اخر الاخبار

في كربلاء لا يختلف واقع المشاريع الخدمية عن باقي المحافظات، إذ يرصد بشكل مستمر وجود حالات من الفساد وغياب الشفافية والمهنية في تقديم الخدمات، ما انعكس سلبا على جودة الخدمات في المدينة.

وبالرغم من إعلان الحكومة المحلية عن إنجازاتها في تنفيذ مشاريع الخدمات، إلا أن مسؤولين في مجلس النواب يجدونها أنجزت على حساب الجودة.

ضعف المراقبة

يقول نائب عن محافظة كربلاء محمد الخفاجي: إن «المشاريع المتلكئة في اغلب المحافظات تكون عادةً وزارية؛ اذ تُحال مركزياً من قبل الوزارات المعنية مثل الإعمار والإسكان أو الصحة أو التربية»، مؤكداً أنها تتسم «بضعف المراقبة والمتابعة المركزية».

ويضيف الخفاجي في حديث مع «طريق الشعب»، أن الحكومة المحلية لا تملك دوراً «سوى الإشراف من بعيد»، مشيرا إلى أن الحال ذاته ينطبق في كربلاء، حيث تشهد المشاريع المركزية تلكؤا كبيرا.

وبالحديث عن المشاريع المحلية، بيَّن أنها «تحال إلى شركات أجنبية ومحلية، وتنجز بسرعة»، مستدركا بالقول إنه «بالرغم من سرعة التنفيذ، إلا أنها تفتقد الجودة والرصانة، كما تغيب عمليات استدامة المشاريع».

ويكمل «نحن بحاجة إلى رفع مستوى مشاريعنا لتصبح على قدم المساواة مع المشاريع في الدول المتقدمة»، فيما عبّر عن رفضه الاكتفاء بمشاريع تعاني من التقصير والإهمال، يمكن ملاحظتها بسهولة».

ويؤكد وجود متابعة «لملف المشاريع مع وزارة التخطيط وبقية الجهات المعنية، وتم تصحيح بعض المسارات»، مشددا على أهمية متابعة صرف الأموال، حيث يرصد العديد من حالات هدر المال العام. ويختتم الخفاجي حديثه بالقول: أن معظم المشاريع التي تحال للتنفيذ في المحافظة تعد بسيطة.

فساد ومحاصصة

فيما يقول مهندس الطرق حسن فالح، مواطن من محافظة كربلاء، إن «الطرق في المدينة تخالف المواصفات المعتمدة، حيث يتم استخدام مواد غير جيدة وتصاميم طرق غير صحيحة»، مشيرا إلى أن الطرق تظهر عليها علامات التلف بعد فترة قصيرة من الانتهاء من الإنجاز، حيث تتلكأ وتظهر عليها حفريات.

ويضيف فالح لـ»طريق الشعب»، أن «هناك ضغطاً من قبل الشركات المنفذة لتجاوز الفحوصات التي تتعلق بالمواد، دون مراعاة جودة العمل، مما يؤدي إلى فشل في الانجاز وتكرار الإصلاحات، ما يؤشر وجود هدر وفساد في المال العام.  ويبين أن «الإهمال والتقصير من قبل المسؤولين في كربلاء متعمد. كما أن المشاريع التي تحال وتنفذ في المدينة لا تتناسب مع حجم الأموال التي تصرف»، مؤكدا أن «هناك غيابا لنسب انجاز المشاريع الحقيقية بالإضافة إلى الافتقار للكشوفات المطلوبة».

ويضيف أن «الفساد والمحاصصة اهلكا قطاع الخدمات في المدينة».

رصد

يقول مسؤول إعلام هيئة النزاهة علي محمد: إن «الهيئة تمكنت خلال الشهر الحالي من ضبط 11 متهما بالتجاوز على المال العام في محافظة كربلاء، ورصد مخالفات بمديريات الموارد المائية والطرق والجسور والتربية»، مؤكدا «رصد مخالفات في صيانة جسر الهندية الثاني».

ويضيف محمد لـ»طريق لشعب»، أنه «خلال الشهر السابق رصدت الهيئة هدرا في المال العام لمشروع ماء الهندية الجديد، والذي ناهزت كلفته 33 مليار دينار»، ويكمل أنه «تم رصد مخالفات في 4 مشاريع بلغت كلفتها 8 مليارات دينار، فيما تم ضبط المدير السابق لمكتب محافظة كربلاء متلبسا بالرشوة، حيث اعترف بتسلمه مبلغا تجاوز 6 ملايين دينار على دفعتين»، أما سبب اخذ الرشوة فيعود لادعاء المدير السابق إمكانية الحصول على استثناء لتمشية معاملة بيع عقار تابع للدولة لاحد المواطنين.