الصفحة الأولى

العراق.. تضامن شعبي ورسمي دائم مع الشعب الفلسطيني

بغداد ـ طريق الشعب

يستمر تضامن الشعب العراقي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله المستمر ضد الحرب والحصار المطبق الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة والمدن الفلسطينية المحتلة.

وتجددت دعوات التظاهر والتضامن في بغداد، التي اطلقتها قوى سياسية ونقابية ومجتمعية مختلفة.

يقول مراسل “طريق الشعب” ان مدوني مواقع التواصل الاجتماعي، والنشطاء والمثقفين استمروا في نشر المعلومات والتصريحات ومقاطع فيديوية عبر منصاتهم، تعبيراً عن دعم القضية الفلسطينية.

وقفة في نادي حيفا

ودعت السفارة الفلسطينية في بغداد وبالتنسيق مع نادي حيفا الرياضي واللجنة الشعبية الفلسطينية في بغداد الى وقفة جماهيرية، اليوم الخميس الساعة الخامسة عصراً، وتستمر حتى السابعة مساءً في مقر النادي بمنطقة البلديات.

وتأتي الدعوة التي تلقتها “طريق الشعب” تضامنا مع نضال الشعب الفلسطيني ضد العدوان الاسرائيلي الغاشم الذي ذهب ضحيته حتى الان مئات الشهداء والاف الجرحى.

وقفة طلابية في ساحة التحرير

فيما دعا اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، طلبة الجامعات والمدارس الى الحضور والمشاركة في الوقفة الطلابية الجماهيرية، التي دعا لها اليوم الخميس، الساعة الثانية والنصف ظهراً.

وذكر الاتحاد في دعوته انها تأتي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد استمرار الاحتلال الإسرائيلي الذي يصر على إبادته.

ووجّه الاتحاد فروعه بإقامة فعاليات مماثلة في الساحات المركزية في بقية المحافظات.

وفي السياق، دعا عدد من المثقفين الى جمع اكبر عدد من التواقيع على البيان الذي سوف يصدر عنهم، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وجمع النشطاء المثقفين اسماء الراغبين في المشاركة عبر منصات التواصل الاجتماعي

السيستاني والصدر والمجمع الفقهي

وقال المرجع الديني السيد علي السيستاني، في بيان صدر من مكتبه امس، ان “جيش الاحتلال يفرض حصاراً خانقاً على غزة شمل في الآونة الأخيرة حتى الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة، ملحقاً بذلك أكبر الأذى بالأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة، وكأنّه يريد بذلك الانتقام منهم وتعويض خسارته المدويّة وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة”.

واضاف: يجري هذا بمرأى ومسمع العالم كله ولا رادع ولا مانع، بل هناك من يساند هذه الأعمال الإجرامية ويبرّرها بذريعة الدفاع عن النفس!

ودعا البيان العالم كله للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع، ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاته لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم.

ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره الذين سيشاركون في الوقفة الاحتجاجية، يوم غد الجمعة، الى ارتداء الأكفان لغرض إرعاب الأعداء، وذلك على حد وصف المقرب منه صالح محمد العراقي.

فيما دعا المجمع الفقهي العراقي إلى المشاركة الواسعة في صلاة الجمعة الموحدة في جامع الإمام ابي حنيفة النعمان يوم غد الجمعة، على ان تعقبها وقفة احتجاجية للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

ما حدث سببه الاحتلال

وقال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني اثناء لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان “هناك تطورات خطيرة على الساحة الفلسطينية، بسبب ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي الجرائم والانتهاكات المستمرة لعدة سنوات، وسط صمت دولي وعجز عن تنفيذ التزامات وقرارات ما يسمى الشرعية الدولية”.

وأضاف، “نحن أمام انتفاضة للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه ووقف هذه الانتهاكات. هناك تصعيد واضح خلال هذه الأيام، وهذا التصعيد الخطير يستهدف المدنيين الأبرياء بقصف عشوائي مدمر وممنهج وبكلام واضح وصريح لتدمير غزة وجعلها خربة”.

وبين السوادني، ان “المسؤولية الآن تقع على جميع الدول العربية والإسلامية وروسيا كونها عضوا دائما في مجلس الامن الدولي، لوقف هذه الانتهاكات”.

حقهم في إقامة دولتهم

بدوره، ذكر نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق، ان “الشعب العراقي يعلم ما هي الحرب والمعاناة التي تجلبها، وأثبتت الحرب ان المشكلة لن تحل بالحروب بل بالسلام والحوار”.

وأضاف بارزاني في حديث أثناء مشاركته في جلسة لملتقى الشرق الأوسط “ميري” في اربيل، ان “الشعب الفلسطيني لديه الحق في أن تكون لديه دولة. وإذا ما نظرنا إلى المنطقة نرى أن الفلسطينيين لديهم حق طبيعي في أن تكون لديهم دولة مستقلة وان يعيشوا بسلام”.

************************************************************************

راصد الطريق.. أين الأفعال الملموسة؟

لجنة الامن والدفاع البرلمانية قالت انها ضد استغلال المؤسسات الأمنية من طرف قوى وتيارات وتحالفات لكسب أصوات في انتخابات مجالس المحافظات القادمة، مؤكدة رفضها ذلك وداعية الى الحفاظ على استقلال المؤسسة الأمنية، بعيدا عن أي سجالات وصراعات سياسية.

جيد هذا الكلام الصادر عن اللجنة، واعلانها الحرص على استقلال اهم مؤسسة في البلاد، وعلى ان تكون على مسافة واحدة من الجميع، لكن هذا الكلام هل يجد صداه في الواقع الملموس. ثم أيا من القوى الأمنية تقصد اللجنة، فالبعض منها محسوم أمره لصالح جهات سياسية معروفة. فعلى من سينطبق حديث اللجنة الموقرة وماذا هي فاعلة؟

كذلك مفوضية الانتخابات والحكومة وجميع هذه الجهات التي ترى وتسمع جيداً ما يقال عن استغلال مؤسسات الدولة وممتلكاتها والحمايات للدعاية الانتخابية. كل هذا معروف، إضافة الى عملية الشراء المفضوح للاصوات والذمم وحتى المرشحين انفسهم.

ان التصريحات التي يراد منها ذر الرماد في العيون والتعمية على ما يجري لا تكفي، فاين اجراءاتكم ومواقفكم من هذه التجاوزات المكشوفة؟

فالناس شبعت جعجعة وتريد افعالا ملموسة!

**************************************************************************

كتب المحرر السياسي: لتقل شعوب المنطقة كلمتها

لليوم الخامس على التوالي تتواصل الموجة الهستيرية الانتقامية الاسرائيلية، ويستمر تقتيل المدنيين وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة، الذي فرض عليه حصار جائر ومنع عنه الماء والكهرباء والوقود.

ان ما تقوم به ماكنة القمع الدموي الصهيونية هو جريمة بحق الانسانية، وحرب ابادة ضد الفلسطينيين.

ومع ذلك لا يزال الموقف العربي الرسمي متذبذباً بين الادانات الخجولة، واستمرار الهرولة نحو التطبيع، والمطالبة بإيقاف التصعيد وكأن التصعيد بدأ السبت الماضي، في تجاهل للحقائق المعروفة عن مواقف اسرائيل العدوانية ضد الفلسطينيين، والتي تفاقمت كثيراً في الاشهر الاخيرة.

وعندما يجري التأكيد رسمياً على ان لا امان ولا استقرار من دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، ولا حل دائما ولا سلم وطيدا دون التوصل الى تطبيق فعلي لحل الدولتين، يتوجب السؤال عن الاجراءات والضمانات على الارض، وعن الموقف من الانحياز السافر الامريكي والاوربي الغربي الرسمي لهذا العدوان الغاشم؟ والذي لا شك انه يجعل من تلك الأطراف شريكا في ارتكاب الجرائم.

لقد كشفت التطورات الاخيرة مجددا حالة العجز واللاموقف المشينة للأنظمة في المنطقة، وبات ملحاً ان تبادر الشعوب العربية، وفي العالم، الى الضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف تنحاز الى العدل، وتدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه.

انه وقت التحديات والفرز في المواقف، وفيه يأتي دور القوى والاحزاب الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية في البلدان العربية، في التعبئة والتحشيد لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وهو يخوض المعركة من اجل حقوقه المشروعة. ويتوجب كذلك التوجه الى سائر شعوب العالم والى قوى الخير والسلام فيه، لنصرة فلسطين وشعبها وتعرية ماكنة التدمير الصهيونية وجرائمها المنتهكة لأبسط مبادئ حقوق الانسان والاعراف والاتفاقات الدولية.

*********************************************************************************

نــداء عــاجــل من حزب الشعب الفلسطيني

وجّه حزب الشعب الفلسطيني نداءً عاجلاً لكل الأحزاب والقوى اليسارية والتقدمية وحركات التضامن وأصدقاء الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، بضرورة وسرعة التحرك والضغط على حكومات بلدانكم وأصحاب القرار فيها، وعلى الهيئات الدولية كافة، عبر التظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية ومن خلال كل السبل الممكنة، وذلك من أجل التدخل العاجل لوقف العدوان الحربي والدموي الذي تشنه دولة الاحتلال الإسرائيلي بكل جيشها وآلتها العسكرية منذ يوم السبت الماضي على شعبنا الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.

وجاء في النداء: يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي وبوارجه ومدفعيته، قصفهم العشوائي الواسع والمكثف للأحياء السكنية وكل المنشآت المدنية، وهو ما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من ألف مواطن فلسطيني من المدنيين، وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين بجروح مختلفة، وجل هؤلاء الضحايا هم من الاطفال والنساء وكبار السن، وهو ما أدى إلى نزوح وتشريد أكثر من 250 ألف نسمة.

وتابع، أن “حزب الشعب وهو يوجه هذا النداء، يستصرخكم ويطالبكم بفضح وتعرية هذه الحرب المفتوحة والممنهجة على شعبنا في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

****************************************************************************

الصفحة الثانية

الإعمار والاسكان تعتمد استراتيجية جديدة للمدن السكنية

بغداد ـ طريق الشعب

كشف وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني، امس الأربعاء، عن إجراء يحدث لأول مرة يخص المدن السكنية الجديدة، مشيرا الى اعتماد ستراتيجية جديدة ضمن المدن السكنية.

وقال ريكاني في بيان تلقته “طريق الشعب”، إن “المدن السكنية الجديدة تعتمد فلسفة وستراتيجية جديدة، بعد أن تشوهت المدن الحالية نتيجة الزخم السكاني ما أدى الى حدوث ضغط  كبير على البنى التحتية ، وفي الكثير من الحالات فقد البلد وجهه الحضاري”، مبيناً أن “سياسة الحكومة جاءت بتنفيذ مدن جديدة يتم تصميمها وفق معايير عالمية حديثة، بما يليق بالعراق مع الأخذ بنظر الاعتبار جميع المتطلبات البيئية والاستدامة، بما يمكن أن تتوسع هذه المدن في المستقبل”.

وأضاف أن “المدن السكنية جاءت بستراتيجية جديدة، وهي الحصول على نسبة من الوحدات لصالح الدولة؛ لكي توزعها بين الفئات التي لا تستطيع الحصول على وحدات سكنية بالإيجار أو الاستملاك، وهذا  ما يحدث لأول مرة بالعراق”، لافتاً الى أنه “ستكون هناك مرحلة أخرى من إنشاء المدن السكنية، حيث شملت المرحلة الأولى بغداد والموصل وكربلاء المقدسة وبابل ، والمراحل الأخرى ستشمل مدن العراق وفي بغداد أيضا؛ للتخفيف من أزمة السكن والتوجه نحو إنشاء مدن حضارية”.

*********************************************************************************

المحاضرون في السليمانية يرفضون التهديد ويجددون اضرابهم.. احتجاج مستمر يطالب بفرص العمل والخدمات وصرف التعويضات

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت التظاهرات المطلبية في عدد من محافظات البلاد، احتجاجا على عدم توفير الخدمات وفرص العمل، فيما جدد المحاضرون في السليمانية تأكيدهم على مواصلة اضرابهم، لحين تلبية كامل مطالبهم المشروعة.

فرص العمل

وجدد خريجو الهندسة رفقة عوائلهم، التظاهر امام شركة نفط البصرة، مطالبين بتوفير فرص العمل، فيما ناشدوا الحكومتين المركزية والمحلية بالإضافة الى نواب المحافظة بالوقوف على معاناتهم.

وأشاروا الى انهم ومنذ 6 أشهر يتظاهرون ورغم ذلك لم يجدوا أي استجابة من قبل أي مسؤول في المحافظة، على حد قولهم.

كما نوهوا الى تعرضهم الى الاعتداءات خلال التظاهر من قبل بعض عناصر الامن، مؤكدين انهم سيواصلون المطالبة بحقوقهم في الحصول على فرص عمل.

الخدمات

من جانبهم، نظم العشرات من أهالي قرى آل ازيرج شمال محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية، امام دائرة الماء احتجاجا على ما وصفوه بفشل احد مشاريع الماء الجديدة في إيصال المياه إلى قراهم بسبب سوء التنفيذ.

وقال أحد المحتجين، ان أعمال إيصال أنابيب الماء لم تكن ضمن المواصفات المقررة، الأمر الذي أدى إلى عدم وصول الماء بعد تشغيل المشروع، مطالبا بإعادة العمل ومحاسبة المقصرين.

صرف التعويضات

وتظاهر العشرات من المزارعين في ميسان امام مبنى مديرية زراعة ميسان، احتجاجا على تأخر صرف أموال التعويضات عن غرق أراضيهم الزراعية إثر السيول في موسم 2018 ـ 2019.

وقال عدد منهم انهم سمعوا ـ وعلى لسان رئيس الوزراء ـ ان وزارة المالية خصصت أموال التعويضات للمزارعين في ميسان، وان تأخر صرفها حتى الان غير مبرر، وأنهم يجهلون أسباب تأخر الصرف رغم انهم طرقوا اكثر من باب لمعرفة ذلك، على حد تعبيرهم.

من جانبهم، نظم خريجو الكليات التربوية والإدارية في المحافظة تظاهرة امام مبنى مديرية التربية وسط مدينة العمارة، مطالبين بالإسراع في إطلاق رابط التعيينات التي خصصها مجلس الوزراء للخريجين التربويين.

وذكر عدد منهم، انهم يتظاهرون منذ أربع سنوات تقريبا وبعد ان أطلقت درجات التعيين وفق رابط الكتروني، يحاول البعض تأخير التسجيل عبر الرابط الذي لم يفعل حتى الان، مرجعين ذلك لوجود مزايدات إعلانية انتخابية تريد استغلال هذا الموضوع لأهداف ومكتسبات انتخابية.

محاضرو الإقليم

من جانب اخر، جدد المحاضرون بالمجان في محافظة السليمانية ضمن إقليم كردستان تظاهراتهم رداً على ضغوطات وتهديدات تمارس ضد المحاضرين المضربين عن الدوام.

وقال كاردو كريم، ممثل المحاضرين، خلال مؤتمر صحفي، إن “تهديد المحاضرين بالمجان لا يثني عن المطالب الشرعية الخاصة بتعيينهم على الملاك الدائم لوزارة التربية”.

وأضاف، أن “الإضراب سيستمر ولن نقاطع الإضراب إذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا من قبل وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان”.

وأشار إلى أن “11 محاضراً بالمجان تم تهديدهم بإنهاء عملهم في تربية قضاء (برده رش) وابعادهم عن المدارس، والآن ممثلو المحاضرين متواصلون مع وزارة التربية لإعادتهم إلى الخدمة”.

وبعد مرور نحو شهر على إضراب معلمي السليمانية، ثمة أزمة تعليمية و”كماشة” قد تلقي بظلالها على المعلمين ذاتهم، فضلاً عن وأولياء الأمور الذين بدأوا نقل أولادهم إلى مدارس أهلية.

ويؤكد المحاضرون أن إضرابهم عن الدوام هو تعبير احتجاجي على عدم تلبية حكومة إقليم كردستان لمطالبهم المتعلقة بصرف رواتبهم، والمضي في اطلاق الترفيعات والعلاوات المهنية وتثبيت المحاضرين.

**************************************************************************

تهديد يطال المواقع الأثرية في ديالى.. ناشطو خانقين يتجهون الى القضاء لحماية الآثار

بغداد – طريق الشعب

تشهد محافظة ديالى إهمالًا كبيرًا لمواقعها الأثرية والتراثية، ما أفضى إلى انتشار مشكلة تهريب الآثار، بسبب تقصير الجهات المسؤولة في الحفاظ على هذا التراث الثقافي العريق.

وفي هذا الشأن، يهدد ناشطون برفع دعاوى قضائية لحماية هذا التراث الثقافي الهام.

وتعد ديالى ومركزها مدينة بعقوبة، أغنى المحافظات العراقية بالمواقع الأثرية، إذ تحتضن عددا كبيرا من المواقع التي تعود لحقب حضارية سحيقة ومختلفة تعكس أهمية وادي الرافدين.

غنية بالآثار

يقول الناشط في مجال الاثار والتراث، حسن حمود: إن “محافظة ديالى تحتضن الكثير من المواقع الاثرية التي يصل عددها الى 824، بالإضافة الى وجود 120 موقعاً يعود اكتشافها الى اقل من 200 عام. وكل هذه المواقع تشكل كنزا أثريا وثقافيا للمحافظة بشكل خاص وللعراق عموما”.

وعن أبرز المواقع المتواجدة في المحافظة، يذكر حمود لـ “طريق الشعب”، أن أهمها “تل أسمر وهو بقايا عاصمة مملكة إشنونة، وتل كرستل وهو بقايا مدينة أرتميتا، وتل بنت الأمير عاصمة الساسانيين”.

ويشير الى استمرار “التجاوزات بحق هذه المواقع، سواء من قبل أفراد أم عصابات وشبكات التهريب والمتاجرة بالآثار، أو حتى من جهات رسمية قد تخربها وتزيلها وهي تقوم بأعمال الطرق وتوصيل الخدمات”.

وعن موقع محافظة ديالى، يوضح إنها “حلقة وصل بين إقليم كردستان وبقية مناطق العراق، كما أنها محافظة حدودية مع إيران. ولهذا يعد موقعها محفزا لتنشيط حركة تهريب الآثار منها، وبيعها في السوق السوداء”.

ويشير حمود الى إطلاق حملة من قبل ناشطين ومختصين في قضاء خانقين، ضد تكرار التجاوزات على معالم أثرية وتاريخية مهمة في المدينة، خلال شهر أيلول الماضي.

رفع دعوى

وفي هذا الصدد، يشير الناشط المدني باهر اياد، الى وجود متجاوزين على معالم اثرية وتراثية، شرقي خانقين، وتحديدا ضمن مشروع الوند السكني، مؤكدا أن هؤلاء “لم يكتفوا بالتجاوز بل أقدموا على طمر أحد ملاجئ الجيش الروسي الاثرية، والثاني قاموا بهدمه لتوسيع حدود المجمع السكني”.

وخلال حديثه مع “طريق الشعب”، ابدى استغرابه من عدم تدخل الجهات المعنية الحكومية، بالرغم من بيان أهمية الحفاظ على المواقع الاثرية والتراثية، محذراً من استمرار “التجاوزات في طمس المعالم الاثرية وأبرزها مواقع وملاجئ الجيش الروسي التي تمتد لأكثر من 100 عام”. ويحاول اياد ورفاقه التواصل مع الجهات المختصة لحماية المواقع الاثرية وتحصينها من العابثين والمتجاوزين، كاشفا “عن رفع دعوى قضائية من قبل الأهالي ضد المتجاوزين على المعالم الأثرية في خانقين”.

ويؤكد ان “أهالي ونشطاء منطقة خانقين لن يقفوا مكتوفي الايدي حيال تكرار التجاوزات ضد المواقع الأثرية والتراثية برغم الصمت الحكومي”.

وتتواجد الملاجئ التي تم طمر بعضها في أطراف خانقين ومناطق علياوه ونفط خانة وقرب مجمع الوند ستي السكني ومناطق اخرى متفرقة.

وبحسب مؤرخين فإن “الملاجئ عبارة عن مواضع صخرية محصنة أشبه بالغرفة متوسطة الحجم مربعة الشكل في كل جانب منها توجد فتحة صغيرة لإطلاق النار، كان يستخدمها الجنود الروس في حربهم مع الجيش العثماني، كما تحوي كتابات ومذكرات تركها الجنود الروس بعد انسحابهم”.

ويدعو اياد في ختام حديث الجهات المعنية في خانقين وحكومة ديالى ومفتشية الآثار والتراث الى الحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية في المنطقة ووقف التجاوزات المؤلمة.

****************************************************************************

عائلة الرفيق الدكتور وهاب عبد الرزاق الجبوري المحترمون

بألم وحزن عميقين تلقينا نبأ وفاة الرفيق الدكتور وهاب عبد الرزاق الجبوري، سليل العائلة الشيوعية المناضلة والمعطاءة.

الرفيق الراحل انغمر مبكرا بالعمل السياسي في صفوف حزبنا، وواصل عطاءه رغم كل الظروف، وظل لصيقا بقضايا الشعب والوطن والحزب حتى رحيله في ديار الغربة.

في هذه الخسارة الكبيرة نتقدم الى عائلته ورفاقه وأصدقائه، باصدق التعازي والمواساة، ولهم الصبر والسلوان، وللفقيد دوام الذكر الطيب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٩-١٠-٢٠٢٣

********************************************************************************

كل خميس.. درس بليغ متجدد

جاسم الحلفي

سبق ان شاهدت مسلسلا تلفزيونيا عنوانه “فوضى” على شاشة النتفلكس، في فترة الاعتكاف الاجباري الذي فرضته علينا إجراءات الوقاية من جائحة كورونا. واتضح لاحقا انه من انتاج إسرائيل، وكانت احداثه تجري في قطاع غزة، ورسالته خبيثة غايتها اظهار “جبروت” وتفوق المخابرات الإسرائيلية وارادتها التي لا تقهر. حيث جعلت من رجل المخابرات الإسرائيلي سوبرمانا قادرا على كل شيء، يتمتع بإمكانيات خارقة، ويستشعر العمليات الفدائية للفلسطينيين قبل تنفيذها. وجاء هذا المسلسل ضمن الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني، التي تحاول زرع اليأس والقنوط عند الفلسطينيين، ودفعهم للاستسلام امام سياسات الاحتلال المذلة.

