد بلهفةٍ وترقّب ، رغم فقر الحال نجمع مصروفنا اليومي طيلة شهر رمضان ، وتغسل أمهاتنا ملابسنا لنضعها  تحت الفراش كي تكون مكواةً ، وما أن يطل صباح العيد حتى نهرع لآبائنا نقبّل أياديهم ونهنئ الآخرين حاملين عيديتنا فرحين بما منحوه لنا وما ادّخرناه ، ونطوف على الأقارب والجيران لنتجمّع نحن الفتيان ونذهب في إحدى عربات الخيل  أو باصات الخشب إلى مركز المدينة ، نلهو ونمرح في ساحة الدواليب ، حيث الألعاب البدائية البسيطة المتنوّعة (دواليب الخشب ، الفرّارات، تحت وفوق السبعة، الحلقات ، سباق الخيل ( الحصن / الحمير )، مع تلذّذنا بلفّات العمبة وخبز العروك والببسي والسينالكو وكراش كولا والفانتا وغيرها)!

كانت فرحتنا لا توصف أبدا ، نحكي عن العيد وما فعلناه فيه أياماً وليالي ، حيث البيوت تعبق برائحة البخور مزدانة بأجمل ما فيها من سجّادات وبسط وستائر وجودليات!

عدتُ لتلك الأيام الجميلة رغم بساطتها وعفوية الناس وبراءتهم ، حيث طيور المحبة والإلفة والفرح ترفرف في فضاءات  القلوب والنفوس !

وما أن جاءت الثمانينات ، حتى بدأ العدّ التنازلي للفرح، وخيّم الخوف والموت والحزن والكآبة على كل مكان وروح، حروب واعتقالات وإعدامات وتشريد وموت لتستمرّ مروراً بتسعينات الحصار والقهر وصولاً إلى سنوات كنّا نتأملها ونترقّب هلالها وقدومها بفرح لا مثيل له ، لكنّ الفرحة ماتت في النفوس وصارت غصّة  ، وعشّش في القلوب والأرواح الحزن والأسى ، طائفية مقيتة ومحاصصة  شرعنت للفساد أبوابا ، وإرهاب وموت مجانيّ ، وفساد استشرى في كل مكان ، حيث ارتفع الخطّ البيانيّ للفقر والموت والكراهية رغم الموازنات الانفجارية وأسعار النفط الخيالية!

انعدمت الزراعة وتوقّفت المصانع عن الدوران فبتنا نستورد قنينة ماء الشرب ، وتدهور التعليم وارتفعت نسبة البطالة وتفاقمت الأزمات المتتالية ، مع كثرة الأمراض والأوبئة التي تفتك بالناس !

أصبح العيد بلا طعم ولا لون ولا نكهة أبدا ، غابت الفرحة والضحكة والإلفة وأيام اللعب والمرح وليالي السمر والحكايات ، فصرنا نتبادل التهاني الجاهزة صورياً والجامدة شعورياً بلا أدنى إحساس بالفرح والسعادة ــ إسقاط فرض فقط ــ !

أعيادنا لم نشعر بها لكثرة الطعنات والنكبات والأحزان، حيث النفوس اعتلاها الصدأ، وعبثت بعض الأفكار بها فانعدم مفهوم التسامح وضاعت المحبّة في مهبّ الأقاويل والأراجيف!

يا للعيد الذي يأتي ويذهب دونما طعم ، ويا للأزمان ، كيف تدور وتلفّنا بعجلتها عندما يُسْرَقُ من نفوسنا الفرح ؟!

*************

جائزة اتحاد الكتاب الروس

إلى الكاتب والمترجم عبد الله حبه

موسكو – طريق الشعب

قدم اتحاد الكتاب الروس، جائزته للعام 2020 إلى الكاتب والمترجم العراقي عبد الله حبه، وذلك عن ترجمته الكثير من كلاسيكيات الأدب والشعر والنثر الروسي إلى اللغة العربية، إضافة للمؤلفات المعاصرة.

وسلم الاتحاد حبه الجائزة، في فعالية أقامها يوم 12 نيسان الماضي على قاعته.

