اخر الاخبار

ترجمة: احمد جاسم الزبيدي*

أحلامي -دائما- ترّهاتٌ عجيبةٌ

إذ حلمتُ -اليومَ- بموتي!

قيظُ الظهيرةِ في (وادي داغستان)

الرصاصُ في صدري جاثمٌ بلا حركةٍ

خريرُ النهرِ يجري بقوةٍ

منسيٌّ أنا.. و لا حاجةَ لأحدٍ بي

أمتدُّ على أرضي الحبيسةِ

قبلَ أن  أكونَ أرضاً

سأموتُ أنا..! غيرَ أنهُ

لا عِلمَ لأحدٍ بذلك كي يصلني

إلّا صفيرَ النسورِ، في مكانٍ ما في الأعالي

ونحيبَ الأيائلِ في جانبٍ آخر

منْ سيبكي على قبري؟

إنْ متّ في عزّ شبابي؟

لا أمُ.. لا صديقُ.. لا حبيبة

وماذا بعدُ..؟

حتى النادباتُ لا وجودَ لهنّ

هكذا متُّ هاجعاً ، لا حولَ ولا قوّةَ

فجأةً.. تناهى لسمعي وليس بعيداً

شخصانِ مرّا يتحدّثانِ

بلغتي الأوارية

وفي قيظِ ظهيرةِ(وادي داغستان)

ميّتٌ أنا..! غيرَ أنّ محورَ حديثِ الناس

عن مكرِ شخصٍ اسمهُ( حسن)

ونزوات شخصٍ اسمهُ( علي)

وبضبابيةٍ سمعتُ صوتَ لُغتي

وعادتْ لي الحياةُ، وحانتِ اللحظةُ

وفي حينها أدركتُ أنّ شفائي

ليسَ طبيباً، ولا ساحراً، بل لُغتي

قد تشفي لغةٌ أخرى شخصاً ما

لكنّي لا استطيعُ التغنّي بها

وإنْ اختفتْ لغتي غداً. ؟

أنا جاهزٌ للموتِ اليوم

مُلهَمٌ أنا بها..

دعهم يقولون.. لغتي فقيرة

ودعْ صوتَها لا يصدحُ في منصة الأمم

لأنّ لغتي عظيمةٌ لي

حتى يفهمَ وريثي ( محمود)

هل سيقرأُ -حقاً- الترجمةَ..؟

وهل -حقاً- أنا آخرُ الكُتّابِ؟

منْ سيكتبُ ويغنّي باللغة الأواريةِ؟

أحبُّ الحياةَ والكونَ أجمع

كلّ شئ منه إلى أصغر ركنٍ

والأوفر حبّاً أرضُ( السوفييت)

غنّيتُ لها - قدرَ استطاعتي- بالأوارية

عزيزةٌ عليّ أرضي المزهرة الحرّةُ

كلها-من البلطيق حتى سخالين-

سأموتُ من أجلها أينما كنتُ

ولكن دعهم يدفنوني هنا في أرضي

لتكنْ شاهدةُ القبرِ قريبةً من قريتي

ليتذكّرني الأواريونَ - أحياناً-

وبكلماتٍ أوارية:

(مواطنُنا رسول سليلُ حمزةَ من تساد)..!

ـــــــــــــــــــــــــ

*كاتب ومترجم عراقي يقيم في أوزبكستان. يترجم لـ “طريق الشعب” اول مرة.

************************************************************

باقة / نيكولاي روبتسوف 

ترجمة: تحسين رزاق عزيز*

سأقود دراجتي

مدة طويلة.

سأُوقفُها في المروج الكثيفة.

وسأقطفُ الزهور.

وأُهدي الباقةَ

للبُنَيَّةِ التي أُحبّ.

سأقول لها:

- انفردْتِ مع آخر،

فنسيتِ مواعيدنا،

لذا، خذي هذه الزهور المتواضعة،

بمثابة ذكرى عني!

سوف تأخذها.

لكنها، من جديد في ساعة متأخرة،

عندما يتكثّف الضباب ويزداد الحزن،

ستمر، من دون أن ترفع بصرها،

وحتى من دون أنْ تبتسم...

لا يهم، فليكن.

سأقود دراجتي مدة طويلة،

وسأوقفها في المروج الكثيفة.

ما أبتغي سوى أنْ تأخذَ الباقة َ

البُنَيّةُ التي أُحِب..

*كاتب ومترجم عراقي يقيم في روسيا. يترجم

لـ “طريق الشعب” اول مرة.

*****************************************************************

جنود مجموعة «المركز» / فلاديمير فيسوتسكي

ترجمة: أحمد عبدالكريم حميد

الجندي معافى دائماً،

الجندي مستعد لكل شيء،

نزيح العدو عن الطرقات

مثلما نزيح الغبار عن السجاد.

ولن نتوقف، وستبقى اقدامنا ثابتة،

وستسطع وجوهنا

وتلمع بساطيلنا!

ستطأ أقدام جنود مجموعة «المركز» السهل الملتهب،

سيخطون على كل متر،

سيجولون بكل أوكرانيا.

عد نفسك ان تكون الجندي الأوَّل أو الثاني في الصف!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

الأوَّل يسير إلى الأمام – إلى الجنة!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

والجندي الثاني بطل أيضاً-

سيلحق بك إلى الجنة.

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني.

الجندي الأوَّل والجندي الثاني

الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

أمامنا كل شيء يزدهر –

وخلفنا يحترق كل شيء.

لا يجب التفكير! – مَن معنا.

ومَن يقرر كل شيء بدلاً عنا.

فرحون ولسنا عابسون-

سنعود إلى بيوتنا، حبيباتنا الشقراوات

سيكافئنا كل شيء إلى الأمام، والآن

سيخطو جنود مجموعة «المركز»

على كل متر،

سيجولون بكل أوكرانيا.

-عد نفسك ان تكون الجندي الأوَّل أو الثاني في الصف!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

الأوَّل يسير إلى الأمام – إلى الجنة!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

والجندي الثاني بطل أيضاً-

سيلحق بك إلى الجنة.

-الجندي الأوَّل والجندي الثاني.