اخر الاخبار

بعد أن عَبثت فُؤوس الأيام بأشجارِنا لم نعد نتلمّس الربيع أو الخريف ، لرقتهما ، ولقسوتنا . صرنا نقتات على الأيام المتساوية وندوّر حولها وتدور حولنا حتى مُحيا خَطيّ البداية والنهاية ! لنجلس عندما ينال منا العمر ونستلُ من القلبِ غصًا نديًا ادخره لنا الأباء والامهات بين طيات السنين البعيدة وخبؤوه عن شفرات الفؤوس بقلوبهم ، وسقوه بالتذكر والحنين ليضل غصا طريا  ليُلقننا الربيع ولنبقى على قيد الغد الذي يعدنا بالثمار ، عندما كانت الحرب مشتعلة بثمانها الطوال ، عثرت على ذلك الغصن يلوذ بدولاب ابي وكان على هيئة شريط (سوني) تهجأت الأسم (ق ح ط ان العطار)  ومرت الأعوام وأنا اطارد ذلك البرعم الذي تتلاقفه قلوب اهلي حبا به ، وخوفا عَليّ . كان استرق السمع لسنوات لذلك الربيع المتطاير من مسجل (النشنل) بين الحين والآخر يكفي لقد وشمت بالقلب بساتين من المواويل وتطايرت الروح بعبق يغص بصدقٍ أزلي ، صدقٌ يتسرب للوجدان ويتحكم . صدقٌ بمنتهى الإيمان بالإنسان ووجعه ، صدقٌ علمنا أن الفن الذي لايولد من رحم الحب والناس هو باب للمال فقط ، أن البرعم الندي الذي ادخرته ذاكرة الناس صار شجرة للحب . شجرة لم تقدر أن تنال منها كل فؤوس الدنيا ولم تهزم اغصانها كل منافي الأرض . كل عام وقحطاننا شجرة لاينال منها فأس ولايداهمها خريف

عرض مقالات: