اخر الاخبار

لم تكن هذه الليلة مثل كل الليالي، فهي متفردة اولا بلم شمل العوائل، واتحدث هنا عما يجري في كل المدن الاوربية في هذه الليلة، بغض النظر عن اصل او عرق او دين القاطنين فيها. وثانيا تتميز هذه الليلة بتوزيع الهدايا وخاصة على الاطفال، حيث يشكل هذا الفعل فرحا اثيريا عند الكبار والصغار.

انا على المستوى الشخصي لا بد لي في هذا اليوم ان اخذ وقتي في “ القيلولة”، على الطريقة العراقية، لكي اكون على استعداد لليلة التي ننتظرها سنة كاملة! لكن الذي يقلق قيلولتي هو واجبي الذي يتلخص في جلب ابنتي وحفيدتي قبيل المساء.

وبين اليقظة والحلم اسمع صوت زوجتي تطلب مني الاستعداد لاخراج السيارة من المرآب!

ركبت السيارة وادرت المفتاح، والغريب اني لم اسمع صوتا للمحرك الا انها كانت تسير كما ينبغي. و” عفست “ على دواسة البنزين لكي اسرع، لان الوقت راح يداهمني .. عدد غريب من السيارات في الشارع، ازدحام غير معهود، الممر الخاص بالباصات والتاكسيات خال من المركبات! بقيت عشرة امتار لاستدير الى اليمين، فدخلت الممر الخاص ودرت كما ينبغي واذا بكمين لشرطة المرور منصوب في الشارع !

طلبوا الاوراق، واعترفت بخطأي، فنصحوني بعدم استعمال الممر الخاص مرة ثانية، مع وصل غرامة 135 مائة وخمسة وثلاثين يورو! انزعجت كثيرا ولم ينفع احتجاجي، ومن شدة انزعاجي اخرجت لفافة تبغ، فالسكائر في هذه المدينة غالية جدا، وبدات بالشهيق والزفير وملأت صدري بالدخان. وقبل ان تحرق اصبعي اللفافة رميتها من الشباك. وما هي الا امتار حتى رأيت سيارة شرطة اخرى تتبعني وتطلب مني التوقف! هنا انتبهت الى انني لم اضع حزام الامان بعد جولتي الاولى مع الشرطة!

قال الشرطي بعد ان طلب الاوراق الخاصة بالسيارة واجازة السوق: عليك دفع غرامة 270 يورو!

قلت : يا سيد ماذا فعلت لأغرم هذا المبلغ؟

اجابني بهدوء يليق بالعيد: 135 لعدم وضع حزام الامان، و135لأنك رميت عقب السيكارة من الشباك!

هذه المرة ايضا لم ينفع احتجاجي! أردت ان اصرخ ولكن لا صوت لي مثل محرك سيارتي!

وهنا كنت قد تاخرت كثيرا على بناتي، واشتغل التلفون من كل جانب، لا اعرف على من ارد اولا، على زوجتي ام على بناتي؟ ومن شدة انشداهي وقلقي ومرارتي عبرت الضوء الاحمر، وهنا حلت كارثة جديدة بـ 270 يورو اخرى، مقسومة على عبور الضوء الاحمر واستخدام التلفون اثناء السياقة.. وصار المبلغ الاجمالي 675 يورو اي ما يعادل مليون دينار عراقي تقريبا، قبل ان تتلاعب الحكومة بقيمة الدينار مقابل “ الازرق” واطّيح حظه وتزيد من معاناة العراقيين..

واهمية قيمة المبلغ - المخالفة يحددها راتبي التقاعدي الذي يقل بكثير عن هذه الغرامات! انه لم يعد عيدا بل كابوسا حقيقيا وكيف استطيع ان استمتع به؟! ولم يكن امامي سوى ان اصرخ واصرخ واصرخ وانا في هذه الحالة من العصبية والهيجان واذا بزوجتي تهزني من كتفي:

ها خير اشبيك؟! كافي نوم .. روح جيب بناتك!!

عرض مقالات: