ص1

 ناشطون: وقفتنا تمثل امتدادا واستمرارا للانتفاضة

في الذكرى الرابعة لـ 25 تشرين.. المنتفضون:

متضامنون مع الشعب الفلسطيني

بغداد ـ طريق الشعب

 أحيت قوى التغيير الديمقراطية مساء امس الأربعاء، بحضور ذوي الشهداء، الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين المجيدة، في ساحة الفردوس، وسط العاصمة بغداد، حيث هبّ الشباب في مثل هذا اليوم 25 تشرين الاول عام 2019 الى ساحة التحرير بعد المهلة التي منحوها للحكومة في مطلع الشهر ذاته، لتحقيق مطالبهم الحقة.

 

واستثمر المنتفضون هذه المناسبة لإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني البطل، ودعمه في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي بثبات وصمود وبسالة، داعين الى ايقاف مجازر قصف المدنيين وقتلهم، مؤكدين حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس.

 مسببات الانتفاضة.. متى تعالج؟

القيادي في قوى التغيير الديمقراطية، والمنسق العام للتيار الديمقراطي، زهير ضياء الدين قال: ان «تواجدنا في ساحة الفردوس يأتي لإحياء الذكرى الرابعة لهبة منتفضي تشرين في العام 2019، عقب القمع الدموي الذي تعرض له الشباب في اوائل شهر تشرين الاول من العام 2019.

وتابع حديثه لـ»طريق الشعب»، قائلاً ان «تخليد الذكرى ليس هو الهدف الوحيد فقط من هذه الوقفة، بل ايضا رفع مطالبها الحقة المشروعة التي لم تتحقق حتى الان، في الوقت الذي لا تزال فيه مسبباتها قائمة ايضا، بل وتفاقمت اكثر وزادت معاناة العراقيين وساءت اكثر من ذي قبل، على مختلف الصعد».

وفي ما يتعلق بملفات تشرين، ذكر ضياء الدين أنّ «ملفات تشرين التي يجري تسويفها كثيرة، وحالها حال الملفات الاخرى، وهو ليس الملف الاول الذي يتم تجاهله وتسويفه، بل هناك ملفات اخرى كثيرة مهمة ايضا غائبة، وآن الاوان لفتحها وتحقيق العدالة، والتي من بينها ملف المغيبين، وقتلة المنتفضين، ونرفع اصواتنا عاليا، وسنبقى من اجل تحقيق العدالة. وبكل تأكيد لن تسقط الجرائم بالتقادم».

واشار ضياء الدين الى «اننا نرفع اليوم شعارات التضامن والدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة للاحتلال الغاشم، وفي ذات الوقت نؤكد على إدانتنا للعدوان الصهيوني الإجرامي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة».

 طريقان للتغيير

النشاط السياسي، مهدي علي قال: «نقف ا في ساحة الفردوس ومشاعرنا تختلط بين الحزن على من فقدنا في مثل هذه الايام في الانتفاضة العظيمة، وبين السعادة بأن تشرين افرزت جيلاً ثورياً لا يخشى قوى المحاصصة والفساد، انما يقول لا بوجه السلطة».

وأضاف ان «المسببات والعوامل التي ادت الى اندلاع انتفاضة تشرين 2019، لا تزال قائمة حتى اللحظة، وعلى الرغم من الصفعة الموجعة التي وجهها الشعب للسلطة، الا ان هذه المنظومة لم تتعظ من هذا الدرس. وفي الوقت الذي كان يجب عليها ان تعالج هذه المشاكل التي جعلت الشباب ينتفضون، إلا انها فاقمت هذه الأزمات نتيجة التمسك بنهجها السياسي القائم على المحاصصة».

وتابع قائلاً: ان هناك «أزمات حقيقية تعصف بالبلد، بينما المواطن هو الطرف الوحيد الذي يتحمل اعباء فشل السياسيين بمفرده، والتي من بينها ارتفاع سعر الصرف والغلاء والمعيشي وغياب السيادة وضعف إنفاذ القانون، وغير ذلك من العوامل التي ادت الى خروج الشباب في تشرين».

وأشار الى ان «رسالتنا اليوم هي التأكيد على مطالب تشرين وعدم الرضوخ والركون للواقع السيئ الذي يعيشه ابناء شعبنا. وبكل تأكيد وقفتنا هذه هي امتداد واستمرار للانتفاضة، التي حملت شعار التغيير الشامل، ونحن كمدنيين لدينا طريقان للتغيير؛ اولهما: سوح الاحتجاج. والاخر، المشاركة السياسية عبر صناديق الاقتراع في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة».

ونوّه مهدي بان «ملف كشف القتلة هو ملف سياسي بامتياز، وما زال يتصدر مطالبنا الاساسية، كما اننا نحمل السلطة التنفيذية كامل المسؤولية عن الفشل في احراز تقدم في هذه الملف، اضافة الى انها هي الاخرى تنتهج نهجا يقوض من حرية التعبير ويرسخ سياسة تكميم الافواه».

وخلص الى القول: «من هنا نؤكد من جديد دعمنا للقضية الفلسطينية وادانتنا للعدوان الاجرامي على الشعب الفلسطيني، ونقف بحزم امام محاولات تهجيريه وتصفية قضيته الحقة والمشروعة الراسخة في كل ضمير حي».

 صرخة بوجه الظلم

الناشط حسين مرتضى، قال إنه «من المؤسف ونحن نحيي الذكرى الرابعة لهبة 25 تشرين الاول، لكننا ما نزال نرفع شعارات كشف القتلة وانصاف الضحايا والشهداء، ومن المخجل ايضا ان السلطة لم تتحمل حتى الان مسؤوليتها من اجل حسم هذه الملفات المهمة».

واكد مرتضى في حديثه مع «طريق الشعب»، ان «انتفاضة تشرين تمثل صرخة بوجه الظلم والفساد والواقع المأساوي والنهج السياسي وضياع حقوق الناس، والتضييق على الحريات»، مشيرا الى اعتقاده بـ»أهمية توحيد الجهود من اجل معالجة العوامل التي ادت الى قيام الانتفاضة».

ولفت الى ان «من الضروري ايقاف مشاريع القوانين التي تحد من حرية التعبير، والكف عن سياسة التنكيل والتضييق على اصحاب الرأي والناشطين والمنظمات الديمقراطية والمهنية، وندعو حكومة السوداني الى اتخاذ خطوات فاعلة من اجل حماية ما تبقى من حرية التعبير والديمقراطية التي شوهتها قوى السلطة، وفسح المجال للحريات واعتماد المواطنة اساسا في قيادة البلد».

  

ص2

 

الشهر المقبل.. توزيع البطاقات البايومترية للمسجلين والمحدثين

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، امس الأربعاء، أن اكثر من 16 مليون ناخب يحق لهم المشاركة في الانتخابات.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي، إن “المفوضية عملت على طباعة البطاقات البايومترية للناخبين ممن سجلوا بياناتهم منذ 20/3/2022”.

وأضافت، أن “عدد الناخبين المسجلين والمحدثين بلغ مليوناً و977 ألفاً و369 ناخباً”، منوهة بأن “المفوضية الان بصدد طباعة البطاقات البايومترية الخاصة بهم وسيتم توزيعها في شهر تشرين الثاني المقبل”.

وأشارت، الى أن “إجمالي الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات يبلغ عددهم 16 مليوناً و158 ألفاً و788 ناخباً في 15 محافظة”.

يذكر ان مجلس الوزراء سبق وان حدد يوم 18 من شهر كانون الأول المقبل موعدا لإجراء إنتخابات مجالس المحافظات.

  

موظفون: فك الاختناقات وتغيير أوقات الدوام لا يعالجان أزمة الشوارع

 بغداد – طريق الشعب

 تحاول الحكومة أن تجد حلولا مناسبة لأزمة الزحامات التي تخنق شوارع العاصمة يوميا منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل، لكن تلك المعالجات لم ترحم المركبات التي تتكدس قرب التقاطعات، برغم توسعة الشوارع ضمن خطة فك الاختناقات المرورية التي تشمل بناء مجسرات وانفاق في المناطق المزدحمة.

وما فاقم من تلك الأزمة هو انطلاق العام الدراسي الجديد للتلاميذ والطلبة في المدارس والجامعات.

وقررت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، إعداد لائحة توقيتات جديدة لبدء وانتهاء الدوام الرسمي لموظفي الوزارات ودوائر الدولة وطلبة الجامعات والمدارس، وعممت توصياتها على الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة.

 رفض للمقترح

تعتبر مسار محمد (موظفة حكومية)، إن نظام الوجبات “ليس حلاً، عدا انه سيزيد من إرهاق الموظفين، واكتظاظ الشوارع بالمركبات، على مدار الساعة”.

وتقول محمد لـ”طريق الشعب”، “أصبحنا نقضي اوقاتنا في زحمة السير أكثر مما نقضيها بالعمل والبيت، وإذا تم تقسيم الدوام فمن الأفضل ان نعمل ونحن في المركبات وسط الازدحامات!”.

 

انسيابية

يتحدث مدير الإعلام والعلاقات في دائرة المرور العامة، العميد زياد القيسي عن بعض المقترحات لفك الزخم المروري، التي من بينها “تغيير ساعات الدوام من خلال اللجنة المشكلة بتوجيه رئيس مجلس الوزراء وبإشراف وزراء الداخلية والنقل والعدل والتجارة والإعمار والإسكان وامين بغداد، بالإضافة الى بقية الدوائر المعنية”.

ويؤكد القيسي في حديث مع “طريق الشعب”، أن “اللجنة خرجت بمجموعة من الحلول، بعضها قريب المدى وأخرى بعيدة”، موضحا انها تتمثل بفرض القانون المروري على المخالفات التي تسبب الزخم؛ منها الوقوف الممنوع والمائل والسير عكس الاتجاه او عدم الامتثال للإشارات المرورية سواء كانت ضوئية او يدوية.

ويتابع حديثه عن الحلول قريبة المدى، قائلا إن “تغيير اوقات الدوام والعمل على التكسي النهري وتشجيع المواطن على استخدام المواصلات العامة يسهم في معالجة المشكلة”.

ويعتقد القيسي، أن “تغيير أوقات الدوام الرسمي يحقق فتورا في حركة الشارع، كون الموظفين والطلبة يتوجهون الى وجهاتهم بحدود الساعة الثامنة صباحا. أي يخرج المواطن من منزله بحدود الساعة السادسة صباحا”، وبالتالي فإن تقسيم الدوام سينتج عنه انسيابية أكثر بحركة السير.

 ماذا عملت على ارض الواقع؟

اما ليث علي (مهندس طرق وجسور)، فيعلق قائلاً، إن “الجهات الحكومية تتحدث عن تشجيع المواطن على استخدام المواصلات العامة، لكنها ماذا عملت من أنشطة لأجل التشجيع، وماذا تعمل من اجل دعم التكسي النهري وتحسين جودة عمله”، مضيفا أن “ما يحدث هو طرح للحلول ومناقشتها، إلا ان تلك الحلول لا تخرج من إطار غرف تلك النقاشات”.

ويضيف في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الجميع أصبح على معرفة بان الشوارع باتت لا تتحمل مزيدا من العجلات، وبالرغم من علم الجهات الحكومية بذلك، الا انها لا تتحرك صوب إيجاد حلول حقيقية كتسقيط السيارات القديمة او ايقاف الاستيراد”.

وبالحديث عن توسعة الطرق، يؤكد انها إجراءات “فاشلة، ولا تنتج سوى مزيد من غضب المواطنين خاصة بحدوث تأثير مباشر لهم، وأشرنا سابقاً الى ان هذه الإجراءات لن تحقق نتيجة”، مشددا على ضرورة التحرك السريع بالعمل، وإيجاد حلول واقعية وقابلة للتنفيذ بنتائج ملموسة.

المتحدث باسم وزارة الاعمار والاسكان، نبيل الصفار قال لمراسل “طريق الشعب”، إن “حزمة فك الاختناقات المرورية تتضمن انشاء ثلاثة انفاق؛ اما بالنسبة للمجسرات فسيكون هناك واحد في ساحة قرطبة”، الى جانب عدد من الجسور التي ستنشأ على نهر دجلة.

 

المعلمون والمحاضرون في السليمانية يرفضون دعوات إنهاء الإضراب

 بغداد ـ طريق الشعب

 جدد المعلمون والمحاضرون المجانيون في السليمانية، موقفهم بالإضراب عن الدوام الرسمي في مدارس السليمانية، احتجاجاً على عدم تثبيتهم وتأخر صرف الرواتب.

وقال نجم الدين محمد، ممثل المعلمين المعترضين خلال مؤتمر صحفي: إن تأكيد موقفهم جاء بعد تداول أخبار غير دقيقة من جهة، وتهديدات مباشرة وغير مباشرة جهة اخرى حول عودتهم للدوام، لافتاً الى ان “تلك المحاولات لا تضعف عزيمتنا واصرارنا على المضي بالمطالبة بحقوقنا والاستمرار بالإضراب العام”.

ودعا محمد “المعلمين للاستمرار بالإضراب وعدم الاستماع لأي جهة أو طرف تريد تغيير مسار مطالبهم أو تخيفهم”، مشيرا إلى عدم وجود خطة للمعلمين بإقامة تظاهرات سوى دعم احتجاجات المحاضرين المجانيين، كما رفض دخول أي جهة وخصوصا المعارضة على خط مطالب المعلمين والمحاضرين”.

فيما أكد محمد كمال، ممثل المحاضرين المجانيين خلال المؤتمر، “انهم وبعد عقد اجتماع مع ممثلي جميع المحاضرين المجانيين تم التأكيد على الاستمرار في الإضراب العام ودعم مطالب جميع المعلمين”.

وطالب كمال جميع المحاضرين بـ”عدم الخوف من اي قرار يريد كسر الإضراب العام لأي سبب كان، كما نطالب بالحفاظ على هيبة المعلم والعملية التعليمية من خلال الالتزام بالحقوق الشرعية”.

ويستمر إضراب المعلمين والمحاضرين المجانيين منذ بدء العام الدراسي الجديد في الثالث عشر من شهر أيلول المنصرم والذي جاء على خلفية تأخير صرف رواتب الموظفين لأكثر من شهر وما تلا ذلك من تأخير بسبب تعثر المفاوضات مع بغداد لصرف حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية للعام الحالي.

وتظاهر عدد من طلبة قضاء كويسنجق في محافظة أربيل، للمطالبة بصرف رواتب معلميهم واساتذتهم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من طلبة قضاء كويسنجق في أربيل، تظاهروا للمطالبة بصرف رواتب معلميهم واساتذتهم المتأخرة”.

من جانبه، دعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، التدريسيين والمعلمين المضربين عن الدوام في بعض مناطق الإقليم للعودة إلى صفوفهم والمباشرة في منح الدروس، الامر الذي رفضته الكوادر التدريسية والتربوية.

 

 الرفاق الاعزاء في المكتب السياسي

للحزب الشيوعي اللبناني المحترمون

 

 تحية طيبة

نشارككم الاحتفاء بالذكرى التاسعة والتسعين لولادة حزبكم الشقيق. وفي هذه المناسبة العزيزة نرجو تقبل أحر التهاني والتبريكات، متمنين لكم دوام التقدم والرقي والعطاء الدائم لخير الشعب اللبناني وشعوب منطقتنا والعالم. 

نحن فخورون بنضالات حزبكم وبطولات مناضليكم ومآثرهم، ودفاعكم الثابت عن مصالح وحقوق  الكادحين اللبنانيين، وفي تحقيق استقلال بلدكم وسيادته وتقدمه، وفي الانتصار لقضايا وحقوق شعوبنا في البلدان العربية، ودعمكم  لنضالات الأحزاب الشيوعية والديمقراطية واليسارية والوطنية في منطقتنا وعلى الصعيد الدولي.

نقف متضامنين معكم في معركتكم المفعمة بالايثار والتضحيات لإنقاذ لبنان وشعبه من الأزمات التي تطحنه ولغذ السير وصولا الى بناء الدولة اللبنانية المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، الخالية من الكانتونات الطائفية.  

نتقاسم معكم المواقف في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة، دفاعا عن الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في دحر العدوان الصهيوني وافشال خططه ومشاريعه، وفضح وتعرية مواقف الدول الامبريالية الداعمة والمساندة لآلة الدمار والموت للاحتلال الغاشم، ووقف عمليات التطبيع المخزية، وتقديم الدعم والإسناد لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة، وتحقيق الاستجابة لحقه الطبيعي في إقامة دولته الوطنية على ارضه وعاصمتها القدس.

ننتهزهذه المناسبة المجيدة للتأكيد على العلاقات التي تربط حزبينا وسعينا في المستقبل أيضا الى تعزيزها، والى المزيد من التنسيق والعمل المشترك.

تقبلوا فائق التقدير

 المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٤-١٠-٢٠٢٣

  

كل خميس

 

«طريق الشعب»

لا تُهادن ولا تسكت

 جاسم الحلفي

 

شغفٌ ما يدفعني لقراءة شيء من تاريخ الصحافة ودورها في الحياة السياسية، كلما اقترب موعد مهرجان “طريق الشعب”. فقد سجلت “الطريق ..”مع مثيلاتها التي صدرت باسم الحزب الشيوعي العراقي، صفحات من الاحداث الوطنية والمواجهات الطبقية، كما ساهمت في صناعة وعي تنويري وتحريري، ورسخت مفاهيم العدالة والمواطنة والتعايش. وهي من جانب آخر ترتبط من حيث المهام والمنهج، مع الصحف اليسارية والشيوعية التي كافحت ضد الحروب والاستعمار والاستبداد والاستغلال على مستوى العالم.

وحينما يتمعن المرء في سر بقاء الجريدة وتميّزها عن بقية الجرائد التي تزامن صدورها معها، يمتليء فضولا وتعجبا في آن.  فربما يكمن سر استمراها في قدرتها على ان تكون مرآة لحياتنا اليومية، ما يدفع المتابع لها الى التعلق بها حتى الالتحام. وهي استرعت بالفعل جزءا أساسيا من اهتمامنا، لأنها الأكثر وضوحا، والاعمق تحليلا، كونها تستند على فكر عملي ومنهج جدلي في التحليل وبعد طبقي في فهم الصراع.

تميزت “طريق الشعب” بانتشارها، رغم طابعها المعارض للسلطات الغاشمة التي تربعت على حكم العراق، ولم تكن شحة الامكانات المالية عائقا امام سعة انتشارها، بل وفاقت بحضورها وتأثيرها جرائد تغدق السلطات أموالا طائلة على  تحريرها واصدارها، وحتى تبالغ في الانفاق عليها

فمن اجل ان تتفوق جريدة “الثورة” التي كانت تنطق باسم النظام السابق على “طريق الشعب”، خصصت السلطة لها ميزانية مفتوحة. لكن رغم ذلك بقيت الايادي تتلاقف “الطريق..”، التي تميزت بصدقية وشجاعة كلمتها، وقوة واستمرارية مفعولها، بصورة يعجز عن ان يستوعبها رجل السلطة، الذي يصعب عليه إدراك فعل الكلمة التي تحث على مقاومة المحتلين، ومجابهة المستغِلين، وشد ازر المظلومين، والدفاع عن المهضومين.

كافحت “طريق الشعب” تعسف وضغط السلطات الدكتاتورية وقهرها، ولطالما تمت مضايقة صحفييها والعاملين فيها، ومراقبة قرائها وتعريض الكثير منهم للتحقيق والاعتقال. لكن ذلك زادها تصديا وجرأة. وفي ظل نظام المحاصصة والفساد حرمت من الإعلانات، التي بقيت  الحصة الأكبر منها لجرائد السلطة والمطبلين لها والمسبحين بحمدها.

وبطبيعة الحال كانت لـ “طريق الشعب” بعد الاحتلال الأمريكي حصتها من المداهمات، ونتذكر جيدا مداهمتها من قبل قوة تابعة لاستخبارات السلطة، بعد تظاهرات شباط 2011، بحجة مضحكة هي خزن مدفعية وقنابل!! والحقيقة هي ان المداهمة كانت عقابا لها على موقفها الداعم للاحتجاجات الشعبية ضد المحاصصة والفساد وتردي الخدمات. كذلك لم يسلم المتطوعون لتوزيعها من المضايقات، بل وطال الاعتقال التعسفي بعضا منهم.

“طريق الشعب” هي عنوان كفاح دؤوب، ومواقف لا مساومة فيها، وانتصار رغم كل الصعوبات والمخاطر التي واجهتها وتتعرض لها في مسيرتها الشامخة. وهي سواءً قلّ عدد صفحاتها او صغر جحمها، تبقى شعلة حق لا تنطفيء، ومصدر قلق دائم لجميع السلطات في كل حين! 

انها الصوت الذي لا يهادن وغير القابل للإسكات في كل حين.

 

ص3

 

الحكومة تعول على اتفاقيات أممية في ملاحقتهم!

أرقام مرعبة عن أثرياء العراق

ومراقبون يؤشرون مصادر تضخمها

 بغداد ـ محمد التميمي

 

في بلد مثل العراق يحفل بثروات ومقدرات كبيرة، ويقدر معدل البطالة فيه بحسب صندوق النقد الدولي بـ 40 في المائة، يتساءل الجميع عن الكيفية التي تتعامل بها الحكومة مع الطبقات الهشة في المجتمع؟ وما هي السياسة التي تعمل عليها لتغيير واقعهم؟

 وفي الوقت الذي تعيش فيه فئات كبيرة من الشعب ظروفا اقتصادية صعبة، كشف المركز الفرنسي للبحوث في العراق (CFRI)، عن بحث توصل فيه الى وجود 36 مليارديرا و16 ألف مليونير. بينما يؤكد معنيون ان جزءا كبيرا من هذه الاموال تضخمت من خلال الاستحواذ على العقود والمناقصات الحكومية.

 

متحدث الحكومة: لا تعليق..

المتحدث الرسمي باسم الحكومة، باسم العوادي، قال لـ“طريق الشعب” انه لا يوجد عنده تعليق على الارقام المطروحة، كونها لا تمثل ارقاما رسمية، صادرة عن مؤسسات معتبرة خارجية او داخلية، انما هي مجرد تقارير صحفية، تحتمل الخطأ والصواب.

 ملاحقة مصادر تضخم الأموال

لكن المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح قال انه على مدى 20 عاما من التقلبات السياسية والصراعات والمحاصصة، أصاب النظام القانوني خروقات كثيرة، اضافة الى ان حالة الانتقال من اقتصاد مركزي الى ليبرالية السوق، جرت بينما الاركان لم تكن مكتملة، مثل مراقبة الضرائب والمعايير النوعية وغيرها، مما يخلق هفوات وتراكما للاموال وثراء فاحشا على حساب المال العام.

وتابع قائلاً، إنه “على هذا الاساس انطلق المنهاج الحكومي، وتم تأسيس لجنة عليا لمكافحة الفساد، وجرى تشكيل هيئة ادارية عليا يترأسها رئيس هيئة النزاهة لتفعيل استرداد الاموال المنهوبة”.

واوضح صالح في حديثه مع “طريق الشعب”، ان “نظام العقود والمقاولات الحكومية في بلد ريعي مثل العراق، يفرز الكثير من الاختراقات، في ظل التزاحم السياسي والمناكفات والمحاصصة، التي ولدت زبائنية كبيرة، تبدو عملية مكافحتها صعبة.

ويجد صالح ان “واحدة من الاولويات هي ان تتحرك على الدولة على تفعيل (من اين لك هذا؟). بتعبير اخر حديث، ملاحقة مصادر تضخم الاموال”.

وأكد أن “من حق الدولة ان تتساءل ما هي الضرائب والرسوم التي دفعها هذا الثري مقابل الاموال التي امتلكها؟ وهذا السؤال مشروع”، مردفا ان هناك تعاونا بين العراق ومؤسسات الامم المتحدة، وقد عقدت اتفاقات ومذكرات تفاهم لاعتماد اليات ناجعة ومتطورة للتحري عن نشاط الاثرياء والثروة التي تحققت بقفزة واحدة، وكشف مصادر هذا النشاط، ووظيفة الدولة ان تكشف عن ذلك وان تتحقق منه.

 السلطة تغذي آفة الفساد

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي ان “هذا يؤشر واحدا من مظاهر سلوك الدولة الريعية، وهو سوء توزيع الدخل ولكن هذا سوء توزيع فادح، وعدم عدالة كبيرة، إذ انعكس بشكل كبير على العدالة الاجتماعية. بمعنى ان فئة قليلة من الناس تستحوذ على الجزء الاكبر من الدخل، بينما الجزء الاكبر لا يملك شيئاً”.

ونبّه في حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان هذا مرتبط بالفساد واستغلال الجاه والمنصب، فتكونت مثل هذه الثروات التي ترتبط بالريع النفطي وقدرة البعض في الاستحواذ على الثروة، موضحاً “نحن نتحدث عن 36 شخصا يمتلكون اكثر من مليار دولار. هذا رقم كبير يعادل العدد الموجود في 8 دول مختلفة من بينها الدول الخليجية مجتمعة. كذلك الحال بالنسبة للمليونيرية فهناك 16 الف مليونير يمتلك اكثر من مليون دولار واقل من مليار”.

واشار الى ان هذا هؤلاء القلة يمتلكون ثروة تقترب من ثلث الدخل القومي او نصفه للبلد.

ولفت المرسومي في سياق حديثه الى ان “السلطة جزء من هذا الفساد، فهي من تملك الريع النفطي وهي من توزعه على هذه الفئات بأشكال مختلفة، على هيئة عقود او مكافآت وغيرها”، مؤكداً ان السلطة هي “من خلقت هذا التفاوت وشكلت هذه المافيات الكبيرة، وتعمل على حمايتها وليس ملاحقتها”.

وتابع قائلاً ان “الدولة الريعية تخلق طبقة من النفعيين يمتلكون اسباب القوة الاقتصادية، وهناك ترابط وثيق بينهم وبين القوى السياسية”، مشيراً الى ان مواجهة الفساد “دائماً ما تبدأ بالحلقات الدنيا، ويفترض انه لو كانت هنالك ارادة جادة لمكافحة الفساد فيجب ان نبدأ بالرؤوس الكبار، وهي مسألة مشكوك فيها، لان بنية النظام السياسي قائمة على المحاصصة والفساد”.

جزء منها حكومية!

الى ذلك، قال عضو مجلس مكافحة الفساد السابق، سعيد ياسين، ان “مفهوم تضخم الاموال لدى فئة قليلة من الشعب، تعبر عن فساد ونهب للاموال العامة بغير وجه حق، ما سبب تلاشي الطبقة الوسطى، لتكون هناك طبقتان، طبقة مهشمة ومحرومة تعاني الفقر والعوز. وطبقة مرفهة واسر منتفخة تتمتع بكل الامتيازات”.

واوضح، ان هذه الاموال متأتية من عدم وجود تدابير وقائية في العراق، ويتم تهريبها لتمويل اقتصاديات دول اخرى، وهي موجودة خارج العراق.

وكشف ياسين لـ”طريق الشعب”، عن مصادر هذه الاموال قائلا: ان “جزءا منها حكومي من خلال الاستحواذ على العقود والمناقصات الحكومية، اضافة الى التمتع بامتيازات هذه العقود والاستثمارات الحكومية وشركات الاعمال، التي لا تعلن عن اسماء حاملي الاسهم في هذه الشركات، بينما يتمتعون بإعفاءات ضريبية”.

وتابع حديثه عن مصادر هذه الاموال بالقول انه “نتيجة لضعف سيادة القانون وانفاذه والظروف الامنية التي مر بها العراق، ولدت جريمة اخرى عابرة للوطنية وهي تهريب النفط”.

وتابع حديثه أن “الجريمة الثانية هي ايضا عابرة للوطنية، وهي تهريب المخدرات واعادة تبييض هذه الاموال داخل العراق وتهريبها الى الخارج”.

وخلص ياسين الى ان “هذه الجرائم، جزء منها اموال عامة حكومية من الخزينة العامة، والتي سببت تراجعا في جودة الحياة وانتشار الفقر وتخلف قطاعات التربية والتعليم والصحة والاعمال، نتيجة استحواذ هذه الاطراف على قطاع الاعمال والسيطرة على المناقصات. نحن لا نعمم لكن هذه السمة العامة كمؤشرات”.

  

العراق في الصحافة الدولية

 ترجمة واعداد: طريق الشعب

 عن إنتاج الطاقة

 في العراق

  

نشرت صحيفة (ذي نيشونال ـ الأعمال) الأمريكية تقريراً لجون بيني حول إنتاج الغاز في العراق، أشار فيه إلى خطة بغداد لرفع الطاقة الإنتاجية لحقل السيبة للغاز في البصرة من 60 مليونا حالياً إلى 100 مليون قدم مكعب قياسي يومياً، ولزيادة عدد الآبار المحفورة في الحقل لتعزيز طاقته الإنتاجية.

 

الغاز المهم

ونقل التقرير عن وزير النفط العراقي، نية وزارته تطوير منشآت الحقل والتي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة باللجوء إلى الحفر الأفقي لزيادة كميات الغاز المستثمر من الحقل الحدودي، الذي ينتج 1200 طن من الغاز السائل، وينتج 1000 برميل من المكثفات. وأشار التقرير إلى أن ثاني أكبر منتج في أوبك، مهتم جداً بزيادة إنتاجه من الغاز، في وقت يعتمد فيه بشكل كبير على الواردات لتغذية شبكته الكهربائية. ويشمل هذا الإهتمام توقيع ثلاث اتفاقيات لتطوير حقول النفط والغاز، بالتعاون مع شركة نفط الهلال ومقرها الشارقة، والتي تستمر لمدة 20 عاماً، وذلك لإنتاج 400 مليون قدم مكعب قياسي يومياً من الغاز الطبيعي. كما ستغطي العقود إنتاج الغاز من منطقتين في شمال محافظة ديالى، في حين سيتم استكشاف وتطوير منطقة ثالثة في البصرة لإضافة المزيد من الإمدادات.

 الكهرباء هو الهدف

وأشار التقرير إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية، بزيادة الطلب على الكهرباء في العراق، إلى الضعف خلال الفترة 2019 -2030، جراء اشتداد عجز الإمدادات مع نمو عدد السكان بأكثر من مليون نسمة سنويا. وأضاف بأن الطلب على الكهرباء في البلاد يتجاوز في الصيف 35 جيجاوات، لكن محطاتها وشبكاتها المتقادمة لا يمكنها إنتاج سوى حوالي 25 جيجاوات، مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة واستخدام مولدات الديزل الخاصة باهظة الثمن والملوثة. وقالت السعودية الأسبوع الماضي إنها افتتحت منصة ربط مشروع سوق الكهرباء الخليجي مع العراق. وسيمكن ذلك من تبادل الطاقة الكهربائية بين الكتلة الخليجية والعراق، مما يساعد الأخير على تلبية طلباته المتزايدة من الطاقة.

 مشروع بتروناس

ولموقع Enegy intelegence كتب الباحثان سيمون مارتيلي ورفيق لاتا مقالاً عن مشروع بتروناس في العراق ذكرا فيه اقتراب شركة بتروناس الماليزية من الإنجاز النهائي لمشروعها لرفع الطاقة الإنتاجية لحقل الغراف النفطي إلى 230 ألف برميل يوميا بعد سنوات من التأخير. واشار المقال إلى ان حقل الغراف هو أحد الأصول المنتجة الثلاثة لشركة النفط الوطنية الماليزية في العراق، إلى جانب حصص أقل تملكها في حقلي الحلفاية وبدرة. واضاف بأن الحقل ينتح حاليًا حوالي 130 ألف برميل يوميًا، ومن المؤمل أن يصل الإنتاج إلى حوالي 200 ألف برميل يومياً في غضون أسابيع. 

 صعوبات

وأشار الباحثان إلى أن تحديد سقف إنتاج العراق من قبل منظمة أوبك بلس، يمنع حالياً الشركة من اختبار قدرتها على رفع الإنتاج، مشيدين بقدرة الشركة على العمل في ظروف صعبة وعلى ترشيد محفظتها الاستثمارية. ونقلا عن الشركة ادعاءها بأن مشاكل سلسلة التوريد جراء جائحة كورونا، وسوء التخطيط من قبل الجهات الحكومية العراقية والجفاف، كانت وراء تأخرها في تنفيذ عقود العمل التي أبرمتها مع وزارة النفط العراقية.

  

عين على الأحداث

«عدالة»

 

كشف مركز دراسات فرنسي عن وجود 36 ملياردير و16 ألف مليونير في العراق، مما يعادل ما موجود من هؤلاء في تسع دول مجتمعة هي الإمارات والكويت ولبنان والمجر ورومانيا والبرتغال وهولندا والدنمارك ونيجيريا. من جهتها كشفت وزارة التخطيط مؤخراً عن بلوغ نسبة العراقيين الذين يعيشون دون خط الفقر 25 بالمائة، حيث تعّد محافظات المثنى ونينوى والديوانية وذي قار الأكثر فقراً إذ تصل نسب الجياع فيها 49 - 52 بالمائة. هذا وتصّر الحكومة على تخفيف حدة المشكلة بتوزيع الإعانات على الفقراء، عوضاً عن زجهم في تنفيذ سياسة تنموية تنقذ البلاد من التخلف والتمايز الطبقي المريع.

 سرقات لا تنتهي

 كشفت هيئة النزاهة عن فساد بقيمة 6 مليار دولار في عقد ابرمته شركة المشاريع النفطيَّة في وزارة النفط مع ائتلاف هيونداي الكوري، حيث لم يتم ومنذ 2014 تنفيذ أذرع التحميل الثقيلة في مصفى كربلاء، وعدم إنشاء محطة الكهرباء المصاحبة للمصفى واصلاح منظومة الهيدروجين، مما أدى إلى تآكل واندثار معدَّات المشروع وتسرُّبٍ في مبادلةٍ حراريَّةٍ لمادتي النفط والكاز. هذا وتجدر الإشارة إلى إن شبهات كبيرة دارت حول المصفى وعقود إنشائه، كان من بينها تأخير الإنجاز والتلاعب بالطاقة التصميمية والإنتاجية وقيم العمل، دون أن تكلف السلطات نفسها أن تكون شفافة وتكشف الحقائق للناس.   

 

ألا تتعظون!

 

حذر “المعهد الاسترالي للسياسة الاستراتيجية” من تزايد تدهور الوضع المائي في العراق والتوترات القائمة بين دول نهري دجلة والفرات، والتي تضعف فرص التوصل لإتفاق بينها حول التقاسم العادل للمياه. وأشار المعهد إلى أن ذلك قد دفع بالعراقيين إلى لوم حكومتهم على عجزها عن حل الأزمة، التي تهدد فرصهم في مياه الشرب. وإعتبر المعهد سيطرة تركيا على 89 في المائة من ماء الفرات وأكثر من نصف ماء دجلة، مسعى للضغط السياسي على العراق وسوريا ومنعهما من تحقيق أية خطط تنموية، فيما يساهم سوء الإدارة والفساد والافتقار إلى سياسات متماسكة في هذين البلدين، فى تفاقم المشكلة.

  

حاميها … ما يحميها

 اعتبر أحد النواب المستقلين، المحاصصة الطائفية والصفقات السياسية سبباً لإنتشار الفساد في مؤسسات الدولة رغم مرور عام على تشكيل الحكومة ورغم النشاط الكبير لهيئة النزاهة. وأشار إلى وجود عناصر متنفذة في النظام القائم متورطة بملفات فساد كبيرة، وتعرقل كشفها، مما يؤدي لتبخر وعود الحكومة بتحقيق ذلك. من جهته أكد نائب مستقل أخرعلى تذبذب مسار الحكومة بين خطط طيبة لتحقيق ملفات تهّم الناس وبين فشلها في إنجاز تلك الملفات بسبب طبيعتها المحاصصاتية، حيث يعّد التراجع في ملف مكافحة البطالة والحفاظ على قيمة العملة الوطنية وتدهور الإنتاجين الزراعي والصناعي، أمثلة صارخة على ذلك.

 

حجم الخراب و التخريب

 

كشف ممثل مؤسسة التمويل الدولية عن حاجة العراق إلى قرابة 250 مليار دولار لتمويل مشاريع الاستدامة البيئية، داعياً إلى وضع تشريعات خاصة وإجراءات عملية في قطاعيّ المصارف والتأمين، ودعم الممولين وحمايتهم لتمويل المشاريع ولضمان المشاركة في تمويلها، مقترحاً الإهتمام بالمياه والزراعة وبناء الطاقة المتجددة وإعادة بناء القدرات الصناعية. هذا وفي الوقت الذي يشتد فيه قلق الناس من هذه المعطيات الخطيرة، يعربون عن سخطهم من السياسات التي أهدرت واردات البلاد في الإستيراد المنفلت وصفقات الفساد والمشاريع الوهمية، إضافة إلى الإسراف في الإنفاق التشغيلي والتخبط في السياسات الاقتصادية، ويدعون الحكومة للإنتباه لذلك قبل فوات الأوان.

  

ص4

 

تلوّث المياه والتغيّر المناخي

يهدّدان الصحة العامة في العراق

 متابعة ـ طريق الشعب

 مرّ عام واحد على قدومها إلى الحياة، لكن وجه “طيبة”  يحمل علامات مرض جلدي ينتشر في قريتها النائية في جنوب العراق حيث يؤثر ارتفاع درجات الحرارة وتلوث المياه ونقص الخدمات الطبية اللازمة، على الصحة العامة.

 ويواجه أفقر سكان العراق خطرا صحياً متزايدا، في بلد هو من بين أكثر خمس دول في العالم تأثرا ببعض تداعيات التغير المناخي، وهم مهددون بأمراض جلدية مثل الليشمانيا والإسهال المزمن والربو الناجم عن العواصف الرملية والكوليرا.

يقول والد طيبة، ناجح فرحان البالغ من العمر 39 عاماً، فيما يشير إلى طفح جلدي على وجه ابنته الصغرى “إنه مرض جلدي، حبة بغداد”.

و”حبة بغداد” هو الاسم الشعبي لمرض الليشمانيا الجلدية الذي ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات أنثى ذباب الرمل الفاصد المصابة.

ويضيف هذا الأب لسبعة أطفال من قرية الزوية في محافظة الديوانية أن “أخاها الثاني أصيب بداء الصفراء، ولا يرى بعينيه، وأيضاً بمرض جلدي”.

وما يزيد الأمر سوءاً، هو أنه “لا يوجد مركز صحي قريب من هنا وأي خدمات متوافرة لنا”، على ما يقول فرحان.

في تقرير لها منتصف أيلول، رأت منظمة الصحة العالمية أن “صعوبة الوصول إلى العناية الطبية الملائمة في المناطق النائية” تعدّ من العوامل المساهمة في تفاقم الليشمانيا في العراق.

في العام 2022، أحصت المنظمة 8 آلاف إصابة بهذا المرض، لكنها في العام 2023 لحظت ظهور “أول إصابة” به في شمال البلاد “في محافظة دهوك الخالية تقليدياً من ذباب الرمل”.

واعتبر ممثل منظمة الصحة العالمية بالوكالة في العراق وائل حتاحت في حديث لوكالة فرانس برس أن هذا التطوّر “مقلق”، إذ أن ظهور المرض في شمال البلاد “لا يمكن تفسيره إلّا بالتغير المناخي”.

 ارتفاع درجات الحرارة

وشرح حتاحت أنه “تاريخياً، فإن ذباب الرمل لم يكن موجوداً في الشمال لأن درجات الحرارة والبيئة لم تكن مواتية له”.

وبالتالي، فإن ظهور المرض في تلك المناطق من العراق يعود “خصوصاً إلى ارتفاع في درجات الحرارة وتغير نمط هطول الأمطار”، وفق المسؤول.

وتابع حتاحت أن “ذباب الرمل مثل أية حشرة أخرى، يزدهر وسط درجات حرارة ومستويات رطوبة معينة”، موضحاً أنه حينما يحصل التغير المناخي وتتلاقى تلك العوامل قد ينجم عن ذلك تصاعد في أعداد الحشرات “وقد يزيد ذلك من مستوى الإصابات”.

للتعويض عن النقص في الخدمات الصحية في المناطق النائية، أطلق الهلال الأحمر العراقي في حزيران/يونيو حملةً واسعةً في تسع محافظات في الوسط والجنوب هي “الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية”، وفق عضو الهيئة الإدارية في الهلال الأحمر حيدر كريم.

وتضمّ الحملة نحو 150 متطوعاً وأكثر من 25 طبيباً وطبيبة من وزارة الصحة، وخمسة مستشفيات متنقلة من أجل “تقديم الخدمات الصحية” و”إطلاق حملات توعية عن الأخطار والأمراض التي من المحتمل أن تصيب الأهالي كالأمراض الجلدية”.

خلال جولة الهلال الأحمر في الديوانية، تجمّع سكان قرية العياش والقرى الصغيرة الأخرى المجاورة، من نساء ورجال وأطفال، قرب سيارات الإسعاف لتلقي الاستشارات الطبية.

أمام سيارة إسعاف بابها مفتوح، وقفت نساء مرتديات الملابس التقليدية السوداء ينتظرن دورهنّ لفحص طفل. ومن سيارة أخرى، أخرج متطوعو الهلال الأحمر علب دواء لتوزيعها على السكان.

لحظت الصيدلانية رغدة إحسان المشاركة في هذه الحملة أن غالبية الأهالي “مصابون بأمراض الالتهاب المعوي بشكل كبير وملحوظ وكذلك أمراض جلدية والتهابات المجاري البولية”.

وتضيف أن “كل هذه الأمراض ناتجة عن التغير في البيئة والاحتباس الحراري وتلوث المياه هنا وبسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها والخدمات المتردية”.

وفي بلد بنيته التحتية متهالكة بعد حروب ونزاعات استمرت لعقود، ويعاني موجة جفاف للسنة لرابعة على التوالي، يعدّ تلوّث المياه مصدر قلق حقيقيا.

وقال ماك سكيلتون الباحث في علم الإنسان الطبي إن “انخفاض منسوب المياه مرادف لتركّز إضافي للمياه الآسنة والملوثات الصناعية في إمدادات المياه، بمستوى لا يمكن للبنية التحتية الخاصة بمعالجة المياه في العراق، التعامل معه بشكل كافٍ”.

 مياه ملوثة

وأضاف سكيلتون مدير معهد الأبحاث الدولية والإقليمية في الجامعة الأميركية في السليمانية في العراق أن “المياه الملوثة مرتبطة بمجموعة من الأمراض، مثل الكوليرا والأمراض المعوية وأمراض الجلد والإسهال”.

ويرى أنه “من الضروري تحسين البنى التحتية الخاصة بمعالجة المياه...وتطوير أنظمة الصحة العامة”.

في منتصف أيلول، أقرّ مسؤول في وزارة البيئة أن “أنابيب الصرف الصحي الثقيلة في بغداد تطرح مخلفاتها إلى نهر دجلة مباشرة مما حوله إلى مستنقع”.

وأضاف مدير قسم التخطيط في دائرة بيئة بغداد حيدر يوسف محمود في حديث لجريدة الصباح الرسمية أن مياه الصرف الصحي تطرح في النهر من دون معالجة.

في شمال البلاد، ينتشر مرض الكوليرا، لا سيما في السليمانية ثاني أكبر مدن إقليم كردستان. وحتى 12 أيلول 2023، سجّلت السليمانية 152 إصابة بالكوليرا وفق منظمة الصحة العالمية.

وقال صباح هورامي مدير عام الصحة في المحافظة، إن “السبب الرئيسي لتفشي المرض يعود إلى استخدام المياه غير الصالحة للشرب”.

واتخذت تدابير صارمة من أجل منع انتشار الداء، مثل تشديد القيود في المطاعم وعلى الصهاريج وفي المساجد، وفق المسؤول الذي أضاف أنه يتمّ “أيضاً فحص مصادر المياه الحكومية للتأكد من أن المياه تحتوي على الكمية المناسبة من مادة الكلور”.

وقال هورامي إن “المصابين بالإسهال والقيء حالياً يعالجون كحالات كوليرا”، مؤكداً أن مستشفيات المنطقة تستقبل يومياً عشرات المصابين بهذه الأعراض.

 تحذيرات من الداخل وتجاهل حكومي لكارثة محتملة 

أهالي الجبايش يتعالجون في مستشفى آيل للسقوط

 

بغداد – طريق الشعب

 

لا يزال العراق يواجه ضعفا كبيرا في الجانب الرقابي والمتابعة والتدابير والإجراءات الاحترازية برغم وقوع العشرات من الحوادث والتي خلفت اضرارا جسيمة بشرية ومادية، لكن الجهات المعنية لا تبدو مكترثة لذلك حتى الا، وهذا ما يحصل في احد مستشفيات ذي قار، والتي تترقب انهيارا كاملا لاحد اقسامها المهمة، في الوقت الذي لا تملك بديلا لهذا القسم.

 

وكشفت وثيقة حكومية صادرة من أحد مستشفيات محافظة ذي قار جنوبي العراق، عن تحذير من انهيار أحد أقسام المستشفى بالكامل بسبب قدمها.

وبحسب الوثيقة فإن “مسؤول قسم المختبر في مستشفى الجبايش العام أبلغ إدارة المستشفى بانهيار جزء من بناء قسمه قبل عدة أيام”، محذراً من انهيار الجزء المتبقي مع قرب حلول فصل الشتاء.

وأضافت الوثيقة، أن “مسؤول قسم المختبر في المستشفى أبلغ الإدارة بأنه أصدر أمراً بإخلاء البناية بسبب تهالكها”، مشيرا إلى أن “عدم إيجاد البديل يعني إغلاق وحدة المختبر التابعة للمستشفى، تفادياً للكوارث المستقبلية التي قد تحصل”.

وأوضحت الوثيقة، أن “إدارة المستشفى أبلغت مسؤول الوحدة المختبرية بتعذرها عن توفير البديل، لصغر مكان مستشفى الجبايش، وعدم كفاية الأبنية الموجودة”.

 انهيارات متقطعة

وتقول مريم الربيعي، طبيبة في مستشفى الجبايش، إن “قسم مذاخر الادوية في المستشفى تعرض لسقوط اجزاء منه قبل اسبوعين، وان قدوم الشتاء سيزيد من خطورة الوضع”.

وتلفت الربيعي في حديثها مع “طريق الشعب”، الى وجود “تقصير في الية العمل اذ من المفترض ان تتابع لجنة الصيانة وضع المستشفى بشكل دوري، وان تتنبأ وتضع حلولا فور رؤيتها لاي ضرر”، مؤكدة أن “المستشفى بحاجة الى اعادة تأهيل وترميم في ظل انهيار نصف قسم بالمستشفى، ومن المتوقع انهيار النصف الاخر”.

وتشير الى ان “هذا القسم سيتوقف عن العمل الى شعار اخر بسبب عدم وجود مكان بديل، ولكون المستشفى ذا حجم صغير”.

 

سوء ادارة

يقدم الناشط في مجال الصحة في محافظة ذي قار، مصطفى حسين تساؤلا حول الوقت الذي تراه الجهات الحكومية المعنية مناسبا للتحرك: “ماذا تنتظر؟ سقوط جرحى وإلحاق اضرار أكبر؟”.

يؤكد حسين في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “سوء الادارة وتفشي الفساد بكافة مفاصل الدولة، وعدم قيام العاملين بالمهام بشكلها الصحيح بسبب غياب الرقابة والمتابعة، تمثل اسبابا اساسية في انحدار مستوى الواقع الصحي بذي قار، وذات الاسباب سببت انهيار جزء من بناء مختبر في مستشفى الجبايش”.

ويلفت حسين الى ان “هناك العديد من المستشفيات والبنايات الآيلة للسقوط، والتي يحتاج بعضها الى الهدم والبناء مرة اخرى، وبعضها الاخر يحتاج الى اعادة تأهيل وترميم بأقرب وقت”، مؤكدا أن “وزارة الصحة تملك اموالا كافية للتحرك بهذا الجانب بشكل حقيقي، وليس اعلاميا فقط”.

وينوه بـ “وجود اموال تُخصص لأجل المستشفيات المتلكئة، اين نتائجها؟ “، مشيرا الى ان مستشفى الجبايش والفهود وقلعة سكر والحوراء في الشطرة، لم تنجز منذ فترة طويلة”.

ويزيد بالقول: إن “المستشفيات لا بد من ان تكون مكانا امنا وصحيا للمواطن، فليس من المعقول ان يلجأ المريض للعلاج في مكان خطر وآيل للسقوط بأي لحظة، ناهيك عن نقص في الكوادر والمستلزمات الطبية والصحية”.

 

وقفة إقتصادية

 

تداعيات الاستيراد المنفلت على قطاع الانتاج

 إبراهيم المشهداني

 

 تشكل عملية التنمية  الاقتصادية المتوازنة  أهمية كبيرة في الإصلاح الاقتصادي من خلال التخلص من الفوضى السائدة في النشاط الاقتصادي والتركيز على قطاع البترول  واعتماد سياسة الانفتاح  في السياسة الاستيرادية التي تسببت ليس فقط  في تردي العملية الإنتاجية  وإنما أيضا في عملية تحويل الإيرادات النفطية  من العملات الصعبة  إلى خارج العراق عبر سياسة استيرادية غير منظمة تسببت في تهريب العملات الصعبة عن طريق نافذة البنك المركزي والنشاط المشبوه لبعض المصارف المهيمنة على هذه النافذة تعود لأحزاب معروفة تمارس أسلوب المضاربات المالية  المدمرة.

فالسوق العراقية تتعرض إلى مخاطر قاتلة عبر استيراد احتياجاته من الدول الأجنبية تحت مسمى سياسة الإغراق وكنتيجة عملية لسياسة الاحتلال القائمة على مبدا الانفتاح المطلق ليس في حركة البضائع وانما في حركة رؤوس الأموال مما سهل لظاهرة هروب الأموال من السوق العراقية لاستثمارها في دول الجوار.  وبسبب من سياسية الاستيراد خسر العراق 180 مليار دولار  وتغطية 90 في المائة من حاجة السوق الأمر الذي أدى إلى منافسة قطع العنق للمنتج المحلي وآثاره المباشرة في تردي النشاط الصناعي والزراعي وشموله عموم قطاعات الاقتصاد الوطني بهذا لقدر او ذاك، فالقطاع الصناعي يتعرض لموت سريري بطيء ويشهد توقف آلاف المصانع والمعامل أمام أنظار الحكومات المتعاقبة التي تجاهلت عن قصد  واجباتها في إعادة الحياة لتلك المصانع  وهذا التجاهل شمل  أيضا القطاع الزراعي  الآيل للانحسار  نتيجة  ذات السياسة مما ترتب عليه خسائر كبيرة للمزارعين بسبب رخص أسعار السلع المستوردة وزيادة تكاليف الإنتاج المحلي بغياب الدعم الحكومي، لهذا فإن الانفتاح في سياسة الاستيراد أفضت ليس فقط إلى توقف الصناعة العراقية  وتدهور الزراعة وإنما إلى نسبة البطالة التي تزيد عن 16 في المائة.

ومن جهة أخرى أسهمت عملية ترسيخ الاقتصاد الريعي إلى وقوع الاقتصاد في فخ الاستيراد بسبب الوفرة المالية ،  فالصناعة التحويلية لم تشكل سوى 1،5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فيما يشكل القطاع الزراعي 5 في المائة منه وبينما تشكل التخصيصات الاستثمارية في صناعة النفط 35 في المائة من إجمالي التخصيصات الاستثمارية في الموازنات السنوية التي لا تزيد في أحسن الأحوال عن 25 في المائة من  إجمالي النفقات في  الموازنة  بينما لا تشكل التخصيصات الاستثمارية للصناعات التحويلية سوى 1،1 في المائة والزراعة 0،5 في المائة في المتوسط من إجمالي التخصيصات الاستثمارية  .

إن المشكلة  ليس في مبدأ الاستيراد الخارجي خاصة عندما يتعلق الأمر باستيراد ما هو ضروري لتغطية حاجة عملية الإنتاج من السلع والأدوات غير المتوفرة في السوق العراقية بل تكمن في الاستيرادات المتعلقة بشكل واسع في سلع الاستهلاك التي من الممكن توفيرها محليا لا سيما وان تركيب الاقتصاد العراقي يعتمد على مورد اقتصادي واحد وهو الريع انفطي ويرتبط بهذا الخلل في مفصل آخر ضعف الاهتمام  بالتعرفة الكمركية  التي تشكل مصدرا مهما في تمويل الموازنات السنوية والتي تؤثر على معادلة التمويل، فلم يجري التطبيق الكامل لقانون التعرفة الكمركية رقم 22 لسنة 2010 وتعديلاته كجزء من حالة الفشل التنموي الذي اتصفت به السياسات الاقتصادية والابتعاد الكلي عن قرارات بريمر سيئة الصيت. 

إن أي توجه لتحقيق تكامل فاعل بين سياسات الاستيراد والإنتاج لابد أن يبنى على منظومة متكاملة من الإجراءات نذكر منها:

  • العودة إلى الإجراءات التي كانت تعتمدها دائرة التحويل الخارجي السابقة في مجال ضبط قانونية إجازات الاستيراد وحساب القيم الحقيقية للسلع المستوردة والاقلاع كليا عن أية إجراءات تسمح بتهريب العملة وغسيل الأموال.
  • التطبيق الكامل لقانون التعرفة الكمركية رفم22 لسنة 2010 وتعديلاته وإجراء تعديلات إضافية بناء على الظروف التي افرزتها تجربة السنوات الماضية وزيادة التعرفة الكمركية على السلع التي يمكن انتاجها محليا وإعادة هيكلة توزيع نسب التعريفات المفروضة على المجاميع المستوردة.
  • مراجعة حجم التخصيصات المالية في الموازنات السنوية لتفعيل النشاط الاستثماري من خلال زيادة نسبة المخصص للاستثمار وتخفيض النفقات التشغيلية وتنقيتها من الإسراف والبذخ غير الضروريين.

  

ص5

 

تسبب السرطان والفشل الكلوي

«الديوكسينات» تتصاعد في ماء العراق وتربته وهوائه

متابعة – طريق الشعب

 

أورام خبيثة وعاهات مستديمة وتشوهات خلقية يتعرض لها العراقيون جراء تلوث الماء والهواء والتربة بشكل غير مسبوق، بالديوكسينات، التي صنفتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان بأنها مادة مسرطنة وتؤثر في الجهازين العصبي والتناسلي والحمض النووي.

وتنتمي هذه المادة إلى “المجموعة القذرة”، أي مجموعة المواد الكيماوية الخطرة التي تعرف بالملوثات العضوية الثابتة، والتي تثير القلق لقدرتها العالية على إحداث التسمم.

تقول العالمة العراقية المتخصصة في التلوث البيئي، إقبال لطيف جابر، ان ارتفاع الملوثات العضوية وغير العضوية في العراق، فاق الحدود المسموح بها، مضيفة في حديث صحفي أنه “في حوض الثرثار وجدنا ارتفاعاً في تركيز مادة الزئبق في الأسماك، والتي تتسبب في إصابتها بالسرطان. وعثر أيضاً على أسماك مصابة في مزارع الزعفرانية بسبب مخلفات مستشفيات العزل قرب نهر ديالى، والتي تلقى في النهر دون معالجة”.

وتلفت إلى ان “نهري دجلة والفرات يشهدان تلوثاً عالياً أيضاً بالمواد التي تتسبب في الفشل الكلوي والإعاقة الذهنية. إذ تتركز على حافتي النهرين قواقع فيها نسب عالية من الديوكسينات”.

 

مبيدات محظورة

العالمة تقول أيضا، أن “الديوكسينات من المواد المحظورة دولياً لزيادة نسبة الكلور فيها ولسميتها العالية. وقد صادق العراق على منع استخدامها عام 1997”، موضحة أن هذه المادة توفرت في المبيدات التي دخلت البلاد بعد 2003، وتكمن خطورتها في أنها غير قابلة للذوبان في الماء ويتعذر على بكتريا التربة تحليلها”.

وتشير إلى أن خطورة الديوكسينات تتمثل في استمرار بقائها ضمن الدورة البيولوجية للتربة لفترات طويلة، موضحة أن “المصادر الرئيسة لتلك المادة هي البلاستيك والمواد الكلورية والصناعية والزيوت. كما انها تتولد نتيجة إحراق النفايات بدرجة حرارة دون المعدل القياسي، ما يؤدي إلى ترسب كميات منها في التربة أو النباتات التي سيتغذى عليها الحيوان وبالتالي تدخل ضمن السلسلة الغذائية”.

وتضيف قائلة: “تتجمع هذه المادة في الأنسجة الدهنية للحيوانات، وتكثر في الأسماك نتيجة إلقاء كميات كبيرة من الزيوت الصناعية والمبيدات في المياه. وسبق أن أشار بعض الدراسات إلى وجود هذه المادة في الأسماك والألبان واللحوم بنسب عالية”.

 

أسباب الانتشار

تتحدث العالمة عن أبرز أسباب انتشار الديوكسينات في العراق، ومنها “إحراق القوات الأمريكية المواد الكيماوية والمعادن الثقيلة السامة كالزرنيخ والرصاص والكروم والنيكل والكوبالت في الهواء الطلق ضمن مناطق تمركز قواعدها، وإحراق الأنسجة البشرية والمواد الطبية، والذي ينتج عنه دخان كثيف يضر بالجهاز التنفسي، ويسبب سرطان الجهاز الهضمي والعقم والإعاقات الذهنية والخلقية”.

وتتابع: “كذلك لعبت مطامر النفايات دوراً رئيساً في زيادة نسب التلوث. بدليل ارتفاع معدل الإصابة بالصرع والربو القصبي والعقم والأمراض الجلدية كسرطان الجلد والصدفية، بخاصة في البصرة وذي قار وصلاح الدين”.

 

غياب الوعي العلمي

نقلا عن صحيفة “اندبندنت عربية”، يقول مسؤول في وزارة البيئة أن “الديوكسينات ناتجة عن الانبعاثات غير المقصودة للملوثات العضوية الثابتة، وهي مسرطنة بالتأكيد”.

ويضيف المسؤول الذي حجبت الصحيفة اسمه، أن “هناك أشخاصا يتعرضون للديوكسينات بشكل يومي، لا سيما الذين يعيشون قريبا من مصادر انبعاث الغازات السامة، أو الذين يتعرضون باستمرار إلى الغازات الناتجة عن حرق النفايات أو الصادرة عن مولدات الديزل”، مستدركا “لكن المشكلة العراقية تتزايد في ظل غياب الوعي العلمي، وافتقار البلاد إلى القدرات المختبرية الكافية”.

ويتابع قوله أن “هناك جهودا تخمينية لحساب كمية النفايات المحروقة بالاستعانة بمعدات قياس، ويفترض الآن تجهيز خطة للسيطرة على الانبعاثات بإيقاف مصادرها”، مشيرا إلى ان “معظم هذه المصادر سببها الحكومة ومؤسساتها. لذلك يفترض من الدولة تبني رؤية من خلال وزارة البيئة لتحويل هذه المصادر إلى مواقع صديقة. ومن ذلك منع الحرق العشوائي ومحاولة السيطرة على الانبعاثات الصادرة عن حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط، وحرق النفايات الطبية. فجميع هذه الأمور يجب إدارتها بشكل مدروس”.

ويشدد المسؤول على أهمية تطوير المختبرات البيئية، والبحث عن المواد والغازات التي تحتوي على تركيز عالٍ من الديوكسينات يفوق الحد المسموح به، وإتلافها، والتخلص من المبيدات المحظورة والتالفة في مخازن وزارة الزراعة، بطريقة بيئية سليمة، وتطوير القدرات البحثية في هذا المجال.

 

محارق المستشفيات

وفي السياق، تنقل صحيفة “اندبندنت عربية” عن مهندسة كيمياوية قولها ان “الديوكسينات تطلق كناتج عرضي لطائفة واسعة من العمليات الصناعية وإنتاج بعض مبيدات الأعشاب”، لافتة إلى ان “أجهزة حرق النفايات غير المراقبة (الصلبة ونفايات المستشفيات)، في غالب الأحيان أكبر مسببات ذلك، نتيجة عدم اكتمال عمليات الحرق فيها”.

وتضيف المهندسة التي لم تذكر الصحيفة اسمها الصريح، أنه “نسعى منذ سنوات عدة للسيطرة على مصادر تلك المواد من خلال تعاون دولي مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي. إذ بدأ العراق أول خطوة في المشروع قبل سنتين، وجردت مصادر وجود وإطلاق الملوثات العضوية الثابتة من الديوكسينات في البلاد”.

وتؤكد أن “خريطة تلوّث التربة في العراق واسعة جدا، ومن أبرز المواقع الملوثة مواقع  التصنيع العسكري السابقة، ومواقع استخراج النفط والانسكابات النفطية”.

 

المخلفات الصحية السائلة

وتتعرض الأنهار في البلاد إلى تلوّث كبير ناتج عن رمي المخلفات الصحية السائلة فيها.

وتنقل الصحيفة عن مهندس تابع إلى مديرية بيئة كربلاء قوله، أن “المخلفات السائلة للمستشفيات ترمى في الأنهر دون معالجة فعالة. وهذا سببه عدم استجابة وزارة الصحة لتحذيرات وزارة البيئة”، موضحا أن “هذه الحالة مخالفة صريحة للقانون العراقي، الذي يشترط عدم التجاوز على المصادر المائية”.  ويؤكد المهندس الذي حجبت الصحيفة اسمه، أن “المصادر المائية في البلاد تشهد تلوّثا كبيرا يصعب التخلص منه. وهناك تخوّف من تحوّل مصدر الحياة بمرور الزمن، إلى مصدر للأمراض الانتقالية والمستعصية”، لافتا إلى أن “مياه الشرب خرجت عن كونها للاستهلاك البشري. إذ يندر أن يشرب المواطن ماء الحنفية”.

ووفقا لمصدر في مستشفى مدينة الطب، فإن “هناك مجرى للفضلات يخرج من المستشفى ليلقي مخلفاتها في النهر مباشرة دون معالجة”، مؤكدا أنه “يمكن رؤية الأنبوب الذي ينقل الفضلات الخارجة من المستشفى من أعلى جسر (باب المعظم). وهذا مستشفى واحد فما بالك إذا كان الحال نفسه مع بقية المشافي؟!”.

  

المياه الثقيلة تنساب وسط أبو غريب!

 

متابعة – طريق الشعب

 

طالب أهالي حي الشهداء في قضاء أبو غريب غربي بغداد، بطمر مبزل مهمل يقع على امتداد «شارع 30» وسط حيّهم، تحوّل إلى مجرى للمياه الثقيلة. وفيما بيّنوا أن هذه المشكلة البيئية تسببت في انتشار الأمراض بين السكان، قالت دائرة البلدية إنّها لا تملك أموالاً لإنشاء شبكة نظامية للصرف الصحي في الحي.  ويعد «شارع 30» أهم شوارع حي الشهداء. وهو يبدأ من «شارع السكلات» وينتهي بـ «النهر الثالث».  وقال عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن «هذا المبزل بات عبارة عن مصب لكل مجاري الحي، ما أصبح مصدرا للتلوث والأمراض»، مطالبين دائرتي المجاري والبلدية بردم المبزل واستبداله بأنبوب».

وشدد الأهالي على أهمية معالجة المشكلة قبل الأمطار. إذ تطفح المياه الثقيلة في منطقتهم في كل موسم مطري، وتصل إلى منازلهم. 

شبكة «964» الاخبارية تنقل عن مصدر في بلدية أبو غريب قوله، أن «القضاء بصورة عامة بلا مجارٍ. فنحن ننتظر تخصيصات مالية ضمن الموازنات القادمة، لتوفير هذه الخدمة».

وعن المبزل، قال المصدر الذي حجبت الشبكة اسمه، أنه «تم حفره قبل سنوات لاستخدامه في تصريف مياه الأمطار».

 

 ازهاق الأرواح

على طريق النعمانية – الزبيدية!

 

الكوت – شاكر القريشي

 

يعدّ الطريق الرابط بين قضائي النعمانية والزبيدية في محافظة واسط، من الطرق الرئيسة المهمة في المحافظة. إذ تمر منه يوميا عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع، والقادمة من منفذ زرباطية الحدودي مع إيران، فضلا عن صهاريج الوقود المتجهة نحو محطة واسط الحرارية في الزبيدية، إضافة للمركبات الصغيرة.  هذا الطريق الذي جرى إنشاؤه في ثمانينيات القرن الماضي، لم تطرأ عليه أي إدامة أو توسعة، الأمر الذي تسبب في تهالكه، وتحوّله إلى «طريق موت» نظرا لكثرة حوادث السير التي تقع عليه.

 يقول الشيخ شاكر رحيم الصياح، الذي يسكن بالقرب من هذا الطريق، أن «الطريق يشهد يوميا حوادث مرورية تخلف موتى وجرحى. وذلك بسبب ضيقه وكثرة التخسفات والمطبات التي تقع عليه».   ويضيف لـ «طريق الشعب» قائلا، أن أهالي القرى الواقعة على الطريق، يأملون من رئاسة الوزراء توجيه مديرية الطرق والجسور في واسط، بتوسعة هذا الطريق وصيانته، وتأثيثه بالإشارات المرورية، لافتا إلى أن «الأهالي طالبوا العديد من المسؤولين بالتدخل لمعالجة مشكلات الطريق، إلا ان مطالباتهم لم تلق آذانا صاغية».  ويشدد الصياح على أهمية تحديد سرعة المركبات التي تمر من هذا الطريق، إضافة إلى تحديد حمولات الشاحنات، مبينا أن العديد من الشاحنات لا تتقيد بالأوزان النظامية وتأتي محملة بأوزان زائدة، ما يضر بالاسفلت.

  

على الصعيد العراقي

نينوى الأولى في البطالة

والخامسة في نسبة الفقر

 

متابعة – طريق الشعب

 

رغم أن محافظة نينوى تعد ثاني أكبر محافظة عراقية من حيث التعداد السكاني، وتمتاز بتنوع جغرافيتها ومواردها البشرية والطبيعية، إلا أن نسبة البطالة فيها باتت الأعلى بين المحافظات. يقول مدير احصاء نينوى نوفل سليمان، أن “نسبة البطالة في المحافظة ارتفعت، وباتت الاعلى في العراق. إذ بلغت 33 في المائة”، مبينا في حديث صحفي أن “الفئة الاكثر من العاطلين عن العمل في نينوى هي فئة الشباب للأعمار من 15 الى 24 عاماً”. ويعزو مدير الاحصاء ارتفاع نسب البطالة الى “الدمار الذي حصل في المحافظة إثر احتلالها من قبل إرهاب داعش، وما أعقبه من عمليات عسكرية لتحريرها. إذ دُمرت القطاعات الانتاجية، وتحديدا القطاع الخاص”.

