في قلب القرية العالمية بمهرجان اللومانيتيه، وفي الخيمة الكبرى للنقاشات والحوارات العامة، شارك سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي يوم السبت 13 أيلول/سبتمبر في طاولة مستديرة أدارها الرفيق بيير باربانسي من الحزب الشيوعي الفرنسي.
كان محور النقاش الرئيسي حول أزمة الشرق الأوسط، وشارك فيها كل من: الرفيق حنا غريب، السكرتير العام للحزب الشيوعي اللبناني، والرفيقة فدوى خضر، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، والرفيق نافيد شومالي، ممثل حزب تودة الإيراني، والرفيقة ليلى موساوي، مسؤولة عن الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الفرنسي. وغصت القاعة بالحضور الكبير، أغلبهم من الشباب الذين افترشوا الأرضية من كل الجهات.
الحزب الشيوعي اللبناني
افتتح الرفيق حنا غريب الكلمة مشيرًا إلى أن لبنان مهدد من الداخل والخارج، ويعاني أزمة سياسية على صعيد القضايا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية. وأوضح أن لبنان مهدد وطنياً من قبل إسرائيل، التي لا تزال تحتل جزءًا من جنوبه، وترفض عودة المهجرين إلى منازلهم أو إعادة بناء مساكنهم. وأضاف قائلاً:
"طالما هناك احتلال لجزء من لبنان، فهذا يبرر وجود المقاومة، وهذا هو موقف حزبنا الثابت بدعم المقاومة. لقد ساهم حزبنا مع القوى اليسارية في تحرير ثلاثة أرباع الأراضي المحتلة بعد إطلاق فكرة المقاومة الوطنية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، لمواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني."
الحزب الشيوعي العراقي
ثم جاء دور الحزب الشيوعي العراقي، حيث بدأ الرفيق رائد فهمي شاكراً الحضور على تواجدهم، وأشاد بمواقفهم الرافضة للاحتلال وأفعاله. وأكد أن حرب الإبادة التي تُشن ضد غزة تشكل جزءًا أساسيًا من مخطط أمريكي–إسرائيلي–صهيوني أوسع، لا يهدف فقط إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني، بل أيضًا لإضعاف إرادة المقاومة وإخضاع شعوب المنطقة للقبول بمشاريع الهيمنة. وأضاف :ما يجري حاليًا يندرج في إطار مشروع تغيير خارطة الشرق الأوسط وجعل إسرائيل القوة المهيمنة الرئيسة في المنطقة."
وأشار الرفيق فهمي إلى أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" يشمل كافة الدول العربية ودول المنطقة الأخرى، ويُراد له أن يتم عبر إضعاف هذه الدول بنيوياً أو تقسيمها. وأكد أن المشروع يشكل ناقوس خطر لشعوب المنطقة وقواها الوطنية والديمقراطية، ما يستدعي وعياً عميقاً بخطورته وحشد كل الوسائل لمقاومته وإفشاله، مع الاستفادة من تصاعد التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
أما بالنسبة للواقع العراقي الحالي، فأوضح الرفيق فهمي :في العراق أعيد بناء الدولة بعد الاحتلال على أساس التقاسم الطائفي–الإثني، ما جعلها ضعيفة بنيوياً، غير قادرة على حماية سيادتها ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها. كما تراجعت الهوية الوطنية الجامعة وغاب الموقف الوطني الموحد، ويعاني العراق من ضعف استقلال قراره السياسي وضعف تكوينه الاقتصادي. وإذا تحدثنا عن المقاومة، فإننا نسأل: تحت أي قاعدة سيتم تشكيل هذه المقاومة؟"
وختم حديثه بالقول: "نناضل من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية تفصل الحيز الديني عن الحيز الحكومي، وتُبنى على أساس العدالة الاجتماعية."
حزب تودة الايراني
تحدث بعد ذلك الرفيق نافيد شومالي، مسؤول السياسة الخارجية في حزب تودة الإيراني، مؤكداً أن الحزب ما زال يقود معركته من أجل الاستقلال والحرية. وعلق حول الهجوم الإسرائيلي على إيران في حزيران الماضي:"يعتبر حزب تودة هذا الهجوم ليس حادثاً عرضياً، بل هجوماً منظماً من قبل إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وهو مرفوض جملة وتفصيلاً."
وأضاف شومالي عن أحداث السابع من أكتوبر: "ما جرى لاحقاً لا يعطي العذر لإسرائيل لما تقوم به، وقد اعتمدت هذا كحجة لكل جرائمها التي تفننت بها"، مؤكدا ان "الحزب يناضل من أجل حكم وطني ديمقراطي."
حزب الشعب الفلسطيني
جاءت الكلمة التالية من الرفيقة فدوى خضر، مشيرة إلى أن الوضع الحالي في فلسطين والمنطقة ليس جديدًا، بل بدأ فعلياً منذ اتفاقية سايكس–بيكو، التي مزقت خارطة الوطن العربي، خاصة في الشرق الأوسط. وأضافت أن الإمبريالية والرأسمالية تحاولان أن تكونا القوة الرئيسية المسيطرة على المنطقة وأنظمتها، من إيران إلى السودان.
الحزب الشيوعي الفرنسي
اختتمت الطاولة النقاشية الكلمة باسم الحزب المضيف، الحزب الشيوعي الفرنسي، حيث تحدثت الرفيقة ليلى موساوي عن موقف الحزب الثابت في دعم كل الشعوب التواقة للحرية والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني. وأدانت الرفيقة موساوي الحكومة الفرنسية والحكومات الأوروبية لموقفهما غير الحاسم تجاه قضية فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات فظيعة.