وولد عبد الله محمد حسن حبه، الذي يعد خبيراً في ترجمة النصوص الأدبية، يوم 31 آذار 1936 في بغداد. وقد أنهى في العام 1960 دراسته في فرع اللغة الإنكليزية في كلية الآداب، كما حصل عام 1964، على الدكتوراه في معهد الدولة للفنون المسرحية المعروف باسم “لوناجيرسكي”.

وقد ترجم حبه من الروسية إلى العربية، ما يقارب الـ 55 كتاباً علمياً وأدبياً للعديد من المؤلفين والكتاب والأدباء الروس، مثل بوشكين وليف تولستوي والكسيه تولستوي وبونين وشولوخوف وبولغاكوف والأخوين ستروغاتسكي وآخرين من الكتاب الروس المشاهير.

***************

النجف

رابطة المرأة توزع ملابس العيد على الأطفال

النجف - ملاذ الخطيب

وزع فرع رابطة المرأة العراقية في النجف، ملابس العيد على العديد من أطفال العائلات المتعففة.

واستقبل فرع الرابطة، قبيل العيد في مقره، الأطفال، وسلمهم الملابس التي جاءت تبرعا من بعض الخيرين، ما رسم فرحة العيد على وجوههم.   

وفي سياق حملات التكافل الاجتماعي، يواصل فرع الرابطة توزيع السلات الغذائية على الأسر المتعففة، للمساهمة في التخفيف من قساوة الظروف المعيشية التي يعانيها اليوم الكثير من المواطنين، بسبب الأزمة الاقتصادية وتوقف الأعمال جرّاء الحظر الصحي.

*************

بيان اللجنة المركزية في ايدي أهالي الحلة

الحلة - محمد علي محيي الدين

وزعت لجنة الشهيد حيدر القبطان الفرعية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الثلاثاء الماضي، نسخا من بيان إدانة جريمة اغتيال الناشط إيهاب الوزني، الصادر عن اللجنة المركزية للحزب، على المواطنين في مدينة الحلة.

وساهم الرفيق عبد السيد الحسيني، في توزيع نسخ البيان على الكثير من المارة وسائقي المركبات.

وشهدت مدينة الحلة، على خلفية اغتيال الناشط الوزني، تظاهرات غاضبة نددت بالعمل الإجرامي.

****************

العمل التطوعي “عودة وطن”

عن فعاليات المنتديات المحلية في زمن كورونا

النجف – طريق الشعب

تحت عنوان “العمل التطوعي (عودة وطن)”، عقد “منتدى النجف الاجتماعي”، أخيرا، جلسة تفاعلية حول أهم الفعاليات التطوعية التي أقامتها المنتديات الاجتماعية المحلية في زمن كورونا.

تضمنت الجلسة، التي كانت افتراضية بثت على صفحات التواصل الاجتماعي، لقاء بين منسق “منتدى النجف” علي العبودي، ومنسقي “منتدى السلام” في الفلوجة و”منتدى السلام” في صلاح الدين.

في البداية، قدم العبودي نبذة مختصرة عن “منتدى النجف”، الذي يعد فضاء مفتوحا للمنظمات والأفراد المؤمنين بالعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان، مشيرا إلى أن للمنتدى مشروعا مشتركا بين حركات اجتماعية عراقية، ونقابات عمال ونقابات مهنية، ومنظمات مدنية وناشطين، وذلك تحت شعار “عراق آخر ممكن.. عراق السلام وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية”.

بعدها تحدث منسق “منتدى السلام” في الفلوجة، محمد إبراهيم، عن عمل منتداهم وتأثيره الكبير في محافظة الأنبار، خاصة في مدينة الفلوجة بعد تحرير أراضيها من إرهاب داعش، مشيرا إلى أن المنتدى، ومن خلال الورش المتعلقة بالسلام ونبذ العنف والتعصب، عمل على تغيير الصورة المشوهة التي اتسمت بها الفلوجة كمدينة للإرهاب، إلى مدينة للسلام.

وأضاف قائلا، أن المنتدى يديره عدد من الشباب المتطوعين، وان نشاطاته حظيت باهتمام الأهالي وبمشاركة المرأة.

 من جانبه، تطرق منسق “منتدى السلام” في صلاح الدين، نصير طارق، إلى نشاطات منتداهم الذي تأسس عام 2018، مبينا أن المهمة الأساسية التي يضطلع بها المنتدى هي نبذ العنف بمشاركة فرق شبابية ومنظمات مدنية.

