اخر الاخبار

انتشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي في بداية شهر كانون الثاني الحالي، يظهر طالبة تتحدث عن تعرضها للعنف من قبل مدرستها، ما أثار غضب العديد من الاهالي، إذ قام بعضهم بمشاركة حالات عنف تعرض لها أطفالهم، الامر الذي علله مراقبون بعدم تفعيل دور الباحث الاجتماعي وتجاهل محاسبة مرتكبي العنف بأشد العقوبات.

إحدى الأمهات ذكرت في تعليقات على (فيسبوك) إلى أن ابنتها تتعرض للضرب بالعصا إذا تلكأت في تذكر القصيدة. وفي تعليق آخر ذكر أحد اولياء الامور ان ابنه لم يخبرهم بتعرضه للعنف.

في البصرة تناقلت الاخبار تعرض احدى الطالبات للاعتداء الجسدي من قبل أحد الأساتذة. واكد كادر المدرسة ان الأستاذ عليه العديد من الملاحظات الأخلاقية.

وسيلة للتأديب؟

 تعترف المدرسة سميرة عباس بوجود بعض «المعلمين الذين ينتهجون العقوبات البدنية واللفظية، التي تؤثر على صحة الأطفال جسديًا ونفسيًا وتعيق نموهم الطبيعي»، مردفة أن مدرستها تحرص على عدم التوجه نحو هذه الأساليب الوحشية.

خلال حديثها مع «طريق الشعب»، انتقدت عباس زملاءها في المهنة الذين «يعتمدون على الضرب والاهانة كوسيلة للتدريس». وقالت إن «تعنيف الأطفال ينتشر خاصةً في بداية الدوام المدرسي، ما يسبب للأطفال خوفاً من جوّ المدرسة، تحديدا المراحل الابتدائية الأولى، على الرغم من حاجتهم إلى الشعور بالأمان، وتعزيز رغبتهم في التعلم».

وبيّنت أن من الخطأ «اعتبار الضرب والعنف وسيلة لتحسين سلوكيات الأطفال، فهو بعيد تماما على ان يعد وسيلة للتربية. بل من شأنه ان يخلق مشاكل اجتماعية عديدة».

 وأكدت عباس، «أهمية تفعيل دور الباحث الاجتماعي لتحقيق تواصل دائم ومتابعة مع الأهالي في حالة عدم استجابة الأطفال للمواد الدراسية»، مستبعدة استخدام العنف في هذا السياق.

دور الباحث الاجتماعي

الباحثة الاجتماعية، هدى العامري، التي تعمل في المدرسة نفسها مع سميرة، تقول انه «في الفترات الأخيرة زاد الاهتمام بالباحث الاجتماعي»، لكنها تشدد على ضرورة زيادة الاستعانة بهم في المدارس، حيث يظل عددهم قليلاً مقارنةً بالحاجة الفعلية.

وتضيف في حديثها لـ «طريق الشعب»، أن «العنف لا يحدث فقط من قبل المعلمين، بل يُمارسه العديد من الأهالي تجاه بناتهم. فالفتيات يواجهن العديد من المشاكل النفسية بسبب ذلك، وأسمع قصصًا عجيبة من قبل الطالبات».

ودعت إلى أهمية «تفعيل القوانين التي تحاسب مرتكبي العنف في المدارس، فيما حثت الأهالي والمعلمين على تحمّل التلاميذ، وأن يصبروا في تعاملهم معهم ويسامحوهم عن الأخطاء البسيطة، ويقللوا من مستوى العقوبة في حال كانت الأخطاء كبيرة، دون اللجوء نهائيا إلى الضرب او الإهانة».

عنف متوارث

يقول الناشط في مجال التعليم علي حاكم، مؤسس المدرسة الحرة، إن «بعض الأجيال توارثت العنف، وعلى الرغم من تعرضهم للعنف وتأثرهم به، إلا أنهم ينقلونه للأجيال الجديدة».

وينتقد حاكم بشدة المدرس التربوي الذي يمارس الضرب تجاه تلاميذه، بادعاء تحسين السلوك والمستوى المهني.

ويضيف حاكم في حديثه لـ «طريق الشعب»، أن «خلق الخوف والرعب في قلوب التلاميذ لا يُعتبر أسلوبًا لائقًا بشخصية المعلم، ما يؤدي إلى تغيب غالبية الطلاب عن الدراسة وعدم اهتمامهم بها، ويتحول الاستيقاظ صباحا والذهاب للمدرسة أكبر كوابيسهم». ويشدد على أهمية جعل المدرسة مساحة آمنة للتعلم وتصحيح الأخطاء واكتساب المهارات والمعلومات للتلاميذ، من خلال الاهتمام بالدروس الترفيهية وتفعيل دور الباحث الاجتماعي والنفسي في المدارس، مع إيجاد بدائل للممارسات العنيفة.

وأسس علي حاكم المدرسة الحرة منذ سنوات، وهي مؤسسة تطوعية تسعى إلى خلق رؤى وأساليب جديدة في التعليم. ويأمل حاكم أن تتبنى الحكومة فكرة مشروعه وتطبيقها في المؤسسات التربوية الحكومية.