اخر الاخبار

في 6 أكتوبر 2025، أُقيمت فعالية صالون الأدب الصيني السعودي تحت عنوان "بصمات العصر، أصداء الأدب"، في قاعة حمد الجاسر بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية. وقد شارك في تنظيم هذا الحدث كلٌّ من دار انتركونتينتل الصينية للنشر ومكتب الشرق الأوسط لمجموعة سينوبك وجامعة الملك سعود. جمع الصالون عدة نخب من الكُتّاب وعشاق الأدب من كلا البلدين لمناقشة الروح الإنسانية والقيم المعاصرة في الإبداع الأدبي.
في كلمته الافتتاحية، أشار الدكتور أسامة بن أحمد الغامدي، مساعد نائب رئيس جامعة الملك سعود، إلى أنه في السنوات الأخيرة، وبفضل التعاون العملي مع مؤسسات النشر الصينية، أكملت الجامعة الترجمة المتبادلة لأعمال تتناول أكثر من عشرة مواضيع، بما في ذلك الأدب والتراث الثقافي والدراسات الأكاديمية. وقد ساهم ذلك في تعزيز الترويج المتبادل للأعمال المتميزة بين العالم العربي والصين ونشر أفكار وقيم وتجارب كل منهما على نطاق أوسع في العالم. وخلال زيارة فخامة الرئيس شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية في عام 2022، وقعت الصين والمملكة العربية السعودية أكثر من عشر اتفاقية تعاونية، تشمل مجالات الطاقة والتكنولوجيا والخدمات السحابية والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا الرقمية والثقافة. وأعرب الدكتور أسامة بن أحمد الغامدي عن أمله في أن يدرك شبابنا بشكل جماعي قيمة الحياة من خلال التبادلات الأدبية والثقافية، وأن يزرعوا روح الكفاح والابتكار في أنفسهم، وأن يستعدوا لبناء مستقبل أفضل.
قال السيد تشاو هاي يون، نائب مدير مكتب إدارة الاستيراد والتصدير التابع لدائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمته أن هناك العديد من القيم المشتركة بين الثقافتين الصينية والسعودية التي يمكن تبادلها والاستفادة من بعضهما البعض. ويجري الآن تنفيذ العديد من مشاريع الترجمة والنشر للكلاسيكيات الصينية والسعودية بشكل متبادل، وستواصل الحكومة الصينية تقديم دعم قوي ومستمر، والمزيد من الإسهامات الإيجابية في تعزيز التدارس والتبادل الإنساني بين الحضارات الآسيوية. وظلت الحكومة الصينية تلتزم بالسياسة الثقافية والخارجية التي تتميز بعدم نسيان الجذور وفهم أصول الثقافة، والاهتمام باستيعاب الثقافات الأجنبية المتميزة والاستفادة منها، والتطلع إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
قال ليان مينغ شيانغ، الممثل العام لمكتب الشرق الأوسط لمجموعة سينوبك، إن سينوبك بصفتها شركة طاقة ذات جذور عريقة في المملكة العربية السعودية، لا ينبغي لها أن تكون مشاركة اقتصادية حيوية فحسب، بل أيضا مساهمة رئيسية في البناء الثقافي. فالنفط شريان الحياة للصناعة، والأدب رحيق الروح. وتأمل سينوبك أن تبني المزيد من القنوات للتواصل الإنساني بين شعبي بلدينا، مشيرا إلى أن الصالون الأدبي اليوم يمثل "قناة إنسانية" تضفي الدفء والعمق على التعاون العملي بين الجانبين.
خلال جلسة الحوار، انخرط أربعة ممثلين بارزين من الأدب الصيني والسعودي في حوار رائع حول مواضيع مثل "كيفية تجسيد العلاقة بين الفرد والعصر في الأعمال الفنية"، و"استكشاف جوهر الإنسانية في قصص عصرنا"، و"الاختلافات والتشابهات في تفسير الأفراد والتاريخ والحضارة في الأدب الصيني والسعودي". من تسجيل مصائر الأفراد إلى التعبير عن روح العصر، ومن تفسير السمات الحضارية إلى استكشاف جوهر الطبيعة البشرية، لم يُبرز هذا الحوار السحر الفريد للأدب الصيني والسعودي فحسب، بل أتاح أيضا لشعبي البلدين فهم دفء وقوة بعضهما البعض من خلال كتاباتهما.
شارك الكاتب الصيني الشهير ماي جيا، الحائز على جائزة ماو دون الأدبية في الصين، الكُتّاب السعوديين والجمهور قصة حسن، الرجل البغدادي الذي جابه الصعاب بحثًا عن الثراء في القاهرة، من العمل العربي الكلاسيكي "ألف ليلة وليلة". هذا الرجل فقد كل شيء، وجاب الأرض، وفي النهاية وجد الثروة والذات عند عودته إلى موطنه بغداد. أشار ماي جيا إلى أن الحياة عبارة عن تحمل المحن والتحديات، والنضج، النظر إلى الماضي لاكتشاف أن المرء يمتلك كل ما يحتاجه. لكن كل هذا اكتُسب من خلال الصعاب، وليس شيئًا يولد به المرء. قصة حسن، إلى حد ما، تعكس قصة العقيد، بطل روايته "هكذا الحياة". هذه هي حياتنا، القصة التي رواها في "هكذا الحياة".
يوسف المحيميد، الكاتب الشهير والحائز على جائزة وزارة الثقافة والإعلام السعودية للكتاب، شارك الضيوف أيضًا أفكاره حول روايته "فخاخ رائحة". يرى المحيميد أن رحلة حسن ليست مجرد سعي وراء الثروة المادية، بل هي أيضًا استكشاف للقيم الروحية. قال: "كل ما نملكه بين أيدينا يمكن أن يكون ثروتنا الحقيقية". وأوضح المحيميد أن "رائحة"، من خلال رحلات ثلاثة أبطال مختلفين يدركون العالم من خلال الرائحة، تكشف عن العلاقة المعقدة بين الطبيعة البشرية والذاكرة والصراع الأخلاقي، مجسدةً الإعصار النفسي والفداء الروحي للأفراد في مسيرة التحديث.
قال لين فينغمين، أستاذ اللغة العربية في كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين ورئيس الجمعية الصينية لدراسات الأدب العربي، إن وجهة نظر أدونيس القائلة بأن ترجمة الشعر تُشير إلى الخيانة ليست وجهة نظر شاملة. وأكد أن الترجمة الشاملة هي التي تُشكل الأدب العالمي، فتُصغر الدنيا وتُوسع القلوب. ولا تقتصر الترجمة الأدبية على مجرد تحويل الكلمات، بل تشمل أيضًا نقل المشاعر وتوسيع الآفاق. فكل ترجمة ناجحة تُضفي بوضوح "روحًا إنسانية"، وهي التي تمكّن الحضارات والثقافات المختلفة من رؤية ذاتها بوضوح أكبر وإثراء ذاتها في مرآة بعضها البعض.
تحدث إبراهيم الفالح، الأستاذ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، عن انتعاش الأدب السعودي الذي يركز على المرأة. وأكد أنه من خلال مناقشة مواضيع مشتركة كالحب والأسرة، يُمكننا أن نلمس التغيرات الاجتماعية الناجمة عن التحولات في العلاقات بين الجنسين والعلاقات الاجتماعية في مختلف البلدان. ​​هذه الأعمال المتميزة، التي تُجسّد بعمق القيم الإنسانية المشتركة، تُساعدنا على استخلاص العواطف والحكمة الإنسانية المشتركة، مُوفرةً موارد روحية لبناء عالم أكثر انسجامًا.
اختتم الصالون بنجاح وسط تصفيق حار. ومن خلال الأدب كوسيلة، تبادل الكُتّاب الصينيون والسعوديون الأفكار الإبداعية والحكمة الحضارية، مما أضفى حيويةً وعمقًا جديدين على التبادل الثقافي بين الصين والمملكة العربية السعودية.