اخر الاخبار

تواجه قرى ومناطق ريفية عدة تقع في أطراف بغداد، منذ شهور، عمليات سرقة منظمة للمواشي، تنفذها عصابات مسلحة. وفيما تعتمد هذه العصابات على كاميرات مسيّرة (درون)، لرصد الحظائر واستكشاف الطرق المؤدية إليها، يعيش أهالي تلك القرى حالة من القلق والتأهب، مطالبين الجهات الأمنية بحمايتهم وممتلكاتهم من هذه السرقات المتكررة، التي يشكون في ارتباطها بجماعات مسلحة. 

ومنذ أكثر من شهرين، سجلت قرى عديدة في مناطق أبو غريب والرضوانية والتاجي، التي تسمى “حزام بغداد” وتضم مناطق زراعية شاسعة، عمليات سرقة كبيرة للمواشي. وتكرر هذا الأمر أيضا في ناحية اليوسفية جنوبي بغداد.

وفي تشرين الأول الماضي، ألقي القبض على أربعة أفراد من تلك العصابات في منطقة الرضوانية الشرقية. وبعد ذلك بشهر تم إلقاء القبض على 3 لصوص آخرين في الرضوانية الغربية، من قبل الأهالي، وذلك اثناء محاولتهم سرقة مواشٍ.

ولم تقتصر هذه السرقات على قرى أطراف بغداد، فقد شهدت ناحية الشوملي في محافظة بابل، في العام 2022، عمليات مشابهة، يتم الاعتماد فيها أيضا على الطائرات المسيرة.

سرقات بقوة السلاح

تنقل وكالة أنباء “العربي الجديد” عن ضابط في الشرطة المحلية قوله أن “عشرات البلاغات وردت بشأن استخدام طائرات مسيّرة في سرقة مئات الرؤوس من الأبقار والأغنام، مع تنفيذ بعض السرقات بقوة السلاح”.

ويوضح الضابط الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه، أن “العصابات تعتمد على الطائرات المسيرة لتحديد مواقع حقول المواشي، وأيضاً الطرقات التي يمكن سلكها لتنفيذ السرقات والهرب. إذ تلتقط صوراً يومية لتلك الأماكن”، مشيرا إلى أن “السرقات تتركّز في منطقة أبو غريب. حيث سجلت عشرات العمليات هناك. وأيضاً في الرضوانية والتاجي”.

ويلفت إلى أن “التحقيقات لم تحدد حتى الآن ارتباط العصابات بجماعات مسلحة، لكن الأمر غير مستبعد، على اعتبار ان العصابات تشتبك بالسلاح مع الأهالي أحياناً، وتنفذ عمليات سرقة بسطوة السلاح في حقول نائية”، مؤكدا أن “جهاز الشرطة يتابع العصابات ويحاول تفكيكها واعتقال أفرادها استناداً إلى البلاغات، كما يحقق في عمليات السرقة”.

 حراسة يومية

وينفذ أهالي القرى عمليات حراسة يومية لحظائرهم، بعد أن فقدوا الثقة في أجهزة الأمن، التي يشتكون من ضعف إجراءاتها المتخذة في منع الكاميرات المسيّرة، وملاحقة تلك العصابات.

وفي هذا الصدد، يقول أبو عبد الله الزوبعي، أحد سكان قرى زوبع، أنه “باشرنا تنفيذ مهمات حراسة ليلية لمنع السرقات. وقد اشتبكنا بالأسلحة مرات عدة مع العصابات”، مبينا أن “هذه السرقات زادت بعد ارتفاع أسعار المواشي في البلاد. فسعر البقرة الواحدة يصل اليوم إلى 4 ملايين دينار، والخروف 500 ألف دينار. وقد سُرقت 20 بقرة يملكها أقربائي في يوم واحد”.

وانتقد أبو عبد الله “ضعف إجراءات الأجهزة الأمنية، وعدم تصديها للعصابات، رغم كونها تتلقى بلاغات عن السرقات وعن الصدامات مع تلك العصابات”.

واللافت في الأمر هو أن الجيش اعتقل عدداً من أبناء قرى أبو غريب وزوبع كونهم أطلقوا النار على العصابات لمنعهم من الوصول إلى حقولهم.

وفي هذا السياق، تنقل وكالة أنباء “العربي الجديد”، عن أحد أهالي القرى، قوله أن “الجيش اعتقل ابني بعد أن تصدى لعصابة حاولت سرقة أبقارنا، وأطلق النار عليها”، متسائلا: “لماذا لا يعتقل الجنود أفراد العصابات بدلا من أبنائنا؟”.

ويدعو الرجل الجهات الرسمية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية المواطنين وممتلكاتهم.