تخصص إسرائيل إمكانيات هائلة للحماية الوقائية من أي عمل مناهض للاحتلال والظلم والعدوان، وتنفق الأموال الطائلة لترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية، مستنفرة أجهزتها المخابراتية كالموساد والشاباك، وجيش الاحتلال والشرطة القمعية. وتتخذ اقصى الإجراءات صارمة للحيلولة دون تسلل أي فلسطيني من غزة باتجاه المستوطنات. 

وليس هذا وحده ما كانت تقوم به إسرائيل، فهناك ايضا الرصد عبر الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة (الدرون)، الى جانب دوريات المشاة والالية، والابراج، وزرع الجواسيس، وكل ما يستطيع استشعار العمليات الفدائية مسبقا. إضافة الى كل ذلك بنت الجدار العازل على حدود غزة بطول 65 كيلومتراً، بحيث يمتد إلى البحر، بعمق تحت الأرض يصل الى 25 مترا، فيما يبلغ ارتفاعه ما بين 6 إلى 10 أمتار فوق الأرض. وقد أطلق عليه “الجدار الذكي”، كونه مزودا بأجهزة رصد إلكترونية ومجسات استشعار وأجهزة تحسس وكاميرات حرارية، بحيث لا يمكن للطير ان يقترب منه. اما اختراقه عبر الانفاق فهو المستحيل بعينه.

لكن كل هذه الإجراءات تلاشت بلمحة بصر صباح يوم 7 تشرين الأول 2023، امام العبور الجسور، الذي كانت دوافعه مقاومة الاحتلال، والكفاح ضد الظلم. حيث باغتت جرأة  الفلسطينيون وبسالتهم كل الأجهزة الإسرائيلية البشرية منها والتقنية، فعبروا صوب مستوطنات ومراكز الإسرائيليين امام ذهول هؤلاء، الذين سمّوا يوم الاقتحام “اليوم الأسود على إسرائيل”.

هكذا اذن فقدت كل الإجراءات الوقائية نفعها، وفشلت في توفير الأمان، وبل جعلت الرهبة والخوف تطغيان عند الإسرائيليين، مقابل طغيان نشوة “طوفان الأقصى” والشعور برفع الحيف عمن سلبت حقوقهم ظلما وعدوانا، جراء سياسات الاحتلال والاستغلال واللاعدالة، وكل ما أحاط المحتل به نفسه من تدابير للحماية والتحوط إزاء المدافعين عن حقهم المشروع في وطن مستلب، وهي تدابير تلجأ اليها عادة كل سلطة ظالمة فاسدة، خوفا من غضب الشعب المهضوم والمحروم من حقوقه.

وقد اثبت “طوفان الأقصى” ان الإجراءات التعسفية وجميع التحوطات التي يقدم عليها الظالمون والمحتلون، لا تصمد امام هبّة أصحاب الحقوق.  فحينما احتلت واشنطن العراق، فعلت الامر ذاته، حيث تمترست قيادتاهما السياسية والعسكرية في منطقة استراتيجية واسعة من قلب بغداد، شملت منطقة كرادة مريم و أجزاء من حيي الحارثية والقادسية، اطلقت عليها اسم “المنطقة الخضراء” وسيّجتها بأحكام ووضعت على مداخلها نقاط تفتيش ومفارز عسكرية، وحصنتها بإحكام وحرمت على العراقيين الاقتراب منها ومنعتهم من دخولها، الا من يمتلك (باجا خاصا). واستمرت الحكومات اللاحقة على المنوال ذاته، لكن وكما اثبتت حركة الاحتجاج تهاوت حصون المنطقة الخضراء ذات يوم امام عنفوان الاحتجاجات وبسالة الشباب المحتج على الفساد والمحاصصة وتردي الخدمات.

يمكننا القول عن هذا كله انه درس كفاحي نوعي جسور، يضاف الى دروس الشعوب الحرة المتطلعة الى الانعتاق، والمكافحة من اجل الكرامة والعدالة الاجتماعية. وهي دروس لا تنضب، وتبين مرة بعد مرة ان لا تحصينات ولا تقنيات جديدة ولا عزل او مناطق محرمة ولا أي (جدار ذكي)، تستطيع إعاقة الشعوب والحيلولة دون اقتحامها قلاع المحتلين وقصور المستبدين وتحصينات الظالمين والفاسدين.

انه الدرس البليغ المتجدد باستمرار .. فهل تتعظ به الأنظمة الفاسدة والظالمة والناهبة للمال العام؟

************************************************************************************

الصفحة الثالثة

اكاديميون يحذرون من تجاهل المشاكل ويشددون على الحكم الرشيد.. الملتقى الحواري الشهري لـ «طريق الشعب» يناقش الوضع الراهن: استقرار أم تهدئة؟

بغداد ـ طريق الشعب

ضيّف الملتقى الحواري الشهري لـ “طريق الشعب”، الثلاثاء الماضي، شخصيات أكاديمية، للحديث عن موضوع الاستقرار والتهدئة، وايهما هو التوصيف الادق للوضع الراهن في العراق.

وشارك في اللقاء كلٌّ من عميد كلية العلوم السياسية السابق في جامعة بغداد د. عبد الجبار احمد، وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية د. عصام فيلي، إلى جانب رئيس تحرير الجريدة الرفيق مفيد الجزائري وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي د. صبحي الجميلي، وعضو هيئة التحرير الرفيق علي شغاتي.

الترحيب بالضيوف

وفي بداية اللقاء، رحّب الرفيق مفيد الجزائري بالضيوف الكرام، موضحاً الحاجة الى تداول موضوع التهدئة أو الاستقرار مع باحثين متمرسين في المجال السياسي، من أجل الوصول إلى التوصيف الدقيق للحالة العراقية.

وأوضح الرفيق د. صبحي الجميلي الذي أدار الجلسة، أن “طريق الشعب” دأبت على عقد جلساتها الشهرية في مسعى لتسليط الضوء على القضايا المهمة والجوهرية الراهنة وتوصيفها بالشكل الدقيق من أجل نقلها وطرحها على صناع الرأي والقراء والجمهور على حد سواء، متسائلاً: هل يمكن تحقيق الاستقرار دون معالجة تمس جوهر الازمة؟ وعلى ماذا يستند الحكم بأن هذا البلد مستقر أو العكس؟

مصطلحات متعددة

عميد كلية العلوم السياسية السابق، د. عبد الجبار أحمد، أشار إلى أن رئيس الوزراء كان يستخدم مصطلح “الهدوء” في بداية تشكيل الحكومة، قبل أن ينتقل إلى استخدام مصطلح “الاستقرار”، وتوجه بعد ذلك إلى استخدام عبارة “ركيزة الاستقرار في المنطقة”.

وأشار إلى أن “الاستقرار يتحدد بواسطة عوامل داخلية وخارجية، وأن إطلاق المصطلح على الوضع العراقي لا يتفق مع المعطيات الحالية. فالمؤشرات العالمية المحددة للاستقرار بتنوعها واختلاف مدارسها تؤكد أن الاستقرار لا يتحقق بوجود العنف السياسي وتهديد السلم الأهلي وتراجع هيبة الدولة وعدم مشاركة المواطن في صنع القرار السياسي”.

مفهوم الاستقرار

من جانبه، أكد د. عصام فيلي، ان مفهوم الاستقرار السياسي يستند الى قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات تصب في خدمة الشعب، مبينا ان الصراع السياسي بين القوى المتنفذة قوّض الاستقرار، كما قوض عملية بناء الدولة ومؤسساتها الدستورية.

واضاف، ان المنظومة السياسية لم تنجح في مغادرة نهج الزعيم الواحد وتقريب الذوات والاقرباء، مبينا ان النفوذ الاقتصادي يقود الى النفوذ السياسي وهذا امر طبيعي في كل دول العالم، مردفا أن ما يحدث في العراق هو ان النفوذ السياسي هو من يقود النفوذ الاقتصادي خاصة في ظل استشراء ظاهرة الاثراء على حساب المال العام.

وأشار فيلي إلى حالة من الاستقرار النسبي، فيما تسعى الحكومة الى القيام بإجراءات التعيينات والابتعاد عن الدخول في المشاكل والصدامات، موضحًا أن الأحزاب المتنفذة هي من تقوض عملية الاستقرار من خلال عدم إيمانها بالدستور والقوانين النافذة، فهي ما تزال لم تأخذ بعدًا تنظيميًا سليمّا، ولم تستطع مغادرة خطاب الكراهية. وانتقد فيلي تراجع الحكومة عن إقامة الانتخابات المبكرة ورمي الكرة في ملعب البرلمان، والتوجه نحو تنظيم انتخابات محلية، مشيرا الى انه “من المعيب على القوى المتنفذة إصرارها على العمل بمبدأ الوصول الى السلطة من أجل التشبث بها والاستئثار بمغانمها دون وجود عمل حقيقي يصب في خدمة الناس”. وبيّن، أن العديد من القوى السياسية لم تعد تؤمن بما كانت تؤمن به في أيام معارضتها للنظام الدكتاتوري، مؤكدًا أنه لا استقرار دون استعادة البنية الاجتماعية ومحاربة الأمية والتسرب من المقاعد الدراسية وتوفير الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية.

الأسس الصحيحة لبناء الدولة

الرفيق مفيد الجزائري أشار، بدوره، إلى أنه حتى مصطلح التهدئة كبير جدًا على الوضع العراقي في ظروفه الراهنة، مؤكدًا أن الاستقرار لا يتوفر إلا في حالة بناء الحياة السياسية على أسس مدنية وديمقراطية عبر دستور معتمد ومطبق بكل حذافيره.

وأضاف الجزائري، أن تحقيق الاستقرار يتطلب تكريس الحقوق والحريات الأساسية واعتماد مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية وضمان سيادة القانون ونفاذه والفصل بين السلطات وهذه شروط أساسية لتحقيق الاستقرار، موضحًا أن العمل على تهدئة الأوضاع من خلال إجراءات ترقيعية وتجاهل المعالجات الحقيقية لا يمكن أن يصل بالبلد إلى بر الأمان. وأكد د. صبحي الجميلي، أن “إطفاء بؤر التوتر لا يقود إلى بناء دولة مؤسسات حقيقية، خاصة بعد استبدال الأعراف السياسية للقوى المتنفذة بالنصوص الدستورية”، مبيناً أن “تجربة الدولة الثيوقراطية فشلت وعلى الجميع الذهاب باتجاه تعزيز بناء الدولة المدنية الديمقراطية”.

التشديد على الحكم الرشيد

وبالعودة لعميد كلية العلوم السياسية د. عبد الجبار أحمد الذي أكد أن “الحديث عن استقرار في الوضع الحالي أمر غير صحيح، خاصة وأن الحكومة نفسها تجاوزت على منهجها الحكومي”، مبيناً أن “التلاعب في الألفاظ هو تشويه للحياة السياسية في العراق”.

وأشار إلى أن “استثمار القرارات القضائية لأغراض سياسية ووجود سلاح خارج إطار الدولة وغياب الرؤية الحقيقية لبناء مؤسسات الدولة يقوض أي استقرار مزعوم”، مبيناً أن “الوضع في العراق يمكن تشبيهه بالهدوء الذي يسبق العاصفة خاصة في ظل كمية المشاكل والتعقيدات المسكوت عنها والتي لم تعالج بصورة جدية”.

وشدد أحمد على أن “الحكم الرشيد وعدم الاستئثار بالسلطة والاستماع الى الرأي الآخر هو ما يعزز الاستقرار وهذا أبعد ما يكون عن العراق في الوقت الحالي”.

 ***********************************************************************

عين على الأحداث.. مو هالثخن!

قال ممثل العراق، في كلمة له أمام مؤتمر جنيف للسياسة الأمنية، بأن الإعلام في بلدنا قد شهد إصلاحًا جذريًا، حيث تم إنشاء أكثر من 300 محطة إذاعية وشبكة تلفزيونية ومكتب، وحيث تُبذل جهود حكومية كبيرة لدعم حرية الإعلام، الذي هو ركيزة أساسية في العملية الديمقراطية. هذا وفيما يرى الناس وجود حاجة ماسة لهذه الحرية ولصيانتها عبر القانون ومؤسسات ذات قرار نافذ، قلل نواب من قدرة الإعلام على كسب ثقة المواطن وعلى مكافحة الفساد، في ظل غياب اية حماية لمؤسساته الوطنية، وجراء إنشغال مؤسساته المؤدلجة، بالتسقيط السياسي ومحاولة تبيض صفحات المتنفذين الفاسدين.

تره مصختوها!

وصف أحد السياسيين موافقة تركيا على إعادة تصدير نفط الإقليم عبر موانئها، بأنها مجرد رسائل تحذيرية، لاسيما وأن أنقرة لم تكشف عن تفاصيل اتفاقها مع بغداد وأربيل بصدد حل المشكلة. وفي الوقت الذي سبّب ايقاف التصدير خسائر بلغت 4 مليار دولار حتى الآن، كشف المسؤولون العراقيون عن عدم تلقي بغداد أي إخطار من تركيا حول جهوزية الأنابيب، فيما تتناقل الأنباء شروطاً مالية ومائية مجحفة، وضعتها أنقرة ثمنا للسماح بتصدير النفط. هذا ويبقى الناس في الانتظار، عسى أن يصحو المتنفذون ويعّمدوا لإصدار تشريعات تنظم العلاقات فيما بيننا نحن العراقيين، بدل أن نخضع جميعاً لابتزاز الآخرين.  

ديمقراطيون للكشر!

أعلنت إحدى المرشحات في إنتخابات مجالس المحافظات، عن انسحابها من السباق، بعد تهديدها بقتل ولدها إن لم تفعل ذلك، في الوقت الذي حذرت فيه لجنة الأمن والدفاع النيابية، من الاغتيالات السياسية، التي تهدف لترهيب المنافسين واستغلال النفوذ لنهب الاصوات بالقوة. هذا وفيما يشتد سخط الناس من زيف ادعياء الديمقراطية وإكذوبة ايمانهم بالتداول السلمي للسلطة، يخشى المراقبون من أن يؤدي الترهيب والمال السياسي والسلاح المنفلت والمؤسسات غير المحايدة، إلى زيادة عزوف الناخبين، مما سيُضعف من مصداقية الإنتخابات ويعرض السلم المجتمعي والتحول الديمقراطي للخطر، الأمر الذي يجب مواجهته بالمساهمة الجادة في التصويت ودحر الفاسدين.

عيشة كشرة!

كشف موقع NUMBEO الخاص بتحديد تكاليف المعيشة في العالم عن حاجة الفرد العراقي إلى 830 ألف دينار لتغطية نفقات المعيشة بشكل جيد، إضافة للسكن. وحدد الموقع تناسب الأسعار مع معدل الدخل السنوي بما لايزيد عن 15.4 بالمائة، وقيّم جودة الحياة في مدينة بغداد بنحو 55 بالمائة، حيث معدل الأمان 50 بالمائة ومستوى الرعاية الصحية 35.4 بالمائة. هذا وإذا كان متوسط الدخل 7 مليون دينار وهناك 10 مليون مواطن تحت مستوى الفقر (وزارة التخطيط)، فإن 70 بالمائة من العراقيين يعانون عجزاً بثلاثة ملايين دينار، فيما يعاني الباقون من عجز قدره تسعة ملايين دينار في السنة.

الدينار المحسود!

تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 1610 دينار، أي بفارق عن السعر الرسمي يصل إلى 22 في المائة، مما يسبب خسائر للدولة تصل 22 مليار دولار. هذا وفي الوقت الذي يكابد فيه الكادحون من فشل السياسة النقدية للبلاد، ويضطر فيه المودعون والمسافرون إلى دفع رشاوي لسحب أموالهم أو للحصول على العملة الصعبة، يحتكر بنك أجنبي واحد ثلاثة أرباع المبالغ المباعة في نافذة العملة، ويتم توزيع 30 مليون دولار نقداً لمكاتب الصيرفة وتفتح اعتمادات بملايين أخرى كل يوم، دون معرفة كيفية صرفها او استخدامها، مما يُّسهل تهريب 1.5 مليار دولار إلى الخارج شهرياً.

 *****************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

حفل زفاف قاتل

نشرت شبكة (أي بي سي) الأمريكية تقريراً عن فاجعة الحمدانية لكاتبيها هيلينا سكينر وكريس لوفت، أشارت فيه إلى تحول قاعة زفاف مزينة بشكل فاخر تحيط بها الألعاب النارية، إلى محرقة راح ضحيتها 100 شخص وأصيب أكثر من 200 آخرين بحروق شديدة، وفي غضون ساعة واحدة فقط.

الرأي الرسمي

وذكر التقرير بأن الحادث الذي خلق انقسامات واسعة داخل المجتمع، حدث وفق التحقيق الحكومي بسبب قيام مالك القاعة بفصل موصلات الكهرباء، ظناً منه بأن الحريق سببه تماس كهربائي، وإن إطلاق أربع عبوات نارية وسط قاعة الأفراح كانت المسؤولة عن اندلاع الحريق، جراء وصول ارتفاع الشرر إلى أربعة أمتار. وأشار الكاتبان إلى أن توصية وزارة الداخلية في تقريرها بطرد ستة مسؤولين محليين بسبب فشلهم في تطبيق لوائح السلامة، أثارت غضب الكثيرين في منطقة نينوى التي غالبًا ما يتم إهمالها، والذين يعتقدون أن المسؤولين من المجتمع المسيحي المحلي يتم اتخاذهم ككبش فداء بشكل غير عادل.

ونقل التقرير عن مدير مبادرة العراق التابعة للمجلس الأطلسي قوله بأن التحول السريع في تقرير الحكومة كان نتيجة للضغوط السياسية حيث تواجه الحكومة الذكرى السنوية الرابعة للحراك الإحتجاجي، أي في وقت تكون فيه الأجواء متوترة للغاية، معرباً عن تصوره بأن من الصعب للغاية التوقع من الحكومة إصلاح هذا الوضع لأنه يرتبط بمشكلة الفساد الأوسع المتفشية في البلاد، حيث التنفيذ يقترب من الصفر، على حد تعبير الشبكة.

إهمال واستهتار

وذكر التقرير بأن الشبكة قامت بعرض مقاطع الفيديو، المصّورة من داخل صالة الحفل، على الخبير الكابتن والتر غودفري رئيس شركة إعادة الإعمار ومكافحة الحرائق في ولاية فلوريدا، فأكد لها أن الألعاب النارية التي استخدمت، قادرة على التسبب بحريق في حال مسّت مواد سريعة الاشتعال، رغم كونها نيرانا باردة كما توصف. خبير آخر في الألعاب النارية، اتفق مع الكابتن غودفري، وأكد على أن الألعاب التي تستخدم أجهزة اشتعال ذاتية، يمكن ان تؤدي إلى حريق في حال لامست مواد سريعة الاشتعال، من بينها المواد التي كانت موجودة على سقف القاعة، وأضاف بعد الاطلاع على مقاطع الفيديو من داخل القاعة وتصوير الدرون، بان النيران انطلقت بعد تلامس الشرار مع القطع البنية التي كانت تحمل اشكال ورق نبات على سقف القاعة، هذه المواد كانت معلقة في الهواء ومصنعة من مواد سريعة الاشتعال بالإضافة إلى انها كانت موضوعة بشكل يسهل وصول الاوكسجين اليها وبالتالي اشتعالها بشكل أسرع وأكثر فاعلية.

عوامل أخرى

وأضح الخبير جودفري للكاتبين على أن مواد الزينة في القاعة كانت أول مادة يتم إشعالها، نظرًا لكونها مصنّعة من مواد، تدعم تركيبتها الكيميائية انتشار اللهب السريع في جميع أنحاء المكان. واعتبر جودفري عدم وجود مخارج في مبنى بهذا الحجم أمرًا “إجراميًا”، مسلطًا الضوء على كيفية عمل تخطيط الطاولة كحاجز، مما أدى إلى محاصرة الضيوف في نصف الغرفة بدون طريق للخروج.

كما نقل الكاتبان رأياً لمستشار بناء السلام لمنظمة غير حكومية مقرها في الموصل، يدعى نينب لاسو، يشير فيه إلى إن حجم الحريق المميت كان نتيجة الإهمال من جانب المالك.

 *****************************************************************

الصفحة الرابعة

اقتصاديون: السياسات الحكومية تخلق مشاكل كثيرة وخطيرة..  مستفيدون من القروض الحكومية: تورطنا

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

في ميدان القروض المصرفية، يبحث الشباب عن أمل واستقرار مالي، لكن تداعيات تلك القروض تثقل معيشتهم بالكثير من المنغصات، في ظل الفوائد والأقساط الشهرية التي لا تناسب مداخيل الموظفين، ما يعكس تخطبا حكوميا في توجيه سياستها الاقتصادية.

المودعون.. المستفيد الأكبر

يقول مستشار رئيس الوزراء المالي د. مظهر محمد صالح، إن “ المصارف حتى تتوفر لديها سيولة تقوم باستحصال فوائد كبيرة من المقترضين، كونها مجبرة على دفع فائدة المودعين لدى المصرف”.

ويضيف أن “المستفيد من القروض المصرفية هم المودعون من أصحاب الأموال الكبيرة لدى المصرف”، مستدركاً أن “الفائدة التي يتقاضها المصرف من المقترض تؤدي الى تحقيق أرباح بعد دفعه فائدة الإيداع لديه من القروض”.

ويدعو مستشار رئيس الوزراء، الى “تقليل نسب الفائدة على المشاريع الإنتاجية لتشجع الاستثمار الوطني”، مضيفا ان “القروض الاستهلاكية، من الطبيعي ان تكون مرتفعة لكون المصارف تملك حرية تحديد الفائدة منذ عام 2004”.

قروض الإسكان

فيما يذهب المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان، نبيل الصفار، الى القول ان صندوق الإسكان التابع للوزارة، اطلق تطبيقا يهدف الى تمكين المواطنين من متابعة ومعرفة الإجراءات التي يتخذها الصندوق في ما يخص معاملات القروض”.