وينوّه إلى أن “هناك منشآت حكومية متوقفة، ما تسبب في إضافة عبء جديد ساهم في ارتفاع مستوى البطالة”، مشيرا إلى ان “القطاع السكني في نينوى متعثر ولا توجد مشاريع لحل مشكلات السكن”. أما بخصوص مستوى الفقر في نينوى، فيوضح سليمان ان “المحافظة أصبحت في المرتبة الخامسة على مستوى المحافظات من حيث الفقر. فما نسبته 38 في المائة من سكان المحافظة يعيشون تحت مستوى خط الفقر”.

  

مرض يفتك بالأسماك في كركوك

 

متابعة – طريق الشعب

 

أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها وكالات أنباء، نفوق أطنان من الأسماك داخل الأحواض في منطقة داقوق بكركوك، وذلك بسبب انتشار مرض الغلاصم الفيروسي. فيما عجزت الأدوية التي وفرتها البيطرة عن إنقاذ الأسماك من المرض – حسب ما يذكره عدد من أصحاب الأحواض.  يقول شوان طاهر، الذي يملك عددا من الأحواض، أنه “منذ نحو أسبوعين، بدأت أعداد كبيرة من الأسماك تنفق في أحواضنا. فقد كانت لدي 20 ألف سمكة، مات معظمها ولم أتمكن حتى من بيع نصفها”. ويوضح في حديث صحفي، ان “المرض انتشر بشكل سريع، ورغم مراجعتي المستشفى البيطري إلا أن العلاجات لم تنفع في القضاء عليه”. فيما يقول شلال محمد، وهو أيضا صاحب أحواض، أن “سعر السمك انخفض من 7 إلى 4 آلاف دينار إثر انتشار المرض. وإذا ما انخفض السعر أكثر فخسارتنا ستكون كبيرة جدا”، مؤكدا في حديث صحفي أن “خسارتي في حوض واحد فقط وصلت إلى 23 مليون دينار”.

  

ص6

 

حصيلة متزايدة لأعداد الشهداء الفلسطينيين.. ثلثهم أطفال

جيش الاحتلال قَصَف غزة بقنابل تكافئ حجم قنبلة ذرية

متابعة ـ طريق الشعب

 

ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين، في قطاع غزة إلى 6546 قتيلا وفق ما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، امس الأربعاء، وأوضحت ان من بين الشهداء 2704 طفلا، و1584 سيدة، و364 مسنا، إضافة إلى إصابة 17439 مواطنا بجروح مختلفة.

 

وصمة عار

اكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان “معدل الوفيات والإصابات في صفوف أطفال قطاع غزة يقدر بأكثر من 400 طفل يوميا بين جريح وشهيد”.

وقالت يونيسيف: إن “أعداد الشهداء والجرحى من الأطفال في غزة تشكل وصمة عار متزايدة في الضمير الجماعي، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق.

وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن “قتل وتشويه الأطفال، واختطافهم وشن الهجمات على المستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال”.

 

استمرار قصف مطار حلب

طال قصف جوي إسرائيلي، امس الأربعاء، مطار حلب الدولي في شمال سوريا للمرة الرابعة منذ بدء الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، وفق مصادر إعلامية.

وأوردت المصادر، “جددت إسرائيل عدوانها الجوي على الأراضي السورية، حيث قصفت بعد ظهر امس الأربعاء مطار حلب الدولي، ما أدى لتضرر مهابط المطار”.

وأكد مسؤول الجاهزية بوزارة النقل السورية سليمان خليل لوكالة فرانس برس، “استُهدف مدرج مطار حلب نفسه الذي تم استهدافه في الغارة السابقة”، قبل ثلاثة أيام، مضيفا “كان المطار على وشك أن يستكمل اصلاحاته ويصبح جاهزاً لبرمجة الرحلات، لكنه خرج مرة أخرى عن الخدمة”.

 

يقوّض ذرائع الغرب الأخلاقية

وانتقدت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال لأحد كتاب أعمدتها، الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس الماضي، وربط فيه بين الحربين الدائرتين في أوكرانيا وإسرائيل.

وقال بايدن في ذلك الخطاب، إنّ النظام “الديكتاتوري” في روسيا، وحركة المقاومة الإسلامية يشكلان تهديدا مختلفا، لكن هناك قاسما مشتركا بينهما، وهو أن كليهما يريدان القضاء على ديمقراطية مجاورة قضاء مبرما”.

ويقول الكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية، إن بعض أولئك السياسيين والدبلوماسيين يرون أن الولايات المتحدة أعطت إسرائيل ضوءا أخضر لقصف قطاع غزة، ويثيرون تساؤلات حول المعايير المزدوجة الواضحة التي تتبناها الولايات المتحدة، ولا يستطيع خطاب بايدن إخفاءها.

ويضيف، أن الأزمة الإنسانية تزداد من سيئ إلى أسوأ، مضيفا أن شبح التطهير العرقي يلوح مع مطالبات إسرائيل بتهجير جماعي لبعض سكان غزة.

ويشير الكاتب إلى أن “الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي استخدمت حق النقض (الفيتو)، لإسقاط مشروع قرار صيغ بلهجة معتدلة عارضته إسرائيل، ويدعو إلى هدنة إنسانية. في حين حتى حلفاؤها -بما فيهم فرنسا- صوتوا لصالح مشروع القرار.

واقتبس الكاتب من مقال في مجلة “فورين أفيرز” كتبه مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، قائلا، “إن من الصعب التوفيق بين ترويج الولايات المتحدة للمعايير الدولية وقوانين الحرب دفاعا عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وتجاهلها المتعجرف للمعايير نفسها في غزة”.

 

تعادل قنبلة ذرية

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن “كمية المتفجرات التي ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تكافئ حجم القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية”.

وأوضح الدويري في حوار تلفزيوني تابعته “طريق الشعب”، بالقول: ان “التطوير الذي حدث على زيادة فاعلية القنابل مع ثبات كمية المتفجرات قد يرقى لان يشكل 1.5 من حجم قنبلة هيروشيما. فالقنبلة الذرية التي القيت على هوريشيما احتوت على 15 الف طن من متفجرات الـ تي إن تي (TNT)”.

واكد انه تم “ضرب قطاع غزة بـ 12 الف طن حتى الان، ولكنه ليس من الـ  tnt، وانما خليط مختلف من المتفجرات  rdxوقوته 1.34 قياسا مع الـ تي إن تي، بما معناه ان ما القي على غزة هو اكثر مما القي على هيروشيما”.

  

منظمات السلم والتضامن تحذر من المساس بالأسرى

حزب الشعب الفلسطيني:

الاحتلال الاسرائيلي مصدر الإرهاب

بغداد – طريق الشعب

 

دانت احزاب وقوى سياسية فلسطينية، مقترح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بتوسيع التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، ليشمل مكافحة حركة حماس الفلسطينية.

 

دعوة لرفض المقترح

وأعرب حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته الشديدة للدعوة السافرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي، خلال زيارته دولة الاحتلال الاسرائيلي، ومدينة رام الله الفلسطينية، والتي دعا فيها لإقامة تحالف دولي، تشارك فيه فرنسا ضد ما أسماه الإرهاب وحماس.

وذكر الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب” انه وفي الوقت الذي يجدد فيه إدانته لوسم النضال الوطني الفلسطيني بـ”الارهاب”، ولكل مساعي تصفية القضية الفلسطينية، يدعو لرفض الدعوة الفرنسية التي تعطي الاحتلال ذرائع إضافية لاستمرار عدوانه وجرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها كل دقيقة في قطاع غزة والضفة الغربية.

 

المقاومة حق طبيعي

من جانبها، عبّرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عن رفضها كل المحاولات والدعاوى التشويهية التي تستهدف الإساءة الى المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب، مؤكدة أن المقاومة حق طبيعي لشعبنا في مواجهة الاحتلال، وهو حق كفلته الشرعية الدولية، وأن هذه المواقف مسيئة لنضال شعبنا الفلسطيني المشروع من أجل نيل الحرية وتحقيق الاستقلال الوطني.

واعتبرت الجبهة في بيان تلقته “طريق الشعب” هذه المواقف مشجعة للاحتلال، وتخلق له المزيد من الذرائع لمواصلة العدوان وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

وطالب البيان فرنسا وغيرها من البلدان الأوروبية بـ”تحرير مواقفها من التبعية للإدارة الأمريكية، وأن تعي أن الاحتلال هو الإرهاب وهو مصدر الإرهاب والتوتر الدائمين”.

 

منظمات السلم والتضامن

وقالت منظمات السلم والتضامن في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، ان “سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمارس ابشع انواع التعذيب حتى الموت بحق الاسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية”.

وحذرت المنظمات في بيان تلقته “طريق الشعب” من “المساس والتعديات الهمجية على الاسرى والمعتقلين، وفي مقدمتهم أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”.

وطالب البيان المنظمات الدولية الانسانية والمجتمع الدولي للوقوف امام ما يجري في السجون الصهيونية والقيام بواجباتهم الانسانية والاخلاقية لحماية جميع الاسرى من جرائم السلطات الاسرائيلية والتنديد بأفعالهم التي تنافي القوانين الدولية لحماية الاسرى والمعتقلين.

  

امريكا متهمة برفض الحلول السياسية

غوتيرش: لا طرف في الصراع المسلح فوق القانون الدولي الانساني

متابعة – طريق الشعب

 

أكد الأمين للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهمية الإقرار بأن ما حصل في 7 تشرين الاول الحالي، لم يأت من فراغ. وقال إن “الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق”.

جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، استمع خلالها إلى إحاطة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بالقضية. وشارك في الجلسة - بالإضافة إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر- نحو 90 متحدثا.

وفشل مجلس الامن حتى الان في التوصل الى اتفاق يدين الحرب على المدن الفلسطينية، والدعوة الى ايقاف الحرب او عقد هدنة انسانية مؤقتة.

وعبّر متحدث باسم الحكومة الألمانية، امس الأربعاء، عن ثقة الحكومة بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك بعد مطالبة سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة باستقالته.

 

«حتى الحرب لها قواعد»

وقال غوتيريش، أن “الفلسطينيين رأوا أرضهم تلتهمها المستوطنات ويعمها العنف، واقتصادهم يُخنق، وشعبهم يُشرد، ومنازلهم تُهدم، وآمالهم في حل سياسي لمعاناتهم تتلاشى”.

وشدد على ضرورة مطالبة كل الأطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، واتخاذ الحيطة المستمرة في سير العمليات العسكرية لتجنب تعرض المدنيين للخطر، واحترام وحماية المستشفيات واحترام حرمة منشآت الأمم المتحدة التي تؤوي اليوم أكثر من 600 ألف فلسطيني. وقال: “حتى الحرب لها قواعد”.

وأعرب عن قلقه بشأن القصف المتواصل على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ومستوى الضحايا المدنيين وحجم الدمار. وأبدى حزنه لمقتل 35 موظفا لدى وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أثناء قصف غزة خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف، ان حماية المدنيين لا يمكن أن تعني استخدامهم دروعا بشرية. حماية المدنيين لا تعني إصدار أمر لأكثر من مليون شخص بالإجلاء نحو الجنوب حيث لا يوجد مأوى أو غذاء أو ماء أو دواء أو وقود، ثم قصف الجنوب نفسه.

وأعرب عن القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة. وأكد أن أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون.

 

قطرة في بحر

وأشار غوتيريش إلى دخول المساعدات الإنسانية أخيرا إلى غزة، ولكنه قال إن تلك الإغاثة تعد قطرة في بحر بالنسبة لحجم الاحتياجات الهائل.

وحذر من أن إمدادات الأمم المتحدة للوقود في غزة ستنفد خلال أيام، ووصف ذلك بالكارثة الأخرى. وقال: “بدون وقود لا يمكن توصيل المساعدات الإنسانية، وستنقطع الكهرباء عن المستشفيات، ولن يمكن تنقية مياه الشرب أو حتى ضخها”.

 

امتداد الصراع الى المنطقة

من جانبه، أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أن خطر تزايد تدهور الوضع في الضفة الغربية أو امتداد الصراع إلى المنطقة “لا يزال كبيرا”.

وأشار إلى تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والذي “كان بالفعل قد وصل إلى مستويات مثيرة للقلق قبل الحرب الحالية”.

وقال إن هذا التصعيد أدى إلى مقتل 95 فلسطينيا، بينهم 28 طفلا، على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أو المستوطنين، وعنصر أمن إسرائيلي واحد في اشتباك مسلح.

وقال وينسلاند للمجلس: “من الأهمية بمكان أن نقوم، كمجتمع دولي موحد، بتوظيف كل جهودنا الجماعية لوقف إراقة الدماء ومنع أي توسع إضافي للأعمال العدائية – بما في ذلك في المنطقة. إن المخاطر كبيرة للغاية، وأناشد جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة أن تتصرف بمسؤولية. أي خطأ في التقدير يمكن أن تكون له عواقب لا تقدر”.

 لن يجعل اسرائيل أمينة

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام جلسة مجلس الأمن إنه لا يوجد ما يبرر “قتل المدنيين الفلسطينيين”، مؤكدا أن “المزيد من الظلم والمزيد من القتل” لن يجعل إسرائيل أكثر أمنا.

وأكد، أن السلام فقط مع فلسطين والشعب الفلسطيني هو ما سيجعل إسرائيل أكثر أمنا.

وأضاف، أنه لا يمكن أن يكون مصير الشعب الفلسطيني دوما هو السلب والتهجير وإنكار الحقوق والموت، مضيفا “حريتنا هي شرط السلام والأمن المشتركين”.

وأوضح، أنه لا يمكن تجنب وقوع كارثة إنسانية أكبر وامتدادها إلى المنطقة، “إلا من خلال وضع نهاية فورية للحرب الإسرائيلية التي تُشن ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

وأضاف، “لا يوجد أي قدر من المساعدات الإنسانية يمكن أن يعالج الوضع إذا فُرِض المزيد من الموت والدمار والخراب على أهلنا في غزة”.

ودعا المسؤول الفلسطيني مجلس الأمن إلى “الدعوة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإطلاق النار على شعبنا في قطاع غزة”، والعمل العاجل على تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء القطاع، “ومنع التهجير القسري، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة”.

 «تدمير حماس بالكامل»

من جانبه، علّق وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على كلمة الامين العام للأمم المتحدة بالقول: “في أي عالم تعيش؟ بالتأكيد ليس في عالمنا”. وقال إن “شراسة” الهجوم الذي نفذته حماس والجهاد الإسلامي “تجاوزت حتى أفعال داعش”.

وتابع، أن “الرد المناسب على مذبحة 7 تشرين هو التدمير الكامل لحماس”. وشدد على أن إسرائيل ليس لها الحق في فعل ذلك فحسب، بل عليها مسؤولية القيام بذلك.

 صراع امريكي - روسي

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يجب أن يدين مجلس الامن بشكل لا لبس فيه هجوم حماس ضد إسرائيل.

في السياق، ذكر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن “عدد القتلى والجرحى يدل على أن نطاق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة قد فاق أسوأ تخيلاتنا”، متهما الولايات المتحدة بإحباط الحلول المحتملة للصراع طويل الأمد في المنطقة، حسب تعبيره.

وقال: إن بلاده وآخرين حذروا لسنوات من أن الوضع على حافة الانفجار، “وقد حدث الانفجار بالفعل”. وأضاف أن هذه الأزمة أظهرت مرة أخرى أن الاستقرار الإقليمي بعيد المنال إذا لم تتم تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة والقرارات الدولية المتفق عليها بشأن حل الدولتين.

وأكد موقف روسيا الداعي لإجراء عملية تفاوض، تتبعها إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل.

 

ص7

 

معاناة الارامل والمحرومات يديمها هزال رواتب الرعاية وارتفاع الاسعار

 بغداد – نورس حسن

 

في ظل غلاء المعيشة وتدهور الظروف الاقتصادية، تشتد معاناة النساء المستفيدات من رواتب الرعاية الاجتماعية، التي لا تكفي لسد متطلبات المعيشة التي ازدادت تكاليفها بارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار.

المواطنة تهاني عبد الله( 42 عاما ) وهي ارملة وام لخمسة ابناء تقول لـ”طريق الشعب” ان راتب الرعاية الاجتماعية التي تتقاضاه شهريا لا يتجاوز 275 الف دينار، الامر الذي اجبرها على القبول بترك ابنها البكر المدرسة والتوجه الى العمل.

 

هم اكثر المتضررين

وتلفت عبد الله الى ان “العوائل المستفيدة من الرعاية الاجتماعية هم الاكثر تضررا من ارتفاع اسعار السلع خاصة الغذائية”، موضحة ان “رواتب الرعاية الاجتماعية قليلة بصورة عامة وكيلو الطماطم وصل سعره في الايام الماضية الى 2000 دينار لاسباب يقول الباعة انها ترجع الى غلق أبواب الاستيراد”.

وعن تقبلها ترك ابنها الدراسة تقول: “لم يكن هناك خيار امامنا غير الذي تجرعتُه بمرارة، خاصة وانني حرصت على إكمال أبنائي الآخرين دراستهم، فلا معيل عندي بعد وفاة الوالد غير الابن البكر”.

في السياق تفيد المواطنة زهرة حسن (56 عاما) وهي معين متفرغ لحفيدها ذي الاحتياجات الخاصة لـ”طريق الشعب” ان “رواتب الرعاية الاجتماعية قليلة جدا ولا تتناسب مع الاسعار التي ترتفع كثيرا لاسباب لا نفهمها”.

  

غير قادرين على العمل

وتعد المواطنة حسين ان “ذوي الاحتياجات الخاصة والمستفيدين من الرعاية الاجتماعية هم الاكثر معاناة، لكونهم غير قادرين على العمل اولا ولكونهم يتحملون تكاليف المراجعات الطبية والعلاجات التي تتأثر هي الاخرى وبشكل كبير، بارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار”.

وعن معاناتها الشخصية تقول انها تتقاضى بالنيابة عن حفيدها مبلغ 250 الف دينار من الرعاية الاجتماعية، في الوقت الذي يفرض فيه الطبيب المتابع لحالة حفيدها علاجا طبيعيا تتجاوز كلفته في القطاع الخاص مبلغ 100 الف دينار عن كل جلسة.

وأضافت بنبرة شاكية: “لا توجد رعاية صحية تتبناها المؤسسات الصحية الحكومية لذوي الاحتياجات الخاصة. وقلة العلاجات وعدم توفر اجهزة العلاج الطبيعي هي من ابرز اشكال معاناة المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة”.

غياب الدعم الحكومي

اما المواطنة عفراء علي (40 عاما) وهي ارملة وام لطفلين فتؤكد ان “رواتب الرعاية الاجتماعية بائسة، ولا تتناسب مع تكاليف المعيشية التي تتحملها الاسر المستفيدة من الرعاية الاجتماعية، والنساء على وجه التحديد”.

وتقول عفراء لـ”طريق الشعب” ان “الحكومة تعفي نفسها من توفير أي شكل من اشكال الدعم، مقابل منح رواتب هزيلة للكثير من النساء الفاقدات للمعيل، وهن في نفس الوقت مسؤولات عن رعاية اطفالهن في اعمار الدراسة”.

وتتطرق المواطنة الى معاناتها وتقول: “اضطررت بعد وفاة زوجي الى العمل في احدى العيادات الخاصة، لتوفير متطلبات ابنائي المدرسية اضافة الى التكاليف المعيشية”. وأضافت ان “الحكومة تدعي ان التعليم مجاني على الرغم من انها تعجز حتى الان عن توفير الكتب المدرسة كاملة للتلاميذ، الامر الذي يجبر اولياء الامور على شراء الكتب من الاسواق المحلية، التي يستغل تجارها حاجة المواطنين فيرفعون الاسعار، فضلا عن وجود نقص كبير في الكوادر التدريسية، وبالتالي يضطر اولياء امور التلاميذ الى التوجه نحو الدروس الخصوصية، ويتحملون مصاريف إضافية كبيرة”.

 التقصير كبير

وتشدد المواطنة على ان “التقصير الحكومي كبير في ما يخص دعم الشرائح الفقيرة، خاصة المستفيدون من الرعاية الاجتماعية، على الرغم من شمول اعداد إضافية بها، وان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لم تتبنّ أي برنامج من برامج الدعم للعوائل المستفيدة من الرعاية الاجتماعية، خاصة في ما يتعلق بالرعاية الصحية وتوفير فرص العمل”. وتنبه الى ان “اغلب المستفيدين من الرعاية الاجتماعية هم بحاجة اولا الى عمل، لكونهم يعانون من ظروف معيشية صعبة يقابلها منح رواتب غير كافية لسد ابسط متطلبات المعيشة”.

بدورها، وصفت الناشطة النسوية نرجس سالم الاجراءات الحكومية لدعم الشرائح الفقيرة بـ “الترقيعية” قائلة انها لا تنسجم مع حجم المعاناة التي يعانيها الكثير من الاسر، خاصة المرتبطة بارتفاع الاسعار وشحة فرص العمل”.

 

الاجراءات غير مدروسة

وتقول سالم لـ”طريق الشعب”  ان “الاسر المستفيدة من الرعاية الاجتماعية هم اول المتضررين من الاجراءت غير المدروسة”، موضحة “فرواتبهم القليلة جدا لا تكفي لسد المتطلبات الغذائية التي شهدت ارتفاعا في الاسعار جراء غلق الاستيراد مع عدم توفر البديل المحلي الكافي، اضافة الى تأثير ارتفاع العملة الاجنبية مقابل المحلية التي خفض بشكل كبير من قيمة رواتب حتى الموظفين، التي تحاول الحكومة تداركها بزيادة قدرها 100 الف دينار”، متسائلة عن  حال الاسر المستفيدة من الرعاية الاجتماعية التي لا تتجاوز قيمة رواتبهم 250 الف دينار للمستفيد الواحد؟

  

السوداني يوجه بتوفير دعم حكومي

للارتقاء بالرياضة النسوية

بغداد – طريق الشعب

 

أعلن مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الشباب والرياضة اياد بنيان خلال استضافته، مؤخرا، وفد لجنة المساواة بين كلا الجنسين ( اللجنة النسوية ) التابعة للجنة الاولمبية الوطنية العراقية، ان “رئيس الوزراء محمد السوداني وعد بتوفير الدعم الحكومي للارتقاء بالرياضة النسوية”. وجاء ذلك في بيان صادرعن مستشارية رئاسة الوزراء. 

وذكر البيان ان “اللقاء جاء من اجل بحث سبل دعم الرياضة النسوية وتطويرها من خلال توفير دعم حكومي”.

وعن اهم المقررات التي خرج بها اللقاء، ضرورة اقامة مؤتمر وطني رياضي نسوي، تتم من خلاله استضافة جميع المنتمين للرياضة النسوية العراقية، بالاضافة الى توجيه الدعوة لعدد من الشخصيات الرياضية النسوية العربية، للخروج بمقررات من شأنها الارتقاء بالرياضة النسوية.

كما قدمت اللجنة ملفا خاصا يضم بين طياته تأسيس مرفق رياضي، يحتوي على منشآت رياضية متكاملة وقاعة للياقة البدنية وسكن خاص للاعبات ومركز طبي يضم كادرا طبيا نسويا متخصصا، بالاضافة الى الدعوة لاقامة مهرجانات رياضية نسوية لمختلف الالعاب والفعاليات.

  

ندوة عن سرطان الثدي

في مكتبة الطفل العراقي

بغداد- مروة فاضل

 

ضمن سلسلة النشاطات التثقيفية التي تهدف الى نشر الوعي الصحي للنساء، اقامت مكتبة الطفل العراقي، مؤخرا، ندوة تثقيفية حول سرطان الثدي وآليات الكشف المبكر.

وبحضور حشد من النساء قامت مكتبة الطفل العراقي وبالتعاون مع رابطة المرأة العراقية والخبير الصحي كاظم عبد النبي النموذجي، بعقد ندوة صحية حول مرض سرطان الثدي في مدينة الثورة (الصدر).

الندوة التي احتضنتها قاعة مكتبة الطفل العراقي حاضرت فيها د. انسام كاظم اختصاص طب الأورام، التي بيّنت اسباب ظهور المرض وطرق الوقاية منه.

 كذلك تطرقت الى آليات الفحص المنزلي والى الفئات الاكثر عرضة للاصابة.

وخلال ذلك تم فحص عدد من النساء اللواتي ظهرت لديهن الاعراض، للتأكد من سلامتهن، كما جرى توزيع البوسترات التثقيفية والارشادية لمواجهة الاصابة بالامراض الخبيثة.

  

جمعية المتقاعدين: تعديل القانون مطلبنا

المستفيدات يشكين من التعقيدات الادارية وضآلة الرواتب

بغداد- طريق الشعب

 

تشتكي النساء المستفيدات من قلة الرواتب التقاعدية التي ورثنها عن آبائهن وازواجهن، في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الاسعار، فضلا عن التعقيدات الادارية والروتينية التي تفرضها هيئة التقاعد العامة على المراجعين بصورة عامة.

وتقول اميرة حمادي (60 عاما) انها تتقاضى راتبا تقاعديا ورثته عن والدها قدره 300 الف دينار شهريا.

 وتفيد انها تسكن بمفردها بعد وفاة والديها “في بيت صغير مؤجر مقابل 150 الف دينار شهريا، اسدد مبلغها من الراتب الذي ورثته عن والدي”.

وتذكر انها قبل وفاة والدتها منذ خمسة اعوام كانت تتقاضى مبلغ 500 الف دينار “الا انه بعد وفاة والدتي الغي الراتب الخاص بها وبقي راتبي الذي اعتمد عليه اليوم بسد الشئ البسيط من متطلباتي اليومية”.

وحول الآلية التي تتبعها لتدبير امور معيشتها بهذا المبلغ القليل المتبقي بعد دفع ايجار البيت الذي تسكنه، تقول حمادي لـ”طريق الشعب” ان “اهالي المنطقة التي اسكنها وجيراني يساعدونني ويتحملون عني الكثير من التكاليف”. وتوضح ان “ صاحب مولد الكهرباء يمنحني منذ سنوات ثلاث امبيرات كهربائية دون مقابل، وانا لا امتلك خط انترنت، كما انني نادرا جدا ما اخرج من داري لزيارة اقاربي، ويقتصر خروجي من المنزل على شراء المواد الغذائية التي تكفيني بمفردي”.

وبخصوص عملها تذكر انها لم تتمكن من دخول المدرسة وتعلم القراءة والكتابة “وبعد وفاة والدي بات راتب المستفيد الذي كنت اتقاضاه مع والدتي غير كاف خاصة وانها كانت تعاني من امراض مزمنة وتحتاج الى رعاية صحية والكثير من العلاجات، الامر الذي اضطرني الى العمل كخبازة في المنطقة”. وتتابع قائلة “الا انه بعد وفاة الوالدة تركت العمل واكتفيت بالراتب القليل الذي أتقاضاه حاليا”.

 

قرار غير منصف

والجدير بالذكر هنا ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اعلن خلال مؤتمر صحفي اول امس الثلاثاء، وتابعته “طريق الشعب” ان “اعداد المستفيدين من الرواتب التقاعدية هي حوالي 1.4 مليون شخص” منبها الى انهم ممن “لم يشملوا بأية قرارات سابقة تخص مكافحة الفقر”.

وأفاد  أن “مجلس الوزراء أقر زيادة مقطوعة قدرها مئة ألف دينار عراقي على رواتب المتقاعدين، ممّن يتقاضون رواتب مليون دينار عراقي فما دون”.

اما رئيس الجمعية العراقية للمتقاعدين مهدي العيسى فوصف قرار مجلس الوزراء بـ”غير المنصف”.

وقال لـ”طريق الشعب” ان “ رواتب المستفيدين من رواتب المتوفين والذي اغلبهم من النساء قليلة جدا، وهي لا تسد شيئا من حاجاتهم الاساسية في ظل الظروف المعيشية الصعبة”.

 وذكر انهم في جمعية المتقاعدين طالبوا من خلال وقفات احتجاجية “بتعديل قانون التقاعد عبر منح كامل الراتب التقاعدي الى الورثة المستحقين، الذين عددهم ثلاثة افراد واكثر، اما اذا كان عددهم اثنين فيحسب لهما 90 بالمائة من الراتب التقاعدي، واذا كان المستفيد واحدا فيحسب له 80 بالمائة”.

واضاف انه “على الرغم من اللقاءات المتعددة وتقديم مقترحات التعديل التي يعول عليها في الارتقاء بالواقع المعاشي للمتقاعدين واسرهم، الى الجهات الحكومية المعنية، الا انه لم يصدر أي قرار حتى الان بهذا الخصوص”.

واعتبر العيسى ان “قرار مجلس الوزراء بزيادة مبلغ  100 الف دينار لا يسد شيئا من متطلبات المستفيدين والمتقاعدين الفعليين، خاصة وان رواتبهم في الاساس قليلة، وهناك حاجة الى تعديل قانون التقاعد لضمان العيش الكريم للمتقاعدين واسرهم”.

  

عين المرأة

 النساء والأطفال

ضحايا العنف في غزة

  

انتصار الميالي

  

 كان للتصعيد الأخير في غزة أثر مدمر على الأطفال والنساء وأسرهم، فهم الضحايا الاكثر تضرراً من جرائم الاحتلال الاسرائيلي، التي أزهقت الارواح واطلقت تفاعلا شعبيا اقليميا وعالمياً رافقته ردود أفعال تضامنية. وبالمقابل يضاعف الاحتلال الاسرائيلي ضرباته واستهدافه للاحياء السكنية مخلفاً الاف الشهداء، بينهم اعداد كبيرة من الاطفال والنساء، وتركت مئات الاسر منازلها الى مناطق “آمنة” بينما طائرات العدوان تلاحقهم حتى في المستشفيات التي لم تسلم من الاستهداف.

الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة بأكثر من 12 ألف طن من المتفجرات، ما يساوي قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما،والقي 33 طنًا من المتفجرات على كل كيلومتر مربع بالمتوسط في قطاع غزة منذ بداية العدوان، خلفت حوالي 7000 شهيد ، وما يقارب 20 ألف جريح اغلبها حالات خطرة.

وقد تضرر حوالي نصف شبكة المياه وهناك مئات الالاف لا يستطيعون الحصول على المياه بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالآبار والخزانات الجوفية ومحطات تحلية المياه، فضلا عن شبكات توصيل المياه ومحطات الضخ، مما يعرض الأطفال لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه. وانخفض إنتاج الكهرباء في مختلف أنحاء غزة بنسبة 70 بالمئة تقريباً، مما جعل المستشفيات تعتمد على المولدات لتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية مع الاستعانة بمولدات الطاقة الشمسية، ولم يترك الاحتلال مكانا لم يستهدفه حتى المخابز والممرات الامنة داخل غزة فهو يتعمد ضرب المدنيين.

لقد تصاعد العنف مخلفا تداعيات نفسية لدى ثلث أطفال غزة بسبب الصدمات العنيفة والصور المؤلمة ، وسببت هجمات طيران الاحتلال تدهورا كبيرا في الخدمات داخل غزة بسبب نقص الكهرباء والمياه ، ما يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال والامهات هم بأمس الحاجة للحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسية والمساعدات الغذائية والدوائية.

ان التصعيد الأخير اطلق احتجاجا شعبياً واسعاً وعالمياً لم يحدث بهذا المستوى من قبل، الكل يتضامن مع فلسطين ومع غزة والقدس والضفة لنصرة قضية فلسطين، لكن هذا  ليس كافيا لتضميد جراح الفلسطينيين ومعالجة الضرر الذي لحق بالاطفال والامهات. فنحن امام جريمة إبادة جماعية تنتهك كل القيم الانسانية التي نصت عليها مواثيق حقوق الانسان ، وقد تعالت الاصوات المطالبة بأدانة أسرائيل لقصفها وحصارها مدينة غزة، والمجازر التي ترتكبها، مما يتطلب ادانة علنية وصريحة من قبل المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي لأسرائيل وحلفائها. وفي المقابل يجب الاسراع في ايقاف هذه الابادة وانهاء الحصار وانقاذ شعب فلسطين وغزة واحترام حقهم في الحياة وتحرير اراضيهم وتوفير الحماية الكاملة لهم، فلا حديث عن السلام بدون السلام لشعب وأرض فلسطين.

 

الاحتلال يستغل عدوانه على غزّة للانتقام من الأسيرات الفلسطينيات

 

 متابعة- طريق الشعب

في الوقت الذي ينفّذ فيه الاحتلال حرب إبادة ضد قطاع غزّة، يلاحظ انه يعمد إلى استغلال ذلك لتعذيب الأسيرات داخل سجونه والتنكيل بهنَّ.

ويجري هذا وسط تعتيمٍ على أوضاع السجون، ومنع المحامين وعائلات الأسيرات من زيارتهنَّ.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى والأسيرات والمحرّرين الفلسطينية، فإنَّ قوات الاحتلال اقتحمت سجن الدامون، الأسبوع الماضي. وقد خصّصت لذلك قوّة كبيرة من السجّانات وبأيديهنَّ الهراوات وقنابل الغاز والأسلحة.

وقامت هذه القوات بالاعتداء على الأسيرات بالضرب والعزل، بجانب إغراق الغرف بقنابل الغاز دون مراعاة المريضات والقاصرات وكبيرات السن. وسعت خلال ذلك الى إفراغ محتويات الغرف، رغم اعتراض الأسيرات .

كما أخضعت قوات الاحتلال الأسيرات إلى إجراءات انتقامية مشددة خلال الأسبوعين الماضيين، وفق ما ذكرته الهيئة.

وأكدت ايضا تصاعد حملة الاعتقالات التي شنّها الاحتلال مؤخرًا في الضفة الغربية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بذرائع “التحريض” والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، ليبلغ عدد الأسيرات نحو 50 أسيرة في سجن الدامون حتى الان.

من جهته، كشف “نادي الأسير الفلسطيني” أن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات في الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين.

وشملت الحملة 85 فلسطينيّا على الأقل، وهي حملة متصاعدة بشكل غير مسبوق منذ إطلاق فصائل المقاومة عملية “طوفان الأقصى”.

وأظهر كلٌّ من الهيئة ونادي الأسير أن الاحتلال ينتهج الاعتقال وسياسة التهديد، وضرب المعتقلات وعائلاتهنَّ، وتخريب منازل الفلسطينيات. مع الإشارة إلى أن الاعتقالات تجاوزت 6500 شخص منذ مطلع العام الجاري.

  

ص8

 

الدكتورة نزيهة الدليمي في كتاب «ناشطات شيوعيات من مختلف دول العالم»

  ترجمة وإعداد: سوسن البراك

 

تحت هذا العنوان أصدرت البروفيسورة الهولندية فرانسيسكا دي هان كتابا مع مجموعة من الأكاديميات والباحثات المتخصصات في مجال التاريخ والعلوم الاجتماعية والباحثات في مجال دراسات الجندر من مختلف دول العالم.

 

تقول البروفيسورة دي هان في مقدمة الكتاب، وهي مؤرخة وكاتبة وباحثة في مجال الحركات النسائية في العالم واستاذة فخرية في جامعة أوربا المركزية في النمسا، إنها بعد البحوث التي قامت بها وجدت أن هناك نساء لعبن أدوارا قيادية متميزة في الحركة النسائية الوطنية والعالمية. نساء ناضلن من أجل الدفاع عن الاستقلال الوطني والحريات الديمقراطية، والقضاء على الفاشية وحماية السلام. من أجل الدفاع عن الحقوق السياسية والاقتصادية والمدنية والاجتماعية للنساء وتوفير بيئة آمنة لنمو الأطفال والأجيال القادمة. هؤلاء النسوة لم يُذكر عنهم إلاّ النزر اليسير. هنا وجِدت الحاجة للتعريف بسيرهن الذاتية ووضعها بسياقها التاريخي.

وهكذا تشكل فريق العمل الذي بحث وجمع معلومات من مختلف المعاهد والاكاديميات العلمية حول العالم، عن سيرة حياة 30 شخصية نسائية شيوعية، ومن بينهن الدكتورة نزيهة الدليمي عن الشرق الأوسط.

 

نزيهة الدليمي والنضال ضد االكولونيالية في العراق

في مقدمة الفصل تفيد الكاتبة، بأن نزيهة الدليمي طبيبة حاملة عضوية الحزب الشيوعي منذ عام 1948، شخصية قيادية في النضال الوطني ضد الملكية الهاشمية المدعومة من الاستعمار البريطاني، للفترة 1921 وحتى 1958. كانت رئيسة لأكبر وأنشط المنظمات النسائية في العراق، وهي رابطة الدفاع عن حقوق المرأة 1952. أصبحت أول وزيرة في العراق عام 1959 وبنفس الوقت أول وزيرة في العالم العربي.

وترى إن نشاطات وكتابات الدليمي في سياقها التاريخي الواسع وفي تحديها ونقدها للنظام وفي كشفها للعواقب الوخيمة والطويلة الأمد لسياسة الدولة الهاشمية المدعومة من بريطانيا في تهميش وتجهيل المرأة العراقية، كانت هي المحرك الفعال لتبني قوانين جديدة لصالح المرأة ومساواتها من قبل قيادة الثورة بعد 1958.

تناولت الكاتبة حياة الدليمي، الولادة والنشأة الأسرية ومن ثم المدرسة والبيئة التي تربت بها، كلها عوامل ساعدتها على بلورة أفكارها وتوجهاتها الوطنية وعلى الانطلاق في الانشطة الاجتماعية وبعد ذلك السياسية. وكما تذكر الدليمي في أحد اللقاءات معها، بأنها وفي مرحلة دراستها الثانوية، قد هتفت بسقوط الاستعمار بدافع من حبها لوطنها دون أن تعي إن ذلك فعلا سياسيا.

عاصرت الدليمي تطورات سياسية بالغة الأهمية في تشكيل العراق الحديث، من دخول العراق باستقلال شكلي إلى عصبة الأمم 1932، إلى المعاهدة البريطانية – العراقية 1930 التي أنهت الانتداب البريطاني واصبحت نافذة المفعول حال دخول العراق إلى عصبة الأمم. وبها أخضعت الدولة الناشئة إلى سيطرتها ومنحت الشركات البريطانية السيطرة على كل الموارد والمفاصل الأقتصادية في البلد، مما زاد من المعارضة الواسعة للقوى الوطنية المناهضة للاستعمار الرافضة لهذه المعاهدة الجائرة لأنها تصب في خدمة الأغراض الاستعمارية البريطانية.

وعند دخولها كلية الطب 1941، شاركت في الحلقات والندوات السياسية والفعاليات الوطنية، حيث لعب الطلبة دورا محركا مهما في النضال ضد حكومة نوري السعيد وبنفس الوقت شدّها بقوة الفعل السياسي للنساء الكادحات، حيث خرجت الخبازات أثناء الحرب العالمية الثانية بمظاهرة مطالبات بزيادة حصة الطحين والتي تحولت بعد ذلك إلى احتجاج جماهيري واسعاضد الحكومة.

أثناء دراستها الطب تعرفت بشكل أكبر على المعاناة الحقيقية للشعب من أمراض و جهل وتخلف وفقر مدقع والتي سببها الاستعمار والرجعية. كانت تهتم كثيرا بمعاناة النساء الكادحات والمهمشات، وشاركت بالكثير من الانشطة النسوية الهادفة إلى رفع وعي المرأة. هذا دفعها للمشاركة بحملات محو الأمية وترجمة المقالات التي تخدم قضايا المرأة أثناء العطل الصيفية.

وفي عام 1943 دُعيت لحضور اجتماع “جمعية مكافحة النازية والفاشية”، وكانت هي أول منظمة نسائية ذات طابع سياسي. وكما كتبت نزيهة الدليمي عن هذا الاجتماع، بأنه فتح عينها على مواضيع مهمة سياسية تهم المرأة والمجتمع. وفي عام 1947 ومع تزايد الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وجّهت ضربة قوية لتنظيمات الجناح  اليساري واعتقلت كوادره النشطة وحُظر العمل في التنظيمات النسائية وتوقف عمل في مجلة تحرير المرأة. و هذا لم يمنع النساء، ومنهم نزيهة، من المشاركة الفاعلة في وثبة كانون 1948. وتعرضت على إثرها إلى مراقبة تحركاتها من قبل الحكومة وإلى نقل عملها كطبيبة إلى مدن بعيدة عن بغداد. وفي هذه الفترة وجدت في أفكار ومبادئ الحزب الشيوعي العراقي ما يستجيب لتطلعاتها وأفكارها وأصبحت منذ عام 1948 عضوا فيه.

في عام 1950 انضمت الدليمي لمشروع منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض البجل في العراق. تركزعمل المشروع على المناطق الريفية على ضفاف نهري دجلة والفرات، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، إضافة إلى تجمعات البدو في منطقة الصحراء الغربية وكذلك مناطق الأهوار. وكتبت الدليمي عن تجربتها هذه، بأنها كانت فرصة ذهبية مُنحت لها للتعرف على أوضاع النساء من مختلف الطبقات والطوائف وظروف معيشتهن، حيث انتشار الفقر والجهل والأمية والأمراض ناهيك عن البطالة وخاصة في الارياف. 

جمعت تجربتها ومعايشتها في كتاب يحمل عنوان “المرأة العراقية” صدرعام 1952. و تُرجح الكاتبة أن يكون هذا الكتاب أول نقد شامل لوضع المرأة في المجتمع يُكتب من قبل امرأة في العراق الحديث. حيث انتقدت فيه النظام القانوني الذي وضعه البريطانيون للحكومة العراقية والذي اعتمد على تقوية نفوذ رؤساء العشائر والاقطاع ورجال الدين وبعض المتنورين المؤيدين لسياستها، كحلفاء موثوق بهم منحتهم سلطة قانونية واقتصادية واجتماعية وسياسية، مما كان له تداعيات خطيرة على وضع المرأة حيث تُركت وحدها من مختلف الفئات الاجتماعية خارج حماية الدولة في مجال الأحوال الشخصية.

وفي نهاية كتابها توصلت إلى استنتاج وضعت فيه شكلا جديدا لنضال المرأة تقول فيه “لا يمكن للمرأة أن تحصل على حريتها و كرامتها وتأمين الحاجات الاساسية لمعيشتها إلاّ بالسير سوية مع كل القوى المستَغلة والمحرومة في المجتمع، الطريق طويل وصعب.... تحرر المرأة لا يتم إلاّ بتحررها الاقتصادي من خلال العمل وحصول الفلاحات على قطعة أرض يستطعن زراعتها والعيش منها... إن الفقر والبؤس والجهل والبطالة الذي تعاني منه النساء والرجال، وخاصة في المناطق الريفية، لا يمكن القضاء عليه إلاّ بالتحرر من القوى الأجنبية التي تستغل موارده الطبيعية وتغرق أسواقه بالبضائع الأجنبية. القضاء على البطالة بحاجة إلى بناء معامل ومصانع وطنية واقامة نظام وطني يكفل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للرجال والنساء سواسية.”

في كل نشاطاتها وكتاباتها لعبت د. نزيهة دورا فعالا في وضع قضية المرأة في مركز النضال من أجل التحرر الوطني، كما في كتابات مؤسس الحزب الشيوعي العراقي (فهد). حيث ربطت بين معاناة المرأة من كل الطبقات والفئات الاجتماعية في الريف والمدينة، ومعاناة الشعب العراقي، وأن العدو المشترك هو من يمنع تحرر المرأة وتحرر الوطن.

الوطن اُنتهكت سيادته من قبل الاستعمار الذي عزز من قوته ووجوده بتحالفه مع القوى الرجعية وفرض الأعراف المتخلفة والتي ضحيتها بالدرجة الأولى هن النساء، لذا عليهن النضال من أجل هدفهن في التحرر وفي تحرير المجتمع بنفس الوقت. كي ننهض بالمجتمع، نحن بحاجة إلى تغييرات جذرية وليست إصلاحات سطحية لا تمس الأسباب الحقيقية للمعاناة.

وفي بداية الخمسينيات بذلت محاولات مع الناشطات الأخريات لإعادة نشاط جمعية المرأة، وبذلت بعد ذلك الجهود لتشكيل منظمة نسائية جديدة ذات توجه يساري. ومنعت الحكومة إجازة هذه المنظمة، مما دفع بهذه النسوة من شيوعيات وغير شيوعيات للعمل بشكل سري. وهكذا ولدت “رابطة الدفاع عن حقوق المرأة” برئاسة نزيهة الدليمي في 10 آذار 1952. أهدافها: التحرر الوطني، الديمقراطية، السلام العالمي وكذلك حقوق المرأة والطفل. وكانت الرابطيات مؤمنات بأن تحرير المرأة يأتي بعد تحرر المجتمع من الإمبريالية والقوى الرجعية، وأن القضاء على تهميش المرأة سينتهي مع النظام السياسي والاقتصدي والاجتماعي الجديد الداعم لقضاياها.

ترأست الدليمي وفد رابطة المرأة العراقية إلى مؤتمر الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1953 في كوبنهاغن، وأصبحت عضوا فيه ومن ثم عضوا في مكتبه. وكذلك كانت عضوا نشطا في حركة أنصار السلام العراقية، ومن ثم عضوا في مجلس السلم العالمي. 

نشطت الدليمي وعضوات الرابطة في تعبئة النساء للمشاركة في الحركات الاحتجاجية ضد الحكومة وضد الاستعمار البريطاني، مطالبات بالحريات الديمقراطية والغاء المعاهدة الأنكلو-عراقية لعام 1933 وطرد القوات الاجنبية من العراق وإدانة حلف بغداد الذي تأسس عام 1955، إضافة الى عملها في الدفاع عن حقوق المرأة وحل مشاكلها.

إن الدور الذي لعبته الدليمي مع الناشطات في رابطة المرأة العراقية في قيادة العمل عبر نضال عنيد ورؤى واضحة للتحرر من الاستعمار وبناء دولة تلغي القوانين الرجعية والمجحفة بحق النساء وتضمن الحقوق المتساوية للمرأة والرجل أمام القانون وتعزيز مكانة المرأة في العائلة، تحقق بعد ثورة 14 تموز، مما زاد من وعي المرأة ومشاركتها الجماهيرية الواسعة بعد ثورة 14 تموز.

 

قانون الأحوال الشخصية

وقد شاركت مع مجموعة من الأكاديميين المتخصصين ومحامين ورجال دين متنورين في وضع مسودة أول قانون أحوال شخصية تقدمي في ذلك الوقت، حتى على صعيد الدول المجاورة. ولكن واجهت تنفيذ هذا القانون عقبات كثيرة، منها أنه لم توضع تشريعات للتعامل مع الأعراف والممارسات العشائرية، ولم تصدر أحكام مشددة في معاقبة مرتكبي جرائم الشرف المنتشرة في الريف، وبقي الاصلاح الزراعي محدود النتائج، ولم تحصل المرأة في الريف على تحررها الاقتصادي.

ورغم أن قانون الأحوال الشخصية لم يكن متكاملا وتشوبه الثغرات ولم يعر الاهتمام لتغييرها، إلاّ أنه رأى النور بملامح تحمل نضالات الدليمي ورفيقاتها خلال الحكم الملكي. هذا القانون منح المرأة حقوقها السياسية كاملة منذ عام 1959، وكل الدساتير اللاحقة إحتفظت لها بهذه الحقوق، رغم ما أجريت عليه من تعديلات تتناسب والمصالح القائمة. ومنذ صعود البعث للحكم 1963 الغيت فقرة المساواة بالميراث، إلاّ أن أحكامه بقيت سارية المفعول.

حتى عام 2003 كل الرؤساء الذين حكموا العراق، وحتى صدام حسين عندما تقربوا من شيوخ العشائر والقوى الدينية، إلاّ أنهم جميعا تجنبوا إلغاء قانون الأحوال الشخصية لعام 1959.

في زمن الديكتاتور صدام حسين، غادرت نزيهة الدليمي قسرا وطنها الذي قدمت له الكثير، وتوفيت عام 2007 في المانيا.

وبقيت ناشطة في الحزب الشيوعي العراقي ورابطة المرأة العراقية ومع القوى الأخرى في الحركة الوطنية في النضال ضد النظام الديكتاتوري في المنفى. وفي زمن صدام ألغيت أعمالها وافكارها من صفحات تاريخ العراق من قبل المؤرخين في حزب البعث الذي حكم البلاد حتى عام 2003. وبعد وفاتها وعدت الجهات الرسمية 2009 ببناء تمثال تخليدا لانجازاتها كأول وزيرة، ولم ينفذ المشروع. ولكنها ستبقى في ذاكرة العراقيين.

 

الخلاصة

بعد غزو أمريكا للعراق 2003 المرفق بوعود تحرير العراق وجعله بلدا حرا ديمقراطيا يضمن حقوق المرأة العراقية، وضحت الصورة للناشطات بعد فترة قصيرة بأن التاريخ يعيد نفسه. تحت الاحتلال اُبعدت النساء عن المشاركة في العملية السياسية، وخرج قانون الأحوال الشخصية من يد الدولة، وبُعث قانون العشائر من جديد. الناشطات من أجل حقوق المرأة يتهمن بجلب أفكار غربية لا تتناسب مع التقاليد والدين، أو بأنهن يرغبن بعودة سياسات صدام العلمانية، وتجري محاولات لإلغاء شرعية عملهن.

وتنشط النساء اليوم وهن مستفيدات من خبرة الدليمي في نضالها ضد الاستعمار والحكومة الملكية وسياستها التهميشية للنساء واخضاعهن للقوانين القبلية والعشائرية.

وجدت الناشطات أنفسهن، في عراق ما بعد الغزو، يناضلن ليس فقط ضد عودة الخطاب المهين واعتبارهن مواطنات درجة ثانية، بل في الدفاع عن أبسط حقوقهن كنساء. وفي هذا المجال قدمت الدليمي الكثير من الخبر مما هو مفيد وداعم لعملهن حاليا.

  

سيادة القانون أساس للعدل والاستقرار

 

يوسف السعدي

 

سيادة القانون قاعدة أساسية تحكم المجتمعات الناهضة، وتعتبر وسيلة لضمان العدل والاستقرار.

في المجتمعات التي تتسم بسيادة النظام، يتم وضع القوانين كأعلى مرجعية، وتطبيقها بشكل عادل ومتساوٍ على الجميع، سواء كانوا حكامًا أو محكومين..

كذلك يكون جميع أفراد المجتمع متساوين أمامه، وتكون القوانين فيها واضحة ومعروفة للجميع، ويتم تطبيقها بشكل متساوٍ، بغض النظر عن الجنس أو العرق، أو الديانة أو الطبقة الاجتماعية.

سيادة القانون تضمن العدل والمساواة في المجتمع، فعندما يتم تطبيق القانون بشكل عادل ومتساوٍ، يكون للجميع نفس الفرص والحقوق، وتتم معاملتهم بنفس القواعد، وبالتالي يتم تفادي التمييز والاضطهاد والظلم، وتتحقق العدالة الاجتماعية، وتصبح القوانين حجر الزاوية لإقامة المجتمع العادل.

كذلك ستعزز الاستقرار في المجتمعات، فعندما يكون مطبقًا بشكل فعال ومنتظم، يتم تحقيق النظام والترتيب، وتقل الفوضى والاضطرابات. وبالإضافة إلى ذلك، يحمي حقوق الأفراد والمؤسسات، ويضع ضوابط وقيود على السلطة، ويمنع التجاوزات والانتهاكات.

سيادته تساهم في بناء الثقة، بين المواطنين والحكومة وبين المواطنين أنفسهم، وعندما يثق الناس في أنه سيطبق بشكل عادل ومتساوٍ، سيتشجعون على الامتثال لها والالتزام بها، وهذا يعزز الاستقرار الاجتماعي، ويسهم في تعزيز الديمقراطية، حيث يتمكن المواطنون من المشاركة في صنع القرارات، وتشكيل السياسات العامة.

سيادة القانون تعزز بيئة الأعمال، وتسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية، وعندما يتم تطبيقها بشكل موحد ومنصف، يتم توفير بيئة مستقرة ومنظمة للاستثمارات والأعمال، وبالتالي يتم جذب الاستثمارات وتشجيع الابتكار والإبداع، مما يؤدي إلى نمو الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.

القانون ركيزة أساسية للعدل والاستقرار في المجتمعات المدنية، وتطبيقه بشكل عادل ومتساوٍ، يحقق العدل والمساواة ويحمي حقوق الأفراد والمؤسسات.. كما تعزز سيادة القانون الاستقرار، وتساهم في بناء الثقة وتعزيز الديمقراطية، وبالإضافة إلى ذلك تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل..

يجب أن تكون سيادة القانون مبدأً مقدسًا، يتم الالتزام به وتعزيزه، في كل جوانب مجتمعنا لضمان التقدم والرخاء.

  

الموظف الكفؤ بين محنة النفاق وتقدير المدير

 اد. حاكم محسن محمد

 

الموظف الكفوء ، هو الموظف الذي  ينجز أعماله وواجباته في الزمن المحدد خلال ساعات الدوام المحددة،  وفقا لما هو مطلوب وبعناية ودقة متناهية، دون خرق للقوانين والتعليمات، ومثل هؤلاء الموظفين يستحقون التقدير والثناء من مدرائهم  وأقل شيء في ذلك هو كتاب شكر وتقدير، أو مكافاة مالية مجزية وحسب المتوفر ماليا، وهؤلاء الموظفون تأتي خبرتهم من طول المراس والخبرة  لاسيما أن بعضهم ربما شغل وظيفته منذ تأسيس الدائرة اذا كانت مستحدثة او عند بداية التغير في عمل الدائرة عند حصول تغيير في نشاطها او عملها، وبالتالي هؤلاء لديهم خزين من المعلومات المتعلقة بعمل الدائرة وحيثياتها وعليه يجب الاهتمام بهم، لانهم بما لديهم من معلومات هم مهمين ومهمتهم لا تقل عن اهمية الصندوق الأسود في الطائرة  ويساعدون متخذ القرار على اتخاذ قراره بشكل سليم ومستند إلى معلومات تتسم بالدقة . لكن من المؤسف أن البعض يمارس النفاق فيختلقون كلاما غير دقيق بحق  الموظف الكفوء  وينقلوه إلى المسئول الأعلى والذي بدوره يتخذ اجراء بحق الموظف الكفوء  دون التحقق من صحته وعلى وفق ذلك ألحق ظلم بحق ناس يستحقون المكافاة، وبدلا من ان يكافئوا ، تتخذ بحقهم اجراءات اخرى ربما النقل  او العقوبة او الاعفاء من الوظيفة، في حين أن الامر لا يحتاج إلى جهود كبيرة،  فعندما تصل المعلومات إلى المسؤول عنه عليه التحقق منها قبل اتخاذ القرار، ان صحت له ان يتخذ ما يراه وفقا للقانون وان كانت غير صحيحة يعاقب صاحبها، ليكون عبرة للآخر وبأتباع هذا النهج ستنتهي مثل هذه الأساليب المرضية، وكثيرا ما قام مسؤولون بمواجهة الطرفين، بعدها ينتهى اسلوب النفاق هذا الاسلوب المسيء إلى من يقوم به، وإلى زميله المقصود بالإساءة كما أنه اسلوب معاب اجتماعيا، لا أسلوب النفاق ولا من ينافق .  فالتروي بالحكم على شخص ما بمجرد التقول من آخر دون التأكد، أمر غير صحيح ويسبب خسارة للجهة المعنية لكفاءة معلوماتية يحتاجها متخذ القرار.                                                           

 

 ص9

 

فضية ونحاسية للعراق في دورة الألعاب القتالية

الرياض ـ طريق الشعب

 

حقق المصارع العراقي أحمد شعلان عبد الكاظم الوسام الفضي بوزن 130 كغم للمصارعة الرومانية ضمن فعاليات دورة الألعاب القتالية العالمية المقامة حالياً في العاصمة السعودية الرياض.

وجاء تحقيق هذه الميدالية بعد خسارته النزال النهائي أمام منافسه المصري عبد اللطيف منيع.

كما أحرز زميله المصارع أحمد نظير الوسام النحاسي في منافسات وزن 77 كغم.

وكان منتخب العراق للمصارعة حقق ستة أوسمة ذهبية وتسعة فضية وثلاثة أوسمة نحاسية في دورة الألعاب العربية الأخيرة التي جرت في الجزائر.

  

تفوق عراقي في الألعاب الآسيوية البارالمبية

متابعة ـ طريق الشعب

 

توجت اللاعبة العراقية نجلة عماد، بالميدالية الذهبية لفعالية تنس الطاولة، ضمن منافسات دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية المقامة حاليا في مدينة هانغتشو الصينية.

وتمكنت نجلة من حصد الميدالية الذهبية الثالثة للعراق في بارالمبياد هانتشغو، لتضيف إنجازا جديدا لرصيدها الذهبي بالمشاركات الآسيوية.

وتعد هذه الذهبية الثالثة للعراق في بارالمبياد الصين، بعد ذهبية جراح نصار في رمي الثقل وعلي مبارك الركابي في سباق 400 متر.

وشهدت منافسات أيضا، حصول العداء إدريس سامي على فضية سباق 200 متر، بينما نالت العداءة فاطمة فاضل برونزية سباق 200 متر.

فيما تمكنت اللاعبة فاطمة فاضل من الحصول على الميدالية البرونزية في سباق 200 متر.

وأحرز رسول كاظم الميدالية البرونزية في فعالية رفع الاثقال.

وبهذه الميدالية يرتفع رصيد العراق لغاية الآن إلى ثماني ميداليات ملونة في مختلف الفعاليات.

 

الريال يصطدم بأتلتيكو في السوبر الإسباني ومواجهة سهلة لبرشلونة

مدريد ـ وكالات

 

أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أمس الأربعاء، تفاصيل بطولة كأس السوبر والتي ستقام في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. وستنطلق البطولة في 10 كانون الثاني المقبل، وحتى يوم 14 من نفس الشهر. ويشارك في البطولة، برشلونة (بطل الليغا)، ريال مدريد (بطل كأس الملك)، أتلتيكو مدريد (المركز الثالث بالليغا)، وأوساسونا (وصيف كأس الملك). وسيواجه ريال مدريد، جاره اللدود أتلتيكو مدريد، يوم 10 كانون الثاني في نصف النهائي. على أن يواجه الفائز من تلك المواجهة، الفائز من مباراة برشلونة ضد أوساسونا والمقرر إقامته يوم 11 يناير.

وستقام كلا المواجهتين في تمام الساعة 10 مساءً بتوقيت بغداد. يُذكر أن آخر نسخة للبطولة، والتي أقيمت في شهر كانون الثاني الماضي، توج برشلونة، بالفوز في المباراة النهائية ضد ريال مدريد بنتيجة (3-1).

  

الاتفاق على إيقاف تونالي 10 أشهر بتهمة المراهنات

لندن ـ وكالات

 

يستعد ساندرو تونالي لاعب وسط نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، للابتعاد عن كرة القدم لمدة 10 أشهر بسبب تورطه في مراهنات غير قانونية على مباريات كرة القدم.

الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أخضع اللاعب لسلسلة من التحقيقات خلال الفترة الماضية، بعد ثبوت إدمانه للمراهنات مع الثنائي نيكولو فاجيولي ونيكولو زانيولي. صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أكدت أن محامي تونالي أجرى مفاوضات مع المدعي العام الإيطالي والاتحاد المحلي لكرة القدم، وتم التوصل لاتفاق على إيقافه لمدة 10 أشهر. وسيخضع اللاعب كذلك إلى جلسات لمعالجة إدمان القمار بشكل إجباري لمدة 8 أشهر تحت إشراف ناديه والاتحاد المعني بهذه القضية.

وأوضحت “ديلي ميل” أن إيقاف تونالي لن يؤثر على مشاركته الليلة في مواجهة نيوكاسل أمام بوروسيا دورتموند في الجولة الثالثة لدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، لأن العقوبة لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي حتى الآن، حيث يتبقى بعض الإجراءات الطفيفة لجعلها رسمية.

ويغيب بذلك تونالي عن ما تبقى من الموسم الحالي لنيوكاسل، كما تنتهي حظوظه في الظهور مع منتخب إيطاليا في بطولة 2024.

  

المدرب كاساس

وقدرته على صنع الإنجاز

  

منعم جابر

 بعد مضي أكثر من عام على تولي المدرب الإسباني كاساس لمهمته التدريبية لقيادة الكرة العراقية ومنحه فرصة جديدة وإعداد متميز وفتح الأبواب على التعاون معه من حيث توفير العدد المناسب والكفاءات المتميزة من لاعبي العراق في المهجر والمحترفين في كل مكان وتقديم كل الكفاءات والقدرات والنوعيات المتطورة ومنحه فرصة مراقبة لاعبيه في بلدان المهجر والاحتراف إضافة إلى إعطائه فترة استعداد وإعداد كافية وسلسلة من المباريات الودية والمتنوعة وبمستويات عالية وأخرى من المستويات المتوسطة وبعدها بعض المباريات التي وازت أو اقل من المستوى العام لكرتنا العراقية. مع عدم التدخل بشؤونه لا من قبل المؤسسة الاتحادية ولا من الإعلام ولا مختصي كرة القدم، وقد سار في عمله واختصاصه حسب البرنامج المحدد والمعد من قبله. حيث أكد على برنامجه القاضي بمشاهدة ومعرفة والاطلاع على كافة المستويات من لاعبي الكرة العراقيين في الخارج والداخل والعمل على تحديد أكبر عدد من اللاعبين الاكفاء والقادرين على تمثيل الكرة العراقية خير تمثيل وهذا مبدأ متطور في عالم التدريب اليوم. ورغم بعض الأصوات والاعتراضات حول (ضعف) الاستقرار) وعدم (تواجد التشكيلة الأساسية) إلا أنه قال وأكد على أن الواقع الحالي لكرة القدم العالمية وبفعل عالم الاحتراف وعدم القدرة على التفرغ بشكل مطلق أصبح الاعتماد على أكثر عدد من اللاعبين المؤهلين والقادرين على تمثيل المنتخب العراقي الوطني لغرض توفر المرونة في ساعات وأيام دعوة اللاعبين، لهذا وجدنا في أجندة المدرب عددا لا يقل عن خمسين لاعباً قادرين على تمثيل المنتخب  العراقي، واليوم وبعد هذه السلسلة من المباريات الودية والدورات والبطولات الاقليمية نجد أن ما قدمه المدرب هو الأفضل والأحسن خلال السنوات الأخيرة وأصبح جاهزاً لتقديم نفسه إلى الجماهير العراقية. وبهذا وضع نفسه كمدرب أمام امتحان استعدادا لبطولتين الأولى هي بطولة الأمم الآسيوية وصراعه مع القمم الآسيوية اليابان وكوريا الجنوبية وإيران والمملكة العربية السعودية وأستراليا وبعض الفرق الأسيوية التي ظهرت على الساحة العالمية في السنوات الأخيرة. اما المنافسة المهمة الثانية هي الترشيح إلى نهائيات كأس العالم 2026، والتي ستكون هي الأخرى مع (النمور الآسيوية)، وبهذا نجد أنه أمام امتحان صعب وشاق لهاتين الفرصتين والتي ستضعه أمام الاختبار الأصعب والاشق، إننا نرى أن خطواته العملية وجهوده التدريبية العالية قد تنجح وتحقق أماني جماهير كرة القدم وعموم الجماهير العراقية بهاتين البطولتين من حيث المستوى والنتائج وهذا ما نطلبه منه في هذه الأيام لأن تطور المستوى والنتائج تشكل نقلة نوعية لكرة القدم العراقية وهذا هدفنا الأسمى خاصة وأن فرق القارة الاسيوية تعيش هذه الأيام أفضل أيامها وعزها بكرة القدم وهناك تطورات ملحوظة بمستوى الكرة في القارة الصفراء وهذا ما يتطلب منا أن ننهض ونجتهد بمستوانا الكروي لمسابقة مستوى دول القارة والتفوق عليها خاصة وأن عالم الاحتراف قد دخل إلى أندية الكرة الآسيوية. وبدأت الفرق تعطي اهتماماً استثنائياً للعب ومنشآتها وملاعبها وزجت بمدربيها في دورات تدريبية واستنجدت بمدربي عالميين ولاعبين كبار للمشاركة في منافسات أنديتهم، الأمر الذي أظهر واقعاً جديداً وشكلاً متقدماً في كرة القدم لأغلب بلدان آسيا.

وهنا أطالب حملة الأقلام ورجال الإعلام الرياضي أن يتعاونوا مع الطاقم الإسباني وأن ندعمه، واعطاءه الفرصة الكاملة، لأن نجاحه هو نجاح للكرة العراقية.

  

مدينة البيتلز وإقليم الباسك: «أنا لا أنساك فلسطينُ»

حسين فحص

 

حاولت اتحادات كرة القدم الأوروبية التعتيم على المجازر الصهيونية في فلسطين، من خلال قمع أي دعم جماهيري للشعب الفلسطيني على المدرجات. ومع ذلك، رفض الجمهور السياسات الموضوعة، وناصر أصحاب الأرض بوجه الجلّاد.

اختار اتحاد الدوري الإنكليزي الممتاز أن يكون محايداً مع بداية عملية «طوفان الأقصى» وما تبعها من مجازر «إسرائيلية» بحق الفلسطينيين. «رمادية» انعكست من خلال التغاضي عن نشر أي بيان في أيام العدوان الأولى، لتتجلّى بدعوة الفرق للاكتفاء بـ«الوقوف دقيقة صمت على أرواح المدنيين من الطرفين»، مع منع الجماهير من رفع أي علم أو لافتة. صمَتَ اللاعبون قبل المباريات، لكن جماهير ليفربول أعلنت موقفها الصارخ برفعها أعلام فلسطين في مدرجات ملعب آنفيلد بشمال غرب إنكلترا خلال مواجهة إيفرتون قبل يومين، كما حملت لافتة مكتوب عليها «من أجل الله أنقذوا غزة»، في موقف واضح رافض لقرار السلطات المحلية التي ارتأت دفن رأسها في التراب.

غلبت جماهير «الريدز» بهذا الموقف المشرّف التطبّع والتطبيع، وتمسّكت بمبادئ مدينتها ذات الأفكار اليسارية. فمنذ عقودٍ مضت، كانت مدينة ليفربول معقلاً لحزب العمال بتوجهاته اليسارية الداعية إلى شعار «خرق القانون أفضل من كسر الفقراء». يبدو أن هذا الشعار انسحب إلى المستطيل الأخضر.

