اخر الاخبار

نشرت صحيفة سفنيسكا داغبلادت السويدية مقالاً حول ما يعانيه العراقيون من سكان المناطق الحدودية مع تركيا، في إقليم كردستان، من صعوبات ومخاطر جمّة، في ظل قيام تركيا بقصف مناطقهم وإجتياحها بين فترة وأخرى، في سياق مسلسل إعتداءاتها على السيادة العراقية، بحجة مطاردة فصائل حزب العمال الكردستاني المعارض.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاعتداءات قد أدت إلى إفراغ مئات القرى من سكانها، الذين إضطروا للهرب خاصة وإن الإعتداءات (كالقصف المدفعي والجوي) غالباً ما تحدث بدون إنذار مسبق ودون أن تكون هناك مؤشرات على إحتمال وقوعها، مما يلحق أضراراً كبيرة بممتلكات الناس ويقتل أو يجرح أفراداً منهم، أثناء ممارستهم لحياتهم الإعتيادية بسلام.

شراكة و”حُسن” جيرة

ونقل المقال عن امرأة كردية تدعى ندوة خان يوسف قولها بأن مابقي من العوائل التي كانت تسكن إحدى القرى التابعة لمحافظة دهوك، لا يتجاوز حالياً ثلاث عوائل فقط، بسبب القصف المستمر على المنطقة. كما نقلت الصحيفة عن كاميران عثمان، الموظف لدى منظمة (CPT) العاملة في مجال السلام، خبراً عن إخلاء 148 قرية بالكامل من سكانها حتى الأن، وعن ما تواجهه المنظمة من صعوبات في الوصول إلى القرى المستهدفة وإحصاء الضحايا حيث قتل ما لا يقل عن 130 شخصًا في هجمات بالصواريخ والطائرات التركية بدون طيار، منذ عام 2015.

إزدواجية معايير

وذكرت الصحيفة بأن تركيا شريك إقتصادي قوي لحكومة أقليم كردستان، التي تسعى للتعاون مع أنقرة وكسب ودها، رغم الإنتقادات الشديدة التي توجهها الحكومة الإتحادية للتواجد العسكري التركي المتزايد في مناطق شمالي العراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش التركي يستخدم كثيرا الطائرات بدون طيار (بيرقدار)، التي يصنعها بدعم من الدول الأوروبية، والتي تستخدم كاميرات من صنع ألماني، وكذلك طائرات هليكوبتر هجومية تم تطويرها في إيطاليا، إضافة إلى ما تقدمه السويد من دعم عسكري يشمل تصدير معدات مهمة لأنقرة. وورد في المقال تساؤل عن مدى إمكانية السويد من التوفيق بين دفاعها عن حقوق الإنسان ومساعدتها لحكومة أردوغان من أجل كسب تأييدها لأنضمام إستوكهولم لحلف الناتو. 

بين الناتو وحقوق الإنسان

وأعرب كاتب المقال عن إعتقاده بتواجد بعض مقاتلي حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وهو يرصد آثار الغارات الجوية على جدران كنيسة القرية التي يسكنها الأشوريون، ناقلاً عنهم إدانة قتل القوات التركية للمدنيين الأمنيين، وكذلك دعوتهم حكومة اقليم كردستان لعدم خلق صعوبات إضافية لهم من خلال فرض قيود على كميات المواد الغذائية التي يشترونها، مما أدى إلى إغلاق السوق الصغير في القرية بعد إفلاس أصحاب متاجره البسيطة. ويأتي فرض القيود، لمنع السكان من بيع الغذاء لمقاتلي الحزب المذكور.

منطقة عازلة

هذا ويبدو، حسب المقال، إن الحكومة التركية تنوي إفراغ الشريط الحدودي من سكانه لتتمكن من إنشاء منطقة عازلة حول ما أنشأته من قواعد عسكرية في المنطقة، بشكل مناف للقانون الدولي وخارج إرادة العراقيين.