اخر الاخبار

بغداد ـ طريق الشعب

يعد جسر «برينج» في واسط آخر الجسور العائمة وأكثرها خطراً على حياة المواطنين، وذلك لتفاقم الأضرار فيه وتعرضه للغرق مراتٍ عدة، ما يؤدي الى تعذّر مرور المركبات عليه.

ويعد جسر برينج من الجسور القديمة على نهر دجلة في محافظة واسط ويبلغ طوله أكثر من 300 متر، وتبلغ الحمولة القصوى للجسر 5 طن ووضعت عليه عارضة بارتفاع مترين و40 سنتيمتراً لمنع مرور المركبات العالية والكبيرة، وهو آخر الجسور العائمة في المحافظة حالياً بعد انشاء جسور خرسانية بدلاً من الجسور القديمة مثل جسر شيخ سعد والموفقية والزبيدية وجسر الأحرار الذي ينفذ بدلاً عنه جسر خرساني جديد.

معالجة فردية

يقول حسن محمد (مواطن من قضاء العزيزية في واسط)، إن «الجسر بين حين واخر يخرج عن الخدمة، ويسبب عرقلة كبيرة للسير»، مشيرا الى أن «المنطقة ذات كثافة سكانية عالية، وسكانها يعتمدون على الزراعة كمهنة لهم، ولا سبيل للوصول الى مركز العزيزية سوى المرور عبر هذا الجسر القديم والمتهالك، والذي يشكل خطراً كبيراً على أرواحهم».

ويدعو محمد في حديث لـ «طريق الشعب»، الحكومة المحلية في واسط الى الإسراع بإنشاء جسر بديل عنه، والكف عن الوعود والتسويف والمماطلة، مضيفاً أن «المسؤولين ومنذ عشرين عاماً يزورون الجسر لمرات عديدة، ويطلقون تعهدات بتأهيله، لكنه لا يزال تنفيذ تلك الوعود التي تذهب مع المسؤولين».

ويشير الى ان الجسر يحتفظ بالكثير من الصور التذكارية لهؤلاء المسؤولين، بينما قد ينهار بأية لحظة. ويبين أن «الجسر غالبا ما يتعرض لقطع مفاجئ، فيبادر الأهالي لمعالجة الخلل بطريقتهم الخاصة، كأن يسندون الجسر بجذوع النخيل أو بالإطارات، وأحياناً يقومون بربطه بالحبال».

استياء شعبي

حسن مخلف (ناشط مدني من قضاء العزيزية)، أبدى استياء شديدا إزاء الوضع الحالي للجسر، مؤكدا انه «يُعتبر الطريق الوحيد للمواطنين والموظفين والطلاب والكادحين ومختلف الطبقات المجتمعية للوصول إلى القضاء».

ويقدر عدد سكان أهالي العزيزية بنحو ١٢ ألف نسمة.

يقول مخلف في حديث مع «طريق الشعب»، أن الجسر عادة ما يخرج عن الخدمة خلال السنوات السابقة، ما يضطر السكان الى استخدام طرق بديلة بعيدة وتؤثر سلباً على حياتهم اليومية.

ويضيف مخلف، أن «المسؤولين المحليين في المنطقة تعهدوا خلال المواسم الانتخابية ببناء جسر بديل، لكن لم يتم تنفيذ هذه الوعود. الان الوضع أكثر تعقيداً وإحباطاً بالنسبة للمواطنين».

ويشير المتحدث الى تخصيص الحكومة المحلية مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى ٢٠ مليار دينار خلال العام الماضي لبناء جسر كونكريتي، دون رؤية أي تقدم في هذا المشروع حتى الآن، متهما الحكومة المحلية بالفشل في تلبية احتياجات المواطنين وتحسين البنية التحتية في المنطقة.

مجسرات جديدة

من جانبه، يقول نائب محافظ واسط، رشيد البديري، أن منسوب مياه نهر دجلة قد ارتفع بشكل غير مسبوق في الاونة الاخيرة، ما تسبب في سقوط جسر برينج العائم، الذي كان يعتبر جزءًا من البنية التحتية الرئيسية في المنطقة.

ويضيف البديري، ان هناك مراقبة مستمرة لوضع الجسر، تحسباً لاي طارئ.

ويشير البديري في تصريخ خص به «طريق الشعب»، إلى أن إدارة المحافظة ومديرية الطرق والجسور في واسط قامت باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذا الوضع، بما في ذلك إكمال بناء الجسور العائمة الثلاثة الأخرى في المنطقة. وكشف البديري عن إعداد تصاميم لأربعة جسور جديدة في المنطقة، من بينها جسر برينج الجديد الذي من المتوقع أن يكون جسرًا نظاميًا يخدم حركة المرور والمواطنين على حد سواء، مشيرا الى أن هذه المشروعات ستحال خلال العام الحالي للتنفيذ، ما يسهم في تحسين وتطوير البنية التحتية في المنطقة.

وختم البديري حديثه بالتأكيد على «أهمية الجسور في توفير وسائل الربط الأساسية بين المدن والمناطق، وضرورة تطويرها وصيانتها بشكل دوري، لضمان استمرارية الحركة والتنمية في المنطقة.»

جسر بديل عن برينج

يقول مدير دائرة الطرق والجسور في واسط، حسين جاسم، أن «جسر برينج يقع ضمن الممر المؤدي إلى منطقة برينج والمرتبط بمدينة العزيزية عبر نهر دجلة»، مضيفا انه «يُعد أحد الجسور الحديدية العائمة ذات الطابع المؤقت، وقد كان قائمًا منذ فترة طويلة، إلا أنه يعاني من التدهور والتآكل».

ويلفت جاسم في حديث مع «طريق الشعب»، الى ان الجسر «خرج عن الخدم في تاريخ ٢٢ شباط ٢٠٢٤ نتيجة لارتفاع مناسيب نهر دجلة بشكل مفاجئ، ما تسبب في غرق إحدى عوامات الجسر»، مؤكدا ان الملاكات الهندسية لمديرية طرق وجسور واسط قامت بمعالجة الخلل باستخدام الإمكانيات المتاحة، وأعادت الجسر للخدمة في تاريخ ٢٨ شباط».

ويتابع القول: «حاليًا، تتم إضافة اللمسات الأخيرة لتصاميم وجداول كميات مشروع إنشاء جسر كونكريتي بديل عن الجسر الحديدي»، موضحا ان «الجسر الجديد يتميز بطابع معماري، وسيجري استخدام أسلوب العتبات الناتئة المتوازنة».