اخر الاخبار

أحيا العشرات من الشيوعيين العراقيين واصدقائهم، اول امس الجمعة في بغداد، يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، في أجواء مفعمة بالوفاء لنضال قادة الحزب الشهداء الخالدين، الذين جادوا بحياتهم في سبيل مبادئهم.

وكما جرت العادة سنوياً، توافد المحتفلون إلى ضريحي القائدين الشهيدين يوسف سلمان يوسف (فهد) وزكي محمد بسيم (حازم) ، في مقبرة "محمد سكران" شمالي بغداد، مؤكدين العزم على مواصلة المسيرة.

لم تنطفئ او تنكفئ

وفي المقبرة، استهل الرفيق أيوب عبد الحسين الاحتفال بكلمة تحدث فيها عن يوم الشهيد الشيوعي وأهميته ورمزيته لدى الشيوعيين والحركة الوطنية في البلاد.  وقال: "نحييكم في هذا اليوم، ونحن نحيي الذكرى السادسة والسبعين ليوم الشهيد الشيوعي.. ذكرى استشهاد قادة حزبنا الاماجد: فهد، حازم وصارم". واستذكر الرفيق عبد الحسين، الرفيق فهد الذي أرسى قواعد النضال بدمه، ورفيقيه صارم وحازم، فضلا عن الرفاق الخالدين سلام عادل والعبلي وخالد أحمد زكي وعايدة ياسين وصفاء الحافظ وسعيد متروك وحيدر القبطان وعلي اللامي وسلام العامود وسعدون وكامل شياع، إلى جانب "سائر قوافل الشهداء الذين مضوا بقلوب ثابتة، فلم يتراجعوا، ولم يساوموا، بل جعلوا من أجسادهم جسورًا تعبر عليها الأجيال نحو وطن حر وشعب سعيد".

وتابع القول: "إنهم شهداء قضيةٍ لم تنطفئ، ولم تنكفئ أمام أعتى أنظمة البطش والقمع، منذ فجر الاستقلال الوطني حتى انتفاضة تشرين، حين امتزجت راية الحزب بدماء شهدائه، فتجدّد العهد، وارتفع الصوت عاليًا بأن الشيوعيين حيثما يكون النضال، يكونون في المقدمة، وحيثما يكون الظلم، يكونون في المواجهة".

قائد وطني امتلك رؤية متكاملة

وكانت لسكرتير اللجنة المركزية للحزب، الرفيق رائد فهمي، كلمة تناول فيها سيرة الرفيق فهد وتاريخه وارثه النضالي ودوره في دعم الحركة الوطنية.

مما جاء في كلمته أن "هذه الذكرى خالدة وعزيزة ليس فقط على الشيوعيين، بل على كل التقدميين في العراق وخارجه. ولعل ما نشرته الحركة التقدمية في الكويت من تقرير وافٍ عن هذه المناسبة يؤكد مدى امتداد تأثيرها وأهميتها".

وأضاف قائلا أن "السلطات الغاشمة، سواء في العهد الملكي أم خلال العهود اللاحقة، ارادت اقتلاع الحزب الشيوعي من جذوره، واهمةً انها باستهدافها قادته ستطفئ وهج الشيوعية فينتهي الحزب ونضاله على أرض العراق".

وتابع القول أن "ما تحقق كان عكس ذلك تمامًا. إذ تعمّقت جذور الحزب أكثر بعد استشهاد قادته، وأصبحت ذكراهم شعلة تُلهم الأجيال الجديدة من الشيوعيين".

واشار الرفيق فهمي الى انه في كل مناسبة تحيى فيها ذكرى الشهداء "نجد الشيوعيين في مقدمة المناضلين، يستلهمون من هذه الذكرى العزم والتصميم والثبات والجرأة لمواجهة التحديات والتصدي للاستبداد في مختلف العهود"، منوّها إلى ان "الرفيق الخالد فهد لم يكن مجرد مؤسس للحزب، بل كان قائدًا امتلك رؤية متكاملة جمع فيها بين النضال الوطني والأممي والطبقي بتميّز وحنكة".

ومضى قائلا أن في ذلك "ما يفسر كون هذه المناسبة تتجاوز حدود الحزب الشيوعي. إذ نجد الكثيرين من الوطنيين والتقدميين والديمقراطيين يستلهمون منها معاني التضحية والنضال"، مضيفا أن "الرفيق فهد لم يكن شخصية شيوعية فحسب، بل كان أيضًا شخصية وطنية بامتياز".

وشدد الرفيق فهمي على "أهمية تخليد اسمه عبر النُصب او  إطلاقه على الشوارع أو المعالم البارزة في مختلف المحافظات، ليبقى حاضرًا في ذاكرة الوطن"، مضيفا أنه ينبغي أن "تظل هذه الذكرى والتضحيات التي قُدمت مصدر إلهام للأجيال القادمة من الشيوعيين والمناضلين، ليس فقط من أجل تحقيق شعار (وطن حر وشعب سعيد)، بل أيضًا من أجل الدفاع عن الحقوق الأساسية، وتحقيق الأهداف الوطنية والاجتماعية والطبقية".

واختتم الرفيق رائد فهمي كلمته بالقول: "اننا إذ نستذكر الرفيق فهد، فإننا نشحذ هممنا ونستمد العزم على مواجهة التحديات الراهنة. فالحزب الشيوعي العراقي لم يكن ليستمر صامدًا 90 عامًا بعد استشهاد قادته، ولم يكن ليستمر فاعلًا في مختلف الساحات والميادين، لولا قدرته على مواكبة التطورات الفكرية والاجتماعية، وحتى التغيرات الدولية التي يشهدها العالم".