ضيّف "ملتقى لكش" الثقافي في بغداد، أخيرا، الشيخ طالب السنجري، الذي قدم رؤيته عن "العلاقة بين الإسلام والعلمانية"، في جلسة احتضنتها حديقة مقر الحزب الشيوعي العراقي في الكرادة، وحضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، والسيد رحيم أبو رغيف، وجمع كبير من الشباب المهتم في القضايا الفكرية التنويرية.
أدار الجلسة الحقوقي محمد السلامي. واستبقها بتقديم نبذة عن الشيخ الضيف، مبينا أنه أحد تلاميذ الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وانه كان قد اعتقل معه.
تحدث الشيخ السنجري بعد ذلك عن عائلته وبيئته الأولى التي ترعرع في كنفها، وسط خيمة يسارية تُغطي مدينة الشطرة، مبينا أن هذه المدينة كانت توصف بـ"موسكو الصغرى"، نظرا لانتشار اليسار فيها.
ولفت إلى ان اليسار الشيوعي كان له الدور الأساسي في إشاعة الثقافة في المدينة، تبعه الإسلاميون في حراكهم الثقافي.
ثم تحدث الشيخ السنجري عن التدين المسجدي الطقوسي، الذي ساد بعد ذلك في المجتمع بشكل عام. فيما رأى أن الحياة اليومية ومعاناة المجتمعات الإسلامية، باتت الآن تدعو إلى إسلام علماني. حيث يتدبر المسلم شؤون حياته اليومية، ويطالب بتحسينها ويعمل على تغييرها، في مقابل ادائه واجباته الروحية والأخلاقية. ونوّه الشيخ السنجري إلى ان مفاهيم الإسلام، التي تُستنبط من القرآن والسنة والفقه، قد تلتقي مع العلمانية من حيث العمل على تغيير الحياة نحو الأفضل، مشيرا إلى أنه يتم فصل الدين عن الدولة بما يحقق الخير للمجتمع ويساهم في تطويره ويحقق طموحات أبنائه جميعا، مع التشديد على أن الدين منظومة أخلاقية روحية لا بد من مراعاتها في أي مجتمع، دينيا كان أم علمانيا.
وتابع قوله أن من المشتركات أيضا بين العلمانية والإسلام، حماية الحريات الفردية والجماعية، مشيرا إلى أن القرآن يحث على أن الحرية متاحة حتى في الدين "لكم دينكم ولي ديني".
واضاف الشيخ السنجري، أن من المشتركات المهمة الأخرى بين الإسلام والعلمانية، أن المجتمعات تعمل على ترسيخ الأمن وتطوير الاقتصاد، وهذان الموضوعان لهما أهمية كبيرة لدى الإسلاميين والمدنيين والعلمانيين، على اختلاف أفكارهم. فهم يعملون بجد ويقدمون التضحيات ويضعون الخطط من أجل تحقيق الأمن للمجتمع، إضافة إلى الرخاء والحياة المتنعمة.
وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، وعقّب عليها الشيخ السنجري بإسهاب.