لمصلحة من؟!

كشفت الخطة الزراعية التي أعلنت عنها الحكومة عن عجزها على انتزاع حصة العراق المائية من دول المنبع ولجوئها إلى التكيّف مع شحة المياه، مما أضر كثيراً بالمزارعين وقلص المساحات المزروعة للموسم الشتوي ورفع من أعداد المهاجرين من الريف، لاسيما في ظل تقليص الدعم على اسعار البذور والتقاوي والأسمدة والمبيدات والوقود والمكننة. هذا وفيما افتضحت وعود المسؤولين بمساعدة مستخدمي تقنيات الري الحديثة، بعد إن تناست الحكومة استيرادها أو تصنيعها محلياً حتى الأن، ناهيك عن عجز الفلاحين الفقراء على شراء هذه التقنيات، يحذر المختصون من مخاطر التراجعات في الإنتاج الزراعي على الأمن الغذائي للبلاد. 

 النواطير النشامى

 شهد سعر صرف العملة قفزة نوعية بتجاوز قيمة الدولار حاجز 1670 ديناراً، مما أثار قلق المواطنين من ارتفاع الأسعار وتدهور المستوى المعاشي، لاسيما للفئات الكادحة. هذا وفيما تسجل السياسة النقدية للحكومة اخفاقات متتالية أجبرت البنك المركزي على ضخ 50-60 مليون دولار للسوق أكثر من الحاجة الفعلية، يرى المراقبون بأن للفساد الإداري والمالي، الذي يمارسه المتنفذون، دور كبير  في اختلاف سعر الصرف، وفي تهريب العملة من المنافذ الحكومية غير الخاضعة لسلطة القانون، وبتغطية استيرادات بقيمة 25-30 مليون دولار من دول تعاني من عقوبات امريكية، محذرين من تفاقم المشكلة واستنزاف ثروة البلاد ولقمة عيش الناس لصالح الفاسدين.

 «واللي سلاحه ظاهر..»

 كشفت اللجنة الدائمة لتنظيم الأسلحة وحصرها بيد الدولة عن مقترح لشراء الأسلحة المتوسطة من المواطنين، عبر فتح أكثر من 600 مركز لتسجيل الأسلحة وإطلاق تطبيق إلكتروني لهذا الغرض، معلنةً عن وجود 320 موقعاً إلكترونياً لبيع الأسلحة في العراق، وعن سحب أكثر من 25 ألف قطعة سلاح من الوزارات، بلغت قيمتها عشرة ملايين دولار. هذا وإذ يأمل الناس نجاح هذه السياسة، يعربون عن مخاوفهم من معايير مزدوجة في التطبيق، في ظل شرعنة بعض الأسلحة ومنح الحق للبعض بحملها، وغياب الشفافية وعدم القيام بحملة توعوية وتعزيز ثقة الناس بالإجهزة الأمنية وبمشروعية امتلاكها وحدها للسلاح.

 تخريب الإنتاج الحيواني! 

تصاعدت شكاوى منتجي اللحوم والأسمالك والدواجن بسبب تعرض نشاطهم للمنافسة الشديدة مع البضائع المستوردة وغياب الدعم الحكومي لهم وشحة المياه والمراعي وعدم توفر الأعلاف واللقاحات والخدمات البيطرية في ظل انعدام التخطيط الاستراتيجي لهذا القطاع الحيوي. هذا وفيما ينتشر مرض الحمى النزفية في قطعان الماشية بين أونة وأخرى وينخفض انتاج الجاموس بسبب جفاف الأهوار، اعترفت وزارة الزراعة بتراجع الثروة الحيوانية بنسبة 50 بالمائة، لأسباب منها إلغاء الدعم الحكومي لمحاصيل الذرة الصفراء والشعير بشكل كامل فضلاً على ارتفاع كبير في اسعار المستورد بسبب ارتفاع قيمة الدولار، مما ينذر بتدهور أكبر للقطاع الزراعي وبخراب حياة العاملين فيه. 

 وعود انتخابية

 مرة أخرى يكتشف الناس زيف الوعود الإنتخابية للعديد من مرشحي قوى المحاصصة والفساد، والتي تمثلت في ترويج معاملات الجياع للحصول على مخصصات الرعاية الاجتماعية، ومعاملات العاطلين للحصول على فرصة عمل، وطلبات سكان العشوائيات للحصول على سكن لائق وخدمات انسانية، حيث تناقلت الأنباء عن عثور الناس على الكثير من معاملاتهم في حاويات القمامة بدل أن تكون على مكاتب المسؤولين! هذا وفي الوقت الذي لا يكتفي فيه هؤلاء بنهب المال العام وبفشلهم في تطوير البلاد اقتصاديا واجتماعيا وثقافياً، راحوا يلجأون لخداع الناس وتزييف وعيهم وتخديرهم بالوعود الكاذبة، التي لا بد لها ان تفتضح عاجلاً أو آجلاً.