ويقول الصفار في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، إن “صندوق الإسكان يمنح قروض البناء من خلال التسديدات التي تأتي من المواطنين المقترضين”، لافتاً إلى غياب الفوائد المترتبة على القروض، إنما فقط تفرض الرسوم الإدارية بنسبة 2 في المائة ولمرة واحدة”.

ويضيف، أن “الصندوق يعمل بتمويل ذاتي، كما انه منح أكثر من 203 آلاف قرض للمواطنين منذ عام 2004 الى الان”، مشيرا إلى أن “هذه القروض تساعدهم في إكمال بناء وحداتهم السكنية وفقًا للشروط المعلنة من قبل الصندوق”.

خطوات لا تحلق بالأفق

ويبين الخبير الاقتصادي احمد عيد، أن “القاعدة الاقتصادية تنص على أن أي قرار لرفع سعر الفائدة سوف يزيد من عبء القروض، وهذا يساهم في تحميل المستفيدين أعباء جديدة تتمثل بزيادة قيمة السداد”، مؤكدا ان ذلك ينتج عنه “خلق حالة من العزوف عن الاقتراض، وبالتالي فقدان السوق سيولة الاستهلاك أو الاستثمار”.

ويذكر عيد لـ”طريق الشعب”، ان القروض التي يزعم انها داعمة للشباب، “لا تساهم بأي شكل من أشكال التنمية أو التشغيل، إنما ستضع المقترضين أمام حرج كبير بين كلفة السداد والبطالة الإجبارية التي تتحمل مسؤوليتها الدولة، حيث لا توجد مجالات للتشغيل والتوظيف في ظل المرض المزمن الذي تعاني منه القطاعات الاقتصادية، بسبب تعطل القطاع الإنتاجي الخاص تماماً”.

ويشير عيد إلى وجود “أنظمة اقتصادية ترفع نسبة الفائدة الممنوحة للمودعين كنوع من انواع جذب العملاء على إيداع أموالهم من أجل سحب الكتل النقدية من السوق في محاولة لخفض نسبة التضخم والموازنة بين محوريه المعتل والزاحف، الا ان النظام النقدي العراقي في ظل انعدام الثقة بين الأفراد والبنوك يعاني كثيرا من الإيداع النقدي، ومحاولة إغراء المودعين بتشغيل أموالهم لدى البنوك تشوبها الكثير من علامات الاستفهام”.

ويؤكد عيد أنه “مهما ارتفعت قيمة الفائدة او انخفضت فالدولة لا تقدم أي شكل من أشكال التنمية، خاصة وأن المودعين في البنوك حالياً هم مستثمرون او رؤوس أموال متداولة هدفها تحقيق اكبر قدر من الأرباح من خلال القروض”.

وعن تقييم الاستراتيجية الاقتصادية الحكومية لدعم الشباب وإنهاء البطالة، يعلق عيد بانها “غير واقعية، لذلك لا يوجد لها تقييم”، منوها بوجود “مشاكل كثيرة وخطيرة نتجت عن السياسة الاقتصادية الخاطئة والضعيفة، فضلاً عن حجم الولاءات والعمل لأجندات خارجية على حساب مقدرات الشعب العراقي وموارده الطبيعية الغنية”.

“تورطنا”

“لن أتورط مجدداً”.. بهذه الجملة بدأ يحيى الحلفي حديثه عن تجربته مع القرض الحكومي بقيمة 15 مليون دينار، من أحد المصارف الحكومية، قائلاً: إنّ “نسبة الفائدة قد تكون قليلة لمن يمتلك دخلا كبيرا، لكن بالنسبة للشباب العاطل عن العمل والموظف ذي الراتب المحدود، سيكون الوضع معقدا”.

ويضيف في حديث مع “مراسل طريق لشعب”، إن “الحكومة يبدو انها لم تأخذ بنظر الحسبان إمكانية الشباب العاطلين عن العمل والتي تبنت دعمهم لهدف تمكينهم اقتصاديا، إلا ان الأمر زاد سوءا كون نحن اليوم متورطين بالدفع شهريا، أي ندفع تقريبا كل ما نجمعه خلال الشهر”.

وكان وزير العمل والشؤون الاجتماعية، تحدث في وقت سابق عن ضرورة ان “تكون القروض الممنوحة للمستفيدين منتجة، وذات جدوى اقتصادية على ان يكون الحد الاعلى 80%، منها قروض لمشاريع حقيقية”.

وينتقد الحلفي شروع الحكومة بتقديم قروض للشباب بهدف تزويجهم؛ إذ يجد أن من سيأخذ القرض سيتورط أكثر، مشيرا الى انه “بالإضافة الى متطلبات الحياة الزوجية سيجبر المقترض على تسديد القرض بفائدة أياً تكن نسبتها”، منوها الى ان الزواج يحتاج الى تمكين اقتصادي واستقرار مسبق، وغير ذلك سينتج عنه مشاكل اجتماعية.

********************************************************************************************

يتضمنان امتيازات عديدة.. متى يفعّل قانونا العمل والضمان الاجتماعي ؟

بغداد – طريق الشعب

تزداد معاناة الصناعات العراقية يوماً بعد آخر، مرة بسبب غياب السياسات الحكومية الداعمة للمنتج المحلي والقطاع الخاص وغياب المتابعة والرقابة الحقيقية، ومرة بسبب اكتساح الاسواق المحلية بالمنتجات الاجنبية، التي بات تجذب المستهلكين لرخص ثمنها مقارنة بالمنتج المحلي الذي تكون كلف انتاجه عالية، بسبب عدم وجود دعم حكومي.

واعلنت وزارة الصناعة والمعادن خلال كانون الأول 2022، إن “40 ألف موظف فائض عن الخدمة في مصانع الوزارة، وأن الوزارة عاجزة عن تأمين رواتب موظفيها، ما تضطر للاقتراض من وزارة المالية لتمويل رواتب موظفيها، وهو ما أدى إلى مديونية عالية، على حد قولها”.

تحسين الإنتاج والسعي للتطوير

ويرى الاستشاري في التنمية الصناعية والاستثمار عامر الجواهري، أن “نسبة مساهمة الصناعة التحويلية في حجم الناتج المحلي يأتي من درجة الاهتمام والتمكين والتطوير وسياسة الدولة نحو تنويع الاقتصاد، وضمان مشاركة كافة القطاعات في اقتصاد البلد ومواجهة تحديات تسونامي الاستيرادات وتشغيل العمالة العراقية”.

ويضيف الجواهري خلال حديثه مع “طريق لشعب”، أن “مساهمة الصناعة في حجم الناتج الإجمالي للعراق بلغت 6 في المائة عام 1979 و10 في المائة عام 1985 وفي عام 1988 بلغت 13.9 في المائة. بينما بلغت 3.8 في المائة عام 1990، وانخفضت إلى 1.5 في المائة عام 2001، ووصلت إلى 2.7 في المائة عام 2011”، مشيراً إلى انها انتكست في ضوء عدم وجود سياسات واجراءات جادة للتطوير والتنمية لتصل إلى نحو 0.9 في المائة عام 2018”.

ويزيد بالقول: إنّ “خطة التنمية الخمسية (2018 - 2022) تضمنت استهداف زيادة الصناعة المحلية لتصل إلى 1.1في المائة”. 

ويرى الجواهري، أن “العراق في حالة سباق مع الزمن في مواجهة تحديات التنمية الصناعية، مما يتطلب وضع وتنفيذ خطط بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، والسعي لجذب الاستثمارات الخاصة”.

ويقترح الجواهري، “إعادة تشكيل وتفعيل مجلس التنسيق الصناعي بمشاركة فاعلة لكافة أصحاب المصلحة مع هدف تنفيذ الإستراتيجية الصناعية وفق برنامج يعد ضمن خطة زمنية، مع الاسراع بتشكيل مجلس تطوير القطاع الخاص الدائم وفق أسس مشاركة واسعة وتفعيله بشكل حقيقي، إضافة إلى إحداث تغييرات في إدارات الشركات العامة الخاسرة والتركيز على تنويع الانتاج وتحسين الانتاجية والبحث والتطوير”.

ويردف كلامه بمقترح آخر يتمثل بتنظيم لقاءات قطاعية دورية مع مؤسسات الأعمال المعنية بالقطاع الصناعي والمنظمات الاقتصادية والمختصين.

قانون الضمان الاجتماعي للقطاع الخاص

وتقول النقابية العمالية، سميرة الخفاجي: إن “قانون الضمان الاجتماعي للقطاع الخاص شمل فئات مجتمعية كانت مستبعدة في القانون السابق رقم 39 لعام 1971، مثل القطاعات العمالية غير المنظمة كأصحاب سيارات الأجرة والنساء اللاتي يعملن بالخياطة وأصحاب التجارة المتنقلة وغيرهم، ونص على استفادة هؤلاء بشرط دفع الاستحقاقات التقاعدية التي حددت بنسبة 7 في المائة مما يتقاضاه العامل بالقطاع الخاص، على أن يدفع صاحب العمل 8 في المائة”.

وتؤكد الخفاجي، أن “القانون يضم امتيازات عديدة، من أهمها تخفيف الضغط على القطاع الحكومي ودعم القطاع الخاص بشكل مباشر، وفي ذات الوقت ترصد النقابية العديد من الملاحظات، أبرزها غياب الجانب الاجتماعي كالضمان الصحي، اذ كان القانون السابق يتضمن ضمانا صحيا لكنه معطل، إضافة إلى أن نسبة مساهمة الحكومة في صندوق التقاعد القطاع الخاص قليلة جدا”.

وترى الخفاجي أن “المشكلة الكبرى تكمن في غياب التطبيق الحقيقي للقوانين في العراق، ومنها قانون الضمان الاجتماعي الخاص بالقطاع الخاص”، مشيرة إلى انه “من 10 مليون عامل في القطاع الخاص لا يوجد سوى 223 ألف شخص مسجل”.

وتعلل الخفاجي قلة الاقبال على التسجيل بقلة لجان المتابعة لدى وزارة العمل، كما ان هذه اللجان تفتقد الخدمات اللوجستية ما يصعب من مهمة عملها.

وتؤكد أن “تطبيق القانون بشكل صحيح يساهم في دعم القطاع الخاص، وبالتالي زيادة انتاج الصناعات المحلية، كونه سيجعل من هذا القطاع جاذباً للعمل ويضمن الحماية والأمان للعاملين”.

***********************************************************

وقفة إقتصادية.. قطاع الاتصالات بين الواقع والطموح

إبراهيم المشهداني

أخذت الاتصالات في عالم اليوم تستقطب ملايين البشر، وأخذت في الاتساع يوما بعد آخر، من حيث الكم والنوع، لما لها من أبعاد اقتصادية واجتماعية وأمنية وثقافية. ومن ذلك ان التهافت على أجهزة الاتصال في بلادنا يرجع إلى مجموعة من الأسباب يقف في مقدمتها حرمان العراقيين وعلى مدى عشرات السنين من استخدام أجهزة الهاتف النقال والحاسوب إلا بنطاق ضيّق، تقتصر على قطاعات محدودة بل كانت من الممنوعات على العوائل والافراد التي يحاسب عليها القانون.                                                                                               

ومن الجدير بالإشارة الى ان التخلف الشديد في الخطوط الهاتفية الارضية التي كانت مهملة في أواخر زمن النظام السابق وازدادت إهمالا بعد التغيير بحجج مختلفة، بعضها يتعلق بتدمير البنى التحتية بسبب الظروف الشاذة التي كان البلد يمر بها، حيث لم يزد عدد البدالات الارضية على 331 في أحسن الحالات، لكن هذا الإهمال لا تقف أمامه قلة التخصيصات المالية كما يزعم البعض بل إن السياسة الحكومية اتجهت إلى ما يسمى اقتصاد السوق والانفتاح المتطرف على أجهزة الاتصال الحديثة دون تخطيط او حدود. وعند الإشارة إلى التزاحم في تملك أجهزة الهاتف النقال أو أجهزة الحاسوب وكلاهما من الوسائل التكنولوجية التي تدفقت إلى العراق بشكل لافت، فإننا في هذا المقام توخينا الإشارة إلى الأهمية الاقتصادية واللوجستية والثقافية الكبيرة التي رافقت دخول هذه التكنولوجيا، وهي نتاج موضوعي للعولمة والتنافس بين الشركات المصنعة.

ومن الطبيعي أن التطور في صناعتها فتح طرقا مبتكرة لتسرب معلوماتها. وهناك بين الشركات المصنعة من تحاول تطوير صناعتها بما يسمح لها بسرقة المعلومات ايا كانت درجة أهميتها، فالأجهزة المخابراتية الدولية تسعى لتوظيف أية معلومة من اجل وضعها في خدمة برامجها التجسسية، فمثال سنودن الذي كشف أساليب التجسس على زعماء العالم ليس بعيدا عن هذه المحاولات حتى أصبحت من الفضائح الدولية الكبرى التي أعادت النظر في مستوى العلاقة بين الدول.

وفي بلادنا كان الاقبال على الحواسيب واجهزت الاتصال جامحا في المدينة والريف، وأصبحت في متناول اليد لكل فرد في الاسرة الواحدة، غير ان استخداماتها تشكل مشكلة دون توافر الانترنيت الذي خلقت قلته إشكالية جدلية قادت الى ازمة استخدام هذه الأجهزة ما لم تستطع الدولة توفيرها بما يسد الحاجة ما خلقت ازمة واجتهادات بين أجهزة الدولة وربما تعود أسباب هذه الازمة الى تهريب النت الى خارج العراق، وفقا لتصريحات وزارة الاتصالات، فضلا عن الازدواجية في اتخاذ القرار بين وزارة الاتصالات وهي الجهة ذات الاختصاص وبين هيئة الاتصالات والاعلام التي يبدو لي انها حلقة زائدة زد على ذلك دخول وزارة التربية على خط اتخاذ القرار خاصة في موسم الامتحانات الوزارية بحجة تسريب الأسئلة، وفي اعتقادي انها حجة متهافتة، اذ بإمكانها ضبط إيقاع توزيع الأسئلة دونما التأثير على مستخدمي الانترنيت   وحسبما نشر فان ازمة النت وغلو أسعاره مقارنة بدول الإقليم ترجع الى احتكار البث لشركة واحدة وغياب المنافسة بين الشركات المتخصصة في هذا المجال.

من أجل كل ذلك، يتعين إعادة النظر من قبل الحكومة في التعامل مع هذه الخدمات من خلال منظومة من الإجراءات ومنها:

  1. إصدار التشريعات الضرورية التي تنظم العلاقة بين شركات الهاتف النقال ووزارة الاتصالات من جهة والمواطنين المستخدمين من جهة أخرى بوجهة ضبط الأسعار ومنع التحايل على المواطن ووضع العقوبات اللازمة في العقود المبرمة مع هذه الشركات.
  2. دخول الدولة كمنافس لهذه الشركات أو شريك معها من اجل ضبط الخدمة من حيث النوع والكلفة. وفي هذا المجال ندعو إلى إعادة الصلاحيات إلى وزارة الاتصالات بدلا من هيئة الاتصالات والإعلام من اجل تمكين الوزارة من تطوير مشاريع هذا القطاع، بهدف الاستخدام الأفضل للتكنولوجيا وخدمة القطاعات الأخرى.
  3. ضرورة تفعيل الخطوط الارضية ومضاعفة البدالات الالكترونية لتكون منافسا للهاتف النقال، وهذا ما معمول به في الدول المتقدمة التي تحاول حماية المواطن من المخاطر الناجمة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية ومضاعفاتها على الصحة العامة. وتقليل كلف استخدامها.

******************************************************************************

الصفحة الخامسة

تحت طائلة الشحّة المائية.. هل توشك مياهنا الجوفية على النضوب؟!

متابعة – طريق الشعب

يحذر خبراء في مجالي البيئة والموارد المائية، من وصول العراق إلى أعتاب الجفاف الحقيقي خلال الأعوام القليلة القادمة، في ظل شح المياه المتفاقم وعدم اتخاذ الدولة إجراءات كفيلة بالحد من الأزمة، سواء على المستوى المحلي أم الإقليمي.

ويلفت الخبراء إلى أن الجفاف بات يهدد كل المصادر المائية في البلاد بالنضوب تماما، ما يشكل خطرا حقيقيا على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية، إضافة للإنسان.

ومن أجل مواجهة الأزمة المائية توجهت الحكومة، والمواطنون أيضا، إلى المياه الجوفية عبر حفر الآبار للاستخدامات الزراعية والمنزلية، فضلا عن توفير ماء الشرب. لكن هذه المياه التي يبلغ مخزونها أكثر من 30 مليار متر مكعب – حسب خبراء في الموارد المائية – بدأت تتراجع، وهو ما دفع منظمات دولية لإطلاق تحذيرات من استخدامها.

600 بئر خلال هذا العام!

في نهاية أيلول الماضي، كشفت وزارة الموارد المائية أنها حفرت منذ مطلع العام الجاري نحو 600 بئر في مناطق مختلفة من البلاد، مشيرة إلى انها تهدف إلى حفر ألف بئر حتى نهاية العام.

وتنقل وكالة أنباء “العربي الجديد” عن مسؤول في وزارة الموارد المائية – لم تكشف عن اسمه – قوله أن “مجموع الآبار التي حفرتها الدولة والمواطنون قد يتجاوز 5 آلاف بئر في عموم العراق. علماً أنّ العدد الأكبر حفره المواطنون”.

وأضاف قائلا أن “الأنبار وديالى وواسط والمثنّى وذي قار وبغداد، تتصدّر محافظات البلاد في نسبة الآبار التي حفرها الأهالي بوسائط متخصصة”، مبينا أن “الآبار معظمها خاصة، أي أنّ المواطن يحفر بئره في أرضه أو حديقة منزله، بعمق 30 متراً ويستخدم مياهها لأغراض الري والاغتسال”.

وكانت وزارة الموارد المائية قد أعلنت نهاية العام الماضي عن توجّهها إلى استخدام المياه الجوفية لأغراض الزراعة في ستّ محافظات، بسبب الأزمة المائية غير المسبوقة التي تمرّ بها البلاد. فيما أقرت في تصريح صحفي آخر، بانخفاض الخزين الاستراتيجي للمياه الجوفية في العراق، مشيرة إلى أن هذه المياه لا تتجدد ولا يمكن تعويضها، خاصة في ظل التغيّر المناخي وقلة هطول الأمطار.

تحذيرات دولية

في أيلول الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي WFP التابع للأمم المتحدة، من استخدام المياه الجوفية الموجودة في العراق، واصفاً استغلالها بـ”الكارثة” - حسب ما ذكره في حديث صحفي مدير البرنامج في العراق، علي رضا القريشي، الذي أكد أن استخدام المياه الجوفية يمثل كارثة في طريقها إلى الحدوث “إذ إنَّ هذا النوع من المياه يأتي من الأمطار ويُحتفظ به في أحواض داخل الأرض لحفظ التوازن، واستهلاكها سيخلق حالة من النضوب بمرور الوقت”.

وفي آب الماضي أطلقت منظمات أجنبية تحذيرات لدول الشرق الأوسط، خاصة العراق، من قرب نفاد المياه الجوفية المخزنة في أراضيها، اذا ما استمرت عمليات استثمارها دون رادع او تخطيط مسبق.

وقالت شبكة “دي دبليو” الألمانية في تقرير لها، ان دولا عربية عديدة واهمها العراق “لا تراقب مستويات مياهها الجوفية ولا تملك الأدوات التي تمكنها من معرفة كمياتها وما يتم الاستحواذ عليه منها عبر الآبار التي يستخدمها المواطنون”.

وينقل التقرير عن الباحثة في معهد التنمية المستدامة الألماني انابيل هورديت، قولها ان “المياه الجوفية هي مورد يمكن استخدامه لمرة واحدة فقط. حيث تم جمعها عبر آلاف السنين ولا يجوز استخدامها الا ضمن دراسة مسبقة تضمن تعافي نسبها”.

وحسب التقرير، فإن مدير المعهد الألماني للموارد الطبيعية رامون برنفيوهرر، لفت إلى ان استخدام المياه الجوفية الجاري حاليا في العراق والأردن يمثل خطورة على التوازن البيئي “خاصة في العراق الذي يعد الدولة الخامسة على مستوى العالم في التأثر السلبي بالتغير المناخي”. وأكد التقرير ان “البلدان العربية، واهمها العراق، أصبحت الآن معرضة لنفاد مياهها الجوفية بشكل كامل خلال فترة قصيرة في حال استمرت عمليات استغلال المياه على النمط الحالي”، منوّها إلى انه “على الرغم من ان تحديد موعد لنفاد المياه الجوفية امر صعب جدا، إلا ان الأدلة المتاحة حاليا تشير الى انخفاضها لمستويات خطيرة جدا”.

هل نحن على أعتاب كارثة؟!

حسب الخطة الزراعية الشتوية للعام الحالي، والتي أقرتها وزارتا الزراعة والموارد المائية، فإنه سيجري الاعتماد بشكل كبير على المياه الجوفية في الزراعة. إذ شملت الوزارات 5.5 ملايين دونم فقط من أراضي العراق الزراعية، في الخطة المقرة، مشيرتين إلى أن 4 ملايين دونم ستعتمد على المياه الجوفية، أما المساحة المتبقية فستعتمد على المياه السطحية (دجلة والفرات).

وعلى أعقاب ذلك رأى الخبير الزراعي عادل المختار ان استخدام المياه الجوفية دون تخطيط مدروس “سيقود إلى كارثة”.

وقال في حديث صحفي، أن “المياه الجوفية في العراق استنزفت كثيرا، على الرغم من كون البلاد الأولى عربيا في مخزون هذه المياه الذي يبلغ 31 مليار متر مكعب”، مؤكدا أن “هذا المخزون المائي بدأ يتراجع، وهو ما دفع منظمات دولية لإطلاق تحذيرات من استخدامه”.

وتابع المختار قوله أن “بحيرة ساوة في السماوة جفت إلى جانب عدد من العيون والينابيع في سامراء وصلاح الدين بسبب تناقص المياه الجوفية، والآن بدأ من يستخدم الآبار بتعميقها، بسبب نضوب المياه”، لافتا إلى ان “العراق، بحسب مدير عام المياه الجوفية، يستهلك سنويا ملياري متر مكعب من هذه المياه، مقابل تعويض يبلغ مليارا واحدا، ما يعني تناقص مليار متر مكعب في كل عام”.

 *************************************************************

ملابس وحقائب رخيصة.. البالة ملاذ لتلاميذ العمارة وطلبتها

متابعة – طريق الشعب

يشهد سوق “العلوة القديمة” وسط مدينة العمارة، والذي يتخصص في بيع الملابس المستعملة (البالة)، إقبالا ملحوظا تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد واقتراب فصل الشتاء. إذ يتوجه الفقراء ومحدودو الدخل إلى هذا السوق لتجهيز أبنائهم التلاميذ والطلبة بالملابس والحقائب، التي تباع بأسعار زهيدة مقارنة بمثيلاتها الجديدة.  في حديث صحفي يقول كاظم عبد العظيم، وهو صاحب محل لبيع البالة، أنه “قبل دخول موسم المدارس نقوم بجلب قمصان بيضاء وبناطيل مدرسية للأولاد، وصدريات للبنات باللونين الأزرق والرصاصي”، مبينا انهم يبيعون بضاعتهم بأسعار تناسب الجميع.

فيما يقول فاضل محمد، وهو أيضا يبيع البالة في السوق، أن “البالة توفر حقائب مدرسية بأحجام مختلفة، منها الصغيرة التي يتراوح سعرها بين 5 و7 آلاف دينار، والكبيرة التي يصل سعرها إلى 20 ألفا”، مؤكدا في حديث صحفي أن “جميع الحقائب التي نبيعها أوربية المنشأ، وهي بحالة جيدة”.

ويشير إلى ان حركة السوق تنشط صباحا، وتزداد فترة الظهيرة وبعد انتهاء موعد الدوام الرسمي للموظفين.

من جانبها، تقول المواطنة أم بسمة، أن “البالة ملجأ الفقراء منذ تسعينيات القرن الماضي، وهي لا تزال مأوى لهم ولمحدودي الدخل في ظل ارتفاع أسعار البضاعة الجديدة”، لافتة في حديث صحفي إلى أن لديها 4 أبناء في المدارس، يتطلب منها تزويدهم بكامل احتياجاتهم من الملابس والحقائب.

 ******************************************************************

موظفو الحلة عالقون  في الازدحامات!

متابعة – طريق الشعب

تشهد شوارع مدينة الحلة الرئيسة، يوميا عند بداية الدوام الرسمي وعند انتهائه، اختناقات مرورية، ما يتسبب في تأخر وصول الموظفين إلى دوائرهم والطلبة إلى جامعاتهم في الموعد المحدد. وفيما أكدت مديرية التخطيط العمراني أن الحل الوحيد لهذه المشكلة يكمن في تفعيل النقل العام، قالت مديرية المرور انها اتخذت الإجراءات الممكنة لتخفيف الازدحام.

أكثر الشوارع التي تشهد ازدحامات خانقة، هي شارع الجمعية وشارع 40 وشارع مقام رد الشمس وشارع الجزائر، وجميعها تؤدي إلى منطقة باب الحسين التي تضم معظم الدوائر الحكومية.

يقول الموظف حازم محمد سعيد، أنه “أتعرض للإحراج يومياً عند تأخري عن الدوام، بسبب الازدحامات في مركز الحلة، ولا حل سوى الخروج فجراً للوصول في الوقت المناسب”، داعيا في حديث صحفي إلى وضع خطة حكومية لتقليل استخدام السيارات الخاصة، وتحديداً من قبل الموظفين.

أما مدير التخطيط العمراني في بابل، خالد الصالحي، فيقول أنه “لا يمكن الحديث عن توسعة الشوارع في مدينة الحلة إطلاقاً، لعدم وجود مساحات داخل المدينة”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن الحل يكمن في “تفعيل النقل العام. فهو الحل الوحيد لمشكلة الازدحامات، مع تشريع قانون صارم يمنع استخدام العجلات الخاصة للذهاب إلى الدوائر الحكومية”.

إلى ذلك، يؤكد مدير مرور بابل العميد سلام العوادي، أنه “وضعنا خطة مرورية للتعامل مع الازدحامات المرورية في شوارع المدينة، وبالقرب من الدوائر الخدمية، للتخفيف من أزمة المرور”.

ويضيف قوله في حديث صحفي: “وجهنا بمنع وقوف العجلات بالقرب من الدوائر الحكومية، وتحديداً سيارات الأجرة، وبالمجمل لا يمكن إنهاء المشكلة بحكم ضيق الشوارع وكثرة أعداد السيارات”.

 *************************************************************

أين الكتب  يا وزارة التربية؟!

متابعة – طريق الشعب

بالرغم من حديث وزارة التربية عن عام دراسي بلا أزمة كتب، في إشارة إلى العام الحالي، إلا أن أزقة سوق السراي وسط بغداد تزدحم اليوم بالطلبة والتلاميذ الباحثين عن المناهج.

وفي حديث صحفي، شكا عدد من ذوي الطلبة من نقص الكتب المنهجية في المدارس، وغلاء أسعارها في السوق، في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة التربية قرب انتهاء الأزمة التي “تسبّب فيها تأخير إقرار الموازنة” – حسب المتحدث الرسمي باسم الوزارة كريم السيد.

يقول طالب الإعدادية سجاد أحمد: “نعاني نقصاً حاداً في الكتب. مدرستنا لم تستطع توفير الكتب لنصف عدد الطلبة، لذلك نضطر إلى شرائها من السوق”.

فيما يقول طالب المتوسطة محمد حسين، أنه “أجبرنا على شراء الكتب من سوق السراي”، مؤكدا في حديث صحفي انهم يعانون كثيرا جراء غلاء أسعار الكتب.

ويلفت إلى أن “المدرسة لا توزع كتبا جديدة. فما تسلمه الطلبة أغلبه قديم ومتهرئ”.

 ********************************************************

اگول.. إلى متى هذا العجز في مستشفياتنا؟!

حميد المسعودي

معظم الحوادث اليومية المؤسفة التي يتعرض لها المواطنون، سواء حوادث السير أم الحرائق أم غير ذلك، تسفر عن جرحى ووفيات. ومن البديهي أن يتم نقل الجرحى إلى المستشفيات كي يتلقوا علاجات طارئة تنقذهم من الموت، وبالتالي يقلل ذلك من أعداد الوفيات.  

هذه الإجراءات العلاجية تتوقف على وجود الأدوية المطلوبة والأجهزة الطبية المتطورة، إضافة إلى الكوادر الصحية الكفوءة. لكن الأمر في العراق يسير بشكل مقلوب! فما أن ينقل الجرحى إلى المستشفيات حتى يموت العديد منهم، وتبدأ أعداد الوفيات بالتصاعد، ما يفاقم حجم الخسائر. وهذا ناتج عن نقص مستلزمات الإنقاذ والعلاجات اللازمة - حسب ما تؤكده تقارير طبية وإعلامية تصدر على خلفية تلك الحوادث، وتؤكد أيضا في بعض الحالات أن اكثر من نصف الجرحى يفارقون الحياة! لذا كيف سيؤمّن ذوو المصابين على حياة أبنائهم في المستشفيات الحكومية، طالما انها – المستشفيات – غير قادرة على توفير أبسط مستلزمات العلاج والأجهزة الطبية، ناهيك عما تعانيه من مشكلات خدمية كثيرة، ليس آخرها ضعف النظافة!

أتساءل: لماذا يُكلف ذوو المرضى وجرحى الحوادث بشراء الدواء من خارج المستشفى. أتحدث هنا حتى عن الأدوية الأساسية التي يجب أن تتوفر بديهيا في المستشفيات؟ هل ان الدولة فعلا اصبحت عاجزة عن الاهتمام بالقطاع الصحي الى هذا الحد؟ اين مليارات الوفرة المالية التي يتبجح بها المسؤولون ليل نهار، لماذا لا ينفق قسم منها على القطاع الصحي بشكل مدروس وبعيدا عن الفساد والتخبط الإداري؟!

 ********************************************

ردّ من وزارة النقل

تسلمت “طريق الشعب” إعلاما من وزارة النقل حول شكوى نشرتها الجريدة على هذه الصفحة في العدد 28 ليوم 10 تشرين الأول الجاري، تحمل عنوان “أجور باهظة عن نقل المسافرين من مطار بغداد وإليه”.

وجاء في إعلام الوزارة الذي أرسل في كتاب رسمي يحمل العدد 27452 بتاريخ 10/10/2023:

“نود إعلامكم بأن سلطة الطيران المدني هي المؤسسة المسؤولة عن إدارة المطارات فقط ، أما وزارة النقل معنية فقط بعمل الناقل الجوي (الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية) مع هذا تم إيصال مناشدتكم أصوليا”.

 *********************************************************************

الصفحة السادسة

ندوة سياسية في بابل للرفيق سلوان الاغا

بابل ـ طريق الشعب

بحضور جمع غفير من أهالي قرية البو فارس التابعة لقضاء الهاشمية، أدار الرفيق سلوان الآغا ندوة سياسية تحدث من خلالها عن آخر المستجدات والأزمات الراهنة وموقف الحزب منها.

وتناول نائب سكرتير اللجنة المحلية وعضو “تحالف قيم المدني” في المحافظة الرفيق الآغا، محاور عديدة في حديثه

فيما أجاب على بعض المداخلات والاسئلة التي طرحت أثناء الندوة.

 ********************************************************************************

في ذي قار.. جلسة نسوية وحوار حول تحالف قيم المدني

ذي قار ـ طريق الشعب

نظّمت رابطة المرأة العراقية في ذي قار، جلسة نسوية ناقشت الواقع السياسي الراهن والأزمات الناتجة عن نظام المحاصصة وأثرها على مستقبل البلاد، فيما جرى الحديث أيضا عن مشروع تحالف قيم المدني.

وشاركت الرفيقة إيمان الأمين في الجلسة وتحدثت عن أهمية الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات وضرورة جعلها رافعة للتغيير والخلاص من نهج المحاصصة والفساد.

وقدمت الأمين عرضا وافيا عن رؤية تحالف قيم المدني وبرنامجه الذي يسعى إلى توفير الخدمات وتحقيق العدالة وتقديم بديل حقيقي للقوى المتنفذة التي تتمسك بالنهج الفاشل في إدارة البلاد رغم الكوارث المتواصلة.

 ********************************************************************

في بعقوبة.. الشيوعيون يوزعون «طريق الشعب»

ديالى ـ طريق الشعب

واصل الفريق الإعلامي لمحلية الحزب الشيوعي العراقي في بعقوبة جولاته الإعلامية داخل الأسواق وقرب التجمعات والمحال التجارية. وبمشاركة الرفيق صالح المصرفي، شهدت الجولة الإعلامية الأخيرة حوارات مباشرة مع المواطنين في بعقوبة حول ضرورة المشاركة في الانتخابات المقبلة وإمكانيات جعلها جزءا من مشروع التغيير الذي يطرحه الحزب الشيوعي كبديل لنظام المحاصصة. ووزع أعضاء الفريق الاعلامي  جريدة “طريق الشعب” ملحقة ببيان الحزب حول ارتفاع الأسعار، فضلا عن مطبوع تعريفي لتحالف قيم المدني ومشروعه وقواه. وحضيت الجولة بترحيب وتفاعل ايجابي من المواطنين الذين أبدوا اعتزازهم بالشيوعيين وبحزبهم.

 *************************************************************************

في هيت غربي الأنبار.. الشيوعيون يحاورون المواطنين بشأن مشاكل المحافظة

الأنبار ـ طريق الشعب

نظم عدد من رفاقنا في المحافظة جولة أولى وزعوا خلالها عددا من مطبوعات الحزب، فيما أجروا حوارات مع المارّة بشأن تحالف قيم المدني وانتخابات مجالس المحافظات.

وفي جولة ثانية، كانت هنالك نقاشات واسعة مع الأهالي بشأن المشاكل التي تعاني منها محافظة الأنبار، وقضاء هيت على وجه الخصوص.

ودعا الرفاق المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات من أجل تغيير هذا الواقع وقطع الطريق على القوى المتنفذة التي تصرّ على إدارة البلاد وفق المحاصصة المقيتة.

 ******************************************************************

شيوعيو ميسان يزورون اتحاد الأدباء والكتّاب

ميسان ـ طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في ميسان فرع اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين في المحافظة.

وتحدث الطرفان عن أهمية التواصل والتعاون المشترك في إقامة الفعاليات والانشطة الثقافية، فيما جرى الاتفاق على أن يستضيف مقر الحزب في الأسبوع الحالي أمسية ثقافية كمبادرة على تفعيل هذا التعاون.

وقدّم وفد الحزب الذي ترأسه سكرتير اللجنة المحلية الرفيق علي السفير، باقة من الورد إلى رئيس الاتحاد حامد عبد الحسين، معبرا عن اعتزازه بجهود المبدعين ودعم الحزب اللامحدود لهم.

 ***************************************************************************

في الكرادة داخل .. فريق من الشيوعيين يعرف بمواقف الحزب

بغداد ـ طريق الشعب

فريق إعلامي من الشيوعيين يجري جولة ميدانية ويلتقي بالعشرات من المواطنين للحديث معهم عن الحزب ومواقفه السياسية.

ووزع الفريق نسخا عديدة من جريدة “طريق الشعب” التي تفردت بإصدار ثلاث صفحات من عدد اليوم حول حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة والدفاع عن نفسه ضد الاحتلال الغاشم. وبمشاركة عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس، ضمّ الفريق عددا من رفاق محلية الحزب في الرصافة الأولى ومحلية الحزب للمثقفين أيضا، فيما جرى الحديث عن الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات وأهمية المشاركة فيها. يُذكر أن المواطنين استقبلوا الفريق الجوال بحفاوة عالية وعبروا عن تقديرهم للمواقف الوطنية الثابتة للشيوعيين تجاه بلدهم وشعبهم.

 ************************************************************************************

ميسان.. الشيوعيون في ضيافة وجهاء قضاء المجر الكبير

ميسان ـ طريق الشعب

التقى سكرتير اللجنة المحليه للحزب الشيوعي في ميسان، الرفيق علي السفير، بعدد من وجهاء قضاء المجر الكبير.

وجرى الحديث عن المشاكل الكبيرة التي يشهدها الواقع الخدمي للمحافظة ورؤية تحالف قيم المدني لتغييره.

وعرّف السفير ببرنامج التحالف وما يتضمنه من حلول واقعية تنطلق من نبذ المحاصصة والعمل من أجل بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

بالمقابل، أبدى الوجهاء اعجابهم بمشروع التحالف مؤكدين على دعمه من أجل تغيير واقع المحافظة إلى الأفضل والخروج من دوامة الاخفاقات والفشل المتواصل.

 **********************************************************************************

طاولات اعلامية في مركز محافظة واسط وأقضيتها ونواحيها

واسط ـ طريق الشعب

طاولات إعلامية وجولات ميدانية ولقاءات متواصلة يجريها أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في واسط للحديث مع الأهالي بشأن مشروع تحالف قيم المدني والتعريف بمواقف حزبنا من الأوضاع الحالية. وبمشاركة الرفيق تيسير حذر، شملت هذه النشاطات توزيع نسخ من بيانات الحزب وبعض المطبوعات الصادرة عنه بخصوص قضايا مهمة تتعلق بمصلحة أبناء شعبنا. وأقام فريق آخر من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الكوت طاولة إعلامية وجولة راجلة في الأسواق للتعريف بتحالف قيم المدني ومواقف الحزب من القضايا السياسية والاقتصادية الراهنة. وأجرى الرفاق حوارات مع المارّة ووزعوا أيضا عددا كبيرا من الملصقات الخاصة بالحزب وشعاراته.

 **************************************************************

الشيوعيون يعرّفون بمواقف حزبهم الداعمة للشعب الفلسطيني

بغداد ـ طريق الشعب

أجرى فريق جوال من منظمة الحزب الشيوعي في المنصور جولة في مناطق الوشاش والإسكان وُزعت خلالها نسخ عديدة من تصريح المكتب السياسي للحزب والذي أكد دعم الشيوعيين العراقيين لمقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة وتصديه للاحتلال الغاشم. وكان لهذه الخطوة أثر ايجابي من قبل جميع المواطنين الذين جرى اللقاء بهم والحديث معهم في المقاهي الشعبية والمحال التجارية والتجمعات العامة.

 ***********************************************************************

الصفحة السابعة

طالبت شعوب المنطقة والعالم بالضغط على حكوماتهم لإيقاف العدوان.. قيادية فلسطينية: مصرون على المقاومة حتى النفس الاخير

بغداد ـ محمد التميمي

في ظل التطورات المستمرة والمتسارعة المستمرة، منذ يوم السبت الماضي في فلسطين، اجرت “طريق الشعب” حواراً عبر الهاتف مع عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني الرفيقة عفاف غطاشنة، إذ تناول الحوار تطورات الاوضاع في غزة والاراضي الفلسطينية المحتلة، والروح المعنوية للشعب الفلسطيني، والفعاليات الشعبية التي يجري تنظيمها بالتزامن مع عملية “طوفان الاقصى”.

عربدة المستوطنين واستهتارهم

في مستهل الحوار، تحدثت غطاشنة عن مجريات وتطور الاحداث، داخل الاراضي المحتلة وقالت ان الضفة “تحولت الى سجن كبير، وكل مخيم وقرية ومدينة عليها بوابة مغلقة. بمعنى اخر، أن الاحتلال قام بفصل كل القرى والبلدات عن بعضها البعض لمنع التحرك والتفاعل مع الحالة القائمة، وترك مستوطنيه يعربدون في المنطقة”.

وعن الجانب الفلسطيني، اوضحت ان هناك لجانا شعبية مشكلة منذ البداية واخرى تم تشكيلها جديداً مع الحالة، تتناسب مع الوضع القائم والقصد منها حماية ابناء شعبنا من عربدة المستوطنين. بالأمس قتل مواطن فلسطيني بإحدى المناطق بالضفة القريبة من رام الله دهساً بالسيارة بشكل بشع، لذلك فان الغرض من هذه اللجان هو حماية شعبنا من اي عربدة”.

موحدون بالميدان

واكدت انهم ميدانياً موحدون “من اجل التصدي للاحتلال بشكل عام، واشتباكات المقاومة مستمرة على كل المداخل التي يتواجدون بها، وهنالك تفاؤل عال لدى ابناء شعبنا ووحدة جماهيرية لكل مكونات الشعب الفلسطيني على الارض، وسنضغط على السلطة الفلسطينية، لان يكون لها دور اكثر وضوحاً”.

محاولات لتهجير الفلسطينيين

وأكدت غطاشنة مرة أخرى، ان الحالة المعنوية لدى الناس عالية جداً وغير مسبوقة، فهناك خليط من مشاعر في وجدان الناس، بين الفرح والنصر وما الى ذلك. وفي ذات الوقت حزن والم على ما يحدث في غزة.

واشارت الى ان “الشعب الفلسطيني مصر على المقاومة حتى اخر نفس، اما ان نموت جميعاً وإما ان نحيا جميعاً، ولا مفر لنا غير هذا، او ان نكون في اي مكان غير ارض الوطن”، مؤكدة ان “كل محاولات تطبيق صفقة القرن من خلال تهجير شعبنا والان ايضا هناك مخاطر كبيرة بغزة تتمثل بمحاولة تهجير شعبنا الى سيناء، ومحاولة فتح المعابر لهذا الغرض لن تفلح”.

ونبهت الى ان “الشعب الفلسطيني منتبه تماما لهذا، واعتقد انه لا توجد صورة اكثر من صورة غزة الواضحة وما يجري فيها الان، والتي تؤكد على ان الفلسطينيين لن يذهبوا الى اي مكان، ويجب ان لا نذهب الى اي مكان”.

اما على الصعيد العربي، فقد شددت على ضرورة فتح معابر. وقالت إن “الشعب الفلسطيني يترقب مصرا، ويضغطون من اجل فتح معبر رفح لان غزة باتت بلا ماء ودواء وطعام، ومعبر رفح مغلق، وهو المعبر الوحيد الذي تستطيع غزة ان تتحرك من خلاله وتستقبل المساعدات المختلفة”.

«نصبح أقوى بعد كل عدوان»

وشددت على ضرورة ان يضغط العالم “من اجل فتح المعابر التي تخضع لسيطرة الاحتلال، فهي المسؤولة عن فتحها وهي معابر عديدة”.

وتابعت قائلة، ان “رسالتنا يجب ان “تكون حاسمة ومختلفة عن كل مرة سابقة. نحن نعلم ان هناك تضامنا، لكن ما نريده اكثر من مجرد مسيرات واكثر من وقفات وتنديد. نريد ان يكون هناك ضغط حقيقي على الحكومات التي يجب ان تضغط من اجل وقف هذا العدوان غير المسبوق على الشعب الفلسطيني”.

واردفت قائلة، “نريد من الحكومات ان تقطع العلاقات الدبلوماسية مع امريكا واسرائيل وكل المعادين للشعب الفلسطيني. نحن ندرك ان هذه المعركة ليست معركة تحرر، لكنها مقدمة لمعركة التحرر”.

ولفتت الى ان “العملية السياسية لن تنجح الا اذا ما احسن الشعب الفلسطيني وقيادته استخدامها واستثمارها، حيث ستكون هناك عملية سياسية مختلفة عن كل العمليات السابقة بتقديري. ومن المهم ان نشير الى ان هذا العدو الغبي مهما قتل او دمر وحاول ان يبيد غزة بتدميرها الان، الا ان الشعب الفلسطيني ومقاومته وقيادته تصبح اقوى بعد كل عدوان”.

لن يشوهوا نضالنا ومقاومتنا

وذكرت، ان “المباني تبنى والشعب لن ينقرض، ولن يتمكن احد من ابادة شعبنا الفلسطيني، واؤكد اننا صامدون رغم كل المآسي والتضحيات، وهذا الاحتلال بعد 75 عاما آن الاوان لان ينتهي والى الابد”.

وخلصت الى ان “القضية قضية تحرر وطني واستقلال وتقرير مصير، وكل المحاولات التي تريد ان تظهر نضالنا ومقاومتنا على انها ارهاب مردودة عليهم”، مبينة ان “فتح وحماس وكل الفصائل موحدون امام هذا العدوان ولن يستطيع أحد تشويه مقاومتنا ونضالنا ضد هذا الاحتلال النازي”.

