اخر الاخبار

هناك امراة تتابع غيمة بنفسجية يمتزج معها  لون الغيمة اللؤلؤي لتعكس غروب الشمس 

امتدت رقبتها بعيدا في ارجاء السماء تبتعد مع الأفق المائلة على طرفي المدينة

انها تمتطي جواد الليل وتطفو فوق دخان سيجارتها .

حين حضر حسب ما طلبت هي ذلك لم تعجبها ملامحه البسيطة

تمتمت بامتعاض قائلة لتلك السيدة البدينة : لا

رحل الاثنان بقيت جالسة على اريكة والدها الذي رحل مازالت رائحة ملابسه لم تغادر انفها آنها تستنشق عطره ورائحته اتبعت كلامها ليتني مت معك يا أبي.

لماذا رحلت وتركتني وحيدة؟ ظهر طيف من خلف الباب انفرج قليلا حتى ظهر طيفها وهي تحمل بيدها كوب شاي ساخن جلس الطيف بالقرب منها وضعت الشاي فوق حافة الطاولة الصغيرة التي تتوسط المكان الصغير حيث الشباك الذي يقابل جدارا اسمنتيا عاليا يحجب اشعة الشمس من التبعثر امام النافذة  يستقر امامها نبات ظلي صغير مصفر  ستائر النافذة من قماش سميك الغرفة المقابلة تبدو بالية الأثاث: سريران حديديان متقابلان وضوء خافت يقابلك البؤس حين ترى الغرفة

امسكت بيدها قالت: سيبرد الشاي

هل تريدين ان أسرح لك شعرك ؟

يدك باردة ولكنها جميلة

اقتربت منها اكثر واضعة راسها على كتفها الايسر  رسم ظليهما على الجدار المتعب  لوحة سريالية

قالت احضري علبة الدخان سحبت سيكارة واشعلت النار، ارتشفت منها رشفة صنع الدخان الابيض حولهما طريقا يشبه طريق الحليب الذي يفرش النجوم في السماء التفت الى ظلها الاخر

قائلة: اتعرفين لماذا نحن متشابهتان الى هذا الحد ؟ ثم ابتسمت نصف ابتسامة

لم تجبها توأمها   الاخر

كانت صورتيهما تنعكسان على المرآة المستطيلة القائمة امامهما

عينها الناعسة تقول الكثير ولكنها اعتادت على الصمت اغلب الاحيان

فتاة تبحث عن غيمة بنفسجيه وسماء زرقاء بلون البحر 

كنت تشخرين في الليلة الماضية انك تنامين بسرعة وانا ابقى افكر في اشياء كثيرة بالنيابة عنك

هل تريدين ان نخرج ونتمشى؟ قال ظلها

نعم أذن سآتي بحقيبتي

تمشيا في اخر النهار في ازقة متعبة الدروب تتاقطع فيما بينها

كان هناك طفل صغير يقف شبه عار وينشر ابتسامات بلهاء على المارة

اصوات النساء القادم من خلف جدران المنازل المثقلة بالمساء

نظر ظلها اليها تقول يا رفيقة الرحم هل ما زلت منزعجة من ذلك العريس؟

رفعت رأسها الى السماء لا تكترثي لأمره كثيرا.

انني افتش عن الغيمة البنفسجية  لا تفكري كثيرا ياظلي الغالي قالت وهي تستند على كتفها واردفت يكفي انك معي

سكت الاثنتان وهما تمشيان بتمايل حتى اصبحتا قريبتين من الساحة الكبيرة التي تتوسطها نافورة عالية 

قالت :انظري الى الماء الذي يرشق السياج الطويل من الآس

نظرت بشغف الى الجهة المقابلة بدأ الضياء يتلاشى شيئًا فشيئا  ولكن بقي خيط رفيع من الشمس في الافق البعيد وسرب صغير من السنونو

اجابتها  تأملي سرب السنونو وهو يخترق صدر الريح على الرغم من صغر حجمه

ردت أختها قائلة لا أجد اللقالق لماذا؟

تحركت شفتيها الصغيرتين باقفال لا ادري لعلها غادرت ولن تعود

نعم نعم …

عرض مقالات: