اخر الاخبار

عن العلاقات  بين بغداد وواشنطن

لموقع المركز العربي في واشنطن، كتبت رند رحيم مقالاً حول نتائج زيارة رئيس الحكومة العراقية والوفد الكبير المرافق له للولايات المتحدة والتأثيرات المستقبلية المتوقعة منها، أشارت فيه إلى أن الوفد قد اقترح إقامة علاقة جريئة جديدة مع أميركا، استناداً إلى اتفاقية الإطار الإستراتيجي، رغم جملة الصعاب التي تواجهها الحكومة، وخاصة في المجال الاقتصادي والأمني.

هل كانت الزيارة ناجحة؟

وأضاف المقال إلى أنه ورغم تزامن الزيارة مع انشغال البيت الأبيض بحرب غزة والإنتخابات الرئاسية وتأثيرات الدعوة التي وجهها المشرعون الجمهوريون لبايدن كي يلغي الزيارة، فإن مصادر عراقية وأمريكية رأت بانها كانت زيارة ناجحة، لما انطوت عليه من مباحثات مكثفة مع الرئيس ومستشار الأمن القومي ووزراء الخارجية والدفاع والخزانة والأمن الداخلي، إضافة إلى الكونغرس ومراكز الأبحاث وغرفة التجارة الأمريكية وشركات الدفاع والنفط.

ورأت الكاتبة بأن أبرز ما حققته الزيارة، تمثل في إعادة الحياة لإتفاقية الإطار الإستراتيجي، المهملة من قبل البلدين، رغم أنهما سبق وشكلا لجنة لتفعيلها العام 2016 دون أن يتحقق ذلك، فيما ردد العراقيون كثيراً تمنياتهم بشراكة متعددة الأبعاد مع الولايات المتحدة، شراكة “إستراتيجية” و”مستدامة” و”دائمة”، إلى جانب وضع آليات لمتابعة العمل لتحقيق ذلك.

وذكر المقال بأن الوفد الضيف حاول أن يصور العراق كفرصة ناضجة للإستثمار من قبل الشركات الأمريكية، مشدداً على قطاع الطاقة، وساعياً لمعالجة انسحاب الشركات الأمريكية الكبرى من العراق، وخاصة إكسون موبيل، لصالح الشركات الصينية، وهو أمر أقلق بغداد، ودفعها لتقديم معاملة تفضيلية، وإلى توقيع العديد من الإتفاقيات الأخرى في مجال الدفاع والأمن والتدريب وشراء المعدات.

صعاب معقدة

وتطرق المقال إلى جملة من الصعاب المعقدة التي تجعل طموحات الحكومة العراقية غير مضمونة ولا تبعث على التفاؤل. فمن الناحية العملية، رأت الكاتبة، بأن العراق لا يزال يعاني من الفساد المتأصل، والبيروقراطية المتعجرفة، وضعف القطاع المالي، وعدد من المخاطر الأمنية، وتدني في مهارة القوى العاملة، وغياب لمستلزمات الوفاء بالمعايير الدولية، وهي عيوب ما زالت تشكل عوائق أمام الاستثمار الأجنبي، رغم مساعي بغداد لمعالجتها. ومن الناحية السياسية، أعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن أكثر ما يقلق واشنطن ويضعف فرص بناء علاقات وثيقة مع بغداد، هو تعدد مراكز القرار وعدم وجود إرادة سياسية وطنية، رغم ما قدمته القوى المنضوية في الحكومة من دعم لرئيسها أثناء زيارته لأمريكا، مشيرة إلى وجود قوى تختلف مع ذلك، فتعمد لإدامة هذا القلق الأمريكي. 

وذكر المقال بأنه وبسبب مساعي رئيس الحكومة لتعزيز شعبيته وقواعده الإنتخابية، والإنتقال من شريك صغير في الائتلاف الحاكم إلى الشريك المهيمن في الانتخابات التشريعية القادمة، تتشابك العلاقات بين القوى الحاكمة غير المتجانسة، حيث يحاول بعضها الاستفادة من توسيع العلاقات مع واشنطن لتعزيز مواقفه السياسية، في ذات الوقت الذي تحاول فيه قوى أخرى منها الإستفادة من الأمر من أجل كبح طموحات رئيس الحكومة وإضعاف شعبيته الانتخابية، خاصة وإن كل هذه القوى تستثمر فعليا في الدولة، وتتمتع بحصة كبيرة من الكعكة الاقتصادية، ويأمل بعضها أن يزيد من حصته من خلال الشراكة مع الولايات المتحدة.

ورغم تحسن العلاقات بين العراق والدول العربية، خاصة في الأونة الأخيرة، سواء في الشراكات الاقتصادية مع الأردن ومصر من جهة ومع قطر والسعودية والإمارات من جهة أخرى، والتعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والإسكان والصحة وغيرها، فقد رأت الكاتبة بإن هذه العلاقات لا تبدو مستقرة، فيما ترفض طهران وحلفاؤها بالتاكيد نتائج هذه الزيارة.