****************************************************************************

الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة شاملة في غزة.. صمود فلسطيني كبير في مواجهة الاسلحة «المحظورة» دوليا

بغداد – طريق الشعب

يواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني، منذ خمسة ايام، وأدت آلته الحربية الى تدمير إحياء كاملة في قطاع غزة والمدن الفلسطينية المحتلة.

وفي الايام الماضية، أدى القصف الممنهج إلى استشهاد أكثر من 1055 فلسطينيا، وجرح اكثر من 5000 مواطن.

وفيما وصفت الامم المتحدة ان الحصار الذي فرضته اسرائيل على قطاع غزة بانه “محظور بموجب القانون الدولي”، ذكر مجلس السلم العالمي ان السبب الجذري لهذا التصعيد هو الاحتلال الاسرائيلي.

يتمتع بحق مقاومة الاحتلال

وأعرب مجلس السلم العالمي عن قلقه العميق إزاء استمرار إراقة الدماء في التطورات الاخيرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي.  وذكر بيان للمجلس، ان “السبب الجذري لهذا التصعيد هو الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية، وسياسة الاستيطان، وسرقة الأراضي، والجدار في الضفة الغربية، والإذلال اليومي للفلسطينيين ومضايقتهم وقتلهم من قبل نظام الاحتلال. آلاف السجناء الفلسطينيين، ونقاط التفتيش، والتمييز والحرمان من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في دولته”.

وتابع: “ليس من الحكمة أن نتوقع ألا يؤدي الظلم والاحتلال المتراكمان إلى إثارة ردود فعل من الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بموجب القانون الدولي بالحق المشروع في مقاومة الاحتلال”.

امر مثير للاشمئزاز

قال هوكان سفنيلينك الناطق الرسمي لشؤون العلاقات الدولية في حزب اليسار السويدي، في تصريح صحفي، ان “التطورات الاخيرة كانت غير متوقعة وصادمة، وان الاستخدام الصارخ للعنف ضد المدنيين أمر مثير للاشمئزاز لنا جميعًا”. وذكر سفنيلينك، ان “تضخم الصراع يظهر أن العالم الخارجي لم يعد قادراً على نسيان المشكلة الأساسية، وهي غياب اتفاق سلام مستدام وحل الدولتين. لقد ظل الوضع الراهن قائما لفترة طويلة للغاية في حين يتجاهل العالم الخارجي النظر، وهو ما يعني أن المساحة الفلسطينية تقلصت سنتيمترا مربعا بعد سنتيمترا مربعا”.

واضاف الناطق باسم حزب اليسار السويدي، “لا شك أن الحكومة السويدية اليمينية تضل طريقها في هذا الصدد. ويطالبون بسحب المساعدات عن فلسطين وزيادة شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. لا شيء من ذلك سوف يساعد”.

دعوة لارتكاب جريمة حرب

وفي تطور المواقف الدولية، قالت الأمم المتحدة، إن “الحصار الكامل الذي أعلنت إسرائيل فرضه على قطاع غزة (محظور بموجب القانون الدولي)، ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن الفلسطينيين بالمقززة، وقالت إنها دعوة لارتكاب جريمة حرب.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إنّ “الحصار الإسرائيلي على غزة بحسب القانون الدولي غير قانوني”.

في الاثناء، دعت منظمة الصحة العالمية إلى “فتح ممر إنساني إلى المنطقة، كما عرض الصليب الأحمر الدولي مساعدته لمعرفة مصير الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين”.

مظهر من مظاهر الظلم

وبينما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم دولة الاحتلال الاسرائيلي وأصدر تحذيرا لأي شخص قد يسعى للاستفادة من الوضع.

ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موقف روسيا يؤيد تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإنشاء دولة فلسطينية.

وقال إن الصراع لا يمكن حله بدون معالجة قضايا مثل إقامة دولة فلسطينية.

لن تنعم بالاستقرار؟

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إنّ “المنطقة لن تنعم بالاستقرار حتى يحصل الفلسطينيون على دولة ذات سيادة إلى جانب إسرائيل”.

وأضاف، “ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجددا أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة

اسرائيل قصفت معبر رفح

في الاثناء، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطورة التصعيد الحالي في قطاع غزة، وشدد على أن “ مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وأنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف”.

وأكد، أن “مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقناً لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

في غضون ذلك، قالت مصادر ة إسرائيلية أن “ سلطة الاحتلال حذرت مصر من إرسال أي مساعدات لغزة، وهددت باستهداف أي مساعدات”.

وبالفعل قصفت إسرائيل معبر رفح الفلسطيني مرتين، حسب قناة 12 الاسرائيلية

يراعي ارتباطات الاعضاء!

ووفق للسفير حسام زكي الامين المساعد لجامعة الدولة العربية انها تجري حالياً مشاورات بشأن عقد اجتماع طارئ (بعد خمسة ايام على التصعيد في فلسطين!) على مستوى وزراء الخارجية، لبحث سبل التحرك السياسي بعد أحداث غزة، متوقعاً ان يعقد الاجتماع خلال الاسبوع الحالي

ولحظة إعداد هذا التقرير، كانت جامعة الدول العربية قد عقدت اجتماعها العاجل وصدر عنها عدة توصيات!

إسرائيل ستهزم

وكشف المحلل الجيوسياسي الأمريكي، براندون فايشرت، أن “إسرائيل قد تتعرض لهزيمة من دون دعم الولايات المتحدة لها”.

وكتب فايشرت، الذي عمل سابقا كموظف في الكونغرس، مقالة لموقع “فورتي فايف” نقلتها شبكة “الساعة”، أن “غياب الدعم الأمريكي، سيؤدي لهزيمة إسرائيل تماما إذا شن حزب الله المدعوم من إيران هجوما متواصلا، بينما تكون إسرائيل تحارب ضد حماس”.

وأعرب المحلل عن قلقه من أنه “إذا خسرت إسرائيل، في هذه الحرب فإن أمريكا قد تخسر نفوذها في الشرق الأوسط لصالح الصين”.

وفي ذات السابق، ذكر الكاتب الإسرائيلي يوسي يهوشوع، في مقال رأي منشور على صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية”، أن “بلاده تواجه حاليا 3 تحديات صعبة ومعقدة”.

وتساءل الكاتب عما إذا كانت المناوشات التي حدثت خلال الساعات الماضية في شمال البلاد مع حزب الله ستبقى محصورة فقط في المناطق الواقعة على طول الحدود أم أنها تصعيد قد يخرج عن نطاق السيطرة ويتحول إلى حرب شاملة؟”.

في التطورات الاخيرة

اتهمت الخارجية الفلسطينية إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض في قصف مناطق مكتظة بالسكان في قطاع غزة.

وقالت الوزارة على موقع (X) أرفقت بها مقطع فيديو، إن “الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الفوسفور الأبيض المحرم دوليا ضد الفلسطينيين، في منطقة الكرامة شمال غزة”.

ويوم امس، تحدثت مصادر طبية فلسطينية، عن إصابة عشرات الفلسطينيين في هجوم شنه مستوطنون على بلدات في الضفة الغربية، فيما تحدثت وسائل اعلام، عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بعد نفاد الوقود”

وتفيد التقارير الواردة بوجود نقص في المواد الغذائية في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، وحذرت المستشفيات بأن المواد الطبية والأودية ستنفد في غضون الـ24 ساعة المقبلة.

الى ذلك، نقلت وسائل اعلام ان دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل حشد أعداد كبيرة من قواتها بالقرب من الحدود مع غزة، فيما يبدو استعدادا لعملية برية واسعة.

واعلنت مصادر طبية عن “ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 1055 فلسطينيا وأكثر من 5000 جريح، وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية استشهد 23 فلسطينياً وأصيب نحو 130 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي” منذ يوم السبت الماضي.

واعلنت الصحة الفلسطينية، “أنّ قرابة 60 في المائة من الإصابات وقعت بين النساء والأطفال.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي بلغ عدد القتلى في إسرائيل 1200 شخص، وأكثر من 2700 جريح، بينهم 169 عسكريا، مؤكدا الاتصال بعائلات 60 شخصا أسروا من عناصر حماس ونقلوا إلى غزة.

ووصلت حاملة الطائرات الامريكية “جيرالد فورد” الى البحر المتوسط، وحسب تصريح القيادة الوسطى الأمريكية، أنّ الهدف منه هو “ردع أي طرف يسعى لتوسيع رقعة الحرب”.

ووفق مصادر إعلامية فإن عمليات تسلل جديدة نفذتها المقاومة الفلسطينية ومن لبنان، كذلك جرى قصف المناطق المحتلة بعدة صواريخ، فيما تستمر المواجهات في جبهات عديدة.

وفي التطورات ايضاً

ونفت المقاومة الفلسطينية، في تصريح صحفي ما تداول بشأن استهدافها للأطفال، داعية وسائل الإعلام الغربية إلى تحري الدقة وعدم الانحياز للرواية الصهيونية، على حد قولها.

وأعلن الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، امس الأربعاء، استبدال مقاتليها في محاور زيكيم - عسقلان وصوفا ومحاور أخرى.

وذكرت، “مقاتلونا يخضون معارك عنيفة في منطقة صوفا”.

في المقابل قصف جيش الاحتلال، مساء الثلاثاء، بالمدفعية الأراضي السورية ردا على إطلاق قذائف منها نحو هضبة الجولان وفق متحدث عسكري. وأعلن الجيش أن “وحداته قصفت الأراضي اللبنانية ردا على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات”

في الاثناء، أعلنت حركة حماس، أمس الأربعاء، استهداف مطار بن غوريون الإسرائيلي برشقة صاروخية، ردا على استهداف المدنيين. وسبق ذلك ايضاً بالقصف الثلاثاء، لكن إسرائيل نفت ذلك، فيما ظهرت عدة مقاطع فيديوية تؤكد ذلك.

وقالت وزارة التعليم الإسرائيلية، إنّ “جميع المدارس ستتحول إلى التعليم عن بعد اعتبارا من الأحد المقبل، وتم إغلاق المدارس في إسرائيل منذ بداية هجوم المقاومة الفلسطينية على الأراضي المحتلة”.

27 ألف قطعة سلاح

وقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف بن غفير، انه “وزع على الإسرائيليين منذ صبيحة السبت وإلى الآن 27 ألف قطعة سلاح وسيواصل توزيع السلاح”.

وكان في انتظاره مجموعة من الصحافيين الذين أرادوا توجيه الأسئلة إليه ولكنه رفض الرد على أي منها.

وقال اعتبارا من صباح اليوم يستطيع كل من يسكن في سديروت التقدم بطلب لحيازة السلاح بدون استثناء.

دعوة للإبادة!

ودعت نائبة إسرائيلية جيش الاحتلال إلى استخدام السلاح النووي. ونشرت ريفيتال “تالي” جوتليف، المحامية الإسرائيلية وعضو الكنيست عن حزب الليكود، عدة منشورات تدعو إلى “الانتقام العنيف” في أعقاب الهجوم المفاجئ للمقاومة الفلسطينية يوم السبت على إسرائيل، وفق ما جاء بمجلة نيوزويك الأميركية.

وكتبت جوتليف على موقع (X) “صاروخ أريحا! صاروخ أريحا! إنذار استراتيجي. قبل التفكير في إدخال القوات. سلاح يوم القيامة! هذا رأيي”.

وجاء في منشور آخر “أحثكم على القيام بكل شيء واستخدام أسلحة يوم القيامة بلا خوف ضد أعدائنا”، وأضافت أن إسرائيل “يجب أن تستخدم كل ما في ترسانتها”.

تصريحات مقززة

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الفلسطينيين بأنهم “حيوانات على شكل بشر”، وقال إن إسرائيل تتعامل معهم على هذا الأساس، وهو ما اعتبرته هيومن رايتس ووتش أمرا مقززا، ورأت فيه دعوة لارتكاب جرائم حرب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليؤور بن دور، امس الأربعاء، إن “بلاده مصممة على تحقيق انتصار ساحق في غزة، بحرب وصفها بالطويلة. وشدد على أنه “لا مكان للحديث عن ضبط النفس في هذه المرحلة”.

***********************************************************************************

الصفحة الثامنة

عين المرأة.. ضرب الأبناء وغياب الحماية

انتصار الميالي

وقفت امام زوج أمها بعد طلبه منها ان تجلب له (الصوندة) المطاطية، وكانت نبرة صوته شرسة بوضوح. فاقتربت منه وهي تقول: (هاك بابا). وما أن أخذ (الصوندة) حتى بدأ يضربها بوحشية. أخذت تتلوى على الارض ألماً من شدة الضرب، وهي شبه عارية (طفلة صغيرة لم تتجاوز السنوات الست) مرددة ( بابا لا تضربني)! قصة مؤلمة تصدرت أخبار وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، واستنكرها الرأي العام، فيما سارعت الاجهزة المعنية الى التدخل لأنقاذ الطفلة. وخلال ذلك ولّى الوحش هارباً، وهو يواصل تهديداته بكل وقاحة.

لعل العنف الجسدي من اكثر ما يخلف إصابات نفسية طويلة الأمد، والتعرض له في الصغر واحد من أسباب الإعاقات النفسية المعرقلة لتطور ونمو شخصية الطفل، والمسؤول الأول عن ارتفاع المعدلات الأولية للإصابة بالاكتئاب. حيث الإحساس المتزايد بفقدان القيمة والامل، والشعور بالدونية والانفصال التام عن الآخرين وتفضيل العزلة والوحدة على الوجود حتى مع الأشخاص الذين يحبونهم. ويؤدي التعرض المستمر للعنف في الصغر الى اضطرابات حادة في الشخصية، وغالبا ما يتكرر ذلك في العائلة الواحدة بمعنى أن الأم أو الأب اللذين تعرضا للعنف صغارا قلما يستطيعان ضبط أعصابهما، بل وقد يتعمدان تعريض أطفالهما للعنف البدني أو النفسي، ويستمر مسلسل العنف الأسري جيلا بعد جيل،  مما يفقد تلك الأسرة السعادة والاستقرار وحتى الأمل بحياة مستقبلية·

مع استمرار ظاهرة تعذيب الأبناء نتيجة الفراغ التشريعي، وضعف تطبيق القانون الذي يعتبر قضايا التعذيب جنحة يعاقب عليها باحكام مخففة، مثل بعض مواد قانون العقوبات العراقي - المادة ٤١٣ التي تعاقب بالحبس لمدة سنة والغرامة أو بإحدى العقوبتين لمرتكبي الإيذاء أو أحداث المرض، وتُشدد هذه العقوبة اذا كان الجاني من أصول المجني عليه لتصل إلى الحبس ٣ سنوات اذا استخدمت أدوات أو مواد ضارة لغرض لايذاء. أما إذا نشأت عن الفعل عاهة مستديمة أو جنون أو قطع أحد الحواس، فتصل العقوبة إلى السجن ١٥ سنة وفق المادة ٤١٢ من قانون العقوبات العراقي.

يبقى ضروريا حماية حق الطفل فى الحياة والنمو فى كنف أسرة متماسكة ومتضامنة، والتمتع بمختلف التدابير الوقائية، والحماية من كافة أشكال العنف أو الإساءة البدنية والمعنوية والجنسية والإهمال والتقصير أو غير ذلك من أشكال إساءة المعاملة والاستغلال، مع تأمين المساواة الفعلية للتمتع بكافة الحقوق التي تجعل الطفل يتمتع بحياة آمنة وكريمة.

***********************************************************************************

في الشهر العالمي لحملات التوعية.. ضحايا الأمراض السرطانية

يفتقدن الرعاية الصحية ويواجهن غلاء العلاجات

بغداد – نورس حسن

بينما تضج بداية شهر تشرين الأول من كل عام، في العالم عموما، بحملات التوعية الصحية خاصة للمصابات بسرطان الثدي، فان هذه الحملات لا تحظى باهتمام السلطات الحكومية في العراق لاسيما البيئية والصحية.

ويعاني الكثير جدا من المواطنين والنساء تحديدا، من غياب الرعاية الصحية بصورة عامة، ومن ارتفاع تكاليف الفحوصات والعلاجات الطبية في العيادات الخاصة. وهذا إضافة الى محدودية الأجهزة الطبية جعلت الكثير من النساء يتقبلن واقع المرض ولا يسعين لتلقي العلاج، الأمر الذي زاد كثيرا من الوفيات نتيجة لإهمال الوصيا الصحية التي يوصي الأطباء بالالتزام بها.

وتقول د. رشا جبار اختصاص طب الأسرة لـ”طريق الشعب” إن “حملات التوعية الصحية التي تقع على عاتق الجهات الحكومية، فقيرة ودون المستوى المطلوب، مقارنة بمستوى الأمراض المنتشرة في المجتمع جراء ارتفاع نسب التلوث”، محملة وزارات الصحة والبيئة ووزارة الثقافة مسؤولية التقصير في هذا الجانب.

وتضيف أن “أغلب مرضى الإصابات بالأمراض السرطانية ينتبهون اليها في مراحل متأخرة، أي بعد انتشار المرض ووصوله مراحل متقدمة، الأمر الذي يقلل من احتمال الشفاء ويؤدي بالتالي حتى الى وفاة المصاب”.

وبخصوص الرعاية الصحية للنساء تذكر د. رشا أنها “تراجعت كثيرا بسبب ضعف الحالة الاقتصادية للكثير من الأسر، وارتفاع تكاليف الفحص والعلاج ارتباطا بارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار، الأمر الذي أثقل كثيرا كاهل المرضى”.

يهملن الواقع!

وتستطرد قائلة أن “النساء هن الأكثر إهمالا لواقعهن الصحي ولأسباب متعددة، أهمها قلة التوعية وضعف الامكانيات المادية لأغلبهن، فضلا عن غياب الرعاية الصحية الجيدة للمرأة داخل العديد من المراكز الصحية التي تعاني من الإهمال الشديد وضعف الرقابة”.

وتذكر د. رشا أنه “خلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت حالات النساء المصابات بأمراض سرطان الثدي والرحم تحديدا، بسبب ارتفاع نسب التلوث وعدم الاهتمام بنوعية التغذية، إضافة إلى غياب المتابعات الصحية الدورية التي تساعد على الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية، وبالتالي إمكانية السيطرة على المرض والشفاء منه”.

وتشدد على أن “المتابعات الصحية ضرورة لا بد منها، وهي بحاجة إلى حمالات تثقيفية واسعة لتحقيقها مجتمعيا”.

لأنك تستحقين

في السياق، يفيد المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر أن “وزارة الصحة وتحت شعار (لأنك تستحقين)، حرصت بداية هذا الشهر على إطلاق حملة التوعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي”، مطالبا وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني باسنادها.

ويقول البدر لـ”طريق الشعب” إن الإصابة بسرطان الثدي تحتل المرتبة الأولى بين الإصابات السرطانية”، داعيا إلى ضرورة تكثيف حملات الفحص الدوري المستمر، خاصة للنساء اللواتي تجاوزت أعمارهن 50 عاما.

ويؤكد البدر أن “ارتفاع نسب التلوث وقلة النشاط البدني فضلا عن غياب المتابعات الصحية المستمرة، هي أبرز أسباب الإصابات”.

بدورها تفيد الناشطة النسوية آلاء الفرطوسي أن حملات التوعية التي تتبناها وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات المعنية بالجانب الصحي والبيئي، ما زالت أدنى من المستوى المطلوب على الرغم من حجم المشكلة الكبير حاليا في المجتمع، الذي بات يعاني من أوبئة وأمراض مختلفة”. وترى أن الرعاية الصحية للمواطنين بصورة عامة “ليست جيدة في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، فالمواطنون يعانون من نقص الخدمات الصحية وشح العلاجات مقابل توفرها بكلفة عالية في المراكز الصحية الاهلية”.

وتقول الفرطوسي لـ”طريق الشعب” إن “الحكومة تهمل باستمرار واقع حال المواطنين محدودي الدخل والذين يشكلون الأغلبية”.

وحول حملة التوعية الصحية للكشف المبكر عن سرطان الثدي تذكر أن النساء في العراق ونظرا لتزايد حالات الإصابة “بحاجة ماسة إلى حملات توعية واسعة، خاصة في المناطق الجنوبية التي يعاني سكانها من ارتفاع نسب الاصابة مقارنة بالمحافظات الاخرى “وذلك لأسباب تنسبها الجهات الصحية إلى ارتفاع نسب التلوث” حسب قولها.

وتشدد الفرطوسي على أن “الواقع الصحي للمرأة في تدهور مستمر وهناك حاجة ملحة إلى القيام بنهضة حكومية كبيرة لإنشاء مراكز للفحص المبكر، لكشف المرض ومعالجته في بدايته”.

***************************************************************************

بازار مفرح لنساء الريف.. ينتجن الدهن الحر ويخيطن الملابس المدرسية

بغداد – طريق الشعب

بعد أن تلقين الدعم من “المجلس الدنماركي” المعني بإسناد المهجرين والعائدين من النزوح في محافظة صلاح الدين، تمكنت مواطنات من قضاء بلد من انتاج أغذية مختلفة وخياطة ملابس مختلفة الأزياء إضافة إلى المنتجات اليدوية، ومن عرضها مؤخرا في بازار احتضنه مركز شباب بلد.

معظم المشاركات قدِمْنَ من المناطق الريفية (عزيز بلد، جويزرات، الرفيعات، والرواشد) إضافة إلى مركز القضاء.

وتقول المواطنة نضال محمد إحدى المشاركات في البازار في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” إن “ المجلس منحني بقرة تمكنت بفضلها من الحصول على الحليب الطازج لتغذية عائلتي، وتمكنت أيضا من انتاج الدهن والألبان وبيعها بأسعار مناسبة جداً”.

من جانبها تقول المواطنة نوال خليفة وهي خياطة أن “منحة المجلس مكنتني من شراء المواد الأولية للخياطة كالقماش وماكنة للخياطة، حيث تمكنت من خياطة الملابس المدرسية وبيعها إلى المواطنين من سكان المنطقة، مقابل أسعار بسيطة بداية العام الدراسي هذا”.

