اخر الاخبار

كان للتصعيد الأخير في غزة أثر مدمر على الأطفال والنساء وأسرهم، فهم الضحايا الاكثر تضرراً من جرائم الاحتلال الاسرائيلي، التي أزهقت الارواح واطلقت تفاعلا شعبيا اقليميا وعالمياً رافقته ردود أفعال تضامنية. وبالمقابل يضاعف الاحتلال الاسرائيلي ضرباته واستهدافه للاحياء السكنية مخلفاً الاف الشهداء، بينهم اعداد كبيرة من الاطفال والنساء، وتركت مئات الاسر منازلها الى مناطق “آمنة” بينما طائرات العدوان تلاحقهم حتى في المستشفيات التي لم تسلم من الاستهداف.

الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة بأكثر من 12 ألف طن من المتفجرات، ما يساوي قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما،والقي 33 طنًا من المتفجرات على كل كيلومتر مربع بالمتوسط في قطاع غزة منذ بداية العدوان، خلفت حوالي 7000 شهيد ، وما يقارب 20 ألف جريح اغلبها حالات خطرة.

وقد تضرر حوالي نصف شبكة المياه وهناك مئات الالاف لا يستطيعون الحصول على المياه بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالآبار والخزانات الجوفية ومحطات تحلية المياه، فضلا عن شبكات توصيل المياه ومحطات الضخ، مما يعرض الأطفال لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه. وانخفض إنتاج الكهرباء في مختلف أنحاء غزة بنسبة 70 بالمئة تقريباً، مما جعل المستشفيات تعتمد على المولدات لتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية مع الاستعانة بمولدات الطاقة الشمسية، ولم يترك الاحتلال مكانا لم يستهدفه حتى المخابز والممرات الامنة داخل غزة فهو يتعمد ضرب المدنيين.

لقد تصاعد العنف مخلفا تداعيات نفسية لدى ثلث أطفال غزة بسبب الصدمات العنيفة والصور المؤلمة ، وسببت هجمات طيران الاحتلال تدهورا كبيرا في الخدمات داخل غزة بسبب نقص الكهرباء والمياه ، ما يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال والامهات هم بأمس الحاجة للحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسية والمساعدات الغذائية والدوائية.

ان التصعيد الأخير اطلق احتجاجا شعبياً واسعاً وعالمياً لم يحدث بهذا المستوى من قبل، الكل يتضامن مع فلسطين ومع غزة والقدس والضفة لنصرة قضية فلسطين، لكن هذا  ليس كافيا لتضميد جراح الفلسطينيين ومعالجة الضرر الذي لحق بالاطفال والامهات. فنحن امام جريمة إبادة جماعية تنتهك كل القيم الانسانية التي نصت عليها مواثيق حقوق الانسان ، وقد تعالت الاصوات المطالبة بأدانة أسرائيل لقصفها وحصارها مدينة غزة، والمجازر التي ترتكبها، مما يتطلب ادانة علنية وصريحة من قبل المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي لأسرائيل وحلفائها. وفي المقابل يجب الاسراع في ايقاف هذه الابادة وانهاء الحصار وانقاذ شعب فلسطين وغزة واحترام حقهم في الحياة وتحرير اراضيهم وتوفير الحماية الكاملة لهم، فلا حديث عن السلام بدون السلام لشعب وأرض فلسطين.