وانضمت إلى الجلسة، الشابة إسراء حيدر، من “منتدى النجف”، وتحدثت عن الأعمال الطوعية التي تقوم بها الفرق الشبابية التابعة للمنتدى، في ظل جائحة كورونا، مثل تعقيم الأماكن العامة والمباني وتوزيع الكمامات على المواطنين، فضلا عن إطلاق برامج التوعية الصحية.

وأضافت، أن المنتدى كان قد أطلق نداءات لدعم ناشطي ومتظاهري انتفاضة تشرين المعتقلين، والمطالبة بإطلاق سراحهم. كما عقد العشرات من الجلسات التفاعلية حول سبل الوقاية من فيروس كورونا، وإشكالات التعليم الالكتروني.

وقبيل الختام، أكد الجميع أن نشاطات المنتديات المحلية لم تتوقف في زمن كورونا، إنما اتسعت، خاصة في ما يتعلق بتوفير المواد المعقمة ومستلزمات الوقاية الصحية.

كما استعرض المجتمعون، خططهم ونشاطاتهم التطوعية المستقبلية، التي من المقرر أن تنظم بالشراكة بين المسارات المنضوية تحت فضاء المنتدى الاجتماعي العراقي.

****************

إليكم .. رفاقي

قبل أيام من خروجي من المستشفى حسبت سنوات عمري: اثنتان وثمانين تركض الى الثالثة والثمانين.

كم سنة مضت على علاقتي بالحزب بأشكال مختلفة منذ كان عمري 12 عاما؟ سبعون عاما.. فقط!

ورغم اني حكمت على نفسي ان لا أعود عضوا في الحزب، رغم إلحاح الحزب، بسبب موقفي الضعيف في قصر النهاية (ليس الخياني كما فعل البعض) فان ذلك لم يمنعني من مواصلة الصلة بالحزب، وقبولي المهمات التي يكلفني بها/ بينها ما هو خطر.

سعيد بعلاقتي بالحزب. هذا لا يعني قبولي كل المواقف التي يتخذها، و كان موقفي من بعضها حادا، عارفا ان الحزب يأخذني على گد عقلي!

شكرا لوقوف الحزب معي في أزمتي الصحية، ولم تكن هيّنة، ونشره باسم العاملين في “طريق الشعب” (محبتي لهم) صورتي على صفحته الأخيرة.

 إبراهيم الحريري

من صفحته الشخصية على "فيسبوك"

***************

شيوعيو الشطرة يشاركون في تشييع الشهيد الوزني

 الشطرة – طريق الشعب

شاركت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، في تشييع رمزي للشهيد المغدور إيهاب الوزني، دعا إليه ناشطون مدنيون ومنتفضون. وخرج المشيعون، مساء الاثنين الماضي، في مسيرة راجلة جابت شوارع القضاء، حاملين نعشا رمزيا للشهيد الوزني، ومطالبين في هتافات أطلقوها، بالكشف عن قتلته وتقديمهم إلى القضاء. وفي سياق التشييع، وزع شيوعيو الشطرة على الناس، نسخا من بيان إدانة جريمة اغتيال الوزني، الذي أصدرته اللجنة المركزية للحزب تحت عنوان “اكشفوا قتلة إيهاب الوزني ومن يقف وراءهم وحاسبوهم فلا مشاركة في الانتخابات من دون ذلك”.

وزعوا ملابس العيد على الفقراء

شيوعيو الكاظمية

في جولة إعلامية راجلة

بغداد – طريق الشعب

نظمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية، الأسبوع الماضي، جولة إعلامية راجلة في شوارع المدينة وأسواقها.

ووزع المشاركون في الجولة، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من البيان الصادر عن اللجنة المركزية للحزب، والمنشور في “طريق الشعب” تحت عنوان “اكشفوا قتلة إيهاب الوزني ومن يقف وراءهم وحاسبوهم فلا مشاركة في الانتخابات من دون ذلك”.  من جانب آخر، وزعت منظمة الحزب، ملابس العيد على العديد من الأطفال الفقراء والأيتام، وذلك في سياق حملات التكافل الاجتماعي الهادفة إلى مساعدة الفقراء والتخفيف من معاناتهم المعيشية.

*************