في السياق، تذكر الناشطة النسوية آلاء محارب أن “النساء في المناطق الزراعية يمتلكن امكانيات ومواهب مختلفة، تعود بمردودات اقتصادية جيدة على البلاد حال احتضانها ودعمها، عبر شراء المنتجات أولا وتقديم الدعم المادي للمشاريع الجديدة”.

وتنبه إلى أن الإهمال الشديد الذي تعانيه النساء جعلهن ضحية لمجتمع يعاني من تحديات مختلفة فرضتها الإجراءات الحكومية غير المدروسة، التي تهمل باستمرار الطاقات الإنتاجية المحلية.

***************************************************************************************

اللا عنف منذ الطفولة

د. ناهدة محمد علي

إن السلوك اللاعنفي مُكتسب ويتشربه الطفل رويداً رويداً منذ نشأته ويترسخ فيه في مراهقته ويصبح عادة مستديمة حين بلوغه، وهو أثناء هذه المراحل كالإسفنج تعتصره الحياة فيفرغ محتوياته حول من حوله من إخوة وأصدقاء وزوجة وأبناء.

إن خُلق اللاعُنف قد يتسم به فلاح بسيط أو بائع متجول وهو لا يعتمد كلياً على المستوى الثقافي والعلمي بل يتأثر بهذا المستوى ولكنه ليس بالضرورة قطعياً، لقد اطلعت على قضايا عُنف حاد وحالات قتل لأساتذة أكاديميين أو أطباء متخصصين لأن حالة العُنف الحاد وببساطة تتكون أساساً منذ الطفولة وتعتمد على طريقة التربية وتعامل الأبوين والصداقات المدرسية ونوعية مناطق السكن وهناك مناطق سكن مشهورة بالعنف حيث يتجمع الكثير من اللصوص والقتلة وممارسي العنف في هذه المناطق الفقيرة في كل أنحاء العالم، فنجد هذه المناطق في أمريكا أو في مصر أو في العراق وغيرها من الدول، وليس بالضرورة أن يكون كل سكان هذه المناطق من المجرمين ولكن العُنف يُكتسب من خلال المُعايشة في الشارع والمدرسة والبيت .

إن التربية الأُسرية السلمية والتي تقدم ما يكفي للأولاد من الحنان والعطف والتفهم والمرونة ينتج منها غالباً أولاد مسالمون ومحبون يبثون السلام أينما تواجدوا سواء في الشارع أو المدرسة ويقدمون للمجتمع ما تعلموه في البيت ولا يعتمد هذا فقط على سبل التعامل مع الأبوين بل على كل ما يقرأه أو يراه الطفل على شاشة التلفاز، لأن عدة ساعات من الجلوس أمام التلفاز أو ( Play Station ) ومراقبة أفلام الآكشن والعُنف يجعل من الطفل ممتصاً ومتقمصاً تدريجياً لحالات الأطفال العُنفية وهو إن أعجبه سلوك البطل يُقلده في البيت والشارع ويلغي ما رآه وما تعلمه من أبويه أو في المدرسة ويعتمد هذا على مدى قوة تأثير الأبوين أو المدرسين وعدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام أبطال الشاشة حتى يصبح أبطال الشاشة العُنفيين هم أبطال الحياة، ويتوقفون عن التصور من أن الأبوين أو المدرسين هم أبطاله في الحياة المُقتدى بهم، كما أن نوع الموسيقي إذا كانت صاخبة أو هادئة تؤثر وتحفز الدوافع وتجعل المراهق الذي يستمع دائماً للموسيقى الصاخبة حاد المزاج سريع ردود الأفعال، وتؤثر أيضاً نوع أفلام ( الكارتون ) التي تُرى منذ الطفولة ونوع القصص التي تُقرأ على مزاج الطفل وسلوكه العُنفي .

إن إحاطة الطفل بالمعلومات والثقافة السلمية اللاعُنفية منذ الطفولة تجعله يتشربها شيئا فشيئا وتصبح لديه أشبه بالقواعد في الحياة وأُسلوب لا يستطيع تغييره، لأن حياة اللاعُنف هي أسهل بكثير وأكثر إحساساً بالأمان والسعادة، فلا إحساس بالسعادة لدى مُمارسي العُنف بل تفريغ آني لشحنات غضب وقتية والتي هي مُجمع لتجارب كثيرة مُحزنة في الذاكرة، ويعمل عقل المُمارس للعُنف ككمبيوتر سريع لاستخراجها وتفجيرها وتأتي كصور متلاحقة كضرب الأبوين، بطل الشاشة المُنتقم، استهزاء الزملاء واحتقارهم له، المقارنة ما بين حالته الفقيرة المُعدمة، وحالة زميله الغني.

لو أخذنا حالتين الأُولى لولد تربى على العُنف والثانية لولد تربى على اللاعُنف، فهو لم يُضرب في طفولته ولم يُراقب أُمه تُضرب بقسوة ولم يختلط مع جيران أو أصدقاء ممارسين للعُنف ولم يتعود على متابعة الفن الهابط أو الموسيقى الصاخبة، نلاحظ أن هذا الولد يتصرف بشكل هادئ ويحل مشاكله المدرسية والبيتية بأسلوب الحوار والنقاش الهادئ، أما الولد الأول فتكون ردود أفعاله سريعة وعدائية تجاه أفراد عائلته أو زملائه عند حدوث أي مشكلة حتى ولو كانت بسيطة.

إن الأسلوب العُنفي يستمر عادة في كل مراحل الحياة ويتطور حتى يصبح أُسلوبا للحياة يُمارس في البيت والعمل ويصبح الفرد مُدمناً للعُنف ويدخل في دوامة لا يخرج منها حتى الموت ويكون هذا الفرد شقياً وغاضباً على الدوام على عائلته وعلى مجتمعه، وهو يرى نفسه مظلوماً دائماً لا ظالماً، ويضع الآخرين في نقطة الضوء وهو أيضاً غير قادر على إدانة نفسه لأنه يتوقع من الآخرين كل شيء وهو غير قادر على إعطاء أي شيء.

إن مُمارس العنف يجعل من الآخرين أعداءً له، فالآخرون هم من ظلمه برأيه والآخرون من يتوقع منهم السوء وهم من يراقبونه ويدينونه ظلماً، وهو دائماً لم ولن يأخذ موقعه الذي يستحقه في الحياة، ولذا يجب أن ينتقم وينتقم. ويكون مثل هذا الشخص عادة كسول ورغم مزاجه الحاد غير منتج في الغالب لأن الإحباط الذي لديه من الآخرين وأحياناً من نفسه يُقيده ويجعله في الفترات التي يُمارس فيها العُنف مختبأ في بيته ويشعر بالخوف وعدم الثقة بالآخرين، لذا فهو يُقوي نفسه بالغضب لكي يستطيع المواجهة دائماً.

قد يتمتع العُنفيون بذكاء حاد لكنهم في الغالب لا يستفيدون منه وإذا ما تقدموا دراسياً فهم في الغالب أشقياء لا يتمتعون بسعادة النجاح ويُمارسون مهنهم بدون قناعة.

إن مُمارسي العُنف لا يقتصرون على عنصر محدد بل هي للأسف ظاهرة منتشرة انتشارا كبيراً في العالم وهي بين أوساط المثقفين والأُميين وليس بالضرورة أن يلد المجرمون أطفالاً عنيفين بل يكتسبون هذه الصفة تدريجياً من خلال التعايش اليومي، فالآباء لا يُوَرّثون العًنف إلا المصابين بالأمراض العقلية والعصبية والتي قد يتوارثها الأولاد، أما الأبوان المصابان بالأمراض النفسية فكثيراً ما يتلذذون بالسلوك العُنفي مع أبنائهم وبعدها يكون الحصاد شباباً عنيفين وبدرجات مختلفة، وكثيراً ما نقرأ عن أطفال يُحبسون في الظلام أو يُتركون بدون طعام أو تُطفأ أعقاب السكائر على جلودهم، وقد يصل أحياناً العُنف الأُسري إلى حد القتل الفردي أو الجماعي للعائلة، وتقف القوانين الأُوربية ضد هذه المُمارسات وبشدة، لكن القوانين العربية تتساهل كثيراً في موضوع العُنف الأُسري ولا تضع لهذا حداً خاصة ضد الأطفال والنساء.

******************************************************************************

الصفحة العاشرة

لماذا نتخلص من كتاب؟

ابراهيم نصر الله

تتزايد الكتب في البيت، وتبدأ بتجاوز حدود المكتبة للعثور على مساحات أخرى لها في غرف البيت، بجانب الأَسِرّة، تحتها، فوق الطاولات، وتحتها أيضاً. ترتفع أبراجاً هنا وهناك، وغالباً ما تنهار، أحياناً لمجرد المرور بجانبها، ولكنك لا تكفّ عن اقتنائها، بحيث يتجاوز الأمر طاقتك القرائية، وطاقة أهل البيت مجتمعين.

وإذا كانت لك علاقة بالكتابة فإن تكاثر الكتب مضاعف، فبعضها تشتريه لكي تستمتع بقراءته في أقرب وقت، وبعضها مؤجل، لأنه ينتمي إلى فئة المراجع التي تحتاجها الآن أو غداً، أو لعلك لن تحتاجها أبداً، لأنك فقدت الاهتمام بفكرة المشروع الذي كنت تظنّ في لحظة ما أنه الأهم!

في النهاية، أنت مضطر لأن تدخل إلى مكتبتك بهدف تخفيف حمل رفوفها، وأرضيتها وخزائنها.

وغالباً هناك من يطالبك بذلك.

بصراحة، أنت لا تدخل المكتبة طائعاً، لهذا الغرض، بل مرغماً، ومعظمنا كذلك، سواء تعلّق الأمر بالكتب، (أو نسخ الأفلام كما حدث من قبل)، أو بغيرها من الأشياء التي يبدو وكأنها تتوالد أيضاً في غفلة منك.

في بعض الأحيان تغضّ الطرف عن صديق استعار كتاباً أو أكثر، ولم يرجعها، لأنك أصلاً تريده أن يحتفظ بها، وأحياناً العكس، فتختصر الأمر وتعتذر له بحجة أنك لا تعير كتبك أبداً!

في أحيان أخرى، تطلب منك مَدرسة أو جمعية التبرع بكتب لها، فتبدأ باختيار الكتب التي ستتبرع بها، وبعد أن يصبح لديك العدد الكافي تتوقف وتفكر في أولئك الذين سيطالعون هذه الكتب، فتبدأ بوضع جزء منها في كيس آخر؛ إذ تتوصل مثلاً، أن ديوان شعر ضعيف، أو رواية ركيكة، أو كتاباً فيه الكثير من التزمّت والتخلف (وكل هذه من الكتب التي تتسلل عادة إلى مكتبتك لا عن طريق الشراء). هذا النوع هو جزء من تشويه الذائقة وتضليل العقل، لذا فإنك تختار له المضي إلى نقاط إعادة التدوير، إذ تتبرع به كورق فقط.

لا تستطيع أن تكون غير مسؤول وأن ترسل ما لديك لمؤسسة تعليمية أو اجتماعية، لأن الأمر أشبه بالتبرع بطعام فاسد لجائع أو جياع، (بالطبع هذا يحدث في أمكنة كثيرة من هذا العالم، ويطال ذلك حتى الدواء).

ومع وجود أسباب كثيرة لكل شخص للتخلص من كتاب ما، ربما يكون هناك سببان أساسيان للتخلص بالنسبة إلي، الأول: أنني على يقين من عدم عودتي لقراءته مرة أخرى، والثاني: لأنني لا يمكن أن أعود إليه كمرجع في الموضوع الذي يتحدّث فيه، فثمة كثير من الأشياء قد تغيرت، أو تطورت، أو تم الكشف عنها تجعله كتاباً منتهي الصلاحية.

لبعض نقاد الأدب، ربما، أسباب مضافة، مثل دراسة تطور حركة شعرية أو روائية أو قصصية أو نقدية، أو تتبع تطوّر موضوع ما، قضية ما، تحولات أدبية ما، لذا فإنني أتخيل مكتبات بعضهم تتضخم حتى تكاد تلقي بهم خارج البيت، ولقد رأيت أكثر من مرّة شيئاً كهذا.

سأعترف هنا أن بعض الكتب التي تحبها قد تحرص على وجود أكثر من طبعة لها في مكتبتك، هذا الشغف بها يجعلك على الدوام متتبعاً لأخبارها. أما بعض الكتّاب الذين تقع في حب كتاباتهم، فقد يوصلونك إلى نقطة تندفع فيها لشراء كل كتبهم، لكن، للمفارقة، حين لا تحب كتاباً أو اثنين أو ثلاثة منها لا تتخلى عنها، فمحبتك للكاتب تجعلك تحتمل وجود كتب له لا تحبها، أو لا تفضلها في بيتك، وكأنه كلٌّ، مثل إنسان تحبه وتعرف بعض عيوبه، لكنك رغم هذه العيوب تبقى متعلقاً به.

هؤلاء نمط من الكتاب الذين يمكن أن أطلق عليهم صفة: رفاق درب الروح، أو رفاق الحياة، إنهم المؤنسون الذين لا تستطيع أن تتخيل الأدب من دونهم، فثمة شيء كان سينقص لو لم يولدوا.

.. وبعض الكتب تحرص على ترميمها كلما نهشت الأيام قطعة من غلافها، أو تفتت صمغها كالتراب، فتفكك تجليدها. ترعاها كما لو أنها جزء منك.

أحياناً يكون سبب هذه الرعاية أنها جزء من ذاكرتك، ثقافياً أو إنسانياً، أو ثقافياً وإنسانياً معاً، أي قد تكون مولعاً بها ككتب، أو مولعاً بالذكرى التي أوصلت كتاباً ما إلى يديك.

لدي عدد قليل من الكتب ترافقني مذ كنت فتىً، من بيت إلى بيت، وأعتز بها كما لو أنني ألفتها في ذلك العمر!

للكتب الأولى مكانة مختلفة، إمّا لأنها حفرت عميقاً فينا، ونحسّ دائما أننا مدينون لها، وإمّا لأنها أول كتب دخلت بيوتنا، خارج المنهاج المدرسي، وإمّا لأنا فعلنا الكثير لنتمكن من شرائها، ثم فعلنا الأكثر كي لا يكتشف الأهل وجودها، في أزمنة الخوف تلك؛ ففي زمن الخوف لا شيء يثير الرعب أكثر من الكتب حين يداهم الجنود المنازل.

سأعترف، رغم كل هذا، أنني أحزن دائماً كلما رأيت كتاباً يغادر البيت إلى غير رجعة، كما يمكن أن يغادر البيت ولد عاق، ولكنه في النهاية ابنك.

بعض الكتب الجميلة التي أتبرع بها أتمنى لها قرَّاء رائعين يحبونها ويحتفظون بها زمناً طويلاً، قبل أن يتبرعوا بها لأناس آخرين، وأقول هذا لأن كل واحد منا يفكر عشرات المرات قبل أن يجرؤ على التبرع بكتب جيدة حقّاً، لكن الاحتفاظ بها أمر صعب، لذلك تتمنّى أن يستمتع بها بشر آخرون، مثلما استمتعت بها، على الأقل مرة واحدة!

وبعـــد:

بحثت في الإنترنت عن أسباب تخلّص الناس من بعض ما لديهم من أشياء، فوجدت، مثلاً، عدة مواضيع تتحدث عن الأسباب الموجبة للتخلص من الملابس. من هذه الأسباب: عفا عليها الزمن، تغيُّر المقاسات، لا تلائم شخصيتك، لم تلبسها خلال عام، تغيّر موضة ملابسك، لم تعد مريحة.

لكنني أعرف صديقاً أطَّر قميصاً له، لبسه حين دخل المدرسة، وآخر يحتفظ ببنطال مرقّع يذكره بأيام حياته القاسية.

وإذا بحثت عن الأسباب التي تدعو للتخلص من سيارة، أو أثاث، أو حتى ألعاب أطفالك، فستجد الكثير من الأسباب، كما ستجد الطرق التي يمكن أن تتخلص فيها من صديق أو صديقة أو زواج.

ودائماً ستجد أسباباً مشتركة، للأسف، بين هذه المتباعدات.

لكن، في ظني أن كثيراً من الأشياء، بعد أن نتخلص منها فعلاً، لا نستطيع التخلص منها تماماً، وهذا ما يدفع معظم البشر إلى مراكمة كل ما لمس حياتهم بطريقة أو بأخرى، فاحتمال أن يكونوا في لحظة ما في حاجة إلى شيء، تخلوا عنه ذات يوم، أمر يفزعهم؛ فكأن كل ما نراكمه، نراكمه للاختباء خلفه، كما لو أنه شكل من أشكال الدروع، استناداً إلى خبرة بشرية تخشى كل مجهول، تقول: كل شيء لديك ستكون في حاجة إليه، لسبب ما، في لحظة ما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“القدس العربي) – 28 أيلول 2023

**********************************************************************************

غداً تأتي الغيمة وتبلل الوعي المعطوب حسين خضور

عدد لا نهائي من الظواهر داخل ظاهرة واحدة فقط، اتفق العلم على تسميتها بالأرض، وكان العلماء في مرحلة الإقطاعية مختلفين حول طبيعة شكلها، وحركتها. وبحكم أن الأرض والفلك هما الحجر الأساسي للنظم المعرفية عند السلطة الإقطاعية، فإن المصير كان إما المقصلة، أو السجن، أو النفي للعلماء، والفنانين الذين تجرأوا على مناهضة مرجعية مؤسسات السلطة، ولاحقا عندما بدأت تتحرك الرأسمالية، للخروج من رحم الإقطاعية، اشتدت أكثر من ذي قبل المعارك المعرفية حول تفسير نظم الأرض والفلك، وخير دليل لمعايشة تلك المرحلة، هو الأدب، فإن مشاهدة، أو قراءة مسرحية «حياة غاليليه» للكاتب برتولد بريخت، ستكون كفيلة في أن تدفعنا للعيش بداخل نموذج اجتماعي يعبر عن تناقضات تلك المرحلة، فهي مسرحية ملحمية عن حياة العالم غاليليو غاليلي وصراعه مع مؤسسات وأجهزة السلطة في فلورنسا في بدايات القرن السابع عشر.

طبقة تعيش بذاتها

كان نمو الرأسمالية يتوقف على انتصارها معرفيا، بعدما قطعت التراكم المادي الأولي، وعند هذا الحد اقتضت الضرورة بدفع سيرورة حركة التطور نحو قفزة ثورية، فأصبح هناك مصانع بآلات تنتج بضائع عوضا عن ورش العمل الصغيرة البدائية بقدرتها الإنتاجية، ما يعني أن النظام الإقطاعي بدأ يتفسخ أمام الحركة المادية، والمعرفية للرأسمالية، واستمرت تلك الأخيرة بتطوير العلوم والمعارف، لأجل أن تستغلها في التوسع الأفقي لدورة الإنتاج. وما بين الدور التقدمي الذي لعبته طبقة البرجوازية في بداياتها، والثورة المضادة للإقطاعية، ظهر الفكر الاشتراكي، كبديل عنهما، وكانت مشكلته أنه يقبع تحتهما، كونه فكرا طوباويا يستحيل عليه أن يمهد الطريق أمام ثورة جذرية شاملة تفضي إلى نظام جديد يختلف جوهريا عن النظامين المتصارعين، (الإقطاعية - الرأسمالية). وأثناء ذلك تجلت فلسفلة الديالكتيك، وكانت علتها أنها مثالية، غير مرتبطة عضويا بالحركة المادية، وبناء على هذا الوضع، نشأت طبقة البروليتارية -الطبقة العاملة بأجر- من دون عقيدة فكرية تنير لها طريقها الجديد، ما يعني أنها كانت طبقة بذاتها، ولا تعي مصالحها، ومن السهل تفريقها، واستغلالها للحد الأقصى. وكما ذكرنا في أعلاه أن الأدب خير دليل للمعايشة، فإن مشاهدة أو قراءة مسرحية «النساجون» للكاتب جيرهارت هاوبتمان، ستأخذنا إلى عوالم تلك المرحلة، فهي مسرحية ذات هدف سياسي محتواه اجتماعي، تعالج الثورة الفاشلة لعمال النسيج في منطقة سيليسيا عام 1844.

طبقة تعمل لأجل ذاتها

عند هذا المفصل التاريخي ظهرت الشيوعية العلمية على ساحة التاريخ، فأخذ كل من كارل ماركس وفريدريك أنجلس على عاتقهما مهمة تفسير العالم، لأجل تغييره، وعليه ظهرت عقيدة متجددة بمعارفها تنير درب طبقة البروليتارية، والفئات المنهوبة الأخرى في المجتمع، ما يعني القدرة الفعلية، لتحويل الإمكانيات إلى واقع جديد، فأكمل البروليتاريون، وسائر الكادحين، والطليعيين الثوريين في العالم تطوير العقيدة الشيوعية، وتنظيم حركتهم السياسية، وعليه تبين أن الحجر الأساسي للنظم المعرفية لدى الرأسمالية، ليس كما كانت عليه عند الإقطاعية، أي أنها تتمحور حول الأرض والفلك فقط، إنما حملت الرأسمالية معها نظماً أشد تعقيدا، ألا وهي تفسير وعي الإنسان، وأيضا كونية الحركة ، فأصبح إخضاع حركة الوعي، والكون، خاصة تتفرد بها الرأسمالية عن التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية السابقة، العبودية - الإقطاعية. وظهرت الحاجة المعرفية، للتفريق بين القمع الناعم والخشن. وهنا تجدر الإشارة لأهمية قراءة كتاب (التلاعب بالوعي) للعالم سيرجي قره مورزا، لما يحمله من قيمة مضافة للفكر التقدمي.