وعلى خطى الجماهير الحمراء في شمال إنكلترا، سارت أندية أوروبية عدة، فأدانت المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وفي الدوري الإسباني الممتاز، رفع المئات من مشجعي أوساسونا أعلاماً فلسطينية في مباراة الفريق الأخيرة أمام ضيفه غرناطة. من جهتها، حملت جماهير ريال سوسيداد أعلام فلسطين أيضاً خلال مباراة الفريق، يوم السبت الفائت ضد ريال مايوركا، وسط تأكيد تقارير صحافية إسبانية أن الفريقين «قد يواجهان مشاكل» بسبب تصرف جماهيرهما. ولكن من يعرف جماهير وأندية إقليم الباسك جيداً، يدرك أن ما حصل هو أمر طبيعي جداً، وخاصة أن أفكار الباسكيين تتشابه كثيراً مع الفلسطينيين التوّاقين إلى الحرية والاستقلال.

وفي ألمانيا، رفعت جماهير ماينز لافتة تطالب بالسلام لشعب غزة خلال مباراة فريقها أمام بايرن ميونيخ، في تحدٍّ واضح للدولة التي أعلنت عن عقوبات مشددة تجاه المتضامنين مع فلسطين قد تصل إلى حد السجن. وكان واضحاً القمع الذي مارسته الأندية الألمانية، ومن خلفها السلطات، بحقّ كل من يتضامن مع فلسطين، حيث أجبر أكثر من لاعب على الاعتذار، بعد وضعهم تدوينات على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي تدين العدوان على غزة، بينهم نصير مزراوي لاعب البايرن.

وفي تركيا، تضامنت الأندية مع القضية الفلسطينية من خلال رفع لافتات تدين العدوان الصهيوني على المدنيين في قطاع غزة. كذلك فعل اللاعبون العرب في فرنسا، عبر الأردني موسى التعمري لاعب مونبولييه، كما الجزائري، لاعب نادي نيس الفرنسي أيضاً يوسف عطال الذي تعرض لعقوبات ليست بالسهلة نتيجة دعمه لفلسطين بوجه العدوان.

وبخلاف كل هذا، حاولت جماهير نادي توتنهام الإنكليزي ـ الذي يرتبط بالجالية اليهودية في شمال لندن ـ الضغط على الاتحاد المحلي لكرة القدم لدعم «إسرائيل»، وسط تهديدات جماهيرية بمقاطعة مباريات الفريق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخبار” اللبنانية – 24 تشرين الأول 2023

  

ص10

 

عن هبة زقوت التي انتصرت على الحرب

 

نوار جبور

 

ما زال بإمكاننا، نحن البعيدين عن هبة زقوت، أن نشاهد لوحاتها، بأن نكتب اسمها عبر محرك البحث في “فيسبوك”، فنشاهد لوحاتها عبر الصفحة التي أنشأتها كصانعة محتوى، نستطيع أن نصدق أنها لم تمت، وأن الكثير مما أنجزته خلال حياتها القصيرة باقٍ معنا. في 14 تشرين الأول، بغارة إسرائيلية لا يمكن إحصاء رقمها أو معرفة وقتها بالتحديد، قُتلت الفنانة التشكيلية الفلسطينية في العدوان الأخير والمتواصل على غزة وتوفي معها طفلها. فشكّل رحيلها خسارة لحركة الفن الفلسطيني، خاصة في ما يخص صناعة هوية فنية مختلفة تراكمت خلال سنوات.

تجربة هبة زقوت لا تتوقف عند ممارسة الفن على المستوى الفردي، بل تخطت ذلك إلى تعليمه أيضا في مدارس غزة، والمشاركة النشطة في الأنشطة الثقافية والفنية في القطاع وفلسطين.

محاكاة الجمال

اللافت في تجربة زقوت أنها لم تكن رهينة محاكاة أي واقع صعب، بقدر ما كانت خلاقة في مقاربتها، فابتكرت مزيجا من واقعية متأملة وصبورة، وقوة نفسية خاصة تظهر عبر لوحاتها.منذ بداية ظهور لوحاتها، اندرجت أعمالها ضمن نزعة جمالية خاصة، آتية من عمق خاص وغني، تتجسد معالمه في مقاومة الواقع ورفضه عبر فعل إنكاري دوما لطبيعة الحياة التي تعيشها غزة، وهي تبدو ضحية حرب أو دمار أو صور مؤلمة.

شهدت زقوت جميع حروب غزة، لكنها لم تتعامل مع الحرب بوصفها قدرا عليها محاكاته ورسم آلامه، بقدر ما حاولت الإبقاء على أمل عميق وروح إنكارية عظمى لآثار الحرب، مندفعة بالأمل والفن للتطهّر منها. الآلية التكرارية التي لجأت إليها هي طرح غزة وفلسطين بشكل مختلف، برسالة مستقبلية وحالمة. فالقالب العمراني التراثي، والملون بألوان تضفي الفرح والقوة، بتشكيل لوني أقرب إلى مخيلة طفلة، والبعد الروحي الداخلي لها ينعكس في العدة الأساسية لتشكيل اللوحة: المئذنة والصليب والأقصى.

تتكرر المفردات الرمزية في لوحات زقوت بوصفها هوية فنية. الطابع التكراري للوحات هو نسيان وإزاحة لكل مخلفات الحرب وواقعيتها، ونقل تجربة العين البشرية إلى مثال آخر، لا تكون فيها أشكال الاحتضار أو الموت حاضرة. عبر التكرار إذان تنكر هبة زقوت الحرب وترفضها وتخضعها للنسيان، فحين يكون الفن حاضرا عليه أن يقترب من تشكّلات اللون لدى الطفل، بساطة الطفل الفلسطيني ذاته وأدواته ليحافظ على الحدّ الأدنى من الحياة. قد تكون هبة الوحيدة التي ترسم وهي تتخيل طفلا يشاهد لوحاتها أو من يتأمل تماما طفولته، وهو يشاهد المدن آمنة جميلة مفعمة بالحيوية والروح. فتغدو اللوحة سردا، البيت ثم البيت المجاور، ثم البيوت التي يتراصف بعضها فوق بعض. وتنزع زقوت عن البيوت لغة الحداثة، فتصطف البيوت والأحياء بأشكالها العمرانية القديمة، دون أي مسافة تفصل السرد المقطعي لكل جزء، اللوحة سرد عن فلسطين المسالمة، أحياء الفن القوطي والزخرفة العربية، الأحياء التي افترق عنها أهلها، وهي ما زالت عالقة في تجليات اللاوعي الفلسطيني.

رحلة لونيّة

هذا التكرار يعيد تشكيل منظور العين في كل مرة، فتأخذ البيوت والأحياء في رحلة لونية ومعيار تشكيلي دقيق على مستوى الخطوط ومستوى الكتلة، وتميل لإضاءة اللوحة دوما من النهار وبحد أقصى إلى الغروب. لن تجد لهبة زقوت لوحة واحدة في العتمة، دلالة العتمة التي تبتعد عنها لارتباطها بالخوف والموت. قضت هبة بلا شك أوقاتا عصيبة، وهي تبدل رغبة المحتل في إخافتها وإخافة سكان غزة، إلى فعل جمالي حيوي نهاري مفعم بالشروق، ملون وعميق البهجة. وإن رسمت الغروب فيكون لحظة مفارقة لليل، وشوقا للنهار لا أكثر.

 أعادت هبة عبر لوحاتها أشكال المدن الفلسطينية؛ يافا، غزة، القدس، والتي دوما ترتفع فيها كتلة الأقصى الشريف، وهو يأخذ لونا من السماء، ويحيطه فرح الأبنية في جعله رأس الهرم، والنور الذي يتكاثف عليه بملمحٍ أيقوني. أما غزة فأعادت لها البحر دوما، المراكب والشاطئ الملتصق بالمدينة بتشكيل يقترب من رؤئ التراث أكثر من كونه شكلا حداثيا.

 جميع لوحات زقوت هي جزء من الحلم والأمل، أشكال المدن هي الصور التي تعلق في رأسها وذهنها، وتحاول رصد الحلم صامتا، بانطباع الذاكرة والمدينة دون أثر للبشر، كطفل يعكس ذاكرته وآماله وأحلامه ورؤاه دون تدخل من أحد. كل لوحات المدن هي مشهد انطباعي لذاكرتها وذاكرة من علمتهم، أليس أول ما يرسمه الطفل الشمس والبيت والشجرة؟ حرصت هبة على مقاربة لوحتها بمعيار طفولي، كأن تصور فوق مدينة القدس أشكال المفرقعات النارية وألوانها، ما كان هما عندها: الطفل؛ كيف نجذب الطفل للفن، وكيف نغير ذاكرته أيضا، وكيف نجعله ينسى المأساة من خلال الفن؟

هكذا، قدّمت زقوت نموذجا للمدن الفلسطينية بأبهى جمالها، وهي تحمل ذاكرة فلسطين كأنها لغة حاضر حالمة، كيد ممدودة ودعوة لزيارة بلدها، كل لوحة تحمل مدينة وحيا، ومبنى، ومراكب، ويدا ممدودة تدعونا إلى مخيلتها وإلى مدنها. مكان زقوت ليس مكانا للحرب بل للجمال، كان اختفاء البشر من لوحاتها، رسالة لهم لكي يأتوا إليها.

المرأة الفلسطينية

وجه آخر في تشكيل هبة زقوت يحمل رسالتها أيضا، المرأة التي ترسمها بوجهٍ مبتسم ومستسلم وآمن، وجه الأم المُسالم والمعطاء والكريم، بين الوجه الطفولي ومقياس الجمال التقليدي يحضر وجه المرأة في لوحات هبة. والجسد أقوى من الوجه، وبلا قياسات واضحة ومثالية تصنعه بانطباعية حرة، بحواف شبه صلبة وقاسية كدلالة لجسد المرأة القوية والقادرة. أما رسالة المرأة فهي دوما خلفها أو في يديها، كأن تمسك بيد فتى يرفع نبتة، أو امرأة تحمل حمامة سلام، ولا تتردد بأن تضع قلبا واضحا في اللوحة. بساطة اللوحة والتعبير تتراكم عبر اللوحات، المرأة عند زقوت تملك هوية بصرية وهوية فردية. تكرر هذه الرسالة وتتنوع عند هبة، فالجسد يجسد صلابة المرأة الفلسطينية، أما الوجه فروح الصبر والسلوان. الدراما التي تتكاثف في التكرار تصبح سردا، من امرأة الحصاد الفرحة، المحاطة بالبيوت، إلى المرأة المحتضنة للطفل، للفتى، وللأرض. تنتقل المرأة في لوحات هبة زقوت إلى عالم إدراكي وإبداعي تقول فيه إن دور المرأة الفلسطينية يشكل فلسطين ذاتها. حتى أنها تقسم اللوحة وتزخرفها بوصفها تعددا للأمكنة والأزمنة، من زراعة الأرض، إلى الشتاء والماء، إلى احتفالات الحصاد، إلى البيوت المختلفة الإنشاء والزينة.

من غزة إلى رام الله، من لون الرمال في غزة، حتى زرقة البحر، حضور المرأة هو الأهم، وهو رسالتها نحو حرب تقتل جوهر الحياة نفسها. والمرأة هي الوحيدة في لوحاتها التي تنتقل بين الأمكنة وإزاء وجودها يتغير المشهد والتفاصيل كلها. فالمرأة تحمل سمات أوضح، ورمزية ماثلة في لباسها وملامحها.

خلال تجربتها الفنية كلها، لم تقترب هبة زقوت من محاكاة الموت أو الحرب، بل استخدمت ذاكرة الطفل وإدراكه، والذي تتعامل معه في المدرسة كل يوم لتشاهد في عينيه ما يتخيله أو يريده، وحينما كانت رسالة المرأة خالدة في فلسطين نقلت الوجه والجسد إلى كل مكان. هذا الموت الذي لم تنقله ولو لمرة واحدة عبر لوحاتها وصل إليها خفية وغدرا. كانت وجها شديد الخصوصية داخل غزة يشكل هويته كحلم وتكرار، يزيح الحرب، ويصنع هوية فلسطين. وقد خسرت الهوية البصرية للذاكرة الفلسطينية إبداعا ومعنى هائلين لقوة الفنان وقدرته. الموت في الحرب هو القيمة المضافة للإبداع، كل الأمكنة التي حلمت بها زقوت ورسمتها تتحدى القذيفة التي هدمت البيت فوقها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة “المجلة” – 21 تشرين الأول 2023

 

إلى الرئيس بايدن

 

صلاح بوسريف

 

أنا لست رئيس دولة، ولا وزيراً، أو مسؤولا في هيئة من هيئات الدول أو الأمم، بل أنا واحد من أبناء الشعب العربي بكل أطيافه وألوانه، وما فيه من تعدُد في الثقافات والطبقات والألسن، وحتى المعتقدات، لا علاقة لي بجهة من هذه الجهات، وغيرها، ممن يمكن أن تكتب إليك، أو تخاطبك، باعتبارك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وباعتبارك واحداً من الشيوخ الذين يحكمون، بكل ما تترتّب عنه دواعي الشيخوخة من خَرَف في القول، وفي المسؤولية والقرار.

اسمح لي أن أعتبر ما فعلته تجاه المحتل الصهيوني، ما إن خرّ ساقطاً على أنفه أمام عدد من شبان المقاومة الذين اقتحموا مستوطنات غزة، بما عندهم من إرادة وإيمان بالحرية، بل وبقضيتهم العادلة، وهي الاستقلال، وأن يكون لهم وطن مثل جميع الأمم والشعوب، هو فعل شنيع، لم يفاجئ أحداً، أو كان استثناء، إلا فيما فعلتموه في كل الحروب العربية مع إسرائيل، بما قدمتموه من دعم عسكري واستخباراتي، وبما قدمتوه من أموال وأسلحة وعتاد، وما زودتم به الصهاينة من ردارات ووسائل تجسس واستطلاع، وتقنيات حربية متطورة، لأنكم، تعرفون أن إسرائيل، مثل طبل أجوف، وأنها لا تحتمل المشي على رجليها، لذلك، فهي ما إن تكاد تسقط، حتى تحملونها بعكاكيزكم، التي هي ما يقف عليه هذا الكيان الطارئ، ولذلك فأنتم، بأفعالكم هذه، وبدعمكم هذا، أردتموه فزّاعة، بل هو فزّاعة من قش وخشب وقبّعة مخرومة تعبث بها الريح، بها تحمون ما تعتبرون مصالحكم في الشرق الأوسط، وبها تعملون على خلق القلاقل والاضطرابات والحروب في هذا الشرق، ولكم في من يتبعكم من الحكّام، من يؤازرونكم، في السرّ، ومنهم من أسفر عن وجهه، وقال بالبنط العريض، أنا معكم، وكان معكم قولا وفعلاً، رغم ما يحاول هؤلاء أن يظهروا به أمام شعوبهم من أقنعة، أصباغها، مع الأسف، غير متقنة لإخفاء ملامح الكذب والنفاق والتدليس. السيد الرئيس، وأنت، في كثير من خرجاتك، بدوت غير قادر على الحركة بما يسمح لك بالتفكير في شأن قرارات كبيرة قد تقلب مصير البشرية على الأرض، يبدو أنك تعمل بمن يحيطون بك من الصهاينة الذين إلى جوارك، وقد كان وزير خارجيتك، واضحاً مع نفسه، وأمام العالم، وهو يزور الأرض المحتلة، حين قال، أنا هنا، لا بصفتي وزير خارجية، بل بصفتي يهودياً. لم يملك الجرأة ليقول بصفتي صهيونياً، لأن الكثير من اليهود ليسوا مع الصهاينة، ويدينون الفكر الصهيوني العنصري، ذا الميول النازية الذين عقيدتهم القتل والحرق والقصف والإبادة، بما يرسلونه على المدن والبيوت من صواريخ حارقة. فما الفرق، في نظرك، بين الأمس واليوم، بين النازية والصهيونية. إذا رأيت فرقاً ما، دلّني عليه أنت ومن معك ممن تدعون الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، بله أن نتحدث عن الإنسان، وعن الحرية، وغيرهما مما هو عندكم كلام ليل. ألا ترى السيد بايدن، أنك في أرذل العمر، وأن الحياة القادمة، ستتبعك، حيث تكون، بما يكتبه التاريخ من حقيقة، بكل ما تَبعَ به النازية والفاشية والأنظمة التي حكمت بالنار والحديد. ففي الوقت الذي كرستَ فيه أنت وكل الغرب معك، تقريباً، جهودك لمواجهة روسيا، بدعوى أنها تسعى لاحتلال دولة مستقلة، عملتَ، في الطرف الآخر من الأرض، ومعك هذا الغرب البئيس، على دعم محتل، في مواجهة صاحب الأرض. فكيف يستقيم عندك الرأي بهذه المفارقة، وبهذا التمييز الذي هو تمييز بالاستبداد والاستحواذ والسلاح والهيمنة العسكرية، وبالانتصار للظلم في مواجهة العدل.

لا تبقى أسير إعلامك، وإعلام الصهاينة، وإعلام الغرب الذي يتبعك ويسير خلفك كالأعمى، أنت عكازُه، انظر إلى العالم، وإلى ما خلقتَه من احتجاج، ومن رفض، ومن رأي في قراراتك المتهورة، ومن دعمك للقاتل في مواجهة المقتول، أو السجّان، في تعذيب وقهر وقتل المسجون. لا تترك «حماس» تكون عقدة في وعيك، فالمقاومة كانت منذ احتُلّت فلسطين، وستبقى، وسواء «حماس» أو غيرها من الفصائل الفلسطينية، فلا أحد يمكنه أن يبقى أسير الاحتلال، أو يقبل بما تعتبرونه الأمر الواقع. لا شيء يمكنه أن يكون، هنا، في هذه الأرض بالذات، الأمر الواقع. هنا، الواقع هو المقاومة، بغض النظر عن التسميات والجهات. فلو فكرتَ قليلاً، وتساءلت كيف يُقبل هؤلاء الشبان على الموت والشهادة، وهم في مقتبل العمر، ومن أجل ماذا، وبكل هذه الروح العالية، ستفهم أن هؤلاء لهم قضية، ولهم عقيدة، ولهم أرض سُرقت من تحتهم، وهم يموتون من أجل مستقبل أبنائهم، كما مات آباؤهم من أجلهم، وهكذا ستدور الأرض في فلسطين، اللهم إلا إذا كنت أنت الأعمى، وثمة من يقودك نحو هاوية، أكيد أنها ليست هاوية جحيم دانتي، بل هاوية التاريخ الذي هو جحيم بطعم الرماد في اللسان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“المساء” المغربية – 22 تشرين الأول 2023

  

خيام اللامي .. إضراب فني من أجل غزة

 

ما تزال ردود المثقفين والفنانين تتواصل ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد أعلن ناشطون ومنظمات ثقافية عديدة الإضراب العام العالمي، يوم أمس الجمعة، كما لم تقتصر المواقف على الاحتجاج على الجرائم المباشرة التي تنفذها “إسرائيل”، بل شملت، أيضاً، إدانة دعم وتواطؤ الدول الغربية مع هذا الكيان على مختلف الصعد.

ضمن هذا السياق، أعلن عازف العود والإيقاع البريطاني من أصل عراقي خيّام اللامي (1981)، المقيم في برلين، في بيان له صدر عبر موقعه الإلكتروني، الأربعاء الماضي، إضرابه إلى أجل غير مسمّى عن جميع الأنشطة والفعاليات التي تمولها ألمانيا، في الداخل والخارج.

وأوضح صاحب “نغمة تحرير” (2011) أن قراره يأتي كرد فعل على إنكار حكومة برلين حق جميع الناس في الاحتجاج ضد الإبادة الحاصلة في غزة، وتجريم جميع أعمال وكلمات التضامن اللاعنفية مثل التلويح بالعَلم الفلسطيني، واستخدام الرموز الفلسطينية، أو اللفظ بكلمة “فلسطين حرة”، وتجريم التعبير الحر للطلاب في المدارس، واستخدام الشرطة للقمع الوحشي والترهيب وإسكات الاحتجاجات السِّلمية.

وأشار اللامي في بيانه إلى “تواطؤ المؤسسات الثقافية في برلين وصمتها عن إدانة هذا التمييز العنصري... ففي الوقت الذي كان المستشفى الأهلي المعمداني يُقصف، كان المستشار الألماني شولتس يصافح نتنياهو معلناً دعم ألمانيا الثابت”.

ورفض اللامي أن تكون مشاركاته الفنية مشروطة بإخضاعه وإخضاع زملائه وإسكاتهم خلال هذه الأوقات من التطهير العرقي، والترويج لحرب الإبادة الجماعية من قبل دولة الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني، وحكومة الفصل العنصري التابعة لها.

وندد الموسيقي بما جرى في الحادي عشر من تشرين الأول، حين قمعت الشرطة الألمانية مظاهرة داعمة للقضية الفلسطينية، في أحد أحياء برلين، ومنعت التلويح بالعلم الفلسطيني، واعتقلت بعض المتظاهرين السلميين. وهذا ما حدث في تظاهرات أخرى، في الثاني عشر والخامس عشر من الشهر الجاري، كماعبر عن استنكاره الشديد لتجريم رفع العلم الفلسطيني أو الكوفية التي اعتبرها من رموز الهوية الثقافية والمقاومة السلمية للاستعمار الاستيطاني.

ودعا اللامي الفنّانين للانضمام إلى الإضراب، لأن هذا ما يُحدِث فرقاً حقيقياً في المشهد الثقافي الألماني، ويدفع المؤسسات إلى التفكير في مواقفها المنحازة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد – 21 تشرين الأول 2023

 

 ص11

 

غسان كنفاني

 

* اذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا ان نغير المدافعين لا ان نغير القضية.

* أموت وسلاحي بيدي، لا ان أحيا وسلاحي بيد عدوي.

 

فلسطين.. الجرح الكبير وكل الجروح خدوش

 

عمر السراي

 

شعار عرفناه منذ نعومة اظفارنا في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم عندما كان المد القومي في أوجه ولم تعرف المنطقة العربية حينها التكتلات الاثنية والطائفية وعندما كان اعلام الحكومات مسخرا لمناصرة الحق الفلسطيني المغتصب اتذكر عند سوقنا للخدمة العسكرية الالزامية في منتصف ستينات القرن الماضي كانت المعسكرات عبارة عن لوحات على الجدران وفي ثكنات الجنود كلها تشير إلى قضية واحدة الا وهي القضية الفلسطينية وكانت الاناشيد الحربية الحماسية تدوي في ساحات التدريب فخلق هذا الجو حماسا منقطع النظير لدينا ورحنا نضع الحق المسلوب من أهلنا واخوتنا نصب اعيننا ولم نعلم حقا الدوافع السياسية والحفاظ على كراسي السلطة انها من أولويات الحكام العرب وبقينا هكذا، حتى اندلعت حرب 1967 التهب الحماس مع شعار (سنرميهم في البحر) ولكن للأسف فقدنا مزيدا من الدماء والأراضي لصالح المحتل الصهيوني وكانت خيبة الأمل وازدادت الشعارات الثورية بعد هذه الواقعة وبدأ الشك يراود البعض عن جدوى الشعارات وماهي إلا سنوات قلائل حتى كانت واقعة أكتوبر ١٩٧٣ وكانت معركة اعادت الثقة للنفوس على الرغم من اليأس والقنوط لتأتي زيارة السادات للصهاينة في عقر دارهم لتعيد الحسابات وتضرب الإجماع العربي بمقتل كل هذا والصهاينة يبنون كيانهم على أسس رصينة وجاءت الانتفاضات الخالدة التي احرجت مروجي التطبيع، وها هي غزة اليوم تثبت ان الامبريالية والاستعمار الغاشم لادوام له مهما طال صبر الشعوب ولابد لليل ان ينجلي، تحية لنضال الشعب  الفلسطيني وهو يلقن الصهاينة دروسا في التضحية والنضال، ليبقى شعار فلسطين الجرح الكبير وكل الجروح خدوش صالحا حتى تحرير عروس العرب فلسطين...

لا شيء يوازي حزن إنسان يظلمه العالم بقلب بارد، وهو يرى كيف ان التضامن يجيء ضده لا معه، ما يجري في فلسطين منذ سنوات طويلة حزن مكثّفٌ بات من العار السكوت عليه.  إن نكأ الجرح وسيلة مثلى لعلاجه، وليس من الصواب أن تظل الآلام طريقا للاستمرار من دون نقطة توقف، الفلسطينيون أرباب الأرض وسدنة تاريخها شعب اتُفق الصهاينة على تشريده فكانت السهام التي تفرّق مصنوعة من اشجار بنيه واخوته والمتاجرين بدمه.  أي دمار هذا الذي استحلته الدول الكبرى المتنفذة، واي صغار هذا الذي ينتاب الدول الأخرى التي تتختّل وراء الكثبان وتخاف ظلالها، واية حقوق تلك التي يدّعي بها غرب مقيتٌ يتبجح بأنه منبع للمدنية والقوانين والديمقراطية. مشافي تقصف، مدن تسبى، غارات تترى، قنابل تفوح منها الدماء، والقاتل يدّعي بأنه الضحية، أرض تغتصب، حقوق تُصادر، أمة تُنفى، وتاريخ يُزوّر، وفلسطين حلم قديم لا يخصّ من وُلد فيها وتنفس هواء بحرها، فهي الأرض الوحيدة التي تورِّث نفسها بوصفها مسقط رأس لكل محب لها. ما الذي يمكن أن يقوله إنسان وسط كل النشاز الذي يعزفه الغرب المتجبّر، لتتبناه الصهيونية العالمية بأنيابها السود، كيف يبرر المعتدي لنفسه وهو يرى آثار ما فعل، كيف يقوى على التطلع بوجه ابنائه بعد ان فجع الناس بأبنائها الأبرياء. لا استغراب ابدا، فالسكوت ديدن للخانعين، ولا عجب ابدا فالدول العظمى تجيد اذلال البشر بمقتضيات حياتهم، لذلك، كل شيء مهيّأ للخسارة، والتقارير المستمرة ستعتمد التبرير وإلصاق الوحشية بمن لا يمتلك مخالب، والآراء العالمية تعرف كيف تحاسب المغدور على صرخة خفيضة صدرت منه وعكّرت مزاج المتجبرين..

لا استغراب ابدا، انه زمن الصمت الباكي والمبكي، والشهادة على أخطر مؤامرة تعمل على قهر العدل وتعلن انتهاء العالم الذي بات عليه ان يخجل من شدة ما وصل اليه من سلبيات.

 

 

أغنية الفلسطيني

 

عادل الياسري

 

“في الليل أغنية يا أخت عن بلدي

نامي لأكتبها

رأيت جسمك محمولا على الزرد “

                        محمود درويش

 

حمل الليل أغنية الفلسطينيّ التي إجتازت الأسوار ،بدّدت حجب الظلام بنشيد لم نكن سمعناه بهذا الدويّ قبل . غزّة فيها القنابل أزهرت ..أطفالها لبسوا اليشاميغ وأصبحوا رجالا.. يردّدون أغنية الخلود على مرآى الطائرات ومن لم يكن للجمال في قلوبهم سكنا

تضيء القطاع

تبثّ الرسائل

يا صمت ما عادت في حنايانا لك أمكنة

ويا خنوع الطرقات تندهك ،إذهب الى المجهول . أطفالنا رضعوا حليب كرومنا، اقتسموا الخبز أرغفة يلوّنها الجوع . . تسكنها الكركرات من الأطفال ،ضحكا على المدجّجين ويسكنهم الخوف ، وهزء بالحاملات التي يرعبها الموج في بحر الناس الذين تدافعوا فوق مياهه. يا صمت ارتحل عن أديمها ، سيغسل ماء النهر وجه الأرض ،زيتونها سيثمر المحبة ، أنت الذي رافق الرعب ستعدو خاسرا . الأرض تملؤها الصباحات أقمارا ، تكلّلها الساعات كلّ مرّة بالفرح الجديد .

خبز أمّي تملأ التنّور إستدارته ، ليتقافز الأطفال إشتهاء لحنطته التي قبّلت الأديم .

هكذا يا أخت تنتهي الحرب ، فنلتقي بين إثنتين :

أرض طاولت عشقها ، تفرش الذراعين للقاء.

أنا وأنت نختصر المسافات .نعود من غربة سلبت أجسادنا والرؤوس حلم الفرح الذي زرعناه أطفالا ،صبيانا، وشباب يلمّون اليوم قطرات الدمع من كل البقاع . طوبى لك أمّنا فلسطين إنّا قادمون ، اصبري على تخوم النجوم.

 

 الوطن.. ذاكرة لا تغفو حركة حسن سريع وبطولة سائق «قطار الموت» اسطورتان في التاريخ السياسي

 

 ناجح المعموري

 

تضمن الكتاب الجديد (الوطن.. ذاكرة لا تغفو) للأستاذ الباحث والمؤرخ أحمد الناجي كشوفاً عن الباحث المعروف عدنان الحسيني وهو يمثل تدوينات بعنوان (مائة عام من ذاكرة وطن.. أضواء على أبرز الأحداث والمواقف السياسية للمجتهدين في العراق منذ الحرب العالمية الأولى عام 1914). وتكرس جهد الحسيني حول تقديم إضاءات تاريخية عن ثنائية التشارك الحواري بين السياسة معبراً عنها بالسلطة والقوى الروحية/ الدين وتمثيلاته/ المرجعية. ولم تكن هذه الثنائية متماثلة ومتجاورة بالحوار فيما بينها، بل خضعت الى التباين اقتراباً وابتعاداً، توافقاً بالرأي واختلافاً وتشاكساً. وما يميز دراسة الأستاذ الحسيني أنه ذهب فاحصاً لفترة تاريخية واسعة، امتدت لما يقارب القرن أو أكثر، وواضح أنها فترة تعكس تاريخ العراق الحديث. وينفتح هذا الجهد البحثي الواسع والعميق على حفريات وجهود تميزت بالذكاء في مراحل لها خصائص وسمات جعلتها ذات حضور جوهري، يقدم مساعدات في الفحص والتأويل والتشارك من قبل الكفاءات والطاقات الثقافية والسياسية من أجل التشارك بالحوار الهادئ وقيادة الانفتاحات نحو فضاءات لا تنغلق، بل تنفتح وتوفر فرصاً جوهرية للنقاش، لأن الاتساع يقدم تجوهرات تفاجئ المتلقي لحظة الإشارة لها والاعلان عنها كل ذلك من أجل تقديم فحوص جديدة ذات ثقة في تعاملها مع فواصل التاريخ المشارك بتكوين الذاكرة الممثلة للمدونات التاريخية والتي تعني بكل شبكاتها العديد من الفصول المعنية بمكون سردي خاص، ينفرد بقراءة التباين/ الصراع/ الجدل/ الاختلاف/ التعايش. ومعرف بأن السياسة والدين يقدمان نوعاً من التباين والفحوص غير المرنة وهذا يحتاج عقلاً باحثاً، تزداد ملامحه المرنة ثقافياً وفكرياً، مما تفتح منافذ محفزة للقراءة والاستفسار والتأويل، لكن الأستاذ أحمد الناجي قدم إلتماعة سريعة ضمن قراءته لهذا المنجز هي أن الباحث الحسيني أسهم بترصين الذاكرة العراقية بالمعلومة المحايدة، وتحصين الذات والأخر بتقديم اطروحات تتبنى مصلحة العباد والبلاد. وتميزت مدونة الأستاذ عدنان الحسيني بشموليتها التي امتدت كثيراً وهي تكشف ما اقتدرت عليه في شعاب الماضي، معمقة من خلال ذلك أشكال الجدل واتساع الاختلاف والتضاد السياسي والتنافر الطائفي. ومثل هذا الاهتمام والعناية يعود التأويل متنوعاً ويتغذى من الأجزاء المكونة لمساحته الواسعة جداً في هذا الجهد الثقافي العميق وعدم اغفال تأثيرات الأطر الخارجية وما تمنحه من إضاءات ذات تأثير على الرأي بمفهومه العام وعدم اغفال دور الدين وما يتضح له من أثر وانعكاس لا يمكن تجاهله، لأن الدين منذ الابتداء تميز عن السياسة بنوع مع الاختلاف مع ضعف ما يميزه من مرونة. ولعل ملاحظة العنف بين الدين والسياسة غير مخفي، حيث كان للدين مشاكسات أفضت للتناحر في لحظات تدخلت المرجعيات بقوتها للتوجه اللافت للانتباه والمثير وهو السعي لإقامة علاقة أو حوار بين المتدني/ السياسة والمتعالي/ الدين في محاولة لإبراز ما يروم اليه الموقف الثقافي والمعرفي الوطني. وقال الأستاذ الناجي حتى نتمكن من تلمس ما نريد بين هذه المكونات التي أشار لها البحث الذي لم يغفل دور الباحث الحسيني في ما أنجزه عبر سياحة ممتدة طولاً وعرضاً، تميزت بالتشويق وتقديم الكشوفات عن التاريخ الوطني للعراق، حيث قام بمراجعة تقييمية ذات رؤية محايدة، لكنها لم تنس الموقف الديني للمرجعية تجاه العديد من المجالات والأحداث السياسية، وسعى لكشف الدور الممنوح لها في الحياة العامة، وما تخلف لها من أثر بين أوساط المكونات المجتمعية، ومن أجل الوصول لهذا الهدف بطريقة جيدة وسليمة، مما يتطلب الاعلان عن العلاقة الواضحة والضرورية بين التاريخ والسياسة، الى جانب مراقبة القوى والحركات السياسية المتميزة بالفاعلية ضمن الموجودات السياسية في الوطن، وتقصي العلاقات والارتباطات الواضحة للعيان والكشف عن المطلوب من المكونات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للتعريف بمعطياتها في الواقع المعاش.

وأكد الأستاذ أحمد الناجي على ورغبته لتسليط الضوء على الجزء الأول الذي احتوى أبرز الأحداث والمواقف السياسية المعنية ببعض رجال الدين، منذ الحرب العالمية الأولى التي ابتدأت سنة 1914 مستتبعاً المجريات التاريخية كافة حتى منتصف سنة 1979. ولا بد من الإشارة الى أن الحسيني سيواصل بحثه ممتداً ومنجزاً مكملات الجزء الثاني للفترة بين 1979-2003 والثالث من بداية تغيير النظام السياسي المستبد بفعل العامل الخارجي (الاحتلال الأمريكي سنة 2003)، ولأن الأستاذ أحمد الناجي لديه عقلية مؤرخ ولديه خبرة متراكمة بالجانب السوسيولوجي والثقافي الديني.. يرى بأن تاريخ الأحداث والوقائع يعرفها الأفراد والجماعات تحدث مرة واحدة، لكنها تكتب مرات عديدة من قبل شخصيات ثقافية تتمتع ببعد سوسيولوجي، لقد قدم الناجي تصوراً تعريفياً حول أسباب وأهداف دراسة التاريخ، من حيث أنها “تنطوي على الإجابة عن خمسة أسئلة، الأربعة الأولى منها هي الآتية: من، ماذا، متى، وأين، واستفهامات هذا المنحى في الحقيقة ترمي الى التحري الدقيق والاحاطة الشاملة من كافة الوجوه بمجريات الأحداث والحوادث التاريخية، أما السؤال الخامس فهو ينطوي على طرح استفهام: (لماذا) بوجه محصلة الإجابة حول الأسئلة الأربعة الآنفة الذكر”.

كما نجد ان اهتمام الباحث والمؤرخ يزداد بانضمام الاستقراء الى جوامح التدوين التاريخي والذي يعبر فيه عن رؤيته حول المستقبل لأن المبتغى من كتابة التاريخ لا تتحقق أذا كان سرداً للماضي من دون وجهة نظر شاملة. وقال أخيراً: “تنبع أهمية هذا الكتاب من خلال ثراء محتواه التاريخي، ولست أبالغ في شيء لو قلت، بأن المثير للانتباه هو التوسع في مضان البحث عبر الحفريات التنقيبية التي تغور في أعماق الأزمنة”.

لقد اهتم الحسيني كثيراً واتضح ميله للحراك الوطني والتجمعات الشعبية، ودرس ما ساد من علاقات في الحركات المجتمعية ذات الحس الوطني الواضح. واعتنى بالحركة الانقلابية الفاشلة التي قادها حسن السريع بتاريخ 3تموز 1963 وهو شيوعي برتبة نائب عريف في الجيش العراقي.. وجاءت في مواجهتها ردة فعل قادة انقلاب 8 شباط الدموي تحمل غرابة التفنن في تهيئة مجزرة بشرية رهيبة، يعدها المؤلف في تحليله السياسي الشخصي من أنها أحدى المعطيات التي فتحت نافذة جريئة، وشرعت لها الفتاوى المعنية بالتكفير. وأهم ما يمكن الإشارة له بـ(قطار الموت)، ففي هذه التجربة التراجيدية اقترب الموت الى أبرز الشخصيات الوطنية والثقافية والعلمية، وهي تجربة فريدة للغاية. وكان السجناء قد أوشكوا على الموت اختناقاً من شدة الحر التموزي الساخن لولا بطولة سائق القطار (عبد عباس المفرجي) عندما تسابق مع الريح في اسطورة بطولية لم تعرفها التواريخ السياسية المحفوظة بالذاكرة. عاشت اسطورة القطار، واستمرت سرديتها متنامية، تتداولها الاجيال بوصفها حدثاً مجيداً في تاريخ الحركة الوطنية والديمقراطية في العراق.

ما قدمه الناجي فحصاً وقراءة بليغة وعميقة عارفة بشكل جيد بثنائية العلاقة بين السياسة والدين، أضاء فيها ضرورة العودة الى كتاب الحسيني لما ينطوي عليه من مضامين مقترنة بمصادر في غاية بالأهمية.

 

الشهداء الملائكة

عبد الحسين بريسم

لم يتعلموا الطريق إلى المدرسة بعد

 لكنهم وجدوا الطريق سالكا الى الجنة

لم تكن لهم قبة حديدية

 تحميهم من لهيب الصواريخ

 ولكنهم يحفظون على ظهر قلب

 قبة الصخرة

 لذلك منحهم الله

اجنحة صغيرة

تكفي للعبور

 الى جنته

اخر ما ظل في احداقهم

نظره باكية على مهد الطفولة

 واخر لعبة اشتراها

أب سبقهم

 مضرجا بالدماء

التي اختلطت مع دماء أم

وظلت الدمية تبكي عليهم

 في أنقاض بيتهم العتيق

 سأقول كل شيء الى الله

قالها طفل عراقي

 اذن قولوا أنتم

ايضا رسالته ورسالتكم

الى الله

الذي ابدلكم اجنحة

لتلعبوا معه في الجنة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 ص12

 

مهرجان الدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير.. مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني

اليوم وغداً في مهرجان «طريق الشعب» الثامن

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

تنطلق اليوم الخميس فعاليات مهرجان «طريق الشعب» بنسخته الثامنة على حدائق شهريار وشهرزاد في شارع أبو نؤاس وعلى مدار يومين.

ففي الساعة العاشرة والنصف صباحاً من الخميس 26-10-2023 يفتتح المهرجان، بعزف النشيد الوطني عند نصب شهريار وشهرزاد، بعدها يلقي رئيس تحرير «طريق الشعب» الرفيق مفيد الجزائري كلمة ترحيبية، ثم يصطحب أوائل زوار المهرجان في جولة داخل فضاءاته.

وتتضمن فعاليات اليوم الأول لقاءين حول انتخابات مجالس المحافظات، الأول في تمام الساعة الحادية عشرة والآخر في الثانية عشرة ظهراً. وسيجري ذلك في الخيمة المخصصة للندوات والفعاليات الأخرى.

وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً تعقد الندوة الأولى في المهرجان تحت عنوان «الإعلام ونزاهة الانتخابات»، وفيها يتحدث الرفيق ياسر السالم والأستاذ هوكر جتو والإعلامي سالم السوداني، فيما يديرها الاعلامي سيف زهير.

وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر تعقد الندوة الثانية، وهي مخصصة لمناقشة دور الحزب الشيوعي العراقي في الحياة الثقافية العراقية، ويتحدث فيها الأستاذ فاضل ثامر والرفيق مفيد الجزائري والأستاذ سلام حربه، ويدير الندوة الأستاذ جمال العتابي.

اما حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان فينطلق في حوالي الساعة الرابعة والنصف بالنشيدين الوطنيين العراقي والفلسطيني ويستمر حتى الساعة السابعة وربما بعدها، وسيتخلله العديد من الفقرات الفنية والابداعية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني.

وفي اليوم الثاني للمهرجان - الجمعة 27-10-2023 ستقام عدة فعاليات، بينها ندوة عن حقوق الأقليات في العراق تحت عنوان «حقوق الأقليات بين الدستور والواقع»، وستبدأ هذه الندوة حوالي العاشرة والنصف، ويتحدث فيها الدكتور سعد سلوم والأستاذ حكمت داوود جبو والأستاذ مظفر عزيز الزهيري والأستاذ جلال نوري الياس، وتديرها الرفيقة شميران مروكل.

تلي ذلك في الساعة الثانية عشرة والنصف ندوة «شخصية المهرجان» الرفيق الراحل إبراهيم الخياط، يتحدث فيها الأمين العام لاتحاد الادباء والكتاب الأستاذ عمر السراي والأستاذ محمد الخياط والسيدة راوية الشاعر والإعلامي بسام السينمائي، ويديرها الأستاذ عمار المسعودي.

وفي تمام الساعة الثانية والنصف يبدأ الحوار الموسع مع الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

اما حفل الختام فيبدأ في الساعة الرابعة والنصف ويستمر حتى الساعة السابعة.

والجدير بالذكر ان المهرجان سيتضمن فقرات تضامن عديدة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ضد العدوان والاحتلال الإسرائيليين الغاشمين.

وستنظم خلال يومي المهرجان فعاليات سياسية وثقافية واجتماعية منوعة، تقيمها الصحف والمجلات التي تشارك في المهرجان، والخيم المخصصة لمحليات الحزب الشيوعي العراقي ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الأخرى.

فيما تنظم على جانبي حديقة المهرجان فعاليات مختلفة، وتعرض صور ومنتجات متنوعة، ويباع الطعام والمشروبات الساخنة والباردة.

 

الرفيقات والرفاق تحية المحبة والإخلاص والوفاء والنقاء

 

ما يشرح صدري ويهوّن آلامي هذه النجاحات المتلاحقة التي يسطرها حزبنا الشيوعي العراقي، خصوصاً خلال مسيرته الظافرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري البغيض، وكان آخرها نجاحه مع قوى التغيير الديمقراطي في تكوين تحالف قيم المدني.

وكانت «طريق الشعب» الغراء قد لازمت هذه النجاحات في كل الظروف، وعكست بكل شمم سياسة الحزب وتابعت برامجه الوطنية، حاملة هموم الوطن والشعب على صفحاتها المشرقة. وكانت وما زالت زاداً فكرياً وثقافياً، فلا يمكن لأي مُنصِف أن يفصل بين عناوين وكلمات وحروف «طريق الشعب» وبين نضال الجماهير اليومي من أجل الانعتاق الطبقي والتحرر الوطني.

إن الخطوة النوعية التي خطتها «طريق الشعب» والمتمثلة بأقامة مهرجانها السنوي، عكست شموخ تواجدها على الساحة السياسية العراقية، والذي نرجو أن يكون قِبلة المناضلين في أرجاء المعمورة.

وما يزيدني فخراً واعتزازا أني كنت أحد تلاميذ هذه المدرسة العظيمة لعقد من الزمن، ولي شرف الافتخار بهذا التأريخ المضيء الذي تعلمت خلاله ونهلَتْ منه شخصيتي وكياني. ففي سني الأشراق والوعي الأولى عام 1969حينما كنا نتبادل قراءة طريق الشعب السرية بحروفها المجهرية، كان حلمي أن أكون جزءا من جهاز طباعتها. ومضت السنون وتحقق الحلم ببسالة الحزب وعظمته، وهو يقارع الأنظمة الفاسدة الفاشلة.

أخيرا.. وأنا أتذكر مساهمتي المتواضعة في مهرجان «طريق الشعب» السنوي بإقامة خيمة العيادة الطبية الشيوعية، ارجو المعذرة لعدم تمكني من الحضور هذا العام بسبب وضعي الصحي.

عاش حزبنا الشيوعي العراقي ، وجريدتنا «طريق الشعب» ، ومهرجاننا الثامن.

 رفيقكم د. مزاحم مبارك مال الله

تورونتو – كندا 24/10/2023