يحاول الاسرائيليون تصوير عدوانهم الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة، بصورة عملية عسكرية محدودة تستهدف قادة حماس، ويشاركها ذلك كل الداعمين لحرب الإبادة الجماعية (الجينوسايد)، وتتفق معها كل الأنظمة المطبّعة وإعلامها المأجور. كما يقف في صفها “المتثاقفون” المهزوزون المتخاذلون، المستسلمون للاحتلال والذل والهوان، فاقدو الأمل في قدرة الشعوب على تقرير مصيرها بنفسها.
ويتضح أن غاية جعل قادة حماس موضوعا للمعركة غاية خبيثة، يراد منها مصادرة كفاح الشعب الفلسطيني بكل قواه وأحزابه وفصائله، وبكل حركته الاجتماعية ذات التنوع والثراء، ولا يمكن هنا نسيان ثورة الحجارة التي ادهشت العالم في حينها.
هذا إلى جانب الكفاح السياسي الطويل.
وللأسف تمكن هذا الإعلام المضلل تمرير أكذوبته المفضوحة على جزء من الرأي العام، مستفيدا في ذلك من وقائع واحداث معينة مؤسفة.
لكن في كل الأحوال ومع تحفظنا على بعض السياسات وبعض جوانب ادارة السلطة قبل الاحداث الأخيرة في قطاع غزة، نقول انه ما من فصيل فلسطيني يحتكر لوحده تمثيل الشعب الفلسطيني، او مصادرة حقه في الكفاح بكل الأساليب من اجل إنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطين حرة مستقلة وعاصمتها القدس.
ان مشاهدة صور الارهاب المنظم الذي تنفذه قوات الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي، واقترافها أبشع الجرائم بحق الإنسانية، وإيقاعها ضحايا لا يحصرون من المدنيين وبالأخص منهم الأطفال، انما تجري امام أنظار حكومات العالم، دون موقف دولي يردع العدوان وينهيه ولا يكتفي ببيانات الشجب والاستنكار.
ان الكفاح التحرري للشعب الفلسطيني لم يبدأ يوم ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، ولم يتوقف باجتياح قوات الاحتلال لقطاع غزة، وان اصحاب الحق بالأرض سيواصلون كفاحهم بشتى الأساليب والوسائل، حتى استرجاع حقوقهم المشروعة.
وان الشعب الذي لم يتخلّ يوما عن كفاحه، منذ اغتصاب اول بيت من أبنائه المالكين الشرعيين، والذي قدم دفاعا عن نفسه وعن ارضه مئات الآلاف من الشهداء، وتعرض للنكسات والنكبات، وبقي صامدا مرفوع الرأس، هو شعب باسل لن تغمض له عين إلا بعد استرداد حقوقه.
إنه شعب يواصل كفاحه منذ خمسة وسبعين عاما متوالية، ويخوض هذا الكفاح البطولي بقواه وفصائله المتنوعة المعروفة جميعا.
وهو ليس الا كفاح عزةٍ لشعب حرٍ أبيّ، في سبيل وطن الكرامة: فلسطين الدولة الحرة المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس.