اخر الاخبار

الطاقة وعلاقات بغداد  مع واشنطن

لموقع اسعار النفط، كتب سايمون واتكينز مقالاً حول المكانة التي شغلتها الطاقة في مباحثات رئيس الحكومة العراقية والوفد المرافق له، والذي ضم وزراء النفط والمالية والتجارة والكهرباء ورئيس البنك المركزي وخمسة من رجال الأعمال المتنوعين، في واشنطن مؤخراً.

تعاون متعدد الجوانب

وأشار المقال إلى أنه ورغم تأكيد الجميع على أن العراقيين قد جاءوا لمناقشة القضايا الأمنية والتجارية والاقتصادية وقضايا الطاقة الثنائية والمخاوف الأمنية الأوسع المرتبطة بالمنطقة، فإن مصدراً رفيعاً يعمل بشكل وثيق مع وزارة النفط قد أبلغ موقع OilPrice.com بان أهم أهداف الزيارة كان الوعد بتخفيض واردات الغاز والكهرباء من إيران وتقليل حرق الغاز، مقابل إستثناءات من العقوبات المفروضة على إيران، بدرجة تسمح لبغداد دفع أموال لطهران.

معوقات ومشاكل

ورأى واتكينز بأن تداعيات الصفقة التي وقعتها الحكومة العراقية مع إيران، والمتعلقة بإستيراد الغاز لمدة خمس سنوات قادمة، القت بظلال من الشك على جدية ما تطرحه بغداد، مما تطلب من الوفد رسم إبتسامات أكبر لمداراة الحرج، وتقديم وعود أسخى حول إشراك المزيد من الشركات الأمريكية في تطوير قطاع النفط والغاز في العراق.

الاّ أن طموحات العراقيين بالتعاون اصطدمت، حسب المقال، بمشكلة عزوف بعض من الشركات ذات الوزن الثقيل عن الاستثمار نظراً للفساد الهائل المتفشي في هذه القطاعات العراقية، وهو ما صار واضحاً في عمليات الانسحاب الكبرى التي قامت بها الشركات الغربية مؤخراً من عقود قطاع النفط والغاز كخروج إكسون موبيل من مشروع غرب القرنة 1 ومشروع إمدادات مياه البحر المشترك، وخروج شل من غرب القرنة 1 ومجنون ومشروع نبراس للبتروكيماويات، والتخلص المزمع لشركة بريتيش بتروليوم من حصتها في الرميلة.

وإستند واتكينز في ادعاءاته بما أورده “مؤشر مدركات الفساد” الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية المستقلة غير الحكومية، عن العراق بإعتباره من بين أسوأ البلدان في مؤشرات الفساد والحكم ومخاطر نقص الخبرة في الإدارة العامة وضعف القدرة على استيعاب تدفق الإستثمارات والقضايا الطائفية وغياب الإرادة السياسية في برامج مكافحة الفساد، إضافة إلى عمليات الاختلاس واسعة النطاق، وعمليات الاحتيال في مجال المشتريات، وغسل الأموال، وتهريب النفط، والرشوة البيروقراطية واسعة النطاق، والتدخل السياسي في هيئات مكافحة الفساد وضعف المجتمع المدني ونقص الموارد والأحكام القانونية غير المكتملة.

ومن بين المشاكل الأخرى التي واجهها الوفد، حسب إدعاءات وايكينز، قلق واشنطن من التعاون العراقي الإيراني في مجال تسويق النفط، حيث يتم وعبر الحفر الموجه الإفقي في الحقول المشتركة في أزاديجان / مجنون، آزار/ بدرة، يادافاران/ السندباد، نفط شهر/نفط خانا، دهلران/أبو غراب، ويست بيدار/الفكة، أرفاند/جنوب أبو غراب، تسويق النفط الإيراني على أنه عراقي.

واعتبر المقال عدم أيفاء الحكومة العراقية بوعودها حول الحد من حرق الغاز الذي يتم إنتاجه جنباً إلى جنب مع عمليات التنقيب عن النفط (“الغاز المصاحب”) من بين معوقات التعاون الأخرى، مشيراً إلى فشل بغداد في تنفيذ مبادرة صفر حرق روتيني التي تبناها في العام 2017، حيث تم حرق أكثر من 17 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب في العام الماضي.

واختتم وايتكيز مقاله بالإشارة إلى إنه ورغم كل هذه المعوقات، فقد وقع الطرفان على اتفاقيتين إضافيتين لمساعدة العراق على تقليل حرق الغاز، عبر العمل مع شركة Siemens Energy وSLB (Schlumberger سابقًا) لهذا الغرض، على أمل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2030.