تحتضن سماء بغداد العريقة، الذكرى التسعين لميلاد فكرة نبيلة، وفجر ثورةٍ اشتعلت جذوتها في قلوب رفاقٍ آمنوا بِحُرية الإنسان وكرامته. فمنذ فجر عام 1934، انبثق الحزب الشيوعي العراقي، كشعلة نورٍ وسط ظلام القمع والاستبداد، حاملاً راية النضال من أجل شعبٍ ذاق مرارة الظلم والاضطهاد.
واجه رفاقنا الأوائل تحدياتٍ جسامًا، من قمعٍ دمويٍ مارسته الأنظمة الديكتاتورية، إلى حروبٍ طاحنةٍ وضعت العراقيل أمام مسيرتهم النضالية. لكنهم لم يُحبطوا ولم يَهِنوا، بل ازدادت عزيمتهم قوةً، واشتدّ إيمانهم بِحُلمٍ يراود شعبهم منذ عقود، حلم الحرية والعدالة الاجتماعية.
مع مرور الزمن، توسّعت قاعدة الحزب، وانضمّ إليه آلالافٌ من مختلف فئات المجتمع، مؤمنين بِمبادئه النبيلة، ورافضين لِواقعٍ مُرّ يمُزّقُ وحدةَ الوطن ويُفقّرُ أهله. واجه رفاقنا مخاطر جمةً في سبيل إيصال رسالتهم، من اعتقالاتٍ تعسفيةٍ، إلى تعذيبٍ وحشيٍ، وإعداماتٍ غادرةٍ، تاركين خلفهم قصصًا خالدةً عن تضحياتٍ عظيمةٍ ونضالٍ مُستمرٍ لا ينضب.
لم تقتصر مساهمات الحزب الشيوعي العراقي على النضال السياسي فقط، بل امتدت لتشمل مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية. ساهم رفاقنا في نشر الوعي بين أوساط الشعب، ودعموا التعليم والثقافة، وناضلوا من أجل حقوق العمال والفلاحين، وقدموا خدماتٍ جليلةً في مختلف المجالات.
واليوم، ونحن نحتفل بِذكرى مرور تسعين عامًا على تأسيس الحزب، نستذكرُ بكلّ فخرٍ واعتزازٍ تضحياتِ رفاقنا الأوائل، ونُكبرُ إنجازاتهم، ونُؤكّد على التزامنا بِمبادئهم النبيلة.
إنّ ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي هي مناسبةٌ للتأمل في مسيرته الطويلة، واستخلاص الدروس من تجاربه، وتجديد العهد على مواصلة النضال من أجل تحقيق أهدافه السامية.
في هذه الذكرى العطرة، ندعو جميع رفاقنا إلى توحيد صفوفهم وتعزيز وحدتهم، وندعو جميع أبناء شعبنا إلى الانظمام إلى مسيرة النضال من أجل بناء مستقبلٍ أفضلٍ للعراق.
معًا، سنُحققُ حلمَ الحرية والعدالة الاجتماعية، ونبني عراقًا مزدهرًا يُحققُ آمالَ وطموحاتِ شعبنا.
عاش الحزب الشيوعي العراقي!
عاش نضال شعبنا!