المعجزة الكبرى

إن الرأسمالية كانت ولا زالت تهمش وتستغل الثقافة الشعبية النابضة من حسها السليم، وأيضا الحقائق العلمية الثورية في حقل المجتمع، وأي نتاج فني ثوري يعبر بعمق عن محتوى العلاقات الاجتماعية - الاقتصادية، والنضالات السياسية. فإذا كانت نقطة التحول الأساسية في النظام الإقطاعي، تكمن حول عزوف سائر الكادحين، والعلماء، والفنانين، عن الثقافة والعلم والفن السائدين، ودخولهم لاحقا في مواجهة ثورية ضد مؤسسات وأجهزة السلطة، من خلال تجديد الثقافة الشعبية، والنتاجات الفكرية، والفنية المتفاعلة مع الأرض والفلك، وعلاقة الإنسان ضمنهما خارج هيمنة أجهزة السلطة الإقطاعية، فإن النقطة التحول الأساسية عند الرأسمالية، تكمن في تكشف حقيقة ممارستها في تفكيك الوعي الفردي، والمجتمعي مرورا بالعائلي. وعليه سخر الرأسماليين مراكز الأبحاث، والمختبرات، والدراسات، ليس لتفسير الأرض والكون فحسب، إنما أيضًا لتشريح بينة الوعي الفردي والعائلي والمجتمعي، كونهم أدركوا بشدة موطن المعجزة الكبرى على هذه الأرض. فكثيرة هي المعجزات في هذا العالم، لكن أكثرها إعجازا هو الإنسان. هذا القول يرجع إلى الكاتب الإغريقي سوفوكليس (496 ق.م – 405 ق.م) المعروف بنصه التراجيدي (أوديب ملكا)، والذي استوحى منه سيغموند فرويد ما أطلق عليه عقدة أوديب.

نعتقد أن المسألة المطروحة في هذا العصر الراهن مركبة ومتداخلة ومترابطة، ولا يمكن فصل عناصرها بعضهم عن بعض إطلاقا، فإن تحقيق أعمق عدالة اجتماعية وأعلى درجة نمو للمجتمع عبر الأداة الثورية السياسية، لا يقل أهمية عن المعالجة الشاملة والجذرية لمشاكل الأرض الممزقة، والكون الملوث، والوعي المعطوب. وإن الثقافة الشعبية والعلم والفن، هي الأدوات الأساسية التي تستطيع تحقيق هذه المهمة الثورية.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 25 أيلول 2023

***************************************************************************************

زيارة إلى توماس مان

عمر أبو سمرة

لا أنكر شعوري بالرهبة وأنا أتلصص بحذر على مكتبة توماس مان (1875 - 1955) الخاصة، ومنضدته التي كتب عليها أعمالاً كـ”آل بودنبورك” (1901)، و”الجبل السحري” (1924)، و”دكتور فاوستوس” (1947)، في المعرض الدائم الذي يقيمه “المعهد الفدرالي للتكنولوجيا” في زيورخ لمتعلقات الروائي الألماني الحائز على “جائزة نوبل للآداب” عام 1929. متعة ورهبة اكتشاف شكل أثاثه والعدسة المكبّرة خاصته وصور عائلته لا سيما صور أطفاله، والكتب المتراصة التي تضم ما يقرب من 4300 عنوان، عدا عن الجرائد في لغات متنوّعة، وأعماله المترجمة للإنكليزية والفرنسية ولغات أُخرى. القارئ المحبّ لأعمال مان لا بد أن يشعر بنشوة وكأن شخصيات رواياته حاضرة أمامه في تلك الغرفة الحمراء المُفعمة بالزخرفات والصور والكتابات.

أثناء مشاهدتي لهذا الأرشيف والمقتنيات، رافقني في تلك الغرفة الحمراء الموسيقار أدريان - الشخصية الرئيسة في رواية “دكتور فاوستوس” ـ الذي يحاول تأليف أوبرا موسيقية، ويساوم على روحه مقابل أن يتحلى بعبقرية لا مثيل لها بتأليف الموسيقى، ويمقت ألمانيا وتاريخها المُظلم.

لكن ما أثار اهتمامي فعلًا هو رؤيتي لطبعة أولى من روايته الأشهر “آل بودبنروك” رأيت كرستيان بودنبورك وانهيار عائلته البورجوازية، وتذكرت الرواية ونقدها اللاذع لصورة الحياة البورجوازية الألمانية في القرن التاسع عشر.

إن أحد أسباب عرض هذه المقتنيات والأرشيف في “المعهد الفدرالي للتكنولوجيا” يعود للعلاقة الجيّدة بين عائلة مان وكارل شميد، رئيس “الجامعة الفدرالية السويسرية” في زيورخ بذلك الوقت. حيث شكر توماس مان عميد المعهد في رسالة كتبها بتاريخ التاسع من حزيران 1955 على الاهتمام الذي لم يتوقعه، وكتب فيها: “أن أكون الآن مرتبطا بـ’الجامعة الفيدرالية’ شرف أتغنى به إلى الأبد”.

وعندما رحل مان بعد شهرين في زيورخ، واصلت أرملته كاتيا علاقة الصداقة مع “المعهد الفدرالي للتكنولوجيا” في زيورخ. وأشار نجله غولو مان إلى أن قرارهم كوَرَثة بالتبرع بأوراق وكتب وأرشيف مان ومقتنياته الشخصية بأكملها إلى سويسرا كان بمثابة تحقيق لرغبة توماس مان: “كان قلبه ملكا لسويسرا. وكان عنوانه الأخير هنا؛ وكانت ذاته هنا”. وبعد عام واحد فقط من وفاة توماس مان، وقّع “المجلس الفيدرالي السويسري” على صك التبرع وأسس “المعهد الفدرالي للتكنولوجيا” في زيورخ أرشيف توماس مان.

في الحقيقة كانت زيورخ سبباً مهماً لبقائه على قيد الحياة في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية: كان توماس مان منفيًا في كوسناخت، وهي مقاطعة صغيرة في زيورخ، من عام 1933 إلى عام 1938. وفي تلك الأثناء أقام صداقات مهمة، مثل صداقته مع الناشر إميل أوبريخت الذي عُرف بدعمه للكتّاب المضطهَدين.

وبعد نفي توماس مان من الرايخ الألماني، قام بنشر بيانه السياسي ضدّ “الاشتراكية القومية” بشجاعة، تحت اسم “مراسلات بون”، لا سيما بعد ضم النمسا إلى الإمبراطورية الألمانية، ليهاجر من بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية لفترة طويلة. لكنه يعود إلى سويسرا مرة أُخرى قبل سنوات من رحيله.

رحل توماس مان في الثاني عشر من آب 1955 في “مستشفى كانتون” بزيورخ، ودفن في كيلشبيرغ مكان إقامته الأخير، لقد تحققت أمنيته، التي عبر عنها بالفعل في رسالة: “أريد أن أدفَن في سويسرا، لا محالة”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 27 أيلول 2023

********************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

دولة الدخلاء

“دولة الدخلاء” أبحاث ودراسات في المسرح العراقي والعالمي” تأليف د. عبد الاله كمال الدين، صدر عن مؤسسة ابجد.

و “دولة الدخلاء” هي المسرحية الوحيدة لشاعر ثورة العشرين محمد مهدي البصير، كانت قد نشرت عام 1925 وقد وجد فيها المؤلف اكتشافاً يعتلق بتوجه الشاعر البصير نحو الادب المسرحي في زمن لك يكن مألوفاً فيه شيوع كتابة النصوص المسرحية.

ويتناول النص قضية الصراع بين هارون الرشيد والبرامكة عبر فتاة تدعى (أسماء) وخطفها من قبل احد ولاة جعفر البرمكي بعد ان ألقت امامه قصيدة تضمنت ايحاءات بوصفها المأساوي، الامر الذي نبه الرشيد الى دور البرامكة التآمري.

غير ان (أسماء) انتحرت خلاصاً من مضطهديها البرامكة. كما يشير الكتاب الى مسرحية للشاعر الراحل مظفر النواب بعنوان “العربانة” التي عرضت عام 1995 على خشبة مسرح الحمراء بدمشق بحضور الشاعر الراحل النواب.

****************************************************************************

تشرين.. الوعي الأبدي

اسماعيل ابراهيم عبد

من المسلم به ان لا شعب يموت .. وان حيوية أي شعب تستند بفعلها على مؤهلات حقيقية ؛ ماثلة واحتمالية. وانتفاضة تشرين ـ في أعلى شراراتها ـ لم تستنفد وقود طاقتها الحيوية .. ان الانتفاضة من أول شرارة لها في الوعي الشعبي حتى آخر تشظٍ غدار ، ظلت شعلة تضيء زمن العراق ، وستبقى كذلك مصدراً ملهماً لقوى التصعيد الوطني.

ان القوى المنظورة المحفزة لديمومة الانتفاضة ـ لاحقاً ـ توفره الجموع ذات الاستعداد المؤكد لتنشيط الدور الثوري للانتفاضة؛ يتمثلون الآن بأكبر قطاعات الشعب تضرراً وشباباً ؛ وهم :ــ (الطلاب الدارسون ، الخريجون العاطلون ، الشباب من القطاعات جميعاً ، ممن لا يحملون تحصيلاً علمياً ، العاطلون عن العمل من جميع الأعمار ومن الجنسين).

اما القوى غير المنظورة (الاحتمالية) فتتمثل بـ (المتقاعدين من جميع القطاعات، والعمال الاجراء في القطاعات الاقتصادية والصناعية والخدمية ، والموظفين من ذوي الدخول المحدودة ، والجماعات من حملة الشهادات العليا الذين لم يجدوا وظيفة ثابتة لهم) .        

وثمة عوامل مادية مباشرة تساعد على تأجيج وتجديد حركة الانتفاضة ضد مجمل ما يحصل في العملية السياسية الحالية ، منها :   

ـ المعارضة المنظمة في الداخل والخارج ، التي لها دراية مباشرة بالقرارات الأمريكية المتعلقة بالعراق ، والمنطقة كلها وهي تحس بتحول الرأي الامريكي نحو تعطيل التجربة السياسية الحالية في العراق.        

ـ المعارضة الداخلية للأحزاب المدنية ـ اليسارية خاصة ـ ، التي تمارس ضغطها الاعلامي الكبير على السلطات المهيمنة ، خدمة للعمل الديمقراطي المؤمل نشره في العراق.                                     

ـ الانقسام والتعارض بين المصالح الأمريكية وقوى التحكم الخارجي في العراق، وهو ما سيولد تضارباً بالمواقف بين القوى الداخلية الراعية للاحتلالين الامريكي والايراني. وهذا الانقسام سيشجع القوى الوطنية لأخذ دورها بتهيئة الناس ضد الفساد والدعوة للثورة عليه.    

ـ الموقف العربي يتحول تدريجياً لصالح القوى الوطنية الداعية للعدالة والتقدم.               ـ الحيف الذي يزداد كل يوم عمقاً وافتراقاً مع مصالح فقراء العراق.

ـ الجو الاعلامي الثقافي والشعبي الذي وصل الى أهم حقيقة واقعية ، هي :

ـ التجاهل والتسفيه و(التغليس) على مصالح الشعب ، باستمرار الفساد والنهب ، وتوقف التنمية والمشاريع الاقتصادية ، سيعملون على الاسراع نحو التغيير السياسي والاقتصادي، وهو العامل الحاسم بيد الانتفاضة حتى الآن ، والذي سيكون مبررها في الوجود والضغط على السلطات الحاكمة ، الآن وفي المستقبل ، وستستغله (قوى تشرين) لصالح التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وهو أمر حتمي ، حتى لو تأخر قليلاً.

* ما تقدم تسنده فواعل أُخرى غير منظورة ، غير مقاسة ، لكنها موجودة ، وستكون فاعلة حتماً ، منها :

1 ـ هناك احتمال كبير ان يُعاد النظر بسياسات الدول المجاورة خوفاً من العقوبات الاقتصادية ، او خوفاً من معاداة شعب العراق ان تغيرت المنظومة السياسية لصالح القوى الوطنية التقدمية ، مما يعطي فرصة لتقوية قوى انتفاضة تشرين ، واضعاف قوى النهب والدمار العراقية المحتكرة للسلطة والمال.

2 ـ ثمة عامل ينمو ببطء هو محاولات من داخل السلطة لتخفيف حدة وحجم السرقات المالية ، سيوفر هذا شكلاً بدئياً ومساحة مؤثرة في الانتخابات القادمة لصالح ثوار تشرين.       

3 ـ توجد اتفاقات حاصلة على موافقات معنوية لتوحيد قيادات ثوار نشرين ، وقسم منها تبلور على هيئة أحزاب مدنية!.  

4 ـ تعاظم دور الجيش والشرطة قد يقلل من تعاظم قوى المليشيات ، ومثل هذا الظرف سينحاز لصالح قوى التغيير التشرينية.   

5 ـ ان الثقافة والأدب الآن مهيآن ليسهما في تبني الوعي الجديد ، وليصيرا فكراً وطنياً ثابتاً في ضمير الأُمة العراقية ، وهو ما يجعل قيمة تشرين عملاً خالداً، يتجدد ولن يهدأ ، طالما صار رسالة الضمير العراقي للمستقبل المحلي والاقليمي للبلاد والناس.

 من المؤكد ان كل هذا سيكون دون جدوى ما لم توفر الظروف الاتية :                

 ـ بث الوعي في المؤسسات التعليمية كلها ، ليصل الوعي بالحاجة للاستقلال والكرامة والرفاهية (حد) ان يكون راسخاً ثقافياً وطقساً اجتماعياً لا يمكن خرقهما بالتضليل والاغراء، ولا يمكن ابتزازهما بالتهديد والاضطهاد. 

ـ ان تحاول قوى الانتفاضة جذب تفاعل بعض القوى الدينية والشعبية ، التي توالي الاحزاب الحاكمة ، وتسحبها الى جهة الثورة والمواقف الوطنية التحررية.

ـ لابد من التوجيه الثقافي للمواطنين جميعاً لإعادة النظر في انتماءاتهم السياسية الحالية ، بمقارنتها بمثيلاتها في الدول المتطورة ، ذات الاقتصاد المتين نوعياً  وصناعياً وتجارياً.

ـ العودة الى الانترنيت لتجديد النشاط التوعوي ، والاستفادة من المتخصصين الشباب لاستثمار الوقت وشبكات التواصل الاجتماعي لإثبات حق الناس كلهم ، بالمشاركة بإدارة البلاد ، والتمتع بخيرات العراق.

ـ الضغط على الحكومة والبرلمان باتجاه توظيف الشباب بمؤسسات الحكومة ، وهم سيكونون يداً جديدة تساعد على البناء ، سواء كان ذلك عبر المؤسسات او خارجها.                                   ـ شن حملة عالمية جديدة لفضح جرائم المنظمات الارهابية في داخل وخارج مؤسسات الدولة ، وللتمهيد في دخول القوى الوطنية المُحَرَّم دخولها حالياً الى العراق ، ليدخلوا كثوار مساندين لقوى التغيير التشريني الصاعد!.

ـ عقد اتفاقات مكتوبة بين القوى المتحالفة على نصرة ثورة الشعب القادمة حتماً ، يكون مضمونها ؛ وحدة توجه وتنسيق وتحرك هذه القوى ، بحيث لا ينتج العمل الثوري ـ لاحقاً ـ ضحايا وشهداء.  

ـ تهيئة جهاز اعلامي متخصص ، موحد الخطاب ، يكون لسان حال الثورة الشعبية المتوقعة، لا ينشغل بالجزئيات التي لم يحن أوانها، والتركيز على الأهداف الكبرى ، وأولها : لا للعنف بكل أشكاله.

ـ اشراك المرأة بالنضال ضد قوى التسلط الحالية ، بنسبة (المناصفة) ، لتكون الثورة مبنية على حرية حقيقية ، ومبادئ سامية مؤكدة.

ـ وضع خطة ـ احتمالية ـ للاقتصاد والتنمية الاجتماعية ، بخطوط عريضة لاستثمار وقت البلاد بما يفيد ويطور.                   

ـ ولا بأس من تأسيس مجلس سياسي أعلى ، يقود النشاط القيادي للثورة ، ونعتقد ان مثل هذا المجلس قد تشكل ويحتاج ان يضم قوى المعارضة الداخلية فقط!..  

* ختاما لنا ثلاثة آراء نراها مهمة ، هي :

1 ـ الحصول الحتمي على مشاركة ومباركة قوى كردية وأثنية تقدمية ، من خارج منظومة السلطات. 

2 ـ الدعوة الى مشاركة القوى الوطنية (القومية المستقلة) للمشاركة الحتمية بالثورة.  3 ـ من الأفضل ان تكون مساهمة اليسار العراقي من داخل البلاد وخارجة أكثر من النصف ، بجميع المنظمات والمؤسسات والتشكيلات الخاصة بمستقبل الثورة العراقية ، إذ أعتقد ؛ بان هذا الشرط هو الأساس الذي يضمن عدم انحراف الثورة عن خط ومصالح الشعب.

* المجد لشهداء ثورة تشرين..

* النصر لثوار شعبنا القادمين..     

*******************************************************************************

قراءة في رواية “هذا جناه الأدب على أحلام”*.. ان الانسان خلق لتعمير الأرض

هناء عبيد*

قد يكون العنوان طويلًا ومباشرًا، لكنه يفتح لنا آفاقًا متعددة للتأويل، فما الّذي جناه الأدب على أحلام.. هل حلّق بها عاليًا بجناحيّ خياله وحقائقه.. هل طوى روحها بألم أحزانه، أم رشقها بورود حدائقه الغناء؟! لعل ذلك العنوان يطرق باب التشويق؛ ليحثّنا على المضي في ولوج عالم أحلام والتعرف على ما جناه الأدب عليها.

صورة غلاف الرواية تتناسب مع ثيمة الرواية وشخصية نهى الروائية قبل الساردة، حيث يظهر فيه فتاة يتطاير شعرها خلفها بأناقة وخفّة، تبدو وكأنها تحلق في السّماء فوق الغيمات البيضاء، تحمل في كلّ يد كتابًا، تتطاير الكتب والطائرات الورقيّة من حولها، وكأن الأديبة نهى توصل لنا رسالة فحواها: أن الكتب هي من يحلّق بنا نحو العلا، وهذا ما تتسم به الأديبة نهى عاصم، فمن يعرفها عن قرب يدرك أن الكتب تمثل الجزء الأكبر من عالمها، فهي إن أهدتنا صباحًا يكون مفعمًا بعشق الكتب، حتى قططها كثيرًا ما تشاركها هذه الهواية وإن كان الأمر بأسلوب آخر، فقد تستمتع القطة بتمزيق صفحات الكتاب أو الجلوس عليه، المهم أن لها مشاركتها في هذا العالم الجميل مع نهى.

تقول الروائية نهى في إهدائها:

“إلى قراء الروايات في كل مكان وزمان

كتاباتنا هي دعوة للقراءة

فالمرء يمضي وتظل كلماته تحكي عنه”

الإهداء يتماشى مع شخصية الأديبة نهى تمامًا، أقول ذلك لأنني أعرفها حق المعرفة، ولذلك أجزم بأن الإهداء نابع من روحها، فهي صديقة مقربة، تعشق القراءة والكتابة حد الإدمان، لذا ليس من الغريب أن يكون إهداؤها بهذه الصيغة المشابهة لميولها، فنهى من المتطوعات المثابرات في مكتبة الإسكندرية، تطالع الكتب وتناقشها ضمن ندوة مكتبة الإسكندرية، وكثيرًا ما تدير هذه الندوة عند غياب مؤسسها الأستاذ منير عتيبة حين انشغاله.

وتلخص كلمة الغلاف الخلفي أحداث الرواية باقتضاب، وتضعنا أمام حيرة، كيف جنى الأدب على أحلام؟ وكيف أوصلها إلى الطبيب النفسي، مع أن الكتب هو نداهتها التي لا يمكن الاستغناء عنها.

تقول في كلمة الغلاف: “لكل منا نداهة خاصة به، وكانت نداهة أحلام الروايات، قد لجأت إليها فأطلقوا عليها لقب: “قارئة الروايات”

ولكن الروايات كانت سببًا في لجوء أحلام لطبيب الأمراض النفسية صارخة به:

هذا جناه الأدب علي وما جنيت على أحد، وما يزرعه الأدباء يحصده القراء.”

تدور أحداث الرواية حول أحلام عزيز الّتي تذهب إلى قسم الشّرطة لتعترف بجريمة قتلها لخال هنادي أخت آمنه في فيلم “دعاء الكروان”، وهو فيلم مأخوذ عن رواية للأديب طه حسين؛ كي تنقذها من الموت على يديه. حسن حظها أودعها بين يدي الضابط حازم الّذي يحسن معاملتها ويحاول أن يتصل بصديقه الطبيب النفسي صلاح الّذي عالجه بعد أن قُتِلَ اثنان من زملائه غدرًا على الحدود.

يقابلها الدكتور صلاح ويوصلها إلى بيتها، ثم يطلب منها أن تزوره في مكتبه، ليبدأ معها رحلة العلاج.

تتحدث معه عن الكتب وأنواعها؛ الورقية والألكترونية والفروقات بين الرواية والأفلام، يجد الدكتور أحلام شخصية زئبقية مراوغة، وأن حالتها من الحالات النادرة الّتي مرت عليه، يطلق عليها سيدة المتاهة فهي صندوق مغلق بالنسبة له.

تأخذنا أحلام في رحلة علاجها مع الدكتور صلاح إلى ذكرياتها أيام الطفولة مع جدها وأمها وقراءاتها المتعددة الّتي صقلت شخصيتها، فهي سيدة تعشق الكتب وتعيش الأدوار، وتصنع السيناريوهات وتضع النهايات، سيدة أخلصت للكتاب لدرجة أنها أصبحت كل شخوصه. تقول “أقرأ الروايات، وأرشحها للقراء، أكتب قراءاتي الخاصة عنهم، حتى أطلقوا علي اسم قارئة الكتب، وصلت لمرحلة مخيفة في الأعمال، بعضها أصبحت أعرف ما سيلي من فقرات، ويصدق تكهني، وبعضها أرفض نهاياته، وأبتكر وأخترع له نهايات مثل رواية أنا خير منه لبهاء المريْ مثلًا”.

تحدثنا أيضًا عن حاضرها وصداقاتها عبر الإنترنت فنتعرف على صديقتها لينه وبناتها. تأخذنا معها إلى ذكريات الزمن الجميل وتومة -أم كلثوم- وقصص الطفولة الّتي شاركتها طفولتنا، فمن منا لم يقرأ قصص “المغامرون الخمسة وسلسلة قصص المكتبة الخضراء وغيرها؟

نقرأ معها العديد من المقالات المهمة الّتي تحكي تاريخ الفن والأدب، نعيش معها يومياتها في القراءة وفي مناقشة الكتب وكأننا نجلس معها في أحاديثها ونرتشف معها فنجان القهوة الّتي تعشقه، فحينًا تحدثنا عن رواية كارلوس زافون سجين السّماء من رباعيته مقبرة الكتب المنسيّة، وحينًا آخر تحدثنا عن رواية حد الغواية للدكتور عمرو عافية الّتي حلمت أنها أنقذت بطلتها ونسفت مسار الرواية، وقد فوجئت أيضًا بأن روايتي “هناك في شيكاغو” كانت من ضمن الروايات التي نالت حظها بالقراءة بل وبالخيال؛ فقد وضعت لها سيناريوهات ونهاية مختلفة عما ورد في خيالي.

لم تكن الرّواية بالنّسبة لي كغيرها فقد غصت بين صفحات الكتاب وكأنني أقرأ نهى لا أحلام، سعدت بطيبتها وقلبها الأبيض، وابتسامتها الساحرة المُطَمْئِنة، بل وعشقت الإسكندرية لعشقي لها.

أحلام الطيبة الّتي تعشق القطط تذكرني بنهى الّتي تحدثني باستمرار عن شقاوة قططها فأبادلها الحديث عن قططي.

أعجبتني غرفتها الّتي تشبه غرفة الأطفال؛ بلونها الوردي وأثاثها وألعابها. تسوقت معها وأعجبني اختيارها اللون البرتقاليّ الّذي أنعش ذائقتي فهو من ألواني المفضلة، عشت معها لحظات طفوليّة مرحة بعثت التفاؤل في روحي، فرغم أنني اقرأ حكاية أحلام إلا أنني أتخيل نهى الصديقة؛ جميلة الروح، صانعة البسمة والأمل. وأتابع جمال الألوان ووصف الأماكن معها حينما تصف غرفة عيادة الدكتور صلاح الّذي حدثنا عنها بلسانه حين قال”فهي غرفة تجمع بين اللونين الأزرق والأصفر، جمعت فيها كل ما أحب من كتب واسطوانات للموسيقى ولوحات”.

الحديث عن الروايات فتح باب الصداقة على مصراعيه بين أحلام وصلاح، فأصبحا يفتقدان بعضهما البعض، وأصبح كلّ منهما جزءًا من الآخر.

تظهر روح أحلام المعطاءة، والمحبة للخير، فنجدها تسارع في مساعدة الآخرين، فمثلًا تقوم بمساعدة أحد الشباب في الحصول على وظيفة وغير ذلك من الأعمال الإنسانية.

الرؤية الفكريّة

تتجلى الرسائل الإنسانية في الرواية بوضوح شديد، فبينما نتوغل في شخصية أحلام من خلال أحلامها وتعمقها في الشخصيات ومحاولة تغيير مصائرهم إلى الأفضل، بل ومحاولة تغيير نهايات الروايات، ندرك تمامًا أن أحلام إنسانة محبة للخير والعدل ونشر القيم المجتمعية السليمة، فهي تدحض الظلم، وتتمنى النهايات السعيدة للبشرية وفي هذا رسالة؛ أن الإنسان خلق لتعمير الأرض.

وقد تعرضت الرواية إلى الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية الّتي حاولت الروائية تسليط الضوء عليها، مع محاولة حلها واقتلاعها من جذورها وهو الدور الذي تقوم به الروائية نهى في الواقع، فهي البلسم الشافي لكل من عرفها. 

الشخوص في الرواية

١- أحلام عزيز، وهي الشّخصيّة الرئيسية في الرواية؛ هي سيدة مثقفة ذات وجه ملائكي كما وصفها لنا الضابط حازم، يتصف بالرقة والحنان، في الخمسين من عمرها، ذات بشرة وردية ووجه دائري تلبس الحجاب، كما أنها صغيرة الحجم.

وهي مولعة بالقراءة بحيث أطلقوا عليها لقب قارئة الكتب، تعرف تفاصيل ونهايات الروايات قبل الانتهاء منها، كما أنها تضع نهايات أحيانًا تختلف عن النهايات الحقيقية حتى تتناسب مع شخصيتها؛ فمثلا تشرح لنا في إحدى الصفحات كيف غيرت نهاية رواية “أنا خير منه” لبهاء المري فتقول: “أنا في ذهني غيرت النهاية؛ أقنعت خطيبها بالذهاب إليها في أسيوط ليقول لها: سنكمل الحياة، وسننجب حمزة آخر يحب الله ووطنه”.

ولع أحلام بالقراءة خلق منها سيدة يختلط عندها الخيال بالواقع.

قارئة نهمة تحدثنا عن قراءاتها وصديقاتها من مختلف أنحاء العالم، وهي تتصف بالمرح كما وصفها الدكتور صلاح الراعي.

٢-حازم محمد علي الضابط الطيب الّذي يتحدث لنا عن أحلام، ضابط شاب، أسود الشعر، أسمر، ضخم الجثة، مفتول العضلات، ملامحه بريئة، يتصف بالحنان والعطف.

٣- الدكتور صلاح الراعي وهو الشّخصية الرئيسية الثانية في الرواية، طبيب نفسي، يتصف بالشهامة، والرفق والهدوء والوقار، تعرفنا على صفاته من أحلام، في العقد السادس من عمره، طويل، خمري اللون، أسود الشعر،  عيونه بنية، ملامحه وسيمة، خاصة بشاربه ولحيته الفوضويين، وهو طبيب ومهندس، متتطوع في مستشفى الأمراض العقلية في المعمورة، وقد درس الهندسة والطب لإرضاء أبيه.

٤- هدى خالتها ورفيقة روحها الّتي تستعيد ذكريات طفولتها وعائلتها معها، وتحاول أن تهدئ من روعها بسبب ألمها من زوجة ابنها الّتي لا تجد فيها القبول.

المكان: دارت أحداث الرواية في الاسكندرية الّتي تقطنها أحلام والّتي أتوق لزيارتها كما أصدقاء أحلام.

الزمان: لم تشر الرواية إلى زمن بعينه ولكن من خلال الأحداث يتبين لنا أنها تتحدث عن زمننا الحالي

تقنية السرد: السرد جاء خطيًّا استطراديًّا، مع الاعتماد على تقنية الاسترجاع في بعض الأحداث، استخدمت الروائيّة ضمير المتكلم لشخصية أحلام والضابط حازم  والدكتور صلاح لنكون أقرب إلى الشخصيات، بحيث أنها عنونت الفصول باسم الشخصيات الّتي تناوبت السّرد، فتحدثت لنا أحلام بصوتها، كذلك الدكتور صلاح والضابط حازم.

وقد استخدمت تقنية سرد اليوميات، لتجعلنا نعيش اللحظات معها في الأحداث ونكون أقرب إلى روحها. كذلك كان لتقنية الأحلام دورها الواضح في عملية السرد.

تصنف الرواية بأنها اجتماعية من أدب الواقع، وهي إضافة نوعية إلى رفوف المكتبات العربية.

--------------------------

“هذا جناه الأدب على أحلام”، رواية للأديبة المصريّة نهى عاصم، صدرت عن دار غراب للنشر. تقع في ٢٣٨ صفحة من الحجم المتوسط.

*كاتبة وروائية، مهندسة مدنية من القدس، تقيم حالياً في شيكاغو.

****************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

عن مسودة قانون جرائم المعلوماتية

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت،

د. تغريد عبد القادر لتقدم محاضرة حول “مدى توافق مسودة قانون جرائم المعلوماتية مع الحقوق والحريات الواردة في الدستور العراقي لسنة 2005”.

تبدأ المحاضرة التي من المقرر أن تديرها الناشطة المدنية سهيلة الأعسم، عند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

 *****************************************************

الشيوعيون يوزعون قرطاسية على التلاميذ

بغداد – طريق الشعب

في سياق الحملات الخيرية التي دأب الشيوعيون على إطلاقها، وزعت اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب بالتنسيق مع منظمة الحزب في الكاظمية، أول أمس الثلاثاء، قرطاسية على تلميذات وتلاميذ مدرستين ابتدائيتين في المدينة.

وشمل التوزيع مدرستي “السندس” و”عبد المحسن الكاظمي”. وقد وزع الشيوعيون بالإضافة إلى القرطاسية، صدريات على التلميذات.

ورحبت إدارتا المدرستين بالشيوعيين، واثنت على مبادرتهم التي تساهم في التخفيف من الأعباء المالية المترتبة على أولياء أمور التلاميذ، في توفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم.

 **************************************************************************

الكوفة.. شاب يتبرع بترميم مدرستين

 متابعة – طريق الشعب

بعد طول انتظار والكثير من المناشدات الموجهة للجهات الرسمية، والتي لم تلق استجابة، تبنى أحد أهالي منطقة “علوة الفحل” في قضاء الكوفة، ترميم مدرستين متهالكتين، إحداهما تعود لخمسينيات القرن الماضي وهي “مدرسة الكميلية”، والأخرى حديثة البناء اسمها “مدرسة الميزان”. ليس هذا وحسب، إنما تبرع لتعبيد الطريق المؤدي إلى المدرستين.

وحسب صاحب المبادرة، الشاب عدنان الشبلي، فإن المدرستين متجاورتان وتضمان أكثر من 750 طالبا، مبينا في حديث صحفي أنه صبغ البنايتين بالكامل وجهزهما بالمواد الكهربائية والإنارة والمراوح، فضلا عن زراعة حديقتيهما وصب ساحتيهما بالاسمنت، إلى جانب تشجير محيطيهما وتأهيل الطريق المؤدي إليهما، والذي يبلغ طوله 450 مترا وعرضه 8 أمتار. 

ويضيف قائلا أن “المدرستين كانتا بحال مزرٍ، والطريق المؤدي إليهما يمتلئ في فصل الشتاء ببرك المياه”، موضحا أن “مدرسة الكميلية بنيت عام 1953 ولم تشهد أي إعمار، رغم كونها ومدرسة الميزان الوحيدتين في منطقة علوة الفحل”. 

وكان أهالي المنطقة قد وجهوا مناشدات كثيرة إلى الجهات المعنية لغرض ترميم المدرستين، لكن دون جدوى. فتبرع الشبلي إلى ذلك، أملا في أن تكون مبادرته هذه مثالا يتبعه الآخرون في المناطق الأخرى – حسب قوله.

من جانبها، تقول الطالبة أزل إسماعيل، التي تدرس في إحدى المدرستين، أن “مدرستنا كانت متهالكة، والآن أصبحت نظيفة وألوانها زاهية وصفوفها جميلة وبات لدينا حماس كبير للدراسة”، مضيفة أن “ساحة المدرسة كانت مليئة بالطين وأنقاض البناء، أما اليوم فقد أصبحت جميلة جدا هي والحديقة”.

 ***************************************************************************

بمشاركة عروض عربية وأجنبية .. انطلاق فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح

بغداد- طه رشيد

تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”، انطلقت مساء أمس الأول الثلاثاء على خشبة المسرح الوطني، فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الرابعة، والذي أقامته دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة.

المهرجان الذي سيستمر لغاية يوم 18 من هذا الشهر، تشارك في مسابقته الرسمية 20 عرضا من العراق وبلدان عربية وأجنبية.

وحضر حفل الافتتاح وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني، وضيوف فنانون عرب وأجانب، فضلا عن مسؤولين ثقافيين، وجمهور كبير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين.

الفنان أياد الطائي أدار الحفل واستهله بكلمة أطرى فيها على خشبة المسرح “كونها تهذب النفوس، نظرا لما تحمله من معنى وجمال”. ثم دعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء العراق وفلسطين.

بعد ذلك ارتجل وزير الثقافة كلمة رحب فيها بضيوف المهرجان. أعقبه عميد المسرحيين العراقيين الفنان صلاح القصب بالحديث عن سحر المسرح العراقي وجماله من خلال 8 أجيال مسرحية، موجها التحية إلى “المسرحيين الذين فتحوا أبواب الحداثة وأدخلوا التكنولوجيا الحديثة إلى الفن المسرحي، وهم جيل الشباب الذي يشكل امتدادا لجيل الروّاد”.

ثم جرى عرض صور لأهم الكتب الصادرة في مناسبة المهرجان. 

وكانت لرئيس المهرجان ومدير عام دائرة السينما والمسرح د. أحمد حسن موسى، كلمة حيّا فيها الضيوف والجمهور، وشكر جميع كوادر دائرته، الذين بذلوا جهودا كبيرة في التحضير للمهرجان.

وشهد حفل الافتتاح فقرات عدة، منها عرض مقاطع فيديو قصيرة لبعض المسرحيات المشاركة في المهرجان، وتقديم لوحة راقصة من قبل الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، على وقع أغنية وطنية بصوت الفنان كاظم الساهر. فيما اعتلى خشبة المسرح عازفا مزمار ونقارة، وقدما قطعة موسيقية صفق معها الجمهور طويلا.

كذلك قدمت مجموعة شبابية من الراقصات والراقصين، لوحة راقصة بعنوان “ام العباية”.

وجرى في سياق الحفل تكريم مجموعة من الفنانين العرب والأجانب والعراقيين، في مقدمتهم النجمة المصرية الهام شاهين، التي شكرت في كلمة لها بغداد على مهرجانها المسرحي، وأعلنت تضامنها مع شعب فلسطين في معركته التاريخية ضد المحتلين. 

كما جرى توزيع جوائز على الفائزين الثلاثة الأوائل في مسابقة النصوص المسرحية لهذا العام، والتي شارك فيها أكثر من 50 كاتبا عراقيا. وفاز بالجائزة الأولى حيدر الشطري، وبالثانية مهند الخيال. أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب سعد كريم.

واختتم الحفل بعرض مسرحي عراقي راقص عنوانه “ترنيمة الانتظار”، وعرض آخر لـ “فرقة السراج” التي تضم فنانين مكفوفين، عنوانه “يا زارع البزرنكوش”.  

هذا وستشارك في المهرجان 3 عروض مسرحية عراقية، هي “أمل” لجواد الأسدي و”الملك لير وساحرات مكبث” لكاميران رؤوف و”بيت أبو عبد الله” لأنس عبد الصمد، إلى جانب 9 عروض من الأردن وسورية ومصر والجزائر وتونس والمغرب وعُمان، وثمانية عروض من روسيا وإيران وتركيا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والبرازيل.

وسيتضمن المهرجان أيضا ورشاً تدريبية وندوات فكرية ومؤتمرا فكريا.

*******************************************************

اسبوعان ونحتفل بافتتاحه.. مهرجان طريق الشعب الثامن  على الأبواب

تتواصل التحضيرات لاقامة مهرجان “طريق الشعب” لهذه السنة 2023، وهو المهرجان الثامن على التوالي، على حدائق شارع أبو نؤاس في بغداد عند نصب شهرزاد وشهريار.

وسيفتتح المهرجان ضحي يوم الخميس 26 تشرين الأول الحالي ويستمر حتى مساء اليوم التالي، الجمعة 27 من الشهر.  ومن المنتظر ان يحفل يوما المهرجان بالاحداث الموسيقية والغنائية، والندوات الثقافية والسياسية، واللقاءات الإعلامية والفعاليات الترفيهية المتنوعة.  وسيشارك في احياء البرنامج الحافل عديد من الوجوه الثقافية والفنية والسياسية والأكاديمية، الى جانب الشعراء والموسيقيين والمطربين والناشطين في مختلف المجالات المدنية.

وكانت إدارة المهرجان قد توجهت بـ “الدعوة للجميع لحضور فعالياته المتنوعة والمشاركة فيها، والترحيب بما قد يرغبون بتقديمه خلال يومي المهرجان من نشاطات وإسهامات”.

 **********************************************************************

كربلاء تشمل الأدباء بأراض سكنية

متابعة – طريق الشعب

وافق محافظ كربلاء المهندس نصيف جاسم الخطابي، على طلب تقدم به إليه اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة بشمول أعضاء الاتحاد بقطع أراض سكنية، إلى جانب تخصيص قطعة أرض لتكون مقرا دائما للاتحاد.

جاء ذلك خلال استقباله، الاثنين الماضي، رئيس الاتحاد الأديب والصحفي سلام محمد البناي في مكتبه الرسمي. 

وأكد المحافظ خلال اللقاء، دعمه الكامل للفعاليات الثقافية في كربلاء، واهتمامه بجميع الاتحادات والنقابات والمؤسسات الثقافية والأدبية والفنية، عبر مشاريع تدعم منجزاتها الإبداعية. 

من جانبه عبر رئيس الاتحاد عن أمل الأدباء بتحقيق منجزات تفيد المجتمع وتدعم المثقف، مشيرا إلى دور الثقافة في خدمة المجتمع والى أهمية الرسالة التي يقدمها المثقف والأديب والفنان في تطوير المجتمع ونشر الوعي.

وقدم البناي باسم أدباء كربلاء، الشكر إلى المحافظ على جهوده المخلصة والمتميزة في إعمار المحافظة، ووضع البصمات الجمالية فيها، فضلا عن سعيه إلى ترصين بناها الثقافية والإبداعية والعلمية والاجتماعية.

ثم قدم شهادة شكر وتقدير إلى المحافظ، وأهداه مجموعة من إصدارات اتحاد الأدباء.

هذا وأعلن المحافظ خلال اللقاء، الذي حضره أيضا نائب رئيس اتحاد أدباء كربلاء الشاعر نوفل الحمداني، موافقته على جميع الطلبات التي تقدم بها الاتحاد، والتي تضمنت أيضا دعم إقامة مهرجان كربلاء الشعري الأول، ودعم مطبوعات أعضاء الاتحاد.

يشار إلى ان اتحاد أدباء كربلاء يشغل حاليا مقرا مؤقتا في بناية المكتبة المركزية العامة، كانت قد خصصته له الحكومة المحلية منذ عام 2005.

 *************************************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • نصر زيد الجميلي 300 دولار.
  • نضال عبد الزهرة ١٠٠ ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 ******************************************************************************************

أما بعد.. نساء ذي قار

منى سعيد

هن حفيدات أنخيدوانا أقدم شاعرة وكاتبة في التاريخ الإنساني، وشبعاد المتربعة على عرش سومر قبل أكثر من خمسة آلاف سنة . دررٌ وجواهر معاصرة يكشف عنها الباحث عبد الحليم أحمد الحصيني في كتاب ضخم بجزأين وبحوالي 900 صفحة، حمل عنوان “ معجم نساء ذي قار في العلوم والآداب والفنون”.

يضم الكتاب سير ذاتية مشرقة لأكثر من 350 سيدة لامعة مؤثرة في بنية المجتمع العراقي، سطعن نجمات في مختلف مجالات العلم والسياسة والأدب والفن ، عالمات وشاعرات وأديبات ومترجمات وفنانات ومربيات ودبلوماسيات وقاضيات، ومؤرخات وناشطات سياسيات ورياضيات ، يجعلن كلا منا يراجع انجازاتهن العظيمة ويقارنهن مع سير بعض فتيات اليوم وانشغالاتهن في عصر التفاهة والتسطيح.

طبعا لا يتسع المجال هنا لتأشير أسماء وانجازات نحو 340 شخصية منهن ، لكن لابد من التوقف أولا عند بطولات ونضالات بعض ممن دفعن حياتهن ثمنا لوطن حر وشعب سعيد ونلن مجد الشهادة، مثل الأختين المعدومتين حرية وخالدة فعيل حطاب ، والمغيبة في سجون النظام البعثي الشابة إكرام عواد سعدون، والشهيدات المعدومات زاهرة ذياب سرحان ،زهرة عباس جبر، سحر أمين منشد، نجية عبد حاتم ، شوقية ضايف لايد

وشهيدة الانصار موناليزا أمين منشد.

ويقدم الكتاب سير نساء مناضلات قدمن أقصى جهودهن خدمة للوطن، ومنهن خيرية مريوش مسلم الفتاة الأمية التي ارتبطت روحيا بأخيها المناضل دلي مريوش، حين اختفت معه بعيدا عن أعين السلطة في الخمسينات، وكانت تنقل البريد الحزبي في أصعب الظروف وقد أنقذت أخيها دلي وهربته من السجن بملابس الشرطة ومن ثم هربته إلى إقليم كردستان عام 1963 .

ويكشف الكتاب حقيقة تاريخية حول خطأ اعتبار السيدة صبيحة الشيخ داوود أول من تولى المنصب القضائي في العراق، مؤكدا بتفاصيل وتواريخ وأرقام ان السيدة باكزة عبد القادر الحصاري من مواليد الناصرية عام 1947، وشقيقة الكاتب شامل عبد القادر تعد أول امرآة عراقية تتولى المنصب القضائي في العراق.

ويعرج الكتاب على شخصيات نسوية نالت قدرا كبيرة من الشهرة في مجالاتهن مثل الفنانة الكبيرة زينب، و الفنانتين شذى وسهى سالم، والمسرحية والسينمائية ايمان خضر، والممثلتين سناء عبد الرحمن وفوزية حسن، والمطربتان أنوار عبد الوهاب وبلقيس فالح، والمذيعة اقبال حامد، والتشكيليات هناء مال الله ، رملة الجاسم، زينب عبد الرزاق ياسر، والشاعرتين رسمية محيبس وبلقيس السنيد.

ومن الدبلوماسيات آمال عبود فيروز، و دكتورة العلوم السياسية بلقيس محمد جواد رئيسة جامعة كلكامش الأهلية ، والباحثة الاجتماعية زهراء علي العضاض و أميرة حسين الكريمي.

ومن العالمات بسعاد العبودي صاحبة اول انجاز طبي عالمي في عزل وتسجيل طفيلي هدبي من سائل النخاع الشوكي، والدكتورة ريام ناجي الفائزة بجائزة اليونسكو لوريال للعالمات الشابات في باريس عام 2011 ، والبروفسورة مناهل أحمد النواس.

وزخرت الناصرية بالاديبات مثل الناقدة والكاتبة والصحفية فاطمة المحسن والناقدة تغريد خليل الشويلي والروائية ميسلون فاخر هاشم. وفي مجال الرياضية أثمارعقيل جبار بطلة العراق بكرة الطاولة، وغيرهن العشرات من المربيات الفاضلات والطبيبات والشخصيات الاجتماعية البارزة.